الثلاثاء، 14 مارس 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
6 ème année, N° 2122 du 14.03.2006

 archives : www.tunisnews.net


البديل الأسبوعي: تجمّع بالعاصمة تحت شعار « كفى 50 سنة دكتاتورية » الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: اطلاق سراح السجين السياسي الهاشمي المكي الرابطــة التونسيــة للدفــاع عن حقــوق الإنســان: بــيـــان الرابطــة التونسيــة للدفــاع عن حقــوق الإنســان: بيــــان  المجلس الوطني  رويترز: رابطة حقوق تونسية تتحدى السلطات وتقرر عقد مؤتمرها في مايو المقبل الصريح: الرابطة مكسب وطني نريدها أن تبقى وأن تعمل الصريح: نعتز بكل من ساهم في الاستقلال وكل من عمل بعده، ونسق التقدم أصبح أسرع بعد التحول الصريح: تقرير  » الصليب الأحمر  » عن سجوننا دليل على أنه « ما عندنا ما انخبيو »-وجود مساجين سياسيين في تونس ادعاء بالباطل لجنة دعم قائمة الوفاق : مذكرة توضيحيةمن جمعية تجمعية  إلى شعبة تجمعية أمّ زياد من وحي « كليبات » الداخلية د.منصف المرزوقي: من أين لأحد في الداخل والخارج احترام نظام كهذا؟ ماهر الصيد: قراءة أولية في التركيبة الجديدة للديوان السياسي[1] للحزب الحاكم في تونس مرسل الكسيبي: تونس وليبيا وقضايا الاصلاح محمد العروسي الهاني: رسالة الصراحة و الجرأة و الوفاء حول تكوين جمعية الوفاء للمحافظة على تراث الزعيم الحبيب بورقيبة « تونس نيوز » و « خميس الماجري » و « أبو البراء المهاجر » –  تفاصيل مسلسل أبو البراء المهاجر: ماذا ينقمون على الشّيخ الدّاعية خميس الماجري في الرّدّ على كتبة الجهاز النّهضويّ خميس بن علي الماجري: متى نحكّم عقولنا ؟؟؟  {3 من 3 }


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

 
 

20 مارس 1956 – 20 مارس 2006:

تجمّع بالعاصمة تحت شعار « كفى 50 سنة دكتاتورية »

 

تدعو هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات إلى تجمّع يوم الجمعة القادم 17 مارس 2006 على الساعة الواحدة بعد الظهر بساحة الاستقلال بتونس العاصمة (أين يوجد تمثال ابن خلدون) بمناسبة مرور 50 سنة على إعلان معاهدة الاستقلال.

 

وقد قرّرت هيئة 18 أكتوبر تنظيم هذا التجمع تحت شعار « كفى 50 سنة دكتاتورية » للمطالبة بإطلاق الحريات في تونس.

 

(المصدر: البديل الأسبوعي، قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي- عــدد 8 – 13 مارس 2006)

 


أنقذوا حياة محمد عبو أنقذوا حياة كل المساجين السياسيين
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف: 71 340 860 الفاكس: 71.351831   تونس في: 14 مارس 2006

اطلاق سراح السجين السياسي الهاشمي المكي

تعلم الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أن السجين السياسي السيد الهاشمي المكي الموقوف بالسجن المدني 9 أفريل بتونس قد وقع إعلامه بتمتعه بالسراح الشرطي اليوم الثلاثاء 15 مارس  . علما و أن  السيد الهاشمي المكي تمّ نقله يوم 3 فيفري 2006 إلى مستشفى الأمراض الصدرية بأريانة لتلقي العلاج اثر إصابته بمرض بسرطان غشاء الرئة حيث بقي تحت الرعاية الطبية الى غاية 9 مارس 2006 ثم وقع إرجاعه الى السجن بطلب من إدارة السجون و رغم معارضة الأطباء و هو ما أدى إلى مزيد تعكير حالته الصحية بشكل استوجب إعادة إرجاعه إلى المستشفى يوم أمس 13 مارس 2006 .  و قد قام أعوان السجن بعد إعلامه بالقرار بفك الأغلال المثبتة بالسرير و رفع الحراسة عنه .
 و الجمعية تهنيء السيد الهاشمي المكي و عائلته بالافراج عنه و تتمنى له الشفاء العالج كما تطالب السلطة بتحمل تكاليف العلاج كما تناشدها الافراج عن بقية المساجين السياسيين الذين قضوا ما يزيد عن خمسة عشرة عاما رهن الايقاف كما يعاني أغلبهم من أمراض مزمنة تهدد حياتهم . 
عن الجمعية الرئيس الأستاذ محمد النوري


 

الرابطــة التونسيــة للدفــاع عن حقــوق الإنســان   تونس في 14 مارس 2006   بــيـــان  
سجلت الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان الإعلان عن تسليم وزارة الداخلية تأشيرة لحزب الخضر للتقدم يوم 3 مارس 2006 وفي هذا النطاق تذكر الرابطة بأنها ما فتئت تدعو إلى فسح المجال أمام كل الراغبين في العمل السياسي بتمكينهم من تأشيرة العمل القانوني باعتبار أن الوظفية الأساسية للقانون تتمثل في تنظيم التمتع بالحق في التنظم الذي ينصّ عليه الدستور وكل المواثيق والإتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، وبهذه المناسبة تعلن الرابطة عن :   –         رفضها لإستعمال الإدارة لقانون الأحزاب بهدف الحدّ من التمتع بالحق في التنظم. –         تجديد دعوتها إلى الإستجابة إلى كل المطالب المقدمة في تأسيس أحزاب وجمعيات واحترام حقها في العمل السياسي المستقل. –         إستغرابها من مواصلة السلطة سياسة التحجر في التعامل مع المشهد السياسي التعددي متجاهلة مطالب المجتمع المدني والتجائها إلى اتخاذ قرارات لا تهدف إلا إلى إعطاء صورة غير طبيعية للثراء الفكري والساسي والجمعياتي في البلاد. –         مساندتها لحزب تونس الخضراء والذي قدم مؤسسوه طلب تأشيرة منذ 19 أفريل 2004 في التمسك بمطلب الترخيص باعتبار أن الإدارة ليست مخولة للحسم في تمثيلية « حركة الخضر » في تونس.         عن الهيئـــة المديـــرة     الرئيـس           المختـار الطريفـي  

الرابطــــة التونسيــــة للدفــــاع عن حقـــــوق الإنســــان Ligue Tunisienne de Défense des Droits de l’Homme     تونس في 12 مارس 2006  

بيــــان  المجلس الوطني

 

تداول المجلس الوطني للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان في إجتماعه المنعقد بدعوة من الهيئة المديرة يوم الأحد 12 مارس 2006 بالمقر المركزي للرابطة بتونس المستجدات و ما آلت إليه وضعية الرابطة، و يهمه إحاطة المنخرطين و الرأي العام بما يلي :
يسجل المجلس أن السلطة رفضت النداءات العديدة والمتكررة للحوار مع الرابطة في كل ما يتعلق بمشاغلها. ورغم تجاوب الهيئة المديرة  مع دعوة رئيس الدولة للاتصال بالسيد زكرياء بن مصطفى رئيس الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات حيث تحول وفد لمقابلته وتقديم مذكرة ضافية تتعلق بشواغلها، فإن كل المحاولات بقيت بدون نتيجة ولم تباشر السلطة أي حوار مع الرابطة ولم تبد أي استعداد لذلك خلافا لما تدعيه وما تروج له في الأوساط المختلفة ولم تكلف أي مسؤول للاتصال بالرابطة وبقية أطراف المجتمع المدني، وهي تواصل سياسة الانغلاق والتضييق على عمل الرابطة بمختلف هياكلها.
        ويأتي تأجيل النظر مرة أخرى في القضية الأصلية المرفوعة ضد الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والرامية لإلغاء الدعوة لعقد مؤتمرها السادس وتعيين أجل بعيد لها ، وهو يوم 06 ماي 2006 خلافا لبقية القضايا المنشورة بنفس الجلسة، ليؤكد بما فيه الكفاية أن القضية تندرج في إطار مسار مماطلة واضحة باعتماد ذرائع واهية لا غرض لها سوى مواصلة تفويت الفرصة على الرابطة لعقد مؤتمرها من خلال تأخير القضية أربع مرات متتالية بتعلة انتظار تحديد موقف اثنين من المدعين من مطلب طرح القضية تقدم به بقية القائمين بالدعوى منذ جلسة 12 نوفمبر 2005، وإستجابة رئيسة الدائرة كل مرة وبصفة آلية لمطالبهما المتكررة في التأخير رغم المعارضة الشديدة لمحامي الرابطة على هذا الإجراء غير المعهود في القضاء المدني.   ويسجل أن القضية المذكورة تنتفي فيها شروط المحاكمة العادلة والعلنية إذ في كل جلسة يضرب طوق أمني على المحكمة الابتدائية بتونس ويمنع أعضاء الهيئة المديرة، وهم المدعى عليهم، من حضورها، هذا علاوة على منع المسؤولين في الفروع والمنخرطين والشخصيات الوطنية والمناضلين حتى من الاقتراب من المحكمة وتعنيف بعضهم في العديد من الحالات. قد تقدم محامو الرابطة  يوم الجمعة 03 مارس 2006 بمطلب للدائرة المدنية المرفوعة لديها القضية طالبين تقديمها لأقرب جلسة وتأمين جلسة علنية يتمكن فيها أعضاء الهيئة المديرة والعموم من حضورها وتأمين محاكمة عادلة فقوبل هذا المطلب بالرفض حينا.        أن مسار التقاضي قد أثبت بما لا يدع مجالا للشك توظيف السلطة للمؤسسة القضائية لتنفيذ قراراتها السياسية المسبقة وأن الرابطة لم تعد تأمل في أي إنصاف لها من القضاء، خصوصا وقد سبقت هذه القضية العشرات من مثيلاتها رفعت ضد قرارات داخلية تتعلق بدمج فروع أو لإلغاء نتائج انتخاب هيئة فرع كما حصل بقابس أو لإلغاء عقد كراء مقر كما حصل لفرع المنستير وكانت نتائج كل تلك القضايا وبدون استثناء لفائدة القائمين بالدعوى التابعين للسلطة رغم عدم إحترام الجوانب الشكلية القانونية فيها و عدم تقديم وثائق رسمية لتأييدها، مما يدل بالقطع أن قضية الرابطة ليست خلافا داخليا كما تزعم السلطة وأن كل الإجراءات المتخذة بشأنها قرارات سياسية أمنية مقنعة قضائيا تهدف إلى إخضاعها والنيل من استقلاليتها ومنعها من إنجاز مؤتمرها السادس و تعطيل الرابطة بكافة هياكلها عن القيام بمهامها المتمثلة في الدفاع عن حقوق الإنسان خصوصا و أن الإنتهاكات متواصلة و متعددة الأشكال،          ويتعزز ذلك بما أقدمت عليه السلطة منذ شهر سبتمبر 2005 بضرب طوق أمني مشدد ومستمر على مقرات جميع فروع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان التي يتحمل المناضلون شهريا معاليم كرائها بما في ذلك الفروع التي لا علاقة لها بقرارات الدمج،  ومنع هيئاتها ومنخرطيها من دخولها أو تنظيم أية أنشطة داخلها ومنعهم حتى من مجرد اللقاء في أي فضاء آخر وملاحقتهم في المقاهي وتهديد أصحابها بغلقها ، وضرب محاصرة أمنية مستمرة ولصيقة على العديد من مسؤوليها على مستوى وطني أو جهوي، والاعتداء بالعنف على العديد ممن تمسك منهم بممارسة حقوقه المشروعة، ومضايقة العديد من المواطنين توجهوا لهذه المقرات المحاصرة، والعمل على شل نشاط الهيئة المديرة باستثناء اجتماعاتها العادية بمحاصرة المقر المركزي ومنع عدة أنشطة أو ندوات مبرمجة لنشر ثقافة حقوق الإنسان وقطع خطوط الاتصال بشبكة الإنترنت لفترات طويلة والاستحواذ على البريد التابع للرابطة.    
                       وفي نفس السياق، يذكر المجلس أن منع عقد المؤتمر السادس للرابطة في تاريخه المقرر لأيام 9 و10 و11 سبتمبر 2005 حصل باستعمال حشد من أعوان الأمن حاصروا مقر الرابطة المركزي وهددوا بافتكاكه بالقوة رغم عدم تضمن الحكم الاستعجالي القاضي بتعليق أشغال المؤتمر إذنا بالخروج منه، كل ذلك قبل استنفاذ أعمال التنفيذ القانونية، وبعد تعمد بعض المنخرطين الموالين للسلطة وبإيعاز منها تنصيب أنفسهم « كهيئات فروع » خارج إطار القانون الأساسي والنظام الداخلي للرابطة وخلافا لمقتضيات القرارات المتخذة من طرف الهيئة المديرة والمجالس الوطنية المتتالية، وتقديم قضية باسمهم للتستر خلف وجود « نزاع قضائي » لمنع انعقاد المؤتمر وشل نشاط الرابطة.   وعليه، فإن المجلس الوطني :   ­                يعتبر أن الرابطة قد استنفذت ما بوسعها في طرق أبواب الحوار دون جدوى، وأن السلطة سدت جميع الأبواب وانتهجت الحل الأمني كخيار وحيد مع الرابطة. و أمام الإنسداد الذي وصلته كل المحاولات و النداءات التي توجهت بها الرابطة و قياداتها من أجل حمل السلطة على فتح حوار جدي و مؤسساتي يمكن الرابطة من القيام بمهامها و أنشطتها بصفة عادية و عقد مؤتمرها الوطني السادس في كنف الديمقراطية و الشفافية و الإستقلالية على أساس ثوابت الرابطة و تقاليدها المعتمدة دوما على الحوار و الوفاق، فإن المجلس الوطني يوصي الهيئة المديرة بالانسحاب من القضية و يعتبر أنها لم تعد تعني الرابطة ويذكر أن عقد المؤتمر السادس للرابطة و تاريخه ومكانه و كيفية انعقاده مسألة داخلية تقررها هياكل الرابطة بصفة مستقلة و دون أي تدخل خارجي ،و يدعو السلطة مرة أخرى للحوار الجدي لرفع العراقيل التي وضعتها للحيلولة دون إنجاز المؤتمر و لتسهيل مهمة الرابطة في عقده.
­                يفوض للهيئة المديرة ضبط تراتيب وظروف انعقاد المؤتمر الوطني السادس على أن يكون ذلك في تاريخ يقع تحديده بارتباط مع احتفالات الرابطة في شهر ماي القادم بالذكرى التاسعة و العشرون لتأسيسها،
­                يثمن وحدة وصمود جميع الرابطيين في الدفاع عن منظمتهم ويدعوهم للتفكير و العمل معا في لإعداد المناسبة التي تكفل لهم عقد مؤتمرهم،
­                يشيد بمساندة الجمعيات والأحزاب والمنظمات الوطنية للرابطة ووقوفها إلى جانبها من أجل رفع الحصار المضروب عليها وعقد مؤتمرها والقيام بوظيفتها،ويدعوها الى مواصلة هذه المساندة والضغط على السلطة من اجل ذلك.
–       يندد بالحملات الإعلامية المنظمة للتهجم على الرابطة ونشطائها.
­                ويوصي الهيئة المديرة بالنظر في إمكانية تقديم شكاوى إلى الآليات الأممية المختصة بشان الانتهاكات ضد الأفراد والجماعات في القضايا المرتبطة بالحقوق الواردة بالعهد الدولي الحقوق المدنية والسياسية
­                يدعو الهيئات والمنظمات الدولية إلى التضامن معها والضغط على السلطات التونسية من أجل رفع الحصار على الرابطة وتمكينها من عقد مؤتمرها السادس في أقرب الآجال.   عـن المجلس الوطني الريئــس المختـار الطريفـي


رابطة حقوق تونسية تتحدى السلطات وتقرر عقد مؤتمرها في مايو المقبل

 

تونس (رويترز) – أعلنت الرابطة التونسية لحقوق الانسان يوم الثلاثاء عزمها عقد مؤتمرها الوطني السادس في مايو ايار المقبل وتحدي حكم قضائي بمنع عقد المؤتمر لحين الفصل في نزاع نجم عن انشقاق اعضاء الرابطة الذين ينتمون للحزب الحاكم. وقال رئيس الرابطة مختار الطريفي في مؤتمر صحفي حضره دبلوماسيون غربيون ان « الهئية المديرة قررت بناء على توصيات المجلس الوطني الذي عقد منذ يومين العزم على عقد مؤتمرها العادي السادس في شهر مايو المقبل والتخلي عن مسار التقاضي في محاكمة سياسية مغلفة قضائيا اصبحت عديمة الجدوى. » ويأتي قرار هيئة الرابطة بالمضي قدما في الاعداد لمؤتمرها والتخلي عن متابعة القضية خطوة مفاجئة بعد ان قالت مصادر حكومية في وقت سابق ان شخصيات حقوقية تقوم بوساطات لانهاء هذه الازمة التي اثارت جدلا واسعا في اوساط الجماعات الحقوقية في الداخل والخارج. وتواصل محكمة تونسية النظر في شكوى قدمها اعضاء من الرابطة يتهمون فيها الهيئة بخرق القانون الاساسي وبتعمد اقصائهم بحكم انتمائهم لحزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم. وتأجلت جلسات القضية خمس مرات متتالية بعد ان اصدرت المحكمة العام الماضي حكما استعجاليا بمنع عقد المؤتمر لحين الفصل في النزاع. لكن الطريفي شدد على ان الهيئة لم تعد معنية بمسار القضية. وقال « هذه القضية لم تعد تعنينا ولن نحضر جلساتها المقبلة.. سنهتم بالاعداد لمؤتمرنا بقطع النظر عن احكام قضاء منحاز وغير منصف اجل خمس مرات بهدف ممطالتنا. » واضاف « خلال 30 قضية لم تنصف المحاكم في تونس الرابطة فهل سننتظر ان تنصفنا هذه المرة التي لانواجه فيه اعضاء منشقين في الحقيقة بل نواجه فيها السلطات التونسية. » وتنفي الحكومة اي دخل لها في نزاع الرابطة وتقول انه شأن داخلي في الرابطة بينما تصر الهيئة المديرة للرابطة على اتهام الحكومة بمحاولة تحطيمها ومحاربتها باعضاء من الحزب الحاكم وقال الطريفي انه تحدد عقد المؤتمر في شهر مايو ايار المقبل لتزامنه مع احتفال الرابطة بالذكرى 29 لتأسيسها. ورابطة حقوق الانسان التونسية التي تأسست في السابع من مايو ايار عام 1977 أحدى اقدم المنظمات الحقوقية في العالم العربي والافريقي.   (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 14 مارس 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

الرابطة مكسب وطني نريدها أن تبقى وأن تعمل

قبل أن يجيب عن سؤال حول واقع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان تحدث السيد عبد العزيز بن ضياء عن جذور ازمة الرابطة، فاوضح انه خلال سنة 2000اعتبر عدد من المواطنين منخرطين وأعضاء في الرابطة بأن هناك خرقا للقانون الداخلي لهذه المنظمة ورفعوا الامر الى القضاء اعتقادهم بان مجريات المؤتمرغيرمطابقة للقانون والنظام الداخلي،  قضت المحكمة بان تشرف الهيئة المديرة على الرابطة لتسيير الامور العادية وكلفتها بمهمة واحدة وهي الاعداد للمؤتمر في غضون عام واحد. لكن مرت 4 أعوام أي الى سنة 2005 ولم ينجزوا المؤتمر، كما أن الهيئة عمدت الى تغيير الوضع في 7 فروع سواء بالدمج كما تم الغاء بعض الفروع في حين أن الصلاحية الوحيدة للهيئة هي الاعداد للمؤتمر لا غير . وأشار وزير الدولة الى انه خلال سنة 2000 كان للرابطة 4100 منخرط و 320 نائبا في المؤتمر و 130 فرعا في حين اصبح عدد المنخرطين سنة 2005 في حدود 400 منخرط وعدد النواب 130 وتقلص عدد الفروع الى 24 وتبخرت البقية. وكما هو معلوم رفع رؤساء 7 فروع قضية سنة 2005 لابطال عقد المؤتمر استنادا للتجاوزات المذكورة، مع العلم ان رئيس الجمهورية اكد مرة اخرى بان الرابطة مكسب وطني لابد من المحافظة عليه املا في ان تجد الاطراف المعنية حلا طبقا للقانون والنظام الداخلي. والمتابعون لشان الرابطة على علم بجهود الوساطة التي قام بها « رابطيون » والدعوة لإمضاء اتفاقية خاة وان الذين رفعوا القضية أكدوا بأنهم غير متشبثين باللجوء إلى القضاء إذا تم التوصل إلى حل، لكن الهيئة لم تسر في هذا النهج الى درجة أنها لم تستدع الأطراف التي تختلف معها لى المجلس الوطني المقرر ليوم 12 مارس (أي اليوم). وعبر السيد عبد العزيز بن ضياء عن امله في ان يتم الرجوع الى الجادة مشددا على أهمية ما قاله الرئيس بن علي من ان الرابطة مكسب وطني مع تمنياته بان تجد حلا في اطار القانون والنظام الداخلي، وشدد وزير الدولة بأنه « لا نية لنا في احتواء الرابطة أو ابتلاعها فنحن نريدها أن تبقى وأن تعمل ولا إشكال لنا معها ».   المصدر : جريدة الصريح الصادرة في 12 مارس 2006


نعتز بكل من ساهم في الاستقلال وكل من عمل بعده، ونسق التقدم أصبح أسرع بعد التحول

تونس، الصريح   العمل الجمعياتي خيار أساسي من خيارات التغيير، كان محور منبر الحوار الذي نظمته مساء أول أمس ولاية تونس بأحد نزل ضفاف البحيرة حضره عدد كبير من ناشطي الجمعيات ومن التجمعيين من مختلف المستويات .
الجزء الأول من منبر الحوار أشرف عليه السيد منذر الفريجي والي تونس حيث ألقى كل من السيدين نجيب بوطالب ومنذر العافي والسيدة كوثر الزعفوري مداخلات حول العمل الجمعياتي سواء في علاقته بالتطوع أو بالتنمية في عصر المعلومات أو بالنهوض بالتشغيل . في حين تميز الجزء الثاني من المنبر الحواري بكلمة ألقاها السيد عبد العزيز بن ضياء عضو الديوان السياسي للتجمع ووزير الدولة المستشار الخاص لدى رئيس الجمهورية ثم تولى الرد على أسئلة المتدخلين الذين طرحوا أهم القضايا ذات العلاقة بالعمل الجمعياتي في كل أبعاده. 
السيد عبد العزيز بن ضياء أثنى في بداية مداخلته على الوعي المتنامي بأهمية العمل الجمعياتي مشيرا الى ما يوليه سيادة الرئيس زين العابدين بن علي لهذا الوجه من النشاط منذ الأيام الأولى للتغيير وهو ما انعكس اليوم على التطور الكبير والنوعي في عديد الجمعيات في بلادنا وعلى طبيعة نشاطها… وأوضح أن المستقبل سيكون على المستوى الدولي للعمل الجمعياتي ذلك أن قوة الأحزاب لن تكون في عدد منخرطيها فقط وإنما كذلك في عدد الجمعيات التي تساندها.
وحث-في نفس الإطار- كل التجمعيين في كافة المستويات سواء منها القاعدية أو غيرها على الانخراط في الجمعيات سواء منها الناشطة داخل البلاد أو خارجها، مشجعا إياهم على أن يكونوا في مراكز النفوذ وأخذ القرار في كنف الممارسة الديمقراطية والانتخابية .
التواجد في الجمعيات والمنظمات التي لها موقع ومكانة على المستوى الدولي أمر هام للغاية من أهم مزاياه التمكن ممن قول كلمة الحق وابراز حقيقة اختياراتنا وانجازاتنا وهو دور يمكن للجمعية أن تقوم به بطريقة أفضل من الحزب.
وخلال تعريجه على احتفال بلادنا بالذكرى الخمسين للاستقلال أكد أن التونسي المنطقي مع نفسه والصريح مع نفسه لا يمكنه أن يعترف بأنه تم انجاز الكثير مضيفا  » الحمد لله أننا عشنا هذه الفترة ورأينا الانجازات الكبرى منذ تحول 7 نوفمبر 87 بالرغم من أننا لا نملك البترول ولا غيره …  وذلك ليس وليد الصدفة وانما ثمرة نظرة سياسية واضحة وايمان بمستقبل تونس جسده الرئيس بن علي في مكاسب ثمرة عمل متواصل ومستمر  » وشدد السيد عبد العزيز بن ضياء على أن التونسيين يعترفون بفضل كل من ساهم في تحقيق الاستقلال وبمن عمل على تحقيق المكاسب بعد الاستقلال لكن الكل يدرك بأنه منذ التحول غدا نسق التقدم والانجازات أسرع وأكبر.
منطق الرضا النهائي عن النفس والادعاء بأن كل شيء على أحسن ما يرام لا تؤمن به القيادة السياسية في تونس. فبعض النقائص موجودة  » والكمال لله  » لكننا نعمل دائما على تلافيها وخدمة مصلحة البلاد بالتقويم والتصحيح… وقد ألمح السيد عبد العزيز بن ضياء في مداخلته الافتتاحية الى عدد من المواضيع أسهب في توضيحها ردا على أسئلة عدد من الحاضرين علما وان معضمها تعلق بالعمل الجمعياتي في بلادنا وأهميته وتحدياته .    المصدر : جريدة الصريح الصادرة في 12 مارس 2006

في الاستقواء  بالأجنبي انعدام للوطنية،

 ومن يقبل » التمويلات » ينسى أنه « ما ثماش قطوس يصطاد لربي » (قطع يدي الاثنين أهون من قبول تمويلات  مقابل الإساءة للوطن)

توضيح الموقف من مسألة الاستقواء بالخارج من ناحية ومن قبول بعض الجمعيات أو الاحزاب التمويل الأجنبي وتأثيره على استقلالية القرار من ناحية أخرى كان محور سؤالين شرع عضو الديوان السياسي السيد عبد العزيز بن ضياء بالرد عليهما من خلال تأكيده على قاعدة أساسية ينبغي أن نتفق عليها وهي أن وطني ومصلحة بلدي يعلوان ولا يعلو عليهما أي شيء آخر، فمهما كانت الظروف والملابسات والإيديولوجيات لا يعقل أن يتلاعب أي إنسان بمصالح بلده.
ففي ما يتعلق بالاستقواء بالخارج علينا ان نرجع الى التاريخ لنقف على انه من باب هذه الممارسات قد دخل الاستعمار الى بلادنا ونحن اليوم على أبواب الاحتفال بالذكرى الخمسين لاستقلالنا، ومن يستقوي بالأجنبي ضد بلاده اقل ما يقال عنه بأنه انعدام للوطنية لدى ذلك الشخص . وتساءل » كيف أسمح لنفسي بالتوجه إلى سفارة في الليل لانقل أكاذيب وافتراءات وأنا على علم أن الطرف الأجنبي حتى لو أثنى علي وشكرني فانه يستهزئ بي في داخله ولن يمنحني ثقته أبدا لإدراكه بأنه لا يمكن الثقة في من يخادع وطنه »  وبعد أن ضرب بعض الأمثلة التي وصفها بالمخجلة عن بائعي الضمير مقابل حفنة من المليمات وتذاكر سفر وإقامة تساءل  » هل من المعقول ان تصدر عن إنسان عاقل افعال من قبيل التسلح ببعض الوشايات والأكاذيب بهدف تنظيم حملة ضد السياحة في تونس التي تمثل مورد رزق للآلاف من المواطنين في مختلف مناطق البلاد؟  » أما بخصوص التمويل الاجنبي فتساءل السيد عبد العزيز بن ضياء  » ثماش قطوس يصطاد لربي  » فمن يعطي الاموال فانه يبحث حتما وبالضرورة عن المقابل، والكل يرى نتائج و  » ثمرات هذا المقابل  » في شتى أنحاء العالم بما في ذلك بعض الدول العربية والاسلامية، وكان وزير الدولة قد أشار الى هذه المسألة في كلمته الافتتاحية حيث أكد بأنه يفضل قطع يده اليمنى ثم اليسرى على أن يتسلم ولو 20 دينارا من الاجنبي مقابل محاولة الحاق الضرر بوطني ومصالحه.  
المصدر : جريدة الصريح الصادرة في 12 مارس 2006

هذا التحالف ضد الطبيعة … وعلمنا التاريخ بأنه سينتهي بابتلاع التيار الديني المتطرف لأقصى اليسار

أحد المتدخلين طلب من السيد عبد العزيز بن ضياء بصفته مفكر ورجل قانون ورجل دولة أن يفسر له سر التحالف الغريب والذي يعتبر ضد الطبيعة بين تيارين متناقضين. بن ضياء أكد في بداية رده أن الموضوع خطير وله أبعاده وخباياه، مبرزا أن العقل والمنطق لا يقبلان سواء من زاوية الفكر أو الايديولوجيا أو من زاوية المصلحة ان متطرفا دينيا يمكن أن يتحالف مع متطرف يساري . وأوضح ان التاريخ والواقع علمانا بأن التيار الديني يبتلع في النهاية كل من يتحالف معه، وتلك هي نتيجة التحالف الذي لا يتماشى مع طبيعة الامور والمنطق . وأضاف بأن كل طرف يعتقد بأنه يستخدم الطرف الآخر ويستعمله كمطية، لكن في النهاية فان أحد الطرفين سينقلب على الآخر وينتهي بالوبال وبابتلاع الطرف الديني للطرف المقابل.

 المصدر : جريدة الصريح الصادرة في 12 مارس 2006

تقرير  » الصليب الأحمر  » عن سجوننا دليل على أنه « ما عندنا ما انخبيو »

وجود مساجين سياسيين في تونس ادعاء بالباطل

وعن سؤال حول زيارة وفد من الصليب الأحمر الدولي الى عدد من السجون في تونس من ناحية وحول ادعاءات البعض بوجود سجناء سياسيين في تونس، أوضح السيد عبد العزيز بن ضياء أنه تم الاتفاق مع منظمة الصليب الأحمر الدولي على إصدار بيان وجيز حول نتائج الزيارات للسجون على أن تحتفظ المنظمة بحقها في نشر كل المعطيات والنتائج بكل حرية.
وكشف عن أن  » الصليب الاحمر  » زار طيلة 5 أو 6 أشهر كل السجون في الجمهورية بل انه زار بعضها لاكثر من مرة واتصل وتحدث مع من أراد التحدث اليه ثم اصدر تقريرا اكد فيه انه لم يجد ايه انتهاكات للقانون ولا اية مخالفات لحقوق انسان بل اكد التقرير ان الوضع في السجون التونسية عادي للغاية وشدد السيد عبد العزيز بن ضياء على ان تلك الزيارات ومحتوى التقرير ومحتوى التقرير دليل على اننا  » ماعندنا ما انخبيو « .
وعند تطرقه الى ما يقال عن المساجين السياسيين اعاد ما تم تأكيده في مرات سابقة سواء من اعلى هرم في السلطة او من باقي المسؤولين الى أنه لا يوجد أي سجين سياسي في تونس، موضحا بأن هناك خلطا كبيرا في المفاهيم ذلك أن المسجون السياسي هو الشخص الذي يختلف معك في الرأي فتضعه في السجن، أو الشخص الذي يقوم بعمل ما كمواطن أو كطرف سياسي فتقع محاكمته بسبب آرائه أو في محاكم استثنائية. غير أن الاشخاص الذين يقعاطلاق عليهم وصف المساجين السياسيين دون أي وجه للحق او أي مسوغ قانوني فالكل على علم بما فعلوه في باب سويقة وعدد من مناطق الجمهورية ومن اعتداءات بماء النار او بالاعداد للقيام بأعمال ارهابية. وأضاف السيد عبد العزيز بن ضياء ان هؤلاء الأشخاص حوكموا في محاكم عادية (حق عام) وليس في محاكم استثنائية، وعليه فان الادعاء بأنهم مساجين سياسيون تعلة لا أساس لها من الصحة.
وأوضح وزير الدولة المستشار الخاص لدى رئيس الجمهورية والناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية ان من يقضي عقوبته بعد ثبوت قيامه بتلك الاعمال فلا يعني انه لا ينتفع بالحط من العقاب او بالسراح الشرطي كمواطن تونسي الذي ينص عليه القانون، لكن الادعاء بان من قام او اعد للقيام باعمال تخريبية او ساعد على القيام بها يعتبر سجينا سياسيا فهذا أمر غير منطقي وغير معقول وادعاء بالباطل.   عن أي حد لحرية الصحافة والتعبير يتحدثون؟!
وعند تطرقه الى حرية الصحافة والتعبير أوضح الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأنه تصدر في تونس 253 صحيفة يومية أو شهرية أو أسبوعية، كما تروج في بلادنا 1083 صحيفة أو مجلة أجنبية اضافة الى ان 60 بالمائة من العائلات التونسية تمتلك هوائيات التقاط (بارابول) تمكنها من متابعة أي محطة أجنبية، واذا كان الحال على ما هو عليه هل يعقل الحديث عن الحد من حرية الرأي أو التعبير؟
وذكر بأن الدولة تدعم كل حزب سياسي يصدر صحيفة يومية او أسبوعية بانتظام بـ 180 ألف دينار سنويا، واذا كان سعر الصحيفة الأسبوعية بـ 500 مليم فان كل حزب سياسي يتمكن من ترويج 7200 صحيفة أسبوعيا دون أن يدفع أي مليم وذلك على أساس انه يتحصل على 3600 دينار أسبوعيا.  
المصدر : جريدة الصريح الصادرة في 12 مارس 2006

 

مذكرة توضيحية

من جمعية تجمعية  إلى شعبة تجمعية

   

لقد أحدث فوز الهيئة المديرة المتخلية للجمعية التونسية للمحامين الشبان صدمة لجميع القوى الحية والفاعلة بقطاع المحاماة باعتبار انتماء معظم أعضاءها لقائمة التجمع ، و تجلى للجميع أن هذا الفوز الساحق ارتبط بتوظيف جميع إمكانيات  » الخلية  » مدعومة بإمكانيات دولة إختارت ألا تلازم الحياد في هذه الإنتخابات ، وتم تجنيد عدد هام من شبان المحامين و استقطابهم بعد تدجينهم بتغييبهم عن الجلسات العامة و محاصرتهم قبل الإنتخابات داخل نزل العاصمة و الإنفاق عليهم بسخاء ثم حشرهم في حافلات تابعة للقطاع العام و دفعهم نحو صناديق الإقتراع للتصويت على قائمة التجمع تحت  مراقبة لصيقة من أعوان الأمن السياسي و هرسلة زملائنا من أعضاء مجالس النواب و أصحاب الجاه والسلطان بإدارة التجمع و كوادر الخلية على بكرة أبيهم ، مع إعطائهم تعليمات صارمة بعدم تبادل الحديث مع مرشحي القوائم الأخرى       و مسانديهم أو حتى الإطلاع على بياناتهم و هو ما جعل عموم المحامين يطلق على  هؤلاء إسم « القطيع  » .
و قد حتم هذا الأمر ضرورة تشكيل تحالف إنتخابي بين جميع التيارات الفكرية قصد التمكٌن من مواجهة قائمة التجمع و هو ما تحقق فعلا مع ولادة قائمة الوفاق التي ضمت محامين مستقلين  و يساريين         و قوميين و إسلاميين .
و قد كان لزاما تشكيل هذا التحالف لإسقاط  الهيئة المديرة المتخلية ، وليست الغاية من وراء ذلك إلحاق الهزيمة بالحزب الحاكم فهذا ميدانه خارج المحاماة ، و إنما الغاية  إرجاع الجمعية إلى مسارها الطبيعي بعد أن حادت عن أهدافها الحقيقية و أصبحت بوقا لتقديم فروض الولاء للسلطان و تدبيج رسائل التمجيد له لعنايته الموصولة بقطاع المحاماة ، بينما أصيبت بالصمم و البكم و العمى عندما تم الإعتداء على رمز المحاماة مجسدة في عميدها و تم التنكيل بعديد الزملاء و سجن البعض كالأستاذين محمد عبو و فوزي بن مراد .
و حيث و رغم هذه المواقف المخزية لم يتعرض أعضاء الجمعية طيلة فترتهم الإنتخابية لأي حملة معادية من عموم المحامين لقناعة راسخة لديهم بأن هؤلاء و إن تردٌوا بجمعيتنا المناضلة المستقلة إلى جمعية تابعة و متذيٌلة للحزب الحاكم ، منحازة عن قضايا المحاماة و همومها ، فإنها تبقى و رغم كل شيء نتاج صندوق إقتراع حر و ديمقراطي ، و إسقاطها لا يكون بالإنقلاب عليها و إنما بقلب صوت الناخب عليها .
غير و أنه و بإقتراب العملية الإنتخابية و فتح باب الترشحات تواترت عديد الوقائع التي تردت بالجمعية من جمعية تجمعية إلى شعبة تجمعية   بأتم معنى الكلمة ، إذ رفض رئيسها بدءا تمكين الأستاذ محمد عبو من حقه في بطاقة إنخراط ، كرفض قبول مطلب ترشيح بعض الزملاء له و الحال انه محام مباشر حسب شهادة مهنية مسلمة في الغرض من الهيئة الوطنية للمحامين بتاريخ 20/02/2006 .
ثم و في سابقة خطيرة تم إحتلال مقر الجمعية من قبل جحافل  » الخلية  » لتصبح هي المتحكمة في إسناد بطاقات الإنخراط دون رقابة من أحد و هو ما أدى إلى حصول عدد من الزملاء الذين فقدوا حق التصويت على بطاقات إنخراط و هو ما يعتبر تمهيدا لمحاولة تزوير الإنتخابات .
و قد إكتمل هذا المشهد المزري الذي لا يليق بقطاع المحاماة و الذي تعوٌدنا عليه في كل إنتخابات تقع خارجه ، بإصرار رئيس الجمعية المتخلية على تمرير التقريرين المالي و الأدبي دون تصويت حقيقي ممن لهم الصفة من منخرطي الجمعية ، إذ لوحظ إغراق قاعة الجلسة العامة بمحامين تجمعيين معظمهم تجاوز سن التصويت بكثير وذلك في غياب تمام  » للقطيع  » الذي فرض عليه حضر التجول خارج النزل الذي حوصروا به .
كما رفض رئيس الجلسة البت مطلقا في مسألة مكان إجراء الإنتخابات رغم طلب معظم المترشحين وكذلك عدد هام من منخرطي الجمعية إجراءها بدار المحامي لإستحالة إجراءها بمكتبة المحامين بالنظر لبلوغ عدد المنخرطين أكثر من 1200 منخرط . هذا الرفض  غير المبرر لا نجد تفسيرا منطقيا له سوى كونه مرتبط بخطة متكاملة حبكتها الخلية بالتنسيق مع جهات خارج المحاماة لإحكام السيطرة على            » القطيع  »    و ذلك بتوزيع كوادرها على طول الممر المؤدي للمكتبة ، و هذا ما نجحت فيه في الإنتخابات الفارطة حين صدم بقية المترشحين بعشرات المحامين الجدد و هم يرفضون حتى من باب المجاملة تسلٌم بيانات القوائم المنافسة ، و هي سابقة خطيرة لم تشهد لها المحاماة مثيلا  و مؤشرا على بداية تغلغل ثقافة الخوف لدى أجيال المحاماة الشابة و هو ما يهدد بتركيعها بعد أن استعصت منذ تأسيسها عن السلطة التي ما فتئت تحاول تلجيمها .
و علاوة على ذلك فقد سعى رئيس الجمعية المتخلية إلى فرض مكتب إقتراع أغلبية أعضاءه موالين للحزب الحاكم و ذلك بانتهاج سياسة  » الغمٌة  » ، وقد نجح تبعا لذلك في فرض بعض الأسماء كما فرض مسألة رئيس المكتب دون رجوع للمترشحين الذين ضاعت أصواتهم و سط حالة الهرج و التشويش التي أحدثها كوادر الخلية التجمعية .
و ما كان لهذه المسرحية أن تكتمل دون محاولة إفشال هذا المسار الديمقراطي الذي تعودت عليه المحاماة ، إذ فوجىء المحامون يوم الإقتراع بغياب رئيس و أعضاء مكتب الإقتراع المنتمين للتجمع و بداية حضورهم كان على الساعة التاسعة و النصف صباحا و كان لزاما عليهم الحضور على الأقل قبل ساعتين للتحضير المادي لمكتب الإقتراع و قد كان ذلك مؤشرا قويا على بداية مخططهم لإفشال الإنتخابات .
و قد كان طبيعيا ان تتعطل الإنتخابات تبعا لذلك ردحا من الزمن لعدم حسم مسألة مكان إجراءها،  و بعد جدال عقيم تم  إقتراح إجراء الإنتخابات بالقاعة عدد   10 غير أن التجمعيين أشاعوا جوا من الفوضى داخل القاعة تحت إشراف أعضاء مجلس النواب و مجلس المستشارين تبين لاحقا أنه مندرج في إطار الخطة السابق الإشارة بتعطيل إجراء الإنتخابات أصلا ..
فالمسألة أضحت واضحة و جلية ، فهذه جمعية مناضلة و مستقلة و عصية كما لا يوجد مثلها بالبلاد ، وقد أضحى إفتكاكها من طرف الطغمة الحاكمة أولوية الأولويات و إن إستحال ذلك فتدجينها و إن لزم الأمر تكسيرها .
و قد خشي التجمعيون من هزيمة نكراء تلحقهم من طرف قائمة الوفاق بالذات و هو ما قد يشكل نموذجا يحتذى به ليس في إنتخابات هياكل المحاماة فحسب و إنما في جميع القطاعات الحية بالبلاد و هو ما يشكل تهديدا حقيقيا للحزب الحاكم الذي لا يستمد قوته من ذاته لعدم إنبنائه على أسس و مبادىء و إنما يستمد قوته من تشتت منافسيه.كما أن هزيمتهم تعني فشل مشروعهم في قطاع المحاماة و هو ما سينعكس سلبا على مصالحهم الذاتية باعتبارهم يتمعشون منها و يقتاتون من التآمر عليها .
و في محاولة لإنقاذ العملية الإنتخابية و بعد إنسداد جميع السبل أمامهم إلتجأ جميع المترشحين بمن فيهم المترشحين التجمعيين إلى السيد العميد بحضور أعضاء الهيئة الوطنية للمحامين و أعضاء مكتب الإقتراع  و تم الإتفاق على تأجيل موعد الإنتخابات إلى يوم 18 مارس 2006 بطلب من رئيس الجمعية المتخلي نفسه  و حرر محضر جلسة في الغرض صادق عليه جميع الحاضرين أرفق بقرار عن الهيئة الوطنية بالتأجيل مع إبقاء باب الإنخراط مفتوحا و تكليف أعضاء  الجمعية المتخلية بتصريف شؤونها   اليومية لا غير دون إتخاد القرارات .
  غير أن عموم المحامين صدموا بقرار صادر عن رئيس الجمعية المتخلية بتحديد موعد للإنتخابات يوم 11/03/2006 في محاولة إنقلابية باتت مكشوفة للجميع الغرض منها تدمير هذه الجمعية المناضلة ومحاولة إفتكاكها بالغصب و القوة .
إذ لا يخفى على أحد سيٌما و نحن رجال قانون أنه ليس لرئيس لجمعية المتخلي إتخاذ قرار من هذا النوع لأنه لم تعد له ببساطة سلطة إتخاذه بعد أن أصبحت جمعيته منحلة بمجرد إنتهاء الجلسة العامة ، كما أنه ليس من أخلاق المحاماة الإنقلاب على إتفاق تم تحت إشراف السيد العميد و بحضور جميع المترشحين وجميع أعضاء مكتب الإقتراع ، فهو قرار صادر من غير ذي صفة، و من جهة غير ذات صفة و المقصود هنا إدارة التجمع ، و هو  بذلك غير ملزم سوى لأصحابه .
إن قرار إجراء الإنتخابات يوم 11 مارس هو قرار نابع من السلطة ذاتها باعتبار أنه لم يكن لأعضاء الجمعية المتخلية حول ولا قوة فيه  بدليل أن رئيسها كان قد شدد في اللقاء التحكيمي الذي تم مع السيد العميد على ان تتم الإنتخابات يوم 18 مارس ، لذلك فمن غير المعقول إن كان هو مصدر القرار أن ينقلب على قرار إتخذه بنفسه .
وقد تجلى تدخل السلطة في كل كبيرة وصغيرة تعلقت بانتخابات الجمعية خصوصا بالتدخل السافر الحزب الحاكم بالتنسيق مع جهاز الأمن في مجريات العملة الإنتخابية و كيفية إدارتها و تسييرها ، إذ أن عملية عسكرة مكان الإقتراع بتجنيد فيلق كامل من  » المحامين  » جزء منه تولى عملية الإشراف  و يتكون من أعضاء بارزين بمجلسي النواب و المستشارين ، و جزء ثان قام بدور الإحاطة بالناخبين و ضبط قوائمهم  و تسجيل من حضر منهم ، و جزء ثالث من أصحاب العضلات أسندت له مهمة حماية قاعة الإقتراع        و التدخل للإعتداء بالعنف على الزملاء إن أقتضى الأمر و هو ما حصل فعلا ( و لنا تسجيل بالصورة       و الصوت لبعض هاته الإعتداءات و المشاركين فيها ) ، أما الجزء الأخير فقد أوكلت إليه مهمة التنسيق المباشر و المكشوف مع أعوان الأمن بالتمركز بمدخل النزل و تحديد من بإمكانه الدخول ومن يجب منعه    ( علما و أنه ستصدر لاحقا  كاملة في كل من شارك من قريب أو بعيد في هذه  العملية  ) .
إن إجراء العملية الإنتخابية تحت هذه الظروف المهينة للتجمعيين قبل غيرهم باعتبار أنهم كانوا معنيين بها دون غيرهم من عموم المحامين الذين قاطعوها ، شكل سابقة خطيرة في تاريخ المحاماة يجب أن يحاسب عليها كل من ساهم فيها ، إذ لا يعقل مهما كانت الأسباب أن يسمح محامون و لا سيٌما رئيس و أعضاء الحمعية المتخلية و أعضاء حاليين و سابقين بهياكل المهنة بتنظيم عملية الإعتداء على الزملاء ، كما لا يمكن أن تغفر لهم المحاماة أنهم استقووا على زملاء لهم بهراوات البوليس لفرض جمعية هجينة ، إذ لأول مرة يتم تكريس ممارسات دخيلة على المحاماة التي تمثل قلعة الديمقراطية الأولى بالبلاد بالنظر لشفافية صندوق الإقتراع فيها و ذلك عبر تزوير إرادة الناخبين و قد تم ذلك أولا عبر التلاعب بقائمة المنخرطين    و إقحام عشرات التجمعيين ممن لم تعد لهم صفة التصويت ومنحهم بطاقات إنخراط ، ثانيا بالإنقلاب و قلب الحقائق و تجاوز مع وقع الإتفاق عليه مع السيد العميد ، ثالثا بغلق باب الإنخراط أمام عموم المحامين بعد يوم 4 مارس و فتحه في الكواليس فحسب للتجمعين ، إذ لا يخفى على أحد أن عدد المنخرطين قد ختم في اليوم المذكور في حدود 1241 ليبلغ يوم 11 مارس بقدرة قادر 1295 ، و رابعا بعدم الإلتفات للتنبيه الموجه من بقية المترشحين لرئيس الجمعية المتخلي بعدم إدراج أسمائهم  ضمن قائمة الإنقلابيين يوم 11 مارس ، أما أخيرا بالتلاعب بنتيجة التصويت للإيحاء بوجود تنوع في الناخبين و الحال أن الجميع يعلم أنهم كانوا تجمعيين 100 %   لتفرز للنا نتائج مضحكة كمثيلاتها بكل إنتخابات تشرف عليها السلطة الحاكمة ببلادنا أدت إلى فوز قائمة التجمع نسبة تفوق 90 %    .   ختاما نحن نحمٌل بدرجة أولى السلطة مباشرة تبعات من نتج عن هذه المسرحية المهزلة بإعتبار أن أعضاء الجمعية المتخلية ما هم في الحقيقة سوى بيادق بأيديها تحركهم كيف تشاء ، وبدرجة ثانية نحمل اقطاب الخلية التجمعية كل ما حصل من إعتداء على الجمعية و على المحامين و كل ما فبركوه من تلاعب و تزوير و نذكرهم بان للمحاماة ذاكرة ستحفظ لهم ذلك و سيتم محاسبتهم و لو بعد حين .                                                                                 تونس في : 13/03/2006   لجنة دعم قائمة الوفاق   

من وحي « كليبات » الداخلية

أمّ زياد هذا المقال هو بالتأكيد ردّي على تهديد عائلتي بفضيحة أخلاقية ولكنّه أيضا وخاصّة عرض وتحليل للانفلاتات والانحرافات التي تعيش بلادنا على وقعها، كما هو تحذير للرأي العام من الهاوية التي نسير نحوها. يوم 7 مارس تلقّى زوجي المحامي محمد المختار جلالي رسالة « مجهولة » المصدر تهدّده بفضيحة جنسية وتطالبه بمائة ألف دينار لـ »يوقف هذا الموضوع » كما جاء في الرسالة. قبل وصول الرسالة بيوم تلقّى زوجي مكالمة هاتفية بمكتبه وهي أيضا « مجهولة » وتحمل نفس محتوى الرسالة مع إضافات اقتضاها الحوار الحيّ مثل تأكيد « المجهول » على أنّه ليس من البوليس وتوعد الجلالي بأنّه لن يبقى قويّا كما توحي به لهجته في الهاتف بل « سيبكي مثل المرأة » لماذا الآن ؟ مَن وراء هذه القذارة ؟ وما المقصود بها ؟ أسئلة رأى زوجي وهو رجل القانون أن يبحث لها عن أجوبة عبر المسالك القانونية، فتقدّمَ بشكاية إلى وكيل الجمهورية وإلى كلّ من يهمّه الأمر وأتمنّى له حظا سعيدا. أمّا أنا فلا ثقة لي في القضاء ولا في أيّ مؤسسة من مؤسسات الدولة إلى أن يأتي ما يخالف ذلك. ولأسباب سأذكر طرفا منها إنارة للرأي العام الذي يدرك سوء أوضاع البلاد بصفة عامّة ولكن قد تغيب عنه بعض التفاصيل الدالّة على درجة التدهور الذي نسير نحوه. لماذا الآن ؟ 1- لأنّ زوجي رفع عن نفسه وبنفسه جميع الحصانات التي كانت تقيه وتقي العائلة عموما من ضربات بهذا الحجم أعني حصانَتَيْ برلمان الديكور وحزب الديكور الذي انسلخ عنهما الجلالي برفض الترشح ثانية للبرلمان والاستقالة من « الوحدوي » لأسباب مبدئية ورفضا لمواصلة التبعية للنظام. 2- لأنّ شخصي المحترم « كثرلْها » كما قيل لي نقلا عن مصادر بوليسيّة إذ صرت أتكلّم بوضوح ومع ذكر الأسماء في المواضيع « المحرّمة ». 3- لأنّ البلاد عموما وخاصة منذ قمة مجتمع المعلومات والإضراب عن الطعام وحركة 18 أكتوبر، تعيش على إيقاع حملات ردع وانتقام وتشويه تستهدف جميع الناشطين على مختلف الجبهات (جبهة البوليس السياسي- جبهة البوليس المتنكّر في هيأة مجرم عاديّ- جبهو البوليس التنكر في هيأة إعلامي وناشط حقوقي ومثقف إلخ) والغاية من هذه الحملات هي رتق الفتق الذي أحدثه تحرك المعارضة رغم تواضعها في رداء « هيبة » النظام… باختصار شديد لأنّ القنزوعي عاد إلى الإشراف على « الأمن الوطني » البوليسي الذي فرضه على البلاد في التسعينات. بهذا يدلّ توقيت التهديد الذي تتعرض إليه عائلتي على أنّ « الطلعة » الجديدة ليست حالة خاصّة ولا معزولة بل متنزلة في إطار زمني عام يدلّ على دقة المرحلة التي تمرّ بها تونس. مَن وراء التهديد ؟ لولا أنّي أريد إطالة هذا المقال لإيضاح جملة من الأمور لاكتفيت في الإجابة عن السؤال بذكر اسم واحد هو الاسم الذي ما كان ينبغي لي أن أذكره في العدد السابق من « كلمة » ففي بلادنا اليوم من يمسك العصا لترويع الناس يصير اسمه مقدسا لا يجوز الاقتراب منه. لقد ذكرت هذا الاسم ولن أعيد ذكره حتى لا يفهم القارئ أنّ قضيّتي مع هذا الشخص لا مع النظام الذي يستعمله ويستعمل غيره لترويع المواطنين. طبعا التهديد ليس فعل عصابة إجرامية عادية كما تريد الرسالة أن توهم، فبلادنا لا تعرف هذا النوع من جرائم الابتزاز والخطف وطلب الفدية. يجوز أن تقود الحلقة المباشرة للعملية القذرة عصابة إجرام ولكنّها عصابة مكلّفة ولا تعمل لحسابها الخاصّ. وقد ألِفنا هذا النوع من الممارسات الجبانة للأجهزة ( « المهبول » الذي ضرب سهام بن سدرين- العجوز الذي يتغوّط أمام مدخل مقر المجلس الوطني للحريات- المنحرف الذي طعن مراسل « ليبيراسيون »). إنّ التهديد الموجّه إلى عائلتي يحمل بصمة أجهزة البوليس السياسي من ألفه إلى يائه. إنّي أعي ما أكتب ولا ألقي القول جزافا : هاكم حججي : بلغنا من مصدرين متطابقين أنّ ثمّة شيئا وسخا يُعدّ للانتقام من عائلتنا وذلك قبل وصول الرسالة بأسبوعين تقريبا : هل هذه « الفويت » (fuite) تخويف من شيء لن يحدث، أم هي فعل جناح من الجهاز يريد الكيد لجناح آخر ؟ أم هي مؤشر على أنّه ما يزال يوجد في الجهاز البوليسي التونسي رجال لهم أخلاق وإنسانية ؟ إنّي أفضل الاحتمال الثالث وأرجحه وأدعو الله أن يكون صحيحا ومهما تكن خلفية هذا التحذير فهو دليل على أنّ التهديد صادر عن جهات بوليسية وما يدل على ذلك أيضا الخط الأندلسي الذي كتبت به رسالة التهديد وهو الخط المستعمل في مصالح الداخلية إذا سلّمنا بأنّه في وزارة الداخلية ما يستحق صفة المصالح. وما يدل على ذلك أيضا وأيضا هو أنّ بوليس الترهيب والترويع هو الجهة الوحيدة في البلاد التي تملك ستوديوهات إنتاج و « مونتاج » هذا النوع من « الكليبات » الفاضحة التي استعملت بكثافة أوائل التسعينات ثم اختفت وهاهي قد عادت معنا ومع غيرنا كما سأبيّن لاحقا. وما يدلّ على تورّط الأجهزة أيضا وأيضا وأيضا هو سجلاتها السوداء- على مدى العهدين البائد وهذا الذي يحتضر- والحافلة بالإساءة إلى المعارضين والضربات الخسيسة، وقد نال عائلتي من هذه الضربات العديد العديد منها ما أعلمت به ومنها ما لم أنشره لاجتناب الوقوع في « التذمريةّ ولكن آن اليوم الأوان لذكر طرف منه : القضية التي لفقت ضدي والتي لن أسامح من كان له دور الحسم فيها مهما كانت اعتذاراته (وهو يعرف نفسه) – بيتنا المراقب- هواتفنا- الانترنت المقطوع في بيتنا- تعرض مكتب زوجي للخلع والتفتيش بدون سرقة- مضايقة ابني الأكبر في الشغل حتى اضطر إلى الاستقالة- مضايقة ابني أمين في المطار (دامت سنتين) وتعطيل الإدارة له مما أضاع له وقتا ثمينا- في ديسمبر 2004 وفي ظرف 10 أيّام تحطمت أمام بيتنا سيارتان إحداهما لصديق وقد لحقتها أضرار جعلها غير صالحة إلاّ للخردة وامتنعت الشرطة (مركز المنزه 6) عن الحضور للمعاينة ومتابعة القضيّة إلى اليوم- والمضايقات تطول حتى بعض أصدقاء العائلة المقربين والمتعاونين (الطرد من العمل- قطع الرزق) إنّ جميع أصابع الاتهام تشير إلى تورط الجهاز البوليسي في هذا التهديد. ولكن قد يكون للجهاز شركاء لا أريد أن أجزم بأيّ شيء تخامرني فيه ذرة من الشك، وسأكتفي بذكر بعض الوقائع وللقارئ النزيه أن يستنتج منها ما يراه : لزوجي- كما قد لا يجهل الكثيرون- كثير من المخالفين في الاتحاد الديمقراطي الوحدوي الحزب الذي استقال منه مؤخرا ولكنّ بعض هؤلاء يتطور عندهم الخلاف إلى عداوة لا تقف عند شخصي العني بالأمر بل ينتشر لهبها إلى عائلته ومن ذلك : – ولوغ بعض « زعماء » الوحدوي بإطلاق الإشاعات المسيئة حول بعضهم البعض، وبالرغم من أنّ الجلالي لا ينخرط في هذه « الممارسات الحزبية » فقد لحقه ولحقني من ورائه كلام كثير، منه أنّ الجلالي يريد افتكاك الحزب ليعطيه لأمّ زياد لتعطيه بدورها إلى منصف المرزوقي (أي والله هكذا !!) والغريب أنّ النظام الذي يشك في كلّ شيء يصدّق هذا الهذيان. ومن المواضيع المفضلة لدى هؤلاء الزعماء إطلاق الإشاعات المقاهي والحانات حول مغامرات الجلالي النسائية وبعضهم يحاول أن يوصل هذه الدسائس إليّ وإلى الأولاد عساهم يفلحون في تقويض بيتنا، هذا مع أنّ الجلالي أنقذ أكثر من بيت « وحدوي » من الانهيار بصفته محاميا وبصفته إنسانا طيّبا يسعى دائما إلى إصلاح ذات البين ومن حلّت بعائلته مصيبة وجد الجلالي معزيا ومواسيا. – عمار الزغلامي العضو السابق في شعبة الحدائق الدستورية اعتاد على الوشاية « برفيقه » الجلالي والتفاخر بذلك. فهو بعد كل اجتماع للمكتب السياسي يعدو نحو دار التجمع « ليصبّ الصبّة » بالجلالي وينقل أقواله في الاجتماع إلى أشخاص منهم الصادق فيالة وقد ازداد نسق تردده على دار التجمع في المدة الأخيرة لمّا قوي النزاع بين أجنحة الوحدوي. – أحمد الإينوبلي وهو من أوصله الجلالي إلى كلّ ما هو فيه في السياسة وفي المهنة، كان يعترف للجلالي بالفضل علنا ويسمّيه أباه الروحي. وما إن بدأت عيناه تألفان أضواء القصر حتى انقلب ضدّ وليّ نعمته ومن فتح له قلبه ومكتبه وبيته فصار يحاول تشويه سمعته بالإشاعات « جلالي بيّوع الأمريكان » « اسم الجلالي موجود في القائمة السوداء لحزب الله » (طبعا بين الإينوبلي وبين حسن نصر الله تلفون أحمر !!) وفي المدة الأخيرة وفي اجتماع عام بنابل قال الإينوبلي للجلالي عبر « الميكرو » إنّه عميل للخارج ويتلقّى « فاليجات » فلوس من عند كمال الجندوبي. وآخر ما بلغنا أنّ الإينوبلي سُمع وهو يتوعّدنا بأنّه سيحطّمنا. ولمن لا يعلم فالإينوبلي هو الفتى المدلل لعمّه عبد العزيز بن ضياء يتردد عليه في القصر ويستنير برأيه في كيفية إدارة أحزاب المعارضة وفي أشياء أخرى. وصلنا إلى المقصود بهذه الدناءة ابتزاز المال؟ هكذا تقول الرسالة التي تطلب مائة ألف دينار على زوجي جمعها في عشرة أيّام… أي بمعدّل 10 آلاف دينار في اليوم… أجَلٌ معقول خاصة وهو كاف لوصول « فليجة كمال الجندوبي ». ولكنّ المشكلة هي أنّ هذا الذي يطلب الملايين يعرف جيدا وبفضل تجسسه على الناس وعلمه بما عندهم أنّ عائلتنا لا تملك من مئات الملايين إلاّ كويرات الدم والأرجح أنّ الجهة التي صدرت عنها الرسالة هي التي كانت ستدفع لنا مالا كثيرا لو وجدت منّا « تعاونا » ولو كنّا قابلين للبيع والشراء… إنّ طلب المال تمويه غبيّ من جهاز بدائي وما يراد من هذه العملية هو ابتزاز آخر من نوع قديم يتجدد. إنّ المقصود هو محاولة كسر الناس وتلويثهم عبر الفضائح الجنسية ويبدو أنّ هذه الموضة تعود بقوّة بعد اختفائها وهي لا تخصّ زوجي وحده فقد نشر الأوغاد مؤخرا صورة مسيئة إلى ابنة السيدة نائلة شرشور على الانترنت. والله لم أر أقلّ من حياء من هذا النظام الذي حوّل البلاد إلى ماخور ويزعم أنّه يحكم سلوك الناس. يزعمون أنّهم يكشفون ما في حدائق الناس الداخلية ولهم من هذه الحدائق ما يعادل غابات « الأمازون » وهي مليئة بالقاذورات من هتك للحرمات وافتكاك لزوجات الناس ولواط اشتهر أمره بين القاصي والداني- والمضحك أنّهم سنّوا قانونا لحماية المعطيات الشخصية… ولكن من لا يستحي يفعل- مع الأسف ما يشاء- وقانونهم نعرف أنّه كسائر قوانينهم حق يراد به باطل صنع على عجل أمام فضيحة قائمة البنك المركزي للديون غير المسددة التي ينزف منها النظام البنكي التونسي ووضع لمنع الناس من التداول فيما لهم الحق في التداول فيه مثل الفساد ومرض بن علي. إنّ ما يبعث على الراحة في هذه الدوامة التونسية هو أنّ الجهاز إذ يعود على استعمال هذه الطرق القذرة التي تركها وهو في أوج قوته إنّما يعلن بذلك عن إفلاسه وعلى أنّه أكمل دورته والثابت هو أن هذه القضية ستعود عليه بالوبال وتكشف وجهه المخابراتي الذميم الذي طالما حاول إخفاءه بطلاءات الخطاب المتحضر. يزعم الأوغاد أنّهم سيفضحون رجلا أمام عائلته ولم يذكروا كلمة الزوجة في الرسالة أي أنّهم حاولوا تهميش الهدف الرئيسي لفعلتهم الدنيئة. وينتظر الأوغاد أنّ تزعزع صورة أب أمام أبنائه وأمام السلك الذي ينتمي إليه (المحاماة) وأمام أهل سيدي بوزيد مسقط رأسه. بالنسبة إليّ وإلى الأولاد، على أشباه الرجال أن ينسوا !! لقد قررنا جميعا ألاّ نفتح بضاعتهم البائسة إذا وصلتنا وسنحتفظ بحقنا في التصرف فيها بطريقة ستعرف في الإبان. إنّ بيتنا بيت كريم وسيظل وأنوفهم راغمة لأنّه بيت أسّه الوطنية منذ حركة التحرير ضد المستعمر وعماده الثقافة والمعرفة وسقفه المحبّة والتضامن والاحترام وحوله أسوار من حبّ الأمل والأصدقاء ورفاق الدرب النضالية وخاصة دعاء الخير. وبيت بهذه الصفات قادر على مواجهة ضرباتهم اليائسة ولا وجه للمقارنة بينه وبين بيوت القش التي هي بيوتهم التي شيّدزها من المال الحرام وبنوها بدماء المعذبين ودموع الضحايا الضعفاء ولا أسوار لها إلاّ ما اتخذته من متاريس وحواجز بوليسية للتحصّن من شعب تغلي صدوره بكرهها الأخرس لهم. يهدد الأوغاد بنشر الصور والأشرطة بين الناس ويخصّون منهم بالذكر العائلة (لم يذكروا الزوجة !) والأبناء والمحامين وأهل سيدي بوزيد مسقط رأس زوجي : ثمة شيئان لم يعد التونسي يصدقهما في هذا العهد الفاسد، وهما الثراء من مال حلال وما يصدر عن النظام من أقوال ودعاوى ولست أرى لِمَ سيخالف التونسي طبعه الجديد هذا في هذه القضيّة وأغلب الظنّ أنّ من سيتشوّه بهذه الفرية ليس المقصود بها بل فاعلها الحافل سجلّه بأمثالها وبأفاعيل أخرى لا تقلّ بشاعة. ليهدد الأوغاد بما يشاؤون وليصوّر الجلالي مع أجمل جميلات العالم أو مع مطربات العري التي تستوردها جمعية فرحة شباب تونس لأولاد الطرابلسي، فإنّ تلك الصور- ولو كانت حقيقية- لن تحرك شعرة في مفرق أم زياد التي ستظلّ شاهرة في وجوههم الصفيقة قلمها الجميل والصادق والمقروء حتى من طرف من يعدّونهم من أنصارهم. وسيظلّ الجلالي الأب والزوج المحبوب والمحترم وأنوفهم راغمة. إنّ أكثر ما يضحك في رسالة الشؤم هو إشارتها إلى سيدي بوزيد : سيدي بوزيد الجهة المنسيّة من مخططات التنمية التي يعيش فيها الفقر والبطالة ويأس الشباب الذي صار بعضه يتعاطى مخدرات مفزعة (السيراج)… هذه الجهة لا يتذكرها النظام إلاّ ليسيء إلى أحد أبنائها المعروفين. فما شاء الله على اللامركزية في الشر والإساءة !! إنّ عودة النظام إلى هذه الممارسات السافلة التي انتشرت أوائل التسعينات تحمل مؤشرين، أحدهما يبعث على شيء من التفاؤل والثاني مخيف. المؤشر الأوّل هو أنّ الأجهزة والنظام عموما عادوا إلى الممارسات البدائية التي اعتمدوها أوائل التسعينات والتي تخلّوا عنها فيما بعد لمّا اهتدوا إلى وسائل أكثر نعومة في القمع والعودة إلى هذه الأساليب ثانية وحتى إلى الأسماء والوجوه تحمل إشارات قويّة إلى أنّ دورة النظام قد اكتملت وإلى أنّ حيلته قلّت وعجزه بان وإلى أنّه لم يعد يقدر على إخفاء حقيقته التي استطاع إخفاءها طويلا خلف أصباغ الشعارات المتحضرة وخلف ضجيج أبواق دعايته الذين ما يزالون يحاولون جاهدين أن يزيّنوا صورته ويزيّفوها. أمّا المؤشر المخيف فهو مفزع فعلا ويجب أن يخافه كلّ تونسي وتونسية يحبّون بلدهم ويهمّهم مستقبله وأمنه. إنّ من المفارقات التونسية الأليمة تنامي عدد البوليس وبالتوازي معه تنامي الجريمة وهذا يعني أنّ الأمن لا يقوم بوظيفته في مقاومة الجريمة… واليوم صار البوليس يتعاون مع المجرمين ويعتمد عليهم في تنفيذ خططه الإجرامية تجاه المواطنين. وهذا يؤذن بشيء خطير وهو أنّه لم تعد لنا دولة تضمن الحد الأدنى من حماية مواطنيها وبشيء أخطر منه بكثير وهو أنّنا دخلنا في عهد حكم العصابات لأنّه لا شيء يضمن أنّ البوليس سيقدر طويلا على السيطرة على العصابات التي يستخدمها ولا شيء يضمن أنّ عصابات الإجرام لن تخرج عن طوق البوليس لتعمل لحسابها الخاص وفي ظلّ الإفلات التام من العقاب. آخر وأفضل ما أختم به هو أنّي عوّلت دائما في مواجهتي لنظام يخافه أغلب التونسيين على إيماني العميق بالله وبأنّه الوحيد المتصرّف في أقدارنا وهو قاصم ظهر كلّ متجبّر مستكبر ورادّ كيد كلّ ساع في الشر إلى نحره.
 
(المصدر موقع مجلة كلمة الإلكترونية بتاريخ 14 مارس 2006)


من أين لأحد في الداخل والخارج احترام نظام كهذا؟

د.منصف المرزوقي   سنة 1991 في قمة المواجهة بين الرابطة والسلطة، كنت أتأهب لترئس الاجتماع الأسبوعي ( العاصف على الدوام) للهيئة المديرة لما رنّ الجرس وكنت واقفا بالصدفة بالقرب من الباب ففتحته معتقدا أن عضوا وصل (كالعادة) متأخرا . لكنني فوجئت بشخص مجهول فوجيء بي هو الآخر فسارع لرمي كاسات ولاذ بالفرار. فهمت في اللحظة أنها التي كانت تتحدث عنها الإشاعات وأنها كاسات برنوغرافية فظيعة عن المناضل علي العريض صوروها  وهو في سجنه و توزعها حثالات البوليس السياسي أو من لف لفهم. فالتقطت الكاسات وهرعت للنافذة لألقيها على صاحبها، لكنني خشيت أن تصيب مارّا بريئا فاكتفيت بسحقها تحت رجليّ. آنذاك ثارت ثائرة مرتزقة السلطة داخل الهيئة وتعالى صراخهم أنه ليس لي الحق في تدمير هذه « الوثيقة »، فقلت لم يبقى على أعضاء الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان إلا معاينة مثل هذه القذارة والنقاش في موضوعها.   أذكر جيدا أن هذه الكاسات أثارت موجة عارمة من السخط والاستهجان حتى عند ألد أعداء الإسلاميين وأنها كانت ضربة لهيبة نظام كلفته هو ماء الوجه المتبقي لا للبطل السجين.   كنت أظنّ أنها غلطة من قسم من البوليس وأنهم سيدفعون ثمنها غاليا لأنني كنت آنذاك من السذج الذين يقولون دوما آه لو علم الرئيس. هل يمكن لرئيس دولة ايا كانت عداوته لخصومه أن يقبل أمرا كهذا؟ وهل فعل مثل هذا الأمر بورقيبة أو عبد الناصر أو بومدين ؟ لم ألبث أن أخرج من هذه البلاهة  بعد أن تتابعت مثيلاتها .   ومما أستحضره الآن أنهم سنة 1996 بعثوا لأخي ورفيقي في كل النضالات عمر المستيري صورا خليعة مفبركة لزوجته سهام بن سدرين وكان موقفه قهقهة مدوية بينما كان موقف سهام هزّ الكتفين ومواصلة العمل. ثمة  أيضا قصتهم مع ممثل وكالة الأنباء الفرنسية سنة 1994 على ما أعتقد عندما رموا عليه امرأة صاحت واغتصاباه .   لا داعي لأثقل عليكم بعدد النساء اللواتي جئن لاستجوابي باسم هذه الصحيفة أو تلك   أو لتنظيف البيت ولا شيء يوحي في مظهرهن أنهن صحفيات أو عاملات منازل  ومن يومها لم اسمح لمريض أو مريضة أن يدخل مكتبي إلا ومعي الممرض.   كان لمثل هذه القضايا دورا رئيسيا في قطعي التام والنهائي مع نظام بمثل هذه الحقارة في الأساليب. ويبدو أن الأمور ضاقت بهم من جديد هذه الأيام فعادوا للوسائل رغم أنها  لم تجلب لهم إلا العار والشنار,   ثمة هذه الأيام قضية أم زياد والكاسات التي يريدون بها تحطيم زوجها الأخ والصديق محمد المختار الجلالي ، ولهما مني ولأولادهم الثلاثة كل عبارات التضامن والتآخي والتشجيع ،علما وأنني أرثى لهؤلاء الأغبياء  الذين استفزّوا لبؤة مثل أختي العزيزة نزيهة.   أخيرا رسائل التهديد باغتصاب ابنة سليم بقة أمام والدها الذي لم يكفّ بشجاعة منقطعة النظير رغم ظروفه البالغة الصعوبة  عن فضح العفن الذي في جملكية  العصابات.   ما استغربه دوما، ربما من كوني لا زلت والحمد لله إنسانا عاقلا وسويا، كيف يواصل النظام استعمال وسائل عديمة الجدوى وكبيرة البلوى. قد يكون الأمر عائدا للتكوين، للطبع الذي  يعلو ولا يعلى عليه تطبع  لمحدودية الذكاء ، للخلط بينه وبين الخبث، لانعدام كل حسّ أخلاقي ، لجهل كلي بما هي الدولة وما معنى أنه  لا بد لها  من  هيبة لا يأتي بها » التهييب » وإنما يذهب بها .   لا شكّ عندي أن التونسيين سيتخاصمون طويلا بعد نهاية النظام المحتومة  حول من  يتحمل مسؤولية أننا حُـكـمـنا من قبل مثل هؤلاء الناس ، وأننا حكمنا كل هذا الوقت الضائع من أعمارنا ومن عمر الوطن . ما من شك لدي أن مطلب الأخلاقية والترفع  في الوسائل قبل الفحوى سيكون اشد ما يطلبه الناس من أي نظام جديد وقد أزكمت الأنوف روائح العهد الجديد   وأتانا كلنا الغثيان.                                                          ***

تحليل إخباري :

قراءة أولية في التركيبة الجديدة للديوان

 السياسي[1] للحزب الحاكم في تونس

بقلم: ماهر الصيد

  

v                   مقدمة :

 

          لا شك ان الحزب الحاكم فاقد لكل مصداقية وتاثير مثلما هو فاقد للمرجعية الفكرية[2] بل وغائب موضوعيا وبصفة كلية في الفعل اليومي إذا ما استثنينا الطابع الديكوري في تنفيذ الاجراءات والحصول على المغانم لمنتسبيه وهو الهدف الأصلي لانتسابهم لهذا الحزب ، بل وايمان المواطن بشكلية دور الحزب في الحياة اليومية ، مما يعني ان التحويرات في الحزب الحاكم  حسب ما هو متوقع  سيشمل بعد أيام وبعد الاحتفال بمراسم الاستقلال او اثناء ذلك ، بعض أو كل الهياكل المركزية والقاعدية …

 

         ورغم أنه لا يختلف محللان في تونس أن اسرار التغييرات في تركيبة الحكومة او تركيبة الحزب الحاكم تبقى في ظل الوضع الراهن في تونس  بيد رئاسة الجمهورية – بن علي وحرمه وبعض مستشاريه – فإنه يمكن تحديد جملة من الاسس التي تقوم عليها تلك التغييرات والتجديدات :

 

1.                                        لا معنى في ظل سلطة « بن علي » للحديث عن موسمية أو مواعيد سنوية لتعيينات أو تغييرات سواء كانت هيكلية او اجرائية سواء  في الحزب او الحكومة فهي يمكن ان تتم في أي وقت من السنة …

 

2.                                        ما يهم « بن علي » من كل تركيبة للديوان السياسي هو  العامل المرحلي الذي هو بصدده أو اولويات يراها أو اهتمامات يرغب فيها أو تفرضها الاحداث عليه وطنيا او دوليا.والدليل على ذلك انه تخلى على أغلب المقربين اليه كالسيد الهادي البكوش و الحبيب عمار مثلا وأن « بن علي » لم يحافظ الى حد الآن الا على ثلاث شخصيات بدون إبعاد حتى لو لفترة قصيرة ( عبد الله القلال رئيس مجلس المستشارين وامين مال الحزب والوحيد في البلد الذي يتكلم باسم السلطة بدون مراجعة الرئيس  – عبدالعزيز بن ضياء الامين العام الفعلي للحزب رغم الاختلاف بين المطلعين على دوره في أخذ القرار وتفعيله  – الجنرال محمد علي السرياطي مدير الامن الرئاسي و الرجل الوفي لـ »بن علي »  ).

 

3.                                        الهيكلة ليست قارة أو ثابتة بل تعكس الاولويات وكبريات الاهداف المسماة « وطنية » اعلاميا ، وهي ليست هيكلة كلاسيكية التكوين بل قابلة للتجريب والتبديل وتوصف في صحف الحزب الحاكم أو الماجورة لديه بالمرنة والمنفتحة على المستجدات والتحولات ….

 

4.                                        أن « بن علي » لا يعتمد في الفترة الحالية على أحد تحديدا كعضد أيمن لطبيعة المرحلة وانتشار التحاليل والشائعات حول الخلافة والشكل المتوقع ايراده بها اضافة لطبيعة التحالفات القائمة داخل اروقة السلطة ان صح انها تحالفات وليست تموقعات ظرفية مصلحية وانتهازية مما ينبأ ويوضح انعكسات التوجهات والمرامي للمرحلة الحالية المتسمة بجملة من الضغوط المسلطة على السلطة القائمة داخليا واقليميا ودوليا ….

  

v    الاطار الزماني لتجديد الديوان السياسي :

 

Ø     الطبيعة الاستثنائية للسنة السياسية الحالية حيث تعي السلطة المازق السياسي والاقتصادي الحالي وحالة الاحتقان التي يلامسها حتى المواطن العادي في الشارع يوميا وهو ما تم اقراره ضمنا في خطاب المدافعين عن السلطة ( ارتفاع الاسعار وخاصة المحروقات عديد المرات رغم وعد الوزير بعدم الزيادة فيها ولكن الزيادة تمت بعد تصريحه هذا …).

 

Ø     حالة الحصار الامني المفروضة في الايام الاخيرة على مداخل العاصمة أساسا والمراقبة المستمرة للمساجد وحالة الحصار لمختلف النشطاء السياسيين والحقوقيين الى جانب الاستنفار الامني الشديدة في المناسبات واجراءات تدشين المشاريع ( افتكاك قوارير الغاز من اهالي الكرم ايام قمة المعلومات واهالي مجاز الباب يوم تدشين الطريق السريعة مجاز الباب – واد الزرقة ….). 

 

Ø     سقوط سياسة برقيات التثمين ( من …. نواب التجمع ، جمعيات الديكور والمشكلة لغايات مثل هذه… ) وشهادات الاستحسان  ( المرتبة من هياكل محددة مثل وكالة الاتصال الخارجي …) والجوائز المستحدثة

     ( جامعات اجنبية نكرة …) وتطبيل بعض وسائل الاعلام العربية الرديئة والمأجورة ( الحوادث اللبنانية[3] – الوفاق العربي[4] – العرب اللندنية..) وتزكية اعلاميي النفاق في الداخل او ما اسماهم بن علي بنفسه جماعة الوي وي ( الصحفيين المسؤولين في دار الانوار ، جوقة الصغير الذي احترف الصحافة في نهاية السبعينات وبيع قطع الغيار حاليا واعطاء الورود للساسة القائمين حاليا ، اضافة الى مقالات صالح الحاجة وانصاره وأشباهه ….).

 

Ø     طبيعة الوضع السياسي الحالي  ( إنسداد أفاق السياسية – مطالب المعارضة غير الوفاقية ومنظمات المجتمع المدني – ترتبات ما جد أثناء قمة المعلومات وانكشاف جملة من المعطيات امام المواطنين وكسر الطوق الاعلامي وسياسة التعتيم امام الانتشار المهول لثقافة الاستعمال الالكتروني ومتابعة الفضائيات رغم سياسات الرقابة التونسية  – ملفات معلقة امام السلطة : المحامين – التعليم العالي – القضاة- الرابطة – إتحاد الطلبة – …) حيث وجد المجتمع المدني نفسه يدافع عن آخر قلاعه وعن المجتمع التونسي ككل الذي كادت دولة البوليس والمافيا ان تلتهمه أو هي بصدد ذلك …

 

Ø     المواعيد السياسية الهامة مثل مؤتمرات أغلب الاحزاب الوفاقية ( مؤتمر الوحدة الشعبية والذي هو قيد الانعقاد – مؤتمر الديمقراطيين الاشتراكيين رغم عدم تحديده بين فرقاء الحركة  – مؤتمر الاتحاد الديمقراطي الوحدوي في نهاية الشهر الحالي رغم انسحاب حوالي 75 مناضلا ) وأيضا مؤتمرات أغلب الاحزاب الاخرى (مؤتمر التجديد المؤجل الى آواخر شهر ماي – مؤتمرالتقدمي المزمع عقده في آواخر السنة ….. ).

 

Ø     الظرف الزمني من حيث ان سنة 2006 هي سنة الاحتفال بخمسينية الاستقلال وبخمسينية مجلة الاحوال الشخصية اضافة الى الاحتفال بالمائوية السادسة لوفاة العلامة ابن خلدون

 

Ø     الانخرام الامني والاحتقان الجماهيري الذي تعيه السلطة وانتشار الرشوة والجريمة وتعدد مآسي سقوط الطوابق وسط العاصمة والحوادث المرورية المؤلمة اضافة الى ترتبات الفيضانات في عديد المدن والاحياء.

 

Ø     عودة الملف الاسلامي للبروز وخاصة بعد اطلاق الدفعة الاخيرة للمساجين وهي الخطوة المقطوعة نتيجة النضال الحقوقي والترتبات الاقليمية والضغوط الغربية وتدخلات بعض المسؤولين العرب ( ليبيا [5] – السعودية [6] –  المغرب [7] … ) إضافة إلى الأداء السياسي لحركة النهضة مثل المساندة والمشاركة في تحركات 18 اكتوبر وسياسة الانضباط الكلي للاسلاميين لتوجهات الحركة السلمية رغم تطور التيار السلفي في الداخل .

Ø     التداعيات المنتظرة في كامل انحاء العالم العربي  على اثر انتصار حماس سياسيا والصعود القوي للاسلاميين في مصر اضافة لخطوات المصالحة الواضحة في بلدان المغرب العربي ( اطلاق سراح الاخوان المسلمين في ليبيا – اطلاق سراح علي بلحاج والعفو الشامل عن المقاتلين في الجزائر – المصالحة الجارية منذ سنتين بين الفرقاء التاريخيين في المغرب …….) .

 

v     تفاصيل التجديد :

 

أ – التركيبة :

 

         حافظ الديوان السياسي كسلطة ثالثة نظريا ( بعد المؤتمر [8] واللجنة المركزية [9] )  على الاقل على نفس هيكل تركيبته أي نائبين للرئيس وأمين عام وأمين مال وأعضاء آخرين …

ويلاحظ أن 2 فقط من أعضاء التركيبة الجديدة للديوان تواجدا فيه منذ التحول وقد عايشا جميع مؤتمرات التجمع بتلك الصفة وهما حامد القروي وعبدالله القلال وهناك 3 أعضاء سبق أن تواجدوا في الديوان السياسي للحزب في العهد البورقيبي وهم : حامد القروي في فترتين ( الاولى في جانفي 1980 والثانية قبيل عهد بن علي كمدير للحزب ) وفؤاد المبزع ( من 1974 – 1981 ) وعبدالعزيز بن ضياء كمدير للحزب من أفريل الى سبتمبر 1987 ) .

           وتسمح هذه التركيبة بتواجد ممثل عن أعلى هياكل الدولة : الحكومة ( الوزير الاول الحالي السيد محمد الغنوشي بصفة نائب ثان لرئيس الحزب) ، ممثلين عن مؤسسة الرئاسة ( السيدين عبدالعزيز بن ضياء  والسيد أحمد عياض الودرني ) ، ممثل عن مجلس المستشارين مع احتفاظه بمنصب أمين مال الحزب والذي يتولاه منذ الايام الاولى لعهد « بن علي  » ( في شخص رئيس المجلس عبدالله القلال ) ، ممثل عن مجلس النواب ( في شخص رئيسه السيد فؤاد المبزع ) اضافة الى تواجد المرأة ( السيدة أليفة فاروق )  في الديوان السياسي وتشغل عمليا خطة الموفق الاداري .

 

 

الاسم

الصفة

المسؤولية

تاريخ الولادة

الولاية الاصل

التكوين

تاريخ اول التحاق بالديوان السياسي

حامد القروي

ناب أول

لا مسؤولية حكومية

30/12/1927

سوسة

طب

09/12/1987

محمد الغنوشي

نائب ثان

وزير أول

18/08/1941

سوسة

إقتصاد

28/11/1997

الهادي مهني

أمين عام

لا مسؤولية حكومية

26/06/1948

المنستير

إقتصاد

10/09/2005

عبدالله القلال

أمين مال

رئيس مجلس المستشارين

07/12/1943

صفاقس

إقتصاد

28/12/1987

عبدالعزيز بن ضياء

عضو

ناطق ر. باسم الرئاسة

19/12/1936

المنستير

حقوق

07/12/1991

فؤاد المبزع

عضو

رئيس مجلس النواب

15/06/1933

تونس

حقوق اقتصاد

28/11/1997

اليفة فاروق

عضو

موفق اداري

17/10/1946

بنزرت

لغات-قانون

28/08/2003

أحمد عياض الودرني

عضو

وزير مدير الديوان الرئاسي

مدنين

علم إجتماع

08/03/2006

رفيق بالحاج قاسم

عضو

وزير الداخلية

صفاقس

09/03/2006

عبدالوهاب عبدالله

عضو

وزير الشؤون الخارجية

تونس

الاعلام

08/03/2006

 

 

 ب – من حيث الالتحاق :

 

        تمثلت عملية التجديد في دخول السادة أحمد عياض الودرني الوزير ومدير الديوان الرئاسي وعبد الوهاب عبدالله المستشار الخاص ووزير الشؤون الخارجية ، والسيد رفيق الحاج قاسم وزير الداخلية الحـالـي ( الذي يلتحق بالديوان السياسي للمرة الاولى ) أي أن الديوان السياسي ارتفع عدد اعضائه مجددا الى 10 بعد ان انحصر من 16 الى 07 في نوفمبر 2004 .

 

           أما من حيث أقدمية التواجد فاقدم الاعضاء في الديوان هما حامد القروي وعبدالله القلال اللذان لم يغادراه منذ التحول بينما التحق بن ضياء بالديوان السياسي بعد التحول منذ ديسمبر 1991 والمبزع منذ نوفمبر 1997 .

ويبلغ أعمار أعضاء الديوان السياسي حوالي 61 سنة واكبرهم سنا هو حامد القروي الذي احتفل في ديسمبر الماضي بعيد ميلاده الــ 78 يليه المبزع ( 72 سنة ) وبن ضياء ( 69 سنة ) . ويلاحظ أن 3 أعضاء بين 55 و 60 سنة بينما هناك 2 فوق الــ 70 و 4 بين 60 و 70 سنة .  

 

v    دلالات التجديد :

 

على اعتبار انه لم يقع تغيير في الهيكلة والمهام داخل الديوان السياسي ( رئيس ، نائبين للرئيس أمين عام ، أمين مال   وأعضاء ) ولم يغادر أي من الاعضاء ويعوضه آخر فإن جملة من الملاحظات يمكن أيرادها في هذا الاطار:

 

1-                                      أنه وقع التخلي عن مبدأ ضرورة غياب الوزراء عن تركيبة الديوان السياسي وهم ما اتسم  به التحويرين الاخيرين الخاصين بالديوان السياسي  ( نوفمبر 2004 – سبتمبر 2005 ) والذي برر يومها انه نفس اطار غيابهم ( أي الوزراء) عن مجلس النواب [10] بل قرأ يومها على أساس  » تمكينهم من الانكباب الكامل على ملفاتهم الحكومية خاصة في هذه الفترة الهامة للبلاد والتي تتميز بكثرة التحديات بسبب التحولات والتقلبات الدولية اضافة الى اقتراب موعد التجسيم الكامل لاتفاقية الشراكة مع اروبا وغيرها من التحديات ….  » [11] .

 

2-                                      أن تجديد التركيبة رافقها تعتيم اعلامي على الخبر من طرف جميع الصحف والاذاعات والقنوات الثلاث ( تونس 7 ، قناة 21 ، قناة حنبعل ) فالخبر لم يتحدث عنه  لا تحليل ولا تفصيلا على غير العادة واكتفت كل وسائل الاعلام بالتعرض لخبر وات ( وكالة تونس افريقيا للانباء ) بل ومصحوبا بالحديث عن تقدم الاستعدادات للاحتفال بالذكرى الخمسين للاستقلال واطلاع الرئيس على تقدم تجديد هياكل التجمع على المستوى الخارجي[12] …. ولم تشر بل ولم تتوقع الصحف والدوريات وكل السياسيين ان يحدث كل ذلك قبل حلول 20 مارس ويظهر ان بن علي اختار اسلوب معاكسة التوقعات واللعب على عنصر المفاجأة في ظل واقع سياسي يتسم بالركود

 

3-                                      في العادة ان يتم التحوير الوزاري ثم يقع الاعلان عن تركيبة الديوان السياسي وهو ما طبع جميع التغييرات السابقة منذ ارتقاء بن علي للسلطة آليا في نفس اليوم رغم أنه في سبتمبر الماضي تم الاعلان عن تعيين الامين العام بعد 24 ساعة وقيل انه وقع يومها التردد في تعيين الهادي مهني كأمين عام…     

 

4-                           أن المرحلة الحالية لن تشهد تغييرا  في الامانة العامة للحزب وأن السيد الهادي مهني رجل المرحلة حزبيا حسب « رؤية بن علي » – رغم كل الامتعاض داخل الهياكل- وانه من غير المطلوب احداث تغييرات كبرى داخله وانما جملة من التغييرات هيكلية قاعديا وهي تغييرات كلاسيكية ودورية  ، وأن :

 

أ‌-                                               السيد عبدالرحيم الزواري والذي كان عضوا قبل نوفمبر 2004 ( التحق بالديوان السياسي في أفريل 1988 ) و رغم كل ماراج من عودته القوية للحزب سيبقى بعيدا عن قيادته رغم تكليفه في المدة الاخيرة بعديد المهام واساسا كمبعوث خاص لبن علي الى بعض الدول ( ليبيا  – المغرب ) ورغم عودة عديد العناصر المحسوبة عليه في الانتخابات القاعدية ورغم تمكينه لجملة من انصاره من الحزبيين من وظائف في شركات النقل حتى يضمن لهم التقاعد الوظيفي على اساسها بعد ان خدموا الحزب طويلا ( الكاف – مدنين – ولايات العاصمة …. ).

 

ب‌-                                   ونفس الامر ينطبق على السيد علي الشاوش و الذي راج حديث في الاوساط التجمعية انه يحظى بثقة الرئيس ، مع العلم وان السيد الشاوش التحق بالديوان السياسي في 28/11/1997 وغادره في 14/09/2005 ليعوضه الهادي المهني في الامانة العامة للحزب .

 

ت‌-      أن السيد بن ضياء رجل الحزب القوي سيبقى بعيدا عن مقر الحزب بشارع محمد الخامس رغم سيطرته على مؤسسات الحزب واقعيا ورغم ان دوره في القصر اصبح بروتوكوليا اكثر منه سياسي في صنع القرار بل انه اصبح مجرد  شارح لمواقف السلطة عند كل مشكلة مع منظمات المجتمع المدني ( ملف الرابطة – الخلاف مع المركزية النقابية حول سبل ترشحهم لمجلس المستشارين ..[13])  أو لحل ملف عالق مع أحد الاحزاب مثلما فعل في الخلاف مع نقابة التعليم العالي[14] او عند غياب السيد التليلي وطرح مسألة الامانة العامة في  » الوحدوي  » [15] وعادة ما يختار لجنة تنسيق المرسى او « منبر حوار الحزب بالبحيرة لشرح تلك المواقف أي غير بعيد عن قصر قرطاج .

 

ث‌-                                   أن شباب الحزب لا موقع له في المؤسسة التنفيذية للحزب بل أن الابن السياسي المدلل لـ « بن علي » السيد محمد الغرياني والذي يثق فيه ثقة تامة لن يكون متواجدا في المؤسسات العليا للحزب منذ مغادرته للامانة القارة وذهابه الى لندن كسفير هناك ، وكل ذلك نتيجة مواصلة سياسة تعبئة الديوان السياسي بالعجائز ( بن ضياء 78 سنة و معدل الاعمار 60.9 سنة ) وكانه توقع بنهاية هذا الحزب في المستقبل على المدى البعيد إن لم يكن القريب وذلك مرتبط بالحراك السياسي وطبيعة التحول السياسي في البلاد أي من داخل الحزب أم خارجه ….    

 

5- أن مبدأ التداول والفرز السياسي داخل الحزب عبر الممارسة الديمقراطية غير موجود لا بين الهياكل ولا بين النخب والمثقفين اذ يلاحظ ان الشعب المهنية غير ممثلة داخل الديوان السياسي ( الاساتذة الجامعيين – النقابيين – المحامين – الطلبة ….) ولا كل الجهات ايضا ممثلة   بل ان الحضور تمثيلي لهياكل الدولة وللوزارات كما يبين الجدول أعلاه .

 

6-   أن الوزراء أحمد عياض الودرني والسيد عبدالوهاب عبدالله و السيد رفيق الحاج قاسم  لن يغادروا مناصبهم في المنظور القريب ، لانه لا معنى لتواجدهم داخل الديوان السياسي رغم أهمية دورهم الحكومي والدور الضعيف للحزب في الاداء السياسي  فالاول هو المسؤول الاداري الاول عن القصر ويزكي عديد التسميات ويتدخل في عديد العلاقات الادارية للسلطة في اختيار اللجنة المركزية او لجان التنسيق او عديد الوظائف الإدارية ، بينما يلاحظ الجميع أن السيد عبدالوهاب عبدالله له نشاط ديبلوماسي مكثف في ظل اختيار بن علي عدم حضور المناسبات الاقليمية والدولية خارج تونس ( القمة المتوسطية ة،قمة فرنسا-إفريقية، القمة الاسلامية في السعودية،  قمة الاتحاد الافريقي في الخرطوم) وفي ظل عمله على الدفاع عن وجه السلطة بعد تدني سمعة النظام لدى عديد الدول والمنظمات خاصة بعد تحركات هيئة 18 اكتوبر … بينما يعتبر الحاق وزير الداخلية بالديوان السياسي للحزب تكريس للتداخل  بين الحزب والدولة وهو في وجهه الآخر اعطاء دور ظاهري لوازرة الداخلية بعد تهميشها لصالح المؤسسة الامنية للقصر ولصالح مؤسسات واجهزة اخرى ورغم ان رجل الامن القوي محمد علي القنزوعي له حضور واقعي اكثر من وزيره الحالي …

 

7-   تساؤل كبير يبقى مطروحا هو اختيار ابقاء وزيري السيادة الآخرين البشير التكاري وزير العدل  وكمال مرجان وزير الدفاع خارج الديوان السياسي بل قد يكون مؤشرا على امكانية مغادرتهم للحكومة وخاصة الاول ( ملفات المحامين – جمعية القضاة – ملفات جوازات السفر وبطاقات عدد 3 – ملفات الفساد في الوزارة والتي تشمل حتى الوزير واهم معاونيه نفسه … ) مع ملاحظة أن  :

v    عبد الله القلال و الصادق شعبان[16] كانا عضوان بالديوان عندما كان كل واحد منهما وزيرا للعدل في التسعينات  ) .

v    عبدالله القلال والدالي الجازي -الرئيس الحالي للمجلس الاقتصادي والاجتماعي – دخلا الديوان عندما كان كل واحد منهما وزيرا للدفاع.

 

8-   قد يعتبر عدم تعيين السيد كمال مرجان عضوا بالديوان السياسي  أو هكذا أريد له تكذيب ما يروج في الشارع التونسي بشكل كبير ويؤكده عديد المطلعين ومصادر جد مطلعة من ان الرجل هو الخليفة المحتمل في تونس والمدعوم عمليا من الدول الغربية وشق اقرباء الرئيس باعتباره واقعيا احد اقربائه واحد أهم الكفاءات وصاحب التجربة الدولية في النشاط الاممي منذ سنين ، وخاصة بعد ظهوره الكبير في قمة المعلومات ….أما أن للمسألة وجه دستوري آخر بعيد عن هياكل حزب الدستور رغم الاصرار دوما على الاحتفاظ بكلمة « دستوري » في كل التسميات تاريخيا وحتى في ظل عهد بن علي ، او أن مسألة تعيين نائب للرئيس عبر اجراء دستوري سترى النور قريبا في ظل الحديث المتواتر عن اشتداد مرض الرئيس وضرورة المتابعة الدائمة والعلاج المستمرين[17] (لم يعد الرئيس يظهر بكثرة في المناسبات بل تتحدث اوساط السلطة عن تقليص ساعات نشاطه اليومي الى اقصى الحد وانه يكتفي بالملفات الكبرى فقط … ).

 

9-  تأكيد أن الديوان السياسي هو مؤسسة ديكورية ومظهرية وتمثيلية لمؤسسات الدولة وارجاع فكرة بورقيبة أي اطار للمؤسسات والهياكل القوية للدولة حيث كان الديوان السياسي يضم ممثلين لاتحاد الشغل واتحاد الصناعة والتجارة والإتحاد النسائي أيضا ، بل يمكن الجزم أن الديوان السياسي في عهد بن علي لم يعد مؤسسة تنفيذية وانما ديكورا اطاريا كنتيجة طبيعية للحزب الاداة في متناول الانتهازيين والاستبداد باعتباره مطية لاداء جملة من المهام او كما قال احد رؤساء شعب مدينة صفاقس كمثال لا حصر :  » …. نحن لا نصدر قرارات وانما ننفذ اوامر البوليس وتلك حقيقة يومية نعايشها ….  » [18] .   

 

صـفاقــس

11 مارس 2006

 


[1]  تم الاعلان عن التركيبة الجديدة يوم 09/03/2006 على اثر اجتماع بن علي بالامين العام للحزب وبع ايام من لقائه بالسيد حامد القروي الذي لم يلتقه منذ آخر اجتماع للديوان السياسي والجديد في التركيبة هو إلحاق السادة : رفيق الحاج قاسم وزير الداخلية والسيد احمد عياض الودرني مدير الديوان الرئاسي و السيد عبدالوهاب عبدالله وزير الخارجية ، وبعد حديث في الكواليس عن خلاف حول التغييرات المنتظرة وطبيعة الاجراءات المنتظرة في الذكرى الخمسين للاستقلال .  وعدول السيدة  الاولى عن القاء كلمة بمناسبة عيد المرأة رغم توسيعها لنشاطاتها في المدن الداخلية ( مدنين – بنرزت في الايام الأخيرة )  . 

[2]  بل أن الامين العام للحزب اكد في إختتام ندوة الحزب في 08/11/2005 بالقول  » إن الاحزاب التي لا مرجعية فكرية لها لا مستقبل لها سيما في هذه الفترة الحاسمة التي يعيشها العالم  » ( الشروق التونسية ص 3 بتاريخ 09/11/2005) 

[3]  مقالات الصحفي زهير القمبري صاحب التاريخ المتقلب سياسيا ( اعتقل مع قيادة الاتجاه الاسلامي في جوان 1981 ، قريب من الايرانيين في واشنطن ثم مقرب من سلطة بن علي منذ التسعينات ومسؤول بمؤسسة الاذاعة التلفزة ومراسل للحوادث عبر مقالات مدحية وتطبيلية ……)

[4]  وهي مقالات يكتبها غسان عامر عبر طرح مدحي وتزييف للحقائق عبر طرح وجهة نظر السلطات التونسية ، اضافة الى مقالات حميدة نعنع التي انتقلت من مدح عدي وصدام حسين الى مدح النظام التونسي واجراءاته …..

[5]  تتحدث بعض أوساط السلطة والحزب الحاكم  عن تدخل قام به سيف الاسلام القذافي .

[6]  نفس الاوساط اكدت على الامير نايف عند اجتماعه ببن علي بعد اجتماع وزراء الداخلية العرب ، نقل الى الرئيس التونسي رغبة السلطات السعودية – الامير عبدالله – في طي ملف المساجين السياسيين في تونس . 

[7]  تحدثت الاوساط السياسية على ان الرسالة الخطية التي حملها مبعوث الملك محمد السادس تضمنت طلب طي ملف الاسلاميين والحد من حالة الاحتقان السياسي .

[8]  يعقد عمليا كل خمس سنوات وآخر مؤتمر عقد هو مؤتمر الطموح سنة 2003 .

[9]  تعقد اللجنة المركزية على الاقل 10 مرات بين المؤتمرين اضافة الى بعض الاجتماعات واللقاءات الاخرى التي تستوجبها بعض المراحل ومنها لقاءات مشتركة مع أعضاء مجلس النواب التجمعيين . كما تتركب من رئيس التجمع و 250 عضوا ويدعى اليها حسب النظام الداخلي للتجمع ، أعضاء الحكومة المنتمون للتجمع ورئيس المجلس الاستشاري للمفاومين والكتاب العامون للجان التنسيق والكاتب العام للشباب الدستوري وممثل عن الطلبة الدستوريين وممثل عن الشبيبة الدستورية .

[10]  الحرية ، الثلاثاء 16/11/2004 ص 3

[11]  الحدث التونسية ، الاربعاء 17/11/2004 ص 2 ، عماد الحضري ،  » ما لم ينشر عن التعيينات الاخيرة  »

[12]  تقرير وات في 09/03/2005 ، او الصباح ، الجمعة 10/03/2006 ص 4 .

[13]  في كلا الحالتين عقد السيد بن ضياء لقاء ببعض الإطارات الحزبية في مقر لجنة التنسيق بالمرسى تحدث فيه ان لا مسؤولية للسلطة ، ودافع عن موقفها مثلما فعل نفس الأمر في مسألة « دعوة مجرم الحرب شارون الى تونس  » عندما اجتمع بلجان تنسيق العاصمة …..

[14]  اتصل بالسيد عبد السلام جراد الامين العام لاتحاد الشغل حول حضور يوم العلم فاعلمه بالمشكلة القائمة في  التعليم العالي و »جراية جويلية 2005  »  فاتصل بن ضياء بالرئيس الذي تولى القيام باجراء رفع تجميد الأجور  .

[15]  اتصل السيد بن ضياء بالسيد ابراهيم حفايظية – عضو المكتب السياسي –  واعلمه بضرورة اخنيار أمين عام وعدم انتظار البت في قضية الامين العام للوحدوي السيد عبدالرحمان التليلي القابع في السجن بعد قضية غامضة الملابسات …..

[16]  التحق بالديوان سنة 1993 وغادره في 2004.

[17]  تم منذ ثلاث اسابيع سحب احد أعداد مجلة  » المرأة اليوم  » لاحتواء العدد على خبر يهم مرض الرئيس   » بن علي  » . 

[18]  نعتذر للقراء و للمطلعين على هذا المقال على تحديد صفة واسم رئيس الشعبة لدواع أمنية بحتة .


تونس وليبيا وقضايا الاصلاح

 
 
مرسل الكسيبي
14-03-2006
 
وضعت الأحداث في كل من تونس وليبيا على مدار الأشهر الأخيرة البلدين تحت عدسة الأضواء الاعلامية العالمية ,فلقد شكلت القمة العالمية لمجتمع المعلومات في شهر أكتوبر المنصرم من سنة2005 فرصة ذهبية للمعارضة التونسية من أجل تسليط الأضواء على الأوضاع الداخلية بدل اتاحة الفرصة للسلطة كي تسوق نفسها خارجيا في أضخم قمة دولية أشرفت عليها الأمم المتحدة.أما عن ليبيا فقد كانت أحداث السابع عشر من فبراير 2006 بمدينة بنغازي وضواحيها الجغرافية فرصة لاتقل شأنا عن مثيلتها التونسية ,أتاحت من خلالها وسائل الاعلام الدولي المجال واسعا أمام المعارضة الليبية من أجل تسليط الأضواء على مكامن الخلل السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتشريعي في بلد عمر المختار
 
هفت بريق حركة18 من أكتوبر في تونس ولكن بريق مطالب الاصلاح والاصلاحيين لم يخفت بعد,اذ جاء الافراج عن دفعة جديدة من مساجين الرأي ومعتقلي حزب النهضة في الأسابيع الأخيرة ليعيد بعضا من الأمل للأنفس الباحثة عن مخرج الخلاص في نهايات النفق السياسي المظلم,تعددت القراءات في تأويل بواعث هذه الخطوة التونسية ولكنها لم تتعدد في اعتبارها خطوة مترددة وايجابية في الطريق الصحيح نحو مسار الاصلاح العام
أما عن ليبيا فقد كانت انتفاضة السابع عشر من فبراير كما تحب المعارضة تسميتها داعيا ملحا من أجل معاودة النظر في السياسات الداخلية التي اتسمت بالانغلاق العام والتقهقر الاجتماعي الذي انعكس على المستوى المعيشي المتدني لكثير من المواطنين
وكما هو معلوم أن للسلطة في ليبيا أجنحة عدة,ولعل أهمها واحد يعلق عليه الكثير من المراقبين مصير الاصلاح.التيار الليبيرالي الاصلاحي بزعامة سيف الاسلام رئيس منظمة القذافي للتنمية بات يشكل حقيقة زاحفة في هدوء نحو معالجة الأوضاع المستشكلة بالبلاد ,وهو مايبدو واضحا في جملة من تصريحاته الاعلامية والرسمية نذكر من بينها ماأدلى به من رؤى وتصورات هامة في قمة دافوس بسويسرا وكذلكم مبادرته المعلنة بتاريخ عشرين أغسطس من سنة 2005 
 
 تحدث سيف الاسلام في هذه المبادرة بلسان المواطن الليبي معتبرا أن مطلب الاصلاح لم يعد مطلب فرد أو جماعة وانما قد غدى مطلب الشارع الليبي , ولقد جاء الافراج الأخير عن مجموعة من سجناء الاخوان المسلمين الليبيين معززا لمصداقية وأسهم الرجل بعد ان بدى واضحا أن البعض من مراكز النفوذ حاولت على مدار عام ونصف تقريبا عرقلة مثل هذا القرار الانفراجي
 
وبالعودة الى اخر حدث عرفته ليبيا وهو التحوير الذي مس أعلى الهرم الوزاري ,بعيد استبدال رئيس الوزراء فان كل الدلائل والتصريحات اتجهت للحديث عن أن نهج الانفتاح والليبرالية الاقتصادية سوف لن يلحقه المس وهو مافسر على أنه رسالة تطمينية لكل الأوساط الغربية علاوة على أنه انتصار لتيار الاصلاح في هذا القطر العربي
تبقى هناك بين هذين الخبرين الايجابيين أسئلة كثيرة عن مدى قوة هذا التيار الاصلاحي المدعوم بلاشك داخليا وخارجيا من أجل تعديل أوضاع المنطقة المغاربية على عقارب بوصلة الاصلاح وخاصة بعد أن بدى واضحا من خلال أحداث مدينة بنغازي أن هناك أطرافا محافظة تحاول عرقلة مسيرة سيف الاسلام والنخبة الليبية الجديدة وذلك بتوسيع دائرة الاعتقالات العشوائية لتشمل العشرات وربما المئات على حد رواية بعض المصادر التي لم نتأكد من مصداقية ماتتناقله من أخبار
 
غير أن المؤكد برغم هذه العقبات هو أن مصلحة المعارضة الليبية تكمن في الالتفاف حول مشروع سيف الاسلام وذلك من اجل اضعاف نفوذ التيار المناوئ والذي يبدو أنه مازال متحكما ببعض من موارد وأجهزة الدولة ولعله يقف بلا شك وراء اسالة دماء العشرات من دماء أبناء مدينة البيان الأول
 
وعودة الى تونس فان أداء المعارضة التونسية يبدو نمطيا الى حد كبير في الفترة الأخيرة وهو ماشجع السلطة على التماسك في شكل فريق واحد معارض لكل خطوات الانفتاح لولا ماأقدمت عليه في مناسبتين أخيرتين من اطلاق دفعتين من مساجين الرأي
ولعلها فرصة جميلة للخوض في هذا الأداء الذي بدى وكأنه يعزف قطعة موسيقية واحدة ,مما أشعر السلطة بكثير من المخاوف دفعتها الى تصريح أخير وقلق ورد على لسان الوزير السابق السيد عبد العزيز بن ضياء
واذا كنا بلاشك نتفهم مارفعته المعارضة من مطالب مشروعة في حركة الجوع ولا الخضوع التي تطورت الى مشروع هيئة الحقوق والحريات ,الا أنه ينبغي علينا الانتباه الى أن هناك أجنحة داخل السلطة باتت قلقة من التمادي في المسار الأمني عند معالجة القضايا الداخلية للبلاد وذلك على ضوء ماتدركه جيدا من مخاطر عدم الانصياع الى مطالب الاصلاح الخارجية والداخلية
ومما يعظم في أذهان بعض القائمين على الأمر هو حرص واشنطن على معالجة القضايا الداخلية بالمنطقة بناء على قواعد جديدة تقتضيها المرحلة ليس فقط في تونس وانما في كامل بلاد الجوار العربي,اذ أن رغبة واشنطن باتت واضحة في التخفيف من حالات الاحتقان الداخلي من أجل ضمان سيلان هادئ للمصالح والتحالفات القائمة
وبلا شك فان هذا المعطى جعل الكثير من الأطراف داخل الحكم في تونس تشعر بأن المرحلة لم تعد مرحلة التسعينات ,وبأن الزمن يقتضي التعاطي بجرأة أكبر مع ملف الحريات,وهو ماجعل الأطراف المحافظة فيها تقدم على خطوات الافراج تحت وقع يوحي بضغط بعيد عن المناسبات الوطنية المعتادة
أما عن المعارضة بمختلف تلويناتها فهي لازالت الى حد هذه الساعة مقصرة كل التقصير في فهم طبيعة الخارطة الحاكمة بالبلاد ,ولازالت تبني كل معطياتها على أن ثمة طرفا وشخصا واحدا حاكما فيها,مما جعل الأفق الحالي يفتقد الى مبادرات تتعاطى بديناميكية مع خطوات الافراج عن البعض من دفعات المعتقلين السياسيين ,ولعل انجرار بعضها وراء خطاب الكل أو لاشيء جعل السلطة تمعن في مقايضة الاعتقال السياسي بمسائل الاستحقاق الانتخابي
تبقى هناك بارقة أمل في أن تستعيد الساحة الداخلية بعضا من عافيتها على وقع اعادة الاعتبار للعمل الوطني داخل البلاد على حساب بقاء الأمر مرهونا بتجاذبات الخارج,ولعل وجود قيادات وطنية فاعلة تزاوج بين الضغط المحسوب والذكي في مقابل ترك الباب مفتوحا أما م عملية الحوار الوطني الداخلي بما لايستبعد اجراء حوار فاعل وجاد مع السلطة ,من شانه أن يعطي للمرحلة القادمة مذاقا سياسيا خاصا في ظل رغبة المعارضة والشارع في الاصلاح وشعور قلق للسلطة بالضريبة الغالية الممكن دفعها في ظل تداخل الوضع الداخلي بالوضع الدولي ومخاطر التلكئ في الاستجابة الى هذا المطلب الوطني الملح
 
مرسل الكسيبي
كاتب واعلامي تونسي
14-02-1427


 
بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين                                                  
  تونس 14/03/2006   
 بقلم محمد العروسي الهاني مناضل دستوري تونسي 
بمناسبة الذكرى الخمسين لعيد الاستقلال 20 مارس 1956  

رسالة الصراحة و الجرأة و الوفاء حول تكوين جمعية الوفاء للمحافظة على تراث الزعيم الحبيب بورقيبة

عسى أن يكون 20 مارس 2006 الذكرى الخمسين تحمل بشرى الموافقة على التأشيرة كما تم الاعلان عن حزب الخضر مؤخرا     اليوم بالكمال و التمام مرت 9 أشهر كاملة يوما بيوم.. و بالأيام 273 يوما مضت على توجيه الملف القانوني لطلب التأشيرة القانونية لبعث جمعية الوفاء للمحافظة على تراث الزعيم الحبيب بورقيبة و رموز الحركة الوطنية.. الرسالة و الملف تم إرسالهما لسيادة الرئيس مباشرة مضمونة الوصول و ذلك يوم 13 جوان 2005. و يوم 14/06/2005 تم توجيه رسالة بالفاكس في الغرض… و مرت اليوم 9 أشهر و هو يذكرنا بوضع حمل المرأة بحكمة من خالق الكون رب العالمين سبحانه و تعالى ، قال تعالى : »و حمله و فصاله ثلاثون شهرا » صدق الله العظيم.   و قد ذكرني الرد الصريح  للسيد وزير الدولة الناطق الرسمي لرئاسة الجمهورية في لقائه بأعضاء الجمعيات الأسبوع المنصرم. حيث أشار إلى تكوين الجمعيات باعتبارها روافد للمجتمع المدني. و العالم اليوم أصبح قرية كونية و يعول على دور الجمعيات… في هذا الإطار بالذات أذكر -بكل لطف و أخلاق عالية و تربية وطنية سامية و قيم إسلامية قوية و راقية- أذكر بمصير ملف تكوين جمعية الوفاء للمحافظة على تراث الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة رحمه الله.   مع الملاحظة أن فرنسا خصم الأمس صديق اليوم منحت التأشيرة القانونية لجمعية مماثلة  بعثت بباريس من طرف شخصيات تونسية و فرنسية جمعتهم قيم الوفاء للزعيم بورقيبة. و نحن في تونس أولى و أجدر بالعناية و الرعاية و الاهتمام بتراث زعيمنا الأوحد و لا حرج من بعث هذه الجمعية ، خاصة و تونس اهتمت ببعث الجمعيات من كل الأنواع و الألوان و الأشكال و الخصوصيات الثقافية و الفنية و الأدبية و الفلاحية و المسرحية و الرياضية و العادات و التقاليد … لماذا هذا الانتظار لبعث جمعية  للوفاء لرمز الأمة و ضميرها و صانع استقلالها و عزتها و سيادتها و كرامتها و محقق أمجادها و باني الدولة العصرية  الحديثة باعتراف عالمي و محرر المرأة بدون منازع رغم مزاعم المغرضين و تنكر المتنكرين و أباطيل المنافقين و أصحاب المصالح الحينية.   نرجوا بعد هذا التصريح الواضح و الرد الأخير أن يقع الاستجابة لطلب أصحاب التأشيرة و هم من خيرة مناضلي الحزب اللذي حرر البلاد و العباد ، قال تعالى : »و لله العزة و لرسوله وللمؤمنين » صدق الله العظيم.   ملاحظة هامة : ان ما ورد في رسالة يوم 13/06/2005 يكفي وضوحا للمحاولات اللتي سبقت مع الولاية يوم 01/06/2005 و من باب الانضباط لانريد نشر فحوى الرسالة التي تبقى من الأسرار تقديرا لمكانة نظامنا. و السلام.   محمد العروسي الهاني مناضل دستوري تونسي


 

 

 بكل شفافية واحتراما لكل السيدات والسادة الذين وضعوا فينا ثقتهم ولا زالوا:

« تونس نيوز » و « خميس الماجري » و « أبو البراء المهاجر »

تفاصيل مسلسل من بضع حلقات

 

*** الفصل الأول:

 

تلقينا الرسالة التالية م  السيد أبو البراء المهاجر  يوم 26 فيفري 2006: 

غيرنا عمدا الإسم الحقيقي بعبارة الفلاني 

كما غيرنا الإسم الحقيقي في عنوان البريد اإلكتروني بXXXXXXXX

 

 

Date:

Sun, 26 Feb 2006 19:24:35 +0100

De:

xxxxxxx@free.fr  Ajouter au carnet d'adressesAjouter au carnet d’adresses

ہ:

tunisnews@yahoo.fr

Objet:

Trans.: إلى الأخ العزيز الفلاني أرسل هذا إلى تونس نيوز وبارك الله فيك

 

----- Message transféré de MEJRI Khemis <mejrikhemis@yahoo.fr> -----

Date : Sun, 26 Feb 2006 17:57:09 +0100 (CET)

De : MEJRI Khemis <mejrikhemis@yahoo.fr>

Adresse de retour :MEJRI Khemis <mejrikhemis@yahoo.fr>

Sujet : إلى الأخ العزيز الفلاني  أرسل هذا إلى تونس نيوز وبارك الله

فيك

ہ : XXXXXXX@free.fr

 

ماذا ينقمون على الشّيخ الدّاعية خميس الماجري

في الرّدّ على كتبة الجهاز النّهضويّ

 

 

بقلم أبو البراء المهاجر

 

قال تعالى : » ومن أحسن قولا ممّن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنّني من المسلمين « .

منذ أن قرّر الشّيخ خميس الماجري إعلان بعض أفكاره وبدأ يسهم في فتح أعين النّاس عن منهج إصلاح الوضع الإسلامي في تونس،في موقع تونس نيوز ثمّ في موقع حوار نت  شحذت أطراف عديدة من نهضة المهجر سكاكينها وآنطلقت تفري الأخ الشّيخ دون جريرة شرعيّة إقترفها ، إلاّ أنّه ينصح للّه ولكتابه ولرسوله وللمؤمنين عامّتهم وخاصّهم …

ولقد تابعت منذ ظهوره على السّاحة أطرافا من تلك الحملة الظّالمة ،الّتي يشنّها الجهاز النّهضويّ على الشّيخ الدّاعية خميس الماجري ، هذه الحملة الّتي هي ديدن الجهاز مع كلّ مطالب بالمراجعة والمحاسبة حيث يستباح عرضه وتهان كرامته لمتطرّفي القوم وصقورهم ، ويلتقي مع الجهاز في هذه الحملة جهة ترتدي اللّبوس الإسلامي وتختلف مع الجهاز في مسائل تنظيميّة وسياسيّة ولكنّها تلتقي معه في الدّعوة إلى الإسلام العلماني الّذي يراد تسويقه والتّبشير به في حرب الشّيخ الدّاعية خميس الماجري وطمس صوته الحرّ والمعتدل الدّاعي إلى الكتاب والسّنّة بفهم أهل السّنّة والجماعة .

ولعلّني أكشف في مستقبل الأيّام هذه الجهة الّتي تزعم الموضوعيّة و الحياد مع كلّ أطراف السّاحة التّونسيّة ، والّتي تحرجها كما يحرج الجهاز القمعي النّهضويّ أصوات الشّيخ الدّاعية خميس الماجري ومن معه في منهجه ، أو حتّى من خالفه في منهجه ، لكنّه رفع رأسه عاليا في نقد خليط مناهج نهضة المهجر أو آداءاتها المتعدّدة والمتناقضة .

وبادئ ذي بدء أودّ الإشارة إلى أنّني لم أتشرّف أبدا بلقاء الشّيخ الماجري ولم تكن بيني وبينه أيّة معرفة ـ يشهد الله على ذلك ـ  ولكنّني سمعت الأفاضل الثّقاة يثنون عليه خيرا ويذكرون إعتداله ودماثة خلقه وغيرته على الشّرع وجهوده الدّعويّة وما يتعرّض إليه من إذايات من جهاز  » أطفال  » نهضة المهجر ومن كبرائهم رغم سابقته وبلائه وتضحياته وأل بيته الّتي لا ينكرها إلاّ مكابر عنيد مريض . ثمّ سنحت لي فرص الإطّلاع على كتاباته في هذا الموقع وغيره فوجدت حرقة الإيمان على الدّين والدّعوة والرّغبة في الإصلاح والتّأصيل على منهج الكتاب والسّنّة ، مع إستقامة في المنهج وثبات عليه وآعتدال وسماحة وترفّع عن الصّغائر والمهاترات الّتي يريد البعض جرّه إليها قصد تشويهه وإقصائه من السّاحة فلم يقدروا وللّه الحمد ..

إنّ خطيئة الشّيخ خميس الماجري الكبرى الّتي لا يعدلها ذنب في عرف كنسة وسدنة الجهاز هي أنّه يدعو إلى مراجعة أداء العمل الإسلاميّ في تونس على ضوء منهج الكتاب والسّنّة بفهم خير القرون المزكّون من الله ورسوله وإجماع هذه الأمّة الّتي لا تجتمع على ضلالة أبدا ، وفي طليعة أولئك فهم الصّحابة الكرام ـ رضوان اللّه عليهم ـ لا بأصول الغنّوشي الخليطة بين براجماتيّة حسن التّرابي ، وبدع الخميني وغرور الإخوان ونفايات الدّيمقراطيّة الغربيّة و غير ذلك من الفوضى ،والّتي يعرفها الشّيخ الماجري معرفة جيّدة كمعرفة الصّرّاف للنّقود ومعرفة العطّار للعطور وهو في كلّ مرّة يبصّر عيوننا بها ويفتح أذهاننا عليها . كما يحرص الشّيخ الماجري في كلّ كتاباته أن يلفت النّظر إلى الكوارث الّتي ألحقتها خطوط الأستاذ راشد الغنّوشي بالعمل الإسلاميّ في تونس منذ أن إعتنق هذا الأخير منهج التّرابي الميكافيلي ، العقدي والفكري والتّغييري وعمل على ترويجه بين أبناء الحركة الضّحايا ، حتّى صار هو المهيمن وصارت الحركة هو،وهو الحركة . ومن أراد أن يستفيد فعليه بتزكية الزّعيم الغنّوشي والتّسبيح بحمده حتّى بلغ بأحد المتماهين فيه أن يقول أمام مؤسّسة قرار أصبحت قبّة خاوية وهو يسبّح بحمد شيخه :  في لباس الشّيخ أي الغنّوشي صفتان من صفات الرّبّ الوحدانيّة والقدم …

مثل هؤلاء المسبّحين الّذين يعبدون الحزب هم الّذين يواجهون الشّيخ خميس الماجري اليوم ، وبدل أن يقارعوا حجّته بالحجّة وفكرته بالفكرة وهم يرفعون الدّيمقراطيّة والدّعوة إلى الحرّيّات فضلا عن الإنتساب المزعوم إلى فكر مالك بن نبيّ ـ رحمه الله ـ ، أبى كتبة و سدنة الجهاز إلاّ أن يحوّلوها إلى معركة شخصيّة مع الشّيخ الماجري ـ حفظه الله ونصره ومدّ في أنفاسه ـ ، ووصلت الأمور مداها وقد سمحت لهم أخلاقهم وقيادتهم أن تخفّوا وراء أسماء وتهجّموا على داعية ومربّي ومؤسّس لهذه الحركة ، بل كان من المؤتمر التّأسيسي وفي كلّ المؤسّسات العليا يقدّمه الأستاذ الغنّوشي وغيره إماما لصلوات الجماعة ! فإلى الله المشتكى ! فهل هذا يليق ؟ وهل هذه شهامة عربيّة ؟ فضلا عن الرّجولة ومكارم الأخلاق الإسلاميّة أن يتستّر جهاز كامل ويشتم رجلا أسبق منهم وأبلى البلاء العظيم هو وأهله  فيكون عليه المغرم ولهم المغنم . لقد تعرّض أخيرا إلى هجمة من طرف البريك ولقد بانت حقيقته، مأساة في العلم ومأساة في اللّغة ، هذا الّذي جعله الجهاز « شيخا  » وما هو إلاّ مغال في تعصّب أعمى ما رأت عيناي مثله ، وما هو إلاّ الولاء الأعمى للغنّوشي وللحزب الّذي به يرفع أذنابا ويقصّ رؤوسا . ولقد دعاه الشّيخ الماجري إلى مناظرة ففرّ منه فراره من الأسد خوف أن يزيد من كشف تطفّله على العلم وجرأته على رجل شهم مثل الشّيخ الماجري الّذي لو كان يريد الدّنيا وزينتها لكان شريكا للغنّوشي في السّلطة الزّائفة والثّروة المشبوهة والوجاهة الفارغة . إنّنا لم نر أقلام هؤلاء المتخفّين تردّ على من نال من الإسلام أومن رسوله صلّى الله عليه وسلّم ، ولكنّها تنال ممّن دعا إلى مراجعات جادّة تقوم على مرجعيّة قدسيّة النّصّ لا مرجعيّة الفلسفة والإنتهازيّة السّياسيّة متترّسين بفقه المصالح الّتي وسّعوا خرقها حتّى صارت فقه مطابخ . وهذا وحده دليل على أنّ الحزب مقدّم لدى هؤلاء على الإسلام ! ألم يعلن الغنّوشي كم مرّة أنّ الأولويّة لمقاومة الإستبداد وأنّ العقيدة تأتي بعد ذلك ؟ ألم يقل محمّد بن سالم رئيس المكتب السّياسي للنّهضة نحن لسنا حزبا دينيّا ؟

ولقد تعرّض كذلك إلى مثل ما تعرّض له  الشّيخ الماجري من  التّشهير من تلك الأقلام الجبانة والمسمومة المتستّرة وراء أسماء وهميّة بعضها قياديّ في حركة النّهضة . وياللعار !

وعندما لم تنجح سياستهم تلك مع الشّيخ الماجري إذا بهم اليوم يبدّلون خطّتهم فهم يضغطون على بعض المواقع حتّى لا ينشرون له شيئا يفتع عيون النّاس عن نهضة المهجر أو من شيخها ولا أدلّ على ذلك من نشر موقع حوار نت للجزء الثّاني من مقال الشّيخ الماجري يوم الخميس 23 فيفري والّذي تناول فيه بنصح نهضة المكتب السّياسي كما تعرّض إلى الأصول الفاسدة الّتي وضعها الغنّوشي والّتي جرى بها العمل عندهم ، فما كان منهم إلاّ أن أزالوه بعد سويعات قليلة من نشره ، ممّا يبيّن هشاشة هذه الحركة وتحامله على فكر الشّيخ الماجري وتواطؤ بعض من هم في الموقع المذكور مع جهاز النّهضة المهترئ الّذي يخشى هذا الرّجل الشّهم . ولقد كشف ذلك الحدث ضعف الماسكين على موقع حوار نت كما بيّن من جهة أخرى عمق حياديّة موقع تونس نيوز الّذي أغاض متطرّفي النّهضة ومتعصّبيهم ، ومنهم البريك الّذي طعن في موقع تونس نيوز الّذي ينشر له كلّ يوم واتهمه أنّه موقع تشهير وتصفية حسابات حيث قال فتصفية الحسابات مكانها تونس نيوز مثلا

 هكذا يجازي الرّجل من أحسن إليه من شباب تونس نيوز الّذين عرّفوا به النّاس حيث نشروا له كلّ يوم تقريبا دون صنصرة ، ونسي كلّ ذلك لإصرار أولئك المتحرّرين من عصا النّهضة وإصرارهم على نشر مقالات الشّيخ خميس الماجري نفع الله بعلمه وبآعتداله ونفع الله بآنفتاح تونس نيوز وسعة صدرها .

العصبيّة الحزبيّة: تعرّض الشّيخ الماجري في الجزء الثّاني من مقالته : متى نحكّم عقولنا بالنّصح إلى نهضة المهجر أنّ العمل للّه تعالى يجب أن يصحبه شيء من الخوف من عدم القبول بعدم الرّضا عن النّفس ، وهذا لا يختلف فيه أهل القبلة وذكر بالدّليل أقوال زعماء الإخوان المخالف لذلك ، فيذهب  » المهرّج  » البريك مع مهاجر بن محمّد الّذين إختارا من زمان أن يكونا خصمين لما يحمله الدّاعية خميس الماجري من فكر وشاركهما آخرون غفر الله لهم منهم الدّاهية الحبيب المكني الّذي ـ يقتل القتيل ثمّ يشيّع جنازته ـ فإنّه وإن تدخّل لإطفاء نار الفتنة الّتي أوقدها كلّ من مهاجر بن محمّد والبريك إلاّ أنّه شكر تعصّبهما وقذفهما الباطل والطّعن في الشّيخ الماجري وزاد عليهما آتّهامه  : باقتناص الفرص للرد على زيد أو عمر . كما ورّطوا الكسيبي حتّى ينال من الشّيخ الماجري وحام حول حماه وآدّعى أنّه نصح الشّيخ الماجري أن يكون ناقدا للسّلطة دون النّهضة في حين يعطي لنفسه حقّ إنتقادها ورئيسها إلى العظام كما يقول هو ، ولأنّه لا يسمع له ولأنّ نقده هشّ ولأنّه لا يزال حصرما و مراهقا كلّ يوم هو في شأن حتّى ليبدو لك أنّ خلافه مع النّهضة هو خلاف مواقع ولذلك هو اليوم يتقرّب إليهم وهم لا يعتبرونه ، بل ربّما يزيدون في إبعاد النّاس عنه ، ولذلك تفهم لماذا وضعوه قاضيا معهم على الشّيخ الماجري الّذي دافع عن حقّ الكسيبي يوم فراه النّهضويّون إلاّ أنّ الأخير تخلّى عنه وتحدّث حديث الماسك العصا من الوسط .وسأفرد لهذا الولد ما يستحقّ حين يحين الوقت المناسب .

لقد جعلوا من مقالة الشّيخ الماجري الأخيرة مناسبة جيّدة للسّخرية والنّميمة ولأنّ الرّجل يسمّن أقواله بالدّليل القاطع والبحث الجادّ وهم يدافعون عن الأشخاص والحزب فشنّوا حربا ضروسا ظالمة قامت على تحريف الكلم عن مواضعه  تستهدف شخص الشّيخ الماجري ، وهم يسكتون عن المخالفات الخطيرة لزعيمهم الغنّوشي لأصول أهل السّنّة ويريدون منه أن يسكت ، يبيحون لشيخهم أن يقذف في الأنبياء وفي الصّحابة وفي السّلف وفي العلماء ويريدون من الشّيخ الماجري  أن يسكت ،يبيحون لأنفسهم أن يسبّوا من خالفهم ويتّهموهم ، ولا يتركون من يدافع عمّا يراه من حقّ .

  هذا ولتعلم أخي القارئ أنّ الشّيخ الماجري دعا البريك إلى مناظرة علميّة بعد هجومه الشّرس عليه  لمجرّد رأي طرحه  في إضراب جوع سبّب في وفاة أحد إخواننا في سجون تونس  وآتّهمه فيه إتّهامات خطيرة وما كادت الجروح أن تلتئم حتّى عادوا من جديد لحملة جديدة يريدون النّيل منه ، وما تزيده إلاّ عزّا وآنتصار النّاس له . وهذه بعض كلمات البريك الّذي إعتذر بالأمس القريب في موقع تونس نيوز بتاريخ31/ 12 / 2005   وقال للشّيخ الماجري  : أعتذر بملء في بين يدي الاخ خميس وكل من أسأت إليه  يوما طالبا الصفح منهم جميعا . ثمّ نكص على عقبيه  وآدعى زورا أنّ الشّيخ الماجري شنّ حملة ضارية على زعامات الإخوان دون دليل ولكنّ الّذي ذكره الشّيخ أن من منهجهم الخاطئ رضاهم عن أنفسهم وتخطئتهم لغيرهم وذكر أدلّته ، أمّا البريك فلم يقدّم إلاّ التّهريج والتّهييج والتّهويل . ففي موقع حوار نت في ركن الحوار السّياسي تحت عنوان أريد تعليق الأخ مرسل بصراحة قال البريك :   ووردت الحلقة الثانية منها أمس أو أول أمس بشكل لا يتحمله أحد إذ شن فيه صاحبه حملة ضارية جدا وبأسلوب أدنى ما يقال فيه أنه مسف على الرجال الأتي ذكرهم : ــ الامام الشهيد البنا ــ الشيخ القرضاوي ــ الشيخ الترابي ــ الشيخ الغنوشي …. ولم يكفه ذلك بل حمل بذات الشدة على أكبر حركة إسلامية معاصرة هي حركة الاخوان المسلمين بالجملة والتفصيل…. إذ ليس من المقبول أن يهاجم كل من هب ودب كبار الرجال … ليس فيه حبة خردل من أدب مع هؤلاء المصلحين والدعاة والفقهاء الذين لا يعلم عنهم المسلمون في مشارق الارض ومغاربها سوى خيرا…… الحقيقة أنه كل من إطلع على المقال يخرج بقرف رهيب وعجب عجاب فإذا كان إزدراء الاحياء  » جائزا  » في عرف هؤلاء فكيف بالاموات وقد أفضوا إلى ما قدموا….. فإن الاخوة في المنتدى صنعوا حسنا لما أزاحوه بعد سويعات قليلة وحق لهم أن يفعلوا ذلك حفاظا على سمعة المنتدى…… ليس في الامر حبة خردل من حجر على فكر ولكن السب والشتم وإزدراء رجال من أمثال البنا شئ وحرية الفكر شئ آخر……

هذه هي أقواله الأخيرة الظّالمة والّتي لا تصدر إلاّ على متعصّب أعمى فكلّ الّذي ازعج  البريك هم رجال الحزب المقدّسين وحزبهم المقدّس ومن نقدهما فهو قليل الأدب وهو يسبّ ويشتم ،ويجب أن يسمسر مقاله و كأنّ الرّجل  يتحدّث عن رسّام الكاريكاتور المسيئة لحضرة النبي صلّى الله عليه وسلّم . ووالله إنّها نفس عقليّة الأحزاب الشّموليّة وهذا هو المنطق الّذي نسمعه من الحزب الحاكم في بلدنا فكلّما إنتقدته قالوا إنّك تسبّ تونس . فكيف يصدّق النّاس أنّ هؤلاء ديموقراطيّون وهم يفعلون ذلك مع رجل أسبق منهم وأصدق والله حسيبه ، وما كتاباته إلاّ شاهدة وناطقة على ما أقول . ومن هنا تفهم أنّ النّهضة هي وراء ملاحقة أفكار الشّيخ الماجري وهي وراء الضّغوط على الموقع لإزالة ذلك المقال القنبلة .

ويا ليت هذا المتعصّب  قال هذا الكلام في زعيمه الّذي تحدّى أصول أهل السّنّة جميعهم إلاّ رفاقه الشّيعة الّذين غرسوا تلك الأفكار في رأسه يوم عاد من الشّرق وآستقرّ بباريس .وآرجع سيّدي القارئ إلى مقال الشّيخ خميس الماجري فهو نافع جدّا وكاشف جدّا عن أصوا الغنّوشي المنحرفة .

ويا ليت هذا المهرّج قال هذا الكلام في زعيمه الّذي طعن في الأنبياء فجعلهم فاشلين وطعن في الصّحابة وطعن في علماء السّنّة . أليس لمثل هذا الرّجل يجب أن يوجّه البريك نصائحه الماكرة وغضبه الطّائش .

كان من المفروض أن يتوقّف البريك عن مشاجرة الشّيخ الماجري لأسباب ثلاثة : أوّلا لهروبه من مواجهته فكريّا ـ وليسمحني الشّيخ خميس الماجري إن كنت لا أوافقه أن يتواضع لهذا المتشبّع بما ليس فيه ، ولكن يعدّ هذا من تواضعه الجمّ وهو خرّيج الشّريعة والرّمز الدّعويّ أن يحاور موظّفا في شركة الكهرباء والغاز. وثانيا لآعتذاره للشّيخ أمام العالم ,ثالثا للحقائق العلميّة الّتي جاء بها الشّيخ خميس الماجري والّتي يعجز عن إنكارها أحد . وأنا من هنا أدعو الشّيخ الماجري أن يزيدنا ممّا فتح الله عليه حتّى يتبيّن للنّاس حقيقة الغنّوشي الذي علق عليه النّاس آمالهم وأقول للشّيخ خميس الماجري : أين كنت ياشيخ ؟ ولماذا تكلّمت متأخّرا ؟ عليك يافضيلة الشّيخ أن لا تزعجك هذه التّشويشات فإنّك ذبحت القوم وما أبقيت لهم شيئا . أسأل الله أن يهديهم . 

إنّ على موقع  حوار نت أن تراجع موقفها وتعتذر للشّيخ الماجري الّذي أحببناه لما يقول من حقّ ، وتنشر مقاله مرّة أخرى كما نشرت الجزء الأوّل الّذي إنتقد السّلطة وتركته في الموقع أيّاما وليالي ، وعليها أن تكون محايدة وإلاّ فهي مشاركة للنّهضة وما هي إلاّ بوق من أبواق النّهضة . ولتنته نهضة المهجر عن مثل هذا الأسلوب المتخلّف ، فإنّ النّاس لا تنطلي عليهم أبدا هذه الخزعبلات  وإنّ هذا ممّا يزيد في تعلّق النّاس به فيكفيه مظالم منكم ياقوم .

لكلّ ذلك وغيره ، أبيت على نفسي أن لا أسكت عن هذا الظّلم الّذي هو ظلمات يوم القيامة  » والسّاكت عن الحقّ شيطان أخرس  » وليس بيني وبين الكتبة والسّدنة للنّهضة عداوة شخصيّة ، ولا بيني وبين موقع حوار نت  كذلك عداوة أو تعامل مالي أو تنافس إعلاميّ ، ولا أعرف من يكونون . وأسأل الله أن يتوب عليهم من هذا المسلك وأن نكون معا أنا العبد الفقير المذنب الرّاجي رحمة ربّه العفوّ الجواد الكريم والأخ الماجري وهم على سرر متقابلين يوم القيامة في جنّة الخلد مصداقا لقوله تعالى :  »  ونزعنا ما في صدورهم من غلّ إخوانا   »

أبو البراء المهاجر

 

*********************************************************************************

 

*** الفصل الثاني

 

ثم تلقينا الرسالة التالية من  السيد أبو البراء المهاجر في نفس اليوم:

 

Sun, 26 Feb 2006 19:34:50 +0100

De: XXXXXXX@free.fr  Ajouter au carnet d’adresses

ہ: tunisnews@yahoo.fr

Objet:  Trans.:

 

désolé je veux que vous me dufusé  celui la svp pas le premier merci

MEJRI Khemis <mejrikhemis@yahoo.fr> a écrit :

ماذا ينقمون على الشّيخ الدّاعية خميس الماجري

في الرّدّ على كتبة الجهاز النّهضويّ

 

 

بقلم أبو البراء المهاجر

 

قال تعالى : » ومن أحسن قولا ممّن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنّني من المسلمين « .

منذ أن قرّر الشّيخ خميس الماجري إعلان بعض أفكاره وبدأ يسهم في فتح أعين النّاس عن منهج إصلاح الوضع الإسلامي في تونس،في موقع تونس نيوز ثمّ في موقع حوار نت  شحذت أطراف عديدة من نهضة المهجر سكاكينها وآنطلقت تفري الأخ الشّيخ دون جريرة شرعيّة إقترفها ، إلاّ أنّه ينصح للّه ولكتابه ولرسوله وللمؤمنين عامّتهم وخاصّهم …

ولقد تابعت منذ ظهوره على السّاحة أطرافا من تلك الحملة الظّالمة ،الّتي يشنّها الجهاز النّهضويّ على الشّيخ الدّاعية خميس الماجري ، هذه الحملة الّتي هي ديدن الجهاز مع كلّ مطالب بالمراجعة والمحاسبة حيث يستباح عرضه وتهان كرامته لمتطرّفي القوم وصقورهم ، ويلتقي مع الجهاز في هذه الحملة جهة ترتدي اللّبوس الإسلامي وتختلف مع الجهاز في مسائل تنظيميّة وسياسيّة ولكنّها تلتقي معه في الدّعوة إلى الإسلام العلماني الّذي يراد تسويقه والتّبشير به في حرب الشّيخ الدّاعية خميس الماجري وطمس صوته الحرّ والمعتدل الدّاعي إلى الكتاب والسّنّة بفهم أهل السّنّة والجماعة .

ولعلّني أكشف في مستقبل الأيّام هذه الجهة الّتي تزعم الموضوعيّة و الحياد مع كلّ أطراف السّاحة التّونسيّة ، والّتي تحرجها كما يحرج الجهاز القمعي النّهضويّ أصوات الشّيخ الدّاعية خميس الماجري ومن معه في منهجه ، أو حتّى من خالفه في منهجه ، لكنّه رفع رأسه عاليا في نقد خليط مناهج نهضة المهجر أو آداءاتها المتعدّدة والمتناقضة .

وبادئ ذي بدء أودّ الإشارة إلى أنّني لم أتشرّف أبدا بلقاء الشّيخ الماجري ولم تكن بيني وبينه أيّة معرفة ـ يشهد الله على ذلك ـ  ولكنّني سمعت الأفاضل الثّقاة يثنون عليه خيرا ويذكرون إعتداله ودماثة خلقه وغيرته على الشّرع وجهوده الدّعويّة وما يتعرّض إليه من إذايات من جهاز  » أطفال  » نهضة المهجر ومن كبرائهم رغم سابقته وبلائه وتضحياته وأل بيته الّتي لا ينكرها إلاّ مكابر عنيد مريض . ثمّ سنحت لي فرص الإطّلاع على كتاباته في هذا الموقع وغيره فوجدت حرقة الإيمان على الدّين والدّعوة والرّغبة في الإصلاح والتّأصيل على منهج الكتاب والسّنّة ، مع إستقامة في المنهج وثبات عليه وآعتدال وسماحة وترفّع عن الصّغائر والمهاترات الّتي يريد البعض جرّه إليها قصد تشويهه وإقصائه من السّاحة فلم يقدروا وللّه الحمد ..

إنّ خطيئة الشّيخ خميس الماجري الكبرى الّتي لا يعدلها ذنب في عرف كنسة وسدنة الجهاز هي أنّه يدعو إلى مراجعة أداء العمل الإسلاميّ في تونس على ضوء منهج الكتاب والسّنّة بفهم خير القرون المزكّون من الله ورسوله وإجماع هذه الأمّة الّتي لا تجتمع على ضلالة أبدا ، وفي طليعة أولئك فهم الصّحابة الكرام ـ رضوان اللّه عليهم ـ لا بأصول الغنّوشي الخليطة بين براجماتيّة حسن التّرابي ، وبدع الخميني وغرور الإخوان ونفايات الدّيمقراطيّة الغربيّة و غير ذلك من الفوضى ،والّتي يعرفها الشّيخ الماجري معرفة جيّدة كمعرفة الصّرّاف للنّقود ومعرفة العطّار للعطور وهو في كلّ مرّة يبصّر عيوننا بها ويفتح أذهاننا عليها . كما يحرص الشّيخ الماجري في كلّ كتاباته أن يلفت النّظر إلى الكوارث الّتي ألحقتها خطوط الأستاذ راشد الغنّوشي بالعمل الإسلاميّ في تونس منذ أن إعتنق هذا الأخير منهج التّرابي الميكافيلي ، العقدي والفكري والتّغييري وعمل على ترويجه بين أبناء الحركة الضّحايا ، حتّى صار هو المهيمن وصارت الحركة هو،وهو الحركة . ومن أراد أن يستفيد فعليه بتزكية الزّعيم الغنّوشي والتّسبيح بحمده حتّى بلغ بأحد المتماهين فيه أن يقول أمام مؤسّسة قرار أصبحت قبّة خاوية وهو يسبّح بحمد شيخه :  في لباس الشّيخ أي الغنّوشي صفتان من صفات الرّبّ الوحدانيّة والقدم …

مثل هؤلاء المسبّحين الّذين يعبدون الحزب هم الّذين يواجهون الشّيخ خميس الماجري اليوم ، وبدل أن يقارعوا حجّته بالحجّة وفكرته بالفكرة وهم يرفعون الدّيمقراطيّة والدّعوة إلى الحرّيّات فضلا عن الإنتساب المزعوم إلى فكر مالك بن نبيّ ـ رحمه الله ـ ، أبى كتبة و سدنة الجهاز إلاّ أن يحوّلوها إلى معركة شخصيّة مع الشّيخ الماجري ـ حفظه الله ونصره ومدّ في أنفاسه ـ ، ووصلت الأمور مداها وقد سمحت لهم أخلاقهم وقيادتهم أن تخفّوا وراء أسماء وتهجّموا على داعية ومربّي ومؤسّس لهذه الحركة ، بل كان من المؤتمر التّأسيسي وفي كلّ المؤسّسات العليا يقدّمه الأستاذ الغنّوشي وغيره إماما لصلوات الجماعة ! فإلى الله المشتكى ! فهل هذا يليق ؟ وهل هذه شهامة عربيّة ؟ فضلا عن الرّجولة ومكارم الأخلاق الإسلاميّة أن يتستّر جهاز كامل ويشتم رجلا أسبق منهم وأبلى البلاء العظيم هو وأهله  فيكون عليه المغرم ولهم المغنم . لقد تعرّض أخيرا إلى هجمة من طرف البريك ولقد بانت حقيقته، مأساة في العلم ومأساة في اللّغة ، هذا الّذي جعله الجهاز « شيخا  » وما هو إلاّ مغال في تعصّب أعمى ما رأت عيناي مثله ، وما هو إلاّ الولاء الأعمى للغنّوشي وللحزب الّذي به يرفع أذنابا ويقصّ رؤوسا . ولقد دعاه الشّيخ الماجري إلى مناظرة ففرّ منه فراره من الأسد خوف أن يزيد من كشف تطفّله على العلم وجرأته على رجل شهم مثل الشّيخ الماجري الّذي لو كان يريد الدّنيا وزينتها لكان شريكا للغنّوشي في السّلطة الزّائفة والثّروة المشبوهة والوجاهة الفارغة . إنّنا لم نر أقلام هؤلاء المتخفّين تردّ على من نال من الإسلام أومن رسوله صلّى الله عليه وسلّم ، ولكنّها تنال ممّن دعا إلى مراجعات جادّة تقوم على مرجعيّة قدسيّة النّصّ لا مرجعيّة الفلسفة والإنتهازيّة السّياسيّة متترّسين بفقه المصالح الّتي وسّعوا خرقها حتّى صارت فقه مطابخ . وهذا وحده دليل على أنّ الحزب مقدّم لدى هؤلاء على الإسلام ! ألم يعلن الغنّوشي كم مرّة أنّ الأولويّة لمقاومة الإستبداد وأنّ العقيدة تأتي بعد ذلك ؟ ألم يقل محمّد بن سالم رئيس المكتب السّياسي للنّهضة نحن لسنا حزبا دينيّا ؟

ولقد تعرّض كذلك إلى مثل ما تعرّض له  الشّيخ الماجري من  التّشهير من تلك الأقلام الجبانة والمسمومة المتستّرة وراء أسماء وهميّة بعضها قياديّ في حركة النّهضة . وياللعار !

وعندما لم تنجح سياستهم تلك مع الشّيخ الماجري إذا بهم اليوم يبدّلون خطّتهم فهم يضغطون على بعض المواقع حتّى لا ينشرون له شيئا يفتع عيون النّاس عن نهضة المهجر أو من شيخها ولا أدلّ على ذلك من نشر موقع حوار نت للجزء الثّاني من مقال الشّيخ الماجري يوم الخميس 23 فيفري والّذي تناول فيه بنصح نهضة المكتب السّياسي كما تعرّض إلى الأصول الفاسدة الّتي وضعها الغنّوشي والّتي جرى بها العمل عندهم ، فما كان منهم إلاّ أن أزالوه بعد سويعات قليلة من نشره ، ممّا يبيّن هشاشة هذه الحركة وتحامله على فكر الشّيخ الماجري وتواطؤ بعض من هم في الموقع المذكور مع جهاز النّهضة المهترئ الّذي يخشى هذا الرّجل الشّهم . ولقد كشف ذلك الحدث ضعف الماسكين على موقع حوار نت كما بيّن من جهة أخرى عمق حياديّة موقع تونس نيوز الّذي أغاض متطرّفي النّهضة ومتعصّبيهم ، ومنهم البريك الّذي طعن في موقع تونس نيوز الّذي ينشر له كلّ يوم واتهمه أنّه موقع تشهير وتصفية حسابات حيث قال فتصفية الحسابات مكانها تونس نيوز مثلا

 هكذا يجازي الرّجل من أحسن إليه من شباب تونس نيوز الّذين عرّفوا به النّاس حيث نشروا له كلّ يوم تقريبا دون صنصرة ، ونسي كلّ ذلك لإصرار أولئك المتحرّرين من عصا النّهضة وإصرارهم على نشر مقالات الشّيخ خميس الماجري نفع الله بعلمه وبآعتداله ونفع الله بآنفتاح تونس نيوز وسعة صدرها .

العصبيّة الحزبيّة: تعرّض الشّيخ الماجري في الجزء الثّاني من مقالته : متى نحكّم عقولنا بالنّصح إلى نهضة المهجر أنّ العمل للّه تعالى يجب أن يصحبه شيء من الخوف من عدم القبول بعدم الرّضا عن النّفس ، وهذا لا يختلف فيه أهل القبلة وذكر بالدّليل أقوال زعماء الإخوان المخالف لذلك ، فيذهب  » المهرّج  » البريك مع مهاجر بن محمّد الّذين إختارا من زمان أن يكونا خصمين لما يحمله الدّاعية خميس الماجري من فكر وشاركهما آخرون غفر الله لهم منهم الدّاهية الحبيب المكني الّذي ـ يقتل القتيل ثمّ يشيّع جنازته ـ فإنّه وإن تدخّل لإطفاء نار الفتنة الّتي أوقدها كلّ من مهاجر بن محمّد والبريك إلاّ أنّه شكر تعصّبهما وقذفهما الباطل والطّعن في الشّيخ الماجري وزاد عليهما آتّهامه  : باقتناص الفرص للرد على زيد أو عمر . كما ورّطوا الكسيبي حتّى ينال من الشّيخ الماجري وحام حول حماه وآدّعى أنّه نصح الشّيخ الماجري أن يكون ناقدا للسّلطة دون النّهضة في حين يعطي لنفسه حقّ إنتقادها ورئيسها إلى العظام كما يقول هو ، ولأنّه لا يسمع له ولأنّ نقده هشّ ولأنّه لا يزال حصرما و مراهقا كلّ يوم هو في شأن حتّى ليبدو لك أنّ خلافه مع النّهضة هو خلاف مواقع ولذلك هو اليوم يتقرّب إليهم وهم لا يعتبرونه ، بل ربّما يزيدون في إبعاد النّاس عنه ، ولذلك تفهم لماذا وضعوه قاضيا معهم على الشّيخ الماجري الّذي دافع عن حقّ الكسيبي يوم فراه النّهضويّون إلاّ أنّ الأخير تخلّى عنه وتحدّث حديث الماسك العصا من الوسط .وسأفرد لهذا الولد ما يستحقّ حين يحين الوقت المناسب .

لقد جعلوا من مقالة الشّيخ الماجري الأخيرة مناسبة جيّدة للسّخرية والنّميمة ولأنّ الرّجل يسمّن أقواله بالدّليل القاطع والبحث الجادّ وهم يدافعون عن الأشخاص والحزب فشنّوا حربا ضروسا ظالمة قامت على تحريف الكلم عن مواضعه  تستهدف شخص الشّيخ الماجري ، وهم يسكتون عن المخالفات الخطيرة لزعيمهم الغنّوشي لأصول أهل السّنّة ويريدون منه أن يسكت ، يبيحون لشيخهم أن يقذف في الأنبياء وفي الصّحابة وفي السّلف وفي العلماء ويريدون من الشّيخ الماجري  أن يسكت ،يبيحون لأنفسهم أن يسبّوا من خالفهم ويتّهموهم ، ولا يتركون من يدافع عمّا يراه من حقّ .

  هذا ولتعلم أخي القارئ أنّ الشّيخ الماجري دعا البريك إلى مناظرة علميّة بعد هجومه الشّرس عليه  لمجرّد رأي طرحه  في إضراب جوع سبّب في وفاة أحد إخواننا في سجون تونس  وآتّهمه فيه إتّهامات خطيرة وما كادت الجروح أن تلتئم حتّى عادوا من جديد لحملة جديدة يريدون النّيل منه ، وما تزيده إلاّ عزّا وآنتصار النّاس له . وهذه بعض كلمات البريك الّذي إعتذر بالأمس القريب في موقع تونس نيوز بتاريخ31/ 12 / 2005   وقال للشّيخ الماجري  : أعتذر بملء في بين يدي الاخ خميس وكل من أسأت إليه  يوما طالبا الصفح منهم جميعا . ثمّ نكص على عقبيه  وآدعى زورا أنّ الشّيخ الماجري شنّ حملة ضارية على زعامات الإخوان دون دليل ولكنّ الّذي ذكره الشّيخ أن من منهجهم الخاطئ رضاهم عن أنفسهم وتخطئتهم لغيرهم وذكر أدلّته ، أمّا البريك فلم يقدّم إلاّ التّهريج والتّهييج والتّهويل . ففي موقع حوار نت في ركن الحوار السّياسي تحت عنوان أريد تعليق الأخ مرسل بصراحة قال البريك :   ووردت الحلقة الثانية منها أمس أو أول أمس بشكل لا يتحمله أحد إذ شن فيه صاحبه حملة ضارية جدا وبأسلوب أدنى ما يقال فيه أنه مسف على الرجال الأتي ذكرهم : ــ الامام الشهيد البنا ــ الشيخ القرضاوي ــ الشيخ الترابي ــ الشيخ الغنوشي …. ولم يكفه ذلك بل حمل بذات الشدة على أكبر حركة إسلامية معاصرة هي حركة الاخوان المسلمين بالجملة والتفصيل…. إذ ليس من المقبول أن يهاجم كل من هب ودب كبار الرجال … ليس فيه حبة خردل من أدب مع هؤلاء المصلحين والدعاة والفقهاء الذين لا يعلم عنهم المسلمون في مشارق الارض ومغاربها سوى خيرا…… الحقيقة أنه كل من إطلع على المقال يخرج بقرف رهيب وعجب عجاب فإذا كان إزدراء الاحياء  » جائزا  » في عرف هؤلاء فكيف بالاموات وقد أفضوا إلى ما قدموا….. فإن الاخوة في المنتدى صنعوا حسنا لما أزاحوه بعد سويعات قليلة وحق لهم أن يفعلوا ذلك حفاظا على سمعة المنتدى…… ليس في الامر حبة خردل من حجر على فكر ولكن السب والشتم وإزدراء رجال من أمثال البنا شئ وحرية الفكر شئ آخر……

هذه هي أقواله الأخيرة الظّالمة والّتي لا تصدر إلاّ على متعصّب أعمى فكلّ الّذي ازعج  البريك هم رجال الحزب المقدّسين وحزبهم المقدّس ومن نقدهما فهو قليل الأدب وهو يسبّ ويشتم ،ويجب أن يسمسر مقاله و كأنّ الرّجل  يتحدّث عن رسّام الكاريكاتور المسيئة لحضرة النبي صلّى الله عليه وسلّم . ووالله إنّها نفس عقليّة الأحزاب الشّموليّة وهذا هو المنطق الّذي نسمعه من الحزب الحاكم في بلدنا فكلّما إنتقدته قالوا إنّك تسبّ تونس . فكيف يصدّق النّاس أنّ هؤلاء ديموقراطيّون وهم يفعلون ذلك مع رجل أسبق منهم وأصدق والله حسيبه ، وما كتاباته إلاّ شاهدة وناطقة على ما أقول . ومن هنا تفهم أنّ النّهضة هي وراء ملاحقة أفكار الشّيخ الماجري وهي وراء الضّغوط على الموقع لإزالة ذلك المقال القنبلة .

ويا ليت هذا المتعصّب  قال هذا الكلام في زعيمه الّذي تحدّى أصول أهل السّنّة جميعهم إلاّ رفاقه الشّيعة الّذين غرسوا تلك الأفكار في رأسه يوم عاد من الشّرق وآستقرّ بباريس .وآرجع سيّدي القارئ إلى مقال الشّيخ خميس الماجري فهو نافع جدّا وكاشف جدّا عن أصوا الغنّوشي المنحرفة .

ويا ليت هذا المهرّج قال هذا الكلام في زعيمه الّذي طعن في الأنبياء فجعلهم فاشلين وطعن في الصّحابة وطعن في علماء السّنّة . أليس لمثل هذا الرّجل يجب أن يوجّه البريك نصائحه الماكرة وغضبه الطّائش .

كان من المفروض أن يتوقّف البريك عن مشاجرة الشّيخ الماجري لأسباب ثلاثة : أوّلا لهروبه من مواجهته فكريّا ـ وليسمحني الشّيخ خميس الماجري إن كنت لا أوافقه أن يتواضع لهذا المتشبّع بما ليس فيه ، ولكن يعدّ هذا من تواضعه الجمّ وهو خرّيج الشّريعة والرّمز الدّعويّ أن يحاور موظّفا في شركة الكهرباء والغاز. وثانيا لآعتذاره للشّيخ أمام العالم ,ثالثا للحقائق العلميّة الّتي جاء بها الشّيخ خميس الماجري والّتي يعجز عن إنكارها أحد . وأنا من هنا أدعو الشّيخ الماجري أن يزيدنا ممّا فتح الله عليه حتّى يتبيّن للنّاس حقيقة الغنّوشي الذي علق عليه النّاس آمالهم وأقول للشّيخ خميس الماجري : أين كنت ياشيخ ؟ ولماذا تكلّمت متأخّرا ؟ عليك يافضيلة الشّيخ أن لا تزعجك هذه التّشويشات فإنّك ذبحت القوم وما أبقيت لهم شيئا . أسأل الله أن يهديهم . 

إنّ على موقع  حوار نت أن تراجع موقفها وتعتذر للشّيخ الماجري الّذي أحببناه لما يقول من حقّ ، وتنشر مقاله مرّة أخرى كما نشرت الجزء الأوّل الّذي إنتقد السّلطة وتركته في الموقع أيّاما وليالي ، وعليها أن تكون محايدة وإلاّ فهي مشاركة للنّهضة وما هي إلاّ بوق من أبواق النّهضة . ولتنته نهضة المهجر عن مثل هذا الأسلوب المتخلّف ، فإنّ النّاس لا تنطلي عليهم أبدا هذه الخزعبلات  وإنّ هذا ممّا يزيد في تعلّق النّاس به فيكفيه مظالم منكم ياقوم .

لكلّ ذلك وغيره ، أبيت على نفسي أن لا أسكت عن هذا الظّلم الّذي هو ظلمات يوم القيامة  » والسّاكت عن الحقّ شيطان أخرس  » وليس بيني وبين الكتبة والسّدنة للنّهضة عداوة شخصيّة ، ولا بيني وبين موقع حوار نت  كذلك عداوة أو تعامل مالي أو تنافس إعلاميّ ، ولا أعرف من يكونون . وأسأل الله أن يتوب عليهم من هذا المسلك وأن نكون معا أنا العبد الفقير المذنب الرّاجي رحمة ربّه العفوّ الجواد الكريم والأخ الماجري وهم على سرر متقابلين يوم القيامة في جنّة الخلد مصداقا لقوله تعالى :  »  ونزعنا ما في صدورهم من غلّ إخوانا   »

أبو البراء المهاجر

 *********************************************************************************

 

*** الفصل الثالث

 

ثم بعثنا بالرسالة التالية إلى السيد خميس الماجري في اليوم الموالي:

 

Mon, 27 Feb 2006 23:58:10 +0100 (CET)

De:

« TUNIS NEWS » <tunisnews@yahoo.fr>  Afficher la fiche contact Afficher la fiche contact 

Objet:

للتوضيح

ہ:

Send an Instant Message mejrikhemis@yahoo.fr

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 الأخ   خميس الماجري

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 تلقينا المقال الذي بعثت به إلى تونس نيوز و الممضى من طرف <أبو البراء مهاجر> عن طريق الأخ الفلاني الذي طلبت منه أن يرسله إلينا.

مبدئيا نلفت نظرك إلى أن النص هو عبارة عن رد على مداخلات ونصوص وردود أفعال نُشرت في مواقع أخرى لا علاقة لنا بها ولا دخل لنا في سياساتها التحريرية.

 

من ناحية أخرى و حتى نكون على بينة مما ننشر لقرائنا نرجو منك توضيحا لما يلي: – أرسل إلينا الأخ الفلاني الرسالة كما طلبت منه مثلما بعثت بها إليه فوصلت في المرة الأولى كما يلي:

 

 

—– Message transféré de MEJRI Khemis <mejrikhemis@yahoo.fr> —–    Date : Sun, 26 Feb 2006 17:57:09 +0100 (CET)      De : MEJRI Khemis <mejrikhemis@yahoo.fr> Adresse de retour :MEJRI Khemis <mejrikhemis@yahoo.fr>   Sujet : إلى الأخ العزيز التّيجاني  أرسل هذا إلى تونس نيوز وبارك الله فيك       ہ : ftijani@free.fr ماذا ينقمون على الشّيخ الدّاعية خميس الماجري   في الرّدّ على كتبة الجهاز النّهضويّ

 

-بعد لحظات أرسل نفس الرسالة بعد أن حاول  مسح الآثار الدالة عن مصدرها  إلا أنه غفل عن محوها كلها فوصلت مع ملاحظة منه كما يلي :

 

 désolé je veux que vous me dufusé  celui la svp pas le premier merci d’avance         tunisnews@yahoo.fr MEJRI Khemis <mejrikhemis@yahoo.fr> a écrit :     ماذا ينقمون على الشّيخ الدّاعية خميس الماجري   في الرّدّ على كتبة الجهاز النّهضويّ

 

 

– هنالك  تشابه كبير جدا في الكتابة بينك و بين <أبو البراء مهاجر> أسلوبا و تركيبا و شكلا. أنظر على سبيل المثال التنقيط خاصة النقاط الثلاث المتتالية (…)  علامات الإستفهام المتتالية (؟؟؟) علامات التعجب ( !!! )  المتكررة بكثرة بنفس الطريقة في ما تكتبان.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

هيئة تحرير تونس نيوز

27 فيفري 2006

 

*********************************************************************************

 

***الفصل الرابع

 

جددنا إرسال رسالة تذكيرية للسيد خميس الماجري يوم 5 مارس 2006

 

Sun, 5 Mar 2006 14:16:29 +0100 (CET)

 

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 أرسلنا إليكم هذه الرسالة منذ أسبوع لكن لم تتفضلوا بالرد عليها, نرجو أن يكون المانع خيرا.

 *********************************************************************************

 

*** الفصل الخامس

 

يوم 5 مارس وصلنا الرد التالي من السيد خميس الماجري :

 

 

« kods mejri » <allahouakbar@msn.com>  Ajouter au carnet d’adresses

À: tunisnews@yahoo.fr

Objet:  salém

Date: Sun, 05 Mar 2006 19:51:51 +0000

   

 

بسم الله الرّحمان الرّحيم

الأخوة الأفاضل القائمون على تحرير تونس نيوز

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أمّا بعد …

فقد إستغربت من قولكم أنّني بعثت لكم النصّ المشار إليه ،وما أرسلته إليكم ، وإنّما رددت  نصّا إلى الأخ الفلاني الّذي بعثه إليّ عن طريق فاكس ، والّذي لا أعرفه إلاّ بواسطة الهاتف والّذي لا أعرف حتّى لقبه . وقد إستأذنني هذا الأخ أن يدافع عنّي منذ نصوصه الأولى إلاّ أنّتي رجوت منه أن أطّلع على نصوصه قبل أن ينشرها لأنّ الأمر يتعلّق بشخصي من زاوية معيّنة ، وليست هذه المرّة الأولى .

وكلّ ما في الأمر أنّني أرسلت له هذا النّصّ من جديد بعد أن إطّلعت عليه .

أمّا التّشابه في صياغة الشّكل فهذا صحيح لأنّ أحد تلامذتي  الّذي يرقن نصوصي هو نفسه الّذي كتب للأخ الفلاني ذلك أنّه أرسل نصّه إليّ عن طريق الفاكس كما قلت لكم ورجاني وألحّ عليّ أن أرقنه له . أمّا ما عدا ذلك فهو ليس في محلّه ، لأنّ من حقّ الأخ الفلاني أو غيره أن يأخذ بنصائحي أو يتأثّر بصياغاتي أو غير ذلك ، كما أنّ هذا الأمر يخصّه هو .

ولتعلموا أيّها الإخوة الأعزّاء أنّني والله الّذي لا إلاه إلاّ هو لست أنا أبا المهاجر ، ولعلّكم عرفتم أنّني لست ذلك الرّجل الّذي يتخفّى وأعوذ يالله من ذلك . 

 

والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 *********************************************************************************

 

*** الفصل السادس:

 

وصلتنا المقالة الطويلة التالية يوم الأحد 12 مارس 2006

 

Sun, 12 Mar 2006 20:34:55 +0100 (CET) 

 

متى نحكّم عقولنا ؟؟؟  {3 من 3 }

 

إنّ معالجة أسباب العدوان أهمّ وأعظم من معالجة آثاره . ذلك أنّ أعظم ظلم أسّسته السّلطة وحمته ورعته هو ظلمها للإسلام ، دين شعبنا وعقيدته وهوّيته وحصنه الحصين وملاذه الأمين . وعليه فلا يمكن أن يعالج أيّ ملفّ  من الملفّات الضّخمة في بلدنا دون رفع هذا الظّلم الأساسيّ وهو سبب العدوان الأصليّ بين المجتمع وبين السّلطة . وإنّه بدون حلّ حقيقي لهذا العدوان المستمرّ من السّلطة بأن تقلع عن ظلمها للإسلام ومؤسّساته ورجاله والملتزمين به ، فلن تحلّ الإشتباكات القائمة أبدا . ومع الأسف فقد إعتنى النّاس في البلد بمعالجة الآثار السّطحيّة للعدوان ولم يعتنوا بأسبابه الحقيقيّة وهي أنّ الخصام الحقيقيّ بين شعبنا في الخضراء وبين السّلطة هو خصام هويّة وإنتماء فإمّا إلى الإسلام وإمّا إلى غيره !!! ولقد جمعت حركة النّهضة قديما كلّ متديّن رأى بأمّ عينيه إنتهاك السّلطة لعقيدتهم وآعتداء على مقدّراتهم وآفتكاكا لأرزاقهم ورأوا فيها الأمل للحلّ لما كانت ترفعه من شعارات شرعيّة .  ولو تركت السّلطة النّاس أحرارا  في تديّنهم فهما وعملا ونشاطا علميّا ودعويّا وثقافيّا  فستحلّ أجزاء كثيرة من الإشتباك . وإن لم تفعل فإنّ دائرة الغضب اليوم إتّسعت وتجاوزت النّهضة التي قبلت  بالإحتواء  و التّدجين إلى غيرها من الشّباب الرّافضين للتّنظّم السّياسي والرّاغبين في طلب العلم الشّرعيّ الّذي سيقبلون عليه من أيّ مشرب كان إن أصرّت السّلطة على ركوب رأسها ولم تتطاوع مع شعبها .

 

خميس بن علي الماجري.

mejrikhemis@yahoo.fr

 

 في الوقت الذي تتعرّض فيه السّلفيّة إلى حملات تشويهيّة شعواء وشرسة ، يفاجئنا خطاب النّهضة التّونسيّة بركوب تلك الموجة لينقل شرور نيران  تلك  » الحرب  » فوق أرض الخضراء متساوقا مع منهجه الخاضع لغنم فرصة  » البدائل الحداثيّة  » ولو كانت بمؤامرة أمريكيّة ، وهو ما ينمّ عن تحلّل القوم من ثوابت قيم طبيعة هذا الدّين العظيم ، وهو ما يبيّن كذلك عن إصرارهم على التشبّث بمسلكها المغالي في نفخ ما يتوهّم لهم من مصالح .

وإنّ محاولة نهضة المهجر لنقل تلك الحملة فوق أرضنا المباركة الّتي سلمت من فتن التّحارب الإسلاميّ ، لا يستفيد منها إلاّ خصوم الشّريعة بجميع أطيافهم والذين قد يتعلّقون بمثل هذا الحبل المددي النّهضويّ فيعدمون به هذه الصّحوة الجديدة في مهدها لا قدّر الله . وتكون النّهضة بذلك قد طعنت الأخوّة الشّرعيّة في عظام قدر شرعيّ أحسب أنّ الله عزّ وجلّ أراد من خلاله أن يظهر دينه من جديد ويبطل به مكر التّجفيف .

إنّ إظهار معاداة الصّحوة الجديدة في تونس لا يحقّق لحركة النّهضة أوهامها لأنّها آختارت ومنذ زمن بعيد أن تستسلم لشروط من تراهم أقوياء ويملكون كلّ خيوط اللّعبة السّياسيّة في أيّ مكان من العالم  .

إنّ من الخطإ الفادح أن تضع نهضة المهجر نفسها في موقع الشّبهة ، وأن تنوب عن غيرها في حرابة  » السّلفيّة التّونسيّة  » وأن تلعب في ساحة رسمت لها من طرف غزاة في ظرف دولي أجمع فيه الخاصّ والعام ّأنّ قوى الإستكبار والإحتلال إتّفقت على محاربة فكر الحركة الإسلاميّة المقاومة ، وإنّ منهج التّخويف المفتعل من الصّحوة الجديدة وآتّهامها لا أظنّ أنّه يجلب الإحترام لنهضة المهجر فضلا عن قدرتها على إختطاف مكاسب عجزت عنها منذ 26  سنة.

إنّ لسان حال نهضة المهجر بمسلكها  » الإبتزازي  » الخاطئ مع الصّحوة الجديدة في تونس باتّهامها بالإنغلاق والتّطرّف والمشرقيّة كأنّه يقول: إقبلونا نحن الوسطيّين الذين طوّعنا الإسلام لمحاور العصر و الحداثة ، وإلاّ فإنّ المتطرّفين الحرفيّين المشارقة البدو قادمون وإنّهم سيتنكّرون للمكاسب الحداثيّة لحركة النّهضة وسيهدّدون السّلم الإجتماعي الّذي حافظنا عليه مع جميع المتعايشين .

إنّ العاقل ليستغرب من إدانة نهضة المهجر للصّحوة الجديدة في حين أنّنا لم نر منها بعد إنتاجا فكريّا أو زعيما أو برنامجا أو منافسة ، خاصّة وهي تعاني وتكابد من أجل الإلتزام بالحدّ الأدنى من التّديّن ، إلاّ إذا رضيت نهضة المهجر أن تحاكمها على ذلك .

 وإنّ الذي يلفت الإنتباه حقيقة أنّ حركة الّنهضة وهي ضحيّة الإستئصال والقمع  تذهب في إستئصال إخوانها المخالفين من أجل القبول بها وحدها ، ومن سعى بالمنع كمن دعا إلى القمع . وإنّ المرء المتّزن ليعجب من قوم يقبلون بشرعيّة الشّيوعيّين إذا آختارتهم  » الدّيمقراطيّة » في حين أنّهم يرفضون إخوانهم دون جرم إقترفوه و لم يطرحوا أنفسهم بعد بديلا أو منافسا لهم !!! فهل يليق أن لا تجد نهضة المهجر ملجأ لحماية نفسها أو طريقة لجلب مكسب حزبيّ لها إلاّ بالتّضحية بالأخوّة الشّرعيّة وجلب الضّرر لشباب طريّ ورفع راية أنّهم الخطر على البلاد وأنّ الجحيم آت !!!

لا بدّ من تقوى الله عزّ وجلّ على كلّ حال و في كلّ شيء ، ومنها القول ، وعليه لا بدّ أن نؤصّل المفاهيم على مراد الشّرع لا على مراد السّياسة ولعب السّياسيّين لأنّه عادة يكون حكم السّياسيّين خاضعا للأهواء . وإنّ ما صدر من قيادة نهضة المهجر على الصّحوة الجديدة ليعدّ من قبيل الأحكام السّياسيّة المتسرّعة والغيرالمبرّرة المخالفة لمنهج العمل السّياسي الشّرعي المصطبغ بالورع والعدل . ولقد شدّد الشّارع العزيز على  تغليظ  التّحريم في باب الأحكام على الأسماء والأديان ، فمن رضي أن يكون قاضيا فقد ذبح  بغير السّكّين ، وفي الصّحيح : » من ولي القضاء أو جعل قاضيا بين الناس فقد ذبح بغير سكين « الألباني / صحيح الترغيب / رقم2171  .

 

الخلط بين السّلفيّة والتّطرّف:

 

إنّ  من نافلة القول أن نؤكّد على أنّ الإسلام يعادي التّطرّف في كلّ صوره وأشكاله ، بل قامت شريعتنا الحنفيّة المهيمنة على : الاعتدال والقصد والوسط والسّماحة والبساطة واليسر ورفع الحرج ودفع الضّرر ومنع الغرر وغير ذلك من الأمور المقرّرة بإجماع الأمّة في كتب الأصول .. وعليه فإذا قصد بالتّطرّف الفهم والتّمثّل المختلّينّ للشّريعة كالجنوح إلى التّشدّد والغلوّ ، فهذا ننكره لأنّه يخالف طبيعة ديننا السّمح ، وإذا جنح كذلك إلى التّساهل والتميّع والذّوبان فهذا إنحراف آخر يفضي إلى الإرجاء الجبري يجب أن ينكر عليه أيضا شديد الإنكار. وإذا تقرّر ذلك فإنّ كلاّ منهما    يعدّ تبديلا لدين اللّه تعالى و تحريفا له. والإسلام الذي ندين به ربّنا نهانا عن ذلك أشدّ النّهي: لا تبديل لكلمات الله . 64  . يونس  ما يبدّل القول لديّ . 29  ق .

 

لا بدّ من تحديد مفهوم التّطرّف ؟ كيف نحكم على المخالف بالتّطرّف ؟ ومن يحكم بذلك ؟ هل هي الحزبيّة السّياسيّة ؟ أم العلم الشّرعيّ ؟ وهل الّذي لا يلتزم بمنهجي لا بدّ ـ لأمر يراد ـ أن أرجمه كرها بالتّطرّف وأصكّه قسرا بالإنغلاق ؟ و هل ثمّة حقيقة  تطرّف إسلاميّ في تونس ؟ وما هو حجمه ـ إن وجد ـ  في مقابل التّطرّف العلمانيّ السّائد ؟

إنّ الخلط المقصود بين السّلفيّة والتّطرّف ما هو في الحقيقة إلاّ مكر وضعه الغزاة المحتلّون للتّضليل المتعمّد لتحقيق مآربهم وأطماعهم وإشباع أحقادهم بلا حدود تحت لافتة محاربة الإرهاب ، ولا يتبعهم في ذلك المسلك إلاّ  » متواطئ  » درى أم لم يدر. وإنّ اقتناص الفرص والتّهويل على الصّحوة الجديدة والتّشويش عليها والتّنفير منها أو التّحريض والإثارة من أجل إختطاف بعض المكاسب ولو تحقّقت ، فهي لم تركب سبيل الإستقامة والعدل وهي بذلك لا تحقّق خيرا ولا بركة ولا تزكية،ولا يجنى ثمرا لأنّ ما قام على باطل فهو باطل .

كما أنّه لا ينظر إلى الأحكام حتّى يعرف ممّن صدرت وفي حقّ من قيلت ثمّ لا بدّ من دليل قويّ يستند عليه في الأحكام، ثمّ لا بدّ من شهادة ورع عدل وإستقلاليّة تامّة لمن يتبوّأ بالحكم على النّاس .إذ  » القول لا يصحّ لفضل قائله وإنّما يصحّ بدلالة الدّليل عليه « إبن عبد البرّ في جامع بيان العلم 2 /  118

إنّنا في سنوات الخداع ، وعليه فينبغي أن لا يعطى أيّ آعتبار في مثل هذا الزّمن إلى الرّويبضة . وبالتّالي لا شرعيّة لمن يحكم على المخالف بالتّطرّف دون حجّة إلاّ متطرّف مغال قاعدته كلّ من خالفني فهو ضدّي ، فمن يحاكم من ؟ فلا يحكم مبتدع على متّبع ، ولا حزبيّ متعصّب على سنّي متحرّر، ولا جاهل على متعلّم ، ولا لاحق على سابق ،ولا عفيف على متملّق ، ولا متعالم على عالم ، ولا متشبّع بما لم يعط على من شهد له أهل العلم والفضل ، لأنّ  من علم حجّة على من لم يعلم .

إنّ الأصل في الأشياء أن يقابل عظم التّحلّل من الشّريعة في تونس والتّحدّي لها ومؤسّساتها ورجالها بمثله من الجدّ في التّمسّك بالدّفاع عن الدّين كلّه دون تردّد وبكامل الوضوح والشّجاعة . وإنّ المتابع لنهضة المهجر في خطابها وأدائها يلحظ  ـ مع الأسف ـ  حرصها الشّديد على منهج الرّخاوة في عدم كسر علاقاتها الواهنة مع العلمانيّين أو لا تريد أن تخسر مكاسبها ـ زعمت ـ ، فإذا كان من أصولها أن تكتم الحقّ بل تلويه وتضرب الشّريعة بعضها ببعض ، حتّى أنّ زعيمها لا يدعو المسلمين في دولته القادمة إلى الصّلاة بل يدعو إلى حقّ الرّدّة وعدم تطبيق الحدّ على المرتدّ ، و يستعين بوسائل الملحدين دون حرج أو وخز ضمير في ذلك .. فإذا كان هذا حالهم ، فليس لهم من حقّ أن يتّهموا غيرهم بالتّشدّد أو الإنغلاق أو غير ذلك من الأحكام الخالية من الورع والّتي يشمّ منها المكر السّياسي .

لقد درج المتحرّرون منذ ظهورهم في بداية القرون الأولى بالطّعن في المتمسّكين بما عليه السّلف الفاضل. ولقد ذكر السّلفي المقاصدي الإمام الشّاطبي أنّ متحرّري زمانه الّذين ركبوا موجة المقاصد دون ضوابط ، كانوا يسمّونه بفقيه السّراويل لأنّه دمغهم بضبط المقاصد الشّرعيّة للسّنّة لا للأهواء ، وما فتئوا ينبزون السّنّيّين بالألقاب النّابية فسمّى الزّنادقة أهل الأثر بالحشويّة ـ أي بقلّة الفقه والفهم ـ ، وسمّى القدريّون أهلَ السّنّة مجبرة ، وسمّى الجهميّة أهلَ السّنّة مشبِّهة ، وسمّى الشّيعة  أهلَ الأثر نابتة ـ أي الأحداث الصّغار…آنظر كتاب : عقيدة السّلف، للصّابوني (ت 449 هـ)، ص 304. وآنظر إلى تنزيه أئمّة الشّريعة عن الألقاب الشّنيعة لأبي إسحاق إبراهيم بن عثمان بن درباس الشّافعي.

 

لتغيّر نهضة المهجر خطابها :

 

إنّ الحداثيّين الّذين يرجمون من خالفهم بالتّطرّف وبالبداوة والإنغلاق وغير ذلك من النّعوت المتنقّصة ويسيؤون الظّنّ بهم ولا يثقون في من خالفهم من إخوانهم يقدح لا شكّ في مصداقيّتهم ، حيث أنّهم يعطون الحقّ لقوى الهيمنة أن تحقّق أهدافها في ضرب العقائديّين ، وبذلك يتلطّخ الحداثيّون أمام شعوبهم سواء بقبولهم طرفا في الصّراع لتصفية المشرقيّ الوافد المخيف ، أو عندما يقبلون أيّ شكل من أشكال الدّعم من قوى الهيمنة ، أو بتنازلاتهم المذلّة و بانقلاباتهم على مبادئهم ، ليرضوا بالتّدجين والمحاصرة في سقف الخصوم ومربّعهم، وسيؤكلون كما أكل أشباههم من قبل وستكون دائرة السّوء عليهم بعد أن خذلوا إخوانهم .

إنّ هذا النّوع من الخطاب الإستعدائي المخيف الّذي أدمن عليه نهضة المهجر والّذي يتنقّص من مخالفيهم ويزدريهم ، بل ويستحلّ أعراضهم بالأحكام الباطلة ، للقيام بالواجب الدّيمقراطيّ وسط غابة وحوش العلمانيّين ، لينبئ عن غلوّ سياسيّ وتماهي حزبيّ على حساب ثوابت القيم ممّا ألحق بهم خسائر كبيرة نالت من مصداقيّتهم وشرعيّتهم .

 إنّ الخطاب الّذي تمارسه نهضة المهجر القائم على الإزدواجيّة الّذي ورّطها في تناقضات عديدة ، والقائم على وهم المقاصد ، دون ضوابط على حساب قدسيّة النّصّ والتّسليم له هو نفس الخطاب الّذي تمارسه كلّ العائلات السّياسيّة بمن فيهم الحزب الحاكم واليسار المتطرّف بأقدار ، حيث أنّهم يدّعون دون آستثناء أنّهم مسلمون مجتهدون في الشّريعة المرنة المفتوحة والعقلانيّة، وبذلك يكون منهج النّهضة اليوم لا يختلف عنهم تماما في الجرأة على إنتهاك أحكام الشّريعة تحت العناوين المخادعة المتترّسة بالتّيسير تارة وبسماحة الدّين تارة أخرى ، وباعتدالها ووسطيّتها أحيانا أو بالإجتهاد وآختطاف منهج المآلات وغير ذلك من الشّعارات الّتي يقصد بها تهميش الشّريعة و ضرب بعضها ببعض ..

إنّ الحركة الإسلاميّة حركة إصلاح أو لا تكون ، وإذا أرادت أن تكون كذلك فعليها أن تعمل على وحدة المسلمين ولا تأتي بما من شأنه أن يعمّق الخلاف وتسليط البعض على البعض  ويعقّد الأوضاع . فلقد قال إبن مسعود رضي الله عنه :  »  الخلاف شرّ « .

 وإنّ تونس ليراد لها أن تتمزّق بين الإسلاميّين لأنّ هذا ما يريده لها خصومها . فلقد جهّزت السّلطة لتلك المهمّة ما هو مصنوع من طرفها ، ومنها ما هو مخترق فكريّا وتنظيميّا ، ومنهم من هو موال إلى بدعة الإرجاء الّذين يقدّمون دينا يوافق أهواء الملوك ، ومنهم من هو بريء نشأ بعد حرب الإستئصال هم في حاجة إلى أخذ اليد والمساعدة وإنقاذهم ممّا يحاك ضدّهم  ..  وعليه ، فلا بدّ أن نعمل جميعا على إعطاء هؤلاء الشّباب حقّ التّعبير عن أنفسهم ونأخذ بأيديهم ونتعاون على البرّ والتّقوى ، ولنقلع مع خطاب الوصاية عليهم وإقصاءهم .

إنّ من المؤسف حقّا أن نر نهضة المهجر تنخرط  في هذه الحملة الظّالمة والمشبوهة على السّلفيّة في تونس ووصمها بالإطلاقات العالميّة المنبوذة للإيقاع بها وإقصائها حتّى يخلو للنّهضة التّمثيل الشّرعي والوحيد للإسلام والدّفاع عنه ، في حين أنّنا لم نرها منذ أكثر من ربع قرن ، تجرؤ على انتقاد العلمانيّين أو تنال من بند من بنود مجلّة الأحوال الشّخصيّة فضلا عن رفع  شعار تطبيق الشّريعة .

فلماذا تنجرّ نهضة المهجر إلى مثل هذه التّصريحات  ؟  وما الّذي ستجنيه من معاداتها للشّباب الطّريّ الّذي يكابد معاناة الإلتزام ؟ من الرّابح الأكبر من مثل هذا المسلك : رجال شابوا في العمل الإسلامي يشنّون حربا على فتية هم أحوج إلى الرّحمة وإلى إنتشالهم من مكر المخطّطات الرّهيبة الّتي تستهدفنا جميعا !!!

أليس الخاسر الأكبر هو الإسلام الّذي يبكي حاله من تخبّط من يعمل له دون هدي نبويّ !!!

 

مقدّمة بين يدي مناقشة أعضاء المكتب السّياسي لنهضة المهجر في خصوص مجلّة الأحوال الشّخصيّة التّونسيّة :

 

مجلّة الأحوال الشّخصيّة التّونسيّة هي لوائح  قانونيّة وضعها بورقيبة ليفرض ثقافة جديدة ، ونمط علاقات إجتماعيّة غربيّة غريبة عن تونس المسلمة ، ولقد ضبط  في هذه المجلّة الحقوق والواجبات بين الرّجل والمرأة مستنسخا القوانين الغربيّة ليفرضها على شعبنا المحافظ  لتمزيق الوثاق الإجتماعيّ والأخلاقي ّوالقيميّ . ولا يخفى أنّ تماسك المجتمع وآستقرار الأسرة لا يتحقّقان إلاّ بقواعد عادلة وسليمة وشاملة . و نحن المسلمين نعتقد أن لا أعدل ولا أسلم ولا أحكم ولا أجمع  من مرجعيّة شرعة الله تعالى : ألا يعلم من خلق وهو اللّطيف الخبير ؟… ألا له الخلق والأمر !… وتمّت كلمة ربّك صدقا وعدلا  …  وإن تطيعوه تهتدوا …  اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا … ومن أصدق من الله قيلا  …! إنّ الدّين عند الله الإسلام … ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه … ثمّ جعلناك على شريعة من الأمر فاتّبعها، ولا تتّبع أهواء الذين لا يعلمون … وأنّ هذا صراطي مستقيماً فاتّبعوه، ولا تتّبعوا السّبل فتفرّق بكم عن سبيله‏  …  أفحكم الجاهليّة يبغون‏ ؟‏  ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون‏ ؟… فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله والرّسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر… الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ…. فماذا بعد الحقّ إلا الضّلال ‏؟‏ …  

 

وعليه ، لماذا ينكر المقدّسون للمواثيق الدّولية والأحكام العولميّة علينا هذا الحقّ للقرآن وللسّنّة كمصدرين وحيدين تشريعيين لحياتنا في بلادنا الإسلاميّة . إنّ العلمانيّين ما زالوا يصرّون على اعتماد توصيات المؤتمرات والاتّفاقيات الدّوليّة مرجعيّة لحقوق المرأة بدل الشّريعة الإسلاميّة ؟ وإنّنا نحن المسلمين نعتبر أنّ مشاكلنا جاءت وكثرت بسبب إبتعادنا عن شريعتنا فهما وتنزيلا ، وعليه فإذا أردنا أن نبحث عن حلولٍ لمشاكلنا فلا مناص من الإحتكام إلى مرجعيّتنا القيمية والأخلاقية ؟

 

وإنّ بعض الإسلاميّين في تونس الّذين آرتضوا أن يلعبوا في ملعب كبار رهبان الدّيمقراطيّة وقساوستها فقد اختاروا أن لا يزعجوهم أبدا، ولم يحسنوا حتّى الوقوف عند خطوط الدّفاع ودوائر ردّ الفعل ، وعوض أن نشهد لهم مبادرات  تحمي حقوق المرأة وفقاً لثوابت الشّريعة الإسلاميّة وتبعاً لمقاصدها، فقد راحوا يزايدون على المعقّّدين ، ففي الوقت الّذي لم أقرأ ولم أسمع أن دعا بورقيبة أن تتولّى المرأة الإمامة العظمى ، فقد دعا الغنّوشي إلى ذلك ، كما أنّ حركة النّهضة لم توظّف العدد الكبير لإقبال النّساء على الصّحوة مؤشّرا معبّرا عن إرادة واعدة ووعي متقدّم يدفع إلى مراجعة مجلّة الأحوال الشّخصيّة التّونسيّة وضبطها كلّها على الشّريعة السّمحاء !!! لماذا لا تعدّ نّهضة المهجر دراسة علميّة أكاديميّة ـ وهي في المهجر حيث تسمح لها الظّروف بذلك ـ  فتقدّم حلولا للمآسي الّتي جلبتها المجلّة ، وفق ثوابتنا والتّأكيد على حماية سيادتنا وعدم تدخّل الأجنبي في خصوصيّاتنا وفرض قوانينه علينا ؟ لماذا لا تدعو نهضة المهجر وهي الّتي تدندن حول الدّيمقراطيّة وحقّ الشّعوب في الإختيار إلى أن يأخذ الشّعب قراره بنفسه في هذه المجلّة ؟ لماذا تصرّ هذه الدّولة التّونسيّة على فرض قوانينها اللاّشرعيّة عبر قنواتها الغير الدّيمقراطيّة ؟ لماذا هذا الإصرار العنيد على هذه المجلّة المفروضة من طرف رجل شهد الخاصّ والعام أنّه معقّد مخاصم لديننا ؟  لماذا يصرّ حزب حاكم على إلزام شعب مسلم بخيارات أقلّيّة علمانيّة ؟ لماذا لا تراجع هذه المجلّة في دوائر خارج أجهزة الدّولة ؟ لماذا لا تبعث لجان مختصّة من رجال الفقه والإجتماع ليصحّحوا المسار ؟ فلقد رفضت شعوبنا المسلمة بتعبيرات مختلفة هذه الإسقاطات للنّفايات الّتي لم تصلح أوضاع غيرنا ، فكيف تصلح شأن أمّة عقيدة مقاومة تضرب هويّتها وذاكرتها وعظمتها إلى آلاف قرون التّوحيد .

 

لقد وقعت حركة النّهضة في دائرة مفرغة منذ ربع قرن ، يوم أن آختارت أن تسكت عن كوارث تلك المجلّة ، فتكون قد دخلت في وفاق على الإبقاء على معاناة التّونسيّين الّذين آكتووا بنار هذه المجلّة وبغيرها ، بل لقد حوّلت المرأة إلى ورقة يتنافس حولها أطراف النّخبة المتعالية على هموم الشّعب الرّاهنة لمصائر ملايين الأسر الّتي رحتها تلك القوانين الفاجرة .  لقد قبلت النّخبة ضمن وفاق المصالح أن تكون المرأة ضحيّة رحي بصمتهم على الكوارث الّتي حلّت بها .

 

مناقشة أعضاء المكتب السّياسي لنهضة المهجر في خصوص مجلّة الأحوال الشّخصيّة التّونسيّة :

 

وممّا جاء في ردود أعضاء المكتب السّياسي في الحوار الّذي أجراه موقع   » كلمة  » لنهضة المهجر ليكشف بكلّ جلاء عن حال المهزوم الّذي لا يقدر حتّى على ردّ الفعل !!! فهم لا يعارضون مكاسب مجلّة الأحوال الشّخصيّة ، وغير مطروح في أجندتهم هذه القضية نهائيا ، ولا يتحدثون فيها ولا يتناقشون فيها أصلا في مشروعهم السّياسي . بل إنّ هذه الأشياء كلّها يتحمّلها الفقه الإسلامي الذي هو مرجعية كل هذه الآراء، إن لم يكن في الرّاجح ففي المرجوح. لا تجد رأيا من هذه الآراء إلاّ وله سند في الفقه الإسلاميّ. بحيث ليست لهم مشكلة مع هذه القضيّة…

وتعدّد الزّوجات فيه آراء مختلفة، وعندهم قاعدة شرعيّة تقول إنّ الحاكم له أن يقيّد المباح وإذا أباح الدّين شيئا من الأشياء ورأى الحاكم أنّ من المصلحة تقييد ذلك ببعض القيود بزمن معيّن أو بشرط معيّن فمسموح له ذلك. ومسألة التّعدّد منزوعة من أذهانهم ، هذه بعض أقوال أستاذنا الدّكتور النّجّار غفر الله له  . وهذا كلّه يشبه مقولة قديمة قالها الأستاذ الغنّوشي  بأنّ المجلّة إجتهاد داخل الشّريعة . وهذا خطأ فاحش ، لأنّ الاجتهاد لا بدّ أن يكون منضبطا بالنّصّ لا خارجا عنه فضلا أن يتجاوزه أو يتحدّاه أو يضادّه بأيّ وجه من الوجوه ، كما هو الحال في قوانين المجلّة المخالفة للشّريعة الغرّاء .  فلا يمكن أن نصف تلك الخروق بالإجتهاد أصلا فضلا أن نقول إنّها داخل الفقه الإسلاميّ .

وأنا هنا أجدني مضطرّا أن أستسمحك أخي القارئ أن أذكر لك ـ في عجالة ـ تحريفات المجلّة المذكورة للشّريعة حتّى يتبيّن للأخ القارئ الّذي لم يطّلع عليها وليظهر له الحقّ من الباطل ، وليتبيّن فساد منهج نهضة المهجر في تناول القضايا .  

نصوص قوانين مجلّة الأحوال الشّخصيّة التّونسيّة :

 

أ ـ  في منع تعدّد الزّوجات : نصّ القانون : تعدّد الزّوجات ممنوع ، كل من تزوّج وهو في حالة الزّوجيّة ، وقبل فكّ عصمة الزّواج السّابق يعاقب بالسّجن لمدّة عام وبخطيّة قدرها مائتان وأربعون ألف فرنك أو بإحدى العقوبتين …

وهذا مخالف ومحاد لأمر اللّه تعالى المبيح للتّعدّد في نصوص الشّريعة كلّها قرآنا وسنّة وإجماع الصّحابة وعمل الأمّة منذ 1427 عاما  .

ــ  فمن القرآن ، قال تعالى :  »  فآنكحوا ما طاب لكم من النّساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألاّ تعدلوا فواحدة  » النّساء  »  3  .

ــ   ومن السّنّة : عمل النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، حيث نقل إلينا تواتر تعدّد زواجه

ــ  ومن عمل الخلفاء والصّحابة : فقد جاء من هديهم رضي الله عنهم أنّهم عدّدوا .

ــ  إجماع الأمّة على هذا الأمر إعتقادا بالشّرعيّة وتطبيقا عمليّا منذ نزل الوحيّ   » يحدّد  » العدد إلى أربعة ، بما في ذلك التّونسيّون داخل الوطن وخارجه ولقد إنتشر هذا الأمر في تونس في الآونة الأخيرة وللّه الحمد .

ولنبيّن أنّ الّسّلطة التّونسيّة الّتي شرعت ما لم يأذن به الله تعالى،  بل خالفت أمر الله تعالى مكابرة وعنادا ومحادّة ومشاقّة قرّرت إلى الأمم المتّحدة ما يفيد التّعالي على الشّريعة وما يستفاد منه إلاّ القدح في حكمة الشّارع والطّّعن فيه والتّباهي بإلغاء التّعدّد وبالمعاقبة عليه أشدّ العقوبة فضلا على اعتبار الزّواج الثّاني باطلا : ويمثّل إلغاء تعدّد الزّوجات بمقتضى قانون الأحوال الشّخصيّة وإقامة نظام الزّوجة الواحدة تعبيرا آخر عن مبدأ المساواة بين الرّجل والمرأة . وقد أصبح تعدّد الزّوجات ـ الّذي كان هو المظهر أكثر فجاجة وظلما لعدم المساواة بين الزّوجين ـ جنحة يعاقب عليها القانون الجنائيّ وفضلا عن ذلك فإنّ الزّواج  الجديد باطل  . من تقرير الحكومة التّونسيّة المقدّم إلى الأمم المتّحدة والمتعلّق بالمعهد الدّولي الخاصّ بالحقوق المدنيّة والسّياسيّة بتاريخ 18 ماي 1993

ب ــ : تأبيد تحريم مجلّة الأحوال الشّخصيّة من طلّق زوجته بالثّلاث وتحريمها أن يراجع زوجته : كما حرّمت مجلّة الأحوال الشّخصيّة  أن يراجع الزّوج  مطلّقته بالثّلاث بعد طلاقها من زوج غيره : جاء في الفصل 19 منها :   » يحجّر على الرّجل أن يتزوّج مطلّقته ثلاثا  » وهذا معاند لأمر الله المبيح . قال تعالى :  » فإن طلّقها فلا تحلّ له من بعد حتّى تنكح زوجا غيره فإن طلّقها فلا جناح عليهما أن يتراجعا إن ظنّا أن يقيما حدود الله وتلك حدود الله « . البقرة  230

ج ـ  مسألة التّبنّي : أباحت المجلّة المذكورة  التّبنّي الّذي حرّمه الله عزّ وجلّ بصريح :

ـــــ القرآن  ، قال تعالى : » وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ . أدعوهم لآبائهم هُوَ أَقْسَط عِنْد اللَّه «   . فقَوْله تَعَالَى :  » وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ  » هَذَا هُوَ الْمَقْصُود بِالنَّفْيِ فَإِنَّهَا نَزَلَتْ فِي شَأْن زَيْد بْن حَارِثَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ  » مَوْلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ تَبَنَّاهُ قَبْل النُّبُوَّة فَكَانَ يُقَال لَهُ زَيْد بْن مُحَمَّد فَأَرَادَ اللَّه تَعَالَى أَنْ يَقْطَع هَذَا الْإِلْحَاق وَهَذِهِ النِّسْبَة.  » ذَلِكُمْ قَوْلكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ  » يَعْنِي تَبَنِّيكُمْ لَهُمْ قَوْل لَا يَقْتَضِي أَنْ يَكُون اِبْنًا حَقِيقِيًّا فَإِنَّهُ مَخْلُوق مِنْ صُلْب رَجُل آخَر فَمَا يُمْكِن أَنْ يَكُون لَهُ أَبَوَانِ كَمَا لَا يُمْكِن أَنْ يَكُون لِلْبَشَرِ الْوَاحِد قَلْبَانِ  » وَاَللَّه يَقُول الْحَقّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيل  » قَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر » يَقُول الْحَقّ  » أَيْ الْعَدْل وَقَالَ قَتَادَة  » وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيل  » أَيْ الصِّرَاط الْمُسْتَقِيم .

وَقَوْله عَزَّ وَجَلَّ :  » اُدْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَط عِنْد اللَّه  » هَذَا أَمْر نَاسِخ لِمَا كَانَ فِي اِبْتِدَاء الْإِسْلَام مِنْ جَوَاز اِدِّعَاء الْأَبْنَاء الْأَجَانِب وَهُمْ الْأَدْعِيَاء فَأَمَرَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِرَدِّ نَسَبهمْ إِلَى آبَائِهِمْ فِي الْحَقِيقَة وَأَنَّ هَذَا هُوَ الْعَدْل وَالْقِسْط وَالْبِرّ … بتصرّف تفسير إبن كثير. ــــــ وبعمل النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم .

ــــــ وبإجماع الأمّة  .    

 

لقد جعل المبيحون للمتبنّي كلّ حقوق الإبن الشّرعيّ فيعطونه حقّ إفتكاك  أموال ضبطتها الشّريعة لغيره كما يطّلع على عورات محرّمة عليه  كما يلزم بنفس الواجبات وجعلت المجلّة الحكم الصّادر من حاكم النّاحية نهائيّا ولا رجعة فيه قطعا مع تراجع المتبنّي فضلا عن توبته وندمه !!!

 

فبعد هذه المخالفات الصّارخة للشّريعة الغرّاء كيف يسمح أستاذنا النّجّار لنفسه أن يقول :  وتعدّد الزّوجات فيه آراء مختلفة ، وعندنا قاعدة شرعيّة تقول إنّ الحاكم له أن يقيّد المباح وإذا أباح الدّين شيئا من الأشياء ورأى الحاكم أنّ من المصلحة تقييد ذلك ببعض القيود بزمن معيّن أو بشرط معيّن فمسموح له ذلك. ومسألة التّعدّد منزوعة من أذهاننا.

وكيف تكون مسألة التّعدّد منزوعة من ذهن مسلم  ؟ وهي من مسائل المعلوم من الدّين بالضّرورة تشريعا وإباحة ، وهل يقول فقيه مسلم بتحريم ما أحلّه الله تعالى ؟ وهل الحاكم في تونس قيّد مباحا أم منعه وجرّم المتمسّك بالحلال من الشّرع ؟ ثمّ هل هذه القاعدة الّتي ذكرها أستاذنا الدّكتور تنزّل على كلّ حاكم ؟ فهل حاكم مثل بورقيبة الّذي تحدّى مشاعر المسلمين وفعل ما فعل في الإسلام والقرآن والنّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، ومؤسّسات تونس الإسلاميّة ورجالها . أو مثل إبن علي الّّذي واصل في نفس خطّ والده بأكثر تطرّفا وآستئصالا يبيح لهما الإسلام العزيز ـ في نظرك يا أستاذنا ـ  أن يجتهدا  في شرعه المطهّر ؟ فهل الّذي يرسل مثل ذلك النّصّ ـ المذكور أعلاه ـ إلى الأمم المتّحدة يمكن أن تنزّل عليه تلك القاعدة ؟

ثمّ كيف تكون مسألة التّعدّد منزوعة من ذهنك يا أستاذنا ؟ ، وهي غير منزوعة من أذهان النّاس الّذين عقدوا فيكم أمل ردّ أمورهم كلّها إلى الله تعالى ورسوله . هذا وإنّني لم أر أنّ تعدّد الزّوجات غير منزوعة من أفراد نهضة المهجر الّذين عّدد كثير منهم ـ وهذا حقّهم ـ ، فكيف يقول هذه المسائل منزوعة من أذهاننا .

كان الأولى من نهضة المهجر أن تنتقد خيارات السّلطة المتناقضة المتحدّية للشّرع المطهّر الّتي حرّمت التّعدّد الحلال والّتي أباحت الزّنا المحرّم ، حيث جعلت في كلّ مدينة دورا البغاء العلنيّ المرخّص له من قبل إدارة الدّولة والمحروس بالشّرطة ، وجعل الدّعارة مهنة  » شريفة  » بحكم التّرخيص القانونيّ له تحت قانون  » تنظيم مهنة الدّعارة  » ثمّ تقبض الدّولة رسوم الضّرائب من تلك القذارات ، وهذا سبق تونسيّ لا يوجد له مثيل في بلد العرب والمسلمين !

يا نهضة  المهجر لا يجوز أن يخضع الشّرع للهوى أبدا والحقّ للشّهوة مطلقا . قال تعالى :  »  ولو آتّبع الحقّ أهواءهم لفسدت السّماوات والأرض ومن فيهنّ   » المؤمنون 71

فهل المجلّة مقدّسة ؟ أفلا يمكن أن تراجع ؟ فإلى متى تبقون على هذا الخطاب وقد مرّ عليه أكثر من ربع قرن ؟  فلماذا لا تأخذون نسبة ضحايا هذه المجلّة من المحامين كما تحرصون على أخذ الأقوال « التّكفيريّة  » لشباب ممتحنين مقبورين في سجون الرّعب قد نجد لهم أعذارا .

كان الأولى للمكتب السّياسي لنهضة المهجر أن يشنّع بما جاء في مجلّة الأحوال الشّخصيّة من مخالفات للشّرع العزيز كقتل قيمة الشّرف وإماتة الغيرة وزرع الدّيوثة والدّفاع عن العرض من مثل : القوانين الّتي تعطي للمرأة الحقّ أن يكون لها عشيقا ، فإن خانت زوجها ، و ضبطها متّلبّسة بهذه الجريمة وثأر لدينه و لعرضه فقتل عشيقها يقتل بذلك ولو كانت تلك الخيانة قد حصلت في بيته جهارا نهارا.

ومن المخالفات الواضحة الّتي شرعتها السّلطة التّونسيّة :

ـ إباحة أن تتزوّّج التّونسيّة غير المسلم ، تحت عنوان إلغاء جميع أشكال التّمييز ضدّ المرأة وقّعت سلطة التّجفيف على معاهدة نيويورك المتعلّقة بحرّيّة الزّواج .

ـ  إسقاط شروط العدالة في شاهدي الزّواج فكلّ آمرئ يستطيع أن يشهد على زواج ما دون نظر إلى عدالته الشّرعيّة ، فالسّكران مثلا يحقّ له أن يشهد فضلا أن يكون شيوعيّا ملحدا أو متخنّثا أو غير ذلك  ، وأبدلوا الشّاهدين بشاهد واحد ولا بأس أن تكون إمرأة ولو بغياب الوليّ ، وبتحديد المهر بدينار تونسيّ  واحد ، وكلّ هذا مخالف لمذاهب أهل السّنّة ومنها مذهب الإمام مالك الّذي يدين به التّونسيّون !

 فهل يعقل أن يسكت المكتب السّياسي لنهضة المهجر عن هذه الأمور ولا يجعلونها من إهتماماتهم بل يقولون إنّ الشّريعة تسعها  ..  وكلّ رأي نجد له سندا من الشّريعة فهو دين !  فهل إلى مثل هذا المستوى يدين هؤلاء ربّهم ويرضون لشعبهم أن يبقى في مثل هذا الحال من البؤس والفاحشة والتّعاسة  والمنكر والإبعاد عن الله تعالى . ثمّ تسكت نهضة المهجر ، وهي تدّعي أنّها حركة إسلاميّة وسطيّة ، فهل تعني الوسطيّة عند هؤلاء إقرار الخبث في الشّعب المسلم .

إنّ مواقف نهضة المهجر لا بدّ أن يتّسم بالوضوح والشّفافيّة أمّا الغموض والإطلاق فهو من كتمان الحقّ الّذي لا يستفيد منه إلاّ الباطل . قال الإمام أبو علي بن خليل السّكوني :  » وكلّ كلام وإطلاق يوهم الباطل فهو باطل بالإجماع  » لحن العوام فيما يتعلّق بعلم الكلام ص 137

كيف لا تكون هذه المجلّة مشكلة وقد خالفت الشّريعة بل صادمتها وعاقبت المتمسّك بالحلال والمباح وتسامحت مع المنتهك للحرمات. وصدق من قال : إنّ الضّعيف يجعل ما عليه أهل القوّة بأنّه هو الحقّ ، وإنّ المنهزم لا يمنعه شيء ، وأنّ المغلوب المهزوم محكوم بقوانين الأقوياء . ولذلك عدّ المجدّد شيخ الإسلام محمّد بن عبد الوهّاب رحمه الله تعالى أنّ من مسائل الجاهليّة الإستدلال بما عليه أهل القوّة بأنّه هو الحقّ . وقد ذهب إبن حزم رحمه الله تعالى من قبل أنّ المغلوب ينسى هويّته وذاكرته بل ينسى حتّى أنسابه وأخباره وعلومه  !!! فقال ـ وهو يتحدّث عن اللّغة ـ :  » إنّ اللّغة يسقط أكثرها ويبطل بسقوط دولة أهلها ، ودخول غيرهم عليهم في مساكنهم ، أو بنقلهم عن ديارهم وآختلاطهم بغيرهم ، فإنّما يقيّد لغة الأمّة وعلومها وأخبارها قوّة دولتها ، ونشاط أهلها وفراغهم ، وأمّا من تلفت دولتهم وغلب عليهم عدوّهم ، وآشتغلوا بالخوف والحاجة والذّلّ وخدمة أعدائهم ، فمضمون منهم موت الخواطر ، وربّما كان ذلك سببا لذهاب لغتهم ونسيان أنسابهم وأخبارهم وعلومهم ، وهذا موجود بالمشاهدة ومعلوم بالعقل ضرورة  » الإحكام في فصول الأحكام . 1 / 32 . ولذلك لا تعجب أن يتّخذ إبن سالم الحدّاد والفلسفة مرجعيّتين له .

 أدعو نهضة المهجر أن تكفّ عن الخطاب المثقل بالتّشهّي وتتبّع رخص الهزيمة وموافقة الغرض . وأن تتوقّّف عن خطاب : فيه قولان ، فيه خلاف ، في المسألة فسحة ، أو على حدّ تعبير أستاذنا الدّكتور النّجّار :  مسألة تعدّد الزّوجات يتحمّلها الفقه الإسلامي ، إن لم يكن في الرّاجح ففي المرجوح . وله سند في الفقه الإسلامي..فهل المخالفات الصّارخة للكتاب والسّنّة في هذه المجلّة يتحمّلها الفقه الإسلاميّ ؟ ففي أيّ راجح ومرجوح تندرج تلك المخالفات الواضحة للشّريعة الغرّاء   ؟

إنّ  الذي صدر عن المكتب السّياسي لنهضة المهجر ليس هو إلاّ أقوال خفيفة طائشة لا يقول بها أحد من أهل العلم لوضوح مصادمتها للنّصوص القطعيّة الثّبوت والدّلالة . والدّين هو الإتّباع للدّليل كما تعلّمنا من أستاذنا الدّكتور النّجّار في مدارج الشّريعة وليس هو الخاضع للهوى أيّا كان نوعه . قال إمام المقاصد الإمام الشّاطبي رحمه الله تعالى :  » العلم الّذي هو العلم المعتبر شرعا ـ أعني الّذي مدح الله ورسوله أهله على الإطلاق ـ هو العلم الباعث على العمل ، الّذي لا يخلّي صاحبه جاريا مع هواه كيفما كان ، بل هو المقيّد لصاحبه بمقتضاه ، الحامل له على قوانينه طوعا أو كرها  » الموافقات 1 / 89  .

يا أستاذنا الفاضل  : لا لكتمان الحقّ ، ولا لتمرير الأهواء على النّصّ أو التّعسّف في تأويله فضلا عن إبعاده وتخطّيه وتعميته وكتمانه ، كما يفعل  » المتحرّرون من النّصّ   » عادة ، وليعلم القارئ الكريم ، وهو على علم ، أنّ من القواعد المعتمدة عند  » المتحرّرين من النّصّ  » المتحلّلين منه والّذين يحلو لهم أن يسمّوا أنفسهم  » الوسطيّين  » أنّ كلّ شيء عندهم جائز ، وأنّ الأصل في كلّ شيء عندهم الإباحة وأنّهم لا يتحرّون في دينهم ولا يعتنون بفقه الأحوط والدّليل الأقوى ، فكلّ الآراء عندهم دين حتّى لقد حكى الخطّابي قديما عن أدعياء وسطيّي زمنه أنّهم يقولون : »  كلّ مسألة ثبت لأحد من العلماء فيها القول بالجواز- شذّ عن الجماعة أو لا – فالمسألة جائزة .  الاعتصام 2 / 510 . وقال شيخ الإسلام وهو يتحدّث عن منهج الّذين يجعلون الشّريعة على المزاج والعقل فما رأوه شرعا فهو الشّرع لا غيره فقال :  »  … اعتقدوا معاني ثمّ أرادوا حمل ألفاظ القرآن عليها « ..مقدّمة في أصول التّفسير ص 81 . وهو عين ما قاله ابن أبي العز: « كلّ فريق من أرباب البدع يعرض النّصوص على بدعته وما ظنّه معقولاً، فما وافقه قال: إنّه محكم، وقبله واحتجّ  به، وما خالفه قال: إنّه متشابه ثم ردّه وسمّى ردّه تفويضاً، أو حرّفه، وسمّى تحريفه تأويلاً، فلذلك اشتدّ إنكار أهل السّنّة عليهم ». شرح الطّحاوية: ص: 399 . وقال الإمام الشّاطبي– رحمه اللّه تعالى – : »…فكلّ هذه الأمور مذمومة أشدّ الذّمّ لأنّ هذا من عمل الجاهليّة فقد كان النّاس في الجاهليّة يتبعون ما تستحسنه عقولهم وطباعهم فجاء النّبيء صلّى اللّه عليه وآله وسلّم  فردّهم إلى الشّريعة  » . الإعتصام1 /93 .

فهل يوجد في الفقه الإسلاميّ منع المباح بل تحريمه وجعله جريمة  » قانونيّة  » يعاقب بموجبها المؤمن بالسّجن وبالغرامة  ؟  فهل في الفقه الإسلامي مثل هذا الغثاء ومثل هذا الهراء ؟ وكيف يكون تحريم التّعدّد مرجوحا ؟ وهل يجد له الدّكتور سندا في الفقه الإسلاميّ ؟ وكيف لا يكون منع التّعدّد مشكلة وهي وحدها كارثة من الكوارث الّتي فتحت باب التّجرّؤ على كلّ الشّريعة فكان ما بعدها ممّا ذكرت أعلاه ، و تتنادى أصوات العلمانيّين المتطرّفين اليوم عالية ودون خجل أو حياء بتسوية المرأة بالرّجل في الإرث . أليست تلك المجلّة كارثة فتحت أبواب الفاحشة والخيانات الزّوجيّة وما جرّ ذلك من تفكّك أسري وتذرّر مجتمعيّ لم يستفد منه إلاّ الشّيطان وأولياؤه . وإن ننسى فلا ننسى مؤسّسات العقوق والبؤس الّتي أحدثتها الدّولة تقليدا للغرب الممزّق عائليّا وآجتماعيّا فهي الّتي تشرّع للأبناء أن يرموا آباءهم وأمّهاتهم إلى مقابر الغدر ومؤسّسات العقوق وتكايا إنكار الجميل . والله المستعان !!!

قد يعذر المرء بجهله ولكن لا يعذر بعلمه و ظلمه ، وأعظم الظّلم تشويه الإسلام بترك بيانه ودفع الشّبهات عنه وكتمانه  ومداهنة خصومه وإرضائهم لوهم البحث عن القاسم المشترك معهم عبر العفس في الشّريعة المطهّرة .

إنّ منهج إرضاء النّاس بسخط الله تعالى الّذي آثرته نهضة المهجر، منهج خاطئ بائر لا يحصد إلاّ الخيبة ! وفي الصّحيح  »  من أرضى الله بسخط النّاس كفاه الله النّاس ومن أسخط الله برضى النّاس وكّله الله إلى النّاس  »

وإنّ سبيل إلتماس إرضاء النّاس بإغضاب الله ما هو في الحقيقة إلاّ خذلان وتخلّي إلاهيّ  نعوذ بالله من ذلك ! وفي الصّحيح : » من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤونة النّاس ، ومن آلتمس رضا النّاس بسخط الله وكّله الله إلى النّاس .  » ولتحسن قيادة  نهضة المهجر إلى تليين الجناب مع إخوانهم المخالفين ، وعوض أن يتنازلوا لليسار فليتنازلوا لإخوانهم في الدّين هو خير لهم ، وليحسنوا إلى إصغاء كلام الله تعالى وليتّبعوا أحسنه وأقواه وأبينه ومحكمه ولا يتعلّقون بالمتشابه ، أو بكلّ قول دون البحث عن حجّيّته : » أليس الله بكاف عبده ويخوّفونك بالّذين من دونه ومن يضلل الله فما له من هاد ومن يهد الله فما له من مضل أليس الله بعزيز ذي انتقام ؟؟؟  » .  »  ودّوا لو تدهن فيدهنون  » وقال : » وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذاً لاتّخذوك خليلا  ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلا إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا «  .

 » إنَّ من مقتضيات الإيمان الثّقة و اليقين في هذا الدّين والصبرَ عليه والثباتَ حتّى الممات مهما عصفت الفتنُ أو ادلهمّت الخطوب، ولقد مرّت بديار الإسلامِ أزمان شديدةٌ ونكبات عديدة، انتهت فيها الخلافة الرّاشدة وسقطت الدّولة الأمويّة والعباسيّة وغير ذلك، ومع كلِّ هذا فلم يورِث ذلك في نفوس المسلمين شكًّا في عقيدتِهم، ولم تدفعهم إلى التطلّع لما عند أعدائِهم من أفكارٍ ومبادئ وأساليبِ حياة وأنماط سلوك تُخالف شريعتَهم ويأباها دينُهم، ولم يرَوا الحقَّ إلاّ في دين الله عقيدةً وسلوكًا ونظامَ حياة، وهذا هو معنى الاستعلاء في قولِ الله عزّ وجلّ: وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ . آل عمران :139  ، أي: أنّ العزّة والعلوّ بالإيمان والثّبات عليه، لا بالغلبةِ والظّهور. »

قال سيّد قطب رحمه الله تعالى في ظلاله في قوله تعالى : وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ  145  سورة البقرة . «  ونقف لحظة أمام هذا الجدّ الصّارم، في هذا الخطاب الإلهيّ من الله سبحانه إلى نبيّه الكريم الذي حدّثه منذ لحظة ذلك الحديث الرّفيق الودود.. إنّ الأمر هنا يتعلق بالاستقامة على هدي الله وتوجيهه ؛ ويتعلّق بقاعدة التّميّز والتّجرّد إلاّ من طاعة الله ونهجه. ومن ثمّ يجيء الخطاب فيه بهذا الحزم والجزم، وبهذه المواجهة والتّحذير.. إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ . إنّ الطّريق واضح، والصّراط مستقيم.. فإمّا العلم الذي جاء من عند الله. وإمّا الهوى في كلّ ما عداه. وليس للمسلم أن يتلقى إلاّ من الله. وليس له أن يدع العلم المستيقن إلى الهوى المتقلّب. وما ليس من عند الله فهو الهوى بلا تردّد. « 

على كلّ حال يمكن في أحسن الأحوال مع حسن الظّنّ الواجب بأعضاء المكتب السّياسي أن نقول: إنّهم يمارسون التّلوّن الأهوائي  حتّى لا يفقدون ثقة  كمشة  من اليسار لا يقيم لهم شعبنا وزنا ولا بالا ، لأنّهم  يرهبون الضّجّة والحساسيّة الّتي يثيرها الأصدقاء والحلفاء المؤقّّتين  للنّهضة ولو لمجرّد الدّعوة إلى إعادة النّظر في جزئيّة بسيطة من تلك المجلّة ، فكيف لو يدعون إلى المطالبة بتطبيق الشّريعة ، ومن ثمّ تفهم القول الخطير الّذي قاله الأستاذ محمّد بن سالم : » لسنا حزبا دينيّا فكيف ندعو إلى دولة دينيّة  » . قال الغنّوشي في جريدة المتوسّط في 27 /05 /1993 :  » فالمطالبة بتطبيق الشّريعة في الأردن أو في اليمن أو الكويت لا يثير من الضّجّة والحساسيّة ما يثيره مجرّد الدّعوة إلى إعادة النّظر في جزئيّة من مجلّة الأحوال الشّخصيّة في تونس  » .

نعم لقد تكبّلت حركة النّهضة بوهم قبولها طرفا سياسيّا وبسراب عضويّتها فيما يسمّى المجتمع المدني ، حتّى صارت عاجزة عن الدّفاع عن جزئيّة إسلاميّة بل حتّى بالتّصريح عن هويّتها الحقيقيّة  » نحن لسنا حزبا دينيّا  » وبذلك تؤبّد النّهضة مخالفات السّلطة للإسلام وتسوّغ لهذه التّحريفات وتباركها . هذه هي الحقيقة كاملة . ففي الوقت الذي قطعت حركة الإخوان الدّوليّة  أشواطا مهمّة في الدّعوة في كلّ مكان ومنذ زمان إلى تطبيق الشّريعة عبر شعار الإسلام هو الحلّ ، تبقى حركة النّهضة التّونسيّة وحدها النّشاز والحالة الفريدة الّتي تخشى ضجّة وحساسيّة النّخبة المتهالكة الّتي آختارت أن تخاصم ربّها ، ولا تستطيع النّهضة إلاّ أن تستسلم لشروطها المذلّة وترسم مواقفها على أهواء غيرها لا على حسب مرادات الشّرع العزيز. ولا يخفى أنّ هذا المنهج يحدث من الأضرار ما الله وحده به عليم منها :

 ـ إرضاء قوم ما رضوا عن ربّهم بل ما آمنوا بعدله وبحاكميّته .

ـ إرضاء قوم غضب الله عليهم .

ـ مصادمة الأصول الشّرعيّة والثّوابت العقديّة بل وأد نصوص الولاء والبراء الّتي لا يصحّ إيمان إلاّ بها .  

ـ كتمان الحقّ والتّعمية عن الشّرع .

 ـ ترك النّاس في جهل  .

ــــ  إحداث فتنة التّفريق بين المسلمين فيتعلّق النّاس بتلك التّصريحات العلنيّة فيعتقدها البعض فيوالي عليها ويعادي ولا يخفى ما يسبّبه ذلك من فتن عظيمة !!!

 

إنّ الملاحظ أنّ نهضة المهجر لا يريدون أن يعالجوا قضاياهم بأنفسهم فهم يتواكلون على غيرهم في كلّ مرّة  .  فتارة على الجوار، وتارة على اليسار، وتارة على ركوب موجة الإصلاح الأمريكيّ ، وتارة بخذلان الصّحوة الجديدة .

إنّ مواقف نهضة المهجر المعلنة لا يراد منها إلاّ  أن ترضي خصوم العقيدة ولو على حساب إغضاب الموحّدين بفتح باب جحيم معاداة مشاعر المسلمين بالتّهوين من المخالفات الواضحة لمجلّة الأحوال الشّخصيّة للشّريعة الغرّاء .

إنّ هذا الخطاب ليتخبّط  في وهم المصالح والمآلات وما هو في الحقيقة إلاّ فكر خاضع لأجندة حزب قد يستنفذ أغراضه إن أصرّ على تنكّره لمطالب العقيدة وقبوله بالحلّ التّوافقي مع نخبة العلمانيّين على إبتلاع الشّريعة لوهم مقاومة الإستبداد وهو لعمري ما يزيد في تعميق الأزمة الحقيقيّة في البلد وهي العمل بعيدا عن هويّتها فيغيّبون بذلك أعظم حقّ خلق من أجله الإنسان وهو تحقيق العبوديّة المطلقة من توحيد وعبادة و تشريع ومقاومة للظّلم وعمارة للأرض و توزيع ثروة الله تعالى بين النّاس بالعدل..

 

إنّ  الخطاب الّذي درجت عليه نهضة المهجر لا تستسيغه شعوبنا اللاّهثة على الفكر الثّابت المقاوم لا النّاعم المائع . إنّه الخطاب الّذي يزيّف الوعي ويشوّه الدّين ، لأنّه نتاج للفكر الإستسلامي لشروط  العلمانيّين وإملاءاتهم . إنّهم سينتهون ـ وقد آنتهوا ـ إلى ماآنتهى إليه أردوغان حيث رفض مقابلة خالد مشعل ، وإلى  قبول من على شاكلتهم أن يكونوا في مجالس حكم يعيّن من طرف الغزاة .. أو يتبعون أثر مرشدهم التّرابي حليف قرنق ضدّ إخوانه ، وهو نفسه المنهج الذي جعل السّودانيّين يطردون لاجئي النّهضة التّونسيّيّن من أرضهم كثمن لإعادة علاقاتهم مع السّلطة في تونس .. وهو نفس المنهج الذي ينتهزه عمرو خالد والجفري وطارق رمضان نجوم آبتزاز آنتهاك حرمة النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وآحتقار مسلمي الدّنمارك ! أو إلى مثل تصريح الأخ خالد مشعل ـ وفّقه الله وثبّته على ما كان عليه ـ   بشأن المسألة الشّيشانيّة الّذي قال فيه : مسألة روسيّة داخليّة ، ونحن لا نتدخّل في الشّؤون الدّاخليّة للدّول الأخرى . وهذا موقف فيه ما فيه من القسوة والّتنكّر للحقوق المشروعة للشّعب المسلم في الشّيشان ، ممّا جعل زعيم الشّيشان أحمد زكاييف  يعلّق على ذلك التّصريح قائلا: » ولم نتوقّع أن يكون هناك أيّ فارق بين حماس وياسر عرفات ، لقد وضعوا مصالح الحكومة الرّوسية فوق تلك الخاصّة بالتّضامن الدّيني مع المسلمين الشّيشان « .

 

والحمد للّه الذي جعل من زمن انكسار المسلمين وانحدارهم منحة  تمييز الخبيثَ من الطيِّب والصادِقَ من الكاذب والمؤمنَ من المنافق …قال إبن القيّم : » … فلولا خلقُ الأضداد وتسليط أعدائه وامتحان أوليائه لم يستخرِج خاصَّ العبوديّة من عبيده، ولم يحصل لهم عبوديّةُ الموالاة فيه والمعاداة فيه والحبِّ فيه والبغض فيه والعطاء له والمنع له  »

فهل منهج التّخذيل هذا يقرّه شرعنا الحكيم وخلقنا العظيم ؟ أفليس من أصولنا المباركة الّتي يعلمها الأمّيّ العامّيّ أنّ من يخذل مسلما يخذله الله تعالى ، وأنّ من ينصر مسلما ينصره الله تعالى ؟

 أم إنّ القيم اليوم أصبحت متخلّفة ومن تمسّك بها فهو أصوليّ متطرّف رجعيّ ساذج ؟ وللسّياسة دهاقينها الحداثيّون التّقدّميّون الشّاطرون ؟ إنّه منهج النّخبة الّتي آستعلت على بساطة القيم وسلامتها من التّشويش والتّهويش .وفي الآثار  أنّ النّخب الفكريّة والسّياسيّة هم وراء إفساد الدّين .

 

إنّه حان الوقت أن توضّح حركة النّهضة التّونسيّة موقفها بكلّ صراحة ووضوح فإمّا حركة إسلاميّة تلتزم بمطالب الشّريعة كلّها ـ كما عهدها عليها شعبها في عهد السّبعينات ـ دون لفّ أو دوران ودون تعديل لها وتدخّل فيها ، وإمّا أن تنخرط في لعبة النّخبة وتتخلّى عن الدّين الّذي تقدّمه مزيّفا . أمّا مسك العصا من الوسط . و نحن لسنا حزبا دينيّا ، نحن حزب مدني ذو خلفية إسلامية . كما يلعب على ذلك إبن سالم ومن معه ، والتّغطّي برداء الوسطيّة المزيّفة فما عاد ينفع . إنّه لا يجوز أبدا أن تواصل على هذه الإزدواجيّة وعلى هذا الغموض .

ولتذكر نهضة المهجر الموقف العظيم لنبيّ الرّحمة  صلّى الله عليه وآله وسلّم  وقد إجتمع المشركون على قتله وهو مستضعف وقد قال لهم في كبرياء وشموخ وعزّة منقطعة النّظير :  » والله يا عمّ لو وضعوا الشّمس …. »  قالها النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم للمشركين وقد تنازلوا أن يعطوه السّلطة والثّروة والنّساء مقابل أن يتخلّى عمّا يسمّيه العلمانيّون اليوم الدّولة الدّينيّة ، فرفض أن يستدرج لشروط أعداء الشّريعة وقد أعطوه ما أعطوا ، فكيف بمن في موقع نهضة المهجر ولم يعطوا شيئا !!!

ولتذكر مواقف نّبيّ الهدى والرّحمة وقد قلاه العالم كلّه مكّة والطّائف ، ومات القريبان خديجة وأبو طالب ، والصّحابة مشرّدون فيهم من هو في الحبشة وفيهم من هو في مكّة يقتل، ومنهم من ينتظر ومنهم من هو رهينة ومنهم من هو على خوف ،  ويعرض نفسه صلّى الله عليه وآله وسلّم على القبائل الوافدة إلى الحجّ ، فكان ردّهم عليه قبيحا ، وكيف لا يكون كذلك وعمّه أبو لهب يسير خلفه يكذّبه ويخذّله ، كلّ ذلك لم يلجئ الرّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم أن يداهن أو يجانب الصّدق في منهجه أو أن يعد النّاس بغير الحقّ ! قال رجل من قبيلة بني عامر بن صعصعة ، ويدعى بيحرة بن فراس : » والله لو أنّي أخذت هذا الفتى من قريش لأكلت به العرب ،ثمّ قال للنّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم:  » أرأيت إن تابعناك على أمرك ثمّ أظهرك الله على من خالفك ، أيكون لنا الأمر من بعدك ؟ » قال صلّى الله عليه وآله وسلّم : » الأمر للّه  يضعه حيث يشاء  » ، قال الرّجل :  » أفنهدف نحورنا للعرب دونك ، فإذا أظهرك الله كان الأمر لغيرنا ، لا حاجة لنا بأمرك  » إبن إسحاق عن الزّهري ـ سيرة إبن هشام 2 / 76

هكذا يجب أن يكون خطاب المسلم حتّى ولو كان في أحلك الظّروف الصّدق الّذي يجلب الإحترام والّذي يكسب ثقة المضطهدين والّذي لا يعطي الخصوم فرصة واحدة للطّعن في مصداقيّتنا هذا فضلا عن مرضاة ربّنا وما يقدر لنا سبحانه وتعالى  من توفيق  وتأييد وعزّة ونصر ، لأنّ كلّ ذلك بيده وحده عزّ وجلّ .

إنّ نهضة المهجر وهي تستحيي أن تذكر عقائد دينها وشرائع ربّها وتؤجّل كلّ ما لا يرضي العلمانيّين ويصادمهم أو ما يشوّش على المشروع السّياسي ، حتّى ما عدت تميّز بين خطابها وخطاب حلفائها من اليسار .

 

ما الّذي جعل نهضة المهجر تسلك هذا السّبيل ؟ إنّه وحل الإزدواجيّة ودوّامة الإصرار على الخطأ . و هو الخوف من  » كمشة   » مهمّشة من العلمانيّين الّذين لا يعرفهم شعبنا ولمّعتهم نهضة المهجر بإرضائهم وآبتغائهم عندهم العزّة . فهل هذا هو الّذي أعاقهم أن يتلوّنوا وألجمهم أن يقولوا على الله غير الحقّ ، أم أنّ  مجلّة الأحوال الشّخصيّة الخارقة للشّريعة  ليس لها أثر في الحياة السّياسيّة لأنّهم جعلوا أولوّيتهم الكبرى مقاومة الإستبداد ولو على حساب العقيدة !!! أفليست هذه القوانين المخالفة للشّريعة في مجلّة الأحوال الشّخصيّة إستبداد إجتماعيّ وطاغوت تشريعيّ  ، لا بدّ أن تجتمع كلمة المسلمين على التّصريح بمخالفته والتّنديد به . أوليس تشريع ما لم يأذن به الله من أعظم الإستبداد ؟

 

لقد أجّل نهضة المهجر العقيدة في أكثر من مناسبة ، وكان ذلك سبب  مقتلهم لأنّه من أجّل العقيدة ففي الحقيقة فقد ألغاها وأهملها في كلّ شيء وفي كلّ مجال ، ومن فعل ذلك فلا تسأل بعد ذلك لماذا يقع القوم في الكوارث ؟  ولا تعجب من إلزامهم الخطإ لمن خالفهم ، بل يقاضونهم بالتّشدّد والتّطرّف والأصوليّة  ويغرفون من مصطلحات ترضي أعداء الله ورسوله والمؤمنين . إنّ منهج نّهضة المهجرالمتناقض المندّد بالسّلفيّة التّونسيّة الّتي لا وجود لها إلاّ في المكر السّياسي ، والسّاكت عن العلمانيّين بل المداهن في بيان الشّريعة كاملة والدّفاع عنها  مصادمة  للأصول واعتداء على الثّوابت  ممّا يكشف عن خلل منهجي خطير يطعن في شرعيّتهم كما  يطعن في موازينهم  .

 إنّ إلزام المخالف للنّهضة  بالخطإ والإنحراف مخالف لرحمة المنهج الشّرعي المحرّض  على حسن الظّنّ وعلى إيجاد العذر لمن وقع في مخالفة شرعيّة واضحة . والدّليل أنّ الرّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم نهى عن لعن صحابيّ و قد شرب الخمر في حين أنّه لعن من يشربها عموما وعلّل سبب عدم لعنه بقوله إنّه يحبّ اللّه ورسوله …

وإنّ سبيلهم  ذلك :

ـ  مخالف للمنهج الإسلامي القاضي ب  » المسلمون تتكافأ دماؤهم وهم يد على من سواهم  » وأنّ المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله . كلّ المسلم على المسلم حرام ….

ـ  مخالف لمنهج الشّرع الحكيم الدّاعي إلى جمع كلّ المسلمين والعاملين منهم بالخصوص على الحقّ والسّنّة ضدّ الأعداء الخلّص ولا الإستقواء بهم أو التّقرّب منهم بالنّيل من إخوان العقيدة بأيّ نوع من النّيل … لأنّ من ثوابت أصول الدّين وقطعيّاته ثبات أصل الأخوّة الإيمانيّة ولا يسقط ذلك إلاّ بكفر يقينيّ ولا ينتهك بتأويل أو إحتمال أو وهم أو ظنّ قد يعظم بسب الأهواء السّياسيّة الّتي كثيرا ما تلبّس عليهم أحلام مصالح وهميّة …

إنّ هذا المسلك الذي يقدّم أولويّات مصالح الوسيلة ـ  » أي الجهاز  » والذي يرتقي عندهم  إلى تسميته ب  » الكيان  » ـ على أولويّات العقيدة ومقتضياتها خطأ شنيع وضلال  بيّن وآنحراف واضح سيرشّح إلى عقبة في طريق البناء الإسلاميّ في تونس لسقوطه ضحيّة الدّخن الفكري والتّهوّك المنهجي فضلا عن مكبّلات مصالح الحزبيّين ومثقلات الذّنوب والمظالم ، وملجمات الجمود وعدم التّطوّر والرّكون إلى الحلقة المفرغة .

إنّ المبادئ العظيمة لا تنصر بمواقف هزيلة ومن طلب عظيما قدّم العظائم ، والجماعات الضّائعة والفكر الطريّ لا يمكن أن يكون سندا لهدف ضخم ولا حمّالا لواجبات عظيمة .

إنّ أهل الحقّ ليست لذّتهم في كسب مواقف ينقلب عليها غدا ، ويتلوّن عليها بعد غد ، ولكنّ سعادته في الحقّ الّذي معه ، مهما كلّف من  » خسائر « مرحليّة ومن عنت وقتيّ لأنّ الحقّ الإلاهيّ لابدّ أن يعلن ، والوعد الرّبّاني لا بدّ أن يتحقّق …

إنّ الخطاب الموغل في الحزبيّة المفرّط في حقوق الإسلام الّتي من أعظمها الدّفاع عنه وبيانه وعدم كتمانه والصّدق في الخطاب السّياسي والحفاظ على وحدة المسلمين وبراءة ذمّتهم ،  ليطرح إشكالات عديدة من أهمّها : الغاية أي لمن يعمل ؟ و الولاء لمن ؟ هل غاية العاملين في النّهضة للّه أم للحزب ؟ وهل الولاء للإسلام وأهدافه أم للحزب وأهدافه ؟ هذه أسئلة قد تكون حرجة ، ولكنّها ضروريّة جدّا لكلّ من يحرص أن يقبل الله عمله ، كما يجب أن تطرح على قوم أجّلوا العقيدة في عملهم للإسلام !!!

لقد أبعدت النّهضة من منهجها السّياسي  » التّشويشات  » الدّينيّة فهي لا  تريد مصادمة السّلطة في مخالفاتها الواضحة للشّريعة لأنّها تخاف هجمة جميع بيت عنكبوت العلمانيّين الذين هم الوجه الآخر للسّلطة في معاداتهم للشّريعة .  فكيف تكون لها إذن  شرعيّة إسلاميّة ؟ وإذا لم تعارض السّلطة في مصادماتها الواضحة للشّريعة فعلام تعارضها ؟

إنّ حركة نهضة المهجر بمواقفها الضّعيفة هذه يعدّ تنكّرا لذاكرتها وهويّتها وثوابتها وطعنا في مكاسبها التّاريخيّة الّتي لم تحقّقّها إلاّ بدفاعها عن الشّريعة ، ورفع راية عقيدتها ، وبصلابة مواقفها ، وبتبنّيها لآلام شعبها ، وبتعبيرها عن آماله ، ولم تلق تلك الحظوة بسبب التّنازلات والتّلوّنات والمراوغات …إنّ الإصرار على الثّّوابت الشّرعيّة هو وحده الكفيل للنّجاح والتّوفيق ويكفي ذلك نصرا وعزّة .. وآنظر إلى حماس ما الّذي جعل الشّعب الفلسطيني يختارها !!! فهل شيء غير التّمسّك بالثّوابت والحقوق المشروعة أمام أضخم آلة حرب وتدمير في المنطقة وبدعم حبال النّاس المنقطعة النّظير من العالم  .

فهل يمكن أن نقول إنّ منهج نّهضة الضّعيف المتلوّن الخاضع لضغوط الإكراه و الإغراء والرّهب  و الرّغب  لفي أشدّ مأزق وهو تحوّلها عن الثّوابت والقيم من أجل وهم المكاسب ، سينتهي بها يوما إلى التّخلّي عن مبادئها سعيًا لإرضاء العلمانيين . وهل فعلا إنّ حركة نهضة المهجر تخلّت عن سمتها الإسلاميّ وتدحرجت إلى علمنة مقنّعة برداء دينيّ رقيق كشف عنه إبن سالم بقوله لسنا حزبا دينيّا …

إنّ الله عزّ وجلّ جعل قداسة هذا الدّين فوق كلّ إعتبار، ورفع لواء العقيدة فوق كلّ شيء ، فلا قيمة لشيء مهما غلى إذا كانت العقيدة أو شعائر الدّين مهدّدة . وإنّ أعظم شيء يجب أن تعمل له الصّحوة في تونس ـ والّذي تنكّرت له نهضة المهجر ـ  أن ترفع مبدأ العقيدة أوّلا عبر حقوق الله أوّلا ، وأعظم حقّ له  سبحانه وتعالى أن يعبد وحده ، ولا يشرك به شيئا ، ولا يتّخذ النّاس من دونه أربابا أو أولياء أو أهواء وكلّ ذلك طاغوت يجب أن يكفر به .

وإن كان كبر مقامي هذا على المتعصّبين الّذين يعرفون الحقّ بالرّجال وبأحزابهم ومؤسّساتهم وينكرون علينا ما يبدو لنا من حقّ ، فهذا قول الأخ الصّابر الصّادق شورو الثّابت على الحقّ ـ أحسبه والله حسيبه ـ والّذي لم يداهن ولم يخنع رغم أنّه بين يدي جلاّديه ،  فرّج الله عنه وعن إخوانه المحتجزين  :

 »  … لا أرى أن تجعلوا مسألة خروجنا من السّجن هي قضيتكم الأولى، فإنّ هذا الخروج سيأتي بإذن اللّه تعالى في الأجل الذّي كتبه اللّه تعالى كما قلت، وإنّما اجعلوا قضيتكم الأولى فتح قلوب النّاس لدين اللّه تعالى ولكتابه ولسنّة رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم فتلك هي رسالتنا الكبرى التّي عليها نحيى وعليها نموت إن شاء اللّه، وكلّ ما يصيبنا في سبيلها إنّما هو ابتلاء من اللّه تعالى، يصيبنا به متى شاء ويرفعه عنّا متى شاء…. إنّ اللّه تعالى قد ابتلى يوسف عليه السّلام بالسّجن بضع سنين ليبوّئه بعد ذلك مكانة يستطيع منها أن يبلغ رسالته للنّاس ويجمع حوله قومه الموحّدين ليجعل منهم حزبه الذّي يدعو إلى دين اللّه، فتلك هي حكمة سجننا وهجرتكم أيضا. إذ يريد اللّه تعالى أن يبوّئنا بعد ذلك مكانة في مجتمعنا وفي الدّولة نستطيع بها أن نبلغ رسالة الإسلام الخالدة. ولا أدلّ على هذه الحكمة من أنّ السّجن قد جعلنا أشدّ إيمانا بهذه الرّسالة، وأكثر وعيا بمتطلباتها وشروط حملها وتبليغها، وأكثر فهما لمختلف وجوهها العقدية والفكرية والعمليّة ، وكلّ ذلك هو من الزاد الضروري للدّاعية  …..ولكن علينا أن نجمع شروطا سبعة للوصول إليها، هي التّي ذكرها اللّه تعالى في قوله « ياأيّها الذّين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا اللّه كثيرا لعلّكم تفلحون. وأطيعوا اللّه ورسوله ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إنّ اللّه مع الصّابرين ولا تكونوا كالذّين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء النّاس ويصدّون عن سبيل اللّه واللّه بما يعملون محيط »، فهذه الشروط هي : 1) الثّبات 2) ذكر اللّه كثيرا 3) طاعة اللّه تعالى وتقواه 4) طاعة الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم 5) عدم التّنازع في الأمر 6) الصبر 7) إخلاص العمل للّه وتجنّب الرّياء والغرور.  

هذه كلمات صادقة من رجل صادق أحسبه والله حسيبه ! فمع من سيحشره  المصرّون على الأوهام ، والمعاندون على ركوب الأحلام ، الذين غيّروا شريعة الإسلام ، وضاعوا بين الأنام ، وتنكّروا لتلك المهام ، الغالية الأثمان ، أتحشرونني معه ؟  أم تحشرونه معي ؟ أتحشرونه مع الصّحوة الجديدة ؟

إنّه لا بدّ من حسم وحزم !!!

قال تعالى: « قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن آتّبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين  » 108 سورة يوسف .

 

 *********************************************************************************

 

*** الفصل السابع:

 

تلقينا يوم 13 مارس 2006 الرسالة التالية:

 

Mon, 13 Mar 2006 08:25:09 +0100

De: xxxxxxx@free.fr  Ajouter au carnet d’adresses

À: tunisnews@yahoo.fr

Objet: Trans.: TUNISNEWS

   

 

 

Salam alikom

 

J’ai bien reçu votre email concernant mon dernier article que vous

n’avez malheureusement pas  publié, je vous réponds aujourd’hui car

durant plus de 10 jours j’avais des problèmes personnels assez graves

que je ne pourrais expliquer dans cette correspondance .Faites Douaa

pour moi mes frères qu’Allah m’aide à les résoudre.

 

sachez que dernièrement j’ai eu beaucoup de compassion pour le Chaykh

Khamis el Majri qu’Allah le préserve , car il est l’objet d’attaques

personnelles injustifiés de la part de personnes se cachant derrière

des pseudonymes de toutes sortes ou avec des identités manifestes , et cela

m’a poussé à écrire afin de consolider ses thèses qui me semblent tout

à fait conformes au Kitab et la Sounnah même si je n’ai pas eu l’honneur

de le rencontrer .Car la vérité passe avant les noms de ceux qui la

disent .En plus il est le seul sur votre site qui traite les sujets de

notre pays à travers les textes religieux et les règles

jurisprudentielles de la législation islamique sans se tremper dans le

pragmatisme néfaste ni dans les zigzagues politiciens de certains

membres de parti qui se disent « islamistes réformistes  » ou « islamistes

modernes« .

 

Sachez que j’ai agi de la sorte en demandant d’abord le consentement de

l’intéressé qui m’a simplement réclamé de lui transmettre une copie des

textes le concernant car malgré tout il ne me connait pas de prés car

il ne me connaissait qu’au téléphone(et je comprend et respecte sa

décision)  et dernièrement je n’ai pu lui envoyé mon texte par email

car je n’avais plus  la possibilité d’écrire en langue arabe dans mon

Windows  mais je pouvais toujours le lire alors j ai écris mon texte à

la main et je lui ai faxé et il m’a dit qu’il vérifiera mon article et

qu’ une personne de son entourage se chargera de le retranscrire et de

me l’envoyer afin de vous le faire suivre , et je ne me suis pas rendu

compte que je n’ai pas effacé l’historique avant de vous l’envoyer .

 

Enfin je souhaite vivement que vous publiez ce texte car j’ai passé

beaucoup de temps à le penser et l’écrire et je m’excuse pour le

malentendu précédant.

 

Qu’Allah nous guide tous à son chemin et qu’il nous facilite à tous

d’œuvrer pour sa religion et pour le bien des musulmans.

 

Wassalamou alaykom wa rahmatoullah wa baraktou

 

Votre frère fillah Abou Albara Al mouhajir

 *********************************************************************************

 

 

*** الفصل الثامن والأخير:

 

ختاما ، إننا لم نقتنع  بالتبريرات المقدمة من الطرفين و نترك لقراءنا  الكرام حرية الخيار في قبولها أو ردها.

 

لقد تعاملنا مع كتابات السيد الماجري بنفس الأسلوب الذي نتعامل معه مع كل المراسلات التي نتلقاها من أصحاب التوجهات الإسلامية والقومية واليسارية والليبرالية والدستورية والتحررية (المتشدد منها والمعتدل على حد السواء) لأننا نعتقد جازمين – ولا زلنا – أن دور الإعلام في بلد يعيش منذ عشرات السنين مأساة وطنية متعددة الأبعاد من انغلاق سياسي وجمود فكري وقمع لقواه الحية وازدراء بها يقتضي إطلاع الرأي العام في بلادنا على أهم الأفكار والرؤى المتداولة على الساحة بكل أمانة وبقدر كبير من الحياد وفي إطار القوانين السارية.

 

لقد اتسع صدرنا على مدى الأشهر الماضية بأقصى ما هو متاح (بل وأكثر مما هو مباح شرعا وقانونا في نظر كثيرين) ولم نتردد في أن ننشر للسيد خميس الماجري مقالات اشتملت على عشرات الآلاف من الكلمات وأفسحنا له المجال ليعبر عن أفكاره ورؤاه بكل حرية وبدون أي تدخل منا. أما اليوم فإننا نعتقد أنه من غير المعقول أن تأدي هذه الأريحية لمحاولة التلاعب بنا او من خلالنا بالقراء والرأي العام الذي وضع فينا ثقته الغالية.

 

لذلك و من أجل الحفاظ على مصداقية النشرة واحترام قراءها فإنا نرى من الأفضل للجميع كما أثبتت التجربة أن يبادر السيد الماجري ومن معه بإنشاء موقع أو مواقع لهم ينشرون فيها أفكارهم ويهاجمون فيها من يشاؤون وكيفما يشاؤون  و بالأسلوب الذي يشاؤون  – فالفضاءات الإفتراضية « واسعة وعريضة » ولا أحد يحجر على أحد فيها-   حتى لا تصبح  هذه النشرية  ساحة مواجهات و تصفية حسابات بأساليب غير راقية  و إنما تواصل كما نسعى لها أداة للتدرب على التعايش بين أبناء الوطن ووسيلة للتقارب والتفاهم والإقتراب يوما بعد يوم من ركائز راسخة نشيد عليها الوفاق الوطني المنشود على الحد الأدنى الذي يمكن أن نبني به مستقبلا أفضل لأبناءنا وإخواننا ومواطنينا في بلدنا العزيز.

 

ملاحظة أخيرة: هذا  الحل المقترح  لا يمنع المعنيين بالموضوع  من استعمال حقهم المشروع في الرد على كل ما ورد في مقالات السيد الماجري الثلاث بالحجة والبرهان والدليل وفي إطار حضاري يتعالى عن الردود المتشنجة والمنفعلة. مع كل الشكر والتقدير.

 

والسلام

 

فريق تونس نيوز

14 مارس 2006


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.