(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows (
أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف /الفاكس:71354984 Email: aispptunisie@gmail.com تونس في 10/09/2007 بــــــلاغ
أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين
33 نهج المختار عطية 1001 تونس
الهاتف /الفاكس:71354984
Email: aispptunisie@gmail.com
تونس في 11/09/2007
بــيـــــان
طلب الأستاذ محمد النوري رئيس الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين من السجين السياسي السابق السيد زهير مخلوف العدول عن استقالته إلى أن تنعقد الجلسة العامة يوم 2 أكتوبر 2007 التي ستنظر في جميع ما أثاره من اشكاليات و استجابة لطلبه وافق السيد زهير مخلوف على تعليق استقالته إلى غاية الجلسة العامة.
و تجدر الإشارة إلى أن السيد زهير مخلوف لم يقدم استقالة كتابية و إنما عبر عن ضجره لما يحصل داخل الجمعية من تجاوزات.
رئيس الجمعية
قرصنة موقع المؤتمر من أجل الجمهورية
السّلام عليكم جميعا و رحمة الله تعالى و بركاته
في منتدى التقدم : ثقافة السلام وثقافة المقاومة
ينتظم في إطار منتدى التقدم، بمقر جريدة الوحدة، يوم الجمعة 21 سبتمبر 2007 على الساعة التاسعة مساء، لقاء فكري تحت عنوان: ثقافة السلام وثقافة المقاومة: تعارض أم تكامل؟ ويشارك في هذا اللقاء السادة خميس الخياطي وزياد الهاني وأحمد الكحلاوي وحسان قصار والهادي المثلوثي ونصر الدين بن حديد ومحمد بوعود وسفيان شورابي. عن منتدى التقدم عادل القادري
إطلاق سراح 5 من البحارة التونسيين السبعة الموقوفين بايطاليا
تونس تعبر عن ارتياحها للإفراج عن البحارة التونسيين المعتقلين في ايطاليا
ارتياح في تونس بعد الإفـراج عن بحارة احتجزوا في ايطاليا
محادثات تونسية-أميركية لتعزيز علاقات التعاون الإقتصادي
ملامح وأخبار الصباح
اللغة الفرنسية في تونس
بحث آفاق تطوير التعاون الاقتصادي بين البلدين
كفى ظلما وبهتانا
رمضـــان…وقفــــة مع المنسييــن
خـــالد الطراولي
يحل علينا هذه الأيام هذا الشهر الفضيل والذي نسأل لله تعالى أن يجعله على كل المسلمين شهر رحمة وغفران وعلى كل العالم وقفة تأمل وسلام.
يأتي هذا الشهر الكريم بجلابيبه المنيرة وأضوائه العبادية البراقة، فيحف الجميع برداء ظاهره رحمة وباطنه رحمة وكل ألوانه رحمة وغفران وعتق من النيران.
كل منا ولا شك ينتظر هذا الشهر العزيز ليقف وقفة سنوية ظل ينتظرها، وقفة تأمل وحساب ومراجعة مع الذات، وقفة تأمل فيما قدّم وأخّر، ماذا عساه يبني وماذا عساه يهدم. شهر تعيش فيه النفس البشرية على وقع دفئ عبادي وشعائري يصعب وجوده خارج هذا الشهر.
شهر تلتئم فيه الأسر، من غاب منها ومن حضر، وتعيش لقاءات مودة وابتسام وحنان… شهر يشعر فيه الفرد بألفة الجماعة وتشعر فيه الجماعة بقرب الفرد… أنوار زكية وراحة نفسية وشعور خالص بالمحبة والفرحة والسرور للقاء هذا الضيف المبجل والتقرب من الله والعمل على كسب رضاه، وتذكير للجميع بأن الدنيا مهما علت واستعلت فإنها لا تعادل لحظة طمأنينة وسلام وحب ورضا من هذه الذات العليا وهي تعلن للقاضي والداني، من اقترب أو بعد، من قبل أو رفض، من استعلى أو انخفض أنه » من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها أو أزيد، ومن جاء بالسيئة فجزاء سيئة مثلها أو أغفر، ومن تقرّب لي شبرا تقربتُ منه ذراعا، ومن تقرّب لي ذراعا تقرّبتُ له باعا، ومن أتاني يجري أتيته هرولة، ومن لقيني بتراب الأرض خطيئة لا يشرك بي شيئا لقيته بمثلها مغفرة » نداء يجعل الحيران حليما واليائس آملا والحزين حالما وراجيا » يا بن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان ولا أبالي، يا بن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك، يابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة »
في هذه اللحظات النورانية الخاصة وجب التذكر والتواضع وثني الركب احتراما وتبجيلا، تذكيرا وتحصيلا حتى لا ننسى رجالا ونساء لنا رافقونا يوما في درب هذه الحياة النضالية وهم يتدافعون لصد الاستبداد، منهم من غادرنا وترك عنوانا في السماء، ومنهم من غاب دون ترك عنوان على الأرض ومنهم من يسكن حارتنا ومنهم من غادر بلدتنا…
وقفة رمضان لهذا العام وفي كل عام حتى ينتصر الضياء وينهزم السواد، وقفة تمتد إلى هؤلاء جميعا، رحمة لمن كان في السماء وغفرانا وجنة نعيم، ورحمة لمن لا يزال على الأرض ونصرا مؤزرا وغفرانا وجنة نعيم.
تحياتي وسلامي إليكم جميعا يا شباب هذا البلد الطيب وشيوخه، يا رجال أرض الوفاء ونسائها :
الأستاذ المرحوم محمد شقرون
الشاب المرحوم زهير اليحياوي
الدكتور الفاضل صالح كركر
الأخت الفاضلة نائلة شرشور
الأخ الفاضل الطيب السماتي
الإخوة الأفاضل سكان السجون والمعتقلات عجل الله سراحهم
الإخوة المفرج عنهم وهم يعيشون أول رمضان بين ذويهم
الإخوة والأخوات المبعدون والمشردون في ديار الغربة، والذين تغالبهم دمعات فرح مشوبة بحنين كلما سمعوا المنادي يؤذن للإفطار ومخيلتهم تعود بهم القهقرى إلى ساحات ومآذن تونس والقيروان وجربة وسوسة وصفاقس وقابس ومدنين وبنزرت وباجة وكل شبر من أرض الميعاد…
إلى كل هؤلاء وغيرهم ممن نسيتهم الذاكرة أو تعثرت في استحضارهم والمعذرة على ذلك، إليهم جميعا… رمضان كريم وكل عام وهم وذويهم بخير وتونس بخير وأهلها بألف خير
المصدر: موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net
تهنئة بمناسبة رمضان 1428
بسم الله الرحمان الرحيم تونس في 2007/09/11
والصلاة والسلام على أفضل المرسلين
بقلم محمد العروسي الهاني
الرسالة رقم 293 مناضل دستوري
على موقع تونس نيوز رئيس شعبة الصحافة الحزبية سابقا
إلى أسرة تحرير موقع نيوز رسالة تهنئة من الأعماق بمناسبة حلول شهر رمضان المعظم لعام1428
هجري الموافق شهر سبتمبر 2007 إلى كل الإخرة المؤمنين الشرفاء في العالم العربي والإسلامي والعالم كله
وإلى موقع الإعلام الحرة في كل مكان والشفاء العاجل للقنوات التي تسعى لتهميش الأخلاق ورسالتها مائعة
على بركة الله تعالى وبعونه وتوفيقه أتقدم بأسمى اَيات التهاني القلبية وأصدق وأنبل الاماني لكل المؤمنين الشرفاء والمتمسكين بالدين الإسلامي الحنيف وبكتاب الله العزيز وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ويسعدني بمناسبة حلول شهر رمضان المعظم شهر الصيام والقراَن وشهر الرحمة والمغفرة أن أتقدم إلى إخواني في موقع تونس نيوز موقع إعلاء الكلمة وحرية الرأي والتعبير واالإصداع بالرأي الحر الديمقراطي وإلى إخواني بقناة الجزيرة المخلصين العاملين لنشر الإعلام الهادف وإلى إخواني بقناة اقرأ الرائدة لنشر مبادئي الإسلام السمحاء وقناة المنارة الملتزمة الصادقة والهادفة لنشر قيم الإسلام وإخواني بقناة المستقلة قناة الحوار الديموقراطي والرأي الحر المستقل وفضاء الديمقراطية وإلى قناة الشارقة الرائعة وبرامجها الدينية الهادفة وإلى قناة الناس الممتازة التي أصبحت بحق قناة كل الناس في العالم العربي بفضل برامجها الدينية الرائعة وإلى اخواننا في صحيفة القدس العربي التي كانت بحق صحيفة ناطقة باسم الشعوب العربية الاسلامية وتعبّر عن خلجات الشعب العربي المسلم وإلى اخواننا المهاجرين في اوروبا والمتسمكين بدينهم الاسلامي والمحافظة على الأخلاق الإسلامية والسلوك والتراث العربي والمصداقية والمعاملة الحسنة والصورة الممتازة لسلوك المسلم في اوروبا وما الاستعداد لاستقبال شهر الصيام في أوروبا والتوافد ليلا نهار على بيوت الله وأداء الصلاة وقيام صلاة التراويح في مساجد وجوامع باوروبا كل هذا يؤكد بكل وضوح تمسك أخواننا المهاجرين بمبادئ دينهم الاسلامي الحنيف وبهذا السلوك الحسن والطيب والممتاز أصبح عدد هام من مواطنين أوروبا يقبلوان أفواجا أفواجا على الدخول في الدين الاسلامي والعدد في تزايد بقضل الله والصحوة الاسلامية في داخل البدان العربية والاسلامية وفي اوروبا وامريكا وحتى في روسيا وهذا سر ونعمة من الله العلي القدير ..ونرفع لكل هؤلاء الاخوة في الاسلام أسمى اَيات التهاني بحلول شهر الرحمة والصفاء والتسامح والتعاون والإنارة كما يسعدني أن أرفع أعمق التهاني إلى كل القادة في الدول العربية والإسلامية وإلى الحكومات والأحزاب التي تؤمن بالإسلام وإلى الشعوب العربية الإسلامية ونتمنى لتونس مزيد التسامح والصفاء والمصالحة وتنقية الأجواء و إبعاد الانتهازيين ومزيد دعم اللحمة الوطنية وإعادة الاعتبار للمهاجرين وطي صفحة الماضي للعودة إلى أرض الوطن سالمين مكرمين معززين امنين مرفوعي الرأس ونعمل على تطبيق الاَية القراَنية عفا الله عما سلف بقلب صافي وروح اسلامية لا تعرف الغدر والخيانة والنفاق ونقض العهد والميثاق والرحمة وأتمنى لكل اخواننا في الدول العربية والإسلامية الكرامة والحرية والعبش الكريم وتوحيد الصفوف ورفع الأسلاك والطواري والحواجز والمداهمات في منازلهم ليلا ورفع القيود وإطلاق حرية الرأي ودعم الإعلام العربي ومزيد دعم حقوق الإنسان وتوطيد اللحمة العربية ومزيد دعم التعليم الديني والوطني ومناهج التعليم ومراجعة مناهج التعليم ودعم دور رجال الدين ودور الإعلام الحر الهادف ودور الثقافة العربية والحضارة الاسلامية والتراث العربي ومزيد دعم الإعلام لغرس الروح الإسلامية والقيم الأخلاقية وحذف البرامج التي تسعى للهدم والميوعة والانحطاط الأخلاقي والغناء المبتذل والرقص ونشر مظاهر العراء والتفسخ في أجهزة إعلامنا المرئي وتعميق المواضيع التي تغرس الفضيلة والقيم والأخلاق في نفوس شبابنا وبناتنا والإبتعاد على كل مظاهر الانحراف من خلال البرامج المبتذلة و المائعة السخيفة التي كانت سببا في نشر مظاهر الإجرام والانحراف والسلوك الغير حضاري الذي انتشر في عديد الدول العربية والإسلامية نتيجة بعض البرامج التلفزية وأسباب أخرى وكان سببا في الفراغ الديني والوطني والواعز الأخلاقي والديني والوطني ونتمنى مراجعة سياسة الإعلام ودور الثقافة باعتبارهما ركيزتان لتهذيب الأخلاق والسلوك الحضاري ودعم الروح الإسلامية والتصدي للغزو الثقافي العربي وموضة العصر المنشورة للعراء من الخارج وهي قشور الحضارة الغربية وحلول شهر رمضان المعظم يحملنا أمانة عظمى ومسؤولية كبرى خاصة أصحاب القرار الفصل وكل عام والامة العربية والاسلامية بخير وعافية وسلامة تطبق شريعة الله وتحافظ على الأخلاق قولا وممارسة.
قال الله تعالى : »يا أيها الذين اَمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا » صدق الله العظيم
محمد العرسي الهاني
لن نسمح بتجديد ولاية الرئيس بن علي
الأخطاء السبعة
المختار اليحياوي – تونس في 9 سبتمبر 2007
الخبر الذي يضعه موقع الحزب الديموقراطي التقدمي في مقدمة صفحته الرئيسية منذ أسبوع تحت عنوان « أهمّ العناوين » جدير بالمطالعة و التأمل لأنه يعكس لكل من أراد أن يفهم حقيقة الأوضاع التي تعيشها نخبنا و الحالة البائسة التي تردى إليها بعض رموزها. و لا شك أن الحزب الديموقراطي التقدمي يزخر بالكفاءات و الطاقات و لكن الرداءة تطرد أصحاب الكفائة و تكبل كل طاقة.
و إذا كان موضوع الخبر شكلا و مضمونا لا يتعدى المحاكات للطريقة التي اختارها الرئيس بن على لافتتاح السنة السياسية بالإدلاء بحديث إلى جريدة شرقية لا يسمع أحد بها و لا يترك للصحافة و الصحفيين التونسيين سوى ترديد محتواها و الإشادة به. و حتى لا أدخل في جدل عقيم مع أي كان سأكتفي بتناول الموضوع كصورة من حيث الشكل بتطبيق ما تلجأ إليه صفحات التسلية في بعض الجرائد من لعب المغالطات البصرية بدعوة قرائها إلى المقارنة بين صورة أصلية و صورة محورة و محاولة اكتشاف ما أدخل عليها من تغييرات، أي لعبة الأخطاء السبعة.
فما هي الأخطاء السبعة التي تحاول هذه الأداة الدعائية إيقاع قرائها و منخرطي حزبها فيها انطلاقا من طريقة تعاملها في تقديم هذا الخبر؟
المغالطة الأولى: تبرز في الصورة التي وقع اختيارها للأمين العام السابق للحزب لتحلية الخبر حيث تقدمه بالصفة التالية » رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي – تونس » و الحزب المقصود ليس له رئيس كما هو معلوم بل أمينة عامة و الأستاذ الشابي نفسه يعلم أنه ليس رئيسا لهذا الحزب و لا أعتقد أن تقدمه بهذه الصفة على موقع الحزب يشكل ممارسة ودية تجاه مسؤولته الأولى الحالية.
المغالطة الثانية : لا يوجد حزب يحمل اسم الحزب التقدمي الإشتراكي في تونس حاليا و هل يعقل أن يخطئ حزب كالحزب الديموقراطي التقدمي في إسمه و شخص مسئوله الأول في أهم عناوين صفحته الأولى على مدى أسبوع دون تدارك خطأه.
المغالطة الثالثة : تبرز في طريقة صياغة عنوان الخبر و الذي يقدم محتوى لقاء نشر على جريدة الشرق تحت عنوان » نجيب الشابي زعيم المعارضة الديموقراطية في تونس… » و للأمانة الصحفية لا يصح النقل دون إحترام صغة المصدر و كان من المفروض أن يصاغ بالشكل التالي : » الشرق : نجيب الشابي زعيم المعارضة الديموقراطية في تونس…إلخ »
المغالطة الرابعة : دون قصد الإساءة للأستاذ نجيب الشابي أو التقليل من الوزن الإعتباري لشخصيته، الأستاذ نجيب الشابي ليس زعيم المعارضة الديموقراطية في تونس و لا أحد يعترف له بهذه الصفة سواء داخل حزبه أو خارجه عدى الموالين له من بطانته. و شتان بين أن تطلق صحيفة صفة معينة على شخص و بين أن يتقمصها ذلك الشخص و يتقدم بها على أساس أنها من خصائصه.
المغالطة الخامسة : « لا يوجد فيتو غربي ضد الحركات الإسلامية » و الصحيح أنه لا يزال هناك فيتو غربي قائم ضد الحركات الإسلامية لا يمكن أن يخطئ فيه أي مبتدئ في متابعة الشؤون السياسية. و إذا كان المقصود ما حصل في تركيا بمناسبة انتخاب رئيس الجمهورية فنجاح الرئيس الجديد رغم الفيتو الغربي القائم ضده بسبب مرجعيته الإسلامية لا يعني أنتهاء الفيتو ضده أو ضد غيره و إنما يعني أن الشعوب و النخب الواعية يمكنها تجاوز كل المحرمات و فرض إرادتها في تقرير مصيرها.
المغالطة السادسة: « الانتخابات البرلمانية لا قيمة لها ما لم تحصل إصلاحات دستورية وتشريعية جذرية » و الصحيح أن الإنتخابات البرلمانية هي الإنتخابات الحقيقية الجديرة بالأهمية و هي التي تقود إلى وضع الإصلاحات الدستورية و التشريعية الجذرية بصفة ديموقراطية لأنه لا معنى لإصلاحات يقوم بها ملك أو رئيس لأنه كما أعطاها يمكنه متى شاء حجبها. و ما لا قيمة له فعلا هو استراتيجيات تلك الأحزاب التي تقوم منذ تإسيسها على هاجس إيصال رئيسها إلى موقع رئيس الجمهورية في حين أنها عاجزة عن إيصال أي فرد من أعضائها للفوز بمقعده بصفة فعلية في برلمان بلادها رغم مرور ثلاثين و حتى أربعين سنة عن تأسيسها.
المغالطة السابعة : « شكلنا تحالفا واسعا مع اليساريين والإسلاميين للمطالبة بالحريات » و لا أحد يجهل أن التحالف المقصود – في مخطط المتحكمين فيه على الأقل- ليس تحالف واسع و لا يشمل سوى بعض اليساريين و بعض الإسلاميين و لا علاقة له بالمطالبة بالحريات و إنما ببناء جبهة سياسية بديلة ترضي الغرب لتسليمها السلطة بعد إقناعه بفساد السلطة الحالية لحكم البلاد وفق ما يسطره الغرب لها.
بدون تعليقّ…
المختار اليحياوي – تونس في 9 سبتمبر 2007
(المصدر:موقع تونس أون لاين نقل عن مدونة المختار اليحياوي)
بقلم : عبد السّلام بو شدّاخ،
احد مؤسسي الحركة الاسلامية في تونس باريس في 11 سبتمبر 2007 ‘‘ قل هذه سبيلي ادعو على بصيرة ‘ انا و من اتّبعني و سبحان الله ‘‘ ( سورة يوسف 108)
من فرّج على مؤمن كربة فرّج الله عليه كربة من كرب يوم القيامة (حديث شريف) ‘‘ و انّ هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتّبعوا السبل…‘‘ ( سورة الانعام 153 ) ‘‘ خذ العفو وامر بالعرف و اعرض عن الجاهلين ‘‘ ( سورة الاعراف 199 )
بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك نسأل الله تعالى أن يتقبّل الله تعالى الصوم و القيام من جميع المسلمين في مشارق الارض و مغاربها عموما و كذلك مسممي اوروبّا و لا ننسى اخوان لنا في غياهب السجون في تونس الحبيبة للقلوب‘ هؤلاء الصامدون المحتسبون الصابرون طوال السنين الطوال‘ نسال الله العلي القدير ان يفرّج عليهم قريبا‘ انه سميع عليم‘ ولا ننسى بقية اخواننا المسرّحين الممنوعين من العمل و من السفر‘ ولا ننسى المشردون في جميع اصقاع العالم‘ نسال الله تعالى ان يجمعنا و اياهم على ارض الخضراء الحبيبة‘
امّا بعد‘ فلا يسعنا الا ان نذكّربعض المبادئ التي لا حياد عنها وهي ان المصالحة الوطنية هي السبيل الوحيد للخروج من الازمة التي تعيشها تونس الحبيبة لقلوبنا جميعا‘
و غيرة منّا على مصير الصحوة الاسلامية و الدّفاع عن بيضة الاسلام و ما الحركة الاسلامية الا وسيلة من اجل اصلاح ما فسد على مرّ العقود من الاستعمار و التغريب و انتهاءا بتجفيف ينابيع التديّن من طرف الحاقدين و تصرّف بعض المراهقين الذين استدرجوا نحو طريق مسدود . لقد دفعوا السنين العديدة من السجن والتشريد والتجويع و المضايقات.
لقد طالت المحنة حتّى كاد الياس يدبّ في صدور المؤمنين بالقضية حتّى جاءت حادثة حمّام الشطّ الاليمة التي كانت دليلا قاطعا على انّ الوضع لا ينبغي ان يستمرّ على هذا النحو اذ ان غياب الاعتدال و التعامل العقلاني لا سبيل الا ان يفتح الطريق للياس و التطرّف و هذا ما نكرهه لشعبنا و لبلادنا التي لا نتمنّى لها الا الامن و الاستقرارو السلامة و التنمية و الرقي حتّى تنافس بلادنا بقية الشعوب المتقدّمة حضاريّا و تقنيّا .
تذكيرا منّا الى ما نشرناه في28 نوفمبر 1998 و التي ثمّننا الاخطوات الايجابية عند الافراج عن الكثير من اخواننا و نتمنّى على الله ان يفرّج عن بقية اخواننا القابعين في السجون و لسان حالهم يقول ما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم و هو راجع من الطّائف اذ قال : { اللهمّ الليك اشكو ضعف قوّتي‘ و قلّة حيلتي‘ وهواني على النّاس‘ يا ارحم الراحمين‘ انت ربّ المستضعفين‘ و انت ربّي‘ الى من تكلني‘ الى بعيد يتجهّمني ‘ ام الى عدوّ ملّكته امري‘ ان لم يكن بك غضبٌ عليّ فلا ابالي ‘ غير ان ّعافيتك هي اوسع لي} نسأل الله تعالى ان يجمعنا و اياهم في رحاب البلاد في اهليهم الذين هم اشدّ شوقا اليهم.
لقد ذكّرنا بان حركتنا تاسّست من اجل الدعوة الى الله و التعريف بالفكر الاسلامي الذي من شانه ان يساهم في نشر الخير بين ابناء البلد الواحد الى جانب بقية الشرائح السياسية المتواجدة على الساحة التونسية قصد ايجاد مجتمع تسوده مبادئ الاخوّة والمحبة و التعاون و التسامح المستمدّة من السيرة النبوية الشريفة و ‘‘الحكمة ضالة المؤمن التقطها انّى وجدها وهو احقّ بها‘‘
1- نجدّد العهد في المضي قدما في الدّفاع عن المبادئ الاسلامية السمحة في التغيير عن طريق الكلمة الطيّبة و الكتاب و المقال الصحفي و النصح الجميل و المسيرة السلمية و غيرها من الوسائل النضالية المسالمة المتنافية مع العنف الجسدي و المادي الذي نرفضه و نندّد به من حيث كان ماتاه
2- تمسّكنا بالوسائل السلمية في التغيير و استبعاد أي تصرّف ما من شانه ان يتنافى مع احترام الحرمة الجسدية للمواطن مهما كانت انتماءاته السياسية او العقائدية و التي لا تخدم البلاد و لا العباد
3- ندعو الجميع الى التسامح و التعاون و فضّ الخلافات و المشاكل على تنوّعها عن طريق الحوار بين الفرقاء و نشر مبادئ الاخوة و المحبة بين الجميع,
4- دعوة القيادة الحالية الى تقديم نقد ذاتي و ان يتّقوا الله في الأمانة التي وضعت في اعناقهم فضيّعوها– على مستوى المؤسّسات‘ لا على مستوى الأشخاص – و تقييم مرحلة العشرية السابقة على علّتها و الكفّ عن استبعاد و تغييب و تهميش من لهم السبق من مواقع القرار‘ و الرّجوع الى الخطّ الأصلي او إرجاع الأمانة إلى أهلها – في داخل البلاد لا خارجها – ضمن ضوابط لا سبيل للحياد عنها.
الدعوة الى اطلاق سراح مابقي من ابناء الحركة في السجون وكفاها ما دفعت نتيجة اخطاء بعض افرادها من تشريد و سجن و تعذيب حتّى الموت احيانا لبعض المناضلين قليلي التجربة‘ وقع التغرير بهم و دفعهم في طريق مسدود نتيجة خيار غير سليم لم يقع الاجماع حوله حتّى نفتح صفحة جديدة للتامّل و المراجعة و المحاسبة فيما بيننا في داخل القطر لا خارجه. و بذلك فقط يمكن للدرّ ان يعود الى معدنه و تاخذ الصحوة الاسلامية موقعها في كنف الوضوح الكامل.
ان تاريخ حركتنا يشهد اننا كنّا و لا نزال في خدمة قضايا الوطن و المواطنين و لا نريد الا الاصلاح ما استطعنا‘ في خدمة قضايا الوطن و المواطنين و العمل الدؤوب على اسعادهم و تقديم الخدمات المتنوّعة لهم في اطار ما يسمح به القانون ‘ و لم تستنكف حركتنا من وضع يدها في يد الصادقين ومحبّي الخير للعباد والبلاد‘ و قد شاركنا في الانتخابات التشريعية سنة 1989 بعد موافقة الجميع على ذلك‘ ثمّ كانت بعض الانزلاقات التي لم نخترها‘ فدفعنا ضريبة الدمّ و السجن و التشريد والتجويع .
اما يكفينا كلّ هذا؟
اما آن الاوان – في الوقت الذي يتصالح الاعداء و لو بعد السنين و العقود من الصراع المتواصل وسيلان الدمّ الغزير – ان نمدّ ايدينا لبعضنا البعض ‘ حتّى نفتح صفحة جديدة ناصعة حتّى لا تخسر تونسنا العزيزة الكثير من الطاقات و الثروات البشرية التي دفع الشعب التونسي الكثير من اجل تثقيفهم و تكوينهم فجعل منهم الكوادر العالية و ذوي الشهادات الرّاقية ‘ حتّى نسّخرهم لخدمة الجميع عوضا عن تغذية روح الحقد و الضغينة نين ابناء الشعب الواحد .
ان الكثير من القدرات و الكفاءات الموجودة في السجن او المهجر معروفة لدى الجميع بسلوكها الحسن و سمو اخلاقها ‘ و قد ادّت خدمات جليلة في مواقعها و يشهد لهم كلّ من عاشرهم و اختلط بهم ‘ و ستجدون الاجابة التي تزكّيهم ممّا الصق بهم من باطل الاتهامات نتيجة وشايات باطلة من قبل قوى الشرّ من قوى اليسار الانتهازي الحاقد الذي يريد ان يخلو له المجال ليعيث في الارض الفساد.
هذا هو الواقع المرير ‘ وقد دفعنا الكثير نتيجة اخطاء بعضنا البعض ‘ و نحن ما زلنا نواصل في الدعوة للمصالحة الوطنية التي بها يمكن الخروج من الوضع الذي دفعنا اليه هذه القيادة نتيجة سياستها الخرقاء التي تفتقد للجراة بالرجوع بالحركة الى الدّاخل بكلّ الوسائل . بداية بالتشجيع على العودة الى ارض الوطن التي اصبحنا فيه غرباء.
ان المتتبّع لاوضاع الحركة التي كانت في بداية نشاتها‘ و قد كنت ممن ساهموا في التاسيس‘ ولكن السؤال المطلوب ان يطرح من بقي ممن وضعوا حجر الاساس ‘ هؤلاء الذين كانوا عنصر توحيد وتجميع بين العاملين في الحقل الاسلامي ‘‘ و يسعى بذمّتهم ادناهم وهم يدا على من سواهم ‘‘
ان الخطا ليس في الادبيات و الخطط ولا في البرامج المجمع حولها لكن في التنزيل و سوء الاختيار لرجال المرحلة و الغرور و عدم ضبط النفس .
في الاخير و ليس آخرا‘ ليس لنا ملجئ الا لله نشكو له حزننا ‘ و نقول حسبنا الله و نعم الوكيل ‘ فهو نعم المولى و نعم النصير ‘ فهو ربّ المستضعفين وهو ربّنا‘ و ويتمثّل موقعنا ذلك من ذكرهم الله في منزّل كتابه الكريم ‘‘ الذين استجابوا لله و الرّسول من بعد ما اصابهم القرح ‘ للذين احسنوا منهم و اتقوا اجر عظيم‘ الذين قال لهم النّاس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا و قالوا حسبنا الله و نعم الوكيل ‘ فانقلبوا بنعمة من الله و فضل لم يمسسهم سوءا و اتّبعوا رضوان الله و الله ذو فضل عظيم ‘‘
و في الختام ليس لنا الا ان نشفق ممن يمارسون الظلم من غضب الله و من دعوة المظلومين التي ليس بينها وبين الله حجاب‘ و ليعلموا ان الله اقدر عليهم فهو القوي القهّار‘و قاهر الجبّارين و نسأل الله ان يتقبّل صيام و قيام الجميع.
‘‘ يا ايها الذين آمنوا كونوا قوّامين لله شهداء بالقسط و يجرمنّكم شنآن قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى ‘ انّ الله خبير بما تعملون‘‘ (سورة المائدة 8 )
‘‘ لا يغيّر الله ما بقوم حتّى يغيّروا ما بأنفسهم ‘‘ صدق الله العظيم و السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بقلم : عبد السّلام بو شدّاخ، احد مؤسسي الحركة الإسلامية في تونس
باريس في 11 سبتمبر2007
تعقيبًا على توضيح الأستاذ برهان بسيّس:
المصير المجهول والمسار المبهم وأسئلة حارقة!!!
نصر الدّين بن حديد
nasrbenhadid@yahoo.fr
توضيح قبل البدء: لأسباب عديدة لا تهمّ القارئ الفاضل في تفاصيلها، صرت أترتبط بالشبكة العنكبوتيّة من خلال المراكز العموميّة للانترنت، وأجد صعوبة ـ إن لم أقل استحالة ـ في فتح رسالة تونسنيوز اليوميّة، ومن ثمّة صرت أعلم ـ بما يهمّني على الأقّل ـ سماعًا وعنعنة من خلال بعض الأصدقاء، وقدّ مدّني أحدهم بالتوضيح الذي نشره الأستاذ برهان بسيّس. أعتذر من ذلك عن جهلي بما كتبه كلّ من السادة المحترمين الهاشمي الحامدي ومرسل الكسيبي والعروسي الهاني….
ورّطني الأستاذ برهان بسيّس حين كتب «هذه الروح الحاثّة على المجادلة الجديّة»، وأجد نفسي من باب الأخلاق مجبرًا على قبول هذه الدعوة/الهدية، ومن ثمّة السعي لتفعيلها، سواء على مستوى الحوار الثنائي أو ما قد يدفع السيّدين الهاشمي الحامدي ومرسل الكسيبي للمشاركة، أو ما نشعر به بمعيّة غيرنا من مسؤوليّة تجاه هذه الأمّة ونحن نرى أنفسنا نخبًا… أو هكذا يبدو لنا الأمر.
«المجادلة» الجادّة والجديّة تعني ضرورة وجود أو إيجاد نقطة أو هو موضوع نقاش بين طرفين ـ على الأقل ـ ومن ثمّة التأكيد على مفاعيل هذا الحوار، على المستوى الأخلاقي أساسًا وما تتطلبّه منّا الكتابة من أمانة علميّة وصدق عند إيراد المعلومات وصرامة على مستوى التحليل ونزاهة فعليّة وفاعلة تتجاوز ما تمليه ضروريات التفاعل الاجتماعي، سواء كنّا من الصحفيّين أو الكتّاب أو ممّن يمارسون حقّهم المقدّس في التعبير والمشاركة.
أيضًا ـ بل هو الأساس ـ لا يجوز ـ إذا اعتبرنا أنفسنا نخبًا ـ أن نلوذ إلى علاقة «إخوان الصفا وعبد الرحمن بن خَلدون» أو أن نفرّ إلى ما يجدّ في أقاصي المكسيك من نضال الشعوب المسحوقة، وإن كان هذا الموضوع وذاك يطالبنا بواجب التفكير والسؤال وحقّ الطرح وضرورة التفعيل، من باب المسؤوليّة أمام الذّات وهذه الشعوب التي لا تفقه من أمرنا ولا تعلم ما نكتب.
أيضًا ـ بل هو الأصل ـ وجب أن نسأل أنفسنا وبعضنا عن حدود «الشجاعة» وقدرة الواحد وطاقة المجموعة على ولوج «مجاهل الممنوع» سواء الكائن في دواخلنا أو الذي يذّكرنا بوجوده ألف بيان وبيان، لنسأل ذواتنا عن الفوارق بين الحواجز التي جعلنا لأنفسنا، بحكم الخوف «الموضوعي» أو بفعل المصالح الآنيّة منها أو طويلة الأمد من ناحية وبين ما هو ماثل أمامنا من واقع مادّي، نمثّل جزءا منه، إن لم نكن نتمثّله أو طرفًا في استدامته عن إرادة ووعي أو جهل أو هو «الغباء المتذاكي» [مع الاعتذار عن استعمال هذا التوصيف]…
تجاوزًا للعموميّات واستفاضة عن هذه الديباجة، لا أجد بدّا من القول أنّ من واجبنا أن نناقش ونتحاور بخصوص الواقع العربي الراهن، ليس على هذا القطر أو ذاك، بل في وضع للمعادلة في بعدها «المشهدي» الشامل، دون تغييب للخصوصيّات أو التفاصيل التي لا يجوز من باب الأمانة أن نغفلها…
وجب أن نعترف دون خجل ودون خوف ـ من ذواتنا أساسًا ـ أنّ الواقع يحمّلنا أكثر من قدرتنا أو هي رغبتنا «الباطنة» في قبوله، حين نجد أنفسنا في تنازع أو هو انفصام بين «التنظير الذي لا يزال يعبق ببقايا الأيديولوجيات المختلفة» وبين ملاحقة الواقع الذي لا نبحث عن التظاهر بفهمه وتفسيره أكثر من القدرة على تغييره أو الفعل فيه…
هل نملك القدرة على القول ومناقشة مرور الدولة القطريّة العربيّة، من اقتصاد الدولة المسيطرة من خلال برجوازيتها الحاكمة إلى اقتصاد «المافيا» وما يملي ذلك من تنفّذ بعض العائلات وبعض الدوائر وبعض مراكز القوى في قطيعة «سرياليّة/عبثيّة» ما يسوقه الخطاب الرسمي من حريّة المبادرة وليبراليّة اقتصاديّة وما تبشّر به العولمة الفاسقة من «رقيّ للجميع»، بدأنا نرى ثماره عبر تزايد عدد المتسوّلين والمهمّشين وكما تقول أمّي مستغفرة: «من يسيرون في الشوارع يكلّمون أنفسهم»؟؟؟
هل نملك القدرة أو الجرأة أو الشجاعة [ولك ولغيرك أن يعمد إلى ألفاظ مشابهة في المعنى] لطرح قضايا «الحريّة» في علاقة مع الواقع المعيش، ليس فقط في علاقة مع الواقع السياسي العام، بل أساسًا ما ورثنا وما نعمل على توريثه لأجيالنا القادمة من «فضيلة الانبطاح» و«مزايا التذلّل» و«فوائد المراهنة على الأقوى» في قطيعة أو التلاقي مع تلك «الطهرانيّة» التي تبحث من خلال الإفناء والنقض والمحق والسحق، خلق إنسان جديد لم يلوثه «عهر السياسة» أو هكذا يعمهون!!!!
المشكلة ـ يا سي برهان بسيّس ـ لا تكمن في مستوى هذا الجيل بكلّ أطيافه وما يحمل من تناقضات خطيرة وتباينات طبيعيّة. المشكلة، بل هي المصيبة والطامّة العامّة، تأتي [أو بالأحرى بدأت تتمظهر] من خلال الجيل الصاعد، الذي لا يعتبرني ولا يعتبرك أسوة، بل يرى ذاته في تراوح بين «ستار أكاديمي» وأسامة بن لادن والسيّد حسن نصر الله، مع ما قد تراه من تلاق وأعتبره من قطيعة…
المصيبة أنّ الجيل القادم، على مستوى البلاد العربيّة، صار رافضًا أو عاجزًا عن استبطان منطق الدولة أو هي السلطة أو هو النظام، ممّا يبشر [أو بالأحر ينذر] بميلاد جيل من «الإرهابيين»، يكون الظواهري وأتباعه مقارنة بهم من صنف «لايت»… تجاوزًا للتعميم ونزولا إلى الواقع [أو هو بالأحرى واقعي الشخصي] لا أعتبر أنّ إبني مثلا قد يجد مثاله الأعلى داخل البلاد التونسيّة، ولا تكمن المصيبة في هذا الخيار، بل في عدم قدرة أيّ كان على الرجوع بهذا الجيل عن قناعاته، سواء عن طريق الإغراء أو «المجادلة»… الاختلاف بيننا وبينه، هو أنّنا ننطلق من القراءة والذاكرة والتنظير إلى الواقع، وهم يرتكزون إلى الواقع حصرًا يبحثون له عن تفسير مقنع…
إبني مثلا لم يفهم إلى حدّ الساعة بأيّ حقّ استطاع سيادة النائب الأوّل لمجلس النوّاب السيّد محمّد عفيف شيبوب أن يرسل زبانيته يوم 21 جويلية 2003 ليقتلعوننا من منزلنا ويرموا بنا في الشوارع كمثل ما يفعل الصهاينة، لتفهم عائلتي يومها معنى أن تكون لاجئة وتبحث عن غرفة لا تزيد عن أربعة أمتار مربّعة، تفترش «الكرتون»…
هل تملك القدرة، يا سيّد برهان بسيّس أن تنزل ضيفًا علينا في البيت، وتفسّر لأبني الذي صرخ حينها وطلب منّي أن أقصد الرئيس زين العابدين بن علي ليردّ لنا حقّنا ويعاقب الجناة، وقد عملت بنصيحته وقصدت القصر الرئاسي، وتقدمت يوم 24 جويلية 2007 بشكوى، لا أزال أنتظر ردّها إلى اليوم.
إبني، يا سي برهان، لا يميّز بين شخص الرئيس ومؤسّسة الرئاسة، وهو يعتبر أنّ مجرّد الاتصال والاستنجاد بالقانون، كما جاء في مجلّة الطفل ـ الصادرة عن مجلس النوّاب الموقّر ـ يمكّنه من حقوقه، حين لم يطلب ولا نطلب غيرها… إبني لا يفهم ازدواجيّة المشهد حين يساهم سيادة النائب الأوّل لمجلس النوّاب السيّد محمّد عفيف شيبوب في التأسيس لهذا القانون من ناحية ويعطي الأمر لرمي عائلة في الشارع والاستيلاء على ممتلكاتها…
لم أفهم ولا أزال في حالة جهل مدقع، كيف تحوّل السيّد عبد الرزّاق الدريدي من موظّف سام في هذه الدولة وهذا النظام وهذه السلطة، وقد كان ملحقًا اجتماعيّا بالقنصليّة التونسيّة بمدينة بالارمو الصقليّة، إلى مجرّد صبيّ إجرام يطبق تعاليم «مأبون صقليّ» وتابعه «المهوس الجنسي»… كيف قام السيّد عبد الرزّاق الدريدي بالاستيلاء على مصوغ زوجتي وتصرّف على طريقة «علي بابا والأربعين حرامي» بتوزيع مصوغ زوجتي على «أزلامه» ومن شاركه عمليّة الانتزاع، بعد أن دقّ المسامير بيده [وهو الموظّف السامي في ديوان التونسيين بالخارج حينها]….
من حقّك ومن حقّ جميع القراء الأفاضل التشكيك في كلّ ما أكتب وما أقدّم من معلومات، لكنّ ما يدفع إلى التساؤل هو صمت سيادة النائب الأوّل لمجلس النوّاب السيّد محمّد عفيف شيبوب، وكيف أنه يختفي وراء الدولة ويتخفّى وراء منصبه وحصانته، عوض المبادرة للدفاع عن هذه الدولة وهذه البلاد… أسألك يا برهان، وأرجو أن تملك شجاعة الكتابة وجرأة القول، حين تأتي الموت واحدة وإن تعدّدت الأسباب، هل أنّ من يختفي وراء الدولة ويتخفّى وراء الحصانة، سيملك الجرأة والشجاعة والإقدام للنزول إلى المتاريس والاستشهاد من أجل الوطن، لو جدّ في هذه البلاد ـ لا قدّر الله طبعًا ـ ما جدّ في العراق…
أقسم ثلاثًا بدعوتك لشرب فنجان من القهوة [من صنف العشر دنانير] لو شرب سيادة النائب الأوّل لمجلس النوّاب السيّد محمّد عفيف شيبوب حليب السباع وقرّر رفع قضيّة ثلب إلى العدالة، دفاعًا عن شرفه. أتعهد بدعوتك إلى أرفع مطعم في هذه البلاد، لو قام السيّد فؤاد المبزّع رئيس مجلس النوّاب، سليل العائلة الأندلسيّة العريقة ورجل المحاماة بتكليف لجنة تحقيق أو حتّى رفع قضيّة ثلب إلى العدالة، دفاعًا عن كرامة واعتبار مجلس هو مؤتمن عليه…
هل تريد الضحك، يا برهان، وإن كنت لا أضمن النتائج، حين يأتي الواقع أغرب من الخيال، وأعتبر أنّ من الضحك ما قد يؤدّي إلى عواقب وخيمة، حين أعلمك أنّ «زميم» اللصوص عبد الرزّاق الدريدي صار الآن رئيس تحرير أسبوعيّة «العقد» الصادرة عن فرع «الإتّحاد التونسي للتضامن» لمدينة تونس، الذي يرأسه سيادة النائب الأوّل لمجلس النوّاب السيّد محمّد عفيف شيبوب… ومن الطبيعي أن ينظّر سيادة رئيس التحرير للأخلاق الحميدة والنضال الصحفي والوطنيّة وغيرها ممّا دخل في هذا العصر بورصة الممارسة الصحفيّة….
يا أستاذ برهان بسيّس، قد لا تكون تتناول فنجان القهوة بتلك الدنانير العشر، لكنّك لم تجد يومًا نفسك لاجئا… أعلم عجزك «البنيوي» على تلبّس هذه الوضعيّة، ومن ثمّة أعفيك من الردّ شفقة بك ورأفة بحالك وبرّا بعائلتك وعيالك، حين يستحيل عليك الجمع بين ما أنت جامع بينه بحكم كتاباتك….
فقط، أنا عند وعدي، لو رفع سيادة النائب الأوّل لمجلس النوّاب السيّد محمّد عفيف شيبوب قضيّة أو طلب السيّد فؤاد المبزّع برفع القضيّة إلى العدالة…. قد تمنّي نفسك بفنجان قهوة راق، أو بأطباق تزكي روائحها الأنوف، لكنّني أشكّ في ذلك…
ختامًا، رمضان كريم لك ولكلّ عائلتك، ولكلّ القراء وعوائلهم وأخصّ بالذكر «عائلة تونسنيوز» التي لولاها لمتنا غمّا….
رسالة الى السيد محمد الذوادي المدير الجهوي للتربية و التكوين بأريانة و من خلاله الى رؤسائه
الديمقراطية النقابية
منجي بوعزيزي – نقابي بقطاع التعليم الثانوي
تستمد المنظمات المدنية، والنقابية خاصة، قوتها بشكل عام من قدرة تمثيلها لمنخرطيها وتمثيل المنخرطين بشكل سليم تطرح مسألة الممارسة الديمقراطية داخل هذه المنظمات.
المشهد الحالي بالاتحاد العام التونسي للشغل يتسم بجملة من الإجراءات يتخذها المكتب التنفيذي الوطني أومن يمثله بالجهات بحق عديد من المنخرطين النقابيين. هذه الإجراءات دفعت العديد من النقابيين طرح مسألة الممارسة النقابية الديمقراطية داخل الاتحاد العام التونسي للشغل.إذًا، إذَا ما أراد » المحتجون » عن ممارسات القيادة النقابية الحالية أن تثمر جهودهم فعليهم عدم الإكتفاء بالتشهير بهذه الممارسات. إن التشهير سيكون ذو جدوى في حالة السعي الجدي من قبل هؤلاء « المحتجين » رسم أفق واضح لنشاطهم النقابي. إن رسم الأفق الواضح سيساعد على تسريع عملية الفرز بين » المحتجين »من أجل تحسين شروط تواجدهم داخل الهياكل النقابية وتمكينهم من حصة أكبر من « الغنائم » وبين الذين يطرحون مسألة الممارسة النقابية الديمقراطية من منطلق مبدئي.
فالممارسة النقابية الديمقراطية تعتبر آلية ومهمّة نقابية .
فهي آلية ستمكن هؤلاء » المحتجين » من فتح حوار على أوسع نطاق ممكن فيما بينهم لتدارس الوضع النقابي وآفاقه. على أن يتوج هذا الحوار بمقاربة أو مقاربات تقدم معالجة دقيقة للوضع النقابي تمكنهم من توحيد جهودهم في مواجهة أشكال المحاصصة « السياسية » والممارسات العشائرية وأساليب الابتزاز المعتمدة في حقل العمل النقابي. فبفضل هذا النمط من الممارسات تحولت ع الهياكل النقابية إلى جهاز إداري يعيق كل نشاط نقابي.
وهي مهمة من حيث أنها ستقدم للمنخرطين شكلا جديدا للممارسة النقابية يقطع مع أشكال اكتسبت بفعل الزمن أنها الممارسة الطبيعية والسليمة.
إنه دون رسم آفاق لعمل « المحتجين » ستخرج القيادة الحالية منتصرة كعادتها منوهة بمدى التفاف القواعد النقابية حولها وذلك بفعل الإنجازات العظيمة التي حققتها بفضل حنكتها في مواجهة الذين يريدون أن ينغصوا عليها التلذذ باستبلاه المنخرطين.
(المصدر: الفضاء النقابي الديمقراطي « ضد التجريد » عدد 11 – 7 سبتمبر 2007 السنة الأولى)
الأمين العام يقاوم الفوضى
منجي بوعزيزي – نقابي بقطاع التعليم الثانوي
في ندوة انتظمت بنزل أميلكار أيام 31 أوت و1و2 سبتمبر2007 ذكر السيد عبد السلام جراد الأمين العام لاتحاد الشغل أثناء مداخلة له ما يلي :
» الإتحاد لكل أبنائه وسيبقى الفضاء الرحب لحرية الرأي والتعبير وتكريس الديمقراطية والاختلاف «
ونص هذه المداخلة نقلتها جريدة الشعب المؤرخة 8/9/2007
لكن المتصفح لهذه الصحيفة المفترضة أن تكون لجميع أبناء الإتحاد لا يجد بها رأي من قال عنهم الأمين العام في نفس هذه المداخلة ما يلي : » مقاومة الفوضى ومحاولات الإرباك مع الرفض القطعي أن تصبح ساحة محمد علي فضاء لتهرئة المنظمة الشغيلة والتحريض على الفوضى ومحاولة المس من قوانينها. »
إن كانت جريدة الشعب، لسان الاتحاد، ناطقة فقط باسم الأمين العام ومواليه وينعت فيها من لا يوافقونه الرأي بالفوضويين الذين وجب مقاومتهم وتغلق في وجوههم الاتحادات الجهوية ويقع تجميدهم دون الرجوع والاحتكام لقوانين المنظمة الشغيلة وهو ما وقع لأعضاء النقابة الجهوية للتعليم الثانوي ببنزرت.
إن ابتزاز المنخرطين وإخضاعهم عبر « خدمات » من نوع منحة أو نقلة أو تدخل لدى الوزير فلان هي أحدث الأساليب الديمقراطية المتبعة في ممارسات الإتحاد. وتستمد القيادة النقابية نفوذها المتعاظم بهذه الطرق. فقد وقع تهميش دور جميع الهياكل النقابية. فهذه الهياكل لا تمثل المنخرطين بل تمثل قيادة الإتحاد لدى المنخرطين ومكلفة بمهمة إقناعهم بأن القيادة حققت لهم إنجازات كبرى ولولا التضحيات الجسيمة لانقطع عنهم الأكسجين. إن الاتحاد الحالي يقوم بعملية التمويه النقابي وأساليب عمله لا تمت بصلة للنشاط النقابي.
يقول الأمين العام : » التفرغات يجب أن تكون لخدمة الإتحاد والقيام بالنشاط النقابي على أحسن وجه «
فبكل ديمقراطية, اكتشف الأمين العام ودون الرجوع للمنخرطين أو أيّ هيكل نقابي ليقرّر من يتمتّع بالتفرغ ومن لا يتمتع به وإليه ترجع معرفة من يقوم بخدمة الاتحاد ومن لا يقوم بذلك …إنها الديمقراطية الحديثة؟
وحداثتها تكمن في توظيف « الإنجازات » لمعاقبة المخالفين وإرضاء الموالين ومغازلة المترددين.
إن النشاط النقابي الحالي لا تحكمه قوانين واضحة تحتكم إليها الهياكل النقابية بل تتحكم به مجموعات ليس لديها أي همّ نقابي وتستمد نفوذها بأساليب وطرق معادية لأدنى مبادئ العمل النقابي.
إن مواجهة هذه الأساليب مهمة على غاية من التعقيد وتتطلب توحيد جهود »المحتجين » لتحديد سبل وآليات المواجهة لأن مستوى التخريب النقابي بلغ حدودا قصوى.
(المصدر : الفضاء النقابي الديمقراطي « ضد التجريد » عدد 21 – 8 سبتمبر 2007 السنة الأولى)
إلى قراء جريدة « القدس العربي »
أخيرا نشرت لي صحيفة القدس العربي مقالا بتاريخ: 8سبتمبر2007 يرد على السيد أبو يعرب المرزوقي. لكنني اكتشفت، حين فتحت موقع الصحيفة الألكتروني، أنه:
* وقع حذف كل الجزء الأول وهو التالي:
« أول ما ينبغي التلميح له أو التذكير به هو أن جريدة « القدس العربي » ليست منبرا فكريا أو إعلاميا ينشر لكل الناس كل أفكارهم وآرائهم بل هي منبر خاص يختار أصحابُه المشرفون عليه ما ينشرونه من بين ما يصلهم من مقالات في الفكر والسياسة. وليس لي من برهان أصلح من شهادتي الخاصة فهي، أعني جريدة » القدس العربي »، لم تنشر أيا من المقالات الثلاثة التي أرسلتها لها لغاية النشر وهي المقالات المعنونة:
– الخمار بين الفهم الأصولي والمعاني الأصلية.
– يا مثقفي العالم أجيبوني.
– الجامعة التونسية إلى أين؟
وإن كان المقال الثالث يمثل ردّا على مقال السيد أبو يعرب المرزوقي، الذي نُشر كاملا بصحيفة « تونس نيوز » الألكترونية ونُشر منقَّحا في جريدة « القدس العربي »، فإن هذه الأخيرة أصرّت على عدم نشره تماشيا مع هوى السيد أبو يعرب لما بين الطرفين من وحدة الرؤى والمصالح؟! »
* حذفت كذلك المزدوجات التي تميز المقتطفات من كلام أبو يعرب المرزوقي عن كلامي.
* أما الأكثر غرابة فهو تغيير عنوان مقالي : فحيث عنوان مقالي هو » يُدعَوْن إلى تحالف مع الشيطان الأكبر ويَسكتون؟! » قامت هيئة تحرير » القدس العربي » بتغييره بشكل قلبَ رأسا على عقب مقصدَه فصار كالتالي » اليسار بين الشيطان الاكبر وايران » .
كأن هيئة تحرير الجريدة تريد اتهام اليسار بالتحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية في حين أن الموضوع يدور حول التحالف الذي يطلبه أبو يعرب المرزوقي من الحركات الأصولية الإسلامية مع الولايات المتحدة.
إنني بهذا التوضيح أنبه قراء الجريدة لما قد يكون أسلوبا متكررا لدى هيأة التحرير وهو ما يتناقض مع أمانة العمل الصحفي .
زهير الشرفي 11سبتمبر2007
لا خوف على المشروع من الحرية وإعمال العقل
مرسل الكسيبي (*)
كثيرا ماكتب قادة المشروع الاسلامي الوسطي والانساني المعتدل عن عظمة الحرية كقيمة عقدية ودينية رفع الله سبحانه بها شأن الاستخلاف البشري وأعلى بها الانسان مقاما عبر مااستودعه فيه من مواهب وقدرات أنيطت انطلاقا واضافة وابداعا مكانيا أو زمانيا بما يحاط بها من حقول حريات .
وبالنظر الى مايعتري ساحة المشروع الاسلامي المعاصر والقديم فان قضايا الحرية على اعتبار أنها مناط التكليف والابداع , تبقى قضايا نظرية جميلة ورائعة كثيرا مااستثارت الأقلام والكتاب والشعراء والفلاسفة والمفكرين وعظماء الفقهاء والمجتهدين من أجل تحبير الصحائف وتشنيف الاذان وشد البصائر الى عظمة مشروع ديني وحضاري وانساني لانشك لحظة في أنه أخرج المنطقة العربية من دائرة التصحر الجغرافي الى دائرة الفعل الحضاري وتصدر الخارطة العالمية.
وبين جمالية لفظ الحرية ومايحمله من دلالات اسلامية عميقة انطلقت اشعاعا عبر تحرير الانسان من عبادة الأوثان وتقديس الخلق واعلاء منطق الأعراف والتقاليد السائدة على روح الاضافة النابعة من الاعتراف بما أودعه الله في خلقه من أداة معرفية فريدة ومتطورة هي العقل …
بين هذه الجمالية النظرية والقيمية يبقى واقع المسلمين اليوم مرهونا من حيث شروط النهوض بتحرير هذه الأداة من سلطان الرقابة الذاتية والبشرية , السياسية والأمنية , ومن ثمة اعادة الاعتبار للعقل كأداة للفرز والنقد والبناء والتطور .
المشروع الاسلامي المعاصر وهو مايهمنا في جوهر هذا المبحث لازال يعاني معاناة حقيقية من ظاهرة توكيل الاخرين بالنيابة عنا في قضايا النقد والمراجعة والتجديد الفكري والسياسي , حيث يعتبر جمهور الحركة الاسلامية الوسطية المعاصرة جمهورا تابعا في قضايا رسم مصائر الأمة ومساحاتها الجغرافية المتوزعة على أكثر من قطر ومصر …
واذا كان ثقل هذه القضايا وتشعبها يحتمل بشكل أو باخر وجود نخبة متفوقة تبحث في اسباب التعثر والتراجع والتخلف ومن ثمة الاجتهاد في ابداع حلول فكرية وسياسية من شأنها فتح بوابة عادلة ومتوازنة لبلداننا على مايشهده العالم من تطورات وتحديثات وثورات معرفية وتقنية وتنظيمية وادارية …, فان قضايا الأقطار الداخلية وماتعلق بها من توابع الشأن العام تبقى في نظرنا مسائل لايمكن تسليم مفاتيحها الى أقليات محدودة تتحكم بمصائرنا فشلا وتعثرا وتجارب مخبرية …
ولانتحدث في هذا الموضع عن التقاليد الرسمية في الادارة وتنظيم الشأن السياسي الحكومي , بل اننا نهدف الى اماطة اللثام عن ظواهر الاستقالة الفكرية والعقلية داخل الجسم المعارض وعلى رأسه الحركات ذات المرجعية الاسلامية .
الحركة الاسلامية المعاصرة والتي شربت من معين المزاوجة بين علوم الشرع ومقاصد الدين ومتطلبات الحداثة , تقف اليوم أمام حالة ضيق نخبوي نتاج حالة تنظيمية خاطئة ورثتها عن حركات أخرى سابقة ,أو اقتبستها عن تنظيمات شيوعية شمولية لم تعرف على عصر الاتحاد السوفييتي معنى الديمقراطية الفكرية أو السياسية أو اعمال العقل , اذ أنها كانت تكل مسائل التفكير والتقييم والتقدير والتنظير الى زعيم الحزب الشيوعي أو اعضاء اللجنة المركزية للحزب .
هذه الظاهرة نجدها اليوم داخل الحركة الاسلامية العربية المعاصرة , حيث يتحول مكتب الارشاد أو الزعيم الروحي أو الرئيس أو الشيخ الى مصدر تفكير وتسيير وتوجيه , في حين تسود حالة العطالة الفكرية والسياسية بقية الجسم وهو مايجعل مصيره في كثير من الأحيان مرهونا الى المنهج التجريبي كبديل عن المنهج النسبي والعلمي المسنود بحالة استشارة فكرية وسياسية واسعة تستند الى العقل الواعي في تقييم الظواهر الانسانية بعيدا عن مغامرات وأمزجة قلة من الزعماء أو الموجهين .
وجود حركة اسلامية معاصرة ووسطية وحداثية وذات منزع انساني منفتح ,مرهون اليوم بتواضع قادة التيار واعترافهم بأن زمن احتكار المعلومة والقيادة والأدوار المركزية قد ولى وانتهى , وأن زمن الاشتراك في المعارف وتقاسم الأدوار وامتلاك زمام العلوم والخبرات على نطاق خارطة بشرية واسعة قد أصبح حقيقة لا مناص منها أو هروب , وهو مايعني أن المفهوم القيادي التقليدي الكاريزمائي قد بات مكلفا وثقيلا في زمن النهضة العالمية القائمة على تشعب وتعدد المؤسسات .
ان التأمل في أنماط الادارة السياسية والتنظيمية الحديثة للشعوب والدول والأحزاب والهيئات في الدول المتقدمة يجعلنا أمام مراجعات علمية وبشرية ضخمة تنسف النظريات المركزية والمحورية في التسيير والقيادة , وهو مايدعو قطعا قادة هذه الحركات الى تعميق خلق التواضع كخصلة اسلامية وانسانية تقربهم الى الله تعالى والى الناس , كما يدعو اعضاء ومناضلي هذه الأحزاب والتيارات الى الخروج من دائرة الخجل والحياء أمام صنمية دينية وتنظيمية وسياسية ماأنزل الله بها من سلطان .
الفشل والتراجع الذي أصاب بعض الحركات المحسوبة على التيار الوسطي في بعض بلاد المنطقة العربية , قد يكون ظاهريا وجزئيا نتاج حالة التراجع العام في الفضاء السياسي كما نتاج حالة تراجع فكري وعلمي عاشتها الأمة عموما منذ قرون لاعشريات , غير أن هذا التراجع يبقى في حقيقته مركب الأبعاد , ولعل من أبرزها افتقاد أبناء المشروع الى الجرأة الكافية على المحاسبة والتقويم والتجديد في الأفكار والأساليب والمعارف والتوجهات على ضوء مايحدث للمشروع والناس من أقضية وتطورات وحاجات .
الحرية التي انطلقنا في مبحثنا هذا من الحديث عنها , لاينبغي أن تكون قيمة جمالية نظرية يستحضرها المفكرون والقادة والزعماء والمشائخ على الشفاه وماتحبره الأقلام , بل انها اعتراف ضمني بحق الاخرين في قول كلمة لا , ثم المحاسبة والمراجعة وسحب التفويض التنظيمي والسياسي عند ايصال التجربة الى حالة من حالات الفشل الذريع نتاج القصور والغرور واخضاع المجموعات البشرية الكبرى والأوطان والمقدسات الى منطق التجريب والطموح المتعالي عن سنن الله تعالى في التغيير .
انها دعوة صادقة من خلال التأمل في تجربة الغرب من داخله وفوق ترابه الى الكف عن تفسير الظواهر السياسية بنظرية البعد الواحد أو البحث عن مرتكزات نظرية المؤامرة من منطلق يتنافى حقيقة مع المفهوم الايماني والقراني , وهو مايمكن مراجعته بالوقوف على ماقاله المفسرون والعلماء الأجلاء انطلاقا من اي القران الكريم في بيانهم لأسباب الهزيمة التي عرفها المسلمون في غزوة أحد , ولعل التأمل بعمق في أواخر سورة ال عمران يجعلنا ننسجم مع معارف العصر ومحصلات التجربة البشرية التحديثية كما يجعلنا نتوافق منهجا وجذورا مع أساسيات ومنطلقات التفكير الاسلامي كبديل عن تفسيرات المشائخ والزعامات التي تحدثنا عن الايمان والقران في مواضع وتتناساه قصدا أو سهوا في مواضع أخرى لاتخدم مواطن وأهداف أدوارها وطموحاتها السياسية.
(*) رئيس تحرير صحيفة « الوسط التونسية »
(المصدر: صحيفة « الوسط التونسية » (اليكترونية – ألمانيا) بتاريخ 10 سبتمبر 2007)
في سياق الإصلاحات المزمع إدخالها على الوضع المالي: تونس تتهيّأ للتحرير الكامل للدينار…
استعدادات لمفاوضات ثنائية مع الجزائر وموريتانيا لإرساء منطقة تبادل حـرّ
عالم الاجتماع التونسي الدكتور محمود الذوادي
مفهوم «التخلّف الآخر» يعني ذلك التخلّف المسكوت عنه عند المختصين والمجهول عند عامة الناس
تطوير الحوار العربي الأوروبي في الفضاء المتوسطي: من قضايا الارهاب إلى الإصلاح السياسي
اختلاف في التقييمات واتفاق حول أهمية الحوار
فرنسا «تهجم» بقوة لاستعادة مواقعها في التربة الثقافية التونسية
دراسة مساهمة تونس في ثورة التحرير الجزائرية (1954 – 1958) (1 من 3)
– يتبـع –
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الهــوامش 1 – أنظر: – السّاحلي (حمّادي): نشاط الوطنيّين التونسيين في المهجر أثناء الحرب العالمية الأولى. المجلة التاريخية المغربية، عدد 33-34، جوان 1984، ص 182-192. – مالكي (د. امحمد): الحركات الوطنية والإستعمار في المغرب العربي. بيروت، مركز دراسات الوحدة العربية، 1993، ص 238-239. – الجابري (محمد عابد): فكرة المغرب العربي أثناء الكفاح من أجل الإستقلال. وحدة المغرب العربي، بيروت، مركز دراسات الوحدة العربية، 1987، ص 17-23. – الجنحاني (الحبيب): محمّد باش حامبة. تونس، الدّار التونسية للنشر، 1968. – هاينه (بيتر): صالح الشريف التونسي قومي من شمال إفريقيا في برلين أثناء الحرب العالمية الأولى في « حوليات الجامعة التونسية »، عدد 24، 1985، ص 101-110. – « La Nation Arabe », n’10-11, nov.-déc. 1931. La tombe de Mohamed Bach Hamba, par Al Mo’tamed Ibn Abbad (Emir Chakib Arslan). – Abdelhac (Chadly Khalladi): Au temps de la colonisation des hommes et leurs comportements. Tunis, MTE, 1989, pp. 47 à 50. 2- باش حامبة (محمّد): الشعب الجزائري التونسي وفرنسا. أعدّ النشرة الثانية وقدّم لها د. محمود عبد المولى. قرطاج، بيت الحكمة، 1991، ص. XXI-VII 3 – أنظر: عمايرية (الحفناوي): صالح الشريف (1869-1920) نضاله ومواقفه أثناء الحرب العالمية الأولى في « روافد »، عدد 4، 1998، ص. 226 إلى 251. 4 – صالح الشريف وقرينه إسماعيل الصفائحي: القطر التونسي-الجزائري، المرجع السابق، ص 250. 5 – الساحلي (حمادي): نشاط…، مرجع سابق، ص. 188-189 6- نشير بالخصوص إلى دور الشيخ عبد العزيز الثعالبي وأحمد توفيق المدني وحسن القلاتي وحسن النوري وعبد الرحمان اليعلاوي… في الحركة الوطنية التونسية. أنظر: – مناصرية (يوسف): الحزب الحرّ الدّستوري التونسي 1919-1934 بيروت، دار الغرب الإسلامي، 1988، ص. 245. – Marty (G.): Les Algériens à Tunis In IBLA, n’ 43-44, 3ème et 4ème trimestres 1948, pp. 301 à 334. 7 – أنظر: – زوزو (عبد الحميد): الهجرة ودورها في الحركة الوطنية الجزائرية بين الحربين (1919-1939). الجزائر، المؤسّسة الوطنيّة للكتاب، 1985، ص. 149 إلى 153 – Ageron (Charles-Robert): L’Association des Etudiants Musulmans Nord Africains en France durant l’entre deux guerres. Contribution à l’étude des nationalismes maghrébins In Revue Française d’Histoire d’Outre Mer, T.L.X.X. (1983), n’ 258-259. 8 – بن يوسف (عادل): النخبة العصرية التونسية. طلبة الجامعات الفرنسية: 1880-1956 سوسة، كلية الآداب والعلوم الانسانية بسوسة / دار الميزان للنشر، 2006، ص 482-486 9 – يجب الإشارة إلى الاتفاق الذي حصل يوم 17 جانفي 1937 بين الهادي نويرة الكاتب العام للشعبة الدستورية الطلابية بباريس قبل عودته نهائيا إلى تونس في مارس 1937 مع زعيم حزب الشعب الجزائـري مصالي الحاج لمناهضة مشروع بلوم-فيولات (Blum-Violette). أنظر: Simon (Jacques) : Le PPA (Le Parti du Peuple Algérien) (1937-1947). Paris, Ed., L’Harmattan, 2005, pp. 50 et 247. 10 – قنانش (محمّد): الحركة الاستقلالية في الجزائر بين الحربين (1919-1939). الجزائر، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، 1982، ص 80-81. 11 – تناولنا بالدّرس هذه الانتفاضة وسلطنا بعض الأضواء على أصدائها بتونس والمدّ التضامني الذي قدّمه الحزب الحر الدستوري الجديد. أنظر دراستنا: قراءة في انتفاضة 8 ماي 1945: الظرف والمكان في « روافد »، عدد 10، 2005، ص 19 إلى 22 12 – أنظر: – Harbi (Mohammed) : Le FLN mirage et réalité. Paris, Ed., Jeune Afrique, 1980, pp. 54-56. – حسب شهادة المناضل المكّي قريسيعة، أوفد الزعيم الحبيب بورقيبة سرّا المقاوم حسن بن عبد العزيز سنة 1951 للاتّصال بالمناضل الجزائري لمين محمّد الدبّاغين من « حركة انتصار الحريات الديمقراطية » MTLD، لجسّ نبض موقف الحركة من إمكانية المشاركة في خطة المقاومة التي هو بصدد إعدادها. فكانت الإجابة سلبية نظرا للأزمة الداخلي التي كانت تعيشها هذه الحركة. – أنظر النص الكامل لرسالة الزعيم الحبيب بورقيبة إلى فرحات عباس (29 جويلية 1946) في: El Machat (Samya) : Tunisie. Les chemins vers l’indépendance (1945-1956). Paris, l’Harmattan, pp. 259 à 263. 13 – انظر بالخصوص : – Archives de Vincennes (Service Historique de l’Armée de Terre): * 2H 153: Dossier n’1: Physionomie de la presse arabe tunisienne/ L’indépendance tunisienne et le soutien apporté au mouvement F.L.N. * 2H 135: Dossier n’1: L’évolution de la situation politique en Tunisie du 1er juin 1955 au 15 août 1956. – Archives du Ministère des Affaires Etrangères (Archives diplomatiques de Nantes): * Sous série: revue de Presse Tunisienne en langue arabe (1924-1964). – Archives Nationales (Tunisiennes): * Série E: sous-série: Affaires militaires. Carton 440-B-/18. Dossier 266: Accueil et secours aux réfugiés algériens. – مذكّرات : × المدني (أحمد توفيق): حياة كفاح. الجزء الثالث. مع ركْب الثورة الجزائرية. الجزائر، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، 1982 – Abbas (Ferhat): Autopsie d?une guerre. L’aurore. Paris, Ed. Gar (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 11 سبتمبر 2007)
إحالة رئيس تحرير مصري للمحاكمة بتهمة نشر شائعات عن صحة مبارك
القاهرة (رويترز) – قالت مصادر قضائية ان النيابة العامة المصرية أحالت يوم الثلاثاء ابراهيم عيسى رئيس تحرير صحيفة الدستور المستقلة لمحاكمة جنائية بتهمة نشر شائعات عن صحة الرئيس حسني مبارك.
وقال مصدر ان التحقيقات التي أجرتها النيابة حول ما نشر في صحيفة الدستور عن صحة مبارك نسبت الى البنك المركزي والهيئة العامة لسوق المال القول ان ما نشر تسبب في اصابة اقتصاد البلاد بأضرار.
ومضى المصدر قائلا ان قرار الاحالة تضمن أن عيسى نشر « بسوء قصد أخبارا وبيانات وشائعات كاذبة أدت الى الحاق الضرر بالمصلحة العامة…تضمنت على غير الحقيقة مرض السيد رئيس الجمهورية رغم علمه بكذب هذه الشائعات وعدم صحة ما نشره ».
وأضاف أن النيابة نسبت الى البنك المركزي المصري قوله ان « الشائعات التي تم نشرها أثرت سلبيا على النواحي الاقتصادية لمصر…(مما أدى الى) سحب استثمارات أجنبية من البلاد بلغت قيمتها 350 مليون دولار خلال يومين من نشر تلك الشائعات. »
وحققت نيابة أمن الدولة العليا مع عيسى لمدة سبع ساعات في الخامس من سبتمبر أيلول الحالي ووجهت له تهمتين عقوبتهما الحبس وهما « اذاعة شائعات كاذبة من شأنها تكدير الامن العام والقاء الرعب بين الناس والحاق الضرر بالمصلحة العامة » و »النشر بسوء قصد عن أخبار كاذبة وشائعات كاذبة من شأنها تكدير السلم العام واثارة الفزع. »
وكانت الصحيفة نشرت تقريرا يتساءل كاتبه عن السبب في أن المصريين « لا يصدقون أن مبارك حي يرزق. »
وكتب عيسى في الصحيفة يوم 30 أغسطس اب يقول ان مبارك مصاب بقصور في الدورة الدموية « مما يقلل من نسبة وكمية وصول الدم الى أوعية المخ في لحظات تسفر عن اغماءات طبيعية تستغرق بين ثوان ودقائق. »
وأضاف أن شائعة انتشرت عن رؤية مبارك في الفترة الاخيرة « وهو يترنح أو يهتز ذات مرة أثناء قيامه بزيارة لمؤسسة رسمية. »
وبدأت الشائعات عن وفاة مبارك (79 عاما) في الانتشار في يونيو حزيران لكنها تكثفت وتسارعت في أواخر أغسطس اب وأوائل سبتمبر أيلول وغطتها صحف مستقلة وحزبية ومحطات تلفزيون وسط تكهنات عن صحة الرئيس المصري ومستقبل المنصب الذي يشغله منذ أكثر من ربع قرن.
وقال المصدر ان النيابة العامة نسبت الى هيئة سوق المال القول انه « تم رصد انخفاض مؤشر البورصة بصورة غير عادية وان هذا الانخفاض يرجع الى ما تردد من أخبار وشائعات حول مرض السيد الرئيس. »
وأضاف أن النيابة نسبت الى هيئة سوق المال القول « تدافع المستثمرون لبيع وتسييل محافظهم الاستثمارية تجنيبا لتحقيق وتحمل خسائر أكبر ان صحت تلك الشائعات مما أدى الى زيادة حجم الاوراق المالية المعروضة للبيع وانخفاض أسعار تداولها. »
وقال محللون اقتصاديون ان الشائعات عن صحة مبارك تسببت في انخفاض قيمة الاسهم في البورصة لكن هيئة سوق المال التي تعتبر المراقب المالي للبورصة لم تصدر بيانا عن ذلك.
وستبدأ محاكمة عيسى أمام محكمة للجنح بالقاهرة في أول أكتوبر تشرين الاول.
وزار مبارك محافظة سوهاج في جنوب مصر هذا الاسبوع وسلم عددا من المواطنين عقود ملكية منازل أقيمت في الصحراء المتاخمة لوادي النيل مما دحض شائعات مرضه.
وفي الاسبوع الماضي قابل في مدينة الاسكندرية الساحلية العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني وتوني بلير مبعوث اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الاوسط.
وعقوبة التهمة الاولى الموجهة لعيسى هي الحبس والغرامة. ولا يتجاوز الحبس في قانون العقوبات المصري ثلاث سنوات. وعقوبة التهمة الثانية هي الحبس لمدة لا تزيد على عام.
وعيسى وهو في الاربعينيات من العمر دائم الانتقاد لمبارك وأسرته. وتؤيد صحيفة الدستور معارضي النظام مثل جماعة الاخوان المسلمين والقضاة المطالبين بالاستقلال الكامل عن الحكومة.
وكان مبارك أغشي عليه خلال القائه خطابا في مجلس الشعب في نوفمبر تشرين الثاني عام 2003. وأجريت له جراحة في الظهر في ألمانيا في يونيو حزيران عام 2004 غير أنه قال انه بصحة جيدة.
ويقول صحفيون ان التحقيق مع عيسى ومحاكمته هو بداية حملة على الصحف المستقلة التي توجه انتقادات شديدة للحكومة ولرئيس الدولة وأسرته.
لكن صحفيين مؤيدين للحكومة يقولون ان الصحف المستقلة تناهض الحكم وتكثف النشر عن ادعاءات كاذبة وشائعات مغرضة.
وحكمت محكمة للجنح على عيسى بالحبس لمدة سنة العام الماضي بتهمة اهانة مبارك لكن محكمة استئنافية ألغت هذا العام عقوبة الحبس وقضت بغرامة مالية.
ويحاكم عيسى وثلاثة رؤساء تحرير صحف مستقلة هي صوت الامة والكرامة والفجر أمام محكمة جنح بتهمة اهانة مبارك.
(المصدر: موقع سويس إنفو (سويسرا) بتاريخ 10 سبتمبر 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)
المغرب.. « العدالة » يطالب بكشف أصوات ناخبيه
أحمد حموش
الرباط – استغربت قيادات من حزب « العدالة والتنمية » عدم كشف وزارة الداخلية عن عدد ونسبة الأصوات التي حصل عليها كل حزب في اقتراع الجمعة 7-9-2007، وذلك في بيانها الخاص بالإعلان عن النتائج النهائية مساء الأحد 10-9-2007، وطالبت بنشر هذه المعطيات على العموم.
واعتبر الحزب في تصريح لـ »إسلام أون لاين.نت » أنه حقق المرتبة الأولى في تشريعيات 2007 استنادًا لحجم الأصوات التي حصل عليها، وأعلن عزمه التقدم بعدة طعون في نتائج الانتخابات في بعض الدوائر.
واكتفت وزارة الداخلية أمس بنشر النتائج النهائية للمقاعد النيابية التي حصلت عليها الأحزاب والتي ميّزها عن النتائج المؤقتة التي أعلنت السبت 8-9-2007، إنقاص مقعد من اللائحة النسائية الخاصة بالعدالة والتنمية؛ ليصبح رصيده النهائي 46 مقعدًا، ويبقى في المرتبة الثانية خلف حزب الاستقلال الذي تأكد حصوله على 52 مقعدًا.
كما أعطت النتائج النهائية حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (الائتلاف الحاكم) مقعدين إضافيين؛ ليصبح رصيده 38 مقعدًا، وإن بقي في المرتبة الخامسة.
« الأول » من حيث الأصوات
وقال جامع المعتصم -من القيادات البارزة في « العدالة » ومدير حملته الانتخابية-: إن الحزب « حقق بالتأكيد المرتبة الأولى في الانتخابات من حيث عدد الأصوات التي حصل عليها، وهذا هو المعيار الذي يفترض أن يكون أساسيا في حسم نتيجة الانتخابات ».
ولذلك فإن « الحزب يطالب بالإعلان الرسمي عن إجمالي عدد الأصوات التي حصل عليها كل حزب؛ لأنه سيكشف عدم تناسب عدد المقاعد التي حصل عليها مع حجم أصواته ».
ورأى أن ما يدلل على ذلك هو نتائج التصويت في اللوائح المخصصة للنساء، والتي يقدمها كل حزب للتنافس على 30 مقعدا مخصصة لهن من إجمالي 325.
ويجرى انتخاب 30 نائبة من بين كل هذه اللوائح على مستوى المغرب باعتبارها دائرة واحدة، وذلك وفق نظام التمثيل النسبي العادي، ما يعكس ترجمة أفضل لحجم الأصوات التي يحصل عليها كل حزب خلافا لنظام الانتخابات باللوائح الحزبية الذي يتم بموجبه انتخاب 295 نائبا.
ويجمع المراقبون للشأن المغربي على أن هذا النظام الأخير ذا الحسابات المعقدة يحرم أي حزب مهما بلغ حجم أصواته من الحصول على عدد مقاعد كبير، ويوزع المقاعد في المقابل بين أكبر عدد من الأحزاب.
وتضمنت أوراق التصويت خانتين لكل حزب يصوت عليها الناخب، واحدة للائحة المحلية الحزبية، وثانية بجانبها خاصة باللائحة النسائية.
ويلفت المعتصم إلى أنه « من غير المعقول أن يحصل حزبنا على المرتبة الأولى في عدد الأصوات على اللائحة النسائية، ونفوز بـ7 مقاعد ونحن واثقون من ذلك (نقصت مقعدا واحدا لدى إعلان النتائج النهاية)، لكن في اللائحة العادية نحصل على المرتبة الثانية بعد حزب الاستقلال ».
وكشفت النتائج النهائية عن أن العدالة والتنمية لم يحصل إلا على 6 مقاعد في اللائحة النسائية مثل حزب الاستقلال، مقابل صوتين تمت إضافتهما لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، غير أنه بقي محتلا مع ذلك المرتبة الخامسة برصيد 38 مقعدا.
وشارك العدالة والتنمية في انتخابات 2002 في نحو نصف الدوائر، وحصل على 42 مقعدا احتل بها المرتبة الثالثة. وفي تشريعيات 2007 شارك في كل الدوائر تقريبا. (94 من أصل 95).
ورجح مراقبون في حديث لـ »إسلام أون لاين.نت » ألا تعلن الداخلية نهائيا عن عدد الأصوات ونسبة توزعها على الـ 33 حزبا التي شاركت في الانتخابات، ليتكرر بذلك سيناريو 2002، حيث لم يعرف إلى الآن عدد الأصوات التي حصل عليها كل حزب.
وفي نظر ذات المراقبين، فإن المسئولين يفضلون أن تبقى خريطة ما بعد الاقتراع ثابتة دون مشاكل، إذ من غير المستبعد أن تتقدم بعض الأحزاب بطعون انتخابية مستندة على تلك الأرقام، وفي مقدمتها العدالة والتنمية الذي رجحه جميع المتتبعين لاحتلال المرتبة الأولى في الاقتراع.
طعون منتظرة
ورأى المعتصم أنه بجانب تفشي ظاهرة شراء أصوات الناخبين التي « أضرت » بالحزب، فقد وقعت عدة خروقات وأخطاء أثناء الاقتراع.
ووضح ذلك بقوله: « وقفنا كحزب مثلا على عدم احتساب حوالي 5000 صوت بدائرة واحدة فقط في مدينة مراكش، وطلبنا تصحيح العملية الحسابية. وأؤكد أن العدالة والتنمية ما يزال يراجع تقارير أعضائه من المراقبين لكي يحسم نهائيا ما جرى يوم السابع من هذا الشهر ».
وكشف القيادي الإسلامي عن أن رجال السلطة في بعض المدن يرفضون مد الحزب بمحاضر لوائح التصويت، وهو ما يعد خرقا قانونيا واضحا.
وذكر مصدر من داخل الحزب لـ »إسلام أون لاين. نت » أن اجتماعا لقيادات الحزب امتد حتى ساعة متأخرة من ليل الأحد/الإثنين قرر التقدم بعدة طعون انتخابية للقضاء، إلا أن مراقبين يرجحون ألا يتم الحسم فيها قريبا.
الداخلية تنفي
وبالنسبة لوزارة الداخلية، فقد صرح مصدر مسئول فيها لـ »إسلام أون لاين.نت » أن عدم تضمن النتائج النهائية للأرقام الخاصة بنسب التصويت راجع بالدرجة الأولى إلى أنها « تحتاج وقتا طويلا لإجراء عمليات الإحصاء وتجميع المعطيات من مختلف المدن، ومن ثم حساب النسبة الخاصة بكل حزب ».
ونفى من جانب آخر أن تكون هناك رغبة للداخلية في طمس حقائق معينة خاصة بالانتخابات، وفيما إذا كان العدالة المغربي قد حصد أغلب الأصوات.
النتائج النهائية
وقد جاءت النتائج النهائية على الشكل التالي:
عام 2002 عام 2007 الحزب
48 52 الاستقلال
42 46 العدالة والتنمية
45 41 الحركة الشعبية
41 39 التجمع الوطني للأحرار
50 38 الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية
16 27 الاتحاد الدستوري
11 17 حزب التقدم والاشتراكية
12 9 جبهة القوى الديمقراطية
7 9 الحركة الديمقراطية الاجتماعية
وفازت جماعات صغيرة ومرشحون مستقلون بباقي المقاعد.
(المصدر: موقع « إسلام أونلاين نت » (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 10 سبتمبر 2007)