Home – Accueil – الرئيسية
TUNISNEWS
7 ème année, N° 2304 du 12.09.2006
هيئة 18 اكتوبر للحقوق والحريات: بلاغ إعلامي
إتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل:بيان إعلامي
الاساتذة المسقطون عمدا في الكاباس: بيان إلى الرأي العام
الحياة :تونس: مؤتمر لمكافحة الهجرة غير المشروعة
الموقف: منظمة العفو الدولية تنظم حملة من أجل حرية الانترنت
الشروق: بعد أن بلغت الأمطار 90 ملم بقابس و 70 بصفاقس: المياه تداهم المساكن وحزام حماية صفاقس في التسلل
الصباح: مياه الأمطار كشفت المستور.. وظهرت عيوب ساحة ماربورغ الجديدة بوسط صفاقس د .منصف المرزوقي : الوضع الصحي في السجون التونسية فوزي الصدقاوي: السجين السياسي طارق الحجّام :السؤال الكبير:على أي أرض تقف العدالة ؟ بوعبدالله بوعبدالله: الى الأخ هادي بريك:بعد نشر أفكاره العامة لمستقبل الحركة الإسلامية في تونس الهادي بريك: جس نبضك بنفسك قبل أن يعودك الراقي محمد العروسي الهاني:إقتراح حفل توديع و تكريم العاملين في صحافة الحزب … المكي الجزيري: ذكّر فإن الذكرى تنفع… نور الدين العويديدي: الجزيرة: عواصف النقد لا تحجب أصالة المعدن بحري العرفاوي: نتائج الحرب.. بين آفاق الانبعاث وسياسة التبريد مركز دراسة الإسلام والديمقراطية « مــداد » بواشنطن:رسالة مفتوحة إلى الرئيس جورج بوش:حول تعزيز الديمقراطية أم أسيل:يا قدس
مصطفى يحي: يا خير أمة
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )
To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).
لمشاهدة الشريط الإستثنائي الذي أعدته « الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين »
حول المأساة الفظيعة للمساجين السياسيين وعائلاتهم في تونس، إضغط على الوصلة التالية:
هيئة 18 اكتوبر للحقوق والحريات
تونس في 12 سبتمبر2006
بلاغ إعلامي
إلتأمت هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات في دورتها العاشرة وقد تركز اهتمامها على تقييم مسيرتها خلال السنة السياسية المنقضية وعلى الإعداد لبرنامج عملها خلال السداسية المقبلة وعلى مختلف الجوانب العملية لحسن سير نشاطاتها. وبعد التداول المعمق في مقترحات ورقة العمل التي قدمت في هذا العرض أقرت الهيئة ما يلي:
أولا: اطلاق مبادرات وحملات وطنية (بين الداخل والمهجر) حول الحقوق والحريات الثلاثة التي حملت حركة 18 اكتوبر لواءها: حرية التعبير والإعلام والصحافة، وحرية تأسيس الأحزاب والجمعيات ورفع القيود على نشاطها، وإطلاق سراح المساجين السياسيين وعودة اللاجئين وإعادة الاعتبار إليهم في إطار قانون للعفو العام يشمل كل من طالهم القمع.
ثانيا: دفع مسار الحوار بين مكونات حركة 18 أكتوبر باعتباره لبنة هامة على طريق الحوار الوطني ودعم انطلاقة أشغال المنتدى منذ جوان الماضي بعقد ندوة وطنية حول موضوع المساواة بين الجنسين بمناسبة خمسينية مجلة الأحوال الشخصية وبالتزامن مع ذكرى مصادقة الجمعية العامة للأمم المتحدة على الاتفاقية الدولية ضدّ كل أشكال الميز المسلطة على المرأة (يوم 18 ديسمبر 1979).
ثالثا: الاحتفال بالذكرى الاولى لانطلاق الإضراب عن الطعام الذي شنه ممثلون عن الحركة السياسية والمدنية والذي تحول إلى حركة احتجاجية واسعة لتقييم مسيرة الحركة المنبثقة عنه ورسم آفاق عملها المقبل.
وأقرت الهيئة الاحتفال بهذه الذكرى السنوية تحت شعار » اليوم الوطني من اجل الحقوق والحريات ».
رابعا: تأكيد الهيئة على أهمية وضرورة إرساء خطة إعلامية لحركة 18 اكتوبر كأداة حيوية لانجاح مبادراتها واسهامها في كسر الاحتكار الإعلامي. وقد أوكلت إلى لجنة الإعلام مهمة تحديد أهدافها ومضامينها ووسائلها. وفي هذا السياق أوصت الهيئة بوجوب تمتين الصلة مع لجنة 18 اكتوبر بباريس وأشادت بمبادرتها بعث موقع على الشبكة وبجهودها الرامية إلى تنشيطه وتأثيثه.
وفي نفس السياق عبرت الهيئة عن مؤازرتها وتضامنها الكامل مع أسرة نشرية » تونس نيوز » التي تعرضت إلى عملية قرصنة خبيثة لموقعها سعيا إلى عرقلة جهود هذه الأسرة من أجل إعلام حرّ.
ومن ناحية أخرى:
– تعرضت الهيئة مجددا إلى محنة المساجين السياسيين الذين يقبعون في السجون منذ ما يزيد عن 15 عاما وإلى التدهور المستمر لأوضاعهم الصحية وتفاقم المضايقات التي تتعرض لها عائلاتهم وأمهاتهم، وهي إذ تعبر عن تضامنها القوي مع مبادرة أمهات المساجين السياسيين وتقديرها لمضمون الرسالة التي توجهت بها إلى الحكومة فإنها تلح مرّة أخرى على ضرورة الإفراج العاجل عنهم وعلى عودة المغتربين كمقدمة لسن قانون العفو العام لفائدة ضحايا القمع.
– وتوقفت عند تعدد الاعتقالات في الآونة الأخيرة بين صفوف الشباب (أكثر من 150 شابا) والذين يطمحون في الغالب في الالتحاق بالمقاومة العراقية بتهمة الانتماء لما يسمى بالسلفيّة الجهادية. وبصرف النظر عن مدى صحة هذه التهمة فإن الهيئة التي تؤمن بدولة القانون وبالحق في محاكمة عادلة تستنكر الظروف الغامضة التي تم اعتقالهم فيها وكل أشكال التعذيب والتنكيل التي سلطت عليهم، وتؤكد مجددا بهذه المناسبة على الطابع اللادستوري لقانون » مكافحة الإرهاب » الذي سيحالون على المحاكم بمقتضاه.
– كما عبرت الهيئة عن تأييدها لأفكار ومبادرات اللجنة الوطنية لمساندة الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان الرامية إلى عقد مؤتمرها الوطني السادس، ورفع الحصار المضروب حول مقراتها وشلّ نشاطها الحقوقي.
– وأخيرا حيّت الهيئة المبادرة الجريئة التي أطلقها النائب الفرنسي J.CLOUD LEFOR الرامية إلى إحالة الوزير الأول الإسرائيلي على عدالة المحكمة الجنائية الدولية كمجرم لمسؤوليته عن جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية التي اقترفها جيشه خلال عدوانه الأخير على لبنان، وهي إذ توقع على نداء هذا النائب الفاضل بدون أي تحفظ فإنها تعتبر نفسها مجندة من أجل إنجاح هذه المبادرة الحرّة.
هيئة 18 اكتوبر للحقوق والحريات
إتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل
بيان إعلامي
تونس في 11 سبتمبر 2006 في إطار متابعة ملفات المعطلين لدى الوزارات و المؤسسات العمومية، توجه أعضاء إتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل اليوم الاثنين 11 سبتمبر 2006 إلى وزارة التعليم العالي بعد تقديم مراسلة في الغرض منذ شهر جوان الماضي، و قد تقدم حال وصول أعضاء الإتحاد موظف ادعى أنه (و الوزارة كذلك) على علم بسبب و توقيت هذا التحرك و أن هناك مسؤولا(مدير مكتب المصالح المشتركة بالوزارة) مكلفا بمتابعة هذا الملف فتم تفويض رفيقين من أعضاء الإتحاد للمقابلة و التفاوض مع هذا المسؤول. و لكن طبع الوزارة ما لبث أن فرض نفسه إذ تم رفض مقابلة الرفيقين تحت ذريعة أن هذا المسؤول غير موجود (؟؟؟) و انه لا يمكن للوزارة تكليف أي من موظفيها نتيجة الاكتظاظ و « انشغال » كل الموظفين بملفات إعادة التوجيه الجامعي. و تبعا لذلك، و مع حضور « وفد » وزارة الداخلية قبل أعوان الوزارة أنفسهم (حوالي 40 بوليس)، تم تذكير أعوان الوزارة بالمراسلة التي قدمها الإتحاد و أنه على الوزارة الإجابة سواء بالنفي أو الإيجاب و تكليف شخص بمتابعة هذا الموضوع. و إن نفى مكتب الضبط بالوزارة تلقيه أية مراسلة باسم اتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل، إلا أن الوزارة كلفت رئيس مكتب العلاقات مع المواطن بمقابلة ممثلي الاتحاد، حيث نفى هذا الموظف بدوره علمه بأي مراسلة، و رفض التفاوض مع الرفاق على أساس تمثيلهم لمنظمة نقابية داعيا إياهم للتحدث عن مشاكلهم بصفة فردية. و أمام تمسك الرفاق بمنظمتهم و تفويض كل الرفاق لهما، ما كان من مدير مكتب العلاقات مع المواطن إلا أن تعلل بموعد له مع الوزير قد أخلفه فترك الجلسة دون أي تقدم أو حتى تحديد موعد آخر للقاء. و أمام هذه الحالة المزرية من الاضطراب و النفاق المفضوح و المماطلة التي استعملها ممثل الوزارة فقد تم الإعلان عن اعتصام داخل مقر الوزارة حتى تحقيق مطالب الاتحاد في: – تكليف شخص مسؤول بالمتابعة الكاملة لملف المعطلين – تحديد موعد رسمي من قبل الوزارة – تحمل الوزارة لمسؤولياتها و وجوب ردها على مراسلة الاتحاد رسميا. و قد تواصل الاعتصام لمدة ثلاث ساعات حاول خلالها البوليس فضه بكل وسائله دون نتيجة، و قد تم على إثر ذلك استدعاء ممثلي الاتحاد لمقابلة نفس المسؤول مرة أخرى و الذي رفض مجددا الاعتراف بممثلي الاتحاد و بمنظمتهم المناضلة، لكنه رحب بعودتهم في أي وقت لاحق. و عليه، و باعتبار خلو الوزارة من كل الموظفين و المواطنين الذين تم إخراجهم عنوة من مقر الوزارة من قبل البوليس و تم إغلاق الباب الرئيسي في وجوههم، قرر أعضاء الإتحاد فك الاعتصام و توجيه تذكير إلى السيد الوزير يضع الوزارة أمام خيار واحد هو الرد الرسمي على مساعي الاتحاد التفاوضية و قبل اللجوء إلى الأشكال النضالية و التصعيدية الأخرى و التي لا يبخل مناضلوا الاتحاد من استعمالها إيمانا منهم بضرورة الدفاع عن حقهم في الشغل و العيش الكريم بكل الأساليب النضالية المشروعة. إتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل التنسيقية الوطنية المكلف بالإعلام الحسن رحيمي
الاساتذة المسقطون عمدا في الكاباس
بيان إلى الرأي العام
تونس في 12/9/2006
نحن الأساتذة المسقطين عمدا في الكاباس ( شفاهي2006) يهمنا أن نتوجه إلى الرأي العام بالبيان التالي:
على اثر الاعتداء العنيف الذي تعرضنا له مساء أمس في مقر وزارة التربية و التكوين و كاحتجاج صارخ على طريقة التعامل البوليسي مع ملفنا توجهنا صبيحة اليوم إلى شارع الحبيب بورقيبة بوسط العاصمة أين حاولنا الاتصال بالمواطنين قصد التعريف بقضيتنا، لكن ما راعنا إلا و عدد كبير من قوات البوليس السياسي يشرع في الاعتداء علينا و يحاول تفريقنا. وأمام إصرارنا على ممارسة حقنا في التعبير، وقع إيقاف الأستاذ على الجلولي و الاعتداء عليه بالعنف مما تسبب له في خدوش في شفته وكسرا لنظارته الطبية، و الأستاذ الحسين بن عمر، الذين تم اقتيادهما عنوة إلى منطقة الشرطة بباب بحر، وأمام اندهاش المواطنين و تفاعلهم العفوي مع هذا المشهد الغريب الذي جعل بعضهم يلتحق بمقر الإيقاف، و إصرار بقية الزملاء على إطلاق سراح الموقوفين، وقع تسريحهما.
إننا إذ نندد بقوة بهذا العسف القمعي فإننا نتوجه بأعلى أصواتنا إلى السلطة كي تكف عن هذا الأسلوب في التعاطي مع ملفنا العادل و أن تسرع بوضع حد لهذه المظلمة، كما نتوجه لكل القوى الحية كي تكثف مساندتها لمطلبنا بانتدابنا أساتذة تعليم ثانوي وهو ما سنواصل الاستماتة في النضال من أجل تحقيقه كلفنا ذلك ما كلفنا.
الإمضاءات
· البشير المسعودي (37 سنة) أستاذية فلسفة 1998
· الجيلاني الوسيعي (35 سنة) أستاذية عربية 1999
· محمد مومني (33 سنة) أستاذية فلسفة 1999 و باحث في ماجستيرالفلسفة المعاصرة
· الحسين بن عمر (30 سنة) الأستاذية في الإعلامية 2001 و شهادة الدراسات العليا المتخصصة في نظم الاتصالات و الشبكات 2003
· علي الجلولي (33 سنة) أستاذية فلسفة 2001
· لطفي فريد (32 سنة) أستاذية فلسفة 2002
· محمد الناصر الختالي ( 26 سنة) أستاذية فلسفة 2005
· حفناوي بن عثمان (33سنة) أستاذية عربية 2005
للمساندة : excluscapes2006@yahoo.fr
تونس: مؤتمر لمكافحة الهجرة غير المشروعة
تونس – رشيد خشانة أكدت مصادر مطلعة أن مؤتمراً وزارياً دولياً لمكافحة الهجرة غير المشروعة سيُعقد في تونس أواخر العام بمشاركة وزراء وخبراء من البلدان الأفريقية والمتوسطية. ويسبق المؤتمر اجتماع رفيع المستوى في نيويورك لوضع اقتراحات وخطط عملية لمكافحة تزايد موجات الهجرة غير المشروعة من البلدان الأفريقية نحو البلدان الأوروبية المتوسطية وتوقيع اتفاقات تعاون للقضاء على هذه الظاهرة. وأبدت عواصم البلدان الأوروبية المطلة على الحوض الغربي للمتوسط وهي إيطاليا ومالطا وإسبانيا قلقاً شديداً في الأسابيع الأخيرة من تفاقم الظاهرة وعرضت على الاتحاد الأوروبي اتخاذ إجراءات جماعية لمساعدتها على مجابهة الأوضاع الناشئة من وصول عشرات المراكب المحملة مهاجرين إلى سواحلها. على صعيد آخر، أفيد في تونس، أمس، أن الإدارة الأميركية عيّنت روبرت غوداك سفيراً جديداً لدى تونس محل السفير ويليام هدسون الذي انتهت مهماته. (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 12 سبتمبر 2006)
منظمة العفو الدولية تنظم حملة من أجل حرية الانترنت
محمد فوراتي
مواقع للدردشة (شات) تُراقب ومساحات إخبارية تُحذف ومواقع إلكترونية تُحجب ومحركات بحث تُقيَّد وأشخاص يسجنون لا لسبب إلا لنشرهم معلومات وتقاسمها مع الآخرين. لهذه الأسباب وغيرها أطلقت منظمة العفو الدولية ( امنستي) حملة من أجل وضع حد لاستخدام الحكومات الانترنت لقمع حرية تنقل المعلومات وسجن الأشخاص من اجل حرية التعبير. فالحكومات وبمساعدة من بعض أكبر شركات تقانة المعلومات في العالم تقوم بتنظيم حملة قمعية ضد حرية التعبير وهذا ما ظهر جليا في عديد الدول. ففي تونس تحجب عديد المواقع الإخبارية ومواقع الاحزاب والمنظمات مثل مواقع تونس نيوز وموقع جريدة الموقف والحزب الديمقراطي التقدمي والرابطة ومجلس الحريات ومجلات إلكترونية مثل كلمة وأقلام أون لاين وجريدة الوسط وغيرها ومواقع إخبارية مثل موقع العربية. نت. كما تحجب الحكومة مواقع حقوقية عالمية على رأسها موقع منظمة العفو الدولية نفسه. وبسبب الرقابة الشديدة على البريد الالكتروني والرقابة على المواقع التي لها علاقة بالشأن التونسي سجن المحامي محمد عبو بسبب نشره مقالا على موقع تونس نيوز كما سجن شبان جرجيش وتعرض آخرون للملاحقة أو المساءلة. يذكر أن حكومات وشركات عالمية من كافة انحاء العالم تستعد لعقد مؤتمر للأمم المتحدة في نوفمبر 2006، لمناقشة مستقبل شبكة الإنترنت. وتريد منظمة العفو الدولية أن يكون هذا المؤتمر مناسبة للضغط على هذه الحكومات والشركات العالمية لعتق الانترنت ومستعمليها من الرقابة. وباستطاع, كل مواطن في جميع انحاء العالم ان يساهم في هذه الحملة ايمانا بأن جميع البشر في كل مكان يعتقدون بأن الإنترنت ينبغي أن تكون قوة من أجل الحرية السياسية وليس من أجل القمع. ومن المتوقع أن تقدم امنستي العدد الإجمالي من التوقيعات ضمن هذه الحملة أثناء أشغال المؤتمر في نوفمبر القادم. وجاء في نص المناشدة التي وقع عليها إلى حد الآن قرابة 40 ألف شخص » أعتقد أن الإنترنت ينبغي أن تكون قوة من أجل الحرية السياسية وليس من أجل القمع. فمن حق البشر أن يسعوا إلى الحصول على المعلومات وأن يحصلوا عليها، وأن يعبِّروا عن معتقداتهم السلمية على الشبكة دونما خشية أو تدخل. إنني أهيب بجميع الحكومات أن توقف ما تفرضه من قيود لا لزوم لها على حرية التعبير على الإنترنت – وبالشركات كي تمتنع عن تقديم المساعدة إليها في مسعاها هذا ». والموقع الذي يمكن زيارته والمساهمة من خلاله في هذه الحملة هو: http://irrepressible.info
شبكة من أجل الحريات تقول امنستي أن شبكة الإنترنت أداة عظيمة لتبادل الآراء وممارسة حرية التعبير، غير أن هناك جهوداً متعاظمة لفرض الرقابة عليها. وثمة تقارير عن قمع لأنشطة الإنترنت في بلدان كالصين وفيتنام وتونس وإيران والمملكة العربية السعودية وسوريا. بينما يُضطهد الأشخاص ويلقى بهم في السجون لا لشيء إلا لانتقادهم الحكومة أو الدعوة إلى الديمقراطية وإلى السماح بحرية التعبير، أو لكشفهم انتهاكات لحقوق الإنسان على الشبكة. ولا يقتصر قمع الإنترنت على الحكومات فقط فشركات تقانة المعلومات ساعدت كثيرا على بناء نُظم تفسح المجال أمام المتابعة وفرض الرقابة. فقد قامت شركة ياهو بتزويد السلطات الصينية ببيانات إلكترونية شخصية تخص مستخدمي البريد الإلكتروني، ما أسهم في تسهيل حبس أشخاص على أسس خاطئة. كما تقيدت كل من مايكروسوفت وغوغل بمطالب الحكومة بأن تراقب نشاط مراسلات الصينيين الذين ينتفعون بخدماتهما. وتؤكد المنظمة أن حرية التعبير حق أساسي من حقوق الإنسان. وهو أحد أغلى الحقوق على نفوس البشر. وينبغي أن نقاتل من أجل حمايته. (المصدر: صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 381 بتاريخ 8 سبتمبر 2006)
بعد أن بلغت الأمطار 90 ملم بقابس و 70 بصفاقس:
المياه تداهم المساكن وحزام حماية صفاقس في التسلل
* الشروق ـ مكتب صفاقس
اضطر زوال يوم أمس الاثنين بصفاقس أغلب الموظفين الى عدم مبارحة ادارتهم ومؤسساتهم بعدما اجتاحت المدينة أمطار مفاجأة وقوية بلغت 70 ملم بصفاقس و90 ملم بقابس حسب مصدر رسمي من ادارة الرصد الجوي بصفاقس. بداية الأمطار بصفاقس كانت فجرا في شكل رذاذ متفرق الا أنه وفي حدود الساعة الحادية عشر الا دقائق صباحا ارتفع نسقها بشكل مفاجئ لتنهمر الأمطار مرفوقة بزوابع رعدية قوية على امتداد ساعتين أي الى حدود الواحدة بعد الزوال وهو توقيت خروج الموظفين من مؤسساتهم. وقد اضطر العديد منهم الى عدم مبارحة ادارتهم بسبب المياه التي غمرت الشوراع وقطعت حركة المرور خاصة بقلب المدينة التي شهدت اختناقا كبيرا نتيجة محاولة البعض استعمال سياراتهم وسط برك المياه التي حولت المدينة الى بحيرة عائمة دفعت بالمترجلين رجالا ونساء الى خلع أحذيتهم لقطع المياه. وتشير مصادرنا الى أن الأمطار التي غمرت طريق السلطنية بصفاقس داهمت البيوت مما اضطر العديد من المتساكنين الى مغادرة منازلهم وقد اتصل بنا العديد من المواطنين القاطنين بحي السلطنية في مكتبنا بصفاقس لابلاغ صوتهم الى الجهات المعنية للتدخل بسرعة لتطويق تبعات المياه القوية التي لم تتجه الى «حزام مدينة صفاقس من الفيضانات» بل اتجهت الى بيوتهم. بعض المتساكنين القاطنين قرب «الحزام» عبروا في مكالمة هاتفية لـ «الشروق» عن امتعاضهم وقلقهم من بطء التدخلات رغم الاتصالات المتكررة بالجهات المعنية لضخ المياه التي داهمت البيوت ومنعت البعض من مغادرة أماكنهم. هذا وأفادت ادارة الرصد الجوي بصفاقس «الشروق» أن الكميات المسجلة فاقت المعدل العام المسجل عادة في شهر سبتمبر من كل عام والذي لا يتجاوز عموما الـ 30 أو 40 ملم لكن أمطار يوم أمس بلغت الـ 70 ملم بصفاقس و90 بقابس. وتفسر مصدرنا أسباب الأمطار المفاجئة والمصحوبة بالزوابع الرعدية بعاملين أساسيين هما المرتفع الجوي العالي المتمركز على أوروبا والذي يوجه نحو بلدنا تيارا رطبا ومتقلبا وخاصة على السواحل الشرقية وخليج قابس وكذلك المنخفض الجوى على الصحراء التونسية المرفوق بهواء بارد وهو ما جعل الأمطار تنهمر بشكل مفاجئ وقوي بلغ الـ90 ملم بقابس و70 ملم بصفاقس المدينة. ومن المنتظر أن تتواصل الأمطار مصحوبة بالزوابع الرعدية القوية على امتداد اليومين المقبلين لكن بشكل متقطع. مصدر مطلع من الحماية المدنية التي شهدت ضغطا كبيرا في المكالمات الهاتفية أشارت الى أن الرياح القوية لم تتسبب والحمد لله في أية كارثة محتملة في البحر، على أن مصادر الرصد الجوي تؤكد أن الرياح ستتواصل طيلة اليومين المقبلين مما يستوجب الحذر الكامل. * راشد شعور (المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 12 سبتمبر 2006)
مياه الأمطار كشفت المستور.. وظهرت عيوب ساحة ماربورغ الجديدة بوسط صفاقس
من مراسلنا بصفاقس محمد القبي: نزل امس الاثنين في منتصف النهار على امتداد زهاء الساعة من الزمن الغيث النافع على مدينة صفاقس فاستبشر الجميع بذلك لما له من انعكاس ايجابي على الفلاحة وبالتالي على الاقتصاد الوطني لا سيما في هذه الولاية التي تحتل المرتبة الأولى من حيث انتاج زيت الزيتون ومراتب متقدمة بالنسبة الى انتاج اللوز وغيره ولكن هذا الاستبشار سرعان ما تحول الى خشية على الحياة والممتلكات نظرا لان الامطار قد نزلت بقوة على المدينة وضواحيها والقرى المجاورة. ما الذي جرى؟ غمرت المياه جميع شوارع مدينة صفاقس وانهجها الضيقة والواسعة وغطت الارصفة المخصصة للمارة لان المجاري قد غصت بالمياه الواردة عليها فاختلطت مياه الامطار بمياه المجاري وتصاعدت روائح كريهة «دغدغت» الانوف ،ازعجت الكثير لا سيما الشيوخ والمرضى والنساء الحوامل هذا الوضع «حجز» الكثيرين داخل المغازات والدكاكين والادارات ومختلف المؤسسات العمومية والخاصة والاماكن المغطاة ولكن البعض اضطر الى «اختراق» مياه الامطار المختلطة بمياه المجاري باحذيتهم وجواربهم معرضين انفسهم للمرض في هذا الطقس الخريفي الذي ينذر بانتشار بعض الامراض الموسمية، هذه الامراض تؤثر حتما بشكل كبير على الشيوخ والعجائز والاطفال. ساحة «ماربورغ» ساحة ماربورغ التي توجد في قلب المدينة العصرية قد تمت تهيئتها قبل اسابيع بعد ازالة اشجار مضت عقود طويلة على غراستها فانفقت البلدية مئات الآلاف من الدنانير على ذلك ومع هذا فانها لم تسلم من الاذى اذ ان المياه قد غمرتها امس فعطلت الحركة والانشطة الاقتصادية بها. كما صعدت الروائح من البالوعات المنتشرة هنا وهناك بها وهذا دليل على ان الاشغال لم تتم على الوجه المطلوب فمن المفروض ان تكون المجاري اسرع عند ابتلاع المياه من نزول المطر ولو كان بقوة افواه القرب وتيارات السدود. الامطار كشفت المستور لماذا حصل كل ذلك؟ الجواب بسيط: المدينة لم تتحمل كل هذه المياه لان البلدية وديوان التطهير لم يقوما بعمليات النظافة والصيانة المطلوبة خارج موسم الامطار اي خلال فصل الصيف كما يحدث تماما في العديد من البلدان المتقدمة ويتمثل عملهما في ازالة الاتربة واوراق الاشجار وغيرها من الاوساخ التي من شأنها ان تساهم في انسداد المجاري وبالتالي في ركود المياه في الشوارع وهو ما كان ينبغي له ان يحصل في مدينة صفاقس لما للبلدية من عتاد واسطول كذلك الشأن بالنسبة الى ديوان التطهير خاصة ان ما حصل قد تكرر فهذه ليست المرة الاولى التي يحصل فيها مثل هذا الامر.
(المصدر: جريدة الصباح التونسية التونسية الصادرة يوم 12 سبتمبر 2006)
شهر رمضان: الإقتران يوم 22 سبتمبر وتوقع بداية الشهر يوم 24 منه باعتماد الرؤية
إلى جانب الحركية الكبيرة التي تشهدها مختلف العائلات التونسية لاستقبال السنة المدرسية والجامعية الجديدة تتأهب كذلك لاستقبال شهر رمضان بعد بضعة أيام ومن خلال الاتصالات التي قمنا بها مع الأطراف المعنية علمنا أن الاقتران سيحصل يوم 22 سبتمبر على الساعة الواحدة و45 دقيقة من بعد الظهر وأن غروب الشمس سيكون على الساعة السابعة وأربع عشرة دقيقة مساء وآنذاك يكون عمر القمر أي ند غروب الشمس خمس ساعات و29 دقيقة ومكث القمر صفرا لأنه يغرب قبل الشمس بقليل وبناء على كل هذه المعطيات يتوقع حلول شهر رمضان يوم 24 سبتمبر لأن أول امكانية رؤية الهلال هو يوم السبت 23 سبتمبر على الساعة الخامسة و20 دقيقة بسواحل شرق القارة الآسيوية، والأكيد أن كل هذا سيقترن بعمليات رصد الهلال في مختلف ولايات الجمهورية منذ يوم 22 ستمبر أي منذ يوم الجمعة للتأكد من كل هذه المعطيات وللإعلان عن بداية شهر رمضان المعظم حال التوصل إلى رؤيته بالوسائل العلمية المتطورة جدا المسخرة والموضوعة على أهل الذكر في مثل هذا الموعد الديني الهام من كل سنة. من جهة أخرى يتواصل التخفيض الموسمي الصيفي إلى نهاية الشهر خصوصا وأن دخول شهر رمضان أو حتى قبل دخوله يسبق بلهفة شرائية لدى الكثيرين واقتناء حاجيات لم يتعودوا اقتنائها رغم أن الظرف الحالي يقتضي الاقتصاد والاعتدال حتى يحتفل الجميع بالشهر المبارك وبالعودة المدرسية والجامعية كأحسن ما يكون. الحبيب الصادق عبيد (المصدر: جريدة الصباح التونسية التونسية الصادرة يوم 12 سبتمبر 2006)
رسمي: خلافا لما كان منتظرا، افتتاح السنة النيابية في موعدها
تونس ـ الشروق
أشارت مصادر مطلعة لـ «الشروق» أنه لا توجد أية نية لتأخير افتتاح السنة النيابية الجديدة (2006 – 2007) وقالت المصادر نفسها أن مجلس النواب والمستشارين سيشرعان في عقد جلساتهما العامة كما ينص على ذلك الدستور أوائل شهر أكتوبر القادم. وأوضحت نفس المصادر أنه وخلافا للسنوات الفارطة فإن السنة التشريعية الجديدة ستشهد ضغطا كبيرا بحكم بدء العمل الثنائي بين المجلسين وخاصة في ما يهم دارسة مختلف أبواب الميزانية العامة للدولة. وكان حديث قد جرى مؤخرا بين النواب والمهتمين بنشاط السلطة التشريعية مفاده بحث امكانية تأخير افتتاح السنة النيابية الى ما بعد شهر رمضان. يذكر أن افتتاح السنة النيابية منصوص عليه في الدستور الذي يشير الي موعده القانوني وهو أوائل شهر أكتوبر وأنه لم يحدث الا نادرا أن تتم تأخير افتتاح السنة النيابية كما حدث سنة 2004 بحكم التزامن مع الاستحقاقات الانتخابية آنذاك وحيث تم تأخير افتتاح السنة النيابية الي شهر نوفمبر بعد اتمام انتخابات 24 أكتوبر 2004 . وقالت مصادر من داخل مجلس النواب أن مختلف اللجان تباشر ومنذ أيام اجتماعاتها لدراسة مختلف المشارىع القانونية المطروحة وبلورة رؤى متكاملة بخصوصها قبل عرضها على المناقشة العامة. * خالد الحداد (المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 12 سبتمبر 2006)
الوضع الصحي في السجون التونسية
د .منصف المرزوقي لما طلب مني تدبيج هذا المقال عن وضع المساجين وخاصة المساجين السياسيين في تونس عادت لذاكرتي حادثتان . الأولى سنة 1994 عندما نزلت ضيفا على الدكتاتور في أماكنه المختارة السجون وعلى وجه التحديد سجن 9 أبريل. أذكر أنهم أخذوني على الطبيب بعد وصولي بيوم أو يومين لنوع من الاطمئنان على أنني لن أموت لهم بسكتة قلبية بغية إزعاجهم. أذكر أن الطبيب كان شابا من قدامى تلامذتي وأنه أحس بحرج شديد من هذه الزيارة غير المنتظرة . بسرعة تحول حديثي معه إلى نقاش مختصين وأنا أطلب منه أن يريني سجلات ودفاتر المرضى وأن يعطيني موجزا عن المشاكل الصحية للمساجين وطرق التعامل معها …كل هذا تحت نظر الحارس المشدوه. والثانية هي الزيارة التي قمت بها لعائلة المرحوم سحنون الجوهري بعد أن قضى نحبه في السجن ضحية الإهمال المقصود أو غير المتعمد. وقد عادت القصتان لذاكرتي وأنا بصدد التحضير للمقال .فالحادثة الأولى فتحت عيني على عقم الإدارة في متابعتها لموضوع صحة المساجين ،والحال أن الأمر في فرنسا شبه اختصاص طبي ، وموضوع هام تنتبه له وزارات الصحة والعدل والداخلية ولجان مراقبة أخلاقيات المهنة الطبية. ففي » الزيارة الفجئية » لم أكتشف إلا مستوصفا كالذي نعرفه في أفقر الأرياف، يتوفر على نفس السجلات ونفس البطاقات الصفراء التي يخط عليها طبيب مستعجل أربع جمل غير مفهومة تلخص مشكلة المريض ثم وصفة دواء من النوع الشائع أو الرخيص. مثل هذه الوثائق تجعل من شبه المستحيل تكوين فكرة صحيحة عن نوع الأمراض وانتشارها وعوامل خطورتها داخل السجن. فالتشخيص عادة سطحي ومتسرع ويفتقر لأبسط الشواهد البيولوجية والراديوغرافية الضرورية أحيانا. هو لا يأخذ بعين الاعتبار إلا شكوى المريض، أي الجزء الطافي من جبل الجليد . كل هذا لا يسمح لأي مختص في علم الوبائيات épidémiologie بتكوين فكرة صحيحة عن طبيعة الأمراض وتواترها . بطبيعة الحال لا علم لي ، اللهم إلا من فرط جهلي، بدراسات إحصائية حول الأمراض وتفشيها وما تنتهجه الإدارة من سياسات وقائية ضدها. وفي حالة وجود مثل هذه الدراسات فسأكون سعيدا بمعرفتها وبالاعتذار علنيا عن جهلي. أما الحادثة الثانية التي أثرت في كثيرا أي موت المرحوم سحنون، والذي كان زميلي لسنوات في الهيئة المديرة للرابطة ، فقد كانت الدليل الساطع لمدى الإهمال الذي يمكن أن يتعرض له سجين داخل سجونهم العتيدة في حالة الإصابة بمرض خطير. فالجوهري كان مصابا بمرض معروف ، لكن العلاج المطلوب رفض له وترك الرجل ينزف إلى أن مات . إنها جريمة مكتملة الأوصاف يحاسب عليها دنيا وآخرة مدير السجن آنذاك والطبيب وكل من كانوا طرفا في العملية. وفي النهاية فإنه يمكن القول أن السجون تعطي للمرضى الحد الأدنى من الخدمات الصحية المتوفرة في الأرياف الفقيرة ،وأنها غير مؤهلة للتعامل مع الحالات الصعبة والعسيرة، إلا بإحالتها في ظروف مزرية لمستشفيات ليست بالضرورة أحسن من يعين المريض. وفي غياب المعطيات الإحصائية غير الكاذبة ، أي التي وثقها مختصون مستقلون في الصحة العمومية ، واعتمادا من جهة على تجربتي الشخصية ، وعلى المعلومات التي أخذتها من أخي محمد علي البدوي الذي قام بجولة سياحية في أغلب السجون طيلة العقوبات الثلاثة التي قضاها ، واعتمادا أيضا على العديد من الاستجوابات التي استعملت لتقرير » المجلس الوطني للحريات » عن السجون سنة 1999 يمكن تقسيم الموضوع كالتالي . الحالة الصحية للسجناء الناجمة عن تاريخهم الشخصي
تستقبل السجون في أغلب الوقت ذكورا من مستوى اجتماعي وتعليمي دون المتوسط ، نادرا ما يعيشون خارج جدران السجن بكيفية تضمن حفظ صحتهم . لكن موجة القمع التي داهمت البلاد في التسعينات ثم توسع وانتشار الجريمة داخل المجتمع، بدأ يرمي في السجون بنوع جديد من التونسيين وهم كهول من مستويات اجتماعية وتعليمية متوسطة وحتى عالية. هذه الجمهرة تدخل السجن بنوعين من المشاكل الصحية . – المشاكل المزمنة والمتقدمة على دخولها السجن مثل الإصابة بالسكري أو بالربو أو بارتفاع الضغط . كل هذه المشاكل مؤهلة للتفاقم بفعل تضافر عوامل عدة منها صعوبة الانتظام في احذ الدواء وتوفره واستحالة الحمية وخاصة ضغط العامل النفسي . – المشاكل الحادة التي مهدت لدخول السجن . الموضوع هنا التعذيب وآثاره الجسدية والنفسية الهائلة. نظرة سريعة على أهمها مع ضرورة وضعها في السياق، أي بطء البرء منها بحكم انعدام المختصين في علاجها فما بالك بالإرادة السياسية لذلك ، وتفاقمها ، وتغلغل آثارها في الأعماق، وظهورها متنكرة في ثوب أعراض وأمراض تبدو بلا علاقة بالتعذيب وآثاره. – يمكن للجلد أن يحمل إصابات مزمنة مثل الأكزيما أو الالتهاب الجلدي العصبي – يحمل أكثر من %90 من ضحايا التعذيب آثارا في مستوى الجهاز الحركي ، فالضرب المتواصل والأوضاع غير الفيزيولوجية وانعدام العلاج السريع، وفي حالة السجن عوز الغذاء والحدّ من الحركة ….كلها عوامل تتضافر لتترك آثارا متفاوتة الخطورة على المفاصل والعظام والعضلات. – كثيرا ما يشتكي الضحايا من الدوران والشعور بضجيج داخل الأذن ونوبات الصداع النصفي . نتيجة الضرب الذي يتسبب أيضا في ثقب في الطبلية بسيلان متواصل أم لا، مع نقص في السمع نتيجة إ ضرار بالأذن المتوسطة وحتى بالأذن الداخلية ، وفي هذه الحالات فإن إمكانيات العلاج محدودة. كما يمكن أن تصاب العين في مستوى القرنية والعدسة والشبكية أو أن يظهر زرق يتطلب رأي اختصاصي. – يعتبر قرح المعدة والتهاب القولون من بين المخلفات لشائعة في مستوى الجهاز الهضمي . وعادة ما تكون الشكوى من البواسير وفتق الشرج خفية جدّا خوفا من الفحص ومن الاعتراف بتعرض ممكن ومهين لاغتصاب جنسي . – كثيرا ما نجد انسدادا في مجاري الكلى سببه انعدام التوازن بين الشرب وفقدان الماء والأملاح المعدنية. – يلاحظ ارتفاع الضغط بكثرة. والأخطر من هذا كله المخلفات النفسية التي ستصحب الضحية في سجنه لسنوات بعد خروجه من السجن ،مثل حالة التأهب والإنذار الدائم والوهن وصعوبة النوم والكوابيس والقلق الدائم وتغير العلاقات مع المحيط . الحالة الصحية للسجناء الناجمة عن كون السجن أكبر عامل ممرض من الممكن القول أن السجون ، خاصة في تونس ، هي مدارس و بؤر لثلاثة أهم أخطار تتهدد المجتمع ككل : الجريمة ، المرض ، وإفساد جزء من أعوان الدولة. وفي خصوص النقطة التي تهمنا ، من المعلوم أن دخول السجون يعني حتما دخول منطقة إعصار صحية قل من يخرج منها سالما حتى ولو كان يتمتع بصحة جيدة . من الممكن تقسيم الأمراض التي تتهدد كل شخص داخل جدرانها إلى ثلاثة أنواع . الأمراض الناجمة عن بيئة غير طبيعية: كل الناس تعرف الأمراض الجلدية ( وأشهرها الجرب) نتيجة الاكتظاظ وغياب النظافة . لكن من يقدر خطورة السل الذي يهدد كل المجتمعات ،خاصة بعد عودته بقوة على آثار انتشار نقص المناعة المكتسب ( سيدا)… وبعد ظهور أجناس من الجرثومة تقاوم كل الأدوية الموجودة. والمعروف منذ القرن التاسع عشر أن الاكتظاظ السكني والفقر والغذاء الناقص من أهم عوامل الانتشار. كل هذه العوامل متوفرة بسخاء في سجوننا فلا مكان كافي، ولا تهوية كافية، ولا غذاء متوازن وكاف إلا لمن وفرت له العائلة ذلك. لا أدري ، بما أن المعلومات سرية ، ما عدد الذين أصيبوا بالسل في السجون التونسية وهل يعالج كل الذين جاوروهم، مثلما تطالب به منظمة الصحة العالمية اليوم، و كيف تقع متابعة من يخرجون بالمرض. إنها جزء من الأسئلة التي أرجو أن تطرحها لجنة تقصي الحقائق عندما يأتي يوم محاسبة من تصوروا أنفسهم فوق القانون والأخلاق، أو أنهم يتحركون داخل شعب ليس له نخب وليس له ذاكرة وليس له إحساس قوي بضرورة معاقبة من أسكرتهم السلطة في يوم من الأيام. الأمراض الناجمة عن فقدان التوازنات الجسمية والنفسية إنه ميدان واسع أذكر الأمراض الجنسية الناجمة عن ممارسة العلاقات الشاذة في غياب أي وقاية ، مما يعني أن السجون حلقة من سلسلة تفشي أمراض الزهري ونقص المناعة والالتهاب البولي بالمكورات Gonococcies . كذلك نجد في هذا النوع كل ما يتصل بالإدمان، خاصة على مهدئات الأعصاب التي تشكل داخل السجون معضلة بخطورة إدمان المخدرات عند الشباب خارج السجن. الأمراض النفسية والعقلية. ربما لا يوجد مكان في وطننا انعدمت فيه كل شروط الإنسانية قدر السجون .ففيها يسود العنف والغطرسة وسيادة الأقوى في أبشع الصور . إنها أماكن خارج الزمان تعيد البشر لأولى مراحل التاريخ، حيث لا مكان إلا لأخلاق العبيد تجاه السلطة المطلقة للسيد. إذا اعتبرنا ظروف الاعتقال وظروف العيش ، ونظرة الشخص لنفسه، لا نستغرب تفشي الأمراض النفسية وحتى العقلية فيها وما ينجر عن ذلك من عنف بين السجناء وعنف موجه للذات في شكل » التشليط » وحتى الانتحار. إن ما يشده له المرء هو قوة الإنسان الذي يستطيع أن يصمد في ظروف كالتي توفرها السجون والتونسية على وجه الخصوص. قد لا أرى يوما مجتمعا اختفت منه مدارس الجريمة والمرض هذه، ووجدت فيه الإنسانية طرقا أخرى لتعويض الضحايا وعقاب المخطئين ، لكن ما أتمنى رؤيته قبل رحيلي من هذا العالم ، حملة منظمة واسعة النطاق من كل أجهزة الدولة لمعالجة سريعة وحاسمة لكل مخلفات بن علي وأعوانه ومنها هذه السجون التي هي وصمة عار في جبين كل إنسان وكل تونسي
السجين السياسي طارق الحجّام
السؤال الكبير:على أي أرض تقف العدالة ؟
فوزي الصدقاوي تسلمت السلطات التونسية السيد طارق الحجام من السلطات الإيطالية في إطار التنسيق الدولي حول ما يسمى بمكافحة الإرهاب وأودعته منذ2006.03.24 السجن المدني بتونس(9أفريل) على ذمة القضية التي حُكم ضده فيها سنة1999 غيابياً بـعشر سنوات سجن بتهمة‹‹ الإنتماء إلى منظمة إرهابية خارج الوطن›› وقد رفع كل من الأستاذ سمير بن عمر والأستاذ عبد الرؤوف العيادي قضية إعتراضية لدى المحكمة العسكرية الدائمة بتونس ، وعيّنت المحكمة مؤخراً جلسة بتاريخ 27سبتمبر2006 للإطلاع على نتائج التقرير بعد عرض السجين على الطب الشرعي بطلب من محامييه. والسجين السياسي طارق الحجّام من مواليد29 فيفري 1968، أصيل بلدة عوسجة التابعة لولاية بنزرت، سافر إلى إيطالية سنة 1994 ومنها إلتحق بالبوسنة حيث شارك في الدفاع عن الشعب البوسني الذي تعرض إلى أكثر المجازر وحشية وأبشع الجرائم ضد الإنسانية شهرة وتغطية إعلامية وقد كان ذلك يجري على مرىء ومسمع من المجتمع الدولي المتحضر الذي لم يتدخل إلا بعد أن قاربت عملية الإبادة الجماعية على إفناء الشعب وإنهاء تاريخه، ومحو هويته ، وفي الوقت الذي كانت حكومات عربية وغربية تدين بنفاقها المعتاد تلك المجازر ،كان طارق الحجّام يقف مدافعاً عن تلك الأرواح التي يتفنن السلاح العنصري في إزهاقها. وخلال تلك المعارك أصيب طارق الحجّام سنة1995 بشظية في مستوى الرأس تسببت في أضرار دماغية خطيرة إعترفت له بسببها لجنة بولونيا في 1996.11.20بسقوط مدني مساوي لـ100%[1] لكن في مارس 2002تعرض المريض للمرة الأولى إلى حالة نفسية مرضية لفترة قصيرة تمييزت ‹‹بأعمال غير عقلية ومرضية حادة لفترات قصيرة وذات طبيعة متكررة›› قـُبٍل على إثرها للعلاج بمصلحة الصحة العقلية للكشف والعلاج التابعة لمستشفى مالبيني بين2002.03.08 إلى2002.03.20 وبعدها وقع إرساله إلى مركزالصحة العقلية (ناني). فالأعمال غير العقلية كما تشخّصها الشهادة الطبية[2] الصادر عن هذه المؤسسة تأكد إفتقاد المريض التوازن وحالات الهذيان والإحساس بالاضطهاد و أزمات صرع مصاحب لفقدان الوعي أما الأعراض العضوية فتتمثل في شلل للعصب الأيسر وأضرار بالحبل الصوتي الأيسر والتبول اللاإرادي وإضطرابات بالحركة. وعليه فإن طارق الحجّام يخضع إلى علاج ضد الأمراض النفسية ضد الصرع[3] وهو منذ 2003.02.13 يقوم بحصص علاج نفسي مرة في الأسبوع. وقد أظهرت بعض فحوصات( wais) التي أجريت على طارق الحجّام فقدانه الجزئي للذاكرة مع عجز في قدرة الوظائف العقلية المجردة ، وهي علامات تفسرها الأضرار العضوية التي تعرض لها . ويشير التقرير الطبي المؤرخ في 2006.04.06والموقّــّع من قبل الدكتور روبارتو ماييستو (الوحدة الصحية بمدينة بولونياـ قسم الصحة العقلية، مركز الصحة العقلية ناني) أن السيد طارق حجّام يتعاطى منذ جوان 2005 دواء هالدول ديكانوس( Haldol decanoas)50 مع 1 fiala i m/ كل 14 يوماً علاج بصورة دورية وبإنتظام لدى مؤسسة ( CSM) ، ولأن المريض كان يتعاط هذا العلاج الصيدلي ويباشر الحصص العلاجية بصفة منتظمة في المؤسسة ، فإنه لم يسجّل وضعه الصحي خلال السنة الأخيرة حالات حرجة وهو ما دعى الدكتور روبارتو ماييستو إلى أن ينصح بمواصلة العلاج الصيدلي ومتابعة الحصص العلاجية على نحو ما إستمر عليه بين سنتي 2005و2006 . تزوج السيد طارق الحجام بالسيدة منيرة الهمامي التي قامت على خدمته وسهرت على شؤونه طوال فترة إقامته في إيطالية، لكن بعد شهر من تسليمه إلى السلطات التونسية غادرت السيدة منيرة حرم الحجّام إيطاليا لتنضم إلى عائلة زوجها بعوسجة (بنزرت) تتابع قضيته وتدعو المنظمات الإنسانية والحقوقية إلى الوقوف من أجل الدفاع عنه ونصرته. لم يكن طارق الحجام قد أشعل الحرب في البوسنة ، ولا هومن أطفأ أوَارَها . سوى أنه لم يقف مكتوف الأيدي يوم كان نفاق‹‹ العالم الحر ››يقول: أوقفوا الإبادة…‼ ، لم يفعل طارق الحجام غير الوقوف إلى جانب المستضعفين والمظلومين لحظة الإبادة ، لم يرفع سلاحه في وجه مدنيّ ، لم يفجّر نفسه في عُلبة ليليّة ،لم ينخرط في صفوف جيش موسومة أعماله بالإرهاب كان سلاحه موجّه في وجه جيش عنصري ، كان يدافع عن شعب يُباد أمام أنظار‹‹ العالم الحر›› و كان هذا العالم قد أبطأ النجدة ووقف يَرْقــُبُ من بعيد في إنتظار أن تغيّر حرب الإبادة من حقائق الأرض ،في قلب أوروبا، بعضاً من المعادلة العرقية والسياسية والثقافية ، كانت ورطة الغرب يومها بائنة بينونة كبرى، ولم يكن أحد بحاجة أن يتجشم عناء إدانة الغرب بعد أن قامت الحجة عليه . برغم ذلك يقيم طارق الحجّام الآن في سجن المدني بتونس منذ مارس 2006 وسيِحمِلُ نصفُ الجسدِ نِصَفـَه ليقف يوم 27سبتمبر2006 أمام المحكمة ، وسيَصدُرُ في حقه حكمٌ لابد أن تطمئن إليه العدالة قبل أن ترفع جلستها، وسيجيء طارق الحجّام يحمل إلى المحكمة أيضاً مع نصف الجسد أسئلة إن لم يبسُطها على عدالة المحكمة ، لضرر كان قد أصاب الحبل الصوتي ، فسيُلِحُ بها الجسد الكسيح على العدالة،سيكون الجسد لحوحاً في طلب الإجابة: هل تدينون فِـيه الجسدَ الكسيح أم تدينون شعباً لم ينجده من المحرقة أحدٌ؟ ماذا لو بلغ إلى علم العدالة عندنا أن طارق الحجّام اليوم ليس إلا رقماً في سجلات تقارير لجان التحقيق الدولية التي أحصت وقوع بين سنتي 1992و 1995مايزيد عن 140 ألف قتيل من مسلمي البوسنة ؟ أوهي علمت أن إسمه مسجل ضمن القائمة الإسمية للـ8000 قتيل ومفقود سنة1995 في مجزرة سريربينتشا. كيف كانت، حينئذٍ، ستُصنّف تلك العدالة طارق الحجام: أبين ضحايا المجازر أم ضمن قائمة المتهمين في محكمة لاهاي؟ بماذا تجيب العدالة التي يُفترض أن تكون موازين الأرض والسماء قد قامت ونهضت عليها إن علمت أن طارق الحجام الذي كادت الحرب أن تصيب منه مقتلاً سنة1995 وإكتفت بشل نصفه ،صار مُداناً حين تغيّر العالم بعد سبتمبر2001 ، وقد كانت بندقيته توجّه سبابتها إلى ذات الجهة التي وجّه‹‹ العالم الحر›› لاحقاً نحوها سبابة الإدانة الدولية . بماذا تجيب العدالة عندنا بعد أن أعاد العالم صوغ العلاقات الدولية وفق هيمنة المركزية الأمريكية من خلال رؤية اليمين المسيحي – الصهيوني وأسست لحروب شاملة على قاعدة‹‹ من ليس معنا فهو ضدنا›› ؟بماذا تجيب لو سألنا على أي أرض يقف وقارها: معهم أم ضدهم؟ بماذا تجيب حين يصبح مرجع نظر تلك العدالة في تونس ، قوانينٌ جُهّزت على مقاسات مرحلة سياسية دولية لن تَحْصِدَ غير أبناء التونسيين وفلذة أكبادهم؟ وهو ما سيحملنا على إعادة صوغ السؤال عن حقيقة العدالة عندنا:على أي أرض يقف وقارها: معنا أم ضدنا؟ بماذا تجيب العدالة إن حُوكم شباب في أول العمر من أبناء التونسيين بعشرات السنين بموجب قانون مكافحة الإرهاب بينما تجود بالعفو والصفح وإلتماس العذر محاكمُ الولايات المتحدة الأمريكية على الجنود من أبنائها الذين اُدينوا في قضايا القتل العمد للمدنيين العرقيين وإغتصاب العراقيات على نحو ما جرى في حديثة وتلعفر و أبو غريب والفلوجة …. هل تقبل العدالة عندنا أن يضحك الأغيار على ذقنها ،وتـُدفع هي ، ربما بنواياها الطيبة..‼ ، بفلذات أكباد التونسيين أبناء هذا التراب من أجل أن ترضى الولايات المتحدة الأمريكية صاحبة مشروع قانون مكافحة الإرهاب وهي التي تنصح على لسان جون بولتن- مندوب أميركا لدى الأمم المتحدة بـ‹‹أن لا نقع في فخ التكافؤ الأخلاقي›› بين ضحايا الكيان الصهيوني وبين من سقط من إخواننا ضحايا الغزو الأخير على لبنان. هل تقبل العدالة عندنا أن تكون رأفتها بطارق الحجّام أقل رحمة من « الطليان » بعد أن أودعوه أحسن المراكز الصحية عندهم وأكثر المستشفيات تخصصاً طوال السنوات العشر الماضية (1996-2006) ومنحوه شهادات إعاقة تدفع عنه كل مسؤولية أمام المحاكم الإيطالية إن هو جاوز قانونهم أو خرق أعرافهم . فبدلاً من أن يكرّم طارق الحجّام ويشاد ببطولاته ، كما تفعل الشعوب لأجل أبطالها ، وتفخر الأمم بالمتطوعين من أبنائها الذين سخـّروا أنفسهم لوقف إزهاق أرواح بريئة و لرفع مظلمة أو إنهاء مسغبة أو دفع مقتلة أومنع مجزرة ، يقبع اليوم طارق الحجّام في السجن المدني بتونس وقد سكن الموت نصفه الأيسر : الأذن اليسرى صماء واليد اليسرى بتراء والرٍجل اليسرى عرجاء ، والحنجرة بأثر الإصابة بكماء لا تعينه على النطق إلا بعناء ، وهو لكل ذلك لايقوى على القيام بشؤونه بنفسه ، فيما لاتزال عائلة الحجّام المغلوبة على أمرها تحوّل بين 30 و40 ديناراً كل أسبوع في رصيده بالسجن لينفقها على نزلاء السجن ممن « يتطوعون » لخدمته ومساعدته في أبسط شؤونه . ماذا ستجيب العدالة عندنا إن كان لا يبعد ربما، أن تواجه سعادتها بالسؤال عن بَغْلَةٍ عثرت ببنقردان ، لما لم تعبدوا لها الطريق يا سادة ؟ فكيف بذات العدالة إن وُجِهَتْ بالسؤال عن طارق الحجّام يقع بدورة مياه سجن 9 أفريل ويظل طريحاً بأرضها ساعة ، من غير أن يجد يداً ينهض بها أو رجلاً تنتصب بها قامته أو صوتاً يطلب به نجدة أو مساعدة ، بأي شريعة تكون عدالتها قد تغاضت ، بحجة مكافحة الإرهاب ،عما يعانيه في السجن من هدر لكرامته الإنسانية وهو الذي كان في بلاد « الطليان » يتلقى العلاجات اللازمة بعناية فائقة؟ هل تضمن عدالة محاكمنا لرجل في مثل حالة طارق الحجّام الصحية أن تُحفظ كرامته الإنسانية في السجن وهي تعلم أن السجن عندنا لن يمكّنه من تعاط الأدوية التي نصح بها طبيبه الدكتور روبارتو ماييستو والمداومة على الحصص العلاجية المقررة بصورة منتظمة ؟ فضد من يوجِّه القانون عقوبته حين تُدين العدالة رجلاً سيتحامل على نفسه ليقف أمامها بنصف الجسد؟ فهل تنال العقوبة من نصف الجسد بعد أن أوكلت إليه الحربُ العناية بنصفه الكسيح ، أم تعاقب فيه إنسانيته التي ضحت ببعض الجسد لأجل شعبٍ أعزل ، كان ‹‹ العالم الحر›› يرمقه بعين، يوم حُشر في مرمى الإبادة . ربما كان هيّن بالنظر إلى مروآت هذا الزمان، إن سُئل أحد المراجع السياسية المسؤولة عندنا عن بَغلَة عَثرتْ ببنقردان، لما لم تعبدوا لها الطريق؟أن يجد جواباً في أولويات التنمية والتخطيط ، إذ ليس من أولويات التنمية لا في هذه العشرية ولا في التي تليها ،خطة لتعبيد الطرقات للبغال ، لكن ربما سيكون من الصعب على من يتصدر القائمين على العدالة عندنا أن يبتلع ريقه حين سيقف طارق الحجام أمام وقارها بجسد كسيح ليواجه تـُهْمَة‹‹ دفعِه الإبادة عن الشعب البُوسني»،فيما ستُحاكم أيضاً إنسانية الرجل وهو الذي نهض يمنع المحرقة فيما صمتَ الأغيار . ولو أن محاكم عدالتنا كانت كتلك التي أقامها الأغيار لأبنائهم ،تجعل هيئة للمحلفين تسترشد برأيها وتجعل شرطاً لازماً لقيام العدل عندنا لقلنا: أن طارق الحجام غير مذنب ، وأن إدانة الرجل إن حدثت فسيكون موقف يتحيّز للسياسة ولا ينتصر للحقوق الإنسانية وأي مستند قانوني يُحتج به إنما هو مطعون في سلامته لأن الإدانة التي قد توجّه إليه بما هي إدانة سياسية الأصل إيديولوجية المنبت، لن تليق بالعدالة التي سيظل التونسيون أهل لها . فوحدها الموازين المختلة لفائدة‹‹ العالم الحر›› ترشّح اليوم مفاهيمه وترسخ قوانينه وتجعل من جهالته أنواراً وعنجهيته أقداراً. وإذا كانت المفاهيم التأسيسية لقانون مكافحة الإرهاب وغسيل الأموال لم تأصّل بعد ،وإذا كانت الصراعات الدولية تصرف كل نظر عن مدى عدالة المفاهيم وإنصافها ، وإذا كان الحرج يُنْدِي جبين الأغيار كلما نهض نقاش دولي حول تلك المفاهيم التأسيسية و يرجىء النقاش في المسألة قبل أن تحقق سياساتهم على الأرض، نتائج معتبرة ، فأولى بالعدالة عندنا منذ الآن وقبل فوات الأوان أن لا تكون قوانين مكافحة الإرهاب غير المنصفة مَرْجَعَ فقهها ولا مفاهيمها الجائرة أصلاً للنظر والإجتهاد ،إذ ليس من ممكنات تحوزها مثل تلك القوانين غير ممكنات التأسيس للجور والظلم الإجتماعي وما قد لايستطيع أحد منعه من إحتراب ، وهو ما لن تقبل به العدالة عندنا ، مادام السلم الإجتماعي غايتها والإطمئنان إلى دوام الأمن مأربها . ماذا لو إنقلبت المعادلات الدولية الحاكمة ، وتزحزحت موازين وتغيّرت مفاهيم ، وجاءت خرائط للطريق جديدة وربما جاءت معها تعريفات جديدة للإرهاب أقل ظلماً وأكثر إنصافاً لعالمنا العربي والإسلامي ؟ من سيتحمل حينها مسؤولية الأذى الذي لحق ويلحق بعشرات التونسيين أو يزيد من ضحايا قانون مكافحة الإرهاب وغسيل الأموال، والحال أنهم تونسيون أولاً وأبناء التونسيين ثانياً وأبناء هذا التراب أصلاً . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ [1]شهادة صادرة عن الوحدة الصحية بمدينة بولونيا ـ قسم الصحة العقلية ، مركز الصحة العقلية (ناني) بتاريخ 06أفريل2006 (بولونيا) وبتوقيع الدكتور روبارتو ماييستو [2] مصدر سابق [3] تقرير طبي صادر ببولونيا في تاريخ2003.10.09 عن الدكتور لوكا مالوفو (طبيب ـ جراح) عن الوحدة الصحية بمدينة بولونيا ،مركز الدراسات والبحث في علم النفس المتعدد الأجناس : ج. دي فيرو (المصدر: صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 381 بتاريخ 8 سبتمبر 2006)
الى الأخ هادي بريك بعد نشر أفكاره العامة لمستقبل الحركة الإسلامية في تونس
مقالي هذا اعتبره تبادل حديث مع الأخ الفاضل هادي بريك فهو من وجوه الحركة الإسلامية وهو من الرعيل الأول الذي عاش كل مراحل العمل داخل هذه الجماعة. ولا يشك احد في مدى حبه واخلاصه لحركة النهضة. وهو من الذين يصرخون لكن لا يريد لصرخته ان تجتاز حدود التنظيم , وهو من الرموز التي تتحمل مسؤولية كبرى في ماكان وما حصل للجماعة ,وهو من العناصر التي تحسب على رافعي شعار [ هكه خير من بلاش ] .لكن تعجبني فيه صراحته وسعيه الدؤوب للإصلاح . وهو من العناصر التي تقدر على قلب الأوضاع , لكني لا ادري ما الذي يمنعه ويكبله ,و الظاهر ان المهجر اطفأ بريقه في حين هو من العناصر القيادية التي كان عليها ان تبقى مشعة , وهو من الناس الذين أُحبهم في الله واتبادل معه اطراف الحديث من منطلق اخوي بحت ,وانا اكن له كل الإحترام والتقدير وان كنت قد اخالفه الراي لكن ثقتي فيه انه لن يؤول المسائل وسيقبل مني هذا الرد ويقومني ان كنت خاطئ فهو قيادي و قدوة ومربي اجيال داخل هذه الجماعة. تحدثت اخي عن ثلاثة عقود للجماعة اي مرحلة 70/80 ومرحلة 80/90 ومرحلة 90/02 هذا ما فهمته . ومن خلال فهمي اقول ان العدد الهام من ابناء الحركة من ناحية الكم لم يدرك مرحلة 70/80 واذا ترجمناها الى اجيال لنقل جيل المؤسسين واغلبهم من القيادات وما زالت . ثم الجيل الأول للتنظيم اي الذين انخرطو بعد استقطابهم وتدرجوا في سلم الحركة وهم من اهم عناصر مرحلة 80/90 تمتعوا بالتدرج والتمحيص ولهم فضل اتمام التشييد, فهم اول جيل تنظيمي بأتم معنى الكلمة داخل الحركة وصاحب الفضل مع المؤسسين في اظهار الحركة على الساحة التونسية في معظم المجالات . ثم يات بعد ذلك مرحلة 90/02 وهي مرحلة المحنة حيث فتحت ابواب الحركة على مصرعيها في اواخر الثمانينات فانظم اليها عدد كبير من الأتباع بعد التخلي عن اسلوب التمحيص في الإنتداب ولم يعد من المستغرب ان ينتمي للحركة من لا يصلي الصبح في جماعة مثلا.اي مرت الجماعة بثلاثة محاور مرحلة التاسيس والبناء ساهم فيها المؤسسون وجيل ما قبل محنة 87 ومرحلة الإستلاء على السلطة او معركة السلطة شارك فيها جيل الدولة اي ما بعد89 . ثم بعد بعد محنة التسعينات وجد جيل مهجري اي نما وكبر في المهجر كان عليه ان يتحمل المسؤولية لكنه فشل لأسباب عدة . لكن رحمة الله بهذه الجماعة اوجد فيها فيئة او جيلا او شريحة او جيشا من المناضلين سجنوا فابتعدوا عن التنظيم ممارسة, لكنهم واقعيون وطول مدة السجن منحتهم حنكة وفهما وصبرا ودروسا وتجاربا واحتكاكا ببعضهم بعضا , وهي مسائل يفتقد اليها المهجرين .وهذه الفئة يشهد لها الجميع انها الأصلح والأقدر على استعادة ما فات وما ضاع او ضُيّع بقصد او بغير قصد .باعتبارها هي الأصل , مما سيجعل مهمة هذه الفئة عسيرة وعسيرة جدا ,خصوصا في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد فهي تحتاج الى نصح ولا تحتاج الى ارشاد , خصوصا وان هذه الفئة قد ضيّعت عدة فرص وهي داخل السجن حين اوكلت امرها كله للخارج ظنا منها انه على احسن حال. اذا اخي الهادي اي جهة تريد ان تخاطبها ؟ او من هي الجهة المعنية بخطابك هذا ؟ فالأمر اختلط عليّ خصوصا وانك قلت : أعني بالحركة الاسلامية أمورا ثلاثة : الحركات الاسلامية التونسية التقليدية أي أساسا حركة النهضة وجماعة الدعوة والتبليغ والاسلاميين التقدميين وحزب التحرير وكذا الصحوة الاسلامية الجديدة بكل ميولاتها الفكرية ومناهجها السلوكية وكذا المهتمين والعاملين في الحقل الاسلامي دعوة أو تفكيرا أو تأليفا أو ضمن مجامع علمية أفرادا ومؤسسات قريبة من السلطة أو بعيدة عنها . تلك ثلاث مستويات في حقل الدعوة الاسلامية أعنيها بهذا الحديث لكن حديثك كله مركز على النهضة وهذا منطقي فلا يمكن لنهضوي ان يبرمج ويخطط لحزب التحرير , او لجماعة التبليغ او جماعة اخرى او ظاهرة غير منظمة – كما هو حال الصحوة بتونس. ثم بعد ذلك دخلت في التقويم العام المختصر السريع للحركة الإسلامية اعني النهضة على مدى ثلاثة عقود من خلال عدة مجالات , وانا اعتبر هذا تقويم لا ينطبق على مرحلة ما بعد 90 اذا قلت: ثقافيا : بعث جيل إسلامي كثيف … سياسيا : تختلط هنا الحسنة مع السيئة … حسنة كبيرة يمكن لك أن تتوسع فيها بالقول بأن الحركة نجحت في تربية أجيال متلاحقة من الشباب والمثقفين وفق أصول التغيير الاسلامي أما السيئة فهي : إرتهان التحولات الكبرى داخل الحركة من مرحلة الدعوة إلى مرحلة السياسة ثم من مرحلة السياسة إلى مرحلة ما فوق السياسة .. إلى الموازين التنظيمية الداخلية في علاقتها مع سلسلة الانكشافات داخليا : هنا أيضا إختلطت حسنات بسيئات . تمثلت الحسنة في بناء الحركة لهيكل تنظيمي داخلي ظل يقود الحركة دوما ويشرف على أعمالها وفق مؤسسات شورية ديمقراطية في الاغلب رغم حصول التجاوزات وذلك أسهم كثيرا في تربية أجيال متلاحقة …. السيئة هي : تضخم الجهاز التنظيمي على حساب رسالته في أحيان كثيرة ـ أي رسالة الدعوة المنفتحة على الشارع التونسي العادي ضمن المؤسسات وخارجها …. كما يسجل للحركة في هذا المجال قدرتها على المحافظة على وحدتها بوجهيها الفكري والسلوكي أي وحدة صفها العام رغم تنازع حركات شقه داخليا مرات غير يسيرة منذ النشأة حتى اليوم . تلك إيجابية عظمى للحركة إذ الوحدة محمودة دوما حتى على كثير من مظاهر السوء وهي مقدمة أبدا على الفرقة حتى على كثير من مظاهر الحق .هذاالإختلاط هو المقتل يا ليتها كانت فرقة ولم تكن محنة راح ضحيتها ارواح بشرية ومستقبل اجيال من اجل لا شيئ . وحدة حيث نقضي وقتنا حتى يبين كل منا فشل فكرة صاحبه بدل ان نتحد حول فكرة واحدة ؟ فينا من يؤمن بالإنقلاب وفينا من يرى التخلي عن الصفة الإسلامية والعمل في اطار حزب يحقق بعض المكاسب الديمقراطية والحرية , وفينا من لا راي له سياسته الإتباع والإنقياد الى اي ريح تهب وفينا وفينا ….. ليتها كانت فرقة مع حفظ النفس والدين ولا » وحدة » مع ضياع النفس والدين والوقت والمال . ولا يمكن ان نتحدث عن وحدة داخل جماعة تطحنها وتغلي بداخلها او تتجاذبها افكار […]. ثم تحدثت عن المشهد الإسلامي المقبل – حركة النهضة : رقم أخفقت مشاريع إستئصاله رغم حصد كثير من آثاره . إستئناف الحركة أي مشروعها رهين إرادة داخلية شجاعة في مراجعة شكل ولون الظهور مع تثبيت بطاقة هويتها حركة إسلامية سياسية سلمية شاملة وكذا مراجعة مناطق ذلك الظهور وتقدير مساحة كل منطقة هذا يعتبر اعترافا منك اخي بفشل من كان اولى بهم حمل العبء وتوفير على الأقل ارضية يمكن ان ينطلق منها من تعنيهم بحديثك . وانا لست مع كلمة » شاملة » لأن الشمول قد نحمل ما لا نقدر على حمله , ونحمّل نفسنا ما لا طاقة لنا به على الأقل في هذه المرحلة. التعدد الاسلامي التونسي حقيقة ماثلة وواقع مشروع جدير بالاعتراف …. لو لم يكن ذلك التعدد اليوم ماثلا حقيقة لكان متعينا على حركة النهضة إيجاده سلاحا مشهورا ضد أحادية السلطة الحركة ضمت في داخلها انماطا والوانا لا يسعها الا المجتمع والتصنيفات الحزبية الفكرية داخل المجتمع التونسي لها نماذج مصغرة داخل الحركة وهذا من اسباب تعطيل حركة السير الصحوة المتوسعة عددا الملغومة فكرا وسلوكا….. حقل عملنا هو : نزع فتائل الالغام الفكرية والسلوكية لحفظ مصلحة الوحدة الوطنية التونسية قبل الوحدة الاسلامية التونسية أولا ثم التهيئة لمصالحة بين حركة الصحوة تلك وبين المجتمع السياسي والحقوقي والنقابي والاعلامي ثانيا هذا دور السلطة وليس دور حركة سياسية معارضة- او عندما تكن الحركة في السلطة – , فيجب ان نموقع انفسنا ونقتنع اننا لسنا السلطة ولا يمكن ان نحل محلها باي حال من الأحوال وهذا الدور الذي ستقوم به الحركة تحت اي غطاء فهو مصادرة لفكر الغير المختلف عن فكر الحركة واصرارا مستمرا من الحركة على ان تكون جميع الأطياف الإسلامية في تونس في نفس دائرة النهضة , وقد يكون هذا مدخلا حتى تتولى الحركة دور التصدي لهذه التيارات فهذا المنطق مرفوض حتى وان كان لمغازلة السلطة. فاحذر من هذا الدورولا تجعلوا انفسكم اوصياء على الناس . وعند حديثك عن استئناف الرسالة الدعوية للحركة قلت : أجدد التذكير بأن شروطا أولية لابد منها لحسن إستئناف تلك الرسالة وهي ـ القيام بمراجعة نقدية شاملة كاملة متكاملة لكسب ثلاثة عقود ونيف تحيط بالمعطيات الموضوعية دوليا وإقليميا ومحليا وتصل التقويمات المرحلية السابقة بتلك المراجعة العامة كما تصل الخطط والاستراتيجيات بتنزيلاتها العملية هذا العمل لا يمكن ان يتم خارج الوطن وفي غياب العناصرة الفاعلة والتي تعيش الحدث . لكن في المقابل يمكن ان يكون عملا داخليا حتى في غياب العناصر المهجرية باعتبارغيابها لا يؤثر بحكم قلة العدد مع كثرة المنسحبين اضافة الى ان عدد منهم في العقد الأول لم يولد او كان طفلا فلا يمكن فسنه لا تسمح له بذلك مواليد 64/77 . ـ تثبيت الرسالة العامة للحركة : حركة دعوية شاملة الاسلام منطلقها والسياسة وسيلتها والحرية غايتها لابد من تحديد معنى كلمة شاملة وارى ان كلمة شاملة لم تعد تصلح اليوم , فلنقل مهتمة ببعض الجوانب في اطار الدعوة واعيد واقول ليس الخير في التنظير وانما الخير فيما نقدر على انجازه والصدق في تحمل مسؤوليته. فكلما اتسعت المهام ثقلت المهمة ثم استحالت لذا فلنخفف الحمل على كاهلنا ولا نتحمل الا مسؤولية ما نقدر على فعله. وهذا التحديد مقيد بالإمكانيات البشرية والمادية والإطارات الشرعية الموجهة لها . فغياب او نقص احد هذه العناصر يحتم التخفيف من المهام والأخطر عند غياب العنصر او الموجه الشرعي الذي به نسترشد وهذا ما ينقصنا. ـ قراءة صحيحة للاوضاع المحيطة وخاصة : المقاومة قضية الامة المركزية بسبب تأثيرها في نبض حركة التغيير الداخلية . هذه النقطة تحتاج منك الى توضيح فهي حمالة الأوجه بعد ذلك تعرضت الى حقول الإستئناف قائلا: – الحقل الداخلي للحركة : نخبة ورصيدا بشريا وهذا هو الأساس والممكن حاليا وما سواه محل نظر واعادة نظر اعني الحقول الأخرى التي ذكرتها فهي تتشابها احيانا وتتناقض حينا . ثم بينت ان هنا ك خمس معارك لا بد من خوضها متلازمة وفق الأولوية التالية انا اسال لماذا متلازمة؟ معركة الوسطية الاسلامية: غرس شجرة الحركة في المجتمع والصحوة على نحو يعسر جدا إقتلاعها لماذا غرس الحركة في الصحوة ؟ ان كان من منطلق ان الحركة تبحث لها عن انصار داخل الصحوة فهذا امر مقبول .. اما ان تغرس نفسها داخل الصحوة بغية الإحتماء من الإقتلاع فهذا امر عسير جدا , فمن لا يقدر على حماية نفسه بنفسه في هذه السن ويحتمي بغيره فهو استمرار للوضع الحالي نستنجد بالآخرين لحمايتنا . يجب ان تكون للحركة مناعة ذاتية بعيدة عن الصحوة حتى لا يكون اندساسا داخل مكونات المجتمع او افرازاته. تغذية الصحوة بالثقافة الاسلامية الوسطية فكراوسلوكا تأهلا لفعل إيجابي مثمر لماذا هذه الوصاية على الصحوة ؟اليس من الغرور السياسي ان نعتبر انفسنا الوحدين الين يسلكون مسلك الحق؟ . وان هذه الصحوة لن تكون ايجابية الا اذا غذتها الحركة بالفكر الوسطي . وهل كل من هو خارج الحركة لا يحمل الفكر الوسطي؟ وتذكر انك في بداية حديثك قلت : أعني بالحركة الاسلامية أمورا ثلاثة….. مساعدة المجتمع في عملية إستيعابه للصحوة الجديدة بما يشذب زوائدها الغالية الحركة في حاجة الى مساعدة استعجالية وليس المجتمع . ومن هو في هذه الحال عبثا يطلب منه مد يد المساعدة لغيره . والصحوة لا تحتاج لمن يستوعبها لأنها هي وعاء اي هي التي تستوعب . ثم لماذا تحذر من زوائد الصحوة الغالية ؟ لماذا تتهم هذه الصحوة هذا الإتهام هل لأنها غير مسيسة ؟ ام لأنها لا تحمل فكر الحركة ؟ ام ماذا؟ الأحسن تجنب تصنيف من يقول لا اله الا الله. وفي حديثك عن المعركة الإجتماعية قلت: كل الثورات والحركات التغييرية الناجحة نشأت من فكرة خيالية مفارقة للواقع ولا تختلف عن الحركات الفاشلة سوى بأمر واحد وهو أنها أحسنت فقه الواقع هذا امر غير معقول ويحتاج لدليل من الواقع. فمن لم يكن تفكيره واقعي لن ينجز اي شيئ وان انجز فمجرد مغامرة وليدة قفزة سرعان ما يهوي صاحبها . لذا اعود فاقول يجب ان ننطلق من الواقع واليه نعود ولا نترك العنان لفكرنا حتى يدخلنا في مشاريع خيالية ثم نطلب من انفسنا – نحن ابناء الواقع – انجاز امر مغاير لواقعنا , قد يكون أمرا مستحيل الإنجاز بكل المقاييس الواقعية . فنحن ننظر للسماء لكن نسير على الأرض ولا يمكن ان نُجنّح –اي تصبح لنا اجنحة- خصوصا مهما تقدمنا في التقوى فلن نمتلك عصا موسى عليه السلام. من وسائل المعركة الاجتماعية كل هذه الوسائل التي ذكرت و على كثرتها تحتاج الى تنقية , اما كلها مع بعضها فحتى والحركة في السلطة لن تحقق الكثير منها . ونعود فنقول ما لا نقدر على حمله نتركه . ثم اين هي العناصر البشرية التي يمكن ان تتفرغ الى هذه الوسائل؟ ام نعود للحال الذي كنا عليه الواحد منا تجد ه في عشرات المواقع ويتحمل عشرات المهمات في قطاعات شتى. القطاع الذي ليس لنا من يمتلكه ويتقنه لا ندخله حتى لمجرد التمثيل , نوفر الطاقات البشرية وهي التي حسب ميولاتها تتموقع. وفي حديثك عن معركة الهوية أقول لك اخي : لا بد من تحديد الخصم الذي يعادي هويتنا, وقد لا يكون السلطة , وقد لا يكون اصحاب الفكر العلماني لأن جزء من هذه العناصر قد احدثت فيه الأيام التغيير, عملا بسنة التوبة او خيبة المسعى . لكن المطروح علينا كيف ننجح نحن في ضم اكثر عناصر ومكونات المجتمع كي تنهض وتعتبر ان الهوية مسالة تهم كل التونسيين . لأن تونس مسلمة فكل اطياف المجتمع يجب ان تدرك انها مكلفة بحماية الهوية . وعلى الحركة الا تقبل بان تنفرد بالدفاع عن الهوية , فبالتالي لا تدرجها او لا تعلنها الا في وجه من يحارب لإسلام كعقيدة للمجتمع التونسي , اي عدم تسييس المحافظة على الهوية لأن تسييسها قد يجعلنا نتورط فنتنازل او نتحالف مع من هو عدو للهوية الإسلامية من منطلق مصلحة سياسية كما هو حالنا اليوم مع الأحزاب اليسارية المعادية للعقيدة . ثم ذكرت مثالين : إباحة التبني وذكرت منع تعدد الزوجات مطلقا هذه الأمثلة قد تفرق بين ابناء الهوية الواحدة – الا اذا استثنيت النظام اي السلطة , فالسلطة تقول انها تمثل الإسلام – . فطرح هذين المثالين في معركة الهوية طرح غير صحيح ويتماشى مع اعداء الهوية اكثر مما يخدم المدافعين عنها فبامكاننا ان لا نعترض لهذين المثالين. لأن الأمر يتطلب منا هل نقبل فكر غير المسلم ؟ ام نرفضه ؟ ام لنا ان نتقاسم المسائل – وهي لا تقبل القسمة – .فهذه مسائل يمكن ان تتبناها جمعية او منظمة ذات هدف واحد / مثلا جمعية للدفاع عن التعدد/ ام ان تتبناه حركة وتعلنه فمجرد الإعلان قد يقلب الموازين . وهنا تظهر حاجة البلاد الى جمعيات مستقلة متخصصة بقدر حاجتها او اكثر من حاجتها لأحزاب سياسية. فما يمكن ان تقوم به جمعية مستقلة في هذه الحالة اكثر من دور الحزب او الحركة- في العلن – وهذا ما يتماشى وقولك معركة الهوية ليست معركة سياسية بحال من الاحوال لا هدفا وقصدا ولا وسيلة وخطابا … وهي تحتاج خلقا حسنا وحكمة سديدة وصحبة صادقة وقبل ذلك وبعده علما وفقها في الحياة والاسلام والواقع . لا تجدي فيها الخصومات المكشوفة والمناظرات البليدة والضوضاء الايديولوجية والضجيج الحزبي فعالم تونسي او فقيه متمكن من الشريعة يكون له الأثر يغنينا عن هذه « المعركة » .اي ندخلها من باب غير باب السياسة مثلا من باب العلماء , وهذا يتطلب منا او يطرح علينا اين هو العالم الذي يمكن ان يستحوذ على قلوب التونسيين بعلمه وخلقه ؟ هل من بيننا هذا العالم ؟ وسؤالي الأخير : هل نحن بصدد الترميم ام اعادة البناء؟ وهل من شروط يجب ان تتوفر في المرمم ام البناء ؟ هذه ملاحظاتي اخي الحبيب الهادي على ما جاء في مقالتك سائلا الله التوفيق لنا و لجميع من يريد الخير والنصح والإصلاح. بوعبدالله بوعبدالله
جس نبضك بنفسك قبل أن يعودك الراقي
ليست هذه مقالة جديدة في الحقيقة . هذه كلمات قصيرات صغيرات أزفها عربون ود وحب ووفاء إلى رجال ثلاث : أولهم : الصديق العزيز الحبيب المكني ـ أبي الوليد ـ . أشكره على خصال ثلاث : تسلقه نخلة التفكير الحر غير آبه بنباح من الارض صاعد ولا بلسع سل و إهتمامه بما كتبت عن مستقبل الحركة الاسلامية في تونس نقدا أريبا أديبا وثناؤه على عبد فقير ليس له منه سوى الامل والرجاء .
ثانيهم : رجال هذا الاثير الصافي . جنود الخفاء في » تونس نيوز » . قمعوا شهوات النفس مؤثرين أجر الاجلة ـ دار الحيوان ـ على تفث العاجلة . لم يستأذنوا يوما على مدى سبعة أعوام لاستنشاق نسائم بحر هادئ . فتحوا للحوار الحر أفقا غمر أعداء الكلمة بأنواره فنكصوا . ثالثهم : الحركة الاسلامية التونسية التي ولدت صحبة الاخ الكريم أبي الوليد ـ في ذات الفترة ـ في رحمها الدافئ . لو لم نتأدب في حجرها على تسلق نخلة التفكير الحر لما شببنا على المساندة النقدية لكل إجتهاد إسلامي ولا على المعارضة الموضوعية لكل إجتهاد غير إسلامي . جس نبضك بنفسك قبل أن يعودك الراقي : قد أختلف مع الصديق العزيز ـ أبي الوليد ـ قليلا أو كثيرا . كنت دوما ـ وهو سبحانه شهيد على ما أقول ـ أبش وأهش في سريرة باطني للنزعة النقدية في خطابه . تربينا في أحضان حركة النهضة على أنه لا عصمة لغير الكتاب الكريم والسنة الشريفة فبهما يعرف الرجال ولا يعرفان بالرجال . التفكير في مستقبل الحركة الاسلامية في تونس خاصة يملك علي نفسي. ما نزعم فعله من حوار داخلي سيما في السنوات الاخيرة لا يرتقي إلى أدنى من ذلك . لم يكن ثمة بد من مزاولة التفكير بيني وبين نفسي ولكن ما ذنب تفكيري أقفل عليه أبواب سجن مظلم ؟. إستشرت صديقا في صياغة بعض التعبيرات المثقلة بسوء التأويلات . عاب علي صديق آخرـ إرتجالا دون تدوين ـ بأن تلك الافكار العامة تغافلت عن المجتمع السياسي في تونس . سررت لاول نقد من الاخ الكريم أبي الوليد وأنتظر منه مزيدا . ليس لي من هم يقض مضجعي سوى أن ترى الحركة الاسلامية في تونس النور مجددا على أسس ثابتة من النقد الذاتي لتجربة عقود ثلاثة ونيف من الكسب والحصاد . لنتحاور بصوت مسموع فيما يحتمله هذا الاثير وما لا يحتمله يلتقي عليه الناس عيانا . لن أزال حتى أقضي أعتقد بأن علامات حياة الانسان : روح تحيا على شوق العود إلى باريها ونفس تطير كالفراشة بين » مطمئنة » و » أمارة بالسوء » و » لوامة » وعقل يوجه سفينة الانسان تأملا وتدبرا وعاطفة ترحم بها الام ـ من كل جنس ـ وليدها الذي يمص رحيق حياتها دما في رحمها ولبنا سائغا من حلمة ثديها وذوقا يلج به الانسان عالم التحضر وبدنا قويا يتسع لكل ذلك وجماعة ـ أسرة وما فوقها ـ إلى ظلها الوارف يفيئ كل مكدود . كلما توفرت علامات الحياة تلك متكاملة غير متهارشة تجددت الحياة مع مطلع كل شمس . على كل واحد منا جس نبض تلك العلامات في وجودها وحياتها وتكاملها . أما إذا صاح من حولك يولول ناشدا راقيا يرقيك أو طبيبا يشفيك فإلى ربك يومئذ المساق . والله تعالى أعلم . الهادي بريك ـ ألمانيا
بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين تونس في 11 سبتمبر 2006
إقتراح حفل توديع و تكريم العاملين في صحافة الحزب واجب وطني للمناضلين الذي أفنوا أعمارهم في مجال الصحافة الحزبية و الإعلام
بقلم محمد العروسي الهاني مناضل دستوري في أربع حلقات متوالية تحدثت طويلا و بإطناب عن وضع أعوان وصحافيين و فنيين بصحافة التجمع وقع الاستغناء عنهم في إطار ما يسمى بالوضع الإقتصادي للمؤسسات التي تمر بصعوبات إقتصادية في نطاق تطهير المؤسسات العمومية و قد وقع إحالة عدد هام فاق 172 صحفي و فني و اعوان إداريين من شركة دار العمل و شركة فنون الرسم والفنون و الصحافة ( السجاب) و تمت إحالتهم على التقاعد المبكر و منهم حوالي 23 صحافي من جريدتي الحرية و الرينفوا الناطقة بالفرنسية و منهم حوالي 7 صحافيين اعمارهم أقل من 53 سنة مازالوا في اوج العطاء و السخاء و البذل منهم رئيس تحرير بجريدة الحرية كتب خلال شهر واحد حوالي 23 مقالا بعنوان رسالة الحرية أو افتتاحية الجريدة وقد ذكرت خلال المقالات السابقة بتاريخ 10 و 13 جويلية و 26 و 28 جويلية 2006 كل العوامل و الاسباب و الخلفيات و كذلك الخلافات لبعضهم مع مدير الصحيفة الناطقة بالعربية حرية إعتبارا لسبب مبدئي واضح للعيان و هو الإنتماء و الإتجاه السياسي المتباين بين الفريقين فالصحافيين من أبناء الحزب الحر الدستوري التونسي التجمع الدستوري الديمقراطي اليوم و الطرف المقابل من الحزب الشيوعي التونسي و الفرق بينها واضح… و هذا الاتجاه السياسي كان له تأثيره على العمل مما أدى إلى الخلافات و بعد ان شرع المدير في إبعاد أحدهم و أجبره على طلب التقاعد واصل في مضايقة الثاني رئيس التحرير و الثالث رئيس التحرير وواصل إلى طرد إبنة رئيس التحرير المتعاقدة الصحفية نجوى باشا بدعوى الغيابات بسبب الولادة… و لكن الحقيقة الخلاف مع والدها الذي قضى 35 سنة في جريدة العمل التي أصبحت بعد التغيير تسمى الحرية و كلمة الحرية لها مدلول أكبر و أعظم و اسمى و ما اشرت إليه في المقالات الأربعة حسب التواريخ المذكورة فيه الكفاية و لا فائدة في إعادة و طرح الاسباب و العوامل و التصرفات و التجاوزات وأنه للتاريخ فإنّ الرسالة المفتوحة المؤرخة في 10/07/2006 و الموجهة إلى سيادة الرئيس مباشرة و التي وقع نشرها بموقع الانترنات تونس نيوز فقد حققت هدف لن ننساه و لن ينساه الاخ الشاذلي باشا رئيس التحرير السابق بجريدة الحرية الذي وقع إحالته على التقاعد المبكر حيث فرح بإعادة نجلته نجوى باشا للعمل بعد طردها بفضل حرص و متابعة سيادة الرئيس الذي أعطى تعليماته لإعادتها نتيجة ما جاء في الرسالة المؤرخة في 10 جويلية 2006 و بعد ان تمّ تنفيذ قرار الإحالة على التقاعد للعدد المذكور 172 صحفي و فني و عون إداري منذ غرة الشهر المنصرم أوت 2006 فإنّ المطلوب على الأقل اليوم بعد هذه التصفية الهامة و الفراغ الواضح في صحافة التجمع لمن كان سنهم حتى أقل من 53 عاما مثل الاخ محسن الجلاصي و محسن الرزقي و صالح مفتاح على سبيل المثال قلت من باب الأخلاق و الواجب الوطني و التقاليد السياسية لحزب التحرير و بناء الدولة العصرية تنظيم حفل توديع و تكريم للعاملين في الحقل الإعلامي الحزبي . و دعوة كل المحالين على التقاعد المبكر و عددهم 172 مناضلا ضحوا بأوقاتهم و شبابهم و صحتهم و أفنوا العمر في مواقع العمل و منهم من بدأ العمل أثناء إستكمال سيادة البلاد و إستقلالها و ناضل بالقلم و الساعد في معارك الجلاء العسكري عام 1961 – 1963 و معارك الخروج من التخلف و البناء الاقتصادي و الإجتماعي و المعركة الكبرى لبناء الدولة و الانتخابات على إمتداد نصف قرن. و مؤتمرات الحزب على إمتداد أربعون عاما و غير ذلك من الأحداث الوطنية الهامة لحزب عريق مثل الحزب الحر الدستوري التونسي هذا النضال الطويل و الشاق و الكبير يجب مراعاته و على الأقل مقابل ذلك حفل توديع و تكريم بإشراف الأمين العام للتجمع الدستوري الديمقراطي تكريما لنضالات هؤلاء الجنود. ختاما أنقل كلمة بأمانة و الله سمعتها اليوم 09/09/2006 صباحا من طرف إطار إداري هام مسيّرا أحيل على التقاعد قال لي بالحرف الواحد و الله العجيب أن إبن الدار يخرج شبه مكسور الخاطر و المعارض الذي جاء لتصفية الحسابات يرتقي إلى مهام أكبر و قال كلمة اخرى فهل المعارض هو الذي يجد الحضوة… سبحان الله كل شىء اصبح مقلوب في هذا العصر و لو أني لم أعجب من هذا الكلام لأنه أصبح قاعدة … و هذا ما حصل لي و قد اشرت إليه في رسالتي يوم 22 أوت 2006 حول المظلمة بتاريخ 23 أوت 1990 و لا فائدة في التكرار… قال الله تعالى فأصبر صبرا جميلا أنهم يرونه بعيدا و نراه قريبا صدق الله العظيم. ملاحظة هامة : الذين يعملون في حظائر البناء يحتفلون بالتوديع و حتى الذين يعملون في المخابز و المرطبات هم أيضا يجدون العناية و التكريم من طرف المأجرين و الأعراف… قال الله تعالى : و لله العزة و لرسوله و للمؤمنين صدق الله العظيم كلمة لطيفة و مشاعر رقيقة لأهل الدار أسرة موقع تونس نيوز و فريق الاحرار تحية من أهل الإحسان و الإيمان بكل لطف و أداب و بأخلاق المناضلين الاحرار. و بحب و تقدير و إكبار المؤمنين الأبرار .وبصراحة الرجال الكرام المتمسكين بالواحد القهار. و بوضوح الوطنيين الخلص للأوطان و الإصلاح و الأعمار. أوجه إليكم بأهل الدار و الفريق الممتاز الخيار هذه الرسالة مناشدكم على الدوام والإستمرار. بروح الوفاء و النضال و الإثارة و المبادرة لدعم الحوار. مستوضحا منكم لماذا وقع التغافل في المدة الأخيرة على نشر خواطر الأحرار. وقد وقع السهو طيلة ايام و عدم نشر مقالات العقول الكبار. هل من كثرة المادة و ضيق مساحة الاخبار. أم هناك نوايا خارجه عن الطاقة لطمس كلمة الأبرار. أم قلق ساد بعض أصحاب العقول الصغار. أم خوف من نشر الراي الحر الذي يتابعه الكبار و الصغار . أم طريقة جديدة لمراقبة الأقلام النزيه و هذا عار. أم ماذا و الله حارت الأفكار أم راحة وقتية لتعديل الأوتار.أم هناك أناس لا يروق لهم أقلام لا تشترى بالدينار. أم هناك أشخاص لهم تأثير بمصير الإعلام عند كبار. أم حواجز لمنع كلمة الوفاء للعملاق و هو من الأحرار. أم رهط من الانس و الجان مكلفون بالإبحار. لصيد القاروص و السردينة و حتى كلاب البحار. و الله حرت وطال بي التفكير على ما صار. و قلت يا رب استر لعل و شاية من النفوس الصغار. و اين نذهب إذا غلق موقع الأخيار. و هل نطير إلى عالم خال من نشر التنكيل بالأخيار. و كفا شرور فنون الإبحار لهم تجربة في علوم الأميريكان و الله المستعان و هو الواحد القهار. قال الله تعالى قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا و على الله فليتوكل المتوكلون صدق الله العظيم.
بقلم: المكي الجزيري منذ انطلاق مبادرة ما سمي بـ108 يوم 20\7\2006 (لقد ازداد العدد منذ ذلك التاريخ وما فتىء يتكاثر) أحجمت عن الكتابة في الموضوع أو الإدلاء بتصريحات صحفية حتى أتجنب الدخول في مهاترات لا فائدة ترجي من ورائها وآليت على نفسي أن أتفرغ للمساهمة بقسط بسيط في الحراك الدائر حول الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الأنسان والدفع نحو الخروج من الأزمة التي تتخبط فيها الرابطة منذ سنوات لأسباب عديدة ومتداخلة الا أن المقال الثاني (صدر مقال أول بنفس الجريدة) الذي صدر بجريدة الموقف بتاريخ 8\9\2006 ـ 10 شعبان 1427 للسيد خميس الشماري اضطرني للخروج عن صمتي وابداء رأيي فيما ورد بمقاله المعنون «مبادرات بالجملة و… التفصيل». أن السيد خميس الشماري وأنا أشاطره ضرورة التذكير من باب وذكر فإن الذكرى… يؤكد بشكل واضح أمرين أساسيين : 1) أنه حريص كل الحرص على أن يقدم نفسه كطرف أساسي (لا ندرى بأي صفة رسمية يتحدث) كلما تعلق الأمر بالرابطة فهو الذي ينبري للرد والتحليل والدفاع عنها وكأني به وصي عليها أو نائبا لرئيسها أو الناطق الرسمي عنها والحال أنه يعلم أكثر من غيره وأنه لا صفة له للقيام بهذا الدور وكان من المفروض أن يقوم رئيس الرابطة بهذا الدور وحتى وان تعلل بمنعه من الادلاء برأيه في الصحف اليومية فكان بالامكان أن يستغل رئيس الرابطة جريدة «الموقف» كغيره للرد وهو المسؤول الأول عن هاته المؤسسة الحقوقية وأن لا يترك الفرصة لغيره ليظهر بمظهر الأب الحنون أو حامي حمى الرابطة لكن يبدو أن السيد خميس الشماري وهو الذي وأنا أقول ذلك على سبيل التذكير لا غير وهو الذي كانت له الصولات والجولات في كل المؤتمرات السابقة للرابطة السابقة وخاصة منها المؤتمرين الرابع والخامس وهو الذي كان الفاعل في مسار هذين المؤتمرين ولم يخف ذلك بل كان يجاهر به معنويا وماديا (افتكاك المصدح من رئيس الرابطة في المؤتمر الرابع على سبيل المثال) كما أن السيد خميس الشماري وهو يتقمص هذا الدور أصبح وكأني به يعتبر نفسه معنيا بدرجة أولى ومطالبا بالتصدي لكل محاولة رابطية أو غيرها يرى فيها عدم الانسجام مع توجهاته ومخططاته وتخيمناته اذا الأمر بالنسبة له لا يتعلق فقط بمصير الرابطة وانما بمصير أهداف تبدو الآن خفية ولكن ستطفو يوما على السطح. 2) إن ما نلمسه في مقال السيد خميس الشماري وبصفة واضحة اصراره على التأكيد على أن مصير الرابطة مرهون بارادة خارجية فقد جاء صراحة في نصة وأن الهيئة المديرة الشرعية (ونحن لا نشكك في شرعيتها باعتبارها منبثقة عن مؤتمر قانوني) «تمكنت من تجاوز الأزمة والعودة الى مقرها المركزي نتيجة صمود الهيئة المديرة والتضامن الدولي الواسع الذي حظيت به» والسيد خميس الشماري من خلال هذا الموقف يؤكد بشكل قاطع وأنه لا يعير قواعد الرابطة ومناضليها ومنخرطيها وأعضاءفروعها أية أهمية ولا يعطيهم أي وزن ولا يعير الشأن الداخلي أية قيمة اذ بالنسبة له المحدد في مصير الرابطة هو الخارج والمنظمات الدولية أي الأجنبي أي القوى الخارجية ولا معنى بالنسبة له للدور الوطني ولنضالات الرابطيين واصرارهم على الدفاع عن منظمتهم وكان بالإمكان أن يكون هذا الموقف من باب الاختزال لا الموقف السياسي الواعي لو لم يؤكد السيد خميس الشماري ويتمسك بموقفه بعد ذلك إذ يصر في باب رده على المبادرة القاعدية وأن هاته الأخيرة قد جاءت نتيجة «الموقف الذي اتخذه البرلمان الأوروبي… ولائحة تضامن مع الرابطة والضغوط الخفية المستمرة من مفوضية الاتحاد الأوروبي ببروكسال والمفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان بجنيف… وحملة المنظمات الغير الحكومية والإقليمية لفائدة الهيئة المديرة…». والسؤال الذي يطرح نفسه بحدة على السيد خميس الشماري هو : أين دور الأحزاب السياسية الوطنية؟ وأين دور المجتمع المدني في كل هذا؟ وأين الاتحاد العام التونسي للشغل المنظمة العتيدة التي لم تتوان يوما عن الدفاع على حق الرابطة في ممارسة نشاطها بصفة طبيعية؟ لقد نسي السيد خميس الشماري هذا الدور أو تناساه ولكن في كل الحالات فان موقفه هذا جاء ليؤكد بشكل نهائي ولمن بقي في ذهنه شك وأن من يزعم وأنه وصي ومدافع عن الرابطة يقر صراحة وأن المنظمات الدولية هي صاحبة الشأن بالنسبة لهاته المنظمة وهي المسؤولة عنها وأن الصراع وللأسف الشديد ليس صراعا رابطيا وإنما صراعا وطنيا ـ أجنبيا وهذا بالذات موطن الأزمة وأحد الأسباب الرئيسية في وجود الرابطة المتأزم فمقال السيد خميس الشماري جاء ليثبت لكل متسائل ومهتم بالشأن الرابطي وأن الأمر لا يعني الرابطيين في شيء وإنما يهم المنظمات الدولية والسلطة التونسية ولهذا السبب بالذات كان السيد خميس الشماري في كل مرة يسارع للتصدي لأي محاولة تهدف لتخليص الرابطة من قيودها الخارجية أو رفع الحصار عليها وتدفعها لأن تكون مؤسسة وطنية تعنى بحقوق الإنسان ورفض الإنتهاكات وتنشر ثقافة حقوق الإنسان وتحمي المواطن من كل التجاوزات التي تمس حقوقه وتهدد حريته ولهذا السبب بالذات سارع السيد خميس الشماري وسعى بصفة ملحوظة إلى الاتصال مباشرة ببعض الشخصيات الوطنية التي لا يمكن لنا إلا أن نحترمها وننزلها منزلتها التي تستحق ليضمهم في موقف يريد من ورائه أن يكون دائما وأبدا الفاعل والمحدد في مصير الرابطة. والمبادرة 108 «القاعدية الرابطية» وخلافا لما ورد في مقال السيد خميس الشماري ولئن ضمت العديد من الرابطيين التجمعيين إلا أنها كذلك ضمت العديد والعديد من مناضلي الأحزاب السياسية الأخرى والمستقلين ونشطاء حقوق الإنسان الذين حرصوا وما زالوا على استقلالية الرابطة عن كل الجهات والأحزاب والمنظمات والذين يتمسكون بالقانون الأساسي والنظام الداخلي للرابطة ويحرصون كل الحرص على أن تبقى الرابطة درعا واق للحقوق والحريات. وهم في الحقيقة وفي نفس اللحظة التي يطالبون فيها بتمكين الهيئة المديرة من عقد مؤتمر الرابطة السادس يتمسكون بحقهم في فتح حوار رابطي بين القواعد والهيئة المديرة حول أمهات القضايا الرابطية للخروج من المأزق التنظيمي والحقوقي الذي تتخبط فيه. وفي الأخير أضم صوتي لصوت شاعرنا المنصف المزغني الذي قال يوما : مهلوك هاك الراي هلكة معزة لما تظن الذيب لما يذوق من صدرها الحليب يمكن يكون حبيب. (المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 12 سبتمبر 2006)
الجزيرة: عواصف النقد لا تحجب أصالة المعدن
نور الدين العويديدي (*)
جعلت العولمة والثورة التقنية من الفضائيات التلفزيونية أحد أهم مصادر الأخبار والمعلومات والتحاليل، وخاصة في مرحلة الأزمات، وتفجرها على هيئة حروب مدمرة، على شاكلة ما جرى مؤخرا في لبنان. والحروب قد ترفع وسائل إعلام وتخفض أخرى. فحرب الخليج الثانية توجت محطة « سي آن آن » على هرم الإعلام الدولي.
أما حربا احتلال أفغانستان والعراق، وإن كانتا فرصة لبروز وسائل الإعلام العربي إلى الواجهة الإعلامية الدولية، فقد أظهرتا كيف تراجعت مصداقية وسائل إعلام كبرى في الغرب، بسبب تأييدها للحرب، أو على الأقل تخليها عن دورها المعهود في التحقق من المعلومات، التي تنشرها، وكشف مدى التضليل المستخدم في تبرير احتلال العراق، بمبررات وذرائع، تبين لاحقا أنها كانت زائفة بالجملة، سواء ما تعلق منها بامتلاك العراق أسلحة دمار شامل، أو ما خص علاقته بتنظيم القاعدة. وقد اضطرت وسائل إعلام أمريكية كبرى تحترم نفسها وقراءها إلى الاعتذار عن أدائها الضعيف، وتقصيرها في التحري عن المعلومات، التي روجتها الإدارة الأمريكية قبل شنها الحرب.
بسبب أهمية العالم العربي على صعيد تقاطع المصالح الدولية باعتباره سُرّة العالم، ولما يكتنزه من ثروات تتكالب عليها القوى الدولية الكبرى، وبالنظر لكونه يمثل عقدة المواصلات الدولية بين الشمال والجنوب والشرق والغرب.. لكل ذلك وغيره يتزايد اهتمام العديد من الدول الغربية بالمنطقة عامة، وبالرأي العام العربي خاصة، مستفيدة من الثورة التقنية، وخاصة ثورة الفضائيات، لخدمة مصالحها المتوسطة والبعيدة في العالم العربي. فبعد بعث قناة « الحرة » الأمريكية تعتزم كل من بريطانيا وفرنسا وروسيا وألمانيا إطلاق قنوات فضائية، ناطقة باللغة العربية، تسعى كل دولة من ورائها لتعزيز نفوذها في المنطقة، وللدفاع عن مصالحها فيها، وعن صورتها لدى الرأي العام العربي.
الحرية والمهنية سرّ النجاح
عندما تُذكر الفضائيات في العالم العربي تقفز مباشرة إلى الواجهة أبرز فضائية في هذا العالم وهي قناة « الجزيرة ». فمنذ نحو عشرة أعوام و »الجزيرة » تتصدر بجدارة المشهد الإعلامي العربي، وتثير حولها مواقف متناقضة شديدة التناقض، بين من ينحاز إليها ويعتبرها مصدرا موثوقا وموضوعيا للأخبار والمعلومات، وبين من يعتبرها قناة غوغائية ومنحازة، تفتقد أبسط قواعد المهنية. لكنه وعلى الرغم من موجات التشكيك المتتابعة، ومن المنافسة العربية والدولية للجزيرة، فإن هذه القناة لا تزال تستحوذ على أغلبية واسعة من المشاهدين العرب، وباتت بمثابة العين التي ينظر من خلالها العالم إلى العالم العربي والإسلامي. في حين أخفقت القنوات العربية المنافسة للجزيرة في تحقيق الغرض من إنشائها، على الرغم من الإمكانيات الطائلة، التي تمتعت بها، على الصعيد المالي والتقني، وعلى صعيد الكفاءات الإعلامية، التي استقطبتها.
يرجع تفوق « الجزيرة » على منافساتها، واحتفاظها بمركز السبق والريادة، إلى القدر الكبير من الحرية، الذي تتمتع به القناة. ويرجع الفضل الأول في ذلك إلى حكومة قطر، التي أعطت « الجزيرة » حرية واسعة، لم تتمتع بها قناة عربية أخرى، منذ أن عرف العرب الصحافة والتلفزيون، يشهد بذلك محبو « الجزيرة » وكارهوها، كما أتاحت لها تمويلا كافيا. لكن الحرية والتمويل لا يكفيان لوحدهما لخلق قناة ناجحة. أحد أسرار نجاح « الجزيرة » هو المهنية العالية التي ميزت إدارتها والعاملين فيها، وكذلك قرب القناة من المشاهد العربي، والنظر للأمور بعيون عربية مفتوحة، وهو ما ميّز القناة عن منافساتها، وهذا أمر تفخر به « الجزيرة »، وثبتته بكل ثقة في ميثاق الشرف الصادر عنها. فمع « الجزيرة »، وما خلقته من ثورة إعلامية عربية، لم يعد العرب مجرد موضوع لتقارير وكالات الأنباء الدولية، بل صارت أخبارهم وقضاياهم تعالج بأيديهم ومن زاوية تعبر عن وجهة نظرهم.
هجمات قديمة متجددة على « الجزيرة »
مثلت « الجزيرة » منذ انبثاقها عام 1996 ثورة في الإعلام العربي، الذي اتسم، على امتداد عقود طويلة، بالتكلس والجمود والارتهان للمواقف الرسمية، حتى استحال من أدوات لإعلام الجمهور إلى أدوات للدعاية وترديد الخطاب الرسمي الممجوج. وبسبب طابعها « الثوري » والتجديدي في العالم العربي، وُوجهت « الجزيرة » بالكثير من الاتهامات والتشكيك المستمر. وظلت الحملات التي تتعرض لها القناة تشتد وطأتها وتخف، لكنها لم تنقطع أبدا.
وبسبب « الجزيرة » تعرضت دولة قطر إلى الكثير من حملات الرسمية العربية، وسحبت الكثير من الحكومات العربية سفراءها من الدوحة، احتجاجا على تغطيات إخبارية، أو على برامج حوارية، أو بسبب استضافة القناة معارضين عربا، اعتاد الإعلام الرسمي تجاهل وجودهم، وكأن لا وجود لهم في الواقع. وتعرضت مكاتب القناة إلى عمليات إغلاق دورية في أكثر من عاصمة عربية ومسلمة. ووصل الغضب ببعض الحكومات العربية إلى حد قطع التيار الكهربائي على عواصم مثل تونس والجزائر وسواهما من عواصم عربية أخرى، حتى لا يشاهد الناس برامج حوارية في القناة استضافت معارضين.
أما دوليا فإن « الجزيرة » فرضت نفسها بنجاحاتها المستمرة، حتى باتت العين التي ينظر منها العالم للأوضاع العربية. لكن نجاحات القناة لم تعصمها من هجمات عديدة، كان للجانب الأمريكي نصيب الأسد منها. فوزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد طالما اعتبر « الجزيرة » صوتا شيطانيا، ومصدرا من مصادر الشر في العالم. في حين ذهب رئيسه جورج بوش، على حد زعم صحف بريطانية، إلى حد التفكير في ارتكاب مجزرة ضد القناة، بقصف مقرها الرئيس بالصواريخ، لإسكاتها وإلى الأبد، والتخلص من وجع الرأس، الذي تسببه له ولقواته المنتشرة في أفغانستان والعراق، ولنفوذ بلاده التقليدي في المنطقة.
النجاح يجدد الهجوم
إذن ليس الهجوم والتجني جديدا على « الجزيرة »، فنجاحها جلب لها أعداء كثيرين ممن يغيظهم نجاح الآخرين وتميزهم.. لكن الهجوم قد يأخذ أشكالا عديدة، ويتلبّس بأردية متباينة ومتناقضة. وقد تجدد على القناة بمناسبة الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان. وجاءت الهجمات في وقت تألقت فيه « الجزيرة » بقوة ووضوح، مثلما سجلت تألقا مشهودا مع حربي أفغانستان والعراق. الجديد في الهجوم الحالي على « الجزيرة » أنه جاء من جهات مختلفة..
– فبعض السنة المتعصبين اعتبر القناة منحازة للشيعة، وتحديدا لحزب الله. ويتهم هؤلاء « الجزيرة » بأنها صارت صوت الحزب، وقدمته في صورة حركة مقاومة صامدة ومنتصرة. وعلى الرغم من أن الجميع، بما في ذلك محللين بل حتى مسؤولين إسرائيليين كثر، قد اعترفوا بأن جيشهم واجه مقاومة وصمودا لم يواجهوه من قبل، وبأن جيش الاحتلال الإسرائيلي لم يحقق أيا من أهدافه في الحرب الأخيرة، وهو ما يعني انهزامه وعجزه عن تحقيق ما من أجله قامت حربه، الأمر الذي يؤكد مصداقية تغطية القناة وموضوعيتها وعكسها لحقائق الواقع الصلبة، فإن تهمة انحياز « الجزيرة » لحزب الله لا تناقش ولا تقبل الرد لدى أولئك المتعصبين من السنة، بالرغم من أن متعصبي الشيعة العراقيين، وخاصة المنخرطين في العملية السياسية الخاضعة للاحتلال، يتهمون القناة بأنها صوت السنة، وأنها منحازة إلى التسنن ومعادية للتشيع.. هكذا.
– اتهام آخر، على طرف نقيض من اتهام السنة المتعصبين، يذهب إلى أن القناة باتت في السنين الأخيرة، خاضعة بالكامل للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين. وينزل أصحاب هذا الاتهام إلى درك غير مسبوق من التبسيط والسذاجة والافتئات، إلى حد القول إن مدير « الجزيرة » صار ممثلا أو نائبا عن المرشد العام للتنظيم السني الأكبر في العالم العربي، أعني جماعة الإخوان المسلمين، وأن القناة يديرها الإخوان من ألفها إلى يائها. وهذا الاتهام ليس جديدا، فقد اتهمت القناة قبل أن يتولى إدارتها السيد وضاح خنفر بأنها خاضعة لتأثير الشيخ يوسف القرضاوي، وأن نفوذ الإخوان قد تسرب إليها من خلاله، حتى باتت مرتهنة له بالكامل.
– ثمة آخرون يتهمون القناة بأنها قناة غوغائية تدغدغ مشاعر الجمهور، وتعطيه ما يطلب، ولا ترتقي به إلى مستويات أعلى، الأمر الذي جعلها قناة تنحاز إلى العواطف العابرة، وتقود العرب إلى تأبيد جهلهم وتخلفهم وانحطاطهم. ويذهب هؤلاء إلى أن العقل والعقلانية والحداثة هي الضحية الأولى للقناة، التي استفحل تأثيرها على الأوضاع العربية، بشكل غير مسبوق. ولا ننسى هنا الاتهامات التقليدية للقناة بأنها قناة إرهابية، وأنها تقوم بدعاية لجماعات الإرهاب، ويتم من خلالها تمرير أوامر القتل المشفرة، فهذه دعايات في غاية السخف، والقنوات الغربية لم تتردد حين أتيحت لها فرص التفرد بنشر أشرطة لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، أو نائبه أيمن الظواهري.
إذا تناقضا تساقطا
تتنوع الاتهامات وتتعدد بل تتناقض، وتناقضها يسقطها كما يقول المناطقة. فلا يمكن مثلا « للجزيرة » أن تكون منحازة للشيعة، وفي نفس الوقت منحازة للسنة، على ما بينهما من تباين واختلاف، كما لا يمكن لها أن تكون قناة القاعدة وفي نفس الوقت قناة التطبيع مع إسرائيل، كما يقول آخرون. مثلما لا يمكن لقناة تعبر أجلى تعبير عن عصارة الخبرة العربية، وتتلاقح في أتونها كفاءات من خلفيات فكرية وسياسية ومذهبية ودينية مختلفة ومتناقضة، ومن دول عربية وإسلامية مختلفة ومتباينة المواقف والسياسات، أن تكون قناة خاضعة لتنظيم فكري أو سياسي محدد، فضلا عن أن يكون مديرها ممثلا لمرشده، كما لا يمكن لها أن تكون مجرد قناة غوغائية تدغدغ مشاعر الجمهور، وهي ثمرة أداء نخبة متميزة من الإعلاميين العرب، على صعيد الإدارة التي تقودها بأفق رحب مفتوح، وعلى صعيد العاملين فيها بجد ومثابرة ومهنية.
لا يحبونها ولا يصبرون عليها
إن الأمريكيين والإسرائيليين الذين هاجموا القناة بقوة لا يترددون أبدا في الظهور على شاشتها، وكذلك العديد من مثلي الحكومات العربية، الكارهين بقوة للقناة، والمعترفين في قرارة أنفسهم بأهميتها، ومدى ثقة الناس فيها. المشكل أن بعض المتهجمين على « الجزيرة » يريدون لها أن تتبنى الخط الفكري أو السياسي الذي ينحازون إليه، وحين ترفض القناة ذلك، وتصر على أن تكون قناة حرة للرأي والرأي الآخر، كما هو شعارها، تتعرض للهجوم الذي يأخذ شكله في كل مرة بحسب المتهجم وخلفياته وطبيعة دوافعه.
إن رضاء جميع الناس غاية لا تدرك، ويكفي « الجزيرة » فخرا أنها خلقت ثورة في عالم الإعلام العربي، ومثلت نموذجا يرى البعض أنه يحتذى، ويراه آخرون مثيرا للجدل على صعيد الإعلام العالمي. إن نجاح « الجزيرة » لم يأت من فراغ، واستمرارها في النجاح والتألق بل التوسع وتغطية فضاءات وميادين جديدة، حتى باتت شبكة متكاملة، ينتظر أن تضيف إليها القناة الناطقة بالإنجليزية وتلك المخصصة للبرامج الوثائقية إضافة نوعية لم يأت أيضا من فراغ.. فذاك النجاح والتألق ليس قائما على باطل. فالقناة أو الشبكة على ما فيها من ثغرات ونقائص وبعض الفوضى، هي بحق تعبير عن أفضل ما أنتجه العقل العربي، بل يذهب البعض إلى أنها قنبلة العرب النووية، وأبرز إنجازات العرب في مرحلتهم الحالية، في وقت عزت لهم فيه الإنجازات.
_______________________________
(*)صحفي تونسي رئيس تحرير مجلة « أقلام أون لاين »
(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 12 سبتمبر 2006)
نتائج الحرب.. بين آفاق الانبعاث وسياسة التبريد
بحري العرفاوي عاش كل أحرار العالم ثلاثة وثلاثين يوما يرقبون إلى ما قد تنتهي مواجهة غير متكافئة بين أعتى وأشرس ماكينة عسكرية وبين اصلب وأقوى مجموعة إيمانية. وإذا كان أنصار مشاريع » التسوية » قد سارعوا إلى إعلان البراءة من إخوانهم في الوطن والدين فان الشعوب العربية والإسلامية عايشت كل تفاصيل المعركة عبر وسائل الإعلام بمزيج من الأمل والخوف. لقد تلقت جماهيرنا صدمات عديدة في محطات سابقة من تاريخها حتى فقد الثقة في وعود الزعامات بالنصر…ولكنها هذه المرّة كانت أكثر ثقة بزعيم مختلف وعبّرت عن دعمها للمقاومة بكل الأساليب المتاحة. وبقدر ما كانت المقاومة تلحق بالعدو من إيلام بقدر ما كانت آمال الجماهير تزداد توهجا وتحررا من أدران وعقدة الهزيمة وتكتشف أن الهزيمة ليست قدرا عربيا أو إسلاميا وان الإرادة قادرة على إدماء أنياب الباطشين. وبعيدا عن اختصاص المحللين العسكريين يكون من المهم الكشف عن جوانب عميقة في هذه المعركة. لقد وجدت جماهيرنا نفسها أمام ظاهرة فريدة لم تعهدها من قبل إنها ظاهرة الاستقواء بالذات والتحرر المطلق من كل العلامات الحمراء و صيحات التخويف و »مدونة فقه السياسية الدولية » التي تحولت إلى ما يشبه عقيدة الجبر لدى الحكام المهزومين وكل دعاة « الواقعية ». لقد تأكد للغافلين أن المفترسين لا يحترمون الكائنات الوديعة وان المستعلين إذا أرعفت أنوفهم يمكن أن يطأطئوا ويستعجلوا الهدنة لكفكفة دمائهم وإنقاذ كبريائهم الوهمي. ولعلّ ابرز ما شد أحرار العالم في هذه المعركة ظهور زعامة لم يعهدوها.. زعامة هادئة واثقة وعلى خلق وعمق إنساني، تتكلم بمقدار وتفعل بما يربك ويفاجئ اكبر واعقد جهاز تدمير وتقتيل. إنها زعامة بقاموس جديد مفرداته: الحرية و الكرامة و الرجولة والشرف ومعادلتها » الشهادة » إن الذين لا يخشون الموت توهب لهم الحياة الكريمة ويخشاهم صناع الموت وحفارو القبور. هذا الزعيم تحول إلى عنوان دالّ على مستقبل الأمة وأحرار العالم. فاليوم تأكدت جماهيرنا بان الأمة لم تمت ولن تموت وتأكد للمراقبين أيضا بان الشعوب تحتاج زعامات صادقة وشجاعة حتى لا تردد في التضحية والاندفاع …هذه الشعوب تخفي شوقا للكرامة والانتصار وإن بدت لا مبالية أو مستسلمة لمشاريع التحنيط الممنهجة. آفاق الانبعاث إن قدرة المظلوم على كف أذى الظالم يعد انتصارا وهذا ما حققته المقاومة الباسلة حين آلمت المعتدي بالقدر الذي أجبره على استعجال تدخل « الوسطاء » لإيقاف المعركة التي بدأها واستعد لها. لقد اثخن »وحش الغابة » وفرح الصغار الخائفون واكتشفوا أن « الوحوش » مقدور عليها وان مقدار مهابتهم مستمد من مقدار خوفنا ومقدار قوتها من مقدار ضعفنا… »الوحش » يمكن أن تخور قواه وان كانت من حديد فوهج الإرادة للمعادن الهشّة. إن سعادة الكثير من العامة بالنصر قد لا تختلف عن سعادتها بفوز فريق رياضي أو » انتصار » ملاكم حين لا تستمر النشوة لأكثر من أيام وهنا يتأكد دور المثقفين والفنانين والإعلاميين والسياسيين في تحويل تلك اللحظة إلى حالة تفكيك الحدث ليكون مفاهيما وقيما ووعيا بما يعمق الثقة بالذات والأمل في المستقبل فالاحتلال والاستبداد والتخلف والفقر ليست قدرا محتوما وان شعوبنا تتوفر على كل إمكانات التحرر والكرامة والنصر. سياسات التبريد كانت أيام الحرب تكشف على أن ضربات المقاومة في اتجاه تصاعدي كلّما مرّ يوم ازدادت إيلاما للعدو وتطورت أساليبها وازدادت مفاجآتها وامتد مداها وكانت حركة الشارع تزداد معها توهّجا والتحاما وكان الحلم بالنصر يكبر والجرأة على معاداة مشاريع التسوية تتناما… فكان لا بد من إيقاف تداعي « الوحش » عن نقطة مشرفة للمقاومة رغم كيد المتآمرين …لم تنته المعركة…لن يقبل المهزومون أنصار مشاريع « التسوية » بان تتحول « المقاومة » إلى ثقافة تستهوي أنصار التحرر.. سيبتدعون كل الأساليب لتسييجها حتى لا تكون في أقصى الاحتمالات مجرد حالة لبنانية أو حتى جنوب لبنانية وسيحرصون على تبريد وهجها بكل الأساليب تهرئة ما تشكل حولها من نسيج شعبي عربي إسلامي وعالمي…سيكون فصلا جديدا من المعركة تجند لها قرارت الأمم المتحدة وأموال النفط وحكمة السياسيين « مقاولي السلام » وسيتكلم مثقفو التطبيع …إنها معركة المفاهيم . الأساليب الحقيرة في السياسات الكبيرة ربما لم يشهد العالم مرحلة من الإسفاف السياسي كما يشهده في السنوات الأخيرة حين اصبح الكذب يروج بالألوان وبإخراج فنّي بديع فيبرّر غزو العراق بإشاعة الديمقراطية وتدمير أفغانستان بتأسيس المدنية وهدم لبنان بمخاض الولادة وتسنّ قوانين ترهيب الشعوب والتجسّس عليها بدعوة حماية أمنها وسلامتها وتفسر الجرائم البشعة بأنها مجرد أخطاء سيتفتق العقل السياسي الاستعماري والمتواطئ معه على « أساليب غبية » لصرف أنظار الجماهير على « مشهد المقاومة » ستركز وسائل الإعلام على الآثار الكارثية للحرب في لبنان لا بهدف فضح وحشية الاحتلال وإنما بهدف تخويف الناس من آثار خيار المقاومة ستفتعل أحداث مدوية إجراميّة أو تهريجيّة أو حتى خرافية لإغراق الناس فيها فتبرد أعصابهم وينطفئ توقدهم وحماسهم…الم يكن لافتا تجييش العالم ضد شبح » أنفلونزا الطيور » فيتصدر نشرات الأخبار الرئيسية..نفوق طائر في سبخة..والغريب أن اكثر الدول المولعة بهذه الأنباء في أمتنا هي الدول المعنية أساسا تقليديا بملف التسوية…سيشفع لهؤلاء انتصارهم على أنفلونزا الطيور حتى لو انهزموا أمام طائرات الاحتلال .. إنها سياسة تخويف الناس تمتد من القانون إلى البطون ومن الفراش إلى المعاش فالذين يتوجسون من لحم طائر هم أوحش من لغم طائرة … للعالم أحراره وللحرية أنصارها وإن جداول الشعوب تتجه نحو بحر واحد تتمازج فيه عقائد وأيديولوجيات ومذاهب « الحياة » في مواجهة الباطش الدولي المتشكل أمريكيا أو صهيونيا ومن رضع من حليبهما!!! (المصدر: صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 381 بتاريخ 8 سبتمبر 2006)
رسالة مفتوحة إلى الرئيس جورج بوش:
حول تعزيز الديمقراطية
للتوقيع على الخطاب ارسل اسمك و اسم منظمتك و دولتك بالبريد الاليكتروني الى: sherif@islam-democracy.org سيادة الرئيس.. نحن مجموعة من المثقفين العرب والمسلمين المهتمين بالعمل من أجل الديمقراطية في منطقتنا، نناشدك للتأكيد – بالأقوال والأفعال- التزام أمريكا بإصلاح ديمقراطي ثابت ومستديم في العالم العربي. وفي اعتقادنا فإن المشكلة الأساسية في سياسات الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط ( خصوصا في العراق وفلسطين وفي مناطق أخرى ) تكمن بالتحديد في عدم اتساقها مع قيم أمريكا الديمقراطية الداعية للحرية والعدالة للجميع. لقد شجعنا التزامكم القوى بالحرية الذي عبرتم عنه في خطابكم الشهير الذي ألقيتموه في نوفمبر 2003 بالصندوق الوطني للديمقراطية، ثم تأكيدكم على ذلك في خطابكم بمناسبة تنصيبكم لولايتكم الثانية، والذي قلتم فيه أن « على كل من يرزح تحت الاستبداد واليأس أن يعلم أن الولايات المتحدة لن تتجاهل أوضاعكم، ولن تتسامح مع مضطهديكم. » ثم تأكيدكم لكل من « يناضل من أجل الحرية، بأنكم ستناضلون معهم ». وبالرغم من بعض التشكك المبدئي، فإن هذه التصريحات غذت مشاعر الأمل في المنطقة. ونحن ندرك أن تحقيق الديمقراطية ليس عملية يسيرة، وأنها يجب أن تتم من داخل المنطقة، ولكنها بإمكانها الاستفادة من التشجيع والدعم اللذين يحتاجهما عالمنا العربي بصورة ضرورية وعاجلة. إن الحد الأدنى من الدعم الذى تتطلع إليه شعوب المنطقة يكمن بالتحديد في ما عبرتم عنه في خطابكم أمام الصندوق الوطني للديمقراطية، وهو يتلخص في وقف دعم ومساندة الأنظمة غير الديمقراطية في المنطقة، ذلك الدعم الذي امتد على مدى 60 عاما، وإشهار ذلك للعالم أجمع بصورة جلية وواضحة. وسيكون هذا أكثر اتساقا مع قيم ومبادئ الولايات المتحدة، تلك المبادئ التي عرفت باتصالها الحميم منذ بدايتها بمبادئ الحكم الديمقراطي المعبر عنها في وثائق تأسيس الدولة الأمريكية، تلك المبادئ التي تخاطب كل الأجيال والشعوب في كل مكان. نحن ندرك -يا سيادة الرئيس- قلق البعض في الولايات المتحدة الأمريكية من بعض المكاسب التي حققها الإسلاميون في الانتخابات الأخيرة بفلسطين ومصر، والتى أثارت الشكوك حول حكمة العمل من أجل دعم الحرية والديمقراطية في الشرق الأوسط. وقد استغل الحكام المستبدون في المنطقة هذا القلق من أجل تمديد وترسيخ الأوضاع القائمة. ومع ذلك، فإنه لا يمكن الدفع بالحريات بدون مشاركة جميع الأطراف المستعدة للتتقيد بالعملية الديمقراطية وبنبذ العنف. إن المشاركة الديمقراطية هى الطريق الوحيد من أجل مكافحة التطرف والضغط على كل الجماعات، بمن فيهم الإسلاميين، من أجل اعتدال مواقفهم بما قد يتيح لهم الحصول على نصيب أكبر من الأصوات. كما أنه يجب على الولايات المتحدة أن تستمر في الضغط من أجل إنهاء قمع الأنظمة الديكتاتورية للجماعات النشطة ديمقراطيا من الليبراليين والإسلاميين، وأن تنأى بنفسها عنه وأن تدينه بأقسى العبارات كلما وقع وأينما يقع. ونحن على ثقة من أن المواطنين العرب إذا ما أتيحت لها الفرصة للاختيار، فإنهم سيختارون الديمقراطية والحرية والسلام والتقدم. إن العودة إلى وضع ما قبل الحادى عشر من سبتمبر ليس هو الحل. لأن ذلك سوف يشجع الحكام المتفردين بالحكم، ويؤذي بالإصلاحيين العرب، وسيضر بمصداقية الولايات المتحدة الأمريكية. وفي النهاية فإنه قد يقوى ويدعم القوى التي تخافها الولايات المتحدة. إن الإصلاح هو شاطئ الأمان الوحيد الذي تغمره الأضواء، حتى ولو تطلبت مشقة الوصول إليه المزيد من الشجاعة والصبر والمثابرة. لقد قام بعض الحكام المسيطرين على مقاليد الأمور في العالم العربي مؤخرا -وربما شجعهم في ذلك ظنهم أن أمريكا قد ترددت في سياستها الداعمة للديمقراطية- بتكثيف حدة القمع تجاه شعوبهم وتجاه نشطائها. وهذا يجعل الحاجة إلى الدعم والضغط الأمريكي والدولي المستمر أكثر أهمية وإلحاحا من ذي قبل. إن المنطقة في حاجة إلى أن تدرك مجددا أن مسار الحرية والديمقراطية هو المسار الوحيد الذي ستستمر أمريكا في دعمه، من أجل التعبير عن مبادئها وتحقيق مصالحها. وسنذكر حالة واحدة فقط لسيادتكم، لعلها تظهر كيف يمكن لتأثير الولايات المتحدة أن يحقق منفعة كبيرة، فإن مصر قد شهدت مؤخرا هجوما ضاريا من النظام على نشطاء المعارضة. ففي فبراير قامت الحكومة بتأجيل الانتخابات المحلية وجددت العمل بقانون الطوارئ. ولم تستنن الحكومة القضاة الموقرين الذين ثابروا على إثارة مطلبهم باستقلالية القضاء خلال الشهور الأخيرة. كما أن أيمن نور، المعارض السياسي الليبرالي الذى نافس مبارك في الانتخابات الرئاسية الأخيرة وحصل على 7.6 % من الأصوات، محتلا بذلك للمرتبة الثانية بعد مبارك، لا يزال حبيس القضبان بعد أن حكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات في محاكمة صورية. وتظل الحالة الصحية لأيمن نور، الصديق والزميل للعديد منا، مستمرة في التدهور. ونحن ندعوك يا سيادة الرئيس أن تقوم بتبني قضيته، وأن تبلغ النظام المصري قلقك واهتمامك بالرجل وبصحته. هذا بالإضافة إلى أن المئات من النشطاء من الأطباء وأساتذة الجامعات والإعلاميين والعاملين في منظمات المجتمع المدني، الذين كان جرمهم الوحيد هو التعبير عن رغبتهم في الحرية، لا يزالون حبيسى القضبان، يعانون من التعذيب ومن وحشية ضباط الشرطة. هذا التعذيب الذي غالبا ما يتضمن التحرش الجنسي والإهانة العلنية للنساء الناشطات والصحفيين بواسطة البلطجية المتعاونين مع الحكومة. وكما برهنتم فإن الحرب على الإرهاب والمتطرفين لا يمكن أن تكسب إلا من خلال مساعدة بلاد الشرق الأوسط في إصلاح نظمها السياسية المنغلقة. فكلما انفتحت هذه المجتمعات، سيمتلك المواطنون القدرة على التعبير عن مظالمهم من خلال الوسائل الديمقراطية المشروعة، مما يجعلهم أقل رغبة في اللجوء إلى العنف. لقد كنتم محقين في الاعتقاد بأن الديمقراطية والتعددية هما اللتان تحددان الطريق للسلام والاعتدال. ونتمنى يا سيادة الرئيس أن تأخذوا كلماتنا في الاعتبار، وأن تتذكروا أن العديد من القضايا تقف منتظرة على المحك في العالم العربي، وأن تدركوا أن ثمن السكوت أو إرسال الرسائل غير الواضحة سيكون غاليا، خصوصا عندما تكون الحرية عرضة للاعتداء. ونرجو منكم أن تبذلوا قصارى جهدكم من أجل ضمان أن لا يتحكم عدد قليل من الحكام المهيمنين على مصائر 300 مليون مواطن عربي، أكثر من نصفهم شباب لم يتعدوا العشرين من أعمارهم. إن الديمقراطية والحرية هما الطريق الوحيد من أجل بناء عالم يستبدل فيه العنف بالحوار العلني السلمي وبالمشاركة السياسية، وأن يحل الأمل والتسامح والكرامة محل اليأس والإحباط. الموقعون: 1- رضوان مصمودي ، مركز دراسة الاسلام و الديمقراطية ، الولايات المتحدة الامريكية 2- على أبو زعكوك ، مركز دراسة الاسلام و الديمقراطية ، الولايات المتحدة الامريكية 3- شريف منصور ، مركز دراسة الاسلام و الديمقراطية ، الولايات المتحدة الامريكية ، مصر 4- خالد شيركوي سيموني ، المركز المغربي لحقوق الانسان ، المغرب 5- قمر الهدى ، المعهد الامريكي للسلام ، الولايات المتحدة الامريكية 6- أنور حدان، حركة الحرية والعدالة الاجتماعية ،الجزائر 7- رنا سليم، المعهد الدولى للحوار المستديم، الولايات المتحدة الامريكية 8- عبد الوهاب الأفندي ، مركز دراسة الديمقراطية ، جامعة وسبتمنستر، لمملكة المتحدة 9- ابراهيم حسين ، التحالف المصري الامريكي ،الولايات المتحدة 10- نجاح كاظم ، لمنتدى الدولى للحوار الاسلامي،المملكة المتحدة 11- عبد العظيم محمد حنفى ، مركز كنعان للدراسات و الابحاث ، مصر 12- نجيب غضيبان، جامعة اركانساس، الولايات المتحدة الامريكية / سوريا 13- أنا مهجر ، معهد دراسة اعلام الشرق الاوسط ، ايطاليا – المغرب 14- مالثا ارار ، ج . ي انفرا للطاقة ، الولايات المتحدة 15- احمد صبحي منصور ، المركز القرآني الدولى 16- احمد شعبان ، مركز ابن خلدون ، مصر 17- عباس راحى، المنظمة العراقية للبيئة و اعادة تأهيل المجتمع ، العراق 18- جميلة اسماعيل ، حزب الغد ، مصر 19- امير سالم ، حزب الحرية و العدالة ، مصر 20- محمد ابراهيم ، جمعية نور للخدمات الاجتماعية ، مصر 21- عماد فريد ، حزب الغد ، مصر 22- هيثم مزاحم ، صحفى مستقل و باحث ، مصر 23- ابراهيم دادي ، مفكر اسلامي ، الجزائر 24- عثمان محمد على ، صيدلى وباحث اسلامي ، كندا/ مصر 25- عادل محمد ، مركز دراسة الاسلام ، مصر 26- حمدي شهاب ، مركز سواسية للمواطنة وحقوق الانسان ، مصر 27- احمد فرغلي ، مركز سواسية للمواطنة وحقوق الانسان ، مصر 28- محمد عبد العزيز ، مركز ابن خلدون للدراسات الانمائية ، مصر 29- محمد اللاوزي ، ناشط ، فرنسا 30- حمدى عبد العزيز ، مركز سواسية لحقوق الانسان ، مصر 31- غسان على عثمان ، باحث اسلامي ، السودان 32- مهيب الارناؤطي ، ناشط ، مصر 33- صفى الدين حامد ، التحالف المصري الامريكي ، الولايات المتحدة / مصر 34- مروة عبد القادر حلمى ، ناشطة ، مصر 35- محمد فوزى ، جمعية الانسان لدراسات التنمية ، مصر * ايراد المنظمات بغرض التعريف فقط (المصدر: موقع مركز دراسة الإسلام والديمقراطية « مــداد » بواشنطن بتاريخ 11 سبتمبر 2006) الرابط: http://www.csidonline.org/arabic/index.php?option=com_content&task=view&id=125&Itemid=77
يا قدس
أم أسيل سأعيش رغم ثقل الوجود رغم التربة والدود رغم اليهود والصليبية اللدود وسأعبر الحدود نحو اليوم الموعود ************ سأعيش ولن أهتم رغم أنهار الدم سأمزق الألم وسأعبر العدم ولن اهتم… لن أهتم… ************ سأعيش رغما عن نفسي وستطلع شمسي وتعود الروح إلى رمسي ويلتحم غدي بالأمس ************ سأعيش قضيتي يا شعبي وستزهر أحشائي وتثمر رغم الأعداء وسأنجب نجما يصبح شمسا يغمر أرجاءك يا أرضي نورا بالطول وبالعرض ليحرق من تاجر بالعرض ************ عرضك يا شعبي اغتصبوه في الجد وفي الهزل وقرروا عزلي بلغة الهجو وبالغزل لكن أصررت على حبك وأصبحت حبلى على دربك
يا خير أمة
يا خر أمة
أخرجت للناس
هل أنت عاقر
أم أنت أصبت بالإفلاس؟
يا أمتي
“ ليتني كنت حطابا”
فأهوي عليك بفأسي
أو ليتني كنت جلادا
لأفصل الجسم عن الرأس
و رؤوسك هذه أهي خاوية
أم هي مملوءة باليأس
باعوك عبيد الكراسي
رخيصة
بيع الحمير على يدي
نخاس.
هل أنت ميتة
و لم تدفني بعد
أم أنت تغطين
في عز النعاس؟
أنت كيان مريض
أنهكته تواترات التماسي
بنوك ملايين من البشر
هوامد مثل الجبال الرواسي
جليد تكوم على الأرض
أكداس على أكداس
و أنا بك ضقت يا أمة العرب
و قلبي تنخره المآسي
و رغم ذاك لي عندك بعض الرجاء
هلا استجبت لالتماسي
ثوبي من هذا السبات البغيض
و أوقدي نار الحماس
|
ثوري كما يثور المارد
دكي العروش
و حطمي كل الكراسي
دكي قصور القاصرين
و هدميها من الأساسي
فلقد أتاك نصر الله
بالغنم صائغ
فرميت في عرض البحر
بالألماس
و أتاك أيضا
بأطباق من الذهب
فاخترت دون بريقها
صدأ النحاس
أنت عمياء صماء بكماء
أنت أعدمت كل الحواس
» و كم ذا يكابد
عاشق و يقاسي »
في حبك يا خير أمة
أخرجت للناس
يا أمتي
ليتني ما كنت منك
أو ليتني فقدت
مشاعري و إحساسي
لكنني أنا منك و أبقي
فأنت لي خير لباس.
مصطفى يحي
قابس في 29-08-2006
|
Home – Accueil – الرئيسية