Home – Accueil – الرئيسية
TUNISNEWS
7 ème année, N° 2213 du 13.06.2006
هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات بتونس: بــيـان الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات: بلاغ صحفي الوحدويين الناصريين بتونس: بــيـان موقع الديمقراطي التقدمي: بلدية قابس: ما هذه الصحوة الفجئية؟ موقع الديمقراطي التقدمي: تهيئة وادي قابس: مشروع لم يرى النور عبد الحميد الحمدي: وجهة نظر وطنية في أهم الملفات التونسية الوطن القطرية: الشيخ راشد الغنوشي » قطر أكثر النظم العربية انفتاحا ويكفيها انطلاق «الجزيرة» من أرضها »
الاستاذ فيصـل الزمنى : العفو الجبـائي بين الارادة السيـاسية و التطبيق الاداري (الجـزء الثـانى) د.خالد الطراولي: حقوق دولة الاستبداد محمد العروسي الهاني: أبغض الحلال في المجتمعات المتطورة الطرد وقطع الخبزة توفيق المديني: أوروبا وأمريكا فرّقهما العراق ووحّدتهما إيران رشيد خشانة: استعداد لتجاوز « برشلونة » ولكن في إطار « ثـنـائـي » توفيق المديني: اتحاد المحاكم الإسلامية يهزم أمراء الحرب في الصومال بعد تعيينه مديرا لأيام قرطاج السينمائية، الصباح تلتقي المخرج السينمائي فريد بوغدير الصباح: فـــي منتـــدى الذاكرة الوطنية (2 من 1): الطيب التريكي مدير ديوان المسعدي يتحدث عن المخطط العشري في تحويل التعليم (1968-1958) الجزيرة.نت: مصور مجزرة شاطئ غزة يروي تفاصيل الجريمة القدس العربي: رفض شعبي في المغرب لمتحف يخلد الماريشال محمد أمزيان الذي قمع المغاربة مستعمَرين ومستقلين القدس العربي: لقاءات مغاربية بطرابلس عشية اجتماع لجنة المتابعة لاتحاد المغرب العربي القدس العربي: مرشد الاخوان يدعو لطرح اتفاق كامب ديفيد للاستفتاء القدس العربي: الجزائريون يتجاوزون عقدة المونديال بفك الرقم السري لقناة تلفزيونية سويسرية
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).
|
هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات بتونس بــيـان
تابعت هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات خلال اجتماعها الدوري ما جد من أحداث في الساحة الاجتماعية ومن انتهاكات متواصلة للحريات وأصدرت البيان التالي: – تحييّ هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات نضالات النقابيين وتعبر عن تضامنها مع مطالبهم المشروعة التي التفت حولها القوى العمالية بأكملها وهو ما اتضح بجلاء من خلال الإضرابات التي شنها قطاعا التعليم والصحة و يفند ما تقوم به السلطة من محاولات يائسة لطمس حقيقة تردي الأوضاع الاجتماعية عموما. – تندد بما تعرض له عضوا هيئة 18 أكتوبر، الأخوان علي بن سالم رئيس فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ببنزرت الذي وقع إيقافه في ظروف مهينة ورفعت ضده قضية عدلية ولطفي الحاجي الكاتب العام لنقابة الصحافيين الذي وقع اختطافه في الطريق العامة وسط تونس العاصمة قبل نقله إلى منطقة الشرطة ببنزرت. كما تندد بإيقاف الأخوين حمدة مزقيش ومحمد بن سعيد في إطار تداعيات البيان الذي أصدرته هيئة الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ببنزرت بخصوص الظروف المتردية والمشينة التي يعاني منها السجناء السياسيون بمعتقل برج الرومي السيئ الصيت. – تدين ما تعرض له الأخ علي العريض عضو هيئة 18 أكتوبر الذي وقع جلبه إلى مقر الشرطة بتونس وتهديده بإرجاعه إلى السجن إذا ما واصل نشاطه السياسي وتؤكد بهذه المناسبة على الطابع الملح لمطلب العفو العام الذي من شأنه أن ينهي معاناة المعتقلين وقدماء المساجين واللاجئين ويعيد لهم حقوقهم المدنية والسياسية. – تستنكر وتشذب المضايقات التي طالت أسرة قناة « الحوار » الفضائية التي يديرها وينشطها السيد الطاهر بن حسين. وهيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات: – تعبر عن تضامنها الكامل مع كل من طالهم القمع وتدعو كافة القوى الحية إلى اليقظة والتعبئة من أجل التصدي إلى كل هذه الانتهاكات – تطالب السلطة بوضع حد لهذا الانزلاق الخطير المتمثل في القمع المنهجي لكل الأصوات الحرة مهما كان موقعها، وهو ما يهدد الاستقرار الحقيقي للبلاد. تونس في 13 جوان 2006
إعلام
لقد زرت أخي علي رمزي بالطيبي يوم الخميس 08جوان2006 المقيم في السجن المدني ببرج الرومي فأعلمني أنه سيدخل في إضراب وحشي عن الطعام « بدون ماء وسكر » مع مجموعة من المساجين السياسيين يوم الجمعة09جوان2006 لنفس المطالب التي كانوا أضربوا عن الطعام من أجلهامن قبل ولم تتحقق وقد كانوا دخلوا في إضراب عن الطعام يوم الإثنين 05جوان2006 إلى يوم الإربعاء بدون نتيجة كما أنهم شنوا إضرابا قبل ذلك يوم الجمعة والسبت والأحد 28،27،26ماي
محمد أيمن بالطيبي
الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات Association Tunisienne des femmes democrates 67، شارع الحرية 1002 تونس – ص ب 107 حي المهرجان 1082 تونس 67, Avenue de la Liberté 1002 Tunis Tunisie / BP 107 Cité Mahragène 1082 Tunis Tunisie. Tél: (216)71 831135 Fax: (216) 71 831525 Email : femmes_feministes@yahoo.fr تونس في 12جوان 2006 مرجعنا رقم : 72/06 بلاغ صحفي
تحت شعار » لا مواطنة دون مساواة ولا ديمقراطية في غياب الحريات « انعقد المؤتمر السابع للجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات أيام 9، 10 و 11 جوان 2006 وانبثقت عنه هيئة مديرة جديدة التي اجتمعت يوم 11جوان 2006 بحضور السيدة هادية جراد رئيسة المؤتمر وتم توزيع المهام على النحو التالي : 1- الرئيسة : خديجة الشريف 2- الكاتبة العامة : سعيدة قراش 3- أمينة المال : صفية فرحات 4- العلاقات الخارجية : حفيظة شقير 5- الإعلام : كوثر عباس 6- الصحة : حياة ورتاني 7- الشؤون القانونية : سعلد محمود 8- الشغل : وسيلة عياشي 9- التربية والثقافة : رجاء الدهماني وبهذه المناسبة تحيي الهيئة المديرة الجديدة صمود النساء ونضالاتهن داخل تونس وخارجها وتكبر فيهن سعيهن الدائم للتحرر والمساواة والكرامة والمواطنة، وتعبر عن اعتزازها بحرص المنخرطات بالجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات على التعامل الديمقراطي خلال أشغال المؤتمر. كما تشكر الهيئة المديرة المتخلية التي حرصت طيلة الدورة النيابية، على إرساء مبادئ الجمعية والدفاع عن حقوق النساء وذلك بالتعاون والتضامن بين المنخرطات وبين الجمعية و مكونات المجتمع المدني وطنيا ودوليا. كما تعبر عن امتنانها لكل من حضر فعاليات المؤتمر، منظمات وجمعيات وأحزاب وشخصيات رجالا ونساء وكل من راسل سواء من داخل تونس أو خارجها. عن الهيئة المديرة الرئيسة خديجة الشريف
بسم الله الرحمان الرحيم
« إن الآلام العظيمة تصنع الأمم العظيمة إذا وعت أسبا بـها وإستفادت من دروسها… » جمال عبد الناصر.
تمر هذه الأيام ذكرى هبة الجماهير العربية الهادرة من المحيط إلى الخليج في مظاهرات عفوية عارمة لا مثيل لها في تاريخ الشعوب وذلك بداية من يوم التاسع جوان /حزيران 1967 ترفض الهزيمة وتتمسك بقائدها الذي عبر وبشجاعته المعهودة عن إستعداده لتحمل مسؤولية ما تقرره الجماهير-هذه الجماهير التي عبرت عن أصالة إنتمائها وصدق وعيها وصلابة ارادتها فألهمت القائد الصبر على المحنة والقدرة على إعادة ترتيب البيت لإستتئناف القتال فكانت قمة الخرطوم بلاءاتها الثلاث وكانت حرب الاستنزاف التي أرهقت العدو أيما إرهاق و كان العمل المتواصل لإزالة أثار العدوان وإعادة بناء القوات المسلحة.
إن الوحدويين الناصريين بتونس ، وإيمانا منهم بأن » الذي يستحي من قراءة تاريخه لا يستحق الحياة » فلا يمكن أن تمر هذه الذكرى الأليمة دون إستحضارها لإستخلاص العبر وإستلهام الدروس , ومن ذلك :
1. أنّ أوهام السلام التي تروجها الدوائر الإستعمارية والرجعية العربية، نظما ومنظمات وأدعياء للثقافة، هي أراجيف يراد بها ترويض وتركيع الإنسان العربي وقبوله بالأمر الواقع ليتعايش مع أعدائه.
2. أنّ عدالة قضيتنا تبيح لنا، وفق كل الأعراف الإنسانية والدولية، إستعمال كل وسائل الدفاع عن النفس. ولا مناص للأعداء من تجنب عقاب أمتنا إلاّ بالرحيل عنها وتركها تتدبر أحوالها كيفما أرادت دون تدخل أو وصاية.
3. إنّ الدولة القطرية مهما بلغت من قوة وتطوّر، لا تستطيع أن تنوب عن الجماهير العربية، في التحرير وحماية الأمن القومي،فالجماهير المعبأة والمنظمة وفق الأساليب العلمية الحديثة، هي القادرة دون سواها، على تحقيق أهدافها في التحرير والتحرر.
إن الوحدويين الناصريين بتونس، وفي مثل هذه الذكرى من تاريخ أمتهم:
· يدينون بشدّة محاولات تجويع شعبنا العربي في فلسطين تحت ذرائع واهية ومنطق أخرق،ويدعون فصائل المقاومة للوحدة والصمود، كما يدعون جماهير أمتنا إلى تحمل مسؤولياتها لرفع الحصار عن أهلنا في فلسطين .
· يحيون صمود أهلنا في العراق البطل في وجه الإحتلال الأنجلو- أمريكي وحلفائه الساعين بكل الوسائل إلى تفكيك نسيجه الإجتماعي ونهب ثرواته وتصفية علمائه، ويعتبرون أن إلتفاف كل فئات الشعب من أعراق وطوائف وأحزاب وجماعات هو السبيل لطرد الإحتلال وإعادة العراق إلى وضعه الطبيعي ليضطلع بدوره التاريخي في مسيرة الأمة العربية المعاصرة.
· يدينون بكل شدّة عمليات التصفية على الهوية التي تقترفها عصابات القتل المأجورة، ويحيون المقاومة الباسلة وصمود القيادة الشرعية للعراق الأشم، التي تتحدى جلاديها بكل شموخ وإقتدار، ويحملون الإحتلال الأنجلو- أمريكي والأنظمة العربية مسؤولية حماية حياة هذه القيادة وحياة كل الأسرى في سجون الإحتلال وعملائه.
· يجددون إدانتهم ورفضهم لعملية إستهداف سوريا ولبنان ومحاولة نزع سلاح المقاومة خدمة للمخطط الأمريكي /الصهيوني على غرار ما يحاك للسودان بتفكيك وحدته تمهيدا للسيطرة على موارده وثرواته وموقعه الإستراتيجي .
· يؤكدون أن أساليب القمع غير المسبوقة التي تمارسها السلطات التونسية ضد القوى الديمقراطية في القطر، ومحاولاتها للهيمنة على قوى المجتمع المدني والمنظمات المهنية، وتعنّتها في معالجة مطالب الشغالين بأهم القطاعات حيويّة، لا تؤدي إلاّ إلى تعقيد الوضع السياسي وتردي الواقع الاجتماعي المنذر بالانفجار.
· يحيون صمود مناضلي الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان في وجه التعسف والإستبداد وإستبسالهم لحماية الرابطة من الإحتواء والتدجين، كما يحيون نضال المحامين تحت قيادة هياكلهم المنتخبةوجمعية القضاة الشرعية ونقابة الصحافيين، ونضال مدرسيي التعليم الأساسي والثانوي والعالي، وأعوان الصحة والحركة الطلابية، وكل فئات المجتمع التي ما إنفكت تناضل بلا هوادة من أجل حقوقها المادية والمعنوية المشروعة.
· يؤكدون أن النضال الديمقراطي والإجتماعي التي تخوضه جماهير شعبنا العربي في تونس هو في جوهره وأبعاده نضال قومي تقدمي من أجل تحرير الإنسان العربي من التعسف والإستبداد والاستغلال كي يستعيد دوره لحماية أمن أمته من كل خطر يتهددها، داخليا كان أم خارجيا.
*لا صلح لا اعتراف لا تفاوض.
*ما أخذ بالقوة لا يسترد إلاّ بالقوة.
*عاش نضال جماهير أمتنا العربية من أجل الحريةوالوحدة والإشتراكية .
*معا نبني الحركة العربية الواحدة.
عن الوحدويين الناصريين/ تونس
البشير الصيد
10/6/2006
قابس في 09-06-2006
بلدية قابس: ما هذه الصحوة الفجئية؟
معز الجماعي – مناضل في الشباب الديمقراطي التقدمي
عمال نظافة و شاحنات تابعة لبلدية قابس يزيلون الفضلات المتراكمة التي كادت تخنق المواطنين، ما الذي حدث؟ نعم إنه مشهد غير عادي بالنسبة لمتساكني نهج وهران و الأنهج المحيطة به بحي محمد علي. هذا النهج الذي يكاد يكون منسيا من قبل كل المجالس البلدية التي تعاقبت و المجلس الحالي، إن هذا النهج ينتظر متساكنوه تعبيده بطريقة مثلى و صحيحة منذ أكثر من عشر سنوات حيث تتكاثر فيه الحفر مما تسبب في سقوط عدد من المسنين القاطنين به أو المارين منه إضافة إلى ما يسببه ذلك من إعطاب للسيارات المارة به سواء من متساكني الحي أو غيره. بحي محمد علي عامة و بنهج وهران خاصة أيعقل أن ترفع الفضلات المنزلية في الساعة الواحدة ليلا؟ هذه الفضلات تبقى ملقاة أمام المنازل إلى ساعة متأخرة تنبعث منها روائح كريهة و تعبث بها القطط و تتسبب في تكاثر الحشرات. فعلا إنها صحوة مفاجئة لبلدية قابس الكبرى (نتمنى أن تتواصل) للاعتناء بهذا الحي في هذه الفترة بالذات. فهل هي محاولة لامتصاص غضب المواطنين بجهة قابس بعد الكارثة أو بالأحرى جريمة الحائط الذي سقط بالسوق الأسبوعية بجارة يوم الأحد 4 جوان 2006 نتيجة الإهمال و التقصير و الذي أودى بحياة ثمانية أشخاص أبرياء. خلال هذا الشهر تكون قد مرت سنة كاملة على تنصيب المجلس البلدي الحالي، نعم تنصيبه بعد إقصاء القائمة الوحيدة التي نافسته و هي قائمة » التحالف الديمقراطي من أجل المواطنة » التي ترأسها الشاعر و الوجه السياسي و الحقوقي المعروف السيد مصطفى الحاج يحي. بماذا احتفل هذا المجلس الموقر؟ احتفل بكارثة سقوط الحائط بالسوق الأسبوعية التي لن ينساها أي مواطن بجهة قابس. و أين انجازات هذا المجلس؟ إن الانجازات لا تكون في الطريق الرئيسية و في واجهة المدينة فقط بل هناك أحياء داخلية تنتظر كل يوم التفاتة من المجلس البلدي لها. (المصدر: موقع pdpinfo.org بتاريخ 12 جوان 2006)
قابس في 09-06-2006
تهيئة وادي قابس: مشروع لم يرى النور
معز الجماعي – مناضل في الشباب الديمقراطي التقدمي يتطلع أهالي مدينة قابس الكبرى و خاصة القاطنين بالجهتين الغربية و الجنوبية منها إلى إتمام مشروع تهيئة ضفاف وادي قابس الذي أقرته السلط الجهوية منذ عدة سنوات ليكون حزاما أخضر لمدينة قابس الكبرى و متنفسا لها يمتد من منطقة « سيدي بولبابة » غربا وصولا إلى شاطئ البحر. المشروع المذكور شهد في بدايته اهتماما كبيرا من قبل السلط الجهوية و المحلية التي قامت بحملة تشجير واسعة داخله إلا أن ذلك الاهتمام توقف بصفة فجئية و لم يستكمل المشروع حيث لم تعد هناك عناية كافية بالمغروسات كما تم إهمال الفضاء الصغير الذي أقيم لفائدة الأطفال الصغار و تم الاستغناء عن الحراس و العملة. و بالرغم من أن الدولة رصدت لهذا المشروع مئات الآلاف من الدنانير إلا أن الانجاز بقي معلقا إلى حد الآن. و يستغرب مواطنو الجهة هذا البطء و التوقف الفجائي للمشروع بالرغم من الاعتمادات الكبرى التي رصت له وهم الذين كانوا يأملون في أن تكون فعلا » ضفاف وادي قابس تجسيم للعمل الحضاري » و هو الشعار الذي رفعته السلطة الجهوية لهذا المشروع و الذي لم يبقى منه سوى لوحة حديدية كتب عليها ذلك الشعار مركزة على جانب الطريق. (المصدر: موقع pdpinfo.org بتاريخ 12 جوان 2006)
إجــــــــــازة «هل سمعتم يوما بحزب يطلب اجازة لأخذ بعض الراحة؟!».. هذا سؤال ألقته جريدة من الجرائد المنشورة على الساحة. وهو يبدو وجيها!.. لم تجر العادة بمثل هذا الطلب.. حتى ولو بلغ الحزب حدا اقصى من التعب.. لكن متى عادت احزاب معارضتنا من اجازتها المديدة.. حتى يطلب احدها الدخول في اجازة جديدة؟ محمد قلبي دراسات عدة دراسات تم القيام بها في وزارات وادارات عمومية لكن نتائجها بقيت مجهولة ولم يتح لوسائل الاعلام الاطلاع على مضامينها.. ومن بين هذه الدراسات تلك المتعلقة بالسلوكيات المنافية للحياة المدرسية التي بقيت نتائجها مجهولة رغم تنظيم ندوة سابقة للكشف عن خطوطها العريضة ونتائجها الأولية. (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 13 جوان 2006)
الهيئة الوطنية للمحامين: قبول ترسيم 226 محاميا متمرنا من بين 467
تونس ـ الصباح: علمت «الصباح» ان مجلس الهيئة الوطنية للمحامين خصص اجتماعه مؤخرا للنظر في عدد كبير من مطالب الترسيم تقدم بها مئات المؤهلين لادراجهم بجدول المحامين التونسيين، وقد افاد مصدر في هذا الاطار انه تم قبول كافة مطالب الترسيم في الاستئناف والتعقيب في حين تم قبول 226 مطلبا للترسيم كمحامين جدد لفترة التمرين.. كما اكد نفس المصدر ان مجلس الهيئة تلقى حوالي 467 ملفا ضمن مطالب الترسيم ومن المنتظر ان يواصل النظر فيها خلال الفترة القادمة وخصوصا ان الترسيم او الدخول الى مهنة المحاماة استأثر باهتمامات كبرى خلال الفترة الاخير التي شهدت الاعلان عن انطلاق عمل المعهد الاعلى للمحاماة في السنة القضائية المقبلة 2006 ـ 2007..
الترسيم.. وتوحيد المدخل
وقبل ذلك الموعد من المقرر ان تخصص الهيئة الوطنية للمحامين مواعيد قادمة للنظر في مطالب الترسيم انطلاقا من الجلسة المعنية لليوم الثالث والعشرين من شهر جوان الحالي، وذلك قبل انعقاد الجلسة العامة العادية لهذه الهيئة في الثامن من جويلية المقبل حيث من المنتظر ان يتم التطرق الى مسألة توحيد المدخل الى المهنة وآليات الترسيم التي اضحت تخلف مواقف متباينة بشأنها وخصوصا ان انشاء المعهد الاعلى للمحاماة لن يمنع حاملي شهادات الدراسات المعمقة (المرحلة الثالثة) من امكانية الترسيم بجدول المحامين طيلة الاربع السنوات الاولى للمعهد.. وقد لوحظ ان اغلب مطالب الترسيم المقدمة الى الهيئة تتعلق بأصحاب شهادات المرحلة الثالثة مما ادى الى ارتفاع العدد الجملي من المطالب والذي توقعت مصادر ان يبلغ حوالي خمسمائة مطلب في الفترة القادمة وخصوصا مع توصل عدد اخر الى الحصول على تلك الشهادات مع منتهى السنة الجامعية الحالية.. ويجدر التذكير بأن مسألة توحيد المدخل الى مهنة المحاماة ظلت تخلف مواقف متباينة وخصوصا من قبل مجلس الهيئة الوطنية للمحامين الذي اتخذ منذ حوالي شهرين قرارا بغلق باب الترسيم مؤقّتا قبل ان يتراجع فيه ويعيد فتحه فيما بعد، مما اثار عدة تأويلات وتساؤلات ذات ابعاد مختلفة وقد تشهد تطورات جديدة في المرحلة القادمة وخصوصا ان مهمة الترسيم ستبقى من صلاحيات الهيئة الوطنية للمحامين حتى ما بعد التخرج من المعهد الاعلى للمحاماة.. لطفي بن صالح
(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 13 جوان 2006)
وجهة نظر وطنية في أهم الملفات التونسية
عبد الحميد الحمدي- الدنمارك
بلادي وإن جـارت عليّ عزيــــــزة وأهلي وإن ضـنّـوا عليّ كـــــــرام ُ
الوقت أزف , والعد التنازلي بدأ للمقابلة الأولى لفريقنا القومي , أربع وعشرون ساعة تفصلنا عن هذه المباريات التاريخية .شعبنا كله خلف الفريق يدعو له بالتوفيق , لأن من ميزة هذه اللعبة الشهيرة, توحيد المواطنين على كل أطيافهم خلفها , حين تنطلق صفارة الحكم معلنة بداية المواجهة مع الفريق السعودي الشقيق , تهفوا القلوب وترفع الأيادي بالدعاء سائلة الله العلي القدير أن يكتب الانتصار لفريقنا الوطني , لاشك أننا نريد للفريق السعودي التوفيق , لكن ليس هذه المرة على حساب ممثل تونس الخضراء , في هذا الاحتفال الدولي الكبير الذي ترفع فيه الرايات خفاقة . أغتنم هذه المناسبة الوطنية , التي تجمع قلوب الشعب على حب الوطن العزيز , وأدعو الحكومة والمعارضة إلى كلمة سواء , وإلى إعادة النظر في بعض الملفات الشائكة , لماذا لا نجعل من هذه الفرصة مناسبة لطي الصفحة السوداء التي استمرت طويلا وطال ليلها , ونفتح صفحة بيضاء جديدة , نكتب عليها » والصلح خير » ونخط فوقها بأقلامنا بالروح بالدم نفديك يا جوهرة المتوسط, عهدا علينا أن نكون أوفياء لك ولهويتك إخوة متحابين ,نعمل فيما نتفق عليه , ويعذر بعضنا بعضا فيم نختلف فيه, بعيدا عن التآمر والإقصاء لذلك أقدم هذه الأفكار التي تعتبر حصيلة تبادل الرأي مع أصدقاء تونسيين يحبون بلادهم ويغارون عليها : 1ــ ملف الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق ألإنسان أفضل حل لهذا الملف , وهو الحل الأبسط والأيسر , هو أن يشكل أنصار الحزب الحاكم في الرابطة هيئة وطنية جديدة للدفاع عن حقوق الإنسان , يسمونها مثلا الهيئة التجمعية , أو الدستورية للدفاع عن حقوق الإنسان , وأن يتركوا الرابطة بهيئتها الحالية تعمل مستقلة عنهم . وعند ذلك تنطلق المنافسة بين الرابطة القديمة , والرابطة التجمعية , والمجلس الوطني لحقوق الإنسان , في مجال خدمة المواطنين والدفاع عن حقوقهم , علما أن البلاد تحتاج لهذه المنافسة , وتستفيد منها وتستوعب العديد من الجمعيات المنافسة الأخرى , وليعلم التونسيون كافة أن بوسعهم تكوين جمعيات للدفاع عن حقوق الإنسان في أسبوع واحد , بسهولة في أي دولة أوروبية , فما المانع أن يتمتعوا بهذا الحق في بلادهم . 2ــ نصيحة مخلصة للحكومة تستطيع الحكومة التونسية أن تعترف بهذه الجمعيات وتنال الثناء المحلي والعالمي لانفتاحها وسعة صدرها . وهي تستطيع أيضا أن تسحب البساط من كل هذه الجمعيات في أسبوع واحد , وذلك عبر الكف عن انتهاك حقوق الإنسان أصلا . 3ــ ملف المحامين
يمكن حل هذا الملف على الطريقة الفرنسية . فقد ألغت الحكومة الفرنسية قانون التشغيل الجديد عندما رفضه الناس , ولن تخسر وزارة العدل التونسية شيئا إذا تراجعت عن قانونها الجديد ودخلت في مفاوضات جديدة مع القيادة الشرعية المنتخبة للمحامين . قانون الوزارة ليس وحيا إلاهيا , وإنما هو إجتهاد بشري قابل للخطأ والصواب , رفضته الهيئة الوطنية للمحامين ومنها يصبح منطقيا أن تعود الوزارة لمائدة الحوار بدل التعنت واستخدام أجهزة الأمن ضد المدافعين عن القانون والعدالة . 4ــ ملف المعتقلين الإسلاميين في البلاد الآن نحو مائتي معتقل إسلامي تقريبا هم الباقين وراء القضبان . وفي الخارج يوجد آلآف الإسلاميين الذين يعيشون في المنفى منذ أكثر من خمسة عشرة عاما .. وفي الداخل أكثر من عشرة آلاف سجين إسلامي سابق يعيشون تحت وطأة الرقابة الإدارية , والحصار الاقتصادي المشدد الذي يحاربهم في لقمة العيش . بعد خمسة عشر عاما من الآن بإذن الله سيكون كل هذا تاريخا يحكى , الذكر الطيب سيكتب للذين يساهمون في طي هذه الصفحة السوداء على أسس عادلة وسليمة . بعض المنفيين الذين يريدون طيها من دون قانون واضح يحميهم هم وأبناؤهم من أن يصبحوا ضحايا جددا في لحظة غضب , من صبر خمسة عشرة عاما , يسعه أن يصبر خمسة أعوام أخرى , حتى تصل البلاد كلها إلى تسوية شاملة لهذا الملف , وكلمة شاملة تعني أن تسود في البلاد تقاليد وقوانين تمنع السلطة , أية سلطة , من أن تملأ السجون من جديد بين عشية وضحاها . الحل إذن أن نعمل جميعا كتونسيين من أجل أن نصبح دولة لها الحد الأدنى من الحريات السياسية والدينية والقانونية والإعلامية, وخاصة نحاول بتضافر الجهود أن نقنع المسؤولين , بإبعاد المرأة من المعركة ,لأن إدخالها في الصراع من خلال محاربتها في لباسها أضر بسمعة تونس ….لا أقول أن تصبح بلادنا مثل سويسرا , مع أن هذا من حقنا ونحن جديرون به كبشر وكشعب عريق في الحضارة , ولكن يكفينا أن نصبح مثل المغرب والكويت , وإلى ذلك الحين لنتعاون على الصبر , وعلى رفع معنويات بعضنا البعض والتمسك بالإصلاح غير المزيف , ولنتذكر مرة أخرى أن كل ما نعانيه الآن سيصبح بإذن الله تاريخا , مجرد ذكريات حزينة عابرة . « واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون . إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون » صدق الله العظيم
قطر أكثر النظم العربية انفتاحا ويكفيها انطلاق «الجزيرة» من أرضها
حوار – محمد صبرة
أكد الشيخ راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الاسلامية في تونس ان قطر تكتسب – يوما بعد يوم- تقديرا عربيا ودوليا كونها من أكثر النظم العربية انفتاحا وتمكينا لحرية الرأي والرأي الآخر عبر قناة «الجزيرة».
وقال في حوار خاص لـ الوطن ان استضافة الدوحة لمؤتمر نصرة فلسطين دليل على تنامي مؤشر التنمية السياسية والثقافية والاعلامية في قطر.
وذكر ان انعقاد المؤتمر كان لنصرة فلسطين لا لنصرة حماس موضحا ان سعي العلماء لدعم فلسطين هدفه استعادة ارض الإسراء المغتصبة وعودة العافية للأمة كلها.
وهاجم الغنوشي الأنظمة العربية الديكتاتورية لأنها لا تستجيب لواقع العصر وتسمح لشعوبها بتذوق طعم الحرية والديمقراطية ووصف تلك الانظمة بأنها «محنطة» وينخر فيها السوس وتوقع سقوطها عبر الزمن.
وأعلن انه لا يمانع في العودة الى تونس اذا وجدنا مناخا حرا كالذي يعيش فيه بمنفاه في لندن وفيما يلي نص الحوار:
* كيف تقيمون مؤتمر نصرة فلسطين؟
– يكفي المؤتمر انه جمع طائفة من خيرة علماء ومفكري الامة ودعاتها والمهتمين بالقضية الفلسطينية فهو مؤتمر لرفع وعي الامة بأهمية قضية فلسطين وبخطورة ما يحاك ضدها من مخططات ترمي لتصفيتها وإخضاع وإذلال شعبها.
والمؤتمر يهدف لتوجيه رسالة للشعوب والحكام بأن هناك قضية مصيرية تهم الامتين العربية والاسلامية بل والانسانية والتفريط فيها إثم عظيم وخطر يتربص بالجميع حكاما ومحكومين وبالأنظمة المحلية والدولية.
* كيف يرى راشد الغنوشي مستقبل القضية الفلسطينية في ظل العراقيل التي توضع أمام حكومة «حماس»؟
– ظننا انه ليس هناك خيار أمام حماس اذا ارادت ان تستمر في قيادة شعب فلسطين – سوى الاستجابة لرغبة شعبها بمزيد من الصمود من اجل تنفيذ البرنامج الذي تم انتخابها عل اساسه، وهو برنامج تحرير فاذا فرطت في البرنامج تكون فرطت في وجودها.
أما شعب فلسطين فكما اختار «حماس» فسوف يختار غيرها، وهو بالأمس اختار منظمات أخرى وعندما رفعت راية مقاومة المحتل، وعندما تخلت عن هدفها عزف عنها الشعب الفلسطيني واعطاها ظهره واقبل على حماس والجهاد والحركات التي أخذت على عاتقها مهمة تحرير الأرض والمقدسات.
فإذا فرطت حماس في مبادئها تكون قد خانت قضيتها، وخلعت ثوبها ولبست ثوبا لبسه غيرها ولم يجده نفعا، واذا فعلت ذلك فستفسح الباب للشعب الفلسطيني ليختار غيرها.
وكما اعلنت من قبل فان تنظيم القاعدة يدق ابواب فلسطين اليوم.
قطر وسياسة الانفتاح
* ما هو تقييكم لمسيرة النهضة والتنمية في قطر؟
– زرت قطر لأول مرة عام 1979 للمشاركة في مؤتمر السيرة والسنة النبوية وتوالت زياراتي لها بعد ذلك وأرى قطر اليوم تقدم للأمة العربية ساحة ينعقد فيها مثل مؤتمر نصرة شعب فلسطين الذي ضاقت به الأرض.
ولا شك أن انفتاح قطر لاحتضان عشرات المؤتمرات ومنها هذا المؤتمر فهذا علامة من علامات المعاصرة والتنمية السياسية والثقافية والإسلامية الصحيحة.
أضف إلى ذلك ان انطلاق قناة الجزيرة من أرض قطر جعل هذا البلد في مقدمة الانظمة العربية انفتاحا لقد نجحت الجزيرة في نزع الحصانة عن الحاكم العربي فأصبح هذا الحاكم المتأله بشرا من الناس سلوكه خاضع للتقويم ورسخت الجزيرة في وجدان المشاهد العربي تقبل الرأي والرأي الآخر وهذا أمر يحسب لقطر أن أعطت للرأي الآخر الفرصة لكي يعلو وصار للشعوب المقموعة والمحرومة منبر تتحدث منه وهذا شيء يحسب لقطر.
وثمة أمر آخر يحسب لقطر هو احتضانها لفضيلة العلامة د. يوسف القرضاوي بفكره وفقهه الوسطي المستنير وبصفته أبرز وجه للاسلام المعاصر.
يحسب لقطر أن اعطت الشيخ القرضاوي الحرية الكافية لينشر فكره الوسطي المستنير وهذا انجاز يقدر لقطر البلد الصغير بحجمه الكبير بمعناه وأثره.
الغنوشي في الحكم
* ماذا يفعل راشد الغنوشي إذا وصل لكرسي الحكم في تونس وواجه ما تواجهه حماس في فلسطين وحكومة الانقاذ في السودان وحكومة طالبان في أفغانستان وحكومة نجاد في إيران؟ هل ستعيد حساباتك وتراجع أفكارك طبقا لمعطيات النظام العالمي الجديد؟
– هو واقع شائك وموازين الأمور مختله لصالح أعداء الأمة وهذا الاختلال في الموازين لصالح قوى الظلم والاستهتار كان موجودا منذ مائتى سنة كانت موازين القوة مختله لصالح أعداء الأمة وظلت أمواج البحر تتلاطم امام الامة موجة تعقبها موجة وظلت الامة تقاوم الظلم طوال تاريخها ولو ظلت الامة مستسلمة لميزان القوة لما تحرر وطن من اوطان المسلمين، لو استسلمنا لموازين القوى لما تحررت الجزائر الاضعف من فرنسا الاقوى، ولما تحررت دول كثيرة من الاحتلال البريطاني، ان وضع الامة اليوم افضل من وضعها بالامس.
* من اي ناحية؟
– امتنا الآن اكثر استمساكا بدينها وهو عماد قوتها ومفجر طاقاتها ووعي الامة بالاسلام اليوم افضل، ووعيها بعلوم وبتقنيات العصر افضل، وجاهدو الامة اليوم اكثر دقة ووعي وقدرة على استخدام التقنيات الحديثة من مجاهدي الامس، ولذلك فان حظوظ المقاومة في النجاح اليوم افضل من حظوظها بالامس، لقد سقطت فلسطين تحت الاحتلال الاسرائيلي عام 48 ولم تندلع المقاومة الا بعد عقدين من الزمان عندما التقطت الشعوب المسلمة انفاسها عكس ذلك حدث في العراق حيث هبت المقاومة للمحتل بعد الاعلان عن نهاية الحرب وانتصار المحتلين، بدأت المقاومة العراقية مباشرة ترفع راية الجهاد، هذا دليل على اننا في زمن الصحوة الاسلامية وزمن الوعي الاسلامي، ان قدرة الامة على مقاومة الظالم الآن اكبر مما كانت عليه من قبل، وقدرة الامة على الصمود افضل من كل المراحل السابقة، لذلك ليس امامنا سوى الصمود والثبات والاستجابة لدعوة الله ووعده بالنصر، «واصبر وما صبرك الا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون».
* هذا كلام تغلب عليه العاطفة اكثر من العقل ويغلب عليه الامل اكثر من العمل؟
– الامل في الله لا ينضب معينه في نفس المسلم ومؤشرات النصر اقوى من اي وقت مضى.
* كيف يواصل راشد الغنوشي نضاله في لندن كما كان يمارسه في تونس؟
– ليس هناك جديد في العلاقة بين تونس ولندن، وبين تونس والنظام الدولي. الدعم والتأييد الدولي للديكتاتورية في تونس مستمر، ولكن الديكتاتورية تتآكل من داخلها حيث ينخرها السوس وتتجه بسرعة الى ما وصلت اليه كل الديكتاتوريات السابقة، وما وصلت اليه الديكتاتوريات العربية من حالات تدهور داخلي وعزلة شعبية وتصاعد الرفض الشعبي والمقاومة الشعبية من خلال النقابات والاحزاب ومؤسسات المجتمع المدني التي تطالب بالحرية والديمقراطية ووضع حد لحالات تدهور السلطة وتراجع الشرعية ووضع حد لنظام الحزب الواحد وعصر الزعيم الأوحد والسيطرة على توظيف الاعلام لخدمة الديكتاتورية وتوجيه القضاء لخدمة الأنظمة.
شعوبنا ثائرة متمردة تطالب بحقها في الحرية مثل بقية الشعوب وتمضي في تنظيم حياتها وفقا لعقيدتها.
جهاد الفضائيات والانترنت
* كان سلاح المجاهد فيما مضى خطبة حماسية مسموعة أو كلمة مطبوعة اما الآن فقد استجدت اسلحة أخرى كالفضائيات والانترنت.. ما حظ هذه المستجدات في مسيرتكم الجهادية؟
– هذه الوسائل الحديثة بركات وخيرات انعم الله بها على عباده المجاهدين وعلى الشعوب المقاومة للظلم.
الديكتاتوريات لم تعد قادرة اليوم على السير على منهج فرعون عندما قال «ما أريكم الا ما أرى» فالشعوب اليوم ترى ما لا يريده الحكام وتسمع ما لا يريد الحكام ان يسمعوه أو يروه، وبالتالي لابقاء للديكتاتورية مع تعاظم الثورة الاعلامية التي قفزت فوق الحصون وهدمت الاسوار.. فالشعوب اليوم في حالة يقظة والانظمة العربية في عمومها استهلكت شرعيتها وتبحث عن شرعية جديدة.. ولو كانت الأمور بالتمني لتمنينا للانظمة العربية ان تنفتح على شعوبها وان تتصالح مع مواطنيها حتى لا يبقى الوضع العربي مستظلا بمسمى الاستثناء العربي من الديمقراطية فالعرب هم وحدهم المحرومون من الديمقراطية.
للأسف فإن الانظمة العربية الديكتاتورية لا تفهم لواقع العصر الذي تعيشه ولا تستجيب للحد الأدنى من طلبات شعوبها. وبالتالي فالوضع العربي معرض للانهيار وللانتفاضات في مصر وفي تونس وفي سائر البلاد التي «تحنط» حكامها وفسدوا واصموا آذانهم عن نداء العصر في اطلاق الحرية وعن نداء شعوبهم في الديمقراطية.
ان منطقتنا العربية في حالة فوران وتستشرف انتفاضات وثورات نتمنى ان تكون سلمية بعيدة عن الاندفاعات الغضبية العنيفة، وان ترفض كل اندفاع نحو العنف وان يعتمدوا بعد الله سبحانه وتعالى على ثورة الشارع والاحتجاجات الشعبية عبر المظاهرات والاعتصامات والاضرابات عن العمل وتأسيس جبهات شعبية تضم كل التيارات الاسلامية والعلمانية والعروبية والوطنية بما يجعل أوطاننا ساحة حرية وليست ساحة جلد وقمع واعتقال.
تونس والعراق والصومال
* أيهما أفضل لديكم .. أن تبقى تونس كما هي عليه الآن دولة متماسكة الأركان فيها حكومة وجيش وشرطة أم أن تتحول الى دولة مفككة كما صار الحال في العراق والصومال وأفغانستان؟
– لماذا هذا الخيار بين الديكتاتورية والفوضى، هذا الكلام يروجه المستبدون في كل مكان: إما نحن وإما الطوفان. هناك خيار آخر نحن مع إقامة دولة حرة ديمقراطيتها تستمد شرعيتها من صناديق الانتخاب عبر انتخابات حرة نزيهة تشارك فيها كل التيارات دون إقصاء واستثناء ويتحقق فيها التداول السلمي للسلطة والثروة والثقافة بشكل سلمي ديمقراطي حديث.
هل تقبلون أن يأتي التغيير في تونس بغير أيديكم؟
– نعم نقبل ولو جاءت الانتخابات بأشد خصومنا العقائديين نحن نقبل حكم الشعب، نثق في وعي شعوبنا وفي أنها لن تختار إلا ما يرضي الله والرسول وإذا اختارت غير ذلك فليس أمامنا سوى أن نقوم بتوعيتها حتى تغير رأيها.
وخير لي أن أكون معارضا في حكم ديمقراطي على أن أكون حاكما ديكتاتوريا يتربص به خطر أي انقلاب أو ثورة شعبية تنقلني من الصدر إلى القبر.
العودة إلى تونس
* متى يعود راشد الغنوشي الى تونس وما هي شروطك للعودة؟
– العودة للوطن حلم كل مغترب، وأنا أرى أن تحقيق هذا الحلم سيكون قريبا فنحن مطمئنون الى أن بلادنا العربية ومنها تونس تستشرف مرحلة من التحولات الديمقراطية لا يؤخرها غير قمع الأنظمة القائمة والدعم الخارجي. ولكن هذا لن يؤخر مسارا تاريخيا كونيا تتوافر له الآن مقومات وشروط تحققه.
وليس عندي شروط خاصة للعودة الى بلدي سوى أن تخرج تونس من حالة الاختناق والانفلات والقمع الذي تعيشه، حتى لا يكون قد استبدل حياة الحرية والانطلاق بحياة المقت والاختناق
إن حلم العودة يراود كل مواطن ولكن المهم أن تفتح العودة فرصا أفضل لخدمة البلاد حتى لا تكون العودة مجرد اضافة سجين أو محاصر الى عشرات الآلاف بل الى ملايين تماهى الوطن والسجن في حسهم وواقعهم.
(المصدر: صحيفة الوطن القطرية الصادرة يوم 17 ماي 2006)
وصلة الموضوع:http://www.al-watan.com/data/20060517/index.asp?content=compre
العفو الجبـائي بين الارادة السيـاسية و التطبيق الاداري .
(الجــــزء الثــــانــى)
الاستاذ فيصـل الزمنى :
ج ـ مخـاطر طريقة تعـامل الادارة مع ارادة العفو .
ان هـذه المظـاهر التى تميز الادارة التونسيـة لا يمكن بحـال أن تنتفى فجأة و بشكل استثنـائي عندمـا تتولى تطبيق اجراءات العفو الجبـائـــــي فالبيروقراطية و حـــــالات ضعف التحسس لحـالات المواطنين و اعتبـار العمل الاداري كالميكـانيك دون اعتبـار لموضوعه الذى يحوم حول الذات البشرية قد يتسبب فى نتيجة عكسية تمـامـا لمـا هو مأمول بل أنه يمكن أن يذهب أصلا بالمشروع .
و لنتوقف عند العفو الجبـائي الذى أعلن عنه السيـد رئيس الجمهوريـة بمنـاسبة ذكـرى عيد الاستقـلال .فالارادة السيـاسية الواضحة حسبمـا ألمعنا اليهـا أعلاه تتجسم على عين الواقع عن طريق الاجراءات الادارية التى يقوم بهـا الاعوان الادارييـن .فمـاذا حصل اذا و كيف تعـاملت الادارة ذات المميزات التى ألمعنـااليهـا أعلاه مع الارادة السياسية العليا بالبلاد .
لقد جـاء النص القـانونى الذى سن العفو الجبـائي حسب القانون عـ 25ـ2006 ـدد بتاريخ 15 مـاي 2006 بتمكين الخـاضعين للجبـاية الذيـن توفرت فيهم الشروط المذكورة بالطـالع من التمتع بطرح الخطـايا و تقسيط قيمة الدين شريطـة أن يتقدموا بطلبهم هـذا قبل موفى جوان قبل موفى جوان 2006 أي أنه على الادارة أن تكون قد أوقفت جميع الملفات التى لديهـا حسبمـا بينه نص القـانون و أن تضبط المديونية مع الخطـايا و أن تتأكد من وقوع الاعـلام طبق القـانون و فى الاجـال التى ضيطهـا و ذلك بالنسبة للخـاضعين للجبـاية لكي يتمكن هؤلاء من التمتع بالعفو .
ان الادارة بالمفهوم الذى قدمنـاه أعلاه و التى هي محمول عليهـا بالاضـافة الـى ذلك منح الخـاضعين للجبـاية الامتيـازات التى جـاءت بهـا مجلة الاجراءات و الحقوق الجبـائية تحتـاج الـى وقت لكي تقوم أولا بالمراجعة ثم تمنح الخـاضع للجباية حق الرد على المراجعة ثم تدقق فى المعلومـات الواردة عليهـا و فى الاخيـر تتولى تتولى توظيف الاداء مع الخطـايا و تعلـــم الخـاضع بأنـــــه بامكـانه الانتفـاع بالعفو و عندهـا يتقدم الخـاضع للجبـاية للمطـالبة بمزايـا العفو الجبـائي . هـذا اذا افترضنـا أن الخـاضع للجبـاية يتنـازل عن حقه فى الطعن أمـام المحـاكم .
ان المراجع للنص القـانونى الصـادر بموجبه العفو يلاحظ أنه ورد بموجب القانون عـ 25ـ2006 ـدد بتـاريخ 15 مـاي 2006 بتاريخ و قد ورد متضمنـا تـاريخ 30 جوان 2006 كتـاريخ أقصى للانتفـاع بالعفو .حيث أن ذلك يعنى أن ادارة الجبـاية و فى الفترة الفـاصلة بين تـاريخ صدور القانون فى 15 مـاي و تـاريخ انتهـاء الانتفـاع بالعفو فى موفى جوان 2006 عليهـا أن تقوم بمـا يلـى :
1 ـ ايقـاف الملفات التى يشملهـا العفو و انهـاء مـا صدر فى شأنه مراجعة قبل 20 مـارس 2006 كاتمـام دراسة الردود الواردة عليهـا من الخـاضعين للجبـاية عملا بأحكتأم الفصل 42 و ما تلاه من م ح ا جبائية
2 ـ التأكد من وقوع اعـلآم الخـاضع للجبـاية بنتيجة الدراسة و التأكد من وقوع الاعتراض على ذلك بموجب الفصل 42 و مـا تلاه من م ح ا جبائية .
3 ـ التأكد من تـاريخ اتخـاذ قرار التوظيف .
4 ـ متـابعة الاعـلام بالقرار المذكور و مراجعة جميع ملف التوظيف مع مـا يتطليه ذلك من وقت عملا تطبيقا لاجراءات الفصل عـ 8 ـدد من م م م ت .حسبمـا اقتضـأه الفصل 51 من م ا ح جبائية .
5 ـ قبول طلب التمتع بالعفو
6 ـ اتمـام اجراءات العفو .
ان القيـام بكل هـذه الاجراءات و الاعمـال فى الوقت المذكور يعد أمرا مستحيلا عمليـا بالنسبة للادارة كمـا يفتح الباب أمـامهـا لارتكـاب الهفوات و التجاوزات أحيـانـا .كمـا أن هـذه الاجراءات من شأنهـا أن تضع الخـاضع للجبـاية أمـام اختيـار بين التمتع بالعفو و بين ممـارسة حق دستورى أجـازه لـه القـانـــون و الدستور و هو حق الالتجـاء الـى القضـاء و الطعن فى قرار التوظيف .
1 ـ الادارة لن يمكنهـا عمليـا مسـايرة روح سيـاسة العفو و توفير شروط الانتفـاع بـه .
ان روح قرار العفو الصـادر عن أعلى هرم السلطة انمـا هي سرعة المبادرة عند الحـاجة و الالتصـاق بمشـاغل المواطن اليومية و السعي لايجـاد الحلول لهـا بشكل جدى و سريع أمـا نسق الادارة الذى أسلفنـا الاشـارة اليه أعلاه فهو مبني على » اللامبالاة » و الاكتفـاء بتطبيق التعليمـات بشكل ألي بحيث أن قرار العفو عندمـا ينزل الى التطبيق العملي يصير قرارا و اجراءا كغيره من التراتيب الادارية يطبق بشكل عادي و ألي بدون تلك الشحنة التى توفرت لـدى اتخـاذ القرار من قبل أعلى هرم السلطة التنفيذيـة .و لـذلك فان الادارة لن تغير من سرعة عملهـا و لا من سرعة انجـازهـا بمـا يجعل قرار العفو يصطدم بالسرعة العـادية للعمل الاداري و الروتين و البيروقراطيـة .
و لذلك فاننـا نرى اليوم أعوان الجبـاية يسرعون ليس فى رفع نسق العمل و التركيز من أجل القيام بدراسة جدية للملفات التى هي بين أيديهم بل فى اتخـاذ التوظيفات فى أسرع وقت و تسليط الخطـايا عليهـا لكي يحـال الخـاضع للجباية علىاجراءات العفو فى أقرب فرصـة .
و لتذلك فاننـا صرنـا نرى ملفات التوظيف تفتقر للتعليل المقنع و للرد على دفعات المواطن الخـاضع للجبـاية بحيث أن ادارة الجبـاية صـارت تلغى السير العـادى لملف التوظيف و تحرم بذلك المواطن من حقه فى الاعتراض و الرد و منـاقشة اعتراضه و رده مع الادارة قبل أن تتخذ قرار التوظيف و ذلك لكون النسق الذى تعودت الادارة العمل بموجبه و الذى لم تقدر على تغييره اثر قرار العفو و الجبـائي يمنعهـا من التعـامل مع كل الملفات بشكل مكتمل .
فضـلا عنمـا قد يحصل من دمج فى اعتداد الاجـال و تطبيق تـاريخ 20 مـارس 2006 على اجراءات التوظيف لفصل مـا شمله العفو عن غيره ..الخ ..الخ ..
و كنتيجة لكل ذلك فان التطبيق العملي لاجراءات العفو صـار يعنى أن تسرع الادارة فى انهـاء مراحل المراجعة و الاعتراض و اتخـاذ قرار التوظيف و تبليعه للخـاضع للجبـاية فى أقرب وقت ممكن حتى يتمكن هـذا الاخير من المطـالبة بالعفو قبل اتقضـاء الاجـال .
و لكل ذلك فان الملف الذى كـان من المفروض أن يقع تنـاوله فى فترة لا تقل عن الثلاثة أشهر فقد تم تنـاوله فى عشرة أيـام و بقيمة غـالبا مـا تكون مرتفعة و فى بعض الاحيـان قد تكون لا علاقة لهـا بالقيمة التى قد تعتمد لو سلك الملف طريقه العـاديـة .
2 ـ الادارة تجبر المواطن ضمنيا على التنتازل عن حقه فى التقاضى ان رغب فى العفو :
ان السرعة القياسية التى صـار يتم تنـاول الملف الجبـائي بموجبهـا على النحو الذى تعرضنـا اليه هنـا تجعل المواطن أمـام خيـارين :
الخيـــــار الاول : الاول يتمثل فى تقديم ملف الانتفـاع بالعفو الجبـائي و التنـازل عن حقه فى الطعن أمـام القضـاء فى نتيجة التوظيف الذى قـامت به الادارة و بالتـالي فعليه أن يرضى بتلك القيمة و أن يعتبر العفو يرد بطرح الخطـايا فقط .. و هنـا فان الخـاضع للجبـــــاية يسقــــط حقــــه فى الاعتراض و الطعن فى نتيجـــــة أعمـال الادارة برغم ورودهـا فى الظروف التى ألمعنــا اليهـا أعــلاه .و هو مـا يجعل المواطن يقبل بالامر الواقع الذى تفرضه الادارة عليه حتى لا يفوت على نفسه التمتع بالهفو .
الخيــــــار الثــانى : أمـا الحل الثـانى فهو يتمثل فى رفض الخـاضع للجبـاية التمتع بالعفو و التوجه للقضـاء قصد الطعن فى نتيجة أعمـال الادارة علمـا و أن أجـال الطعن انمـا هي ستون يومـا من تـاريخ تبليغ نتيجة التوظيف على ألا يقل ميعـاد الحضور عن شهر و هو أجل لا يمكن بحـال أن يشمل امكـانية الطعن القضـائي و التمتع بالعفو فى نفس الوقت .
و لـذلك فان البطئ الذى عليه الادارة سوف يمنع جزء كبير من الخـاضعين للجبـاية من التمتع بالعفو الجبـائي .
ان هـذه الحـال قد تؤدى الـى المس بمبدأ المسـاوات بين المواطنين .
3 ـ المس بمبدأ المسـاوات بين المواطنيــــن الذين استنفذوا حقهم فى الطعن القضـائي قبل ورود العفو و بين من لم يستنفذوا الحق فى الطعن .
ان الوضع الذى تعرضنـا اليه أعلاه قد يحيلنـا على واقع صعب قد لا يمكن من المسـاوات بين الخـاضعين للجبـاية و من ذلك أن قـانون العفو قد مكن من صـار عليهم دين مثقل نهـائيا بتـاريخ 20 مـارس 2006 من الانتفـاع بالعفو أي أنه مكن كل من استنفذ طرق الطعن بمـا فيهـا الطعن القضـائي من الانتفـاع بالعفو و هي حـال واردة بالنسبة لمن صدر ضده حكمـا قضـائيـا بالتوظيف . و هو مـا يقتضى أن الخـاضع للجبـاية الذى مـارس جميع الحقوق الراجعة لـه بعد التوظيف بمـا فيهـا الطعن القضـائي يكون منتفع بالعفو و هو مـا حرم منه الخـاضع للجبـاية الذى تم تبليغ قرار التوظيف فى أجل زمنى لا يمكنه من ذلك , اذ أن أجـال الطعن سوف لن تمكنه من ممـارسة طعنه و التمتع بالعفو .و علمـا بأن مبدأ مسـاوات جميع المواطنين أمـام الجبـاية انمـا هو مبدأ دستوري فان احتسـاب التمتع بالطعن بهـذه الصورة يكون قد حرم جزء كبير من الخـاضعين للجبـاية من حقهم فى الطعن القضـائي و بذلك لم يسوى بينهم و بين بـاقى المنتفعين بالعفو .
هـ ـ المقترحـات للمحـافظة على الغاية السامية لمشروع العفو الجبـائي .
أمـام هـذا الوضع الذى قد يجعل من وضع الخـاضع للجبـاية صعبا بمـا قد يحرمه من الانتفـاع بمزايا العفو و ذلك برغم وجود الرغبة السيـاسية فى تمتيعه به فانـنـا و بمجهود منفرد نرى أن النية الرئـاسية التى توجهت الـى سن العفو الجبـائي سوف لن تبلغ مرمـاهـا كـامل اعتبارا لنسق العمل الاداري و وضع ادارة الجباية المحافظ عمومـا مقارنة مع نسق الارادة السياسية التقدمي الا اذا تم القيـام بالاجراءات التـالية حتى يشمل العفو جميع الخـاضعين للضريبة بدون استثنـاء و لا يفرق فيمـا بينهم .
ـ1 ـ تمديـد أجـال التمتع بالعفو الحـالية الـى موفى سبتمبر بالنسبة لمن استوفى حقه فى الطعن قبل تـاريخ 20 مـارس 2006 و ذلك لتتمكن الادارة من معـالجة جميع الملفات المفتوحة أمـامهـا .
ـ 2 ـ تعيين أجل 30 ديسمبر 2006 كأخر أجل لتبليغ قرارات التوظيف بعد المراجعـة و ذلك حتى يقع اجتنـاب الاشكالات الناجمة عن مجـال تطبيق العفو و اشكـاليات الانتفـاع به بالنسبة للملفات العـالقة ..
ـ 3 ـ تمكين المواطن من الاختيـار بين الطعن فى قرار التوظيف أو الانتفـاع مبـاشرة بالعفو .
ـ 4 ـ فى صورة اختيـار المواطن التوجه للقضـاء فاعتبـار أن ذلك حق خوله الدستور لـه و لا يمكن عقـابه عن ذلك بحرمـانه من التمتع بالعفو بل تأجيل أجـال التمتع بالعفو فى هـذه الحـالة الـى أجل ثلاثة أشهر من بعد صدور الحكم النهـائي القـاضى بالتوظيف .
هـذا مـا توصلنـا له من اجتهـاد نتيجة متـابعتنـا لتطبيق اجراء العفو الجبـائى الرئـاسي نتقدم به محـاولة منـا فى الاسهـام فـى التقدم بالبلاد و العباد سعيـا منـا للحفـاظ على التطبيق الفعلي لاجراء العفو و نرجو ألا يلقى به بسلة المهملات لكونه يصدر عن اجتهاد معـارض و جـاء على صفحـات تونس نيوز . و نحن تعمدنـا نشره على هـذا الموقع لاننـا نحترم مصداقية هـذا الموقع و استقلاليته و لا نرى مـا نعـا من نشر مـا نرى فيه مجهوداو لو متواضعـا منـا … و محاولة لمسايرة نسق النهوض بالادارة التونسية التى هي فى الاول و الاخير ادارتنـا و نحن نتعـامل معهـا فى كل يوم .. و نجتهد كلنـا لاصلاحهـا و دعم مجهودات من يحـاول اصلاحهـا من أجل مصلحة الجميع .
د.خالد الطراولي ktraouli@yahoo.fr » إن الاستبداد داء أشد وطأة من الوباء، أكثر هولا من الحريق، أعظم تخريبا من السيل، أذل للنفوس من السؤال » هكذا تكلم الكواكبي يوما فأوجز وأوعىّ، ولم يعد الحديث عن الاستبداد في حاضرنا غريبا عن ديارنا، فقد تملك ماضينا وسوّد العديد من أطرافه وساهم في نكسة حضارية لم نستطع إلى يوم الناس هذا تجاوزها، بل التحق مستبد اليوم بمستبد الأمس وفاقت النسخة الأصل وتجاوز الأحفاد « مناقب بعض الأجداد » وأصبحت دولة الاستبداد جزءا من يومنا وليلنا. لدولة الحق حقوق لمواطنيها وواجبات، جعلت منها أساس عدلها وتحضرها، والعدل أساس العمران واحترام حقوق الرعية نمو سليم للبنيان… »وإن الله لينصر الدولة العادلة ولو كانت ظالمة ولا ينصر الدولة الظالمة ولو كانت مؤمنة » فكان بناء الحضارات الصالحة والمزدهرة يتأسس على عدل بين الأقوام واحترام نسبي لحقوق الإنسان. ولم تتخلف الحضارة الإسلامية عن هذا « القانون »، حيث شهدت أيام عزها محطات مضيئة، سبقها تنظير تأسس على فهم تحرري للإسلام، فغلبت أقوال الإنصاف وممارسات العدل واحترام حقوق الفرد والرعية. ثم انتكست الأعلام تدريجيا، فغزا التوريث منصة الحكم، وتعلق الخوف والتهيب بعقلية الفقيه والعالم، وانسحبت الرعية نحو متاريس الجهل والتقوقع، فغلب الاستبداد ورضيت الرعية بحقوق مسلوبة أو مغشوشة، وكانت المرأة أول ضحايا دولة الاستبداد ومؤشر السقوط الحضاري بعد سنوات المجد… هل يمكن أن نؤرخ لدولة الحقوق في تاريخنا ولدولة الاستبداد؟ أم أن دولة الحقوق كانت أمنية وآمالا عايشت مواطن المشاعر والوجدان ولم يُرَ لها أثرا على الأرض؟ لن يخطأ مؤرخ عادل وقارئ منصف لتاريخنا، إلا أن يلاحظ أن دولة الحقوق قد شهدها أمسنا ولو في زمن قصير وعابر، انسحبت مع انسحاب منظومة القيم التي حملها المقدس القولي والفعلي وهيمنة قراءات التزييف والتركيب والترقيع والترويع… انسحبت الشورى نحو مواقع النصيحة والإخبار والإعلام، فأصبحت مخبرة وليست ملزمة، وخطف المستبد مصطلحات وقيما، وألحقها بنسبه، وجمع المتناقضات داخل بناء اصطلاحي واحد وعجيب، لتبرير ممارسات الغصب والهيمنة، فظهر المستبد العادل كرحمة من السماء لإعطاء دولة الاستبداد طلاء مغشوشا، ظاهره فيه النعمة والخلاص، وفي باطنه العذاب والجور والعدم، وسمح للرعية أن تبقى مشدودة إلى الخواء تنتظر مهديا بدون عناء. ولقد أبرزت كتب التاريخ رغم أن بعضها كتب تحت أنظار الحاشية وبحضور السلطان، هذا الافتراق ثم الطلاق بين تنظير وممارسة عادلة ومنصفة، غلبت على مشهد سياسي واجتماعي في ما سمي لاحقا بصدر الإسلام، وبين حيف واستعلاء وهضم لحقوق وتعد على مبادئ وثوابت، مثلت « حقوق » دولة الاستبداد. ورغم أن السماء لم تكن قاتمة السواد في هذه المرحلة، حيث تظهر من هنا وهناك ومضات وفلتات، عبّرت عنها شخصيات تاريخية مرموقة أو وقائع مشهودة، غير أن الاتجاه العام كان يسير نحو مناطق الظل والسقوط. لدولة الاستبداد في تاريخها حقوقا، وفي حاضرها حقوقا لم تتغير ولم يشبها داء الشيخوخة والهرم، ولم يطلها قانون التطور والتحديث، وظل مستبد اليوم في علاقة ودية وتواصل وفيّ مع مستبد الأمس… حتى أن حاكم الأحفاد ظنناه قد تميز في بعض أوصافه عن حاكم الأحفاد، فأكرمنا بمجيئه من غير وراثة وإن كانت مناطق الظل والسواد كثيرة في توليته لهذا المنصب، ثم ما لبث أن ثار على جمهوريته وسلم الحكم للأبناء فأصبحنا رعايا في جمهورية يحكمها ملك ! فالتحق سواد اليوم بسواد الأمس وتكرم علينا بحقوق دولة الاستبداد. حق الخوف… للمواطن أن يخاف، له أن يهاب الليل إذا أسدل ظلمته، والفجر إذا طرق طارق يفزع الجيران وينغص الأحلام… ورغم أن الفوانيس قد عوّضت الشموع فقد بقينا نهمس في الظلام وننظر في الظلام وأطفأنا الشمعة ونسينا الفانوس! حق الخوف مكتوب على جبيننا كما أعلمنا به حكامنا… » والذي خاف نجى » هكذا قالت بعض أمثالنا وهكذا تشكلت عقلية بعضنا إن لم تكن جلنا! فسارت ثقافة تمشي في الأسواق وتغض الطرف عن انحرافاته وتصحبنا في الشارع فلا نمشي إلا على أطرافه تاركين الوسط لغير أصحابه، حتى لا نميل ميلة واحدة فينتهي الشارع إلى جبّ والسوق إلى مقبرة… ثقافة الخوف تعايش يومنا وليلنا وتصحبنا إلى بيتنا، فترانا نفرغ ذلنا وهواننا على من هو أتعس حالا منا فترانا خائفين مظلومين خارج الدار مخيفين ظالمين داخله. كان خارج البيت سجنا كبيرا لنا، فجعلنا داخله سجنا ضيقا لامرأتنا، فأصبح الخوف ملازما لكل ركن في بيتنا وأصبح عقيدة في مجتمعنا. حق ملازمة البيوت للمواطن البقاء في بيته وترك الشارع للصعاليك والمشاغبين، ومشاركة الأهل أعباء الدار، ففي دولة الاستبداد المرأة عورة والرجل عورة والمساواة التامة والمطلقة في البقاء داخل الأسوار. الخروج عقيدة أظهرت إفلاسها، والخوارج جماعة مقتها تاريخ الأمة وراحت رؤوسهم تتطاير دون أن يثبت لهم قرار… وملك غشوم خير من فتنة تدوم، فلا خروج إلا بإذن ولا دخول إلا بإذن، ومن دخل بيته فهو آمن ومن دخل بيت السلطان فهو آمن، ومن تلكأ وتباطآ وتجرأ على البقاء خارج الأسوار فلا يلومنّ إلا نفسه. حق الصمت… والسكوت من ذهب خاصة عند صولة الاستبداد، والساكت على الحق في معجمه عاقل أخرس عرف طريق السلامة فلم يشذّ عنه، شعاره « ابعد عن رأسي واضرب » فلا يكفي الصمت بل من حق المواطن أن يعين الاستبداد على الضرب والتمكين…وكم صمت أفراد عما يحدث بباب الجيران حتى إذا حلت البأساء ببابهم بقوا يعيشون مأساتهم لوحدهم وقد نسوا أنهم أكلوا يوم أكل الثور الأبيض. حق الجهل… يمكن للمواطن أن يجهل أو يتجاهل ما يدور حوله، من حقه أن لا يفتح راديو ولا تلفاز، يمكنه أن لا يضيع وقته في الإبحار على أمواج الانترنت العاتية خاصة إذا كان يسبح ضد التيار، يمكنه أن لا يرى إلا بعين واحدة، أن لا ينتمي إلا إلى فرقة واحدة، أن يقرأ صحيفة واحدة أن يعيش ويموت ويحكمه رجل واحد وأسرة واحدة بصوت واحد وأسواط متعددة…
حق التملق… للمواطن الوفي حق الرشوة والارتشاء، له الحق أن ينبطح إذا خير فقدان الأجنحة وصعود الجبال ومعانقة السماء، فالأرض جعلت مكانا آمنا للزواحف و لا يجب أن ينسى أن الحاجب بالباب ينتظر نصيبه من العطايا والنعم! عليه الانسحاب بهدوء حتى لا يوقظ أهل البيت وتهتز الأركان ويسقط البنيان.
ختاما هذا غيض من فيض فحقوق دولة الاستبداد لا تحصى وإنما توقفنا عن سردها استحياء من حكامها فقد نهينا أن نمجد ونذكر المحاسن في حضور صاحبه ونحن نعلم أن آذانه كثيرة ويده طويلة حتى لا نقصم ظهره ويتولاه الرياء فيتخلى عن محاسنه وينزعنا هذه الحقوق، فرأفة بحالنا وحياء من حكامنا نتوقف عن هذا السرد ونواصل الانتظار
(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 12 جوان 2006 وموقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطيwww.liqaa.net)
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على أفضل المرسلين
تـــونس في 13-06-2006
بقلم محمد العروسي الهاني مناضل دستوري
رئيس شعبة الصحافة الحزبية سابقا تونس
الحلقة الخامسة المفروضة
« أبغض الـــــــحلال عند الله الــــــطلاق »
وأبغض الحلال في المجتمعات المتطورة الطرد وقطع الخبزة
بعد المقالات الجريئة حول موضوع حقوق الانسان التي تفضلت بنشرها تونس نيوز موقع الرحمة والاعتدال والانصاف والعدل أواصل الحلقة الخامسة المفروضة باعتبارها حلقة طارئة جاءت بعد برمجة الحلقات الاربعة نتيجة تكاملها وارتباطها بمقال حرية الاعلام والشغل حق من حقوق الاساسية للانسان ،وقضيتنا في هذا المقال تتعلق بقطع الخبزة والاهانة التي لا تتماشى مع الكرامة البشرية . وهذه الحكاية تعرضت لها في المقال الثاني المؤرخ في 17/05/2006 والمنشور بموقع الانترنات تونس نيوز يوم 21/05/2006 حول الاعلام في بلادنا وبعض الاشكاليات التي حصلت لبعض الصحافيين منهم الاستاذ الشاذلي باشا رئيس تحرير بجريدة الحرية . وهذا الشاب الذي عرفته عام 1976 في صحيفة العمل لسان الحزب الاشتراكي الدستوري التونسي وهو من الشان الوطنيين المتحمسين وفي 17 ماي 1979 وقع انتخابه كاتبا عاما لشعبة الصحافة الحزبية . وكنت في ذلك المرحلة رئيسا للشعبة طيلة 3 دورات . وعملنا معا في إطار الانسجام والاحترام والتعاون . هذا الشاب الرصين ضحى بشبابه وصحته طيلة 31 سنة بصدق واخلاص ونزاهة ونضال لا مثيل له في الميدان الصحفي بحلوه ومره … واليوم مصيره الثلاجة الثلاجة ، وبعد أن وقع الاطمئنان عليه إنه لن يفعل شيء أمام الالتزام والانضباط تعدى الامر لنجليته الصحفية المجازة في علوم الاخبار والصحافة وانخرطت في صحافة التجمع باختيارا منها والتي اختارت طريقة والدها الشذلي وانخرطت في صحافة التجمع الحرية وعملت سنوات وتزوجت واعتقدت المسكينة أنها ضمنت السعادة في العمل وانتجبت مولوادا وطبعا لا يخفي ظروف الحمل والولادة وأمراض النساء في تلك الفترة الصعبة لكن صاحب القرار في الصحيفة المشار اليها والذي تخالف مع والدها وادخله الثلاجة أراد مزيد التشفي وقرر مؤخرا فصلها عن العمل بحجة كثرت الغيابات … هذا هو الوضع المتكرر بجريدة الحرية بدأ مع هشام بن هادية واستمر مع محسن الجلاصي وتواصل مع الشاذلي باشا . واليوم الضحية الرابعة نجلته السيدة باشا لماذا هذه الحملة ولماذا هذا التشفي وقد كنا نقول في السابق ياربي استر لا يأتي يوما ويصبح صاحب الدار هو الغريب و الذي بناها وضحى من أجلها رجال برره أمثال ارشيد ادريس الحبيب الشطي رحمه الله ، الحبيب بو لعراس ، صلاح الدين بن احميده ومحمد العربي عبد الرزاق رحمه الله والحسين المغربي ومحمد التريكي وأحمد القديري .
من خيرة أبناء الحزب كانوا على رأس الصحيفة ومعهم أبطال واعلام الصحافة أمثال خالد الخالدي رحمه الله وعلي الحويج وعبد القادر قزقز وحمادي الذوادي ومحمد عمامو ، وغيرهم من الصحافيين الملتزمين والمتطوعين ليلا ونهارا وعندما كان صوت العرب يهاجم تونس كان الفريق يرد بالحجة والبرهان وسمي الحبيب بولعراس عام 1963 في بنزرت يوم الاحتفالات الاولى بعيد الجلاء عن قاعدة بنزرت التي حضرها الرئيس جمال عبد الناصر رحمه الله والرئيس أحمد بن بلة وحسن الرخاء مبعوث ليبيا .
أشرف عليها الرئيس الحبيب بورقيبة رحمه الله في لحظة مزح قال عبد الناصر للرئيس بورقيبة هذا هو محمد حسنين هيكل وقدمه إليه فالفت الزعم بورقيبة لجمال عبد الناصر وقال به هذا الحبيب بولعراس هيكل تونس .
لغة الالغاز
هذه اللغة عشتها يوم 13/12/1963 بمدينة بنزرت في أول احتفالات بعيد الجلاء العسكري في يوما مشهودا لن يمحى من الذاكرة الوطنية قلت في إشارة إلى لغة الألغاز أن الرئيس جمال عبد الناصر أراد المزح مع الرئيس بورقيبة لتذكيره بمعارك الأعلام في فترة من حياة الشعوب…ولكن ذكاء الزعيم وحضور الدهاء السياسي أجابه فورا بأدب المضيف… قلت أن هذه الصحيفة لها تاريخ ورجال ومواقف: وأتذكر اليوم في قضية الطرد العشوائي .
حادثة حصلت عام 1978 في صحافة الحزب
كنت في تلك الفترة رئيسا لشعبة الصحافة الحزبية وبحكم مسؤوليتي أحضر الجلسات الخاصة بالتأديب والترقية والترسيم…مع ثلة من رجال الصحافة الكبار وكانت إحدى الجلسات تتعلق بملف خطير حول عرض موظف سائق شاحنة توزيع الصحف تعرض مرتين لحادث مرور بالشاحنة وفي المرة الثانية تهشمت الشاحنة وخرج أخونا الموظف بأقل أضرار من ألطاف الله. لكن إدارة دار العمل أرادت تأديبه وفصله عن العمل…والملف الثاني يتعلق بصحفي ناشط ممتاز ذكي رحمه الله اسمه البشير بن رمضان رحمه الله ، كانت له الاستجوابات شيقة مع المسؤولين وشجاعة في طرق المواضيع مع كبار المسؤولين وأحاديث صريحة هو الآخر أرادوا تأديبه بحجة الغيابات المتكرر والحقيقة جرأته وشجاعة وإخلاصه هي التي أضجعت البعض وإلتأمت الجلسة وجاء الذي يملك الملف وشرع في سرد الأخطاء وكنا نسميه المغرق رحمه الله…
وبعد إستعراض الملفان فتح باب الحوار فتكلم خمسة مسؤولين كبار أحدهم مدير صحيفة وعضو الديوان السياسي للحزب آنذاك رحمه الله. وساندو طلب الطرد…وبقى دور الأستاذ الحسين المغربي مدير جريدة بلادي للمهجر ودوري لتحديد الموقف النهائي. لكن الأخ المغربي كان ذكيا فقال أريد أن أسمع تدخل الأخ رئيس الشعبة محمد العروسي الهاني. وكان كرم السيد المدير العام لدار العمل في مكتبه أن استحضر إلينا فناجيل قهوة شهية في فناجل عصرية أمام طاولة صغيرة…وأخذت الكلمة فقلت في البداية « أبغض الحلال عبد الله تعالى الطلاق. وأبغض الحلال في نظامنا البورقيبي الطرد وبعفوية وضعت يدي اليمنى بقوة على الطاولة فصار واد من القهوة.
وتخمرت وقلت لا يجوز طرد سائق نحمد الله أن بقى على قيد الحياة ويجب إعادة فورا لعمله وتعويضه ماديا أما الصحفي فيجب ترقيته إلى رتبة مساعد رئيس تحرير.
و فعلا نسج الاخ على منوالي الأخ المغربي وساندني وتم فعلا أخذ قرار بالعفو والصفح وأعيد السائق إلى عمله. والصحفي وقعت ترقيته: و فرح بذلك بهذا النبأ السار الأخ مدير الحزب الاستاذ محمد الصياح و ابتسم لهذا القرار الحكيم و قال الحمد لله عندنا رجال في مستوى أمانة المنخرطين . تذكرت هذه الحادثة…وقلت في نفسي لو تعود هذه المواقف الشجاعة التضامنية لحماية أهل المهنة وشرفها وأن وضعنا اليوم يتطلب مزيد التضامن التضامن مع التمنيات بمزيد اختيار المسؤول الأول من أهل الدار ومن أهل المهنة ومن أهل التوجه والخط السياسي حتى نضع حدا للتشفي وتصفيات الحسابات بطرق غير حضارية. وأن الذي دفعني للكتابة هو رأس مالي في هذه المؤسسة وما قمت به من أعمال مع رفاقي هي محل إعجاب وذكريات الجميع والمكاسب الإجتماعية خير شاهد على ذلك وهي مفخرة ولا فائدة في ذكرها لأن المجال لا يتسع لذكرها وكبار القوم يعرفونها أمثال السادة علي الشاوش ولسعد بن عصمان و محمد الصياح والحبيب العلويني ومحمد جمعة يتذكرون مشروع السكن الهام الذي قامت به شعبة الصحافة في تلك الحقبة من 75 إلى 81 والتي كانت محل متابعة واهتمام من طرف أعضاء الديوان السياسي للحزب وفي مقدمتهم الاخ المناضل الكبير الهادي نويرة رحه الله الذي شرفنا بمقابلة يوم 3سبتمبر 1979 ونوه بمبادرة الشعبة ومشروعها الرائد وأطلق على اسم الشعبة يومها الشعبة القومية لصحافة الحزب نظرا لنجاحها وتألقها في ميدان السكن و العناية بالنواحي السكنية لأسرة الصحافة الحزبية . و قد تمتع حوالي 254 صحافي و عون اداري و فنيين بمطبعة الحزب و موظفين بادارة الحزب بالمشروع السكني الذي حققته الشعبة في ظرف وجيز و في هذا الاطار فان الشعبة حققت في تلك الفترة بعث صندوق اجتماعي بدار العمل و اخر بشركة الساجاب لتسبقة الشهر الثالث عشر لمدة اربع سنوات من 77 الى 80 و الفرق اليوم ان العمال و الصحافيين لم يتحصلوا على منحة الشهر الثالث عشر منذ 3 اعوام و الفرق واضح و تونس برجالاتها و باخلاص ابنائها. قال تعالى « فأما الزبد فيذهب جفاءا وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض » صدق الله العظيم.
محمد العروسي الهاني تونس
أوروبا وأمريكا فرّقهما العراق ووحّدتهما إيران
توفيق المديني (*) الكل يعلم أن الحرب الأمريكية على العراق قد أحدثت انقسامات كبيرة بين ضفتي الأطلسي في مارس 2003. و مع ذلك وبعد ثلاث سنوات على تلك الحرب التي لم تحل أي معضلة ، عادت العلاقات عبر الأطلسي إلى مجراها الطبيعي مجدداً. في الولايات المتحدة كما في أوروبا، يؤكد المسؤولون أنه لا بد من توحيد الجهود والمواقف من أجل مواجهة مشاكل العالم، وتوحيد نظرتهم مجتمعين في الاتجاه الواحد، و عدم تضييع الوقت في الحديث عن العلاقات . ويلاحظ حصول تقدم كبير عند المقارنة مع الاضطرابات التي حصلت في العام 2003. فكل بلد أخذ عبرة من الماضي. قال السفير الأمريكي ريتشارد هولبروك أمام منتدى البروسلس : »بين أوروبا و الولايات المتحدة الأمريكية لم تكن هناك أبدا أزمة ، بل هناك مشكلات، و ستوجد أيضا ». الحقيقة التي باتت معروفة للجميع ، أن أوروبا تدرك أنّها لا تستطيع مقاومة أميركا ،كما تدرك أميركا أنّها لا تستطيع التصرّف من دون أوروبا. المسألة الجوهرية اليوم الماثلة أمام الأوروبيين و الأمريكيين ، هي إيران و ما تشكله من تهديد ، خارج إطار ما بات يعرف بالإرهاب. يقول السيناتور الديمقراطي جون إدواردز : الأراء تتوافق حول تقدير التهديد، إذ يعترف الأوروبيون و الأمريكيون أن المشكل المطروح من قبل الطموحات النووية لإيران جدي للغاية ، في ظل سيطرة رئيس ما انفك يدلي بتصريحات نارية حول إزالة دولة « إسرائيل » من خريطة العالم، و نفي الهولوكوست، والاستمرار في تخصيب اليورانيوم ، حتى و إن ظل متحفظا حول الحربين اللتين تحاصرانه: أفغانستان و العراق. الولايات المتحدة الأمريكية ، بوصفها العدو الأول لطهران، خاضت حربين خدمتا موضوعيا مصالح إيران الإقليمية، و هي الآن تواجه مصاعب جمة في العراق.ولاشك أن الرهان الكبير، لواشنطن ، كما لإيران ، يتموقع في العراق .وبدت الجمهورية الإسلامية تمتلك مفتاح التأزيم و الحل في العراق، نظرا لاعتماد هاعلى قوى أساسية، المجلس الأعلى للثورة الإسلامية ،و حزب الدعوة، و هما حركتان سياسيتان رئيستان تسيطران على السلطة في بغداد، و تدينان بالولاء لإيران.و ترتبط إيران أيضا بعلاقات قوية مع المراجع الشيعية ، و نجحت في استمالة الإمام الشاب مقتدى الصدر إلى صفها. إن أوروبا و أمريكا أجبرتا على التفاهم أو التظاهر بذلك فقط لأنهما تواجهان مشاكل يصعب حلّها سواء في العراق أو إيران أو فلسطين أو مشاكل متعلقة بالإرهاب وحماية الطاقة ومشاكل في العلاقات مع روسيا والصين. لكن الأمر يختلف عندما ينتقل النقاش إلى الأساليب الواجب اتباعها لمواجهة التهديد الإيراني. و الدليل على ذلك أن الدرس العراقي لم يتم هضمه كليا.وتعجز الولايات المتحدة وأوروبا عن خوض أزمة جديدة عبر الأطلسي، أولاً بسبب تضخّم المشاكل التي تواجهها الولايات المتحدة في العراق، ولا سيما في إيران. وثانياً، لأن الأوروبيين ما زالوا يعانون من صدمة نتيجة الاضطرابات التي حصلت في العام 2003، وثالثاً، لأن الاتحاد الأوروبي ليس مستعدا لكي يلتحق بتحالف دولي جديد للقيام بعمل عسكر ي ضد إيران. الأزمة النووية الإيرانية تتصدر جدول الأعمال العالمي ، وتتطلب الكثير من الاتصالات والاجتماعات للتوصل إلى مرحلة التعاون الكامل ومحاولة منع الجمهورية الإسلامية من حيازة أسلحة نووية. ولهذا التوافق ثمنه: فهو لا يتعلق سوى بمعالجة الملف الإيراني في منظمة الأمم المتحدة حول الأسلحة النووية. و بالنظر إلى موضوع العراق، الذي ما زال يشكل عقبة، غير محبذة ذلك لأنه يفتح جروحاً لن تندمل، فإنه من المستحيل الحصول اليوم على الدعم سواء من الرأي العام الأمريكي ، أو حتى من الكونغرس، للقيام بمغامرة عسكرية جديدة ضد إيران، حسب قول سيناتور أمركي. يضاف إلى كل هذه التحفظات ، هناك الحالة المسجلة و المتعلقة بضعف القاعدة السياسية للعديد من الحكومات الغربية: من واشنطن ، إلى روما، مرورا بلندن و باريس.وفضلا عن ذلك ، من المستحيل التحدث عن إيران من دون المرور بروسيا. و هي إحدى المواضيع الكبيرة التي تشغل بال الأوروبيين والأمريكيين قبل بضعة أسابيع قليلة من قمة مجموعة الثماني الكبار التي ستعقد في سانت بترسبورغ . وتعتبر هذه القمة التي ستعقد تحت رئاسة روسيا، أخطر قمم الثماني ، إذ استبقتها تهديدات أطلقها كل من نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني و الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، يشتم منها رائحة عفونة الحرب الباردة . و إذا كان الأمريكيون يرفعون أصواتهم عاليا بعدما لوحوا بالتهديد لمقاطعة قمة الثماني، فإن الأوروبيين ،يجدون أنفسهم في الطليعه ، بسبب تبعيتهم الكبيرة على صعيد الطاقة، وعلاقاتهم الهشة مع شركة غازبروم، العملاق الروسي المسيطر عليه من قبل الكرملين. اليوم أصبحت أنابيب النفط و الغاز مثيرة أيضا مثل الصواريخ ، على حد قول خبير أمريكي . لأن، وراء خلفية مناطق التوتر التي تقلق القيادات الأوروبية والأمريكية ، سواء تعلق الأمر بإيران ، أو الإرهاب الأصولي، أو روسيا و خطواتها، تتصدر أزمة الطاقة.و يذكر رئيس المفوضية الأوروبية السيد جوزيه مانويل باروسو، الطاقة من بين التحديات الثلاثة المطروحة على الولايات المتحدة الأمريكية و أوروبا، إضافة إلى التجارة، و الترقية الديمقراطية. و مع تجاوز سعر برميل النفط 70 دولارا، و في ظل توقع استمرار أسعار النفط في الارتفاع ، تصبح الطاقة مسألة مفصلية لضمان استقرار الغرب على المدى البعيد.إ ذ تستهلك أوروبا و الولايات المتحدة الأمريكية لوحدهما 44 في المئة من البترول العالمي. لن تقبل الولايات المتحدة التخلي عن القيادة، ولكن لأوروبا تأثيراً كبيراً على الأطراف الأخرى. ففي إيران، حافظ الفرنسيون والبريطانيون والألمان على سفاراتهم وشبكاتهم بينما اضطر الأميركيون إلى التخلي عنها. إن واشنطن بحاجة ماسة إلى المساعدة من أجل فهم الرسائل التي تبعثها طهران، بعد أن حرمت من المعلومات الأساسية لأكثر من ربع قرن. ففي ما يختص بالوضع في إيران والعراق أيضاً ولبنان وسورية سابقاً، يفكر الحلفاء الأوروبيون ملياً بكل قرار يصدر عن البيت الأبيض. (المصدر: صحيفة الخليج الإماراتية الصادرة يوم 13 جوان 2006)
استعداد لتجاوز « برشلونة » ولكن في إطار « ثـنـائـي »
رشيد خشانة – بروكسل
أظهرت الدورة الأخيرة من الاجتماعات السنوية التي يعقدها الإتحاد الأوروبي مع شركائه المتوسطيين جملة من الحقائق المهمة. أهمها أن الإتحاد بات يمنح الأولوية لاستيعاب الأعضاء الجدد في شرق أوروبا ووسطها، على إدارة العلاقات المعقدة مع شركائه الجنوبيين « المتنافسين والمتنابذين« .
كان واضحا من خطاب الافتتاح، الذي ألقته مفوضة العلاقات الخارجية بنيتا فريرو فالدنر في المشاركين (الذين بلغ عددهم ثلاث مائة شخص يقدمون من سبعة وثلاثين بلدا) يوم الثلاثاء 6 يونيو الجاري، أن الإتحاد وضع سياسة الجوار الجديدة على السكة، وجعل منها حجر الزاوية في التعاطي مع الشركاء المتوسطيين.
والحوافز، هي أساس تلك السياسة التي تكافئ « التلاميذ النجباء » بمنحهم مزيدا من القروض والمساعدات في إطار خطط مستوحاة من أهداف إعلان برشلونة (1995)، فيما تحجبها عن « المتقاعسين » والمتلكئين في تنفيذ الإصلاحات، إن كانت اقتصادية أم سياسية.
وربما، كانت كلمة « الجزرة » هي أكثر عبارة جرى ترديدها في الجلسات التي استمرت يومين كاملين، فيما غابت أو كادت كلمة « العصا »، على نحو اختزل السياسة الأوروبية الجديدة في التعامل مع الشركاء الجنوبيين.
وقفة تفكير
وجاءت جلسات التقويم التي تعقد سنويا في بروكسل بشكل دوري منذ عشر سنوات، في مثابة وقفة للتفكير في مسارات الشراكة بمساهمة ثلاثة أطراف أساسية، هي القطاع الخاص والمجتمع المدني والحكومات، لكن الأخيرة استأثرت بحصة الأسد، إذ كان حضور كبار المخططين في وزارات الخارجية والاقتصاد والمال في البلدان المتوسطية طاغيا بشكل لافت.
وبقدر ما ركّـزت الوفود المتوسطية (من دون تنسيق مسبق بينها) على حث أوروبا على مزيد من الاهتمام بدعم العلاقات مع جنوب المتوسط، « لأنه مجالها الطبيعي وشريكها التاريخي »، كما قال كثير من المتحدثين، أظهر الأوروبيون تصميما على عدم تغيير فاصلة واحدة من الخيارات التي ضبطوها للشراكة المتوسطية.
وأكد أكثر من مسؤول في الإتحاد في ردودهم على مناشدات ممثلي بلدان متوسطية، طالبوا خلال الدورة برفع الموازنات المخصصة لمشاريع التعاون، أن الإتحاد لا يستطيع رصد اعتمادات إضافية للشراكة، لأنه مشغول بـ « هضم » الأعضاء الجدد والسيطرة على المشاكل المترتبة على استكمال توحيد العملة وتحقيق الاندماج في ميدان الخدمات وتوسيع فضاء شنغن.
في المقابل، كان خطاب البلدان المتوسطية، عدا إسرائيل التي ركزت على طلب تطوير التعاون في مجالي التكنولوجيا والعلوم فقط، ينضح إحباطا ويشي بمرارة عميقة من مآل الشراكة مع أوروبا.
مخاوف أوروبا
وفي هذا المناخ الشاحب، حيث حجبت النوافذ السميكة شمس بروكسل، التي خرج سكان العاصمة البلجيكية لاستقبالها بنصف ملابس، لوّح أعضاء في الوفد الجزائري بالتوجه شرقا وغربا وتقليص الاعتماد على الشمال في إشارة إلى خيبة الأمل من الجيران الأوروبيين.
وقال خبير جزائري، إن الشراكة مع الولايات المتحدة والتعاون الاستثماري والتجاري مع آسيا، يعطياننا أكثر مما تعطي أوروبا وبشروط أفضل. وأوضح أن 55% من مبادلات الجزائر تتم مع أوروبا، لكن الأخيرة لا تؤمن سوى 10% فقط من الاستثمارات الخارجية في بلده، بينما يأتي الباقي من الصين والخليج العربي وكوريا الجنوبية وتركيا، « أي من البلدان الصاعدة »، كما لاحظ، واعتبر أن الأوروبيين يتكلّـمون كثيرا عن المبادلات وقليلا جدا عن الاستثمارات.
واضطر بعض المتحدثين من أهل المتوسط إلى تذكير الطرف الأوروبي بالوعد الذي كان قطعه الرئيس السابق للمفوضية الأوروبية رومانو برودي، الذي منَى الشركاء بالحصول « على كل الإمتيازات التي حصل عليها أعضاء الإتحاد عدا العضوية« .
لكن الجواب كان موجودا سلفا في كلام بنيتا فالدنر، التي عبرت عن الاستعداد للذهاب أبعد من إعلان برشلونة، وتجاوز سقف الشراكات الحالية « وصولا إلى مستوى متقدم جدا من الاندماج المفتوح على جميع الإحتمالات (open ended) لكن في الإطار الثنائي، وليس المتعدد، وبناء على نهج براغماتي يركّـز على خطط ملموسة » حسب قولها.
وبكلام أوضح، ليس الأوروبيون مستعدين لأي شراكة متقدمة مع من أبرم شراكة مماثلة مع الآسيويين أو الأمريكيين، ولم يُـخف الأوروبيون في هذا المجال مخاوفهم من أن يُـصبح الإتحاد في حالة من يركض للّـحاق بالصين أو الهند، ولذلك، فهو غير مستعد لإضاعة الوقت مع الشركاء المتقاعسين، لأنه يحتاج إلى إصلاحات سريعة وتخطّـي عيوبه ومعوقاته.
« تعليمة بولكنشتاين »
ومن هذه الزاوية، حُددت فترة 2010 – 2012 سقفا لاستكمال مشاريع الاندماج مع بلدان الضفة الجنوبية للمتوسط، بعد مناقشات ملموسة لمفاصل التطور المستقبلي، سواء في مجال تفكيك القطاع العام أو تحديث المنظومة التربوية أو إصلاح الأنظمة المالية أو تطوير المؤسسات السياسية والقضائية والإعلامية. غير أن فالدنر أطلقت جملة حبلى بالدلالات في صيغة استدراك، حين قالت « لكن حكوماتكم غير متحمّـسة دائما للتقدم في طريق الإصلاحات »، وسـمّـَت في هذا الإطار بعض الدول المعروفة.
وانتقل النقد إلى العرب فيما بينهم خلال الجلسات اللاحقة، إذ تساءل خبراء مغاربة « إلى متى سنظل أسرى للذين يسيرون الهوينا، بينما يبذل غيرهم جهودا مضنية لتسريع نسق الاندماج في أوروبا »؟
أما الفلسطينيون والأردنيون فشكَـوا من الضغوط الإسرائيلية والإجراءات التعسُّـفية التي تمنعهم من تصدير منتوجاتهم الزراعية إلى أوروبا أو تعطيلها في الحواجز، مما يؤدي إلى إتلافها وتكبيدهم خسائر فادحة. بيد أن الأوروبيين لم يجيبوا على تلك الملاحظات، عدا الخبير فيليب مايير الذي أقر بأن الأردن ومصر ممنوعان من تصدير البطاطس إلى الأسواق الأوروبية، لكنه عزا ذلك الإجراء إلى اكتشاف أمراض فيها، على حد قوله، مؤكّـدا أن الطرفين وجدا حلولا للمشكل، ومعتبرا أن هناك وسائل عدة للحصول على تراخيص التصدير لأوروبا.
وبدا من المناقشات، أن العرب قليلو التركيز على قطاع الخدمات الذي يمثل حاليا 70% من الدخل القومي الأوروبي، ومشغولون أساسا بالصناعة والزراعة. مع ذلك، فُتحت أمامهم آفاق جديدة مع وصول الأوروبيين في يناير 2004 إلى الاتفاق المعروف بـ « تعليمة بولكنشتاين »، والذي يحمل اسم المفوض الأوروبي لقطاع الخدمات الذي كان مهندس الإتفاق.
غير أن حجم المبادلات الأوروبية مع الشركاء المتوسطيين في هذا القطاع، لا يتجاوز 3.5% وهي مقتصرة على النقل والاتصالات، بينما هناك آفاق كبيرة لتطوير التبادل في المجال المالي والتجاري والمصرفي والتكنولوجي والمعلوماتي، بما في ذلك إنشاء شركات مشتركة.
عملاق أمام الأقزام
وتمت الإشارة في هذا الصدد إلى أن سبعة بلدان متوسطية فقط وقعت على اتفاقات التبادل الحر الخاصة بإقامة شركات الخدمات، مع أن هذا القطاع غدا القلب النابض للإقتصادات الأوروبية.
كما عاتب الأوروبيون شركاءهم، لأن اتفاق أغادير الخاص بتحرير التجارة تمت الموافقة عليه منذ سنتين « لكن لم تُتخذ إجراءات التصديق عليه رسميا حتى الآن، على رغم الوعود، بما فيها الوعد الذي قطعه (رئيس الحكومة المغربية) إدريس جطو نفسه في مراكش ولم ينفذه« .
قصارى القول، أن أوروبا، على رغم نقاط ضعفها، تبدو مثل عملاق أمام « الأقزام » المتوسطيين. ويكفي أن ندرك أنها توصلت إلى ألفي تعليمة موحدة أسوة بتعليمة بولكنشتاين، آنفة الذكر بغية تكريس الاندماج بين اقتصاداتها في جميع القطاعات تقريبا، وأنها قطعت شوطا حاسما في التوحيد المؤسساتي، مثلما ذكّـر بذلك الخبير الفرنسي جان لوي ريفارز، لندرك أننا بإزاء « مركز وأطراف تدور في فلكه »، طبقا للصورة المجازية التي استخدمها الجامعي الجزائري عبد الحق العميري.
وبدا الأوروبيون في هذا الإجتماع مُـصرّين على أن تبقى الأطراف في مكانها ولا تدمج في القلب، على عكس ما حصل لإسبانيا والبرتغال واليونان، وخاصة حين كشف أندرياس هردينا، المسؤول في الإتحاد الأوروبي النقاب عن كون السؤال الذي شغل الأوروبيين بعد استكمال التوسعة إلى الأعضاء العشرة الجدد هو: هل العضو المقبل هو أوكرانيا أم المغرب؟
طبعا، جميع الاعتبارات الجغرافية والاقتصادية والتاريخية ترشّـح المغرب الواقف عند الخصر الجنوبي للقارة الأوروبية، والأقرب إلى قلبها من أوكرانيا المتحفزة الحواس، كما الغزال المرتعش على حدود حديقة الدب الروسي. لكن طريق العضوية مقطوعة على أي بلد عربي (وهو الجواب الرسمي الذي أعطي للملك الحسن الثاني في الثمانينات)، فيما هي سالكة أمام المرشحين المنتمين إلى « النادي المسيحي »، طبقا لعبارة برلوسكوني الشهيرة، حتى لو كانوا… في القطب الجنوبي.
(المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 13 جوان 2006)
بعد تعيينه مديرا لأيام قرطاج السينمائية، الصباح تلتقي المخرج السينمائي فريد بوغدير:
** لهذه الأسباب اختار مهرجان «كان» العالمي أن ينظم يوما لتونس ** سنعود الى الروح النضالية التي تأسست عليها أيام قرطاج السينمائية عام 1966
لم يكن بالامكان اجراء حوار مع المخرج السينمائي فريد بوغدير في مدينة «كان» اثناء مهرجانها العالمي الكبير للتعرف على الخلفيات التي حركت هذا المهرجان لدعوة تونس الى جانب روسيا وسويسرا وفينيزويلا لعرض افلامها ضمن يوم كامل يحمل اسمها. ففريد بوغدير مطلع على تفاصيل دقيقة عن هذا اليوم الثقافي التاريخي باعتباره كان وراء بلورة فكرية وانضاجها بين ادارة مهرجان «كان» ووزارة الثقافة والمحافظة على التراث كما ان فريد بوغدير قد تم تعيينه على رأس الادارة الفنية لايام قرطاج السينمائية في دورتها القادمة ذات الاربعين سنة وبهذه الصفة ايضا كان يتحرك في مهرجان «كان» ويجري الاتصالات ويعقد اللقاءات رسميا مع مديري المهرجانات العربية والعالمية. ومع المخرجين والمنتجين وكان من الضروري ان نعرف حصيلة كل ذلك حتى تتشكل لدينا فكرة عامة عن ايام قرطاج السينمائية. لم يكن بالامكان اذن التحدث اليه في مدينة كان لازدحام الاشغال والمشاغل ولحرصه على كامل اعضاء الوفد الرسمي التونسي الذي شارك في مهرجان كان» وقاده الى هناك الاستاذ محمد العزيز ابن عاشور على انجاح يوم تونس، وعند عودته الى ارض الوطن وقبل سفره الى بلد عربي كان لنا معه اللقاء التالي: * كيف انطلقت فكرة تنظيم يوم تونس ضمن فعاليات مهرجان كان العالمي؟ ـ اول شيء اريد التأكيد عليه ان يوم تونس في هذا المهرجان العظيم على المستوى الدولي لم تنظمه وزارة الثقافة والمحافظةعلى التراث بالشكل الذي تراه، انما هو ناتج عن دعوة رسمية تلقتها من ادارة هذا المهرجان. ونظرا للاهمية القصوى التي تميز هذه التظاهرة السينمائية التي لا تضاهيها تظاهرة اخرى في العالم قبلت الوزارة الدعوة واعدت العدة لها وفق برنامج تقرره «كان» وهي دعوة لا بد من ان نعتز بها. اما فكرة «اليوم» فانها تعود الى اشهر مضت وقد كنت وراء نشأتها وبلورتها شيئا فشيئا، فكما تعرفون فانني اذهب الى مدينة كان كل سنة اثناء مهرجانها وذلك منذ 30 سنة.. وقد اكتشفت في دورته للسنة الماضية 2005 ان المهرجان قد اضاف الى اقسامه المعروفة كالمسابقة الرسمية ونظرة اخرى، ونصف شهر المخرجين قسما جديدا اسمه «كل سينماءات العالم» بوحي من مديره «جيل جاكوب» وتنفيذ الفنان سارج بويانسكي، وقد تمت دعوة عدد من السينماءات من سيريلاينكا والمغرب والنمسا وافريقيا الجنوبية على ضوء مشاركتها في المسابقة الرسمية او في قسم «نظرة اخرى..» ويدخل هذا القسم الجديد في نطاق ايمان الفرنسيين بالاستثناء الثقافي والتنوع الابداعي والاختلاف في الخصوصيات الحضارية، فالمهرجان يستضيف سينماءات تناضل من اجل اثبات ذاتها وتأكيد خصوصياتها واظهار ان الشعوب لا ترضى بالتنميط الثقافي الذي تقوم بتنفيذه الولايات المتحدة الامريكية لدعم مصالحها التي تتأتى لها من الانتاج السمعي البصري والذي يبلغ حوالي 17% من ميزانيتها العامة. ورغم ان السينماءات التي دعيت في السنة الماضية تشارك في اقسام اخرى فاني اقترحت على جيل جاكوب وسارج سويانسكي دعوة تونس لعرض افلامها وذكّرتهما باهمية السينما التونسية وبخصوصياتها وعمق تحررها التعبيري وعمق تصوراتها الفنية فوجدت لديهما القبول الحسن وبدأت اجراءات الاعداد ليوم تونس وجاء سوبانسكي صاحب تنفيذ مشروع «كل سينماءات العالم» وشاهد افلامها تونسية عديدة واختار منها ثلاثة افلام طويلة التي اعجب بها وهي «خشخاش» السلمي بكار و«خرمة» للجيلاني السعدي و«كحلوشة» لنجيب بلقاضي، و16 فيلما قصيرا لعدة مخرجين جلهم من الشباب منهم فارس نعناع، وليلى بوزيد وانيس الاسود، وعفاف بن محمود ولسعد دخيل وابراهيم باللطيف وكم كان سعيدا بانتاج هؤلاء المخرجين واكتشف ان السينما التونسية تتلقى دعما كبيرا من الدولة مع التركيز على الافلام الشبابية وقال: هي فرصة كبيرة اذن للشباب السنيمائي التونسي للذهاب الى مهرجان كان والاندماج في عالم «الكبار» والتعرف على سينماءات العالم، حتى اذا ما فكر في مواصلة الانتاج والاخراج فانه لن ينزل تحت مستوى ما شاهده في هذا المهرجان من افلام ذات قيمة من ناحية ولها ابعاد نضالية من ناحية اخرى. ووجه سوبانسكي الدعوة رسميا الى وزارة الثقافة والمحافظة على التراث واعلمها بتنظيم يوم السينما التونسية ووافقت تونس على الدعوة وعملت على الاعداد لها من خلال رؤية متميزة تتمثل في تشجيع الشبان التونسيين واعطائهم فرصة التواصل مع الانتاج العالمي من خلال هذا المهرجان ومن خلال اعمالهم.. ومن خلال انتاج الاخرين واعطائهم الفرصة للتمتع بالظاهرة العالمية الفريدة من نوعها والمتمثلة في الصعود على المدارج ذات البساط الاحمرالى جانب الكبار والنجوم فذلك يشجعهم على المضي الى الامام. كما ان الوزارة عملت على ان يكون الوفد متكاملا فيه عدد من المخرجين من امثال مفيدة التلاتلي ولطفي العيوني وعز الدين الحرباوي، وعدد من المنتجين من امثال نجيب عياد ونجيب بلقاضي وابراهيم باللطيف، ومن خلال عدد من الصحفيين المتابعين بدقة للحياة السينمائية في تونس فضلا عن ضم عدد من الممثلين المشاركين في الافلام المشاركة في يوم تونس من مثل ليلى الشابي ودرة زروق. * والآن وبعد ان نظمت تونس يومها في مهرجان كان، كيف تقرأ الحدث وما هي الحصيلة للسينما التونسية، ولتونس عموما؟ ـ منذ البدء اقول بان تونس نجحت في اقامة يوم السينما التونسية وفق شروط مهرجان كان، وذلك بداية من الصعود على المدارج والمشي على البساط الاحمر، فقد كان الوفد التونسي في لياقة تانة وجلب اهتمام المشاركين في جل انحاء العالم، وجلب ايضا اهتمام الصحفيين الذين خصصوا للحدث مقالاتهم وحواراتهم في الجرائد والاذاعات والفضائيات. كما ان افلام تونس جلبت الانتباه الى درجة ان مدير مهرجان «كان اتصل بي مرتين ليؤكد لي رأيه الايجابي تجاه هذه السينما المتحررة وذات البعد الثقافي العميق، وهو ما يؤشر الى ان السينما التونسية لن تكون غائبة في المسابقة الرسمية في الدورة القادمة اذ لا أحد يمكن ان ينسى ما ما لمدير المهرجان العالمي «كان» من تأثير على البرمجة والتوجهات. وحتى أكون موضوعيا، اقول بان الحظ لعب لصالح تونس مرتين، ففي سهرة انطلاق يوم تونس كان الفيلم المبرمجة في المسابقة الرسمية من بلجيكا وهو خال من النجوم السينمائية وبالتالي فان التركيز كان مركزا على التونسيين وبكل صراحة لو كان الفيلم من بطولة نجم فرنسي كبيراو نجم امريكي فان كاميراهات المصورين كان يمكن ان تركز على النجم وتنسى الآخرين، اما يوم عرض الافلام التونسية فانه كان يوم عطلة رسمية في فرنسا وهو ما سمح بالاقبال الكبير للجمهور الفرنسي على السينما التونسية بتحليل يجلب الانتباه ويعلي كلمتها لدى كل الحاضرين وجلهم من المنتصرين لسينما الجنوب. وفي هذا القسم «سينما الجنوب» تم عرض فيلم تونسي جديد لخالد البرصاوي بعنوان «بين الوديان» رغم ان بعض الرتوشات الفنية النهائية كانت تنقصه آنذاك. وفي هذا القسم علم الجميع ان فيلم النوري بوزيد الاخير كان سيبرمج في المسابقة الوسمية الا انه لم يكن جاهزا تماما لما كانت ادارة مهرجان «كان» تعد البرمجة النهائية. كما اريد ان اذكر ان السهرة الخاصة التي نظمتها وزارة الثقافة والمحافظة على التراث في نزل «المارتيناز» كانت في المستوى العالي وحضرتها شخصيات كبيرة من عالم السينما اخراجا وانتاجا وعدد كبير من اصدقاء تونس من اهل السياسة والثقافة في جهة تونس و«كان» وغيرها. وقد تأكد للجميع في مهرجان «كان» ان هذا الحفل رائع.. ولم تتمكن جهة اخرى من تنظيمه قي المستوى الذي كان عليه خاصة وان التونسيين كانوا في لياقة خاصة، وفي المقدمة التونسيات اللاتي لبسن ازياء متميزة صممتها سيدة تونسية مختصة اسمها نرجس تعاونت معها المخرجة سلمى بكار لتكون الازياء في قمة الجمال والتميز. وللعلم فان الوفد التونسي كان كبيرا فهناك اكثر من 40 نفرا دعتهم وزارة الثقافة وانضم اليهم عدد كبير جاؤوا اما عن طريق منظمات سينمائية خاصة او ثقافية عامة واما جاؤوا على حسابهم الخاص بالاضافة الى تونسيين من القطاع مقيمين في فرنسا. وكان لهذا الوفد الصدى الطيب لدى كل الذين ترددوا على القرية السينمائية في كان او الذين تابعوا اخبار يوم تونس. واؤكد لكم ان الكثير من المخرجين والمنتجين الاجانب اكتشفوا بعمق السينما التونسية ومن المؤكد انهم يعدون العدة للتعاون مع التونسيين. كما لا ننسى التأثير الايجابي الذي سيحدث على المستوى السياحي الثقافي. * هل هناك ما يمكن ان نلاحظه وان ننقده من خلال هذه التجربة التي وصفتها بكونها ناجحة وجلبت انتباه السينمائيين؟ ـ اولا اريد ان اوجه ملاحظة لادارة «مهرجان كان» مفادها ان دعوة المخرجين التونسيين ليومين فقط على حسابها غير مشجعة واعتقد انه من الضروري مستقبلا ان تكون الدعوة لاربعة ايام على الاقل حتى تكون الفائدة اعظم وحتى لا تزدحم الانشطة لدى الضيوف. اما في خصوص عدم اقامة جناح تونسي لتسويق انتاجنا السينمائي في كان فاني اعتبر ذلك سابقا لاوانه لانه عمل مكلف دون ان يؤدي الى نتيجة مربحة. * بصفتك مديرا لايام قرطاج السينمائية في دورتها القادمة كيف كانت حصيلة اتصالاتك هناك. ـ فعلا لقد اجريت اتصالات بعدد من مديري المهرجانات وبالمخرجين العرب والافارقة ومن امريكا اللاتينية ومن اسيا واتفقت مع الكثير منهم على المشاركة في ايام قرطاج القادمة وقدمت الرؤية الجديدة للدورة القادمة. * كيف ستكون الدورة القادمة لايام قرطاج السينمائية ـ اولا يجب التذكير ان ايام قرطاج السينمائية قد تأسست عام 1966، اي اننا سنحتفل في الدورة القادمة بسنتها الاربعين وبالتالي يجب ان تكون ذات تميز ثقافي خاص. واعتقد انه من الضروري اعطاء هذا المهرجان طابعه الذي تأسس عليه عام 1966، فالمعروف ان وزارة الثقافة لما اسست هذا المهرجان بادارة الاستاذ الطاهر شريعة كانت هناك فكرة نضالية تحرك الباعثين وهي الدفاع عن سينما افريقيا وفتح الابواب امامها والدفاع عن السينما العربية الناشئة والوقوف الى جانب السينما المصرية ذات البعد الثقافي مثل افلام يوسف شاهدين وكمال الشيخ وغيرهم وهي افلام ذات رسالة وذات رؤية وذات موقف اجتماعي وثقافي حضاري جاد. بعني ان المهرجان بدأ مناضلا من اجل ثقافة سينمائية جادة ومن اجل انتاج افلام مغايرة بعيدا عن هيمنة السينما التجارية الامريكية، والغربية ذات الابعاد التي لاتخدم الثقافة العربية والافريقية. وارى ونحن نعيش اليوم زمن المقاومة داخل الاستثناء الثقافي والدفاع عن الخصوصيات الثقافية والحضارية ان نعود الى روح المهرجان وان نطبعه بابعاده الاولى. ولذا سيتم التخفيض في عدد الافلام الغربية لصالح الافلام العربية والافريقية وافلام آسيا وامريكا اللاتينية وذلك الى جانب افلام المسابقة الرسمية وهي عربية وافريقية. انه من الضروري ان نكون مع الافلام التي تحاول الصمود امام السينماءات المهيمنة وتحاول الخروج من سيطرتها على الاذهان وواجب علينا ان نعرف الافلام الاخرى التي لاحظ لها على المستوى التجاري بسبب الحظ الوافر والمطلق احيانا للسينماءات التي تنتجها هولييود التي تسعى بكل الطرق الى قتل السينماءات الخصوصية. * كيف ذلك؟ ـ ما لا يعرفه الكثير ان الولايات المتحدة في نطاق سياستها في تنميط العالم ثقافيا اصبحت تشترط على البلدان المتعاونة معها اقتصاديا ان تنسحب من الاستثناء الثقافي الذي وافقت عليه منظمة اليونسكو. واقدم لك مثالا من كوريا الجنوبية التي كانت تفرض في قاعاتها الكثيرة 40% كم جملة الافلام التي تعرض بها. وهذا القانون وفّر للسينما الكورية انتاج عشرات الافلام واصبح الجمهور الكوري يعرف نجومه ويعرف انتاج سينمائييه واذا بالولايات المتحدة تتدخل وتشترط وفق اتفاقية اقتصادية الغاء هذا القانون. وقد نظم الكوريون مظاهرات للابقاء عليه وعدم الركوع للشرط الامريكي، وفي النهاية انتصرت هولييود وخفضت الحكومة النسبة من 40% الى 20%. وحاولت الولايات المتحدة مع المغرب لفرض الافلام الامريكية بشكل مطلق على قاعاتها وللعلم ان ألمانيا تعيش منذ سنوات في ازمة سينمائية ناتجة عن ضغوط الشركات الامريكية فتصور ان 96 بالمائة مما يعرض في ألمانيا هو امريكي وان 5% مما يعرض هي المانية واوروبية وغيرها؟! سنكـــثر اذن من الافلام القادمة من افريقيا ومن امريكا اللاتينية ومن آسيا في حين ان السينما الغربية لديها سنتان كاملتان لعرض انتاجها ضمن الاسابيع الثقافية والسينمائية وغيرها. (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 13 جوان 2006)
في منتدى الذاكرة الوطنية (1 من 2)
الطيب التريكي مدير ديوان المسعدي يتحدث عن المخطط العشري في تحويل التعليم (1968-1958)
تونس – الصّباح: بمؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات التي يديرها الدكتور عبد الجليل التميمي انتظم صباح أمس منتدى الذاكرة الوطنية تحدث خلاله السيد الطيب التريكي عن مسارات التربية القومية خلال المخطط العشري 1958 ـ 1968 أي أثناء تولي المرحوم الأستاذ محمود المسعدي وزارة التربية وروى الكثير من الوقائع التي شهدها في تلك الفترة لما كان مديرا لديوان المسعدي.. وذكر في شهادته التي قدمها أمام نخبة من الجامعيين والمناضلين والوزراء السابقين والمهتمين بتاريخ تونس المعاصر وبالمسائل التربوية أن كل بلد ينال استقلاله تواجهه منذ البداية مشاكل عدة ومشاريع طموحة تتطلب إجتهادات وجهود جبارة اصطلح على تسميتها بالجهاد الأكبر.. وأن البلد السعيد المحظوظ هو الذي يكون مناضلوه قد استعدوا لمواجهة متطلبات الاستقلال وكانوا قد فكروا في ما يصلح من شأن البلاد المستقلة ومن تجاوز سلبيات الاستعمار وعهود التخلف وبناء أسس الدولة العصرية لتلتحق بالمسار الحضاري فتواكبه.. وقال التريكي إن تونس فخورة بأن لها ثقافة مميزة وتكمن هذه المميزات في الإنجازات التي حدثت في القرن التاسع عشر ومنها إنشاء مدرسة باردو الحربية إذ إتّفق على أن السلطات الدينية في ذلك العهد لا تمانع تدريس مواد علمية في مدارس مختصة وتخرج من هذه المدرسة ضباط متفتحون على الحضارة الغربية وتعليم اللغة الأجنبية خاصة الفرنسية والإيطالية وهيأت هذه الحظوة التي تمتعت بها مدرسة باردو لتطوير التعليم.. وكان من أبرز المنادين بالتطوير هو خير الدين باشا الذي دعا للتكوين العلمي مثل الرياضيات والعلوم بلغة أجنبية إلى جانب التكوين التقليدي.. وكان لا بد من موافقة هيئة العلماء الزيتونيين على هذا المنحى لأن البايات لا يوافقون على أمر دون موافقة الهيئة الشرعية بيد أن ذلك تزامن مع بروز توجه نحو إصلاح التعليم الزيتوني.. وتم تمرير هذه الفكرة وتغيير وضع هيئة التدريس وتأسيس لجنة تتكون من محمد بيرم الخامس وعبد العزيز بوعتور والعربي زروق وغيرهم ووضعوا برامج هذه المدرسة الجديدة وهي برامج ترتكز على تعليم القرآن وتدريس المتون وشروحها مع العلوم والرياضيات بالفرنسية وهكذا انطلقت المدرسة الصادقية وتطورت وعرفت فترات براقة وأخرى فيها صعوبات.. وأدى هذا التعليم الجديد على حد تعبير التريكي إلى بروز ثقافة جديدة وبين أن هذا الجيل الذي تكون في الصادقية أوكلت له مهمة بناء الدولة الوطنية والإمساك بعدة ملفات.. أولويات الاستقلال قال الطيب التريكي «كان للاستقلال عدة أولويات: ومن بين أولى أولياته ملف التعليم.. وعند الحديث عن هذا الملف يجد الإنسان نفسه أمام فرضيتان وهما إما أن يحافظ على ما هو موجود أو أن يقوم بإضافات.. وتبين أنه لا يعقل التفويت في المكاسب التاريخية الكبيرة التي تحققت عبر الأجيال في قطاع التعليم.. وكان الرئيس بورقيبة قد أفصح عن خيار هام وهو نشر التعليم وتوحيده وتعميمه بين شرائح المجتمع التونسي مهما تعددت فئاته وتباينت الحاجات وتشعبت حلولها ويؤثر عنه أنه قال بما معناه «من الأفضل أن يكون لي شعب معارض متعلم نير من أن يكون لي شعب مؤيد وهو أمي جاهل».. وفي هذا الصدد تقرر نشر التعليم في كل فئات المجتمع واعتبر ذلك «هدية الاستقلال للشعب التونسي». وإضافة إلى توحيد التعليم برزت على حد ذكره رغبة في تكوين الشعب التونسي على اتجاهات موحدة ورؤية موحدة ليكون المجتمع متناسقا لا تشرذم فيه ولا تباين ولا تضاد وبين أن الأجيال الصاعدة كانت ترفض هذا التباين وترنوا إلى التوحيد في التكوين والتثقف حيث دبت حركة تدفع الشباب الزيتوني والمدرسي والصادقي إلى التقارب وسجل التاريخ لقاء المدرسيين والصادقيين والزيتونيين في عديد المناسبات.. وأصبح التعلم على حد تعبير التريكي يرمي للتقدم وكانت الأرضية مهيأة لتدخل تونس مرحلة الجهاد الأكبر في منظومة موحدة تتكافأ فيها الفرص بين الجميع وبين الجنسين دون فوارق.. ولاحظ أن الرغبة في نشر التعليم لم تكن صادرة عن الإرادة السياسية فحسب بل كانت رغبة متأصلة في الشعب التونسي وقد تحدث عن ذلك رحالة فرنسي زار تونس سنوات قبل الحماية فانبهر بولع التونسيين بتعليم أطفالهم حتى في الأرياف النائية حيث يتم تعليم الأطفال القراءة والكتابة وتلقينهم القرآن حتى في كوخ أو خيمة. المعادلة الصعبة بين مدير ديوان محمود المسعدي السابق أن الولع بالعلم مألوف عند التونسيين، فعندما كانت الإدارة الاستعمارية تشح بتوفير المدارس الابتدائية كانت تبرز في المقابل الكتاتيب العصرية والمدارس القرآنية ومدارس العروش وغيرها على يد بعض القياد من أهل الإصلاح وكلها روافد لتعليم البنين.. ولاحظ أن الرغبة في نشر التعليم وازتها المعادلة الصعبة وهي توفير العدد الكافي من المدارس ثم إيجاد برامج موحدة خلفا للمنظومة الموجودة آن ذاك إضافة لتكوين الإطار الكفء للتدريس وهو تحد كبير.. وفي يوم من أيام أفريل سنة 1958 وفي حفل عشاء أقيم بمنزل الطاهر قيقة سأل بورقيبة قائلا: من ترونه من بين رجال التعليم الأكثر كفاءة لمجابهة التحديات التربوية فكان الجواب سريعا.. تلقائيا وفي إجماع: إنه محمود المسعدي. وبعد أيام عين بورقيبة المسعدي كاتب دولة للتربية القومية ثم وزيرا للتربية القومية وتشكلت لجان عدة لتدارس ملف التربية وشارك 400 من رجال التعليم في إعداد البرامج التربوية. وكانت وزارة التربية تعمل ثلاث حصص في اليوم وكان المسعدي يرابط في مكتبه ساعات طوال ويحدو الجميع حماس رائع لأنهم يعتقدون أن ما سيقومون به هو عمل تاريخي سيحاسبون عليه من قبل الأجيال القادمة.. وقال التريكي إنه تم التفكير في إيجاد حلول للمعادلات الصعبة.. وأوضح أنه بسبب نقص عدد قاعات التعليم في المدارس تم اللجوء اضطرارا لجمع فصلين في قسم واحد وتم اعتبار ذلك حلا وقتيا إلى غاية أن تتوفر قاعات التعليم.. وبخصوص المعلمين تم انتداب حاملي التحصيل بعد تكوين بيداغوجي وقد كانوا عاطلين عن العمل.. كما تم الشروع في تكوين دار المعلمين العليا وتصيد كل متخرج من التعليم العالي لحشره قصرا في التعليم الثانوي.. وقد ضحى ذلك الجيل من خريجي الجامعة وحاملي الإجازة بقبول هذا الوضع ولم يقع السماح إلا لبعض المتفوقين بمواصلة دراستهم الجامعية العليا في حين كلف البقية بالتعليم في المعاهد.. حذف الشعبة «أ» قال الطيب التريكي «وجدت في التعليم الثانوي منظومتان واحدة تسمى شعبة «أ» والثانية «ب» لهما نفس البرامج أي نفس المحتوى والفارق بينهما في لغة التدريس حيث كانت شعبة «أ» معربة في مجملها مع الإبقاء على اللغات الحية وأهمها الفرنسية وكانت الشعبة «ب» وريثة التعليم الصادقي مع بعض التحويرات كإلغاء مواد الترجمة وتعميق تونسة التاريخ والجغرافيا وإضافات يستوجبها تقدم تدريس العلوم خصوصا الرياضيات العصرية وكانت تونس سباقة في هذا المضمار وبدأت التجربة في مستوى التعليم الابتدائي بمدرسة نهج روسيا بدفع من مديرته السيدة زينب العنابي. وإلى جانب الشعبتين «أ» و«ب» كانت هناك شعبة تعليم ثانوي قصيرة لمن لهم مؤهلات متواضعة. وأضاف: «أشهد للتاريخ أن حذف شعبة «أ» لم يقع بسبب تدني نتائجها فقد نجح فيها الكثير وكانت نتائجهم في التعليم العالي ممتازة مثلهم مثل من درس في شعبة «ب».. وقد واصلوا دراستهم وتخرجوا أطباء ومهندسين وحقوقيين ودكاترة حتى في الفيزياء النووية وعلى سبيل المثال تخرج منها صادق شعبان وجلول الجريبي وزهير المظفر.. تغطية: سعيدة بوهلال (يتبع) (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 11 جوان 2006)
مصور مجزرة شاطئ غزة يروي تفاصيل الجريمة
أحمد فياض- غـزة مشاهد مجزرة عائلة أبوغالية المأساوية, وصرخات طفلتهم الناجية هدى التي أبكت الملايين, نقلتها عدسة مصور فلسطيني انتابه صراع بين المهنة والإنسانية. ومع ذلك فقد أصر المصور زكريا أبوهربيد من غزة على مواصلة تصوير معاناة طفلة انشغلت في التنقل بين جثث أفراد عائلتها علها تجد من يجيب أو يؤانس وحدتها, وليوثق جريمة تضاف إلى الجرائم الإسرائيلية التي تقشعر لها الأبدان. وتحدث المصور أبوهربيد الذي يعمل بوكالة رمتان للأنباء عن اللحظات الأولى لبداية الجريمة الإسرائيلية, وقال إنه تلقى اتصالا هاتفيا من أحد أصدقائه العاملين في طواقم الإسعاف, يخبره فيه بأن طائرات الاحتلال استهدفت مجموعة من المقاومين في بلدة بيت حانون شمالي القطاع. وأضاف في حديث للجزيرة نت أنه لدى وصوله لمكان الحادث التقطت عدسته صور ثلاث جثث لمدنيين بينهم شقيقان سقطا نتيجة استهداف طائرات الاحتلال الإسرائيلي لسيارة مجموعة من المقاومين. ثم تجدد القصف مرة أخرى أثناء عودته من مكان الحادث ليستهدف سيارة ثانية على طريق صلاح الدين الرئيسي شمالي غزة, مؤكدا أنه تيقن أن منطقة شمال القطاع تشهد أحدثا ساخنة وتصعيدا، الأمر الذي استدعى منه البقاء في المنطقة. قصف الشاطئ وبعد ساعة رن هاتف أبوهربيد, وإذ بصوت أحد أطقم الإسعاف مرة ثانية يخبره بأن قصفا إسرائيليا ثالثا وقع يستهدف هذه المرة مواطنين على شاطئ بحر غزة في منطقة السودانية شمالي القطاع. وكان أول من وصل إلى مكان القصف ووجد نفسه للوهلة الأولى أمام مجزرة دموية جديدة بحق عائلة « أبو غالية » كاملة ملقاة على الرمل. ويتابع حديثه قائلا « تمالكت مشاعري وحبست دموعي وأخذت أبحث عمن في المكان لأصوره, وإذ بفتاة صغيرة تخرج من البحر مبللة بالماء تركض بخطوات سريعة تجاه أسرتها الصامتة, وما إن رأيت هول الفاجعة حتى دبت مدوية بالصراخ والعويل ». ويستكمل المصور أبوهربيد الذي بدت على وجهه ملامح الحزن وهو يصور تلك اللحظات الأشد مأساوية في حياته, عندما طلبت من طواقم الإسعاف أن يتوجهوا صوب رجل ملقى على تلة من الرمل, لفت صوتي الطفلة هدى « المشتتة الوعي » فركضت صوب المكان وعندما اتضح لها أنه والدها وقد أصبح جثة هامدة, ألقت بجسدها هاوية على الأرض, وبدأت الصراخ والمناجاة لمساعدة والدها. المذبحة التي كان أبوهربيد الشاهد الرئيسي عليها سقط فيها كل من الأب عيسى غالية (34 عاما) والزوجة رئيسة (35عاما) والأبناء عالية (17عاما) وإلهام (15عاما) وصابرين (4 أعوام) وهنادي (عامان), وهثيم (عام) , إضافة إلى أربعة آخرين إصابتهم خطيرة. مشهد دموي وعن الحال الذي كان عليه في لحظة المشهد الدموي, قال « أخذت أصور كل ما ترصده عدسة الكاميرا, حتى إنني نزعت الأغطية عن مهد طفل العائلة, خشية أن يكون مصابا ويحتاج إلى مساعدة », مشيرا إلى أنه بعد انتهائه من تصوير الفتاة لم يتمالك نفسه وراح يبكي بجوارها, وحتى هذه اللحظة يرفض رؤية الصور التي التقطها للعائلة. وأوضح أن بعض الروايات تقول إن الطفل الرضيع لقي حتفه وهو يرضع على حضن أمه, وأن العائلة قبل استشهادها كانت على وشك مغادرة المكان, مشيرا إلى أنه طلب من الطفلة هدى ذات السنوات العشر في أول لقاء جمعه بها بعد الحادثة أن تسامحه لأنه لم يستطع إسعاف أسرتها. وبرر ذلك بأن صرخات هدى وهي تقول « صوّر .. صوّر » برأته وأعطته الدافعية لاستكمال تصوير الجريمة. يشار إلى أن المصور أبوهربيد أصيب ثلاث مرات خلال الانتفاضة, كان أخطرها عندما أصيب بجراح في يده, بعد تعرضه لإطلاق نار من قبل قوات الاحتلال أثناء تغطيته لمظاهرة فلسطينية جنوبي غزة. (*) مراسل الجزيرة نت (المصدر: الجزيرة.نت بتاريخ 12 جوان 2006)
لقاءات مغاربية بطرابلس عشية اجتماع لجنة المتابعة لاتحاد المغرب العربي
الرباط ـ القدس العربي : افادت مصادر دبلوماسية ان اجتماعات مغاربية بدأت في العاصمة الليبية طرابلس للتحضير لاجتماعات لجنة المتابعة لاتحاد المغرب العربي التي تحتضنها ليبيا غدا الأربعاء.
وتضم لجنة المتابعة وزراء شؤون المغرب العربي في كل من ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا الذين يرتبطون باتحاد منذ شباط/فبراير 1989 الا انه يعرف جمودا منذ منتصف التسعينات لخلافات ثنائية بين دوله خاصة الخلافات الجزائرية المغربية التي تتمحور في هذه المرحلة حول نزاع الصحراء الغربية التي يحتج فيها المغرب علي دعم الجزائر لجبهة البوليزاريو لفصل الصحراء الغربية واقامة دولة مستقلة عليها.
وفشل قادة المغرب العربي منذ 1994 في عقد قمتهم التي من المفترض ان تكون سنوية وكانت المرة الاخيرة التي التقت فيها القمة في تونس بداية 1994 وحاولت ليبيا عقد القمة في ايار/مايو 2005 الا ان احتجاجا مغربيا علي برقية بعثها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الي محمد عبد العزيز زعيم جبهة البوليزاريو حال دون عقد القمة بعد اعلان العاهل المغربي الملك محمد السادس تغيبه احتجاجا.
ويبحث خبراء البلدان المغاربية الخمسة المشاركون في اجتماع طرابلس عددا من المواضيع المدرجة في جدول الأعمال والتي تهم انتظام اجتماعات هيئات ولجان الاتحاد وتحيين الاتفاقيات وخاصة ما يتعلق منها بالمشاريع المغاربية ومناقشة الدراسات التي تم انجازها من طرف خبراء مغاربيين بتمويل من مؤسسات دولية والدعوة الي انعقاد اجتماع لفريقي العمل المكلفين بمشروع اقامة منطقة للتبادل الحر ومشروع اقامة مجموعة اقتصادية مغاربية بالاضافة الي مناقشة عمل المؤسسات الاتحادية.
وكانت لجنة المتابعة قد أكدت في ختام اجتماعها السابق بطرابلس علي أهمية تكثيف التنسيق المغاربي بخصوص بعض القضايا وخاصة قضية الهجرة غير الشرعية باعتبار دول الاتحاد دول استقبال وعبور ومصدر تتأثر بانعكاسات هذه الظاهرة.
كما أكدت الدورة السابقة للجنة المتابعة علي مواقف الاتحاد المساندة لقضايا السلم والحق والعدل والتنمية في افريقيا والعالم العربي والاسلامي مع ابراز مساعي الاتحاد كقطب سلام وتنمية في شمال افريقيا وحوض المتوسط من أجل النهوض بالانسان المغاربي وتحقيق التنمية والتواصل في هــــذه المنطقة. (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 13 جوان 2006)
مرشد الاخوان يدعو لطرح اتفاق كامب ديفيد للاستفتاء
القاهرة ـ يو بي آي: دعا المرشد العام للاخوان المسلمين محمد مهدي عاكف الحكومة المصرية الي طرح اتفاقية كامب ديفيد للسلام مع اسرائيل علي الاستفتاء الشعبي لتقرير مصيرها.
ودعا عاكف في مقابلة مع تلفزيون دريم المصري مساء الاحد الحكومة الي الغاء الاتفاقية التي وقعها الرئيس السابق انور السادات عام 1979 مع رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق مناحيم بيغن في حال التصويت برفضها من قبل الشعب المصري.
وقال أنا مع كل الاتفاقيات التي عقدتها مصر علي مستوي العالم ولا بد أن أحترمها أما اتفاقية إسرائيل فأتمني عرضها علي الشعب للاستفتاء .
واضاف عاكف بالتالي لن نعترف باتفاقية كامب ديفيد وهذا أمر مهم.
وإذا قال الشعب بالالغاء فلتلغي اتفاقية كامب ديفيد . وهذه هي المرة الاولي التي تدعو فيها جماعة الاخوان المسلمين الي اجراء استفتاء شعبي علي الاتفاقية التي انهت حالة الحرب مع اسرائيل ووضعت اساسا لعلاقات سلام دائم بين البلدين. (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 13 جوان 2006)
الجزائريون يتجاوزون عقدة المونديال بفك الرقم السري لقناة تلفزيونية سويسرية
الجزائر ـ القدس العربي من مولود مرشدي: السبيل لمشاهدة منافسات المونديال اصبح منذ اليوم الاول لانطلاق هذه التظاهرة الشغل الشاغل لعامة الجزائريين وخاصة الشباب منهم الذين فوجئوا بانهم لن يتمكنوا من مشاهدة المباريات علي شاشة التلفزيون لان قناة اي ار تي احتكرت حقوق البث في المنطقة العربية. وعجز اغلبهم عن شراء بطاقة الاشتراك بهذه الشبكة التلفزيونية، جعل المشاهدة هاجسا وهوسا لهم فشرعوا في رحلة البحث عن طريقة ولو بالتحايل علي القنوات الفضائية لمشاهدة مباريات هذه المنافسة الدولية. ولحسن حظهم ان هذه الحيرة لم تدم الا يوما واحدا وتمكن قراصنة الشبكة العنكبوتية انترنت من فك الرقم السري لشبكة تلفزيونية سويسرية واخري سلوفينية وأصبحوا يتابعون مباريات الكأس عبرهما. وانتشر الخبر بسرعة البرق وسط المولعين الذين اعادوا تكييف صحونهم اللاقطة علي الساتل الخاص بهاتين القناتين وتمكنوا بذلك من متابعة مباريات اليوم الثالث وما تبقي من المقابلات القادمة. ورغم ان لغة التعليق التلفزيوني بهاتين القناتين غير مفهومة، الا انها لا تطرح مشكلة كبري طالما لا يوجد بديل. وقال عبد القادر امس ان لغة التعليق لا تهم بقدر ما تهم متابعة المباريات وعدم الخضوع لسلطة قناة عربية ارادت ان تحرمنا من شيء اصبح جزءا من يومياتنا . وزادت حمي كاس العالم عندما اصبحت قضية وطنية استدعت تدخل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي، عشية انطلاق المنافسة، أمر بتوزيع بطاقات القناة المذكورة وبيعها علي مستوي المراكز البريدية وتحديد سعرها بحوالي 25 دولارا بدلا من 100 دولارا لدي الخواص او مايعادل 10 الاف دينار جزائري. وقال عمر، احد مشجعي فريق مولودية الجزائر احد اكبر الفرق العاصمية، انه اشتري بطاقة اي آر تي بوساطات وبعد تدخل معارفه، بسبعة الاف دينار (نصف راتبه الشهري) قبل ان تحدد السلطات اسعارها بالفي دينار فقط. ولكنه لم يبد حسرة علي تسرعه فالمهم بالنسبة له متابعة كاس العالم. ومن المفارقات ايضا ان احد المولعين بكرة القدم، وفي خضم تزايد حمي متابعة مقابلات كاس العالم اسر لـ القدس العربي انه اشتري بطاقة شبكة اي ار تي العربية قبل ان يتفطن لدي عودته الي منزله الي ان جهاز استقباله الرقمي لا يتوفر علي موضع لاستعمال البطاقة التي اشتراها. وعلي عكس التوقعات، لم تنفد البطاقات وبقيت متوفرة في مكاتب البيع لقلة التهافت علي اقتنائها حيث بقيت مكدسة رغم الاعلان الذي نشرته قناة اي ار تي بان بامكان اصحاب هذه البطاقات تجديد اشتراكاتهم بعد انتهاء كاس العالم لمدة سنة كاملة. ووفرت السلطات الجزائرية حوالي 300 الف بطاقة استقبال علي هذه الشبكة مدة صلاحيتها شهر واحد لكل راغب في متابعة مقابلات هذه النهائيات. ووزعت الوكالة الوطنية للنشر والاشهار وهي الهيئة التي تحتكر الاعلانات العمومية في الجزائر لمختلف الجرائد المحلية عشر بطاقات للصحافيين الراغبين في شرائها لتفادي الوقوف في طوابير امام مكاتب البريد او وكالات شركة الهواتف النقالة العمومية. وعقد مدير التلفزيون مؤتمرا صحافيا قبل ايام اسف فيه علي عدم تمكين الجمهور الجزائري من متابعة نهائيات كاس العالم بعد فشل المفاوضات مع شبكة اي آر تي وذهب الي حد تهديدها بعدم تمكينها من الوسائل التقنية للتلفزيون الجزائري لنقل مباريات الفرق الجزائرية في المنافسات العربية. غير ان صحفا محلية شككت في مزاعم مدير التللفزيون ونقلت عن مسؤولين بـ اي آر تي انهم لا علم لهم بمفاوضات مع التلفزيون الجزائري. (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 13 جوان 2006)
حارب الي جانب فرانكو وكاد يخلفه ونال أعلي رتبة عسكرية تعادل رتبة الملك خوان كارلوس
رفض شعبي في المغرب لمتحف يخلد الماريشال محمد أمزيان الذي قمع المغاربة مستعمَرين ومستقلين
مدريد ـ القدس العربي من حسين مجدوبي: بينما تطالب بعض الدول مثل الجزائر وليبيا بالمحاسبة علي المجازر التي ارتكبها الاستعمار، يبدو أن لبعض المسؤولين المغاربة رأيا آخر، ربما بتمجيد من كانوا أيادي لهذا الاستعمار وحاربوا أبناء جلدتهم عقودا من الزمن، وذلك من خلال إقامة متحف يمجد الماريشال محمد أمزيان في مدينة الناضور (شمال شرق المغرب) ومحاربة إقامة متحف يخلد رمز المقاومة المغربية محمد عبد الكريم الخطابي.
في البدء، من هو الماريشال أمزيان؟ هو مغربي ولد سنة 1897 في بني أنصار باقليم الناضور. ويبدو أن تاريخه مليء بكل ما يصطلح عليه في أول سابقة من نوعها ، فهو الماريشال الأول والأخير والوحيد في الجيش المغربي، تبناه عسكريا ملك اسبانيا ألفونسو الثالث عشر الذي أجبر مدرسة توليدو العسكرية سنة 1913 علي تغيير قانونها حتي يتمكن مسلم مغربي من الانضمام اليها بعدما كانت حكرا علي الاسبان.
تخرج وجري تعيينه في مليلية (شمال المغرب وتحتلها اسبانيا) لمواجهة انتفاضة الريفيين التي سيتزعمها لاحقا محمد بن عبد الكريم الخطابي. هذا الأخير الذي ألحق بإسبانيا أكبر هزيمة عسكرية في تاريخها في معركة أنوال سنة 1921، حيث قضي علي 13 ألف جندي اسباني خلال يومين. وكان أمزيان أول مغربي يحصل علي مرتبة كابتن ـ جنرال، أعلي مرتبة في السلم العسكري في اسبانيا ولم يكن يتجاوزه سوي صديقه الدكتاتور فرانسيسكو فرانكو الذي كان برتبة جينيراليسيمو، أي قائد جميع الجيوش ورئيس اسبانيا.
وفي الوقت الراهن أصبحت رتبة كابتن ـ جنرال مقتصرة علي ملك اسبانيا وحده، وهذا يعني أن أمزيان تمتع برتبة عسكرية هي نفسها التي يحملها الملك خوان كارلوس في الوقت الراهن.
ويكشف الدبلوماسي خوسي ماريا ألفاريث دي سوتومايور في كتابه رواية بلين كامينو أن الكثير من المسؤولين المغاربة كانوا يجهلون القيمة الحقيقية للماريشال أمزيان، ففي حالة مقتل فرانكو أو رحيله كان (امزيان) أحد المرشحين وقتها (الخمسينات) في اسبانيا لتولي منصب رئيس البلاد بحكم الرتبة والأقدمية .
كان أمزيان أول من خرج بجنوده الي شوارع مليلية لدعم الانقلاب العسكري ضد الجمهورية سنة 1936 وكان وقتها كولونيلا، وأول من دخل علي رأس كتيبة مدينة توليدو في المعركة الشهيرة التي خلفت مقتل الآلاف وتعتبر أبشع معركة في الحرب الأهلية الاسبانية. وتخصص كتب التاريخ والمجلات الصادرة وقتها حيزا مهما للفظاعات التي ارتكبتها قوات أمزيان.
وبعد استقلال المغرب سنة 1956، سمح فرانكو في صفقة تاريخية ـ سرية حتي الآن ـ مع الملك محمد الخامس بالتحاق الماريشال أمزيان بالجيش المغربي، ومن أهم إنجازاته أنه شارك الي جانب الملك الراحل الحسن الثاني سنة 1959 عندما كان وليا للعهد في قمع انتفاضة الريفيين التي خلفت المئات من القتلي. وبهذا يكون أمزيان قد قمع المغاربة في عهد الاحتلال وفي عهد الاستقلال.
اليوم، وفي بلدة بني أنصار (اقليم الناضور)، تحول ذلك المنزل الشاسع الذي كان قد أهداه فرانكو الي أمزيان الي متحف و مؤسسة محمد أمزيان . وجري تدشينه منذ أسبوعين بحضور السفير الاسباني لويس بلاناس ونائب رئيس هيئة الأركان العسكرية الاسبانية ووزراء مغاربة من ضمنهم وزير التعليم الحبيب المالكي ووزير المالية فتح الله ولعلو.
في اسبانيا، طالبت الأحزاب اليسارية بمساءلة وزير الخارجية موراتينوس امام البرلمان حول حضور السفير في تدشين متحف لقائد عسكري عرف عنه ارتكاب جرائم ضد الانسانية .
وفي المغرب تظاهر شباب الناضور مساء الأحد أمام مندوبية الحكومة وطالبوا بإغلاق المتحف. ويتساءل شكيب الخياري من جمعية الريف لحقوق الانسان لـ القدس العربي : كيف يعقل أن يدشن متحف للماريشال أمزيان الذي خان وطنه وحارب أبناء جلدته، وترفض إقامة متحف لرمز من رموز المقاومة، محمد بن عبد الكريم الخطابي! .
جمعية الدفاع عن حقوق الانسان كان لها رأي آخر بعزمها تقديم دعوي قضائية لإغلاق المتحف، في حين التزمت الأحزاب السياسية صمتا مثيرا، وبدورها لم تسجل هيئة المؤرخين حضورا.
المفارقة كشفها أستاذ تاريخ من ثانــــوية في مدينة الناضــــور تساءل باستغراب: تخيل لو نظمنا زيارة للتلاميذ الي هذا المتحف، ماذا سنقول لهم؟ أمزيان كان خائنا أم وطنيا؟ . ويقول لقد حضر وزير التعليم الحبيب المالكي الافتتاح وبارك المتحف، ونتمني أن يسعفنا في تحديد هوية المتحف ودور الماريشال لنعرف الجواب عندما يسألنا التلاميذ . (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 13 جوان 2006)
Home – Accueil – الرئيسية