الثلاثاء، 11 أكتوبر 2011

11 ème année, N°4121 du 11.10.2011
archives : www.tunisnews.net


الصحافة:على خلفية بث فيلم ايراني فتح بحث جزائي ضد قناة «نسمة» التلفزية

بناء نيوز:آلاف الطلبة ينظمون مسيرة احتجاجية ضد قناة نسمة

بناء نيوز:الجماهير الرياضة تطالب بمقاطعة نسمة وعدة فرق تقرر منع القناة من بث مقابلاتها

كلمة:تواصل الاحتجاجات المنددة بقناة نسمة تي في

الهيئة الوطنية لإصلاح الإعلام تدين كل أشكال العنف وتدعو إلى حماية الحق في حرية التعبير:بيان

جمعية أهل البيت الثقافية تونس:بيان

الصباح:فيلم «بلاد فارس» حرية تعبير أم زوبعة للتشويش؟ سياسيون من تونس يجمعون على التوقيت المشبوه للعرض وعلى إدانة العنف

كلمة:تواصل ردود الفعل السياسية من بث شريط « بلاد فارس »

حاتم الصولي:ألهذا تحرر الإعلام

مركز تونس لحرية الصحافة:حول غلق قناة التونسية

الصحافة:لفقوا قضية لكوادرأمنية وزجوا بهم في السجن فتح تحقيق ضد زوجة المخلوع وفهمي الطرابلسي والسرياطي وإطارات أمنية

المنظمة التــــــونســيـــة لــمــنـــاهـــضـــة التـــعـــذيــــب:دعـــــــــــوة إلــــــــــــى مــــؤتــــمــــر صـــحــــــــــــــفي

حــرية و إنـصاف:بــــــــــــــــلاغ

الصباح:انتخابات المكتب التنفيذي لنقابة قوات الأمن الداخلي الأسلاك الأمنية تقتسم 29 مقعدا

الصحافة:بعد أكثرمن 3 أسابيع من العودة المدرسية اضطرابات وصعوبات تعطل السير العادي للدروس في 60 مؤسسة تربوية

الصحافة:لقاءات «الصحافة»:العميد عبد الستار موسى رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان لم يعد هناك مجال للمحاصصة السياسية في الرابطة

كلمة:اثر زيارته لواشنطن: قايد السبسي في زيارة مرتقبة إلى ليبيا

رويترز:وزير سابق لبن علي يتطلع لدور في تونس الجديدة

الصباح:ملف الأسبوعي – من الباجي قائد السبسي… الى قائد السبسي الباجي

كريم السليتي:تونس الثورة : بين دكتاتورية الأقلية « الالحادية » و سلبية الأغلبية « المسلمة »

إجتماع عام إنتخابي الأستاذ عبد الفتّاح مورو في بنزرت

حزب العمّال الشيوعي التونسي:بـــلاغ صـحفـي

الطاهر العبيدي: عامر العريض / النهضة ستحقق نتائج جيدة…

د. عبد الاله المالكي:حركــة النهضــة و تحديات الانتخابــات- إلى أحرار تونس –

آيفكس:جماعات حرية التعبير تدعو الحكومة الى التحرك بشكل حاسم فيما يخص الإصلاحات قبل الانتخابات التاريخية

رئيس المجلس الإسلامي الدنماركي لـ « قدس برس »: المذهب المالكي كفيل بحماية أمن تونس دينيا

أماني عنتيت:والي الرشوة و الفساد

يسري الساحلي:رسالة العرفــــــــــان

أنور الغربي:نظرية المؤامرة و سوء النية: جزء من الثقافة البنعلية:من أنتم؟؟؟

أحمد حسين:نماذج ليبرالية


Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


تابعواجديد أخبارتونس نيوزعلى الفايسبوك

الرابط

http://www.facebook.com/pages/Tunisnewsnet/133486966724141


على خلفية بث فيلم ايراني فتح بحث جزائي ضد قناة «نسمة» التلفزية


قررت النيابة العمومية بتونس أمس الاثنين فتح بحث جزائي حول بث قناة «نسمة تي في» التلفزية الفيلم الإيراني «بلاد فارس». صدر هذا القرار وفقا لمصدر قضائي اثر شكايات تلقتها النيابة العمومية من عدد من المحامين والمواطنين بخصوص المسألة. وكانت القناة التلفزية الخاصة بثت الفيلم «وهو في شكل رسوم متحركة» مدبلجا باللهجة العامية التونسية يوم الجمعة المنقضي وناقشته في إطار حصة دامت ساعة ونصفا. وحاول «متشددون» أول أمس الأحد الاعتداء على مكتبي القناة بالعاصمة «مونبليزير» و«شارع محمد الخامس». وأدانت أحزاب محاولة الاعتداء على القناة في ما وجهت إليها أحزاب أخرى انتقادات لبث الفيلم «في هذا الظرف الحساس الذي تمر به البلاد».
(المصدر: صحيفة « الصحافة » (يومية – تونس) الصادرة يوم 10 أكتوبر2011)


قفصة – بناء نيوز – سعد الأهرع تجمع آلاف الطلبة اليوم 10 اكتوبر 2011 أمام المركب الجامعي بزروق وقطعوا مسافة ثلاثة كيلومتر متوجهين الى وسط مدينة قفصة وهم يرددون شعارات معادية لقناة نسمة. وانضم اليهم التلاميذ والمواطنون وانتهت المسيرة أمام مقر الإذاعة الجهوية بقفصة حيث قامت وحدة الإنتاج التلفزي بالإستجابة لطلبهم و تصوير احتجاجاتهم. وواكبت بناء نيوز المسيرة الطلابية التي كانت سلمية ولم تسجل أعمال عنف أو تهشيم أو اعتداء على الممتلكات ولم تتدخل قوات الامن أو الجيش لفض التظاهرة.
(المصدر: موقع بناء نيوز الإلكتروني ( تونس ) بتاريخ 10 أكتوبر 2011)

<



تونس – بناء نيوز – مهدي عبيد أخذ ملف تداعيات الفيلم الذي بثته قناة نسمة منحا مفاجئا و خطيرا حيث امتدت هذه الأزمة لتشمل ميدان الرياضة. وفي هذا السياق أفادنا مصدر مطلع بكواليس الترجي أن الهيئة تدرس بجدية فرضية الاتصال بإدارة نسمة في غضون الساعات القادمة للمطالبة بالتوقف عن بث مباريات الترجي علي هذه المحطة التلفزية بالإضافة إلي رغبة الترجي في وقف عقد الإشهار الذي يربط الفريق بنسمة. نفس الإجراء قد تتخذه عدة فرق أخري بعد الحملات المكثفة التي تشنها حاليا جماهير الأندية في تونس علي الشبكة الاجتماعية « فايس بوك » الداعية إلي منع قناة نسمة من مواكبة المباريات الرياضية لفرقها، إذ أعلن أحباء الاولمبي الباجي مقاطعتهم التامة لهذه القناة وحذروها من مغبة الدخول إلى ملعب باجة مستقبلا. كما وجهت جماهير الإفريقي تحذيرا حادا لصحفيي نسمة لتنبيههم من الاقتراب مجددا من حضيرة النادي. وقد تناهي إلي مسامعنا أن مسؤولي الإفريقي والنجم والملعب التونسي وعدوا بمنع الفريق الصحفي بالقناة من تصوير مقابلات أنديتهم تعاطفا مع موجة الغضب العارمة التي بشهدها الشارع التونسي بعد عرض الفيلم الإيراني الناطق باللهجة التونسية الذي يجسد الله عز وجل في شخصية كارتونية.
(المصدر: موقع بناء نيوز الإلكتروني ( تونس ) بتاريخ 10 أكتوبر 2011)

<



علمت كلمة إن احتجاجات شهدتها عددا من أحياء من العاصمة يوم امس في حي ابن خلدون و حي الرمانة و المنار و المركب الجامعي و الجبل الأحمر بين محتجين ملتحين و قوات الأمن على خلفية الاحتجاج على بث قناة نسمة لشريط يمس الذات الإلهية حسب المحتجين.
وعلمت كلمة من شهود عيان ان المحتجين رشقوا قوات الأمن بالحجارة و الغاز المسيل للدموع كما ردت قوات الأمن بإطلاق قنابل الغاز . وقال شهود عيان أن أربعة من أعوان الأمن أصيبوا إصابات متفاوتة على مستوى الرأس و الساقين نتيجة تهاطل الحجارة. كما تسببت المواجهات إلى تعطل حركة السير في مستوى محول باردو باب سعدون.
وعلمنا في وقت متأخر من ليلة البارحة أن أعوان الأمن يقومون بحملة اعتقالات ومداهمات لاعتقال من يشتبه في كونهم من السلفيين.
من جهة أخرى نظم حوالي مائتي مواطن اغلبهم من الملتحين مسيرة في ساحة سيدي يحي بمدينة سوسة أمس تنديدا بما اعتبروه استفزازا لمشاعر المسلمين من طرف قناة نسمة تي في و لم تسجل أحداث عنف رغم التواجد المكثف لأعوان الأمن.
كما نظم طلبة كلية الآداب و العلوم الانسانية مسيرة اليوم انظم اليها بعض المواطنين الملتحين و طالبوا بإغلاق قناة نسمة تي في ووضع حد لموجة العداء للدين و اتجهوا الى المعهد العالي للإعلاميين بحمام سوسة حيث عقدوا اجتماعا عاما نددوا فيه بما اعتبروه نيلا من المقدسات .
من جهة أخرى ندد طلبة الاتحاد العام لطلبة تونس بكلية الآداب و العلوم الإنسانية بسوسة بالأحداث الأخيرة و طالبوا في اجتماع عام عقدوه صباح اليوم بالتصدي للمنقبات و لكل ما اعتبروه أشكال تطرف وتعهدوا بحماية المؤسسات الجامعية من التطرف مؤكدين على ضرورة تجند كل الأطراف السياسية و المجتمعية الدفاع عما اعتبروه قيم الحداثة و التقدم.
كما شارك صباح اليوم مئات الطلبة والتلاميذ بمؤسسات التعليم العالي بكل من مدن قفصة وسيدي بوزيد والقصرين في مسيرات احتجاجيّة سلميّة، احتجاجا على بثّ قناة تلفزيّة خاصة فيلما كارتونيا ايرانيا ومترجما إلى اللّهجة العاميّة التونسيّة، والذي تضمن لقطات تجسد الذات الالاهيّة.
وجاب المحتجون شوارع مدنهم، رافعين شعارات تندد بالقناة التي بثت الفلم، وتدعوا إلى التصدّي لكلّ ما من شأنه أن يمسّ بالمقدّس الديني وإلى تجريم كلّ من يحاول المساس بــ »هويّة تونس العربيّة الإسلامية » كما طالبوا بغلق القناة المذكورة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – تونس)، بتاريخ 10 أكتوبر 2011)

<


بيان الهيئة الوطنية لإصلاح الإعلام تدين كل أشكال العنف وتدعو إلى حماية الحق في حرية التعبير


على إثر ما أوردته وسائل الإعلام حول تعرض قناة نسمة لمحاولة اعتداء بعد عرض فيلم ومناقشته ليلة الجمعة الماضي على القناة ، تدين الهيئة الوطنية لإصلاح الإعلام والاتصال بشدة كل أشكال العنف ومحاولات ترويع الإعلاميين وإسكات صوتهم وترى أن محاولة الاعتداء هذه، تمثل خطرا على حرية التعبير التي تعد من ركائز الديمقراطية. وتطالب السلط المختصة باتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بحماية هذا الحق وضمان حرية الإعلام. وتذكر الهيئة الرأي العام أن وسائل الإعلام التونسية بمختلف أنواعها السمعية والبصرية والمكتوبة والالكترونية تشتغل حاليا في إطار غياب إطار تشريعي يتلاءم مع متطلبات المرحلة الانتقالية رغم وجود مشروعي مرسومين يتعلقان بالقطاع السمعي والبصري والصحافة معروضين على أنظار الوزارة الأولى بعد أن تمت الموافقة عليهما من قبل الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي. وبهذه المناسبة تجدد الهيئة الوطنية لإصلاح الإعلام مطالبة الحكومة بإصدار هذين المرسومين لتوفير الضمانات القانونية اللازمة لحماية الإعلام والإعلاميين. كما تطالب الهيئة جميع المؤسسات الإعلامية بالالتزام بأخلاقيات المهنة الصحفية ومن بينها الحيادية والموضوعية والتوازن في عرض وجهات النظر وتدعو الجميع للتحلي بالمسؤولية تجاه موعد انتخابات 23 أكتوبر لقطع الطريق أمام كل محاولة للتشويش أو إرباك العملية الانتخابية.

<



بسمه تعالى  » حتى إذا إستيأس الرّسل وظنّوا أنّهم قد كْذِبوا جاءهم نصرُنا فنجّي من نشاء و لا يُردّ بأسنا عن القوم المجرمين » صدق الله العظيم أية١١٠ من سورة يوسف تواصل عصابة المترفين عملاء الإستعمار في تونس ، مسلسل إستفزاز مشاعر شعبنا المسلم والتّعرّض لمقدّساته وإحتقار معتقداته ، والنيل من أسس ديننا الحنيف ، إنّ ما تقوم به قناة نسمة الصهيونية والقائمين عليها من أيتام البورقيبية الحاقدة على الإسلام والمسلمين ، من حرب واضحة ضد الإسلام والمسلمين هو نوع من الإرهاب و يخل بالأمن القومي التونسي و يعرّض السلم الأهلي إلى الخطر. إنّنا في جمعية أهل البيت الثقافية بتونس نضم صوتنا إلى صوت شعبنا وخصوصا السّادة العلماء والفقهاء و أئمة الجمعة والجماعة للتنديد الشديد بهذه الأعمال الهابطة و ندعوا مجالس حماية الثورة في كامل الجمهورية التي نعتبرها اليوم الممثّل الشرعي للشعب والثورة لإتخاذ التّدابير اللازمة والرّادعة ضد القائمين على هذه القناة و أخواتها و نطالب هيئة المحامين وجمعية القضاة إلى رفع شكوى عاجلة للغلق الفوري لهذه القناة و أخيرا نطالب نقابات الأمن الوطني بأن تظهر ولاءها لدينها وثورتها وشعبها . أي تونسي يتعرّض للإيقاف والإهانة بسبب دفاعه عن دينه و نبيه في هذه القضية ، نحمّل الحكومة المؤقتة كامل المسؤولية و ندعوا أهلنا و شبابنا إلى الإبتعاد عن العنف والإضرار بالممتلكات العامة والخاصة وضبط النفس و الحيطة والحذر من المنافقين والمندسين. عاشت تونس حرة مسلمة مستقلة المكتب الإعلامي جمعية أهل البيت الثقافية تونس تونس 9 أكتوبر 2011

<


فيلم «بلاد فارس» حرية تعبير أم زوبعة للتشويش؟ سياسيون من تونس يجمعون على التوقيت المشبوه للعرض وعلى إدانة العنف


لم يكن من السهل على شرائح اجتماعية واسعة وعلى فئات متعددة من الشعب التونسي أن تتقبّل ما أقدمت عليه قناة نسمة من بثّ لشريط بلاد فارس الكارتوني والذي يجسّد الذات الإلهية ويروي قصة حياة مخرجته الإيرانية التي تحاول من خلاله إبراز خيبة أمل المجتمع الإيراني بعد الثورة، وتحاول بعث رسالة مفادها أن الإسلاميين لا يمكن أن يبنوا مجتمعا ديمقراطيا.
وبغضّ النظر عن مواقفنا من هذا الفيلم، ومما يدور خلاله من أحداث أو ما يصوّره من مشاهد فان توقيته بدا مستهجنا من قبل الكثير من المتابعين الذين رأوا أن البلاد وفي الوضع السياسي والأمني الهشّ الذي تمرّ به لا يمكن أن تتحمّل أية رجّة اجتماعية من هذا الحجم والتي يمكن أن يكون لتأويلاتها وقراءاتها أن تخلق نوعا من الفتنة، أو تجرّ إلى حلقة جديدة من العنف لا تخدم إلا المتربصين بالثورة، ولا يمكن أن تساهم إلا في مزيد من الانفلاتات الأمنية والاجتماعية والإعلامية، التي تعطّل، إن لم نقل قد تضرب المسار الانتقالي في الصميم.
وكانت قناة نسمة قد ذكرت في بيان لها أن بنايتيها «تعرضتا إلى محاولات اقتحام واعتداء بالعنف من قبل مجموعة ملتحية ومنقبة، تسلح بعض من أفرادها بهراوات وسكاكين»، كما ندد العاملون في القناة من صحفيين ومسيرين وفنيين في هذا البيان بما اعتبروه «هجمة شرسة» داعين الرأي العام والمجتمع المدني إلى التصدي لمثل هذه الممارسات التي «تمس بأسس التعايش السلمي» و«تمنع الرأي المخالف».
ولكي نضع الأمور في نصابها فقد عرضت قناة «نسمة تي في» مساء الجمعة حصة بساعة ونصف حول الفيلم للمخرجة الإيرانية مرجان ساترابي، حيث قال مقدم هذه الحصة عبد الحليم المسعودي «أريد من مناقشة الفيلم فتح حوار مدني حول الدين والسياسة مع اقتراب انتخابات المجلس التأسيسي المقررة يوم 23 أكتوبر الجاري».
وفي صبيحة يوم الأحد تحولت مجموعة من المواطنين، وفقا لما أفاد به الناطق باسم وزارة الداخلية هشام المؤدب إلى بنايتي القناة بالعاصمة موضحا أن قوات الأمن حالت دون وقوع الاعتداء على القناة وقامت بتفريق أفراد المجموعة.
وتم بحسب مصدر أمني بإقليم تونس إلقاء القبض على عشرات المشتبه بهم يجري حاليا في ثكنة بوشوشة التحري بشأنهم والتثبت من هوياتهم. وجدت هذه الحادثة وفق القروي تلبية لحملة على الموقع الاجتماعي فايس بوك بعد «هجومات مكثفة» و«انتقادات لاذعة» سرعان ما انتقلت إلى الموقع الرسمي لـ«نسمة تي في».
«الصحافة» من جانبها، حاولت استطلاع ردود الأفعال لدى مسؤولي الأحزاب السياسية وبعض نخب الشارع التونسي حول الانعكاسات الممكنة لهذه العملية على مسار الحملة الانتخابية، وعلى مرحلة الانتقال الديمقراطي التي تعيشها بلادنا في الظرف الراهن، وما يمكن أن ينجر عنها من تبعات، خاصة وان تونس ليست في موضع منعزل ولا هي بجزيرة في بحر، بل هي في عالم يؤثّر ويتأثّر، وهي محطّ أنظار كثير من الدول، ومطمع لكثير من الجماعات التي تحاول بشتى الطرق إفشال مسيرتها الديمقراطية، ومصادرة انجازات ثورتها العظيمة.
حسين الهمامي (الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية) أكد لـ «الصحافة» أن حزب الوحدة الشعبية مع حرية التعبير من حيث المبدإ لكن الاحتراز الوحيد الذي يمكن أن يحدث هو على توقيت عرض الفيلم فنحن في ظرف دقيق وهذا الفيلم فيه مسّ من مشاعر التونسيين.
واعتبر السيد الهمامي أن توقيت البثّ غير بريء، والنتيجة التي وصلنا إليها هي استنفار مشاعر كل التونسيين للدفاع عن الإسلام الذي رأوا انه أصبح مهددا بمثل هذه التصرفات. وأضاف أنه ومناضلو حزب الوحدة الشعبية، بالمقابل ضد العنف وضد التهديد به، فما وقع وإذا ما ربطناه بمثيله في كلية الآداب سوسة إضافة إلى الظرف الدقيق الذي تعيشه البلاد يحيلنا إلى نوع من العنف الممنهج الذي نحن في غنى عنه، خاصة في هذا الوقت الذي يستعد فيه الجميع لإنجاح الانتقال الديمقراطي.
السيد أحمد الاينوبلي (الأمين العام لحزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي) أفادنا بأن هذا الذي جرى ويجري هو من نوع يمكن أن نسميه معارك وهمية، المقصود منها إدخال البلاد في حالة إرباك، فقناة نسمة إن كان لا بد من وقف بثها فليس لسبب ديني واه، بل لولاءاتها الأجنبية ومحاولاتها المتكررة لتكريس ونشر ثقافة التطبيع في تونس، وليس لأنها بثّت شريطا سينمائيا مغرضا، لكن أيضا لأنها تحاول في كل مرة إثارة النزعات القومية والعرقية والدينية التي لا يمكن أن تُصّنف إلا في خانة التآمر على البلاد وخلق البلبلة في صفوف الشعب، والتشويش على المرحلة الانتقالية التي يعيشها الشعب التونسي الذي يستعد هذه الأيام لتجسيد أولى الخطوات في طريق الانتقال الديمقراطي الحقيقي الذي يجعل من تونس مثالا للبناء، بعد أن أصبحت نموذجا للثورة.
السيدة سناء بلحسن عضو الهيئة المديرة للرابطة التونسية لحقوق الإنسان، صرّحت للصحافة قائلة: أعتقد أن ما حدث له علاقة بالانتخابات لناحية التشويش عليها وخلق معارك وهمية، وقد وقع عرضه في عدة قاعات سينما في تونس والخارج، كما عرضته قناة فرنسا24، وبالتالي لا أرى موجبا لان يثير هذه الضجة، التي تؤكد مرة أخرى أنه كان مفتعلا، وأن ما تلاه من مصادمات وخلافات بين القناة وبين مجموعة من الشباب السلفيين، هي في الأصل معركة كانت مؤجلة ربما تنتظر من يفجّرها. وبالمحصلة فهي معركة وهمية لا هدف لها إلا التشويش على العملية السياسية وإرباك الحملة الانتخابية التي تؤسّس لمسار انتقالي مكتمل الجوانب تستعد ثورة تونس لتكريسه في الأيام القريبة القادمة.
عبد الوهاب الهاني (رئيس حزب المجد) أكد لنا في اتصال هاتفي أن هذه المعركة المفتعلة هي إرادة مبيتة لبث الفتنة وتقسيم التونسيين إلى فئتين متناحرتين، وأمام هذا الاستفزاز الذي قامت به القناة وكذلك الرد العنيف الذي تلاه، لا نملك إلا أن ندين العملية من الطرفين ونشجب هذه الفتنة في هذا التوقيت بالذات، وهو التوقيت الذي وقع اختياره لبث الفيلم والذي لا يمكن أن يكون بريئا خاصة ونحن على أبواب انتخابات المجلس التأسيسي، التي نتمنى أن تكون المعركة الموحدة فيها لكل التونسيين هي معركة الديمقراطية ضدّ فلول الديكتاتورية ومعركة التعايش الآمن ضد الفتنة وضدّ التقسيم.  
محمد بوعود
(المصدر: صحيفة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 10 أكتوبر2011)

<



تواصلت ردود الفعل المختلفة تجاه بث قناة نسمة تي في لشريط قالت عناصر سلفية انه يمس من الذات الإلهية. و في اتصال براديو كلمة قال السيد سيف الدين بن حسين باعتباره احد الدعاة الرافضين النيل من المقدسات و إزاء ما قامت به قناة نسمة تي في دعونا الشعب التونسي إلى التظاهر اليوم من اجل المطالبة بإغلاق القناة و محاسبة المسؤولين على بث هذا الشريط.
و قال السيد سيف الدين بن حسين احد أهم الوجوه السلفية و المعروف بأبي عياض أن بث الشريط في هذا الوقت بالذات يندرج ضمن مخطط لجر الشباب المسلم إلى العنف و رد الفعل و يهدف الى صرف الأنظار عن المشاكل الحقيقية للبلاد في علاقة بزيارة الوزير الأول في الحكومة المؤقتة إلى واشنطن.
وأكد أبو عياض على سلمية التحركات و لكن في المقابل اعتبر انه لابد من محاسبة من اعتبرهم مجرمين في حق هوية الشعب و دينه. و اعتبر أبو عياض أن بيان وزارة الشؤون الدينية مضحك و لا يمكن أن يكون معبرا عن مشاعر المسلمين وجدد مطالبته بضرورة إغلاق القناة و محاسبة المسؤولين .
من جهتها دعت وزارة الشؤون الدينية كافة التونسيين ووسائل الإعلام المرئية و السمعية و المكتوبة العمومية و الخاصة الى ضرورة احترام العقائد و المقدسات الدينية ووجوب الالتزام بمبادئ السلم الاجتماعية و بمطالب التوافق بين جميع التونسيين لتيسير عملية الانتقال الديمقراطي في كنف الحرية و المسؤولية، كما طالبت بنبذ العنف بجميع أشكاله المادية و المعنوية و التمسك بأخلاقيات الدين الحنيف. وعبرت حركة النهضة في بيان تحصلت كلمة على نسخة منه عن صدمتها و إدانتها الاعتداء على عقائد الناس ومقدساتهم و دعت إلى التمييز بين حق التعبير و التفكير و بين ما قالت انه تطاول على العقائد و المقدسات و اعتبرت أن استفزاز الناس أو إثارة قضايا جانبية من شانه تهديد السلم الأهلي ووحدة الشعب و تجانسه التاريخي.
كما عبرت حركة النهضة عن استغرابها من توقيت بث الشريط و تساءل عن مرامي و دواعي أصحابها، كما اعتبرت ان ما حصل من قناة نسمة خرقا للقانون الانتخابي ودعوة إلى التباغض الديني بالاشتهار لبعض الأطراف المترشحة على حساب البعض الأخر. و دعا الحكومة المؤقتة والهيئة العليا المستقلة للانتخابات لتطبيق القانون لحماية سلامة المسار السياسي.
و دعا كل الجماهير إلى اليقظة و التوجه نحو الموعد الانتخابي و تجنب السقوط في ما قالت انه فخاخ يرمي أصحابها من ورائها إجهاض الثورة و إدخال البلاد في المجهول. من جهته اعتبر السيد سمير بالطيب عضو المكتب السياسي لحركة التجديد و مرشح القطب الحداثي أن الشريط عادي و لا يمثل مسا من عقيدة الشعب واعتبر إن ردود الأفعال كانت جاهزة و هدفها إفساد العرس الانتخابي و اتهم بعض الأطراف الداخلية و الخارجية في التورط وراء هذه الأحداث.
وقال حزب المجد في بيان تحصلت كلمة على نسخة منه أن قناة نسمة سقطت في الاستفزاز المجاني سيما في هذا التوقيت الذي يتوجب فيه على الجميع تفادي زرع البلبلة في البلاد.
وأدان حزب المجد جميع أشكال العنف معتبرا أن الاحتكام إلى مؤسسات الدولة هو ارقي أنواع التعبير مستنكرا السلوك الاستفزازي لقناة نسمة و الذي قال انه لا يخدم الاختلاف النزيه ودعا الجميع إلى التعقل و ضبط النفس و تقديم مصلحة تونس على المصالح الفئوية الضيقة وفي ردود الفعل دائما رفضت نقابة الصحفيين الاعتداء على المؤسسات الإعلامية و تهديد العاملين فيها مؤكدة تمسكها بالدفاع عن حرية الإعلام و التعبير السلمي عن الرأي وفق الضوابط و رفض كل أشكال التعصب ،كما عبر المكتب التنفيذي للنقابة عن دعمه لحق الاحتجاج و التظاهر السلمي و القانوني بعيدا عن كل مظاهر التطرف و العنف.
كما أدانت الهيئة الوطنية لإصلاح الإعلام كل أشكال العنف ودعت إلى حماية الحق في « حرية التعبير ».
وطالبت الحكومة بإصدار المراسيم المتعلقة بتنظيم المهنة و دعت الى التحلي بالمسؤولية تجاه موعد انتخابات المجلس التأسيسي لقطع الطريق أمام كل محاولات التشويش و إرباك العملية الانتخابية. من جهة اخرى علمت كلمة أن عددا من المحامين تقدموا اليوم بشكوى إلى السلطات القضائية ضد ما اعتبروه اعتداء قناة نسمة على المقدسات و قد أذن القضاء بفتح تحقيق في هذا الموضوع .ومن بين المحامين المتقدمين بالشكوى نذكر السادة أنور أولاد علي ومالك بن عمر (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – تونس)، بتاريخ 10 أكتوبر 2011)

<



حاتم الصولي
انه لا يمكن لأي تونسي إلا ن يبتهج لبلوغ رياح الثورة لحقل الإعلام بعد قرارات إلغاء وزارة الإعلام وانتظار التونسيين لدور فاعل للإعلام يكون بحق السلطة الرابعة تساهم في إبلاغ صونه وتشكل وسيلة ضغط هامة على الحكومات و يمكن لها أن تساهم بصفة هامة في الحد من انتشار الفساد وهو ما كان موضوع لقاءات متعددة بين الإعلام و هياكل الرقابة .. وبدا نوع من الاطمئنان يسود قلوب التونسيين بأن الإعلام بدأ يأخذ دوره الوظيفي المنتظر في مجتمع ديمقراطي حيث يكون الإعلام  » خدمة  » تقدم للمواطنين كباقي الخدمات التي تقدمها الحكومات لمواطنيها ، ويشترط فيها توفر القيمة المضافة في هذه الخدمة من خلال اقترابها لواقع المواطنين وإيصال مشاغلهم والتبليغ عنها للعموم فهي تمثل شكلا من أشكال المحاسبة ومن ثمة سلطة رابعة . إلا أن ما أقدمت عليه بعض القنوات من عمليات استفزازية ومهينة لمشاعر التونسيين في محاولة لفرض سقف تعبيري جديد يتناول موضوعات حساسة لم يتفق عليها التونسيون بعد على طرق تناولها في مسعى استباقي للواقع السياسي المقبل عاود طرح التساؤل عن قدرة وسائل الإعلام في تونس على أداء وظيفته المرتقبة في نظام ديمقراطي وليد. وما أقدمت عليه قناة نسمة للمرة الألف من إساءة للمعتقدات يؤكد فشل هذه الوسائل في أول اختبارات مدى نجاح الإعلام في الاتصال بهموم الناس وتحقيق مواطنتهم . إن من مصلحة باقي وسائل وأنماط الإعلام التصدي لهذه الانحرافات الخطيرة التي تعيد الإعلام إلى مربعه الأول وهو خدمة العلمانية المتطرفة و رجال المال الفاسدين وتسئ بالأساس إلى الصورة الجديدة التي يريد الإعلام رسمها في أذهان المواطنين .

<


تونس في 09 أكتوبر 2011

حول غلق قناة التونسية


بعد قرار غلق قناة التونسية على خلفية موضوع الإشهار السياسي أثناء فترة الحملة الإنتخابيّة, يعتبر مركز تونس لحرية الصحافة أنّه من الضروري: – الابتعاد عن الإجراءات الارتجالية والمفاجئة التي من شأنها أن تُضعف مسار إصلاح الإعلام وخاصّة في القطاع السّمعي البصري. – تحمُّل جميع الأطراف المعنيّة بمعاينة الخروقات وتطبيق القوانين مسؤوليتها الكاملة في سحب مثل هذا القرار على كلّ المؤسسات الإعلاميّة التي لم تحترم قوانين المسار الانتخابي. – التّذكير بأنّ القطيعة مع المنظومة الدعائيّة للنظام البائد تستوجب محاسبة قضائيّة وسياسيّة وفق معايير واضحة وعادلة وشفّافة تحترم فيها حقوق الصحافيين وحريتهم.
عن مركز تونس لحرية الصحافة محمود الذوادي

<


لفقوا قضية لكوادرأمنية وزجوا بهم في السجن فتح تحقيق ضد زوجة المخلوع وفهمي الطرابلسي والسرياطي وإطارات أمنية


باشر أعوان الفرقة المركزية الأولى للحرس الوطني بالعوينة الأبحاث في قضية أحالها عليهم وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس 1 و تعهد بها عميد قضاة التحقيق رفعها مفتش شرطة أول ضد ليلى الطرابلسي وفهمي الطرابلسي ووالدته وعلي السرياطي ومدير إقليم نابل سنة 2007 ومدير بالتفقدية العليا ومتفقد مباشر ومحافظ شرطة بالتفقدية العليا وعون أمن وحاكم تحقيق وقاض.
الشاكي في هذه القضية مفتش الشرطة أول عادل الوسلاتي الذي كان يباشرعمله بمركز الأمن الوطني بمارينا بمنطقة ياسمين الحمامات تقدم بعريضة إلى لجنة تقصي الحقائق فأحالت الملف على وكيل الجمهورية بابتدائية تونس 1 الذي أذن لأعوان الحرس الوطني بالعوينة بالبحث في ملابسات القضية.
الشاكي ذكرفي القضية أنه كان رفقة زميلين له يسهران على المحافظة على الأمن العام في الليلة الفاصلة بين يومي 31 مارس وغرة أفريل 2007 بمنطقة الأمن الوطني بياسمين الحمامات. وفي حدود الساعة الثالثة فجرا تم توجيههم من قبل قاعة العمليات بذات المنطقة رفقة رئيس الاستمرارقصد نجدة وكيل وعملة مطعم لوجود مواطن في حالة سكروهيجان رفض تسديد معلوم الأكل والشرب؛ وبوصولهم مكان الواقعة وجدوا شخصا في حالة هيجان قام مباشرة بالاعتداء بالعنف المادي واللفظي على الجميع ثم صرح بأنه من العائلة الحاكمة وبنقله الى مقر الاستمرار بمركز الأمن الوطني ب»وادي باطن» واصل تعنته وهيجانه وقام بسب مفتش الشرطة اول ورئيس مركز الاستمرار وشتمهما وهددهما بالزج بهما في السجن وفي غفلة منهم قام بتهشيم بلورنافذة المركز مما تسبب له في جرح بيده اليمنى، وللغرض قاموا بنقله الى المستشفى الجهوي بنابل قصد إسعافه إلا أنه واصل هيجانه وأحدث فوضى كبيرة بشهادة كافة الحاضرين من أطباء وممرضين وأعوان الحراسة كما رفض تلقي الأسعافات.
عقوبات عدلية وادارية
وذكر مفتش الشرطة أول في شكايته بأنه علم رفقة زملائه بورود تعليمات من زوجة المخلوع تأمرباخلاء سبيل فهمي الطرابلسي بعد صدور تعليمات من قبل مدير إدارة أمن إقليم نابل حينها ورئيس منطقة الأمن الوطني بياسمين الحمامات رغم استظهاره بشهادة طبية ورغبته في تتبعه عدليا بعد اعتدائه عليه بالعنف الشديد؛ إلا أن الأمور تطورت لاحقا حيث أصبح أعوان الأمن محل تتبع عدلي بعد ادعاء فهمي الطرابلسي الباطل من كونهم اعتدوا عليه بالعنف الشديد.
وبموجب ذلك حضرالمتفقد الأعلى لقوات الأمن الداخلي بمقرمنطقة الأمن الوطني بياسمين الحمامات مرفوقا بلجنة وتم استنطاق الأعوان واتهامهم بتعنيف فهمي الطرابلسي وأعلمهم المديرالعام للأمن العمومي بصدورتعليمات من قبل زوجة المخلوع قصد الزج بهم في السجن لا غير. وتبعا لذلك تم يوم 5 أفريل 2007 بمقر التفقدية العليا بوزارة الداخلية تلفيق قضية عدلية ضد أعوان الأمن استجابة لرغبة ليلى الطرابلسي وخوفا من بطشها وذلك بأن اعتمدوا شهادات زورلمفتش شرطة تم انتزاعها منه تحت الضغط والتهديد وتمت إحالة الأعوان على قاضي التحقيق بابتدائية قرمبالية الذي أصدرفي شأنهم بطاقات إيداع بالسجن من أجل تهمة ارتكاب موظف عمومي الاعتداء بالعنف الشديد دون موجب على الناس أثناء مباشرة العمل؛ كما تمت إحالتهم على مجلس الشرف للشرطة الوطنية فصدرقرار بإيقافهم عن العمل.
وبإحالتهم على الدائرة الجناحية بابتدائية قرمبالية تمت إدانتهم رغم غياب المكافحات مع الشاكي فهمي الطرابلسي؛ كما أدانتهم محكمة الاستئناف بنابل وقضت بسجن عادل الوسلاتي 8 أشهر مع تأجيل التنفيذ إضافة إلى صدورعقوبات إدارية في شأنه تتمثل في الحد من رتبته كمفتش أول بالشرطة واعتبارمدة إيقافه عن العمل مدة عمل غيرمنجزة كما صدرت برقية نقلة خارجية في شأنه.
إتلاف المحاضر الأصلية
وفي هذا السياق ذكر الشاكي عادل الوسلاتي أن قضيته وزملائه ليست قضية عنف ولكن تم استغلالها سياسيا لتخويف الجهازالأمني حينها وإرضاء لرغبة ليلى الطرابلسي . وأكد أن المحاضرالأصلية للقضية التي تثبت تورط فهمي الطرابلسي وتكشف الحقيقة تم إتلافها كما تم إتلاف محاضرالاستمرار بمركز «وادي باطن» بياسمين الحمامات المتعلقة بهذه القضية رغم أن مركز «وادي باطن» لم يتعرض للحرق وطالب بفتح تحقيق في هذا الصدد. إلى ذلك أكد محدثنا أن وزارة الداخلية أهملت قضيتهم ووضعيتهم رغم تقدمهم بعدة شكايات ورغم أنهم تصدوا لفرد من عائلة «الطرابلسية « في ظل النظام الاستبدادي القهري السابق إلا أنه لم يتم إنصافهم لاسترداد حقوقهم. وقد استعاد ثقته في العدالة بعد انطلاق الأبحاث في القضية التي تقدم بها والتي تعهد بها عميد قضاة التحقيق بابتدائية تونس 1. فاطمة الجلاصي (المصدر: صحيفة « الصحافة » (يومية – تونس) الصادرة يوم 10 أكتوبر2011)

<



تـــتــــشـــرف الــــمـــنــظـــمـة التــــــونســيـــة لــمــنـــاهـــضـــة التـــعـــذيــــب بـــدعـــوتــــكــــم لــــحـــــضـــــــور المـــؤتـــمـــر الصحــفــــي الــــــذي تــــعـــقـــده لـــعــــرض تـــقــــريــــرها الســـنــــــوي حــــــول التـــعذيـــب فــي تـــونـــــس تحـــت عنــــوان: « التـــعـــذيـــب تــــواصــل بــعـــد الثـــورة » و ذلـــك يـــــوم الاربـــعــــــاء 12/10/2011 علـــــى الســـــاعة الحـــــاديــــة عشــــر صبـــــاحـــا بنـــــزل المــــاجستيــــك شــــــارع بـــــاريـــــــس Nesrine Mbarka Hassen Réseau Euro Méditerranéen des Droits de l’Homme Assistante Projet 00216 27 13 11 45

<


حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس البريد الإلكتروني: liberte_equite@yahoo.fr تونس في 11/11/1432 الموافق ل 09/10/2011 بــــــــــــــــلاغ

استجابة لطلب عدد من الأعضاء المؤسسين للمنظمة، المترشحين لانتخابات المجلس التأسيسي التي ستجرى في 23 أكتوبر 2011 سواء في قائمات حزبية أو في أخرى مستقلة، تم تأجيل المؤتمر الاستثنائي الانتخابي الذي كان سيعقد مساء الأحد 09/10/2011. وسيتم إعلام السادة أعضاء المنظمة بموعد المؤتمر في الوقت المناسب بعيد الانتهاء من العملية الانتخابية. عن منظمة حرية وإنصاف المكلف بملف الإعلام السيد عمر القرايدي

<



نظمت النقابة الوطنية لقوات الأمن الداخلي يومي أمس و أول أمس بأحد نزل الحمامات مؤتمرها التاسيسي الأول في تاريخها؛ وبحضور ممثلين عن النقابات الجهوية والمركزية والأساسية بالإضافة الى منظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الانسان ووسائل إعلام وشخصيات وطنية وأكاديميين وباحثين في القانون و العلوم الانسانية والاجتماعية وتمت المصادقة بالاجماع على القانون الأساسي للنقابة الذي ضبط العمل النقابي وشروط الترشح والشؤون المالية (من مصاريف ومداخيل وكيفية توزيعها(. حقوق الأعوان والعمل النقابي. كما تطرق إلى سبل المطالبة بحق العون وذلك عبرالطرق النقابية (من حمل الشارة الحمراء إلى حين الوقوف ساعة احتجاج ) مع التاكيد على عدم المس أو الإضرار بالأمن العام وهو أمرغير قابل للمساومة أو النقاش وهو ما أكدوه في أكثرمن مرة منذ بداياتهم في المطالبة بحقوقهم. وعن الإضراب الذي ينتج عنه إخلال بالأمن العام فهوغير مطروح بالمرة وغيرمقبول. وللإشارة فقد شهد هذا المؤتمرحضورقرابة 160 شخص. أما عن المترشحين فقد ناهز عددهم 110 موزعون على المكتب التنفيذي والذي يتكون من 21 مقعدا (9 أعضاء من الشرطة و6 من الحرس الوطني و3 من السجون و3 من الحماية المدنية) و4 أعضاء بالنسبة للجنة المحاسبة المالية (من الأسلاك الأربعة شرطة وحرس وحماية وسجون عنصرمن كل سلك),و4 آخرين بالنسبة للجنة الشؤون الإدارية (عضو من كل سلك من الأسلاك). تأجيل الى موعد لاحق بدورها وفي إطار تنظيم نقابة قوات الأمن الداخلي لمؤتمرها التأسيسي أواخر الأسبوع المنقضي ؛ ارتات الهيئة التأسيسية لاتحاد نقابات قوات الأمن الداخلي بتأجيل اجتماعها الذي كان مقررا أول امس بثكنة بوشوشة الى موعد لاحق، من المنتظر ان يتم خلاله الإعلان عن تأسيسي الاتحاد حيث سيتم عرض قانونه الأساسي على المنضوين تحته من نقابات جهوية ومركزية وأساسية للمصادقة عليه في صورة الاتفاق على فحواه. كما سيتم تحديد موعد المؤتمرالعام وانطلاق أعمال اللجان التحضيرية لإعداده. أطفال يحيون العلم ببشوشة ينظم المكتب التنفيذي لنقابة موظفي الإدارة العامة لوحدات التدخل اليوم بثكنة الشهيد الرائد جمال الدين العقربي (ثكنة بوشوشة سابقا) فعاليات مهرجان تحية العلم بمشاركة عدد من تلاميذ بعض المدارس الابتدائية بتونس الكبرى . ويندرج ذلك حسب المنظمين في إطار توطيد العلاقة بين عون الأمن والناشئة من أبناء تونس ودعم أواصر الثقة بين المؤسسة الأمنية والأجيال القادمة. ويضم البرنامج الذي سيمتد على مدارالساعة بداية من الثامن صباحا التجميع في ساحة العلم ثم تحية العلم تليها كلمة الأسبوع فالكلمة إلى تلاميذ المدارس الذين سيتم توزيع هدايا تذكارية عليهم لتختم الستون دقيقة بتناول الفطوربنادي الضباط. جمال الفرشيشي (المصدر: صحيفة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 10 أكتوبر2011)

<


بعد أكثرمن 3 أسابيع من العودة المدرسية اضطرابات وصعوبات تعطل السير العادي للدروس في 60 مؤسسة تربوية

رغم مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على العودة المدرسية 2012-2011 الا ان عدد من المؤسسات التربوية في عدد من مناطق الجمهورية تشكو صعوبات واضطرابات قد تدخل خللا على السير العادي للدروس وتربك التلميذ والمربي على حد سواء وهو ما من شأنه ان يضر بالسير العادي للدروس او تعطيلها تماما في بعض الاحيان. ولعل من اهم اسباب هذه الصعوبات والاضطرابات كما افادنا مصدر مسؤول من وزارة التربية الصراعات الناتجة عن تصرفات غير مبررة الى جانب تواصل حركة النقل وايضا بعض الشغورات في بعض الجهات التي ترتبط في بعض الاحيان برفض اهالي الجهة ان يتم سد هذه الشغورات بمربي من خارج الجهة والاصرار على ان لا يكون التعيين الا من داخل الجهة. هذا على اثر نشر نتائج مناظرة المعلمين التي تم الاعلان عليها خلال الاسابيع الفارطة يتم تباعا توزيع المعلمين الناجحين في هذه المناظرة على اماكن عملهم رغم اعتراض العديد على هذه التعيينات الى حد الاعتصام امام بعض المندوبيات الجهوية مما عطل العمل داخلها وبالتالي تعطيل عمليات التعيين. واضاف نفس المصدر انه ورغم ان حدة هذه الصعوبات والاضطرابات في طريقها نحو التقلص، ورغم ان المؤسسات التربوية التي تعرضت لاضطرابات وصعوبات من معاهد ومدارس اعدادية ومدارس ابتدائية قدرت بحوالي 60 مؤسسة من جملة 6 الاف مؤسسة وذلك منذ العودة المدرسية، فان الجهود متواصلة للحد من هذه الاضطرابات المتواصلة وخاصة لضمان حماية شاملة للمؤسسات التربوية وذلك بالتنسيق بين وزارات التربية والدفاع والداخلية. وقال انه وفي ظل الظرف الراهن والصراعات السياسية التي قد تتحكم في بعض الاحيان في الوضع الامني فانه لابد من تحييد المؤسسة التربوية عن كل ما يدور من صراعات واكد ان الحفاظ على هذه المؤسسات وعلى سير العمل فيها هو حفاظ على مستقبل اجيال كاملة. فاطمة السويح
(المصدر: صحيفة « الصحافة » (يومية – تونس) الصادرة يوم 10 أكتوبر2011)

<



منذ انبعاثها في السبعينات كانت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان احدى اهم القلاع التي يتحصن بها المعارضون و الناشطون الحقوقيون وكانت قادرة على احراج النظام وطنيا ودوليا وهو ما جعل النظام السابق يحاول شل عملها بكل الطرق مما دفعها للانشغال بخلافاتها الداخلية .ورغم ذلك ظلت الرابطة ومناضلوها صامدين الى ان رحل بن علي و امكن لها ان تعقد مؤتمرا قال عنه العميد عبد الستار بن موسى رئيسها الجديد «سيكون نقطة انطلاقة جديدة في مسيرتها». الرئيس الجديد للرابطة تحدث لـ «الصحافة» عن اولويات الرابطة في هذه الفترة وعن علاقاتها بباقي مكونات المجتمع المدني وعن الحريات و حقوق الانسان في تونس مؤكدا ان كل قرارات وخطوات الرابطة مستقبلا ستكون محل نقاش داخل الهيئة الجديدة وستصدر عنها بالاجماع دون انفراد لاي طرف فيها بالرأي. ونحن على ابواب انتخابات المجلس التأسيسي أي دور ستلعبه الرابطة في هذه الفترة? -الرابطة و كعادتها ستكون من بين المراقبين لمسار العملية الانتخابية و هذه مهمة كانت تقوم بها حتى قبل 14 جانفي إذ سبق لها وبإمكانيات محدودة وفي ظل التضييقات أن قامت برصد الانتخابات حتى في عهد بن علي وأصدرت تقاريرها بشأنها و كشفت التزوير الذي كانت تتسم به الانتخابات في السابق وبالنسبة للمرحلة الحالية ستكون الرابطة رفقة عدد من مكونات المجتمع المدني في صفوف المراقبين وستلعب دورا مركزيا في نشاط مرصد الانتخابات الذي يضم جمعية النساء الديمقراطيات وعمادة المهندسين وجمعية القضاة و نقابة الصحافيين ويضم المرصد أكثر من 2500 ملاحظ من المتطوعين تم تكوينهم لمراقبة كامل مراحل العملية الانتخابية بكل الدوائر وسنصدر تقريرنا مباشرة بعد الانتخابات و قد تعززت لجنة المرصد بعدد من الأعضاء الجدد للهيئة الجديدة للرابطة و قد تم التفكير في تكوين هذا المرصد قبل انتخابات الرابطة وتعطل عمله نسبيا بسبب هذه الانتخابات التي لم يكن موعدها موفقا برأيي لأنها تتزامن وذروة الإعداد للمرحلة الانتخابية. كنا نطمح الى تكوين حوالي 5 الاف ملاحظ غير ان ضيق الوقت و محدودية الامكانيات حالت دون ذلك فأغلب المتطوعين هم من العاطلين عن العمل ولا بد من توفير منحة لهم طيلة الحملة الانتخابية وهو ما لاتقدر الرابطة على تامينه ويبقى هذا الرقم محترما وكافيا خاصة اذا علمنا ان الانتخابات السابقة كانت تراقب بـ 500 مراقب فقط. عدد كبير من الجمعيات التي ستشارك في مراقبة الانتخابات رأت النور بعد الثورة وتشكل مصادر تمويلها احد الهواجس لدى كثير من المتابعين للمشهد العام للبلاد. من المؤكد ان المرسوم الخاص بالجمعيات والذي حجر التمويل الخارجي وحتى الحكومي من شأنه ان يلعب دورا في تعديل هذا الوضع وعموما ورغم ان تكاثر الجمعيات مؤشر ايجابي الا ان ارتهانها للتمويل الخارجي او حتى الداخلي يظل موضوعا لابد من حسن التعامل معه ولابد من المراقبة المستمرة للتصدي لكل التجاوزات في هذا الشان وبالنسبة للرابطة التي خنقها النظام السابق فاننا سنحرص على ان تكون كل مصادر تمويلنا معلومة ومشروعة ولن يتم قبول اي تمويل الا بعد عرضه على الهيئة المديرة كما اننا سنعمل على الاشارة الى اي تجاوزات قد ترتكب بشأن تمويل الجمعيات. الرابطة كان لها وزن في ظل نظام قمعي يمنع النشاط في مجال حقوق الانسان، بعد الثورة اختلف الوضع و تعددت المنظمات والجمعيات المدافعة عن حقوق الانسان هل مازال بامكان الرابطة ان تحافظ على اشعاعها السابق? ستحافظ الرابطة على اشعاعها السابق لأنّ لها تاريخا طويلا في الدفاع عن حقوق الانسان يعود الى سنة 1977 كما ان لها فروعا في كامل مناطق الجمهورية وسنعمل مستقبلا على تعزيز وجودها بكل الجهات خاصة واننا نتلقى يوميا العديد من مطالب الانخراط. ما حدث في السنوات الاخيرة هو ان الرابطة اشعت على المستوى الخارجي وتقلص عملها على المستوى الوطني و سيكون الهدف المستقبلي استعادة الاشعاع الداخلي وتفعيل الفروع. إضافة الى تفعيل الفروع ماهي أهم الملفات المطروحة على الرابطة على المدى القريب ? سنعمل على تشريك الشباب اكثر في هياكل الرابطة حتى نعطيها نفسا جديدا كما اننا نفكر في العمل في ظل ائتلاف حول موضوع العدالة الانتقالية التي لم تتركز الياتها بعد لان اهم ملف لم يقع معالجته بعد وهو ملف محاكمة القناصة و شهداء وجرحى الثورة وسيكون تكريم الشهداء والجرحى وتمكينهم من التعويض الادبي والمادي الذي يستحقونه احد ابرز اولويات عملنا وشخصيا ساءني كثيرا ما وقفت عليه مؤخرا بالمستشفى العسكري فعدد من الجرحى لم تتم مداواتهم ولا يزالون يحملون رصاصات باجسادهم و سنطالب بأن يكون ذلك من مشمولات لجنة متكونة من ممثلي المجتمع المدني كما اننا نفكر في بعث نشرية و مجلة للرابطة وسنعمل على اعداد تقرير سنوي حول حقوق الانسان في تونس ومن المواضيع الاخرى التي سنركز عليها المطالبة بادراج مادة حقوق الانسان ضمن المواد التي تدرس بالابتدائي و الثانوي على ان تكون مادة مستقلة ونأمل ايضا في بعث معهد تونسي لحقوق الانسان و ومكتبة مختصة تجمع كل الكتب والمنشورات المتعلقة بحقوق الانسان. نجاح الرابطة في المحافظة على اشعاعها مرتبط باستقلاليتها عن التيارات السياسية كيف ستعملون على تحقيق ذلك? لقد اكدنا انه لم يعد هناك مجال للمحاصصة السياسية في الرابطة واشترطنا ان يكون اعضاء الهيئة المديرة غير منتمين لمكاتب سياسية للاحزاب. نحن سنصر على استقلالية الرابطة التي ستحافظ على موقع الملاحظ ولن نكون في صف السلطة او في صف الاحزاب بل سنعمل مع الجميع بحسب الملفات ولكننا لن نكون مناصرين لاي طرف. كريمة دغراش (المصدر: صحيفة « الصحافة » (يومية – تونس) الصادرة يوم 10 أكتوبر2011)

<



علمت كلمة أن الوزير الأول في الحكومة المؤقتة الباجي قايد السبسي سيجري زيارة إلى ليبيا يوم 12 أكتوبر، وذلك بناء على دعوة المجلس الانتقالي الليبي. وأفادت مصادرنا، أن الوزير الأول سيزور مدينة بنغازي مرفوقا بعدد من الوزراء، وما تزال أسباب الزيارة وموضوعها غير معلنين إلى الآن. يذكر أن الوزير الأول الباجي قايد السبسي عاد يوم 7 أكتوبر من زيارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية التقى خلالها رئيس البنك الدولي ووزيرة الخارجية الأمريكية و الرئيس الأمريكي باراك اوباما و عدد من السياسيين الأمريكيين. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – تونس)، بتاريخ 10 أكتوبر 2011)

<



تونس (رويترز) – قال كمال مرجان وزير الخارجية السابق في عهد الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي في مقابلة ان اقصاء كل منتسبي حزب التجمع الحاكم سابقا في المجلس التأسيسي المقبل سيكون له عواقب كارثية على البلاد واصفا محاولات الاقصاء بانها غبية. وبعد ثورة يناير كانون الثاني التي الهمت عدة شعوب اخرى في المنطقة ادار معظم التونسيين ظهورهم لكل أثر لبن علي بعد 23 عاما من الحكم الاستبدادي. وأسس مرجان وهو احد ابرز وجوه نظام بن علي حزب المبادرة الذي يضم عددا كبيرا من اعضاء التجمع الدستوري الحاكم سابقا. وسيشارك بحوالي 21 قائمة في انتخابات المجلس التأسيسي التي تجري في 23 من الشهر الحالي. ويسعى الحزب الى ايجاد مكان له على الساحة السياسية التي تعج بنحو 110 أحزاب سياسية. وقضت محكمة تونسية بحل حزب التجمع الحاكم سابقا هذا العام بعد الاطاحة ببن علي في 14 يناير كانون الثاني اثر احتجاجات شعبية. واستقال كل الوزراء الذين عملوا مع بن علي بما فيهم مرجان من الحكومة الحالية تحت ضغط الشارع التونسي. لكن مرجان قال في مقابلة مع رويترز انه يجب طي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة واجراء مصالحة عاجلة بين كل فئات المجتمع التونسي حتى تستفيد تونس من كل الكفاءات مهما كانت انتماءاتهم. وتابع ان مرحلة الانتقال الديمقراطي في تونس محل اهتمام كبير في المنطقة العربية. وكيفية دمج اعضاء من النظام السابق ستكون ايضا محل متابعة في اليمن ومصر وليبيا. وقال مرجان « ماجرى في تونس لم يحصل في اي مكان من العالم..انظروا في اوروبا الشرقية وامريكا اللاتينية لقد طويت صفحة الماضي بينما نحن نصر على الاقصاء وهذا غباء ». واضاف « ستكون كارثة كبرى لو سيتم اقصاء التجمعيين خلال المجلس التأسيسي المقبل..سنبقى مصدر سخرية للعالم كله..يجب ان نترفع عن ذلك ونفكر في مستقبل البلاد ». وذكر ان البلاد ستكون في حاجة الى بعض من الكفاءات ممن عملوا مع النظام السابق نظرا لخبرتهم الواسعة في عدة مجالات مضيفا ان التجمع والنظام السابق كان به شرفاء. ودعا الى عدم ممارسة وصاية على الشعب التونسي معتبرا ان حزبه سيحترم خيار الشعب مهما كانت نتيجته تدعيما للمسار الديمقراطي في البلاد. ومرجان الذي عمل في الامم المتحدة لسنوات طويلة قبل ان يعود لبلاده في 2005 لتسلم وزارة الدفاع ثم وزارة الخارجية يأمل في اي يضمن حضورا لافتا لحزبه في المجلس التأسيسي رغم عدد من العراقيل التي تواجهه من بينها انه ممنوع من السفر خارج البلاد بسبب تحقيقات تجري مع مسؤولين في النظام السابق. وقال « هدفنا في ان نكون موجودين في المجلس التاسيسي بنحو ما بين 15 و 20 مقعدا.. ولدينا جيل جديد من الشبان قادر على تولي المسؤولية..حزبنا يضم عشرات الاف المنخرطين من عدة تيارات سياسية مختلفة وهذا مثار فخر لنا ». واضاف انه متفائل بتحقيق هذا الهدف لانه رصد اهتمام فئات واسعة من التونسيين باجتماعات الحزب وبرامجه. ويرى مرجان ان مستقبل تونس لا يبدو سهلا وقال ان البلاد تحتاج توافقا سياسيا بين مختلف التيارات للوصول الى شاطئ الامان وبدء معالجة الملفات الشائكة مثل البطالة دون تأخير. وقال مرجان انه يدعم اقامة علاقات اكبر مع ليبيا والانفتاح على افريقيا مضيفا ان تونس اضاعت فرصا لدخول السوق الافريقية مع بن علي ويجب ان لا تتأخر اكثر. واضاف ان استعادة نسق النمو الاقتصادي هو من اولويات حزبه لايجاد فرص عمل اضافية للعاطلين عن العمل لكنه قال انه لا احد يملك عصا سحرية لايجاد حلول فورية. وقال ان الحريات السياسية نالها التونسيون بعد ثورة يناير لكنه شدد على انهم يحتاجون للعمل والخبز. ودعا مرجان الى اعادة هيكلة القطاع السياحي من جديد وتشييد بنية تحتية عصرية لجذب استثمارات اجنبية. من طارق عمارة وصلة هذا المقال http://www.swissinfo.ch/ara/detail/content.html?cid=31318386

<


ملف الأسبوعي – من الباجي قائد السبسي… الى قائد السبسي الباجي …..1 هل تصنع حكومة انتقالية المرحلة التأسيسية؟


ملف من إعداد منية العرفاوي – ونحن نعيش على وقع الأيام الأخيرة للحكومة الانتقالية الثالثة منذ الثورة وفي انتظار انتخابات مجلس تأسيسي التي ستضفي الشرعية الشعبية على سلط ومؤسسات الدولة فوجئ الرأي العام التونسي بتصريحات الوزير الأول في الحكومة الانتقالية السيّد الباجي قائد السبسي لصحيفة نيويورك تايمز على خلفية زيارته الأخيرة للولايات المتحدة الأمريكية والذي أكّد فيها أنه غير جاهز للتقاعد وهو ما فهمه البعض تلميحا مبطنا وجسّ نبض حول امكانية استمراره الى ما بعد 23 أكتوبر رغم أنه وبمقتضى مرسوم مارس الماضي المنظّم للسلط العمومية تنتهي مهامه ومهام حكومته ومهام الرئيس المؤقت فؤاد المبزع أيضا بانتخاب مجلس وطني تأسيسي الاّ أنه منذ أسابيع وبعض وسائل الاعلام الكتوبة خاصّة تطرح فرضية بقاء القائد السبسي الى ما بعد الانتخابات خاصّة وأن وثيقة المسار الديمقراطي وأحزابها الإحدى عشر تركت الباب مفتوحا حول ماهية الشخصية التي سيعيّن رئيس الدولة المنتخب من قبل أعضاء المجلس لتشكيل حكومة وحدة وطنية..ولئن رأى بعض ممن وجهنا لهم السؤال حرجا في مواصلة القائد السبسي ادارة الشأن العام على الأقل في المرحلة القريبة القادمة الى أن تستقر الأوضاع نهائيا خاصّة وانّنا مقبلون على مواعيد حاسمة لعلّ أبرزها اعداد ميزانية الدولة التي تتطلّب معرفة بالملفات المطروحة والاعتمادات التي يجب توفيرها ناهيك أن هذه الحكومة الانتقالية سعت لتأمين قروض دولية تساعد على الانعاش الاقتصادي فان بعض المتدخلين رأوا في المسألة انقلابا على الشرعية الانتخابية وأن قائد السبسي من «العسكر القديم» وهو كانت له من الجرأة والحنكة السياسية لكي يتحمّل مسؤولية سياسية تاريخية في وقت صعب لكن اليوم آن الأوان لتسليم المشعل السياسي لممثلي إرادة الشعب.. عبد الناصر العويني حكومة فاقدة للشرعية.. ولن تستمدها من التأسيسي الحكومة تسترت على المجرمين والفاسدين وصاغت المراسيم لتبرئة العائلات «المتنفذة».. رغم أن انتخابات المجلس التأسيسي تعتبربالنسبة للكثير من السياسيين محطة مفصلية لاختباررصيدهم الجماهيري والسياسي التي تؤهلهم بشرعية انتخابية لاقتناص أكثر ما يمكن من كراسي التأسيسي واحتلال مناصب قيادية تؤهلهم لصنع القرارالسياسي فإن البعض الآخرورغم ترشحه لخوض غمار انتخابات التأسيسي فانه يعتبرها أكثر مرحلة تكتسي خطورة بالغة لأن صبغتها التأسيسية ستجعلها مرجعا دستوريا وقانونيا لتسيير شؤون البلاد وستكون كذلك اللبنة الأساسية في النظام الديمقراطي والجمهوري المنشود ومن بين هؤلاء «المتشددين» في رؤيتهم المتروية للمجلس وما سيترتّب عنه بعد ذلك نجد الأستاذ عبد الناصرالعويني المرشّح كمستقل للمجلس التأسيسي والذي كانت له مواقف مبدئية وحاسمة من عديد المسائل وهي مواقف لم تكن متسامحة مع كل من تسوّل له نفسه الالتفاف على الثورة وعلى شرعيتها وحقها الطبيعي في التغييروالبناء على أسس صحيحة.. في اتصالنا بالأستاذ العويني طرحنا عليه موضوع التسريبات الإعلامية التي تطرح إمكانية مواصلة الوزيرالأوّل المؤقت الباجي قائد السبسي لمهامه إبان المرحلة التأسيسية وقد كان ردّ العلويني حاسما حيث أكّد «أن يواصل القائد السبسي مهامه على رأس حكومة بعد انتخاب المجلس التأسيسي لا يستقيم فهذه الحكومة ليس لديها شرعية أو مشروعية ولن تستمد شرعيتها من المجلس التأسيسي . فمن المفترض أن ينتخب الشعب من يمثله وبالتالي لا بدّ أن تكون الحكومة منبثقة من ممثلي الشعب؛ والمجلس هوالوحيد المخوّل قانونا عندها بتنظيم السلط العمومية ؛ وهذه التسريبات الإعلامية التي تروّج لفكرة استمرارالحكومة هي دلالة على أنها حكومة عاجزة ولا تملك الثقة الكاملة بنفسها لمواجهة الجماهيربخططها الخفية دون الالتفاف للوصول لأهدافها ؛ وهي كذلك تنتمي للثورة المضادة وتجاهلت شرعية الثورة التي كان أهم مطالبها مجلس وطني تأسيسي؛ وبالتالي فالمجلس من مهامه هدم ما سبق والتأسيس لبنية مؤسساتية واجتماعية جديدة بعيدا عن المزايدات والمغالطات.. وهذه الحكومة وبهذا التفكيرتثبت بطريقة لا تقبل الدحض أنها تنتمي للثورة المضادة ولا تؤمن بالديمقراطية وتنتمي الى ثقافة بائدة تعتمد التزويرفي الانتخابات و السطوعلى إرادة الشعب التي تحرّف رغم إرادته عند الاقتراع.. حكومة تجمعية تحاول الالتفاف على الثورة.. ويضيف الأستاذ عبد الناصرالعويني»أعتقد أن الحكومة الحالية هي حكومة تجمعية تنتمي إلى نظام بن علي وهي ليست حتّى حكومة بورقيبية ولولا يقظة الشارع التونسي لرأينا التفافا صارخا على الثورة وانحرافا فاضحا بالمسارالانتقالي … كما أنها حكومة تتستّرعلى المجرمين والفاسدين وتصوغ المراسيم لتبرئة عائلات متنفذة من تهم الفساد كمروان المبروك الذي بقي خارج دائرة المساءلة رغم أن كل القرائن تدينه ؛ كما أنها ساهمت في تهريب مجرمين مطلوبين للعدالة كسيدة العقربي وهي تتقاعس عمدا عن جلب أزلام النظام البائد ومحاسبتهم بإصدار بطاقات الجلب الدولية اللازمة لذلك ؛ كما أن هذه الحكومة تتساهل وتفتح الباب أمام الاحتكاروتجارة السوق السوداء..وملخّص القول أنه لا ينبغي لهذه الحكومة أو لأي عنصر منها مواصلة تقلّد أي منصب سياسي بعد انتخابات 23 أكتوبرالقادم..» إسكندر الفقي مواصلة الحكومة الانتقالية لمهامها.. بشرط !!! تختلف قراءات المشهد السياسي باختلاف الرؤى والخلفيات الإيديولوجية وباختلاف «المصلحة» الفكرية أوالحزبية لكن تبقى الأحكام الأقرب الى المصداقية تلك التي ترد باعتبارات موضوعية دون ضغط من العوامل الذاتية التي تؤثرفي مجملها على إرادة صاحبها وحتى قناعاته..فيما يتعلّق بمختلف وجهات النظرذات العلاقة بالملف المطروح والمتمثّل بالخصوص في مواصلة قائد السبسي مهامه على رأس حكومة منتخبة بعد انتخابات التأسيسي أوحكومة تقنية يؤثثها أصحاب الحقائب الحاليون ارتأينا بسط المسألة على الأستاذ اسكندرالفقي المحلّل السياسي الذي طرح أفكاره بكل موضوعية دون تجاذبات حزبية أواتجاهات سياسية معينة.. حول مواصلة القائد السبسي من عدمه لمهام حكومية أفادنا الأستاذ الفقي: «بالنسبة إلى استمرارالوزيرالأول المؤقت الحالي على رأس حكومة منتخبة بعد 23 أكتوبر؛ شخصيا لا اعتبره مشكلا؛ فالرجل شخصية تتميزّ بحنكة سياسية وهي أيضا توافقية قادت البلاد في أحلك فتراتها واستطاعت رغم وجود أخطاء أن تسيربدفة الأحداث الى شاطىء الأمان لخوض انتخابات المجلس الوطني التأسيسي وبالتالي فإني أعتقد أن هناك إجماعا حول حنكته ودرايته بخبايا الأمورالسياسية ، وبالتالي فإن وقع عليه الاختياربالانتخاب أوبالتوافق من داخل المجلس فإني لا أرى ضررا من وراء ذلك خصوصا إذا حدّدت مدة عمل المجلس وكانت هناك حكومة منتخبة من داخله كتعبيرعن إرادة الشعب واختياراته. وعموما أعتقد أنه في صورة بقاء الباجي قائد السبسي فإنه سيبقي على بعض الحقائب التي مازال بانتظارها ملفت للاستكمال..لكن لي وجهة نظرفيما يتعلّق بطريقة المواصلة فلا يجب بحال أن تكون بالإسقاط أي تنصيب الباجي قائد السبسي بتوافق أوحلول سياسية؛ فالمسألة لتستقيم قانونيا وأخلاقيا وحتى لا توّلد أي احتقان سياسي خارج أو داخل الدولة لا بدّ من التصويت داخل المجلس لصالح أو ضدّ استمراره..رغم أنه نظريا حتى وإن تشكّلت حكومة على هذه الشاكلة فهي ستكون حكومة تقنية وليس حكومة سياسية بل ستكون مهمتها تسييرالشأن العام..ولكن رغم ذلك يجب أن تكون منتخبة من المجلس الذي يملك لوحده الشرعية الشعبية.. وأريد أن أشير بهذه المناسبة الى إمكانية أن يكون المجلس التأسيسي بمثابة برلمان وبالتالي لا نقع في فراغ مؤسساتي طوال فترة عمله التي قد تمتد بين 3 و4 سنوات وهكذا ندخل وبتاريخ 23 أكتوبروفي نفس الوقت مرحلة التأسيس لإعداد دستور للبلاد ويكون لدينا في نفس الوقت نظام سياسي برلماني يهيكل المؤسسات ولا يتركنا في فراغ مؤسساتي وضعف على مستوى السلط الى حين الانتهاء من إعداد الدستور…فالانتخات القادمة هي قمة الديمقراطية من خلال الاقتراع الحرّ والمباشرة وهي أسمى تعبيرعن الإرادة الشعبية وبالتالي لا شيء يمنع من أن يضطلع المجلس بالمهمتين البرلمانية والتأسيسية..» محمد عبو بقاء الباجي قائد السبسي… مزحة ! يبقى حزب المؤتمر من أجل الجمهورية من بين الأحزاب التي لم تنسلخ على المطالب الشعبية وبقيت وفية لثورية هذه المطالب..لصيقة بشواغل المواطن..حاملة لهواجسه ومخاوفه كما كان الحزب من بين الأحزاب القليلة جدّا التي كشفت عن مصادرها المالية ومصادر تمويلها في كنف الشفافية ودون مراوغة وعبّرت بنقد لاذع عن الخطر الذي يحدقه مال السياسي بالثورة ووصل الأمر الى درجة الصدام المعلن مع بعض الأطراف السياسي «المتنفّذة» ماليا والتي تسعى أن تكون فاعلة سياسيا.. وكان موقفها من وثيقة المسار الديمقراطي واضحا بحيث رفضت المصادقة عليها معتبرة أن من يحدّد تفاصيل فترة ما بعد 23 أكتوبر هم أصحاب القرار الشرعيين الذين سيمثلون الشعب من خلال انتخابات حرة ونزيهة..وان كانت هذه الوثيقة يرى فيها المتتبعون للشأن السياسي بداية التمهيد لمواصلة الحكومة المؤقتة أو بعض رموزها لعمل الحكومة جنبا الى جنب مع المجلس التأسيسي، فانّنا بطرحنا مسألة مواصلة القائد السبسي من عدمها على رأس الحكومة اتصلنا بالأستاذ محمد عبو الناشط الحقوقي وعضو المكتب السياسي لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية لمعرفة رأيه حول خيار مواصلة الحكومة الحالية لنشاطها بعد فترة 23 أكتوبر.. في مستهل حديثه معنا أكّد عبو أن المرسوم المنظّم للسلطات العمومية والصادر في أواخر مارس الماضي وبعد تعليق العمل بالدستور هو دستورنا وهو يقرّ صراحة أن هذه الحكومة ينتهي نشاطها عمليا بانتخاب مجلس وطني تأسيسي وبالتالي لا مناص من انتهاء فترة الشرعية التوافقية والدخول في الشرعية الفعلية التي تشرّعها الانتخابات وبالتالي فان الباجي قائد السبسي بذلك وان أراد المواصلة فعلا يصبح منقلبا على الشرعية فنظريا ليس هناك أي مجال أو أي تبرير مقنعا لبقائه بعد 23 أكتوبر..حتى ولو افترضنا أنه قام بخطوات ايجابية عند اشرافه على الحكومة الانتقالية لكن أعتقد ان توجّه الرأي العام وتقييمه لأداء حكومة القائد السبسي هو تقييم سلبي ولا أتصوّر ان هناك من سيوافق على بقائه.. كما أعتقد أن قائد السبسي هو سياسي محظوظ جدّا فهو اشتغل في الحقل السياسي منذ بداية دولة الاستقلال وعايش كل مراحل التحوّل المفصلية وشهد أبرز وأهمّ الأحداث الوطنية كما قاد البلاد في مرحلة تاريخية صعبة وحاسمة وبالتالي وصل الى قمة الطموح السياسي وأرى أن الانسحاب من الحياة السياسية في الوقت الراهن هو خيار صائب حتى يبقى على رصيده السياسي متوهجا.. ونحن كحزب نرفض استمراره على رأس الحكومة التي من المفروض أن تكون حكومة شرعية منبثقة عن المجلس التأسيسي الذي سيعبّر عن الارادة الشعبية لأنه نتيجة انتخابات نتمنّى ان تكون حرة ونزيهة.. وحول ما يثار عن التسريبات الاعلامية لامكانية بقائه في الحكومة وحتى تصريحاته لنيويورك تايمز فأعتقد أنها مجرّد مزحة لا تعبّر عن جديته في البقاء رغم أنه بامكانه اسوة بأي مواطن تونسي أن يمارس السياسة بالطريقة التي يرتضيها ولا أحد بامكانه أن يسلبه هذا الحق لكن المواصلة بعد التأسيسي فهذا شخصيا أستبعده. محمّد القوماني ندعم فكرة حكومة جديدة.. حزب الإصلاح والتنمية من بين الأحزاب التي أمضت وثيقة الانتقال الديمقراطي و أبدى موافقة مبدئية على مواصلة الرئيس المؤقت والوزيرالأول الحالي لمهامهما إلى حين تشكيل حكومة منتخبة وتنظيم السلط العمومية .. «الأسبوعي» اتصلت بمحمّد القوماني أمين عام الحزب واستطلعت رأيه حول إمكانية مواصلة القائد السبسي لمهامه من عدمها.. في مستهل حديثه معنا أكّد القوماني أن وثيقة المسارالديمقراطي التي أمضاها الحزب تنصّ على بقاء الرئيس المؤقت والوزيرالحالي الى حين استقرارالأموربعد انتخابات التأسيسي بحيث يتولّى المجلس التأسيسي انتخاب رئيس للدولة وسيزكي حكومة جديدة، شرعية تكون بالضرورة منبثقة عن المجلس التأسيسي الذي يملك ممثلوه الشرعية الشعبية .وهذه الحكومة ستعمل على الملفات التي لم توفّق الحكومة الانتقالية في معالجتها مثل تسريع المحاسبة وإعادة هيكلة مؤسسات الدولة وتطهير القضاء من بقايا النظام السابق والجهازالأمني. وكل ما تقدّم يعتبر شرطا أساسيا في الانتقال الديمقراطي الحقيقي الذي انتظره الشعب التونسي وتعمل من أجله الأحزاب طوال المدة الفارطة. كما أن الحملة الانتخابية تطرح بدائل حزبية لما هو موجود ؛ فنحن من خلال المجلس التأسيسي نبحث عن تأسيس مرحلة جديدة في تاريخ البلد تكون الديمقراطية إحدى لبناتها الأساسية. ونحن كحزب ندعم فكرة حكومة جديدة ولا ضيرمن تطعيمها ببعض الوجوه الحالية التي أثبتت كفاءتها ونزاهتها ؛ ونحن طرحنا في بياننا الانتخابي فكرة حكومة جديدة وتنظيم جديد للسلط العمومية. أحمد إبراهيم المرسوم ووثيقة الانتقال الديمقراطي لا يحتاجان لتأويل في غمرة الاستعدادات الحثيثة لانتخابات التأسيسي التي يشهدها القطب الحداثي والأحزاب المنظوية تحته ومن أن أبرزها حركة التجديد اتصلت «الأسبوعي» بأمين عام التجديد. أحمد ابراهيم الذي أفاد أن مرسوم مارس المنظّم للسلط العمومية وحتى وثيقة الانتقال الديمقراطي أقرّا بوضوح ما سيترتّب عنه بعد انتخابات التأسيسي بحيث ستنتقل الحياة السياسية برمتها الى مرحلة الشرعية وهذا الانتقال سيحتّم انتخاب حكومة شرعية وفق ما تقرّه النصوص المنظمة للمجلس والذي يبقى من أوكّد مهامه تنظيم السلط العمومية وفق ما تقتضيه المرحلة التأسيسية. بشرى بن حميدة حكومة وحدة وطنية بقرار من المجلس التأسيسي التكتّل الديمقراطي من أجل الحريات والعمل من بين الأحزاب التي يرتقب أن تكون حاضرة بقوة في التأسيسي كما أن الحزب المذكور هو من بين أبرز الأحزاب التي أمضت على وثيقة الانتقال الديمقراطي والتي تخوّل قانونا مواصلة الحكومة لمهامها الى حين انتخاب حكومة منبثقة من المجلس التأسيسي..»الأسبوعي» اتصلت ببشرى بن حميدة الملتحقة حديثا- بالتكتّل والمرشحة على رأس قائمة الحزب بزغوان واستطلعت رأيها حول مدى قبول الحزب باستمرار الوزير الأوّل في الحكومة الانتقالية في مباشرة مهامه الى ما بعد 23 أكتوبر فأكّدت أن هذه المسائل من صلاحيات المجلس التأسيسي الذي سينتخب قريبا والذي تبقى له سلطة اتخاذ القرار في هذه القرارات المصيرية..ونحن كحزب تكتّل عبّرنا عن موقفنا المتمثّل في كوننا نريد حكومة وحدة وطنية بالأساس وهذه الحكومة تبقى مرجع نظر المجلس بالانتخاب أو التوافق دون تأثيرات خارجية.  
 
ملف الأسبوعي – من الباجي قائد السبسي… الى قائد السبسي الباجي …..2

 

 
د. عبد اللّطيف الحناشي أستاذ التاريخ المعاصر بالجامعة التونسية :
استمرار الوجوه « القديمة المؤقتة » لا يبدو مريحا من الناحية السياسية.. لا يمكن أن نفهم هذه المرحلة المفصلية في تاريخنا المعاصر والتي تتأهّب فيها
 
البلاد لخوض أوّل انتخابات ديمقراطية حقيقية بمعزل عن قراءات الخبراء الأكاديميين ورؤيتهم للمسألة ووضعها في سياقها التاريخي من منطلق أن الحراك السياسي في أي بلد خاضع لصيرورة الأحداث ويعكس بطريقة أو أخرى تراكمات اجتماعية وسياسية ونفسية تولّد واقعا قابلا للدراسة والاستشراف..وبما أنّ المرحلة الحالية وليدة معطى سياسي مستجدّ لم يعتده الشعب التونسي ومازالت الذهنيات والعقليات في مرحلة التدرّب عليه..وفي ذات السياق اتصلنا بالدكتور عبد اللطيف الحناشي الباحث في التاريخ المعاصر ليبسط قراءته لمجريات الأحداث اليوم خاصّة بعد التصريح الذي أدلى به الباجي قائد السبسي في نيورك تايمز ذات التأثير على الرأي العام الأمريكي والتي تبدو محملة برسائل للشعب التونسي خاصّة إذا أخذنا بعين الاعتبار الدور الأمريكي في المعادلة التونسية..  
من الناحية السياسية الأخلاقية هل يستقيم بقاء الباجي في موقع صنع القرار السياسي بعد انتخابات 23 اكتوبر؟
بداية لا بدّ من التاكيد ان صنع القرار في بلد ديمقراطي لا يتخذه مسؤول سياسي لوحده بـل يشترك في صياغته وبلورته،عادة، مجموعة من اصحاب الراي والفكر وممن يملكون تجربة وخبرة في الميدان.. وتبعا لسياق سؤالك نقول انه بامكان السيد باجي السبسي ان يظل في موقع صنع القرار ولكن في ايّ درجة من سلّم اتخاذ القرار وصنعه؟ هل بصفته رئيسا مؤقتا للوزراء؟ ام بصفته من اصحاب الراي والمشورة وممن يملكون تجربة وخبرة في الميدان؟.
للاجابة عن هذا السؤال ومتفرعاته علينا الرجوع الى المرسوم المنظم للفترة الانتقالية والنص القانوني.بالنسبة الى مرسوم 23 مارس نلاحظ انه لا يحدد بدقة ووضوح تاريخ انتهاء مهام السلطة الانتقالية في حين ان النص القانوني يؤكد بشكل واضح على ضرورة استقالة مباشرة لرئيسي الدولة والحكومة بعد اتمام اختيار شخصيتين بديلتين من قبل المجلس الوطني التأسيسي المنتخب.. كما ان وثيقة المسار الانتقالي تنص على مواصلة الحكومة المؤقتة لمهامها إلى غاية تشكيل حكومة جديدة. غير ان المدة الزمنية لتلك العملية قد تتمدد او تتقلص تبعا لما تتطلبه بعض الاجراءات الضرورية كمسألة هيكلة المجلس وتنظيمه (الموافقة على النظام الداخلي والاتفاق او انتخاب رئاسة المجلس ونائبي الرئيس والمقررين..).
ولاشك ان ذلك يخضع للتوازنات السياسية لتركيبة المجلس ومدى انسجام اعضائه واتفاقهم من حول طريقة اختيار رئيس الجمهورية والوزير الاول وكذلك الاتفاق على مقاييس الاختيار وهو ما يتطلب بالضرورة زمنا معينا يسمح للسلطة الانتقالية بممارسة دورها بشكل مؤكد في انتظار ان يستكمل المجلس تلك الاجراءات ثم الاختيارات..بعد ذلك قد يختار المجلس رموز السلطة الجديدة الانتقالية الثلاثة القادمة من داخل المجلس المنتخب او من خارجه (الرئيس والوزير الاول)..ومن هنا ياتي احتمال اختيار السيد الباجي السبسي كاحتمال وارد مثل احتمالات اخرى ممكنة.. ونعتقد ان المسألة ستخضع بشكل متفاوت ونسبي لموازين قوى داخلية واخرى خارجية(من خارج المجلس بل حتى من خارج البلاد..)، كما يخضع الامر ايضا الى رغبة السيد باجي قائد السبسي وارادته شخصيا وتقديره للامور(اذا طلب منه المجلس التاسيسي المنتخب مواصلة رئاسة الوزراء)، ويحيلنا هذا الى التصريح الذي ادلى به مؤخرا السيد الباجي صحيفة «نيويورك تايمز» حيث اعترف بأنه ليس جاهزا للتقاعد وهو ما فُسّر، من قبل الملاحظين والفاعليين السياسيين بتونس،على انه راغب في الاستمرار في المنصب..بداية لا بد من ابداء ملاحظتين اثنتين في هذا المضمار تتعلّق الاولى باهمية جريدة «نيويورك تايمز»وقربها من الديمقراطيين وتاثيراتها الواسعة في الراي الامريكي وتتعلق الملاحظة الثانية في كون ان السيد الباجي قد ادلى بهذه الرغبة اثناء زيارته الى الولايات المتحدة الامريكية وقبل استقباله من قبل الرئيس اوباما بنحو يومين ولا شكّ ان في ذلك عدة دلالات وربما رسائل محددة..
لاشكّ ان رغبة السيد الباجي تُحترم وهو حرّ في اختيار ما يرغب ولا احد يشكّ في خبرته وحنكته ودرايته السياسية غير ان ذلك لا يمنع القول بان السيد الباجي قد بلغ من العمر عتيّا(اطال الله عمره) وان الشعب التونسي وخاصة الشباب الذي فجّر الثورة يريد وجوها جديدة خلاقة بل الامر ينسحب حتى على الشيوخ الذين ملّوا من رؤية مسؤولين يتشبثون في الحكم..وعلى السيد الباجي ان يحترم رغبات الشعب وآماله في ان يرى شخصية جديدة في الحكم .فمهما كان الامر فالسيد الباجي هو من «العسكر القديم» الذي خدم طويلا البلاد منذ الستينيات وآن الاوان ان يستريح وان ينعم بتقاعده وان يفيدنا بنقل تجربته الثرية خلال هذه الفترة الدقيقة والحساسة التي مرّت بها البلاد وان يقدم للاجيال الجديدة وللمؤرخين تجربته تلك وحتما ستكون كتابته أجمل وأنفع، كما فعل عندما اصدر ما يشبه المذكرات، مع اختلاف الظروف اي مع هامش واسع من الحرية التي جاءت بفضل دماء الشهداء وبفضل ثورة الشباب التونسي..
ولا شكّ ان عدم مواصلته المسؤولية «المباشرة» ستكون تجسيدا للمبادئ التي آمن بها وحاول تكريسها منذ بداية السبعينيات من القرن الماضي ووفاء للعهود التي قطعها على نفسه بانه لن يتحمل اية مسؤولية سياسية بعد انتخابات 23 اكتوبر، ولا اظنّ ان السيد الباجي بحنكته وبما يكتنز من «ثقافة ديمقراطية» سيتشبّث بالمنصب بعد 23 اكتوبر وهو بذلك سيخرج من الباب الكبير معزّزا مكرّما وسيسجلّ بذلك سابقة في ممارسة التناوب على السلطة في الدولة التونسية المعاصرة.
هل ترى أن الحكومة المؤقتة وخاصّة وزارات السيادة تعاملت بحنكة واقتدار مع الملفات الساخنة والعاجلة؟
بطبيعة الحال تبدو الامور نسبية في هذا المجال، عندما نتحدث عن وزارات السيادة وعن الملفات الساخنة.لقد واجهت حكومة السيد الباجي قائد السبسي العديد من المشاكل الداخلية المركبة والمعقدة:اقتصادية واجتماعية وسياسية وامنية…بالاضافة الى ضغوطات خارجية وبالتحديد ضغوطات اقليمية لعل اخطرها تداعيات الوضع في ليبيا على تونس..ولكن ذلك لا يعني ان حكومة السبسي قد تمكنت من حلّ كل المشاكل والتغلب عليها بل ان الكثير من تصرفاتها وسلوكها لم يرق الى ما كان مأمولا منها انجازه .فأداؤها كان ولا يزال بطيئا من جهة معالجة قضايا هامة وحساسة بالنسبة الى الشعب التونسي كمحاسبة رموز نظام الفساد والاحتيال والتحيّل في مختلف القطاعات الحيوية الوطنية والجهوية كما ظلت مسألة استقلالية القضاء واصلاح الجهاز بطيئة حتى لا نقول منعدمة..وينسحب الامر على المنظومة الامنية وجهازها. اذ لم تباشر عملية اصلاح هياكلها الا بوتيرة محتشمة خاصة مع استمرار تحكّم بعض مراكز القوى ذات العلاقة بالرئيس المخلوع، في الكثير من الملفات ولربما المساهمة في تعطيل عملية الاصلاح بطرق او باخرى والتغطية على بعض رموز الفساد الاداري والسياسي والاقتصادي وبؤره مما يجعل الطريق الى معالجة الملفات الساخنة مؤجلة.كما قد يفسح ذلك المجال امام تلك الاطراف المساهمة ربما، بما تملك من خبرة ودراية، مع قوى اخرى، في عرقلة السير الطبيعي لعملية الانتقال الديمقراطي..
عندما تواصل حكومة انتقالية في مرحلة تأسيسية هل يمكن عندها أن نتحدّث على انتقال ديمقراطي حقيقي؟

اعتقد هنا اننا نتحدث عن فرضية.. فمن المفروض ان تستمر الحكومة الانتقالية في تسيير شؤون البلاد وذلك حتى تاريخ مباشرة المجلس الوطني التأسيسي لمهامه وضبطه لتنظيم آخر للسلط العمومية كما نص على ذلك مرسوم 23 مارس 2011 المتعلّق بالتنظيم المؤقت للسلطة العمومية عندها نتحوّل الى صيغة اخرى ومن المفروض ان تتحمّل وجوه اخر،من المجلس او من خارجه للمسؤوليات وخاصة رئاسة الدولة والوزير الاول والوزراء تبعا لما ستفرزه نتائج انتخابات المجلس التاسيسي والتحالفات بين الاطراف السياسية في المجلس..لكن في السياسة الكل جائز وممكن،اذ قد يجد المجلس نفسه في مأزق ما وللخروج من ذلك المأزق المحتمل قد يلتجئ مثلا الى الوزير الاول ويطلب منه مواصلة مهامه في انتظار حسم الامر هذا اذا رغب او قبل الوزير الاول المؤقت ذاته ذلك..غير ان استمرار الوجوه «القديمة المؤقتة» القيام بنفس المهام لا يبدو مريحا لا على المستوى السياسي ولا على المستوى النفسي اذ سيشكل خيبة كبيرة للشعب ولطموحاته وآماله في قيام حكم ديمقراطي كما قد يعبّر ذلك عن عجز النخبة السياسية المُنتخبة ديمقراطيا للقيام بدورها الطبيعي المُفترض..ولكن ورغم كل شيء اعتقد ان الامر قد لايحصل اذ ان جميع الاطراف السياسية الوطنية الفاعلة على قدر كبير من المسؤولية والوعي بما تتطلبه مرحلة ما بعد الانتخابات من قرارات لا بدّ وان تتماهى مع تضحيات الشعب التونسي ونضالاته من اجل اقرار نظام ديمقراطي بمؤسّساته المختلفة… وثيقة إعلان المسار الانتقالي غموض يلف الشخصية التي ستشكل الحكومة! قبل انطلاق الحملة الانتخابية تولت الأحزاب الممثلة في الهيئة العليا لتحقيق اهداف الثورة التوقيع على وثيقة «اعلان المسار الانتقالي» وهي على التوالي التكتل الديمقراطي من اجل العمل والحريات وحركة التجديد وحركة الديمقراطيين الاشتراكيين وحركة الوطنيين الديمقراطيين وتونس الخضراء والحزب الديمقراطي التقدمي وحركة النهضة وحزب العمل الوطني الديمقراطي وحزب الطليعة العربي الديمقراطي والحزب الاشتراكي اليساري وحزب الاصلاح والتنمية في حين رفض المؤتمر من أجل الجمهورية التوقيع. وتنص هذه الوثيقة على: *التزام الموقعين عليها المطلق بموعد 23 اكتوبر 2011 لانتخاب المجلس الوطنى التاسيسي. *تحييد أماكن العبادة والمؤسسات التربوية والإدارية وأماكن العمل عن كل دعاية انتخابية. * ضرورة أن لا تتجاوز فترة أشغال المجلس الوطني التأسيسي مدة السنة على أقصى تقدير حتى تنصرف البلاد ومؤسساتها لمعالجة جملة القضايا الأساسية الأكيدة خاصة على المستويين الاجتماعي والاقتصادي. *وتنصّ الوثيقة على أن يواصل الرئيس المؤقت والحكومة الانتقالية الحالية مهامهما إلى حين انتخاب المجلس الوطني التأسيسي رئيسا جديدا للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة . ويتولى الرئيس المؤقت الحالي وفق هذه الوثيقة اثر الإعلان عن النتائج النهائية للانتخابات إلى التئام أول اجتماع للمجلس الوطني التأسيسي الذي ينتخب فورا رئيسا له لادارة وتسيير اشغاله وتنظيم جلساته ويكون لجنة لصياغة نظامه الداخلي. وجاء في التصور إن المجلس الوطني التأسيسي يحدد النظام الجديد للسلط العمومية وينتخب رئيس الدولة الجديد على أساسه. *يكلف رئيس الدولة الجديد شخصية بتشكيل حكومة بعد التشاور مع المجموعات المكونة للمجلس الوطني التأسيسي على أن تواصل الحكومة الانتقالية الحالية تصريف الأعمال إلى حين تشكيل الحكومة الجديدة. ما يلاحظ في البند الأخير من الوثيقة أن الشخصية التي سيعينها رئيس الدولة الجديد والتي ستقوم بتشكيل حكومة لم يحسم في شأن ما اذا كانت من داخل أو خارج المجلس فتح باب التأويلات والتخمينات على مصراعيه خاصّة بالنظر الى وزن الأحزاب المصادقة على الوثيقة. (المصدر: صحيفة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 10 أكتوبر2011)

<



سألت أحد الاصدقاء و قد كنا نتناقش حول مستقبل المجتمع التونسي فقلت له أنت تتقلب في نعم الله فماذا قدمت أو ستقدم للاسلام قال أكتفي بتربية أبنائي. صديقي هذا هو صورة للكثير من التونسيين بل اني أقول لأغلبية التونسيين الذين اختاروا العزلة و السلبية و الانزواء عن صراع محتدم داخل مجتمعنا. صراع بين الخير و الشر بين الاخلاق و الانحلال بين الفضيلة و الرذيلة بين الايمان و الالحاد ، بين الحق و الباطل. المصيبة أن يكون الانسان مسلما و لا ينصر الحق و لا ينحاز للخير، بل يأخذ مسافة من النقيضين و يقول بأنه محايد أو أنه معتدل أو أنه مستقل. هذا الصراع تديره أقلية معروفة بتطرفها و تشددها و شذوذها الفكري و الاجتماعي و حتى الاخلاقي و السلوكي في مقابل ذلك أغلبية صامتة متفرجة سلبية لا تكاد تحرك ساكنا وكأنها جثة هامدة و كأن القضية لا تعنيها و لا تعني مستقبل أبنائها. سأبدأ بتقديم الأقلية المتفسخة حضاريا و مرتكزاتها العقائدية و الفكرية و مدى استحواذها على السلطة و الاعلام ثم أتعرض بعدها لتقديم الاغلبية المتخاذلة عن نصرة دينها ووطنها. 1- المتفسخين حضاريا و عقدة المرأة هذه الفئة من التونسيين هي نتاج 75 سنة من الاستعمار الثقافي الفرنسي و 50 سنة من حكومات تخدير المجتمع، أصيبوا بصدمة حضارية في أول زيارة لهم الى باريس، فخلعوا ملابسهم، وتنصلوا من دينهم و هويتهم و ضوابطهم الاخلاقية و الاجتماعية، منهم من أدمن العيش في الحانات و منهم من أدمن المواخير …وقالوا أي تخلف كنا نعيش فيه. ثم عادوا الينا (الى تونس) مبشرين و منذرين. مبشرين بالحداثة و التقدمية و منذرين من الرجعية و الظلامية.
فوجئ المجتمع التونسي بأن حداثتهم و تقدميتهم لم تتعلق بالبحث العلمي و لا ببناء اقتصاد متوازن و متنوع و قوي و لا بالقضاء على الفقر و البطالة و الجريمة و لا بانشاء بنية تحتية متطورية فهم لا يفقهون هذه الامور و لا يهتمون بها، هم لا يعملون و لا ينتجون فقط يجلسون و يتحدثون، يهتمون فقط بالثقافة و ثقافتهم هي موسيقى و مسرح و سينما و رسم و نحت وأدب و..و..و…الرابط المشترك بينها كلها هي جسد المرأة. لأن المرأة هي عماد الأسرة و المجتمع ، اذا صلحت المرأة صلحت العائلة و يصلح المجتمع و لذلك كان تريكزهم على تحرير المرأة من عفتها بدعوى أن الضوابط الاجتماعية و حتى الأخلاقية لا مبرر لها.
هناك من أحسن الظن بهم و »بنبل  » غايتهم، فالمرأة لم تلقى نفس حظوظ الرجل و ظلمت كثيرا خلال الخمسين سنة الاخيرة: تحرش جنسي في وسائل النقل و في العمل، ارتباط لقبها بلقب زوجها بعد الزواج و كأنها شيء تابع له أو تشريف لها، عدم اعداد برامج للتخفيض من نسب العنوسة التي تدمر نفسية المرأة كلما تقدمت في العمر (أتحدث عن المرأة العادية المتوازنة و ليس عن بعض الشاذات)، استغلال جسد المرأة كبضاعة في الاشهارات… والاشكاليات كثير حول المرأة في مجتمعنا. لكن فوجئ ذوي النوايا الحسنة من الذين سايروا هذا التيار التفسخي في البداية، أن كل هذه المشاكل التي تعترض المرأة و تنقص من انسانيتها و تمس صميم كرامتها اليومية لا تهّم دعاة تحرير المرأة من « الحداثيين التقدميين » بل أن الموضوع لا يُطرح حتى للنقاش لديهم. من ماذا سيحررونها اذن؟ طالبوا بالمساواة في الميراث و كأن مشاكل المرأة التونسية انتهت و لم يبقى سوى الجانب المادي و كأن المرأة ترث كل يوم. قيل لهم انكم تظلمون المرأة بطلب المساواة و تجهلون أحكام الدين لأنها ترث في بضع و ثلاثين حالة أكثر من الرجل (راجع ميراث المرأة في الاسلام). ثم بعد ذلك من ماذا ستحررونها؟ قال بعض « التقدميين » لماذا نجبر المرأة على تقاليد الزواج هي حرة في جسدها تفعل به ما تشاء (يقصدون مثل أنثى الحيوان، أكرم الله جميع النساء) لتكون بعد ذلك لقمة سائغة لذوي الغرائز الحيوانية من المتفسخين، و كل ذلك بدعوى حرية المرأة و رفع الظلم عنها. و لننظر الى نتائج هذا التيار الذي يتبنى النهج الحيواني في حياة الانسان في المجتمعات التي تتطبق هذه الرؤية، فرنسا مثلا يعيش فيها الملايين من الذين تجاوزوا الاربعين سنة لوحدهم (مع كلابهم أو قططهم ربما) يموتون في شققهم فلا يُعلم بأمرهم الا حين تفوح رائحة جثثهم. المرأة في فرنسا تفقد أهميتها في المجتمع اذا تجاوزت الأربعين فلا يسأل عنها أحد و الكل يريد التخلص منها (حتى أبنائها) لأن مؤسسة الاسرة قد تفككت تماما، وهو يجعل البعض منهن يسافرن للبحث عن السياحة الجنسية علها تخفض حجم مأساتهن الاجتماعية هذا ناهيك عن انتشار الامراض النفسية و خاصة الاكتئاب نتيجة الوحدة و الاحساس بغياب السند العاطفي و الذي يؤدي الى الانتحار في كثير من الاحيان. أما في مجتمعاتنا المسلمة و حتى في تلك التي فيها تعدد الزوجات، فالمرأة مكرمة كلما تقدمت في السن كلما زادت قيمتها عند أبنائها (لله درك يا أمي، كم أحبك و أشتاق اليك) و اذا مرضت تجدهم حولها يبحثون لها عن أفضل طبيب و يوفرون لها كل ما تحتاجه و ربما أكثر. ببساطة انه الفرق بين « الحداثة » و « الظلامية ». 2- المتفسخون حضاريا وسطوتهم على المال و السياسة و الاعلام
الخطير في الامر أن هؤلاء المتفسخين حضاريا المدعين للحداثة و التقدم بالرغم من أنهم أقلية في تونس الا أنهم يسيطرون على جزء من النسيج الاقتصادي والسياسي و الاعلامي و حتى الامني و الاداري في تونس. هم يضعون البرامج في وزارة المرأة بالتعاون مع الجمعيات ذات نفس التوجه، يحاولون التأثير على المناهج الدراسية لتلاميذنا في المدارس و المعاهد، يسعون من خلال عمليات التوجيه الجامعي الى ابعاد الطالبات عن عائلاتهن، يضعون برامج اعلامية تمجد ثقافة التفسخ و تصور جوهر الهوية على أنه رجعية و ظلامية و تخلف.
هذه الحملة الشعواء جعلت التونسيين و التونسيات تحت ضغط شديد. اذا كنت منحلا أخلاقيا ومنهزما حضاريا فأنت تقدمي حداثي، و اذا كنت تعيش ضمن الضوابط الاخلاقية و الاجتماعية و تقوم بغربلة السلوكات الغربية لتختار الافضل فأنت رجعي، أما اذا كنت متمسك بدينك و تفتخر بانتمائك لتونس العربية المسلمة فأنت ظلامي تعيش في عصر مضى عليه أربعة عشر قرنا و يتناسى المتفسخون انهم يدعون للعيش على نمط الانسان البدائي منذ عشرات آلاف السنين والذي تحركه غرائزه الحيوانية أكثر من عقله و يغطي فقط نفس الأماكن التي يغطيها « الحداثيات التقدميات » الآن من أجسادهن. لذلك ترى من لهم مناصب اجتماعية هامة يسارعون في الاعلان بأنهم « تقدميون و حداثيون »، و حتى الحكومة الانتقالية لم تجمع في أعضائها الا « الحداثيون التقدميون » بما فيهم وزير الشؤون الدينية الذي من المنطقي بحكم وظيفته أن يكون من  » الرجعيين » أو حتى « الظلاميين ». و بالتالي فإن الأقلية  » الحداثية » و ان كانت تدعي الانفتاح والديمقراطية فهي اقصائية كي لا أقوال استئصالية أو متطرفة.
دعاة التفسخ و الانحطاط الاخلاقي ينظمون أنفسهم في جمعيات يربطون علاقات مع مؤسسات و منظمات دولية، ينشؤون مواقع أنترنات، ينظمون ملتقيات و اجتماعات، يطبعون قصص و كتبا و أقراص و يوزعونها على عمال المصانع و تلاميذ المدارس و طلبة الجامعات. يكتبون المقالات ينشؤون الجرائد و الاذاعات و التلفزات و لا يتركون أية مساحة الا و يستغلونها لنشر عقيدتهم البهيمية البدائية، يجتهدون و ينفقون من أموالهم و يخصصون أوقاتهم بل حياتهم (بعضهن رفضن الزواج كي يتفرغن لمحاربة عفة المرأة أو من أجل أن تكون سلعة ترفق صورتها شبه عارية مع الحذاء و الثلاجة والسجائر) من أجل نشر التفسخ وضرب هوية التونسيين وهم يعلمون أنهم لن يحصوا لا على أجر و لا على راحة بال و لا حتى تحقيقا للذات وأقصى ما يتمنونه اطراء من قناة فرنسية أو جريدة غربية.
3- الأغلبية السلبية وسرقة البساط من تحت أقدامها
أما الأغلبية المسلمة فهي تتفرج و لا تحرك ساكنا، اللهم بعض النقد الخافت هنا أو هناك. هل هذه هي ايجابية المسلم التونسي و قوة ارادته؟ ينتقد القنوات التونسية و يدمن مشاهدتها، ينتقد العري و الانحلال الأخلاقي واللفظي و لا يراقب أبناءه و بناته. من منا حدثته نفسه بنصرة وطنه و مجتمعه من التيار المتفسخ الهدام، من منا قام بعُشر ما قامت به جمعيات الاخلاق الحيوانية من نشاط؟ فليسأل كل واحد منا ماذا قدمنا لديننا، لقد ضحى الصحابة و ما بعدهم من المسلمين الصادقين بأموالهم و أنفسهم و أموالهم لننعم نحن اليوم بنعم لا تحصى لعل أهما نعمة الاسلام و التكلم بلغة القرآن. أوجه هذا السؤال للطبيب الذي يتقاضى 40 دينارا عن كل مريض و لا يراعي أوضاع اخوانه من المسلمين في حين أن 20دينار ربما تكفيه، أوجه كلامي للاستاذ الذي يدرس أبناء المسلمين فلا يخلص في تعليمهم و لا يجتهد الى في الدروس الخصوصية، أوجه نقدي لرجل الاعمال الذي لا يخرج زكاة ماله و يأكل أموال عماله وكل مالديه هو رزق من عند الله، الذي يصرف ملايين الدنانير على مشاريعه و لا يخصص بيتا للصلاة أو جزءا من مشاريعه للدعوة الى الله، بل ان البعض يمنع منظوريه حتى من الصلاة. ان أغلب من ماتوا قد توفوا و لم يكملوا قضاء حوائجهم و مصالحهم، فمتى يقرر كل منا أن نخصص لوطننا و لمجتمعنا بعض الجهد حتى ترسخ معالم هويتنا في أذهاننا و أذهان أبنائنا، ننتقد كل يوم تصرفات الناس و تكالبهم و انتهازيتهم، ننتقد كثرة انتشار المخدرات و الاجرام، ننتقد العنف اللفظي و المادي، ننتقد الانحلال الأخلاقي و عودة المجتمع لعصور الغرائز الحيوانية. فماذا فعلنا لننشر أخلاق الاسلام و قيمه، و نجعل من ذلك منطلقا لبناء مجتمع متحضر و حديث، كما يحلم به كل انسان.
الكل يقول سوف يدافع غيري، سوف يتبرع غيري، سوف يبني غيري، أو يقول « للكعبة رب يحميها ». في حين أننا مطالبون و مسؤولون عن هذا الوطن و هذه الأرض و هذا المجتمع. لماذا لا يأخذ كل منا حسب جهده و ماله و تفرغه بزمام المبادرة و يقم بأنشطة من أجل دينه و دنياه، لماذا زمام المبادرة دائما بيد دعاة التغريب و الانحلال الاخلاقي. متى سنعي خطورة تقاعسنا عن أداء واجبنا تجاه مجتمعنا. في السابق كانت تعلة بطش النظام و الخوف على لقمة العيش و اليوم ماهو المبرر للكسل والتخاذل. هل دور المسلم التونسي هو فقط أداء الصلاة و تربية أطفاله فقط. وحتى تربية الاطفال لن تكون حرا، لأنه سيتلقى مناهج تشككه في هويته و ضوابطه الاخلاقية و الاجتماعية، حينها لا ينفع السلبيين الندم لأنهم لم يأخذوا بزمام المبارة.
كريم السليتي: خبير بمكتب استشارات دولي للتواصل: karimbenkarim@yahoo.fr

<


إجتماع عام إنتخابي الأستاذ عبد الفتّاح مورو في بنزرت


يوم الثلاثاء 11 أكتوبر 2011 من الرابعة إلى السادسة في دار الثقافة الشيخ إدريس – ببنزرت و من السادسة إلى السابعة و نصف في دار الثقافة حسّان بلخوجة – برأس الجبل مقرّ « طريق السلامة » ببنزرت قاعة الافراح الصفاقسي – قبالة الميناء القديم – الطابق الثاني – مدينة بنزرت الهاتف: 23200533

<


حزب العمّال الشيوعي التونسي القيادة الوطنية هيئة الحملة الانتخابية تونس في 10 أكتوبر 2011 بـــلاغ صـحفـي

نظمت قائمة البديل الثوري المدعومة من حزب العمال الشيوعي التونسي بأريانة اجتماعا شعبيا أمس الأحد 9 أكتوبر على الساعة 10 صباحاً بدار الثقافة سيدي ثابت. حضر الاجتماع أعضاء قائمة « البديل الثوري » بدائرة أريانة ورئيسها الرفيق محمد الحبيب بلحاج إلى جانب عضو القيادة الوطنية للحزب الرفيق محمد مزام. وقد تطرق الرفاق في إجاباتهم على استفسارات الحاضرين إلى تصور الحزب للدستور الجديد والنظام السياسي الذي سيقره مؤكدين ضرورة أن يضمن هذا الدستور الحقوق السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية للمواطنين (شغل قار، تعليم مجاني، سكن لائق..) كما تعرض الرفاق إلى تصور الحزب لآفاق التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالجهة مؤكدين ضرورة القيام بإجراءات عاجلة لفائدة صغار الفلاحين والفقراء والشباب كبعث قطب للصناعات الغذائية قادر على تشغيلالمئات من العاطلين.. وأجاب الرفاق على تصور الحزب للعلاقات الخارجية والسياسية والاقتصادية لتونس، إذ أكدوا أن الحزب لا يدعو إلى الانغلاق والعزلة على العالم بل إلى الانفتاح خاصة على المحيط العربي في إطار علاقات متكافئة قائمة على سيادة القرار الوطني وعلى خدمة مصلحة الشعب التونسي، مشددين على ضرورة أن تكون السياسة الخارجية لتونس مناصرة لقضايا التحرر الوطني والانعتاق الاجتماعي في الوطن العربي والعالم حتى تكون على صورة الثورة التونسية التي أصبحت ملهمة الشعوب العربية وشعوب العالم قاطبة إذ وصل مداها حتى معقل إمبراطورية المال « وال ستريت » التي رفع فيها المتظاهرون الأعلام التونسية واللافتات التي تحيي كفاح الشعب التونسي من أجل الانعتاق. ———————————————– نظمت قائمة « البديل الثوري » التابعة لحزب العمال الشيوعي التونسي ببن عروس أمس الأحد 9 أكتوبر اجتماعا شعبيا بقاعة الأفراح التابعة لبلدية مرناق حضره عدد هام من متساكني المدينة. وقد قدم الأستاذ فريد العلاقي،عضو قائمة بن عروس وأصيل المنطقة، برنامج القائمة مركزا على ما ينبغي أن يتضمنه الدستور القادم من مبادئ على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي وما هو مطروح على الحكومة القادمة من إجراءات استعجالية لفائدة الشغالين والعاطلين وعائلات الشهداء. كما تطرق المتدخلون إلى مسألة تنظيم الأمن والجيش وفق عقيدة جديدة ليصبحا فعلا في خدمة الشعب. وتولى أعضاء القائمة، وفي مقدمتهم رئيسة القائمة الرفيقة رفيقة رقيق، الرد على تساؤلات الحاضرين حول تصورات الحزب ومواقفه من مسائل مختلفة. ———————————————– نظمت قائمتا « البديل الثوري » لحزب العمال الشيوعي التونسي بنابل 1 ونابل 2 اجتماعا عاما شعبيا أمس الأحد 9 أكتوبر على الساعة الثالثة مساء بدار الثقافة بنابل. حضر الاجتماع أمين عام الحزب الرفيق حمه الهمامي ورئيسا قائمتي نابل 1 و2 الرفاق حمه الماكني وسندة مسعود وعضو القيادة الوطنية لاتحاد الشباب الشيوعي التونسي الرفيق باسم عبيد وعضو القيادة الوطنية للحزب الرفيق الحبيب الزيادي وعدد هام من النقابيين والمثقفين بالجهة. وقد افتتح الاجتماع منسق اللجنة الجهوية للحزب بالجهة الرفيق محمد الفارسي مقدما مترشحي قائمة « البديل الثوري » بنابل 1 و تكفل الرفيق عبد الرزاق العباسي بتقديم مترشحي قائمة « البديل الثوري » بنابل 2. كما تداول الرفاق على الكلمة مركزين أساسا على تقديم البيان الانتخابي وبرنامج الحزب ومواقفه من الأوضاع الراهنة. ومن بين أبرز المحاور التي تطرق لها المتدخلون نذكر موقف الحزب من معضلة البطالة ومشاكل الجهة (المتمثلة أساسا في الفلاحة والصيد البحري والصناعات التقليدية والأعمال الحرفية…) والحلول الكفيلة بتجاوزها. ويذكر أن الاجتماع تواصل على مدى أكثر من 3 ساعات وسط حضور جماهيري كبير تجاوز 700 مواطنا. ———————————————– نظمت قائمة البديل الثوري لحزب العمال الشيوعي التونسي بالنفيضة اجتماعا عاما شعبيا بدار الثقافة بالنفيضة أمس الأحد 9 أكتوبر على الساعة 10 صباحا. وقد حضر الاجتماع رئيس قائمة « البديل الثوري » بسوسة الرفيق سهيل مديمغ وأعضاء القائمة الرفاق حاتم عشاش وأحلام جفال ومنسق اللجنة الجهوية الرفيق الناصر بن رمضان وعضو اتحاد الشباب الشيوعي التونسي الرفيقة جواهر شنة. وقد تولى الرفيق علي الجلولي الرد على جملة الأسئلة التي طرحها الحضور مشددا على ضرورة نبذ المال السياسي بالقول إنه « لا يمكن شراء أصوات الناخبين ولا اللعب على أوضاعهم » . وأصدرت قائمة « البديل الثوري » بسوسة بيانا نددت فيه بحملات التشويش على الانتخابات، على خلفية حادثة اقتحام الكلية بسوسة وانتهاك حرمة الجامعة، التي شنتها مجموعة سلفية مخترقة من طرف البوليس. ———————————————– بيـــــــــــــــــــان على اثر ما جد منذ أيام بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بسوسة من أحداث مؤسفة تمثلت في اقتحام الكلية المذكورة من قبل عدد من الغرباء مسلحين بأسلحة بيضاء وغاز مشل للحركة، وذلك بعد امتناع مصالح الإدارة عن ترسيم طالبة منقبة ، وقد قام هؤلاء الأشخاص بالاعتداء على العميد و الكاتب العام والحراس وتهديد إطاراتها فضلا عن إرهاب الأساتذة والطلبة. ان قائمة « البديل الثوري » لحزب العمال الشيوعي التونسي والمرشحة لانتخابات المجلس التأسيسي، يهمها أن تتوجه للرأي العام بما يلي: -إدانتها الشديدة للاعتداء الذي طال الحرم الجامعي والتعبير عن مساندتها لإطارات الكلية وعمالها وأساتذتها وطلبتها. -تدعو السلطات الجهوية لتحمل مسؤوليتها في حماية الفضاءات التربوية والمواطنين من أي عنف قد يطالهم، علما وأن بعض أنصار قائمتنا قد تعرضوا يوم الأربعاء 05أكتوبر 2011 إلى الاعتداء بالعنف من قبل مجموعة من الشباب الملتحي بحي الرياض الأول لما كانوا بصدد القيام بالحملة الانتخابية لصالح قائمتنا كما تعرضوا للتهديد بإعادة الاعتداء ان حاولوا توزيع البيانات في هذا الحي. -تدعو كل فعاليات المجتمع المدني والسياسي بان تكون كلمتها عالية للتصدي لهذه الممارسات المشبوهة التي ترهب شعبنا خاصة في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به ثورتنا وشعبنا. -إننا وإذ نحترم المعتقدات الشخصية للأفراد، فإننا ننبه إلى ضرورة تحييد الفضاء العام من أي توظيف، فضلا عن استعمال العنف ومصادرة حقوق الآخرين. قائمة « البديل الثوري » بسوسة عن هيئة الحملة الانتخابية حزب العمّال الشيوعي التونسي . 44 شارع فلسطين، تونس . الهاتف و الفاكس: 71833741 اجتماع نوعي لقائمة الإصلاح الثوري صفاقس 2 …بوعجيلة يدعو إلى فتح ملفات الفساد الجهوي في صفاقس افتتحت القائمة المستقلة الإصلاح الثوري صفاقس 2 برئاسة السيد الحبيب بوعجيلة حملتها الانتخابية بجولات ميدانية لأعضائها في شوارع المدينة و أحياء صفاقس الغربية امتدت على ثلاثة أيام و قد تتويج هذه الأنشطة باجتماع شعبي بالمركب الثقافي محمد الجموسي قدم فيه رئيس القائمة ملامح البرنامج الذي يتقدم به إلى انتخابات التأسيسي . و بعد أن أشار إلى مظاهر الالتفاف على الثورة التي انطلقت منذ هروب الرئيس المخلوع و تواصلت إلى حد الآن أكد السيد بوعجيلة على ضرورة الحذر من مشهد سياسي اخترقه المال القذر و انحياز قسم كبير من الإعلام المرئي و المسموع لرموز سياسية جديدة آو قديمة صنعت منها نجوما لاستعادة المنظومة البائدة بلاعبين جدد . و قد طالب السيد بوعجيلة بفتح ملفات أطراف سياسية عديدة وصفها بأنها متورطة في ارتباطات مشبوهة داخلية وخارجية على صعيد المال و الأفكار و المشاريع وفي حديثه عن المرحلة الانتقالية بعد انتخابات 23 أكتوبر أعلن الحبيب بوعجيلة رفضه لمقترح استمرار السيد الباجي قائد السبسي أو السيد فؤاد المبزع إدارة البلاد بعد الانتخابات. وفي نبرة حماسية دعا الحبيب بوعجيلة إلى فتح ملفات الفساد الجهوي و محاسبة المسؤولين عليه وأشار إلى أن من هؤلاء المسؤولين من يتقدم اليوم داعما أو مترشحا لهذه الانتخابات و في هذا الاطار ذكر بملف قنطرة بوعصيدة و المناطق الزرقاء و الترخيص ببناء فوضوي لا يحترم متطلبات حركة المرور و تساءل من كان يعتزم الترخيص بالبناء بالمقسم 24 حذو جامع اللخمي . وقال إن من يعدكم بتحويل صفاقس إلى جنة كان واحدا ممن حولوها إلى جحيم حين كانوا متنفذين فيها في المجالات الرياضية أو الاقتصادية أو العقارية مؤكدا إن صفاقس لأبنائها الحقيقيين و ليس لمن جعلوها ورشة لجرافاتهم و حولوا بلدياتها و أريافها إلى ضيعات خاصة بهم و كانوا وكلاء في بيعها للعائلة الحاكمة . و في ختام الاجتماع ذكر الحبيب بوعجيلة ببرنامج القائمة ميدانيا و أكد أن أعضاء القائمة لا يملكون إلا أفكارا و مبادئ و نظافة يد و استعدادا للنضال في صفوف الشعب قبل الانتخابات أو بعدها مهما كانت النتيجة .

<



حوار الطاهر العبيدي taharlabidi@free.fr عامر العريض أحد القيادات التاريخية لحركة النهضة التونسية ورئيس مكتبها السياسي في المهجر، وبعد الهجمة البوليسية المتوحشة، التي طالت قيادات وقواعد وأنصار الحركة من طرف نظام زين العابدين بن علي الذي كنسه التاريخ، وأسقطه شباب الثورة. اضطر لمغادرة تونس سرّا في بدايات التسعينات. وبعد رحلة شاقة ومضنية، تمكن من الاستقرار في فرنسا كلاجئ سياسي. ليمضي في المنفى 20 سنة، ويكون الثمن العائلي وفاة والدته في غيابه المرحومة  » بشيرة  » دون أن يتمكن من رؤيتها أو توديعها. بالإضافة إلى المظلمة القاسية التي سلطت على أخيه القيادي  » علي العريض « ، الذي أمضى 16 سنة في السجن الانفرادي. وهو الآن رئيس القائمة الانتخابية بفرنسا باسم حركة النهضة، المرشحة للمجلس التأسيسي التونسي، وقد استضفناه ضمن هذه السلسة من الحوارات مع العديد من الأطياف المترشحة في المهجر، لتمكين المواطن التونسي من الاطلاع والاستطلاع والمواكبة. أنت رئيس القائمة الانتخابية لفرنسا الشمالية، مرشحا باسم حركة النهضة، فما هي خطتكم لإقناع جيل ثاني وثالث مختلف الطموحات والخصوصيات، حيث نشأ وترعرع في بيئة وواقع غير واقع الآباء والأجداد؟ بسم الله الرحمان الرحيم هذه الانتخابات هي بالأساس لبناء دستور لدولة ديمقراطية تدافع عن مصالح شعبها وثوابته، ومن حسن حظ بلادنا أن فيها جيلا شبابيا يتقد حيوية ونشاطا قاد الثورة وقدم التضحيات وهو معني بالدفاع عن مسار التغيير وإعادة البناء ومستعد للمساهمة الفعالة في بناء الجمهورية، يجب أن يأخذ هذا الشباب مكانته في إدارة المرحلة والاستعداد للمستقبل.. النهضة مفتوحة وترحب بكل التونسيين والتونسيات في المهجر، بما في ذلك الذين لهم أكثر من جنسية. ما هي الوسائل والطرق المعتمدة من جانبكم لمخاطبة ناخبين يوجدون في مجتمع منحاز للشفافية والوضوح، لا يؤمن بالخطاب العاطفي، والوعود ذات المنحى الغيبي؟ نحن حركة مسئولة، واعون بحجم التحديات في المرحلة القادمة لذلك عرضنا على الرأي العام برنامجا سياسيا واقتصاديا اجتماعيا، يتضمن 365 نقطة/ وقد شارك في إعداده كوكبة من الخبراء وأصحاب التجربة وقيادة النهضة.. لن يكون بناء تونس الجديدة بالشعارات والأحلام فقط، وإن كانت مشروعة، وإنما يحتاج هذا البناء إلى الكفاءة والى النزاهة والصدق كذلك. لو فرضنا نجحتم في هذه الانتخابات، فكيف ستكون شكل مساهمتكم في مواجهة عدة ملفات منها: متاعب ومشاغل الضواحي التي تسكنها أغلبية من أصول مهاجرة، وقضية النقاب التي وقع حضره قانونيا في فرنسا، ومفهوم المواطنة والمهاجرين غير الشرعيين وجملة المشاكل ذات الأبعاد الاجتماعية والسياسية؟ في عهد نظام الفساد والاستبداد لا يشعر التونسيون في الخارج بأن وراءهم دولة إلا حين تتابعهم الأجهزة الأمنية وترسل في شأنهم التقارير والوشايات.. لذلك لابد من تغيير هذه المعادلة بالكامل حتى يشعر كل تونسي بأن له دولة محترمة.. ولذلك اقترحنا في برنامجنا قيام وزارة أو كتابة دولة متخصصة في شؤون المهاجرين لاعتقادنا أن حجم المشاكل التي تعترض التونسيين في الخارج تحتاج إلى جهود كبيرة لحلها من جهة، ولأهمية مساهمة المهاجرين في مجهود التنمية إذا توفرت لهم الفرص والضمانات من جهة أخرى. منذ سنوات وأنتم موجودون على الساحة السياسية المهجرية كفصيل سياسي معارض، غير أن المتابعين يرون أنكم لم تفلحوا في استقطاب الجالية، يتضح ذلك جليا من خلال اجتماعاتكم التي عادة ما تقتصر على نفس الوجوه من بعض الأنصار والمنتمين، ألا تخشون أنكم في هذه الانتخابات ستحصدون أصوات قواعدكم دون غيرهم؟ نحن متفائلون ونتوقع نتائج جيدة، وخلال أيام قليلة ستعلن هذه النتائج وسنرى.. يحوم جدل حول كيفية انتقاء قائمتكم الانتخابية يصل إلى حدّ التململ بين بعض أنصاركم، المعترضين على طريقة اختيار أفراد قائمتكم، التي حسب قولهم تمّت بشكل غير ديمقراطي، انتهجت شكل المحاباة عوضا عن الكفاءات؟ قائمة النهضة في باريس انبثقت عن انتخابات داخلية شارك فيها الجميع، ومن الطبيعي أن يعترض البعض، فلا يوجد شخص أو أشخاص يحظون بالإجماع، وهذه لن تكون الانتخابات الأخيرة إنشاء الله تعالى. يذكر أن هناك أسماء انتظر البعض أنها ستكون ضمن القائمة الانتخابية بحكم موقعها وحضورها، بيد أنه وقع تحييدها بشكل أو بآخر، ممّا خلف نوعا من المرارة عند هؤلاء المحتجين والمستاءين في صمت، ما يفسّره آخرون على أنه التباين المعتاد والضبابية في المواقف بين ما هو علني وبين أمر دبّر بليل؟ في النهضة كفاءات كثيرة.. والمقاعد المخصصة لدائرتنا هي خمس فقط وبالتالي فنحن مضطرون لاختيار هذا العدد المحدد.. ولكل إخواننا وأخواتنا فائق التقدير والاحترام وإنشاء الله سيجد كل واحد موقعه في النهضة وفي مسيرة بناء البلاد في المستقبل القريب. أما « الأمر الذي دبّر بليل ».. إذا كان المقصود هو الانتخابات الداخلية فقد كانت بالفعل مساء بحكم ظروف الشغل للكثيرين في النهار. الثورة التونسية كما هو معلوم قادها شباب، غير أن الملاحظ أن أغلبية قائمتاكم الانتخابية سواء في الداخل أو الخارج تتصدرها قيادات من الجيل السابق ألا يعني هذا انفصال عن الواقع، وعدم تناغم مع متطلبات المرحلة، التي تستدعي التشبيب في المواقع، والتغيير في سلم المراتب؟ أثبت الشباب التونسي قدرة على الإبداع وعلى الاستفادة من التقنيات الجديدة، وهزم نظاما مستبدا فاسدا.. ولابد أن يساهم هذا الشباب في إدارة شؤون البلاد ومن مواقع متقدمة، في قوائم النهضة عدد لا بأس بها من شباب الثورة، ففي ايطاليا يرأس قائمتنا الشاب أسامة الصغيري وفي دائرتنا معنا الأخت كريمة التقاز وهي طالبة بالماجستير.. الخ أليست لكم خشية من هذه الاستحقاقات، مخافة تكرار واقعة انتخابات 1989، حين شاركتم ضمن قائمات مستقلة، ونزلتم بثقلكم، ممّا سهّل على النظام آن ذاك عملية رصد كل الأسماء البارزة، وتحديد حجم الحركة أفقيا وعموديا، ممّا يسّر له عملية القصاص السياسي ؟ ما حصل في تونسنا ثورة مباركة ولا سابق لها في منطقتنا، وأصبحت ثورة عربية كبرى شملت دولا كثيرة، وللثورة شعب يحميها بعد الله تعالى، لن تعود تونس إلى الدكتاتورية مهما كان الثمن، ولن تركع لغير الله بعد اليوم. ما حقيقة ما يروج أنكم اشترطتم على بعض الأعضاء كتابة رسائل اعتذار، من الذين عبروا عن رغبتهم للعودة لحركة النهضة، ممن استقالوا أو أخذوا مسافة، أو اختلفوا معكم، أو من الذين سوّوا ملفات عودتهم قبل الثورة، أو من اتخذوا مواقف نقدية تجاه نهجكم السياسي، رغم أن الأستاذ راشد الغنوشي قال عفا الله هما سلف، أليس أسلوب رسائل الاعتذار المقترح من طرفكم، يذكر بما كانت تشترطه سفارات العهد المنهار، تجاه المعارضين كما يفسّره من طلب منهم هذا الأمر؟ الدخول الى النهضة يتم من خلال طلب عضوية مكتوب، وكل من تقدم بهذا الطلب وتوفرت فيه الشروط التي حددها القانون الأساسي للحركة حصل على العضوية، وهذه الأمور من مشمولات قسم العضوية في الحركة.

<



ان عملية تنصيب الهيئة العامة لحماية الثورة للالتفاف عليها من قبل حكومة الظل الماسونية واعداد قانون
الانتخابات وتعيين هيئة للاشراف عليها وتمهيد الطريق لسيطرة تيارات حزبية معروفة بعدائها الشديد للاسلام ولقيمه الحضارية؛ و اعداد قانون انتخابي على مقاس الاقليات الحزبية المنتسبة الى المعسكر المعادي للهوية الإسلامية و منظومتها الحضارية) انظر مقال السلاح الاستخباراتي(، كان هدفه الرئيسي هو تضييق الافاق على حركة النهضة الفاعل الاساسي في عملية الاصلاح العام ، و قد نجحوا في تهميشها داخل الهيئة واضعاف تأثيرها في صياغة القانون الانتخابي الامر الذي دعاها الى الاستقالة .
وتعد هذه اولى الضربات الغربية الموجعة للشعب بعد الثورة وهي سابقة خطيرة موجهه ضد الديمقراطية وضد حق الاغلبية في تقرير مصير البلاد واسترجاع سيادتها. ان الحد من امكانيات حركة النهضة للحصول على اغلبية تمكنها من التأثير الايجابي في حركة الانعتاق ولمِّ شمل كل الاطراف الوطنية لادارتها يدخل ضمن مخطط الدعم الغربي لجنود الإيديولوجيات المساندة للمخططات الاستعمارية المدمرة للقيم والاخلاق والارزاق والابدان والعقول والمتغولين في الساحة السياسية رغم انهم قلة قليلة !! فهم رصيد الاعداء الاوحد وآلياته الفاعلة في اعادة الانتشار والهيمنة على البلاد من جديد بعد الثورة.
الأمر الخطير :
وهنا يبرز امر خطير للغاية على مستقبل البلاد يجب الانتباه الشديد اليه وهو أن عملية التهميش الاولى التي مورست على النهضة وتسببت في تمرير قانون الانتخابات ؛ يُخطط الآن لاعادة انتاجها في المجلس التأسيسي وتمرير ما يريدون تمريره في الدستور المرتقب للبلاد من مواد تحافظ على مواقعهم وتحمي مخططاتهم اللا أخلاقية المدمرة لكل مقومات البلاد و العباد و تحرم الثورة من تحقيق اهدافها وربما يجبرونها على فعل ما لا يحمد عقباه !، فهي فرصتهم في اعادة خلط الاوراق واعادة الاستبداد الذي مازالوا محتفظين بآلياته الباطشة، وهو المخطط الذي هم بصدد طبخه لكي يتسنى لمعسكر الغرب الحصول على الاغلبية في المجلس وهي الطامة الكبرى. و قد زادت وتيرة الإستفزاز الاعلامي في هذه الايام و التي يقودها الطابور الماسوني اليهودي و ذلك لجر الغيورين على هويتهم و دينهم الى ردود فعل قد تستغل لارباك ساحة الانتخابات ضد حركة النهضة و قد وصلوا في هذا الاستفزاز الى اعلى درجات الفجور بالتهكم على الذات الإلهية في بلد يدين كل شعبه بالاسلام و ذلك في صمت مطبق من مؤسسات الدولة الحامية لقوانين البلاد و مشاعر مواطنيها. هذه هي الحرية الليبرالية التي تنادي بها الهيئة العليا للالتفاف على الثورة الحامية للمشروع الافسادي الغربي المؤسس على اللا أخلاقية و اللائكية و الالحاد و المكرّس على تونس المسلمة منذ عقود. وأنا أدعو هذا الشعب المسلم أن لا ينجر من خلال هذه الاستفزازات الى ما يصبون اليه، وأصبح واجباً شرعيا على النخب الحقوقية ان تقوم نيابة عنه بسلسلة مكثفة من القضايا العدلية في كل ولايات الجمهورية لمحاسبة المعتدين لكي يكونوا عبرة لمن سيلحق بهم.
ان انصاف الحلول في مسألة السيادة والانعتاق لم تعد تجدي نفعا. وامام هذا الوضع الخطير وجب وجوبا
مطلقا دينا وعقلا ووطنية على كل عاقل تونسي وكل تجمع وطني غيور على دينه ووطنه وكرامته وعزته وحريته ان يساند حركة النهضة مساندة مطلقة، وليعلم ان هذه الحركة الوطنية هي ليست اشخاصا وانما هي مضمون حضاري متطور على الدوام نحو الافضل و مساعد على فتح باب الانعتاق والاستقلال والنهوض التنموي و الأخلاقي لبلادنا ، وهذه الامور الجسام تتطلب مجهودات جبارة وهمم عالية ورجال اوفياء مستعيضين عن الإختراق المعلوماتي للمشروع الإفسادي الغربي .
النداء :
واني اقرر هذا النداء بناء على واقع دراسي دقيق قمت به متجردا من اي انحياز عاطفي او ايديولوجي ، وقد وجدت من خلال تلك الدراسة كفاءات وطنية جيدة و لكنها متناثرة في صلب الاحزاب و خارجها تتوق الى الاصلاح بجدية ولكن تنقصها الآليات الفاعله ، وكنت ابحث عن قطب دائري منظم يجمع كل هؤلاء المصلحين خارج دائرة الانتماء الحزبي ليتوحدوا على برنامج إصلاحى واحد فما وجدت إلا حركة النهضه التى إستوعبت كل المقاييس الدراسية الفنية للبرنامج الإصلاحى العام. أقول هذا بكل تحدٍ علمى وبحثى، فالمسالة خارجه عن نطاق الأيدلوجيات الدينية وغيرها فهى تخضع إلى واقع سياسى تحيط به ملابسات دولية ومشاريع إستعماريه اقليمية وعالمية ومخططات تدميرية مكرسه على البلاد والعباد ، وتنفذها ايديولوجيات عبر كيانات حزبية و خاصة ومتعاونون وجنود وجواسيس وهيئات ومؤسسات وكلها تصب في مصب المشروع الغربي الاستعماري ،وكل هذه القوى اصطفت في طابور واحد فافرزت الساحة معسكران لا ثالث لهما وليس هناك منزله بين المعسكرين يمكن للإنسان الإختفاء فيها والجلوس على الربوة حيث يعد ذلك في هذه الظروف خيانه للدين وللعقل وللوطن وللامه وللانسانية و ذلك لانها الفرصه الوحيده والنادرة التى أتيحت للتونسيين منذ 1881 م تاريخ دخول الإستعمار إلى بلادنا، فمنذ ذلك التاريخ لم تكن لنا سيادة على ارضنا وإلى يومنا هذا، فإذا ضاعت هذه الفرصه واعاد الإعداء « الاصدقاء » تمركزهم عن طريق مجنديهم المخترقين والذين هم من جلدتنا- ونحن نعتبرهم ضحايا الهجمه الإستعمارية الشرسه على بلادنا- فلن تقوم للوطن قائمه وقد ننتظر وقتا طويلا لكي تلوح لنا فرصة اخرى.و قد تدخل البلاد في الفوضى الخلاقه التي يريدها الأعداء لأوطاننا.
ان الإستعمار يبذل الآن كل ما في وسعه لكى لا تنفلت تونس من قبضته، وهو يحرك آلياته ويوجهها عن بعد ومن قرب، وهذه الآليات ما زالت حتى بعد الثورة تتحكم فى كل مقومات حياتنا ،وما حكومة الظل الماسونية والحكومة المؤقته ومؤسسات السيادة والهيئة الدنيا لعرقلة الثورة والهيئة العامة لمصادرة الحرية في الإنتخابات وما يسمونه بالثورة المضادة و أصحاب التوجهات المعادية للهوية الذين يتحركون بكل تلقائية يدفعهم الوقود المعلوماتي الذي ملأ به الغرب أدمغتهم إلا من هذه الآليات سواء من حيث يعلمون او لا يعلمون فالنتيجة واحدة .
إن ضربة الإعاقه التى وجهت ضد حركة النهضه في قانون الانتخابات عن طريق جنود الإختراق المعلوماتى هى فى الحقيقة ضربه وُجهت ضد الشعب التونسي برمته وضد ثورته وضد أحرارها، وخضوع حركة النهضة إلى هذا الأمر المصادر لحرية الشعب في تقرير مصيره و إختيار الأصلح يظهر مدى حرص هذه الحركة على إستقرار البلاد و مصالح العباد والطريق الوحيد لابطال مفعول هذه الضربه بالكامل؛ هو توجيه كل الهمم العاقله من الشعب التونسي لمساندة حركة النهضة لكي يكون لها تأثير فعال في المجلس التاسيسي وفي صياغة الدستور وفي تعيين الحكومة المؤقتة والرئيس المؤقت، لتدخل بعد ذلك في عملية الاصلاح العام التي سيجد فيها كل مصلح موقعه الذى يستحقه بغض النظر عن توجهاته الأيديولوجيه ، فالذى يهم تونس هى خبراته ودرايته فى عملية الإصلاح و هو الخطاب الذي فتحت به ذراعيها لكل المصلحين مهما كانت انتماءاتهم و مواقفهم العدائية للدين و لقيمه الحضارية فهي ظواهر إخترقهم الغرب بها و سوف تزيلها حركة الوعي الإصلاحي .
الإنفتاح التعاوني :
ان هذا الوسع النهضوى والشمولى والمتسامح والتنظيم الهيكلى المساعد على الفاعلية والإنفتاح التعاونى لحركة النهضة، لم أجده فى التكتلات الرئيسية فى البلاد حيث لم اجد فيها إلا الإنغلاق و التردد والخوف والتشنج والإنتهازية والإقصاء وغيرها من الممارسات التى يعرفها كل من على الساحة السياسية.
الماضي المشرف :
اضف الى ذلك ماضيها التاريخي المشرف حين وقف مناضلوها شوكة في حلق الطغيان دفاعا عن هوية الامة وكرامتها وحريتها واستقلالها وضحوا بالنفس والنفيس ولم يستسلموا رغم ما سُلط عليهم من قهر استئصالي لم يشهد تاريخ تونس مثله، فالغرب الاستعماري ضالع حتى النخاع مع بورقيبة والمخلوع في دمائهم وارواحهم وعذاباتهم وسيكشف التاريخ عن قريب عن الفظائع الاستئصالية التي سُلطت عليهم وعلى اسرهم. من هذا المنطلق الدراسى قلت رأيي بكل تجرد كوطنى حر ، ولم يحصل لى شرف الإنتماء إلى منظومة الإصلاح النهضوية. وكلامي هذا لا ينفى أن هناك احزاباً صغيرة غير فاعله رغم وطنيتها وتوجهاتها الإصلاحية، فانا أدعوهم إلى التكتل مع حركة النهضه ومساندتها وإحداث مواقع إصلاحية باعانتها.
كذلك أوجه ندائي إلى المستقلين الذين كانو خارج دائرة الإستبداد الإستعماري الذي كان المخلوع ينفذ مخططاته عن طريقهم، ثم رجال الإعلام بلا تعميم في جمله مفيدة يفهم العقلاء منهم مدلولها « أن الطريق الذي سلكتموه قصير جدا فارجعوا إلى رشدكم و فارقوا مواقع الإختراق التابعة للإستعمار الغربي قبل ان يلقي بكم الوعي الشعبي في مهاوي التاريخ المذلة ».
و يليهم شباب الثورة العارمة و المباركة الذين تألقوا و صبروا و صابروا و تخضبت نحورهم بالدماء الزكية و صُعق الطاغية بقعقعة اصواتهم الرعدية. أقول لهم:  » لا تحزنوا و لا تهنوا فبضاعتكم الغالية لا يقدر احد ان يبيعها في سوق الانتهازية الحزبية فالزموا مواقعكم الريادية فانتم حماة الثورة و انتم نتاجها و ساهموا بوعي تام و كامل يفرق بين الصالح و الطالح و العدو و الصديق و المخترق و العتيق في إنجاح تجربة الانتخابات المقبلة فالحراك فيها لا يقل أهمية عن معركتكم الاولى فنتائجها إما الانعتاق و إما الاستعمار بلون جديد فتحركوا بكل قواكم العقلية العاتية التي اظهرت جدارتها في ثورة الياسمين ليتحقق النصر في ثورة الحسم الانتخابية للمصلحين و سوف يكون لكم دور فعال في معركة التنمية و جبر اضرار الاستعمار و حماية الثورة حتى تحقق اهدافها بالكامل فمازالت امامها تحديات جسام و مازالت في حاجة ملحة الى إرادتكم و درايتكم و صمودكم. د. عبد الاله المالكي Malki1001@hotmail.com http://abdelilahmalki.com

<


تونس مصدر: آيفكس مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس 11 أكتوبر 2011

جماعات حرية التعبير تدعو الحكومة الى التحرك بشكل حاسم فيما يخص الإصلاحات قبل الانتخابات التاريخية

(آيفكس- مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس) بينما تستعد تونس لإجراء انتخابات تاريخية في 23 تشرين الأول/ أوكتوبر، مازال الإصلاح العميق لقطاع الإعلام بانتظار التحقيق على الرغم من مبادرات حقيقية أتخذت وتوصيات صالحة قُدمت من قبل مجموعات وأصوات مختصة. حتى الآن ، فإن الوقت عامل حرج للقيام بدعم حرية التعبير بشكل فعال عن طريق اعتماد سلسلة من التدابير الإيجابية ، ووضع معايير عالية للمستقبل. وفي هذا السياق، تحث آيفكس – مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس، وهي تحالف من 21 جماعة تعتني بحرية التعبير، الحكومة المؤقتة على منح التراخيص ومن دون أي مزيد من التأخير لإثنتي عشرة إذاعة والخدمات التلفزيونية الخمس التي أوصت بها الهيئة الوطنية لإصلاح المعلومات والاتصالات (INRIC)، على التوالي في 29 حزيران/يونيو و 7 أيلول/سبتمبر، لبدء البث. وكانت آيفكس- مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس أوصت بالفعل في تقرير بعثتها التي زارت تونس في نيسان/ أبريل 2011 « التخصيص السريع لترددات المحطات الجديدة والتي يمكن أن تضيف التنوع والتعددية والاستقلال للخدمات الموجودة أصلا » في الفترة التي تسبق الانتخابات. تحتاج هذه العملية، والتي هي أمر حاسم في الأوقات غير العادية التي تعيشها تونس، إلى أن تكون منفتحة. وفي سياق ورشة عمل استراتيجية عقدت في تونس يومي 27 و 28 أيلول/ سبتمبر، شاركت وسائل الإعلام التونسية والمشاركين من المجتمع المدني بدعوة من آيفكس – مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس تقييمها لطبيعة وسائل الاعلام بعد تسعة أشهر من قيام الثورة، وصاغت توصيات وخطط عمل للاسترشاد بها في إصلاح قطاع الإعلام، وخلق الإطار القانوني والمؤسسي العائد لحرية التعبير، وتعزيز تنمية قطاعات وسائل الإعلام الإذاعية والمطبوعة، وحماية الإنترنت من عودة الرقابة. ومن بين الأولويات التي أبرزها المشاركون: • تعزيز قوي للضمانات الدستورية والقانونية لحق حرية التعبير والوصول إلى المعلومات، • إنشاء هيئة تنظيمية مستقلة يمكن أن تسيّر بشكل فعال خدمات وسائل الإعلام العامة والخاصة، و التجارية والمجتمعية، • اعتماد تدابير إيجابية تدعم التنمية وإيصال وسائل الاعلام المطبوعة والمذاعة والإلكترونية المستقلة، • الترويج للثقافة الرقمية، من خلال دعم المدونات، والنشاط على الانترنت وصحافة المواطن، • وتمكين وحماية الصحفيين الملتزمين بالصحافة النوعية التي يمكن أن تقوم بخدمة وتوعية الجمهور بشكل عام. ويود أعضاء آيفكس- مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس بالإقرار بتفاني العاملين في وسائل الإعلام وجماعات المجتمع المدني والهيئات اﻻستشارية في إصلاح قطاع الإعلام وتحقيق الإصلاحات والمهنية بعد عقود من القمع والمصاعب. لا يمكن لطموحهم ورؤيتهم لمهنتهم ومجتمعهم أن يكون رهينة من قبل أولئك الذين تتمثل رغبتهم الوحيدة في عرقلة عملية الإصلاح من أجل حماية مصالحهم الخاصة. ومن بين جماعات المجتمع المدني التي أدارت حلقات ورشة العمل كانت جمعية النساء الديمقراطيات (ATFD)، ومركز تونس من أجل حرية الصحافة، المرصد من أجل الحريات الصحفية (OLPEC) والنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين (SNJT) والنقابة التونسية للإذاعات الحرة (STRL). ولقد أديرت ورشة العمل من قبل الاتحاد العالمي للصحف وناشري الأنباء (WAN – IFRA) بالتعاون مع الجمعية العالمية لمجتمع البث الإذاعي (AMARC) ، وإندكس أون سنسرشيب ( مؤشر على الرقابة) وأرتيكل 19 (المادة 19). مزيد من المعلومات: آيفكس مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس Rohan Jayasekera, Chair c/o Index on Censorship London United Kingdom rj (@) indexoncensorship.org تليفون:‏ +44 20 7324 2522 http://ifex.org/tunisia/tmg/

<



كوبنهاغن ـ خدمة قدس برس أعرب رئيس المجلس الإسلامي الدنماركي عبد الحميد الحمدي عن أسفه لما أسماه بـ « انزلاق بعض وسائل الإعلام التونسية » في مربع استهداف قيم الدين ومصادره الأساسية، ورأى أن عرض قناة « نسمة » لفيلم كرتوني إيراني تم فيه تجسيد الذات الإلهية محاولة لاستفزاز مشاعر التونسيين وجرهم إلى معارك جانبية تشغلهم عن مهمات التأسيس للانتقال الديمقراطي والقطع مع الدكتاتورية بشكل نهائي. وقلل الحمدي في تصريحات خاصة لـ « قدس برس » من قدرة أي جهة إعلامية أو سياسية في أن تجر تونس إلى أتون معارك جانبية تجهض ما أنجزته الثورة التونسية التي يتمسك بنجاحها التونسيون والعرب ومن ورائهم كل أنصار الحرية والديمقراطية في العالم، وقال: « لا أعتقد أن ما بثته قناة /نسمة/ يوم الجمعة الماضي من فيلم كارتوني يجسد الذات الإلهية له علاقة بحرية التعبير والابداع كما يقولون، ولا له أي صلة بالمهنية الإعلامية أو بالحريات التي ضحى من أجلها أبناء تونس، ذلك أن الشعب التونسي مسلم في غالبيته، وهو مالكي وسطي بعيد عن التطرف، والإساءة إلى الذات الإلهية لا تستهدف تيارا سياسيا بذاته، وإنما تستهدف عقيدة غالبية التونسيين، وهو برأيي محاولة استفزازية مقصودة، هدفها حرف الثورة عن مسارها وتخويف التونسيين والعالم من مصير الثورة في حال استمروا في التمسك بالانتخابات ». وأضاف: « لكن هذه أهداف لن تتحقق، ليس لأن التونسيين واعون لها ويعرفون أهدافها، وإنما لأن أدواتها لم تعد موجودة، والغرب الذي يقصدونه بالرسالة يدرك تماما أن تونس ليست موطن تطرف، وأن ادعاء التطرف فيها فرية لا يصدقها الواقع ». وأشار الحمدي إلى أن وسطية الإسلام التونسي كفيلة بمنع الانزلاق إلى العنف، وقال: « يعرف جميع التونسيين وحتى أصدقاء تونس من العرب والأوروبيين أن التونسيين مسلمون سنة في غالبيتهم وأن المذهب الرئيسي عندهم هو المذهب المالكي، وهو مذهب معروفة تعاليمه بالوسطية والاعتدال والبعد عن التطرف، ولذلك فإن سقطة /نسمة/ في هذا المستنقع لم تفقدها شعبيتها لدى التونسيين فقط، وإنما أفقدتها مصداقيتها كقناة إعلامية، أما تونس فلا خوف عليها من المد الإسلامي ولا من محاولات التشييع التي تقودها جهات دولية معروفة، فالمذهب المالكي الوسطي كفيل بضمان أمن تونس الديني »، على حد تعبيره.

<



تستمر معاناة سائقي سياّرة الأجرة « تاكسي » بنابل، منذ ما يزيد عن إحدى عشر سنة، مرّت أملاً واهمًا انتظروا من وراءه الحصول على رخصة في الغرض المذكور.فرغم جهودهم المبذولة و طاقاتهم المغمورة و أوقاتهم المهدورة، فإنّ السلطة المعنيّة « الولاية » لا تزال العائق الأوحد الذي يعاني منه أكثر من سبعمائة عامل و بالتالي أكثر من سبعمائة عائلة . و رغم خروج اثنتا و عشرون رخصة إلاّ أنّ ظروف خروجها ملبدّة تعلن عن اقتراب عاصفة هوجاء قد تطيح بالأخضر و اليابس. فقد طفح كيلُ السائقون بعد اكتشافهم التلاعب بملفاتهم المهنية مِنْ مَنْ منحوهم مطلق ثقتهم و أمّنوهم على مستقبلهم برُمته بمختلف نواحيه المادية و المعنوية. و بعودتنا إلى الكواليس المحظورة وجدنا الإبرة في كوْمة القَشّ و هي السببُ المباشر في اندلاع احتجاجات في صفوف السائقين ألا وهي « الرشوة » ، فما يقارب عن ثلاثمائة سائق غضبوا غضبةً غيرَ مسبوقة و أضربوا عن العمل مما أدى إلى شللّ جزئي في قطاع النقل البري و إعاقة حركة التنقل بمدينة نابل بالكامل .ووقفوا وقفة الرجلَ الواحد مطالبين بحقهم في العيش الكريم الذي بدوره يتحقق إلاّ إذا ما نالوا مبتغاهم بصيغة عادلة تضمن حق المساواة .و لكن الطرف المقابل غيرُ مكترث بوضعيتهم المتأزمة،حتّى أنّ الرخصَ التي أسندتها الولاية لأصحابها في الشهر التاسع من العام الحالي ليست بحالات اجتماعية كما صرّحت بذلك بل العكسُ صواب و المتحصلون عليها أبعد ما يكونون عن ذاك، فأسماؤهم غنيّة عن التعريف و لاسيما في محيطهم التعايشي، أحدهم يمتلك عمارة و لا نبالغ و ثانيهم زعم أنّ زوجته ضريرة مع أنها تبصر و الثالثة لديها حصّة لا بأس بها من الذهب و من منا لا يعلم قيمة الذهب هذه الأيام .حقيقة إنها لمهزلة، و أيّ مهزلة ؟ من المبكيات المضحكات .و السؤال الأوجه بالفعل كيف تحصّل هؤلاء و زملائهم على الرخص الملعونة؟؟؟ فالكيفية هنا تشير إلى تلك الآفة السرطانية التي ذكرناها « الرشوة » و ما أكثر الأيادي التي تطالب بها، الجميع أياديهم ملطخة بالرشوة و أخواتها و لا فرق بين الجميع،فلا فرق بين موظّف بسيط بالولاية و بين كاتب عام الولاية و بين الوالي نفسه، إذ أنّ هذا الأخير دخل في دوّامة الفساد اللامحدودة جاهرا بمواقفه الفاسدة لا مبالٍ بشرف منصبه و لا بشرف أخلاقه أو حتّى أنه عُيّن ما بعد الثورة المباركة .كل ذلك ليس بهام فالأهم عند السيّد والي نابل هو كسب المال الكثير في الوقت القصير . و ممّا زاد الطين بلّة أنّ النقابات متوّرطة في أعمال القذارة تلك، عن أيّ نقابات نتحدث؟ سؤال يطرح نفسه، نتحدث عن نقابة اتحاد الشغل و عمّال تونس .و في ذات السياق لابدّ لنا أن نشير إلى اتحاد الصناعة و التجارة الذي هو الآخر اتخذ كرسي الدفاع عن أرباب العمل رغم علمه اليقين أنّه تمّ إدراج 30كلم و هي مسافة جديدة تعادل تقريبا ربع المسافة المتواجدة حاليا أي وصولا لمطار النفيضة، فالمساحة تضمن الشغل للكلّ دون عنصرية و لا تمييز . ناهيك عن القطار السياحي الذي يجولُ و يصولُ في أي مكان يروق له خارج محيطيه المعهود.إضافة إلى « التُكتكْ » الذي بدوره شاع بسرعة و دخل في منافسة مع « التاكسي » دون وجه تشابه بينهما .و هنا تجدر الإشارة إلى تساؤل و هو أليس القطار والتكتك معرقلان أساسيان للتاكسي؟ و في خضّم ذاكَ لا بدّ لنا من ذكر ما يطالب به سائقي سيّارة الأجرة التاكسي و التي تُعتبر حلولا ترضي جميع الأطراف، و على رأسها الطعن في الرخص المسندة و مراجعة حالتهم الاجتماعية مع فتح تحقيق جزائي نزيه ضدّ كل من سوّلت له نفسه خيانة الثورة المباركة وانتهاك ركائزها المجيدة .إضافة إلى إدراج رزنامة زمنية تُخوِّل للسائق معرفته المسبقة بحصوله على رخصته من تاريخ إدراج ملفه بالجهة المعنيّة .و طبعا تأسيس نقابة جديدة فعّالة في غياب نقابات « المَريونات » . و بالأخير تقليص مسافة القطار السياحي و « التكتك » دون كسر جدار محيطهم . و مع اقتراب موعد الانتخابات فإنّ السائقين يهددون بجملة من الاضرابات حتّى يتمّ النظر في الأمر بكل جديّة و اتخاذ الاجرءات الجذريّة . أماني عنتيت

<



كنت قد قرّرت أن أفارق القلم و الكتابة منذ شهر ماي الفارط إلا أن ظروفا ألمّت حينها جعلتني أعود إلى الحبر و الورق. اليوم جاء الوقت الذي يمكنني أن أنسحب فيه بهدوء و أعود إلى عالمي الخاص مع كتبي و وحدتي و أحلامي…آن الأوان أن أترك قلمي يرتاح و أن أعود كما كنت مطالعا نهما للكتب في لحظات صفاء روحي و نفسي و في عالم آخر ليس معي فيه أحد من البشر. أسباب كثيرة تدفعني إلى ذلك أولها و أبرزها و أهمها شخصي ففراق إنسان عزيز علي هزّني و زلزلني فلم أعد الشخص الذي كنت…صرت أشبه بروح ميتة في جسد حيّ..تثاقلت نفسي و تشتّتت أفكاري و أبت يدي أن تكتب حرفا…مع كل هذه الأحزان التي تحيط بي لم أعد أرغب سوى في الوحدة…كانت قناعتي دائما أن تكتب يعني أن تنقل التفاؤل و الأمل لغيرك أما الآن فأنا أكثر الناس تشاؤما على وجه الأرض..ما أمرّ الفراق و ما أشدّ الوداع و ما أصعب الوحدة التي تفرض عليك فرضا..إن ألم الموت يكون مرة واحدة أما ألم الفراق وهو أشدّ و أنكى فأنت تعيشه في اليوم مرات و مرات..إن فراق هذا الشخص كان إنحناءة في ظهري لم أستطع الوقوف بعدها أبدا.. الأمر الثاني هو أنني دائما أعتبر نفسي ضيفا على مائدة صاحبة الجلالة و الضيف مهما طالت زيارته لا بدّ يوما سيرحل..إن الإقامة في « بيت الإعلام » مع الصحف الورقية و الإلكترونية أمر ممتع و لكنها رحلة لابدّ لها من نهاية . الأمر الثالث هو أن في البلاد من الطاقات ما يفوقني و يفضلني و إليهم أتوجّه بالنداء أن يبذلوا ما بوسعهم و أكثر و أن لا يدّخروا جهدا في معركة تحرير و تطوير الإعلام..إن الزمان الآن للمختصّين من أهل الصحافة و الإعلام و آن لمثلي أن يترك لهم المجال. سأتوجّه في الأخير بالشكر إلى صحيفة الموقف التي فتحت لي الأبواب و إلى « تونسيوز » التي إحتضنت كل ما كتبت بصدر رحب و إلى صحف الفجر و صوت الشعب و الأولى و المحرر و مواطنون..كانت تجربة رائعة في حياتي لو عاد بي الزمان لأعدتها… قد يكسر القلم لكن لن تموت الكلمة…
يسري الساحلي yosri1909@yahoo.fr

<



لقد توقفت عن الكتابة عن الشأن التونسي بعد ثورة 14 جانفي و قد كان ذلك القرار نابعا بالأساس من قناعتي بأن الراكبين على الأحداث و المناضلين الجدد هم من سيحتكر المواقع و المنابر الإعلامية بعد إنكسار حاجز الصمت و هروب الرئيس السابق. و لكن مايحدث منذ مدة في تونس جعلني أستشط غضبا من محاولة شرذمة من أشباه المناضلين على الفيسبوك و المدونيين الجدد الذين بتصرفاتهم اللامسؤولة باتوا يقودون البلاد إلى وجهة ستقودنا حتما إما لدكتاتورية جديدة و لتطرف علماني وإسلامي.
لقد شكلت تحركات هذه المجموعات على المواقع الألكترونية و مواقع التواصل الإجتماعي لبنة لحملة شرسة و غير عقلانية لواقع الأمور في البلاد التونسية. ولعل الأغلبية الصامتة, التي تحدث عنها الوزير الأول السابق محمد الغنوشي, رغم أني لست من مؤيديه, و من خلال تواصل صمتها الرهيب فهي تساهم بطريقة غير مباشرة في دفع البلاد إلى المجهول لانها تركت الوطن في أيادي مجموعة من المخربين الإفتراضيين. زيارة الوزير الأول للولايات المتحدة الأمريكية
حين يسافر الوزير الأول في الحكومة الإنتقالية إلى الولايات المتحدة الأمريكية بدعوة من الحكومة الأمريكية و حين يحاضر في جامعة أمريكية, الشيء الذي لم يحصل منذ عقود لساسة تونسيين, و حين يتحدث مثل أي زعيم لدولة عملاقة ويتقابل مع الرئيس الأمريكي بكل أريحية و ندية, وحين يطمح خيرة الصحافيين الأمريكيين إلى إستجوابه, فإن ذلك ينظر له في تونس على أنه مؤامرة أمريكية سبسية ضد وصول الإسلاميين إلى الحكم. وبفطنة غريبة يفسر أصحاب نظرية المؤامرة موعد وتوقيت الزيارة وتصريحات السبسي حول عدم إمكانية وصول الإسلامييين للحكم بأنها طبخة أمركية لتزوير الإنتخابات وتمكين بعض الأحزاب من بقايا التجمعيين السابقيين للوصول إلى الحكم. و كأن الوزير الأول ,المعروف بحنكته و دهائه السياسي, على درجة كبيرة من الحمق و السذاجة حين يفكر في الإستعانة بالأمركيين لتزوير الإنتخابات ثم يصرح في نفس الوقت و في نفس الزيارة لوسائل الإعلام الأمريكية بإستحالة وصول الإسلاميين للحكم و كأن العالم معزول عن بعضه و لن تصلنا هذه الأخبار إلى تونس. و بعد ذلك يتم البحث عن تعلات أخرى و أعذار واهية ليتم إخراجها و حبكها بالقوة لتصبح من المؤيدات لأفكارهم و التي تدعي أن البلد مستهدف من الغرب و من قناة نسمة ومن أطراف أخرى, هم فقط من يعرفها.
تداعيات الفيلم الإيراني
فالفيلم الإيراني الذي عرض أخيرا على قناة نسمة وكل الجدل الذي صاحبه جاء ليؤكد على أننا فعلا شعب متخلف نتعسف حتى لمجرد أفكار بسيطة كانت تخامرنا لما كنا أطفالا غير مدركين للحياة و الأمور. فحينها لم نكن لنجد الأجوبة عن كل الأسئلة البريئة التي كنا نتساؤلها حين كنا في السن الثالثة و الرابعة من العمر. كنا نسأل عن الشخص الذي يموت و قد كنا لا نفقه شيئا عن معنى الموت. لقد كان الكبار يحدثونا على أن الميت قد سافر أو قد ذهب إلى مكان ما في السماء هو عبارة عن غابة خضراء تسمى الجنة. لقد كنا نسأل أيضا عن الله جل و على لأننا كنا نسمع عنه كثيرا و لا نفقه شيئا عن ماهيته و أمام صعوبة وجود الأجوبة كانت مخيلتنا هي التي تقودنا إلى شيئ ليس كالأشياء الأخرى هي عبارة عن صورة ذهنية لشيء نسمع عنه و يخافه كل الناس من حولنا هيبة و إجلالا. ما المانع في أن نرى هذه المخيلة في شريط سينمائي بطلته إمرأة تروي لنا قصتها في زمن الثورة الإيرانية؟ من شكك في الذات الإلاهية؟ هل من حقنا قمع مخيلة الطفل ولماذا نتعسف على الإبداع؟ هل قدرنا أن لا نفكر و أن نستهلك فقط و نشك في كل ما حولنا بإسم المؤامرة و سوء النية. ليس لدينا من شيء يستحق المؤامرة إلا واقعنا المزري و المتخلف. قررت مواصلة الكتابة مستعملا نفس الإسم المستعار الذي كنت أكتب فيه منذ سنوات في مواقع تونزين و تونس نيوز و نواة لا لخوف مني و لكن لأن معرفة إسمي الحقيقي سوف لن تضيف أي شيء للقراء. شرشبيل الثورة التونسية: ما المطروح وما المأمول؟
تصاعدت في الآونة الأخيرة الأحداث في تونس على كل المستويات ويتزامن هذا التصعيد مع زيارة الوزير الأول المؤقت إلى واشنطن وطلب الإدارة الأمريكية من رعاياها عدم السفر إلى بلد مفجر الثورات. فالثورة التونسية أحدثت متغيرات كبيرة وعميقة في المنطقة كلها بعد أن فشل الغرب وعلى رأسه أمريكا وفرنسا في استشراف ما حصل وعجز عن فهم مسايرة الأحداث والتفاعل الإيجابي معها. وسيكون من الصعب على قوى الردة الخارجية والداخلية استيعاب المتغيرات والتفاعل مع عصر الشعوب بعدما استفادوا ولعقود عدة من خيرات بلداننا وأفسدوا كل شيء جميل وجذاب أو هكذا خيل إليهم. ويحاول البعض إرجاع عقارب الساعة إلى الوراء من خلال أساليب التخويف من سيطرة الإسلاميين على البلدان المحررة من العملاء والفاسدين والمجرمين فقد تعلموا من خلال تجارب تركيا وإندونيسيا وفلسطين في العالم الإسلامي أو بلدان أمريكيا اللاتينية أنه عندما تتاح الفرصة للشعب أن يختار فإنه عموما ينحاز إلى المصلحة الوطنية وإلى ثقافة الشعب ومبادئه. في الحالة التونسية أصبح الفرز واضحا بين القوى الوطنية الشريفة والمقاومة للفساد والإجرام والقوى الوظيفية التي تنفذ أجندات غير واضحة المعالم وتتغير بتغير موازين القوى ومسار الأحداث أو قوى المقاولات والصفقات غير الشريفة فضلا عن قوى المناولة التي تنوب عن حزب التجمع الدستوري الذي أجرم في حق الشعب التونسي عبر مسكه بمقاليد البلاد ودعمه للعصابات المافياوية التي حكمت البلاد. ومن المهم دعم ومساندة الأحزاب والأطراف التي لها رصيد نضالي في مقارعة الظلم والفساد ووقفت مع الشعب وحرضته على الثورة حتى يتمكن من استرجاع كرامته وحقوقه في الثروة والعدالة.
ولا يخفى على أحد أن محطة 23 أكتوبر مفصلية في تاريخ البلاد باعتبار أن الناخبين سيصوتون لمن سيضع دستورا جديدا لتونس. فواجب المواطن الأول حتى يكمل الشوط الأول من ثورته هو الذهاب إلى الانتخاب ثم أن يختار من وقف معه أيام محنته فالذي وقف معك وقت الشدة لن يخذلك وقت الرخاء. ومن الضروري التصويت لرجال ونساء شرفاء حتى يتمكنوا من وضع دستور يحمي هوية البلاد ويقطع مع تبعية القضاء للحاكم ويسمح بحرية الصحافة والتعبير. ومن الضروري أيضا أن يبقى المواطن حذرا حتى لا يقع التلاعب بنتائج الانتخابات.
وقد حان الوقت كي تتمكن القوى الشريفة من كتابة الدستور والتحضير للانتخابات الرئاسية والتشريعية التي تستجيب للمتغيرات.
وتعلم الطبقة السياسية التونسية بأنه كانت هناك دعوة لإنجاز « المؤتمر الوطني الديمقراطي » في جنيف قبل أيام قليلة من هروب المخلوع زين العابدين بن علي (انظر الرابط التالي) www.tdg.ch/node/302060 وكانت تلك الدعوة على أرضية وطنية تتوافق عليها أغلب الأحزاب الوطنية. وأدعو الجميع إلى الوقوف إلى جانب الأطراف التي ساندت المشروع الوطني ولم تعط أي مشروعية لنظام الفساد والظلم. إذ يمكن لأحزاب النهضة والمؤتمر من أجل الجمهورية وحزب العمال الشيوعي التونسي والتكتل بقيادته التاريخية إضافة لشخصيات وطنية معروفة بحسها الوطني أن تنجز المهام المناطة بالمجلس التأسيسي والعمل سويا لإنجاز المشروع الوطني الديمقراطي وذلك لما تتمتع به هذه الأطراف من شرعية التمثيل الجماهيري (عامل الثقة) وتجربة تاريخية في حقل العمل السياسي ومن علاقات عربية ودولية (عامل النجاعة) وقد آن الأوان كي تجني هذه القوى ثمار عمل وجهد سنين طوال من النضال رغم المآسي والمحن وتثبيط المثبطين وتواري العقلانيين وانبطاح الاستئصاليين وعربدة البعض من « الإعلاميين » و »الحقوقيين » و »الساسة » الذين أصبحوا اليوم يسوقون أنفسهم على أنهم وطنيين وشرفاء والبعض لا يستحي من أن يعلن نفسه زعيما ومعلما وهو يعلم أن الشعب يدرك ويعي ما يريد والوجهة التي اختارها هي القطع مع الماضي ومحاسبة رموز الفساد وازدراء كل من وقف مع الطاغية في أي مرحلة من مراحل حكمه.
أما نحن كنشطاء فسنبقى حذرين ومتيقظين وسنفشل كل المخططات التي يحاول البعض تنفيذها ونؤكد على ما يلي:
1. دعوة الناخبين إلى اختيار النزهاء الذين لم يخذلوهم وقت ثورتهم ولم يعطوا أي دعم للمخلوع ونظامه 2. مطالبة الحكومة الحالية بكشف كل خبايا اللقاءات مع الساسة الغربيين وعدم اتخاذ أي قرار استراتيجي باسم الشعب التونسي من مثل عقد اتفاقيات كبرى أو الموافقة على قروض تعمق تبعية الاقتصاد وترهنه بأجندات غير وطنية 3. تحذير الأطراف التي تسعى لبث الفتنة كالإعلام الهابط أو التشويش على المسار الديمقراطي من أمثال الذين يحاولون إخفاء تاريخهم غير المشرف 4. مواصلة سعينا للكشف عن كل أملاك المخلوع وعائلته وأعوانه بالتعاون مع الجهات المختصة في سويسرا والإسراع بإرجاعها للبلد إضافة إلى متابعة تنفيذ مشروعات التنمية التي وعدت بها الحكومة السويسرية 5. تحميل النظام السعودي المسؤولية كاملة عن عدم احترامه للقوانين الدولية وحمايته للهارب من العدالة زين العابدين بن علي والإسراع بإجراءات التسليم 6. دعوة كل الشرفاء والأحرار إلى دعم المسار الديمقراطي في تونس جنيف في 9 أكتوبر 2011 أنور الغربي ناشط حقوقي وسياسي

<



أحمد حسين في أي حديث عن ثورة حقيقية من فصيلة اجتماعية أو حتى سياسية محددة ، يجري التركيز عفويا وموضوعيا على هوية هذه الثورة أكثر من التركيز على هوية الثوار . حتى لو كان الحديث هو مساءلة صحفية فردية ، فإنك تتوقع أن تجد نفسك أمام شخص يتحدث عن هويته وهوية رفاقه من خلال طروحات ومباديء وأفكار ومطالب تتعرض لهم بوصفهم هامش التزام لتلك الثورة . نحن هكذا لأن أهداف الثورة هكذا ، وليس العكس . حتى لو كانت الثورة حراكا سياسيا خالصا يخدم هدفا تآمريا لطرف يخدمونه غرضيا ، فإن الذكاء التآمري يلزمهم بالحذر من الإنكشاف وتمثيل دور الثوري الحقيقي ، كشرط لنجاح المؤامرة . ولكن هيثم مناع في المساءلة الصحفية مع جريدة الأخبار ، لم يبذل أي جهد للتظاهر ، فيتعطر بعطر الثورة ، ولو على سبيل الزعم بأنه ورفاقه يخدمون هدفا يخص الشعب السوري . تحدث عن الخلافات بينه وبين زملائه وكأنهم جماعة من الفنانين أو العملاء السياسيين متعددي الإنتماءات الوظيفية ، يتنافسون في إطار المهنة الموكلة إليهم . لم ينتبه إلى أنه كان يتحدث عن حراك ثوري عديم الهوية والأهمية معا من حيث المضمون ، وأنه لم يشر إلى أية خلافات بينه وبين زملائه تتعلق بخلافات إيديولوجية أو طبقية مشتركة من أي نوع مع النظام السوري . كان الخلافات كلها تدور في إطار الإجماع على وجوب إسقاط النظام المذكور بدون أن يشعر بالحاجة إلى القول لماذا ؟ وكيف حدث هذا الإجماع . ولكنه حدد خلافه مع مؤتمر اسطنبول ، بوصفه ليبراليا من النوع الأوروبي ، بأن الإخوان السلمين رغم كونهم لا يمثلون أكثر من نسبة 10% من الشعب السوري ، يحظون بتمثيل يصل إلى 60% داخل المؤتمر . وأنهم يدعون أن مؤتمرهم الإسطنبولي سيكون بتركيبته التي يسيطرون عليها  » قادرا على إخراج الشباب ! من أزمتهم !! ويحلّ كل مشاكلهم !!!، ويمدّهم بالمساعدات المادية وبالاعتراف الدولي والحظر الجوي !!!!… الخ  » ( إشارات التعجب غير موجودة في الأصل ) . أعرف أن هيثم مناع هو  » دلوعة الشعب السوري  » وأنه ليس مفرط الغباء مثل برهان غليون ، ولكنه عديم الثقة تماما بعقل أي شعب في الدنيا . هل كان عليه أن يشير ببراعة لماحة إلى لعبة الأمريكان الخاصة مع الإخوان المسلمين ، في ظلال البيع العربي ، والحذر الأوروبي الشديد من نوايا أمريكا ، وكأنه يقول هذه هي الثورة السورية بتمامها . من يحكم الشعب السوري بعد سقوط النظام الحالي ؟ أنا أويد حكما ليبراليا علمانيا ، وأعارض الليبرالية الدينوية . وبخصوص خلافه مع برهان غليون ، فإنه لم يطالب أن يرشحه أحد لرئاسة الحكومة السورية المقبلة . وكقائد متطوع للثورة ، من حقه أن يفوز على منافسيه ، ولكن ليس بالإنتقال من معسكر إلى آخر داخل الثورة . وهو يوافق على ترؤس الحكومة المقبلة بشرط أن يوافق النظام السوري على إلتخلي عن الحل الأمني أولا ، وأن يوافق على السقوط ثانيا . لم يحدث في تاريخ  » الثورات  » إجماع شديد الحماس ، مصحوب بخلاف شديد التوتر ، كما حدث بين أطراف الثورة  » السورية . في  » الثورة  » يتم تحديد الأهداف ، وتحييد العمل الميداني عن الخلافات الميدانية ، إلى ما بعد تحقيق الأهداف . حتى الأجماع الذي تم بين مسيلمة وسجاح ، رغم آلياته التطابقية ( بلغة إدوارد سعيد ) العرضية أسفر عن الزواج وتوحيد الجيشين ، فكيف يعجز أطراف الثورة السورية عن تحقيق هذا الشرط الثوري بأية وسيلة ممكنة ؟ الليبراليون عادة لا يحترمون أنفسهم أو المستمع إذا تكلموا . فهم لا يستطيعون ذلك بنيويا . ولو وقفت راقصة ملهى تخطب في جماعة من المدمنين والسكارى آخر الليل ، لما جاءت بما جاء به هيثم مناع في حديثه عن نفسه . ولا مجال لمطالبته بغير ذلك . فهذا ما لديه . ولكن ما مصلحته في طرحه على الناس الذين يسعى ليصبح رئيس حكومتهم ؟ من يستطيع غيره أن يفاخر بأنه كان في الدوحة يبحث عن الديموقراطية لسوريا ؟ أي كوميدياني متبذل يسب شعبه ليضحك الناس ؟ هل أراد أن يفاخر بقدرته على عدم الخجل عندما قال بأنه يخشى على سمعة سوريا من المجتمع الدولي ؟ عليه هو والجتمع الدولي أن يخشيا على سمعتهما من محترفات الشهيق الإعلامي لو كانت الخشية موجودة في قاموس الليبراليين . ما الفرق بين نادي  » واشنطن السوري  » ونادي باريس السوري  » ؟ هل هذا خيار تطرحه على الشعب السوري ؟ هل تتحدث بصفتك محترف ثورجي أو خبير نوادي ليلية ؟ كيف تفرض على غيرك خيارات من عالمك الخاص كمسلمات ، وتنادي بالديمقراطية ؟ وأية ديموقراطية ؟ ديموقراطية حقوق الإنسان الذي تطاردونه في وعيه وفي وطنه وفي حقه بأن يكون إنسانا ؟ الإنسان الذي تتآمرون على دمه وإنسانيته في مركز مخابرات بان كيمون ؟ نعرف أن الليبرالي العربي لا يتورع عن تقديم أية خدمات تطلب منه ضد شعبه ، في سوق الإرتزاق السياسي . ولكن العقل العملي ، وليس العقل الفاضل ، يعرف حدود التهور التي يجب ألا يتجاوزها عمليا . ولم ألمح أن لديك مثل هذا العقل . التحلل فضل ليبرالي معروف ييسر الكثير من الرغبات الممنوعة ، ولكن الليبرالي العربي يخلط بين التحلل والإنحلال ، ويقدم هذا الإنحلال المنفر دليلا على كونه براغماتيا فاضلا . فتكون النتيجة أنه يقع في الحمورية والهمجية . ألمأساة والكوميديا طرفان لذات العصا . فالجامع بين الإثنين هو التطرف . وما عليك إلا أن تترك البطل في الكوميديا يموت أو يسجن لتتحول الكوميديا إلى تراجيديا ، كما في حالة هيثم مناع . أو أن تتركه في التراجيديا يصبح رئيس حكومة فيتحول التراجيدي إلى كوميدي كما في حالة برهان غليون . ولكن المشكلة مع السيدين أنهما لن يحصلا على بطولة من أي نوع . إذ يبدو أن النظام السوري لا ينوي السقوط . لأن هذا النظام لا يدافع عن مكاسب ذاتية خالصة . إنه يدافع عن شعبه ووطنه بشعبه ووطنه ضد الغزو الخارجي . لم تسمح له الظروف الإقليمية والعربية والدولية أن يكون أفضل مما هو عليه . ولو كان نظاما عائليا أو طائفيا أو تابعا لإيران كما يقول اللبارلة العرب السنيين ، لاختصر الطريق إلى راحة البال ، واختار التبعية لآمريكا ككل أخواته العربيات . ولكنه يراهن بطريقته الواضحة على شعبه . لذلك لا يسرق نفسه ولا يخون شعبه . ولن يقبل بهيثم مناع ولا ببرهان غليون كمجرد مواطنين لآنهم عملاء خانوا وطنهم وشعبهم بمنصب حشم أذلاء . إنهم مجرد شهاقين في جوقة مرتزقة لا تعرف الإحتشام ولا تستطيعه ولو ظاهريا . والشعب السوري يعرف تماما ، أن نظامه الحالي يجب أن يؤدي دوره ثم يخلي المكان لنظام أفضل منه ، وليس لنظام خيار التبعية لناد امريكي أو ناد فرنسي. ( *** )
 
كنعان النشرة الألكترونية Kana’an – The e-Bulletin

<

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.