الثلاثاء، 15 مارس 2011

 

فيكليوم،نساهم بجهدنا فيتقديمإعلام أفضل وأرقى عنبلدنا،تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS 10ème année, N°39438 du 15.03.2011  

archives : www.tunisnews.net


لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس:دعوة لمسيرة و اعتصام امام وزارة الداخلية التونسية احتجاجا على رفض صور المحجبات في بطاقات الهوية

العشرات من التونسيين يتظاهرون للتنديد بزيارة هيلاري كلينتون

حزب العمال الشيوعي يتحصّل على التأشيرة

جبهة 14 جانفي:بيان

بيان حزب العمال حول « الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي »

المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية:بيان

بيان حزب الخضر للتقدّم

حزب تونسي ينتقد تركيبة الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي

« الأساتذة المطرودون لأسباب نقابية » سابقا:بيان إلى الرأي العام

تصريح صحفي من الدكتور محمد الهاشمي الحامدي

الجزيرة نت:قائد السبسي يزور الجزائر والمغرب

كلمة:الإعلان عن تركيبة الهيأة العليا لتحقيق أهداف الثورة

الجزيرة نت:غرق 35 مهاجرا تونسيا

المرصد:المهدية … السلط الامنية تلقي القبض  على احد اعضاء لجنة حماية الثورة  باولاد احمد بعد وشاية كاذبة  من العمدة

كلمة:تعيين معتمدين من مستقلين أصحاب شهائد عليا

الصباح::الخميس اقتيدوا إلى ثكنة العوينة..والتحقيق تواصل ثماني ساعات…

كلمة:شركة شمال إفريقيا الكويتية تنوي الإستثمار في تونس

 فريد الخياري:رسالة مفتوحة موجهة الى عناية السيدوزير التعليم العالي والبحث العلمي في الحكومة الانتقالية التونسية

اليوم العالمي لمكافحة الرقابة: مراسلون بلا حدود تنشر لائحة أعداء الإنترنت لعام 2011

ندوة العفو التشريعي العام وحل الأمن السياسي

ورشة تكوينية لجمعية « الوعي السياسي »

الصباح:تونس تبحث عن ديبلوماسية جديدة في حجم الثورة… الشاذلي العياري: «جيلنا لم يكن في المستوى»

الصباح:محمد صالح بن عيسى عضو الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي لـ«الصباح»الانتقال الديمقراطي لن يتم دون صعوبات وإشكالات سياسية

سمير حمودة:أحداث قصرهلال:تأجيج النعرات الجهوية حصان طروادة لتواصل فلول التجمع

الشرق:أكدوا أن واقعا جديدا تعيشه الشعوب العربية.. المشاركون في منتدى الجزيرة: وجه المنطقة يتغير.. وموجة الديمقراطية ستصل الدول الإسلامية والإفريقية

مصطفى عبدالله ونيسي:محمّد البوعزيزي قاهر المُستبدين

النشرة الدورية للقائمة البريدية لموقع الشيخ عبد الرحمن خليف العدد34 _ حصاد شهر ربيع الأول 1432

الناصر الهاني:دولة العبادلة الثلاثة وغيرهم أمنيات علّها تتحقق

فوزي مسعود:وأثمر شجر الزقوم بتونس: دعاة التبعية يستعرضون قوتهم

تيسيـر العبيدي:انتفاضاتـهم… وانتفاضتنا

حبيب عيسى:ربيع القومية العربية الشعب أراد … !!

د. عبد الآله المالكي:الظلم الطبقى وانعدام التوازن

رضا المشرقي:لماذا يريدون أن تشذ الدول الاسلامية عن غيرها؟

واشنطن بوست:قتل معارضيه وساند منظمات معادية لأميركا القذافي.. تاريخ دموي

رويترز:هدد الغرب بالتحالف مع القاعدة القذافي: أصدقائي الأوروبيون خذلوني

القدس العربي:وزير الداخلية المصري يقرر الغاء جهاز مباحث امن الدولة


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس  نوفمبر 2010

 https://www.tunisnews.net/30Decembre10a.

 


بسم الله الرحمن الرحيم لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس

دعوة لمسيرة و اعتصام امام وزارة الداخلية التونسية احتجاجا على رفض صور المحجبات في بطاقات الهوية

تونس في 15.03.2011


تعلم لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس الراي العام التونسي و العالمي أنه :
– نظرا لرفض وزارة الداخلية التونسية خلال الأسابيع الماضية اصدار بطاقات تعريف وطنية (بطاقة هوية) للعديد من المواطنات التونسيات بتعلة انهن مرتديات للحجاب في الصور الفوتوغرافية المقدّمة في ملفات طلب استخراج البطاقات ، ومن بين الحالات التي تم رصدها هي حالة السيدة مريم الرزقي التي تقدمت بملفها بتاريخ 16 فيفري بمركز حي الملاحة اريانة العليا ، والآنسة سنية الهداجي التي تقدمت بملفها بمركز الحرس الوطني بمدينة حامة قابس . اضافة إلى عشرات الحالات الأخرى المسجلة في مختلف الولايات التونسية .
– و نظرا لاصدار منشور جديد من قبل وزارة الداخلية خلال الأيام الاخيرة يمنع تسليم بطاقات تعريف وطنية تحمل صور محجبات ، وهذا نصه : عنوان المنشور—  حول مواصفات الصورة في بطاقة التعريف الوطنية
« استنادا لمقتضيات الامر عدد 717 لسنة 1993 ، المؤرّخ في 13-4-1993 – و خاصة الفصل السادس منه الذي ينص على ما يلي : تكون الصورة الفوتوغرافية المشار اليها بالفصلين الثاني و الرابع من هذا الامر من حجم ثلاثة على اربعة صنتمتر تؤخذ وجها على لوحة خلفية من اللون الابيض و بمقياس واحد على عشرة وتبين الشعر والعينين .
فانه يسمح مستقبلا بتسليم بطاقة تعريف للاشخاص الملتحين فقط دون المتحجبات اللواتي عليهن واجب اظهار شعر راسهن في الصورة احتراما للقانون . »
— فان لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس  تحذرمن خطورة استمرار تحكم أطراف معروفة بالنهج الإستصالي والاقصائي الذي كرّسه الرئيس المخلوع ونظامه ضد المواطنات التونسيات المحجبات في الإدارة والمؤسسات التعليمية وحتى في الشارع ، وتطالب وزير الداخلية وكل الجهات المسؤولة في هذه المرحلة الإنتقالية التدخل لإلغاء هذا المنشور الغير دستوري والذي نصفه بمنشور العار، وتمكين المواطنات التونسيات المحجبات من وثائقهن دون قيد أو شرط .
—وتؤكد اللجنة رفضها لهذا المنشور و لكل المنظومة القانونية البائدة في تونس  التي تستدعى إلى أذهان التونسيين سياسات النظام السابق الذي عانت المحجبات في عهده تجاوزات خطيرة مثل الإعتداء بالعنف ونزع الحجاب في الشارع بالقوة والطرد من العمل والدراسة ، وحرمان المحجبات من استخرج وثائق بصورهن محجبات ، وتكريس المنشور 108 سيء الذكر.و تؤكد تمسكها بمبادئ الثورة التونسية الرائدة التي رسمت بدماء شهدائها طريق العدل والحرية و الكرامة.
— كما تستنكر اللجنة التواطؤ المشين و الانتهازية التي تتعامل بها المنظمات النسوية في تونس و المنظمات الحقوقية مع قضايا الانتهاكات التي تتعرض لها المحجبات.
— تدعو لجنة  الدفاع عن المحجبات في تونس مناضليها و احرار الشعب التونسي نساء و رجالا الي تدشين مسيرة و اعتصام  بشارع الحبيب بورقيبة امام وزارة الداخلية للمطالبة برفع هذه المظلمة و ووقف كل الانتهاكات التي تستهدف حرية المعتقد و ممارسة الشعائر الدينية في تونس وذلك يوم الجمعة 18 مارس 2011 بعد صلاة الجمعة على الساعة 13 و30 دقيقة .
— كما ترجو اللجنة من المشاركين اعداد لافتات و شعارات بخصوص الموضوع و الابتعاد عن أي شعارات ذات محتوى حزبي او سياسي و تلتمس منهم خاصة نشر هذه الدعوة بكل الوسائل المتاحة. و الله ولي التوفيق.
—  » و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون »
عن المنسق العام للجنة الدفاع عن المحجبات بتونس      العبد الفقير لله ;  وسام عثمان البريد الالكتروني   : protecthijeb@yahoo.fr     


العشرات من التونسيين يتظاهرون للتنديد بزيارة هيلاري كلينتون


تونس, تونس, 15 (UPI) — تظاهر مساء اليوم الثلاثاء العشرات من التونسيين للتعبير عن رفضهم لزيارة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون المرتقبة لتونس.
وشارك في هذه المظاهرة أكثر من 150 شخصا،وقد جابت شارع الحبيب بورقيبة وسط تونس العاصمة،حيث رفعوا خلالها لافتات وشعارات من قبيل »هيلاري ديغاج »Dégage »(إرحل)،و »لا للوجود العسكري الأمريكي في تونس ».
ويُنتظر أن تصل كلينتون مساء الخميس إلى تونس في زيارة تندرج في سياق جولة بدأتها بزيارة مصر.
وقال إبراهيم. ك (24 عاما) ليونايتد برس أنترناشونال إنه قرر المشاركة في هذه المظاهرة الإحتجاجية للتعبير عن موقفه الرافض « للإمبريالية والصهيونية »، وللتحذير من مخاطر « سرقة الثورة التونسية وتوظيفها لخدمة أمريكا ».
وأضاف إبراهيم وهو طالب بجامعة المنار ،أنه علم بهذه المظاهرة من خلال موقع التواصل الإجتماعي الفايسبوك،فيما حذرت زميلته نادية من ما وصفته بالأهداف الخفية لزيارة كلينتون لتونس.
وإعتبرت أن زيارتها »لن تكون لصالح الثورة التونسية،لأن واشنطن سبق لها أن دعمت الديكتاتور بن علي ».
أما محمد الصالح.س،فقد أشار إلى أن كلينتون « تهدف إلى إجهاض الثورة التونسية من خلال توريط تونس في عمل عدائي ضد ليبيا،وأن الشعب التونسي لن يقبل ذلك ،ولن يسمح لسفاحة العراق أن تطأ أرض الحرية والكرامة ».
وكان عدد من المدونين قد أطلقوا على موقع التواصل الإجتماعي الفايسبوك،حملة للتنديد بزيارة كلينتون لتونس ومصر،ودعوا إلى تنظيم مظاهرة إحتجاجية ساعة وصولها إلى تونس.

يذكر أن عددا من الأحزاب والشخصيات القومية التونسية كانت قد حذرت في وقت سابق من زيارة كلينتون لتونس،ودعت الحكومة التونسية المؤقتة إلى رفض أي طلب محتمل من أمريكا لإستخدام الآراضي التونسية لتوجيه ضربة محتملة لليبيا.
 
(المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 15 مارس 2011)


حزب العمال الشيوعي يتحصّل على التأشيرة


بعد 25 سنة من النضال في السرية… 25 سنة من الصمود والتحدي تحصل اليوم حزب العمال الشيوعي على تأشيرة العمل القانوني… وأجمل ما في هذا الإعتراف أنه جاء بفضل ثورة شعبنا. شكرا لكل شهداء الثورة وهنيئا لكل مناضلات ومناضلي الحزب… وبهذه المناسبة لا يمكن أن ننسى شهيد الحرية رفيقنا نبيل البركاتي الذي استشهد تحت التعذيب بعد عام فقط من تأسيس الحزب الثوري… هنيئا للرفاق في حزب العمال الشيوعي التونسي… هنيئا لتونس بهذا الحزب الثوري… هنيئا للشعب بهذا الرمز النضالي…
 
(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 15 مارس2011)  


جبهة 14 جانفي : بيان


على إثر التطوّرات الحاصلة في البلاد والتي من أهمها استقالة محمد الغنوشي الوزير الأول السابق وتعيين وزير أول جديد وإجراء تحوير على الحكومة والإعلان عن موعد لانتخاب المجلس التأسيسي وحل البوليس السياسي وصدور حكم قضائي بحل التجمع على إثر ذلك فإن جبهة 14 جانفي تعرب عن:
1. إن هذه المكاسب قد تحققت بفضل نضالات جماهير الشعب التي أضربت وتظاهرت واعتصمت في القصبة وعديد مدن البلاد وقدمت التضحيات الجسام من أجل المضيّ قدما في تحقيق أهداف الثورة.
2. إن الطابع الرئيسي لسلوك الحكومة لم يرتق بعد إلى مستوى القطع مع سياسات الماضي، لذلك فإن الاستجابة للمطالب الشعبية لم تكن حاسمة ومنسجمة مع متطلبات القطيعة التامة مع سياسات الاستبداد والفساد والعمالة التي طالما عانى منها شعبنا.
فقد وقع تشكيل الحكومة دون تشاور جدي مع القوى السياسية والتشكيلات المدنية والاجتماعية الفاعلة، وكان من المفروض أن يقع الإعلان عن حل الحكومة ثم إعادة تشكيلها لا أن يقع ترميمها. وقد ظلّت هذه الحكومة محتفظة بعناصر ذات صلة بالنظام البائد، وأخرى تدافع عن سياسات وخيارات ليبرالية أوقعت البلاد ومازالت في أزمات اقتصادية واجتماعية ما انفكّت تتفاقم، وهي تدافع عن إبقاء البلاد ضمن إطار الخضوع لسياسات الهيمنة الامبريالية.
3. تؤكد الجبهة على ضرورة المضيّ قدما في تطهير كامل هياكل الدولة والإدارة من القاعدة إلى القمة من كل المسؤولين الذين تورطوا في جرائم الاستبداد والفساد في كل الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والأمنية والقضائية والإعلامية والثقافية.  
كما تتمسك بمتابعة المسؤولين عن إراقة دماء الشهداء ومعاقبة من تثبت إدانته وجلب من هم بحالة فرار.
وتتمسك الجبهة باسترداد كل أموال الشعب وممتلكاته المنهوبة منقولة وغير منقولة وتسخيرها لخدمة قضايا التنمية والتشغيل وتوفير مقومات العيش الكريم لكل أبناء الشعب وهو الأمر الذي يجب أن يتصدّر اهتمام كل مؤسسات الدولة. وتطالب بتعليق سداد الديون التي تورط فيها النظام البائد مع مؤسسات النهب الدولية.
4. إنّ حل التجمع الدستوري يجب أن يرفق بمحاسبة رموزه ومحاكمتهم على ما اقترفوه، ومنعهم من العودة لإفساد الحياة السياسية بعناوين جديدة وذلك بمنع كل من تحمّل مسؤولية في لجنته المركزية من النشاط السياسي القانوني مدة خمس سنوات، كما أن الإعلان عن حل البوليس السياسي يجب أن يرفق بفتح ملفات هذا الجهاز ومحاسبة المسؤولين فيه عن قتل المناضلين وتعذيبهم والتنكيل بهم وتطهير كل الأجهزة الأمنية من أي تأثير لها، مع إعادة صياغة العقيدة الأمنية بما يتوافق مع أهداف الثورة وتأهيل كل الكوادر الأمنية لتتوافق مع هذه الأهداف.
5. أن انتخاب المجلس التأسيسي لا يجب أن يتم وفق رزنامة مسقطة ووفق صيغ لم يقع التحاور الجدي في شأنها مع كل المكونات السياسية والتشكيلات المدنية والاجتماعية الفاعلة والمناضلة بل يجب أن يتم ذلك في ظل التوافق بين سائر هذه القوى.
6. تعلن الجبهة عن رفضها لأيّ مبادرة لتحديد الخيارات السياسية والاقتصادية وغيرها من قبل الدول الامبريالية، كما ترفض أي تواجد عسكري تحت أي تعلة في المياه الإقليمية أو المجال الجوي أو الحوزة الترابية لبلادنا.
7. تدين الجبهة سعي الحكومة المتواصل لضرب المجلس الوطني لحماية الثورة وإحداث هيئة لم تكن تركيبتها ومهامها وأهدافها محل توافق بين القوى السياسية والمدنية والاجتماعية وذلك في تعارض واضح مع الأرضية التي تأسس عليها المجلس الوطني لحماية الثورة ومع مشروع المرسوم الذي اقترحه ، وفي سعي مكشوف لشقه بإقصاء جزء هام من مكوناته الثورية المناضلة وبدون رجوع للتشاور داخل المجلس.
8. تدعو الجبهة إلى إعادة النظر في هذه الهيئة على ضوء الاتفاقات الحاصلة داخل المجلس الوطني لحماية الثورة في جلسته الأخيرة.
9. تدعو الجبهة كل القوى السياسية الوطنية والتقدمية وكل فصائل الحركة الشعبية والهياكل المحلية والجهوية وعموم تشكيلات حماية الثورة إلى مواصلة اليقظة والنضال لإتمام ما ضحّى من أجله شهداء شعبنا والمضيّ على طريق الثورة حتى تحقيق كل أهدافها.
جبهة 14 جانفي تونس في 10 مارس 2011
 

بيان حزب العمال حول « الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي »


اطلع حزب العمال، عبر وسائل الإعلام، على قائمة الأعضاء المكونين لمجلس « الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي ». وهي قائمة متركبة من 12 ممثل لأحزاب و17 ممثل لمنظمات وهيئات وجمعيات المجتمع المدني و42 « شخصية وطنية ». كما اطلع حزب العمال على جدول أعمال الجلسة الأولى للمجلس المقررة ليوم الخميس 17 مارس 2011، وهو جدول يحتوي على أربعة نقاط من بينها تقديم مشروع النص التشريعي المتعلق بانتخاب المجلس الوطني التأسيسي وتوزيعه على الأعضاء. إن حزب العمال يهمه توضيح ما يلي: أولا: لقد اتصلت الحكومة بحزب العمال على أساس تعيين من يمثله في الهيئة المذكورة، ولكننا طلبنا مهلة، لنقاش المسألة داخلنا ومع حلفائنا في « جبهة 14 جانفي » ومع الأطراف التي نعمل معها في « المجلس الوطني لحماية الثورة »، مع تأكيد أننا، ليس لنا موقف مسبق من هذه « الهيئة » وأن ما يحدد موقفنا منها هو مدى استجابتها، مهمات وأساليب عمل، لمقتضيات التقدم بالثورة وتحقيق أهدافها، ولكن قائمة المشاركين نشرت قبل أن نمد الحكومة بموقفنا. ثانيا: إن الرئاسة المؤقتة وحكومة باجي قائد السبسي الانتقالية تواصلان في نفس الأسلوب الفوقي، البيروقراطي، المعتاد في عهدي بورقيبة وبن علي لفرض إرادتهما على القوى السياسية والشعبية ووضعهما أمام الأمر المقضي. لقد استثنت القائمة أطرافا حزبية وجمعياتية وممثلي الجهات والشباب ومنظماته كما عينت 42 شخصا بصفتهم « مستقلين » دون تشاور أو توافق لا على نسبة المستقلين في « الهيئة » ولا على أسمائهم علما وأن من بينهم من لم يشارك في الثورة ولم يساندها حتى بالقول. ثالثا: إن جدول أعمال الجلسة الأولى لـ »الهيئة » يبيّن طابعها الشكلي، فمشروع القانون الانتخابي للمجلس التأسيسي مثلا تم إعداده من قبل، وسيعرض على « الهيئة » لـ »المناقشة والاستشارة ». رابعا: إن ما أوردناه يؤكد ما نبّهنا إليه منذ البداية من أن الهدف من هذه « الهيئة » هو الالتفاف على « المجلس الوطني لحماية الثورة » وإجهاضه وترك الحكومة تتصرف دون رقيب مثلما فعلت سابقا في تعيين الولاة (مع حكومة الغنوشي) وما تفعله حاليا مع الباجي قائد السبسي في تعيين المعتمدين والمسؤولين الأمنيين والسلك الديبلوماسي ومنح التأشيرات للأحزاب وإحاطة عملية حل جهاز البوليس السياسي بالغموض والالتباس. خامسا: إن حزب العمال بناء على كل هذه المعطيات: يؤكد تمسكه بـ »المجلس الوطني لحماية الثورة » إطارا لقيادة المرحلة الانتقالية ومراقبة الرئاسة المؤقتة والحكومة الانتقالية في ما يتخذانه من إجراءات وقرارات. يعبّر عن رفضه للطريقة التي تم بها تشكيل « الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي » وضبط مهماتها ودورها. يدعو القوى الثورية والشعبية إلى اليقظة والتعبئة الدائمتين حتى لا يقع الالتفاف على الثورة وإجهاضها: من أجل تأجيل موعد انتخاب المجلس التأسيسي والتوافق على موعد جديد يسمح للقوى السياسية والمدن ية والشعبية بالإعداد الجيد له حتى يحقق غرضه. من أجل تعيين المسؤولين الإداريين الجدد في الولايات والمعتمديات والعمادات والمؤسسات الاقتصادية والإدارية العمومية وشبه العمومية والسلك الديبلوماسي بالتشاور والتوافق على أساس معايير تعتمد الكفاءة وتقطع مع النظام السابق وحزبه ومع المنطق الجهوي والعشائري الضيق على غرار ما حصل في تشكيل الحكومة الحالية وفي تعيين المسؤولين في كافة المستويات. من أجل متابعة قرار حل جهاز البوليس السياسي وتتبع المسؤولين فيه عن أعمال القتل والتعذيب والنهب ونشر أرشيفه للعموم وتجريم كل من يقوم Ø �إتلافه. من أجل الاعتراف بكل الأحزاب والجمعيات ومن أجل إلغاء قانون الأحزاب الحالي وكل المنظومة القانونية المنافية للحريات التي سنها بن علي. من أجل حلّ المجالس البلدية التابعة لنظام بن علي وتعيين أطر مؤقتة للتسيير بالتشاور والتوافق إلى حين انتخاب مجالس جديدة. حزب العمال الشيوعي التونسي تونس في 15 مارس 2011
 
(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 15 مارس2011)


المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية البريد الالكتروني marced.nakabi@gmail.com : تونس في 15 /03 / 3011 بيان  


اطلع المرصد التونسي  للحقوق والحريات النقابية  عبر وسائل  الإعلام المختلفة  على قائمة  الأعضاء المكونين  لمجلس  » الهيئة العليا  لتحقيق أهداف الثورة  والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي  » وهي تضم  قرابة 72 ممثلا  عن الأحزاب والمنظمات  والشخصيات الوطنية وبعد تشكيل  هذه الهيئة  يهم المرصد  أن يوضح النقاط التالية :
– لقد وقع  إقصاء المرصد التونسي  للحقوق والحريات النقابية  عن أي مشاورات  حول تكوين  هذه الهيئة آو تركيبتها  أو مهامها  وهو  ما يفند مزاعم الحكومة المؤقتة  حول تشريك كل القوى التي تصدت  للاستبداد  خلال العهد السابق وحسب  ما تؤكده  عشرات  الشواهد كان المرصد  من ضمن القوى التي تصدت للاستبداد . -شمل  الإقصاء أيضا  عديد  الأحزاب  والمنظمات  والشخصيات الوطنية التي تصدت للاستبداد  كما  وقع إقصاء شباب  الثورة  في منطقة سيدي بوزيد  والقصرين وغيرها من المناطق  وهو ما يفند مزاعم الحكومة  حول تشريك القوى  التي شاركت في الثورة . – بعض الأسماء  الواردة في خانة الشخصيات الوطنية  غير معروفة  أصلا  وبعضها  لم نسمع له  صوتا او همسا  ضد الاستبداد ولم  يوقع  حتى على عريضة  ضد النظام البائد  فبأي حق   يقع منحهم  حظوظ  المساهمة ورسم معالم نظامنا  الجديد؟ وبناء على ما تقدم يعبر المرصد عن : – رفضه  للطريقة المعتمدة  في تشكيل هذه الهيئة جملة وتفصيلا . – يعتبر  هذه الهيئة  غير شرعية  ولا تعبر  عن كل مكونات المجتمع المدني  وقواه الحية سواء  التي تصدت للاستبداد  او التي ساهمت  في إنجاح الثورة. – يدعو  إلى إعادة فتح حوارات معمقة  مع كل الإطراف  ومكونات المجتمع  المدني والشخصيات الوطنية  لتكوين هيئة وفق مقاييس عادلة  وشفافة تقطع  مع الإقصاء  ومع كل  الأساليب  التي تمثل تواصلا لنهج النظام السابق  . كما يدعو  المرصد جموع  المواطنين  وشباب ثورتنا  المباركة إلى اليقظة الدائمة   لإفشال  كل مشاريع الالتفاف  على الثورة  سواء  عبر  التصدي للتعيينات المشبوهة  أو  لأي مشروع لا يستجيب  لطموحات شعبنا في الحرية والكرامة . عن المرصد المنسق محمد العيادي — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  


بيان حزب الخضر للتقدّم


 
إيمانا منه بأهميّة حق الإنسان في العيش الكريم في بيئة سليمة خالية من كلّ أشكال التلوّث، فإنّ حزب الخضر للتقدّم يُتابع ببالغ الاهتمام جملة التطوّرات البيئية على الصعيدين الوطني والدولي ويهمّه أن يشير إلى النقاط التالية:
على الصعيد الوطني:
أمام تواصل الاعتصام المفتوح الذي ينفّذه أهالي مدينة « جرادو » أمام مركز تحويل النفايات الصناعية والخاصة الذي تمّ تركيزه على تخوم هذه القرية، يدعو الحزب إلى أهمية الاستجابة لمطالب المعتصمين المنادية بتقديم إثباتات مقنعة حول عدم وجود انعكاسات لنشاط هذا المركز على صحة المواطن وسلامة البيئة على حدّ السواء، كما يدعو الحزب إلى تشكيل هيئة من الخبراء المستقلّين توضّح انعكاسات هذا المركز من عدمها دون أي مزايدات سياسيّة.
كما يدعو الحزب السلطات المعنية بضرورة التدخّل العاجل لوضع حدّ للتلوّث الصناعي الذي تتسبب فيه إحدى الوحدات الصناعية المختصّة في إنتاج الصابون بالمنطقة الصناعية الغدير من ولاية المنستير، ووضع حدّ لهذه الكارثة البيئية التي أثبتت التقارير العلمية مدى خطورتها على الإنسان والبيئة عبر إغلاق هذه الوحدة أو ترحيلها إلى منطقة صناعية أخرى لأنّ مضارها العديدة أصبحت واضحة وجلية للعيان، و يطالب الحزب بضرورة إقرار مبدأ الجباية البيئية الذي يقوم وفقا لقاعدة « من يلوّث أكثر يدفع أكثر »، إلى جانب سنّ تشريعات صارمة وبعث آليات متابعة لتنفيذ هذه القوانين والتشريعات لردع كل من تخوّل له نفسه أن يتلاعب بالمواصفات البيئية التي يتطلبها الاستثمار الصناعي.
أمام ما تتعرّض له العديد من الغابات بقمّرت وبنزرت وعين دراهم إلى عمليات نهب وتقليع للأشجار وما نجم عنه من خسائر فادحة طالت المخزون الغابي يطالب الحزب بالتدخّل الحازم والضرب على الأيادي العابثة بالمخزون الغابي كما يدعو إلى تشديد المراقبة وتوفير الأمن وبرمجة دوريات مع الجيش والحرس الغابي للتصدّي إلى مثل هذه التجاوزات واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
ولا يفوتنا التذكير بما اعتمدته تونس خلال السنوات الأخيرة من مقاربة بيئية خاطئة قامت على مبدأ إقصاء العنصر البشري من عمليّة الاستثمار البيئي التي تحافظ على المحميات الطبيعية لذلك عرفت مختلف هذه المحميات العديد من عمليات التخريب وعليه فإنّ الحزب يطالب بتغيير التصرف في هذه الثروة الطبيعية عبر إدراج مقاربة ترتكز على تشريك متساكني هذه المناطق المحمية في التسيير والتصرف في اتجاه مزيد إدماج المواطنين في هذه المحميات وتحقيق المصالحة مع الأبعاد البيئية.

كما يساند الحزب التحرّكات التي يقوم بها العديد من المواطنين والمندّدة بالانتهاكات البيئية المسجّلة في عدد من الجهات على غرار قابس والمنستير وقفصة وزغوان.
على الصعيد العالمي :
يحذّر الحزب من خطورة التقليل والتهوين من حجم الكارثة التي تتعرض لها اليابان ومخاطرها الدولية على البيئة والمجتمع الدولي، خاصّة وأنّ تسرب المواد المشعة في اليابان مصنّف في الدرجة الرابعة من سلّم الحماية النووية ذي السبع درجات، وعليه فإنّه يشكل خطورة على صحّة الإنسان وعلى البيئة ككل والحال أنّنا لسنا في منأى عن مخاطر هذه الكوارث.
أمام إمكانية وصول الملوثات الإشعاعية لمستويات عالية جدا فإنّ خطر تسرّبها إلى البلدان القريبة والمجاورة لليابان يبقى مرتفعا، بالتالي يدعو الحزب السلطات الوطنية المختصّة إلى إحكام رقابتها الإشعاعية على جميع المنافذ الحدودية لضمان عدم دخول البضائع المورّدة من القارّة الآسياوية التي يمكن أن تكون ملوثة بهذه الاشعاعات المتسربّة.
يجدّد الحزب تأكيد معارضته لإقامة مفاعل نووي ببلادنا ويدعو الحكومة الانتقالية إلى إلغاء الاتفاقيات الدولية التي أمضاها النظام البائد مع عدد من الجهات المختصّة وإفشال مخططاته الهادفة إلى إقامة محطة نووية في البلاد لعدم الحاجة الفعلية لها ولعدم جدواها البيئية والاقتصادية.
أخيرا يدعو الحزب إلى استخلاص العبر المفيدة من الأحداث اليابانية وعدم المضي قدما في تنفيذ برنامج تركيز المحطّة الكهرونووية بتعلّة كون هذا المشروع يندرج في إطار النووي السلمي والذي لا يتجاوز معدّل انتاجه للطاقة الكهربائيّة المحليّة الـ15% وإيقاف التفكير في هذا المخطّط عبر تحويل الاعتمادات المالية التي كانت مرصودة له إلى مشاريع التنمية النظيفة وإنتاج الطاقة الخضراء، خاصّة وأنّ التطور التكنولوجي واتخاذ أقصى درجات السلامة أثبتت فشلها في منع حدوث كارثة في مفاعل « كوفوشيما » وبالتالي انهيار المفاعل النووي وتسرب الإشعاع منه.
حزب الخضر للتقدّم عن/ المكتب السياسي الأمين العام منجي الخماسي  


حزب تونسي ينتقد تركيبة الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي


تونس, تونس, 15 (UPI) — إنتقد حزب الوحدة الشعبية التونسي المعارض بشدة تركيبة الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي،وقال أنه تعرض إلى الإقصاء منها.
وقال الحزب في بيان حمل توقيع حسين الهمامي المنسق العام لهيئته المؤقتة تلقت يونايتد برس انترناشونال اليوم الثلاثاء نسخة منه،إن تركيبة الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي المُعلن عنها أمس « لا تعكس حقيقة الخارطة الحزبية في تونس ». وأضاف أن « الإقصاء قد مورس عليه،وعلى أحزاب أخرى رغم مشاركتها في الثورة ».
وأعلنت أمس الإثنين تركيبة « الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والاصطلاح السياسي والانتقال الديمقراطي » التي تتألف من71 شخصا بين ممثلين عن الأحزاب السياسية (12) وعن الهيئات والمنظمات والجمعيات ومكونات المجتمع المدني (17) و 42 شخصية وطنية.
وستعقد هذه الهيئة بعد غد الخميس أول إجتماع لها سيتم خلاله تعيين نائب الرئيس والمقرر العام والناطق باسم الهيئة،إلى جانب تقديم لجنة الخبراء ولجانها الفرعية،ومشروع النص التشريعى المتعلق بانتخاب المجلس الوطني التأسيسي وتوزيعه على الأعضاء.
ودعا حزب الوحدة الشعبية الحكومة المؤقتة إلى « الحرص على إضفاء تمثيلية أكبر للقوى السياسية دعما لمصداقية الهيئة المذكورة ».
وجدد في بيانه على ضرورة أن تكون الهيئة المذكورة « إطارا لإقرار ميثاق أو عهد وطني ملزم لكل القوى السياسية والاجتماعية حول الملامح العامة لدستور يعزز المكاسب الاجتماعية،ويرسم ملامح دولة مدنية يحكمها القوانين والمؤسسات دون توظيف للدين ودون دور سياسي للجيش وقوات الأمن ». تونس.. الثورة التي ليس لها أبٌ2011-01-22 قيل الكثير عن الثورة الشعبية التي قام بها أشقاؤنا في تونس الخضراء، والتي ستظل علامة فارقة في التاريخ العربي الحديث، وربما تكون مؤشرا لمرحلة جديدة في التعاطي بين الأنظمة العربية وشعوبها، المغلوبة على أمرها في الكثير من الدول.. الشعوب التي تبحث عن  » كسرة  » الخبز، وقبلها الكرامة والحرية اللتين أهدرتهما للأسف أنظمة عربية، فما كان من الشعب التونسي إلا أن انتفض ضد واقعه المرير، الذي عايشه منذ زمن سبق حكم بن علي الممتد لأكثر من 23 عاما، وكرسه بن علي وزاد عليه، ومارس قبضة حديدية على الشعب في مختلف مناحي الحياة، حتى وصل إلى خنقه، فلم يعد يستطيع التنفس.
الثورة الشعبية التونسية لم تكن مبرمجة من قبل كما هو الحال مع كثير من الثورات التي شهدها العالم، فلم يتوقع حدوثها في هذا التوقيت أحد، ولم تتول إدارتها أحزاب في الداخل، أو أطراف من الخارج، أو أفراد لهم دورهم القيادي أو الاجتماعي أو الديني…، انما جاءت ثورة من الشعب بعد أن طفح الكيل، وبلغ الظلم مبلغا فاق كل تصور، وبعد أن (بلغت السكين العظم) كما يقولون.
ربما الثورات التي شهدها العالم في أكثر من بلد حتى القريب منها، قامت بها أحزاب من الداخل، أو تولت إدارتها أطراف من الخارج، لذلك رأينا أن إدارة البلد تولتها تلك الأطراف أو الأحزاب بعد أن نجحت في الإطاحة بتلك النظم المستبدة، كما حصل في بعض دول ما يعرف بالاتحاد السوفييتي سابقا (أوكرانيا مثلا 2004 2005 )، أو الثورة التي قادها الإمام الخميني في إيران 1979.
هذا الأمر اختلف تماما في تونس، فقد انتفض الشعب بأكمله، وقاد ثورة عفوية عظيمة بفضل خطوة أقدم عليها شاب في مقتبل العمر، أحرق نفسه بعد أن ضيق عليه في رزقه المعيشي، وقوته اليومي، فلم يجد أمامه إلا إنهاء حياته بهذه الطريقة الصعبة، حيث أوقد النار في جسده، ولم يعرف أن نار جسده لن تتوقف عند لحمه أو أطراف أعضاء جسده، فما كان من هذه النار إلا أن توسعت دائرتها لتشمل مدن تونس الخضراء، لتحولها إلى بركان يغلي تحت أركان النظام، الذي سرعان ما تهاوى، ولم يصمد أكثر من أربعة أسابيع (28 يوما) تقريبا، على الرغم من كل ما كان يقال عن هذا النظام، وتحويله تونس الى ثكنة عسكرية.
الآن وقد خرج بن علي من تونس كلها، هل سيرفع « الكابوس » الذي ظل جاثما على صدر الشعب التونسي طوال أكثر من عقدين، أم أن التفافا على ثورة الشعب سيحدث، ولن تكون المرحلة المقبلة أكثر من تغيير وجوه؟.
الخوف أن تسرق هذه الثورة، ويركب الموجة من كان بالأمس ماسكا عصا غليظة يضرب بها الشعب، واذا به اليوم يحاول اظهار نفسه بالحمل الوديع، بعد ان خلع جلده، وارتدى عباءة الإصلاح، مدعيا حرصه الشديد على مصالح الشعب والوطن.
كما قلت الثورة لم تقم بها احزاب أو حركات أو أطراف من الداخل أو الخارج، وبالتالي فان الاستيلاء عليها وسرقتها وركوب موجة التغيير والاصلاح.. سيكون هاجسا لدى العديد من المدعين ومقتنصي الفرص، الذين سيبرعون في فن الخطابة لإقناع المواطن التونسي بانه الحامي لمصالحه، والمدافع عن حقوقه، لكن من المؤكد ان الشعب الذي قاد هذه الثورة، وأطاح بواحد من أكثر الرؤساء في العالم حكما بالقبضة الحديدية، لن تخدعه اصوات تتدافع من اجل الوصول الى كرسي الحكم في تونس الخضراء، ولن ينخدع باللافتات التي ترفعها بعض الأطراف للوصول والامساك بزمام الامور.
جسد الشاب محمد بوعزيزي يجب الا يذهب هباء منثورا، والثورة التي قام بها الشعب يجب الا تسرق جهارا نهارا، لذلك فان وجوها اليوم في الحكومة التونسية المشكلة هي نفسها التي ظلت طوال السنوات الماضية تطل على الشعب تدافع عن النظام السابق، وتبرر اعماله، وتتحدث عن معجزات القائد الملهم، فكيف يمكن قبول هذه الوجوه في حكومة جاءت من ثورة شعبية على نظام اتسم بالظلم والقهر والجبروت وقمع الحريات..؟!.
زرت تونس مرتين كانت آخرهما اعتقد في عام 1998 من اجل اجتماع اعلامي، ولمست من بعض الزملاء الاعلاميين التونسيين حجم الرقابة المفروضة، والقمع المسلط عليهم، والنوافذ الاعلامية المغلقة والممنوعة عنهم،..، اضافة الى الحريات العامة التي لا يمكن للشعب ان يمارسها بحرية تامة بعيدا عن اعين المخابرات، التي لا تتورع باقتياد من ترى انه لا يسير في خط السلطة، او ان هواه يخالفها، من ان تقوده الى التحقيق المصاحب بالاذلال ثم الرمي بغياهب السجون بكل بساطة.
الشعب التونسي كما هو الحال مع بقية الشعوب العربية يستحق ان يحكمه من يتمتع بالعدالة والامانة ونظافة اليدين.. ومن يضع مصلحة الشعب والوطن فوق مصالحه الشخصية واطماع ابنائه واسرته واقاربه.. ومن يعمل من اجل الوطن ويحمل هم الوطن، وليس من يحمل ثروات الوطن في حساباته المصرفية. ثورة تونس يجب ان تصحح مسارات بعض الانظمة مع شعوبها، فليس هناك قهر دائم، وليس هناك شعب مستكين وخانع على الدوام، وليس هناك نهب دائم.. وليس هناك قبضة بوليسية دائمة.. ليس هناك شيء دائم، بل حتى الاصدقاء الذين لطالما تغاضوا عن اخطاء بن علي، ودفعوا به لقهر شعبه، والسكوت عن ممارساته القمعية..، هؤلاء الاصدقاء لماذا رفضوا استقباله.. اقربهم امريكا وفرنسا، والغرب بأكمله لماذا لم يرحب به، ورفض حتى تزويد طائرته بالوقود، واليوم يقومون بتجميد ارصدته، ومنع دخول حتى اقاربه اراضيهم؟!.
يجب على تلك الانظمة التي تحارب شعوبها ان تصحو على ثورة تونس، وان تعيد حساباتها، وتعيد قراءة الاحداث، من اجل بناء علاقة جديدة مع شعوبها.. يكفي قطيعة بين بعض الانظمة وشعوبها، آن الأوان الى مراجعة كل الملفات، فاذا ما سقط زعيم او حاكم فان اول المتبرئين منه سيكون الغرب، الذي اليوم له السمع والطاعة من قبل بعض الانظمة والزعامات العربية.
الشعوب هي الحامي الوحيد، وحائط الصد الحقيقي لأي نظام حكم كان، واذا ما تخلت الشعوب عن الانظمة فانه لن تكون لها حماية مهما استعانت بالخارج.. قد يؤخر الخارج السقوط لبعض الوقت، لكن لن يؤخر ذلك للابد أو يمنع ذلك بصورة قاطعة.. الضمانة الوحيدة للانظمة هي الشعوب، ولكن كيف نوجد هذه الضمانة اذا ما كانت العلاقة مقطوعة بين الشعب ونظامه؟.
الشعب التونسي يجب ان يكون واعيا قبل ان تسرق ثورته، وقبل ان يلتف عليها، وتذهب تضحياته سدى، وتعود للحكم وجوه تلبس اليوم اقنعة لطالما دافعت منذ ايام فقط عن النظام السابق، وبررت اعماله وافعاله، فكانت بطانة سوء للنظام السابق، فكيف تصبح بين يوم وليلة المدافع المخلص والامين عن حقوق الوطن والشعب؟ جابر الحرمي Jaber.alharmi@gmail.com2011 © Al Sharq . All Rights Reserved  
 
(المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 15 مارس 2011)

تونس في 14 مارس 2011 « الاساتذة المطرودون لاسباب نقابية »سابقا.

بيان إلى الرأي العام


أخيرا، وبعد 3سنوات ونصف من الطرد التعسفي ،تمكنا نحن -الأساتذة المطرودون عمدا لاسباب نقابية- من العودة المظفرة الى سالف عملنا، هذه العودة التي كانت أحد ثمار ثورة شعبنا التي ننحني إجلالا لشهدائها البررة الذين لولاهم لما تمكن الشعبا من نيل حريته وكرامته بعد عقود من الدكتاتورية والعسف والقهر.إن الثورة التونسية المظفرة أكدت ان إرادة الشعوب لا تقهر وهو ما أثبته شعبنا الصامد في كل جهات تونس ومدنها وأريافها، وأيضا في عديد الأماكن في وطننا العربي الذي نحيّي انتفاضاته في مصر وليبيا واليمن والبحرين والمغرب وعمان والجزائر..  
إننا إذ نعود اليوم للعمل، نعود لتلاميذنا وزملائنا ومعاهدنا، ونسترجع حقا سلبته منا أجهزة الدكتاتورية، فإننا نؤكد للجميع أن ذلك ما كان ممكنا لولا الالتزام الحازم لقطاعنا المناضل وفي مقدمته نقابتنا العامة التي لم تدخر جهدا من أجل إحقاق حقنا، فلها ولكل النقابات الجهوية والأساسية وكل أساتذة تونس كل التحايا والتقدير، نفس التحية نسوقها للقطاعات والهياكل النقابية التي ساندت قضيتنا منذ اليوم الأول لطردنا ونخص بالذكر نقابات التعليم الأساسي والصناديق الاجتماعية وأطباء الصحة العمومية والبريد والاتصالات والصحة والتعليم العالي ومتفقدي التعليم الثانوي والمالية، وكل هياكل الاتحاد العام التونسي للشغل، الاتحادات الجهويةو المحلية التي أطرت تحركات المساندة خاصة بمناسبة الاضراب عن الطعام الذي خضناه طيلة 39يوما من 20نوفمبر الى 28ديسمبر 2007 بمقر نقابتنا العامة وبتأطير منها، وبالمناسبة نحيّي الإطار الطبي وشبه الطبي الذي أشرف على متابعة وضعنا الصحي وفي مقدمته الدكتور سامي السويحلي والممرض زهير نصري.
ان الطرد من العمل الذي طالنا بسبب التزامنا النقابي وانخراطنا في معارك قطاعنا وخاصة إضراب 11 أفريل 2007، فضلا عن ماضينا النضالي صلب الاتحاد العام لطلبة تونس ومواقفنا السياسية المعارضة للدكتاتورية.
نفس التحية نسوقها إلى كل فعاليات المجتمع المدني والسياسي المحلي والدولي الذي ساند قضيتنا ورفض الاضطهاد الذي تعرضنا إليه، ونخص بالذكر الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والاتحاد العام لطلبة تونس والهيئة الوطنية للمحامين وجمعية مقاومة التعذيب ومنظمة حرية وإنصاف وجمعية النساء الديمقراطيات…، وكل أحزاب المعارضة الجدية وصحفها ووسائل الإعلام الحرة وفي مقدمتها « قناة الحوار التونسي » التي نثمن عاليا الجهد الممتاز الذي بذلته من أجل العريف بقضيتنا منذ اليوم الأول لطردنا وخلال إضراب الجوع وإثره.
نحيي كذلك اللجان التي تكونت للدفاع عنا ومنها اللجنة الدولية التي كونها في باريس رفاقنا المناضلون السابقون بالاتحاد العام لطلبة تونس واللجنة الوطنية التي نسّق أعمالها المناضل والزميل عبد الرحمان الهذيلي.
ولا يفوتنا أن نعترف بالجميل لمن شد أزرنا في اللحظات العصيبة خاصة في إضراب الجوع الذي ما كان له أن يستمر لولا الدور المحوري الذي لعبته تلك المرأة الكادحة(أمي حبيبة) التي يعرفها النقابيون ويعرفون دورها أيام المحن التي عرفتها الحركة النقابية التونسية، لهؤلاء جميعا ولمن لم نذكرهم كل التحية والتقدير، واننا سنبقى ما حيينا حافظين للجميل وللعهد، فلولا هؤلاء ما انتصرت قضيتنا وما استعدنا حقنا. *عاش نضال أساتذة تونس. *عاشت ثورة الشعب التونسي.
« الاساتذة المطرودون لاسباب نقابية »سابقا. -معز الزغلامي -محمد المومني -علي الجلولي  


بسم الله الرحمن الرحيم

تصريح صحفي من الدكتور محمد الهاشمي الحامدي

الإثنين 10 ربيع الثاني 1432 الموافق 15 مارس 2010  


تلقيت خلال الأسابيع القليلة الماضية رسائل من عدد كبير من المواطنين التونسيين، رجالا ونساء، تدعوني للمشاركة في الحياة السياسية التونسية، وتطلب مني بإلحاح العودة إلى أرض الوطن والترشح لقيادة البلاد في الفترة المقبلة. ولهؤلاء جميعا أسجل امتناني الكبير وأشكرهم من أعماق الفؤاد على حسن ظنهم بي. لقد فكرت مليا في هذه الدعوة، واستشرت عائلتي والكثير من الأصدقاء، وقررت في النهاية التجاوب معها، من منطلق الإيمان بأن تحقيق أهداف ثورة الحرية والكرامة في تونس يتطلب مساهمة جميع التونسيين في خدمة الوطن وبناء المستقبل المشرق العزيز وضمان نجاح التجربة الديمقراطية الجديدة. وفي هذا السياق، أعلن أنني أنوي التعاون مع الذين اتصلوا بي من الأصدقاء والأنصار للمشاركة في انتخابات المجلس التأسيسي ضمن قوائم مستقلة، وتشكيل الحكومة المقبلة إذا فازت قوائمنا بثقة الشعب، وتنفيذ برنامج عمل يحدث ثورة اجتماعية حقيقة في البلاد، ويرسي أسس العدالة الإجتماعية، وخاصة من خلال توفير خدمة الصحة المجانية لجميع المواطنيين، وصرف منحة شهرية لجميع الباحثين عن عمل مقابل العمل نصف وقت لصالح المجموعة الوطنية. أكثر من 20 ألف شخص يؤيدون العريضة الشعبية وأحب أن أخبر المهتمين من بني وطني أن عددا من الأصدقاء والأنصار تطوعوا منذ السادس من مارس الجاري لجمع التوقيعات على عريضة تتضمن عدة مبادئ وأهداف مهمة، وتتضمن أيضا دعوتي للعودة إلى أرض الوطن والمشاركة في الحياة السياسية التونسية. وقد علمت من هؤلاء المتطوعين أن عدد المؤيدين لغاية اليوم 15 مارس تجاوز العشرين ألفا.

نص العريضة الشعبية للحرية والعدالة والتنمية

28 ربيع الأول 1432 الموافق 3 مارس 2011 إن التونسيات والتونسيين الموقعين على هذه العريضة: 1 ـ  يترحمون على أرواح شهداء ثورة الحرية والكرامة، ويتعهدون بالوفاء لدمائهم الطاهرة الزكية، ويدعون جميع بنات وأبناء الشعب التونسي للوحدة والتضامن والتكاتف من أجل بناء تونس الجديدة التي ضحى من أجلها الثوار وكافحت في سبيلها أجيال كثيرة من التونسيين على مدى العقود الماضية. 2 ـ يرحبون بما جاء في خطاب رئيس الجمهورية المؤقت السيد فؤاد المبزع يوم 3 مارس 2011، ويدعون جميع التونسيين إلى المساهمة بحماس في إنجاح المرحلة الإنتقالية التي تمهد لانتخاب أعضاء المجلس التأسيسي يوم 24 جويلية، ومساندة الحكومة الإنتقالية حتى تقوم بأداء واجباتها في أفضل الظروف. 3 ـ يقترحون على الحكومة الحالية والحكومات التي ستليها أن تجعل من اولوياتها تأمين حق العلاج المجاني لجميع المواطنين. 4 ـ يقترحون على الحكومة الحالية والحكومات التي ستليها أن تجعل من أولوياتها صرف منحة شهرية للعاطلين عن العمل مقابل عملهم نصف وقت لصالح المجموعة الوطنية، وذلك إلى حين حصولهم على عمل قار. 5 ـ يتطلعون إلى المساهمة في اختيار أعضاء المجلس التأسيسي في انتخابات حرة ونزيهة، ويرون أن الدستور الجديد للجمهورية التونسية يجب أن يكفل قيام نظام سياسي ديمقراطي يمثل إرادة الشعب، ويلتزم بمبادئ حقوق الإنسان، ويحترم الهوية العربية والإسلامية للبلاد، ويدعون إلى أن تتوزع السلطات في النظام الجديد بين رئيس الجمهورية ومجلس النواب، مع ضمان الفصل بين السلطات وضمان استقلالية السلطة القضائية. 6 ـ يكلفون الدكتور محمد الهاشمي الحامدي بتمثيلهم والحديث باسمهم في المحافل الوطنية والعمل على ضمان مشاركتهم الفاعلة في انتخابات المجلس التأسيسي المقبل والمواعيد السياسية المهمة المقبلة. انتهى التصريح ـ للتعليق والتواصل: البريد الالكتروني: info@alhachimi.net  


قائد السبسي يزور الجزائر والمغرب


حل مساء اليوم الوزير الأول التونسي الجديد (رئيس الوزراء) باجي قائد السبسي بالجزائر في أول زيارة له منذ تعيينه قبل أسابيع بعد استقالة سابقه محمد الغنوشي، تقوده أيضا إلى المغرب. وسيقوم المسؤول التونسي -الذي يقود حكومة مؤقتة إلى حين إجراء الانتخابات- بإطلاع القادة الجزائريين والمغاربة، على رأسهم الرئيس الجزائري وملك المغرب، على الوضع داخل تونس بعد الإطاحة بنظام زين العابدين بن علي في 14 يناير/كانون الثاني الماضي، وصرح قائد السبسي بأنه سيستمع لرأيهم بشأن ما يجري في بلاده. وبعد الجزائر يقصد قائد السبسي المغرب حيث سيلتقي العاهل المغربي محمد السادس ومسؤولين مغاربة آخرين، ويعرف كلا البلدين المغاربيين حراكا سياسيا واجتماعيا من مظاهرات واحتجاجات وإضرابات في الجزائر تطالب بإصلاح سياسي وتحسين الأوضاع المعيشية، لكنها قوبلت بتدخل أمني لتفريقها. حراك وكان البرلمان الجزائري قد وافق قبل أيام على قرار بوتفليقة إنهاء حالة الطوارئ التي تعيشها البلاد منذ 19 سنة، والتي فرضت لمواجهة أعمال العنف والقتل التي عاشتها الجزائر، ويجري الحديث عن مشاورات للرئيس لإدخال إصلاحات سياسية واسعة تتمثل في حل البرلمان وتعديل الدستور. وفي المغرب أصيب يوم الأحد الماضي العشرات، بعضهم حالته خطيرة، خلال تدخل أفراد الشرطة لتفريق مظاهرة في مدينة الدار البيضاء، ونقلت وسائل إعلام أن تدخل الأمن كان الأشد عنفا منذ بداية الاحتجاجات التي يعرفها المغرب بدعوة من عدة جهات أبرزها حركة 20 فبراير الشبابية، والتي تطالب بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية واسعة. وتحت وقع هذه الاحتجاجات أعلن الملك المغربي الأربعاء الماضي عن تعيين لجنة لصياغة إصلاح الدستور بما يوسع من صلاحيات الوزير الأول (رئيس الوزراء) ويضمن آلية لمحاسبة المسؤولين، وضمان استقلال القضاء إلى جانب الحكومة والبرلمان، ويكرسه كمؤسسة دستورية.       المصدر:الفرنسية (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 15 مارس 2011)


الإعلان عن تركيبة الهيأة العليا لتحقيق أهداف الثورة


حرر من قبل التحرير في الأثنين, 14. مارس 2011 أعلن يوم أمس الإثنين 14 مارس عن تركيبة الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والاصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي والمعروفة سابقا بلجنة الإصلاح السياسي. وستعقد الهيأة جلسة يوم الخميس 17 مارس للنظر في عدة قضايا منها تعيين نائب رئيس ومقرر عام للهيأة، و تقديم مشروع النص التشريعى المتعلق بانتخاب المجلس الوطنى التأسيسي.  ويضم مجلس الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي في عضويته 12 ممثلا عن الأحزاب السياسية المعترف بها، و16 ممثلا عن المنظمات والجمعيات و42 شخصية وطنية. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 14 مارس 2011)
 

غرق 35 مهاجرا تونسيا


أعلنت الشرطة الإيطالية أن 35 مهاجرا تونسيا من مجموع 40 كانوا على متن مركب غرقوا ليلة أمس بينما كانوا في طريقهم إلى جزيرة صقلية الإيطالية، في حين نجا خمسة منهم بعد صعودهم إلى مركب آخر نقلهم إلى الشاطئ.   وذكرت وكالة الأنباء الإيطالية (آكي) نقلا عن الشرطة أن المركب ربما يكون قد غرق بعد إبحاره من مدينة جرجيس التونسية. وشهدت السواحل الجنوبية لإيطاليا بين الليلة الماضية وصباح اليوم الثلاثاء موجة جديدة من مراكب الهجرة غير الشرعية حملت معها أكثر من 1000 مهاجر. وأعلن خفر السواحل أن 926 مهاجرا من شمال أفريقيا وصلوا على متن عشرة مراكب إلى جزيرة لامبيدوزا بين العاشرة من مساء أمس حتى الثامنة من صباح اليوم. وأضاف المصدر أن أحد هذه المراكب غرق بسبب الطقس غير المعتدل واستطاعت زوارق الخفر أن تنقذ عشرة مهاجرين. وقالت الشرطة في بيان آخر إن مركبا يحمل 80 مهاجرا وصل إلى شواطئ جزيرة كونيليو القريبة من لامبيدوزا بينهم قصّر. وبلغ عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى سواحل إيطاليا الجنوبية في الساعات الـ24 الماضية 1623، جميعهم من تونس، جاؤوا على متن 21 مركبا، والعدد مرشح للزيادة في الساعات المقبلة، حسب نفس المصدر.   
 
المصدر:يو بي آي (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 15 مارس 2011)


المهدية … السلط الامنية تلقي القبض  على احد اعضاء لجنة حماية الثورة  باولاد احمد بعد وشاية كاذبة  من العمدة


وقع  اليوم إيقاف   المبروك بن احمد المعاوي  احد أعضاء  اللجنة  المحلية  لحماية الثورة بأولاد احمد بعد الاعتداء عليه بالعنف الشديد  من طرف مجهولين  يعتقد أنهم من أزلام النظام السابق وبقاياه  وله شهادات  طبية تثبت هذه الاعتداءات علما انه تعرض في السابق إلى تهديدات  بالقتل  ورغم اتصاله بالسلط الامنية  وتقديم شكاوى في الغرض  إلا انه لم يتم التحقيق بجدية في هذه الشكاوى ووقع التعامل معها بلامبالاة كبيرة .
على كل  وقع إيقاف  المبروك  بن احمد من طرف السلط الامنية  بعد وشاية كاذبة من عمدة المنطقة  رغم إصابته على مستوى  رجله  وقد توجه  زملائه  في اللجنة المحلية  إلى الاتحاد الجهوي  للشغل بالمهدية وهم يرابطون هناك إلى حدود الساعة ( السابعة  مساءا )  للمطالبة  بإطلاق  زميلهم  وقد تفاعل معهم الاتحاد الجهوي للشغل  وفرع الرابطة بالمهدية بكل  ايجابية  وقدما لهما  الدعم المعنوي  اللازم .
إن  شباب أولاد احمد مصرون على إطلاق سراح  المبروك بن احمد   هذه الليلة  وهم  يؤكدون ان ثقتهم كبيرة في القضاء . كما يرفعون  صوتهم عاليا : نريد الحرية  والكرامة للريف لا للوصاية على الريف من اجل  يتحرر ريفنا  من كل اشكال الهيمنة  وبقايا النظام السابق .
مراسلة  خاصة بالمرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux

 

تعيين معتمدين من مستقلين أصحاب شهائد عليا


حرر من قبل التحرير في الأثنين, 14. مارس 2011 أشرف الوزير الأول المؤقت السيد الباجي قائد السبسي يوم أمس الإثنين 14 مارس 2011 بالقصبة على اجتماع مع وزيري الدفاع الوطني والداخلية والوزير المعتمد لدى الوزير الأول، وذلك للنظر في إعادة تسيير الإدارة الجهوية وخاصة تعيين معتمدين جدد.
وقد تقرر تعيين معتمدين مستقلين من أصحاب الشهادات العليا، و تعويض مجالس البلديات.  
وكانت عديد المعتمديات قد عبرت عن رفضها لإعادة توزيع المعتمدين السابقين من ذوي الإنتماءات التجمعية، وهي الخطوة التي لاقت استهجانا من النشطاء السياسيين وشباب الثورة ووصفت باستماتة رموز التجمع في المناورة والتمسك بالمناصب السابقة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 14 مارس 2011)
 


محاكمة الخميس اقتيدوا إلى ثكنة العوينة..والتحقيق تواصل ثماني ساعات…
« رشوة » مصفاة الصخيرة.. الحصول على منافع دون وجه حق ..استغلال النفوذ وجرائم تعذيب لمساجين سياسيين أبرز التهم الموجهة لثلاثتهم  


 
في مشهد غير معهود، مثل يوم السبت الماضي كل من عبد العزيز بن ضياء وعبد الوهاب عبد الله وعبد الله القلال أمام قاضي التحقيق الخامس بالمحكمة الابتدائية بتونس السيد منذر بن جعفر الذي أمر بعد التحقيق مع ثلاثتهم لمدة فاقت الثماني ساعات بايداعهم السجن لمواصلة التحقيق معهم في قضايا فساد سياسي ومالي واستغلال النفوذ، وقد تم اقتيادهم الى سجن المرناقية.
وكان « العبادلة الثلاثة » الذين ظلوا رهن الإقامة الجبرية لما يزيد عن الشهر ونصف الشهر، وبالتحديد منذ 23 جانفي الماضي، اقتيدوا بعد ظهر الخميس الماضي من قبل فرق من الحرس الوطني إلى النيابة العمومية التي لم تستجوبهم واكتفت بعد 20 دقيقة من إحضارهم إلى الإذن بإيقافهم واقتيادهم إلى القاعدة العسكرية بالعوينة أين يتواجد كذلك عدد من أفراد عائلة الطرابلسي وبن علي رهن الإيقاف.
وحسب بعض المصادر من داخل المحكمة فان التحقيق انطلق يوم السبت مع عبد العزيز بن ضياء وتواصل هذا التحقيق لأكثر من أربع ساعات ثم وبعد ذلك تم استدعاء عبد الوهاب عبد الله ومن بعده عبد الله القلال ليتواصل التحقيق على مدى ثماني ساعات تقريبا.
وكان ثلاثتهم مصحوبين بلسان الدفاع الذي نفى التهم الموجهة الى موكليه كما طعنوا في الإجراءات. وقد وجه قاضي التحقيق للمتهمين الثلاثة عديد التهم تراوحت بين الاختلاس واستغلال النفوذ والإضرار بمصالح البلاد.
وكان 25 محامياً تقدموا بعريضة قضائية ضد عشرة مسؤولين سابقين في التجمع الدستوري الديمقراطي ويتعلق الأمر بمحمد الغرياني الأمين العام للتجمع، وعبدالله القلال، ورضا شلغوم، وزهير المظفر، وعبدالرحيم الزواري، والشاذلي النفاتي، وعبدالعزيز بن ضياء، وحامد القروي، وكمال مرجان وعبدالوهاب عبدالله.
وجاء في العريضة « أن التجمع الدستوري الديمقراطي قد تمكن منذ تأسيسه بتاريخ 27 فيفري 1988 من الاستيلاء على عشرات المليارات من المال العام، وقد استغل المدعى عليهم وظائفهم للتصرف بدون وجه حق في أموال عمومية وعقارات كالاستحواذ على عقارات المجموعة الوطنية  وتخصيص  مقرات بكل إدارة عمومية واستغلالها للشعب المهنية التي فاق عددها 7000 شعبة  علاوة على تمكين ما لايقل عن 3000 كادر ومنتدب للتجمع واعتباره منتسبا للوظيفة العمومية والتصرف المباشر  في معدات المؤسسات الراجعة للدولة  منذ 23 سنة ».
ويذكر أن القضاء التونسي كان اصدر الأسبوع الماضي إذنا بسجن وزير الداخلية السابق رفيق بلحاج قاسم، وتوجيه « تهمة القتل العمد » له على خلفية تورطه في قتل العشرات منذ انطلاق الثورة يوم 17 ديسمبر 2010 إلى حد إعفائه من مهامه قبل فرار الرئيس المخلوع. كما ان القضية المرفوعة من قبل المحامين الـ 25 ضد الأسماء العشرة من المسؤولين السابقين ضمت كذلك أسماء كل من عبير موسي وهاجر الشريف وعادل الجربوعي ورضا سعادة ومنصف بن حميدة الذين تحملوا مسؤوليات في الإدارة المركزية للتجمع.
وتمت إحالة المستشار السابق عبدالوهاب عبدالله إلى القضاء إثر توجيه سفير تونس في قطر أحمد القديدي تهمة الرشوة لهذا الأخير على خلفية طلبه عمولة بعنوان رشوة لإنجاز مشروع « مصفاة الصخيرة » النفطية بالجنوب التونسي.
أما بالنسبة إلى عبدالعزيز بن ضياء وعبدالله القلال فقد وجهت لهما تهماً تتعلق بالحصول على منافع دون وجه حق، واستغلال النفوذ، فضلاً عن جرائم تعذيب لمساجين سياسيين تورط فيها القلال خلال توليه حقيبة الداخلية.
والى جانب هذه التهم الموجهة إليهم، فان بعض الأطراف الأخرى بمن في ذلك مواطنون عاديون بدأوا في إجراءات التقاضي الفردي ضد عدد من رموز النظام السابق على خلفية ما لحقهم من أضرار مادية ومعنوية خلال فترة حكم النظام السابق.
وكان قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس استمع قبل ذلك إلى  أربعة محامين من رافعي القضية الذين قدموا للقضاء ما اعتبروه أدلة على فساد المشتبه بهم وتتمثل في قرارات ومراسلات لتحويل المال العام  ووثائق أخرى تثبت كيفية إفلاس مؤسسات القطاع العمومي عن طريق التخصيص وبيان التجاوزات في الصناديق الاجتماعية  علاوة على عدم خضوع الحزب إلى المحاسبة وعدم تقديمه موازنته إلى دائرة المحاسبات مثلما ينص على ذلك قانون الأحزاب كما أن بناء المقر الرئيسي للتجمع الكائن بشارع محمد الخامس  تم تمويله من قبل الدولة وكذلك تمويل تهيئة وأنشطة عديد الشعب الدستورية بواسطة أموال عمومية.
وينتظر أن يمثل خلال هذا الأسبوع أمام قاضي التحقيق عدد آخر من رموز النظام السابق.  سـفـيـان رجـب (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 15 مارس 2011)


شركة شمال إفريقيا الكويتية تنوي الإستثمار في تونس

حرر من قبل التحرير في الأثنين, 14. مارس 2011 جاء في موقع شركة الكويت القابضة « كيبكو » أن شركة شمال إفريقيا التابعة لها اقتربت من شراء حصص في شركتين في تونس إحداهما تعمل في المجال الصحي والثانية بالقطاع الزراعي. وأكدت مصادر بالشركة أن حجم الحصص هام وأن المفاوضات وصلت لمراحل متقدمة، من المنتظر أن يعلن عنها أواخر الشهر الحالي أو بداية شهر أفريل القادم. وأكدت الشركة أن الهدف من شراء هذه الحصص هو تنويع الإستثمار في سوق اعتبرتها واعدة، وقالت إن لشركة تنوي الدخول في النشاط العقاري من خلال شراء إحدى الشركات العقارية. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 14 مارس 2011)  


سوسة،في8مارس2011

رسالة مفتوحة موجهة الى عناية السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي في الحكومة الانتقالية التونسية


السيد الوزير، في هذه الأيام التاريخية التي تعيشها بلادنا العزيزة أقترح على جنابكم مقاسمة آمال وطموحات جسم المدرّسين والباحثين الجامعيين التونسيين بصفتي مدرّسا باحثا أنتمي الى هذا الجسم الغيور على طموحات ومكاسب ثورة وطننا العزيز.

لقد قال المجتمع التونسي كلمته الحاسمة فطرد عبر انتفاضته المجيدة الحضارية جلّاده الأمي الذي حكمنا طيلة ثلاث وعشرين سنة بقوة الحديد والنار،وبسلطة الأمر الواقع الكريه،وقد كانت الأضرار الناتجة عن هذه الحقبة المظلمة كارثية:الغاء الحريات العامة الأساسية،منع التجمع والتظاهر،منع حرية التفكير والتعبير،حجب الحريات الدستورية بعد التلاعب بالدستوروتطويعه لنزواته ومخططاته الهادفة الى تأبيد سلطته.
وقد انتفض شعبنا وقال كلمته في الأمر واضعا نقطة نهاية لهذه الصفحة المظلمة المرعبة مضطرا الطاغية-اللص على الفرار من التراب الوطني لتطهيره من دنسه،وكان القدر في الموعد لتلبية رغبة الأمة في الخلاص بعد تقديمها ضريبة الدم،دم الشهداء الأطهار فتساوى موعد14جانفي2011 مع مواعيد الاستقلال مع ما تطلبه جميعها من شهداء وتضحيات بطولية.وقد استنشق شعبنا وبصفة مبكّرة عبق الحرية برائحة الياسمين تكريما لهذا الشعب الأبي الذي تعود أصوله الى حوالي ثلاثة آلاف سنة،,الذي أثبت استعداده بكل شجاعة وارادة عميقة للحظات الحاسمة التي تدلل على عشقه واستماتته في طلب الحرية؟؟؟
فعادت الثقة الى النفوس وبدأت الأحلام تطفو الى السطح من جديد آملة في الانتقال الى الواقع الحي ،الأحلام التواقة الى تكريس الحريات والحقوق لعموم أفراد شعبنا ولجسم الجامعيين الذي أعطى ولا يزال يعطي لبناء الدولة التونسية الحديثة. وقد شجعتنا انتفاضة الحرية والكرامة،اتفاضة14جانفي2011على احياء مطالبنا المشروعة التي لم تغادرنا حتى في أحلك ظروفنا خلال العهد البائد،ولعل الاضراب الاداري الذي خاضه قطاعنا سنة2005 والذي تعاملت معه الوزارة أنذاك بكل أنانية وصرامة،وبرغم ذلك فاننا فزنا بتلك المحطة-الرمز باجماع القاصي والداني؟؟؟
ولعل السؤال الذي يتبادر الى ذهنكم الآن:ماذا كانت وماهي أحلامكم التي عادت الى السطح مجددا وظللنا نحميها ونتحلّق حولها،الحلم الأساسي هو وضع مشروع متكامل للنهوض بمنظومتنا الجامعية،مشروع يعتمد تبادل الآراء والخبرات لاعداد أمتنا التونسية للاستحقاقات التاريخية لعل أبرزها النهوض بجامعاتنا والوصول بها الى مصاف الدول المتقدمةعلميا وتكنولوجيا.ونقترح عليكم استعدادا لهذا الاستحقاق الاستراتيجي الدعوة الى انعقاد المجلس الأعلى للجامعات مركزيا وجهويا لارساء حوار ضروري ومتأكد،وحتى ان كانت الحكومة التي تنتسبون اليها انتقالية ومؤقتة فهي تستمد شرعيتها من الثورة لذلك فان عملكم في ما بقي من المدة قبل الانتخابات يمكن أن تشهد وبدعمكم المميز انطلاقة جديدة لحوار جديد على أساس المشروع المنتظر؟؟؟
ويمكن اشراك المدرسين-الباحثين الجامعيين في تصور هذا المشروع عبر الحوارات والمنتديات لضمان أوفر حظوظ النجاح والثبات لهذا المشروع الذي يجب مرافقته بتحسين ظروف عمل وسيرورة الجامعة التونسية،وبترسيخ الممارسات الديمقراطية عبر هياكلها قياسا على الحركية الجديدة ضمن الهياكل الوطنية الناشئة بعد ثورة14جانفي2011.
ويمكن أن يتمحور المشروع حول جملة من الركائز والأهداف تتوزع كالآتي:
*الزامية الانتخاب الحر لكل المسؤولين الجامعيين من القمة الى القاعدة لترسيخ روح المسؤولية والاختيارالديمقراطي،وكذلك الأكاديمي،وقطع العمل بمبدا التعيين الذي يتعارض مع الأوضاع المستحدثة.
*تعميم انتخاب المجالس العلمية التي يجب أن ترتقي من المستوى الاستشاري الى المستوى التقريري،والعمل بمبدأ انتخاب رئيس الجامعة قياسا على المعمول به في البلدان الديمقراطية التي تطمح بلادنا الى النسج على منوالها.
*اعتماد مبدأ انتخاب نقيب للجامعات من بين رؤساء الجامعات بانشاء نقابة أو مجمع للجامعات يكون الوسيط المكلف بالتطويروبالتجويد الأكاديمي،وبانتظام عمل الجامعات.وقد تتوفر لبعض الخواص،أو المؤسسات فرصة وامكانية تقديم هبات أوتبرعات لهذه المجامع الجامعية توظف لمزيد تحفيز عمل الكليات أو المعاهد(تقتطع منها المنح الخاصة بالأطروحات والمذكرات المتميزة)تحت المراقبة المباشرة لدائرة المحاسبات.
*الترفيع في عدد أعضاء لجان الانتداب الى سبع وصولا الى تطويق ممارسات مرحلة ما قبل 14جانفي والتي تتميز بتوظيف وبتغليب العلاقات الولائية والمجاملات على حساب الجدارة الأكاديمية والبيداغوجية لحماية وصون جهود وكرامة المترشحين،ومواصلة اعتماد مبدأ انتخاب أعضاء لجان الانتداب الوطنية مع ضمان تمثيل الجامعة العامة للتعليم العالي بنسبة الثلث ضمانا للفرص،ووقفا للتلاعب بمصير المترشحين.
*الحرص كلّما أتاحت الامكانيات ذلك اللجوء الى انتداب مدرسين حاملين لشهادة الدكتوراه لمزيد الارتقاء بالمستوى العلمي،ولا يقع اللجوء الى العرضيين والمتعاقدين الا في الحالات القصوى؟؟؟
*استكمال الاصلاح الضروري والخاص بالنظام الأساسي لمدرسي التعليم العالي قياسا على ما هو قائم في البلدان الأخرى التي تعتمد منظومة أمد من خلال وجود صنفين لاغير:أساتذة محاضرين حاصلين على الدكتوراه،ومن أساتذة حاصلين على التأهيل، وللوصول الى رتبة أستاذ يستوجب على الأستاذ المحاضر اجتياز مناظرة التأهيل التي يمكن أن توفر الاطار اللازم والضروري لتأطير الطلبة،وبالغاء خطتي المساعدين والأساتذة المساعدين تقيم سلطة الاشراف الدليل على الغاء سوس ناخر يسمى « المحاباة » و »الولاء » اللذان يصنعان ميزان القوى بين الصنف »ب »والصنف »أ » مكرّسا ارتهان الصنف الأول للصنف الثاني،وبذلك يمكن للأستاذ المحاضرأن يبعث وحدات بحث مع الطلبة الحاصلين على الماجستير،ومن الوصول بأفضلهم لمرحلة الدكتوراه،ويتحقق بذلك التواصل السلس،وفي كنف الامتياز لكلا منظومتي التدريس والبحث الجامعي؟؟؟
*بعث معاهد بحث لدفع الامتيازوالجودة الأكاديميين،فهل يعقل أن تحلّ أول جامعة تونسية بعد حوالي5300 مرتبة بعد أ,ل جامعات العالم من مجموع12000جامعة طبقا لترتيب متسامح والقبول بذلك؟؟؟ونحن لا نأخذ بعين الاعتبارطبقا للترتيبين الأكثر تشددا وصرامة وهما ترتيب برلين،وترتيب جامعة شنغاي اللذان لا يعتبران سوى الجامعات الخمسمائة الأولى في العالم.ويمكن لارتفاع عدد مجموعات ووحدات البحث والمخابر حتى مع ميزانيات محدودة أن يحقق تحفيز وشحن المختصين ضمن كل مجال بحثي وصولا الى الارتقاء بمستوى البحث،ومن خلاله مستوى المأطرين طلبة وباحثين مبتدئين.ويتطلب تحقيق ذلك انجاز تقييم،أو تقويم لعمل هذه الوحدات والفرق البحثية مرّة كل ثلاث سنوات من قبل »مجلس حكماء » معترفا بجدارة كل منهم في مجال اختصاصه،اما لتجديد،أ, لوقف العمل طبقا للأهداف المحققة مع ما يصاحب ذلك من منح وامكانيات مادية،عامة أو مختلطة،أ, خاصة،ولا يجب تكرارنموذج »مركز الدراسات والبحوث الاقتصادية والاجتماعية بتونس الذي لا تتوفر فيه معادلة الامكانيات بالانجازات وهو ما لا يخدم المصلحة العليا للمنظومة الجامعية التونسية؟؟؟
*فتح الجامعة التونسية على محيطيها الاجتماعي والاقتصادي لجلب المستثمرين لدعم الشراكة بين الجامعة والمؤسسات توفيرا لا مكانيات الحصول على الخبرات،وعلى منح الامتياز في الداخل والخارج.
* اخضاع رئاسة لجنة الدكتوراه والتأهيل ضمن كل مؤسسات التعليم العالي للانتخاب الديمقراطي الشفاف للقطع مع التعيينات المشبوهة،والمتميزة بالمحسوبية والشللية المقيتة؟؟؟
*اختصار مدة تولي العمادة على ثلاث سنوات لغلق الطريق أمام الانتهازية والوصولية مع رجاء تطبيق ذلك على كل الخطط الأخرى مثل رئاسة الجامعة ومجمع الجامعات،ويضمن التداول المستند الى الانتخاب تحقيقا لمزيد حصانة ودمقرطة هياكل المنظومة عبر حلقاتها المختلفة؟؟؟
*الغاء الزامية الحصول على رخص النشر عبر قانون المطبوعات سيء الذكرفي العهد البائد  خاصة في ما يتعلق بالمنشورات الجامعية،واعتبار عميد أو مدير المؤسسة المسؤول الوحيد على الاصدار والنشر والغاء التراتيب البوليسية الرقابية على العقول والضمائر وعلى المشاركين في الندوات وزائري المؤسسات من المحاضرين والشخصيات المختلفة وصولا الى تكريس الحرية الأكاديمية وهي مطلب من المطالب الملحة لمكونات الجسم الجامعي.  
ويطيب لي في الختام سيدي الوزير أن أجدد لكم التزام المدرسين والباحثين بمسؤولياتهم الجسيمة المتجددة انجازا للثورة الثقافية والمؤسسيةالتي تحتاجها وزارتنا العزيزة عبر الاندراج في المشروع التصحيحي المشار الى شروطه سابقا،ونحن في أمس الحاجة من لدنكم الى اطلاق ورشة الحوار الوطني الجامعي ضبطا للتصورات وللأهداف المشتركة تجاوزا للمرحلة الكئيبة  المظلمة لعهد الوزيرين السابقين للتعليم العالي اللذين غيّبا طموحات وآمال الجامعيين في الحياة الكريمة جامعيا ومعرفيا ومجتمعيا. وتفضلوا حضرة الوزير والجامعي المحترم بقبول أحر عبارات الاحترام والتقدير راجين أ، يكون تعيينكم على قصر مدته قيامة جديدة للجسم الجامعي التونسي بانطلاق الحوار الجدي لغد جامعي أفضل في كنف دولة القانون والمؤسسات وتكريس الكرامة والحقوق.                                             فريد الخياري/أستاذ محاضر/قسم التاريخ                                             جامعة سوسة/كلية الآداب والعلوم الانسانية  


اليوم العالمي لمكافحة الرقابة: مراسلون بلا حدود تنشر لائحة أعداء الإنترنت لعام 2011


15 مارس 2011 اليوم العالمي لمكافحة الرقابة: مراسلون بلا حدود تنشر لائحة أعداء الإنترنت لعام 2011
(آيفكس \ مراسلون بلا حدود) – بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الرقابة في 12 آذار/مارس 2011، أعدّت مراسلون بلا حدود تقريراً حول حرية الإعلام على الإنترنت. أشار الأمين العام لمنظمة مراسلون بلا حدود جان – فرانسوا جوليار بهذا الصدد: « يتعذر على متصفح من ثلاثة النفاذ إلى شبكة الإنترنت بحرية، ويسترسل حوالي 60 بلداً إلى ممارسة الرقابة بدرجات مختلفة أو مضايقة مستخدمي الإنترنت. ولا يزال 119 شخصاً يقبعون وراء القضبان لأنهم لجأوا إلى الإنترنت للتعبير عن آرائهم. إن هذه الأرقام لمثيرة للقلق. وفي حين أن الويب أدى دوراً حاسماً في الثورتين التونسية والمصرية، حاولت المزيد من الحكومات التلاعب بالمعلومات المتداولة على الشبكة وإزالة المحتويات الانتقادية. لذا، يجدر أكثر من أي وقت مضى، الدفاع عن حرية التعبير على الإنترنت وحماية المخالفين الإلكترونيين، وهذا اليوم هو أيضاً مناسبة لتكريم تضامن المتصفحين بعضهم مع البعض الآخر ». أعداء الإنترنت تنشر مراسلون بلا حدود تقريراً من 70 صفحة تصف فيه وضع حرية التعبير على الإنترنت في 10 دول مصنّفة على أنها من أعداء الإنترنت و16 دولة وضعت تحت المراقبة. الواقع أن الأنظمة القمعية لا توفر جهداً لتسيطر على المحتويات، بدءاً بالرقابة ووصولاً إلى قمع الناشطين على الويب ومروراً بتكثيف الدعاية. وأضاف السيد جوليارد أمين عام المنظمة: « مع أن تونس ومصر قد سحبتا من لائحة أعداء الإنترنت إثر سقوط النظامين، إلا أن هذين البلدين لا يزالان تحت المراقبة تماماً كما ليبيا. فلا بدّ من تعزيز مكتسبات الثورة كما إنه لا بد من ضمان الحريات الجديدة. وقد وضعنا ثلاث ديمقراطيات تحت المراقبة – أستراليا وكوريا الجنوبية وفرنسا – بسبب اتخاذها تدابير مختلفة من شأنها أن تلقي بعواقب وخيمة على حرية التعبير على الإنترنت والنفاذ إلى الويب ». التعبئة على موقع مكرّس للقضية بمناسبة هذا اليوم، أعدّت مراسلون بلا حدود موقعاً خاصاً (12mars.rsf.org) يخوّل المتصفّحين تحميل رسم يرمز إلى الدفاع عن حرية التعبير على الإنترنت ومشاهدة فيلم أعده لهذه المناسبة الرسام الفرنسي جويل غينون وتصفح خريطة الجحور السوداء على الويب. و بهذه المناسبة تدعوا مراسلون بلا حدود المتصفحين إلى نقل هذه المعلومات على الشبكات الاجتماعية والمدوّنات ومواقع دعم معتقلي الإنترنت، ويمكنهم استخدام الرسم المتوفر في عشرين لغة (من بينها الصينية والعربية والبورمية والتركمانية والفارسية والروسية) كصورة لحسابهم على فايسبوك وتويتر وأي شبكات اجتماعية أخرى. 2010، عام الويب شهد عام 2010 تكريس الشبكات الاجتماعية والويب أدوات مثلى للتعبئة ونقل المعلومات، كما أنه تميّز بالتكامل الدائم بين وسائل الإعلام التقليدية ووسائل الإعلام الجديدة ولا سيما في إطار ربيع العرب، ونشر ويكيليكس برقيات دبلوماسية أمريكية بالتعاون مع عدة مؤسسات إعلامية دولية. تبقى شبكة الإنترنت في المقام الأول أداة تستخدم في السرّاء والضرّاء، ففي معظم البلدان المنعزلة، توفر هذه الشبكة مساحة من الحرية لا وجود لها في غيابها، ومن شأن قدرتها على نشر المعلومات أن تزعج الحكام المستبدّين وتبطل مفاعيل أساليب الرقابة التقليدية، و يستخدمها المعارضون تماماً كما قد تلجأ السلطات إليها لنقل دعايتها الرسمية وتعزيز مراقبتها لأفراد الشعب وسيطرتها عليهم. لم تعد الاستراتيجية الجديدة التي تتبنّاها الأنظمة الاستبدادية تقوم على الحجب المتشدد بقدر ما باتت تعوّل على التلاعب والدعاية الإلكترونية، صحيحٌ إن دولاً مثل الصين والمملكة العربية السعودية وإيران لا تزال تطبّق ترشيحاً صارماً تميل إلى تعزيزه في أوقات الشدة، ولكن مستخدميها ماضون في تعلم التحايل على الرقابة. مزيد من المعلومات: منظمة مراسلون بلا حدود 47, rue Vivienne 75002 Paris France rsf (@) rsf.org تليفون:‏ +33 1 44 83 84 84 فاكس:‏ +33 1 45 23 11 51 http://www.rsf.org


ندوة العفو التشريعي العام وحل الأمن السياسي


نظمت جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي ندوة تحت عنوان العفو التشريعي العام وحل الأمن السياسي وقد حاضر خلالها الأستاذ سميــــــر ديــــلو رئيس الجمعية الدولية للدفاع عن المساجين السياسيين مساء الجمعة 11 مارس 2011 بقاعة الاجتماعات بدار الثقافة الشيخ إدريس ببنزرت. الروابط رابــــط تقديم الأستاذة سعاد القسامي http://www.facebook.com/video/video.php?v=1754784721717 رابــــط مـــداخلة الأستاذ سميــــــر ديــــلو ج2 http://www.facebook.com/video/video.php?v=1755609782343 رابــــط أسئلة وتدخلات الحضور ج1 http://www.facebook.com/video/video.php?v=177630978949561 رابــــط أسئلة وتدخلات الحضور ج2 http://www.facebook.com/video/video.php?v=177639692282023 رابــــط تفاعل الأستاذ سميــــــر ديــــلو ج1 http://www.facebook.com/video/video.php?v=177650718947587 رابــــط تفاعل الأستاذ سميــــــر ديــــلوج2
http://www.facebook.com/video/video.php?v=1756736290505 تكريم الأستاذ طارق السوسي عضو مؤسس للجمعية الدولية للدفاع عن المساجين السياسيين http://www.facebook.com/video/video.php?v=1756836653014  


ورشة تكوينية لجمعية « الوعي السياسي »


للتدليل على التوجه الذي انبتت عليه جمعية « الوعي السياسي » للتثقيف الشبابي في نشر الثقافة السياسية أساسا لدى شباب الأحياء الشعبية والجهات الداخلية، من المنتظر أن تنطلق أنشطة الجمعية من خلال ورشة تكوينية حول « المجلس التأسيسي » ستنظم لفائدة تلاميذ المعهد الثانوي بحي « العقبة » القريب من « الدندان » بالشراكة مع نادي « التربية على المواطنة »، تحت إشراف المختصة في القانون الدستوري نادية عكاشة يوم الجمعة 18 مارس 2011 على الساعة 14.30. يمكن المتابعة المباشرة والحية لأشغال هذه الورشة من خلال هذا الموقع الالكتروني

تونس تبحث عن ديبلوماسية جديدة في حجم الثورة…

الشاذلي العياري: «جيلنا لم يكن في المستوى»


في غياب وزير الخارجية  السيد مولدي الكافي  الذي كان في مهمة خارج البلاد كان اللقاء الذي احتضنته بالامس وزاراة الخارجية لبحث خارطة طريق للاهداف الديبلوماسية المطلوبة  بما يرتقي الى حجم ثورة تونس وتطلعات شعبها  في هذه المرحلة المصيرية وذلك بحضور عدد من الديبلوماسيين المباشرين والسابقين ايضا  الى جانب عديد الخبراء ورجال الاعمال والاعلام  وممثلين عن المجتمع المدني ليتحول اللقاء الى حوار مفتوح حول الاستحقاقات الديبلوماسية المستقبلية . ولعله من المهم الاشارة في البداية الى ان الحوار الذي وان قدم العديد من الافكار والمبادرات الاستشرافية بشأن آفاق الديبلوماسية الاقتصادية لتونس الديموقراطية فانه لم يخل أيضا من نوع من الخطاب الديبلوماسي الخشبي الذي -والى ان ياتي ما يخاف ذلك- سيحتاج الى عقلية ثورية للخروج به من اطار الديبلوماسية التقليدية بما تحتاجه من ضرورة المراجعة واعادة النظر في تحديد الاولويات في تحديد خيارات تونس وعلاقاتها في محيطها المغاربي والعربي والمتوسطي كما  يبقى تطوير نشاط المعهد هدفا اساسيا حتى يكون مؤسسة استشرافية في خدمة الديبلوماسية التونسية. الديبلوماسية التونسية والحاجة للعلاج  « اية ديبلوماسية لتونس الجديدة  » كان ذلك عنوان اللقاء الذي انتظم بدعوة من المعهد الديبلوماسي للتكوين والدراسات بمشاركة كل من السيد صلاح الدين بن مبارك والشاذلي العياري ومحمد اليسير وطارق الشريف ورضوان نويصر ومحمد البشروش وصالح الخناشي والطاهر العلمي وغيرهم…  وقد اعتبر السيد صلاح الدين بن مبارك ان المرحلة تستوجب نشاطا حثيثا وسرعة في الانجاز والتفعيل الى جانب قابلية للانصهار ضمن خطة استراتيجية  واضحة معتبرا ان ثورة الكرامة كانت هدية التاريخ للفضاء الاورومتوسطي كما وصفها ديبلوماسيون غربيون في عديد المناسبات, وشدد على ضرورة العمل بالتعاون مع مكونات المجتمع المدني للارتقاء بصورة البلاد لا الى ما كانت عليه قبل تسعينات القرن الماضي ولكن الى منزلة اسمى لم يبلغها الى حد الان أي بلد عربي او اسلامي بالتركيز على دخول تونس الفعلي عالم الحرية والديموقراطية واعتبر ان صورة تونس الحداثة والاعتدال والتنمية البشرية  تبقى الصورة الضامنة لتونس  ضمن محيطها العربي والمتوسطي، كل ذلك الى جانب العمل على الحصول على مرتبة الشريك المتقدم بعد ازالة العائق الاساسي في الباب الاول من اتفاقية الشراكة وهو الباب المتعلق بحقوق الانسان والحريات الى جانب ضرورة العمل على الحصول على مزيد المساعدات المالية الاستثنائية والتمويلات من البنك الاوروبي للاستثمار واستباق الاحداث تحسبا لتداعيات زلزال اليابان وما يمكن ان يفرضه من  تغييرات على الاجندا الاوروبية او غيرها مستقبلا… الشاذلي العياري… لم نكن في المستوى الخبير السياسي والاقتصادي السيد  الشاذلي العياري اعتبر ان الثورة حملت جملة من القيم  والمبادئ التي راودت احلام الكثيرين من جيله وقد ذهب الى حد الاعتراف  بان الجيل الذي انتمى اليه لم يكن في مستوى ما كان متوقعا منه وقال «لم نقدم التضحيات المطلوبة لتحويل المبادئ الديموقراطية التي وردت في الدساتير التونسية الى واقع  «وانتقد السيد الشاذلي العياري مواقف بعض  الاحزاب التي تروج الى التقوقع والانغلاق وقد انطلق العياري من بيان للاتحاد الديموقراطي الوحدوي صادر في 14 فيفري 2011 لينتقد ما تضمنه من افكار . ولاحظ الشاذلي العياري ان الانفتاح على الاخر القاصي او الداني مسلما كان او غير مسلم يبقى من مكونات الهوية التونسية واعتبر ان تونس تعيش حالة   مخاض للديموقراطية الحقة وشدد على ان من يرفض مبادئ الانفتاح ليس تونسيا  الامر الذي كلفه مقاطعة من الحضور… وعن المطلوب في المرحلة القادمة اعتبر السيد الشاذلي العياري انه لا بد من خطاب دبيلوماسي موحد يعرف بالثورة التونسية تعريفا امينا وموضوعيا ويفسر للعام كيف اندلعت الثورة ولماذا وكيف تطورت. وخلص الى انه ليس كل تعاون وليس كل استثمار لصالح تونس الجديدة ودعا الى استنفار المجتمع المدني والقطاع الخاص والمستثمرين الاجانب لخدمة العمل الديبلوماسي اليومي .وذهب الشاذلي العياري الى انه اذا كان الواقع السياسي للبلاد « زفت « على حد تعبيره وقد تالم منه الجميع فانه في المقابل كان هناك تقدم في الميدان الاجتماعي وان لم يكن عادلا واعتبر انه لا مجال لانكار وجود الة لصناعة الثروة التي  توزع توزيعا عادلا وقال ان للدولة مجالا عظيما في عهد الثورة ولكنه اعتبر في المقابل ان خلق الثروة مستقبلا ليس من صلاحيات الدولة. اعترافات ولكن… من جانبه  كان السيد محمد اليسير المكلف بمهمة لدى وزير الخارجية وهو الذي يعتبر نفسه» ابن الدار» بسبب انتمائه للوزارة صريحا في مواقفه وقال لقد روجنا لصندوق 26 26 وتباهينا بحصر نسبة الفقر في حدود 3,7 درجات وكنا نعتبر ذلك مصدر فخر واعتزاز لنا ولكننا اليوم نشعر بشيء من الذنب بخصوص سياساتنا عندما كنا نندفع دفاعا عن الوطن وقال انه  تم تهميش ابناء الوزارة طويلا ولكن المناصب الكبرى كسفراء اوقناصل اسندت الى اشخاص من خارج الوزارة وهو ما تولد عنه الكثير من الاحباط واستدرك قائلا بان صدور ابناء الوزارة يتسع لاستقبال المتوافدين ولكن بنسب محدودة وشدد اليسير على ان من اولويات الثورة تطمين محيطنا الاقليمي والتاكيد على اننا لسنا مصدرين لمنتوج اسمه الثورة وقال «نريد لثورتنا ان تكون مبعثا للارتياح ولكن الثورة تصدر نفسها بنفسها  وهذا لا طاقة لنا به « واشار اليسير الى ان الثورة الشعبية كانت ثورة شعب لم يعد يقبل بالظلم والاستبداد وشدد على ضرورة تعبئة الجهود لانجاح الثورة مشيرا الى ان فشلها سيكون له عواقب وخيمة ليس على المنطقة وحدها ولكن ايضا على مستوى القيم وذكر بقضية الهجرة اللامشروعة وتدفق المهاجرين على اوروبا واكد ضرورة تذكير الاوروبيين بان مصالحهم تقنضي ان يتفاعلوا معنا في مواجهة هذه المشاكل وذلك بجلب الاستثمارات والمساعدات بعد التخلص من الفساد واكد ضرورة جلب الاموال المنهوبة واستعادتها وبسط الامور الى الامم المتحدة ان لزم الامر لتحقيق هذاالهدف وقال ان للسياسة الخارجية ثوابت عندما يتعلق الامر بالتمسك بالشرعية الدولية كبند ثابت في سياسة تونس الخارجية  الى جانب الالتزام بفض النزاعات سلميا ومناصرة القضايا الحقيقية وخلص الى ضرورة رد الاعتبار للديبلوماسية واستعادة ربيع تونس الديبلوماسي الذي غاب عنا . طارق الشريف رجل الاعمال تطرق الى الديبلوماسية الاقتصادية وضرورة اعادة النظر في الكثير من الاولويات التي تستوجب دراسة السوق الافريقية وتامل تجربة المغرب والاستفادة من التجربة التركية واعتبر انه من غير المعقول ان توجه صادراتنا الى اوروبا قبل ان يعاد نقلها مجددا الى افريقيا ودعا الى وضع رحلات جوية مباشرة الى بعض المحطات الافريقية التي تربطها مصالح اقتصادية مباشرة مع تونس بما يجنب رجل الاعمال عناء التوقف لساعات طويلة في العاصمة المغربية او غيرها …وتبقى هذه الحلقة الاولى من اللقاءات التي يعتزم المعهد الديبلوماسي مواصلتها مستقبلا خطوة في اطار مواكبة ما تشهده تونس من تحولات منذ الثورة على حد تعبير السيد رضوان نويصر كاتب الدولة للشؤون الخارجية في الافتتاح والذي اعتبر ان التمسك بالهوية العربية الاسلامية لتونس وترسيخ حضورها على الساحة الدولية هدف مصيري انطلاقا من تثبيت صورة تونس الايجابية التي اكتسبتها بعد الثورة بعد ان تحررت الديبلوماسية من عقد وتابوهات النظام السابق  والاستفادة من دور الجالية التونسية بالخارج واستعادة ثقتها وتشريكها في عملية اعادة البناء ووضع خارطة طريق لتحديد الاهداف برؤية موضوعية وفق دقة المرحلة… آسيا العتروس (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 15 مارس 2011)

محمد صالح بن عيسى عضو الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي لـ«الصباح» الانتقال الديمقراطي لن يتم دون صعوبات وإشكالات سياسية


اجتمعت يوم الجمعة الفارط لجنة الخبراء التابعة للجنة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي ونظرت في مشروع القانون الانتخابي الذي سيعتمد بالنسبة إلى انتخاب المجلس التأسيسي المقبل وبالمناسبة التقت « الصباح » أستاذ القانون محمد صالح بن عيسى احد أعضاء لجنة خبراء ونقلت له حيرة الشارع التونسي حول صلاحيات المجلس الدستوري ووضع مجلة الصحافة والإعلام وقانون الجمعيات والأحزاب السياسية ومدى قدرة تونس على الانتقال الديمقراطي والنظام السياسي الأصلح لتونس وسألته: -إلى أي مدى ستأخذ الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي (وهي تسميتها كما جاءت في المرسوم عدد 6 لسنة 2011 في 18 فيفري والمتعلق بإحداثها) باقتراحات وآراء وتوجهات مجلس حماية الثورة ؟ -بالرجوع إلى تسمية الهيئة العليا المذكورة كما حدد في نص المرسوم المشار إليه في سؤالكم أصبحت هذه اللجنة لا تقتصر فقط على خبراء متكونين في القانون العام بل أصبحت تشتمل أيضا على مجلس يتكون من شخصيات سياسية وطنية وممثلين عن مختلف الأحزاب السياسية والهيئات والمنظمات والجمعيات ومكونات المجتمع المدني المعنية بالشأن الوطني بالعاصمة والجهات ممن شاركوا في الثورة وساندوها وهؤلاء يعينون بقرار من الوزير الأول باقتراح من الهياكل المعنية . هذا المجلس هو الذي سيدرس ويناقش مشاريع النصوص التي ستعدها لجنة الخبراء ويتناولها بالبحث والتحليل بما يجعلها تتلاءم مع أهداف الثورة ومع مستلزمات الانتقال الديمقراطي ومن هنا يبدو لي شخصيا ان في تشريك هذه القوى والحساسيات السياسية المختلفة في أعمال الهيئة العليا ضمانة أساسية ودليلا واضحا على أن الأهداف التي بعث من اجلها مجلس حماية الثورة سيقع أخذها بعين الاعتبار ربما يحقق التوافق بين مختلف التوجهات التي برزت على الساحة السياسية إبان الثورة وبعدها. -ما الذي اجبرنا على القطيعة التامة مع الدستور القديم وفيه مكتسبات لا ضرورة لان توضع اليوم موضع السؤال؟ القطيعة مع الدستور القديم تنم عن رفض قطعي وشامل من لدن الشعب الذي ثار لدستور النظام البائد وفي ذلك رمزية عميقة لما اتسم به هذا النظام من تسلط ومن قمع للحريات ورفض مستمر للفكر الديمقراطي طوال عقود عديدة. هذا ما  جعل القطع الجدري معه أمرا لا مفر منه بسن دستور جديد للبلاد وللنظام السياسي ورغم انه خلال الأيام الأولى من الثورة وبعد قرار الرئيس المخلوع تم الالتجاء إلى هذا الدستور من خلال الفصل 56- 57 . ولكن ذلك كان أمرا ظرفيا فقط لضمان استمرارية الدولة وتجنب الفراغ السياسي الكلي على رأس الدولة ولعل في ذلك دليل على أن تونس أحسنت الاختيار في تلك الفترة الدقيقة والحساسة. وفي تقديري كان ذلك حلا مقبولا في ذلك الظرف لتفادي وقوع البلاد في فوضى عارمة وربما في حمام من الدم لا يمكن لأي شخص أن يتنبأ بعواقبه الوخيمة ولكن بعد ذلك تطورت الساحة السياسية بجميع فعالياتها نحو الحل الجذري أي الذي يتطلب وضع دستور جديد للبلاد من طرف مجلس تأسيسي منتخب . رجل القانون والسياسي على حد سواء -إعداد الدستور هل هو من مشمولات رجل القانون او السياسي؟ اعتقد شخصيا أن تركيبة المجلس التأسيسي التي ستفرزها الانتخابات يجب أن يكون لها من الخصوصيات ما يجعلها تختلف عن المجالس النيابية التشريعية العادية ومرد ذلك إلى ان المجلس التأسيسي هو الذي سيحدد مضمون الدستور وهو نص على درجة كبيرة من الأهمية إذ سيحدد لتونس ومستقبلها السياسي المبادئ الأساسية والقيم التي ستسوس المجتمع السياسي على المدى المتوسط وربما المدى الطويل، وهو الذي سيحدد القواسم المشتركة لكل فئات الشعب على مستوى المشروع المجتمعي الذي ترتضيه كل القوى الممثلة في صلبها فضلا عن نوع النظام السياسي (رئاسي برلماني…) الذي ستعتمده تونس. هذا ما يجعل تزامن وجود رجل القانون ورجل السياسة في داخل المجلس ضروري لأنه قمة تكامل منطقي بين الصنفين رجل السياسة يلعب دورا أساسيا كما أن رجل القانون يمكن ان تكون مساهمته هامة في صياغة النص الملائم الذي سيترجم الأهداف والتوجهات السياسية. فعنصر المثقفين عموما داخل المجلس من رجال القانون وغيرهم من شأنه أن يثري الجدل الفكري وطرح الإشكاليات وتقديم الحجج العلمية والمعلومات الموثقة وبذلك يساهمون في إنارة السبل وتسهيل الوصول إلى التوافق. المرأة وإقرار مبدأ التناصف – ومن يحق له الترشح لهذا المجلس إلى جانب رجل القانون والسياسي؟ شروط الترشح منصوص عليها في المشروع الحالي للنص الذي سينظم الانتخابات والذي سيحال على رأي مجلس الهيئة العليا المذكورة سابقا ولم يقع البت فيه نهائيا إلى الآن ولكن يمكن أن نقول ان شروط السن والجنسية لم تتغير والمترشح يجب ان يكون له 23 سنة من العمر كاملة وبالنسبة للمرأة التفكير في إقرار مبدأ التناصف (parité)  بين الرجال والنساء وارد وفي حالة عدم التمكن من تحقيق ذلك هناك اتجاه لضمان حد أدنى إجباري من النساء هذا في حالة اعتماد نظام القائمات. -وماذا عن عملكم في خصوص مجلة الصحافة والإعلام وقانون الجمعيات والأحزاب السياسية؟ هذه مسائل حاليا قيد الدرس والمراجعة تقع في إطار مجموعات عمل داخل لجنة الخبراء وهي بصدد إعداد مشاريع قوانين جديدة تتضمن مراجعة تامة للنصوص القديمة بما يضمن الممارسة الديمقراطية لتلك الحريات كما تجدر الإشارة إلى انه في صلب لجنة الخبراء هناك فريق عمل يعني بدراسة الإصلاحات القضائية على مستوى القضاء العدلي والقضاء الإداري. -الإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي هل تعتقدون أنها فكرة قابلة للتحقيق في ظل ما تشهده ساحتنا السياسية وبلادنا من أوضاع ؟ حول الانتقال الديمقراطي يمكن أن نقول حاليا ان تونس تعيش تجربتها في الانتقال الديمقراطي بجميع خصوصياتها وصعوباتها ومشاكلها. وأنا أرى شخصيا ان ما نلاحظه في المشهد السياسي حاليا أمر طبيعي جدا فالخروج من عقود من الدكتاتورية والتسلط السياسي لا يمكن أن يضع البلاد مباشرة في وضع ديمقراطي مكتمل المقومات بين عشية وضحاها عملية الانتقال الديمقراطي تتطلب فترة زمنية لا مفر منها ولا يمكن أن نتصور ان الانتقال الديمقراطي سيتم بدون صعوبات وإشكالات سياسية وهذا طبيعي، والمواطن التونسي يجب ان يتعود على السلوك الديمقراطي وعامل الزمن هام جدا. نحن الآن نعيش فترة انفجار وصحوة ديمقراطية من الطبيعي ان يكون عدد الأحزاب التي بعثت والتي ستبعث عددا مرتفعا كما لاحظنا في عديد التجارب العربية (الجزائر والعراق) ولكن اعتقد جازما ان تونس ستجد طريقها إلى تثبيت العملية الديمقراطية وإرسائها على ركائز صحيحة ومتينة خلال السنوات القليلة القادمة. والحلقة الأولى القادمة هي حلقة انتخاب المجلس التأسيسي وهي خطوة حاسمة ستبين لنا تشكل المجتمع السياسي وهيكلته وستفرز لنا ما هي القوى السياسية التي ستحظى بالأغلبية داخل المجلس والتي سيؤول إليها في نهاية الأمر القول الفصل في تحديد المسار الدستوري للبلاد. الديمقراطية هي ممارسة يومية متواصلة يجب ان نتعود عليها لكي تصبح غير قابلة للانتكاس والرجوع إلى الوراء. طريقة الاقتراع -وماذا عن التوافق السياسي المرتقب داخل المجلس التأسيسي المنتخب؟ هذا التوافق رهين عدة عوامل منها القاعدة الاجتماعية لكل حزب على حدة ولا يمكن ان نتنبأ مسبقا منذ الآن العمق الاجتماعي والإشعاع السياسي لمختلف الفاعلين السياسيين في المجتمع هذا ما سيفرزه مكتب الاقتراع بالإضافة إلى ذلك لا ننسى العامل المتصل بطريقة الاقتراع، فإما سيكون الاقتراع على الأفراد بالأغلبية  في دورتين داخل كل دائرة انتخابية أو سيكون الاقتراع على القائمات المترشحة مع توزيع المقاعد على قاعدة التمثيل النسبي. وهذا لم يقع الحسم فيه إلى الآن وسيكون موضوع نقاش ومداولات داخل مجلس الهيئة العليا قبل إحالة مشروع القانون الانتخابي إلى الحكومة للبت فيه علما وان كل طريقة اقتراع لها ايجابيات وسلبيات. كل هذه العوامل السابق ذكرها هي التي ستحدد طبيعة القوى السياسية التي سيقع انتخابها داخل المجلس وفي نهاية الأمر التوافق السياسي يبقى متوقفا على مدى تقارب الرؤى السياسية ومدى تناغمها ومدى اتفاقها حول المبادئ الأساسية والتي تحدثنا عنها في بداية هذا الاستجواب وقد تطول أعمال المجلس التأسيسي الذي سينتخب او تقصر بحسب هذا التوافق. -أي نظام سياسي أصلح لتونس حسب رأيكم ونحن دولة خدمات لا ثروات؟ يجب لفت النظر إلى أن الحديث كثر هذه الأيام عن النظام البرلماني وكأنه النظام الأمثل وفي نفس الوقت هناك نفور أو رفض للنظام الرئاسي وهذا أيضا فيه شيء من الشطط لان النظام الذي كان سائدا عندنا ليس بنظام رئاسي بل هو رئاسوي احتكر فيه رئيس الجمهورية أهم الصلاحيات داخل الدولة واستأثر بها بما أدى إلى انخرام كلي للتوازن بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية وتفاقم ذلك بهيمنة حزب « التجمع  » على تركيبة مجلس النواب والمستشارين فضلا عن هيمنته على أجهزة الدولة الأخرى كالإدارة مثلا وغيرها… فالنظام الرئاسي الحقيقي هو الذي يعتمد مبدأ التفريق بين السلط وليس فيه لرئيس السلطة التنفيذية مطلق الحرية بل ان البرلمان يملك من الصلاحيات ما يؤمن حدا أدنى من التوازن السياسي يجنب الهيمنة المطلقة لرئيس السلطة التنفيذية كما في الولايات المتحدة الأمريكية. أما النظام البرلماني فالعنصر الأساسي فيه هو أن تكون الحكومة منبثقة عن الأغلبية البرلمانية التي تمارس الرقابة على الحكومة والتي أفرزتها الانتخابات وهذه الأخيرة تبقى مسؤولة سياسيا أمام هذه الأغلبية البرلمانية. ولكن في غياب أغلبية برلمانية كافية يمكن ان يؤدي النظام البرلماني وخاصة في الأنظمة التي فيها عدد كبير من الأحزاب السياسية ممثلة داخل البرلمان عدم استقرار الحكومات التي لا تمكث في الحكم إلا لفترات قصيرة. بحيث ليس هناك نظام مثالي والمسألة تبقى مرتبطة بالحجم الحقيقي للقوى السياسية ، ولعل النظام الأنسب هو الذي يمزج بين خاصيات النظامين إلى حد ما بوجود رئيس منتخب مباشرة من الشعب ويحظى بمشروعية شعبية هامة مع تقييد لصلوحياته بطريقة تمكن من تجنب ما وقعنا فيه في السابق إلى جانب حكومة تحظى باغلبية برلمانية كافية لضمان الاستقرار السياسي وتبقى مسؤولة أمام البرلمان. وهو نظام تأخذ به عدة بلدان كفرنسا على سبيل المثال. وحول هذه المسالة ستبقى الكلمة الأخيرة للمجلس التأسيسي الذي سينتخبه الشعب التونسي وهو الذي سيحدد طبيعة النظام السياسي الذي ستسير عليه البلاد مستقبلا.  حوار: علياء بن نحيلة (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 15 مارس 2011)


أحداث قصرهلال : تأجيج النعرات الجهوية حصان طروادة لتواصل فلول التجمع

شهدت مدينة قصرهلال في الأيام الأولى من شهر مارس أعمال عنف لم يعرف أهاليها مثيلا لها من قبل. وقد ذهب ضحية هذه الأحداث قرابة 200 جريحا بعضهم في حالة خطرة. كما تمّ حرق مصنع ومحلات تجارية ومداهمة عديد المنازل كانت عرضة للحرق والسرقة.

والملاحظ أنه تمّ استهداف منازل بعض المواطنين المعروفين بانتمائهم اليساري. أما الطالب والشاعر محمد أمين بن علي، أحد مناضلي الإتحاد العام لطلبة تونس وسجين سياسي سابق للحركة الطلابية ومن الناشطين أيام الثورة، فقد أدخل قسم الإنعاش بمستشفى المنستير في حالة خطرة بين الحياة والموت. ويقول بعض الشهود أنه تعرض إلى اعتداء همجي بالحجارة على مستوى الجمجمة وبعدة طعنات سكين. ويبدو أن عناصر من ميليشيات التجمع استهدفته مباشرة بعد نزوله من سيارة الأجرة التي امتطاها قادما من مدينة سوسة.
ويشير مسلسل الأحداث إلى أن التجمع بمدينة قصرهلال هو الذي نظمّ ووجه أعمال العنف والتخريب. إذ خرجت مليشياته في مسيرة تضمّ العشرات من الشبان يوم 27 فيفري سويعات فقط بعد استقالة الغنوشي ورفعوا شعارات تطالب بعودته. وقد حاولت هذه الميليشيات مداهمة بعض المحلات التجارية واضطر الجيش إلى تفريقها بإطلاق الرصاص في الهواء. وقد تزامنت هذه المسيرة مع جملة التحركات التي عرفتها البلاد باسم « الأغلبية الصامتة » في جهة الساحل وفي بعض الأحياء الميسورة في تونس العاصمة، المنزه والمنار والقبة، والتي طالبت بفك اعتصام القصبة وهاجمت منظميه. في نفس الوقت شهد ت وسائل الإعلام وصفحات النات مباشرة بعد الندوة الصحفية للوزير المستقيل قيام حملة عشواء ضد مجلس حماية الثورة وضد مكوناته الجمعياتية والحزبية وتركزت حملة التشويه بصفة خاصة ضد الإتحاد العام التونسي للشغل بدعوى أن أمينه العام مورّط في قضايا الفساد وضد حزب العمال والناطق باسمه الرفيق حمة الهمامي. واستهدفت هذه الحملة بدرجة ثانية جمعية القضاة وجمعية المحامين وحركة النهضة.
لقد مثلت دعوة محمد الغنوشي لـ »الأغلبية الصامتة » إلى رفض ضغوطات ما سماه « الأقلية » المعتصمة في ساحة القصبة « كلمة السرّ » لانطلاق هذه الحملة وانطلاق تجمعات المنزه والمنار والقبة ولكن أيضا بداية التحركات التي قادتها مليشيات التجمع في مختلف الجهات وما ألحقته بالبلاد من أعمال عنف وتخريب.
في هذا الإطار بدأت وتواصلت أحداث قصرهلال وتآمر بقايا التجمع يمثل تعبيرتها السياسية.
لقد تواصلت أعمال العنف من يوم 1 مارس إلى يوم 3 مارس قامت خلالها مليشيات التجمع بتأجيج النعرة الجهوية وتأليب أهالي قصرهلال ضد سكان أولاد عيّار وتأليب هؤلاء ضد أولائك مستعينين في ذلك على سوابق جهوية قديمة. وعدى الجرحى الذين أصيبوا خلال هذه الأحداث، عمدت هذه الميليشيات إلى تنظيم وقيادة أعمال السرقة والحرق. وحرصت عناصر التجمع على اتهام أولاد عيّار دون غيرهم بما شهدته المدينة من أعمال عنف رغم أنهم كانوا أيضا ضحية مداهمات لمنازلهم ولأهاليهم. ومع الأسف نجح التجمع في جرّ عدد لا بأس به من الشباب ومن مواطني قصرهلال وزجّ بهم في أعمال همجية هي تشويه لثورة شعبنا وانحدار بأبناء الوطن الواحد في سلوكيات متخلفة ولا حضارية.
وتشير عديد الأخبار في مختلف الجهات إلى ركوب فلول التجمع النعرة الجهوية وسعيهم إلى تأليب أهالي مختلف الجهات والمدن والقرى بعضهم ضد بعض.وأصبحت تلك النعرات حصان طروادة لعودتهم السياسية على المستوى المحلي بعد أن كانوا من الأقلية الصامتة منذ قيام الثورة وهروب بن علي.
نحن نعتقد أن النعرة الجهوية ظاهرة قديمة لا تزال تنخر جسم شعبنا ووحدته ولكننا نلاحظ أن الطرف السياسي الوحيد الذي بصدد تغذية هذه النعرة والركوب عليها هو فلول التجمع وبقاياه ومليشياته مدعومين في ذلك ببعض الفئات الميسورة. والهدف من ذلك هو من ناحية استعادة المبادرة السياسية على المستوى المحلي ومن ناحية ثانية إضعاف مسار التحولات الثورية وذلك بجرّ المواطنين في قضايا هامشية وفي أعمال عنف من شأنها أن تبرر عودة أجهزة البوليس بقوة وتعزيز خطاب « هيبة الدولة » لعلّ في ذلك كبح لجماح النهوض الثوري للجماهير وتنفير المواطن عن الفعل السياسي الديمقراطي.
سمير حمودة 10 مارس 2011


أكدوا أن واقعا جديدا تعيشه الشعوب العربية.. المشاركون في منتدى الجزيرة:
وجه المنطقة يتغي.. وموجة الديمقراطية ستصل الدول الإسلامية والإفريقية2011-03-15

د. غازي صلاح الدين: تغييرات جوهرية منتظرة في المستقبل القريب استجابة للتحولات الغنوشي: الثورات العربية قامت متزامنة بسبب تأخرها لظروف دولية أحمد الطاهر: الحراك السياسي والاجتماعي التونسي حول المستحيل إلى واقع محمد عفان: الديمقراطيات الجديدة في المنطقة العربية صناعة عربية خالصة فرج سعد: الليبيون بلا دستور من 42 عاما.. والجامعة لأول مرة تنطق باسم الشعوب
محمد دفع الله:
( وجه المنطقة العربية يتغير)، جملة كانت القاسم المشترك بين المتحدثين من الساسة والمفكرين والناشطين وخبراء الاعلام الذين شاركوا في الجلسة الثانية لمنتدى الجزيرة السادس.. وقد عبر الجميع عن هذا الواقع برؤى مختلفة قادت كلها في النهاية إلى الحقيقة التي اتفقوا عليها وهي ان العالم العربي يتغير والمستقبل قد وصل بالفعل وهو المحور الرئيسي الذي قام عليه المنتدى هذا العام. وقال مستشار الرئيس السوداني د. غازي صلاح ان ما يحدث في العالم العربي هو اهم حدث في تاريخ الامة العربية القريب سيؤدي إلى تغييرات جذرية وجوهرية وحذر من مشكلات حقيقية في المستقبل القريب والمتوسط.. وفي مداخلته في موضوع جلسة تغيير وجه المنطقة قال مستشار الرئيس السوداني نلاحظ ان هناك ثلاثة مسارات تؤثر في الوضع الراهن اولها المسار الديمغرافي ويتعلق ببنية المجتمع الذي نشأ فيه الشباب حيث انسدت امامه فرص المشاركة في الشأن العام وقد امتلك هؤلاء الشباب طاقة كبيرة مقابل انسداد أفق اجتماعي وسياسي، وقال د. صلاح الدين إن المكون الآخر هو مكون مذهبي ويمكن النظر إليه من خلال الشعارات في التجمعات الشبابية، وهذه التيارات قد رفعت شعارات لا مذهبية رغم مساهمة كثير من التيارت فلم ترفع شعارات إسلامية في ثورتي مصر وتونس أو ايديولوجيات شرقية او غربية بل رفعت شعارات تطالب بمطالب مبسطة وقريبة من فهم العامة وبالتالي استطاعت أن تحشد وراءها حشدا اجتماعيا كبيرا ساهم في إحداث الثورة بصورتها هذه.
مخاوف من التغيير
وأعرب غازي صلاح الدين عن مخاوفه من تغير هذه الصورة في المستقبل وقال إن هذا النقاء المذهبي الايديولوجي كان له دور كبير في انجاح الثورات ولكنه قد لا يستمر طويلا، وأضاف: ان المحور الثالث لنجاح الثورة كان المحور العلمي التقني اذ ان هناك تطورات تقنية ازاحت الحواجز التي تقيمها الحكومات بينها وبين شعوبها والتي اصبحت مندرجة في النظم السياسية المختلفة لحجب المعلومات والتواصل وقد فك احتكار هذه الوسائل بشكل غير مسبوق ووفرت التقانة للناس وسيلة للتخاطب وايجاد انماط جديدة من التنظيم تجاوزت ما فعلته الطوائف والاجزاب والقبائل وقد استفاد الشباب منها.
واكد صلاح الدين ان تلك العوامل الثلاثة ستستمر في التفاعل لانتاج مستقبل غير واضح المعالم لان الناس الآن تأخذهم نشوة الانتصار الذي تحقق وسرعان ما تتوارد على المجتمعات الناشئة المشكلات المتعلقة بالمعاش والاقتصاد ومشكلات السياسة الدولية وهي مشكلات معقدة جدا وكذلك التفاعل الداخلي والمذهبيات لان ما تطالب به تلك المذهبيات هو حرية التعبير وقد ينشأ عن ذلك انقسام في المجتمعات. واعتبر مستشار الرئيس السوداني أن التنبؤ بمستقبل الثورة محفوف بالمخاطر وطالب قادتها بالانتباه لذلك وألا اوتوا من حيث يحذرون.
واضاف صلاح الدين ما يحدث هنا محصور في المنطقة العربية ولم تنتقل العدوى إلى المنطقة المجاورة، وقال انا آت من منطقة تعتبر مناصفة بين العالم العربي والمنطقة الافريقية ولا الاحظ أن ما حدث في المنطقة العربية قد امتد الى افريقية وتساءل عن مستقبل هذه المنطقة التي تشكل جوارا مهما واستراتيجيا،
واكد صلاح الدين ان تلك الثورات لم تمتد الى المحيط الاسلامي ولا المحيط الانساني في اميركا اللاتينية او آسيا واضاف ان البعض يقول ان تلك المجتمعات قد قفزت قفزتها الخاصة بها في سبيل حريتها وانها لم تعد محتاجة للثورة التي نحن بصددها.
نجاح ثورتي مصر وتونس

واكد صلاح الدين على ضرورة التنبؤ بمدى نجاح الثورات على المستوى العربي من واقع دراسة البيئة الاجتماعية وقال ان غيبة البعد القبلي والطائقي في الحالتين التونسية والمصرية كان عامل نجاح ولكن هذا النموذج يمكن ان يعاني اذا نقل الى منطقة أخرى كما نلاحظ في حالة اليمن حيث يوجد رغبة واستعداد كبير للثورة وللتغيير ولكنه يصطدم بواقع اجتماعي فيه درجة من درجات الانقسام القبلي والجهوي.. وأضاف المسؤول السوداني في حالة البحرين نلاحظ شيئا من التوزيع الطائفي في هذه الحالة، وحتى في الحالة الليبية وهي ثورة في الحقيقة نجد ما يلقي عليها من الثقل الاجتماعي.  
مرحلة جديدة أطلت

ومن جانبه قال

راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة التونسية

ان الثورة العربية هي قبل كل شيء هي ثورة في العقول والنفوس واهم ما انجزته وهي في بدايتها، واكد الغنوشي ان اوضاع الامة متشابهة واذا حدثت الثورة في مصر وتونس وفي اقطار اخرى فهذا لا يعني ان بقية الاقطار بعيدة عن هذا الحراك واضاف ان المد الثوري اسقط اهم مقوم من مقومات الدكتاتورية وهو الخوف من الحاكم وقال إن الدولة العربية قائمة في معظمها على اساس اشاعة الخوف والرعب ولذلك نرى تدخلا هائلا في وسائل القمع البوليسي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي والنفسي والثقافي.

وعبر الغنوشي عن امنياته أن تتوارد الثورات العربية وتتوالى حتى يكون التركيز الاعلامي على كل ثورة على حدة وقال ان العرب يتزاحمون اليوم بالثورات دون ان ينتظر احدهم الآخر بما يدل أننا امام مرحلة جديدة تأخرت بسبب الظروف الدولية، فالنظام الدولي اليوم متوحل في مشكلاته الخاصة وغير قادر على مواصلة دعم عملائه في المنطقة واخذت المنطقة تتخفف من الاثقال وبدأت تنيط عنها هذه الانظمة الفاسدة، وقال رئيس حركة النهضة التونسية لم يعرف العالم العربي في تاريخه حكاما على هذا القدر من السوء وبهذا المستوى من الانفصال عن شعوبهم لدرجة انهم ينشئون نظاما صحيا ولكنهم لا يتعاملون معه عندما يمرضون، وينشئون نظاما تعليميا لا يعلمون اولادهم فيه ويرسلونهم للخارج وينشئون بنوكا وشركات ولكنهم يودعون اموالهم خارجها، مما تسبب بمهانه عظمى بسبب ذلك.
واشار الغنوشي إلى عدم وجود مصطلح رئيس سابق في العالم العربي بل هناك رئيس يملك ورئيس في القبر وقال ان الحكام انقطعوا عن شعوبهم واصبح الشعب يشعر انه ينتمي لأمة اخرى وترسخت المهانة بحيث أصبح الحاكم المصري يضع اسوارا من الفولاذ على غزة بدلا من أن يحررها.
واكد الغنوشي ان هذه الثورة هي ثورة كرامة واستعادة للذات وهي ماتزال في بدايتها لانها اعادت للانسان العربي ثقته في نفسه واعادت التوازن للشعوب وبدلا من ان يكون الحكام هم قلب العملية اصبح امامنا شعوب تثق في نفسها ويشعرون براحة كبيرة.
المستحيل صار واقعا
قال احمد ابراهيم — الامين العام لحركة التجديد التونسية ان الثورة التي حدثت في تونس نجمت عن ظواهر وحراك اجتماعي وسياسي غير مسبوقين في العالم العربي ويجب التوقف عند هذه الظواهر وعدم تركها دون تناولها بالتحليل والدراسة.
وقال ان الظواهر عملت على تحويل المستحيل إلى واقع على الارض اذ ان الشباب في تونس كان يعتقد ان اسقاط النظام خلال اسابيع معدودة امر مستحيل الا ان القدر استجاب له فصنع الحياة للتونسيين بعد ان تحرر العباد في الرابع عشر من يناير الماضي وبهذا التحرر اكتملت السيادة على البلاد التي سيحكمها الشعب عبر انتخابات المجلس الوطني التأسيسي المزمعة بعد بضعة اشهر وفي اطار توافقي واسع على الآليات والضمانات التي تحقق الاصلاح السياسي.
وشدد على انه لا بد من التوافق على الثوابت التي يجب ان تكون ملزمة للجميع في هذه الفترة الانتقالية الدقيقة وقال انه من الضروري ان تأخذ الثوابت الشكل الديمقراطي ومن بينها ان تكون تونس مستقلة وان المواطنة هي اساس الحقوق وان الهوية والانتماء العربي والاسلامي قاسم مشترك للاغلبية الساحقة من الشعب يجب ابعادها عن المزايدات والالتزام بعدم ادخالها في الصراع السياسي.
واشار في هذه الاثناء الى المكاسب التي حققتها تونس ومن بينها تعميم التعليم وتحقيق المساواة بين المرأة والرجل في كل أوجه الحياة وتوفير فرص العمل والسكن والصحة وقبل هذا وذاك توفير الممارسة الديمقراطية وهي التي من أجلها قامت الثورة.
مخاوف من الردة
وقال ان تونس تمر بفترة غير مستقرة فيها القديم وفيها الجديد الذي لم يولد بعد وبين القديم والجديد قد يولد ما اسماه بالارتداد السياسي للالتفاف على المكاسب التي حققها الشعب التونسي لذلك هناك حاجة إلى اليقظة وارساء المناخ الديمقراطي للحوار من اجل بناء تونس جديدة قائمة على المكاسب الوطنية لبناء تنمية تحقق سعادة الفرد والمجتمع.
ملامح التغيير

ومن ناحيته قال محمد عفان المحاضر المساعد في كلية الطب في جامعة عين شمس وهو من ائتلاف الثورة المصرية ان اي شخص يرصد ملامح التغيير في مصر يلاحظ ثلاثة ملامح رئيسية اولها ان مصر دخلت مرحلة (الشعب يريد) اي انه قرر ان يسترد حقه الطبيعي في ان يكون مصدر السلطات نتيجة الوعي.. مشيرا إلى ان هذا الشعار لم يستطع ان يقول به مصري منذ ثلاثة عقود..
وقال ان الشعار تطور عندما تحقق المراد الى شعار (الشعب يريد محاكمة النظام) وعندما تحقق هذا ايضا تحول الشعار الى (الشعب يريد تطهير النظام) وهكذا تطورت الشعارات فاصبحت علامة فارقة في هذه المرحلة التي كان ينتظرها الشعب.
وأكد ان المنطقة العربية ليست عصية على التغيير بعد الثورة الشبابية المصرية التي احدثت موجة من الديمقراطية.. واشار في هذه الاثناء إلى أن هذه الموجة تم صنعها حصريا في المنطقة العربية ولم تكن مستوردة مؤكدا ان الموجة سوف تنتقل الى المحيط الاسلامي والى المحيط الافريقي الذي يحيط بالمنطقة العربية.
وقال ان الملمح الثاني نتيجة الثورة المصرية هو تغيير القيم التي كان يعاني منها المجتمع مثل السلبية وغياب الوعي وغياب الثقة وانعدام التضامن بين مختلف الفئات مؤكدا ان الثورة احدثت نقيض هذه القيم السلبية التي كانت تسود المجتمع المصري لافتا الى التضامن والتآذر الذي كان يحدث في ميدان التحرير وفي كل المناطق بالبلاد اثناء مخاض الثورة.
واشار الى علاقة الشعب بالنخب السياسية — اثناء حديثه عن الملمح الثالث — اذ ان الصورة النمطية التي كانت سائدة ان النخب تأمر والجماهير تنفذ لكن خلال الثورة كانت هذه الصورة معكوسة تماما فكانت النخب تقف حتى تعرض نفسها على الشعب وهذا الاخير يدرس النخبة وان كانت تقف مع الثورة وتسير في نفس الاتجاه ام لا.. ومضى عفان الى القول: ان المستقبل قد وصل بالفعل بإشراف من الشعب والشباب الذين كانوا في قلب الحدث لافتا إلى مفارقة وهي ان شباب الثورة الذي اطاح بمبارك تربى في عهد مبارك واطاح به كما فعل موسى الذي تربى في حجر فرعون.
وشدد على القول ان المستقبل للامة العربية وللشعوب العربية التي دخلت مرحلة جديدة من مراحل الحضارة.
التغيير بدأ بالعقول
ومن جانبه استهل فرج سعد فرج الناشط الشبابي من ليبيا كلمته بالاشارة الى استشهاد مصور قناة الجزيرة علي حسن الجابر وقال ان كل بيت في ليبيا يقيم عرسا للشهيد الجابر..
وقال ان وجه المنطقة يتغير فعلا مسترشدا بالاية الكريمة: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، وقال ان التغيير قد حدث اولا في عالم الافكار وتبعه التغيير في وجه المنطقة بالكامل نتيجة المبادرة والعمل الجماعي وكسر حاجز الخوف.
و أضاف: نحن نتفق ان هناك مشكلة ولكن حل المشكلة يحتم تغيير العقلية التي خلقت المشكلة.. ونحن غيرنا عقولنا ولكن الى الافضل وغيرنا أفكارنا ولكن إلى خير.
واشار ألى أن الثورات التي تجتاح العالم العربي الآن لم تكن ثورات امام الدكتاتورية فقط وإنما كانت ثورة على الافكار ايضا.. وتساءل لماذا كانت الثورة في ليبيا الآن؟ الا انه قال ان الثورات في ليبيا موجودة منذ 42 عاما والدليل ان السجون الليبية مملوءة بالسياسيين والناشطين الذين فعلوا حراكا كبيرا داخل البلاد.
وعزا قيام الثورة الليبية إلى الحافز والتشجيع الذي وجده الليبيون من الثورة التونسية اولا ومن الثورة المصرية ثانيا وقال ان هذه الاخيرة خلقت في نفوس الليبيين تحديا عظيما.
وذكر ان التغيير الذي حدث كانت له مؤشرات اولها تكرار الفشل اذ ان الشعب الليبي يدور في حلقة مفرغة 42 عاما لا يعرف ما هي طبيعة الدولة التي يعيش فيها اذ انها تختلف عن كل الدول في العالم كما ان العقيد القذافي غير معروف ما هو وضعه هل رئيس ام قائد ثورة ام هو جزء من الشعب ام ماذا؟ كما ان الفشل تكرر على جميع الاصعدة.
وقال ان المؤشر الثاني للتغيير وهو المؤشر العظيم يتمثل في إيمان الشعب الليبي بعدالة قضيته لذلك فقد تحول الايمان الى واقع مشيرا إلى أن ايمان الشعب بقضيته أكسبه القوة وزود الثورة بالطاقة العظيمة مؤكدا انه لولا الايمان لما وصلت الثورة إلى المراحل التي وصلت اليها.
دولة بلا قانون

واضاف: نحن في ليبيا عشنا فترة طويلة لا نعرف ما هي الدولة ولا نعرف القانون.. فهل يعقل ان بلدا عربيا مثل ليبيا 42 عاما لا يوجد عنده دستور يحكمه ولا توجد مرجعية قانونية لأن الدولة ليس فيها قانون. وقال إن الشعب الليبي يريد ان يعيش كريما على ارضه مشيرا في هذه الاثناء الى ان قيام ثورة 17 فبراير لم تكن من اجل مطالب مالية بل المطلب الوحيد هو ان يعيش الشعب الليبي كريما في مناخ من الحرية والديمقراطية في ظل دولة القانون.. وأعرب عن استيائه من الفترة التي عاش فيها الليبيون في حالة خلط سياسي غريب.
وقال ان كل ما يريده الليبيون هو العدالة الاجتماعية مشيرا إلى أن شعبا هذه مطالبه ويؤمن بالحرية وبدولة القانون يستحيل ان يكون بينه اقتتال داخلي او شعب ارهابي او ان يجتمع إلى عصبية قبلية تحركه.. وقال انه من العجب ان يوصف المطالبون بالحرية ودولة الديمقراطية بالارهابيين.
واشار الى ان النظام في ليبيا استطاع أن يخلق فوضى منظمة طوال الـ 42 عاما الماضية الامر الذي حتم قيام الحراك السياسي في البلاد طوال هذه الفترة.
وشدد على ان ليبيا طالما انها ضمن المنظومة العربية فلن تصاب بأذى واشاد في هذه الاثناء بالموقف العربي لكن المطلوب اكثر مما حدث وقال ان الليبيين كانوا يتوقعون عكس ما حدث من الجامعة العربية عندما اصدرت قرار مطالبة مجلس الامن بفرض حظر جوي على القذافي حماية للشعب الليبي.. وقال ان الجامعة العربية الان أصبحت تتحدث بلغة الشارع واصبحت تأخذ برأي الشعوب لا برأي الحكومات.
وجدد القول ان الشعب الليبي لديه جملة من المطالب تتمثل في الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي ودعمه بكل اشكال الدعم وطالب بمخاطبة الثوار بهذه الكلمة لأن الثوار ليسوا معارضين، كما طالب الحكومات العربية بإغلاق شاشات التليفزيون الليبي وقال ان قناة الليبية الرسمية يجب ان يتم سحبها من الاقمار الاصطناعية ومن ادارة شبكة نايل سات وعربسات كما تم بالنسبة لبعض القنوات الفضائية ومن بينها قناة الجزيرة. ودعا المجتمع الدولي إلى التحرك السريع حتى يتم انقاذ حياة الليبيين من القصف والموت المنظم الذي ترسله كتائب القذافي وتساءل هل ينتظر المجتمع الدولي حتى القضاء على الشعب الليبي كله ثم يتحرك.  
 
(المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 15 مارس 2011)


محمّد البوعزيزي قاهر المُستبدين


عَفْوا أيّها الملوك والرؤساء، عفوا أيّها الحكّام عن جرأة شارعنا العربي غير المُعتادة على سموّكم. فالمقصود، يا سادة، ليس إحراجكم، فأنتم لا تستحقون ذلك، وإنما المقصود هو فهم أسباب جرأة شارعنا العربي المفاجئة على سيادتكم في كل مكان دون سابق إعلام. أيها السّادة نريد أن نفهم لماذا تغيّر حال الشارع العربي من حال إلى حال ؟ نريد أن نفهم لماذا كل هذا الغضب على سيادتكم؟ ما بال هذا المواطن العربي الذّي كان بالأمس القريب خائفا يترقب، أصبح اليوم أسدا يتربص؟ أيّها السّادة الشعب يريد أن يفهم لماذا كان بالأمس يُصوِّت لسيادتكم بتسعة وتسعين في المائة واليوم أصبح لا يتغنّى إلا بخلعكم وإسقاط نظامكم؟ أهي حِكْمَة ٌ أَمْ جُنُونٌ، هذا الذِّي أصاب شعوبنا العربية؟
أصحاب الجلالة والفخامة لا أخْفيكم الحقيقة، وإن كانت عليكم مُرّة. إنكم يا سادة على خطر عظيم، فالبحر من أمامكم و الشّعب من وراءكم ولا ملجأ لكم  ولا منجى،بل و لا أمل لكم في الحياة و النجاة من غضب شعوبكم إلا  بالانحناء  و التصالح مع البوعزيزي وأمثاله ممن جسدوا العزّة والكرامة الإنسانية بأرواحهم الزّكية، فأتاهم الله نصرا عجزت عن صنعه المنظمات المدعومة و غير المدعومة،والأحزاب المعترف بها و غير المعترف بها،و الثورية و الإصلاحية،اليمينية و اليسارية و الإسلامية سواء منها السياسية أو الجهادية مُجتمعة. أصحاب الجلالة و الفخامة عليكم أن تعرفوا أن عصر الاستبداد و الحاكم بأمر الله قد ولّى إلى غير رجعة وأن السيّادة الحقيقيّة في مستقبلا لن تكون  إلاّ للشعوب التائقة للحريّة و الكرامة الانسانية، فهي وحدها مَنْ  ستأخذ مصيرها بأيديها تقودها في ذلك وترفرف عليها روح البوعزيزي وأمثاله من الذين غَذّوْا الثورة بدمائهم فصنعوا ربيع النهضة العربية ودفعوا أرواحهم الطّاهرة ثمنا لذلك.
أيها السّادة ،إذا أردتم أن تصطلحوا مع شعوبكم ويكون لكم مكان تحت الشمس ، فعليكم أن تصطلحوا مع ثورة البوعزيزي  وتحترموا مشاعره ، فثورة البوعزيزي و مشاعره هي ثورتنا جميعا و مشاعرنا جميعا، ونحن لن نفرط في ثورتنا أبدا، كما أننا  لن نسمح لكم مستقبلا أن تستهينوا بمشاعرنا كلفنا ذلك ما كلفنا، هذا ما علّمنا  إياه البوعزيزي عندما غضب لكرامته وعزّته. أيها السّادة أعرف أن فهم   هذا الأمر صعب عليكم  إدراكه، وعليكم  إذا ما أردتم  أن تتقوا غَضبة الشارع  مرّة ثانية  أن    تتواضعوا لشعوبكم و تستوعبوا الملحمة البطولية التي جسدها البوعزيزي وتأذنوا بتدريس هذه الثورة ناصعة البياض التي كان هو وقودها و سبب انطلاق شرارتها الأولى في عالمنا العربي من المحيط إلى الخليج.
فمن هو، إذا، محمّد البوعزيزي الذّي استطاع بغضبته المقدسة أن يهزّ عروشكم، و يزلزل الأرض من تحت أقدامكم،ويخلط أوراقكم و يضع حدّا لفسادكم وإفسادكم. هذا ما سنراه في حلقة ثانية إن شاء الله تعالى.   باريس 15مارس2011            مصطفى عبدالله ونيسي/باريس 

 
 


النشرة الدورية للقائمة البريدية لموقع الشيخ عبد الرحمن خليف    العدد34 _ حصاد شهر ربيع الأول 1432


كلمة الموقع : هموم مسلم خطب الجمعة:
خطبة الجمعة ( 1985 صوت ) : خطر العجز و الكسل : http://cheikhelif.net/site/site.php?rub=3&tk=20&k=306 خطبة الجمعة ( 28 محرم 1404_4نوفمبر1983 ) : مكتوبة : تهجم على الإسلام في دياره : http://cheikhelif.net/site/site.php?rub=3&tk=20&k=307 خطبة الجمعة : الرد على رسالتَيْ تورينو ( الجزء الأول ): http://cheikhelif.net/site/site.php?rub=3&tk=27&k=308 خطبة الجمعة : الرد على رسالتَيْ تورينو ( الجزء الثاني ): http://cheikhelif.net/site/site.php?rub=3&tk=27&k=309 الدروس :
سلسلة تفسير سورة البقرة : الحلقة السابعة و الخمسون :الآيات 47-50 : http://cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=1&d=597 الحلقة الثامنة و الخمسون :الآيات 51 – 54 : http://cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=1&d=598 الفتاوى سؤال : لماذا تقرأ اللام في قوله تعالى  » حتى يقولَ  » بالنصب ؟ http://cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=20&d=599 سؤال : هل تجوز النافلة بعد صلاة الجمعة؟ http://cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=20&d=600 سؤال : مجنون يصلي و يصوم هل هو آثم ؟؟ http://cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=20&d=601 سؤال : هل التنميص –  التنقية – حلال أم حرام ؟ http://cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=20&d=602 سؤال : هل تجب الزكاة في محل للكراء؟ http://cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=20&d=603 سؤال : يريد تبني ربيبته لترث منه ؟ http://cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=20&d=604 سؤال : تخلف الإمام الراتب و دخل بعد إقامة الصلاة …؟ http://cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=20&d=605 مقال:  هموم مسلم : http://cheikhelif.net/site/site.php?rub=6&l=7 مقاطع متميزة:
مقطع متميز: الجرأة على الله : http://cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=21&d=596 مقطع متميز: هل هذا تشدد ؟ النص الشرعي و الكفرة الفجرة : http://cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=21&d=595 مقطع متميز: كيف تكون مريم – عليها السلام – أخت هارون ؟ http://cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=21&d=607 مقطع متميز: من الذي يقبض الأرواح ؟ الله أم ملك الموت أم الملائكة ؟ http://cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=21&d=606  مقطع متميز: مطاعن هاملتون جيب في الإسلام و رأيه في الاختلاط : http://cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=21&d=608 مقطع متميز: اليهودي قولد زيهر و زعزعة ثقة المسلمين في دينهم: http://cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=21&d=609 مقطع متميز: الرد على من ادعى أن الإسلام يصد عن التقدم الحضاري : http://cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=21&d=610    كتب للتحميل : كتاب  » معتقد الإمام أبي الحسن الأشعري و منهجه  » تأليف د. عمر سليمان الأشقر : http://cheikhelif.net/site/livres_scientifiques/ash3ari_sunnah_jama3a.pdf رسالة  » هيئة الناسك في أن القبض في الصلاة هو مذهب الإمام مالك » للشيخ محمد المكي بن عزوز الزيتوني التونسي : http://cheikhelif.net/site/livres_scientifiques/malak_qabdh_salat.pdf إعلان :  
بشرى نزفها إلى محبي و تلامذة الشيخ عبد الرحمن رحمه الله : قريبا سيتم عرض الطبعة الثانية من كتاب  » مشاهد الناس عند الموت  » في المكتبات التونسية .و سنعلمكم بذلك حالما ينتهي الموزع المكلف بنشر الكتاب من إتمام الإجراءات . والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته.


 


دولة العبادلة الثلاثة وغيرهم أمنيات علّها تتحقق

الناصر الهاني  
تمرّالأيام لتصنع حاجبا على العقول . وتقدّم الطريق معبدة للنسيان . حتى يكتسب الحاضر وجوده القصيرالذي سيدعه للاحقه . ولكن الذاكرة رغم هذه الاجتراحات ، وهذا التدافع للصور، والخيالات ، والحقائق ، والصالح ، والطالح من الأعمال ، والأقوال ، والصفات ، والذوات لا بد لها إن كانت متوثبة ، ومنتصبة أن تختزن ما يروق لها سلبا وإيجابا . ولعل الحراك الدائر في وطننا اليوم يجعلنا نتذكر صدأ الفترة الماضية ،  وصديد القمع الظاهر، والمطروز في حنايا الأزقة ، والقرى، والأرياف ، والسواد الذي طبع صدور من حكمونا ، وحاكمونا، بداية من الذي يوزّع بطاقة الولاء، وصولا إلى سيّده في رأس الهرم ، الذي يمهر المانيفاستوات التي حكمت على شعبنا بالقهر، وجعلتنا طحينا قبيحا في ماكينة الفراغ للكشكول الأحمر المشبوه ، ولماسكرا البنفسج لسيدة تونس الأولى ، و »امرأة » السيدة العقربي تلك المرأة الزغرادة التي تبارك، وتعيد المباركة ، وترفع صور البراءة لصانع التغيير، بعد أن يوافق على إخراجها العبادلة الثلاثة (عبد العزيز بن ضياء وعبد الله القلال وعبد الوهاب عبد الله) . فما أكثر عُبّاد الله عندنا ، ولا توبة ، ولا فعلا صالحا.!!!! مَسَكَنَا العبادلة وطابورهم . والذاكرة مهما نسيت لن تنسى الندوة الصحفية التي أقامها السيد عبد الله القلال، في بدايات شهر مارس سنة 1991 ، على ما أتذكر تلك الندوة التي أُعلن عنها مباشرة بعد أخبار السهرة ، وأرجئت لأكثر من ساعة ونصف ، لأن المادة المرتجلة – الملفقة  لم تكن جاهزة . وأشبعتنا التلفزة  » السبعاوية  »  ليلتها،  بأغاني ناظم الغزالي ، ونبرته الحزينة للموّال العراقي  » تركة زرياب الغالية » . جاءت الندوة وتجشأ فيها سي عبد الله بماطاب ولذّ عن حادثة باب سويقة .  وساعتها فقط انقسم الناس إلى طائفتين : أتباع نور، وأتباع ظلام . ولكن لمن انحاز الشعب المغبون ؟؟
أتباع النور : هم بناة المدنية ، والتحضر ، والبدلات المكوية ، والفولارة البنفسجية في الجيب العلوي فوق القلب تماما لنصف هذا المعسكر، وحقائب الجلد المستطيلة التي توضع على الكتف الأيسر، ويشدها سير طويل ، وأظافر الإبهام ، والسبابة الطويلين المتسخين دائما بقطران السجائر، أو بقايا تبغ الغليون المائل تحت شاربين كثّين ، وبرنيطة لينين المائلة ، غير المتناسقة مع معطف غوغول ، الذي يزيد طوله ، وينقص بحسب أجساد سادة النصف الثاني لهذا المعسكر.  
أما المعسكر الثاني ، فكلهم في صحف عبد العزيز الجريدي – عراب النظام – فكلهم شاذون، لواطيون،  بائعو بخور، قتلة، تربطهم بالخارج مصالح ظلامية . تبدو صور الكاريكاتير الخاصة بهم مضحكة . تذكرنا بنوادر جحا ، والخزاف ،وأبي العِبر، والنوكى ، والمغفلين ، الذين لطالما تحدث عنهم أبو علي القالي ، والجاحظ ، وفكاهات الأدب العربي . ولكن ما هي الصور التي رصدت للشعب المسكين؟؟  رزح الشعب تحت صورة نمطية ، أرادها لها النظام ،  وطابوره من المثقفين ، والمنظرين الذين محظوا علومهم لذلة شعبهم وتجهيله ، واستحماره . فلا يظهر الشعب إلا في طوابير المهللين ، رافعي الصور. ويعلنون الولاء ، والبراء للصانع الحكيم ، الرائد ، المقدام ، الهمام ، الغظنفر .
وبدأت التعبئة التي رصدت لها أموال المجموعة الوطنية . واستهدفت هذه السياسة معتقد الشعب ، وهوية البلد بوعي ، وداء دفين . لكن متى كانت النهضة تمثل عقيدة الشعب ووطنه في العموم؟؟ النهضة جزء من طيف إسلامي ، له حق التواجد ، ليغني جملة الروافد التي تغذي المجرى الإسلامي في تونس المسلمة ، العربية ، الإفريقية ، المتوسطية ، المشاركة في الفضاء الكوني ، الساعية للمشاركة في الفعل الإنساني الخلاق . ولا يمكن أن يدعي طرف من الأطراف تمثيليته المطلقة لدين ، أو لفكرة ، أو لعقيدة . وهذا ما تتنصل منه النهضة ، وتعلن عن حجمها بتواضع ماضيا ،  وحاضرا . وهذا ليس تكتيكا ، بل هو الواقع . وإن تجاوزت هذه الحدود فنظنّ أنها ستعلن ساعتها عن نهايتها . وذاك ما لا يرجى .  لهذا فحرب النّظام لم تكن حربا ضد هذا الفصيل السّياسي ، والخصم الإيديولوجي . بل كانت حربًا ضد عقيدة البلد ، وهويّة شعبه ، مع اِحترام مغايرة من لم يكن مسلما بالتطبيق ، أو بالنّوايا.  فيحقّ لكل فرد أن يدين بما يريد وينتمي لما يهوى . لكن لقائل أن يعترض : كيف لنظام متحزّب بحزب يؤمن بالآية الكريمة  » وقل اِعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون » أن يحارب العقيدة !!!
صحيح ، هذا ظاهر الكف . ولكن باطنه يحوي قتلا مبرمجا في مقررات التربية ، ونشاطات الرياضة، وبطون الكتب ، وأنشطة الثقافة ، وسيمياء الأرض ، ويوتوبيا الناشئة .  لكن من برمج هذه السياسة الذكية . وكان مهندسا لجفاف المنابع ، وتصحير الأدمغة ، ليس التجمعيون ، ولا العبادلة . لأن ثقافتهم لا تصل إلى هذا الحد من الذكاء السلبي ، والشيطنة الوجيهة ، لدى أبالسة الأرض ، والسماء . بل إن من أنابهم عن ذلك هم الأكثر ولاءً ، وذكاءً . فهندسوا هذه المرحلة . ونجحوا فيما أرادوا . ونخّلوا الفكر، وجعلوا منه مسخا . وصارت صورة التونسي مهزوزة . وضُرِبت أركان وجوده . وتُفِّهَتْ مناحي الحياة جميعها . وصارت الأصوات كلها صوتا واحدا . وصنعوا مونوفونية عجيبة، استمرت لتسحق كل صوت مخالف . ولهذا تحتفظ الذاكرة ببعض من هندسوا هذه المرحلة . ولكن ليسوا كلهم . فهذا ما ظهر لنا منهم ، وما بطن كان أشد ، وأعظم .
 
وبالمقابل تحتفظ الذاكرة كذلك بصور من وقفوا ضد هذه الموجة الجارفة . وتكسرت في النهاية موجة الفساد على حدود أسوارهم . لذا حري بنا أن نحتفظ بصورهم . ونخلدها بأروقة الذاكرة . لتكون نبراسا لأجيالنا اللاحقة سلبا وإيجابا  .  ولعلي هنا أبدأ بما ورد في الندوة الصحفية ليلتها :  إذ أطل علينا
1/ أنس الشابي الذي تكلّم من شرفة دار التجمع القديمة ليبّين أن الإسلاميين لاهمّ لهم إلا القتل .  ورأى أن الحل لاجتثاثهم يكمن في القضاء على الكتب الرجعية ، وبث ثقافة التقدمية التي طبقها في حينها السيد صالح البكاري وزير الثقافة  ، الذي قال لنقضي على هذه الملة ، لا بد من ثقافة القبح . ونجح في فترة وجيزة في أن يصبح المِزودُ هو الحزب الأكثر اِنتشارا ، وصار حبوبة رمزا على العملة . وتوارت  صورة  المفكر. وصار هشام جعيط نكرة ، لا يعرفه إلا البوليس السياسي . 2/ منصف الشلّي ومنظاره الذي تمكن من امتلاك أشرطة فيديو صورت برحاب المركب الجامعي بتونس. ليبين أن الجامعة خطفت ولا بد من إرجاعها لحضن الدولة . فتم ما أرادوا.  وصار بيان   7 نوفمبر يدرس قبل مبادئ حمورابي ،  والثورة الفرنسية  .  ولا ننسى حلقته الشهيرة حول حادثة باب سويقة ، وأخصائيي علم النفس الذين استدعاهم  ليدلوا بدلائهم في الحادثة دون علم ودراية بمن فعلها . ولا دراية بدوافع فعلها، إن صحت نسبتها للإسلاميين . وإن كانت لهم ،  فالأمر مرفوض ، ويدانون بها ، ويجب أن يتحملوا مسؤوليتها. والقتل والعنف لا يسقطان بالتقادم ، لحرمة النفس عند الله سبحانه . حتى وإن كانت القوانين ترى بذلك .                                                                     3/العالم : السيد عبد الباقي الهرماسي : أحترم الرجل لعلمه ، لكن هجمته الشرسة على المساجد , ودور تحفيظ القرآن ، والمواقع الأثرية ، عرفت في زمن وزارته ظلما مقيتا ، كان بوعي ، وذكاء منه لضربها ، وتهميشها . 4/ زهير المظفر ، والصادق شعبان ، وأكاديمية التجمع ، و 800 مدرس جامعي ، تنكبوا جميعهم لدك حصون الفكر، والثقافة ، وخلق مجال للميوعة ، وأن يفقد الفرد ثقته في كل من يجاوره ، أو يحمل له ودا. 5/ مسلسلات رمضان وممثلوا التفاهة ومسارح الفراغ والعبث. 7/ منشطو الويكاند ، وباقي أيام الأسبوع : من نجيب الخطاب ، والمخضرمة هالة الركبي ، وسفيان تشويه ، وحاتم بن عمارة ، وللأزواج فقط . 8/ بعض رؤساء المحاكم الذين استكرشوا على حساب مظلومية المساكين  . ويعلمون جيدا أن ما ينطقون به ظلم بواح. 9/ بعض من الشُرَطِ من خريجي الجامعة ، طوّعوا مناهج دراساتهم ، وأطروحاتهم لهندسة التعذيب ، وتفننوا في ظلم الناس ، وتمتعوا بعذاباتهم ، وعناصر الشغب الذين انهالوا على ذلك الشاب أمام وزارة الداخلية يوم 14/1/2011. 10/صحف ، وكتب ، وقنوات سمعية ، وبصرية ، أبّدت حاكمية الفرعون ، وصنعت من حرمه نفرتيتا وجعلتها سيدة أولى على رقابنا غصبا ، وحبذا لو كانت مثقفة ، و ساعتها نحترم الأنثى الواعية فيها ، كسمير العبيدي ، وسمير بن عبد الله،  وبوبكر الصغير. وانظروا كيف أن أسماءهم تتشابه.  11/  قاعدة حزبية وفية وفاء الشبيبة الهتلرية للفوهر تطبق ما تؤمر به. هذه هي الكواكب التي تراءت لنا في منامنا . وشتّان بينها وبين الكواكب التي ظهرت في رؤيا يوسف عليه السلام . ولكن سنواتنا العجاف كانت أطول . أما ما نريد رؤيته بمحبة ، وود ، فكل من سعى للصلاح ، ورأب الصدع ، ومنفعة العباد ، والبلاد ، ولمن جهر بالحقّ في ذروة الباطل . ولكن لنا شوق كبير لرؤية وجوه ظهرت في أحداث  الثورة الأخيرة . وضاعت عنّا رغم حاجتنا لرؤيتها كلما احتجنا للأحبة : 1/ شهداء الثورة الصادقين ، لا الذين ماتوا في عمليات سطو، أوتصفية حسابات . 2/ تلك المرأة التي هددت الدكتاتور بأبنائها الثلاثة المتبقين بعد أن اِستشهد الأول .  فأم الشهيد هزت أركان عرش الظلم . 3/ قائد الطائرة الذي اِمتنع عن القيادة لترحيل الطرابلسية. 4/ الشرطي الذي كان يبكي في الوقت الذي يحمل أصحابه أسلحة القتل وآليات العذاب. 5/ قائد القوات البرية السيد رشيد بن عمار والجيش الذي حمى المتظاهرين من أنياب قناصي قوات التدخل وسواعد السرياطي . 7/ بائع الخضار ذلك المتعفف الذي كتب لافتة على شاحنته  » اللي ما عنداش ياخذ بلاش « . 8/  كل أصوات الدفاع عن حقوقنا ، والقائمة طويلة وتشمل الأحرار من تونس ، ومن خارجها . ونحمد الله أن القائمة كانت ثُمَانِيّة لا سُبَاعِيَّة لأن رقم سبعة طالما كرهنا بسببه الأرقام. وإلى أن تكون لوطننا صفحات مشرقة أخرى لا نرى فيه من يظلمنا ولا يصنع من آلامنا سلّما لرقيه.    مساء 15/3/2011م         


وأثمر شجر الزقوم بتونس: دعاة التبعية يستعرضون قوتهم


فوزي مسعود www.MyPortail.com   لم يكد يفرح التونسيون بثورتهم، حتى أطل من أبى إلا أن يفسد عليهم بهجتهم، أطلت عليهم وجوه كالحة من زمن القحط العقدي، لتذكرهم أن تونس قد انحرفت كثيرا طيلة نصف قرن، بحيث يلزم لأعادتها للسبيل مجهود استثنائي.   دعاة التبعية هؤلاء المنادون بوجوب عزل الإسلام من أن ينظم المجتمع بتونس، من خلال مطالب اللائكية والعلمانية و الحداثة، هؤلاء المتسلطون على التونسيين أبدا، جمعوا السوء من كل جنباته، لم يكفهم الانبتات عن ثقافة التونسيين والارتضاء بدلها ثقافة الغرب وفرنسا تحديدا، فإنهم جمعوا لذلك وقاحة قلّ نظيرها، إذ جعلوا أنفسهم أوصياء على التونسيين وطالبوا بوجوب إخضاعهم لتصوراتهم، وهم لذلك يتحركون ويثيرون الضجيج، رغم قلتهم فإنهم يستعرضون قوتهم التي تجاوز حجمهم الحقيقي، لم يسعهم أن يسكت التونسيين عن انحرافاتهم التي يصورونها فكرا ومبادئ، يعيشونها بين جدرانهم الخاصة، وفي عوالمهم الصغيرة الموبوءة، بل أصروا على إخضاع ورثة حضارة الإسلام بتونس، ان يلتحقوا بمركب التبعية لفرنسا كما ركبوه هم من قبل.    عصابات الفساد الثقافي تتحرك ضد التونسيين

أطلت على التونسيين عصابات طالما كانت أدوات لدى النظامين البائدين،عملت على تشكيل أذهان التونسيين منذ نصف قرن، من خلال المستويين المتوازيين، الاقتلاع من الجذور  والإلحاق بالغرب وبفرنسا تحديدا.   أطلت علينا وجوه منكرة، لتأكد أن شجر الزقوم الذي زرع غصبا بتونس منذ نصف قرن، قد أينع وشبّ، بل إنه قد أثمر، وأنجب زرعا حراما علقما يأبى إلا أن يذيق التونسيين مرارته. لقد شبّ هذا الشجر عن الطوق فهو يدافع عن ذاته، يدافع عن منظومة الزقوم التي نشأ من خلالها، ممثلة في ثقافة التسيب والانحلال والتبعية، إنها ثقافة تغالب الإسلام وتحتقر اللغة العربية. هؤلاء ثمر حرام مرّ يدافع عن زارع شجرة الزقوم ممثلا في فرنسا والغرب، إنه ثمر مرّ حرام يدافع عن راعي وساقي شجرة الزقوم، ممثلا في نظامي بورقيبة و بن علي وإن كان دفاعا بطرق ملتوية.   أطلت على التونسيين وجوه خلناها راحت مع من راح من نظام الاستبداد، ولكن يبدو أنها كانت أقوى على التملص من النظام نفسه، كانت أقوى من رموز الفساد المالي والفساد السياسي التي مثلت اهتمام التونسيين ومتابعتهم ومحاسبتهم.   إنها مفارقة ثورة تونس،  إذ في حين أن رموز الفساد الثقافي، أخطر أدوات النظامين السابقين الذين عملوا على تصميم ورعاية منظومات تفكيك الهوية التونسية وإلحاقها بفرنسا، يبقون متخفين تماما رغم جرائمهم بحق تونس، فإن من هم أقل منهم خطرا وهم رموز الفساد المالي والسياسي يلاقون المحاسبة.   إنها مفارقة ثورة تونس، أن الذي سرق المال وأفسد في السياسية يحاسب، وأما الذي عمل على تصميم وإنتاج أدوات تشكيل أذهان التونسيين لتسخيرهم لفائدة الاستبداد يبقى طليقا، بل وإنه يمضي كأن شيئا لم يكن، بل وإنه ليقدم كقدوة، في شكل صحافي أو كاتب أو مسرحي أو معلق سياسي أو أستاذ جامعي، يتصدر شاشات التلفزة ليتكلم ويوجه وينتقد الإسلام، يا له من زمن رديء.   إنها مقارقة تونسية، أن الذي نشا لخدمة ثقافة الغير، وسخر طاقاته وعمل طوال حياته لهدم دينه ولغته، يملك من الجرأة  حدا أن يصور جرائمه على أنها مشروعة، بل وتستحق أن يدعى لها،  فتسيّر من أجلها المظاهرات، وتنظم لها المسيرات، وتقام الاعتصامات للمطالبة بها، وتنشر البيانات الصحفية حولها، من دون أن يلقى معارضة تذكر من التونسيين، إلا أن يكون من فتية حركتهم غيرتهم على دينهم وهم يشاهدونه موضع التهجم، فانطلقوا صادين لتظاهرة سوسة بتظاهرة موازية، فكان أن سفههم الإعلام المشبوه، وانتهى الحدث بان صور دعاة التبعية كأبطال، وثلة الإيمان كأشرار.   عوض أن يكون مآل الشراذم دعاة التبعية المحاسبة على جرائمهم في حق التونسيين، إذ تآمروا عليهم لفائدة النظام البائد، ثم على جرائمهم في حق تونس ككل، إذ تآمروا عليها لفائدة الغير وفرنسا تحديدا، فإنهم يملكون الجرأة أن يطالبوا باستبعاد الإسلام من التأثير على مجريات المجتمع، بل ويطالبون أن يقع التنصيص على هذا الإبعاد في الدستور، بل إن منهم من يقدح في الصريح المحكم من كتاب الله، مقابل سكوت التونسيين ومواتهم الغريب.   البرهنة على فساد المطالب بالعلمانية واللائكية بتونس
ما انفك دعاة التبعية يتحركون بطرق منتظمة، ورغم قلة عددهم، فإنهم لايعدمون فاعلية ملحوظة، لعلها متأتية من وقوف جانب كبير من الإعلام التونسي معهم، فإن الإعلام ذاته يمثل احد مراكز قوتهم، كما أن فرنسا تدعمهم كثيرا بأشكال مختلفة، منها المباشر من خلال علاقات مع مراكز وشخصيات ثقافية وإعلامية ومالية أو غير مباشرة من خلال التغطية المكثفة للإعلام الفرنسي لتحركاتهم. ومجمل تحركات هؤلاء تتمحور حول المطالبة بتبني العلمانية واللائكية (حقيقة فإن المفهومين متقاربين)، وقيم الحداثة كما يقولون.   وأنا هنا سأثبت فساد هذه المطالب من خلال منهجين، من دون الحاجة لمناقشة محتويات هذه المفاهيم ذاتها.   المنهج الأول: أولوية المجال
إذا أخذنا مجتمعا ما في زمن معين تحت منظومة فكرية معينة، ثم أخذناه في زمن آخر بعد الزمن الأول، فإن الذي يمكن أن يكون هو المنظومة الأصلية وحدها، أو معها منظومة أخرى، أو منظومة أخرى وحدها. ثم هناك حالتان إما أن المنظومة الأصلية تدعي إمكانية التنظيم للمجتمع، وتأبى بالتالي أن ينافسها غيرها في تأطير المجال التابع لتلك البلاد، أو لا.   إذن لنا الحالات التالية:
إن كانت المنظومة الفكرية الأصلية، تقبل أن ينافسها غيرها، ولعلها لاتملك أدوات لأن تنظم المجتمع (كالمنظومات البدائية)، فان وجود منظومة ثانية صحبتها أو منظومة ثانية لوحدها في الزمن الثاني، لا إشكال فيه.   إن كانت المنظومة الفكرية الأصلية، تملك الأدوات لكي تنظم المجتمع، بل وتملك رؤية شامة لتنظم الكون بأكمله وليس المجتمع فقط (وهي حالتنا مع الإسلام)، فإن وجود منظومة أخرى صحبتها في الزمن الثاني، يطرح إشكالا.   الإشكال متأت من أن تواجد المنظومة الثانية لايمكن إلا أن يكون نوعا من التسلط، وتفسيره كالآتي: التنافس على مجال واحد (تونس مثلا) من خلال منظومتين متوازيتين (المنظومة الغربية والمنظومة الإسلامية)، وحين يستتبع ذلك التنافس بالاستحواذ على مجال جزئي (مثلا منظومة السلوكيات او القوانين التي ابتعدت عن الإسلام)، فذلك يكون بطريقتين:   إما أن إحداهما تأخذ والأخرى تقبل، وإما لا.
أما الاحتمال الأول، فهو محال باعتبار أننا نتحدث عن منظومتين تملكان أدوات التنظيم الشامل للمجتمع، بزعمهما (لا يهمنا هنا صحة الزعم، ولكن يهمنا ماتقدم به المنظومة نفسها)   بقي إذن الاحتمال الثاني، وهو إن إحدى المنظومتين تأخذ والأخرى ترفض ذلك الأخذ من مجالها، وليس من معنى للتسلط إلا هذا، وهو أخذ الغير من مجال خاص  مستصحب برفض صاحب ذلك المجال، مع عجزه عن الدفع.   فثبت بالتالي أن تواجد منظومة فكرية بتونس مخالفة ومغالبة للإسلام، في زمن بعد الاستقلال بنصف قرن، هو دليل تسلط تلك المنظومة على التونسيين، وهي المنظومة الفكرية الثقافية الفرنسية تحديدا.   ولما كانت هذه المنظومة هي تسلطية، فإن القائمين بعملية التسلط من التونسيين (دعاة التبعية هؤلاء) ينظر في الحكم عليهم، لعامل التبني لمحتوى المنظومة المتسلطة، إن كانوا متبنين لها ومدافعين عنها، فهم متسلطون محاربون لقيم البلاد و إلا فلا، إذ قد يكونوا من المغرر بهم.   ولما كان المعنيون بموضوعنا، مسيرو المظاهرات بتونس وسوسة، المطالبون باللائكية والحداثة، المنادون باستبعاد الإسلام من التأثير على المجتمع، واع اغلبهم بما يقومون به، فإنه يجب اعتبارهم محاربون لثقافة التونسيين، يجب ضدهم ما يجب ضد كل محارب للبلاد، كما أن الذين يدعون إليه من منظومات فكرية، هو فكر المتسلطين علينا والمستعمرين لنا، لا يجب نحوه إلا الرفض.   المنهج الثاني: الطريقة العقلية
توجد ثلاث طرق عقلية لبيان فساد محاولات  إحلال العلمانية و اللائكية والحداثة، بتونس:   أولا:  فإن اعتبار أمر ما غير متفق عليه مقياسا، كلام فاسد، بمعنى أن المطالبة باعتبار القيم الغربية وهي أمر غير متفق عليه ومرفوض لدى غالبية التونسيين، كمرجع لتنظيم أمور التونسيين، أمر لا يجوز عقلا، وذلك للتالي: التونسيون موضوع التنزيل يفترض أن يكونوا هم المدلول من خلال المنظومة التي تأطرهم وهي الدليل، فالمدلول هو في حاجة للدليل، ولكن في حالتنا مع العلمانية، فان العلمانية تصبح في حاجة للمدلول لكي يؤكد وجودها، بمعنى أن الدليل في حاجة للمدلول، وهذا لا يجوز عقلا.   ثانيا: كما يمكن البرهنة بيسر على فساد هذه الفكرة، من خلال قاعدة المصادرة على المطلوب، وهي التي لا تجوز، حيث أن المطلوب إثباته يعتبر نفسه كحكم ومرجع، إذ يقع الانطلاق من العلمانية لدى هؤلاء كحكم على الأشياء، في حين أن هي ذاتها محل نزاع وهذا لا يجوز.   ثالثا: الطريقة الثالثة للبرهنة على فساد محاولات  المناداة بالعلمانية و اللائكية والحداثة بتونس، تتعلق بقاعدة عدم جواز الترجيح من دون مرجح، بمعنى إذا أخذنا مجتمعا ما، ليكن تونس، وكانت هناك فكرتان –وليس منظومتان لأن المنظومتان المتوازيتان لايمكن البتة ترجيح احداهما على الأخرى أبدا من الخارج-، فإن احتمال أن يقع تطبيق إحداهما دون الأخرى متساو، مادام لم يوجد مرجح شرعي –يمتلك الشرعية- ينبع من تلك المنظومة. بمعنى أن تأتي من الداخل جماعة لزرع العلمانية – من داخل المنظومة التي يقرها التونسيون، وبافتراض صحة قول من يقول بوجود علمانية جزئية لاتحارب الإسلام بزعمهم- فان محاولتها تلك في المطلق، ليست بأولى من المحاولة الصادة لها، ولايجب المرور لتنفيذ المحاولة إلا بوجود مرجح.   ولما كان المرجح في جانب صاحب المنظومة، بحيث تكون الشرعية هي المرجح، فإن ذلك يمنع آليا فكرة العلمانية من أن تنتقل للتنفيذ، ولو نفذت مخططاتها فإن ذلك يعني إعادة نظر في المنظومة ذاتها من حيث أنه أعيد صياغتها بحيث تتبدل قواعدها، ومنها قواعد الترجيح.   الخلاصة – دعاة إحلال العلمانية واللائكية والحداثة بتونس، هم ضحايا في مستويات متقدمة، لحقبة الاقتلاع الثقافي التي مرت بتونس منذ الاستقلال. – دعوات إحلال العلمانية واللائكية والحداثة بتونس، هي عمليات مغالبة للثقافة العربية الإسلامية، وهي بهذا المعنى تعديات على تونس وعلى التونسيين. – دعوات إحلال العلمانية واللائكية والحداثة بتونس هي مطالب فاسدة منطقيا، وبالتالي فلايوجد أي مبرر موضوعي لمواصلة التعامل مع هذه المطالب على أنها ذات قيمة.  


انتفاضاتـهم… وانتفاضتنا


كانت التظاهرات الشعبية التونسية في عهود الاستبداد والـخمول، مـجرد تـجمعات بشرية تـجول في الساحات بعقود الياسـمين حول الأعناق، وبوردة الفل خلف الأذن، تـحمل الأعلام الوطنية الزاهية، تنشد الأناشيد الوطنية الـحماسية التي تتغنـى بالكرامة والمـجد، وتقوم بـمراسيم احتفالية تؤمن لمنظميها الرتب والألقاب الـحكومية من « السلطان الـجائر » ومـمن يلوذ حوله بالسلطة من الذين هضموا حقوق المواطن، وابتـزوا أمواله، واستـعبدوه وقد ولدتـه أمّـه حرّاً. أمّا بـعد شرارة لـهب الشهيد مـحمد البوعزيزي، لم تـعد هذه المظاهرات ترفاً، ولا ذكريات للتغنـي، ولا احتساءً للشاي المرّ مع البندق في المقاهي شأن الكسالى المنتفخين غروراً وجهلاً، بل أصبحت بـمثابة نـقاط انطلاق لعودة التونسيين إلى ساحات الجهاد في المدن والقرى لبعث الوعي الوطني في وجدان الشعب، ولكشف منابع قوتـه. لقد تـحوّلت التظاهرات الشعبية في تونس إلى انتفاضة عامرة تـجسد فعل التاريـخ المضيء، العلمي والعملي، الذي يـحيك لأجيال تونس خيوط المستقبل، وحين نتطلع إلى انطلاقة الانتفاضة نرى لوحات تونسية تتـزاحم بكثافة مذهلة لتملأ ساحات سيدي بو زيد معلنة أن الـحرية، العدالة وحق تقرير المصيـر قضايا حيّة فاعلة… وفود تتقاطر من كل حدب وصوب، لا ينقطع سيل صفوفها تدق الأرض بأقدامها وتـملأ  الفضاء بدوي هتافاتـها:  » أرحل، أرحل… لتحيا تونس حرّة ». أي عمق عجيب في ارتباط القلب والشعور والإرادة والعقل، يتفجر في كيان كل واحد من المنتفضين بالفرح والزهو والاعتـزاز وهم ينشدون مقطوعة ملهمهم الشاعر الرائع أبو القاسـم الشابي:  » إذَا مَا  طَمَحْـتُ  إلِـى  غَـايَةٍ رَكِبْتُ   الْمُنَى  وَنَسِيتُ   الحَذَر وَلَمْ  أَتَجَنَّبْ  وُعُـورَ  الشِّعَـابِ وَلا كُبَّـةَ  اللَّهَـبِ   المُسْتَـعِـر »   أمّا الانتفاضات الشعبية التي انـفجرت في جـميع أقطار العالـم، قادتـها فئات شعبية نذرت نفسها لـخدمة شـعبها ووطنها، ولو كان ثـمن هذا النذر التضحية بالـحياة نفسها، ومن يبدي استـعداده للتضحية بـحياته من أجل هدف إنساني، وطني، سام ونبيل، هو إنسان مؤهل ومستـعد لاستـعمال جـميع الوسائل المدنيّة والعسكرية للوصول إلى هدفه بانتـصار الانتفاضة، وقد قرأنا في كتب التاريـخ أن الانتفاضات السلميّة، المدنيّة التي كانت غافلة عن الأخطار الكامنة لـها قد فشلت في تـحقيق هدفها، عكس الانتفاضات اليقظة التي حـملت سلاحها في يدها لتملي إرادتـها، فحققت انتصاراً، وأقامت نظاماً جديداً يضمن  تقدماً لأوطانـها. وإن كنّا لا نستـطيع أن نقيس أسلوب الانتفاضة الشعبية في تونس بـمقاييس الانتفاضات التي حسـمت أمرها باستـعمال السلاح، إلا أن شروط استـعماله ما تزال قائـمة ما دامت العناصر الأمنية الفاسدة تستـعمل العنف الشديد بـحق المنتفضين في أكثر من منطقة، وبتواريـخ متتالية، أو إلى أن يتم تطهيـر مؤسسات الدولة من الانتهازيين والفاسدين. حتى الساعة ما تزال الانتفاضة الشعبية التونسية تـحافظ على خصوصيتها المدنيّة السلميّة، صابرة على مسلسل القتل، التـعدّيات والسرقات، مـما يـجعلها في خطر دائـم، حتـى أن البعض أعطاها اسـم  » انتفاضة الياسـمين » كدليل على مسالمتها وطيبتها ووداعتها ورقـتها بالرغم من « سقوط مئات الشهداء والـجرحى والمتضررين » على حد تعبيـر الـمجاهد الـحقوقي الأستاذ أيوب الصابر. وبالتأكيد هناك من يعتبـر أن استـعمال السلاح ليس عبارة عن انـحطاط ثقافي أو دليل شراسة، بل دليل تفوق نفسي راقٍ إذ ما استـعمل بأخلاق وذكاء وبـموضوعية، وبأشراف جيشنا الباسل لأن القوة هي القول الفصل في وقف مسلسل التـعديات والإسراع في تثبيت الأمن وإحلال السلام. في غياب الرؤية السياسية، الاقتـصادية، الاجـتماعية والعسكرية الواضحة والشفافة لمستقبل انتفاضتنا  المباركة، تبقى الأبواب مفتوحة على مصارعها لأية احـتمالات بعضها يثيـر الريبة والقلق، وينقل الشعب من  » دلفة » الاستبداد والفساد والديكتاتورية، إلى  » مزاريب » لا تـحمد عقباها.
تيسيـر العبيدي ـ باريس      


ربيع القومية العربية الشعب أراد … !!

يكتبها : حبيب عيسى  
 
( 1 )
 
ها نحن نتنفس الصعداء بعد عقود من المحن والمآسي دفعت حتى الخلصّ من أبناء الأمة لليأس ، والحديث عن خروج العرب من التاريخ ، والبحث عن مخبأ آمن في جحور إقليمية ، أو طائفية ، أو مذهبية ، أو قبلية ، أو عشائرية ، لم تترك مكاناً للمدنية العربية ، وحضارتها ، استوى على بوابات تلك الجحور وعروشها، الطغاة ومصاصي الدماء والأفاقين والمتألهين والمؤلهين والمهرجين واللصوص والقتلة والمعتوهين يؤمنوّن لاحتكارات قوى المهيمنة الدولية الراعية لعروشهم نهب الثروات العربية أكثر مما كانت جيوش المستعمرين تحققه بالاحتلال المباشر مقابل تأمين مظلة حماية دولية للطغاة ، والتستر على ممارساتهم القمعية والوحشية ، وعلى مافيات الفساد والنهب العائلي للطغاة حيث تبيّن أخيراً أن ثروة فرد واحد من عائلة أي طاغية تكفي ليعيش الشعب العربي بكرامة ، وفي ظل ظروف إنسانية مناسبة خارج بيوت الصفيح والمقابر والعشوائيات وشوارع البطالة وزنازين المخبرين …
قد يواجهنا اعتراض مشروع  ، يقول : إنكم تحتفلون بنصر لم يتحقق بعد ، وبتغييّر إيجابي لظروف مأساوية لم ينبلج فجره بعد ، فمازالت عائلة القذافي تهاجم عرب ليبيا ، وتحاصرهم من الجهات الأربع ، وتعمل فيهم تقتيلاً ، بالأمس فقط أطل عليكم أحد أبنائه ليقول علناً : « طز فيكم أيها العرب » ، فماذا كان جوابكم ؟ هل دبّت النخوة في عروقكم ؟ ، هل ثرتم لكرامتكم المجروحة ؟ ، ثم ، هاهو طاغية اليمن يطلق الغازات السامة  على الأخوة والأبناء ، في ميادين الثورة والحرية ، ماذا تفعلون أكثر من الفرجة ، وإحصاء أعداد الشهداء ؟ ، وهاهي إرهاصات ثورة الحرية في الجزيرة العربية ، والبحرين تتعثرّ بالفتن المذهبية بين …وبين … ، أين أنتم من عقد المواطنة الذي صاغه جدكم محمد بن عبد الله ، منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام ، في يثرب بين مواطنين متساوين : مهاجرين وأنصار ، مسلمين ونصارى ، يهود وصابئة ، مشركين وقبائل وعشائر ؟ ، هل قرأ أحد منكم ذلك العقد « الصحيفة » ؟ ، حيث جاء فيها : (… إن المؤمنين المتقين على من بغى منهم ، أو ابتغى دسيعة ظلم ، أو إثم ، أو عدوان ، أو فساد بين المؤمنين ، وأن أيديهم عليه جميعاً ولو كان ولد أحدهم … ، وأن ذمة الله واحدة ، يجير عليهم أدناهم … وأن النصر للمظلوم … وأن يثرب حرام جوفها لأهل هذه الصحيفة … وأن البر دون الإثم ، لا يكسب كاسب إلا على نفسه … وأن الله على أصدق ما في هذه الصحيفة وأبره ، وأنه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم وآثم . وأنه من خرج آمن ومن قعد آمن بالمدينة إلا من ظلم أو أثم … ) ، هل يعقل بعد هذا أن نجد مرجعية شرعية للفتن التي  يتم افتعالها بين المواطنين …؟ ، ليس بين الأديان ، وحسب ، وإنما داخل مذاهب الدين الواحد … ؟ ، ليس بين الأقاليم العربية ، وحسب ، وإنما داخل الإقليم الواحد …؟ ، ليس بين القبائل والأثنيات والأكثريات والأقليات ، وحسب ، وإنما داخل كل واحدة منها على حدة …؟؟؟   ، وقبل ذلك وبعده : من تخدم تلك الفتن إلا الطغاة في الداخل والغزاة من الخارج …؟ .
( 2 )  
نعم ، هناك مخاوف ، وهناك أسئلة ، وهناك مخاطر ، والصحيح أيضاً أن المعارك في ميادين التحرير العربية لم ُتحسم بعد ، وبالتالي من المبكر أن نحتفل بأمة عربية قد استعادت كرامتها وإرادتها وقرارها وسيادتها على أراضيها وثرواتها ، لكن ، وفي الوقت ذاته لا يمكن تجاهل ما حصل ، ويحصل في وطن العرب منذ ثلاثة أشهر ، أحداث تتوالى ، وتتصاعد مع كل فجر ، لم ُتحسم المعركة بعد ، نعم ، لكن الأمة الآن في ساحة المعركة ، وهذا في حد ذاته حدث جلل ، فقد كانت الأمة العربية قبل ذلك خارج كل معركة ، كتبوا عن أمة غير موجودة أصلاً ، والذين كانوا قد اعترفوا بوجودها تحدثوا عن خروجها من التاريخ ، وبلغ الفجور حداً لا يمكن تحّمله في نبش بدائل وهويات دينية وطائفية ومذهبية وعرقية وقبلية وإقليمية يشرف عليها دهاقنة نظام عالمي عنصري ظالم ، يوفرّ لها مظلة دولية ، ويمنحها صفة دولية يسميها « شرق أوسط » ، وإذا ضاق بها القديم يبحث لها عن شرق أوسط جديد ، المهم أن الغاية المتفق عليها بين طغاة الداخل وغزاة الخارج كانت وما تزال أن لا تستعيد الأمة العربية إرادتها ، وبالتالي تبقى مستلبة بلا قرار ، فيستقرّ الطغاة على عروشهم ، ويطمئن قراصنة الخارج على مصالحهم ، والغاية كانت بالنسبة إليهم تبرّر الواسطة ، وبناء عليه لم يتم تحريم أي سلاح لتحقيق تلك الغاية من أول القمع والقتل والتوحش ، إلى آخر المذابح ، وهكذا شاهدنا أساطين الديمقراطية في العالم يتسابقون لكسب ود الطغاة ، ويكيلون المديح للمستبدين ، وهكذا أدت سنوات القمع المديدة إلى إخراج الأمة العربية من دائرة الصراع ، وتحويلها إلى ساحة يتصارعون فيها ، وعليها ، وينهبون ثرواتها… تلك كانت هي الحال …. الآن لم يعد الأمر كذلك ، الشعب العربي لم يعد يرتعب خوفاً من أجهزة القمع والقتل ، على العكس ، فالشعب بدأ يقتحم تلك الأجهزة ، بينما المخبرين والقتلة يرتجفون خوفاً ، الطغاة لم يعودوا بانتظار المسيرات المليونية التي تؤلههّم ، وإنما يبحثون عن مهرب من مسيرات لا يعرفون متى تنطلق ، ومن أين ، والهتاف : « الشعب يريد إسقاط النظام » ، كما أن مرتزقة الطغاة ومنافقيهم يبحثون عن مخارج … وصكوك براءة من أسيادهم الطغاة ، وقوى الهيمنة الدولية  التي كانت مطمئنة لمصالحها ، ومندوبيها متعهدي مصالحها من الطغاة في الوطن العربي ، فقدت هذا الإطمئنان الآن ، وبعد أن كانت تصنع الحدث ، وتقرّر من يحكم ، ومن لايحكم ، من يقرّر ، ومن لايقرر ، هي الآن تلاحق احداث يصنعها شباب عربي ينطلقون من حيث لايدري الذين اعتقدوا أنهم أدخلوا شعوب العالم في كمبيوتراتهم يحصون عليهم الأنفاس ، وبالتالي ، وللمرة الأولى ، نجدهم في حالة تخبّط ، لايجرأون على التدخل المباشر ، بينما تدخلهم غير المباشر تتجاوزه حركة الشباب  …. هل كل هذا ، سواء مايجري في الوطن ، أو من حوله في العالم ، قليل ؟ ، ألا يحق لنا بعد ذلك أن نستعيد الحلم ؟ ، ثم من قال أن كل هذا السوء والتخريب والفساد والفتن والقمع والنهب والطغيان سيتم محو آثاره بين ليلة وأخرى ؟ ، هل يمكن لأحد في هذا العالم أن ينكر ، أن الأمة العربية باتت في ساحة المعركة طرفاً أصيلاً ، وأنها لم تعد جثة تنهشها الوحوش ، نقول ذلك ، ونحن لانقلل من إمكانيات القوى المضادة ، إنما بتنا أمام  احتمال لم يكن موجوداً لدينا منذ عدة أشهر يتمثل في ان تأخذ هذه الأمة العربية مكانها الذي تستحق ي هذا العالم ، لاتعتدي ، وقادرة على صد العدوان ، لا أكثر من ذلك ، ولا أقل … وهذا الحلم ليس بالقليل ، فهو بحد ذاته قيمة مضافة بالغة الأهمية ، يُنعش في دواخلنا إنسانية دافعنا عنها في مواجهة غيلان ووحوش وقتلة … ، ولم نكن نحلم أنها ستشبّ ماردة ، نبيلة بعد كل تلك المحن البالغة القسوة والمأساوية ….
( 3 )
قضية أخيرة ، كنت قد حسمت أمرها منذ سنوات عديدة  عن علاقة الداخل بالخارج ، حيث تحدثت عن الدائرة المفرغة التي تحاول القوى المضادة لمشروع النهوض العربي حشرنا فيها ، والمتمثلة في قوى هيمنة دولية تتعاقد مع طغاة محليين يتعهدون مصالحها ، فتتعهد حماية طغيانهم ، وهكذا … ، وقد بات من الثابت أنه عندما تتخلى القوى الخارجية عن طاغية فإنه يبحث عن بديل خارجي ، وبالمقابل عندما يفشل طاغية ، ما ، في حماية مصالح القوى الخارجية التي تتعهده ، تبحث هي عن بديل له …. وهكذا … ، وبالتالي ، فإن المسألة ، كما هي فعلاً ، ليست في الاختيار بين الطغاة والغزاة ، وإنما في مواجهة الطغاة والغزاة معاً ، وفي الوقت ذاته ….  
( 4 )
إننا نضع هذه القاعدة لنبني عليها في تقييم الحدث المأساوي الذي يجري في ليبيا العزيزة ، حيث فرض الطاغية القتال على الشعب ، وهو الذي فعل كل مايمكن لإحداث التغييّر بالوسائل السلمية لتجنيب المجتمع وحشية أجهزة الطغاة ، وحيث لا مجال للخلط والخطأ والأزدواجية في المواقف بما يخص مسألة بالغة الدقة ، فعلى أرض ليبيا الحبيبة صراع بين أطراف ثلاثة : 1 – الشعب العربي الثائر على حكم الطاغية . 2 – العائلة الحاكمة ، ونقصد عائلة معمر القذافي حصراً ، وليس قبيلة القذاذفة ، كقبيلة عربية ، بريئة مما يمارسه الطاغية . 3 – سلطات الهيمنة الدولية صاحبة المصالح الهائلة في ثروة النفط الليبية . فأين هو الموقف القومي العربي التقدمي من تلك الأطراف  … ؟ . إن الموقف القومي العربي التقدمي مما يجري في ليبيا ، من وجهة نظري ، أطرحه للنقاش ، ويتمثل بما يلي : 1 – إن الموقف القومي العربي التقدمي ، متطابق مع موقف الثوار الأحرار المناضلين في ليبيا ، دون تحفظ ، ودون شروط  ، بل ، لو كان واقع القوميون العرب التقدميون في الوطن العربي بحالة أفضل ، لكان عليهم أن لا يكتفوا بالتأييد ، وإنما كان عليهم أن  يتدفقوا فوراً على ليبيا ، لنصرة أخوانهم الثوار الأحرار ، والتخلص من الطغيان .
2 – إنني أرى وحدة الطرفين الآخرين ، وأقصد الطاغية والأجنبي ، وبالتالي ، فإن الخيار الوحيد هو في مواجهتهما معاً ، وبنفس الدرجة ، وليس في الخيار بينهما ، ولعل دروس الثورة العربية الراهنة بالغة الدلالة ، والحسم قد أكدت الثابت في هذا الشأن ، ففي لحظة مواجهة الطاغية معمر القذافي ، لمصيره أقرّ بمهامه التي يؤديها في ليبيا ، دون مواربة ، فماذا قال ؟ ، دعونا نعتمد على أقواله ، لإزالة أي التباس ، فقد قال سيادته ، وبالحرف الواحد مهدداً العرب بما فيهم الليبيين ، والصهاينة ، والأوربيين ، ودولة الولايات المتحدة الأمريكية ، بل ، والعالم كله فيما  إذا سقط نظام حكمه حيث :
1 – ستقوم إمارات للقاعدة في ليبيا تهدد أمريكا وأوربا والعالم . 2 – ستفقد الشركات الأمريكية امتيازات النفط ، وسيحترق النفط  » ويستولي عليه الأرهابيون . 3 – سيتدفق الأفارقة « السود » على أوروبا وستصبح سوداء . 4 – ستعم الفوضى المنطقة وستتهدد مصالح الغرب في بلاد العرب . 5 – سيتهدد وجود « دولة إسرائيل » وستتعرض لمخاطر جسيمة . 6 – سيستولي العرب على النفط الليبي ويتدفقون من مصر وتونس وسيحرم الليبيون منه .
( 5 )
إذا كانت تلك هي المهام التي يؤديها الطاغية ، وإذا كانت تلك المهام لن تجد من يؤديها إذا زال نظام حكم الطاغية القذافي ؟ ، هل لنا أن نسأل : ماذا يمكن أن يوفرّ التدخل الخارجي المباشر أكثر من ذلك  ؟ ، بل ، أليس من المشكوك فيه أن تتمكن جيوش التدخل الخارجي من تحقيق كل تلك المهام مجتمعة  ؟ .
لهذا قلنا ، ونكرّر ، أن القوميون العرب التقدميون ليسوا أبداً أمام  خيار بين حكم الطاغية ، وبين التدخل الأجنبي ، إنهم في مواجهتهما معاً ، جنباً إلى جنب  مع الثوار ، وحمل السلاح معهم إذا كان هذا ممكناً ، للتخلص من الطاغية ، ولتحصين ليبيا ضد العدوان الخارجي في الوقت ذاته ، لتكون ليبيا هي القلب الذي يخفق ثورة وحرية ، وحلقة الربط بين ثوار تونس ، وثوار مصر ، والبقية ستأتي ، ستاتي …
هكذا ، وبعد عقود من الموات عدنا إلى الحلم ، فتحية للذين أعادوا لنا نبض الحياة ، وروح التاريخ ، وشعلة الأحلام ، تحية للشباب العربي الذين حولوّا ، ويحولوّن ، وسيحولوّن ميادين ميتة إلى ميادين نابضة بالحياة والتحرير والثورة والحرية والوحدة والعدالة والمساواة والأنسان ، الإنسان المرفوع الراس المملؤ كرامة وشموخ وعزة ومرؤوة ومواطنيته مصانة ، يؤدي واجباته ، ويعرف حقوقه ، إنها أيام تاريخية ، لم نكن لنحلم أن العمر سيمتد بنا لنراها ، منذ أشهر كان الكثيرين من الاصدقاء يسألون بما يشبه الاستنكار ، لمن تكتب ؟ ، مالفائدة ؟ ، كنت أجيب بانكسار : أكتب لأجيال عربية قادمة ستأتي حتماً ، ولم يخطر لي في أقصى لحظات التفاؤول أنني سأعيش اللحظة ، أو سأراهم ، الآن أنا رأيتهم شباب في عمر الورود من المحيط إلى إلى الخليج يعلمّون العالم ، يلهمونه ، من الصين التي ُدعينا لطلب العلم ، ولومنها ، الآن ، نحن نعلمّ ، ورغم كل المخاطر ، إذا انتصرت ثورة الحرية في وطن العرب سيكون العالم غير هذا العالم الذي نرى ….
حبيب عيسى  


الظلم الطبقى وانعدام التوازن

أن انعدام التوازن فى التوزيع العادل لراس المال الذى جعله الله ملكا للبشرية جمعاء سواء للسائلين ونهى عن كنزه كان وراء كل المآسى التى تعانى منها الانسانية وقد اكد هذه الحقيقة جل علماء الاقتصاد الغربيون و هم يطلقون صيحة الفزع لانهيار هذا النظام وما سيسببه من كوارث في المجتمعات و ينادون فى كل مؤتمراتهم برجوع الفائدة الى الصفراوما يقاربة وتقوية جانب الشراكة التنموية بطريقة عادلة لان المنهج الاقطاعى الراسمالى أدى الى تكدس المال عند فئة قليلة على حساب البشرية باكملها وكان السبب الرئيسي فى الكوارث التى تفتك بالبشر من مجاعة وفقر وانتشار للامراض والاوبئة وكثرة الحروب وتسلط الاقوياء على الضعفاء واعاقة التنمية العامة وتفشى الفساد والذل والهوان والجهل وانعدام الحرية وهو ما يعبر عنه الواقع الملموس الذى نعيشه اليوم والذى هو ناتج عن نجاح المخططات التدميرية التى كرستها دولة الشر  الخفية الراكبة على ظهر الحمار الغربى على الانسانية جمعاء حيث سحب المال من شرايين الشعوب المقهورة وكدس عند قلة قليلة لاحكام السيطرة عليه وتوجيهه نحو تدمير البشرية وهو مخطط رهيب وقع اعداده بدقة متناهية بخلفية دينية لبلوغ غايات معلومه الاحصائيات  واليك بعض الاحصائيات الموثقة من الامم المتحدة ومن دوائر معتمدة :- 45 شخصا يسيطرون على نصف ثروة العالم – 410 شركة تتحكم بطريقة مباشرة او غير مباشرة فى اقتصاد العالم وتربح نصف الدخل العام العالمى- اول ثلاثة اغنياء فى العالم لديهم ثروة تفوق الدخل القومى لـ48 دولة – 15 فردا ، ومؤسسة يفوق دخلهم دخل الدول الافريقية مجتمعة والتى تعد اكثر من 900 مليون نسمة – 22 شخص ومؤسسة يفوق دخلهم الدخل القومى لدول آسيا الجنوبية مجتمعة – الدخل العام لـ48 فرد يفوق الدخل القومى لدولة الصين التى تقارب الوصول الى مليار ونصف نسمة – 225 شخص يفوق دخلهم دخل 47% من سكان الكرة الارضية – وأن 4% من مجمل دخل هؤلاء الـ225 غنى يوفر كل الجاحات الاساسية المفقودة لسكان الكرة الارضية من غذاء وصحة وسكن وتعليم وكل المتطلبات الاساسية لعيش كريم. واحد فاصل واحد مليار نسمة يعيش على اقل من دولار واحد فى اليوم.ان هذه الارقام المفزعة التى نتجت عن النظام الراسمالى الذى احدثته منظومة الاستبداد التلمودية حسب تخطيط دقيق تترك العاقل حيران لا يقدر على التعليق لهول الفاجعة التى اصيبت بها الانسانية.وكل هذا قد خطط له تخطيطا دقيقاً وقد سقطت الشعوب الاسلامية في فخ هذه التخطيطات نتيجة بعدها عن تعاليم الاسلام الذى نظم المال وربطه بالقيم الاخلاقيه والعدل الاجتماعى وجعله دولا بين الناس مسخرا للتنمية العامة ونفع البشرية وشدد النهى عن كنزه وابعاده عن أيادي السفهاء  ليرضوا به اهواءهم وشهواتهم ويضعونه في أيدي اصدقائهم الاعداء يقوون به ظهورهم وهم الذين زرعوا حولهم الجواسيس الخبراء والمستشارين لتوجيه الثروات الى مالا ينفع الامة ولا البشرية وهو ما نراه على ارض الواقع بالفعل، انظر الان في ما يبدد من مئات البلايين من الاموال الاسلامية التي تشد ظهر الغرب سواء منها التي هي بين ايديهم او التي يوجهون استثمارها لدى الدول الاسلامية الى مشاريع السم في الدسم او في المضاربات المالية، والتطاول فى البنيان والابتعاد عن مجالات التنمية الحقيقية، وقد سقطت في هذا الفخ بعض البنوك الاسلاميه التى حققت نفس اغراض البنوك التقليدية فى تكدس الاموال عند فئة قليلة على حساب الاغلبية الساحقة وابتعادها عن التنمية العامةالتى كان نصيبها من الترليونات المكدسة فى الشرق الاوسط1,75% وذلك لانطلاق هذه البنوك الاسلامية من اساسيات البنوك التقليدية وارتدائها الزى الاسلامى حيث اصبحت مضطرة الى ارتكاب المحظور،خذ مثلا للقياس لا للحصر اهم بورصة للاوراق المالية فى الشرق الاوسط وهى من اشهر الاماكن التى تدور فيها المضاربات المالية بمبالغ كبيرة ومن اوسع المجـالات التى توظف فيها الاموال التى ضاقت عليها ارض التنمية بـما رحبـت  نجد ان شركة واحدة ذات اسهم ربوية تسيطر على اكثر من 90% من حجم المعاملات اليومية لهذه البورصة وقد وصلت الى 96% فى بعض الايام هذا يعنى ان معاملات كل الشركات الاخرى تساوى 4% مع العلم ان أسهم المعاملات الاسلامية لاتتعدى 5% من مجمل 4% المتبقية وتتعامل هذه البنوك الاسلامية مع اسهم البورصة بمجملها وتصل فى معاملاتها الى نسب عالية فى بيع وشراء الاسهم نتيجة التكدس الهائل للاموال الوهمية الافتراضية وهذا يسميه فقهاء البنوك الاسلامية بالمعاملات الاسلامية وقد اضطروا الى هذا وهم مخطئون لان التنمية العامة هى الموطن الطبيعي لتوظيف الاموال لا المضاربات المالية المرتبطة باسس النظام التقليدى وقد حشروا انفسهم فى موطن الضرورة. نتيجة تكدس راس المال وانحسار مجالات التوظيف وتكالب اصحاب هذا المال على الربح السريع بانانية مفرطة متناسين مصلحة الامة وحق الشعوب الاسلامية بصفة خاصة وحق البشر بصفة عامة في هذا المال الذى يكدس وقد ساعدهم برنامج الظلم الطبقى الخالى من القيم الاخلاقية على تكديسه على حساب الاغلبية الساحقة الفقيرة و المعدومة التى تزداد فقرا كلما ازدادوا هم غنى، وانا اهيب باهل الاختصاص بالتحرك السريع لتغيير مسار المال الاسلامى فى هذه البنوك نحو التنمية العامة والابتعاد به عن المضاربات ، وان الدراسات المعمقة التى اعدت في هذا المجال لتطوير عمل البنوك الاسلامية تنبئ بمستقبل واعد لها وقد بدأ النظام الرأسمالى يخطط للالتفاف عليها واعاقتها عن التطور وسوف لن يصل الى مطلوبه فهو في حاله انحدارشديد الى الهاوية التلاعب  وتضخ الحكومات اموالا طائلة عندما تتعرض البورصة الى الهزات العاصفة لتحافظ على وجودها وهي الهزات التي يخطط لها كبارالمضاربين لاحداث الازمات المفتعله والمبنية على الخسائر الافتراضية لان قيمة الاصول هي قيمة افتراضية فتنحدر الاسعار ليشتروا و تنتهي الازمة وهمًا وترتفع الاسعار بالتضخيم الافتراضي فيبيعون محققين ارباحا حقيقية من قيمة الاصول الافتراضية، وهو امر كارثى على صغار المستثمرين والمضاربين وعلى الاقتصاد العام للدولة التى فقدت السيطرة عن عمد ناتج عن سوء التصرف وعدم القدرة على ادارة الية التوازن التى تتحكم فى الضوابط التى ترتكز عليها البورصة وهو الدسم الذى لعبوا بة فى ادمغة اليات ادارة الاصول فى المنظومة الاقتصادية والممزوج بالسم الزعاف المدمرلاقتصاديات الدول المقهورة حيث تضاءل عدد المستثمرين طبق الضوابط التنموية الى5% ليسولى المضاربون على95% فى المائة فى اغلب البلدان سواء منها الفقيرة او الغنية وغالبا ما يكون اهتزاز البورصة وفقدان توازنها ناتجا على لعبة سياسية تقودها ايادى خارجية لاغتنام فرصة الهبوط المخطط له للانقضاض بالاموال الخارجية المجهولة الهوية والتوجهات وتحقيق اراباح خيالية وفى بعض الاحيان يكون الصراع بين المتغولين من رجال الاعمال وبين الايادى الخارجية على حساب الشركات التشغيلية و صغار المستثمرين الذى رهن جزء كبير منهم جميع مكونات حياته المادية فى البنوك فى سبيل مواصلة المحافظة على موقعه كمستثمر فى الاسهم وهو يمشى فى الارض مقيدا بالسلاسل ينتظر الافلاس فى كل لحظة ونتج عن كل هذا  ارباك الألية الحمائية للاستثمار الوطنى المباشر الذى خطط لها الماسون الرأسمالى للاشراف على ادارة رأس المال العالمى وتوجيهه فى اتجاه مخططاته و هي العبة الكبري تمسك بخيوطها دولة المال الخفية وهى التى تحدد مصيرها وعمرها وهى القنبلة الموقوته التى تتحكم فى تفجيرها حسب حسابات دقيقة المعالم ليس المجال سانحا لذكرها  وهى اضخم سد وضع لتجميع الاموال وحجبها عن التنمية التى لم يسمح الا ان يكون نصيبها فى الشرق الاوسط 1.75% من الترليونات المكدسة وفى اروبا 3.5% الامر الذي احدث المأساة الكبري التى تعانى منها الانسانية الغارقة فى الفقر والحرمان والجوع والمرض والجهل والاستعباد وهو ما تريده الدوله الخفيه وما خططت له وقد حالت البورصات التى تم احداثها حسب تخطيط دقيق دون ذهاب اكثر من 90% من راس المال الفائض والمكدس الى حقل التنمية قهرا ولو احكمت ادارة هذه الاموال فى مجالاتها التنموية الطبيعية لَتَغَيَرَ وجه الانسانية وزالت مآسيها فوصول ما يقارب 6% فقط من هذه الاموال الى التنمية يحقق الرخاء الكامل الى جميع البشر. الواجب  وقد اصبح واجبا على الاغنياء توجيه اموالهم بالكامل للاستثمار فى مجالات التنمية العامة وإعتماد نتائج البحث العلمي فى الزراعة والصناعة والتعليم والصحة والاعلام وتنمية الموارد الطبيعية والبشرية والنظام الخدمى المبنى على العدل والخالى من الابتزاز وابعاد راس المال عن المضاربات وتفعيل عملية الانتاج العام للغذاء وغيره من المتطلبات الحياتية وقد اثبتت الدراسات ان رفع نسبة 1.75% المتجهة الآن من الاموال العربية الى التنمية الى 4% فقط  يمكن من تحقيق الاكتفاء الذاتى لكل متطلبات العالم الاسلامى والدول الفقيرة باعتماد خطة متكاملة مرتكزة على آليات الانعتاق الشامل للدول الاسلامية ومعها الدول الفقيرة التى يشملها الانعتاق بالتبعية لتشابك المصالح وتجانس الاهداف وهذه الخطة هى موجودة ولكنها متناثرة الاجزاء ، وجمعها سهل لوجود اهل الرشد المختصين الذين تعج بهم بلاد الاسلام وسيجد الاغنياء كل المجالات مفتوحة لتوظيف اموالهم فى التنمية بكل سهولة نتيجة الوضع الاقتصادى الذى عليه العالم الان حيث اعطيت الحرية الكاملة لتحرك رأس المال بالاستثمار فى جميع الاتجاهات وفى جميع المجالات وهو وضع جيد للغاية لبلوغ الاهداف المرسومة للانعتاق، رغم ان هذا التوجة الجديد كان ضمن التخطيطات التدميرية التى رسمها الاستعمار الغربى  لتفعيل استمراريةٍٍ الهيمنة على الشعوب المقهورة ومحاربتها في اقواتها ومقومات حياتها وتعميق هوّه الفقر لديها، الأمر الذي حول  الاقلية الضئيلة من القطاع الخاص المستولى على جل الثورة إلى عصابات تجارية انتهازية شعارها الابتزاز والاحتكار، مسنودة بالمصالح الذاتية لمراكز القرار في الدولة ومؤسساتها حيث انسحبت هذه الاخيرة من موطن الهيمنة بالبرامج الاصلاحية والمشاريع القومية عن طريق الخصخصة المفروضة عليها من دول القهر والهيمنة لتفقد اهم موطن مؤثر في الاصلاح العام وتفتح المجال للقطاع الخاص الذي لا تهمة المصالح القومية وقد خططوا لان تصبح الدولة حارسا امنيا تدير شئون البلاد عن طريق الامن الذي اصبح حاضرا في كل مؤسساتها التى تحولت الى مراكز امنية ردعية لكل من تحدثه نفسه مناهضة سياستها وانتقادها وبذلك ضمن الاعداء استمرار الوضع الراهن، المتحكمين فيه عن بعد وضمنوا وأمّنوا سيطرتهم على البلاد والعباد، ولكن رشداء الاغنياء المصلحين يمكن لهم استغلال وضع هذه الحرية الراسمالية لاصلاح الاوضاع العامة والقطاعات بالمشاريع الخاصة وذلك اذا نظموا صفوفهم فى اطار منظومة اصلاحية عن طريق الرشداء الخبراء.     د. عبد الآله المالكي Malki1001@hotmail.com www.abdelilahmalki.com

لماذا يريدون أن تشذ الدول الاسلامية عن غيرها؟

 
المتتبع للحراك التونسي في الفترة الأخيرة يلاحظ تعالي أصوات المدّعين بالعلمانية و اللائكية و هم يتوعدون بالويل و الثبور و عظائم الأمور لمن يهدّد مكاسب الدولة العلمانية و خاصة في مجال المرأة حتى ليكادوا يقولون ان المرأة أعطاها العهد الجديد (البائد) حقوقا و مكاسب لا يمكن التفاوض عليها و ذلك بفضل العناية الموصولة من سيادته… الى غير ذلك من تلكم الاسطوانة الطويلة الركيكة التي كرروها على مدى عقدين كاملين، كما توعدوا من يمس بلائكية الدولة بالتنكيل و التجريم حفاظا منهم على عدم تغول هذا المارد الزاحف (الاسلام) و خاصة في المجال التشريعي و الجزائي و قد انتقل هذا الجزع الى الشقيقة الكبرى  مصر أو ربما قل قد بدأ منها و تحول الينا.
و قبل أن نخوظ في الأمر وجب توضيح بعض الأمورالتالية:هؤلاء أصحاب الحداثة الزائفة أين كانوا عندما كانت النساء في تونس يخلع عنهن الحجاب حتى في الساحات العامة و يتدخل « حامي الحمى و الدين » في الشؤون الخاصة للمواطنين فيقرب هذه ويبعد تلك  أم أن أولائك النساء لسنا تونسيات و لا يستحقن الدفاع على حريتهن؟ أين كانوا عندما كان الشباب يقاد الى محاكم صورية لا تحترم فيها أدنى حقوق البهائم فضلا على حقوق الانسان و يحاكم من أجل طهارته و عفته بالقانون سيء الذكر في مقاومة الارهاب؟
أين كانوا عندما حرم مئات التونسيين من حقهم الدستوري في استخراج جواز السفر أوفي العمل و هُجّر العشرات منهم بل المئات من بلدهم حتى قضوا أكثر من عشرين سنة محرومون من أهلهم و من بلدهم (و أنا أحدهم)؟
أليس الوطنية و الاخلاص يقتظي أن تحب الوطن و من باب  أولى أن تحب المواطن الذي هو رأسمال الوطن و الا فما الفرق بين بلد و آخر ان لم يكن المواطن؟ فالوطن بدون مواطن ما هو الا حجارة و تراب و ماء أي أركان الطبيعة، لذلك حزّ في نفوس التونسيين بكاء وزير الداخلية السابق على الخسائر المادية أكثر من تألمه على الخسائر البشرية.
أليس الوطنية في أن تحب و تدافع على ابن بلدك مهما كان توجهه و معتقده دون تميز أو محابات؟ و دون أن تحاكم النوايا و السرائر؟ ما دام مظلوما؟
و اذا فهمنا معنى المواطنة و معنى حب الوطن استطعنا أن نميز بين الوطني بطبعه و الوطني بالتطبع أو قل بالمصلحة.
لذا لا غرابة أن يستفيق البعض فجأة ليدافع على علمانية تونس أو مصر و على لائكية الدولة و حتى لا يتجنس الدستور بمادة يتيمة تعرّج على اسلامية الدولة في حين أن أغلب الغرب – بعلمانيّهم و متديّنهم – يتباكى لعدم نص الدستور الأوروبي على جذورالمسيحية بل عقدت الملتقيات و الاحتجاجات و الندوات، تستنكر هذا الذنب الذي لا يغتفر بالرغم من أنه لا يكاد يخلو دستور أوروبي اما بالتصريح أو بالتلميح حول مسيحيّة البلد و ما ايطاليا عنا ببعيدة.
ان تونس بلد مسلم و سنيّ و مالكيّ بامتياز و مصر بلد مسلم و سنيّ و حنفيّ بامتياز (وهذا لا ينفي أن بهم بعض الأقليات المذهبية أو الدينية الأخرى حتى أنها قد تصل في مصر الى 15 % من الأقباط ) و كل ذلك لا يعفي أن ينص الدستور على هوية البلد العربي المسلم لأنه الضمانة الكبرى لعدم اعطاء الفرصة الى فئة تحتكر الوطنية دون غيرها.
كما أنه ليس من الوطنية بمكان أن تفرض أقلية معتقداتها و ايديولجياتها على أغلبيّة لم تمكن من فرصة التعبير عن هويتها لمدة أكثر من خمسة عقود. و لا ننسى أن الشعب التونسي و من قبله الشعب المصري قد غييبا عن مسرح أخذ القرار و ابداء الرأي في أدنى الأمور فما بالكم بالهويّة؟ لذا اننا ندعوا أولئك الى احترام الهوية العربية الاسلامية للشعب و الا سينقلب عليهم السحر و يرفتهم الشعب كما فعل بأشياعهم من قبل…                                                                                                                                           رضا المشرقي / ايطاليا Mechergui Ridha (Tarek) 39, vVa Fabio Filzi 25128 Brescia (BS) – Italy Tel: 030.3453553 Cell: 335.6680215  


قتل معارضيه وساند منظمات معادية لأميركا القذافي.. تاريخ دموي


تطرقت صحيفة واشنطن بوست لما وصفته بالتاريخ الدموي للعقيد القذافي، حيث كتب ريتشارد كوهين يقول إن القذافي فجر طائرة بان أميركا فوق لوكربي، مما أدى إلى مقتل 259 شخصا، وأضاف أن عملاء القذافي فجروا ملهى « لابيل » في برلين مستهدفين جنودا أميركيين. كما أن القذافي ساند مجموعات تعادي الولايات المتحدة، وأشاد باغتيال الرئيس المصري السابق أنور السادات والهجوم على الرياضيين الإسرائيليين في ألعاب ميونيخ عام 1972، وقتل معارضيه في ليبيا وأرسل عملاءه لاغتيال معارضين آخرين في الخارج. وأضاف الكاتب « إذا انتصر القذافي في الصراع الراهن، سيقتل كل معارضيه، وتكون ليبيا على موعد مع حمام دم ». وقال إننا لا نعتمد سوى على ماضي القذافي لتوقع ما يمكن أن يفعله مستقبلا، ففي الماضي أمكن وقفه عندما قصفه الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان بعد تفجير ملهى « لابيل » ففهم القذافي الرسالة وهدأ بالفعل، وبعدما رأى ما فعلته أميركا في العراق بسبب أسلحة الدمار الشامل المشتبه في وجودها، أسرع وبمحض إرادته لتسليم برنامجه النووي بالكامل لأميركا، وحتى أنه دفع تعويضات بسبب تفجير لوكربي، « القذافي يتصرف بجنون لكنه ليس مجنونا ». ويلاحظ الكاتب أن بعض الأميركيين وهم يدعون لفرض منطقة حظر جوي، يشيرون إلى رفض واشنطن التدخل لمنع المذابح في رواندا، وتأخرها في الرد على قتل المدنيين في البلقان. مع أن الوضع مختلف في ليبيا، فهي حرب أهلية ذات طابع خاص لأنها حرب شعب ضد حكومته، ولا توجد أوامر بتنفيذ مذابح جماعية كما لم تحدث مجازر جماعية على نطاق واسع، ويخلص إلى أن « ليبيا ليست رواندا ولا البلقان ». غير أن الكاتب يستدرك قائلا « ومع ذلك يمكنها أن تصبح رواندا أو بلقان أخرى »، ويشرح بأن وضوح إدارة الرئيس باراك أوباما في كلماتها المطالبة برحيل القذافي وغموضها في الخطوات التي يجب اتخاذها يجعل الموقف الأميركي متذبذبا، فالبيت الأبيض ينتظر الجميع، الأمم المتحدة، والناتو، والهيئات الإقليمية. ويوضح الكاتب أن المجموعة الدولية تنتظر خطوة واشنطن، ويقول إن فرنسا مثلا سارعت بالاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا، لكن خطوتها هذه مرت بدون اهتمام كبير، ويرى الكاتب أن العالم ينظر إلى أميركا لأنها تملك المال والخبرة اللوجستية والقوة العسكرية « نحن نقود وهو يتبعنا ». ويضيف الكاتب أن القذافي ليس مجرد زعيم معزول في الصحراء، فهو تدرب في بريطانيا واليونان، ويعرف أن الرئيس باراك أوباما متردد وهو عكسه تماما، فقد تولى السلطة في بلاده وهو ابن 27 عاما فقط، وهو مهوس بجنون العظمة، فمن ألقابه « ملك ملوك أفريقيا ». ويختتم الكاتب مقاله بالقول إن الوقت ما زال متاحا أمام الناتو لفرض منطقة حظر جوي، خاصة أن الجامعة العربية طلبت ذلك، وإلا فإن القذافي سيرتكب مجازر ضد شعبه.       المصدر:واشنطن بوست (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 15 مارس 2011)

هدد الغرب بالتحالف مع القاعدة القذافي: أصدقائي الأوروبيون خذلوني


قال العقيد الليبي معمر القذافي إنه يشعر بأن أصدقاءه الأوروبيين -مثل رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني- خذلوه. وقال إن العلاقات التجارية مع أوروبا في خطر. وأشار إلى أنه سيتحالف مع القاعدة إذا هاجمت قوات غربية ليبيا. وفي مقابلة مع صحيفة الجورنال الإيطالية اليومية قال القذافي « صدمت فعلا بموقف أصدقائي الأوروبيين ». وأضاف « لقد أضروا وعرضوا للخطر سلسلة من الاتفاقيات الرئيسية بشأن الأمن كانت في مصلحتهم، والتعاون الاقتصادي الذي كان بيننا ». وهاجم العقيد الليبي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي -الذي اعترف رسميا بالمجلس الوطني الانتقالي المعرض في ليبيا- ووصفه بأنه يعاني من « خلل عقلي ». وحين سئل عن علاقاته مع برلسكوني، الذي كان أقرب صديق أوروبي له، قال « إنني مصدوم جدا وأشعر بالخذلان. لا أعرف حتى ما أقوله لبرلسكوني ». وأبدى القذافي عدم اكتراث بفرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا أو احتمال شن ضربات جوية، وقال « سنقاتل وسننتصر. وضع من هذا النوع لن يؤدي إلا إلى توحيد الشعب الليبي ». وجدد العقيد القذافي القول إن حكومته كانت « حصنا ضد التطرف الإسلامي »، الذي يمكن أن يطلق له العنان الآن مثيرا اضطرابات خطيرة في المنطقة. وقال « إذا سيطرت تلك العصابات المرتبطة ببن لادن بدلا من حكومة مستقرة تضمن الأمن فإن الأفارقة سيتحركون بشكل شامل تجاه أوروبا وسيصبح البحر المتوسط بحرا من الفوضى ». وأضاف أنه إذا هاجم الغرب ليبيا فسيتحالف مع القاعدة « ونعلن الجهاد ».      المصدر:رويترز (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 15 مارس 2011)

وزير الداخلية المصري يقرر الغاء جهاز مباحث امن الدولة


2011-03-15 القاهرة – قرر وزير الداخلية المصري منصور العيسوي الثلاثاء « الغاء جهاز مباحث امن الدولة بكافة اداراته وفروعه ومكاتبه في جميع محافظات الجمهورية »، بحسب ما قالت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية. وكان الغاء هذا الجهاز سيء السمعة احد المطالب الرئيسية لـ »ثورة 25 يناير » التي اطاحت بالرئيس المصري حسني مبارك في 11 شباط/فبراير الماضي. وقرر وزير الداخلية « انشاء قطاع جديد بالوزارة يسمى +قطاع الأمن الوطني+ يختص بالحفاظ على الأمن الوطني والتعاون مع أجهزة الدولة المعنية لحماية الجبهة الداخلية ومكافحة الإرهاب وفقا لأحكام الدستور والقانون ومبادىء حقوق الإنسان وحريته » وفق ما ذكرت الوكالة. كما قرر الوزير « اختيار وتسكين ضباط القطاع الجديد خلال الأيام القليلة المقبلة ليؤدي ذلك الجهاز دوره فى خدمة الوطن دون تدخل في حياة المواطنين أو ممارستهم لحقوقهم السياسية »، بحسب ما اكدت الوكالة. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 15 مارس 2011)
 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.