الاثنين، 5 يونيو 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2205 du 05.06.2006

 archives : www.tunisnews.net


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: بــــــيان الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع القيروان: بــــــيان الرابطة التونسيّة للدفاع عن حقوق الإنسان فرع توزر ـ نفطة: بــيــان جمعية أنصار الحرية: النظام التونسي حامي حمى الدين تحرك عاجل من أجل اطلاق سراح العجمي الوريمي بيان صادر عن التحالف الشعبي العربي المقاوم : حول قمع القضاة والمتضامنين معهم في مصر والاعتقالات في سورية والقمع في تونس أخبار تونس: الرئيس زين العابدين بن علي يُـعـيّـن مديرا عاما جديدا للأمن الوطني ومديرا عاما جديدا آمر الحرس الوطني بي بي سي : قضية تعذيب سُجناء تونسيين وتدنيس المُصحف تتفاعـل قناة « المستقلة » تبث برنامجا رياضيا يوميا مفتوحا للجمهور للتعليق على مباريات كأس العالم عبد الوهاب عمري: إلى أي مدى ستصل الاستهانة بأرواح المواطنين في هذا البلد ؟ عصام زيدان: تونس.. أيّ حـرب تـخُـوضـــها!! عبدالباقي خليفة: غوانتنامو المغرب العربي وأبو غريب شمال افريقيا .. ماذا بعد الاعتداء على حرمة المصحف ومحنة الحجاب وليد البناني: من وحي ذكرى التأسيس علي شرطاني: معاناة واقعية بدل مخاوف مفتعلة وفي غير محلها محمد العماري: لفت انتباه د. عبد السلام الأسود: متى يسقط الصنم خميس قشة – محرز الكريمي:  طال عليهم الأمد فهرولوا رياض الحجلاوي: الأخوة المساجين يترقبون منكم العون والإسناد أ.فتحي نصري: رسالة من أمير المؤمنين الى والي تونس ابراهيم عبد الصمد: في ازمة الرابطة ومخارجها مواطــن: حجـــاب الصباح الأسبوعي: مئات المواليد خارج إطار الزواج.. يرفضون أن يكونوا مجرد أرقام على أسـرّة القدس العربي : الرئيس الموريتاني يرفض التحزب الإسلامي ويؤكد خلو بلاده من الرق الحياة : الجزائر: وفاة لكحل عياط المسؤول السابق عن الاستخبارات العربية.نت : المغنية الاماراتية رنا فاروق تعتزل وتطلب منع كليباتها من الفضائيات مولود حمروش: ثمن فشل الحلم المغاربي أو النمر الشمال إفريقي: حققنا الاستقلال لكننا لم نحقق الحرية سعد محيو: هل انتكست براعم « الديمقراطية العربية »؟


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

 
أنقذوا حياة محمد عبو أنقذوا حياة كل المساجين السياسيين الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف: 71.340.860 الفاكس: 71.351831   تونس في: 03 جوان 2006 بــــــيان
 
إثر البيان الذي أصدره فرع الرابطة التونسية لحقوق الإنسان ببنزرت وقع اقتحام منزل المناضل الحقوقي السيد علي بن سالم حوالي السادسة صباحا من صبيحة هذا اليوم من طرف أعوان الأمن يفترض أنهم من أعوان الفرقة العدلية و ذلك قصد جلبه عنوة الإجراء بحث في موضوع تهمة منسوبة إليه طبقا لمقتضيات مجلة الصحافة و عندما أراد السيد علي بن سالم استجلاء الأمر وقع تعنيفه من طرف أحد الأعوان و أمام صياح زوجته تم الاعتداء عليها هي أيضا طالبين منها ملازمة السكوت و اصطحبوا معهم السيد علي بن سالم و هو في لباس خفيف إلى مركز الأمن الحبيب بوقطفة ببنزرت.

علما بأن السيد علي بن سالم كان طريح الفراش و ما زال في طور النقاهة إثر عملية جراحية على القلب أجريت عليه بالمستشفى العسكري بتونس. و قد أتضح فيما بعد أن الإيقاف كان بمقتضى إنابة صادرة عن قلم التحقيق بالمحكمة الابتدائية ببنزرت حول موضوع نشر أخبار زائفة من شأنها تعكير صفو النظام العام في تتبع السيد علي بن سالم مع من سيكشف عنه البحث و قد أرجىء التحقيق معه إلى موعد سيقع تعيينه فيما بعد .

كما وقع جلب السيد لطفي الحجي إلى مركز الأمن ببنزرت بعدما وقع اختطافه من ساحة برشلونة بتونس حوالي الساعة الثانية عشر و النصف من ظهر هذا اليوم. و في نفس الإطار تم إيقاف السيدين حمدة مزغيش ومحمد الهادي بن سعيد و كلهم أعضاء في فرع بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان.

و الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: –  تدين اعتقال النشطاء الحقوقيين و الاعتداءات التي رافقت عملية إيقافهم . –  تطالب بكشف الحقيقة حول تدنيس المصحف الشريف و محاسبة من تثبت إدانته بارتكابه. –  تلفت نظر الرأي العام إلى أنه سبق و أن نبهت إلى التجاوزات الخطيرة التي تحدث في السجون التونسية و إهانة السجناء الإسلاميين و استفزازهم بشتى الوسائل و طالبت بالتحقيق في تلك التجاوزات .

رئيس الجمعية الأستاذ محمد النوري


 

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع القيروان القيروان  6 جوان 2006
 
بيــــان

 
أوقفت قوات الأمن السادة :

علي بن سالم،

رئيس فرع الرابطة التونسية ببنزرت والعضو المؤسس للمجلس الوطني للحريات . – لطفي الحجي ، عضو فرع بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ورئيس نقابة الصحافيين. – السيد حمدة مزغيش عضو هيئة فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ببنزرت  وذلك اثر نشر بيان من الفرع يدين ممارسة التعذيب والاعتداء على مساجين سياسيين من قبل أعوان سجن برج الرومي.

  كما يأتي هذا الإيقاف بعد أسبوع من منع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان من عقد مؤتمرها السادس والاعتداء بالعنف المادي واللفظي على أعضاء هيئتها المديرة ومحاصرة منازل العديد من أعضاء فروعها ومنعهم من الحق في التنقل طيلة أيام المؤتمر وإرغام العديد من اللذين اخترقوا الحواجز الأمنية ووصلوا إلى العاصمة على الرجوع من حيث جاؤوا بالقوة .

لهذا يؤكد فرعنا على :

– اعتبار هذا الإيقاف حلقة من حلقات التصعيد الأمني الخطير الذي اختارته السلطة أسلوبا للتعامل مع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ومع كل مكونات المجتمع المدني – محامين، قضاة، صحافيين، أحزابا سياسية… – تضامننا الكامل مع السيد علي بن سالم الذي يعاني من  إمراض عديدة ، منها ما هو ناتج عما  تعرض له من تعذيب  في إيقافات سابقة  بسبب أرائه ومواقفه ، كما نعبر عن تضامننا مع السيدين لطفي الحجي وحمدة مزغيش  ونعتبر ان ما قاموا به من إعلام يندرج ضمن مشمولات  هياكل الرابطة التي تلفت انتباه  السلطة والرأي العام لكل التجاوزات لتي تمس من حقوق الإنسان. –  تأكيدنا على انه كان حري بالسلطات التونسية فتح تحقيق بشأن التجاوزات الخطيرة داخل سجن برج الرومي و متابعة قضايا ممارسات التعذيب و الانتهاكات المادية والمعنوية  ومعاقبة كل من اعتدى على المساجين وذلك تماشيا مع دستور البلاد والمواثيق الدولية التي تجرم الاعتداء على السجناء وتدعو إلى احترام حرمتهم الجسدية ومعتقداتهم.

عن هيئة الفرع مسعود الرمضاني  


الرابطة التونسيّة للدفاع عن حقوق الإنسان فرع توزر ـ نفطة نفطة قي: 30 ماي 2006 بــيــان
إن فرع توزر ـ نفطة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان يندد بشدّة بما تعرض له ضيف الرابطة وابن الجهة المناضل محمد لخضر اللالة ممثل جمعية التونسيين بفرنسا وعضو المكتب السياسي لحركة التجديد من اعتداء آثم على أيدي البوليس التونسي حين همّ بتحية السيناتور الفرنسي روبار برات حيث انهالوا عليه ضربا وطرحوه أرضا في مناسبتين .
والفرع إذ يدين بقوّة هذه الاعتداءات الرامية إلى إلحاق الإهانة بمناضلي الحركة الديمقراطية بتونس فإنه يدعو إلى تتبع ومعاقبة كل من اعتدوا بالعنف على نشطاء المجتمع المدني وضيوفهم عن هيئة فرع توزرـ نفطة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان

الرئيس: شكري الذويبي

 

بسم الله الرحمان الرحيم

النظام التونسي: حامي حمى الدين

إن المرء ليصاب بالدهشة والذهول وهو يتلقى الأخبار ليس من معتقل غوانتنامو ولا من سجن أبو غريب ولكن هذه المرة من تونس البلد المسلم ، حيث جامع الزيتونة منارة الإسلام على مدى قرون طويلة ، وعلى يد من ينسبون أنفسهم  للإسلام ولأمة المسلمين ، إنه من سجن برج الرومي على بعد 60 كيلومتر شمال العاصمة تونس، حيث قام

المدعو عماد العجمي

مدير السجن المذكور بالاعتداء على قدسية القرآن الكريم إذ ضرب السجين السياسي أيمن الدريدي بالمصحف الشريف على رأسه ثمّ داس كتاب الله  بحذائه بعد أن رماه أرضا إمعانا في التعدي على مقدسات الأمّة وتنكيلا بالسجين. وإذ نذكر الرأي العام بالإنتهاكات المبرمجة والمتكررة يوميا للحرمة الجسدية والنفسية للمئات من المساجين السياسيين فإننا نؤكد أنه ما كان لهذا السفيه وأمثاله أن يتطاولوا على مقدسات الأمة ودينها الحنيف لولا الحصانة التامة لهم من طرف السلطة وعدم تعرضهم لأية مسائلة بل وتشجيعهم على هذه الأعمال المشينة وهناك شهادات موثقة تروي تكرار هذه الإنتهاكات وتجاهل السلطة لها على مر الأيام. ويأتي هذا الحادث الشنيع ليعيد إلى السطح حالة التدهور الفظيع لوضعية السجون التونسية وما يتعرض له سجناء الرأي من قتل بطيء ومبرمج ، وفي نفس الوقت يتكرر مشهد اضطهاد المرأة المتحجبة في هذا الوقت من كل عام ، إذ يعمد النظام الحاكم أيام الإمتحانات إلى ابتزاز المرأة المسلمة في دينها فإما نزع الحجاب وإلا عدم حضور الإمتحان هذا الذي ظلت طيلة سنة كاملة ـ إن لم يكن سنوات ـ تكابد المشاق وتقدم التضحيات من أجل النجاح فيه . وقد وصل الأمر في إحدى الكليات إلى استدراج بعض الأخوات إلى مكتب أحد المسؤولين حيث احتجزهن هذا الأخير وأغلق عليهن الباب بالمفتاح مع ما صاحب ذلك من تحرش وإهانة . وإننا تبعا لذلك: ـ  نعبّر عن استنكارنا وغضبنا من الاعتداء على المصحف الشريف وعلى تواطئ السّلطة بصمتها وعدم محاسبتها لمدير السجن المذكور. ـ  نطالب بمتابعة

المدعو عماد العجمي

ومن يشاركه في هذا الاعتداء ومحاكمتهم. ـ  ندين السلوك المعتدي والمتكرر للسلطة بمنع الفتيات المحجّبات من إجراء امتحاناتهنّ، وتحطيم معنوياتهن وإرباكهن نفسيا في وقت هن في أشد الحاجة للتركيز وصفاء الذهن. ـ  ندعو شعبنا وقواه الحيّة إلى التّحرك للتعبير عن غضبه لانتهاك مقدّساته الإسلامية. ـ  نطالب الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية إدانة هذه الجرائم والتصدي لها. ـ  ننوه بمواقف كل الأحرار الذين استنكروا ـ وما زالوا يستنكرون ـ هذه  الجرائم من داخل تونس وخارجها . ستوكهولم، في 5 جوان 2006 جمعية أنصار الحرية   ـ  السويد


تحرك عاجل من أجل اطلاق سراح العجمي الوريمي

 

محرر صفحة 18 أكتوبر

يقضي الزعيم الطلابي العجمي الوريمي عقوبة بالسجن منذ 15 سنة في عزلة مضيقة. و تؤكد عائلته أن حالته الصحية بعد قضاء كلّ هذه المدّة أصبحت حرجة.

 

ولد « هيثم » كما كان يسمّيه أصدقاءه سنة 1961 بشط مريم بسوسة والتحق بالجامعة شعبة الفلسفة سنة 1981 حيث درس بكلية الآداب و العلوم الإنسانية بالعاصمة. عرف بنباهته و تفوّقه في الدراسة كما كان محبوبا من كلّ التيّارات السياسية التي كانت تنشط يومها بالجامعة. كان له دور بارز في تأسيس الإتحاد العام التونسي للطلبة سنة 1984 وهو ما تسبب في طرده من الجامعة فالتحق سنة 1985 بكلية الآداب بالرباط حيث واصل دراسته حتى حصوله على الإجازة في الفلسفة بتقدير جيد جدّا.

 

عاد سنة 1988 ليستأنف نشاطه القيادي في الجامعة كما كان مسؤولا عن الجريدة الأسبوعية الطلابية « الحدث الطّلآبي » و عضوا في المكتب السياسي لحركة النهضة. و عند صدور جريدة « الفجر » التحق بهيئة تحريرها مسؤولا عن القسم الجامعي الشبابي  و الشؤون الدولية.

 

اعتقل في مارس 1991 و مورس عليه تعذيب شديد حتى فقد الوعي و الذّاكرة و ظلّ على تلك الحال عدّة أشهر. حوكم في جويلية أمام القضاء العسكري و صدر ضدّه حكم بالسجن مدى الحياة.

 

و منذ ذلك التّاريخ و عائلته تنتقل من سجن إلى آخر لرؤيته… من وراء القضبان

 

ونحن في موقع 18 أكتوبربتونس بعد اطلاعنا على الوضعية الصحية للسيد العجمي الوريمي

 

ـ ندعو المنظمات الحقوقية و الإنسانية الوطنية منها و الدولية للتّحرك العاجل من أجل اطلاق سراحه و عرضه على أطباء مختصين.

ـ نطالب السلطات التونسية بإطلاق سراح كافة المساجين السياسيين و سنّ العفو التشريعي العام كما نحملها مسؤولية المضاعفات السلبية على صحة المساجين السياسييين نظرا لطول المدة و رداءة ظروف السجن.

ـ نناشد الجهات الدولية المختصة التدخل لإجراء تحقيق مستقل حول الفضاعات التي ترتكب منذ ما يزيد عن 15 عشرة سنة داخل السجون التونسية. 

 

المشرف على الموقع

www.aktion18oktober.com

info@aktion18oktober.com

 ورد خبر تردي الحالة الصحية للسيد العجمي الوريمي  بجريدة الموقف عدد362 بتارخ 2 جوان 2006 تحت ركن  » وراء القضبان »

 


بيان صادر عن التحالف الشعبي العربي المقاوم

حول قمع القضاة والمتضامنين معهم في مصر والاعتقالات في سورية والقمع في تونس

مساء الاحد 4 – 6 – 2006 نتابع  بقلق بالغ الاحداث التي تعصف بمصر العربية والمتمثلة بتجاهل السلطات المصرية لمطالب اهم السلطات الثلاث – السلطة القضائية- والتضييق الشديد على الجسم الممثل للقضاة في مصر –نادي القضاة- وتحويل اثنين من قيادات هذا النادي من القضاة المستشارين الى المحاكمة وهم المستشار محمود مكي والمستشار هشام البسطويسي، وتوجيه عقوبة لفت نظر الى احدهم وهو المستشار هشام البسطويسي. هذا اضافة الى القمع الشديد الذي ووجهت به المظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات الشعبية المؤيدة للقضاة، والاعتداء بالضرب والشتم والاهانة على العديد من المواطنين والصحفيين والنشطاء السياسيين وخصوصا السيدات منهم وبطريقة مهينة جدا، واعتقال العديد من النشطاء والنشيطات وتوجيه تهم أمنية اليهم. كما نتابع بقلق بالغ الاعتقالات الني تجري بحق مجموعة من الوطنيين في سورية ومنها اعتقال فاتح جاموس القيادي في حزب العمل الشيوعي، وذلك رغم حساسية الظرف الحالي وحاجة سورية الى كل المخلصين من ابناءها لمواجهة التهديدات التي تحاك ضدها من قبل الولايات المتحدة وفرنسا والكيان الصهيوني وحلفائهم المحليين. و نعبر ايضا عن عميق انشغالنا لما يحدث في سلكي القضاة والمحاماة في تونس، اذ حرم القضاة من جمعيتهم وتسعى السلطة لتقزيم قطاع المحاماة وضرب استقلاليته. ان التحالف الشعبي العربي المقاوم وهو يسجل تضامنه مع مطالب الشعب العربي في مصر ومع قضاة مصر حراس العدالة ومع المعتقلين على خلفية التضامن مع القضاة، وتضامنه مع معتقلي الرأي في سورية، و القضاة والمحامين في تونس، يطالب بما يلي: اولا: على الساحة المصرية: ·        ضمان استقلالية القضاء وعدم التدخل الحكومي في شؤونه وتلبية مطالب القضاة فيما يتعلق بالقوانين والتعديلات التي يطلبونها لضمان استقلالهم وضمان العدالة. ·        التوقف عن التضييق على الجسم الممثل للقضاة (نادي القضاة) وافساح الحرية الكاملة له وسحب التهم والعقوبات الموجهه الى المستشارين المحولين الى المحاكمة. ·    انهاء حالة الطوارىء الغير دستورية  وافساح المجال امام حرية الرأي والتعبير والتضامن الشعبي والتوقف عن سياسات الارهاب التي يتبعها الحزب الحاكم ضد معارضي سياساته. ·        الافراج الفوري عن جميع المعتقلين على خلفية التضامن مع القضاة وجميع المعتقلين السياسيين بشكل عام ·        محاسبة جميع المتورطين في الاعتداء على المتظاهرين والمعتقلين واهانتهم بشكل حازم يضمن عدم تكرار مثل هذه الافعال الشائنة. ثانيا: على الساحة السورية: ·        الافراج الفوري عن جميع المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي. ·        افساح المجال امام حرية الرأي والتعبير والتضامن الشعبي، والتوقف عن تكميم الأفواه وإرهاب المجتمع . ·        تمتين الجبهة الداخلية السورية في مواجهة التهديدات الامريكية والفرنسية والصهيونية عن طريق فتح الساحة السياسية لمشاركة جميع القوى والشخصيات الوطنية ليتعزز الطرح المقاوم ويلتحم الجميع في مشروع المواجهة، وعقد مؤتمر مصالحة وطنية وفتح حوار وطني ديمقراطي لتشكيل جبهة وطنية وعربية للوقوف في وجه المؤامرات الخارجية التي تحاك ضد سورية ولقطع الطريق على التغلغل الداخلي للمتعاملين والمتآمرين مع أمريكا والصهيونية بسبب شل الحراك السياسي والاجتماعي . ثالثا: على الساحة  التونسية:        .نندّد بهذه الممارسات التعسفية والتي تهدف لضرب استقلالية المحاماة و القضاء        .نطالب برفع اليد عن الجمعيات و الاحزاب والنقابات المستقلة وفسح الجال لحرية التعبير والتنظيم الموقعون المنظمات ومن في حكمها:  
  1. التحالف الشعبي العربي المقاوم
  2. اللجنة الوطنية لمقاومة الصهيونية، تونس (عنها: الهادي المثلوثي(
  3. نادي فلسطين العربي – النمسا
  4. اللجنة الشعبية لحقوق المواطن بشمال سيناء
  5. منتدى الفكر الاشتراكي الاردني
  6. الجمعية الفلسطينية لحقوق الإنسان (راصد) –  لبنان – من داخل مخيم عين الحلوة
  7. حزب العمل الشيوعي في سورية
  8. المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سورية
  9. حزب العمل الوطني الديموقراطي بتونس
  10. جمعيه التضامن مع الشعب الفلسطيني –  تركيا (ادارة الجمعية: سلام سلطان، فسون بايدمير، امريه شنول(
  11. الجمعية الشعبية لحماية المواطن من الجباية والفساد/مصر (حسان حسين(
  12. شباب سيناء من أجل التغيير (منسق المجموعة حسن عبدالله(
  13. معسكر القوى المناهضة للامبريالية Campo Anti-Imperialista – – اوروبا
الافراد (بحسب ورود التوقيعات ومع حفظ الالقاب):
  1. بسام حلاوة
  2. عادل سمارة
  3. سامية صالح
  4. باسم خضر
  5. علي ملاح
  6. ربى عطية
  7. ليلى فيصل
  8. فراس محادين
  9. قاسم عزاوي طبيب وشاعر لجان إحياء المجتمع المدني في سورية
  10. ملكة ناعسة مهتمة بالشأن العام – سورية
  11. دلال جزماتي مهتمة بالشأن العام – سورية
  12. إزار جاموس – مهندس – سورية
  13. مايا جاموس خريجة من المعهد العالي للفنون المسرحية
  14. سلوى زكزك مهتمة بالشأن العام -سورية
  15. مروان علي شاعر سوري
  16. هشام فهمي شاعر مغربي مقيم في كندا
  17. تمام تلاوي شاعر سوري

  • إدريس علوش شاعر وصحفي مغربي
  • صالح الصويان – ناشط اجتماعي في السعودية
  • توفيق خربة  مهندس سوري يقيم في قطر
  • تركي عامر   شاعر فلسطيني
  • نصار صالح  شاعر سوداني
  • بريهان قمق  كاتبة وإعلامية أردنية
  • أحمد الخميسي كاتب و صحفي مصري
  • منال فهمي أستاذ بكلية الطب جامعة القاهرة
  • عرب لطفي – مخرجة سينمائية- مصر
  • دياب أبو جهجه رئيس الرابطة العربية الأوروبية
  • ماجدة فتحي رشوان – محامية- مصر
  • أحمد بلال البرلسي – اتحاد الشباب التقدمي -حزب التجمع – مصر
  • عصام سليمان – مصر
  • هشام البستاني – لجنة حماية الوطن ومقاومة التطبيع النقابية واللجنة التنفيذية العليا لحماية الوطن ومجابهة التطبيع – الاردن
  • حسن حسين –  عضو لجنة التنسيق المركزية في حزب الكرامةوعضو لجنة تنسيق حركة كفاية
  • أمل رمسيس- مخرجة سينمائية – مصر
  • فايز سارة – كاتب سوري
  • مسعد عربيد كاتب وطبيب عربي مقيم في الولايات المتحدة
  • مية الرحبي طبيبة وروائية وعضوة في لجان إحياء المجتمع المدني
  • عبدالوهاب عزاوي شاعر وطبيب وعضو في منظمة كتاب بلاحدود وعضو في ملتقى الشباب القومي العربي
  • حسين العودات كاتب وصحفي-سورية
  • محمد دغيدي   مصر
  • رابعة فهمي محامية من مصر
  • هشام السلاموني كاتب من مصر
  • أحمد يونس – كاتب صحفي بأخبار اليوم- مصر
  • أمنية طلعت – كاتبة صحفية و أديبة مصرية
  • يحيى ابو صافي -اللجان الشعبية للدفاع عن حق العودة-مخيم البقعة
  • سالم خليفة – تونس
  • مديحة الملوانى صيدلانية
  • نفرتارى جمال عبد الفتاح ممثلة
  • اسماعيل جمال عبد الفتاح طالب
  • سلوى عزب ممثلة
  • سمر سامى محاسبة
  • ناصر الغزالي – مركز دمشق للدراسات النظرية والحقوق المدنية
  • أحمد حسن – ماركسي ومحامٍ وعضو بلجنة نشطاء الحريات  مصر
  • مصطفى الخطيب  مهندس مصر
  • محمد أحداف   – محامي  – الهيئة المديرة لمركز حقوق الناس في المغرب
  • لمى قنوت – مهندسة – عضو المكتب السياسي لحركة الاشتراكيين العرب – عضو اللجنة الوطنية لمقاطعة المصالح و البضائع الأمريكية في سورية
  • مروان حبش  عضو قيادة قطرية – وزير سابق – سورية
  • سالم خليفة – تونس
  • ربى بشير – ناشطة سياسية -الاردن
  • كندة حتر، ناشطة حقوقية، الاردن
  • ماجد سالم توبة- صحفي جريدة الغد الاردنية
  • عوني القلمجي – العراق
  • ياسر عبدالله – باحث سياسى –القاهرة- مصر
  • لبيد الصميدعي  – العراق
  • خالد ترمانيني – موسيقي
  • علاء حداد – العراق
  • محمد البحيري – صحافي – مصر
  • هدير محمد البحيري – طالبة – مصر
  • باسل محمد صلاح – طالب – مصر
  • ناصر عبد الهادي ابراهيم – موظف – مصر
  • جيهان عبد الهادي ابراهيم – محاسبة – مصر
  • محمد يوسف عبد الدايم – صحافي – مصر
  • علي جمال الدين محمود – صحافي – مصر
  • رشا حسني محمود – صحافية – مصر
  • صلاح عبد الحليم – مهندس متقاعد – مصر
  • احمد عبد الواحد – مسئول مشتريات – مصر
  • محمد خيري – محاسب – مصر
  • عاصم قبطان – سورية
  • سوزان عصمت – حزب الكرامة – مصر
  • ياسر منيف
  • زينة أ. صفير، مخرجة، لبنان 
  • سناء فؤاد – طبيبة مصرية
  • صنع الله ابراهيم  – كاتب مصري
  • عاصم القاسم – سوريــا
  • سعيدة الغياط -المغرب
  • عمر السباخي- جمعيةانصارحقوق الأنسان بالاسكندرية
  • شيرين سوريال- الجامعة الأميركية بيروت –لبنان
  • أحمد محجوب  شاعر وكاتب مصري
  • محمد أحمد الزعبي – عضو قيادة قطرية و وزير سوري أسبق – أستاذ جامعي  يقيم في ألمانيا حاليا
  • محمد سمير حسني – مخرج مسرحى
  • ياسر شكري –  مصر
  • مها امين بديني – كلية الاداب قسم الصحافة
  • ماهر مخلوف – عضو المؤتمر القومى العربى -مصر
  • هاني الميهي  – مخرج مصري
  • محمد حماد – نائب رئيس تحرير جريدة العربي الناصرى
  • الهامي المليجي كاتب صحفي واعلامي من مصر
  • ربيع شطيحي  مدرس
  • كاسر حباش   قاص ومترجم
  • سمير الدخيل  مدرس
  • عبدالله الماضي – معتقل سياسي سابق
  • فاخر عوض  -إجازة في الاقتصاد
  • محمد حمدان – شاعر
  • يوسف الحمود  ناشط في لجان إحياء المجتمع المدني
  • أحمد طعمة  – طبيب أسنان
  • ابراهيم عباس – معتقل سياسي سابق
  • يحيى القزاز – مصر
  • عبد علي كاظم المعموري – كلية العلوم السياسية – جامعة النهرين – العراق
  • يوسف سلمان  دكتور في الأدب وناشط في لجان إحياء المجتمع المدني – سورية
  • محمد جمعة قوبان -معتقل سياسي سابق – سورية
  • حسيبة عبدالرحمن -معتقلة سياسية سابقة – سورية
  • عبدالعزيز الخير -طبيب ومعتقل سياسي سابق – سورية
  • سهيلة رحال – مدرسة – سورية
  • راشد دوري  مدرس – سورية
  • ملاحظة: لقد تحفظ التحالف الشعبي العربي المقاوم (بحدود المعلومات المتوفرة) على مجموعة من توقيعات الافراد والمنظمات التي يعرف عنها تلقي التمويل الاجنبي، ويرى التحالف ان هذه التوقيعات لا تتسق مع ارضيات التحالف ومع نص البيان المنحاز الى النهج المقاوم والرافض للتسويات والانهزامية، وينوه التحالف الى النقطة العاشرة من وثيقته الاستراتيجية التي تتناول هذا الموضوع والتي تنص على ما يلي: عاشراً: رفض التمويل الأجنبي والمنظمات الحكومية وغير الحكومية القائمة على التمويل الأجنبي وأجنداتها، من حيث أنها أدوات لترسيخ الهيمنة الإمبريالية وتفتيت القضايا العربية الأساسية إلى جزئيات معزولة عن السياق التاريخي والنضالي العام، وضرب المشروع الثوري العربي، وتدجين المثقفين.


    الرئيس زين العابدين بن علي يُـعـيّـن مديرا عاما جديدا للأمن الوطني

    ومديرا عاما جديدا آمر الحرس الوطني

    اجتمع الرئيس زين العابدين بن علي صباح اليوم الاثنين بالسيدين محمد الغنوشي الوزير الأول ورفيق بلحاج قاسم وزير الداخلية والتنمية المحلية .

    وأعلن الوزير الأول أن رئيس الجمهورية قرر تعيين السيد عبد الستار بنور، مديرا عاما للأمن الوطني وتعيين السيد عبد الرحمان الإمام، مديرا عاما آمر الحرس الوطني.  

    وسيدعي السيد محمد على القنزوعي إلى مهام أخرى . 

    (المصدر: موقع « أخبار تونس » الرسمي عصر يوم 5 جوان 2006)


    قناة « المستقلة » تبث برنامجا رياضيا يوميا مفتوحا للجمهور للتعليق على مباريات كأس العالم

     

    بمناسبة نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2006، التي تحتضنها ألمانيا هذا الصيف تبث قناة « المستقلة » في لندن، برنامجا يوميا جديدا بعنوان: « عالم الرياضة » تفتح فيه خطوط الهاتف للمشاهدين العرب للتعليق على أداء المنتخبين التونسي والسعودي في النهائيات، وللتعليق على بقية المباريات الأخرى.

     

    برنامج « عالم الرياضة » يبث على الهواء مباشرة من قناة « المستقلة » في لندن، في السابعة والنصف ليلا بتوقيت غرنيتش، العاشرة والنصف ليلا بتوقيت مكة المكرمة، بداية من الجمعة 9 يونيو حزيران وطيلة أيام كأس العالم.

     


    قضية تعذيب سُجناء تونسيين وتدنيس المُصحف تتفاعـل

    كمال بن يونس – بي بي سي – تونس أفرجت سلطات الأمن التونسية عن عدد من النشطاء الذين اعتقلتهم يوم السبت بعد نشرهم بيانا يتهم مسؤولين عن أحد السجون بتعذيب السجناء الإسلاميين وتدنيس نسخة من القرآن الكريم. لكن المتهم الرئيسي في هذه القضية أورد للبي بي سي أن تحقيقا قضائيا فتح ضده. أورد علي بن سالم رئيس فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بمنطقة بنزرت – 50 كلم شمالي العاصمة تونس – في تصريح للبي بي سي بعد الإفراج عنه أن إطلاق سراحه مؤقتا جاء استجابة لطلب تقدم به محاموه نظرا لتقدمه في السن وإجرائه عملية جراحية على القلب قبل أسبوعين. كما أورد علي بن سالم أن قاضي التحقيق بمحكمة بنزرت فتح ضده وضد رفاقه النشطاء في بنزرت تحقيقا قضائيا بتهمة نشر أخبر زائفة بعد البيان الذي نشروه واتهموا فيه أعوانا من الأمن في سجن برج الرومي شمالي المدينة « بتعذيب بعض السجناء السياسيين وبتدنيس نسخة من المصحف الشريف من قبل مسؤول في السجن » على حد تعبيره. وقد كذبت السلطات التونسية ما ورد في بيان هؤلاء النشطاء الحقوقيين من اتهامات لرجال الأمن في سجن بنزرت بتعذيب السجناء وتدنيس نسخة من القرآن الكريم. واتهم بلاغ الرسمي التونسي هؤلاء النشطاء الحقوقيين بترويج أخبار زائفة ونشر ادعاءات باطلة. لكن المختار الطريفي رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان تبنى في بلاغ رسمي ما نشره قادة فرع بنزرت في بلاغهم وطالب السلطات بفتح تحقيق قضائي حول سوء معاملة السجناء وتهمة تدنيس المصحف الشريف. وذكر لطفي الحاجي رئيس نقابة الصحفيين التونسيين غير المعترف بها والقيادي في نفس فرع رابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان -الذي اعتقل بدوره بسبب نفس البلاغ ثم أفرج عنه – ذكر في تصريح للبي بي سي أن عائلة

    المعتقل أيمن الدريدي

    ضمن المعتقلين وفق قانون مكافحة الإرهاب – رفعت قضية عدلية بطلب من ابنها للمطالبة بتتبع مدير سجن بنزرت وبعض أعوانه بتهمتي التعذيب وإيداع ابنها السجن الانفرادي وتدنيس نسخة من المصحف الشريف. وأورد رئيس نقابة الصحفيين أن  »القضية تبناها عدد من المحامين وهي مسجلة رسميا لدى القضاء وينبغي التحقيق مع المتهمين فيها ومعاقبتهم في صورة ثبوت تورطهم في تجاوز للقانون التونسي الذي يمنع التعذيب وينص على احترام الكرامة الجسدية للمعتقلين. » يذكر أن هذه المستجدات تتزامن مع توتر بين السلطات وقيادة رابطة حقوق الإنسان التي منعها قرار قضائي من عقد مؤتمرها الأسبوع الماضي. وتتهم السلطات وبعض الشخصيات السياسية والحقوقية القيادة الحالية لمنظمة حقوق الانسان بـ »رفض الحوار وتسييس المنظمة الحقوقية أكثر من اللازم وتحويلها إلى حزب سياسي معارض قريب من اليساريين والإسلاميين » وهي تهمة تنفيها قيادة المنظمة الحقوقية. (المصدر: موقع بي بي سي أونلاين بتاريخ 4 جوان 2006 على الساعة 13 و44 دقيقة بتوقيت غرينيتش) وصلة الموضوع: http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/middle_east_news/newsid_5046000/5046302.stm

     

    إلى أي مدى ستصل الاستهانة بأرواح المواطنين في هذا البلد ؟

    عبد الوهاب عمري
    مازالت دماء الطفل أشرف الغنوشي لم تجف بعد و هو الذي اغتاله عمود مرمر وضع كفخ للأطفال في شكل مرمى كرة قدم بحديقة عامة و لم يثبت كما ينبغي، فجاء البريء للعب فيه فوقع عليه و أرداه قتيلا. كان ذلك في مستهل هذه السنة الدراسية و ها هي السنة لم تنتهي بعد حتى فجعت مدينة قابس اليوم الأحد 4 جوان 2006 بموت ثمانية مواطنين، خمس نساء و ثلاثة رجال : شابة تتهيأ لعرسها هذا الصيف و أختها التي رافقتها للتبضع معا. شابة أخرى تتهيأ هي كذلك للعرس هذا الصيف مع أختها و ابنة أختها كان الموت بانتظارهن هذا اليوم. أما الرجال فهم من تجار الثياب القديمة المتجولين في الأسواق الأسبوعية بالجهة جريا وراء لقمة العيش.
    الحادث « الكارثة » و « الجريمة » كما أطلق عليه مواطنو قابس وقع اليوم في السوق الأسبوعية التي تنتصب كل أحد بمحاذاة وادي قابس من مدخل المدينة الشمالي حتى « سانية الباي ». هذه « السانية » التي حوّلت إلى مضيف للشباب يحيط بها من جهة الوادي سورا حديث البناء بطول مائتي متر تقريبا و ارتفاع خمسة أمتار بني بالحجارة على شكل قطع منفصلة طول الواحدة 25 مترا لا يسند بعضها إلا مثلثا صغيرا لا يزيد ارتفاعه عن 1.5 متر و قد استغلت بلدية قابس الفضاء بين السور و الوادي كمكان لانتصاب باعة الثياب القديمة. اليوم و السوق كعادتها مزدحمة سقطت أحدى قطع السور على من تحتها فقضت عليهم جميعا.
    و لئن كان الحادث كارثة لا شك في ذلك فإن « الجريمة » تبقى معلقة على ما يجب أن تسفر عنه الأبحاث و على ما ستقدمه السلطة من إجابات على بعض الأسئلة الملحة و التي أثيرت في أكثر من مكان ومنها: أيعقل أن يبنى سورا بذلك الطول دون أن تكون فيه دعامة إسمنتية واحدة تربط بين أجزائه؟ و هل صحيح أن الفنيين عارضوا بنائه على تلك الشاكلة و نبهوا لخطورة ذلك؟ و لماذا لم تكن تلك الدعامات المثلثية أطول حتى تسند فعلا قطع السور؟ أم هل أن تلك الدعامات جعلت لقطع السور في ارتفاعه الأول أي ثلاثة أمتار فقط؟ و ما هي تأثيرات الأشغال الجارية بالمضيف على ما حصل؟ و هل صحيح أنه وقع تكديس أتربة و جذوع نخيل وراء القطعة التي سقطت؟ …
    اللهم أحفظ أبنائنا في مدارسهم و معاهدهم و كلياتهم و أحفظ أبناء بلدنا ساكني العمارات الجديدة وارحم … موتانا. آمين.
    قابس في 04-06-2006 عبد الوهاب عمري

     


    تونس.. أيّ حـرب تـخُـوضـــها!!

    عصام زيدان مفكرة الإسلام: تخوض تونس حربا وهذه المرة ليست للتخلص من مستعمر غزا الأرض وهتك العرض واغتصب الثروات, ولكن حربا للتخلص من الهوية العربية الإسلامية بكل مظاهرها وأشكالها, بل وأصحابها ومريدها كذلك. فمن الملاحظ أنها تخطو خطوات غير مسبوقة على طريق التغريب وتذويب الهوية الإسلامية, ربما لم يجرؤ الاحتلال الفرنسي ذاته أبان سيطرته على البلاد أن يُقدم عليها, بل يمكننا أن ندعى أنها لم تطرأ على الذهنية الاستعمارية التي أتت أساسا لسلخ الأمة عن هويتها العربية والإسلامية, بل ولم يتمكن الغرب من فرض إجراءات مماثلة على المسلمين في أراضيه, وهو الذي يسعى جاهدا لإذابتهم في هويته وثقافته. لقد ذهب النظام التونسي مذهبا بعيدا في معاداته للتوجهات الإسلامية, جعلت الشكوك تخامر الذهن حول الهدف من تلك الحرب التي نظنها شنت بالأصالة في راغبة جانحة لاستئصال الهوية الإسلامية, وليس فقط لكسب الرضا الغربي أو لحيازة قصب السبق في المسابقة المعقودة للحرب على ‘الإرهاب’. فنحن إذا ما التفتنا فسنجد أن النظام السابق تحت رئاسة الحبيب بورقيبة قاد تونس لثلاثة عقود بعد انتهاء الاستعمار الفرنسي عام 1956، و قد أصر على الدفع بالأفكار العلمانية المناهضة للهوية الإسلامية مثل تحرير المرأة وإلغاء تعدد الزوجات، والعبث ببعض العبادات كالصيام بدعوى تأثيره على الإنتاج, وأصر بورقيبة ذو الزوجة الفرنسية على خط معاد للإسلام بالمقام الأول. وتم عزل الحبيب بورقيبة عام 1987 على أساس أنه لم يعد في كامل قواه العقلية، و جاء النظام الحالي الذي سار على الضرب ذاته لاستكمال ‘حرب التحرر’ من الهوية, وأسرف في ذلك أيما إسراف, جعلت من الحرب على الإسلاميين تتعدى حدود الخصومة السياسية و تقليص النفوذ والخوف على السلطان إلى حرب استئصال سافرة على الحجاب وكافة المظاهر الإسلامية التي يمكن أن تصبغ المجتمع. تلك الحرب جعلت الأذهان تتقبل ما نسب لوزير الداخلية التونسي من ‘تقنين وترشيد’ الصلاة في المساجد من خلال ‘البطاقة الممغنطة’. والخبر كما تناقلته المنتديات والمصادر الإخبارية يشير إلى إعلان وزير الداخلية التونسي الهادي مهني أنه سيتم عمل ‘بطاقة مغناطيسية’ لكل مصل لتنظيم الصلوات في المساجد وترشيدها, و أن وزارة الداخلية ستقوم بتسليم كل من يتقدم بطلبها بطاقة تمكنه من ارتياد أقرب مسجد من محل سكناه أو من مقر عمله إذا اقتضت الحاجة.  وحسب الإجراءات الجديدة ـ كما جاء في الخبر ـ يتعين وجوبا على المصلي اختيار أقرب مسجد لمكان إقامته أو لمركز عمله، أما إذا كان المسجد المختار غير جامع فيجب على المصلي التقدم بطلب بطاقة خاصة بصلاة الجمعة! كما أن على أئمة المساجد أن يتأكدوا من أن جميع المصلين داخل قاعة الصلاة حاملون لبطاقاتهم, كما يتعين على كل إمام طرد كل مصل لا يحمل بطاقة أو على بطاقته اسم مسجد آخر غير الذي يصلي فيه!!  وأكد أن لكل مصل الحق في أن يرتاد لأجل أداء صلواته الخمس مسجدًا واحدًا فقط، فإذا كان المسجد لا يقيم صلاة الجمعة فإنه يمكنه الحصول على بطاقة خاصة بصلاة الجمعة إذا عن له أن يطلبها. ورغم غرابة الخبر إلا أنه لم يكن غريبا أن ينسب لتونس في ظل توجهاتها الحالية, حتى اضطرت السلطات هناك إلى نفيه والتنصل منه, ولكنه هو في الأول والأخر يشير إلى ما يمكن أن يذهب إليه النظام هناك, والحدود المتصورة ذهنيا لحربه على التوجهات والمظاهر الإسلامية في البلاد.  مظاهر الانسلاخ من الهوية الإسلامية  حقيقة الأمر أن توجهات النظام الحالي نحو إنفاذ الأجندة الغربية في العالم العربي, أو مسايرتها للتيار الأمريكي الجارف ليست ما نددن حوله كثيرا, وإنما الذي يعنينا, بالأساس, هو محاولة مسخ الهوية التونسية الإسلامية والعربية.  وتونس في سبيل إذابة الهوية وفصم الشعب عن حسه الإسلامي والعربي كان لها سبلا متعددة وطرق شتى منها: 1ـ تضييق الخناق على المظاهر الإسلامية لجأت تونس إلى تضييق الخناق على المظاهر الإسلامية التي تضفى على المجتمع صبغته الدينية وتبرز هويته الإسلامية, ومن اشد المظاهر التي نالت تضييقا وخناقا كان الحجاب. فرغم معاول الهدم التي تنشب أظفارها, تشهد تونس عودة ملحوظة إلى ظاهرة الحجاب التي أصبحت لافتة للنظر في الشوارع والكليات الجامعية, وهو مما دفع إحدى الجمعيات النسوية التونسية ذات التوجه التغريبي إلى دعوة السلطات لوضع حد للظاهرة قبل استفحالها، كما طالبت وزارة التعليم العالي في أكثر من مناسبة رؤساء الجامعات بمنع المحجبات من دخول الحرم الجامعي استنادا إلى قانون صدر سنة 1981 في عهد الرئيس بورقيبة يعرف ‘بالمنشور 108’ ينعت الحجاب بالزي الطائفي.  وعلي اثر هذه الدعوات وزعت الجهات الرسمية على أئمة المساجد منشورا تحثهم فيه على بيان فضل صلاة المرأة في بيتها، وعدم مطالبتها دينيا بالخروج إلى المساجد. وعلقت المعارضة التونسية من خلال نشرة ‘تونس نيوز’ التي تصدرها تيارات للمعارضة التونسية في أوربا على المنشور الحكومي بقولها: لقد أصبح إمام المسجد مجرد بوق لسياسة النظام الذي يبدو أن أطرافا فيه لم تعد تتحمل مشاهدة أفواج النساء المحجبات يتقاطرن على بيوت الله لمجرد أداء الصلوات وحضور الجُمع,  فأصدروا الأوامر إلى أئمة المساجد لنهي النساء عن الصلاة في المساجد باسم الدين.  كما تعهد وزير الشؤون الدينية التونسي أبو بكر الأخزوري في أكثر من مناسبة باجتثات الحجاب, ووصفه بالدخيل والنشاز غير المألوف على المجتمع التونسي. وقال الأخزوري: إن ‘الحجاب زي طائفي يخرج من يرتديه عن الوتيرة’، واعتبر أنه ظاهرة آخذة في التراجع بسبب ما وصفه بثقافة التنوير التي تنشرها الحكومة، وأن هذا الفكر كفيل باجتثاث الحجاب. وأكد على رفضه أيضا ارتداء الرجال للجلباب الأبيض وإطالة اللحية باعتبار هذه المظاهر تنبئ عن اتجاه معين!  حتى الصلاة لم تسلم  من كون ‘التحريض’ عليها جريمة تستحق العقاب, حيث وجهت تهمة ارتكاب ‘جريمة مخالفة للقانون’ لأحد الطلاب تمثلت في تجرئه على المطالبة بمسجد للصلاة داخل الكلية، والتحريض على رفع الأذان فيها، وإقامة الصلاة في ساحة الكلية. 2ـ علمنة التعليم وتسارع عملية التطبيع تتخذ تونس خطوات واسعة نحو علمانية شاملة في جميع الجوانب التعليمية، بدأت بتغيير مناهج التربية الإسلامية في كافة القطاعات التعليمية وصولاً إلى جامعة الزيتونة. وركز التغيير بالأساس على مادة التربية الإسلامية من عدة جوانب، مثل: النزعة التي تنحو منحى التشكيك في كل شي‏ء بما في ذلك المعلوم من الدين بالضرورة، مثل الأنبياء والعصمة والملائكة والقرآن والسنّة ونحوها من المسائل الغيبية. كما تم استبعاد المسائل الشرعية والفكرية الإسلامية التي لها علاقة بالفكر السياسي الإسلامي، مثل الحكم والخلافة والحاكمية. وركزت المناهج الجديدة على إظهار التاريخ الإسلامي السياسي بمظهر الصراع اللانهائي على السلطة والقتل والخداع والمكيافيلية في سبيل ‘الكرسي’ والحفاظ على العرش حتى ولو سُخر الدين ووظفت آلياته في سبيل ذلك.  كما بدأت المدارس والجامعات التونسية في تدريس ‘التوراة والإنجيل’، وذلك في إطار ما يسمى بالانفتاح على الحضارات والديانات الأخرى.  وكانت الجامعات التونسية بدأت منذ سنوات تدريس اللغة العبرية، واعتمدت كليتا سوسة ومنوبة للآداب والعلوم الإنسانية اللغة العبرية مادة اختيارية، رغم احتجاج بعض أساتذة التعليم العالي المناهضين للتطبيع مع الاحتلال الصهيوني.  3ـ منع المشاعر المؤيدة لقضايا العرب والمسلمين فرغم النكبات التي يمر بها العالم العربي والإسلامي, والتي أدت إلى شيوع ثقافة التظاهرات والاعتراضات كصورة تعبيرية عن الغضب والاستنكار إلا أن هذه المظاهر محظورة تونسيا حتى داخل السياج الجامعي. فقد  منعت قوات الأمن مسيرة طلابية في ‘بنزرت’ شمالي العاصمة للتضامن مع الشعبين الفلسطيني والعراقي عقب الغزو الأمريكي للعراق, كما منعت تنظيم مسيرة  مماثلة داخل حرم الجامعة, بدعوى أن مثل هذه الاحتجاجات ‘لا مبرر لها’!! وفي هذا العام ومع شدة الغليان التي أصابت العالم الإسلامي بعد نشر الصور المسيئة للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم, كان لتونس منحا مختلفا ومغايرا. فقد أصدر مجلس التأديب بجامعة صفاقس في جنوب تونس قرارا بطرد 5 طلاب، بتهمة المشاركة في تنظيم تظاهرة طلابية أوائل فبراير الماضي احتجاجًا على الرسوم المسيئة التي نشرتها صحيفة ‘يولاندز بوستن’ الدانماركية في سبتمبر 2005. كما تم تحرير محضر بالشرطة ضد الطلاب الخمسة في 23 فبراير أحيلوا بعده إلى المحكمة الابتدائية بصفاقس!! نقول أخيرا إن كثيرًا من الأنظمة قد يتوجه بسياسته لموائمة ومسايرة ‘النظام ذو القطب الواحد’, ومحاولة كسب مزيد من الثقة بمحاربة أكثر ضراوة وأشد باسا للتوجهات والمظاهر الإسلامية, فهذا مشاهد لا سبيل لإنكاره وان كان في حد ذاته منكرًا, ولكن إدخال الشعوب في ‘ حلبة اللعب’ يذهب بالرصيد الذي يمكن أن تلوذ به تلك الأنظمة وقت العوذ الذي لا ريب آت, ويجعل من أبناء الأمة ‘مسخ’ لا يرجى منه خير, ولا يحصد من ورائه ثمر. إن العبث بهوية الشعوب يجر علي الأمة كلها النكبات, ولن تغني حينئذ الزفرات ولا التنهدات المصحوبة بالحسرات. (المصدر: موقع مفكرة الإسلام بتاريخ 4 جوان 2006) وصلة الموضوع: http://www.islammemo.cc/Taqrer/one_news.asp?IDnews=862
     

     

    غوانتنامو المغرب العربي وأبو غريب شمال افريقيا .. ماذا بعد الاعتداء على حرمة المصحف ومحنة الحجاب

    كلمات عن الديكتاتورية و الهوية والنضال الديمقراطي

    عبدالباقي خليفة (*)

     

    لما بعث الله موسى لفرعون ، كانت الوصية   » قُـولا له قـولا لينا ، لعله يتذكر أو يخشى »، وذلك لاقامة الحجة عليه . ولما أشهده على نفسه ، بالرفض والتعنت ، قال له  » إني لأظنك يافرعون مثبورا ».

    حالتنا مع النظام الحاكم في تونس اليوم وصلت إلى ما وصل إليه موسى مع فرعون ، ولم يبق للقول اللين و التذكير مكان مع ذئب محتال . فبعد أن انتهى من بيع البلاد والعباد والأرض والبحر والجو ، وأحرق الأخضر و اليابس ها هو يتاجر بالدين ، بعد مصادرته ، ووضعه في مزادات البورصة الدولية ، في وقت أصبح فيه بيع الدين والثقافة تجارة مربحة في عالم النخاسة السياسية .موضوع الحجاب ومنع الطالبات المحجبات من المشاركة في الامتحانات غير بعيد عن سوق المتاجرة الدولية ، الرقابة على المساجد والتضييق على المصلين ، جزء من الصفقة ، وعندما أصبح ذلك روتينيا أراد أن يسجل رقما قياسيا جديدا ، وهو الاعتداء على حرمة القرآن الكريم في أحد السجون .

     

    ليست المرة الاولى : والحقيقة إنها ليست المرة الاولى التي يتم فيها الاعتداء على القرآن الكريم وعلى الدين نفسه داخل السجون و خارجها ، من قبل نظام لا يكن للدين أي احترام ، كل ما يقوم به من محاولات لاظهاره بمظهر غير المعادي للدين تدخل في إطار التغطية على انتهاكاته تلك . حتى أصبحت تونس تعرف بغوانتنامو المغرب العربي و أبو غريب شمال افريقيا . فقد أقدم المجرم سامي بورغيدة ، مدير سجن برج العامري ، سيء الذكر ، والذي أصبح المساجين يسمونه أبوغريب تونس ، من شدة التنكيل الذي يتعرضون له داخل زنزاناته الباردة والضيقة والمظلمة ،على ارتكاب جريمة نكراء ، إذ قام هذا المجرم خلال حملة تفتيش مفاجئة ، بدوس المصحف الشريف برجليه وركله وسب الجلالة. « عندما تصدى الاخ السجين السياسي الياس الرمضاني له وللحراس المصاحبين له والمشاركين في الجريمة اعتدوا عليه بالعنف ونقلوه إلى جناح العزلة حيث بدأ إضرابا عن الطعام احتجاجا على الاعتداء على المصحف « . وللملمة القضية « وزيادة في التنكيل به قامت إدارة السجون بنقل الاخ إلياس الرمضاني إلى سجن الهوارب الذي يبعد أكثر من مائة كلومتر عن مقر إقامته « .

     

     وقبل عدة سنوات تم تحويل مسجد في ضاحية المنصورة بمدينة الاغالبة كان يرتاده الطلبة إلى مراحيض أو حمامات بلهجة إخواننا المشارقة. وقد شاهدت بعيني بعض مسؤولي النظام أثناء افتتاح أحد المساجد التي يبنيها الشعب بجمع التبرعات وتزعم الدولة إنها بنتها ، يدخلون للمسجد بأحذيتهم ، وهم يدخنون السجائر، وتم إبعاد بعض المحتجين على ذلك. وفي مدينة الاغالبة وأول مدينة اسلامية أقام النظام بيت دعارة أمام أحد المساجد التاريخية وهي لا تزال قائمة حتى الآن ، وليس بينها و بين المسجد المقابل سوى مترين و نصف المتر ( مساحة الشارع الفاصل ) ولم تجد كل توسلات الشيخ عبدالرحمن خليف رحمه الله في اغلاقها أو نقلها إلى مكان آخر . بل هناك شروط لبناء المساجد حيث تم رفض الترخيص لبناء مساجد جديدة ، وهناك شروط خارج المدن تحدد مسافة 10 كيلومترات بين مسجد وآخر وإذا أراد أحد أن يبني مسجدا بين هذه المسافة يرفض طلبه فورا .

     

    هل الحجاب ضد المساواة ؟ : وعودة للحجاب فإن من مخازي النظام أن يعتبر بعض سدنته أن الحجاب ليس فرضا ، وإنه غير منصوص عليه في القرآن بزعمهم ، وأنه من تراث الاتراك ، أو كما يقولون لباسا طائفيا ، وكأننا في تونس داخل دولة اسلامية حريصة كل الحرص على تطبيق الاسلام بحذافيره ،ومنع كل ما يخالفه ولا يمت إليه بصلة ، حتى أنها تصر على ابعاد كل ينسب إليه من قول أو فعل أو ممارسة . وإلا لماذ تقف كل هذا الموقف من الحجاب ؟.

     

    إذا كان الحجاب ضد المساواة بين الرجل و المرأة فهذه حجة ساقطة لانه لا توجد مساواة بين الرجل والمرأة في اللباس أصلا ، بل لا توجد مساواة بين الرجل والرجل ، والمرأة والمرأة في اللباس ،وذلك في مختلف أنحاء العالم . لا من حيث الشكل ، ولا من حيث القيمة المادية والمعنوية . والمساواة في هذا الموضوع كلام طوباوي ، بل ساذج ومبتذل لا معنى له ولا قيمة فكرية أو انسانية في مضمونه . لنرى في الشارع والنوادي وأماكن العمل وغيرها هل توجد مساواة فعلا بين الناس في اللباس ؟!!!

     

    لنأخذ مثلا نوعين من اللباس في الغرب ، السبور ، والكلاسيكي ، هل هو اختلاف أو تنوع في اللباس لا تسمح به المساواة . هل يشبه لباس الرهبان والراهبات الكاثوليك لباس نظرائهم الارثذوكس هل هو تنوع أو اختلاف لا تسمح به المساواة ؟. هل سمعنا من يقول في الغرب أن على الراهبات خلع حجابهن لانه ضد المساواة وهل سبب ذلك أي مشكلة في الغرب ؟!!! وإذا انتقلنا إلى المهن ، نجد اختلاف في اللباس بين مهنة وأخرى هل هو اختلاف أو تنوع في اللباس أم هو اختلاف تنوع لا تسمح به المساواة وأين ؟ . وإذا نظرنا للفقراء والاغنياء و لباسهم هل توجد هنا مساواة ؟!!

     

    و لم نر عالما محترما من علماء المسلمين في القديم والحديث لم يؤكد على أن الحجاب فرض على المرأة المسلمة دون غيرها ، مع اختلاف ، خارج نطاق فروض العين على أبناء الامة الاسلامية .

     

    معنا أدوات العصر : في مقاومتنا ضد التوتاليتارية ،وضد فرض نمط معين من السلوك والمظهر، في عصر الحرية والديمقراطية والتنوع ، كما هي الطبيعة  » ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة  » في هذه الظروف وفي هذه اللحظة الفارقة ، وفي هذا العصر المعلوماتي الذي نريده متعدد العوالم كما هو فعلا ، حيث لا توجد عولمة واحدة تمثلها أميركا ، ولا تغريب تشترك فيه أوربا وملحقاتها في استراليا وكندا . في هذه اللحظة من الزمن المتسارع ، يمكننا أن نخاطب العالم باللغة التي يعرفها بل باللغات التي يعرفها ، كما خاطبت أوربا نابليون بونابرت بلغة التحرير التي زعم أنه يريد إرساءها ، أثناء مسعاه لتجميع القارة في قبضة باريس ، وانتهى به المطاف في الأسر. نجدد إصرارنا على احترام ديننا وهويتنا و خصوصيتنا الثقافية ، كما تحترم الامم المعاصرة ثقافتها بما فيها فرنسا . و إذا كانت الانترنت من نتائج العولمة فإنها لم تبق رهينة لبضاعة العولمة التي أنتجتها ، بل أصبحت ملكا للعوالم الأخرى أو للعولمات الأخرى ، وهذه حقيقة لا يمكن انكارها ،أنصارالعولمة و خصومها يستخدمون هذا المنتج معها و ضدها ، و بذلك تم الفصل بين الآليات والمضمون ، كما هو الحال دائما . أسوق هذه الحقيقة ، وأنا أرى نتائج استخدام أدوات العصر و منها الانترنت في فضح الديكتاتورية التي لم تجد ما تقدمه ، سوى التعريف بالمواقع الفرنسية على الانترنت ، وحجب المواقع المعارضة عن الشعب ولا سيما الموجودة في الخارج . أصبحت قضية بلادنا مطروحة على مستوى عالمي لا يمكن للنظام مصارتها كما يفعل مع الجرائد ، و لا يمكنه سجن أصحابها و منعهم من العمل و ترهيبهم كما فعل مع الكثيرين ، حمادي الجبالي ، وعبد الله الزواري ، ولطفي حاجي و سليم بوخذير و غيرهم .

     

    أصبح بامكاني قراءة  » المقامات البرهانية .. تونس واحة الحرية  » للاستاذ فتحي النصري ، على موقع  » الوسط التونسية  » ضحكت كثيرا و شر البلية ما يضحك و أنا أقرأ تلك المقامات ، وهي صناعة صحافية رائعة من السهل الممتنع . قرأت للاستاذ خميس قشة عن الساسة في هولندا و للاستاذ مرسل الكسيبي عن  » البلطجة آخر سلاح في قافلة الافلاس  » وافتتاحيته الرائعة للعدد الاخير . من الاقلام المبدعة التي قرأت لها على صفحات الوسط الاستاذ أبو الوليد المكني  » جملة السلطة على المجتمع أية دلالات  » مقالات و تحليلات لا يمكن نشرها في الصحف في مأتم الصحافة في تونس .ومن ذلك مقال الاستاذ سليم بن حميدان  » الطريق نحو الطريق الديمقراطي  » وهو من حزب « المؤتمر من أجل الجمهورية  » الحزب الذي رفض أن يكون أداة من أدوات التزييف الديمقراطي لدى الحزب الحاكم .نرجو أن يواصل تمسكه باستقلالية القراروالانحياز لحق المواطنة لكل التونسيين ، فالسياسة ليست حكرا على أحد ، ولا يمكن الحجر على أي فكر مهما كانت درجة الاختلاف معه . تالمت مع الاستاذ عبد الحميد حمدي  » تألم مواطن …  » ولا يمكنني أن أنسى مساهمات الدكتور القديدي التي تنم عن خبرة واسعة وحرص على الحفاظ على راس المال .

     

     أعجبني مقال الاستاذ  سليم بوخذير  » كلمات غير خاضعة من ايام الجوع  » تحدث فيه عن معاناته ، بجرأة يفتقدها بعض الموجودين في الخارج ، وبمستوى عال جدا ، يبعث الأمل من جديد ، فمادام هناك من يقول للظالم يا ظالم و يا دكتاتور ، فالامل موجود ، و ساعة الخلاص قربت ، فشعبنا بهذه المنارات يؤكد أنه لم يمت و لا تزال عروقه تنبض بالحيوية . أحسست بأن لدينا طاقات كبيرة قادرة على التغيير بعد فهم آلياته ، مقال الاستاذ الطاهر العبيدي  » الصحافة التونسية .. مسافات بين الماضي و الحاضر  » يؤكد بأن التونسيين قادرون على الاستقراء والاستنتاج ، وهي شروط التغيير . لذلك فالذين يحقرون الكلمة و يعتبرونها هراء و ما إلى ذلك لا يفهمون معنى الكلمة . كان  بونابرت يقول أن  » صحيفة واحدة أشد من 100 مدفع  » ، ما على الرسول إلا البلاغ ،  » قل كلمتك ثم امض  » انظروا ماذا تفعل الكلمة في الديمقراطيات الحديثة ، و كيف تعلن حالة الطوارئ بشكل غير معلن ، في دوائر الديكتاتورية ، بعد مقالنا  » من يريد تنفيذ انقلاب ضد بن الجنرال بن علي  » هذه الديكتاتوريات من مخلفات التطور بتعبير الاحيائيين ، تخيفها الكلمة وقد تقتلها فأكثروا من الكلام ومن المقالات ، فهي على أسس هشة تذهب مع الرياح . فالديمقراطية وحرية التعبير تتأتى بالممارسة والفعل الديمقراطي والتضحية من أجلها و تحمل الاذى في سبيلها ،  الممارسة نعم الممارسة ، وكأنها موجودة فعلا . هكذا نجحت الديمقراطيات الحديثة وانزاحت الديكتاتوريات بل أشد الديكتاتوريات قمعا في التاريخ . واستبدلت دولة الشعب بشعب الدولة ، بتعبير الشيخ راشد الغنوشي ، حفظه الله . نحن مع العصيان المدني الذي دعا إليه الدكتور المناضل الكبير منصف المرزوقي ، مع النضال من أجل الحقيقة التي تحدث عنها الاستاذ نجيب الشابي ، نحن مع جميع الاحرار في تونس ، وليس حرا من ينف حق الآخرين في الحرية ، فكل من ينف حق الآخرين في الحرية ليس حرا . كترديد عبارة لا حرية لاعداء الحرية لانها تصنف صاحبها في أعداء الحرية آليا .

     

    (*) صحافي تونسي يعيش بالخارج. وهو مراسل وكاتب في جريدة « الشرق الأوسط » اللندنية ومجلتي « المجتمع » و « الفرقان » الكويتيتان وبعض المجلات الخليجية.


    من وحي ذكرى التأسيس

    وليد البناني*   تمر بنا بعد أيام الذكري الخامسة والعشرين لتأسيس حركة النهضة « حركة الاتجاه الإسلامي سابقا » في 6 جوان 1981حاملة في طياتها مسيرة جهاد دءوب لجيل كامل من أبناء هذه الحركة منهم من استشهد  ويا فوز الشهداء ومنهم من وافته المنية  ومنهم من يقبع منذ أكثر من 15 سنة وراء القضبان  يسام أبشع أنواع الظلم والاضطهاد لم يثنيهم ذلك على الثبات على مبادئهم رغم علمهم باختلال موازين القوى  » حاليا » لصالح النظام المستبد. ومنهم من اضطرته الظروف ليبقى في السجن الكبير وقد حيل بينه وبين المساهمة في خدمة دينه ووطنه وذلك لعمري من أشد أنواع الغبن  ومنهم من فر بدينه يبحث عن ملاذ آمن يواصل فيه أداء أمانة العهد والقسم لخدمة الدين والوطن وجميعهم يحتسب الأجر عند الله ويسأله الثبات والتأييد مخافة الفتنة ومخافة تنكب القصد الصحيح ابتغاء مرضاة الله . والكل من موقعه ومع غيرنا نساهم في أشرف معركة « معركة الحريات  » أساس التكليف وتحمل المسؤولية وأساس كل تقدم ورقي. هذا هو الإطار الذي تتنزل فيه هذه الذكرى العزيزة. لم تنته أشواط هذه المعركة التي  خضناها منفردين فتفرد بنا النظام في أشرس حملة قمعية عرفتها البلاد ورغم الخسائر الكبيرة والهائلة التي لحقت بالحركة على كل المستويات لم تسقط الراية رغم تشتتنا  تداول على حملها المساجين والمسرحين ومن ثبت من المهجّرين  ثم التحق بهذه المعركة  فرسان جدد من أطياف المجمع المدني ومن الأحزاب والمنظمات والشخصيات الوطنية وعلى رأسهم المحامون وقافلة الرفض تتوسع وتتعدد أشكال المقاومة .  تمر هذه الذكري وهجمة السلطة متواصلة منذ سنة الإعلان عن الحركة تخفت نارها ردها من الزمن لتعود أشد سعيرا على المؤمنين الصابرين المحتسبين هجمة شرسة تعدت كل ألوان الوصف وتجاوزت أثارها أبناء الحركة ومشروعها لتعم كل أطياف المجتمع ليتكشف الوجه التعيس المستبد المعادي للدين – مهما زعم أنه حامي حمى الوطن والدين- فلا مثيل لها النظام في البلدان العربية والإسلامية في تضييقه وحربة المعلنة على الإسلام ورموزه وآخر حلقات هذه الحرب السافرة السافلة ما قام به الشقي المدعو عماد العجمي مدير سجن برج الرومي بالاعتداء على قدسية المصحف الشريف وهي لعمري جريمة لا     تغتفر وما ينبغي السكوت عنها. إن قدر هذه الحركة أن تنهض بأعباء الدعوة لدين الله وتوطن نفسها على ذلك فلا تهن ولا تستكين ولا تضعف تبحث عن مواقع القوة والصمود فتنميها وعن مواقع الضعف والخلل فتقومها وتعالجها لتتواصل المسيرة المباركة التي مضى عليها أكثر 37 سنة من بداية انطلاقها.

    إن محطة 6 جوان 1981 هو بداية تاريخ مرحلة وليست ولادة الحركة فالحركة انطلقت سنة 1969 بمبادرة من ثلة من الشباب على رأسهم الشيخان راشد الغنوشي وعبد الفتاح مورو والأخ صالح بن عبدالله ثم التحق بهم بعد سنة الشهيد لمين الباشا والأخ صالح كركر شفاه الله والأخ فاضل البلدي ثم من بعد ذلك توسعت الدائرة. هؤلاء الثلة هم أصحاب السبق في هذه الحركة وعلى يدهم بفضل من الله بذرت البذرة وعلى يدهم التحق العشرات من الشباب الطلابي والتلمذي ليسقوا البذرة وليتعهد وها فانتصبت بعد حين بإذن ربها دوحة وارثة الظلال استظل تحت الألوف ولا يزالون صامدة في وجه أعتى الرياح التي تحاول أن تقتلعها من جذورها الضاربة في الأرض. رياح التغريب والسلخ الثقافي ثم من بعد ذلك رياح تجفيف المنابع وفي الأخير محاولة الاقتلاع من الجذور وقد خرجت الحركة بفضل الله من كل هذه المحن أصلب عود وأشد إصرارا على المبادئ شأنها شأن كل حركة إسلامية تغيرية. وهكذا يجب على حركتنا أن تستمر وتبقى – كما انطلقت – حركة تغيرية بكل أبعاد معاني التغيير انطلاقا من الفرد ببعديه الروحي والمادي لينساب هذا الفرد في المجتمع انسياب الماء الدافق بالحياة فيرويها من نبع المعين الصافي الذي نهل منه فتورق أغصانا متشابكة بعلاقة صلة الرحم والقربى ووشائج الصداقة وحسن الجيرة فيتأسس مجتمع المرحمة والتكافل والتنافس على الخير واستباق الخيرات لننتقل بعد ذلك إلى الأمة الخيرية  » كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ». لقد تشبّع الجيل الأول المؤسس بهذه المعاني وحافظ عليها وعمل بكل جهده على ترسيخها عند كل من انتمى لهذه الحركة. ثم بعد ذلك تباعد الزمن وتكاثر المنتمون وتمددت مساحات العمل وتنوعت الاهتمامات فتأخر تدريجيا حضور تلك المعاني التربوية السامية وتقدمت اهتمامات من طبيعة أخرى هي أيضا من صميم الدين الشامل وهي علاقة التأثير والتأثر مع الآخر الذي لا يحمل نفس أفكارك سواء كانوا من الخصوم العقائديين أو السياسيين أو من المواطنين العاديين الذين شغلوا بمصاعب الحياة . وكلما زدنا احتكاكا بكل هؤلاء ازدادت التحديات أمام الحركة الوليدة : تحدى التكوين الشرعي والتطوير الفكري والنضج السياسي وفقه سنن العلم الاجتماعي  والانفتاح على المحيط العالمي و التفكير الإستراتيجي كل ذلك في علاقة جدلية مع الواقع المحكوم بالقهر والاستبداد بداء بحكم بورقيبة ثم تواصلا مع تسلط هذا النظام المستبد. وكلما توسعت الحركة كثر وتعدد خصومها واشتد قمع السلطة لها ورغم ذلك كله مازالت الحركة الرقم الصعب في كل المعادلات تسعى بما عرف عنها من اعتدال ووسطية أن تفتك موقعها في بلدها لتخدم شعبها ووطنها مع بقية الأطراف الوطنية الأخرى.

     آن الأوان في هذه الذكرى أن يعلم أبناء هذه الحركة ومحبيها ومناصريها أن عداوة هذا النظام للحركة ومشروعها عداوة مستحكمة تحركها فئة مأدلجة معادية للدين تحالفت مع عصابات النهب والسرقة ومع المؤسسة الأمينة التي تلطخت أياديها بدماء الشهداء من أبناء هذا الوطن العزيز مسنودة من أطراف خارجية لا تفكر إلا في من يخدم مصالحها. آن الأوان أن نفهم أن هذا النظام لا يتراجع إلا مع الضغط ولا يفهم إلا بالقوة وأنه لن يتنازل عن امتيازاته التي اغتصبها قصرا من هذا الشعب وأن حقوق شعبنا تفتك ولا توهب وحان الوقت لتعود الحركة فتنخرط بقوة وفاعلية  ودون تردد مع كل الأطراف في معركة الحريات وأن تقطع نهائيا مع كل أشكال التسويف والمماطلة وتتوقف عن الجري وراء سراب استجابة السلطة لنداءات التذلل والتملق التي تطلق بين الفينة والأخرى وأن تنحاز كما عودتنا دائما إلى مطالب شعبنا. وعلى أبناء الحركة في المهجر أن يعدلوا ساعتهم على نبض إخوانهم الصامدين في السجون الذين لم يعطوا أي إشارة ولو عابرة للسلطة تبين ضعفهم أو تنازلهم وهم في بلاء دائم متواصل منذ 16 سنة. هؤلاء هم القدوة والمثال هؤلاء هم البوصلة والاتجاه هؤلاء هم الصحب والأحبة.

    بلجيكا 3 جوان 2006 * رئيس مجلي الشورى  


     

    معاناة واقعية بدل مخاوف مفتعلة وفي غير محلها

    بقلم:علي شرطاني – قفصة – تونس                                                                                                          فمن حق الإسلاميين كذلك أن يبدوا تخوفاتهم من إزالة الدولة كأكبر جهاز إستغلالي في النظرية الماركسية، وإلغاء الملكية الخاصة، ومن المشاعية الجنسية، أو على الأقل من الحرية الجنسية التي أصبحت واقعا تحميه التشريعات القانونية في مجتمع أبى أن يتحول إلى مجتمع علماني رغم القوة المفرطة المتبعة ضده لفرض العلمانية عليه، وكلما اشتد عليه الضغط بذلك الإتجاه كلما ازداد اقتناعا باللجوء للإسلام حاميا وملاذا، ومن حل الأسرة من خلال النظر إليها كخلية استغلالية ليست الزوجة في نظرهم فيها إلا ملكا خاصا من أملاك الزوج، ولا يتم تحريرها من هذه الوضعية إلا بإلغاء الملكية الخاصة، ومن هذا الإشراف المباشر للدولة المركزية على كل الشؤون الخاصة للأفراد والمجموعات، ونزع الصلاحيات والمسؤوليات عن كل الناس بما فيها مسؤولية الأولياء على أبنائهم في مستويات شتى، ومن هذا النقل المباشر للصورة النمطية للمجتمعات الغربية باسم التقدم والتطور والحداثة. وإذا كان ما تبديه الحركة العلمانية مجرد تخوفات لما يمكن أن تتطور إليه الأوضاع بالبلاد بالرغم منهم، باتجاه الإسلام نظاما وعقيدة وشريعة، فإن الأمر عند الإسلاميين وفي المجتمع التونسي قد تجاوز مجرد التخوفات إلى المعانات الواقعية اليومية، من فرض واقع عليه يتناقض تماما مع ما هو معلوم عنده من الدين بالضرورة، ومع ما هو مقتنع به من أن الأمن والأمان لا يتحققان له إلا في الإسلام، ومن هذه التشريعات الوضعية في إطار الثقافة العلمانية التكفيرية التي تقودها الحركة العلمانية من خلال السلطة ومن خارجها وبدعم وتأييد مباشرين من الأجنبي. فقد ذهبت الحركة العلمانية خاصة في فترة نظام تحالف 7 نوفمبر الرهيب أشواطا مهمة في هذا الإتجاه بصيغ مختلفة. ومن إلغاء الديمقراطية، وإن لم تكن موجودة، وهم الذين لا يمكن أن يكونوا مستعدين لإيجاد شيء لا يؤمنون بوجوده ولا مصلحة لهم فيه. بل يتجه إيمانهم واهتمامهم وعملهم إلى إلغائه حين يوجد أو حين يكون موجودا. ومن إنهاء الحديث عن شيء اسمه حقوق الإنسان التي نعلم أنه لا إيمان لهم بها من منطلق مبدئي، خاصة في غياب حركة علمانية ليبرالية حقيقية قوية مؤمنة بهذه الحقوق. ولم تكن المنظمات الحقوقية في تاريخ صراعهم بعضهم مع بعض إلا وسائل لتحقيق مكاسب سياسية.وقد رٍأينا كيف أن الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان مثلا، كانت أداة ووسيلة للصراع وللي أذرع بعضهم بعضا لما كانوا مختلفين،وكيف التفوا عليها وتم احتواءها بالكامل من قبلهم لما ائتلفوا وتوحدوا وتحالفوا،ثم كيف هي اليوم في مهب الريح لما اختلفوا مرة أخرى بعد ائتلاف وتفرقوا بعد وحدة  وأنهوا دورها الحقوقي والإنساني بعد أن حلت بينهم الفرقة والإنقسام وأصبحت هي وغيرها من المنظمات المستقلة ومكونات المجتمع المدني محل نزاع في ما بينهم، بين من ظل ملازما مكانه بالسلطة وملتزما بالتحالف، ومن مازالت مصلحته في مراوحة مكانه وملازمة موقعه، وبين من تخلوا منهم عن مواقعهم وغيروا مواقفهم لغاية أو لأخرى ولسبب أو لآخر ولهدف أو لآخر. ولنا كإسلاميين أن نبدي تخوفاتنا من قداسة الفرد التي تقول بها المدرسة المثالية الليبرالية التي تقود مشروع العولمة وتفرض قواعده وأصوله وآليات عمله على حساب قداسة المجموعة، والقول بالحرية المطلقة بما فيها الشذوذ واحترام حقوق الشواذ،و بالجندر باسم المساواة التامة بين الرجل والمرأة، والزواج المثلي وغيرها من مفاسد أنظمة المجتمعات الغربية والثقافة الغربية، ومن سوءات الحضارة الغربية وقبائحها بعيدا عما فيها من الكثير من الإيجابيات وعوامل القوة والتطور والمدنية والتحضر الفعلي. وقداسة الملكية الفردية وتثبيت القطاع الخاص وحق الإستغلال على حساب الملكية الجماعية والقطاع العام، والمساواة والعدل الإجتماعي وغير ذلك من التخوفات والمحاذير المفسدة للمجتمع والمضرة بالشعب وبالوطن. فالذي يجب أن تعلمه النخبة العلمانية الليبرالية ديمقراطية كانت أم شيوعية ماركسية لينينية أو يسارية قومية عربية إلى غير ذلك من فرق اليسار واليمين وقد اختلطت الأوراق بسقوط المعسكر الشرقي خاصة، وتغيرت المواقع ولم يعد اليمين التقليدي يمينا ولم يبق اليسار التقليدي يسارا، أن لكل تخوفاته ومحاذيره، ولكل مقدساته، والتخوفات والمحاذير هي التخوفات والمحاذير، والمقدس هو المقدس، والمقدس هو ما أقدسه وإن كان الآخر يدنسه، والمقدس هو الذي يقدسه غيري وإن كنت أدنسه. وإذا كان لهذه النخبة غير المتجانسة في الأصل، والتي انحدر بعضها من رحم بعض تخوفاتها ومحاذيرها في ما يتعلق ببعض ما بالمشروع الإسلامي للإسلام وللحركة الإسلامية مما تخشاه ولا تقبل به، فإن الأمر عند الإسلاميين قد تجاوز مجرد التخوفات والمحاذير إلى واقع يعاني منه ليس الإسلاميون وحدهم كشريحة اجتماعية، وطرف سياسي، وتيار ثقافي فقط ، ولكن يعاني منه الإنسان العادي في مختلف شرائح المجتمع وفئاته وبيئاته. فالكل يعلم ما يعانيه الإسلاميون في الحركة الإسلامية وفي حركة الإسلام من أحزان ومعانات وتجويع وتيتيم للأطفال وتثكيل للأمهات وترميل للنساء، وقتل متعمد أثناء المطاردات وأثناء التحقيق وفي السجون، ومن تهجير ونفي بالداخل والخارج، ومن فرض لكل مظاهر العري والدعارة والرذيلة والفاحشة وحمايتها وحفظها نكالة بهم وإرهابا للشعب كله وتدفعه باتجاه الرذيلة وصرفة عنوة وبكل أسباب ووسائل القوة والإكراه باتجاه الرذيلة والفساد الذين هما من قناعات العلمانيين في الحركة العلمانية ومن ثقافتهم ومن برنامجهم . ومن إلغاء لكل مظاهر الكساء والفضيلة والعفة التي هي التي هي من مبادئ الإسلام وقيمه  ومن قناعات الإسلاميين والمسلمين عامة ومن ثقافتهم ومن برنامجهم، سواء ما كانت له علاقة بالتدين أو حتى ما لا علاقة له بذلك. هذا ما يعانيه ليس نساء الإسلاميين وبناتهم فقط، ولكن هذا ما أصبح يعانيه كل أبناء وبنات شعبنا العربي المسلم في تونس، من أجل عقيدته وثقافته وحضارته وذاتيته وخصائصه ومقومات شخصيته وهويته العربية الإسلامية. ففي الوقت الذي لم يمارس فيه ولو إسلامي واحد أي نوع من أنواع الإكراه على أي كان، كان العلمانيون ومازالوا يفرضون، باسم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وباسم الفهم التقدمي للإسلام أحيانا، حسب زعمهم وافتراء من عند أنفسهم، وهي من التوجهات الجديدة عندهم جميعا وعند بعض أطراف اليسار الماركسي خاصة وبعض رموزه، وهي من تلبيس إبليس لإفساد على المسلمين إسلامهم، وتشويش المفاهيم وخلط الأوراق من الداخل الإسلامي نفسه، على أبناء شعبنا بمختلف فئاته وفي مختلف مواقعهم، نوع  ولون  وشكل لباسهم ذكورا كانوا وإناثا. وينزعون خمر النساء بالقوة من على رؤوسهن في الأماكن العامة والخاصة. ويحلقون للرجال والشيوخ لحاهم، وينتفونها لهم نتفا بالقوة في مراكز التحقيق ومخافر الشرطة. فأي منطق هذا الذي يجعل تخوفات النخبة العلمانية ومحاذيرها مقبولة وفي محلها، في الوقت الذي تجوس هذه النخبة فيه خلال الديار، إهانة وإذلالا للإنسان، وانتهاكا للحرمات والأعراض، ودوسا للمقدسات وتدنيسا لها كالمساجد والمصاحف وكل ما يمت للإسلام من صلة، والأنفس البشرية البريئة، من الأطفال والنساء والشيوخ والرجال، فرضا لرؤيتها، ولبرنامجها السياسي، ولنمطها المجتمعي، ولخيارها الثقافي، ولمقدساتها وثوابتها. وهي التي تفرض على الشعب ما هي مؤمنة به مما ليس في ثقافته وليس منها. وهي التي تفرض العلمنة على الإسلام. وتفرض فصل الدين عن الدولة، وتفرض الرقابة على المساجد والخطباء والأئمة، وتفسح المجال واسعا أمام مرتادي النزل الداعرة والحانات وعلب الليل والخمارات وأماكن الدعارة لتجعل من هذا الدنس الذي هو دنسها مقدسا، وليصبح المقدس الذي هو مقدس الشعب دنسا، أو مقدسا تدنسه. في هذه الحرب المعلنة التي تشنها النخبة  العلمانية اللائكية موحدة في تونس هذه المرة أكثر من أي وقت مضى  على الشعب من خلال السلطة ومن خارجها، هي التي ترتفع عقيرتها فيها مبدية تخوفاتها ومحاذيرها، بعد كل الذي حصل ومازال يحصل، من المشروع الإسلامي للحركة الإسلامية الذي عماده الشريعة الإسلامية التي اختزلتها كذبا وجهلا وتجاهلا وزورا وبهتانا في 7 أحكام حدود وبدون خجل ولا في أدنى مستوى من الأخلاق والحياء، وكأن الإسلاميين هم الذين  أجرموا في حق هذه النخبة أو في حق الشعب والوطن، وليست هي ممثلة في الغالبية العظمى من مكوناتها ومن شخصياتها ورموزها إن لم تكن كلها، وكل من موقعه وبموقفه وبطريقته. وكل هؤلاء هم الذين في معرض حديثهم عن الإسلام لا ينتهون عنه ثناء ومديحا وإشادة بعدله ومساواته وأخوته وتضامنه وتسامحه وشموخه وقداسته. وإذا طرح كمشروع ثقافي، وبديل سياسي واجتماعي واقتصادي وحضاري، ينهالون عليه هدما، ويلحقون به كل المساوئ والنقائص، ويبدون من الهلع والخوف والجزع ومن التخوفات والمحاذير والإنزعاجات ما لا حد له، وما يبدو وكأن الأمر ينذر بكارثة محققة.وغاية ما في الأمر أنهم يعلمون أن نظام الشريعة وحده هو الذي يجعل حدا لإشباع غرائزهم المحرمة، ولشهواتهم اللا مشروعة، ولنزواتهم البهيمية التي لا يريدون أن يكون لتلبيتها أي حد وأي ضابط على حساب المجتمع، يفسدون فيه الدين والعقل والنسل والمال والنفس. فعلى هذه النخبة الإنتهازية المنافقة أو على الإنتهازيين والمنافقين في هذه النخبة أن يقبلوا بما يرون ويسمعون أو لا يقبلوا، أنه لا قداسة لهم ولا مقدس عندهم أمام قداسة الإسلام ومقدسات الشعب التي هي عقيدة الإسلام وقيمه ومبادئه وآدابه وشرائعه وأحكامه. وأنه عليهم أن يعلموا أن المقدس هو ما قدسه الله وحده، وهو المقدس عند الشعب، والذي أبدوا محاولات كثيرة متواصلة، ولعقود من الزمن لتدنيسه وهدمه ولم يفلحوا. وليس المعني في خطاب الحركة الإسلامية وفي قراءتها وفهمها للإسلام غير الشعب العربي المسلم في تونس وخارجها. ولا معنى في الحقيقة وفي النهاية لقبول النخبة المتغربة في الحركة العلمانية اللائكية الهجينة لذلك، أو لعدم قبولها. وأن المعني بالمشروع الإسلامي في خطاب النهضة والحركة الإسلامية في تونس عموما هو الشعب. لأن هذه النخبة ليست الشعب ولا تمثله، بل لا تمثل حتى نفسها. وهي متصادمة معه، ومن ثمة جاءت عزلتها عنه وعزلته عنها، واستمرار حلول القطيعة بينها وبينه. ولا قبول له بمشاريعها الثقافية والسياسية والإجتماعية والإقتصادية، وبثوابتها التي تصنعها بنفسها على حد قول أحد رموزها في اليسار الأصولي الماركسي المدعو: عبد المجيد الشرفي التي ليست ثوابته، وبمقدساتها التي ليست مقدساته إلا بالقوة ومن خلال السلطة بكل جبن وانتهازية واستغلال للنفوذ. وفي الوقت الذي لم تسلم فيه بوجودنا ومازالت ليست مستعدة لذلك، كنا ومن منطلق مبدئي شرعي أصولي مسلمين بوجودها كجزء ضعيف ومعزول من الشعب التونسي. ولم تمنعنا شرعيتنا الشعبية والثقافية والتاريخية والحضارية من الإعتراف والقبول بها كنخبة دخيلة معزولة غريبة عن الشعب وثقافته وتاريخه وحضارته، لما كانت عليه من تمسك واعتزاز بثقافة غير ثقافته، مستمدة من دين غير دينه ومن عقيدة غير عقيدته، وبتاريخ غير تاريخه، وبحضارة غير حضارته. إلا أنها بفعل عوامل شتى، منها الإنحطاط ،والإستعمار ،وغياب البديل الإسلامي الواضح المناسب بفعل تلك العوامل نفسها،كان موقعها من الشعب ومن الوطن ومن الأمة ومن الثقافة والحضارة والتاريخ كموقع الحركة الصهيونية من الشعب الفلسطيني ومن فلسطين، ومن الأمة العربية والإسلامية، ومن الثقافة ومن الدين ومن الحضارة العربية الإسلامية سواء بسواء. والواقع يدعوني إلى القول، أن الحركة الصهيونية في فلسطين المحتلة قد نأت بنفسها عن الكثير مما قامت وتقوم به النخبة المتغربة في الحركة العلمانية اللائكية الهجينة في أوطان شعوب أمة العرب والمسلمين وخاصة في تونس. وهي التي، وهي صاحبة النفوذ ولها الإشراف الكامل المباشر على تنظيم حياة الشعب الفلسطيني في جوانب كثيرة منها في  مناطق الحكم الذاتي، وعلى تنظيم كل جوانبها داخل الخط الأخضر لم تغلق المساجد ولم تحضر نشاطها، ولم تتدخل في تحديد الخطاب فيها بما يرضيها على الأقل بالقدر وبالطريقة التي مازال يتم بها ذلك في بلادنا في ظل النظام العلماني وهيمنة الحركة العلمانية على كل أوجه ومناشط الحياة واحتكارها. ولم تصادر حق التيارات والأحزاب السياسية بما فيها الدينية سواء اليهودية منها أو الإسلامية في المشاركة في الحياة السياسية. ولم تمنعها من التظاهر ضدها من أجل المطالبة بحقوقها المشروعة في كل ما لها فيه حق. ولم تمنع النساء من حرية اللباس في أي مكان من فلسطين المحتلة. ولم تفرض حلق شعر الوجوه على الرجال والتشبه بالنساء. ألم تفعل النخبة العلمانية اللائكية في تونس ومازالت كل هذا الذي لم تفعله حكومة الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة؟ أليس هذا ما تعلمه هذه النخبة نفسها، وما يعلمه الشعب التونسي العربي المسلم كله، وتعلمه الأمة ويعلمه العالم؟ ولإعادة الأمور إلى نصابها وإلى طبيعتها، كان ينبغي أن تكون المقاربة ولتكون في محلها، بين الأصالة والهجانة لما بينهما من فرق. ذلك أنه إذا كانت الحركة الصهيونية تمثل امتدادا وحضورا مباشرا للثقافة العلمانية الغربية المسيحية اليهودية العنصرية الأصيلة، بنفسها وبعدها الفكري والفلسفي، وآليتها الديمقراطية العنصرية كذلك طبعا. وهي في الحقيقة الصفة المصاحبة للديمقراطية الغربية في النشأة والتطور، فإن النخبة المتغربة المكونة للحركة العلمانية في تونس وفي كل أوطان شعوب أمة العرب والمسلمين تمثل كذلك امتدادا هجينا وحضورا غير مباشر للثقافة العلمانية الأصيلة بنفسها وبعدها الفكري والفلسفي وبغير آليتها الديمقراطية، ولكن بصفة وطبيعة استبدادية قهرية واستئصاليه.فكان أن وفرت الثقافة الغربية على العالم ثقافة ديمقراطية عنصرية استعمارية في الغرب وثقافة تغريبية استبدادية في الشرق وفي باقي مناطق العالم حيث لا وجود للرجل الأبيض ولا لسيطرة للأوضاع له فيها. تلك مقاربة علمية عقلانية واقعية لا بد منها، ليس فيها تجني على أحد، وليس فيها أي مبالغة أو كذب أو تزوير للحقائق أو تشويه كما تفعل هذه النخبة نفسها هنا وهناك. ولكنها نقل لحقائق على الأرض يعلمها كل الناس هنا وهناك. وليس لي أن آتي فيها بجديد، ولكنها كذلك دون حقيقة المشهد كما هو موجود هناك، وكما وجد وكما هو موجود هنا. وكما عاشه أبناء شعبنا وكما علموه، وكما أوردته تقارير مختلف المنظمات الإنسانية والحقوقية داخل البلاد وخارجها. وكان ينبغي على هذه النخبة أن تعلم هذه الحقيقة وهذه المقاربة، وأن تجد من يسمعها إياها، وكان يجب وينبغي أن يعلمها كل الناس ويدركوا حقيقتها، ليميزوا الخبيث من الطيب، ولألا يستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير. وبحكم طبيعتها الهجينة وتناقضها وانتهازيتها، فقد خلطت هذه النخبة في هذه الحركة عملا سيئا بعمل صالح. ونحن مدعوون في إطار ثقافة التعارف والمجادلة بالتي هي أحسن دائما، وعلى القاعدة التي وضعها لنا النبي صلى الله عليه وسلم » نحن قوم نقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت » أن نحسب لها ما لها وأن نحسب عليها ما عليها، وأن نقول لها حين تسيء أسأتي وحين تحسن أحسنتي، كما نقول ذلك لأنفسنا ولبعضنا ولكل الناس قياما بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وأننا حين ندعو هذه النخبة في هذه الحركة غير المتجانسة والمنقسمة في الحقيقة على نفسها رغم وقوفها على أرضية فكرية ووجودها في إطار ثقافة علمانية غربية واحدة ، وقد زادها الشعور باليتم إحباطا وانفعالا وتخبطا وتشتتا وانقساما، أن تنتهي في هذه المرحلة عن طرح قضايا لا مصلحة لأحد في طرحها، وعن وضع شروط وعراقيل تزيد العلاقات توترا وتثير ردود أفعال وطرح قضايا مقابل تلك. وهي من المسائل التي يجب أن تكون محل جدل مستفيض بالوسائل المناسبة والممكنة في الظروف المناسبة والممكنة، فإن ذلك لا يعني أن نترك الأمور تمر في صمت، وأن ننتهي عن تحميل كل مسؤول عن شيء في هذا الوطن مما قل منه أو كثر مسؤوليته في ما أحسن فيه و ما أساء، في ما نجح فيه و ما أخفق، في ما أصاب فيه و ما أخطأ وفي ما تعمد وما سها فيه عنه. وهي في موقع المورط في جرائم ضد الشعب وفي حق الوطن لا تسقط بالتقادم، كان ينبغي لبعض مكونات النخبة في الحركة العلمانية داخل السلطة وخارجها أن تبادر بالبحث عن حل لهذا التردي السياسي والثقافي والإقتصادي والإجتماعي والإعلامي الذي ألقت بالبلاد فيه. والعمل على تخليصها من هذا الوحل الذي أوقعتها فيه، وإن أثبت نصف قرن من الزمن في بلادنا أنها لا تصنع ولا تنتج إلا فسادا وتخلفا وانحطاطا، وأنها لا تستطيع إلا أن تفسد ولا تصلح، وأن تسارع إلى إصلاح سياسي جاد، وإن كان فاقد الشيء لا يعطيه ، وإلى مصالحة وطنية سريعة استجابة لنداء المعارضة الوطنية الإسلامية منها والعلمانية « الصادقة » بإصدار عفو تشريعي عام، وإعادة الإعتبار للمظلومين، وإعادة الحقوق لأصحاب الحقوق، والإعتذار للشعب الذي ألحقت به  من الأذى ما لم يلحقه به الغزاة الفرنسيون الصليبيون، وما لم تلحق به دولة الكيان الصهيوني الشعب الفلسطيني، وما لم يلحقه بدون مبالغة عدو بعدوه. وهي صورة حقيقية واقعية لا مبالغة فيها. وأن أي تهوين من شأن هذه الصورة أو استنقاص من صدقيتها  أو تقليل من خطورتها، هو زيادة في المأساة، ومواصلة للجريمة، واستمرار لتداعياتها السلبية على حاضر البلاد والشعب ومستقبلهما. ولكن ونظرا للطبيعة الإجرامية لبعض وجوه هذه النخبة ولبعض فرقها وتياراتها ومكوناتها الفكرية والثقافية والسياسية والحقوقية والحضارية، فإنها مازالت مصرة على الجريمة ومواصلة الإجرام، في عدم اعتراف بذلك، وإنكار لما يعلمه كل الناس وما يعيشونه داخل البلاد وخارجها. ولا تستح بعض الجهات الأخرى من إبداء تخوفات مما لا خوف منه، ومحاذير مما لا خطر فيه على أحد. والتدخل في خصوصيات ليس لها- من موقع الشريك في الجريمة فعلا أو تسترا عليها أو سكوتا عنها على الأقل – التدخل فيها. وذلك الذي لا يعدو إلا أن يكون تعبيرا منها – ربما عن غباء سياسي أو إفلاس فكري أو عن خلل عقلي أو تخلف حضاري عن زيادة في تهميش الوضع، لما لها من مصلحة في استمرار الأزمة وتواصل التهميش. وإذا كانت السياسة هي المساهمة في فهم الممكن من الخطاب عبر الفعل المكرس للواقع الموضوعي العام المحلي والإقليمي والدولي داخليا وخارجيا، والحوار الداخلي بين أبناء الوطن الواحد والشعب الواحد والأمة الواحدة، الذي يقتضي من كل متحاور أن يكون مستعدا للأخذ والعطاء، والقبول والرفض، والتنازل والثبات بحسب ما يتحقق به الصالح العام، ومن أجل وضع أفضل، بإنهاء الخلافات المخلة بالأمن والإستقرار، والمتسببة في التوتر النفسي والسياسي المخل بالعلاقات الإجتماعية والسياسية، والباعثة للريبة والشك، وحلول أزمة الثقة بين الكيانات السياسية المختلفة، وبين أبناء الشعب الواحد، هو غير الحوار الذي يمكن أن يكون مع جهات أخرى إقليمية أو دولية من أجل فض الخلافات وتحقيق المصالح وتقاسم المنافع وضمان السلم والأمن، فإن ما حدث وما يحدث ليس من فعل جهات وأطراف سياسية، ولا من رموز تفهم في السياسية وفي فن الممكن السياسي، ولكنه من صنع خليط سياسي غير متجانس، متناقض المواقف والمصالح، متصارع من أجل المواقع، لا يفهم إلا في المصالح الخاصة وفي الإنتقام. وتلك طبيعة النظام السياسي الإستبدادي المافيوزي الذي يقوم على الجريمة والإستمرار في ارتكابها. ولا يستمد شرعيته من خلال برامج مختلفة واقعية وهادفة تحيط بالمشاكل والمشاغل وتوجد لها حلولا وإجابات، وتبحث في  إيجاد علاقة انسجام وتوافق مع الشعب في إطار الحرية والوضوح والشفافية والثقة المتبادلة. ولكن طبيعته تلك تجعله يستمد شرعية وجوده واستمراره في الوجود من الجريمة والمعارك الوهمية مع شرائح وقطاعات وفئات من الشعب أو من خارجه يصرف بها الأنظار عن المفاسد المالية والإدارية والسياسية التي لا دور فيها لغير قوى المافيا المكونة له. ليستمر على ارتكاب الجريمة، ويظل مقدما نفسه دائما على أنه الضحية المستهدف. وأنه القوة الرادعة التي تتولى حماية الشعب ومكتسباته والدفاع عن الوطن واستقلاله… على هذا المعنى اجتمعت مختلف مكونات الحركة العلمانية الهجينة، لتكون نظام تحالف 7 نوفمبر المافيوزي الرهيب، الذي أبدى قدرة كبيرة على ارتكاب الجرائم وإنتاج المشاكل والأزمات، وإشاعة الفاحشة والفساد والرذيلة، والذي أبدى عجزا كبيرا منذ تشكله على معالجة المشاكل، وعن عدم قدرة على إيجاد حلول للقضايا الهيكلية العالقة منذ عقود من الزمن، كقضية الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والتنمية والمديونية والإكتفاء الذاتي الغذائي والبحث العلمي والهوية الثقافية والحضارية والدينية والتاريخية للشعب… إن الدعوة للكلمة السواء بين مختلف مكونات الشعب التونسي، موجهة في الحقيقة للأحرار من مختلف المواقع ولأصحاب العزائم الصادقة من داخل السلطة إن وجدوا ومن خارجها، لنجعل خلافاتنا ليس جانبا، ولكن في صدارة اهتماماتنا، ونبحث جميعا وبروح حضارية عالية، وبروح وطنية وإسلامية وديمقراطية تحديات المرحلة في زمن العولمة، بعد أن رأى الكل مآسي الإستبداد، وذاق مرارة القمع والقهر والتهميش والإستثناء والإستئصال، وعاش نتائج التحالفات المشبوهة والحلول المغشوشة التي لم تزد الأزمات إلا استفحالا، والمجتمع إلا تذررا وانقساما وتمزقا، ولم تزد البلاد إلا عزلة وتخلفا، حتى أصبحت مضرب أمثال السوء في دنيا المال والأعمال، ومناخات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وأجواء الأخوة والعدل والمساواة، وفي مجالات الثقافة والإعلام، والإعتزاز بالتاريخ والحضارة والهوية والأصالة. وليس مطلوبا من فرق المافيا المختلفة أن تكون طرفا في الحوار لأنها لا تؤمن بذلك، ولا هي قادرة عليه، ولا هي مؤهلة ولا ميسرة له، ولا مصلحة لها فيه، وهي التي بلغت من الفساد والإفساد حدا لم يعد من الممكن إصلاحه ،وهي التي فسدت وأفسدت وليس هناك من حل بالبلاد بغير الدفع بالمقاومة الشعبية باتجاه الإطاحة بها، ولكن الحوار والمجادلة بالتي هي أحسن مطلوبان من أحرار الوطن من أبناء الشعب في الحركة الإسلامية ومن الصادقين من النخبة العلمانية في الحركة العلمانية، وهم العلمانيون الديمقراطيون: أي الذين لم يتورطوا في ما حصل من جرائم الإقصاء والإستئصال والتهميش. والمؤمنون بالعلمانية الديمقراطية، علمانية حرية الصحافة والإعلام وتكوين الأحزاب بدون قيود ولا شروط مسبقة، علمانية احترام الشعب والقبول به حكما بحرية وبكل إرادة حرة بين مكونات الحركة السياسية المختلفة الألوان والبرامج والمشارب والإتجاهات،العلمانية الوطنية المحترمة لمقومات شخصية الشعب ولهويته الدينية والثقافية والتاريخية واللغوية والحضارية، علمانية الفصل بين السلطات واستقلال القضاء استقلالا تاما، وحياد الإدارة واحترام المجتمع المدني، والمؤمنة باستقلالية مؤسسات الدولة عن كل الأحزاب، العلمانية المؤمنة بالتداول السلمي على السلطة وبسيادة الشعب، وبمبادئ الأخوة والعدل والمساواة في الحقوق والواجبات وأمام القانون…       العلمانيون الرافضون لعلمانية الإستبداد والدكتاتورية، والمؤمنون بالحرية والديمقراطية والأخوة والعدل والمساواة وقيم ومبادئ حقوق الإنسان. ومن المراجعين منهم للمواقف والسياسات والعلاقات القديمة، والأفكار والمفاهيم القديمة للدولة وللحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان… والمتخلين عنها. وللمدركين لخطورة ما حصل وما زال يحصل على مستقبل البلاد والعباد. والمتجردين للحقيقة، والمؤمنين بضرورة التجاوز ومعالجة المشاكل بالغة ما بلغت من الصعوبة والتعقيد بالأساليب السلمية ونبذ كل أنواع العنف بمشاركة ومساهمة كل ألوان الطيف السياسي والفكري والثقافي والإجتماعي بالبلاد. هذه الأطراف هي المسؤولة على مستقبل البلاد. وعليها أن تستمر في الحوار والتشاور والتعاون من أجل الضغط على النظام للإستجابة لمطالب الشعب في الحرية والديمقراطية والعدل وحقوق الإنسان والهوية الثقافية له، وتوجيه همة الشعب وفعله اليومي باتجاه المقاومة الإيجابية للإطاحة به. ولعلها واجدة من الأحرار والعقلاء والنزهاء فيه وفي مؤسسات المجتمع والدولة من يكون عونا لها على مد جسور الحوار مع القابلين به، ومع من يجوز التحاور معهم مع استمرار الضغط الداخلي، والخارجي الذي يجب أن لا نعول عليه، مع الرافضين للحل السلمي في غير استفزاز ولا تصعيد في غير محله وفي غير وقته وفي غير الظروف المناسبة ،ومع غير الأطراف المناسبة ، مع إعطاء التطمينات اللازمة لمن لم يثبت تورطهم المباشر في الأموال والأعراض والدماء والأنفس لعلهم يرجعون. وليكن ذلك في غير استجداء ولا استعطاف، لإقامة الحجة على الجميع أمام الجميع، ومن أنذر فقد أعذر،ولا يلومن أحد بعد ذلك إلا نفسه. وإذا كان الإسلاميون قد قدموا للبلاد كل ما يملكون، حتى أنه لم يبق لهم ما يقدمونه، وإذا كان ما زال مطلوب منهم أن يقدموا للبلاد وللشعب مرة أخرى من اللاشيء الذي بقي لديهم، فإنهم سيكونوا مستعدين لذلك، إلا ما كان من حقوق لهم لا يجوز لعاقل أن يقبل أن يتنازل عنها مما لا يسقط بالتقادم. ولا يكون ذلك إلا دعما لجهود الأحرار والصادقين في تذليل الصعوبات من أجل مصالحة وطنية تقتضيها المصلحة والمرحلة في وجه استعداد دولي للتدخل العسكري المباشر ،إذا لزم الأمر، في الشؤون الداخلية للشعوب والأوطان في أي وقت. وبالرغم من الجروح المثخنة بها أجسادنا والتي مازالت تنزف، وبالرغم من الواقع المأساوي الذي عشناه ومازلنا نعيشه، والذي لم تعرف البلاد له مثيلا من قبل، فإن أيدينا كانت دوما ممدودة حتى لمن لا يستحق أن تمتد لهم الأيادي الطاهرة من أجل تونس حرة مستقلة عربية إسلامية ديمقراطية تتسع لكل أبنائها بمختلف انتماءاتهم الفكرية والسياسية والثقافية… والمؤكد أننا كنا ضحية هذا الإستعداد وهذا النضج المبكر الذي دفعنا ثمنه غاليا ومازال مطلوبا منا أن ندفع ولو لم يعد عندنا ما ندفعه. لقد قلنا ذلك واستعددنا له وفعلناه من مواقع القوة. ومازلنا نفعل ذلك ومستعدون له ولفعله من مواقع الضعف التي أصبح يحسدنا عليها خصومنا الذين لم يقبلوا بنا أقوياء ومازالوا غير قابلين بنا حتى ونحن ضعفاء، في وقت أصبحت القاعدة الجاري بها العمل السياسي ببلادنا هي القبول بالكيانات والتنظيمات الضعيفة فقط ،والتي إما أن تكون هي نفسها قابلة بالدخول في بيت طاعة النظام الضعيف هو نفسه، ولكنه فقط أقوى الضعفاء، وإما التشديد على محاصرتها وتضييق كل الساحات الواسعة من حولها حتى تظل ضعيفة أو تموت بمرور الوقت اختناقا. ولم يفعل النظام ذلك إلا ليظل وجودها القانوني محسوبا له، وليقلص ويقلل من وجود الكيانات الضعيفة غير المعترف بها والمتمسكة بحقها في الوجود القانوني من حوله، ويكون بذلك قد رسم مشهدا تعدديا حزبيا يشهد له به الواهمون ويشهد به لنفسه توهما على أنه مشهد لحياة سياسية ديمقراطية تعددية مكونة من أحزاب ميتة، وأخرى يسعى، بعد أن حصلت على حقها الشرعي والقانوني في النشاط السياسي والإجتماعي والثقافي أن تلقى حتفها على يديه اختناقا. والذين كانوا قد استفادوا من قوتنا وضغطنا ورفضنا للإستبداد ومواجهته، فزرعنا وحصدوا وأنضجنا فقطفوا وأكلوا، مازالوا يريدون أن يستفيدوا من ضعفنا ولكنهم قد لا يستطيعوا هذه المرة، وهم من كانوا يعتقدون أنهم سيسعدوا ويسعدوا البلاد والعباد في غيابنا، ولكنهم تعسوا ولم يجنوا إلا الشوك وأتعسوا البلاد والعباد. وهذا ما تؤكده كل الأطراف السياسية القديمة والناشئة. وهذا ما يعترف به الصادقون منهم والكاذبون، وهاهم العلمانيون، وبعد أن كانوا سمنا على عسل مع نظام 7 نوفمبر الرهيب ورموزه ومكوناته -إلا من رحم ربك- يضيقوا اليوم بعضهم بأس بعض. ويجرع بعضهم الكأس التي جرعونا وإن بدرجات لا تقبل المقارنة، والتي ربما كانوا يعتقدون أنهم قد جعلوا حدا لتجرعها من قبلهم في ما يستقبلون من حياتهم السياسية. فمازال الإسلامي تلفق له التهم جزافا، وتصدر ضده أحكاما قاسية، ويقضي العقوبة كلها وأكثر منها، وأما غير الإسلامي فسواء توفرت في التهمة الموجهة إليه أركان الجريمة أو لم تتوفر، فإنه لا يعاقب إذا ما استثنينا مدة الإيقاف في انتظار المحاكمة. وإذا صدر في حقه حكم بالعقوبة فإنه سرعان ما يعفى عنه.وهي رسالة يحاول النظام توجيهها للرأي العام الداخلي والخارجي، مفادها أنه ليس له إلا خصم واحد، وأن ما يحصل مع بقية الأطراف أو العناصر أو الشخصيات المعارضة ليست إلا عوارض طارئة وعادية ويمكن تجاوزها ومعالجتها بيسر. وما قضية الأستاذ المحامي محمد عبو وفوزي بن مراد منا ببعيد، حيث قضت المحكمة يوم 28 أفريل 2005 بسجن الأول 3 سنوات ونصف من أجل موقفه الرافض لزيارة مجرم الحرب شارون لبلادنا، وبالإفراج عن الثاني المتهم بالتطاول على هيئة المحكمة يوم 30 ماي 2005 بعد 27 يوما من إصدار المحكمة عليه حكما بالسجن 4 أشهر. فرحى الإستبداد دائمة الدوران تطحن نفسها وتطحن أصحابها إذا لم تجد ما تطحنه. فكان طبيعيا أن ينقلب السحر على الساحر، وأن تنتقل الرحى التي طحنتنا ومازالت تطحننا لطحن من كانوا يرموننا فيها، أو من كانوا يشغلونها، أو من كانوا مكتفين بالفرجة ويجدون متعة في طحنها لعشرات الآلاف من الأحرار والشرفاء رجالا ونساء وشيوخا وأطفالا. أو من كانوا ممتعضين من ذلك وكارهين ورافضين له ولكنهم لا يستطيعون أن يفعلوا شيئا في ما بدا ما يشبه الإجماع بين كل مكونات الحركة العلمانية على الذي كان يحصل من جرائم في حق الوطن والشعب. أو من لزموا الصمت بما يعنيه الصمت من موافقة ضمنية حين كان يجب أن يكون الكلام، وحين كان لا يجب أن يكون الصمت أو…أو. – وأمام تهديد رحى الإستبداد والدكتاتورية لكل مكونات المجتمع التونسي ومكاسبه، فإن الواجب الإنساني والوطني والشعبي والتاريخي يدعو كل الأحرار من أبناء شعبنا بكل فئاتهم وبكل انتماءاتهم الفكرية والعقدية والثقافية والسياسية، ومن كل الأوساط الشعبية والمهنية والمالية والعلمية، ومن كل القطاعات الخاصة والعامة، وفي إطار المطالبة بإصدار العفو التشريعي العام، وفي إطار مشروع الإصلاح الشامل المتواصلة الدعوة إليه والعمل عليه منذ أكثر من قرن ونصف من الزمن، وأمام إصرار المجتمع المدني المشكل من القوى الوطنية الإسلامية منها والعلمانية، وانطلاقا من حسها الوطني، وشعورا منها بمسؤولياتها التاريخية والشعبية والوطنية على إحلال الإنفراج السياسي المطلوب، والمصالحة الوطنية الشاملة، أن نلتقي جميعا من أجل تونس حرة مستقلة ذات سيادة، في حوار شامل يكون الشاذ فيه قد شذ في النار، لنقطع الطريق عن التدخل الأجنبي المباشر في مسيرتنا الإصلاحية الثقافية والسياسية والإجتماعية والإنمائية، وفي إقامة نظام ديمقراطي حقيقي نحن جديرون به، لا إقصاء ولا تهميش فيه لأحد.  » إن بلادنا أشد ما تكون حاجة إلى مصالحة وطنية شاملة تطوى فيها ولو بتدرج صفحة تاريخ دام من القمع والإحتكار وتفتح أبواب الأمل أمام الأجيال الجديدة التي يدفعها اليأس من السلطة وربما المعارضة أيضا إلى الإرتماء في أحضان المجهول ومختلف اتجاهاته وذلك ضمن خطة وفاقية جادة تتفق عليها قوى المجتمع السياسي والمدني دون استثناء أو إقصاء، خطة وفاقية تمثل مرحلة انتقالية نحو ديمقراطية حقيقية كانت بلادنا منذ زمن مؤهلة لها. البلاد بحق أحوج ما تكون إلى مصالحة جادة بين السلطة والمجتمع وبين قوى المجتمع فيما بينها وبين البلاد كلها وهويتها ومحيطها المغار بي والعربي. ولا معنى لمصالحة من دون اعتراف الجميع بالجميع على أساس اشتراك الجميع على قدم المساواة في حقوق المواطنة بمنأى عن كل وصاية تحت أي عنوان (1) والذي نأسف له أن أصواتا مازالت بعد كل الذي حصل وكل الذي مازال حاصلا رافضة لأي علاقة مع الإسلاميين شأنها في ذلك شأن السلطة. ولا غرابة في الحقيقة في ذلك، لأن هذه الأطراف هي الملقية إلى حد الآن بثقلها الأكبر فيها والبقية منه في المعاضدة والموالاة والمساندة وحتى في « المعارضة » التي، مازالت في الجانب الكبير منها معارضة للمعارضة الحقيقية الوطنية الإسلامية منها والعلمانية، دعما للنظام الذي اتخذت منه حليفا استراتيجيا لها، وإرضاء للأجنبي، وطمعا في رضاه ودعمه، وحفاظا على هذا الوضع، وخوفا من أي نقلة فيه نحو الإنفراج. ورغم أن دعوتنا لكل هذه الأطراف للحوار والمجادلة بالتي هي أحسن، ومد جسور التعاون والتنسيق على أي نحو وفي أي حد أدنى ممكن، ورغم قبول بعض الأطراف وتردد أخرى، إلا أن مواقف الرافضين من الرفاق من فرقهم المختلفة ركزت على التحالف دون التطرق إلى أي مستوى من المستويات الأخرى من التنسيق والعمل المشترك. فإذا كان من حق هذه الأطراف أن تظل رافضة للتحالف مع الحركة الإسلامية، فإن أشكالا أخرى تبقى ممكنة إذا كان العزم صادقا منها لإحداث تغييرات وإصلاحات أصبحت ملحة اليوم لإنقاذ البلاد من هذا التقهقر الذي أصبحت تعيشه، وهذا التردي الذي تم إحلاله بها والذي كان من صنعها. والذي يجب أن تعلمه هذه الفئة التي لا تمثل إلا نفسها، والتي قبلت أن تعيش على فتات موائد الإستبداد، أن الحركة الإسلامية وإن كانت لا ترى مانعا من إيجاد أشكال كثيرة من التنسيق مع أي كان من الجادين والصادقين والقبول بها، فإنها لا ترغب ولا تقبل التحالف مع حلفاء الإستبداد وصانعيه ، وذلك بما نرى من فرق بين التحالف والتنسيق والتعاون والعمل المشترك وغيرها من العلاقات وأشكال التعامل. إلا أن مختلف فرق اليسار الماركسي من القرامطة الجدد لا تفرق في خطابها ومواقفها بين أي شكل من أشكال الإلتقاء، معتبرة أن أي علاقة لا يمكن إلا أن تكون علاقة تحالف. وهي متمسكة بمبدإ القطع مع الإسلام ومع الإسلاميين بالغة ما بلغت الأوضاع في البلاد من فساد ورداءة وخسران. وموقف السلطة من هذه القضية هو موقف ثقل اليسار الماركسي داخلها والقومي العربي البعثي تحديدا. وهو الذي لا رأي ولا موقف لأحد معه فيها. يقول الرفيق طارق الشعبوني: » فلنتذكر فقط أن بروز القضية الإسلامية كقوة سياسية منافسة للسلطة مثل مأزقا للقضية الديمقراطية في بداية التسعينات. إن قضية التيار الديني السياسي لا تعالج حسب رأيي لا بالوسائل الأمنية ولا بالسماح له بالتنظم سياسيا… » (2) ويقول الرفيق المنصف الشريعي:  » إنه علينا التذكير أولا بأن مشروع الدولة والمجتمع لهذه الحركة (الحركة الإسلامية) هو مشروع استبدادي باسم الدين، لذلك فإن النضال ضد الدكتاتورية لا ينبغي أن يدفعنا إلى القبول بمشروع استبدادي تحت أي شكل كان سواء عقائدي أو وضعي (3)  » فاليسار الماركسي وانطلاقا من طبيعته الإستبدادية الفاشية ونزعته الدموية الإستئصالية التي تؤكدها النظرية الماركسية ويكتبها تاريخه المعلوم، هو اليوم الشريك الإستراتيجي مع بقايا اليمين الدستوري الإستبدادي في هذا النظام الفاشي الدموي القمعي، وهو يتصدى من هنا وهناك، أي من فرقه داخل السلطة ومن خارجها لأي إمكانية موهومة لقيام دولة استبدادية عقائدية إسلامية حسب ادعاءاته وفساد فهمه وتضليله ومغالطاته. وهو الذي في زمن العولمة واختلال التوازن الدولي لصالح النظام الرأسمالي والديمقراطية الغربية وتولي الشركات المتعددة الجنسيات العملاقة فرض نظام السوق الحر، لم يبق له من ثوابت الديمقراطية الشرقية الإجتماعية المكذوبة سوى معاداته للإسلام في بلاد الإسلام، وتقديم نفسه للإمبريالية الغربية والصهيونية على أن له باعا في محاربة التطرف والإرهاب، وهو الذي يضع كل ثقله اليوم من خلال السلطة في دعم المجهود الأمريكي لمحاربة الإرهاب، بعدما استقر مفهوم الإرهاب على المعنى الذي فرضته الإمبراطورية الأمريكية قائدة الغرب الصليبي اليوم في حربها على أمة العرب والمسلمين، على أنه لا معنى للإرهاب إلا أن يكون إسلاميا ولا شيء غير الإرهاب الإسلامي. ومن ثمة فإنه لا قبول للنظام بالحوار مع الحركة الإسلامية إلا بقبول اليسار الماركسي وعناصر البعث القومي العربي بذلك. لأن السلطة الفعلية بيدهم، ولأنه من منطلق مبدئي لا يحاور الإسلام. ولأن أمريكا والغرب عموما مازالا يحاربانه، ولم تصدر الأوامر لهم بالتحاور مع الحركة الإسلامية التي لا يجب أن يكون لها وجود سياسي قانوني. ويجب أن تظل محظورة غير مسموح لها بالنشاط العلني، ومقاومتها أمنيا، في غير حملة منظمة واسعة النطاق، ضمن خطة مرسومة، يتم مقاضاة كل من يخالفها ممن يمت لأي صلة بالإسلام حفاظا على الأمن ومنعا لزعزعة الإستقرار. أن ضعف مكونات اليسار العربي والماركسي والقطيعة التي تزداد فجوتها يوما بعد يوم بينه وبين الشعب، وهيمنته على القرار السياسي من خلال الأطر الرسمية والهياكل الإدارية للدولة، وهي الوضعية التي لم يكن يحلم بها قط من قبل في تاريخه بالبلاد، ومعاداته للمرجعية الثقافية والعقدية للشعب وللبلاد، هي التي جعلته يفضل وضعا متدهورا على كل الأصعدة مع انفراده فيه بالقرار، والإبقاء على كل إمكانيات المجموعة الوطنية تحت تصرفه، بما يخدم هذا الوجود ويدعم هذا البقاء، أي بما يخدمه ولا يخدم البلاد ولا الشعب، خير من وجود أي صيغة يكون في أحسن الحالات هو طرفا ضعيفا فيها، مع تخوفات شبه مؤكدة لديه بحكم تحجر فكره وثقافته وخشبية خطابه وعزلته عن الشعب، وفشله في حل مشاكل البلاد وازديادها تعقيدا وتفاقما أن أي انفراج يمكن أن يجعله خارج تلك الصيغة أصلا. وهو الذي لا يؤمن في حياته بالآخر. وليس له من ثقافة إلا ثقافة احتكار السلطة وإقصاء الآخر المخالف، وإنهاء أي دور ولو محتمل له معه في الحياة السياسية، لا يستطيع أن يتعامل مع واقع متحرك فيه أكثر من طرف، ويكون قادرا على الحافظة فيه على أي وجود على أي نحو. فهو لا يؤمن بالديمقراطية ولا بالحرية ولا بحقوق الإنسان. مما يجعله غير قابل بحياة سياسية متحركة يكون لكل أنواع الطيف السياسي والفكري والثقافي حضور ودور فيها. « على أن الأصل هو أن الديمقراطية، وهي أفضل ما هو موجود من صور وآليات تنظيم الإختلاف في المجتمع إنما تعمل بنجاح وتيسير عندما يتم توافق بين النخب على نمط مجتمعي معين، فيكون تداول السلطة لا بين النقيض والنقيض وإنما بين الشبيه والشبيه كما نبه إلى ذلك الأستاذ هشام جعيط ، ولكن إلى أن يظهر بين النخب ويتبلور توافق فلسفي ومجتمعي يمكن أن تتم بين عائلات النخب مستويات تعبر عن نفسها في وثائق دستورية وتتأسس على إقرار التعددية والتداول على كل المستويات وتنظيمها والتشديد على رفض كل دور الإقصاء والإحتكار والشخصنة للسلطة وذلك بحشد كل ضمانات توزيع السلطات على أوسع نطاق ممكن بما يمنع نهائيا الإنفراد بالسلطة وجمعها في يد فرد واحد وجماعة واحدة…(1)  » إن مثل هذا الخطاب مزعج لمختلف مكونات اليسار الماركسي وبعض إن لم نقل كذلك جل أو كل مكونات اليسار القومي العربي، لأنها تعلم أن أي حوار بهذه الصفة هو مفض في النهاية لتبلور توافق فلسفي ومجتمعي لغير صالحها، ولا يمكن أن تكون طرفا فيه. والأمر يرتقي عندها إلى ما يشبه اليقين أن أي حوار نزيه وجاد بين مختلف مكونات المجتمع التونسي سيكون في النهاية لصالح الإسلاميين، خاصة وسط تنامي الشعور الديني وسرعة الإنتشار التي يشهدها رغم كل الضغوط وكل هذا الحصار المضروب على الخطاب الديني والرقابة الشديدة التي تحاط بها مؤسساته ورموزه. فما بالك بأجواء أفضل، وبعدم وجود ضغوط أو بوجود ضغوط أقل. وبذلك فأي مصلحة لهذه الفرق المكونة لطائفة اليسار الماركسي ولعل اليسار القومي العربي كذلك في فسح المجال لأن يرى وضعا مثل هذا الوضع النور، ويجد طريقه إلى واقع البلاد وحياة الناس؟ فكيف يمكن لليسار المؤمن بالمادة والحياة فقط أن يعمل على الخروج من الحياة إلى الموت، ويفسح المجال لقتلاه لينعموا بالحياة، أي بالخروج من الموت الذي أرداهم فيه إلى الحياة؟ إلا أن الذي يجب أن تعلمه النخبة العلمانية اللائكية، أن هذه الثقافة هي التي أنهت المعسكر الشرقي في أوج قوة الحضارة الغربية الذي هو الوجه الثاني لثقافتها. وأن هذا المنطق المتحجر المنصرف نحو الذات دائما، هو الذي أبقى عليها ضعيفة ومعزولة عن الشعب. وهو الذي مازال لا يزيدها إلا ضعفا وعزلة حتى الإنقراض الذي تتجه إليه بخطى سريعة. ولذلك فعليها أن تتجاوز عقدة معادات الدين، وهذا الفهم المتحجر الخاطئ له، والبعيد كل البعد عن مرجعيته وأصوله ونصوصه الأصلية، لتتجاوز بذلك عقدة الخوف من المستقبل ومن الحركة الإسلامية، لأنها ستجد نفسها معها أو قريبة منها، بما يعزز موقفها ويجعل للجماهير ثقة فيها. وليس ذلك ممكنا لها إلا بإعلان المصالحة مع هوية الشعب، واعتماد ثقافة الحوار والتعارف والمجادلة بالتي هي أحسن مع الشعب، ومع كل مكوناته بدون تحفظ. والإنتهاء وبغير رجعة من الإيمان » بإقصاء الإسلام عن شؤون المجتمع » وعن « العمل على ذلك » و عن « …تطويعه لمقتضيات الفكر المعاصر » احتراما وتقديسا له واحتراما للشعب وللأمة، واحتراما منها لذاتها. أما إذا أصرت هذه النخبة على الإبقاء على أسباب الموت والعمل بها، فإنها ستموت حتما، ولا يتحمل أحد مسؤولية موتها. ولها أن تحافظ على ثقافتها ومرجعيتها وعقائدها، ولكن عليها أن تتجاوز ذاتها إلى الشعب والوطن والأمة والإنسان. وأن تعبر عن نضج سياسي وفكري وفلسفي، وإيمان حقيقي بالديمقراطية التي يقتضي منها القبول بالآخر المخالف بالغة ما بلغت اختلافاتها معه، وعلى أي درجة كان تناقضها معه، وليكن الحوار والتنافس من أجل الصالح العام هو القاعدة التي يلتقي عليها كل ألوان الطيف الفكري والثقافي والسياسي بالبلاد. يقول الأستاذ القائد المجاهد راشد الغنوشي أدام الله ظله:  » إن السياسية تدور حول تقديرات المصالح وهذه عادة ما تكون موضع اختلاف مهما اتفقت المرجعيات العقدية. وليس المهم هنا أن تتفق رؤانا ومرجعياتنا العقدية وإنما المهم أن تتوافق على جملة من التثبيتات لضبط اختلافاتنا عند سقف معين فلا تتخطى معه حدود الوسائل السلمية صوب العنف سبيلا لفرض أحد الأطراف آراءه واجتهاداته على الآخرين. وتحت هذا السقف تتوافق على قواعد للتوصل إلى القرار الذي يخص الشأن العام. وتبقى بعد ذلك آليات التدافع السلمي نشطة فعالة لتأكيد ذلك القرار واستمراره ومرجعيته وتغييره، وهكذا تجري عملية تداول الأفكار والبرامج والهيئات والأشخاص حسب الآليات والمبادئ الضابطة المتفق عليها بين قوى المجتمع  » (1) هذه دعوتنا للصادقين والمخلصين من الوطنيين من أبناء شعبنا أن نلتقي على كلمة سواء بيننا، يكون الجامع فيها هو الوطن، والضامن فيها بعد الله هو الشعب، والرابح فيها هو المواطن والأمة ثم الإنسان، والخاسر فيها هو الأجنبي.  » فان تولوا فقل حسبي الله الذي لا اله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم » سورة التوبة، الآية 129 والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل. (1) وثيقة: نحن مع العمل المشترك، فمن يُقنع الآخرين؟ – راشد الغنوشي (2) الطريق الجديد: عدد 22/ 23/ جانفي/ فيفري 2004. (3) نفس المصدر.  


     

     

     

    ســجــالات تُــــونُــســيّـــة

     

    أثار البيان الصادر عن عدد من التونسيين المقيمين في الخارج الذي نُشر في عددنا المؤرخ يوم 30 ماي 2006 – ولا زال – الكثير من ردود الفعل. ونحن إذ ننشر (أو ننقل من مواقع أخرى) ما يُحبره المؤيدون والمعارضون للبيان، فإننا لا نرمي إلا إلى إعلام السادة القراء ببعض ما يعتمل هذه الأيام على بعض الساحات التونسية. ومع تفهمنا لغضب أو « زعل » بعض الأخوة المحترمين من بعض ما ننشر أو ننقل فإننا ندعو الجميع إلى التعاطي بأقصى درجات الأريحية والتسامح والتفهم مع أسلوبنا في إعلام الجمهور التونسي العريض مع التأكيد مجددا على أننا لا نقف في هذه « المواجهة » أو « المعركة » مع أي كان. فدورنا يقتصر على الإعلام وإيصال المعلومة فقط.

     

    هيئة تحرير « تونس نيوز »

    5 جوان 2006

     
     

    لفت انتباه

     

    بسم الله الرحمان الرحيم

    والصلاة و السلام على صاحب القدر العظيم و الخلق الكريم

     

    إلى الأخوة أسرة تحرير تونس نيوز:

     

    السلام عليكم و رحمة الله و بعد،

     

    في البداية لا يسعني إلاّ أن أثمّن جهودكم و اشكر الله لكم سعيكم في المحافظة على هذا المنبر الذي أصبح بدون مبالغة مرجعًا لكلّ باحثٍ عن المعلومة « المطموسة » أو الغائبة في غيره من مسائل الإعلام، غير أنّي أسمح لنفسي أن أوجّه إليكم عتابًا أرجو أن يتّسع صدركم له و ذلك بفتحكم هذا المنبر لبعض الأقلام الصفراء التي تختفي بكلّ جبن كلّ مرّة تحت أسماء مستعارةً و أحيانًا سخيفة مختصّةٌ في البهتان و التّزوير و الغمز و اللّمز والسّباب متجاوزةً كلّ حدود الأخلاق.

     

    ـ فلئن تفهّمنا قبولكم بالسّماح لنشر بعض المواضيع ذات القيمة بأسماءٍ مستعارة حتى يتجنّب أصاحبها أيّ إحراج أو مضايقات ـ داخل حدود الوطن و خارجه ـ فإننا لا نفهم هذا التساهل مع بعض الأسماء السّخيفة لنشر بعض المواضيع التافهة تفاهة أصحابها أو تفاهة من يقف ورائها، قصد الإيذاء والنّيل من كلّ ذي رأيٍ صريح يريد أن يكون صادقًا و نزيهًا مع نفسه و مع إخوانه و يتجشّم في ما يكتب مسؤوليته بكلّ شجاعة و أمانة. فقد أصبح سماح الأخوة القائمين على هذا المنبر لهذا « الرهط » بشتم الناس وإهانتهم، هو بمثابة عقاب لكل الذين يُحاولون إثراء هذا المنبر، و لشجاعتهم على الكتابة تحت أسمائهم الحقيقية..والذين بالمناسبة، أحييهم و أحيّيي جهودهم حتى وأن يُخالفونني في الرأي والتفكير و أخالفهم. فلا ضير في ذلك طالما هذا الخلاف يدور داخل حدود الآداب.

     

    ـ أردتُّ بهذا أن ألفت انتباهكم بكلّ أسف لنشركم مقالاً لمن سمّى نفسه « تونسي و ½ » تحت عنوان « البيان الأغرّ » وهو منقول من إحدى المنتديات الافتراضية، فقد سمح لنفسه هذا المجهول بأن يعتدي على البيان الحقيقي المنشور على موقعكم الموقر بتاريخ 29/05/2006 تحت عنوان « من أجل مأساة طالت » بأن يُغيّر شكل الأسماء و يعمد بعد ذلك  بكلّ سفاهةٍ إلى إبدال البريد الإلكتروني الأصلي الذي وضعته لجنة البيان، بعنوان آخر تهكّمي، قصد التّضليل و اللُّبس على النّاس…

     

    ـ ففي كل مرة يبدأ الحوار شيّقا ومثمرا على صفحات هذا الموقع، فلا تلبث هذه الأقلام الصفراء السخيفة أن تتسلل تحت ستار الأسماء المستعارة لتشتم هذا أو تسب ذاك، فينحرف بذلك الحوار عن مساره المفيد و ينقلب إلى تهريج و تبادل اللكمات التي لن يستفيد منها إلا المتربصون من كل ناحية، أو هؤلاء المثيرين لنار الفتنة في كل موقع قصد ترذيله و توسيخه حتى لا يعود صالحا لكل ذي عفة و شهامة. 

     

    ـ فهل يليق أيّها الأخوة بان يُنشر هكذا تُرّهات و صبيانياتٍ ـ تُبرهن على مستوى أصحابها ـ  على موقعكم المحترم و المسؤول؟ هل يليق كذلك بموقعٍ يُحظى بالاحترام و المصداقية من لدن القرّاء أن يُعيد نشر بعض الأراجيف لبعض المواقع المشبوهة والمتخصّصة في البهتان و هتك أعراض النّاس؟ وما يُؤسفني أكثر أنّ الأخ عبد الحميد العدّاسي قد وضع يده في هذه « المزابل » ليُعيد نشر بعض ما فيها حرفيّا برائحته الخبيثة، فيكون بذلك قد أوقع نفسه ـ دون أن يشعر ـ في الدّعاية لها و التّعريف بها.. حتى و أن كان القصد منه شريفا..

     

    أيّها الأخوة الكرام، إنّ الله قد خصّكم في هذا المجال بتغيير المنكر بأيديكم دون غيركم وذلك بمنع كلّ ما يخالف الخلق الإسلامي الرّفيع وأخلاق المهنة من جهة، ومن جهة أخرى الدّفاع عن حريّة الكلمة المسؤولة وأعراض من يتحمّلون مسؤوليتها مهما كانوا.     

     

    محمد العماري

    باريس، في 5 جوان 2006


     

    بسم الله الرحمن الرحيم

    متى يسقط الصنم

    د. عبد السلام الأسود: 05-06-06

     

    الرد على بيان 30 ماي الشهير كان ويكون بمقال مستقل لا بهذا الشكل المنحط الذي صدر في عددكم بتاريخ 04-06-06 . ثم وهو الأهم كان يجب التوقف عند الإمضاءات، فلا تعليق على أسماء أمضى أصحابها على البيان أو تشويه لعنوان الاتصال على النت، كل هذا خروج على حدود الأدب وهو كذالك خروج عن حدود العمل السياسي. و لعلّ كاتب هذه اللخبطة يكون ممن تعود ذلك.

     

    إنّ نشر هذا المقال على منتدى حوار.نت لا يمكن أن يُقبل ولكن يمكن أن يَمر لأنه موقع بدون تدخّل، بدون « مديتار ». أمّا أن تنشره تونس نيوز أو غيرها، وعذرها أنها وضعت وصلة المقال فذلك ما لا أرضاه لها أبدا.

     

    يمكن أن نجد عذرا لصاحب المقال في اختياره التعليق على البيان بهذا الشكل في عجزه على كتابه نص متكامل يتحمل مسؤوليته فيه. فهو يعاني ضعفا ملحوظا في اللغة، و ضعف أخر جعله لا يمضي باسمه. فجمع كاتب التعليق « التقية » بتخفيه عن الأنظار و »عصمة الأمام » بذبّه عن قيادة الحركة فيكون دورنا أن نشهد له انه من شيعة حركة النهضة لعل ذلك يوافق قصده فالله وحده يعلم السرائر.

     

    لقد أزعجه في البيان أن نقول نختلف معكم.. أزعجه كذلك أن نقول أن أداء قيادة حركة النهضة سلبي جدا رغم مراعاة ظروف التخفيف عند هذا الحكم. رغم كل ذلك يبقى أداء قيادة حركة النهضة سلبي جدا، و لا حول و لا قوة إلا بالله!!  و لن أدعوك لشرب البحر و لا لشيء أخر يذهب العقل، و لكني متأكد أن الطهر الثوري كذلك لن يحررك مما أنت فيه.

     

    البيان قال ما قاله كثير من العقلاء فرادى فذهب أدراج الرياح، و اليوم نسجل بعض هذه المواقف مجتمعين حتى نشهد على الناس أجمعين. أما الاتصالات المكثفة و الضغط بكل أنواعه على أبناء الحركة لمقاطعة البيان فهو تمام الحجر على عقول الناس. ولن يغير من الأمر شيء فالبيان قد صدر!

     

    لقد كتب أحد الأخوة الكرام (السيد فتحي عبد الباقي) مقالا بتاريخ 26-10-2004 على صفحات تونس نيوز، قال فيه:  » أن تبادر النهضة للقيام بنشر نقدها الذاتي و تعترف  بأخطاء البعض من قياداتها  وتتوقف عن إذلال قواعدها ( بالجري  وراء سراب ما يسمّى باليسار المتآمر)  والبحث جادّة عن حلّ  مع السّلطة ». (1)، وهنا أحييه فقد عبّر بصوت عال عما يخالج الكثيرين !!

     

    (1) تونس نيوز، العدد 1620 بتاريخ 26 أكتوبر 2004

     


    طال عليهم الأمد فهرولوا

     

    علت أصوات من هنا وهناك تتداعى حنينا للعودة إلي تونس وتحض عليها مجملة مزينة الحال هناك حاملة على كل من يرى غير ما ترى.

     

    أصوات كانت منذ عهد قريب ترتدي عباءة المهاجرين الفارين بدينهم هربا من لأواء العهد الجديد، ماضين في كل ناد يتباكون على الإسلام وأهله في تونس، مستعيذين من شر وظلم وقهر الجنرال وعصابته.

     

    لكن يبدو أن الحال في تونس قد غدت حلوة خضرة في عيونهم وظهر لهم غير ما كانوا يرون من قبل، وطال عليهم عهد الهجرة وبلاؤها فولوا وجوههم شطر قصر قرطاج، فغدوا يزورون بديع البيان ومحاسن الكلام يطرقون به الأبواب، وقد زاد في لهفتهم الخبر أن الأبواب ستفتح لهم، وسيستقبلون بالأحضان، فهم أهل الحظوة سيكونون، والعهد عهد العفو عما مضى.

     

    هكذا تتراءى الصورة وهكذا يريدونها، لكننا نتذكر هجرة  الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وصحبه وقد عاد وولى عن هجرته بعض من هاجر قبله ومعه.

     

    فليس القوم أول من ولى وتولى، فالقول لهم وفي حالهم عين ما جاء في صحيفة صلح الحديبية، والله المستعان على أمرهم.

     

    فالحذر الحذر من الفتانين، والله نسال أن يحفظنا ويثبتنا ولا يزيغ قلوبنا،

     

    وإننا نربأ بكل من كانت هجرته لله أن يحبط عمله بعد طول جهد وعناء وصبر، فالمصابرة المصابرة والله ممكّن لدينه وأهله في تونس ولا ريب.

     

     محمد سعيد

    خميس قشة

    محرز الكريمي


    وصلنا المقال التالي من السيد رياض الحجلاوي:

     

    بسم الله الرحمن الرحيم

     

    لا تزال ثلة من أبناء تونس البررة تقبع في غياهب السجون سيئة الذكر مثل برج الرومي والهوارب و9 افريل وصفاقس وغيرها وهم صابرون محتسبون يضربون لنا الأمثلة في التربية والتشبث بهذه الحركة المباركة و لم تثن هذه السجون رغم طول المدة من عزائمهم و لم يتملقوا للظالمين و لم يخونوا ربهم و بلدهم ولا حركتهم  » فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا  » .

     

    مع هذا الصبر ورغم المدة الطويلة التي تزيد عن عقد ونصف أبلت الحركة البلاء الحسن في الدفاع عنهم و التعريف بقضيتهم في كل المحافل الدولية والإقليمية رغم ضخامة الدعاية الإعلامية والدعم الدولي والصهيوني للنظام الظالم في تونس. لم تستطع هذه الجهود الخبيثة عزل حركتنا بل على العكس من ذلك كسبت الحركة مساحات محترمة في نسيج المنظمات و المؤسسات الحقوقية. فقد صدرت العديد من التقارير المفصلة التي تصف المظلمة و تفضح ممارسات القمع.

     

    فى هذه الظروف تخرج علينا مجموعة ممن تحسب نفسها على الحركة ببيان مملوء أباطيل يتهم  الحركة بالمتاجرة بقضية المساجين ويبرئ الجلاد الظالم .

     

    رغم اختلافنا في تقييم أداء القيادة فإن هذا البيان يقرأ في النوايا ويشيع أجواء التثبيط والهوان.

    ولو قارن أصحابه أنفسهم بمن هم وراء القضبان و هم صابرون محتسبون رغم معاناة السجن فإنهم سيعرفون أحجامهم.

     

    إنهم ليسوا محاصرين بل أكملوا دراستهم و التحقوا بوظائفهم وبنوا عائلاتهم . ورغم ذالك ضعفت نفوسهم .ولم تدفعهم الحياة الكريمة التي يحيونها إلى تقديم العون لهؤلاء المساجين الذين لم يروا منهم سوى التثبيط و الترذيل.

     

    إن الأخوة المساجين يترقبون منكم العون والإسناد. وستبقى هذه الحركة المباركة محضنا لرعاية الأجيال و تعليمها دينها وسيبقى المساجين يعلمونكم معاني التمسك بالمبادئ ومعاني عزة الإيمان والإسلام رغم كل العذابات .كفاكم ذلا وهوانا و اتركوا أصحاب القضية الحقيقيين يدافعون عن قضيتهم وانه ليعيبكم أن تضعوا الجلاد و الضحية في نفس الدرجة من المسؤولية .

     

    باريس في 5/6/2006

     


    رسالة من أمير المؤمنين الى والي تونس

    أ.فتحي نصري كنت بصدد معالجة موضوع علاقة الحاكم بالمحكوم من خلال  » نهج البلاغــة  » للامام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ، عندما طالعني بيان منشور بتونس نيوز ليوم 30 ماي لبعض الأخوة يحملون حركة النهضة مسؤولية الانسداد السياسي الذي ميز العقدين الأخيرين ، وحز في نفسي نظر الأخوة الموقعين على البيان بعين واحدة ، وليتها كانت عينا موضوعية ، وقد كفاني الشيخ الفاضل الهادي بريك مسؤولية الرد حتى لا أكون شاهد زور، وهذه الرسالة بما تحمله من رمزية تتجاوز الزمان والمكان ، والفقرات الواردة بين ظفرين مقتطفة من خطب ورسائل الامام علي بن أبي طالب مع بعض التصرف ، وحتى يكون لبيان الأخوة بعض من الإنصاف أقترح عليهم التوقيع على هذه الرسالة وإرسالها إلى من يهمه الأمر: من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الى والي تونس زين العابدين بن علــي أما بعد، فقد بلغني عنك أمور عدة تشيب لها الولدان ، وتقشعر لها الأبدان ، ويهتز لها عرش الرحمان ، فان كنت فعلتها فقد أسخطت ربك وأخزيت أمانتك ، وقد كثرت شكاوى العامة والخاصة ، وتذمر المشتغلين بالسياسة ، والقضاة ، والمدافعين عن العـــدل ، والعلمــــاء ، وطلاب العلم  » واني أخاف أن يقال أني وليت متسلطا من الطواغيت ، محترفا للنهب ، متبعا لأهوائه وقد بلغني أيها الوالي أنك  » اتخذت الشيطان لأمرك ملاكا ، واتخذك شريكا ، فباض وفرخ في صدرك ، ودب ودرج في حجرك ، فنظر بعينيك ، ونطق بلسانك ، فركب بك في الزلل ، وزين لك الخطل ، فعل من قد شركه الشيطان في سلطانه ، ونطق بالباطل على لسانه فاعلم يا زين العابدين  » ان أفضل عباد الله عند الله امام عادل ، هدي وهدى ، فأقام سنة معلومة ، وأمات بدعة مجهولة ، وان شر الناس عند الله امام جائر ضل وضل به ، فأمات سنة مأخوذة ، وأحيى بدعة متروكة ، واني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يؤتى يوم القيامة بالامام الجائر وليس معه نصير ولا غادر ، فيلقى في نار جهنم فيدور فيها كما تدور الرحى ، ثم يرتبط في قعرها وقد بلغني فيما بلغني أنك سفكت دماء بغير حق  » فاياك والدماء وسفكها بغير حلها ، فانه ليس شيء أدنى لنقمة ولا أعظم لتبعة ، ولا أحرى بزوال نعمة ، وانقطاع مدة ، من سفك الدماء بغير حقها ، والله سبحانه مبتدىء بالحكم بين العباد فيما تسافكوا من الدماء يوم القيامة ، ولا تقوين سلطانك بسفك دم حرام ، فان ذلك مما يضعفه ويوهنه ، بل يزيله وينقله ، ولا عذر لك عند الله ولا عندي في القتل العمد لأن فيه قود البدن لقد أخلفت وعدك أيها الوالي اذ قلت يوم توليك لا ظلم بعد اليوم ، أما وقد أعلمني من أثق فيهم أنك جعلت الظلم سمة حكمك ، فسجنت بغير ذنب وأطلت السجن ، وحبست بغير حجة وأسرفت في الحبس ، ورفضت العفو وحاربت الله  » فلا تنصبن نفسك لحرب الله ، فانه لا يدى لك بنقمته ، ولا غنى بك عن عفوه ورحمته ، فلا تندمن على عفو ، ولا تبجحن بعقوبة ، ولا تقولن اني مؤمر أمرا فأطاع ، فان ذلك أدغال في القلب ، ومنهكة للدين فاعلم يا زين العابدين  » ان أفضل قرة عين الولاة استقامة العدل في البلاد ، وظهور مودة الرعية ، وليكن أحب الأمور اليك أوسطها في الحق ، وأعمها في العدل ، وأجمعها لرضى الرعية … ولئن أمهل الظالم فلن يفوت أخذه وهو له بالمرصاد على مجاز طريقة ، وبموضع الشجا من مساغ ريقه وقد بلغني أيها الوالي أنك اضطهدت العلماء وأقعدتهم مكانا دنيا ، وقد أرسل الي العالم الجليل المنصف بن سالم المحبوس ببيته يشكو ظلمك وجورك وانقطاع الزاد عنه وعن أهله ، وقد كنت كتبت اليك عند توليك ان  » اكثر مدارسة العلماء ، ومناقشة الحكماء في تثبيت ما صلح عليه أمر بلادك ، واقامة ما استقام به الناس قبلك  » فاتق الله في العلماء فانهم ورثة الأنبياء وقد علمت أنك اخترت للقضاء من يأتمرون بأمرك ، وأبعدت من رفض الانصياع لهواك ، فعزلت القاضي العدل المختار اليحياوي ، وقد أمرتك من قبل  » بأن تختار للحكم بين الناس أفضل رعيتك ممن لا تضيق به الأمور ، ولا تحكمه الخصوم ، ولا يتمادى في الزلة ، ولا يحصر من الفىء الى الحق اذا عرفه ، ولا تشرف نفسه الى طمع ، وأوقفهم في الشبهات ، وآخذهم بالحجج ، وأصرمهم عند اتضاح الحكم وقد بلغني يا ابن علــي أنك وزرت وزراء سوء  » فاعلم ان شر وزرائك من كان للأشرار قبلك وزيرا ، ومن شركهم في الآثام فلا يكونن لك بطانة ، فانهم أعوان الأثمة ، واخوان الظلمة  » وقد قربت أصهارك وعشيرتك وأطلقت يدهم في البلاد والعباد  » فانصف الله ، وانصف الناس من نفسك ومن خاصة أهلك ، ومن لك فيه هوى من رعيتك ، فانك ألا تفعل تظلم ، ومن ظلم عباد الله كان الله خصمه دون عباده ، ومن خاصمه أدحض حجته ، وكان الله له حربا حتى ينزع أو يتوب ، وليس شيء أدعى الى تغيير نعمة الله وتعجيل نقمته من اقامة على ظلم ، فان الله سميع دعوة المضطهدين ، وهو للظالمين بالمرصاد … وان للوالي خاصة وبطانة فيهم استئثار وتطاول وقلة انصاف في معاملة ، فاحسم مادة أولائك بقطع أسباب تلك الأحوال ، ولا تقطعن لأحد من حاشيتك وخاصتك قطيعة ، والزم الحق من لزمه من القريب والبعيد ، واقعا ذلك من قرابتك وخاصتك حيث وقع وقد بلغني أيها الوالي أن أعوانك دنسوا كتــــاب الله في السجـــون ، واستباحوا أعــــراض المسلمات ، ونزعوا حجابهن وروعوهن ، وحرموهن من تحصيل العلم وهو فريضة  » فكان الرجل منهم يدخل على المرأة المسلمة فينتزع منها حجلها وقلائدها ورعثها ما تمتنع منه الا بالاسترحام ، فينصرف وافرا ما نال منه كلــم ولا أريق له دم … والله لا يزالون حتـــى لا يدعوا لله محرما الا استحلوه ، ولا عقدا الا حلوه ، وحتى لا يبقى بيت مدر ولا وبر الا دخله ظلمهم ، ونبا به سوء رعيهم ، وحتى يقوم الباكيان يبكيان ؛ باك يبكي لدينه ، وباك يبكي لدنياه فاعلم يا زين العابدين أن أخبار أصهارك من استعلاء ونهب لأموال الرعية غير خاف علينا ، وقد جعلت بيت المال الذي هو ملك للمحرومين ضيعة لك ولأهلك ، وشيدت من عرق الجياع والفقراء قصورا فخمة ، وكنزت الذهب والفضة والأمــــوال التي لا تعد ولا تحصــــــى ، وقد  » بلغني أنك جردت الأرض فأخذت ما تحت قدميك ، وأكلت ما تحت يديك ، فارفع الي حسابك ، واعلم أن حساب الله أعظم من حساب الناس ، فاتق الله واردد الى القوم أموالهم ، فانك ان لم تفعل ثم أمكنني الله منك لأعذرن الى الله فيك ، ووالله لو أن الحسن والحسين فعلا مثل ما فعلت ما كانت لهما عندي هوادة حتى آخذ الحق منهما … ان هذا المال ليس لي ولا لك وانما هو فيء للمسلمين ، فجناة أيديهم لا تكون لغير أفواههم … ألا وان اعطاء المال في غير حقه تبذير واسراف ، وهو يرفع صاحبه في الدنيا ويضعه في الآخرة ، ويكرمه في الناس ويهينه عند الله واشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبة لهم ، واللطف بهم ، ولا تكونن عليهم سبعا ضاريا تغتنم أكلهم وقد بلغني أنك أكثرت من الواشين والعسس ، وأخذت الناس بالشبهة ، وقربت المنافقين والمتزلفين  » وليكن أبعد رعيتك منك وأشنأهم عندك أطلبهم لمعايب الناس … واطلق عن الناس عقدة كل حقد ، واقطع عنك سبب كل وتر ، وتغاب عن كل ما لا يصح لك ، ولا تعجل الى تصديق ساع ، فان الساعي غاش وان تشبه بالناصحين  » فأحذرك يا ابن علي  » انه لا سواء امام الهدى وامام الردى ، وولي النبي وعدو النبي ، ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اني لا أخاف على أمتي مؤمنا ولا مشركا ، أما المؤمن فيمنعه الله بايمانه ، وأما المشرك فيقمعه الله بشركه ، ولكني أخاف كل منافق الجنان ، عالم اللسان يقول ما تعرفون ويفعل ما تنكرون فماذا تريد يا والي تونس  » أتريد أن تحول أهل هذا الزمـــان ذئابا ، وسلاطينـــه سباعـــا ، وأوساطه أكالا ، وفقراؤه أمواتا وقد بلغني يا زين العابدين أنك واليت أقواما همهم الدنيا ، واضعاف ديار الاسلام ، فساسوك كما سست رعيتك ، وحالفت من غدروا بالاسلام يوم الأحزاب واتبعت كبيرهم  » فجعلت دينك تبعا لدنيا امرىء ظاهر غيه ، مهتوك ستره ، فاتبعت أثره وطلبت فضله ، اتباع الكلب للضرغام ، يلوذ بمخالبه وينتظر ما يلقى اليه من فضل فريسته ، فأذهب دنياك وآخرتك ، ولو بالحق أخذت أدركت ما طلبت …فخشيت ان لم تنصر الاسلام وأهله أن ترى فيه ثلما أو هدما تكون المصيبة به أعظم عليك من فوت ولايتكم التي هي متاع أيام قلائل ، يزول منها ما كان كما يزول السراب ، أو كما يتقشع السحاب ومن أشد ما بلغني أنك جعلت ولايتك قياس عمرك ، واعتبرت الرياسة هدفا ومأمنا ، والله ان الحكم سراب وخيال لا يرغب فيه رجال الله أبدا ، ولا ينظرون اليه نظرة الثبات والاستقرار « أما والذي فلق الحبة ، وبرأ النسمة لولا حضور الحاضر ، وقيام الحجة ، وما أخذ الله على العلماء أن لا يقاروا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم ، لألقيت حبلها علـــــى غاربها ، ولسقيت آخرها بكأس أولها ، فالدنيا أزهد عندي من عفطة عنز واذكر يا زين العابدين اني لما وليتك أمر تونس قلت لك اجعل نعلك أحب اليك من كرسيك ، الا أن تقيم حقا أو تدفع باطلا  » فانه لا ينبغي أن يكون الوالي على الفروج والدماء والمغانم والأحكام وامامة المسلمين البخيل فتكون في أموالهم نهمته ، ولا الجاهل فيضلهم بجهله ، ولا الجافي فيقطعهم بجفائه ، ولا الحائف للدول فيتخد قوما دون قوم ، ولا المرتشي في الحكم فيذهب بالحقوق ويقف بها دون المقاطع فاعلم يا والي تونس  » ان البغي والزور يوتغان المرء في دينه ودنياه ، وقد علمت انك غير مدرك ما قضى فواته ، فاحذر يوما يغتبط به من أحمد عاقبة عمله ، ويندم من أمكن الشيطان من قياده فلم يجاذبه  » فقد غرتك الجوائز والنياشين ، وتملق المنافقين والنافخين  » فايـــاك والاعجاب بنفسك ، والثقة بمايعجبك منها ، وحب الاطراء ، فان ذلـــك من أوثق فـــرص الشيطان في نفسه ، يمحق ما يكون من احسان المحسنين  » وقد علمت أنك قربت اليك من اعتاد الذل والخنوع ، ومدح الحكام وتملقهم ، واتخذته ناطقا باسمك ، وسميتـــه برهانــــا والبرهان منه براء ، فقد قال صلى الله عليه وسلم « أحثوا التراب في وجوه المداحين فاسمع يا زين العابدين بن علي وتبصر  » فاذا أحدث لك ما أنت فيه من سلطانك أبهة أو مخيلة ، فانظر الى عظم الله فوقك ، وقدرته منك على ما لا تقدر عليه من نفسك ، فان ذلك يطامن اليك من طماحك ، ويكف عنك من غربك ، ويفيء اليك بما عزب عنك من عقلك ، واياك ومساماة الله في عظمته ، والتشبه به في جبروته ، فان الله يذل كل جبار ، ويهين كل مختال … واعلم أن الوالي اذا اختلف هواه منعه ذلك كثيرا من العدل ، فليكن أمر الناس عندك في الحق سواء ، فانه ليس في الجور عوض من العدل ، فاجتنب ما تنكر أمثاله ، وابتذل نفسك فيما افترض الله عليك ، راجيا ثوابه ، ومتخوفا عقابه ولك يا ابن علي في أنبياء الله أسوة حسنة ، فقد كانوا حكاما بلا عروش ولا تيجان ، نشأوا في أسر مستضعفة ، فواسوا المستضعفين ، وخضعوا لرب المستضعفيــــن ، فتأمل فـــي سيرهم  » فقد كان موسى كليم الله يأكل بقلة الأرض ، ولقد كانت خضرةالبقل ترى من شفيف صفاق بطنه لهزاله وتشذب لحمه … وكان داود صاحب المزامير وقارىء أهل الجنة يعمل سفائف الخوص بيده ويقول لجلسائه أيكـــم يكفيني بيعهـــا ؟ ويأكل قـــرص الشعيـــر مـــن ثمنها …وكان عيسى بن مريم يتوسد الحجر ، ويلبس الخشن ، ويأكل الجشب ، وكان ادامه الجوع ، وسراجه بالليل القمر ، ولم تكن له زوجة تفتنه ، ولا ولد يحزنه ، ولا مال يلفته ، ولا طمع يذله ، دابته رجلاه ، وخادمه يده … وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل على الأرض ، ويجلس جلسة العبد ، ويخصف بيده نعله ، ويرقع بيده ثوبه ، ويركب الحمار العاري وفي ختام رسالتي آمرك بتسريح المساجين وانصافهم ، ورد المظالم ، وتكريم العلماء ، وتبجيل القضاة،  » واستعمل العدل ، واحذر العسف والحيف ، فان العسف يعود بالجلاء ، والحيف يدعو الى السيف . (المصدر: صحيفة « الوسط التونسية » الألكترونية، مساء الأحد 4 جوان 2006) 

     


    في ازمة الرابطة ومخارجها

    ابراهيم عبد الصمد لن اتحدث اطويلا  عن الذين  تسببوا في القضايا التي رفعت ضد الرابطة من فصيلة الملولي وبن يونس وبقية الدساترة الذين ارتضوا الوصول لحل وسط ثم تراجعوا تحت تاثير ادارة التجمع ومراكز القوى.

    فهؤلاء لم يكن لهم مكان في الرابطة اصلا ولا يمكن ان يقع التعامل معهم الان   سوى بطريقة لجان النظام وسحب الانخراط وتجميد العضوية..وهم لن يخسروا شيئا لانهم لا يؤمنون اصلا بالرابطة  وحتى الذي مكنهم من انخراط في عهد سابق كان يفعل ذلك لحسابات  انتخابوية بحتة. فهل يمكن ان يقنعنا انسان واحد ان المسمى الملولي مناضل حقوقي وهو يعربد يوميا في القنوات المشبوهة والصحف الصفراء  من نوع الشروق والصباح ينعق حول الاموال الاجنبية والرحلات الى الخارج ونسي انه رجع من رحلته الافريقية على كاهل الرابطة محملا بالهدايا للغواني  اللاتي يسامرهن في مطاعم اخر الليل في العاصمة..كل ذلك من رحلته الحقوقية والتي مثل فيها الرابطة التي يسبها الان ويشتم رجالاتها ومناضلاتها…
    هل ان الشاذلي بن يونس المحامي تمكن يوما ما من تنفيذ احكام موكليه العالقة لانه لم يقع تمكينه من عونى امن لتنفيذ تلك الاحكام…فكيف تطوعت مجموعات   ضخمة من رجال الامن بالزي وبدون زي لتنفيذ  حكم تحصل عليه محام فاشل ضد الرابطة…
    هؤلاء يذكروني بالتيجاني عبيد ايام تنصيب قيادة على راس اتحاد الشغل في السبعينات وقد استعملهم بورقيبة يومها  لضرب الشرعية النقابية ولما فشلت العملية ورفضها العمال والنقابيون  واجبرت السلطة على الاذعان ذاب التيجاني عبيد وعصابته ومات  نسيا منسيا..
    هل يسوى الملولي وبطانة الاشرار التي تتبعه اكثر من شرفاء الاتحاد سابقا..لا اظن والملولي نفسه يعرف ذلك…
    اما هيئة الرابطة فكان من المفروض ان تستقرء الواقع السياسي باكثر حرفية وتتعرف على المزالق  والتناقضات وطبيعة السلطة والمرحلة حتى تتمكن من اجتياز الدروب الخطيرة..فهذه الصورة الحالية موجودة منذ فيفري 2002 وكل المؤشرات كانت تدل على الوصول للمستنقع ومشروع السلطة كان واضحا منذ القضية الاولى والممثلون كانوا جاهزين منذ نهاية المؤتمر الخامس وكان لا بد من السير بطريقة اخرى للوصول بالرابطة الى شاطئ الامان..ولا اخفي سرا حين اقول ان الرابطة قد حملت اكثر من طاقتها  وقد ساهم الجميع في ذلك وقد ادت الوضعية الى شلل العمل الرابطي والحصار المطبق على انشطتها وعزل قيادتها عن منظوريها وتجمد الفعل الرابطي في  اغلب الجهات الداخلية وتخلف الاعلام الرابطي كثيرا مما جعلنا كمنخرطين في داخل الجمهورية نتمسك بشرعية قيادتنا دون التمكن من  ربط الصلة بها تماما او التفاعل مع مقرراتها..ولعبت اغلب هيئات الفروع دورا سلبيا وتخفت وراء قرارات غلق المحلات وكان اللقاء مع المنخرطين استحال  خارج المقرات القليلة..وعندما تدوم وضعية الانخرام الهيكلي سنوات تصاب المنظمة بالشلل التام…وهذا ما حصل بالضبط لرابطتنا وادى فيما ادى الى حالة فروع لم تجتمع منذ انتخابها سنة 2002 واصبحت بالتالي متجاوزة لمدتها القانونية مثلها مثل الهيئة المديرة..فماذا نفعل الان…هل نجدد الهيئة المديرة ام هيئات الفروع المجددة والمجمدة والمدمجة والمنقسمة….
    ان انتظار معجزة من السماء ليس حلا..ولا بد من اطلاق  حوار عام مفتوح على كل الاحتمالات وتشريك المناضلين الحقوقيين ومنخرطي الرابطة واصدقاءها في نقاش هادئ ورصين للبحث عن حلول لكافة الاشكالات العالقة.ومثلما قال الصديق الطريفي لا بد من ترك ابواب الحوار مع السلطة مفتوحا لان الرابطة لا يمكن ان تمارس عملها القانوني غصبا في وضع هيكلي هش وانخرام تنظيمي بلا حدود..
    ان الخروج من الوضع الحالي يتطلب تظافر جهود جميع ابناء الرابطة وقدماء قيادييها ومناضلي الحرية والحركة التقدمية في البلاد…ولن يفيدنا الا قليلا ما يقوم به اصدقاء الرابطة في خارج الحدود..فجهدهم لا معنى له اذا كان مجهودنا في الداخل  منعدما او يكاد…وليست بيانات المنظمات الصديقة في العالم-على اهميتها-هي التي تخرج الرابطة من  وضع الشلل..وليست النصوص النارية التي تطبخ في مكاتب  لندن وتسوق الينا  كانها اوامر عليا وهي في الواقع ليست سوى محاولات فاشلة لتيارات ظلامية متخلفة تريد الركوب على من يتحرك داخل البلاد  وتوظيفه لمصلحة السلفيين وحلفاءهم…فالرابطة التونسية لحقوق الانسان اكبر من ان تكون في ايدي السلطة ضد الغنوشي  وارفع وانظف وارجل واروع واقمش من ان تكون   في ايدي الغنوشي ضد السلطة….


     
    حجـــاب (*) علموها ثم حجبوا العلم عنها بعيدْ تنادوا لقد حررنا المرأة، ثم اعتقلوها من جديدْ قالوا لها التاريخ ظلمك، أجدادك ظلموك.. سنكون محاميك…سنجعل أيامك عيدْ ـ . ـ . ـ . ـ . ـ . ـ كانت على الفطرة تعيش, صدّقت حديثهم، رأته رأيا سديدْ فخرجت إلى الشارع وطرقت ديار العلم تهتف هل من مزيد هل من مزيدْ… وقفوا لها بالمرصاد وأغلقوا الأبواب حتى لا تستزيدْ حتى لا يتعرّى الاستبداد ويبقى بورقة التوت سعيدْ ـ . ـ . ـ . ـ . ـ . ـ لن أكون كجدتي أخرجوها من التاريخ حبسوها في بيت من حديدْ حجابي حريتي حجابي وطني إنما آوي إلى ركن شديدْ ـ . ـ . ـ . ـ . ـ . ـ قولوا للوطن الحبيب أني إنسان كرمه الله وليدة ووليدْ الكل أمام الله واحد إما شقي أو سعيدْ إنما أريد حريتي فلستم شيوخا ولستُ المريدْ فمتى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ليسوا عبيدْ! بقلم : مواطــن
    (*) بعدما رفضت بعض الجامعات التونسية السماح للطالبات المتحجبات بإجراء امتحاناتهن إلا بعد خلع حجابهن.( موقع إسلام أون لاين.نت ماي 2006)
    المصدر: ركن خواطــر موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net
     

     
    في حاجة الى مساعدات مادية ومعنوية

    مئات المواليد خارج إطار الزواج.. يرفضون أن يكونوا مجرد أرقام على أسـرّة

    «ثلاثة الاف دينار يقع تخصيصها شهريا لدفع اجور او منح العاملات الظرفيات.. ومنذ شهرين بلغ الرقم 4 الاف دينار وهو مبلغ ضخم تنوء ظهورنا بحمله ولا نكاد نقدر عليه الا بشق الانفس.. لذلك سنلجأ الى اقامة حفل خيري يوم الاحد القادم 11 جوان حتى نحصل على أكثر ما يمكن من الهبات نقدا او عينا التي يعود ريعها لفائدة هؤلاء الاطفال الضحايا» بهذه العبارات بدأ تصريح السيدة مارتين الزواش رئيسة جمعية اصدقاء المعهد الوطني لرعاية الطفولة بمنوبة لـ «الاسبوعي» وقد صادفت زيارتنا للجمعية عملية دفع منح ثلة من العاملات شبه المتطوعات لتقديم الرعاية والخدمة لاعداد من الاطفال الصغار الفاقدين لوسطهم العائلي الاصلي. الاموال اموال الجمعية بينما المفروض ان يتولى المعهد نفسه هذه المهمة، وهو المكلف اساسا بتوفير ما امكن من الحنان والبسمة والفرحة لنحو 400 من نزلائه المولودين خارج اطار الزواج، من ضمنهم حوالي 200 طفل مقيم بالمعهد وبينهم عدد من المعوقين، نحو 200 اخرين موجودين في عائلات حاضنة وفيهم معوقون ايضا. حلول مؤقتة هؤلاء ولدوا في المستشفيات العمومية حيث تمضي الام وثيقة في التخلي المؤقت عن مولودها، حتى توضب امورها ان استطاعت او التخلي النهائي عنه. ويبقى الرضيع في المعهد حتى تسترجعه ثانيا امه العزباء او يوضع في عائلة استضافة كحل مؤقت ومحدود لمأساته الصامتة. مقابل تلك الحظوة يدفع في الشهر الواحد 100 دينار عن الطفل «العادي» و120 دينارا عن المعوق ويمكن جمع اثنين في ظل عائلة واحدة، غالبا ما تكون منتمية الى العائلات المتواضعة، وكثير منها موجودة بمنطقة وادي الليل. حوالي الفي طفل من هذه الفئة امكن احصاؤهم وتوفير الرعاية لهم جاؤوا الى الدنيا كثمار لعلاقات غير سليمة، بما فيها ما يحصل احيانا بين المحارم وهؤلاء بالذات، تقول رئيسة الجمعية التي التقيناها مع نائبتها ومع امينة المال، يسرع اليهم الذبول واكثرهم لا يعيش كثيرا. قليلات منهن يتخطين المأساة اثناء ثوان معدودة القينا نظرة سريعة وثقيلة ومؤلمة على عدد من «ايتام الحياة» هؤلاء الذين تنتمي اغلب امهاتهم الى مستوى اجتماعي وثقافي متواضع والى جهات شمال ووسط غرب البلاد وبتصنيف تقريبي وفق السيدة مارتين الزواش فان فيهن 5% طالبات و5% اميات تماما و70% ذوات تعليم ابتدائي وبقيتهن نحو 20% تلقين تعليما ثانويا غير مكتمل. بعد حصول «الورطة» تجد 20% تقريبا منهن مساعدة (في خفية من عائلاتهن) ونحو 5% تعدن الى العائلة بعد ايداع الطفل في معهد الرعاية ونفس النسبة (النادرة) تقريبا تنجح في الارتباط بزوج، قد يكون هو والد الطفل ـ الوديعة بينما 70% يتخبطن في صعوبات وعليهن التصرف بلا سند فهناك مشاكل الرفض من الآباء والاخوة الذكور، وبعضهن يتعرضن الى تهديدات شتى ولو مع تسجيل الطفل باسم الاب (احيانا بعد اثبات النسب بطريقة كشف الهوية الجينية). رقم كئيب في سرير وتوجه جمعية اصدقاء المعهد الوطني لرعاية الطفولة نداء حثيثا مفاده ان هذا الواقع القائم والمسكوت عنه في الغالب، لا يستطيع ان يلغي حقوق هؤلاء الاطفال في عائلة وحب وتعليم.. فهؤلاء لم يطلبوا ان يولدوا في مثل تلك الظروف ولا ان يكونوا مجرد رقم فوق سرير. الجمعية مدفوعة الى نفقات باهظة لصالح المعهد رغم ان هذا ليس من صلب مهامها التي تتمثل في مساعدة الامهات العازبات اللائي تسير اعدادهن نحو الارتفاع «فما بين شهري فيفري وماي 2006، تقول رئيسة الجمعية، استقبلنا اكثر من 40 اسما جديدا، وهو ما يترجم تطورا واضحا سواء في العدد بذاته او في الاقبال على خدماتنا». المطلوب اذن تشجيع قيام نظرة من المجتمع احسن تجاه هؤلاء الضحايا وتزكية الحوار داخل الاسرة، فخلال الاسبوع الفارط فقط انجبت فتاة طفلا في مستشفى دون ان تنتبه امها الى ان انتفاخ بطنها طيلة تسعة اشهر لم يكن بسبب كيس مائي مثلما زعمت لها. منير بودالي (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » الصادرة يوم 5 جوان 2006)  


    10 مؤسسات جامعية جديدة بـ9 مدن

    تونس – الاسبوعي علمت «الاسبوعي» أن وزارة التعليم العالي أقرت رسميا إحداث 10 مؤسسات جامعية خلال السنة الجامعية المقبلة 2006-2007 وتتوزع هذه المؤسسات على ست جامعات هي: تونس – جندوبة – سوسة – القيروان – قفصة أما المؤسسات فهي الآتية: – المعهد العالي للدراسات التطبيقية في الانسانيات بزغوان (جامعة تونس). – المعهد العالي للإعلامية بالكاف (جامعة جندوبة). – المعهد العالي للبيتكنولوجيا بباجة (جامعة جندوبة). – المدرسة العليا للعلوم والتكنولوجيا بحمام سوسة (جامعة سوسة). – المعهد العالي للإعلامية بمدنين (جامعة قابس). – المعهد العالي للفنون والحرف بتطاوين (جامعة قابس). – المعهد العالي للرياضيات التطبيقية والإعلامية بالقيروان (جامعة القيروان). – المعهد العالي للدراسات التطبيقية في الانسانيات بتوزر (جامعة قفصة). – المعهد العالي للرياضة والتربية البدنية بقفصة (جامعة قفصة). – المعهد العالي لعلوم وتكنولوجيا الطاقة بقفصة (جامعة قفصة). (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » الصادرة يوم 5 جوان 2006)

     الإنقلابي الموريتاني العقيد « أعل ولد محمد فـال » يسير بثبات على خُطى الزميل التونسي زين العابدين بن علي!!! ويُـفـتـي بلا أدنى حياء :  « ان محاولة تأسيس أحزاب إسلامية في موريتانيا التي هي بلد إسلامي يعتبر في حقيقته خيانة لله تعالي وخيانة الله لا تجوز أبدا ونحن لن نقبلها أيضا  » نرفض سلفية الجهاد وسلفية التكفير وسلفية الكلاشنكوف

    الرئيس الموريتاني يرفض التحزب الإسلامي ويؤكد خلو بلاده من الرق

     نواكشوط ـ القدس العربي من عبد الله السيد: أكد الرئيس الموريتاني أعل ولد محمد فال أنه لن يقبل بتأسيس حزب سياسي اسلامي في موريتانيا لأن مثل هذا الحزب لا معني له في دولة اسلامية شعبها شعب مسلم مئة بالمئة ويتبع مذهبا سنيا واحدا هو مذهب الامام مالك وقوانينها منبثقة من الشريعة الاسلامية ومن الاسلام . وقال في خطاب ألقاه خلال زيارة انهاها أمس الاحد لولاية الترارزة جنوب البلاد ان تسييس الدين غير مقبول في موريتانيا التي تسمي منذ استقلالها عام 1960 الجمهورية الاسلامية الموريتانية . وقال لقد ظهرت في بلدنا قبل سنوات من الآن أفكار جديدة، فقد كنا ولا نزال شعبا مسلما مائة بالمائة وعلي مذهب واحد ودولتنا اسلامية وقوانينها منبثقة من الشريعة الاسلامية غير أنه منذ سنوات ظهر من يطالبون بيننا بحزب اسلامي . وأوضح الرئيس الموريتاني أن ما عرف به الشعب الموريتاني في جميع أنحاء العالم هو أنه لم يسيس الدين قط وهذا ما جعله يتمكن من نشر الدين عبر القارات كلها وهذا ما جعل علماء موريتانيا يتمكنوا من أن يسافروا عبر المغرب وعبر الجزائر وعبر تونس وعبر مصر وعبر الأردن وعبر الحجاز وعبر تركيا دون أن يصمهم أي أحد مهما كان بأن فيهم أية شبهة. ان السبب في كل ذلك راجع الي أننا لم نشهد قط تسييسا للدين (..) لقد كان ديننا قائما علي العلم ولم يكن قائما علي التسيس والعلم له معناه والتسيس له معناه الآخر أيضا. وقال انني اؤكد غرابة المذاهب الجديدة علي مجتمعنا وعلي قيمنا وأعني بذلك المذاهب الجديدة علينا التي تطلق عليها أسماء كثيرة منها السلفية الجهادية والسلفية التكفيرية وسلفية كلاشنكوف وغير ذلك من المسميات ومنها اسلام كذا واسلام كذا.. وأنا أقول لكم أنه لن يقبل في الجمهورية الاسلامية الموريتانية اي حزب اسلامي أبدا ولن تفتح أمامه أية طريق مهما كانت . وأضاف قائلا الاسلام اسلام واحد أما أوصاف الاعتدال والتطرف فالاسلام بريء منها لأن الاسلام في جوهره واحد ونحن لن نقبل بتلك الأوصاف فما نقبله هو الاسلام والاسلام وحده . وقال لقد تعاملنا بالحيلة مع قضايانا الاقتصادية وتعاملنا بالحيلة مع قضايانا الوطنية واليوم يراد لنا أن نتعامل مع الرب سبحانه وتعالي بالحيل والخداع ؛اننا لن نقبل التعامل مع الله بذلك.؛ان محاولة تأسيس أحزاب اسلامية في موريتانيا التي هي بلد اسلامي يعتبر في حقيقته خيانة لله تعالي وخيانة الله لا تجوز أبدا ونحن لن نقبلها أيضا . واضافة لهجومه الشديد علي التيار الاسلامي الموريتاني هاجم الرئيس ولد فال الحركات الناشطة في مجال الغاء الرق، مبرزا أن هدفها هو تشويه سمعة موريتانيا لا غير. وقال مخاطبا نشطاء منظمات الغاء الرق انكم لن تحققوا شيئا من وراء ما تقومون به فالرق قد ألغي في موريتانيا وانتهي أمره وصفقتكم خاسرة لأنكم تراهنون علي العدم . وكان نشطاء هذه المنظمات قد هاجموا الرئيس ولد فال الأسبوع الماضي عندما أعلن أن الغاء الرق شعار سياسي أجوف لا طائل من ورائه. وشدد الرئيس الموريتاني علي أن الرق لم يحدث أن تم تقنينه في موريتانيا فالرق ظهر خلال حالة من الفوضي والتسيب شهدتها البلاد في السابق وليس في ظل دولة ولا سلطة. وقال اننا نعترف أن بلادنا سبق لها أن شهدت نظاما اجتماعيا طبقيا وهذا النظام هو نفسه النظام الطبقي الذي ساد في المنطقة كلها التي نحن فيها وليس نظاما خاصا بنا؛ فليست هناك أية دولة موريتانية قننت الرق أوقبلت بالرق أرجو أن يكون هذا واضحا عندما نتناول مسألة الغاء الرق في موريتانيا. وتحدث الرئيس فال عن الجانب القانوني في الغاء الرق فقال ان المستعمر الفرنسي ألغي الرق عام 1905 وعندما حصلت موريتانيا علي الاستقلال عام 1960 نص الدستور تاريخئذ علي المساواة بين جميع المواطنين دون تمييز، ولم يتم الاكتفاء بذلك فصدر عام 1981 أمر قانوني بالغاء الرق أيضا ثم نص دستور 1991 علي المساواة بين جميع الموريتانيين . وزيادة علي ذلك، يضيف الرئيس فال انتمت موريتانيا لجميع المعاهدات الدولية المناهضة للعمل الاجباري ووقعت علي جميع المعاهدات الدولية الخاصة بالشغل..فمنذ اربعين عاما اذن ونحن نلغي الرق والعبودية ولم نتوقف قط من الناحية القانونية عن الغاء الرق ومع كل هذا يقال لنا الغوا الرق . وأضاف قائلا ان أولئك الذين يواصلون مطالبتنا بالغاء الرق من ناحية الشكل ومن الوجهة القانونية انما يريدون أن تظل هذه القضية مطروحة كشعار.،وبما أنه ليست في موريتانيا مشكلة أبدا تخص الغاء الرق من الناحية القانونية، فان الهدف من هذا الشعار هو أن يظل بلدنا مدانا ومشوها ومتهما بالعبودية مع أنه لا تمارس فيه العبودية ولا وجود فيه للرق . واضاف نعم، هناك ما يسمي آثار الطبقية التي بقيت وهذه الآثار موجودة في جميع المجتمعات بما في ذلك المجتمعات الأوروبية والمجتمعات الأمريكية والدول الافريقية والدول العربية . وقال ان هذه القضية اذن ليست خاصة ببلدنا وليكن الأمر واضحا ويجب ألا نغفل عن هذه الناحية وألا نرضي بتعريض بلدنا للتشويه المستمر وألا نقبل بأن تزرع الضغائن والعقد داخل مجتمعنا ، مضيفا يجب أن تدرك المجموعة التي تطرح هذا الطرح بأنها تشوه بلدنا بما تقوم به وأن طروحاتها لا تنطبق علي بلدنا ولا فائدة فيها؛ونحن لن نقبل بأن يفرض علينا ذنب لم نرتكبه وبأن نؤاخذ بذنب لم نقترفه . (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 5 جوان 2006)
     


    الجزائر: وفاة لكحل عياط المسؤول السابق عن الاستخبارات

    الجزائر – محمد مقدم     أفادت مصادر مطلعة أن القائد السابق لجهاز الأمن العسكري في الجزائر الجنرال لكحل مجدوب عياط (69 عاماً) توفي مساء السبت، في عيادة «Genolier» في جنيف حيث كان يُعالج منذ أسابيع بعد خضوعه لعملية جراحية في القلب. ويعتبر الراحل من بين أبرز الضباط الشباب الذين أرسلتهم جبهة التحرير الوطني خلال الثورة التحريرية لتلقي تدريب في الكليات الحربية العربية، قبل أن يتقلد وظائف رفيعة في الجيش مطلع السبعينات مع تعيينه على رأس قيادة الفرقة الثامنة للمشاة، وهي فرق النخبة، التي كانت ترابض على الشريط الحدودي مع المغرب خلال المواجهات بين الجيش المغربي وقوات جبهة «بوليساريو» في منتصف السبعينات. وتولى لكحل عياط منصب رئيس جهاز الأمن العسكري في تموز (يوليو) 1981 خلفا للعقيد يزيد زرهوني المسؤول السابق عن هذا الجهاز، ورقي إلى رتبة جنرال بمجرد استحداث هذه الرتبة في الجيش الجزائري العام 1986. وتولى عملية إصلاح وإعادة تنظيم جهاز الأمن الوطني في تشرين الأول (أكتوبر) 1987 بعد قرار الرئيس السابق الشاذلي بن جديد حل جهاز الأمن العسكري حيث عُيّن على إثرها في منصب المندوب العام للوقاية والأمن – وهي التسمية الجديدة لجهاز الأمن العسكري – إلى غاية أحداث «الخريف الأسود» في تشرين الأول 1988 والتي راح ضحيتها ما يزيد على 500 شاب في مواجهات عنيفة عرفها الشارع الجزائري بين المتظاهرين الغاضبين وقوات الأمن. وقد تسببت تلك الأحداث الدامية في إبعاد عدد كبير من رموز النظام السياسي القائم مثل السكرتير الأول لحزب جبهة التحرير الوطني الحاكم محمد الشريف مساعدية وعدد من كبار إطارات الحزب والدولة بسبب تقارير عن انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان خلال عمليات حفظ الأمن. وأُبعد لكحل عياط من على رأس قيادة الأمن في الأول من تشرين الثاني (نوفمبر) 1988 وحل محله الجنرال محمد بتشين. وتفرّغ الجنرال عياط بعد إحالته على التقاعد في الأعمال الحرة وأصبح ممثلاً معتمداً لمجموعة «كوداك» العالمية وتخصص في تجارة الدواء. (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 5 جوان 2006) 
     

    قالت : »لا أريد الموت في حفلة فنية »

    المغنية الاماراتية رنا فاروق تعتزل وتطلب منع كليباتها من الفضائيات

    دبي – العربية.نت فاجأت المغنية رنا فاروق الوسط الفني في الإمارات بإعلان اعتزالها الغناء نهائياً خلال مؤتمر صحفي في دبي. وحضرت رنا إلى قاعة المؤتمر وحيدة بعباءة سوداء وغطاء على الرأس، وتحدثت بلهجة حزينة عن قرار الاعتزال المفاجئ، قبل أن تجهش بالبكاء أمام عيون الصحافيين وعدسات المصورين. وأوضحت رنا اتخاذها هذا القرار قائلة: «إنه لم يأت نتيجة فشل فني، ولكنه ناجم عن عذاب داخلي ومحاسبة للنفس كانت تؤرقني، كلما أضع رأسي على الوسادة كي أخلد إلى النوم. » بحسب صحيفة البيان الاماراتية السبت 3-6-2006 . وأشارت  إلى «أن الفن أعطاها الكثير من الشهرة والمال، لكنها لم تكن مرتاحة نفسياً ولا ضميرياً»، مؤكدة أنها «لا تريد الموت يوماً ما، وهي خارجة من حفل أو ذاهبة إلى مناسبة فنية». وناشدت رنا فاروق الصحافيين الحاضرين مساعدتها في منع القنوات الفضائية من عرض أغنياتها المصورة، وخاطبتهم بالقول: «سامحوني إن أخطأت بحق أحدكم واذكروني بالخير دائماً، وان شاء الله سيبقى اسم رنا فاروق معروفاً في مجال آخر غير الفن» ولم تعط المغنية الإماراتية فرصة للمتواجدين بطرح الأسئلة، من فرط تأثرها بموقف مواجهة الإعلام بقرار الاعتزال. وفي لقاءات جانبية مع الصحافة قالت رنا: «إن قرارها نابع من قناعة شخصية، ولم يكن تأثراً بظاهرة الممثلات المحجبات الرائجة في مصر حالياً». ونفت رنا أخيراً شاثعات تتحدث عن زواج قريب، ربما أجبرها على اتخاذ هذه الخطوة، بينما لم تحسم الفنانة الإماراتية قرار ارتدائها الحجاب، رغم ظهورها مغطاة الرأس في حضور الإعلاميين، وتضاربت المعلومات حول اتخاذ هذا القرار أو عدمه. (المصدر: موقع العربية.نت بتاريخ 3 جوان 2006)
     

     
    ثمن فشل الحلم المغاربي أو النمر الشمال إفريقي:

    حققنا الاستقلال لكننا لم نحقق الحرية

    مولود حمروش (*) لقد دعوتمونا إلي الحلم، حلم مغرب موحد، مندمج، يعيش في رفاهية ويتمتع مواطنوه بالحرية والسعادة. وبدوري أقول أن هناك رجال سياسة يثيرون الأحلام في صفوف شعوبهم ليصلوا بهم إلي مأزق، وهناك رجال سياسة يريدون تجسيد أحلامهم وأحلام شعوبهم، ويعملون من أجل ذلك ميدانيا وبكل تواضع. وقد سمعنا تحاليل متعددة حول أسباب فشل المشروع المغاربي. لكنه من الواضح أن أنه يجب علينا البحث عن أسباب فشل هذا المشروع في ميادين أخري غير التي ذكرت لحد الآن.
    وقد قيل أن الجزائر فشلت في تسيير مداخيلها من المحروقات وتحويلها إلي ثروة، مثل سائر البلدان التي تعيش من النفط. لكنه من الخطأ أن نقول أنه تم تبذير كل هذه الأموال، لأنه تم تخصيص جزء منها للصحة والمدرسة وقطاعات أخري. غير أن هذا لا يمكن أن يغطي حقيقة أخري، وهي أن الجزائر انتهجت خيارات ومسالك خاطئة. لكن إذا كان فشل الجزائر ناتجا عن سوء تسيير المداخيل النفطية، لماذا لم يستطع المغرب وتونس أن يحققا نهضتهما؟ يقال كذلك أن الجزائر فشلت بسبب الأزمة التي عاشتها، مع العلم أن المغرب وتونس واصلا مسيرتهما بطريقة عادية وفق نهج الماضي. ومع ذلك، نلاحظ أن الفشل يشمل كل بلدان المغرب العربي، ولا يقتصر علي الجزائر المصدرة للنفط.
    من هنا، يتضح أن سر الفشل يكمن في نقطة أخري، في النظام السياسي، لا في النظام المؤسساتي فقط. الجزائر جمهورية ديمقراطية شعبية، والمغرب مملكة دستورية. لكن إذا دققنا النظر، نجد أن ميكانزمات اتخاذ القرار متطابقة، حيث نجد نفس اللجوء إلي نفس الطرق التي لا تأخذ بعين الاعتبار الميكانزمات القانونية التي تتظاهر بها السلطة في هذه البلدان. وقد تبنت الحركة الوطنية في الجزائر هدفين أساسيين: الاستقلال والحرية. وقد حققنا الاستقلال لكننا لم نحقق الحرية. ولم يتمتع الجزائريون أبدا بحريتهم، التي تم السطو عليها باسم بعض الشعارات. فقد طلب النظام مثلا من الشعب أن يتخلي عن حريته بحجة النمو وبناء الاقتصاد. لكن في تلك الفترة، كان النظام يتميز بعدد من الخصال، يمكن أن أذكر منها اثنتين: كان النظام يتبني عددا من المسئوليات، ويحاول تحقيقها، حتي ولو أنه لم يتوصل إلي ذلك بالشكل المقبول، مثل تحقيق السكن، والمدرسة للأطفال، والعمل وغيرها. وكان كذلك يحدد لنفسه أهدافا.
    لكن في السنوات الأخيرة، أصبح النظام لا يتحمل مسئولياته. وتحت غطاء العولمة والليبرالية وحتي تحت شعار متطلبات الاندماج في المنظمة العالمية للتجارة، أصبح النظام لا يتحمل مسئولياته ويلغي مساعداته لهياكل الخدمة العمومية كما يتخلي عن مهامه التقليدية. في سنوات 1989 ـ 1990، شرعنا في تجربة لنذهب إلي التعددية السياسية. وكان خيارنا أن نذهب إلي التعددية السياسية، التي من المفروض أن تؤدي بنا إلي التعددية الحزبية. وكنا نطمح في هذه الفترة الانتقالية إلي إقامة وسائل لتسيير المجتمع، ونساعد علي بروز سلطات مضادة contre ـ pouvoirs وهياكل للتحكيم السياسي والاقتصادي. لكن الأمور تطورت بسرعة، وتوجهنا بطريقة سريعة جدا إلي التعددية الحزبية ثم الانتخابات. وأنتم تعرفون النتائج، التي أدت إلي إيقاف المسار الانتخابي. لكن الأهم ليس هنا. الأهم هي تلك النتائج التي أدي إليها تطور الأوضاع. فاليوم، نري أن الوسائل التي من المفروض أن ترسخ الديمقراطية وتضمن ممارسة الحريات والتعددية نفسها أصبحت وسائل لتحطيم الديمقراطية وتحطيم المجتمع.
    فمثلا، يتم تنظيم انتخابات مزيفة، يصوت خلالها المواطنون، لكن النتائج التي يتم إعلانها تختلف عن الحقيقة. ومن خلال مثل هذه العمليات، يتم تحطيم فكرة التصويت والديمقراطية، بسبب الاستعمال غير السليم للمؤسسات ولوسائل تسيير المجتمع. يمكن أن أذكر مثلا آخر. من المفروض أن اللجوء إلي حالة الطوارئ يسمح بإعادة الأمن العام، وفرض سيادة القانون وحماية الأشخاص والممتلكات. لكن في الواقع، فإن هذا الإجراء يعمق الفوضي، واختراق القانون، والتحايل علي القانون، ويكرس الرشوة والتجاوزات. فالتجاوزات في استعمال السلطة تصبح القاعدة الأساسية لتسيير المجتمع. في البنوك، وأنا أعرف أن الخبراء في الميدان موجودون بكثرة في هذه القاعة، في البنوك إذا، فإن التحكيم لا يتم طبقا للقانون والقواعد المصرفية، إنما يتم بالقرار التعسفي.
    ويمكنني أن أتقاسم معكم هذه القناعة: إن النظام ووسائل التسيير التي أدت إلي مأزق لا يمكن أن تكون الحل للخروج من المأزق. ولنبقي في ميدان المالية لنتكلم عن هذه النقطة، حيث نلاحظ أن اللجوء إلي إعادة جدولة الديون كان سببه في أغلب الأحيان، إن لم يكن في كل الحالات، وجود نظام سياسي معين. ولكن لما يعطي الدواء لنفس النظام، وأحيانا لنفس الرجال، فإنهم يفشلون لا محالة. ويؤدي ذلك حتما إلي تعميق الأزمة. وفي المغرب العربي، فإننا امام نفس المعادلة. فقد أدت الأنظمة القائمة إلي مأزق في الداخل وفي العلاقات الثنائية. ولتجاوز هذا المأزق، فإن الأنظمة اختلقت مأزقا مماثلا. ولسنا في قطيعة مع هذه الأنظمة لنقول أننا علي وشك الدخول في عهد جديد. وقد تكلم أحد المتدخلين عن الحدود بين الجزائر والمغرب. وأنا موافق القول أن هذا غير مقبول، فأثناء حرب التحرير، كان الجزائريون يموتون بالعشرات لفتح هذه الحدود. لكن هناك كذلك الحدود السيكولوجية والذهنية.
    هل هذا قدر محتوم؟ لا أعتقد ذلك. ومثل الكثير منكم، فإني أتساءل ما العمل؟ هناك أولا إمكانيات قاعدية. يجب مواصلة العمل بواسطة الشركات، والتفكير في أساليب وطرق جديدة، مثل الشركات المغاربية، وإذا لم تتمكن من تخطي الحواجز، يمكن اللجوء إلي شركات ثلاثية بمشاركة مؤسسات أوروبية. والبديل الثاني يتمثل في مساعدة وتشجيع الأنظمة القائمة إلي أكثر ديمقراطية، واحترام أكثر لحقوق المواطن، وأكثر شفافية. ونحن نعرف أن الغرب يعتقد أن المجتمعات العربية تعادي الديمقراطية لأسباب ثقافية. لكن في انتظار ترسيخ الديمقراطية في المجتمعات العربية، هذا لا يمنع أن نشجع ميكانيزمات ديمقراطية، أو علي الأقل ميكانيزمات شفافة في اتخاذ القرار. ويسمح ذلك بحد أدني من التشاور، ومن مقروئية القرار، ويسمح بتجنب أية مفاجأة. وهذا سيجنبنا علي الأقل تلك المفاجآت مثل أن نسمع في نشرة الثامنة قرارا مازال في مرحلة المفاوضات، بل قرارا لم يتم التحضير له، سواء كان ذلك في الميدان الداخلي أو في العلاقات الثنائية. ويمكن أن نتكلم عن ظاهرة أخري، وهي ممارسة السلطة من طرف شخص واحد، مما يضمن نجنب المفاجآت كما يضمن أمن الجميع. ويجب كذلك العمل لدفع المسئولين إلي العمل في إطار القانون، مما يسمح علي الأقل بتقليص مجال التعسف والرشوة والامتيازات غير القانونية. إن هذا المسعي ينطبق علي كل الميادين، في السياسية، في الاقتصاد، في التعامل البنكي، في مجال الحصول علي قروض أو أثناء عملية الخوصصة. ونحن نعرف جيدا كيف تتم الخوصصة إذا لم تحترم هذه القواعد. ويجب كذلك أن نسعي حتي يكون كل من يمارس السلطة مسئولا عن أعماله ويحاسب عليها أمام المجتمع. ففي الجزائر، كلنا نتهم النظام كله، وخاصة منهم من يغادر دواليب السلطة، لكننا لم نتعرف أبدا عمن كان مسئولا عن أي قرار أو أي عمل ما. وفي الختام، فإننا تكلمنا كثيرا عن الأحلام خلال هذا الملتقي، ونحن نفكر عما يمكن أأن يكون المغرب العربي. وأنا أحلم، من جهتي، بمغرب عربي ديمقراطي، حيث يمارس المواطنون حرياتهم بصفة كاملة، ويمارسون حقوقهم، وتكون حقوقهم محترمة. (*) رئيس وزراء جزائري سابق والمقال كلمة ألقاها في ملتقي بمدريد الأسبوع الماضي (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 5 جوان 2006) 

    هل انتكست براعم « الديمقراطية العربية »؟

    سعد محيو – بيروت

     

    هل بدأ العد العكسي لبداية نهاية المشروع الديمقراطي الأمريكي في الشرق الأوسط؟ تنفي واشنطن ذلك بشدة، وتؤكّـد أن عملية الإصلاح يجب أن تستمر « مهما كانت الصعوبات« .

     

    لكن الأنظمة العربية السلطوية الحليفة لها ترد على هذا السؤال بـ « نعم » قوية عبر استئناف ما انقطع من وسائل القمع ضد شعوبها، غير عابئة بكل بيانات الاستنكار التي تصدر تارة من واشنطن.

     

    من نصّدق؟ سنأتي إلى هذا السؤال بعد قليل. قبل ذلك، فلنستعرض معاً ما يجري هذه الأيام في بعض الدول العربية الرئيسية.

     

    الانقلاب المصري

     

    في طليعة هذه الدول، تنتصب بالطبع مصر، وهذا ليس فقط لأنها أكبر وأهم دولة عربية، بل لأن المشروع الأمريكي لدمقرطة الشرق الأوسط الكبير، عينها القائدة، الأنموذج لعملية الدمقرطة هذه.

     

    شهدت أرض الكِـنانة في الآونة الأخيرة انفجارا في درجات العنف ضد المعارضة، شمل عمليات ضرب وسحل في الشوارع واعتقال المئات الذين كانوا يتظاهرون في إطار ما بات يسمّـى « انتفاضة القضاء« .

     

    هذا القمع المفاجئ، الذي لم يسبق له مثيل منذ 11 سبتمبر 2001، والذي سار في اتجاه معاكس تماماً لكل التعهدات الرسمية المصرية باحترام الحريات وقواعد حقوق الإنسان، أثار شكوك الكثيرين في الشرق الأوسط حول وجود « ضوء أخضر » أمريكي ما وراءه، وهي شكوك تعززت بتطورين اثنين:

     

    الأول، خطاب الرئيس المصري حسني مبارك أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في شرم الشيخ، والذي كان للمرة الأولى منذ سنوات « جريئاً » في انتقاده للعديد من التوجّـهات الأمريكية في المنطقة: من دارفور والعراق إلى الملفات النووية الإيرانية والإسرائيلية في المنطقة، ومن فلسطين إلى لبنان وسوريا. لكن الأهم أن مبارك وجد الفرصة سانحة، للمرة الأولى منذ أحداث 11 سبتمبر، للانقضاض على القرار الأمريكي بمنح الإصلاح الديمقراطي الأولوية على تسوية الأزمات الإقليمية، وقال بنبرة عالية ومميزة: « الإصلاح في المنطقة لن يكون الطريق إلى تسوية القضية الفلسطينية، بل العكس هو الصحيح، كان موقفنا ولا يزال، هو أن هذا التحليل لا يعي ظروف المنطقة وأوضاعها ومشاكلها، وأنا حذرت منه مراراً« .

     

    بالطبع، ليس من الصعب اكتشاف المعطيات التي جعلت مبارك ينتقل من الدفاع إلى الهجوم في علاقته المتوترة منذ فترة غير قصيرة مع واشنطن حول مسألة أولوية الإصلاح. فإمبراطورية بوش غارقة حتى أذنيها في مستنقعات بلاد ما بين النهرين، الأمر الذي جعل إيران طليقة اليد في التصرف (وحتى إشعار آخر) كدولة إقليمية كبرى في الخليج وبقية المنطقة العربية، والاندفاعة الديمقراطية الأمريكية لم تجلب الترياق لمعضلة « الإرهاب »، بل على العكس أوصلت إلى السلطة في فلسطين، ونسبياً في مصر، قوى ترفض الاعتراف بإسرائيل وتصنفها واشنطن في خانة الإرهاب.

     

    التطور الثاني، هي المقابلة الملفتة التي أجرتها « فاينانشال تايمز » في شرم الشيخ مع رئيس الوزراء المصري أحمد نظيف، والتي ركّـز فيها على النقاط الآتية:

     

    · القاهرة لا تشعر بأنها تتعرض إلى ضغط من واشنطن لتسريع الإصلاحات السياسية، برغم بيانات المسؤولين الأمريكيين في هذا الشأن، وهي ليست على عجلة من أمرها لإجرائها.

     

    · واشنطن لن تستعمل المساعدات لمصر (ملياري دولار) للضغط عليها من أجل الإصلاح،(وهو أمر أكّـدته لاحقاً واشنطن أيضاً).

     

    · لم يؤكد نظيف التقارير التي تحدثت عن أن حكومته ستمنع الإخوان المسلمين من الترشح كمستقلين في الانتخابات المقبلة، لكنه لم ينفها تماماً أيضاً، لا بل نسب إلى الرئيس الأمريكي بوش وصفه حركة الإخوان المسلمين في اجتماع معه العام الماضي بأنها « منظمة إرهابية »، برغم أن هذه الأخيرة غير موجودة على أي لائحة إرهاب في الولايات المتحدة.

     

    .. ودول أخرى

     

    هذه المواقف السياسية الحادة، التي ترافقت مع مواقف أمنية عنيفة أكثر حدة، لم تكن قصراً على مصر، بل طالت العديد من الدول العربية التي شعرت بأنه بات في مقدورها الرد بـ « شجاعة » على كل الضغوط الغربية المتعلقة بالديمقراطية.، وكان هذا واضحاً في سوريا، التي لم تكتف باعتقال 12 ناشطاً سورياً من الموقّـعين على « إعلان بيروت – دمشق، دمشق- بيروت »، الداعي إلى علاقات جديدة بين البلدين، بل أرفقت ذلك ببيان قوي ندّدت فيه بشدة الاتحاد الأوروبي الناقد لها ودعته إلى « وقف السماح بإقامة السجون الطائرة في أجوائه ومطاراته، والمعتقلات السرية فوق أراضيه »، قبل انتقاد الممارسات السورية.

     

    كما كان واضحاً في اليمن، التي دشّـنت سلطاتها مؤخراً حملة اعتقالات واسعة ضد الصحفيين وبعض قادة المجتمع المدني، برغم أن رئيس هذه الدولة علي عبد الله صالح كان أول من دعا إلى تطبيق الإصلاحات الديمقراطية، رافعاً شعاره الشهير: « فلنحلق بأنفسنا قبل أن يحلقوا لنا« .

     

    وفي تونس، تعرّض رئيسها زين العابدين بن علي، الذي أعلن مراراً التزامه بتطبيق الديمقراطية، إلى انتقادات قوية من مؤسسة « فريدوم هاوس » بسبب استئناف مضايقة الإعلاميين والاعتداء عليهم جسدياً ». كما أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية في 3 أبريل الماضي بياناً شدّد على إدانة حالات قمع محددة ضد المحامي محمد عبو، ونايلة شرشور حشيشة لانتقادها الرئيس التونسي ومطالبتها بالديمقراطية.

     

    ثم جاءت إشارة مهمّـة من المملكة العربية السعودية، إذ أصدر وزير الخارجية سعود الفيصل بياناً بعد لقائه الرئيس بوش في واشنطن، امتدح فيه، للمرة الأولى منذ فترة غير قصيرة، سياسات هذا الأخير في الشرق الأوسط. كما خلا البيان الأمريكي الذي صدر عقب هذه المحادثات من أي إشارة إلى مسألة الإصلاحات، مستعيضاً عنها بالحديث عن المصالح النفطية والإستراتيجية للبلدين.

     

    معسكران

     

    نعود الآن إلى سؤالنا الأولي: هل جاء اندفاع الأنظمة إلى العنف كنتيجة لتراجع واشنطن عن مشروعها الديمقراطي؟

     

    يميل المراقبون إلى التأكيد بأنه ليس هناك بالفعل تفسير آخر لهذا العنف، سوى أن واشنطن عطست، فأصيب كل الشرق الأوسط بالزكام، وهي كانت عطسة لا ديمقراطية، شجّـعت الأنظمة العربية على « استئناف العمل كالمعتاد » مع شعوبها.

     

    تمثلت مؤشرات هذه العطسة في عودة الجدل في أمريكا بين الواقعيين والمثاليين حول مشروع التغيير الديمقراطي في الشرق الأوسط، إلى المربع الأول، بسبب تعثّـر مشروع واشنطن في العراق، والصعود المدوي للإسلاميين في مصر وفلسطين، وتصاعد العمليات الإرهابية بدل تناقصها.

     

    فالواقعيون يرون إلى هذه التطورات على أنها دليل على أن التغييرات الديمقراطية الأخيرة في الشرق الأوسط، لم تصب في خانة المصلحة القومية الأمريكية (والإسرائيلية)، ولم تخدم حتى كأداة لكشف المستور من تخطيطات الإسلاميين وتوجهاتهم وبالتالي، لا مناص برأيهم، من العودة إلى الاعتماد على الأنظمة السلطوية لتأمين هذه المصالح، كما كان الأمر طيلة السنوات الستين الماضية.

     

    تحظى وجهة النظر هذه بالطبع بدعم حماسي من اللّـوبي اليهودي اليميني في أمريكا ومن إسرائيل، اللذين كانا يعارضان من البداية فكرة الديمقراطية العربية، كما أنها تحظى أيضاً بتفهم جنرالات البنتاغون وأجهزة الاستخبار القومية، الذين يفضلون رؤية نتائج سريعة على الأرض عبر أدوات القمع العربية، على انتظار عقد أو عقدين لتحقيق النتائج نفسها عبر الأدوات الديمقراطية العربية.

     

    أما المثاليون فيبدون هذه الأيام في حيص بيص. فلا هم قادرون على الدفاع عن مشاريعهم الأيديولوجية في الشرق الأوسط، ولا في وسعهم ببساطة إعلان تراجعهم عنها.

     

    أعربت مادلين أولبرايت، وزيرة الخارجية السابقة مؤخراً « واشنطن بوست » عن خشيتها من هزيمة المثاليين وانتصار الواقعيين، وحذّرت من أن ذلك سيتسبّـب بمضاعفات كارثية على سمعة أمريكا ونفوذها في الشرق الأوسط وبقية أنحاء العالم.

     

    ويبدو أن روبرت زوليك، مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية، اختار مؤتمر المنتدى الاقتصادي العالمي في شرم الشيخ للرد على هذه المخاوف، فأكّـد أن « الشرق الأوسط يمر بمرحلة تغيير مهمة، تتمثل في انهيار النظام الشرق أوسطي القديم »، وأن الولايات المتحدة « ستواصل دعم أولئك في المنطقة الذين يقودون الحملة لتحقيق الإصلاحات السياسية والاقتصادية ». لكن، ومرة أخرى، من نصّدق؟

     

    ضريبة الدم

     

    فلنقل أولاً، إن الاندفاعة الأمريكية الأولى لدمقرطة الشرق الأوسط، فقدت زخمها أو على الأقل طموحات محافظيها الجدد، الذين كانوا ينوون تغيير كل خرائط المنطقة السياسية والإستراتيجية والاقتصادية دفعة واحدة.

     

    ولنقل ثانياًً، إنه من المرجّـح الآن، وفي ضوء كون الإسلام السياسي « غير المطواع » (كإخوان فلسطين ومصر وغيرهم)، هو المستفيد الأول من الإصلاحات السريعة، أن تعمد واشنطن إلى التركيز على أولوية الإصلاحات الاقتصادية على السياسية، كما فعلت في شرق وجنوب شرق آسيا، وعلى دعم نمو الأطراف الليبرالية والعلمانية العربية لمواجهة الإسلام السياسي.

     

    وبالطبع، ستجد الأنظمة العربية، التي اشتمت سريعا روائح دم هذا التحوّل الأمريكي، في ذلك فرصة أكثر من ذهبية لإعادة إدخال مجتمعاتها المدنية إلى أقفاصها، وهذا بالتحديد ما تسارع إلى فعله الآن.

     

    لكن، هل تنجح؟ الأمور ستعتمد على الشعوب العربية نفسها التي يبدو أن عليها من الآن فصاعداً دفع ضريبة دم فادحة، مقابل الحصول على حرياتها.

     

    لكن هنا ثمة أمران لصالح هذه الشعوب: الأول، أن الاندفاعة الأمريكية قوّضت بالفعل، كما قال زوليك، العديد من أسس النظام الشرق أوسطي القديم، وإن كانت رياح هذا التقويض لم تسر كما تشتهي سفن واشنطن. والثاني، أن المجتمعات العربية التقطت بعض أنفاسها المكتومة خلال السنوات الثلاث الأخيرة، ويُـفترض أنها لن تتخلى عن هذا المكسب ببساطة.

     

    وكما يقول نيقولو ماكيافيلي عن حق: « من الصعب إعادة السيطرة على أي شعب تذوّق، ولو لمرة، طعم الحرية« .

     

    (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 5 جوان 2006)


    Home – Accueil الرئيسية

     

    أعداد أخرى مُتاحة

    8 juillet 2004

    Accueil TUNISNEWS   5 ème année, N° 1510 du 08.07.2004  archives : www.tunisnews.net الشرق الأوسط: تقرير حقوقي ينتقد بشدة «تدهورا غير

    + لمعرفة المزيد

    Langue / لغة

    Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

    حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.