الاثنين، 31 أغسطس 2009

في كل يوم، نساهم بجهدنا في تقديم إعلام أفضل وأرقى عن بلدنا، تونس  

Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS

9 ème année, N 3387 du 31.08 .2009

 archives : www.tunisnews.net


إدارة شبكة الحوار نت الإعلامية:إعلام بإغلاق مؤقت لشبكة الحوار نت

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:غربال العودة…وآماني المغتربين

السبيل أونلاين:فيديو..رفض تزكية بن علي يقابله تهشيم سيارات المعارضين

حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي نتائج إنتخاب رؤساء القائمات الانتخابية للانتخابات التشريعية إس

ماعيل دبارة:عزوف الشباب عن السياسة يؤرق المعارضة ومعها الحكومة

كلمة:رد على مقال « عمّال مصنع الآجر والحقوق المهدورة »

إيلاف:أكثر من نصف مليـــــــــــــــــون عاطل في تونس

أخبار تونس:الرئيس زين العابدين بن علي يتحول إلى الجماهيرية الليبية

الاسبوعي:خلال 3 أيام بالمياه الاقليمية التونسية :ضبط 4 مـراكب صيد مصرية بها 500 طن من السمك و«بلانصي» ايطالي

المصريون:السفير التونسي بالقاهرة: « لا نمانع في صيد السفن المصرية بمياهنا.. ولكن نشترط علمنا »

الأقتصادية:تحويل مسار رحلة بين تونس وباريس بسبب جهاز إلكتروني مريب

مهى ولهازي:جامعة تونس دوفين   (ITD)   تفتح أبوابها أمام الطلبة

مرسل الكسيبي:د.بشيرالتركي يواصل رواية صفحات مخفية من تاريخ تونس

قدس برس:تونس: مهرجان المدينة في رمضان يرسّخ الارتباط بالطرق الصوفية

طــــــــارق الكحــــــلاوي:أحمـــــــــــد بن صالـــــــــــــــح (6)

 وائل مرزا:الإسلاميــــــــــــــــــــون والمراجعــــــــــــــات

ابراهيم غرايبه:من يقـــــــــــود اليوم المجتمعات والدول؟

القدس العربي:وزير الداخلية الأردني يطلب من مشعل مغادرة البلاد

سيف الإسلام القذافي ينقل امبراطوريته الإعلامية إلى لندن بعد تأميم والده لقناة ‘الليبية’

حازم الأمين:تفجيرات بغداد: النفط مقابل الأمن… النفط مقابل« البعث»

ياسين الحاج صالح:ربيع الأقوياء العائد… مخيف حقّاً

محمد صلاح:الحكومة المصرية والإخوان: أكبر من حفل إفطار


 

Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows( 

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


 

التقارير الشهرية لمنظمة « حرية وإنصاف » حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

               
    جانفي 2009  https://www.tunisnews.net/17fevrier09a.htm        
فيفري 2009    
    مارس 2009     https://www.tunisnews.net/08avril09a.htm           أفريل 2009      https://www.tunisnews.net/15Mai09a.htm 
    ماي  2009     https://www.tunisnews.net/15Juin09a.htm         
جوان2009
      جويلية 2009                                         


بسم الله الرّحمن الرّحيم

إعلام بإغلاق مؤقت لشبكة الحوار نت


الإخوة الأحباب، الأخوات الفضليات ، أيّها السّادة والسّيادات القرّاء والزّوار الكرام ، السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إن إخوانكم وأخواتكم في إدارة شبكة الحوار نت الإعلاميّة يحيّونكم ويسألون الله أن يتقبّل منكم الصّيام والقيام وصالح الأعمال وأن يجعلكم وإيـّاهم من عتقاء هذا الشّهر الكريم .كما يخبرونكم أنّه بسبب أعمال صيانة ضرورية بغرض الزيادة في سرعة التّصفح وأمنه ، فإنّ الشّبكة ستتوقف بالكامل (( الصّفحة الإخبارية +المنتدى الكتابي )) لبعض الوقت من أجل إنهاء أعمالنا في أسرع وقت وفي أحسن حال. ونحن إذ نشكر لكم وفاءكم الدائم للموقع نسأل الله أن يجعل هذا العمل خطوة جديدة من أجل السّير قدما في خدمة إعلاميّة متميّزة شعارها من أجل كلمة حرّة واعية ومسؤولة للجميع… للتّواصل مع الموقع يرجى مراسلتنا عبر بريد الموقع : info@alhiwar.net وإلى أن نلقاكم بحول الله  في القريب العاجل تقبّلوا تحياّت إدارة الموقع وأسرة التّحرير وأسرة المنتدى الكتابي.

  إدارة شبكة الحوار نت الإعلامية .  www.alhiwar.net     


الحرية لجميع المساجين السياسيين الحرية للدكتور الصادق شورو الجمعية الدولية المساندةالمساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 31 أوت  2009

غربال العودة…وآماني المغتربين


أحيل السيد شكري بن المنصف سلمان على محكمة ناحية تونس ، بتهمة « إجتياز الحدود » ، حيث  تقرر الإفراج عنه بعد أن كان قضى 12 يومأً رهن الإحتفاظ. وكان السيد شكري سلمان،وهو من مواليد 07 ماي 1972 بسان سانت دينيس، بفرنسا حامل للجنسيتين، التونسية والفرنسية  قد أوقفته شرطة الحدود بتاريخ 19 أوت 2009، فور وصوله مطار تونس قرطاج الدولي ولدى إستفسار والده،عن عدم خروج إبنه شكري مع عموم المسافرين، قيل له أن قسماً من جواز سفر إبنه ممزق وقد يواجه بسبب ذلك بحثاً أمنياً. وقد تحرّكت من أجل تخلية سبيله عدد من الجهات الحقوقية والدبلوماسية الفرنسية، حيث إتخذت قصة تلف قسم من جواز سفر شكري سلمان( تلف الصورة) تعلة للإيقاف والتحقيق حول طبيعة نشاطه في فرنسا، لا سيما وأنه راجع في الأمر، قبل السفر، القنصلية التونسية فأشارت عليه بإمكان تسوية ذلك في تونس عند العودة.. و إذ تسجل الجمعية ارتياحها لتخلية سبيل السيد شكري سلمان وعودته إلى أهله وطفليه أيمن (5 سنوات) و بدر (4 سنوات) من أمّ مغربية الأصل، ( توفيت في 26 ماي 2006 على إثر ولادة إبنها بدر)، فإنها تأمل أن لا يَعود غربال العودة للتعرض عند أعتاب المطارات،إلى التونسيين ممن تاقت قلوبهم إلى وطنهم و هامت نفوسهم شوقاً إلى مسقط رؤوسهم.  
لجنة متابعة السجناء السياسيين المسرحين


فيديو..رفض تزكية بن علي يقابله تهشيم سيارات المعارضين


السبيل أونلاين – تونس – خاص   لمشاهدة مداخلة المحامي المعارض خالد الكريشي – الرابط على اليوتوب : http://www.youtube.com/watch?v=7P5OQo72Lso    تعرضت سيارة الناشط الحقوقي والسياسي خالد الكريشي ، يوم الخميس 27 أوت 2009 ، إلى إعتداء أدى إلى تهشيم البلور الأمامي ، وقد أتى الحادث على خلفية انعقاد الهيئة المديرة لجمعية المحامين الشبان لتزكية بن علي للإنتخابات 2009 ، وقد رفض الكريشي وضياء مورو  رسالة التزكية بإعتبار أن الجمعية هيئة حقوقية تسهر على شؤون المحامين المهنية وليس  لها أي علاقة بالصراعات الإنتخابية والسياسية  .   وقد قام مجهول يعتقد أنه ينتسب للبوليس السياسي بتهشيم بلور سيارة خالد الكريشي حين كانت رابضة أمام منزله ، وذلك يوم الخميس حوالي التاسعة ليلا ، ولم يقع سرقة أغراض كانت بداخلها وخاصة ملفات حرفائه ودفتر للصكوك ومبلغا ماليا ، وهو ما يبرهن أن الإعتداء لم يكن بنية السرقة.   وقد تقدّم الكريشي شكوي لمركز الشرطة بحمام الشطّ ، والمتوقع أن يلفها النسيان كالشكوى السابقة التى تقدّم بها بنفس المركز بعد الإعتداء على سيارته في المرّة الأولي خلال شهر فيفري 2009 ، وذلك إثر تقدمه بطلب إصدار صحيفة « الناصرية » ، والتى رفضت السلطات تسلم المطلب .   ونشير إلى أن هذه المرّة الثانية التى يقع الإعتداء فيها على سيارة خالد الكريشي .   وينتهج البوليس السياسي مثل هذا السلوك ضد النشطاء السياسيين والحقوقيين في محاولة لإرهابهم وثنيهم عن القيام بأدوارهم كمعارضين ، وقد سبق للبوليس السياسي أن إعتدى على سيارات كل من المحامي عبد الرؤوف العيّادي ، والأستاذ عبد الوهاب معطّر ، والمحامي محمد عبو ، والناشط الحقوقي ومراسل السبيل أونلاين في تونس زهير مخلوف ،  والناشط الحقوقي حمزة حمزة وغيرهم .   كما سبق أن إعتدت ميليشيات حزبية على ثلاث سيارات لأعضاء من المكتب السياسي « للحزب الديمقراطي التقدمي » المعارض  .   فمن يردع البوليس السياسي عن هذا السلوك الأرعن ؟؟؟   وهل بهذا الأسلوب المتخلف تواجه السلطة النشطاء الحقوقيين والسياسيين ؟؟؟   ومن يجبر ضرر هؤلاء ، خاصة أنه قد تأكد أن من يقوم بهذه الأعمال هم طائفة من البوليس السياسي ؟؟؟   من مراسلنا في تونس – زهير مخلوف   ملاحظة : خط الإنترنت مقطوع بالكامل عن منزل مراسلنا في تونس الأخ زهير مخلوف ، جزئيا منذ شهر ماي 2009 ، وقطع بالكامل منذ 4 أوت 2009 .   (المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 31 أوت 2009)


حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي نتائج اجتماع المكتب السياسي يوم 28/08/2009 لانتخاب رؤساء القائمات الانتخابية للانتخابات التشريعية 2009


الدائرة

المترشحون

قرار المكتب السياسي

1.    بنزرت

مصطفى لويز

 

تمت المصادقة بالإجماع

2.    جندوبة

عبد الوهاب  اينوبلي

 

تمت المصادقة بالإجماع

3.    القصرين

عادل العامري

 

تمت المصادقة

4.    نابل

فتحي الخميري

 

تمت المصادقة

5.    سوسة

يوسف بوعلي

 

تمت المصادقة

6.    المنستير

محفوظ الحاج عمر

 

تمت المصادقة

7.    القيروان

عبد الوهاب مالوش

 

تمت المصادقة

8.    مدنين

الهادي شراد

 

تمت المصادقة

9.    تطاوين

امحمد السلطاني

 

تمت المصادقة

10.          قبلي

محمد الفالح

 

تمت المصادقة

11.          قفصة

1 – المنجي اللافي

 

2 – محمد علي

 

3 – ابراهيم حفايظية

إبراهيم حفايظية

 

بحسم من الأمين العام بعد تعادل الأصوات

 


 

 

الجامعة

المترشحون

قرار المكتب السياسي

12.          توزر

1 – محمد علي

 

2 – المنجي اللافي

 

3 – ابو العلاء غوار

محمد علي

 

 

 

13.          سيدي بوزيد

1 – كمال الساكري

 

2 – عبد الفتاح كحولي

 

3 – ناجي خلف

كمال الساكري

14.          سليانة

1 – عبد الفتاح كحولي

 

2 – د.نبيل حمدي

 

3 – مفيدة العبدلي

عبد الفتاح كحولي

15.          زغوان

1 – الجيلاني الطبربي

 

2 – ابو العلاء غوار

 

3 – نادية بورقيبة

أبو العلاء غوار

16.          المهدية

1 – الظاهر فنيش

 

2 – تيمور النافلة

 

3 – لطفي وماني

لطفي وماني

17.          صفاقس 1 – الشمالية

1 – جمال عبد الناصر

 

2 – محمود عاشور

 

3 – رضا سويسي

رضا السويسي

 

بحسم من الأمين العام بعد تعادل الأصوات

18.          صفاقس 2 – الجنوبية

1 – علي غضبان

 

2 – محمود عاشور

 

3 – رشيد احمد

علي غضبان

19.          قابس

1 – الهاشمي بالحاج احمد

 

2 – محمود منصر

 

3 – عثمان العبدلي

عثمان عبدلي

 


 

 

الجامعة

المترشحون

قرار المكتب السياسي

20.          تونس 1

1 – محمد نزار قاسم

2 – عمار الزغلامي

3 – عبد العزيز الجعيدي

محمد نزار قاسم

21.          تونس 2

 

 

1 – عمار الزغلامي

2 – عبد السلام بوعائشة

3 – عبد العزيز الجعيدي

عبد السلام بوعائشة

22.          بن عروس

1 – نور الدين بنخود

2 – الجيلاني  الطبربي

3 – عبد الكريم بن حميدة

نور الدين بنخود

23.          اريانة

1 – احمد الغندور

2 – ابو العلاء غوار

3 – نادية بورقيبة

احمد الغندور

24.          منوبة

1 – نادية بورقيبة

2 – سنية الزغبي

3 – نوال هميسي

4 -امال القاسمي

نوال الهميسي

25.          الكاف

1 – رياض السمعلي

2 – رياض الغجاتي

3 – د.العربي مقايدي  

رياض الغجاتي

26.          باجة

1 – النوري النفزي

2 – د.العربي مقايدي  

3 – د. مختار المشري

العربي مقايدي

 

الأمين العام

أحمد إينوبلي

 


عزوف الشباب عن السياسة يؤرق المعارضة ومعها الحكومة


تونس – إسماعيل دبارة يقف الشباب في تونس بين كفتي البعد من السياسة أو الانخراط فيها، ويظهر من خلال الحديث مع مجموعات شبابية، ان لدى الشباب اطلاعاً عاماً على الأوضاع السياسية ومتابعة دقيقة للشأن السياسي والحقوقيّ في البلاد وعلى نشاطات مختلف الأحزاب، على رغم أن معظم أفرادها غير منخرطين في أيّ من الأحزاب التونسية. وتعتبر المنتديات الاجتماعية والمدونات الالكترونية من أبرز الفسحات التي يعبر فيها الشباب في تونس عن آرائهم. ولا يثق محمد في الأحزاب السياسية ولا في الانتخابات العامة المزمع عقدها بعد شهرين، لأنّ «السياسة لم تتخلّص بعد من القيود والولاءات التي تحكمها، نظراً الى هيمنة الحزب الحاكم وتواصل تهميش المعارضة». نظرة محمد (تقني في محطة تلفزيونية) شبه العدمية إلى العمل السياسي لا تشذ عن نظرة طائفة كبيرة من الشباب التونسي، إذ كشفت دراستان اعدتهما مؤسستان رسميتان في تونس خلال عام 2007 عن عزوف الشباب عن الانضمام للأحزاب السياسية وضعف متابعته للصحافة المحلية. وخلص استبيان لكلّ من وزارة الشباب والرياضة التونسية والديوان الوطني للأسرة (حكوميّ) وشمل نحو 10 آلاف شاب وفتاة ممن تتراوح أعمارهم بين 15 و25 سنة، إلى أنّ 72 في المئة من المستجوبين عبّروا عن رفضهم المشاركة السياسية والانخراط في الأحزاب في حين كشف 16 في المئة فقط عن انتمائهم لمنظمات غير حكومية.‏ تسعة في المئة فقط من المستجوبين، استناداً إلى البيانات ذاتها، يتابعون الإعلام المحلي ويواكبون الأحداث بصفة منتظمة. وفي المقابل أعلن 22 في المئة منهم أنهم لا يتابعون وسائل الإعلام على الإطلاق. مشكلة عزوف الشباب التونسي عن العمل السياسي والمتخصص في الجمعيات تؤرق الحكومة والمعارضة على حدّ سواء، خصوصاً مع اقتراب موعد الاستحقاق الانتخابيّ الذي يتمّ مرة كل خمس سنوات. ويُحمّل كلا الطرفين الآخر مسؤولية هذا العزوف، وكثيراً ما اتّهم مسؤولون كبار في الدولة أحزاب المعارضة بالضعف وعدم القدرة على استقطاب الشباب لأسباب مختلفة أولها غياب البرامج وتقليديّة الخطاب الذي لا يستهوي هذه الفئة. لكن المعارضات التونسية ترى من جهتها أنّ الحكومة هي التي تتحمّل المسؤولية الكبرى في عزوف 72 في المئة من شباب تونس عن المشاركة السياسية. الحكومة من جهتها، وكمحاولة للحد من عزوف الشباب عن العمل السياسي، أعلنت عن تخفيض سن الاقتراع من 20 سنة إلى 18 سنة بمقتضى قانون دستوري صادق عليه البرلمان في تموز (يوليو) 2008. ويتيح القانون الجديد لحوالى نصف مليون ناخب من الشباب التصويت في الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي ستقام في تشرين الأوّل (اكتوبر) المقبل. ويرى الدكتور أحمد بوعزيّ عضو المكتب السياسي لـ «الحزب الديموقراطي التقدّمي» والمسؤول عن مكتب الشباب فيه أنّ «سياسة الحكومة التونسية منذ أكثر من عشرين سنة هي التي جعلت العمل السياسي في البلاد عبارة عن جريمة». واستناداً إلى بوعزيّ فإنّ جواب الشاب الذي يُسأل عن سبب عدم انضمامه للأحزاب السياسية وتحديداً المعارضة عادة ما تكون «التخوّف من عدم الحصول على شغل لكون الحكومة هي التي تهب فرص الشغل، وتتدخّل لحرمان المعارضين وطردهم من العمل كما حصل مع العديد من شباب حزبنا». ويشتكي عدد من الأحزاب التونسيّة خصوصاً التي توصف بـ «المستقلّة»، من الحصار ومرابطة أعوان الأمن باستمرار أمام مقراتها الرئيسية في العاصمة ومقرّاتها الفرعية في المحافظات. وهي الشكاوى ذاتها التي تردّدها بعض منظمات المجتمع المدني المدافعة عن حقوق الإنسان على غرار «الرابطة التونسية لحقوق الإنسان» و «منظمة حرية وإنصاف» التي تقول إنها تتعرض للحصار لمنع الشباب والمواطنين الراغبين في الالتحاق بها وترهيبهم من طرف أعوان أمن بالزيّ المدنيّ. لا يبدو الشباب التونسي مهتماً بالإطلاع على برامج الأحزاب التي بلغ عددها تسعة، بما فيها الحزب الحاكم الذي يفتخر بتجاوز عدد كوادره مليوني منتسب. ومن الواضح أنّ العمل السياسي يبدو في مخيّلة الكثيرين رديفاً للخوف والسّجن، إذ أنّ المناخ السياسي العام في البلاد والذي تصفه المعارضة بـ «المنغلق»، لا يشجّع على الانخراط في الأحزاب وتجشّم عناء فقدان الوظيفة أو تحرشات أعوان الأمن على حدّ تعبير بوعزيّ الذي يتابع قائلاً: «الحزب الحاكم يقول إنه تمكّن من استقطاب الشاب وتأطيره، ويتهم بقية الأحزاب الإدارية أو أحزاب الموالاة بعدم فعل ذلك، أما نحن المعارضة المستقلة فقد تمكنا من استقطاب الشباب ولهم مكاتبهم المنتخبة في معظم محافظات البلاد وبرامجنا تبدو في متناول هذه الفئة العمرية لكنّ المشكلة تظلّ في الفرق الأمنية التي تطارد الشباب، وترهبه وتدفعه للانخراط في «حزب التجمع» الحاكم». الحكومة التونسية فهمت جيداً صرخة الفزع التي أطلقتها إحصاءات وزارة الشباب والرياضة والديوان الوطني للأسرة، فأعلن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي سنة 2008 سنة للحوار مع الشباب. ووصفت بعض أحزاب المعارضة «سنة الحوار مع الشباب» بمحاولة لكسب أصوات الشباب واستقطابه للانخراط في الحزب الحاكم، وصدر خلالها ميثاق شبابيّ أكد «وجوب الالتزام بالمشاركة في الحياة العامة ودخول فضاءات الأحزاب والمنظمات»، ودعا إلى تحديد سن قصوى للانخراط في المنظمات الشبابية وهي 30 سنة وتخصيص حصة دنيا للشباب تقدّر بـ 30 في المئة في المكاتب السياسية للأحزاب والهيئات الدستورية المنتخبة. كما دعا الميثاق الذي تقول الحكومة إنه توّج خمسة أشهر من النقاشات والحوارات التي أدارها الشباب التونسي بنفسه، الأحزاب إلى «صياغة برامج ملموسة تساعد على مجابهة التحديات الراهنة». الميثاق وإن رحبت به بعض أحزاب «الموالاة» على غرار «حركة الديموقراطيين الاشتراكيين» و «الحزب الاجتماعي التحرّري» و «الوحدة الشعبية»، فإن عدداً كبيراً من الشباب أعرب عن امتعاضه من عدم ترجمة بنوده إلى أفعال. وتقول الطالبة في كلية الاعلام نهى: «لم أشارك في الحوار منذ البداية لأنني لم أكن مقتنعة بحياده، هو أشبه ما يكون بحملة علاقات عامة للحزب الحاكم تهدف إلى تطويع الشباب ودفعه نحو وجهة معروفة… وانا شخصياً لا أثق في الحوارات السياسية ولا في من يُنظمها، نحن نريد شغلاً ونريد تحسين أوضاعنا الاجتماعية أولاً». عدد كبير من الشباب التونسي عبّر عن اهتمامه بنشاطات الأحزاب وتطور علاقاتها مع الحكومة بين الشدّ والجذب انطلاقاً من منزله، فالانترنت بالنسبة إليهم أضحت وسـيلة تـمكنـهم من الإطلاع على مختلف البرامج والبيانات التي تصدرها مختلف المكونات السـياسية القـانونية وغيـر المعترف بها على حدّ سواء. وأضحت شبكة «فايسبوك» فسحة لنقاشات الشباب التونسي في الشأن العام، وظهرت جرأته في طرح المواضيع السياسية ونقد الحكومة والأحزاب من دون خوف. وسارع عدد من رموز المجتمع المدني والأحزاب السياسية – خصوصاً المرشحين إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة – إلى إنشاء حسابات عبر «فايسبوك» وقام بعضهم بتصميم مواقع ومدوّنات أملاً في استقطاب الشباب ومزيد التعريف ببرامجهم. ويرى الشاب محمد بشير نصرة أن التكنولوجيا الحديثة هي «سبب من أسباب عزوف الشباب عن السياسية لأنها تلهيه عن القضايا الجوهرية وتقوم بتخديره وثنيه عن الاهتمام بالشأن العام مقابل مواضيع أخرى كالفنّ والرياضة وكرة القدم وإن كنا نلاحظ تزايد اهتمام الأحزاب بالدعاية الالكترونية». أما بوعزيّ فيرى أنّ أحزاب المعارضة «تستغلّ الانترنت في شكل جيد لاستقطاب الشباب الذي لم يعد يرغب في المغامرة ومواجهة الخطر، وهو قادر على تثقيف نفسه سياسياً بضغطة زرّ من منزله». ويضيف: «الحكومة تُضايقنا حتى عبر الانترنت، فمثلاً قامت بحجب موقعين لحزبنا وتواصل إغلاق 88 موقعاً آخر، نحن متأكدون أنّ الشباب التونسي يُقبل على الانترنت وهو يتجاوب معنا افتراضياً في شكل أفضل».
(المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 31 أوت 2009)  

رد على مقال « عمّال مصنع الآجر والحقوق المهدورة »


تلقت أسرة « راديو ومجلة كلمة » من إدارة مصنع الآجر بباجة ردا عن الخبر الذي حرره زميلنا المولدي الزوابي بعد اتصاله المباشر بعدد من العمال ، الرد موقع من قبل السيد طارق الحباشي ننشره كما هو إيمانا منا بأنه لكل فرد أو جهة تعرضنا لها في نشراتنا أو تحقيقاتنا الحق في الرد والتوضيح. ننشر الرد كما هو، رغم قناعتنا بأنه يحق لنا أن نحذف منه التجريح الشخصي والتوظيف غير الموفق لآيات القرآن الكريم، وما لا يندرج في صلب الرد. ويجدر التذكير بما ورد في قانون الصحافة وخاصة في الفصل الثامن والعشرين والذي يقول أن « الرد يكون من حيث الطول في حدود المقال الذي تسبب فيه » فقد بلغ الرد أربع أضعاف الخبر المتسبب فيه (39 سطر دون اعتبار للتوقيعات والحواشي مقابل 10 أسطر للخبر). وقد تغافلنا عما ورد بالفصل 31 من نفس القانون من أنه لا يجوز المس بشرف الصحفي أو مكانته، ونترفع عما ورد بالنص من إساءة شخصية. هذا ونشير إلى أن الرد وصلنا عبر مقلات القراء وهو ما أخر نشره ، وكان الأجدر بصاحب الرد أن يرسل برده لبريد الموقع وقبل ان ينشره على صفحات الفايس بوك. ننشر الرد كما وردنا ثم نلحقه بالخبر الذي تسبب فيه ويكون لنا في الخاتمة تعليق. النص الكامل للــــردّ بسم الله الرحمان الرحيم : يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين…صدق الله العظيم. بهذه الآية الكريمة أستهل ردي على المقال المعنون تحت اسم عمال مصنع الآجر والحقوق المهدورة ، وكان من الأنسب لكاتب المقال أن يتحرى بالدقة والموضوعية في نقل المعلومة ولا أن يعتمد على القيل والقال ، وكان من الأنسب له لو أنه تولى إجراء تحقيق ميداني وابتعد عن إذاعة قالوا أو راديو الرصيف كما يقال ، أو يسأل أهل الذكر، أو لم يكن شفاء العي1 السؤال، اعلم أيها السيد المولدي الزوابي المحرر للخبر أن الخبر الذي سقته تنقصه الدقة والموضوعية والشفافية ، ذلك أن العمال خاضعين لبطالة فنية منذ يوم 20 فيفري 2009 ويتقاضون خمسين بالمائة من الأجر وبانتظام شهريا مع باقي المنح التي كفلها لهم المشرع ومنها ملحق الأجور الخاصة بسنة 2008 وكل هذا يتم بشفافية وعن طريق المسالك الإدارية وعلى رأسها تفقدية الشغل والاتحادين الجهويين للشغل والصناعة والتجارة ، كما أنك يا سيدي المحرر علمت شيئا وغابت عنك أشياء إذ أنه ليس كل عمال المعمل خاضعين للبطالة الفنية وإنما نصف العملة في حين أن النصف الآخر يباشرون أعمالهم كامل الوقت في صيانة المعمل تمهيدا لأن يكون قطبا صناعيا أكبر مما كان عليه يضمن ويوفر مواطن شغل لأكثر عدد ممكن من أبناء باجة ، والكل يعمل بما أوتي من جهد لانجاز استثمار يليق بمدينة باجة من جهة ويساهم في الدورة الاقتصادية للبلاد ككل، تماشيا مع السياسة الرشيدة للدولة ، وإننا لنحمد الله الذي رزقنا عقولا نفكر بها لنعمل، و لا لنهدم بها والفاهم يفهم ونشكر من جرت النعم على يديه ويسر لنا السبل بتوفيق من الله ألا وهو سيادة رئيس الدولة الذي أجرى الله النعم على يديه ، وإننا إذ نقول هذا فإننا لا نرمي الورود بالرغم من أن رجال هذه البلآد يستحقون أروع الزهور من جنات الخلد، وإنما نصدع بالحق اعتبارا لما لمسته هذه المؤسسة من تجاوب مع كل الجهات المسؤولة في الدولة منذ أن ظهرت الأزمة المالية العالمية، واعلم أيضا يا صاحب المقال أن صاحب المؤسسة يتولى صرف مستحقات العملة المباشرين والخاضعين للبطالة الفنية من ماله الخاص ولم يوصد الباب أمامهم وخير دليل على ذلك فاني أمنحك هذا السبق الصحفي هدية لك الذي أرجو أن يحظى بقلمك إذ أن العمال الخاضعين للبطالة الفنية تجمعوا كلهم صبيحة يوم الأحد 16 أوت 2009 وتوجهوا في مسيرة تضامنية عفوية إلى صاحب المؤسسة السيد البشير البلآقي وطلبوا منه الصفح إن كان صدر عنهم أي إساءة أو سوء فهم أو تقدير وقد كان لزيارتهم هذه له التأثير البالغ في نفسه ، واسألهم كما تعودت وهم سوف يؤكدون لك هذا. لذلك فانه لا داعي لصب الزيت على النار واعلم وفقني الله وإياك أنه لا توجد نار بين الإدارة وعمالها وان كان هناك قبس من نار فإنها سوف تنزل علينا بردا وسلاما مثلما نزلت على نبي الله إبراهيم ، وختاما فاني أذكرك بذاك البيت الرائع للمعري حين قال : تعد ذنوبي عند قومي كثيرة ولا ذنب لي إلا العلى والفضائل. وكما بدأت بكلام الله فاني أختم به : فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض. عن إدارة المؤسسة طارق الحباشي  1ـ العي هو الذي لا يفهم ولا يفهم أنه ما يفهم ولا يقدر الأمور وما يترتب على تصرفاته من مسؤولية وقد يلحق الضرر بأناس معه ويقحمون في أمور بسبب تصرفات غيرهم ممن لا يفقهون في الحياة شيئاً الخبر موضوع الرد باجة: عمّال مصنع الآجر والحقوق المهدورة أحالت إدارة مصنع الأجر بباجة عددا من العمال على البطالة الفنية بعد أن مارست عليهم ضغوطات من أجل ترك العمل دون المطالبة بمستحقاتهم التي يكفلها القانون. وقال عدد من العمال إنّ صاحب المصنع عادة ما يتعلل بغلق المصنع كلما قربت مناسبة تتعلق بالانتخابات أصبح يستعملها أداة للضغط على السلطة حتى تضخ له بعض الأموال. كما أكّد العمال أنّ هذا المصنع يعتبر من المؤسسات الرابحة غير أن صاحبها يتعمد مثل تلك الممارسات للتخلص من مستحقات العمال والتنصل من ترسيم بعضهم وتمكينهم من التغطية الاجتماعية. وأضاف عدد منهم بأنّ الاتحاد الجهوي للشغل بباجة لم يقم بدوره الفاعل والجاد لحل مشكلتهم بل لايزال يتعمد مماطلتهم نظرا لعلاقة الكاتب العام الجهوي بصاحب المصنع، على حد تعبير البعض منهم. كما أنّ تفقدية الشغل تجاهلت مطالبهم وطردت البعض منهم في أكثر من مناسبة. وكان عمال مصنع الآجر قد خاضوا وعلى امتداد أكثر من سنة جملة من التحركات بلغت حد الاعتصام أمام مقر الولاية.

التعليق على الرد

زميلنا المولدي صحافي محترف ويتمتع بمصداقية عالية وقد تجلى ذلك من خلال التحقيقات التي نقل فيها معاناة مواطني الشمال الغربي في الدولة التي « أجرى الله النعم على يدي رئيسها » كما ورد في كلام صاحب الردّ دون أن تتمكن الجهات المعنية من الرد عليها بل اكتفت بالتضييق عليه ومحاصرته خاصة في باجة؟ وبخصوص هذا الخبر فقد نقله مباشرة عن مجموعة من عمال المصنع بل وأكثر من ذلك اتصل بالهياكل النقابية المعنية بقضية عمال الآجر وجالسهم واستفسر وضعيتهم كما واكب الاعتصام الذي نظمه عمال المصنع ميدانيا ولم يتمكن من الاتصال بالإدارة نظرا لغلق المصنع الذي على أساسه قام العمال بالاعتصام وهي باعتقادنا العناصر الأساسية والضرورية لعمل الصحفي ، ورغم أن السيد طارق الحباشي المتحدث باسم المصنع المذكور قد نفى في بداية رده صحة ما ورد في الخبر الذي زعم أن مراسلنا قد حرره بناء على ما سمعه مما سماه « بإذاعة قالوا أو راديو الرصيف » فإنه تناقض وعاد ليثبت صحة انتساب مصادر زميلنا للمصنع المذكور وذلك حين قال بأن « العمال الخاضعين للبطالة الفنية تجمعوا كلهم صبيحة يوم الأحد 16 أوت 2009 وتوجهوا في مسيرة تضامنية عفوية إلى صاحب المؤسسة السيد البشير البلآقي وطلبوا منه الصفح إن كان صدر عنهم أي إساءة أو سوء فهم أو تقدير » فضلا على انه لم يكذب إحالة عدد من العمال على البطالة الفنية وهو ما ذهب إليه زميلنا الزوابي في مقاله. ويعد ذلك اعتراف ضمني بأن بعض العمال الذين يعانون من المشكلة قد صرحوا لزميلنا بمعاناتهم! … أما التعليق عن المسيرات التضامنية والعفوية ـ على افتراض حصولها ـ فنترفع عن التعليق عليها معولين على نباهة القارئ في معرفته من يعتمد هذه الأساليب!ولعل في استعمال كلمة الصفح فيها ما يشير الى جدليــــة العلاقة بين طبيعة صاحب المصنع …والعمال الكادحين… . وفي ما يخص تصدير الرد بالآية الكريمة المذكورة آنفا، فرغم أننا لا نحبذ هذا الأسلوب ولكننا لا نختلف على مضمون الآية الكريمة وندعو القارئ أن يتثبت في الأخبار التي ترده مهما كان مصدرها وأن يلحق الوصف في الآية بالجهة التي تستحقه! وسنسعد في « كلمة  » بالجهة التي تنبهنا لأخطائنا إن حصلت ولن نترفع حينها عن الإعتذار. وسيبقى « راديو كلمة » صوت من لا صوت له وعين على معاناة شعبنا وما يلاقيه يوميا من ظلم مسلط عليه من أصحاب السلطة وآلهم والمتقربين لهم زلفا. ويقيننا أن الزبد مهما علا سيذهب جفاء وأن ما ينفع الناس يمكث في الأرض.

هيئة تحرير « كلمة »
(المصدر: « كلمة » (أليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 30 أوت 2009)


 

أكثر من نصف مليون عاطل في تونس


قدّر عدد العاطلين عن العمل في تونس بأكثر من نصف مليون عاطل، أي ما يمثل نسبة 14.2 % من القوى العاملة. وأظهر المسح السكاني لعام 2008، الذي أجراه المعهد الوطني التونسي للإحصاء، أن البطالة مست بشكل خاص متخرجي التعليم العالي، مشيراً إلى أنه، رغم ما أقر من حوافز من أجل توفير فرص عمل لهم في القطاع الخاص أو مساعدتهم على إنشاء مشاريع تنقذهم من البطالة، فإن ربع من لهم مستوى تعليم عالي عاطلون عن العمل. وأشار المسح إلى أن الملفت للانتباه هو أن هاجس البطالة أصبح يؤرق أكثر من ثلث أصحاب الشهادات من التقنيين السامين، إذ إنه في الوقت الذي يعتقد فيه المتوجهون إلى هذه الاختصاصات أنهم سيحصلون على فرصة عمل، بمجرد تخرجهم، فإن نسبة البطالة في صفوف هذا النوع من التقنيين، تزداد من عام إلى آخر. من جهة أخرى، كشف المسح أن عدد الإناث في تونس، خلافاً لما كان عليه الوضع من قبل، فاق للعام الثاني على التوالي عدد الذكور، إذ إن عددهن زاد على عدد الذكور بـ 8700 نسمة عام 2008.
(المصدر: موقع إيلاف (بريطانيا) نقلا عن وكالة الأنباء القطرية بتاريخ 30 أوت 2009)  


الرئيس زين العابدين بن علي يتحول إلى الجماهيرية الليبية


بارح الرئيس زين العابدين بن علي يوم الإثنين 31 أوت 2009 تونس متوجها إلى الجماهيرية العربية الليبية الاشتراكية العظمى بدعوة من أخيه معمر القذافي قائد الثورة للمشاركة في احتفالات الشعب الليبي الشقيق بالذكرى الأربعين لثورة الفاتح من سبتمبر العظيم وفي أشغال قمة الاتحاد الإفريقي الخاصة. وقد حيا رئيس الجمهورية العلم على أنغام النشيد الرسمي واستعرض تشكيلة شرفية من الجيوش الثلاثة أدت له التحية.  
(المصدر: موقع « أخبار تونس » (رسمي – تونس) بتاريخ 31 أوت 2009)

خلال 3 أيام بالمياه الاقليمية التونسية ضبط 4 مـراكب صيد مصرية بها 500 طن من السمك و«بلانصي» ايطالي

 


72 بحارا بينهم 3 تونسيين اقتيدوا الى ميناء صفاقس والمفاوضات قادت الى اطلاق سراح الزوارق المصرية تونس ـ الأسبوعي ـ وكالات علمت «الأسبوعي» ان  السلطات البحرية التونسية ضبطت يوم الثلاثاء الفارط مركب صيد ايطالي داخل المياه الاقليمية التونسية واقتادته الى الميناء البحري بصفاقس حيث تم الحجر عليه بتهمة الصيد بدون رخصة في المياه التونسية. وذكرت مصادرنا ان المركب يحمل اسم «تشيارالونا» وهو مسجل بالبحرية التجارية بميناء مادزارا الايطالية ويعمل على متنه سبعة بحارة بينهم ثلاث تونسيين ومغربي واحد ضبطوا بصدد الصيد بمياهنا فتم اقتيادهم الى ميناء صفاقس في انتظار تسوية الوضعية. مزاعم ايطالية من جانبها قالت  وسائل الاعلام الايطالية ان طاقم خافرة تابعة للبحرية التونسية فاجأوا مركب الصيد «تشيارالونا» الذي يبلغ طوله 30 مترا وقادر على شحن 117 طنا واقتادوه الى ميناء الصيد البحري حيث يحتجز منذ يوم الثلاثاء الفارط. وزعمت المصادر الايطالية نقلا عن ربان المركب ان السلطات التونسية اعترضتهم قرب قنال صقلية على بعد نحو 90 ميلا من السواحل التونسية الذي اضاف في اتصال هاتفي مع صحيفة ايطالية «لقد فوجئنا بايقافنا واقتيادنا الى ميناء صفاقس التونسية رغم اننا كنا نعمل في المياه الدولية». وبلهجة حادة واصل حديثه بالقول: «قبل اشهر احتجزت السلطات الليبية المركب واليوم السلطات التونسية فأين سنعمل؟.. تأكيد الخطأ غير ان عمدة «مادزارا» نيكولا كريسالدي اكد ـ وفقا للمعطيات التي توفرت لديه ـ «ان قبطان (الرايس) مركب الصيد الايطالي ارتكب خطا ودحل منطقة ممنوع الصيد فيها لغير التونسيين «نتيجة قصور في اجهزة الملاحة» (!!) معربا عن ثقته من ان العلاقات الطيبة بين ايطاليا وتونس ستعمل «على ايجاد نهاية سعيدة لهذا الحادث». يذكر أن مركب الصيد «تشيارالونا» الذي القي القبض عليه يوم 4 مارس الفارط من قبل البحرية الليبية بعد ضبطه يصطاد داخل المياه الاقليمية الليبية وبعد مفاوضات دامت خمسة ايام بين السلطات الايطالية ونظيرتها الليبية اطلق سراحه. ولكن هذه المرة لم يطلق سراحه بعد، غير ان بعض المعطيات تشير الى ان المفاوضات التي جرت بين السلطات التونسية ونظيرتها الايطالية طيلة الايام الفارطة قد تقود الى اخلاء سبيل المركب الايطالي خلال الاسبوع الجاري. حجز 4 مراكب صيد مصرية وكانت السلطات البحرية التونسية ضبطت يوم السبت قبل الفارط اربعة مراكب صيد مصرية بصدد العمل في المياه الاقليمية  التونسية. وذكرت مصادر لـ«الأسبوعي» ان المراكب الاربعة على متنها 65 بحارا مصريا ضبطت تصطاد بطريقة غير مشروعة داخل مياهنا فاقتيدت الى ميناء صفاقس وحجز نحو 500 طن من الاسماك كانت على متنها. من جانبها نقلت مصادر اعلامية مصرية عن أحمد رزق مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية ان  المراكب الاربعة هي «الحاج حبيب» و«أبو أيمن» و«عباد الرحمان» و«الأمير صالح». واضاف المصدر ذاته نقلا عن حمودة عريس شيخ الصيادين  بمنطقة «برج مغيزل» ـ مركز مطويس  مسقط رأس البحارة ان مراكب الصيد «الأمير صالح» على ملك ماهر الشاذلي و«الحاج حبيب» على ملك محمد حسن باشا و«أبو أيمن» على ملك سعيد شبانة و«عباد الرحمان» لحسن أبو محمود. تسوية الوضعية المفاوضات بين السلطات  المصرية ونظيرتها التونسية انتهت الى الاتفاق مساء امس الاول على اطلاق سراح مراكب الصيد المصرية الاربعة بعد تسوية وضعيتها وقد غادرت بعد ظهر أمس ميناء صفاقس فعلا. وفي ذات السياق قال احمد رزق مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية لموقع الكتروني مصري «ان الخارجية المصرية تودّ بهذه المناسبة أن تعبر عن شكرها وتقديرها للأشقاء في تونس وللسفارة التونسية بالقاهرة على الجهود التي تم بذلها في هذا المجال». وشدد مساعد الخارجية للشؤون القنصلية على أن الخارجية المصرية تحذّر مجددا اصحاب مراكب الصيد والصيادين من دخول المياه الاقليمية لدول الجوار بصورة غير قانونية وضرورة الالتزام بالقوانين باعتبار ان المياه الاقليمية جزء لا يتجزأ من سيادة الدولة. صابر المكشر  

(المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 31 أوت 2009)
 


السفير التونسي بالقاهرة:

« لا نمانع في صيد السفن المصرية بمياهنا.. ولكن نشترط علمنا »


داليا عثمان قال السفير التونسي بالقاهرة « الصادق القربى » إن بلاده لا تمانع في ممارسة السفن المصرية في المياه الإقليمية التونسية، شريطة أن تكون السلطات هناك على علم بهذا الأمر، موضحا أن هناك اتصالات مستمرة علي كافة المستويات بين الجانبين المصري والتونسي لضبط وتنظيم عملية الصيد في المياه الإقليمية . ووصف « القربى »، في تصريحات خلال حفل إفطار المجلس المصري للشئون الخارجية أمس الأحد، قرار الرئيس التونسي « زين العابدين بن على » بشأن الإفراج عن السفن المصرية الأربعة التي دخلت المياه الإقليمية لتونس بصورة غير شرعية، بأنه « قرار صائب في ظل العلاقات الحميمة التي تربط بين مصر وتونس »، موضحا أنها ليست المرة الأولى التي يتخذ فيها هذا القرار، حيث سبق واتخذ قرار مماثل العام الماضي حينما دخلت سفينتان المياه الإقليمية لبلاده قبل عيد الأضحى بيومين . وأضاف أن معالجة الرئيس التونسي لتلك القضية تعد  » معالجة أخوية  » في ضوء العلاقات المتميزة بين البلدين ، على الرغم من أن دخول سفن الصيد للمياه التونسية يعد خرقا للقانون، مشيرا إلى أن السفن الأربعة قامت بالصيد بدون ترخيص داخل المياه الإقليمية لتونس، وقامت الوزارات المعنية بإقرار دفع غرامة قدرها 30 ألف دولار لسفينتين و40 ألف دولار للأخريين . وأضاف أن العلاقات التجارية بين البلدين تنمو بشكل مستمر، حيث وصل حجم التبادل التجاري إلى 400 مليون دولار، معربا عن أمله في أن يزيد هذا المبلغ بحلول العام المقبل ليصل إلى 600 مليون دولار في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية. ولفت إلى انه اجتماع اللجنة المشتركة بين البلدين سيعقد في القاهرة قبل نهاية عام 2009 لبحث مختلف القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية بهدف تنشيط التعاون في مختلف المجالات، وتوقيع اتفاقيات في مجال الزراعة والتجارة بين البلدين. ونوّه بأن تونس تشهد فترة سياسية « معبأة « حيث تستعد لإجراء الانتخابات الرئاسية المقررة في 25 أكتوبر المقبل.
(المصدر: « المصريون » (يومية – القاهرة) بتاريخ 31 أوت 2009) الرابط: http://www.almasryonline.com


تحويل مسار رحلة بين تونس وباريس بسبب جهاز إلكتروني مريب


باريس:الفرنسية تم تحويل مسار رحلة لشركة اير فرانسبين تونس وباريس صباح اليوم إلى مطار باستيا في جزيرة كورسيكا الفرنسية في البحر المتوسط بعد العثور على جهاز الكتروني مريب في الطائرة، كما أفادت متحدثة باسم شركة الطيران الفرنسية. وقالت المتحدثة باسم اير فرانسإان « الطاقم عثر في الطائرة على جهاز الكتروني لسماع الموسيقى لا يعود إلى أحد من الركاب. وعلى الأثر، قرر قائد الطائرة إتباع الإجراء التقليدي المتمثل في تحويل الطائرة إلى اقرب مطار لإنزال الركاب وإجراء عملية تفتيش كاملة » لها. وكانت الطائرة أقلعت من تونس في الساعة 7,05 (05,05 ت غ) وفيها 178 راكبا متجهة إلى مطار رواسي شارل ديغول الباريسي حيث كان مقررا أن تهبط في الساعة 9,15 (07,15 ت غ). وبعد هذا التفتيش، سيستقل الركاب مجددا الطائرة نفسها للتوجه من باستيا إلى رواسي. (المصدر موقع الأقتصادية الإلكتروني بتاريخ 30 اوت 2009)  

جامعة تونس دوفين   (ITD)   تفتح أبوابها أمام الطلبة


بقلم: مهى ولهازي  بعدما كان وزيرا سابقا للتربية والتعليم ومديرا سابقا للمجلس الوطني للإحصاء وكذلك مديرا سابقا بمعهد الدراسات التجارية العليا بقرطاج، يترأس حاليا رضا فرشيو جامعة تونس دوفين الخاصّة (ITD) فرع جامعة باريس دوفين (UPD) وثمرة مجهود التعاون التونسي الفرنسي في مجال التعليم العالي. ويقول رضا فرشيو « لقد نشأت فكرة إحداث المعهد على هامش اجتماع بسفارة فرنسا بتونس بمناسبة خمسينية الاحتفال بعيد الجمهورية التونسية عام 2006. وقتها تساءل البعض عن سبل دفع التعاون التونسي الفرنسي (..) ففكرنا في بعض جامعة، خاصّة وأنّ عددا كبيرا من الطلبة التونسيين يدرسون بفرنسا ». وقد جذب هذا المشروع -الذي يبلغ رأس ماله 2.5 مليون دينار تونسي- مؤسستين ماليتين، هما « بنك تونس العربي الدولي » و »البنك التونسي » اللذان يمتلكان تباعا 35 بالمائة و30 بالمائة من رأس المال المشروع. بينما تمتلك جامعة باريس دوفين (UPD) 33 بالمائة من رأس المال والنسبة المتبقية (2 بالمائة) مملوكة لأشخاص ماديين. وفي انتظار أن تنشأ مقرّها الخاص العام المقبل، قامت جامعة تونس دوفين (ITD) بتأجير 4 طوابق بجهة العمران بطاقة استيعاب تقدر بـ300 طالب. وقد قدم 120 طالبا ملفاتهم للتسجيل الجامعي، الذي انطلق شهر جويلية الماضي، لكن 75 طالبا فقط منهم توفرت فيهم شروط التسجيل، وهو رقم يراه البعض ضعيفا لاسيما وأنّ الجامعة كانت تتوقع إقبال مئات الطلبة في أول سنة جامعية لها. لكن رضا فرشيو أكد أنّ الغاية من إحداث هذه الجامعة ليست تجارية محضة بقدر ما هي تستهدف التكوين المميّز للطلبة وتحسين جودة التعليم العالي الخاص وتطوير الرأس المال البشري بتونس. وتمنح جامعة تونس دوفين (ITD) للطلبة فرصة التكوين في شعبتين: الأولى شعبة الاقتصاد والتصرف، والثانية شعبة الرياضيات والإعلامية والتطبيقات في الاقتصاد والمؤسسة. ويدرس الطلبة خلال السنتين الجامعية الأولتين في اطار جذع مشترك، ثمّ يقوم الطالب بالتخصص في شعبة ما، خلال العام الثالث. علما أنّ هذه الجامعة لم تتحصل بعد على الترخيص (من قبل وزارة التعليم العالي) لإسناد الإجازة، لكنها تعمل على تحقيق ذلك العام المقبل. وفيما يخصّ التكوين، أشار رضا فرشيو أنّ البرامج والامتحانات ستكون مطابقة لتلك التي يجري بها العمل في جامعة باريس دوفين (UPD) ، وأنّ الشهادات الممنوحة ستكون معترف بها دوليا. وبالنسبة إلى المدرسين، يتركب هذا الاطار بالتساوي من جامعيين فرنسيين وتونسيين تخرجوا من جامعة باريس دوفين(UPD). ويبلغ ثمن التسجيل في السنة الجامعية لكل طالب 6500 دينار، وهو ثلث التسجيل الجامعي بجامعة باريس دوفين (10 آلاف أورو). ويقول رضا فرشيو « نحن لا نرغب في أن تكون جامعة للأثرياء. بل على العكس من ذلك هناك بعض التسهيلات الموجهة للطلبة الممتازين الذين يجدون صعوبة مادية في التسجيل ». (المصدر: الموقع العربي لبوابة (webmangercenter.com) بتاريخ 31 أوت 2009) الرابط: http://ar.webmanagercenter.com  

 
 

الرئيس الأسبق للوكالة الدولية للطاقة الذرية د.بشير

التركي يواصل رواية صفحات مخفية من تاريخ تونس


مرسل الكسيبي يواصل الرئيس الأسبق للوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور بشير التركي في مؤلفه الذي حرره بتاريخ سنة 2001 رواية صفحات مخيفة ومخفية من تاريخ تونس ., فيقول :  » أما في تونس العهد القديم فتعرضت الى مشغلة ( مطاردة ) سيارتي مرات عديدة والدخول الى داري بعد رشها بغاز منوم ومحاولة احراقها واقتحام داري في المهدية مرات عديدة وتخريبها  » . ويمضي ليسرد محاصرة السلطات التونسية له في وكالة الطاقة الذرية بفيينا في مقابل دعم الرئيس الراحل عبد الناصر لجهوده العلمية :  » عندما كنت أجاهد بمفردي لأرفع علم تونس عاليا في المحافل الدولية سعى المخربون الى تحطيم مساعي…, الأمر الذي جعل الرئيس جمال عبد الناصر يمد الي يد النجدة دون طلب مني ولا قبول .., وانتصرت بعون الله في 23 – 9 -1969 ورفعت علم تونس عاليا في المحافل العلمية العالمية .., ثم رجعت الى وطني في 11-10-69 حيث هنأني الوزير التونسي أحمد بن صالح برسالة في 13-10-69  وحطم المؤسسات العلمية القومية دون اكتراث لما سيلحق بتونس مستقبلا من عقم في البحث العلمي وخلاء في ميدان الدراسات والانجازات التقنية  » .. ويرى الدكتور التركي رحمه الله بأن تونس لم تخل من جموع غفيرة من المهندسين والعلماء والبحاثين الذين اختاروا بحسرة البقاء في الخارج أو الهجرة تفاديا للبلاء المسلط عليهم , ثم يشير الى اسم المرحوم محمد علي العنابي وهو مهندس أول تونسي تخرج من البوليتكنيك , غير أنه قاسى على حد ذكره الأمرين انذاك من جهات تونسية نافذة… واتهم الدكتور التركي في موضع لاحق من الكتاب هذه الجهات المتنفذة بالتخطيط  » لتبعية تونس للعدو تربويا واقتصاديا وثقافيا ليسهل بعدها ابتلاع البلاد سياسيا كما وقع للأندلس وصقلية وفلسطين اليوم.. » ويعود بعد ذلك الى اتهام أشخاص وصفهم بالأيادي العميلة في ذلك الوقت , موجها الاتهام الى الرباعي : – محمود المسعدي , أحمد بن صالح , محمد مزالي وأحمد عبد السلام … محمود المسعدي أول المتهمين : وصف الدكتور التركي في كتابه – الجهاد من أجل تحرير البلاد وتشريف العباد – الراحل محمود المسعدي بالقاهر المشؤوم والخائن المهزوم .. وقد روى في مرارة قصصا مخجلة حدثت له مع هذا الأخير :  » اني رجعت الى تونس من الهجرة طوعا في أكتوبر 1959 بعد عذاب كبير يتمثل في اجباري قهرا منه باستعمال شرطة الحدود كي لاأكمل بحوثي العلمية في فرنسا وأعمل أستاذا في معهد صفاقس , ولكنني هربت لأكمل شهادة الدكتوراة وأكون أول أستاذ في التعليم العالي في كلية العلوم بتونس , فبعد سنة فصلت عن عملي ظلما وتعسفا ودون سبب كما تبينه الوثيقة .. » ويمضي العالم التونسي الراحل في رواية تفاصيل أخرى عن شخصية المسعدي :  » والمعلوم أن كاتب الدولة للتربية القومية محمود المسعدي مبرز في اللغة العربية .., وهو يعاملني كأنني أعمل عبدا في أملاكه الشخصية , فهو يعلمني في 1 أكتوبر 1960 أنه فصلني بدون سبب يذكره .., دون أن يكترث بقوت عائلتي في ذلك القهر المشؤوم , وفي نفس الوقت يسمي مدير التعليم والبحث العلمي في مخابر كلية العلوم أجنبيا اسمه  » كولون  » ليس له شهاداتي ولاخبرتي .., والشيء من مأتاه لايستغرب اذ أن المهمة التي كلفه بها المستعمر الغاصب هي فرنسة التعليم في البلاد لغة واطارا وكذلك فرنسة كل الوطن , خاصة وأنه أغلق أبواب جامعة الزيتونة , التي هي أول جامعة في التاريخ وهي التي بعثت قبل قرنين من بناء جامعة الأزهر  » ويضيف الدكتور التركي – رحمه الله – قائلا :  » ارتكب محمود المسعدي جرائم غير تقادمية ضد دستور البلاد .., وهو يطبق البرنامج العشري لاصلاح التعليم أعده الماسوني  » جان دوبياس  » سنة 1958 لفرنسة البلاد ومسح العروبة والاسلام منها  » – الصفحة 52 من الكتاب . ملاحقة حتى في مقاعد الدراسة ! لم يكن الدكتور والعلامة الفيزيائي الراحل بشير التركي محظوظا مع الوزير الأسبق محمود المسعدي , اذ لاحقه كأستاذ في مادة العربية وروى عنه مواقف طريفة ومؤلمة أيضا ولعلنا نقتبس فيما يلي بعضا مما رأيناه مهما في هذه العلاقة :  » أذكر أنني في سنة 1947 حضرت في المدرسة الصادقية دروسا في اللغة العربية لمحمود المسعدي , وأي دروس ؟! , اذ أنه بقي طول السنة يفسر لنا نصوص كتاب كليلة ودمنة , دون أي شيء اخر بدعوى أن القسم ضعيف في العربية , ولاذنب لنا في ذلك اذ كنا ضحية الحرب , وقد أجرى لنا أول امتحان في ترجمة نص من الفرنسية الى العربية , وفي الأسبوع الموالي دخل لالقاء درسه , فصاح بقوة من عتبة الباب :  » تركي  » ثلاث مرات وهو متوجه نحو مكتبه ووضع محفظته عليه ومسكها من الأعلى والتفت الى القسم ليكتشف هذا التركي , وقد هربت الأرض من تحت أقدامي وأنا أحاول أن أقف .., فوقفت نصف وقوف وأنا أرتعد خوفا من البلاء الذي نزل علي ظلما , وأما هو فقد كان يفتش عني بعينيه مطأطئا رأسه يمينا وشمالا ليكتشفني بكاملي كأن فريسته لم تطاوع مطامحه .., ثم فتح محفظته بحركة سخرية وأخرج منها أوراقا رماها باحتقار على المكتب ثم مسك أولها ووجهها نحوي وهو يقول : الأول سبعة ونصف على عشرين .. » ويمضي محمود المسعدي في الانتقام من نابغة تونس والعالم العربي والعالم في الرياضيات والفيزياء النووية , فيسند له في المرات التالية خمسة من عشرين ثم ثلاثة أو أربعة فوق الصفر ثم مجموعة أصفار ومجموعة أخيرة تحت الصفر  أي : ناقص خمسة على سبيل المثال !!! وبانتصابه مسؤولا عن التعليم الثانوي صنع المسعدي المستحيل , بما في ذلك ايقاف الدكتور التركي على الحدود ليجبره على حد قوله على الاشتغال استاذا للتعليم الثانوي بصفاقس , مع علمه السابق بمقدرة الأخير على العلم والتعلم والبحث العلمي …! في الحلقة القادمة بمشيئة الله تكتشفون وجها اخر عن شخصيات بارزة مثل أحمد بن صالح ومحمد مزالي كما يراها أو عايشها العلامة الفيزيائي الراحل د.بشير التركي… الى ذلكم الحين دمتم في رعاية الله … (المصدر: « الوسط التونسية » (أليكترونية – ألمانيا) بتالريخ 28 أوت 2009)


تونس: مهرجان المدينة في رمضان يرسّخ الارتباط بالطرق الصوفية


تونس- خدمة قدس برس عاش حي باب سويقة بالمدينة العتيقة بالعاصمة تونس احتفالا يكتسي طابعا خاصا يقول عنه منظمو مهرجان ليالي المدينة الرمضاني إنّه يكرّس تقاليد ثقافية متجذرة في حياة المدينة. فقد أقيمت ليل الأحد (30/ 8) « خرجة » الطريقة العلوية نسبة إلى الولي الصالح « سيدي بوعلي » الذي يوجد مرقده في مدينة « نفطة » بالجنوب التونسي. تولى عدد من الشبان يرتدون الجبّة التونسية إيقاد الشموع أمام مسجد عاشور ثم ضربت الدفوف وسارت الفرقة تردد جماعيا أناشيد الطريقة وقد رفعت أمامها السناجق الخضراء والسوداء لتدخل دار الجمعيات العاشورية، حيث أنهي الجزء الأوّل من البرنامج. ثم جمعت الفرقة أدواتها وتوجهت نحو زاوية « سيدي شيحة » الذي يوجد مرقده اليوم داخل مؤسسة تعنى بالخط العربي تابعة لوكالة إحياء التراث. وأعيد المشهد نفسه، فبعد إحماء الدفوف تم دخول الزاوية واستقرت فرقة الإنشاد في بهو يتوسّط فناءها ليبدأ الفصل الرئيسي من البرنامج بأناشيد هي مزيج من الذكر والمديح. الشابّة أميرة (24 عاما) كانت من الذين تابعوا « خرجة » العلوية من دار الجمعيات العاشورية حتى زاوية « سيدي شيحة » قالت لـ »قدس برس » إنّها تحب حضور هذه الأجواء الروحية وتفضّل الاستماع إلى أناشيد السلامية. كما أفصحت المتحدثة بأنّها غير متديّنة ولا تعلم أشياء كثيرة عن الصوفية ولكنّها تنجذب إلى التراث الديني لبلادها عبر إنشاد أتباع الزوايا والطرق. وهنا في ليالي شهر رمضان المبارك بمدينة تونس العتيقة ومنذ 26 عاما تعوّد الجمهور عروضا فنية متميّزة داخل معالم تاريخية لم تكن مخصصة سابقا لغايات ثقافية بل لأعمال خيرية أو أماكن زهد وعبادة. ويركّز المهرجان على الطابع الروحي والصوفي والغناء العاطفي الراقي ويحرص على تقديم أسماء جديدة. ويرى مدير مهرجان المدينة الهادي الموحلي في تصريح خاص لوكالة « قدس برس » أنّ كل مهرجان له خصائصه التي تتماشى مع الزمان المكان، ففي مدننا العتيقة ارتباط بالروح الإسلامية حيث تشعر بالجمال والطيب ينساب داخلها وفيها كنوز ساحرة يحلو بها السهر والذوبان في التجلي، حسب عبارته. ويضيف المتحدث « المدينة العتيقة ارتبطت حياتها بالتصوف الموجود في الزوايا ونحن نحاول أن نرجع الطرق الصوفية إلى أصلها وأن نعطي صورة صادقة عنها ». ويشرح الهادي الموحلي هذه الصورة التصحيحية بقوله « الخرجة والعمل، خرجة بالسناجق والدفوف والعمل بالجلوس ومدح الرسول وذكر الله بطريقة تقليدية سليمة أي أصيلة ».  (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 31 أوت 2009)  


أحمد بن صالح (6)


 طارق الكحلاوي  2009-08-30 رغم تاريخه النقابي الوجيز ولكن البارز في تمثيل «اتحاد الشغل» دوليا وشغل موقع «الكتابة العامة» في ظرفية حساسة أي الانتقال من وضع الاحتلال إلى وضع دولة الاستقلال، رغم ذلك تبقى صورة بن صالح في ذاكرة التونسيين هي صورة رجل الدولة. إذ فيها برز وصنع تاريخه السياسي الأبرز. لكن من الصعب الفصل بين دوره النقابي ودوره السياسي. فحتى من خلال موقعه النقابي في منظمة مثل «اتحاد الشغل»، كانت جزءاً لا يتجزأ من طيف الحركة الوطنية، وعلاقتها الوثيقة بالحزب الرئيسي في هذه الحركة يصعب تمثل دور بن صالح النقابي بعيدا عن دور السياسي. وهذا مجرد مثال صغير على الإشكالية العامة الخاصة بـ «استقلالية» الاتحاد عن الحزب. يذكر بن صالح حادثة أساسية بمعزل عن مدى دقتها تشير إلى الانتقال من دور النقابي إلى دور السياسي أو رجل الدولة، ولكن بما يعكس ثقل دوره النقابي في اقتلاعه لدوره السياسي الجديد. وتعكس أيضا تخوف بورقيبة من الثقل السياسي للمنظمة النقابية ومحاولاته احتواء قياداتها. ينقل بن صالح أنه مباشرة غداة الاستقلال في 20 مارس 1956 وبوصفه «النائب الأول لرئيس المجلس التأسيسي» أي البرلمان الوليد اقترح بشكل «غير رسمي» تجنب تنصيب زعيم الحركة الوطنية، الحبيب بورقيبة، على رأس الحكومة حتى يبقى في وضع الحكم الذي يساهم في المجهود الدولي للدولة الناشئة ولا يغرق كثيرا في تفاصيل وصراعات الوضع الداخلي. في الغد دعا الباهي الأدغم، «الكاتب العام» الجديد للحزب خلفا لصالح بن يوسف والذي كان الأخير لا يكنّ له حسب بن صالح الكثير من الاحترام خاصة عندما رافقه في المفاوضات مع فرنسا، إلى اجتماع حضره بعض قيادات «الاتحاد» وبقية «المنظمات القومية» مع قيادات للحزب طرح فيه الأدغم موضوع مستقبل بورقيبة السياسي مع التركيز على ضرورة منحه موقع رئيس الحكومة المقبل. يذكر بن صالح في هذا السياق اندلاع جدال بينه وبين الباهي الادغم خاصة عندما أشار الأخير إلى تجربة الهند وتقلد نهرو منصب رئاسة الحكومة، حينها رد بن صالح: «نهرو مش غاندي» (نهرو ليس غاندي). يواصل بن صالح روايته لهذه الحادثة حيث يشير إلى دعوة بورقيبة إلى اجتماع «الديوان السياسي الموسع» للحزب في منزله من الغد والذي دعي إليه إضافة إلى أعضاء «الديوان السياسي» ممثلو «المنظمات القومية» بما في ذلك أحمد بن صالح. عند دخول الأخير نادى بورقيبة: «هاو سي أحمد جا.. إيه إيجي اقعد بحذاية» («هاهو السيد أحمد جاء.. تفضل اجلس بجانبي») أمام أنظار قيادات «الديوان السياسي» القديمة و «الأكبر سنا» مثلما يشير بن صالح بما يعنيه ذلك من إحراج. واصل بورقيبة حسب بن صالح الكلام في الاجتماع: «يقولولي أنا متاع حكومة ولبسة وهدرة.. لكن إذا لزموني تحصل معناها إيش بيه» («يقولون لي أني أصلح لمنصب رئيس الحكومة لكن لا أرتاح لكل هذه البروتوكولات من لباس وغيره… ولكن إذا لزم الأمر لم لا»). ثم ينهي بورقيبة حديثه بالفرنسية: «بورقيبة من جهة وبن صالح من جهة أخرى سيكون الأمر جيدا للغاية» («Bourguiba d’un cote et Ben Saleh de l’autre ca va etre formidable»). بن صالح يقول إنه أصابته الدهشة من هذه الحظوة الخاصة والتجأ للبحث عن «تفسير» إلى أحد القيادات التاريخية لـ «اتحاد الشغل» محمد الري الذي كان كاتبا عاما لعمال نقابة «عمال الرصيف» والذي يصفه بن صالح بأنه كان في مقام «والده». محمد الري علق بكلمتين حسب بن صالح: «كلام يوغر الصدور». يواصل بن صالح روايته لهذه المرحلة الانتقالية الحساسة فيشير إلى أنه إثر حوالي 48 ساعة من اجتماع «الديوان السياسي الموسع» تلقى مكالمة هاتفية تخبره بقدوم سيارة الأمين باي، والذي كان حتى ذلك الوقت وقبل إعلان الجمهورية وتنحيته أعلى سلطة في البلاد، إلى «المجلس التأسيسي» ليستقلها بوصفه «النائب الأول» للمجلس ويرافق فيها حسب البروتوكول المرشح لموقع رئيس الحكومة ليقدم أوراق اعتماده إلى الباي. البروتوكول يقضي بأن الراكب على اليمين في سيارة الباي هو أكثر رفعة وكان على بن صالح أن يجلس على اليمين في السيارة لأن بورقيبة موجود فيها كمرشح فحسب ولم يتقلد موقع رئيس الحكومة بعد. يذكر بن صالح أن المدة القصيرة التي تمت فيها رحلة السيارة من «المجلس التأسيسي» إلى قصر الباي كانت صعبة إذ خلالها، وخلالها فقط طيلة حياة الرجلين، كان بن صالح بروتوكوليا في موقع أرفع من بورقيبة. وهنا يشير بن صالح أن بورقيبة لم يكن مرتاحا بتاتا إلى هذه الوضعية المؤقتة والشكلية. عند الوصول إلى القصر تقدم بن صالح بورقيبة واستقبلهما الباي بعيدا عن عرشه بما يعكس حفاوته الشكلية بالقادمين، وينقل بن صالح هنا أنهما في طريقهما إلى الجلسة الرسمية التفت الأمين باي إلى بورقيبة وطلب منه مشيرا إلى بن صالح «لازم تحطوا معاك في القصعة» («يجب أن تضعوه معكم في مركز السلطة أي الحكومة»). لكن أفعال بورقيبة حينها خاصة إثر تشكيله حكومته الأولى في 29 يوليو سنة 1957 لا تشير إلى منح بن صالح موقعا تنفيذيا كبيرا، إذ عيّنه في موقع «كاتب الدولة للصحة» («وزير الصحة»). ولكن من الواضح أن المجموعة التي كانت مقربة من بن صالح خاصة بعض أعضاء الفريق الذي ذكر أنه شكله لإعداد «التقرير الاقتصادي والاجتماعي» عندما كان زعيما للمنظمة النقابية أخذوا أيضا مواقع متقدمة في هذه الحكومة مثل عز الدين العباسي («كاتب الدولة للصناعة والتجارة»)، ومصطفى الفيلالي («كاتب الدولة للفلاحة»). وإذ نظرنا بشكل رجعي فإن في هذه الحكومة مؤشرا أوليا على ميل بورقيبة إلى منح الملف الاقتصادي والاجتماعي للقيادات القادمة من «اتحاد الشغل» خاصة بناءً على دورهم المفترض في إعداد أول برنامج اقتصادي واجتماعي لتونس ما بعد الاستقلال. ويشير بن صالح في سياق حديثه إلى نوع من الاتفاق غير واضح المعالم بتسليم الملف الاقتصادي والاجتماعي إلى قيادات من الاتحاد من خلال منحهم مواقع متقدمة في الحكومة. كما يشير إلى أنه رفض تقلد أي منصب حكومي إلا بعد وضع شروطه. يشير مثلاً في وقت لاحق عن «مفاوضات لمدة ساعة من الزمن» خاضها مع بورقيبة لتقلد منصب «وزير المالية» على أساس قبول «الديوان السياسي» ببرنامج مبني على «التقرير الاقتصادي والاجتماعي». بن صالح يركز هنا على موضوع الداعي لتركيزه على الملف الاقتصادي والاجتماعي عوض التركيز على ملفات أخرى بما فيها السياسي وموضوع المشاركة السياسية والديمقراطية. يشير إلى زياراته إلى الجنوب الغربي التونسي منذ كان قيادياً في «اتحاد الشغل»، وهو الأمر الذي تأكدت منه من مصادر نقابية أخرى من هذه الجهة، ومشاهد الفقر المدقع فيها خاصة الصور المؤلمة لوجوه الأطفال «لاصقة بالذبان» («ملآنة بالذباب»). ينتقد هنا «النخبة الإفرنجية» (ويعني هنا تحديدا المتفرنسة) التي كانت تركز على الديمقراطية حينها في وضع يفتقد أساسيات الحاجات الاقتصادية والاجتماعية في دولة ما بعد الاستقلال. بن صالح الذي بدا كأنه يرد على الانتقادات التي اعتبرته داعما لـ «الدكتاتورية البورقيبية» يؤكد على ضرورة التفريق بين مطلب «الحريات» ومطلب «الديمقراطية» في ظل الوضع الهش لما بعد الاحتلال. طبعا هذا الموقف المثير للجدال يصعب تبريره لكني أفهم جيدا الانتقادات التي يوجهها بن صالح إلى نخبة «فرنكفولية» (Francophile) وليس فرنكفونية فحسب (وذلك أمر لا يستحق الاستهجان) في دولة ما بعد الاستقلال تستنسخ فهمها وحلولها للواقع التونسي بمنظار فرنسي غير قادر حتى على الانفتاح على تجارب غربية أخرى، ولا يزال بعضها للأسف في موقع بارز حتى الآن. في جميع الأحوال سيتقلد بن صالح بشكل تدريجي عددا قياسيا من الوزارات، وسيصبح بحلول أواسط الستينيات الوزير الأكثر أهمية في البلاد والرجل الثاني فيها بدون منازع. وهنا تبدأ روايته للمرحلة الأكثر جدالا وبروزا في حياته السياسية، «تجربة التعاضد».     المصدر: جريدة العرب ( يومية – قطر)  بتاريخ 30 أوت 2009 

الإسلاميون والمراجعات

وائل مرزا  أين أصبحت قضية المراجعات في الفكر الإسلامي؟ السؤال مشروع حين نقارن منهجياً بين (فورة) الكتابة والبحث في هذا الموضوع على مستوى الأفراد والمؤسسات، والتي سادت في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الميلادي الماضي، وبين الفقر الواضح إلى مثل تلك الجهود في الواقع الراهن. فمع بداية الثمانينيات من القرن الفائت، شهد الواقع الثقافي العربي والإسلامي انطلاق مرحلة متميزة في الفكر الإسلامي يمكن تسميتها بمرحلة المراجعات. وللتوضيح، فقد كانت هناك كتابات نقدية قبل ذلك الوقت بطبيعة الحال، لكننا نتحدث هنا عن المراجعات التي قام بها الإسلاميون أنفسهم. ظهرت الملامح المبكرة لتلك المرحلة مع طباعة كتب الراحل الشيخ محمد الغزالي ثم الشيخ يوسف القرضاوي وعودة انتشار كتب مالك بن نبي وغيرهم من المفكرين والمثقفين والكتاب. بدأت الكتابات المذكورة تطرح أسئلة حول الفهم السائد للإسلام وحول طريقة تنزيل تعاليمه على الواقع في المجتمعات الإسلامية، ثم تجاوزت طرح الأسئلة إلى نقد جملة من الظواهر السلبية التي فرضت نفسها على واقع المسلمين في أكثر من مجال. وحاولت بعد ذلك أن تبلور رؤية تنبع من منهجية الاجتهاد للتعامل مع الواقع المذكور، فتصاعد الحديث عن ضرورة التجديد وعن أهمية استعادة الفكر المقاصدي ليكون منهجا بديلا للفكر الذي يقف عند حرفية النصوص وعند تقليد ما وصل إليه الفقهاء والعلماء في التاريخ الإسلامي. لم يقتصر ذلك الحراك على جهود بعض الأفراد بل ظهرت على الساحة جهود مؤسسية كما هو الحال مع مجلة المسلم المعاصر ومجلة الأمة والرصيد الضخم الذي أنتجه المعهد العالمي للفكر الإسلامي وغيرها من الجهات. لا نقصد هنا حصر الجهود المذكورة والإحاطة بها تفصيلا، ولا الحكم على عطائها بالسلب أو الإيجاب، وإنما نريد الإشارة إلى المفارقة التي تمثلت في توقف عملية المراجعات إلى حد كبير مع بداية القرن الجديد، وتحديدا بعد أحداث سبتمبر في أميركا مطلع هذه الألفية الميلادية الثالثة. ساد الشعور بالتهديد في العالم الإسلامي بأسره بعد تلك الأحداث ونتيجة لسياسات الإدارة الأميركية في تلك الفترة. والواضح أن هذا الشعور راود الغالبية الساحقة من العلماء والكتاب والمثقفين الذين كانوا يساهمون في طرح المراجعات المذكورة. فتغير خطاب شريحة كبيرة منهم، واختلفت الأولويات في أنظارهم، حين ظهر وكأن وجود الأمة بدينها وثقافتها وهويتها أصبح في مهب الرياح العاتية التي أثارتها موجة (الحرب على الإرهاب) في العالم أجمع. بل إن البعض منهم مارس ما يشبه الردة عن أفكاره وطروحاته السابقة بلسان الحال أو بلسان المقال. وقد سمعت شخصيا من أحد كبار المثقفين خشيته من أن تكون أفكاره وأفكار زملائه السابقة قد ساهمت في فتح ثغرة أو مدخل لتلك الرياح العاتية.. ما من شك أن ممارسات إدارة بوش في العالم الإسلامي كانت بمثابة كارثة حضارية أعادت العالم بأسره عقودا إلى الوراء، وتحديدا في مسألة العلاقة بين الأمم والثقافات. ومن المؤكد أن بعضا من صناع القرار السياسي والثقافي في العالم الإسلامي استغلوا الأجواء المذكورة أسوأ استغلال لفرض أجنداتهم الشخصية والإيديولوجية، وأحيانا تحت شعار المراجعات نفسه.. لكن اختفاء الزخم الأصيل الذي كان يميز قضية المراجعات الحقيقية كان كارثة أخرى بدأت آثارها تظهر في الواقع العربي خاصة، وفي مختلف المجالات. المفارقة هنا أن هذه الفترة نفسها ترافقت مع ظهور متغيرات هائلة في حقل المعلومات والاتصالات، وهو حقل أوثق ما يكون صلة بتشكيل وصياغة الأفكار والثقافات وطرق التفكير والحياة. والمشكلة أن الجيل الذي نشأ في هذا العقد لم يطلع على ذلك التراكم الثقافي الهام من المراجعات، لأن انتقاله من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الشباب وتشكيل الوعي ترافق مع تلك المتغيرات. بمعنى أن الجيل المذكور كان يستقي ويتلقى معظم مكونات شخصيته الثقافية والفكرية من الإنترنت والفضائيات وأمثالها، وقد حدث هذا بشكل إرادي أو غير إرادي. إذ اعتمد البعض إراديا على هذه الأدوات كمصادر وحيدة لاكتساب المعرفة الثقافية وتشكيل الهوية، في حين أن البعض الآخر فقد فرصة الوصول إلى الأدبيات المذكورة، حتى لو كان يرغب فيها، لأنها موجودة في بطون مجلات ودوريات وكتب طبعت في الثمانينيات والتسعينيات لا يمكن تحصيلها بسهولة. من هنا، سادت صفات الاختزال والتجزيء والتسطيح، والتي غالبا ما تميز عملية التلقي من الإنترنت والفضائيات، حين يتعلق الأمر بفهم الإسلام وتنزيله بين أبناء هذا الجيل، في حين أنه أحوج ما يكون إلى الطروحات التي نتحدث عنها، لأنه يمتلك من الطاقات والمعرفة التقنية وأدوات الإنتاج والعمل ما لم يتوفر لجيل من الأجيال، ولأن الطروحات المذكورة تعطيه التوازنات المطلوبة للتعامل مع واقعه المعقد ثقافيا واقتصاديا وسياسيا وفي كل مجال آخر، بحيث يمكن له أن يصبح جيل التغيير المنشود، أو نواة له في أقل الأحوال. لا ينكر المرء وجود بعض الجهود الفردية هنا وهناك، ولا تلك التي تحاول أن تصبح مؤسسية بالمعنى الحقيقي للكلمة، لكن عطاءها إلى الآن يفتقر إلى القوة والزخم والشمول الموجود في الأدبيات السابقة، كما أنها محصورة في بعض المواقع الجغرافية، ويبدو أن جمهورها محلي إلى درجة كبيرة. وإذا كنا نتحدث عن الواقع العربي بشكل عام، فإن المطلوب هو استعادة زخم عملية المراجعات على مستوى المثقفين والعلماء، وعلى مستوى المؤسسات، وعلى مستوى المواضيع التي تتناولها المراجعات المذكورة. فهذا الواقع مليء بالتحديات والأسئلة الصعبة التي تحتاج إلى مواجهتها بشكل واضح وشجاع وبكل شفافية وجرأة، بعيدا عن خوف كاذب على الدين يخنق في نهاية المطاف روحه الأصيلة، ويحاصر كمونه الهائل. وهو كمون لا تحفظ في غيابه أمة ولا هوية. وإذا كان البعض يخاف من الفوضى، فإن غياب المراجعات هو الذي يؤدي إلى الفوضى وسيؤدي إلى المزيد منها على جميع المستويات، لأن هذا يترك المجال مفتوحا أمام عمليات اختطاف الإسلام التي تهدف إما إلى تمييعه بحيث يفقد ملامحه الأصيلة، وإما إلى توظيفه بحيث يصبح خادما للواقع ومبررا لسلبياته، وإما إلى تجميده بحيث يضحي منظومة بائسة من المظاهر والطقوس والرموز والأشكال. (المصدر: جريدة العرب ( يومية – قطر)  بتاريخ 30 أوت 2009 )  


من يقود اليوم المجتمعات والدول؟

 


ابراهيم غرايبه من هم الصاعدون اليوم ومن المنقرضون في التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تجتاح العالم ومنه بطبيعة الحال المجتمعات والدول العربية؟ ففي كل تحولات تجري في المجتمعات والدول تذهب طبقات وفئات وتأتي طبقات وفئات جديدة، أين هم تجار اللؤلؤ ونواخذة السفن التجارية على سبيل المثال؟ وعندما نسير في الأسواق اليوم نلاحظ مئات الأنواع من المحلات التجارية والسلع والخدمات لم تكن موجودة قبل سنوات قليلة، ما يتعلق بالاتصالات والمعلوماتية والإنترنت على سبيل المثال، ويمثل أساتذة الجامعات قطاعا رئيسيا في القيادة والأعمال والتأثير، ولم يكن لهم وجود قبل عقود قليلة، كيف نلاحظ صعود وسقوط النخب؟ يمكن أن تساعدنا الانتخابات بعامة النيابية والبلدية والنقابية (في الدول التي تجري فيها انتخابات) على ملاحظة حراك وتحولات تركيبة وطبيعة النخب والقيادات السياسية والاجتماعية، صحيح أن الانتخابات لدينا لا تمثل بأمانة وواقعية تحولات المجتمعات وتطلعاتها، ولكنها تساعد في الفهم والسؤال، وتعكس إن أمكننا قراءتها بمنهجية وأدوات صحيحة ومناسبة على نحو قريب من الصدق وعلى قدر كبير من الأهمية هذه التحولات والتطلعات، ونحتاج إلى ملاحظة دؤوبة وشخصية وذكية على مدى الشهور التي تسبق الانتخابات والتي تليها أيضا أن نواصل السؤال ومحاولة الفهم للخريطة الاجتماعية المتشكلة، لأننا بغير ذلك سنمضي إلى انفصال كارثي بين الواقع وبين التعامل معه. كان ملاكو الأراضي وقادة القبائل والعشائر يشكلون مكونا أساسيا في المجالس النيابية والبلدية، ولكنهم اليوم اختفوا لصالح طبقة جديدة من المهنيين والجامعيين، حتى دوائر البدو لم تعد مختلفة عن الدوائر الجغرافية الأخرى، فيجري فيها تنافس حقيقي بين الأجيال والقوى الاجتماعية المختلفة، وتوصل إلى مجلس النواب أساتذة جامعيون وأطباء ومهندسون، ولم تعد توصل القادة التقليديين للعشائر. وفي الأردن بخاصة وربما على خلاف ما يجري في مجتمعات ودول أخرى فإن المحافظات كما يبدو في الانتخابات أكثر ثراء سياسيا واجتماعيا وأعقد بكثير من المركز في عمّان والزرقاء، فالمحافظات تقدم إلى المجالس النيابية والبلدية أكثر من عمّان شبابا عصاميين وقادة مؤهلين تأهيلا مهنيا وتعليميا متقدما، ويجري فيها تنافس انتخابي حقيقي ومعقد، ويمكن تذكر عشرات المرشحين في إربد والكرك والكورة وعجلون لم يصلوا إلى الانتخابات النيابية ولكنهم حصلوا على أصوات أكثر بكثير تصل إلى ضعف ما حصل عليه نواب في عمّان. وأظهرت الانتخابات أيضا تحولات أكثر عمقا، وتتجاوز تراجع القادة التقليديين والسياسيين لصالح الشباب الجامعيين، فثمة واقع جديد تذكر به الانتخابات على نحو ملحّ وبالغ الأهمية يعيد السؤال مرات عدة عن خريطة المجتمعات الجديدة وضرورة إدراكها بالفعل، ففي الأغوار الشمالية على سبيل المثال حيث تتمركز عائلة عريقة وتاريخية بالغة الأهمية «الغزاوي» والتي كان قادتها يتمتعون بلقب «أمير» وكانت واحدة من أهم القوى السياسية والقيادية في بلاد الشام على مدى العصور المملوكية والعثمانية، لم يصل منها مرشح الانتخابات النيابية برغم حصوله على 7 آلاف صوت، بل إنها كانت تواجه صعوبات في الاحتفاظ برئاسة بلدية المشارع ومجلسها البلدي، ونحتاج أن نراقب الانتخابات البلدية والنيابية القادمة لنشاهد (ربما) كيف تعجز عائلة كانت تحكم جزءا واسعا من بلاد الشام عن الحصول على رئاسة مجلس بلدي هي أنشأته، وفي الوقت نفسه فإن «الغوارنة» تلك المجموعات المهمشة، والتي لا تكاد تملك شيئا في الغور برغم وجودها فيها منذ مئات السنين ونسبتها إليه، والتي كانت مغيبة عن التأثير والفرص استطاعت أن توصل إلى مجلس النواب منذ عام 1993 من نائب إلى ثلاثة نواب في بعض المجالس، وفي إربد مدينة «السبع خرزات» لم ينجح أحد من خرزاتها، ويمثلها في مجلس النواب اليوم نوابٌ من غير خرزاتها، بل إن الأكثر دهشة في إربد أن مواطنا من محافظة أخرى نجح فيها نائبا. نحتاج إلى تفكير متواصل وجدال هادئ واستماع طويل وعميق ومبرمج حول نتائج الانتخابات على مدى الدورات السابقة، وربما يكون الاكتشاف الأول الذي سنتوصل إليه بعد دقيقة من التفكير والصمت أننا نخضع لعملية إغراق محيرة بالغة الضجيج لتضعنا في صورة نمطية من النتائج المضللة والوهمية حول العلاقة بين نتائج الانتخابات ومسارها وبين العشائرية ودور وواقع المرأة والحالة السياسية والاقتصادية، وهي صورة بالمناسبة لا أظن أن القيادات السياسية في الدولة مسؤولة عنها وإن لم تنشغل في مراجعتها وتصحيحها، ولكنها قوى وفئات اجتماعية وسياسية غير رسمية، وتشاركها مجموعات كسولة ومنحازة من الإعلاميين والباحثين. نحتاج إلى أكثر من جلسات للأصدقاء والشلل من الإعلاميين والباحثين والسياسيين والنقابيين يشربون الشاي ويثرثرون، ثم تحول هذه الثرثرة إلى فواتير بمبالغ ونفقات هائلة وخيالية لمنظمات المجتمع المدني ومراكز الدراسات، ثم يعاد إنتاجها في تقارير لمنظمات دولية عن الإنجازات الديمقراطية والمجتمعات المدنية أو في طوفان إعلامي لكنه طوفان من الوهم والجهالة.   ibrahim.gharaibeh@windowslive.com     (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 31 أوت  2009)  


صحفي في مواجهة العالم

 


ابراهيم حمامي ليس فلسطينياً وليس عربياً، ليس لاجئاً ولا من عائلة قدمت شهداء، ليس لديه أقارب أو أفراد عائلة من فلسطين، لكنه وببساطة صحفي سويدي حر وشجاع، اسمه دونالد بوستروم، قرر أن ينشر ما توصل إليه رغم معرفته المسبقة لما سيتعرض له، وهو الذي سبق وأن هددوه بالقتل لكتاب نشره أيضاً عن فلسطين. صحفي أثبت أنه أكثر شرفاً من عشرات بل مئات من الصحفيين العرب الذين يعتاشون من مدح الحاكم والتهليل له.  » منذ نشر بوستروم كتابه بدأت الحملة عليه، وقد بلغت حدّ التهديد بالقتل، فقد تمّ إرسال نسخة من كتابه وصلته بالبريد وفيها 12 طعنة خنجر  » من هو دونالد بوستروم؟ يعرّف الكاتب رشاد أبو شاور دونالد بوستروم بأنه صحفي سويدي، زار فلسطين أكثر من ثلاثين مرّة، فرأى وصوّر وكتب، لأنه لم يزر فلسطين سائحا، بل باحثا عن حقيقة الصراع الدائر على الأرض المعذّبة، بين شعب أعزل إلاّ من حجارة أرضه، والشعور العالي بالكرامة، والتسلّح بإرادة لم يكسرها البطش، وتفوّق السلاح في يّد مُحتّل شرس يمارس القتل، واقتلاع الأشجار، وصيد أطفال الفلسطينيين بلا رحمة، بل بمتعة يبررها بأساطير وخرافات تحشو عقله. هذا الصحفي السويدي عايش الفلسطينيين في الانتفاضتين، ونقل المشهد بتفاصيله وجنونه ورعبه إلى المواطن السويدي ليحصنه بالمعرفة والحقيقة في وجه الدعاية الصهيونيّة العنصريّة الابتزازيّة. جاء إلى فلسطين وهو غير منحاز لأي من الطرفين، ولكن نزاهته كصحفي فتحت عينيه على واقع الصراع، فتأمل ما يحدث، وذهب برؤيته إلى الجوهر، فانحاز للحقيقة والحّق، وجمع كتابات عدد من السويديين في كتاب أطلق عليه اسم (إن شاء الله) ترجمته إلى العربيّة أمل عطا عبّاس الكسواني، وصدر بطبعته العربيّة في السويد عام 2006. والكتاب يحوي مائتي صورة التقطها بوستروم نفسه، وهو معروف كمصوّر ممتاز، والصور تحكي أحداث الانتفاضتين، وسور النهب، وتدمير المنازل، ومشاهد قمع جنود الاحتلال للفلسطينيين. عنوان الكتاب ليس سخرية من إيمان الفلسطينيين، ولكنه احترام لثقتهم بعدالة الله الواحد الأحد، رّب العالمين، وليس إله فئة من البشر تدّعي التميّز العنصري على بني البشر أجمعين بأعراقهم، وألوانهم، وثقافاتهم. في الصفحة 15 من كتاب (إن شاء الله) الذي حرره وأشرف عليه بوستروم، يورد شهادة لأم يهوديّة فقدت ابنتها في عمليّة استشهاديّة، تقول تلك السيدة نوريت بيليد ألشان: « لقد استغرقت حكومتنا عشرين عاما من الاحتلال قبل أن يُفرّخ الاحتلال العمليّة الانتحاريّة الأولى ». يُفسّر بوستروم كلام الأم اليهوديّة التي خسرت ابنتها: « .. وهي تقصد أن الانتهاكات والإذلال على الحواجز (الإسرائيليّة) تُشكّل معملا لتفريخ الانتحاريين، مشيرة بوضوح إلى مسؤوليّة (إسرائيل) عن الوضع المتأزّم ». (ص15 من الترجمة العربيّة) في مقدمة كتاب (إن شاء الله) يكتب بوستروم: وبالطبع لو كان باستطاعة الفلسطينيين أن يستبدلوا أسلحتهم اليدوية الصنع بطائرات إف 16 ومروحيات الأباتشي لفعلوا، لأن الأحداث قد أظهرت بوضوح أن إرهاب (الدولة الإسرائيليّة) والمنفّذ بأرقى الأسلحة الغربيّة ضد المدنيين الفلسطينيين، لم يحظ ولو بجزء بسيط من الإدانات التي تناولت (الإرهاب الفلسطيني).. مع إن إرهاب الدولة أشد فتكا. (ص14) منذ نشر بوستروم كتابه بدأت الحملة عليه، وقد بلغت حدّ التهديد بالقتل، فقد تمّ إرسال نسخة من كتابه وصلته بالبريد وفيها 12 طعنة خنجر.  » فجأة تحول المتهم إلى مهاجم صاحب حق، والصحفي ودولته إلى متهمين  » حملة شرسة ضد بوستروم والسويد ما إن نشر بوستروم مقاله الشهير عن سرقة أعضاء الشبان الفلسطينيين في صحيفة « أفتون بلاديت » السويدية يوم الاثنين 17/08/2009 حتى قامت الدنيا ولم تقعد في « إسرائيل » ليس من باب مناقشة ما ورد فيه، أو رداً على المحتوى أو المضمون، بل طعناً وهجوماً واتهاماً بالعنصرية ومعاداة السامية للصحفي بوستروم، ومطالب بالاعتذار والإدانة من السويد وحكومتها وقياداتها. وفجأة تحول المتهم إلى مهاجم صاحب حق، والصحفي ودولته إلى متهمين، فقط لمحاولته كشف ما توصل إليه، ومطالبته بفتح تحقيق في الأمر. المقال المذكور يسرد تفاصيل خبر من بروكلين في الولايات المتحدة لحاخام سماه تاجر أعضاء بشرية، ويقول فيه إن « إسرائيل » وطبقاً لمؤتمر عقد في العام 2003 هي الدولة الوحيدة في العالم التي لا تدين مهنة الطب فيها سرقة الأعضاء البشرية، ويتحدث عن اتصالات تلقاها من مسؤولي الأمم المتحدة عام 1992 يعربون فيها عن قلقهم من أن سرقة أعضاء لشبان فلسطينيين تحدث فعلا، وأخيراً يوثق حالة الشاب بلال غانم من قرية أماتين شمال الضفة الغربية. الحملة المسعورة التي يقودها نتنياهو وليبرمان كانت على ما يبدو لصرف الأنظار عن تلك الممارسات، ومحاولة لوقف أي أمر مشابه في المستقبل، وهو ما عبر عنه الكاتب الإسرائيلي روسي الأصل إسرائيل شامير في مقال له على موقعه، حين وصف سبب هذه الهستيريا بـ »الخرق في جدار السيطرة الإعلامية » موضحاً بعض مظاهر السيطرة الإعلامية « اليهودية » في السويد، والذي سرد أيضاً وقائع أخرى تورط فيها « إسرائيليون » في دول أخرى منها تركيا وجنوب أفريقيا والبرازيل وأوكرانيا.  » الصحف الإسرائيلية نشرت عام 2007 قصة شبان ستة من خان يونس قتلتهم قوات الاحتلال واختطفت جثامينهم لمدة ستة أيام وأعادتهم بعدها وقد خيطت صدورهم وبطونهم  » بل ذهب لأبعد من ذلك في وصف ما سماه « عدم وجود للموانع الأخلاقية » بحديثه عن فتوى لحاخام اسمه يتسحاق غيزبورغ يسمح فيها لليهودي « دينياً » بأخذ كبد من « الغوييم » حتى بدون إذنه، لأن حياة « اليهودي » أكثر قيمة من حياة « الحيوان ». تلك الحملة صمدت في وجهها الحكومة السويدية حتى اللحظة، رغم ظهور شواهد على بدء الرضوخ من خلال ما نشرته السفيرة السويدية في تل أبيب معربة فيه عن « الصدمة والاستنكار » عما نُشر، وهي من عائلة بونير اليهودية الثرية والتي بحسب إسرائيل شامير تملك غالبية الصحف السويدية وشبكات التلفزة ودور السينما، وأيضاً من خلال الإحراج الذي تعرض له وزير الخارجية السويدي كارل بيلت من التلويح برغبة « إسرائيل » في إلغاء زيارته لتل أبيب مما دعاه للكتابة في إحدى المدونات أن « مثل هذا المقال من الممكن أن يتسبب بمعاداة السامية والتحريض هو ضد القانون السويدي ». أما الصحيفة والصحفي فقد ثبتوا على موقفهم ورفضوا أي اعتذار أو تراجع، متمسكين بحقهم وتحت حرية الرأي، بل وفي مقال بعنوان « الأسبوع الذي أصبح فيه العالم مجنونا » نشر الأحد 23/08/2009 قال رئيس تحرير الصحيفة يان هيلين إنه في التقرير الأول الذي نشر مطلع الأسبوع لم يكن هناك أدلة على الاتجار بأعضاء قتلى فلسطينيين. وقال « لست نازيا ولا معاديا للسامية، إنني رئيس تحرير الصحيفة الذي أعطى الضوء الأخضر لنشر مقال لأنه كان يطرح مجموعة من النقاط المقنعة » والصحيفة اليوم تتعرض لحملات قضائية أيضاً في السويد والولايات المتحدة. الحملة الهستيرية أيضاً انتقلت من الحكومة الإسرائيلية إلى الجمهور حيث نشرت صحيفة الجيروزاليم بوست في عددها الصادر بتاريخ 24/08/2009 خبراً عن البدء بحملة « وطنية » لمقاطعة البضائع السويدية وخصت مخازن « إيكيا » الشهيرة للمفروشات، ومصنع « فولفو » للسيارات بهذه المقاطعة، وكذلك خرجت في ذات اليوم مظاهرات أمام السفارة السويدية في تل أبيب احتجاجاً على المقال. في كل تلك المظاهرات والاحتجاجات والحملات غاب تماماً أي ذكر لمحتوى المقال والاتهامات الواردة فيه والمطالب بفتح تحقيق دولي، أو أي رد على تساؤل بسيط من قبيل لماذا يتم تشريح الجثامين رغم معرفة سبب الوفاة أي الرصاص؟ وببساطة لو كان الاحتلال وقادته لا يخفون أمراً ولا يخشون شيئاً، لقبلوا فوراً بفتح تحقيق لتبريء ساحتهم، وإسكات الجميع، ومن ثم مقاضاة الصحيفة والصحفي. مما يجدر ذكره هنا أنها ليست المرة الأولى التي تتهم فيها « إسرائيل » بالتهمة ذاتها، ويكفي أن نذكر أن الصحف الإسرائيلية نشرت عام 2007 قصة شبان ستة من خان يونس قتلتهم قوات الاحتلال واختطفت جثامينهم لمدة ستة أيام وأعادتهم بعدها وقد خيطت صدورهم وبطونهم. عدا عن أنه وحتى اللحظة وبحسب الحملة الوطنية الفلسطينية لاسترداد جثامين الشهداء، ما زال هناك 273 شهيداً في مقابر الأرقام وثلاجات الموتى، وهو العدد الذي تم توثيقه فقط. ناهيك عن الحوادث والجرائم الأخرى منذ أربعينيات القرن الماضي وحتى يومنا هذا، والتي وثق منها الكثير وكان آخرها جرائم العدوان على غزة بدايات هذا العام.  » أما من يعنيهم الأمر مباشرة، فيبدو أن الأمر لا يعنيهم لا من قريب ولا من بعيد، وهنا نعني القيادة الفلسطينية والمفترض أنها المسؤولة عن كل مواطن  » الأمر لا يعنيهم لم تتحرك أي مؤسسة أو هيئة أو وسيلة إعلامية أو حكومية أو حتى شخصية رسمية لدعم هذا الصحفي وصحيفته، أو حتى للمطالبة بالتحقيق فيما ورد، وهو الموقف ذاته الذي أضاع الكثير من المتضامنين مع قضيتنا بعد التخلي عنهم وتعرضهم لضغوطات هائلة. وهو الموقف نفسه الذي أضاع أيضاً قراراً بأهمية فتوى محكمة العدل الدولية في لاهاي عام 2004 الخاص بجدار الفصل العنصري والاحتلال، وهو الموقف عينه الذي بسببه ستضيع القدس دون أن يحرك أحد أي ساكن، لا فعلاً ولا حتى قولاً. حتى ساعة كتابة هذه السطور، لم تتم استضافة دونالد بوستروم أو الاتصال به على أي منبر إعلامي عربي، ولم يصدر أي بيان رسمي من أي نوع، وباستثناء بعض المواقع التي نشرت نص مقاله مترجماُ، خلت النشرات والتقارير من أي ذكر للأمر، رغم تفاعله على مستوى عالمي، بل تحدثت تقارير عن استعداد دول عربية للتطبيع مع الاحتلال كبادرة حسن نية تجاه نتنياهو لتشجيعه على تجميد الاستيطان. أما من يعنيهم الأمر مباشرة، فيبدو أن الأمر لا يعنيهم لا من قريب ولا من بعيد، وهنا نعني القيادة الفلسطينية والمفترض أنها المسؤولة عن كل مواطن، وأنها في مرحلة نضال وتحرير ضد عدو لا يرحم. تلك القيادة التي رفضت في السابق التوجه لمحكمة الجنايات الدولية لرفع قضايا جرائم حرب ضد « إسرائيل » وتلك القيادة التي تتفرج على ضياع القدس مما حدا بوزيرها لشؤون القدس حاتم عبد القادر للاستقالة احتجاجاً على الضلوع في تضييع القدس وعن عمد. تلك القيادة تتخذ ذات الموقف اليوم، لا علاقة لها بالأمر، والموضوع ربما بنظرهم شأن داخلي، أو في أحسن الأحوال شأن إسرائيلي سويدي، واللقاءات مع قادة الاحتلال ستستمر، حتى وإن أعلن نتنياهو مئات المرات أنه لا عودة للاجئين، ولا قدس، ولا وقف للاستيطان، ولا دولة ذات سيادة، فهل نتوقع أن يحرك بلال غانم وغيره من الشهداء هذه القيادة؟.  » مقابل الصمت الفلسطيني والعربي والغربي الذي يصل حد التواطؤ، تخرج أصوات حرة وأقلام لا تخشى مثل الصحفي دونالد بوستروم  » هذا الصمت المريب يستوي فيه ولأول مرة العرب مع الغرب، السويد التي ترأس المجموعة الأوروبية تقف وحيدة في مواجهة الاتهامات والادعاءات، حرية الرأي التي تغنى ويتغنى بها الغرب اختفت من قواميسهم فجأة، عكس ما حدث إبان الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، حين وقف الغرب بقده وقديده مع تلك الرسومات ونشرها، ويقف ذات الغرب اليوم دون أن يحرك ساكناً. مقابل الصمت الفلسطيني والعربي والغربي الذي يصل حد التواطؤ، تخرج أصوات حرة وأقلام لا تخشى مثل الصحفي دونالد بوستروم، بل وللأسف حتى من داخل معسكر الاحتلال. والأسف هنا على كتابنا ومثقفينا إن جازت التسمية، ومن هؤلاء بروفيسور العلوم السياسية في جامعة بن غوريون نيفي غوردون والذي طالب بمقاطعة « إسرائيل » لأنها دولة عنصرية في مقال نشره في صحيفة لوس انجلوس تايمز بتاريخ 21/08/2009. وقبله كانت دعوات أوروبية ومن بريطانيا لمقاطعة أكاديمية لذات السبب، وبعده كان موقف منظمة « مراسلون بلا حدود » في باريس والتي أيدت الموقف السويدي في مواجهة حكومة الاحتلال. بالتأكيد لن تكون محاولة إسكات الصحفي بوستروم وصحيفته الأخيرة، لكن بالتأكيد أيضاً أن الجدار الإعلامي الحديدي الذي يحاول الاحتلال الحفاظ عليه قد تضعضع، وما عصابة بروكلين، والتهجم على مؤسسة غولدمان ساكس، وتكريم ماري روبنسون وديزموند توتو، وجائزة فيليسيا لانغر، وظهور حزب معاداة الصهيونية في فرنسا، وأخيراً مقال بوستروم، إلا أدلة على أن العالم قد ضاق ذرعاً بتلك الممارسات، وكذلك بالتهمة الجاهزة بمعاداة السامية، وهو ما يزعج قادة الاحتلال ويفسر هستيريتهم أكثر من أي أمر آخر. ويبقى السؤال أين دور العرب فيما يجري؟.

(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 30 اوت 2009)


وزير الداخلية الأردني يطلب من مشعل مغادرة البلاد

عمان- غادر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل الأردن ليل الأحد الاثنين عائداً إلى العاصمة السورية دمشق، بناء على طلب وزير الداخلية الأردني نايف القاضي، حسبما صرح نقيب المحامين الأردنيين السابق صالح العرموطي. وقال العرموطي في تصريح ليونايتد برس إنترناشونال: كنت قد تقدمت الأحد بطلب لرئيس الوزراء نادر الذهبي بتمديد إقامة مشعل في الأردن لثلاثة أيام بدلا من يومين، ريثما تنتهي أيام العزاء بوفاة والده كما هو متعارف عليه، فابلغني رئيس الوزراء انه سيتم دراسة الموضوع. وتابع أنه وبعد ساعة ونصف تلقى اتصالا هاتفياًُ من وزير الداخلية يطلب منه فيه أن يبلغ مشعل بضرورة مغادرة الأردن. وأكد العرموطي أن مشعل لم يطلب أبدا تمديد إقامته في الأردن وان الطلب جاء بمبادرة شخصية منه كصديق لمشعل. وقال انه لم يبلغ رئيس المكتب السياسي لحماس بطلب وزير الداخلية لأن مشعل كان قرر مغادرة الأردن بالفعل التزاما بالاتفاق المسبق بينه وبين السلطات الأردنية بهذا الخصوص. وانتقد العرموطي عدم موافقة الحكومة على تمديد إقامة مشعل في الأردن، مشيرا إلى أن رئيس المكتب السياسي لحماس مواطن أردني بغض النظر عن الطبيعة السياسية لقضية إبعاده من الأردن. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 31  أوت   2009)

اشترى بيتا في ‘شارع المليونيرات’.. ويستعد لإطلاق قناة فضائية وصحيفة سيف الإسلام القذافي ينقل امبراطوريته الإعلامية إلى لندن بعد تأميم والده لقناة ‘الليبية’

 


31/08/2009 اشترى بيتا في ‘شارع المليونيرات’.. ويستعد لإطلاق قناة فضائية وصحيفة سيف الإسلام القذافي ينقل امبراطوريته الإعلامية إلى لندن بعد تأميم والده لقناة ‘الليبية’ لندن ‘القدس العربي’: ذكرت صحيفة ‘صندي تايمز’ البريطانية الأحد، أن سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي نقل امبراطوريته الاعلامية إلى لندن للاستفادة من تنامي الروابط التجارية بين بلاده وبريطانيا. وقالت الصحيفة إن سيف الإسلام، الذي رافق عبد الباسط علي محمد المقرحي إلى ليبيا بعد إخلاء السلطات الاسكتلندية سبيله الأسبوع الماضي، اشترى منزلاً فخماً بقيمة عشرة ملايين جنيه استرليني في شارع معروف باسم ‘شارع المليونيرات’ بمنطقة (هامستيد) الفاخرة في لندن. وأضافت الصحيفة أن العاملين في شركة الأخبار التلفزيونية ‘المتوسط’ التي يملكها سيف الإسلام انتقلوا إلى بريطانيا وسيبدأون البث التجريبي للقناة هذا الأسبوع. وأشارت إلى أن مصادر حكومية بريطانية أكدت أن سيف الإسلام (37 عاماً) حصل على تأشيرة زيارة تسمح له الإقامة في المملكة المتحدة لمدة ستة أشهر في كل زيارة. وأوردت تقارير صحافية الأسبوع الماضي أن سيف الإسلام الذي وصفته بالإبن المفضل للزعيم القذافي، اشترى قصراً بعشرة ملايين جنيه استرليني في منطقة (هامستيد)، التي تعد واحدة من أرقى ضواحي العاصمة البريطانية لندن وأكثرها ثراءً، يحتوي على ثماني غرف نوم ومسبح وسونا وجاكوزي وصالة سينما. وقالت مصادر مطلعة ان اختيار سيف الاسلام للندن لإطلاق قناته الفضائية يهدف الى محاولة توسيع هامش الحرية في قناته الجديدة، بعد ان فشل مشروعه السابق لإطلاق قناة اسمها ‘الليبية’ التي قرر والده تأميمها استجابة لشكوى مزعومة تلقاها من الرئيس المصري حسني مبارك. وكانت القناة استضافت برنامج ‘قلم رصاص’ للإعلامي حمدي قنديل. ولم يتلق قنديل عرضا بالانضمام للقناة الجديدة، التي وظفت عددا من الاعلاميين بينهم المذيعة اللبنانية ماريا معلوف. وأشارت المصادر الى انه بالرغم من وجود القناة في لندن، فإن القناة سيغلب عليها طابع المنوعات، ولن تخرج في موادها الاخبارية والسياسية عن الخطوط الحمراء الصارمة في الاعلام الليبي. وأذاعت القناة في أول أيام رمضان استقبال عبد الباسط المقرحي، المدان في قضية لوكربي، الذي كان عاد الى طرابلس مع سيف الاسلام في طائرة خاصة مملوكة للعقيد القذافي. ومن جهة أخرى نفى نجل الزعيم الليبي معمر القذافي بشدة إقامة استقبال حافل في ليبيا لعبد الباسط المقرحي المدان بضلوعه في اعتداء لوكربي في اسكتلندا، وذلك في مقال نشرته صحيفة ‘نيويورك تايمز’ الاحد. وكتب سيف الاسلام ‘بخلاف ما نقلته الصحافة الغربية، لم يتم تنظيم (استقبال الابطال)’ للمقرحي، مؤكدا ان الاخير بريء. واضاف ان ‘ردود الفعل القوية على سوء التفسير هذا ينبغي الا تعوق تحسين العلاقات بين ليبيا والغرب والذي يعود بالفائدة على الجانبين’. وشدد على ان أي مسؤول رسمي لم يكن في المطار لاستقبال المقرحي، موضحا ان الحشد الذي حضر لم يكن كبيرا واقتصر على عائلة المقرحي الكبيرة وأفراد القبيلة التي ينتمي اليها. وأضاف نجل الزعيم الليبي ‘لم يتلق هؤلاء دعوة رسمية، ولكن كان من الصعب منعهم من المجيء’، مبديا ‘تعاطفه الكـــبير’ مع أسر الضحايا. وكان سيف الاسلام نشر مقالا مماثلا الخميس الفائت في صحيفة ‘ذي تريبيون’ الاسكتلندية. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 31  أوت   2009)  

تفجيرات بغداد: النفط مقابل الأمن… النفط مقابل« البعث»

حازم الأمين حين يُنظر الى التحالف السوري – الإيراني من لبنان، لا يساور المرء شك بأن تبادلاً للمصالح والنفوذ يجري بين الطرفين، وتقاطعاً في المصالح والأدوار يُعطل قيام دولة ويعوق السلم الأهلي. اما في العراق فنتيجة نفوذ كل من الدولتين مشابهة لنتيجته في لبنان، ولكن مع مفارقة مختلفة. فهناك، في الشكل على الأقل، لا تقاطع في المصالح، بل ان ما يطلبه من العراق النظامان السوري والإيراني لا يلتقي عند نقطة ولا عند منعطف. ففي اللقاء الأخير بين رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والقيادة السورية، والذي سبق تفجيرات المنطقة الخضراء في بغداد، أشار مشارك عراقي في اللقاء الى ان مسؤولين سوريين نصحوا نظراءهم العراقيين بإشراك البعثيين في العملية السياسية، وهم لم يستجيبوا طلباً عراقياً بوقف استقبال رموز بعثية وغير بعثية لها علاقة بتدهور الوضع الأمني في العراق. أما الإيرانيون، فهم يستضيفون قوى سياسية عراقية مبالغة في توجهها نحو «استئصال البعث»، ويسعون الى إنتاج تحالف انتخابي عراقي عماده التحفظ على خطوات المالكي تجاه بعثيين «غير ملوثين بالدماء». لكلا التوجهين السوري والإيراني نتائجه الدموية، والمالكي يتلقى صفعاتهما بصفته واقفاً في نقطة وسط. فالبعث الذي يتحدث عنه المسؤولون في سورية هو غير البعث الذي يرغب المالكي في استدراجه الى العملية السياسية. فالبعث، عند الأخير، بعث الداخل، او بالأصح البيئة البعثية بعد سحب الجهاز الحزبي منها، في حين تتحدث دمشق عن الجهاز الحزبي المقيم عندها، والمتورط بأعمال عنف وقتل، قبل سقوط النظام وبعده. أما البعث الذي تسعى طهران عبر حلفائها العراقيين الى «استئصاله»، فلا يقتصر على الجهاز الحزبي الذي كان حاكماً، إنما أيضاً يشمل البيئة البعثية في العراق، وهو ما يعني حرباً أهلية جرب العراقيون بعض نُذرها. وإذا أجرينا عملية حسابية لما تريده كل من سورية وإيران في ملف البعث في العراق، حصلنا على نقطة مشتركة. فسورية غير مكترثة بالبيئة البعثية، وتطالب باستيعاب الجهاز الحزبي، وإيران غير مكترثة بالجهاز الحزبي المقيم في دمشق، وتطالب بإقصاء «مجتمع البعث». إذاً، الحرب الأهلية في العراق هي ما يلتقي عنده كل من النظامين الجارين للعراق. لكن هذه النتيجة حصيلة عملية حسابية، أو رياضية، وليست حصيلة معادلة سياسية. فالحرب الأهلية العراقية ليس ما يشعلها الخلاف على البعث وحده. ثمة حسابات أخرى تعوقها. فإيران ترى فيها إجهازاً على تصدر الشيعة تجربة الحكم على نحو لا يضمن عودتهم اليها، وسورية لن تكون بمأمن من النار العراقية في حال اشتعالها. وهنا نحصل على نتيجة حسابية ثانية يلتقي فيها كل من النظامين في سورية وإيران. أما الحصيلة الثالثة، فتتمثل في أن عراقاً قوياً وهادئاً لا يمثل من دون شك مصلحة لكلا الجارين، وهي الحصيلة الأقوى والأوضح، وهي سياسية وأمنية واقتصادية بامتياز، ولا مكان فيها لوهم الحسابات الرياضية. الأوراق الإيرانية في العراق واضحة، وطهران تجيد لعبها، بدءاً من ضغطها لإعادة إحياء الائتلاف الشيعي وصولاً الى إيوائها قيادات تنظيم «القاعدة» العاملين على خط كابول – بغداد. أما الأوراق السورية فهي، وإن كانت اقل تأثيراً، أكثر طموحاً. فزيارة المالكي الأخيرة الى دمشق لم تُخلف ارتياحاً سورياً بسبب شعور المسؤولين في دمشق انهم حيال ممثل لدولة بدأت تتحسس الطريق الى مصالحها. فالسوريون سعوا الى انتزاع موافقة عراقية على إعادة الحياة الى أنبوب نفط كركوك – بانياس الذي يمكن عبره تصدير 600 ألف برميل يومياً، وهم عرضوا حمايته داخل الأراضي العراقية. كذلك طالبوا بمعاملة نفطية عراقية مشابهة لمعاملة الأردن (أسعار مخفضة). ويبدو أن الاستجابة العراقية لم تكن في مستوى الطموحات السورية. الرد السوري على اتهامات الحكومة العراقية دمشق بإيواء من يقف وراء تفجيرات بغداد، وهو ان القرينة على حرص دمشق على الدم العراقي تتمثل في إيوائها مليوناً ونصف مليون لاجئ عراقي، هو أيضاً جزء من الأوراق التي تُلعب في العلاقة بين البلدين، خصوصاً أننا على أبواب انتخابات عامة في العراق. وهذا العدد من اللاجئين يساوي انتخابياً عدد سكان دائرة انتخابية، والتلميح السوري هنا يشمل القدرة على التأثير في اللاجئين قبل توجههم الى صناديق الاقتراع في السفارة العراقية، وعددهم يساوي بين 10 و15 نائباً في البرلمان. علماً ان ثمة رقماً مشابهاً في الأردن أيضاً. أما اكثر ما لفت في سياق تفجر الأزمة بين العراق وسورية، فتمثل بعبارة على لسان المالكي لم تُبرزها وسائل الإعلام، يقول فيها: «لدينا القدرة على الرد على التفجيرات بالمثل…. لدينا الخبرات والمعلومات، ولكن ليس لدينا النية». إنها المرة الأولى التي يصدر فيها كلام عن مسؤول عراقي بحجم المالكي يلوّح فيه بأعمال أمنية خارج الحدود رداً على أعمال مشابهة في بغداد. والأرجح ان كابح هذا الميل، المتأصل في التقاليد السياسية للمنطقة، كان أميركياً، إذ ان للولايات المتحدة حسابات أخرى على هذا الصعيد. لكن مفعول كلام المالكي مختلف اليوم، فهو اكثر تخففاً من الشروط الأميركية، لا بل انه متحفظ عما جرى بين الجيش الأميركي وسورية من اتصالات سبقت زيارته دمشق، وتناولت البحث في إمكان استدراج وجوه بعثية مقيمة فيها الى العملية السياسية على نحو اعتبره المالكي تجاوزاً للحكومة العراقية. وتلويحه الخجول بالمعاملة بالمثل لم يكن رسالة الى سورية فحسب، إنما أيضاً الى واشنطن المستمرة في التعامل مع بغداد بصفتها دولة الوصاية. عندما نظم المالكي حملة «صولة الفرسان» ضد تيار الصدر، والتي اعتبرت في حينه حملة على النفوذ الإيراني في العراق، أعقب انتهاءه من الحملة بزيارة الى طهران خلع خلالها ربطة عنقه، وهو ما فسر بأنه رغبة في الإيحاء للإيرانيين بأنه لم يبتعد عن موقعـــه منهم. السوريون يطلبون اليوم اكثر مـن التخلي عن ربطة العنق، فمع الأميركيين يسعون الى المفاوضة الأمنية والسياسية، ومع الحكومة العراقية يطلبون نفطاً. المالكي يقول: أريد الملفين، ولن أعطي نفطاً ليأخذ الأميركيون السياسة والأمن، وقد يأتون، فوق هذا، بالرموز البعثية الى بغداد. إنها لـــوحة علاقات مختلفة تماماً عن 2003 وما أعقبــه. التفجيرات فــي بغداد لم تعــد لـ «مقاومة الاحتلال»، بـل صـــارت جـــزءاً من العلاقة مع الحكومة العراقية. هذا ما يُفسر تلويح المالكي بالرد. (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 30 أوت 2009)  


ربيع الأقوياء العائد… مخيف حقّاً


ياسين الحاج صالح أيام الحرب الباردة، بدت النظم العربية أقوى مما هي في الواقع. كان مفعول الاستقطاب الدولي قد حد من نفوذ القوتين الأعظم ومنح دولنا استقلالية وقدرة حركة أوسع مما تمكنها قدراتها الذاتية. انطوى هذا الشرط عام 1986 حين ضربت إدارة ريغان ليبيا، بينما وقف الاتحاد السوفياتي متفرجاً. وطوال نحو عقدين انخفض سعر دولنا جميعاً، لكنها بقيت مقيمة بأعلى مما تستحق بسبب التدويل العميق للمنطقة وحاجة الغرب إلى الاستقرار فيها، طالما لا أحد تقريباً يهدد مصالحه الأساسية. بيد أن الميل العام إلى تراجع قيمة الدول حقق قفزة نوعية بعد 11 أيلول (سبتمبر) 2001. تعرضت نظم عربية مركزية إلى ضغوط بالغة القوة، سياسية وديبلوماسية وأمنية وإعلامية، من قبل الأميركيين بخاصة. ولبعض الوقت بدت هذه النظم أضعف مما هي في الواقع، ليس أمام الأميركيين وحدهم، بل أمام قطاعات من مواطنيها، من معارضين سياسيين وناشطين حقوقيين ومثقفين مستقلين. ولقد بدا أن إسقاط نظام صدام واحتلال العراق جزء من توجه أوسع نحو «تغيير الأنظمة» و «إعادة رسم الخرائط» في مجال عربي وإسلامي، اخترع له الأميركيون أسماء ومشاريع شتى، كالشرق الأوسط الكبير والواسع وما إليهما. هنا أيضا كانت «الجماهيرية العظمى» طليعية. ففيما وصف حينها، أواخر 2003، بأنه «استسلام وقائي»، كشفت ليبيا خططها النووية وسلمت ما لديها من مواد وتقنيات للأميركيين. وفي هذا السياق نفسه اضطرت القوات السورية إلى الانسحاب من لبنان في ربيع 2005، وبدا مصير النظام مهدداً بين 2005 و2006. كذلك جرت انتخابات رئاسية تعددية في مصر في خريف 2005، تبعتها انتخابات برلمانية سجلت حضوراً مهماً للإسلاميين. وأدخلت دول في الخليج إصلاحات محدودة. كان الوضع غريباً فعلاً. أميركا تضغط على الدول العربية من أجل أن توسع داخلها السياسي والثقافي والاجتماعي، هذا الذي يناسب الأميركيين بقاؤه بالأحرى ضيقاً أو مغلقاً، بينما من شأن توسيعه أن يفضي إلى استقلالية أكبر حيالهم. في المقابل تستبسل نظمنا لإلغاء دواخلها، بما يخفف من وزنها في السوق السياسية الدولية، ويحكم عليها بأن تكون ضعيفة حيال الأميركيين وغيرهم. على أن المفارقة ظاهرية. جماعتنا يريدون دوم سلطانهم، ولو مقابل وزن دولي خفيف على المدى الأطول. والأميركيون ظنوا لبعض الوقت أن انفتاحاً سياسياً في بلداننا يعني التماثل معهم والتطابق مع سياساتهم، قبل أن يعودوا إلى الاقتناع بأن العكس هو الصحيح. اقتضـــت عودتهم تفجر أوضـــاع العراق، وقـــد بلغ الذروة في مطلع 2006. وكـــانت نتائج الانتخابات البرلمانية فـــي مصر، ثم فــــي فلسطين بعدها بشهور، دفعت الأميركيين، ووراءهم الأوروبيين، إلى إجراء انعطاف عن سياسة «المحافظين الجدد» الثورية ورفع ضغوطهم عن النظـــم العربية، وإعادة الاعتبار لأولوية الاستقرار بعــد انحراف عنها بالكاد استمر خمس سنوات. ولعل تقرير بيكر – هاملتون الذي صدر أواخر 2006 كان الإعلان الأبرز حتى حينه عن فشل البوشية وحاجة الأميركيين إلى مقاربة جديدة في شأن العراق والبلدان العربية عموماً. بيد أن الطي النهائي لصفحة تلك السياسة كان ينتظر قدوم إدارة جديدة إلى البيت الأبيض. فشل السياسة الأميركية السابقة والحاجة إلى سياسة جديدة خبرة كوّنت سياسة إدارة أوباما الشرق أوسطية. وإذ يحث ميراث البوشية الفاشل على تغيير الاتجاه، فإن الأزمة المالية والاقتصادية العالمية، وقد تفجرت قبل نحو عام من اليوم، نالت من قدرة الأميركيين الإمبراطورية وقصّرت أيديهم سياسياً. وهكذا عززت الحاجة الحجّة، أو دعم الاضطرار ما أخذ يمليه حسن الاختيار. هـــذه الخلفية ربما تلقـــي ضوءاً علــى شعـــور الانتصار المنتشر بين النظم العربية. الرئـــيس مبارك يزور واشنطن هذه المرة دونما حرج، ولا يسمع شيئاً عن الإصلاح السياسي وحقوق الإنسان وما إلى ذلك. ويتكلم عن مخاطر الفوضى والتفكك ومزايا الاستقرار، ويلقى أذناً صاغية عند مستضيفيـــه. الحكــم السوري يشعر بأنه في خيـر العـوالـم الممكنة، ولا يكف عن تهنئة نفسه. ويتلقى الكولونيل المزمن في ليبيا اعتذاراً مخزياً من رئيس الاتحاد السويسري على تعامل بلاده القانوني مع ابنه «حنبعل» أو «هنيبعل»، قبل أن تتملقه بريطانيا بالإفراج عن عبدالباسط المقرحي، المتهم بتفجير طائرة مدنية أميركية فوق لوكربي. والرجل الذي كان قبل نحو عقدين استكثر نفسه على بلده وشعبه (رأى أن «الكتاب الأخضر» مناسب لبلد مثل السويد ولشعب مثل شعبها، لا لليبيا والليبيين) علق على الإفراج عن المقرحي بأنه «يأتي في مصلحة الصداقة الشخصية بينه وبين بريطانيا». هو وبريطانيا! ونطقت جريدة «الشمس» الليبية بشعور نظام طرابلس الغرب بهذا العنوان الرومنطيقي: «عاد عبد الباسط، اعتذرت سويسرا، رمضان يقبل بالانتصارات». إنه ربيع فعلاً! غير أن ربيع الأقوياء هذا مخيف. من جهة، لم يقترن بمعالجة وحل أية مشكلات اجتماعية أو سياسية أو استراتيجية أو اقتصادية؛ لا معدلات الفقر تراجعت، ولا هوامش الحريات اتسعت، ولا التماسك الوطني تعزز، ولا أراضي محتلة استعيدت، ولا اقتصاديات البلاد انتعشت، ولا الثقافة ازدهرت، ولا الحالة الدينية استقرت… العكس أصح في جميع الحالات. ومن جهة أخرى، يبدو الربيع الممضّ هذا رخصة تمديد لسياسات مدمرة اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً وإنسانياً، متمركزة أولاً وأخيراً حول مبدأ حفظ السلطة. والحال، أن هناك استمرارية بين خريف الأنظمـــة القصير، من أيلول 2001 حتى النهاية الرسمية لعهد إدارة بوش (عملياً قبل ذلك بأكثر مــن عامين)، وبيــن ربيعها الزاهر اليوم، عنصــرها الأساسي غياب جمهور المحكومين وسقوطـــه مـــن المـــعادلات السياسية المحلية والدولية معــــاً. تتخاصم النخب المحلية والدولية ثم تتصالح كما يجري بين العشاق والأصحاب، لكـــن لا شيء يتغير في علاقة أي منها بجمهور المحكومين في هذا الحيز المنكوب من العالم. (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 30 أوت 2009)  

 

الحكومة المصرية والإخوان: أكبر من حفل إفطار


محمد صلاح ما هي الأسباب التي تستند إلها الحكومة المصرية عندما تسمح لجماعة «الإخوان المسلمين» التي تعتبرها محظورة بتنظيم حفل إفطار سنوي في شهر رمضان المبارك يشارك فيه مئات من «الاخوان» وضيوف على الجماعة من الشخصيات العامة ورموز الاحزاب السياسية وبينهم من ينتمي الى الحزب الوطني الحاكم نفسه؟ عادة يكون حفل الإفطار في قاعة ضخمة في فندق كبير وبعدما يتناول الحضور الطعام تبدأ الكلمات التي يستهلها مرشد الجماعة بتوجيه الشكر للحضور ثم الحديث عما تتعرض له الجماعة من ملاحقات ومضايقات ثم يوجه الانتقادات للحكومة وسياساتها، وبعدها يلقي بعض الحضور كلمات أيضاً تحمل كثيراً من التقدير لـ «الإخوان» والانتقاد للحكومة وينتهي الامر بتوزيع حقائب ورقية تحوي بعض كتب «الإخوان» أو الإصدارات التي تعكس مبادئها أو آراءها في بعض قضايا الشأن العام، وينتهي الإفطار من دون حدوث مكروه وكثيراً ما يشاهد ضباط الشرطة حول الفندق وداخله وعلى مقربة من القاعة التي يحتفي فيها «الإخوان» بأنفسهم وبضيوفهم في رمضان من دون احتكاك أو شجار، بل في الغالب يكون هناك بعض من تحيات وسلامات متبادلة بين الضباط وبعض الشخصيات المعروفة من «الإخوان»، لكن الحكومة المصرية للسنة الثانية هذا العام اعترضت على حفل افطار «الإخوان» السنوي ورفضت إقامته رغم وعود الجماعة بتقليل الأعداد أو التعهد بعدم إلقاء الكلمات والخطب بعد الإفطار من دون جدوى. ويعود السؤال متى تسمح الحكومة لـ «الإخوان» بتنظيم حفل الإفطار الرمضاني ومتى تعترض؟ هل للأمر علاقة بأوضاع وظروف قانونية أم ملاءمات سياسية؟ إذا كان الأمر يتعلق بالقانون الذي تؤكد الحكومة انه لا يعترف بـ «الإخوان» كجماعة أو تنظيم بل يحظر التعاطي مع اعضائها فإن السماح بأنشطة كثيرة يمارسها «الإخوان» بينها حفل الإفطار بكل ما يحدث فيه يعد خرقاً للقانون من جانب الحكومة نفسها التي تحرس الحفل وتوفر الأمن للحضور من اعضاء التنظيم وضيوفهم وتضمن سلامة الذين يلقون الكلمات داخل القاعة الفسيحة ومن يستمعون إليهم، أما إذا كان الامر يتعلق بالملاءمات السياسية فإن من الواضح أن العلاقة بين الطرفين (الحكومة و «الإخوان») ليست على ما يرام على الإطلاق خلال الشهور الأخيرة، وإن ما كان مسموحاً به في فترة سابقة لم يعد ممكناً، قد يرى البعض أن القبض على عدد غير قليل من رموز «الإخوان» بينهم نائب المرشد محمد خيرت الشاطر ومن بعده القيادي البارز الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح يعكس تعاطياً جديداً للحكومة مع «الإخوان» لكن المتابعين للعلاقة بين الطرفين منذ سنوات يدركون أنه حتى في الوقت الذي كانت تُجرى فيه محاكمات عسكرية لـ «الإخوان المسلمين» كانت الحكومة تسمح بحضور الإفطار الرمضاني وكان بعض المسؤولين يرى أنه يجب ترك منافذ لـ «الإخوان» يتنفسون منها حتى لا ينفجروا اذا أُحكم الحصار حولهم. ويبدو أن هذه القناعات تغيرت وأن الأمر يتخطى مسألة حفل إفطار ووصل الى تغييرات جوهرية في الأسلوب الذي ستعتمده الدولة المصرية في التعامل مع جماعة «الإخوان» في السنوات المقبلة والتي يعتقد انها ستكون مهمة في تاريخ مصر وستشكل مستقبل هذا البلد العربي المهم أو الأهم. قد يرى البعض أن العودة الى أجواء الخمسينات والستينات من القرن الماضي أمر مستبعد وهذا صحيح لأن المعطيات والظروف الداخلية والاقليمية والدولية تغيرت كما أن نظام اليوم في مصر غير نظام عبد الناصر اضافة الى أن «إخوان» اليوم غير إخوان سيد قطب، لكن الصحيح أن مصر التي ستتأهب خلال السنتين المقبلتين لاستقبال رئيس جديد أو للتمديد للرئيس حسني مبارك تدرك أن «الإخوان» يصرون على ان يكونوا طرفاً في معادلة الحكم في المستقبل وأنهم يسعون الى ذلك ويحاولون الاستفادة من كل الظروف المحيطة حتى لو كانت «بلاوي» تلحق بهم، ويبدو أن الصراع بين الطرفين خلال السنتين المقبلتين في طريقه الى التصعيد وبأشكال مختلفة وأن كل طرف سيستخدم كل الوسائل المتاحة لديه ليكون فاعلاً ويبطل في الوقت نفسه فاعلية الطرف الآخر. فالأمر يتجاوز مسألة حفل إفطار في رمضان الى مستقبل مصر.. في كل الشهور والسنوات. (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 30 أوت 2009)  

 

 

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.