الاثنين، 3 أبريل 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
6 ème année, N° 2142 du 03.04.2006

 archives : www.tunisnews.net


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: بـــلاغ

الهيئة الوطنية للمحامين: بيــان عــ34ـدد عريضة مساندة لعالم الرياضيات والفيزياء البروفيسور المنصف بن سالم « تونس الخضراء »: تقييم سنة عمل من أجل تأسيس حزب القدس العربي: تأسيس التنسيقية المغاربية لحقوق الإنسان لتضم التنظيمات الحقوقية الكبرى الناشطة ببلدان المغرب العربي إسلام أون لاين: تونس.. طرد طلاب جامعيين تظاهروا ضد الرسوم عبدالحميد العدّاسي: مع منصف صـابر التـونسي: معا على المتآمرين والدكتور بن سالم

مرسل الكسيبي: من سباير الألمانية الى عالم تونس الد.منصف بن سالم الأستاذ علي بن سعيد: تقديم كتاب  الصادق شعبان: « من ديمقراطية المعتقدات إلى ديمقراطية البرامج … البناء الديمقراطي في تونس »  زهير لطيف: تونس بخير حسين المحمدي: اختار النظام التونسي الدفعة الثانية من الرهائن الامجد الباجي: اسباب الدمار  القادم على المسرح التونسي رشيد خشانة: « إخلاء السجون »: أسباب متعددة وأهداف متقاربة  الحياة: تونس التاريخية والمعاصرة… بحر ورمال وتراث متنوع

رويترز: إسلامي جزائري يهاجم خطة المصالحة التي تتبناها الحكومة توفيق المديني: رؤية غرامشي للثقافة الشعبية: القراءة في حقل النقد المعرفي د. ابوخولة: ُفقاعة البورصات العربية


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

 
 

أنقذوا حياة محمد عبو

أنقذوا حياة كل المساجين السياسيين

 

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين

33 نهج المختار عطية 1001 تونس

الهاتف: 71.340.860

الفاكس: 71.351831

 

تونس في: 03 أفريل 2006

بــــــلاغ

 

·   علمت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أن السجين السياسي السيد فرج الجامي المقيم بسجن 9 أفريل لقضاء عقوبة طويلة الأمد من أجل انتمائه إلى حركة النهضة تعكرت حالته الصحية نتيجة للضغط النفسي و أصبح يشكو من أوجاع أليمة بمعدته و نتيجة لعدم إسعافه بالدواء اللازم في الوقت المناسب حصلت له مضاعفات استوجبت نقله إلى مستشفى الرابطة يوم 29/03/2006.

·   كما علمت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أن الوضع الصحي للسجين السياسي السيد محمد العكروت المقيم حاليا بسجن صفاقس قد تدهور بصفة صارت تنبىء بالخطر المحدق بحياته و أنه صار لا يقدر على الوقوف نتيجة لإضرابه عن الطعام منذ أكثر من خمسين يوما و قد أخبر ابنه مصعب الذي زاره يوم السبت 01/04/2006 بسجن صفاقس أن والده خرج لزيارته مستندا إلى عكازين.

·   و علمت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين كذلك أن المناضل و السجين السياسي السيد الحبيب اللوز الرئيس السابق لحركة النهضة يمر بفترة حرجة و قد يكون فقد الرؤية بسبب عدم إسعافه بالمعالجة الضرورية في الوقت المناسب علما بأنه يشكو من عدة أمراض أخرى كمرض السكري و الكلى.

·   كما علمنا أن الوضع الصحي للسجين السياسي السيد فتحي العيساوي خطير للغاية بسبب إصابته بسرطان الحنجرة مما يستوجب العناية و العلاج الخاصين و قد رفضت إدارة السجن مداواته لو لا تدخل منظمة الصليب الأحمر في الفترة الأخيرة.

·   أخبرتنا عائلتا السجينين السياسيين السيدين حمادي عبد الملك و الشاذلي محفوظ بأن مرضا جلديا خطيرا انتشر بين المساجين حتى أن أدباشهم التي يخرجونها في الزيارة ملطخة بالدماء و الأوساخ نتيجة لهذا الطفح الجلدي الذي احتار فيه أطباء السجن و لم يجدوا له علاجا.

و الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين تطالب بإطلاق سراح المساجين المذكورين حتى يتمكنوا من تلقي العلاج اللازم خارج السجن نظرا لخطورة الأمراض التي أصابتهم و التي تستوجب عناية خاصة علما بأن بعضهم قضى ما يزيد عن 15 سنة بالسجن.

 

رئيس الجمعية

الأستاذ محمد النوري

 

 


الهيئة الوطنية للمحامين
 قصر العدالة  تونس بيــان  عــ34ـدد  
 
إن مجلس الهيئة الوطنية للمحامين المجتمع بمقره بقصر العدالة بتونس يوم الجمعة 30 مارس 2006  :

وبعد إطلاعه على التقرير المقدم من الأستاذ المختار الجلالي حول المضايقات والتجاوزات التي كان عرضة لها وبعد إطلاعه على تقرير عضو المجلس الأستاذ عبد الرزاق كيلاني حول المضايقات المتكررة التي تعرض لها من قبل أعوان الأمن عند تنقله إلى مدينة الكاف لزيارة الأستاذ محمد عبو وحول الظروف القاسية واللإنسانية التي يعيشها الأستاذ محمد عبو داخل السجن وبعد الإطلاع على الاعلامات الواردة على الهيئة الوطنية للمحامين حول المضايقات التي تستهدف العديد من الزملاء بمختلف توجهاتهم :

–       يندد بكل التجاوزات التي تستهدف الزملاء في حريتهم الجسدية أو المعنوية. –       يندد بالاعتداءات المتكررة على مكاتب المحامين. –       يطالب بوضع حد للمعاناة التي يكابدها الأستاذ محمد عبو ويطالب باطلاق سراحه.     عاشت المحاماة حرة ومستقلة                    عن مجلس الهيئة

                  العميد           عبد الستار بن موسى  

 


خبر عاجل

قائمة مراسلات18 أكتوبر-أنباء عاجلة

3-04-2006

mouvement18okt@yahoogroupes.fr

 

اعتقالات واسعة في صفوف الطلاب بمدينة صفاقس

 

في خبر عاجل ومن مصادر جد موثوقة بقائمة مراسلات18 أكتوبر ,فان اعتقالات واسعة في صفوف طلاب جامعة صفاقس تكون قد بدأت قبل ساعات من تاريخ نشر هذا الخبر.

 

هذا كما أفادت مصادر جد مطلعة بعاصمة الجنوب التونسية بأن تحركات طلابية واسعة بدأت تعرف طريقها الى المدينة بعد سويعات قليلة من عودة الطلاب في يومهم الأول بعيد انتهاء العطلة الدراسية.

 

يذكر أن التحركات الطلابية تتمحور مطلبيا حول عودة الطلاب المطرودين منذ أيام من كلية العلوم بصفاقس وتسوية وضع عالم الرياضيات البارز البروفيسور المنصف بن سالم.

 

الامضاء

المحرر الاخباري بقائمة مراسلات18 أكتوبر

mouvement18okt@yahoogroupes.fr

 


 

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة صوتية إلى الرأي العام العربي والعالمي من البروفيسور المنصف بن سالم

Audio

http://www.ben-salem.net/arabe/index_ar.htm

 إستماع

قائمة مراسلات18 أكتوبر


 

عريضة مساندة لعالم الرياضيات والفيزياء البروفيسور المنصف بن سالم

أوربا في 2-04-2006

 

نحن الممضين أسفله وبعد متابعتنا للتطورات الأخيرة التي يعيشها العالم البارز في الرياضيات والفيزياء والشخصية التونسية المرموقة الد. منصف بن سالم وبعد اطلاعنا على ماتعرض له أفراد أسرته على مدار أكثر من عقد من مضايقات واعتداءات بلغت حد محاولة القتل في حادث كيدي مشبوه أدى الى تشويه واعاقة جسدية استهدفت ابنه عباس,ثم ماتلى ذلك من قرار جائر بالطرد صدر مؤخرا في حق ابنه أسامة المرسم في جامعة صفاقس,وصولا الى ماتعرضت له ابنته مريم من تحرشات شرفية متواصلة منذ اكثر من ثلاث سنوات

 

فاننا بناء على كل ماسبق ذكره من حيثيات ووقائع يضاف اليها منع البروفيسور بن سالم من مزاولة نشاطه العلمي والبحثي بالجامعات التونسية أو غيرها من الجامعات العالمية ,علاوة على حرمانه من مستحقاته المالية منذ سنة 1987نلفت انتباه رجال السياسة في العالم و المدافعين عن حقوق الإنسان والمكافحين ضد التمييز العنصري و المناضلين من أجل الحرية الى أن هذه التطورات التي ال اليها وضع هذه الشخصية العلمية والأكاديمية العالمية  بلغت حدا لايمكن معه السكوت وملازمة الصمت

 

فالدكتور المنصف بن سالم وعائلته كانا ضحية بارزة لسياسة المحاصرة و الاستنزاف والترويع التي طالت عشرات الآلاف من أبناء تونس وبناتها بناء على اعتبارات سياسية لاتمت الى العصر والدمقرطة بصلة, و لكنها تأخذ منعرجا خطيرا مع الدكتور المنصف باستهداف حياته وحياة أبنائه,واستهداف العلم والعلماء ومايحملانه من تكريم الهي وبشري

 

لقد عانى الدكتور المنصف بن سالم و أفراد عائلته لوحدهم هذه المظلمة والمأساة منذ مايقارب العقدين , و آن الأوان أن يقوم أحرار العالم بواجبهم تجاه هذه الطاقة العلمية النادرة

 

و عليه ــ فإننا نعلن كممضين أسفل هذه العريضة مساندتنا اللا محدودة للدكتور المنصف بن سالم وأفراد عائلته الذين دخلوا في إضراب مفتوح عن الطعام منذ يوم الخميس30 مارس2006

 

ــــ نطالب السلطات بالاعتراف بأخطائها في حقه و تمتيعه بكامل حقوقه المسلوبة خلال كل هذه المدة

ـــ نحمل المسؤولية الاهمالية والتقصيرية كاملة للسلطات التونسية فيما يمكن أن يحدث له أو لأي واحد من أسرته..

ـــ نندد بسياسة التشفي و الانتقام غير المبررة التي تتبعها هذه السلطة القمعية في حق الكثير من نخب تونس وطاقاتها العلمية البارزة ورموز معارضتها الوطنية

ـــ ندعو جميع أحرار العالم للقيام بواجبهم لإنهاء هذه المظلمة ، و تقديم الدعم اللازم من أجل تحقيق المطالب المشروعة التي أعلنتها اللجنة العالمية للدفاع عنه بما يعيد له ولعائلته الكريمة كثيرا من الاعتبار 

 

الإمضاءات

الحبيب أبو وليد : كاتب و باحث ، ألمانيا

مرسل الكسيبي:كاتب وباحث في قضايا الاعلام

نور الدين الخميري:أستاذ رياضيات ومناضل حقوقي,ألمانيا

……………………

……………………..

…………………………

……………………………….

 

ملاحظة

يرجى بالحاح من كل من اطلع على نص هذه العريضة واقتنع بما اوردته من مطالب عادلة, ضم اسمه وصفته لقائمة الممضين

 

**ترسل الامضاءات على عنوان منسق اللجنة العالمية للدفاع عن البروفيسير المنصف بن سالم على العنوان الاتي:

reporteur2005@yahoo.de

 


 

تقييم سنة عمل من أجل تأسيس حزب

« تونس الخضراء »

 

أفريل 2004-جويلية2005

 

 

 

 

I– المقدمة:

أول سؤال يمكن أن يطرح علينا نحن مناضلي حزب « تونس الخضراء » هو لماذا أسسنا هذا الحزب البيئي الأول في بلادنا و ما هي المبادئ السياسية و التنموية التي نعمل من أجلها ?

لقد أصبحت البيئة الآن من أهم المسائل السياسية التي تهتم بها المجتمعات في العالم. فالسياسة البيئية تهدف إلى الدفاع عن الطبيعة و المحيط و الأرض من وجهة نظر اجتماعية للتأثير على سياسة التنمية في العالم و توجيهها.

إن السياسة البيئية قبل كل شيء هي أيضا العمل من اجل إن نعيش معا و نلبي حاجتنا جميعا في هذا الكون المزدحم. في أوائل القرن الماضي كان تعداد سكان الأرض مليار و 250 مليون نسمة اصبح الآن يفوق 6مليارات ونصف مليار ساكن. فالسياسة الزراعية والنقل وتنظيم البلدان والفضاء والعمران والصحة إلى آخره هي جزء من سياسة البيئة و التنمية. و لهذا حددت الأمم المتحدة سياسة النمو في العالم بالتنمية المستدامة وهي مثال للتنمية يؤمن حاجات جيل ابتداء من الأكثر فقرا منه بدون حرمان الأجيال القادمة من تأمين حاجاتهم.

وهكذا فان لم تعتن بالسياسة البيئية، السياسة تعتني بك.

لقد ناضل الإنسان منذ نشأته من اجل بيئة سليمة وحياة افضل وعمل على صنع حياته ورفاهته بتكييف وتحويل محيطه الطبيعي. ومن اجل ذلك تفاعل مع كل النظم الحياتية الموجودة والمتنوعة الحيوانية والنباتية والزراعية والبحرية والبكتيرية من اجل البقاء والعيش.غير انه من جانب آخر وكلما تطور عيش الإنسان في الأرض تطور إنتاجه وبرز نظام الملكية وكل الأنماط الإنتاجية المعروفة من البدائية مرورا بالإقطاعية إلى الرأسمالية.

ومن اجل ذلك لجأ الإنسان إلى عملية استنزاف الخيرات الطبيعية و مخزون الأرض استنزافا لا حدود له مع مر العصور والزمان.

و كان لظهور الاستعمار الأثر السيئ على مجمل الحياة في العالم و خاصة الحياة البيئية. لقد لجأت القوى الاستعمارية الأولى إلى إبادة الإنسان و تدمير محيطه الطبيعي و الحيواني. ففي أمريكا مثلا لجأ الرجل الأبيض كما يسميه سكان البلدان الأصلية إلى إبادة حيوان « البايزون » للقضاء على قبائل الهنود الحمر بقطع عيشهم و تجويعهم.

في عصرنا الحالي اندفعت الرأسمالية الكبيرة في صراع محموم من اجل تقاسم العالم ونهب خيراته و خاصة مخزون الأرض من معادن وفحم حجري وطاقة بترولية. ولقد اتلف الإنسان آلاف الهكتارات من أدغال إفريقيا و آسيا و أمريكا. و يتواصل هذا الاعتداء الكبير على البيئة الغابية إلى يومنا هذا : يقع إتلاف 140 ألف كم2 من الغابات في السنة خاصة الغابات الاستوائية التي تحتوي وحدها على مخزون بيئي حيوي يقدر بـ 70% من كامل مخزون الأرض. كما يختفي كل سنة اكثر من 6000 نوع حيوان في العالم وآلاف من النباتات و تضيع 6 مليون هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة كل سنة نتيجة التصحر عالميا.

إن نمط الإنتاج العالمي الحالي يولد أزمات « ايكولوجية » أي بيئية كبيرة من جراء الاستهلاك المبالغ فيه خاصة من طرف المجتمع الأوروبي والغربي ومن هذه الأزمات ماهو عالمي ومحلي.

إن كل الغازات الكربونية الناتجة عن الثورة الصناعية مازالت موجودة وستبقى عالقة في الطبقات الهوائية لعشرات السنين. إما الغاز المنبعث من ملايين المعامل والسيارات و كل وسائل النقل سوف تبقى أيضا موجودة لتهدد بالمدة قرن من الزمان وهي تسبب للإنسانية أول أزمة عالمية بيئية حادة وخطرة ومن نتائجها تغير المناخ وهي أزمة الانحباس الحراري . و ينجر عنها ارتفاع درجة الحرارة في العالم ونمو البحار الشيء الذي يؤدي إلى كوارث طبيعية باستمرار وخاصة لبلدان شرق آسيا وشمال إفريقيا.

إن اكبر أزمة سيعرفها القرن الحالي هي هذه الأزمة البيئية والتي من نتائجها: تدهور كامل وعميق للمحيط والقضاء على آلاف من أنواع النبات و الحيوان و كذلك عدم التوازن في التنوع البيولوجي.

إن هذا التدهور له تأثيرات سلبية لمدة طويلة من الزمن.

أما النفايات النووية و التي تمثل 7000 طن كل سنة تبقى مشعة لمدة قرن من الزمن. و العالم يزرع الآن تحت وطأت 2 مليار من النفايات الصناعية الصلبة و اكثر من 350 مليون من النفايات الخطيرة الأخرى. مع الملاحظة إن 90 من كل هذه النفايات مصدرها البلدان الغربية كما اشرنا سابقا.

أمام كل هذه التجاوزات الخطيرة تجندت كل دول العالم ومنظمة الأمم المتحدة من اجل تدارك هذا الوضع المأساوي.

و كان أول مؤتمر دولي سنة 1972 في مدينة ستوكهولم وهي أول ندوة دولية أممية تعتني بالإنسان ومحيطه. ثم صدور تقرير الأمم المتحدة سنة 1987 « مستقبلنا جميعا » للجنة الدولية للمحيط و التنمية. ثم قمة مدينة « رييو » في البرازيل 1992 التي تبنت ما جاء في ندوة ستوكهولم وأصدرت اتفاقيات التنوع البيولوجي وأحوال الطقس والغابات و شارك في ملتقى رييو 173 دولة.

أما مؤتمر كيوتو فلقد التزمت فيه 160 دولة بالتخفيض من انبعاث الغاز المتسبب في أزمة الانحباس الحراري.

انتهاء بقمة جهانزبورغ سنة 2002 و التي التزمت فيها اكثر من 100 دولة والآلاف من الجمعيات والمنظمات البيئية بالعمل ضد الفقر اعتمادا على البيئة الماء والطاقة والصحة و التنوع البيولوجي.

و على الرغم من النوايا الحسنة التي اتسمت بها كل هذه المؤتمرات واللقاءات الدولية فان الوضع البيئي الدولي لم يعرف تغيرا ايجابيا ملحوظا. من ذلك مثلا إن بروتوكول كيوتو لازالت بعض الدول الكبرى ومنها أمريكا ترفض حتى التوقيع عليه .

كما إن العديد من الدول رغم تبنيها مثال التنمية المستدامة الذي أقرته الأمم المتحدة ما انفكت تعمل على تكريس سياسة تنموية في قطيعة تامة مع التنمية المستدامة. وهي تنكر على مجتمعها المدني حتى الاهتمام بشؤون البيئة والعمل خارج الإطار الحكومي و الجمعياتي الموالي لها لفرض توجهاتها و سياستها.

إن الوعي البيئي السياسي في بلادنا قد نما في ظل اكثر من 30 سنة من التعتيم ودوس حقوق الإنسان ووجد في اطر العديد من الجمعيات البيئية المستقلة اهتماما كبيرا. و هكذا أصبحت أشكال العمل البيئي هي العمل الديمقراطي الذي يفتح آفاق وجهات النظر المختلفة من اجل الحوار والنقاش الذي وحده « يؤدي حتما إلى الحلول ».

II– تكوين الحزب:

و من هذا المنطلق اهتدت مجموعة من المناضلين الديمقراطيين والمختصين في البيئة في أوائل سنة 2003 إلى الالتقاء والنقاش من اجل تجميع كل المهتمين بالدفاع عن البيئة . ولقد كانت النقاشات أولا ضيقة بين مجموعة من المناضلين القدامى وطرحت مسألة التنظيم وتحرير أرضية عمل مشتركة « بيئية سياسية » انطلاقا من تجارب العديد من المناضلين والفنيين في القطاع البيئي معتمدين في ذلك على كل الوثائق الرسمية والدراسات الأخرى.

ولئن اتفقت المجموعة على الأرضية فإنها اختلفت حول قضية التنظيم. هل ننتظم في جمعية قوية لنوحد كل الجمعيات البيئية المستقلة وندعم التيار المستقل في الجمعيات التي يهيمن عليها الحزب الحاكم والحكومة، أم نعلن تأسيس الحزب البيئي بكل جرأة ونحن متيقنين بكل التضييقات التي تعترضنا. وبعد حوارات تم الاتفاق على تأسيس الحزب البيئي على أساس فدرالي (لا مركزي) لان تأسيس الجمعية سوف يؤخرنا كثيرا من اجل توحيد العمل الجمعياتي على غرار ما وقع في عدة بلدان إلى جانب خطر الاحتواء. ثم إن الحزب يمكننا من المشاركة الفعلية في صنع القرار السياسي و الدفاع عن برنامجنا البيئي ووضع الحلول المباشرة للمشاكل البيئية التي تعرفها البلاد ضمن سياسة التنمية المستدامة.

وهكذا وبعد عدة لقاءات تم تكوين اللجنة التأسيسية والتي ضمت 51 عضوا والمصادقة على القانون الأساسي و تكوين المكتب المؤقت بالتطوع والكفاءة وتم تكليف منسق عام بالإجماع لتقديم ملف تكوين الحزب إلى وزارة الداخلية وتيسير العمل اليومي الحزبي والاتصال بمكونات المجتمع المدني والصحف ووكالات الأنباء و حركة الخضر في العالم وذلك إلى انعقاد المؤتمر التأسيسي الأول بعد التأشيرة.

III– علاقة مع السلطة:

و هكذا توجهت يوم 19 أفريل 2004 لجنة تسليم ملف الحزب القانوني متركبة من الأخ عبد القادر الزيتوني منسق عام وعضوين من المكتب المؤقت الأخ منصف بن فرج و الأخت نجيبة البختري. غير أن السيد المكلف بتسليم الملف القانوني كان متغيبا فتم إيداع الملف رسميا وفي نفس اليوم لدى مصالح الشؤون السياسية بولاية تونس التي رفضت تمكين اللجنة من الوصل القانوني كالعادة أي كما يتعاملون مع باقي المجتمع المدني من جمعيات وأحزاب سياسية معارضة.

و إذ نذكر اليوم بهذا الموعد فنحن نلاحظ بأننا لم نتلق أي رد من طرف السلطة (الذي يحدده القانون بأربعة أشهر) هذا مع العلم إن كل محاولاتنا من اجل الحوار مع السلطة كانت مرفوضة و جوبهت احيانا بالتهديد وكان آخرها استدعاء الأخ المنسق العام إلى إدارة الشؤون السياسية لأنه لبى دعوة الأحزاب المعارضة يوم 2 ماي 2004 لمناقشة المشاركة في الانتخابات البلدية.

إن الانغلاق الذي تعرفه سياسة البلاد تتطلب منا زيادة عن المثابرة في العمل والتمسك بحقنا الدستوري ، الانتباه إلى كل استفزاز من شانه أن يحيد بنا عن خطنا السليم والهادي والعلني.

إن الأهداف التي رسمناها سوف تتحقق لأننا نطالب حق ولان مهمتنا وطنية تقدمية ولا تشوبها أية شائبة.

تتعرض تونس اليوم إلى مشاكل بيئية جمة منها ماهو مباشر كهجوم جحافل الناموس على الأحياء والتلوث في المدن والأمراض الخطرة المنجرة عن هذا التلوث والفيضانات المتكررة وما ينجر عنها من غرق الأحياء الشعبية بالمياه والأوحال وعجز الحكومة على إفراغ المياه (كما يجري الآن في حي سيدي حسين منذ 3 سنوات) فهي تتعرض إلى مشاكل بنيوية من جراء استنزاف الموارد الطبيعية و تردي المنظومة البيئية والنقل الغير مبرمج والمضطرب في المدن والغازات المنبعثة من وسائل النقل والمعامل ومشاكل التصحر والزحف العمراني الفوضوي والتلوث في البحر الذي خلف تدهور الشواطئ وشوه ثرواتنا السمكية البحرية.

و من اجل هذا كله لقد أعلنا دائما بأنه لا يمكن لأي كان أن يصادر حقنا في التنظيم والدفاع عن برنامجنا وأهدافنا البيئية السياسية من اجل التنمية المستدامة الحقيقية مع كافة الجمعيات الأهلية المستقلة و كل مناضلي الجمعيات البيئية.

و انسجاما مع هذا التوجه قام وفد من الحزب يوم 21 مارس 2004 و بدعوة من أهالي قرية « ام ذويل » ( قرب الميدة ) بزيارة مساندة لأهالي القرية بعد أن عمد احد المقاولين بقطع عشرات الأشجار الغابية التي يزيد عمرها عن القرن.

ولقد أعلمنا السلطة الجهوية وطلبنا منها التدخل السريع لإيقاف هذه الأعمال التخريبية ضد البيئة ولاقينا ترحيبا من طرف سكان القرية وعقدنا أول اجتماع بيئي جماهيري حضره اكثر من مائة وخمسين مواطنا نساءا ورجالا وشبابا وبعد نقاش طويل حول إمكانية تدعيم دفاعهم عن قريتهم قانونيا اتفقنا على تكوين جمعية محلية للدفاع عن المنظومة البيئية واعتبار يوم 21 مارس من كل سنة يوما لإعادة غراسة الأشجار المقطوعة في القرية.

IV – علاقة الحزب بالمعارضة الوطنية والمجتمع المدني :

إن الترحيب الذي لاقاه حزبنا لدى كافة فصائل المعارضة التونسية وأطراف المجتمع المدني والمساندة الواسعة من طرف أصدقائنا في النقابات والجمعيات المدافعة عن حقوق الإنسان وكافة الحركة التقدمية والديمقراطية دفعنا لكي نوسع عملنا واتصالاتنا وتنفتح على كل اللقاءات السياسية الحيوية بالنسبة لوجودنا ونشأتنا وذلك انه بدون هذا الحزام الواقي للجميع فان السلطة المزاجية الرافضة لكل حوار ولكل عمل مدني جمعياتي وحزبي مستقل سوف تنفرد بنا وتحاصرنا إعلاميا وجماهيريا وبما إنها تستهدف كل جديد فهي لا تتأخر على الإيقاع بنا.

أننا نؤكد على أن العمل ضمن اطر المجتمع المدني هو دفع لنا وقد مكننا من حجمنا الحقيقي في الساحة التونسية .

إن مشاركة العديد من مناضلي الحزب بصفة مستقلة في تعزيز العمل الجمعياتي والسياسي كان له الأثر العميق لدى كل المناضلين الديمقراطيين ولقد لمسنا هذا في العديد من المناسبات السياسية ولا يفوتنا هنا إلا أن نذكر بكل عزة وفخر العمل الكبير الذي قام به الراحل الأخ والصديق والرفيق نورالدين بن خذر ، احد مؤسسي حزب تونس الخضراء والمتمثل في مؤازرة المبادرة الديمقراطية التي خاضت الانتخابات الرئاسية الأخيرة .

لقد ابنا رفيقنا نورالدين فجر يوم 11 فيفري 2005 في بيان رسمي وفي الصحف التونسية وشيع جنازته اكثر من ثلاثة ألاف مناضل جاءوا من كافة أرجاء البلاد إلى جانب أهله وسكان الحامة.

إننا نؤكد على العمل الجاد في الساحة والتواجد في كل الأطر الديمقراطية وكل الجمعيات البيئية في المدن والأرياف لكي يزيد إشعاعنا في البلاد ذلك إن التشكيك في العمل السياسي والجمعياتي والانزواء على أنفسنا في انتظار التأشيرة لا يفيدنا البتة .

إن التأشيرة لا تأتينا إلا بالنضال والالتحام مع كل القوى التقدمية والديمقراطية ومساندة أصدقائنا الخضر في العالم.

يجب إن يكون نضالنا دائم ويعززه كذلك عمل في كل المجالات الثقافية والجمعياتية والمدنية العلنية.

أما فيما يخص الوضع الراهن للمعارضة التونسية والمضايقات التي تلاحقها فهو يتطلب منا اليقظة والمساهمة الفعالة في الحوارات والنقاشات المفتوحة بين الأحزاب التي ترغب التعامل معنا وذلك من اجل أن نتواجد علنيا ونعزز خطنا السياسي البيئي ونوسع صفوفنا.

أن مئات المناضلين يريدون الاتصال بنا والتعرف علينا لكي ينظموا إلى حزبنا خاصة في الحركة الطلابية والشبابية ومن اجل هذا علينا أن نتحرك في اتجاههم أولا هذا ولقد تم في المدة الأخيرة الاتصال بالوسط الطلابي الجامعي ونحن الآن بصدد مناقشة مبادرة ديمقراطية لتوحيد الحركة الطلابية من اجل انعقاد المؤتمر في اقرب الآجال.

V – علاقة الحزب بحركات الخضر في اوروبا وافريقيا :

كان الإعلان تأسيس  » حزب تونس الخضراء  » الصدى الواسع لدى أوساط المجتمع المدني الدولي فبعد إن أعلنت عنه وكالة فرنسا للأنباء بتاريخ 10 ماي 2004 و9 جوان 2004 و23 جويلية 2004 ، تناقلت الخبر العديد من مواقع الواب في بلجيكا وألمانيا وموقع الأهرام في مصر وموقع Réveil Tunisie  وموقع AFRICA Time وTunisienne Tunizine  وموقع الحكومة الأمريكية تعزز موقفنا دوليا خاصة مع أحزاب الخضر في أوروبا.

مع العلم انه تم الاتصال المباشر مع هذه الحركات الحليفة في فرنسا وبلجيكا وهولندة حيث قام الأخ المنسق العام بزيارة يوم 24 فيفري 2003 إلى بلجيكا وشارك في لقاء دولي والتقى بعديد من الشخصيات الديمقراطية الفاعلة على صعيد الاتحاد الأوروبي بعد تبادل الوثائق التأسيسية وإقامة حوارات بناءة تم الاتفاق على مواصلة العمل والاتصال بأحزاب الخضر الذين عبروا لنا كتابيا وشفويا عن مساندتهم لنا .

ولقد أثمرت هذه اللقاءات باستدعائنا رسميا للمشاركة في لقاء أوروبي متوسطي في مالطا في نوفمبر 2005.

مع العلم إن حزبنا قد شارك في مؤتمر حزب الخضر في فرنسا الذي التأم بمدينة رانس بتاريخ 4 ديسمبر 2004 وتالف الوفد من الأخ المنسق العام عبد القادر الزيتوني والعضو المؤسس عبد العزيز الباسطي وتوجه المؤتمر برسالة إلى أعضاء حزب تونس الخضراء عبر فيها عن المساندة الكاملة لحزبنا ورأوا فيه شريكا لحركة الخضر في فرنسا.

وكان رئيس اتحاد الخضر في إفريقيا عثمان سو هوشارد قد زارنا في تونس وابلغنا بمبدأ قبول حزبنا ضمن الفيدرالية الإفريقية ودعاه لحضور المؤتمر المقبل.

وفي أوائل جوان 2005 بلغتنا رسميا دعوة حزبنا لزيارة رسمية إلى ألمانيا لمقابلة مسئولين عن حزب الخضر  الألمان وسوف تتم الزيارة في شهر سبتمبر 2005.

مع العلم انه تم الاتصال بالخضر في أمريكا أثناء حملتهم الانتخابية وانه سيقع في القريب تعزيز العلاقات الثنائية كما بلغنا بأنه تم قبول مطلبنا للانضمام إلى GLOBAL GREEN والتي تعد  » الأممية  » للخضر في استراليا.

VI – الإعلام والمعركة الإعلامية :

بالاطلاع على الصحافة الوطنية ووسائل الإعلام الدولية وخاصة مواقع الواب الإخبارية يمكن أن نقول بأننا حققنا نجاحا إعلاميا هاما في الوقت الذي ترزح فيه المعارضة التونسية ووسائل الإعلام تحت وطأة تعتيم كامل وشديد غير مسبق للرقابة المعلنة والغير معلنة.

إن التقرير الأخير الذي توجه به أعضاء من جمعية الصحافيين يبرهن بكل وضوح عما آلت إليه الصحافة والأعلام في بلادنا من اهانة ومحاصرة وحتى تهديد بقطع الأرزاق . هذا وقد أكد أصحاب التقرير من الصحافيين النزهاء المستقلين في الجمعية عن محاصرة حزبنا والتعتيم عليه لكن بفضل مجهودات مناضلي حزب « تونس الخضراء  » وأصدقائنا في الوسط الإعلامي التونسي وعلى شبكة الواب تم كسر هذا الحصار واصبح حزبنا متداولا ومعروفا لا في الأوساط التونسية فحسب بل في الأوساط الدولية من ذلك اعترف ومساندة الخضر في أوروبا بمشروعنا الحزبي وحتى الدول الكبرى المعتمدة في تونس .

وسنبدأ هنا في عرض أهم المواقع الإخبارية والمقالات التي تناولت فيها وسائل الإعلام الوطنية والدولية الحدث :

1/ بلاغ AFP بتاريخ 10/05/2004 يعلن تأسيس حزب تونس الخضراء وتسليم الملف للسلطات الرسمية التي لم تكذب الخبر كما يعلن البيان عن علاقة الحزب بالخضر في أوروبا ومساندتهم لنا.

2/ بلاغ AFP بتاريخ 09/06/2004 يعلن عن مطالب حزبنا للرئيس بن علي قصد التدخل لدى الإدارة التونسية التي امتنعت عن تسليم الوصل القانوني .

3/ بلاغ AFP بتاريخ 23/07/2004 يعلن عن تأكيد حقنا في التنظيم كما يعلنه الدستور أمام مناورات الإدارة والمتعاونين معها .

4/ مقال حزب تونس الخضراء « هل سيكون ربيع الخضر قريبا ؟ » مجلة حقائق (ملحق) .

5/ خبر طويل في جريدة الوحدة يعلن تأسيس حزب تونس الخضراء بتاريخ 23/04/2004.

6/ خبر في « حقائق » عدد 926 بتاريخ 1/10/2003 يعلن عن ميلاد الحزب .

7/ خبر في حقائق عدد 956 بتاريخ 22/04/2004 بعنوان « قيادة حزب تونس الخضراء الجديد تتقدم بطلب التأشيرة  » ( ملحق ).

8/ خبر في « الموقف » إعلان تسليم ملف تأسيس « حزب تونس الخضراء » عدد 

بتاريخ

9/ خبر مجلة « حقائق » يعلن رسميا عن تعزيز صفوفنا بالتحاق المناضل الديموقراطي نور الدين بن خذر تحت عنوان « بن خذر بين الخضر » بتاريخ 27/05/2004 عدد 961.

10/ خبر في مجلة حقائق:عن دعوة الخضر للمنسق العام لزيارة ألمانيا لمناقشة لقاء أوروبي متوسطي للخضر في تونس بتاريخ 12/05/2004 عدد958.

11/ جون أفريك Jeune Afrique L’intelligent : فتاة تونسية من راس انجل ترد ايجابيا على خبر نشر في هذه المجلة عدد 2274 حول تردد السلطات التونسية في تسليم تأشيرة الحزب الخضر في تونس عدد2280 في 19/09/2004.

12/ الموقف مقال: « وفد من حزب تونس الخضراء في فرنسا » بتاريخ 21/01/2005 عدد296.

13/ الطريق الجديد عدد جانفي 2005 المبادرة الديمقراطية تساند حزب الخضر.                 

14/ الطريق الجديد عدد35 فيفري 2005:حديث مطول مع الأخ المنسق العام « النضال من اجل بيئة سليمة هو أهم نضال- أجرى الحديث هشام السكيك مدير المجلة(ملحق).

15/ 725 vert contact جريدة الخضر في فرنسا: تعلن عن حضور وفد من حزب تونس الخضراء لمؤتمر رانس بتاريخ 13 ديسمبر2004.

16/ نشر بيان مساندة الخضر في فرنسا لحزب تونس الخضراء بتاريخ 13 ديسمبر 2004 في موقع الخضر في الواب (الملحق).

17/ حديث الأخ المنسق العام في مجلة الخضر الفرنسية الشهرية جانفي 2005 « تونس أمام الجدار » (ملحق).

18/ الموقف تعلن عن مشاركة حزب تونس الخضراء في النقابيات الدائرة في صفوف المعارضة حول الانتخابات البلدية عدد303بتاريخ 01/03/2005

19/ الطريق الجديد عدد افريل 2005 : أهالي ام ذويل يتصدون لقطع الأشجار (الملحق ).

20/ جون أفريك: الخضر يعلنون عن أنفسهم – حديث و مقال طويل عن حزب تونس الخضراء بتاريخ 20 مارس 2005 عدد 2306.

21/ جريدة الموقف بتاريخ 05 جوان 2005 تصدر بيان الحزب بمناسبة اليوم العالمي للبيئة.

22/ 2 حصص في إذاعة BBC مع كمال بن يونس – الحديث الأول حول الحزب وأهدافه – الحديث الثاني: بمناسبة ذكرى معاهدة KYOTO.

23/ حصة في إذاعة  RFI بعد مؤتمر الخضر في فرنسا بتاريخ 9 ديسمبر 2005.

المشاركة في العمل الجمعياتي الحقوقي

أما في ما يخص مشاركتنا في العمل الجمعياتي الحقوقي من اجل العفو التشريعي العام ومساندة مساجين الرأي فلقد تم دعوة الحزب ممثلا في الأخ عبد القادر الزيتوني المنسق العام لحضور الندوة التي انعقدت في تونس بتاريخ 20 افريل 2005 في مقر الرابطة التونسية لحقوق الإنسان بإشراف السيدة سارة لوتيسون المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط و شمال إفريقيا لمنظمة مراقبة حقوق الإنسان الدولية التي قدمت تقريرها بعنوان « تونس: سحق الإنسان لقمع حركة بأكملها: الحبس الانفرادي ».

كما تمت مشاركتنا في التظاهرة التي أشرفت عليها الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بمشاركة المجلس الوطني للحريات بتونس لحضور المجتمع المدني بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة و ذلك يوم 6 و 7 ماي 2005.

و هذا و لقد شارك الأخ عبد القادر الزيتوني ممثلا لحزبنا في الندوة الأخيرة التي التامت تحت شعار « جميعا من اجل العفو التشريعي العام » تحت إشراف الرابطة والمجلس الوطني للحريات والجمعية التونسية لمساندة المساجين والسياسيين والجمعية التونسية لمقاومة التعذيب بتاريخ 01 جويلية 2005 بمقر الرابطة. هذا و لقد تمت المشاركة في كل هذه الندوات تلبية لدعوة رسمية موجهة للحزب و المنسق العام.

و لا يفوتنا أن نعلمكم بأنه توجه وفد رسمي من حزبنا تونس الخضراء إلى المحامين أثناء اعتصامهم بدار المحامي لمساندة نضالهم.

 


 

تأسيس التنسيقية المغاربية لحقوق الإنسان لتضم التنظيمات الحقوقية الكبرى الناشطة ببلدان المغرب العربي

 

الرباط ـ القدس العربي:

 

كانت نهاية الاسبوع الماضي في الرباط اياما لحقوق الانسان مغربيا ومغاربيا، حيث عقدت المنظمة المغربية لحقوق الانسان مؤتمرها الوطني السادس فيما نظمت الجمعية المغربية لحقوق الانسان ندوة حول حقوق الانسان في دول المغرب العربي اختتمت بالاعلان عن تأسيس اطار يجمع الفاعلين في هذا الميدان في تونس والمغرب والجزائر ليبيا وموريتانيا.

 

وأعلن رسميا اول امس السبت بالرباط، عن تأسيس التنسيقية المغاربية لحقوق الإنسان التي تضم التنظيمات الحقوقية الكبري الناشطة ببلدان المغرب العربي.وتم هذا الإعلان خلال ندوة صحافية عقدتها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، في ختام أشغال الندوة التي نظمتها حول موضوع حقوق الإنسان بالبلدان المغاربية شارك فيها 11 تنظيما حقوقيا من موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا، وثلاث تنظيمات حقوقية مغاربية من فرنسا بالإضافة الي ستة تنظيمات غير حكومية دولية وجهوية لحقوق الإنسان.

 

وأبرز المنظمون أن الهدف من إحداث هذه التنسيقية يتمثل في توحيد عمل المنظمات الحقوقية بالمنطقة المغاربية، والسعي نحو ترسيخ ثقافة حقوق الإنسان واحترام كرامة المواطنين.وقد تم اختيار عبد الحميد أمين رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، منسقا عاما لهذه الهيئة، لمدة سنتين، وعضو من المنظمة المغربية لحقوق الإنسان نائبا له، بالإضافة الي إحداث سكرتارية إدارية لتسيير أنشطة التنسيقية.

 

وتضم التنسيقية مختلف المنظمات الحقوقية المغربية، بصفة عضو مؤسس كامل العضوية، بينما منحت لكل من منتدي الحقيقة والإنصاف و تجمع عائلات المفقودين بالجزائر صفة عضو ملاحظ.وقد تقرر أن تحتضن تونس الاجتماع الثاني للتنسقية، التي تتداول علي رئاستها المنظمات الحقوقية ببلدان المغرب العربي علي رأس كل سنتين.وأوضح عبد الإله بنعبد السلام عضو اللجنة الادارية للجمعية المغربية لحقوق الإنسان أنه علي الرغم من تفاوت أوضاع حقوق الإنسان بالبلدان المغاربية، فإنها ما تزال تعرف عدة انتهاكات وهو ما يتطلب ضرورة التنسيق وتكثيف الجهود من أجل أن يكون عملنا أكثر مردودية وإنتاجية .

 

وترمي هذه الهيئة الجديدة الي تنسيق العمل الحقوقي بالبلدان المغاربية والمساهمة في بناء وتفعيل المنتدي الاجتماعي المغاربي وبناء الوحدة المغاربية.وفي الرباط ايضا تمت المصادقة بالأغلبية علي التقريرين الأدبي والمالي للمجلس الوطني للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان المنتهية ولايته خلال المؤتمر الوطني السادس للمنظمة الذي انطلق الجمعة بالرباط تحت شعار تعميق وتيرة الإصلاحات أساس لضمان وحماية الانتقال الديمقراطي، بحضور حوالي 200 مؤتمر.وذكر عبد الله الولادي رئيس المنظمة في تقديمه للتقرير الأدبي، أن المنظمة حرصت علي التفاعل مع تجربة هيئة الإنصاف والمصالحة، من خلال المواكبة الاقتراحية والنقدية لعملها، وتنظيم لقاءات فكرية لتعميق الناقش حول المجالات المرتبطة بماضي الانتهاكات.وأضاف أن المنظمة عملت كذلك علي مراقبة توفر شروط المحاكمة العادلة، في أعقاب الهجمات الانتحارية التي استهدفت الادار الببضاء في 16 ايار (مايو) 2003.وقال الولادي أنه إذا كانت الحقوق السياسية والمدنية أساسية لتحقيق الديمقراطية، فإن فعاليتها تظل رهينة بتحقيق عدالة اقتصادية واجتماعية وثقافية .

 

وأضاف أصبح لزاما علي المغرب إعمال الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، واعتبارها أولوية من الأولوليات بعد الانفراج الهام الذي عرفه المغرب في مجال الحقوق السياسية والمدنية والشروع في معالجة إشكالية الفقر والبطالة والجهل .وأكد أن المغرب، الذي يجعله موقعه الجغرافي موضوع تحديات كبيرة تعتبر الهجرة السرية والتهريب بالخصوص إحدي تمظهراتها، معني وبشكل مضاعف بالنهوض بهذه الحقوق باعتبارها تحديا أساسيا لبلدان الجنوب التي يتداخل فيها رهان التحرر من الخوف برهان التحرر من الفقر والحاجة.وسجل الولادي التقدم الذي حققه المغرب في مسار الانتقال الديمقراطي عبر مجموعة من المؤشرات ذات الصلة بالحريات الأساسية وحقوق الإنسان.

 

وأكد أن المغرب مطالب بترسيخ أوراش الإصلاح الذي فتحها في مجالات متعددة منذ عقد من الزمن وإحاطتها بكل الإجراءات الضرورية حتي تأتي بكامل مفعولها.وأوضح أنه انطلاقا من انخراطها في التصدي لانتهاكات حقوق الإنسان، فقد دعمت المنظمة عمل هيئة الإنصاف والمصالحة، مبرزا أن هذا الدعم يؤطره باستمرار حضورنا كأداة للاقتراح والنقد .وفي مجال تعميم ثقافة حقوق الإنسان، أكد الولادي أن تأهيل المدرسة المغربية بالبرامج والمناهج والكتب ومراكز تكوين المؤطرين يشكل رافعة أساسية في البناء الديمقراطي.

 

أما في مجال النهوض بحقوق الإنسان، فقد استعرض التقرير الأدبي مختلف تدخلات المنظمة في نطاق دعم مدونة الأسرة ومناهضة التعذيب ورفع التحفظات حول الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان التي صادق عليها المغرب وإنجاز التقارير الدولية المضادة وكذا في إطار النقاش المتعلق بقانون الأحزاب.وابرز عبد الله الولادي في التقرير أنشطة المنظمة في ميدان حماية حقوق الإنسان والتي همت مجالات الحق في الحياة والسلامة الجسدية وحرية الصحافة والهجرة والتربية علي حقوق الإنسان، كما همت جهود التقصي حول أحداث مرتبطة بحقوق الإنسان وإعداد التقارير السنوية ومتابعة المحاكمات.

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 3 أفريل 2006)  

 


تونس.. طرد طلاب جامعيين تظاهروا ضد الرسوم

عقبة الحميدي

أصدر مجلس التأديب بجامعة صفاقس في جنوب تونس قرارًا بطرد 5 طلاب، بينهم ابنا معارضين سياسيين، بتهمة المشاركة في تنظيم تظاهرة طلابية أوائل فبراير الماضي احتجاجًا على الرسوم المسيئة للنبي الكريم.

 

وطال قرار مجلس التأديب 5 طلاب هم إسماعيل السويفي، وعلي عمرو، وكريم الحناشي، وبسام النصري بجانب طرد الطالب أسامة بن سالم قبل تخرجهم بشهرين من قسم الرياضيات، ووجهت لهم تهمة المشاركة في تنظيم تظاهرة طلابية احتجاجًا على الرسوم المسيئة التي نشرتها صحيفة « يولاندز بوستن » الدانماركية في سبتمبر الماضي وأعادت نشرها صحف أوروبية أخرى. كما تم تحرير محضر بالشرطة ضد الطلاب الخمسة في 23-2-2006 أحيلوا بعده إلى المحكمة الابتدائية بصفاقس التي لم تنظر في القضية بعد.

 

والطالب أسامة هو نجل « منصف بن سالم »، المعارض السياسي التونسي وعالم الرياضيات الشهير والعضو بأكثر من مركز بحثي عالمي، وهو أيضًا سجين سياسي سابق، واعتبر قرار الجامعة « عقوبة جديدة له من قبل النظام » في تونس.

 

وحول طرد ابنه، قال منصف بن سالم في اتصال هاتفي مع « إسلام أون لاين.نت » الأحد 2-4-2006: « 19 سنة بين السجن والتعذيب والإقامة الجبرية والحرمان من البحث العلمي والعمل الثقافي والمراسلات وأحيانًا الهاتف وفقدان أبسط حقوق الإنسان، هذه المدة بسوادها ومآسيها لم تشفِ غليل السلطة، بل عمدت إلى إيصال الأذى لأبنائي ».

 

وقال: « مجلس التأديب تواصل من 27 – 30 مارس 2006، وانتهى إلى قرار طرد ابني أسامة وزملائه الأربعة »، مشيرًا إلى أن الطالب بسام النصري ابن سجين سياسي سابق ينتمي لحركة النهضة، وهو حاليًا معاق إعاقة عقلية كاملة « بسبب ما تعرض له من تعذيب خلال 8 سنوات قضاها تحت التعذيب والأهوال بالمعتقلات ».

 

« التصدي للإسلام »

 

ولتوضيح كيف برّرت الجامعة طرد الطلاب قال: إن المجلس اتهم ابنه والطلبة « بعقد اجتماع (مظاهرة) غير مرخص دعوا فيه للإضراب والتصدي لمنع الحجاب ».

 

وأضاف أن المجلس وجّه لابنه تهمة ثانية وهي « المطالبة ببيت للصلاة داخل الكلية، كما أن الطالب إسماعيل السويفي حرّض على رفع الأذان، ثم أقام الصلاة في ساحة الكلية -وهو ما اعتبر جريمة-، كما شمل قرار الاتهام تهمة أخرى وهي تهديد كل من يتعرض إلى أخت محجبة بالعنف، مما أدى إلى إرهاب الأعوان (البوليس) المكلفين بمراقبة مداخل الكلية ».

 

وتابع: « الحكومة تتحدى للتصدي للإسلام. هذه الممارسات ممارسات متخلفة إنها تشدنا للوراء.. فقبل أيام طلبت المعارضة الترخيص لها لإقامة اجتماع بمائة شخص فقط، فمنعت وعسكرت العاصمة كلها بالبوليس لمنع هذا الاجتماع ».

 

وأضاف: « إنني أكلمك وبيتي الآن محاصر بالبوليس من كل جهة.. إنني ممنوع من كل شيء، فعندما أذهب في الشارع أنا وزوجتي وابنتي يستوقفني البوليس ويقول لقد ارتكبت مخالفة قانونية، فأسأله ما هي؟ فيقول: إن زوجتك وابنتك محجبتان هذه مخالفة قانونية في تونس ».

 

وأشار إلى أن هذا الإيذاء طال ابنته في كلية العلوم بصفاقس (الكلية التي أسسها بن سالم سنة 1986) وقال: « عمدت حفنة من طلبة الحزب الحاكم إلى مضايقة ابنتي مريم لأكثر من 3 سنوات، مما أثر على صحتها وحياتها الدراسية، وقبل شهرين من تخرجه المفترض يتعرض ابني أسامة إلى قرار فصل عن الدراسة هو وزملاؤه الأربعة ».

 

ويتعرض نظام الرئيس التونسي لانتقادات منتظمة من جانب المنظمات غير الحكومية والمعارضة على خلفية انتهاكات لحقوق الإنسان، وتقييده لأنشطة قوى المعارضة ولحرية الصحافة، كما تؤكد هذه المنظمات، وهو ما تنفيه السلطات التونسية.

 

(المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 2 أفريل 2006)

 

 

مع منصف

كتبه عبدالحميد العدّاسي

 

حدّث جرير عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم:  » إنّ الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال: إنّي أحبّ فلانا فأحبّه، قال: فيحبّه جبريلُ، ثم ينادي في السماء فيقول: إنّ الله يحبّ فلانا فأحبّوه فيحبّه أهلُ السماء، قال: ثم يوضع له القبولُ في الأرض…*« 

بعد النافذة التي يسّر الله فتحها لي على شخصيّة المنصف بن سالم، يمكنني أن أتمنّى على الله أن يجعله ممّن وُضع له القبول في الأرض. ولعلّ من علامات ذلك تنافس الاخوة كلّهم جميعا – هذه الأيّام – في محاولةِ إيجادِ الوسائلَ الكفيلة بالدّفاع عن الرّجل وأهله وهو يتعرّض لهجمة شرسة من طرف المدافعين عن المناعة ضدّ الخير والخيّرين.

 

وقد سارعتْ مجموعة طيّبة بإنشاء لجنة سمّتها  » اللجنة العالمية للدفاع عن البروفيسور.المنصف بن سالم« ، وأراه طبيعيّا أن يكتسيَ الدّفاعُ عن منصف طابعا عالميّا، نظرا لقيمته العلميّة الرّفيعة وخُلقه الحسن ومبادئه الطيّبة ومواقفه الرّجولية الثابتة. ونظرا كذلك للجُرم المقتَرَفِ في حقّه وحقّ أفراد عائلته، إذ ليس في العالم مَن يُحارب المعرفة ويأبى التحرّر ويَهرب من المروءة، إلاّ ما كان مِن شأن اللّئام المتمعّشين مِن سفاهة حاشيتهم.

 

غير أنّي أدعو إلى عدم الاكتفاء بما تقدّمه هذه اللجنة من خير، بل لا بدّ لنا من مضاعفة الجهود وتكثير اللّجان، بشرط أن تكون كلّها مجتهدة في الإخلاص لله تعالى، فإنّه لا يُقبل من العمل إلاّ ما كان خالصا صوابا. فلا بأس إذن بأن تتكوّن  » اللجنة التونسية للدّفاع عن المنصف بن سالم « ، ولجنة الجنوب والوسط، ولجنة مدينة صفاقس، ولجنة الجامعات التونسية، ولجنة الرياضيين، ولجنة الفيزيائيين، ولجنة المجموعة الأمنيّة، كلّها للدّفاع عن المنصف بن سالم، فهو إن لم يكن لهذا الفضاء أو القطاع مؤسّسا فقد كان له رئيسا، وإن لم يكن له رئيسا فقد كان به عضوا، وإن لم يكن بهذه الجهة قاطنا فقد كان ذكره بها حيّا. وليس في ذلك تفتيت للجهد، بل لقد كان صلّى الله عليه وسلّم يفعله: فما مِن غزاة إلاّ وكانت فيها الرّاية العامّة للمسلمين ثمّ كانت معها راية المهاجرين وراية الأنصار، محافظة منه على الخصوصية الإيجابية، ودفعا منه إلى استخراج مكامن الأنفس، واستثمارا للتنوّع وجنيا للخيرية التي فيه ( تجدون الناس معادن فخيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا ). بل لقد كان مرّة يخصّ أصحابه البدريين… ومرّة المهاجرين… وفي بدر لم يكتف صلّى الله عليه وسلّم بجواب أبي بكر وعمر والمقداد بن عمرو بل كان يردّد  » أشيروا عليّ أيّها النّاس « ، حتّى فهمها عنه قائد الأنصار وحامل لوائهم سعد بن معاذ حيث قال قولته الشهيرة التي أثلجت صدر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم…وفي حنين أمر العبّاس بأن ينادي في أصحاب السّمُرة ( الشجرة )، فلبّوا رسولهم وتحقّق لهم النصر بعد نذائر قاسية بالهزيمة نتيجة الغرور الذي سبّبته الكثرة…

 

والمناصرة عندي ليست فقط بالكتابة ( فهذا جهد المقلّ أمثالي )، ولكنّها أيضا مظاهرات ومسيرات واحتجاجات واعتصامات وعدم احترام للظالم الفاحش.

والأمر في ذلك هيّن، سيّما وقد رأينا مِن التونسيين مَن تحرّك مناصرة لفريقٍ لكرةِ قدم… والتحرّك عندي ليس تكسيرا أو اتلافا للمتاع العام فهذا فساد لا يرتضيه مسلم، ولكنّه قد يكون استعصاء على من تعوّد سَوْقنا وإلهاب أجسادنا دون اعتبار لوطنيتنا وآدميتنا، فقد طفح والله الكيل، ولم يعد هناك ما يُعينُنا على الصبر عليه ولا ما يعينه هو على التوقّف عند الحدود التي وصفها له دستور البلاد أو صاغتها له وظائفه ….                          

 

 ــــــــــــــــــ

* بقية الحديث:  » …وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول إنّي أبغض فلانا فأبغضه قال فيبغضه جبريل ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فأبغضوه قال فيبغضونه ثم توضع له البغضاء في الأرض. »


 

 

ولكنّ منصف لا بواكي له

 

كتبه عبدالحميد العدّاسي

 

تذكّرت اليوم 17 سبتمبر 2004 – و أنا أتصفّح صحيفة تونس نيوز الغرّاء – موقف رسول الإنسانيّة صلّى الله عليه و سلّم لمّا مرّ بنساء ابن عبد الأشهل يبكين هلكاهنّ يوم أحد فقال  » لكنّ حمزة لا بواكي له  » ، فجاء نساء الأنصار يبكين حمزة عنده . و لقد تمثّلت المشهد و رأيت فيه الكثير من المقارنات رغم الفوارق طبعا، بين ما كان عليه الحال يوم أحد و بين ما نحن عليه اليوم سواء في تونس التي لا نستطيع أبدا إخفاء شديد تعلّقنا بها ، أو على مستوى جغرافيّة الأمّة المسلمة جميعها . و بين ما كان عليه بعض الرّجالات يومها و بين ما هم عليه الآن . و بين النّاس الذين مثّلهم نساء الأنصار في تلك الواقعة و بين ناس اليوم الذين يمثّلهم جمعيات المجتمع المدني و الحقوقيون و دعاة الحرّيات العامّة .

 

حمزة رضي الله عنه هو   » سيّد الشهداء  » و قد كان بطل غزوة بدر الكبرى ، وهو رجل عظيم من رجالات يوم الفرقان و صناديده ، يوم التقى الجمعان ، و قد أبلى بلاء حسنا يوم أحد قبل استشهاده . و الشهادة منزلة رفيعة لم يرتفع فوقها إلاّ الأنبياء    و الصدّيقون . و لكنّ النفس البشريّة ظلّت متأثرة للفراق أبدا ، معبّرة عن ذلك بدمعة أو أنّة دائما في حدود لا تخرج عن قول ما يرضي الله . ولمّا بكى القوم شهداءهم من أثر الفراق و لم يَحْنُ على حمزة من يبكيه تأثّر لذلك النبي – أحسب – فقال قولته تلك فلمّا بلغ ذلك نساء الأنصار عابوا على أنفسهم و جاؤوا يبكون حمزة عند ابن أخيه صلّى الله عليه و سلّم كي يخفّفوا عنه المصاب و كي يُرُوه من أنفسهم أنّهم أصحاب نصرة لا تنقطع، و أصحاب مؤازرة لا تتوقّف .

 

قلت لمّا حادثني الأخ الدكتور المنصف بن سالم بشأن ابنه أسامة المبعد ظلما عن مقاعد كلّية العلوم بصفاقص – تلك الكليّة التي كان أسّسها هو بنفسه كما أسلفت في مقال سابق – أحسست بالضيق والحسرة و عظم المسؤوليّة : ضيق للحالة التي فيها كلّ من أخي و أستاذي المنصف بن سالم و فلذة كبده و شمعته التي أراد أن يجلّي بها الظلام من حوله ، فالأب موقوف عن العمل وهو العالم الجليل والولد موقوف عن الدراسة وهو البار بوالديه    و ببلده و بقوميته . و حسرة على ما آلت إلية الأوضاع في بلدنا الحبيبة حيث صار الحقّ باطلا و الباطل حقّا حتّى أُمِر بالمنكر و نُهِي عن المعروف ( و إن تبجّح أهل المنكر بالانفتاح و التقدّم المغشوش ) . و عظم مسؤولية حيث وُجُدت – أنا النكرة – في ممرّ إجباري ربّما لا يستطيع المنصف ، المُراقَبُ من طرف قطّاع الطرق ، المرور إلى العالم الخارجي إلاّ منه في وقت ثقلت فيه إمضاءات الدكاترة و الجمعيات و خفت فيه أخرى . غير أنّي و بعد النظر إلى الأحداث من حولي و فيها ، و انطلاقا من نماء حبّ الخير عند النّاس و قد رأيتهم يحتجّون بل و يبكون على الصحافيين الفرنسيين و غيرهما من ضحايا التصرّفات الخاطئة ، أيقنت أنّ الجميع و بمجرّد قراءة ذلك النّداء العاجل على صفحات تونس نيوز بتاريخ 14 – 9 – 2004 ، سيهبّ مدافعا عن قضية هذا الرجل و ابنه خاصّة و وضعيته أكثر خطورة و خصوصية من وضعيّة الصحافيين الفرنسيين نفسيهما ، و قلت لئن تخلّف عن مناصرته الصحفيون المنشغلون بمؤازرة زملائهم فسيسارع إلى نصرته العلماء من الرياضيين و الفيزيائيين و أهل الكيمياء  و الطبّ و ربّما كذلك الساسة الكبار ممّن ناصر الهمّامي و النصراوي و اليحياوي و المكّي و غيرهم كثير في محنهم المسترسلة . فالرجل – و إن ابتعد بحكم ما أراده له النّظام الظالم هناك عن الأضواء – يظلّ من خيرة ما أنتجت البلاد من الرجالات الصالحين – أحسبه كذلك و لا أزكّيه على الله – ثمّ لعلّه بعد ذلك يكون ممّن شملهم الحديث المرفوع الذي قدّمت جزءا منه عن حمزة  » سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله  » . فقد قام الرجل إلى الإمام الجائر محتجّا عليه محاولا ردّه عن غيّه ، فلم يتردّد هذا الأخير في قتله عندما وضع حدّا لكلّ أنشطته العلميّة و التعليميّة مرتكبا بذلك جرما لا يغتفر في حقّ الإنسانيّة جمعاء و عندما قطّع علاقاته من أرحام و جيران و أصحاب ، ثمّ ما لبث أن مثّل به – و المَثلة عندنا نحن المسلمين حرام لا يأتيها إلاّ هالك – فعمد إلى هرسلة أبنائه ومنعهم من التحصيل العلمي النّافع مثلما نرى الشأن الآن مع أسامة ( أسأل الله أن يبارك في عمر المنصف و أن يقدّره على نفع البشريّة بصالح ما علم  ).

 

قلت إذا تأثّر الرسول صلّى الله عليه و سلّم – وهو النبيّ – لغياب البواكي حول سيّد الشهداء حمزة، أفلا أتأثّر أنا بتأخر تدخّل الذين ناشدتهم منذ أكثر من ثلاثة أيّام على صفحة لا أظنّ العيون تخطئها؟!…

 

و مع ذلك و بعد ذلك أظلّ كثير الأمل في نخبنا الذين – و إن لم يكونوا من الأنصار – قد تحلّوا ببعض خصالهم من حيث المناصرة و الإعانة على نوائب الدهر ، و لعلّ الكثير منهم يعزم على الفعل فيشعر المنصف بأنّه لا يزال في عصبة تمنعه و تنافح عنه !!! ….

 

(سبق أن نُشر هذا المقال في تونس نيوز عدد 1581 بتاريخ 17 – 9 – 2004)

 


 

معا على المتآمرين

والدكتور بن سالم

 

إنها كلمات وفاء واعتراف للقائمين على حفظ النظام ورأسه أردت بها مؤازرتهم و مساندتهم بسبب ما يتعرضون له من حملات شعواء تجاوزت نقد العمل إلى نقد الأشخاص وتركت الظاهر وحكمت على النوايا!

كم للباطل من جنود في الداخل والخارج! أين يجتمعون ويحيكون مؤامراتهم ولماذا يضربونكم بوجوههم على أكفكم؟! لماذا يرهبونكم بالدماء التي تسيل منهم! لماذا يجوعون أنفسهم حتى نصاب بالسمنة والتخمة؟!

لماذا يبرزون كل مرة رمز من رموزهم أو ضحية من ضحاياهم ليحاربوا « النظام » من أجله ويتبادلوا الأدوار ؟! متى يعودون للسرب مطأطئين متشرفين بالخضوع « للنظام » حتى ينعموا « بلا ظلم بعد اليوم »

وتونس لكل أبنائها المنتظمين في سرب الموالين؟! متى يثوبون إلى رشدهم ويقلعون عن التغني بقول متطرفهم:

 

             قد دعانا الله للعيش الرغيد في الجنان**فرفضنا العيش في سرب العبيد في أمان

 

ولقد بدا الفشل ظاهرا في محاولتهم اليائسة من خلال الشخصية التي اختاروا المواجهة بها هذه المرة!

وهو السيد منصف بن سالم أو كما يحلوا للبعض تسميته بعالم الرياضيات المشهور!

ثم يرهبوننا بكم هائل من شهائده العلمية ووظائفه وإنجازاته وتحدثوا عنه كما تحدث عن نفسه بأنه أحد مؤسسي جامعة صفاقس! و:كأنه أطعم الناس من جوع أو آمنهم من خوف!

 

متى كان للعلم هذه القيمة وهذه الأهمية! وهل يُقادُ العالم بسين وصاد والمعادلات الرياضية ؟ أم يساس بالعصا والرجال الأقوياء؟! وهل خلّد التاريخ العلماء أم الأقوياء وأيهما أكثر حضورا في الذاكرة الشعبية

هولاكو و تيمورلنك  و الحجاج أم نيوتن وقليلي والحسن بن الهيثم؟!

وماذا فعلت يا سيدي بجامعتك التى أسستها؟ أليست محضنا للمشاغبين ومفرخة للعاطلين والمتسكعين؟!

وأين فعلك ذاك من تأسيس الثكنات وبناء المعتقلات ؟! هل رأيت خريج ثكنة بطّالا؟! رغم أنهم يتضاعفون ويتناسلون بسرعة! وهل رأيت واحدا منهم يفهم في سينك وصادك؟ مع العلم أن كل من عجز عن ركوب حافلتك لغلائها وجد قطار سيادة الرئيس منتظرا وأبوابه مشرعة؟!

وأيهما أنفع للبلاد المشاغبين والمتسكعين أم الذي يجمع هذا وذاك ويضعهم في قرار مكين حتى يرشدوا؟!

 

لو أن السيد المنصف بقي حبيس نظرياته العلمية ومخابره وترفه بالبحوث ما كان ليعترضه أحد ولكنه تطاول وتدخل فيما لايعنيه من أمور السياسة وقد حمله خياله الرياضي يوما ما ليجعل من نفسه مزاحما على كرسي الحكم وبديلا محتملا عن سيادة الرئيس! وفاتك سيدي أننا لا نقبل أن نكون رموزا لرياضياتك

ونرضى طائعين أن نتحول أرقاما في حاسوبات الداخلية! فذلك أأمن وأسلم وإن أتلفنا الفيروس!

 

سادتي إننا بالمرصاد لحملاتكم وجمعياتكم ولجانكم وأفرادكم الذين يصرحون هنا ويناشدون هناك ويتوعدون في مكان آخر. سنظل أوفياء لمن قهر « العلم والمتعلمين » وحمى البلاد والدين وقدم العصا « والقوي الأمين »!

لن يخيفنا جوعكم وصراخكم وسجنكم وإما أن تعودوا وتتوبوا وإلا صفيناكم بالسجن ومنع الدواء والتجويع والتشريد والتنكيل ومن لم ينفع معه ذلك فهناك أسطول من الشاحنات والمرتزقة لتصفيتكم!

 

وختاما أهمس لمولانا بأن ذلك ردي الذي قدرت عليه في مواجهة هذه البيانات العابرة للقارات! وبلغني أن السيد المنصف بن سالم قد سمع تهديدنا ووعيدنا ورد بهذه الأبيات (*) التي لم أفهم معناها لأنه لايحق لي أن أفهم!

يقول:  رحلت عنكم عليلا ناء بي سقمي***وما تنــــازلت عن نهــجي وعن شمَمِي

       أتابع الدّربَ  لا شكوى و لا خور ***ولو نـــزفـــت على درب الإباء دمــــي

       لا أخفض الرأس ذلا أو مصانعة  ***هيهــــات هيهــات تأبى ذاك لي شيّمِــي

     وكيف أخفض هامي ويحكم ضاعا ***وقــد وضعت على هــــــام الدّنى قدمي

       وآثر القلبُ ورد الموت في كـــرم  ***على حيـــــــاة بلا صـــدق ولا كـــــرم

       الله حسبي إذا ما عقّـني بلــــــــد ***وضاقت الأرض عن شخصي وعن قيّمِي

       فما أؤمل غير الله مــــن أحـــــد ***إن عـــز أمــــر  ولا أعـنــو لـــذي نـــسم

      الحَزنُ في حبه سهــــل لسالكـــــه***والخوف أمن وبــؤس العيـــش كالنِّعـــــم

      وأصعب الصعب في عيني أهونـه***وأبعد البعــــد في العينيــــن كــــالأمـــــم

      لابد للّيــل أن ينــــزاح غيهبــــــــه*** ويشرقَ الفجــر بعـــــد الظّلــم والظُلَـــم

      رحلت فانتفشوا عجبا بسلطتــكــــم***ولا تعوجــــوا على ديـــــن ولا ذِمَـــــــمِ

      أمشي إلى الغربة الحمراء من دمنا***مشي الشهــــادة فــــوق الخــوف والألــم

 

هذا ما سمعت منه سيدي وحفظت نقلته بأمانة ورب مبلغ أوعى من سامع فاشرحوا لنا  » سيدي » ما قال وإن كان في ذلك ثلب أو مذمة فردوها عليه إن استطعتم فأنا أجيد المدح لمن لايستحق ولا أحسن الهجاء لمن يستحق!

والله ينصر العدل في بلادك سيدي! « ويورينا » في المفسدين نهارا أغبرا!

 

ـــــــــــــــــــ

(*) الأبيات للأستاذ عصام العطار

                                                     صــــابر التــونسي


 

بسم الله الرحمن الرحيم

من سباير الألمانية الى عالم تونس الد.منصف بن سالم

 
مرسل الكسيبي
3-04-2006
 
شاءت الأقدار الالهية أن أتنقل بولدي في رحلة مع ماأنجزه العقل الانساني والألماني من ابداعات,حيث كانت زيارتنا يوم السبت الفارط الى مدينة سباير الألمانية فرصة عظيمة للاطلاع على قمة من قمم ابداعات رجالات العلم والتقنية على مدار ثلاثة قرون من عمر صناعات وتقنيات أوربا وأمريكا
متحف اي ماكسي التقني كان هدفي مع الأبناء في تلك الزيارة التاريخية ,وبين جنباته اكتشفنا مجددا عظمة العلم والعلماء والحريات ,وكانت رحلة الامتاع ممزوجة بذكرياتي مع عالم تونس المبدع الدكتور المنصف بن سالم والذي يخوض منذ الخميس الماضي الثلاثين من مارس2006 هو وكافة أفراد أسرته اضرابا مفتوحا عن الطعام
بلد العلم والمعرفة وتكريم العلماء كان متجسدا في ماجاد به العقل الألماني الحر من تكريم للذات الانسانية والمعارف
روعة في التنظيم والتصميم وتوزيع الفضاءات في مساحة جغرافية امتدت على كيلومترات مربعة احتوت المئات من الطائرات والغواصات والصواريخ والمكوكات النموذجية والحقيقية من أجل اطلاع الأجيال الجديدة وتحبيبها وترغيبها في الأخذ بناصية العلم والتقدم
فضاء جغرافي كان في يوم من الأيام مساحة خربتها أيادي العساكر أيام الحرب العالمية الثانية,واليوم ينبعث الفضاء كطائر الفينيق من تحت الرماد ليجسد روعة الوسط والمناخ الديمقراطي الذي يكرم العلم والعلماء
طائرات عملاقة أخرجت من الخدمة وأخرى علقت على أعمدة شاهقة في السماء,وأخرى تقارن في توزيعها التشكيلي بين تفوق التقنية العلمية والصناعية في مجتمع غربي حر مع أخرى من صنف التوبولوف دلت على حقبة روسية اتسمت بقتل وخنق الحريات
تخليد لابداعات علماء الغرب وماجادت به قرائحهم في تقنية صناعة السيارات والقطارات والطائرات الحربية والمدنية والسفن وحتى نظم الألعاب التي تحاكي طيرانا أو غوصا يشبه الى حد عجيب الأساطين الجوية والبحرية الحقيقية
مشاهد ممتعة لم تعكرها في ذاكرتي الا اهانة نظام الحكم في تونس لجبل شامخ بحجم عالم تونس الدكتور المنصف بن سالم,ففي الوقت الذي يكرم مثله ومن هو أقل منه شأوا وشأنا بوضعه على رئاسة الجامعات والمراكز العلمية والبحثية المتطورة,وتخلد فيه دولة الحريات هؤلاء في الشوارع والمراكز والأقسام والمستشفيات والساحات وهم يشقون طريقهم الى النجاح والابداع في عوالم الحياة,وفي الوقت الذي يوضع فيه أمثاله على رأس دول عظيمة بحجم الهند كما هو حاصل مع واحد من أبرز علمائها من المسلمين ,يحصل على العكس من ذلك ماهو معرة وعار في ربوع تونس اليوم, التي عرف شعبها باللطف والوداعة والتسامح
لم يتمالك الخجل بعض القائمين على ادارة الشأن السياسي في تونس وهم يمعنون في اذاية واحد من نوابغ العالم العربي والعالم الاسلامي,لتستمر بذلك مأساة بلد يعكسها نموذج التعامل مع رجل بحجم تواضع ووطنية الد.المنصف بن سالم
ومن وراء مأساة الرجل بامكان المراقب العربي والعالمي أن يعرف حجم الخديعة والنفاق فيما تقدمه الجهات المتنفذة في الحكم في تونس من خطاب اعلامي وسياسي يتباهى بأكذوبة أبريل حول مناخات الحرية والديمقراطية التي أفرغت من مضامينها لتتحول مسلخا للعلماء والقادة البارزين من أمثال الد.بن سالم والمحامي محمد عبو والأستاذ الوقور الحبيب اللوز والد.أحمد لبيض والمهندس عبد الكريم الهاروني والأستاذ محمد العكروت والفيلسوف العجمي الوريمي وغيرهم من القادة والطاقات العلمية البارزة التي أريد لها فقدان العيون والاصابة بالسرطان والموت البطيء وراء بوابات حديدية أشبه ببوابات القرون الوسطى أيام الحكم الجبري والملك العضوض
اذا لم تستح فافعل ماشئت ! هكذا ينطبق مثل هذا الحديث النبوي الشريف على بعض من حول السلطة الى مزرعة خلفية أشبه ماتكون بالمسلخ للعلم والعلماء ,لتصنع الدولة أبطالا من نوع اخر نراهم على واجهة التليفزيون والخطاب الدعائي الكاذب ,راقصين وراقصات وقادة كافيشنطا نهاية الأسبوع على فضائية تونس سبعة ,حيث يتحول الفلم أداة للتخدير الجنسي والجسد الى تعبيرة جمالية تخفي وراءها قبح صنائع من يتحكم في تسيير الفضاء السياسي والفضاء العمومي
اعادة الاعتبار الى رجالات العلم والمعرفة لتخلد ماثرهم وهم مازالوا على قيد الحياة في معارض ومتاحف مثل المتحف التقني العملاق بمدينة سباير الألمانية مازالت تفصلنا عنه مساحات ونضالات نخبوية وجماهيرية يومية حتى تعود الكلمة لمن هو أكفأ وأصدق وأخلص في اصلاح أوضاع البلاد والعباد ,بعيدا عن المتاجرة بأوهام تحول سياسي مازالت تونس لم تر طريقه الفعل الى عالم الأنوار

 

مرسل الكسيبي
منسق اللجنة العالمية للدفاع عن البروفيسور المنصف بن سالم

 


تونس بخير

من زهير لطيف، صحفى ومنتج تلفزيونى تونسي

   

كما توقع العديد واليوم وبعد قمة المعلومات وانتهاء اظراب جوع حركة 18أكتوبر وبقاء أوضاع الحريات على حالها دون أي تغير يذكر أضف الى موجة أخرى من الانتهاكات كما هو الشأن مع عائلة البروفسور منصف بن سالم والتجاوزات فى حق سجين الرأي محمد عبو والأمثلة كثيرة ومتنوعة….

 

أمام كل هذا يتسائل السائل أين التحركات الشعبية ولمذا لا يشهد الشارع التونسي كما كان الأمر عليه فى الثمانيات فهل كل شئ على ما يرام ؟ أم أن التونسى غير مبال ؟أم هي العصا الحديدية المفروضة عليه ؟ ولربما أيضا عجز المعارضة التونسية بكل أطيافها على تحريك الشارع للمطالبة بالحريات ,يرى العديد بأن الشارع التونسى لايحركه الا رغيف العيش فقد أضحى غير مكترث لا بحرية الصحافة و لا بالتعديدية السياسية فمن يحتفل بعيد ميلاده الخمسين لم يعرف تغيرا كبيرا لا فى أسلوب الحكم ولا فى الوجوه التى تبوأت مناصب كبيرة قبل وبعد السابع من نوفمبر والأمر ينطبق على أهم منظمتين وهما الاتحاد العام التونسى للشغل والاتحاد التونسى للصناعة والتجارة وحتى اتحاد الفلاحين فحدث ولا حرج .

 

الأحزاب السياسية كالتجمع وحزب التقدم وحركة الديمقراطيين وغيرها لم تعرف وجوها قيادية جديدة الا اذا ما كان الأمر بتدخل من السلطة على غرار ما حدث فى حركة الوحدة الشعبية وحركة الديمقراطين الاشتراكين واخر التدخلات هو انشاء حزب للخضر برغبة من السلطة وباقصاء المطالبين بمثل هذا الحزب منذ سنوات .

 

الحياة المعيشية ومتطلبات الحياة تزداد صعوبة كل يوم وحالات البطالة من الخريجين فى ارتفاع دائم واغلاق العديد من المؤسسات وخاصة فى قطاع النسيج ستزيد فى الطين بلة والاعلام الرسمى لا يزال يتغنى بالمعجزة التونسية.

 

أهم الشركات الوطنية بيعت ولم يبق الا ماء البحر وفاتورات الديون التى على التونسيين دفعها واعلامنا يفتخر فى كل مرة بالقروض التى تمنح الى تونس وكم تخيفنى الأرقام.

 

الأقلام الحرة ممنوعة من الكتابة والعمل ومناضلو حقوق الانسان محاصرون ومتهمون بالعمالة والخيانة وغيرها من الاتهامات التى لا يصدقها أحد وما ان يرتفع صوت من هنا وهناك الا وفبركت له كل الاتهمات علىغرار ما يحدث لأم زياد وعائلتها وسهام بن سدرين والأمثلة كثيرة . الكل يعرف القاصى والدانى التجاوزات اليومية للعائلات المقربة ولا يسمح بأي نوع من الانتقادات حتى أضحت وكأنها من المحرمات  .

 

عجبى عن بلد كل شئ فيه بخير.. الأمن مستتب .. والمال يهدر.. والشعب ينتظر فى كل مرة حدثا جديدا .. إما كأس العالم أو بطولة الأندية أو آخر صيحات فاطمة بوساحة .. ودوّحى يا حناة دوّحى .. وتونس بخير

 

زهير لطيف

latifzo@gmail.com


 

 

تقديم الكتاب الأخير للصادق شعبان

« من ديمقراطية المعتقدات إلى ديمقراطية البرامج … البناء الديمقراطي في تونس »

 

المقدمة :

 

         على غرار كتبه السابقة 

[1] وأساسا كتابه  » بن علي والطريق إلى التعددية  » [2]  سار الصادق شعبان على نفس النهج في كتابه الأخير  » من ديمقراطية المعتقدات إلى ديمقراطية البرامج … البناء الديمقراطي في تونس    » [3]  والوارد في 172 صفحة بطبعة أنيقة وورق من النوع الفاخر وغير المتوفر لدور النشر في تونس ، يروي سيمفونيات التطبيل والتهليل لسيد قصر قرطاج والتنويه بالمسار السياسي في ظل زين العابدين بن علي. إن الخلاصة من خلال هذا الكتاب هي أن  » الديمقراطية في تونس على الطريق الصحيح ..ولابد من حماية المسار من المخاطر الداخلية والخارجية  » [4] .

 

              على أن تقديمنا للكتاب لا يعني أن هذا التقديم هو رد على مضمونه بقدر ما هو تقديم محتواه في انتظار الرد عليه سوى عبر هذا المنبر الالكتروني أو أي منبر حر آخر.

 

من هو الصادق شعبان؟  :

 

               لا شك أن الصادق شعبان غني  عن التعريف  فهو الوزير السابق في وزارات العدل والتعليم العالي و أستاذ القانون المبرز بالجامعة التونسية وهو مستشار الرئيس ومنظر القصر المتخلى عنه والمدير الحالي لمركز الدراسات الإستراتيجية التونسية الموكول له الآن بحث آفاق تونس في أفق سنة 2030  وكاتب الدولة في بداية التسعينات والذي طلب استقبال قيادي طلابي لتيار سياسي تحاربه الدولة وحزبها الحاكم  من اجل أن يتحالف ضد وزيره يومذاك طمعا في إقصائه كما انه المكون لمليشيا طلابية من طلبة بعض الأجزاء الجامعية تتبعه رأسا .. وهو الذي مول جناح طلابي ضد آخر في بداية الألفية ……

          والسيد الصادق شعبان هو صاحب فكرة محاصر ومحاكمة كل الإسلاميين مهما اختلفوا منهجا ووسيلة وفكرا وهو الذي لزم بيته اكثر من 8 أيام – بعضهم روج انه سجن –  بعد ما راج من تورطه في رشاو متعلقة بموضوع سياحة التايم شار وهو القريب من نوادي الروتاري العالمية ذات النفوذ العالمي على عديد الدول وهو الوزير الذي رفض طلبة سوسة استقباله بكلية الحقوق وصاحوا في وجهه  » الكاذب ثعبان »  قياسا باسمه الصحيح والرسمي بل إن بعض الطلبة ادعى انه يعرف قطعة البلاستيك التي كان الوزير عندما كان تلميذا بالثانوي يدقها كالطبل لصديقاته في المعهد ، وبالتالي ليس غريبا على شخص هذا تاريخه وتلك تحالفاته بل ويزيف بنفسه وثائق رسمية من اجل الاستيلاء على أراض قريبته وأصهاره على حد ما وقع ترديده في إطاره العائلي في صفاقس  هذا دون الحديث عن ملفات  الفساد المالي المتورط فيها ……

[5]……

ولابد من التذكير أن تجمعيين روجوا معطيات أن مغادرة شعبان للديوان السياسي والنادي الوزاري هو لطبيعة علاقاته الدولية وبداية الحديث عن ترشيح نفسه كبديل محتمل في غضون سنة 2004 ….

 

 بين موضوع الكتاب وصفة المؤلف :

 

·

        ينطلق المؤلف من مسلمة هي محل خلاف بين الفرقاء السياسيين في البلاد وهي أن الوطن في حالة بناء ديمقراطي ممتد ومتواصل  بعد أن قطع إليها أشواطا كبرى وهو ما جسده في كتابه السابق  » بن علي والطريق الى التعددية  » رغم أن اغلب المتابعين يسلمون بالطبيعة الديكورية للتجربة السياسية التونسية والتي يتحكم فيها الحزب الحاكم منذ اكثر من 50 سنة والكاتب لم يفعل طوال صفحات مؤلفه سوى انه أعاد سمفونيات خلفه في منصب التنظير للسلطة الحالية عبر القول أن التجمع الدستوري الديمقراطي والذي التحق به كلاهما بعد انقلاب 07 نوفمبر1987 قد انتقل من حزب واحد متحكم إلى حزب الأغلبية [6]

 

·

         يؤكد خطاب السلطة المتداول في خطب بن علي  ولوائح مؤتمر الطموح والخطاب المدحي لإعلام التطبيل أن المرحلة السياسية الحالية هي بصدد الامتداد في الزمن وبصدد الاكتمال والتطور [7] وبالتالي يصعب من وجهة نظر السلطة القائمة ذاتها ، منهجيا على أي مفكر أن يقيم هذه المرحلة مهما كانت قدراته وخبرته المكتسبة ومهما كانت ثقافته التحليلية ….

 

·

        من غير الموضوعية أن يعمد المؤلف إلى تقييم مسيرة متواصلة تحمل فيها مسؤوليات عدة بل وفي مختلف أغلب وزارات السيادة ووزارات هامة مثل وزارة التعليم العالي …بل عبر طرح اقرب إلى تقديم وزير لمداخلته أمام المجلس النيابي ونمط من أنماط كتب التطبيل والتهليل مثل كتاب السيد أحمد السالمي المسؤول الثقافي في السفارة التونسية في ليبيا  » ربان السفينة  » والى غير ذلك من كتب المد الفج ….   

 

·

        المؤلف يعتبر أول من نظر وشرّع لتخوين المعارضة وسن مقولة أنها تستقوي بالأجنبي [8] :  » تشوه سمعة الوطن كله و تؤثر في تقييم الأجانب لديمقراطيتنا …. » [9] ، بل أن السيد شعبان يبرر الإقصاء بأسباب واهية وغير صحيحة بل ومختلقة :   » لا مناولة في تونس لحركات أجنبية إسلامية كانت أو قومية ، أو لحركات أخرى متسترة بحقوق الإنسان لا استعداء بسند خارجي ، أو بتمويل خارجي ، أو بإعلام خارجي … » [10] .

 

·

        إصرار الكاتب على غرار كتابه  » عودة حنبعل.. أو تجديد عهد  » [11] على تغييب البعد الإسلامي والعربي وإبراز البعد الروماني والقرطاجني  » ما عدا جمهوريات قرطاج ، وجمهوريات المدن في العهد الروماني ، عاشت تونس قرونا طويلة من التغييب الشعبي ، ومن الحكم الملكي المطلق …. » [12]  ، وهو نفس الأمر الذي يريد أن يبرزه السيد بوبكر الصغير في مجلة الملاحظ أسبوعيا ( انظر كتعبير عن ذلك بالرسوم والآثار رأس الصفحة الثانية من كل عدد ) بل أن السيد وزير الثقافة الحالي أوتي به لمنصبه من اجل خدمة هذه الاستراتيجيا  …  

 

 تقديم مضمون الكتاب :

 

             تساءل المؤلف في مقدمة كتابه عن دواعي تأليفه للكتاب مجيبا بالقول ان  » … نعم الديمقراطية خيار جديد لم يتهيأ له ورثة الحزب الواحد ولم تنشأ عليه المعارضة القديمة .. خيار جديد يتطلب التجديد في الآليات وفي السلوكيات بدأ مع الرئيس بن علي : طريق طويل لكنه الطريق الصحيح…  » 

[13]

 

            وفي الحقيقة أن هذا التصدير هو تعبير عن ارتباك تعانيه السلطات التونسية في قراءتها للديمقراطية التي لو طبقتها واقعا فعليا لانتهت بطبيعتها نتيجة غياب مشروعها وإفلاسها الجماهيري. والكاتب أراد أن يثبت انه يجيب على سؤال مطروح في عالم اليوم بكل إلحاح أي بما يعني هل الديمقراطية وصفة جاهزة وعملية إسقاط لتجارب أخرى على دول تفتقر إلى أدنى مقومات الحداثة ؟ بل ان المؤلف أراد الإقناع بان الديمقراطية هي دربة وتدرج أي أن ما فعله النظام التونسي هو عين الصواب أي منطق « القطرة قطرة » حتى لا نقفز في المجهول على حد تعبير الحكم ورجال حزبه الطيعين. فالرجل لم يفعل اكثر من أن يعطي مسحة فكرية وتنظيرية لسياسات بن علي الأمنية والسياسية … وإلا لماذا لم يشر البتة للانتخابات العديدة والتي تم تزييفها منذ 1981 إلى سنة 2004 والتي اعترف رجال الحزب بتزييفها سنة 1981 ولاشك انه يعرف النسب الحقيقية لانتخابات 1989 التي خطها الولاة بأنفسهم بناء على طلب بن علي لذلك ……

إن شعبان بكل هذه الحيثيات أراد أن يؤكد أن التجمع كحزب ليس مجرد منتسبين من اجل أجندا المناصب والمنافع بل هو تطبيق لسياسة وطنية وان كتابه إثراء للمكتبة السياسية الوطنية  أو على الأقل حسبما يعتقد مقدم كتابه في مجلة الملاحظ

[14] الأسبوعية [15]  ….

وقف شعبان عند أهم مراحل التأسيس للديمقراطية كما يراه ويتصورها منذ 07 نوفمبر1987 والتي يؤكد في ثنايا الكتاب أنها قد لا تلحظ بيسر في خضم التطور المتلاحق و

المتسارع ….

 

              يفتتح الكتاب بفصل تمهيدي بعنوان  » هل يمكن إخضاع الديمقراطية للتقييم  » وذلك من منطلقات الديمقراطية كمسار والديمقراطية أنماط والديمقراطية كبناء تشارك فيه المعارضة بل أن السيد شعبان قدم مؤشرات التقييم وهي اتساع المشاركة الانتخابية وتنوع الأطراف المتنافسة وتعدد التمثيل السياسي وتنامي المعارضة وحضورها في الهيئات المنتخبة وتوسيع الخيارات أمام الناخبين و أخيرا نزاهة الانتخاب ثم تساءل المؤلف بعد ذلك « كيف تبنى الديمقراطية في تونس اليوم ؟ « .

 

             و فصّل الحديث في الفصل الأول عن  » بناء الوفاق  » أما الفصل الثاني فتحدث فيه عن « توطين المعارضة  » بينما الفصل الثالث عن  » ديمقراطية البرامج  »  وفيها أبرز المؤلف القفزة الهائلة حسب رأيه بل والتطور التاريخي من ديمقراطية المعتقدات الى ديمقراطية البرامج بناء على ما توفر من أرضية الضرورية والتنافسية الأخرى مبينا النقلة من الخطاب المحنط إلى الخطاب الحي . ومما ذكر في هذا الفصل  » … أصبح الناخب اليوم إلى حد ما يفاضل بين حلول لمشاغل ملموسة أصبح يلقى نفسه فيما يقوله المتنافسون لم يكن هذا صحيحا في السابق لما تحجر الخطاب وانحصر النقاش في صراع تقليدي نقاش حول من نحن وهل نحن نطبق الشرعية فعلا ؟ كما يفهمها بعض الفقهاء المتسيسين الذين نصبوا انفسهم ولاة على الإسلام نقاش حول ما اذا كنا عربا او غير عرب وهل لنا مواقف وسياسات عروبية حقيقية تخدم الوحدة .. إلى غير ذلك من الكلام العقيم وهذا التحول في الخطاب شمل حزب الأغلبية كما شمل الأقلية ….. »

[16]    

 

             بعد ذلك وفي الفصل الرابع من كتابه  المعنون بــ  » هيكلة بالانتخابات  » يعدد الكاتب مظاهر « الديمقراطية التونسية  » من توسيع دائرة المنافسة ودعم الترشح في إطار أحزاب ومحوره التنافس حول البرامج وتمكين المعارضة من تمثيل ادنى ومراعاة صعود أغلبيات مستقرة وتنويع أنماط التمثيل من اختيار رئيس الجمهورية إلى اختيار أعضاء مجلس النواب إلى اختيار أعضاء مجلس المستشارين الى اختيار المستشارين البلديين وضمانة نزاهة الانتخابات …..

 

              أما خاتمة الكتاب فقد  ورد فيها  » ان تونس تبني اليوم ديمقراطيتها بخطى ثابتة لا نقول أنها في نهاية الطريق لان طريق الديمقراطية لا ينتهي والمسار دائما متحرك .. إنما نقول بكل اقتناع وبدون مجاملة ان الديمقراطية في تونس على الطريق الصحيح فالانتقال من ديمقراطية المعتقدات الى ديمقراطية البرامج صعب جدا …خضنا فيه اشواط لكن الطريق لن ينتهي والحذر يجب أن يبقى حتى لا يعود الى وضع سابق . بعض المخاطر داخلية لكن اهم المخاطر دولية .. »

[17]  ويصف المؤلف المنظر المخاطر الداخلية بــ  » البقايا المتبقية من الخطاب الجديد الحركات الخطيرة التي تحزبت من اجل عقيدة او نشأت على عقلية سابقة او يصعب عليها الانخراط في الاحزاب الجديدة واستعمال الخطاب الجديد ، احزاب البرامج وخطاب العقل احزاب المستقبل والحوار البراغماتي الايجابي …. » [18] ، اما المخاطر الخارجية حسب رايه   » … فتتمثل في وقوف الحركات العقائدية المتطرفة على ابواب وطننا حركات تمعن في خطابها المتصلب خطاب يدخل بيوتنا ، فضائيات يزداد عددها ، تتنوع برامجها تتفنن في بث افكار خطيرة على بناتنا وابنائنا ما بنيه نحن باحزابنا ونوادينا ومدارسنا واعلامنا يهدمه هؤلاء بقنوات فضائية عملاقة تدغدغ مشاعر قديمة كما نجحنا في إخمادها وخطابا ظلاميا كنا قبرناه ….. » [19]

 

الأستاذ علي بن سعيد

صفاقس 25 /03/2005


[1]  وهي أساسا النظام السياسي في تونس وهو لازال منذ اكثر من 5 اشهر تحت الطبع بمطابع الدار العربية للكتاب ، إضافة إلى :

          قانون المنظمات الدولية ، مركز النشر الجامعي ، تونس 1985 .

           » نهاية الجغرافيا وعودة التاريخ ، نحن والعولمة  » ، تونس دار باباي للنشر ، 1998 والذي ترجم للفرنسية

          Les défis de Ben Ali , Paris K les éditions de l’orient K 1999  

           » عودة حنبعل او تجديد عهد » ، دار سيراس للنشر ، تونس 1997 ، الدار العربية للكتاب – تونس 2005 وترجم للفرنسية :

          Le retour de Hannibeel ,

          وللانكليزية : Hannibel Redux ( Maison arabe du livre , Tunis 2005

[2]  طبع دار سيراس للنشر ، تونس 1995 والذي ترجم للفرنسية : Ben Ali et la voie pluraliste , Tunis , CERES , 1996

وللانقليزية : Ben Ali on the road to pluralism , Washing DC , Americain Educational Trust , 1997

وللروسية : Mousco Academie des sciences , 1996

[3]  الدار العربية للكتاب ، تونس جوان 2005

[4]  الكتاب ص 163 .

[5]  اضافة لما يروج حول الفساد المالي لزوج ابنته والذي هو احد قناصل تونس بتركيا ….

[6]  الدكتور زهير المظفر  » من الحزب الواحد الى حزب الاغلبية  »

[7]   » الصادق شعبان يروي قصة شعبان  »  الملاحظ العدد 663 بتاريخ 04 جانفي 2006  ص 17

[8]  وهي اللغة والخطاب الذي ردده جميع الوزراء بمناسبة الذكرى الخمسين للاستقلال منذ اجتماع مجلس الوزراء المنعقد في بداية مارس 2005 والذي شرع لذلك الخطاب .

[9]  الكتاب موضوع التقديم ، ص 44 ، 45 .

[10]  الكتاب موضوع التقديم ، ص 70 …

[11]  دار سيراس للشر ، تونس 1997 – الدار العربية للكتاب ، تونس 2005 .

[12]  من الكتاب موضوع التقديم ، الصفحة الأخيرة ..

[13]  الكتاب  موضوع التقديم ص 9 ، 10 .

[14]  الملاحظ العدد 663 ص 17

[15]  تعود ملكية المجلة  الى السيد عبدالوهاب عبدالله احد اهم رؤوس النظام الحالي باعتباره من نبه بن علي يوم 05/11/1987 الى ان بورقيبة سيعزله ويعين الصياح وزيرا اول مما جعل بن علي وبناء على نصائح الايطاليين وغيرهم  يسارع الى القيام بانقلابه 

[16]  الكتاب موضوع التقديم ص 96 ،  » ديمقراطية البرامج » .

[17]  فس المصدر ص 163  ، فصل  » من اجل حماية المسار « 

[18]  فس المصدر ص 163 ، فصل  » من اجل حماية المسار « 

[19]  نفس المصدر ص 163 ، 164  » من اجل حماية المسار  »

 

 


 

اسباب الدمار  القادم على المسرح التونسي

 
المسرح التونسي في طريقه الى الدمار . و انه يتجه رويدا رويدا الى الموت البطئ .ايادي  خفية ومدمرة تحمله  ببطئ وتؤدة الى الذهاب حيث لا عودة .هناك يدخل الى متحف لا اضواء فيه   ولا حتى قليل  الزائرين ياتونه  للترحم عليه .وربما يقول  احدهم ليذهب الى الجحيم . فما حاجتنا الى المسرح اليوم . ماذا نفعل بهذا الفن القديم البدائي  الذي كان  يقوم على الاجتماع داخل قاعات مظلمة ويجبرنا على التفرج على اناس يتلوون ويتظرعون  ويشرشرون بصاقهم  علينا بالحق وبالباطل . الى الجحيم  كل ذلك الوجع والالم من  فن لم يتمكن من  ارضاء من يمارسونه   ولو بلقمة رغيف شريفة   وحتى عندما اخذوها من بين ايادي الملوك  كانت لقمة ملطخة بالذل والمهانة . ولن   يرتفع فيهم الى المجد الا اؤلائك الذين صنعوا منه  جهازا لتمجيد  الجبابرة.ثم علينا ان نقول ماذا نصنع بفن داخل  مجموعة بشرية لم تعد ترغب في  الاتفاق فيما بينها  وداخل امة  قررت   عدم الاجتماع بنفسها . انظروا من حولكم كل شظايا المرايا التي تكسرت ولم يعد هناك  موقع لنرى فيه من نحن  على حقيقتنا . لقد تطور الكذب والتلفيق والتنوفيق وعدنا نحتمي بمنطق الحيوانات منطق القوة  وخرجنا على بعضنا البعض مدججين باسلحة العهر او ما نتصوره علامات القوة وحلت الفلوس محل  القيم بل ان الفلوس وحدها بقيت  محل كل شئ  .
 
ان انهيار التوازنات العقلية الكبرى التي نعيشها اليوم هي اول  سكين ينغرس في  صدر فن الحوار  فن المسرح . نحن اليوم  خارج اطار الحوار وفي قلب  مسرحية واحدة   لا وجود فيها الا لممثل واحد هو  القوة . ومن حول القوة لا يوجد الا القتل  والجريمة . وعنوانين القتل هي كل هذه الرداءة المصاعدة من الساحة الثقافية التونسية . .
ما من شك ان المسرح التونسي حقق  تقدما كبيرا عندما اعترف   بعض المسرحيين في السنوات الستين بقاعدة التجريب
ورغم ذلك فان هذا المسرح لم  يتوصل الى  وضع قواعد لعبة  تتسع لاعمال كبيرة  وذات مستوى  كوني  وذلك  لانحصار مبدا التجريب  في نقل  بعض التجارب   وفي بعض الاحيان استيراد سطحي   لقواعد تجربية صيغت في  الغرب .فغلبت عليه  قاعدة الاستنساخ   حتى استساخ الجراة  لذلك   بقي هذا المسرح يطفح في السنوات الثمانين على سطح  المنتوج الاديولوجي ولم يتمكن من التغلغل في اعماق  الحاجة الثقافية الضرورية.
وربما  صرنا فريسة المناورة منذ تلك اللحظة التي  فتحنا فيها مسرحنا على التجريب . وباتت وسائل المراقبة
واجهزة التصنت الاستعمارية تتابع بقلق حدوث كارثة  التهديد بالقطيعة وهو  امر تخافه واخذت كل محاذيرها لتجنبه . لان المعارك الحقيقية الفاصلة  تتم على مستوى الافكار  وفي مخابر  البحوث الجمالية   والتجارب الفنية . وهذا يعرفه   الناس الذين اوكل لهم مراقبة المسرح والثقافة التونسية عن كثب .ولانه طالما  بقي المسرح التونسي  ينهل من الغرب ويستورد تجارب جاهزة وناجحة في وسطها  الاجتماعي الطبيعي فلا مكان الاية قلق  .
ان مبدا التجريب  فتحت للمسرح افاقا  شاسعة اعادت له الاعتبار في زمن السينما والتلفزة والفيديو.فالقبول به هو جه ومن اوجه
التحرر .ولكن   السطحية التي نقلت بها تجارب جمالية  مسرحية  الى بلادنا    القت  بظلالها   على جانب هام  من هذا التصحر الذي  نعيشه اليوم .اذ لو كانت لنا اعمال قوية  وعميقة  لتسارعت الاجيال  للنهل منها . ولكننا لا نمتلك الا  نسخا باهتة لاعمال صيغت ادواتها الفكرية في الغرب .
 
لقد تكونت  في السنوات الاخيرة وضعية  شديدة الغرابة نلخصها فيما  يلي  

1.)تدهور  كارثي لمستوى تكوين  الناشطين في ميدان المسرح وذلك  من خلال  تدخل  مشبوه  لاناس  ينتمون الى سلك التعليم العام   حولوا  معهد المسرح الى معهد جامعي  لم يعد مهتما بتكوين فنانين بالقدر الذي  لم يعد يكون حتى  مسرحيين عاديين .
 
2) انهيار تام لمؤسسات الانتاج  وانحصار  اللعبة في  تقسيم الاموال العمومية(اموال الدعم) بين موظفين فيما بينهم    ينتمون اما للفرقة البلدية او لسلك التعليم .وعودة  غريبة لاعمال مسرحية   بالية  تنتمي الى مراحل  كنا اعتقدنا ان الزمن تجاوزها .
 
3)  حبس المسرح الوطني على شخص مثل محمد ادريس   وذلك على مدى ثمانية عشرة سنة  مارس خلالها رقابة شبه رسمية
على الساحة المسرحية  بصفة او بغير صفة  وكان خلف جملة من الاجراءات التصفوية   كان الهدف منها ارساء الصحراء
نهائيا .
 
4) ومع غياب كلي ونهائي لجدل مسرحي  وتصادم تجارب من هنا وهناك  بقي  النشاط الوحيد  الدائم  والشبه رسمي هو  التنشيط المسرحي  الفركوفوني  الذي يوفر من حين لاخر لقمة خبز لبعضهم .
 
لقد  تركزت  لعبة التعويم والخنق التدريجي هذه بالتعويلعلى  شخصيات  جاءها الاعتراف  على انها   عباقرة الفن المسرحي  .وكان استعمالهم في بعض المواقف مفضوحا لدرجة   مخجلة .ولكن  تكدس اناس اخرين حولهم يدعون مواجهتهم  على غاية من الرداءة  جعلت مهمة فضحهم صعبة .
وربما وجدت  اطراف عديدة مصلحتها في اغلاق ملف المسرح التونسي . من ذلك  انه تم استغلال  الغيرة الطبيعية التي
يكنها  رجال التعليم للمسرحيين . وهي غيرة لامستها شخصيا واعرف ان  جهابذة الجامعة  يضجرون من الشهرة التي يبلغها  رجل المسرح   والتي حسب رايهم لا يستحقها .لذلك تواترت على وزارة الثقافة منذ  عقدين جيوش من الدكاترة والجامعيين
كان عملهم  يتلخص في التدمير .
ثم  كان لا بد من تقزيم دور المسرح   حتى لا يكون مصدر قلق امني  وتوتر سياسي .وهذه وحدها ذريعة  لاخراجه وسط الناس واعدامه دون محاكمة  اذا ما  وضعنا في الميزان قيمة الهاجس الامني الذي سيطر على البلاد طيلة هذين العقدين .
 
ان تورط   ما يسمون انفسهم  بالفنانين  في هذه الفترة     في جرائم التصفية وتدمير  مجهودات  فن مستقل وحر  هو تورط عام ويشمل  كل  الذين تعرفونهم  وتشع اسماءهم  في تلفزة الحزن والتعاسة او فيما يسمونها  المحافل الدولية .كلهم  فنانين النظام ساهموا بالقدر  الكافي  لتحويل  الميدان الفني  الى جحيم لكل من حاول ان يصنع  حاجة مختلفة. وسناتي في مرحلة قادمة على شهادات حية للافعال  المدمرة لكل واحد منهم.
 
ولكن وحسب رايي كل هذا  لا يقاس  بالمناورة عليه من الخارج .
اقول هذا وازن ما اقول وبامكاني ان اقدم البراهين على ذلك  اذا ما لزم الامر .
لقد كان المسرح والانتاج الفني والفكري في بلادنا تحت رقابة دولية مشددة . وبامكان الغرب ان يمول لنا ثورة تكنولوجية .
وبامكانه ان يسرب لنا   معلومات عن كيفية صناعة الذرة . ولكن ما يدفعه لمحاصرة  ميدان التفكير الحر لا يعادله حصار .
 
ويبقى المسرح اهم واكبر المستفيدين من التمويلات   لرقابته .
 
لذلك  وفي الثمانينات وعندما  استنفذ الجيل الاول  كل  الاستنساخات  من المسرح الاوروبي بقيت الاسئلة اقوى من الاجوبة
التي حصلنا عليها وكان على الجيل الثاني  الذي انتمي اليه ان يبدا الحفر في الاعماق  .عندئذ بدات تظهر الى السطح
افكار  غريبة    وكلها تصب في  الاجهاض  والاحباط . وبدا  المحيط يتسمم  واشعت على العالمين   اشعاعات قاتلة
حتى ضاقت بنا الارض  وخرج المسرحيين ازواجا في البداية ثم فرادى ثم لا شئ.
 
عندما بدات  انتج اعمالا مسرحية    كنت اعاني في البداية من كابوس الاسئلة  الفنية التي تقبلها جيلي . كنا نواجه اسئلة من نوع  هل توجد  علامة تميز التمثيل  عندنا  ام لا ؟   اي ان   الذين سبقونا كانوا يقولون نحن عرب  اذا نحن مختلفون .
ثم اكتشفت من خلال تجربتي ان ذلك لم يكن  الا كابوسا اضافيا .ولكننا مثل باقي شعوب الارض المدكوكة  نحن في حاجة الى شق طريق  اختلافنا واعلان قطيعتنا عن هذه الثقافة  الاستعمارية  العنصرية الفاسدة التي زرعت في حياتنا الفاشية  والقتل المتعمد تحت طائل القانون وعندما بدات اتحرر من ذلك الكابوس واتجه الى صقل السلاح الذي  يمكنني من قطع   الاسلاك   ارتفع مستوى التهديد الى الجسد . وكانت عزلتي شديدة  طالما ان الريح تجري في اتجاه خنق الصوت الحر .كنت اعلم ان هذه معركة غير متكافئة .فكل المعارك تكون عادة غير متكافئة  لذلك  فكرت في الاستحواذ على   مواقع اخرى  حتى ابدو متعددا كانما  انا كثرة.
وهكذا عبرت جيلا كاملا  بدون ذكر . وربما  كنت عنوانا لتلك الحشرجة  .اغفي واقوم  ومن حولي الكثبان توحي  بالموت
في كل لحظة .
 
الامجد الباجي 


اختار النظام التونسي الدفعة الثانية من الرهائن

حسين المحمدي – تونس

 

…الرهينة فاقد لكل مصداقية…لا يمكن أن يبيع حرية وإن تدثر دينا أو يسارا..آو مهنة حرة..أو مالا..أو علاقات واسعة وعريضة…فاقد الشيء لا يعطيه..أمريكا اكتوت وتكتوي بنار من صنع الإرهاب وتخصّص في محاربته…اكتوت بنار الكذب وإفك الكذابين..

أفضل مثال أخذته…صاحب القلم من هو؟وصاحب الخبر؟في كلمة الواشي متى جاء ولماذا وما ؟ومن هوهدفه؟وعلاقاته بالمال والسلطة ماضيا وحاضرا؟

.النظام يسعى هذه الأيام بكل ما بقي له من جهد وإمكانية استغفال هذا وذاك متاجرة بما لا يزال لديهم من أمل في منفعة ما وستر عيب هنا وقرضا وجناية هناك …من يدافع عن النظام اليوم؟

.اختار منذ مدة استراتيجية للتعامل معي.ارتكزت إلى ثلاث رؤوس أساسية وأخرى تتحرك وتتغير بحسب نتائج المحاور الثلاث أو عوامل قاهرة أو طارئة.

 1- تجويعي منذ غرة اوت2003على أمل أن اجري صارخا وطالبا العفو والرحمة من فريق لا يرحم.بل يعيش بإذلال البشر وينتشي بضعفهم وصراخهم.هناك فقط يرى نفسه انتصر.واثبت الوجود والقول للغرب…بأننا حفنة من أصحاب المنافع الخاصة والأهداف الخاصة.وانه الأصلح والأكثر فهما وتفهما لنا والأقدر على خدمة المصالح الدولية.يعني أنا من يذل ومن يداوي؟ومطلوب من كل من تمّ إذلاله إثبات ولاءه عبر كتابات…وهي حيلة لحرق المنتدب الجديد نهائيا حتى لا يكون من جديد صاحب المنحة تحت الرّحمة؟

 2-التسلل إلى داخل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بتونس بكلمات وعلاقات ورؤوس متنوعة ومتعددة قصد الإساءة لشخصي ومثلما يقول رجاله تحديدا منذ يوم16اوت2005نوشك على أن نسحب منه البساط كليا.هنا استعمل الفريق الحاكم العلاقات الرسمية وغير الرسمية ومن لا يمكن أبدا أن ينتبه له رجال السفارة والخارجية والبيت الأبيض والكونغرس واللوبيات المؤثرة…

 3-دفع عناصر مورطة في قضايا جنائية وأخرى مالية شملت كل المجالات وأخرى تنسب لنفسها الحرية والمدنية قصد تحرير مقالات عبر الانترنت والصحف والمواقع الالكترونية بهدف شن

حملات عبر ما آمكن من الأماكن ومن شخصيات؟لا تتقارب أحيانا…إسلامية..يسارية…وهذا العمل مورس معي منذ سنة 1992 وهو مضمّن في كتابي….ليس بجديد….الكتابات توجهت وتتوجه إلى الرئيس بوش والأمين العام للأمم المتحدة وهيئات حقوقية وإنسانية ودولية على علاقة بالمال والشفافية…ورجال أحزاب وسفراء غربيين بتونس خاصة الذين قابلتهم…وهي كلّها رايتها واعرف أصحابها ولماذا تحديدا هم بالذات؟

الجديد مع هذه العناصر الثلاثة 

التركيز على الجاليات اليهودية وعلى شخصيات داخل إسرائيل لان هناك من تفطن أخيراإلى سعيي الاستراتيجي لان يغيب الإرهاب والعنف وسيلان الدماء.تفطن إلى كتابات لي وأفكار هي غاية في النبل والإيمان بالإنسان.وهنا سيعود هذا القومي والعروبي إلى السياسة بعد أن تم تشليكه مرات ومرات؟ولكن لأنه ضد أمريكا واليهود وجب أعادته اليوم إلى الساحة؟

.تحريض معارضين وآخرين مرتبطين بالسعودية وقطر ماليا وعلاقاتيا لشن حملات جهرا وسرا.

الخلاصة

ضجيج وضجيج مورس  مع كل صديق للولايات المتحدة الأمريكية.وبدون استثناء.ولا فائدة

من تقديم الأسماء.ضجيج من هنا وحديث عن الأجنبي والاستقواء والوطنية والأخلاق والمعارضة التي تكره أمريكا؟والحال أن من هو في الداخل رهينة على غرار الذين كتبوا وسيكتبون ويقومون بجولات مكوكية حاملين الرسائل والوعود وبعد أن كان بنعلي لديهم لا يساوي شيئا؟صار حكيما

لان ماله حضر وجواز السفر حضر.وحامل الحقيبة والوعيد لي والتخويف مني.هو في حد ذاته وسام شرف لي ودليل على نبل ما احمل من فكر…واحد الذين كتبوا تأتيه ليليا مكالمات هاتفية قبل أن يكتب وبعد أن كتب من رجال محسوبين على الدين والله والأخلاق و….أقول لهم اللعبة واضحة وعارية

ولن تعاد حكاية حكاية 7نوفمبر جديد بنفس الأدوات والذهن…نقول بالدّارج في بلادنا…إلاّ اعمل اعمل على راجل…وعلى ناس صحاح…أحنا وقت إلا الواحد ما بين روحو ما اقولوش أمريكا باهية

..أحنا قلناها وكتبناها….
ليرتاح الجميع وأتمنى أن يكون هذا للمرة الأخيرة

.لقد أعددت كتابا وكتبت واكتب مئات الصفحات.ولا توجد فكرة واحدة لم يؤخذ بها.وهو من أهدافي في الكتابة.

.علاقتي بالولايات المتحدة الأمريكية استراتيجية.هدفها الحرية والليبرالية وبالوضوح التام أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية الأساس والعقل والحلم لان تنشر معاني وقيم الحرية.هناك من يرى الصين وروسيا وشيراك نماذج..له ذلك.مثلما المخابرات العربية تنسق مع بعضها ورجال الفساد..

.شخصيا أرى الولايات المتحدة الأمريكية الحليف الخارجي .واعمل من خلال الأفكار لان تكبر في مجالات الحرية.انقد عندما أرى ذلك ضروريا من منطلق التنبيه والدفع إلى الأمام وليس الهدم أو الإحباط أو جعل الجندي الأمريكي ينهار انتقاما من بوش.نحن مع التغيير والإصلاح من الداخل

ولهذا نحن في الداخل.ومع الحليف الأمريكي عندما كان الجميع يلعن ويسعى لانهيار أمريكا.
أقولها بالصوت العالي

.لا يوجد لدي طلباشخصيا واحدا لدى الولايات المتحدة الأمريكية.وقلت هذا وأعيده.ترشحت سنة2004لاعتبارات ذكرتها مرارا.لست معنيا بالترشح من جديد لمنصب رئيس الجمهورية لأنه لا يستهويني بتاتا.عملي للحرية وفق الاستراتيجية الأمريكية يتجاوزمطلبا خاصا.علاقتي علاقة حرية فقط.وهي تقوم على أخلاق كبيرة.ليرتاح هذا وذاك.قلمي للحرية.نعم لأمريكا.لا لرئاسة تونسية

لان حلمي اكبر منها.ومن هنا اعرف حدودي وحدود علاقاتي.ولهذا لا يوجد لدى الأمريكان ما يحرجهم مني.لا اصنع شيئا لأوظّفه لمصلحة شخصية.اصنع ما به يمكن أن نساعد على التغيير دوليا نعم.وهي أفكار ومقترحات في أفضل الحالات يستأنس بها.الفارق بين من ينبطح من اجل مال أو جاه أو لتغطية شيئا ما.أو ليبقى فاسد في الحكم وبيني شاسع جدا.اعتبر نفسي صاحب أفكار نعم.صاحب قلم نعم.رجل سياسة يسعى لمنصب لا.

للحرية فقط اعمل.وللحليف الأمريكي اكتب أفكارا مثلما يكتب هذا وذاك للفساد والدكتاتوريات.لكل دينه وتوجهه.هل وضّحت؟.لسنا للبيع.والمراكنة.لا نحرج علاقاتياواكفر بالمبتزّ والمراكن

فكيف أوظف علاقة.كل ليبرالي يريد النجاح لأمريكااستراتيجيا لان هذا من صميم العمل للحرية.ومن يريد لأمريكا النجاح لا يكبلها بمنصب جعله الحاكم العربي رمزا للبطش والقهر والفساد.نحن أبناء ريف.ولا نزال كذلك.وحبي لتونس يتساوى مع حبي للحرية وبالتالي لأمريكا.قال احد حاملي الحقائب بعد أن حطّ من تونس في باريس…لقد حرقناه مع الأمريكان؟لغتهم البيع والشراء والحرقان

والهرسلة والوعيد…بضاعتنا نحن الفكر والأفكار والصدق وقت الشدة.
حسين المحمدي

محلل سياسي ليبرالي لا يعمل إلا للحرية ولها.ممنوع من العمل في وطنه منذ اوت2003؟إلى أن يركع ويحرر رسالة يعترف فيها بعبقرية لفريق من افسد ما يكون؟صحيح هناك من رضخ ومن سيرضخ.لكن لست من أولئك وهناك عبو وقبله عشرات مكثوا السجون والزنزانات..وهناك تونسيون

داخل وخارج تونس مستقلون من أروع ما يكون…

 

4افريل2006

 

 

« إخلاء السجون »: أسباب متعددة وأهداف متقاربة

رشيد خشانة – تونس

 

سيبقى عام 2006 في سجلات التاريخ المغاربي مرادفا لانعطاف حاسم على سكة طي صفحة الإعتقال السياسي في غالبية بلدان المنطقة، في الأقل بالنسبة للحركات السياسية السلمية التي لا تُصنف في خانة « الإرهاب ». ومع ذلك، لا شيء يضمن أن فصول النقلة من مرحلة تاريخية إلى أخرى قد اكتملت وأن شبح الإنتكاس بات قصيا..

 

ففي الجزائر التي أثخنتها جراح الحرب الأهلية أخليت السجون بموجب « العفو الشامل » من المعارضين الإسلاميين بمن فيهم الذين يوصفون بـ « المتشددين » أمثال علي بلحاج نائب رئيس « الجبهة الإسلامية للإنقاذ » المحظورة وعبد الحق العيايدة مؤسس الجماعة الإسلامية المسلحة.

 

وفي ليبيا اضطر العقيد القذافي لإطلاق عشرات من السجناء الإسلاميين الذين مازال يعتبرهم عدوه الألد، وفي تونس تم الإفراج عن مئات من السجناء السياسيين على دفعات في السنوات الأخيرة بالرغم من استمرار السلطات على موقفها الذي يعتبرهم إرهابيين وينفي عنهم صفة المعتقلين السياسيين.

 

أما في المغرب وموريتانيا فطُويت صفحتا الملك الراحل الحسن الثاني والرئيس المخلوع معاوية ولد الطايع، وغادر السجن معارضوهما الذين أمضوا زهرة شبابهم خلف أقبية رطبة.

 

سياقات داخلية وظروف خارجية

 

ويُخيَل للناظر لهذه اللوحة المغاربية أن الإتحاد الذي تعذر تحقيقه في الأسواق والعملات والتعليم والنقل تجسد في أبواب السجون المفتوحة أو نصف المفتوحة، ومن خلال هاجس مشترك لحل معضلة السجناء السياسيين نزولا عند ضغط عوامل خارجية وداخلية متضافرة.

 

ولو لم يكن بعض البلدان المغاربية في قطيعة مع بعضها الآخر، ولو كانت المؤسسات المغاربية تعمل كما كان مخططا لها أن تعمل لقيل إن خطوة الإفراج عن السجناء السياسيين أتت ثمرة للقاءات القمة أو لتوافق سياسي بين الأطراف المعنية. لكن الواقع مختلف تماما إذ لكل بلد سياقه الداخلي الخاص الذي قاد إلى فتح بوابات المعتقلات.

 

ففي ليبيا أتى الإفراج عن أربعة وثمانين سجينا من جماعة « الإخوان المسلمين » يوم 2 مارس الماضي في إطار احتفال أقيم أمام سجن طرابلس بحضور أهالي المفرج عنهم، بعدما سبق أن أخلي سبيل زميل لهم في الشهر السابق بسبب وضعه الصحي الخاص.

 

وأعطت السلطات دورا لمؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية التي يرأسها سيف الإسلام معمر القذافي كي تبدو واسطة خير في الإفراج عن بعض المساجين « بدوافع إنسانية »، لكن هذا الإجراء أنهى في الحقيقة صراعا دمويا بين السلطات والجماعة المحظورة بلغ قمته في سنة 1998 عندما قُبض على 152 شخصا من الجامعيين والكوادر المتعلمة وأحيلوا على « محكمة الشعب » التي قاضتهم في سنة 2002 وقررت إعدام اثنين منهم وحكمت بالمؤبد على ثلاثة وسبعين آخرين وبرأت ستة وستين ونال الباقون أحكاما بأكثر من عشر سنوات سجنا.

 

غير أن الظروف الدولية والداخلية تغيرت في الأثناء واضطر العقيد القذافي الذي تصالح مع الغرب إلى إدخال التحسينات التي طلبتها أمريكا وأوروبا على أداء نظامه، فألغى « محكمة الشعب » في سنة 2004، ثم أمر قاض ليبي في أعقاب تلك الخطوة بإعادة محاكمة أعضاء جماعة « الإخوان المسلمين »، مما اعتُبر تمهيدا لإطلاقهم بعد إيجاد الثوب القانوني المناسب.

 

ولوحظ أن « مؤسسة القذافي » أوصت في يونيو 2005 بالإفراج عن جميع المساجين المتشيعين للتنظيمات الأصولية ما عدا المجموعات التي تدعو للعنف. وألقى القذافي نفسه قناع المؤسسة التي يرأسها نجله ليعلن في يناير الماضي عن تشكيل لجنة للتحقيق في أماكن « الإيواء القضائي » (السجون) للتأكد من عدم وجود سجناء رأي أو ضمير فيها.

 

في تونس … إغلاق للملف بالتقسيط

 

ويُحيل اللجوء لصيغة لجان تقصي الحقائق إلى المبادرة التي اتخذتها اللجنة الدولية للصليب والهلال الأحمر (مقرها في جنيف) بإيفاد لجان تحقيق إلى بلدان مغاربية بالإتفاق مع سلطاتها لاستطلاع أوضاع السجناء بمن فيهم السياسيون.

 

وفي معلومات المكتب الإقليمي للمنظمة في تونس الذي يغطي أربعة بلدان (هي المغرب وليبيا وموريتانيا إضافة إلى تونس)، فإن السلطات التونسية تجاوبت مع فكرة إرسال لجان لتقصي الحقائق إلى السجون لمعرفتها بأن أسلوب المنظمة يقوم على التكتم على النتائج ورفض نشر فحوى تقاريرها في وسائل الإعلام. ولعل ذلك ما حمل المدير الإقليمي للمنظمة السيد برنار بفافيرلي على تفادي الجواب على أسئلة مندوب « سويس أنفو » الذي طلب مقابلته خشية جرَه إلى مناطق يُفضل أن تبقى بعيدة عن الضوء الإعلامي.

 

وكان وزير العدل التونسي بشير التكاري هو من أعلن أن بعثة من « الصليب الأحمر » استكملت زيارات للسجون التونسية مؤكدا في تصريحات علنية أن « جميع التسهيلات أُعطيت لأعضاء البعثة » من دون تقديم تفاصيل عن السجون التي زارتها ولا أصناف المساجين الذين أتيح لها ملاقاتهم. غير أن « سويس أنفو » علمت من ذوي سجناء أدينوا بالإنتماء لحركة « النهضة » المحظورة أن البعثة التقت بسجناء سياسيين من ضمنهم القيادي في الحركة الدكتور الصادق شورو واستفسرتهم عن ظروف اعتقالهم وإقامتهم في السجن.

 

وأتت فكرة إرسال البعثة إلى السجون تلبية لطلب قدمه وفد من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي زار تونس في السنة الماضية وعرض الأمر على الرئيس بن علي فتجاوب مع طلبه.

ودلَ التجاوب على رغبة السلطات بإغلاق ملف السجناء النهضويين لكن بالتقسيط أو « بالقطارة » كما كتب بعض المعلقين. فتونس تبدو البلد المغاربي الوحيد الذي لا يستعجل التخلص من سجنائه السياسيين، على رغم أن الصراع في هذا البلد الصغير لم ينزلق دوما إلى مسالك الصدام العنيف مثلما حدث لدى جاريه.

 

مع ذلك تغيَر تعاطي السلطات مع ملف السجناء السياسيين نسبيا، إذ تم اتخاذ قرارات إفراج جماعية في أكثر من مناسبة وطنية، أهمها في خريف 2004 عندما أطلق ثلاثون من هؤلاء المساجين بينهم الناطق الرسمي باسم « النهضة » علي العريض، ثم في فبراير الماضي لما أفرج عن سبعين سجين رأي بينهم ستة من المسجونين في قضايا الإنترنت والقيادي في « النهضة » حمادي الجبالي ومدير صحيفتها الأسبوعية المُحتجبة « الفجر ».

 

الخطوات الجزائرية

 

بالمقابل بدت الخطوات التي قطعتها الجزائر الجارة لطي هذا الملف أكثر جرأة وعمقا من خلال مبادرة « العفو الشامل » التي أطلقها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والتي عُرضت على استفتاء شعبي في 29 سبتمبر 2005 بعنوان « ميثاق السلم والمصالحة » ونالت أغلبية ساحقة، على رغم الملاحظات التي سُجلت على سير الإقتراع.

 

وعلى إثر ذلك طلبت وزارة العدل من المجالس القضائية والمحاكم في مطلع السنة الجارية سحب كل القضايا المتعلقة بالإنتماء إلى الجماعات الإسلامية المسلحة أو تقديم دعم لها من جداول الدورة الجنائية، وتُعد تلك القضايا بالمئات وهي تخص عناصر محبوسة وأخرى في حال فرار وثالثة مقيمة في الخارج.

 

ويمكن القول أن غالبية التيارات السياسية بما فيها الحركات الإسلامية تجاوبت مع « ميثاق السلم » عدا مجموعات قليلة من المتشددين في مقدمتهم عناصر من « الجماعة السلفية للدعوة والقتال » التي اتخذت موقفا رافضا على عكس مؤسسها حسان حطاب الذي دعا مؤخرا أعضاء جماعته إلى « القبول بالعفو الحكومي »، حسب بيان أرسله بالفاكس إلى وسائل إعلام جزائرية ودولية يوم 29 مارس.

 

ومع وجود تلك التحفظات باشرت السلطات اتصالات مع قياديين في « الجبهة الإسلامية للإنقاذ » المحظورة في الخارج لإقناعهم بالإستفادة من الأمر الرئاسي بشأن بدء إجراءات تطبيق ميثاق السلم والمصالحة، وخاصة قرار سحب القضايا المتُعلقة بهم من المحاكم، وبالتالي « ترغيب قادة الجبهة وغيرهم من الجماعات السلفية في الإستفادة من تلك الإجراءات الجديدة بغية فتح صفحة جديدة للسلم والمصالحة في الجزائر »، على حد تعبير الجهات الرسمية.

 

« شيء ما ».. بصدد التغير

 

ويمكن اعتبار المغرب البلد الأول الذي سار على هذه الطريق مغاربيا، فهو لم يكتف بإخلاء السجون من جميع المعتقلين السياسيين وإنما أطلق مسارا شاملا للإنصاف والمصالحة في سنة 2004 لطي صفحة المظالم التي لطخت حقبة الملك الراحل الحسن الثاني. واشتُرط على ضحايا الإضطهاد الذين أدلوا بشهاداتهم ألا يذكروا أسماء الذين قاموا بتعذيبهم مما اعتُبر حماية لهؤلاء وخاصة من مازالوا يعملون في الأجهزة الأمنية.

 

كما لوحظ أن الملك محمد السادس امتنع في الخطاب الهام الذي ألقاه في السادس من يناير الماضي، قبيل الإحتفالات بمرور نصف قرن على استقلال المغرب، عن إدانة حقبة والده مشددا على فكرة « التواصل » بين العهدين، ومُعلنا في الوقت نفسه عن « الغلق النهائي » للملفات السوداء المتعلقة بالفترة الماضية.

 

وأتت التجربة الموريتانية في هذا المشهد المغاربي مزيجا من المسارات الأخرى فهي وُضعت تحت عنوان تصفية تركة الرئيس المخلوع ولد الطايع، لكنها لم ترق إلى مستوى العمل الذي أنجزته هيئة الإنصاف والمصالحة في المغرب. وأبصر البلد مسارا شبيها بالمسالك التي سلكتها البلدان الأخرى للتخلص من إرث الملاحقات والمحاكمات السياسية. وانتفع من ذلك المسار السجناء المنتمون لحركات معارضة سلمية ولكن أيضا العسكريون المتهمون بتدبير محاولات انقلابية على ولد طايع وأشهرهم العقيد صالح ولد حنانا الذي أخلي سبيله بعد أسابيع من عزل غريمه.

 

وفي معلومات مصادر حسنة الإطلاع أن جميع المساجين السياسيين في موريتانيا أفرج عنهم بعد وصول الطاقم الحالي برئاسة العقيد أعل ولد محمد فال إلى سدة الحكم عدا عشرين عنصرا من المنتمين إلى « السلفية الجهادية » الذين مازالوا رهن الحبس منذ عهد ولد طايع ويطالب أهاليهم ومحاموهم بإطلاقهم أو محاكمتهم لكن السلطات لم تستجب للطلبات المتكررة بهذا الشأن.

 

في ضوء هذه اللوحة المغاربية التي تطغى عليها الإفراجات إن كانت شاملة أم جزئية، سريعة أم وئيدة الخطى، يتساءل المراقبون: هل نحن اليوم بإزاء مغارب فتحت أبواب معتقلاتها كي يغادرها نهائيا سجناء الرأي؟ وهل نحن مقبلون على مرحلة تنتفي منها ظاهرة الإعتقال السياسي والمحاكمات من أجل الأفكار والإنتماء لتنظيمات سياسية أسوة بما هو مألوف في المجتمعات التعددية الغربية؟

 

لا شيء يضمن أن فصول النقلة من مرحلة تاريخية إلى أخرى اكتملت وأن شبح الإنتكاس بات قصيا، فتداخل عناصر دولية وداخلية ضاغطة هو الذي أفرز الوضع الجديد، غير أن الثابت مع ذلك أن شيئا ما بدأ يتغير تحت السماء المغاربية.

 

(المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 3 أفريل 2006)   

 


تونس التاريخية والمعاصرة… بحر ورمال وتراث متنوع

تونس – خالد عزب      

 

تصنف تونس كواحدة من أفضل الدول العربية سياحياً، وهي ترتبط بالعالم الخارجي عن طريق سبعة مطارات دولية وثمانية موانئ. ساعد على ازدهارها سياحياً موقعها، إذ تقع على بعد ساعتين بالطائرة من باريس ولندن و50 دقيقة من روما.

 

وتعد تونس العاصمة أبرز مدن تونس السياحية، فهي وريثة قرطاج، وتطل على مفترق الطرق البحرية و البرية التي اشتهرت في تاريخ البحر المتوسط، وفيها عدد من المؤسسات منها البنك الإفريقي والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألسكو).

 

قلب مدينة تونس هو أكثر مناطقها جاذبية، فقد حافظت هذه المدينة العتيقة على ملامحها وشكلها القديم منذ ما يفوق الخمسمائة سنة، دروب وأزقة ومساجد ومنازل وكل شيء يشي بعبق التاريخ. فإذا وصلت إليها سرعان ما تأخذك قدماك إلى جامع الزيتونة. الذي يعود تأسيسه إلى القرن التاسع الميلادي حين أنشأ حسان بن النعمان مدينة تونس على أنقاض مدينة بونيقية.

 

والجامع يشتهر بمئذنته وأروقته وباحته الخارجية، وسقوفه الثرية بالنقوش. وحول المسجد ستجد الأسواق العتيقة في دائرة واسعة تتميز بأنها مسقوفة، وما زالت بطابعها التخصصي القديم تحتضن أنشطة العطارة والوراقة والحرير وغيرها. كما تنتشر في محيطها ورشات للصناعات غير الملوثة. ومن معالم المدينة القديمة تربة الباي التي تضم رفاة أعضاء الأسرة المالكة من بايات تونس تتوزع على قاعات لا تخلو من الزخارف، وتتمحور حول باحة واسعة. أما حي القصبة فقد سمي باسم القلعة الملكية القديمة التي اندثرت اليوم، لكن فيه عدداً من المعالم التي ربما كانت جزءاً من القلعة، منها جامع يعود

 

ومن معالم المدينة القديمة دار بن عبدالله ودار حسين ودار الأصرم، ومن مساجدها يوسف داي وحمودة باشا وصاحب الطابع والمدرسة السليمانية والمدرسة الباشية وزاوية محرز وزاوية سيدي بن عروس. وكل هذا جزء من سبعمائة معلم تضمها المدينة القديمة، تستطيع أن تشاهدها بين زحام الناس الذي تخيم عليه روائح العطور المنبعثة من الدكاكين.

 

ونتوقف قليلاً في متحف باردو التاريخي، وهو من أهم المتاحف نظراً الى المجموعة الكبيرة التي يحتضنها من الفسيفساء الرومانية. وقد أقيم بجناح أحد قصور الباي الذي ما زال يحتفظ بجزء لا بأس به من أثاثه وزخرفته الأصلية. وخصص جناح لفترة ما قبل التاريخ في تونس، فضلاً عن عدد من التحف التي ترجع للعصور الإسلامية.

 

إذا زرت تونس فلا شك أن قرطاج ستكون مقصداً مثالياً لقربها من العاصمة. تتربع هذه المدينة السكنية الراقية على آثار إحدى أمجد المدن في التاريخ القديم. تأسست قرطاج على يد الفينيقيين في القرن التاسع قبل الميلاد، قبل أن يهدمها الرومان بعد احتلالها، ثم جعلوا منها أبرز عواصم المقاطعات الخاضعة لروما. تشهد خشبة مسرح قرطاج العتيق في شهري تموز (يوليو) وآب (أغسطس) من كل عام مهرجانات دولية في التمثيل والموسيقى والرقص ذاع صيتها في الآفاق.

 

وإلى جانب قرطاج تقع قرية سيدي بو سعيد التي تجمع البساطة والذوق الرفيع بعمارتها الحضرية البيضاء الممتزجة بلون الشاطئ الأزرق الصافي، وكانت في الماضي مصيف العاصمة التونسية وهي الآن هي منتجع لكل من يزور تونس، وبها مقام أبي سعيد الباجي الذي تنسب له القرية. وعلى جانبي شارعها الرئيسي تنتشر حوانيت الحرف التقليدية والتحف التذكارية، كما تشتهر بمقاهيها القديمة ومن أبرزها مقهى العالية بمدرجاته المعروفة المشرفة على السوق، ومقهى سيدي الشبعان المتميز بإطلالته الفاتنة على الخليج. ويشاهد عن بعد المنار الذي أقيم في نقطة عالية لهداية السفن. ومن معالم سيدي بوسعيد قصر النجمة الزهراء ذو الهندسة المعمارية الأندلسية الذي أقيم سنة 1920 ببادرة من البارون رودولف ديرلانجي وجعل منه إحدى روائع العمارة التونسية بحدائقه ولوحاته وزخارفه. ونجحت السلطات التونسية في تحويل دار العنابي لمكان يحتضن المعارض الفنية والتظاهرات الثقافية المختلفة، وهي فرصة للزائر للاطلاع على مجموعة الأزياء التقليدية المختلفة الموجودة في الدار.

 

(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 3 أفريل 2006)

 


 

افتتاح الدورة الثالثة والثلاثين للندوة المولدية بالقيروان

 

تحت سامى اشراف الرئيس زين العابدين بن على واحتفالا بالمولد النبوى الشريف نظمت وزارة الشؤون الدينية اليوم الاثنين بالقيروان الدورة الثالثة والثلاثين للندوة المولدية التى تمحور موضوعها حول  » مجلة الاحوال الشخصية تأصل فى المنظومة الاسلامية ونموذج فى الشراكة الفعلية « .

 

ويشارك في هذه الندوة التي تتواصل يومين نخبة من الايمة والوعاظ والاساتذة الباحثين فى شؤون الفكر الاسلامى.

 

وأوضح السيد بوبكر الاخزورى وزير الشؤون الدينية بالمناسبة ان موضوع الندوة يتناسق مع الاحتفال بخمسينية مجلة الاحوال الشخصية التى جاءت ثمرة رؤى الاجتهاد والاصلاحات التى عرفتها تونس عبر تاريخها مبينا ان المجلة ذات طابع يجمع بين الاصالة والحداثة بما يجعل منها نموذجا لارادة السعى المتبصر الى تحرير المراة والرفع من مكانتها داخل المجتمع.

 

واكد ان هذه المجلة قد تعززت نتيجة للاصلاحات التي شهدتها بفضل الارادة الراسخة للرئيس زين العابدين بن على لمزيد النهوض بالمراة والارتقاء بها الى مرتبة الشريك الكامل مؤكدا ان لا تعارض بين محتوى مجلة الاحوال الشخصية وبين تعاليم الدين الاسلامى الحنيف حيث ان اهم مصادرها هما القران والسنة النبوية الى جانب الفقه الاسلامى بمذاهبه المختلفة واجتهادات علماء الشريعة والقانون.

 

والقى السيد محمد الحبيب الشريف المنسق العام لحقوق الانسان بوزارة العدل وحقوق الانسان خلال الجلسة العلمية الاولى محاضرة حول موضوع  » مجلة الاحوال الشخصية بين الاصالة الاسلامية والحداثة القانونية  » ذكر فيها بمراحل تبلور المجلة انطلاقا من فكر الطاهر الحداد الى مرحلة التأسيس والتحرير مع الزعيم الحبيب بورقيبة وصولا الى مرحلة التغيير والتطوير بقيادة الرئيس زين العابدين بن على.

 

(المصدر: موقع أخبار تونس الرسمي بتاريخ 3 أفريل 2006)

 


عشاء لجمعية «الإخوة اللبنانية التونسية» في الذكرى الخمسين لاستقلال تونس

بيروت: «الشرق الأوسط»

 

اقامت جمعية الاخوة اللبنانية التونسية في لبنان التي يرأسها الياس حنا الوزير اللبناني السابق مأدبة عشاء في فندق البريستول للاحتفال بالذكرى الخمسين لاستقلال تونس، وزعت خلاله مطبوعة اصدرتها الجمعية للمناسبة وتضمنت شهادات عن منجزات تونس في مرحلة الاستقلال.

 

حضر الحفل طارق متري وزير الثقافة اللبناني وصلاح بن عبيد القائم بأعمال تونس في لبنان والسفيران الجزائري ابراهيم عاصي والعراقي تحسين علوان ومحمد بعلبكي نقيب الصحافة وسلوى السنيورة بعاصيري الأمينة العامة للجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو والقاضي غسان رباح نائب رئيس الجمعية وأمين السر مسعود مطر والأعضاء المؤسسون النائب السابق تمام سلام والفنان الياس الرحباني وهنري زغيب، بالإضافة الى عدد كبير من الاصدقاء والشخصيات الاجتماعية والجالية التونسية في لبنان.

 

وتحدث حنا ونوه بالعلاقات «الطيبة والوثيقة بين الشعبين اللبناني والتونسي بدءا من التبادل الثقافي خصوصا في التعليم الجامعي المتبادل بين الطلاب في البلدين. ولن يفوتنا الحضور الفني اللبناني في المهرجانات السياحية والفنية في تونس». واضاف: «ان العلاقات الدبلوماسية قديمة بين لبنان وتونس وقد كانت حكومتا البلدين تعينان سفراء يسهمون على الدوام بنشاطهم اللافت في تمتين العلاقات وتعزيزها»، مشيرا الى ان عمل الجمعية يصب في هذا الإطار.

 

(المصدر: صحيفة الشرق الأوسط الصادرة يوم 3 أفريل 2006)


 

إسلامي جزائري يهاجم خطة المصالحة التي تتبناها الحكومة

 

باريس (رويترز) – قال زعيم حزب اسلامي محظور لصحيفة فرنسية يوم الاثنين ان خطة الحكومة الجزائرية للمصالحة الوطنية بعد أعوام من الصراع غير دستورية وان السلام لن يتحقق إلا من خلال المفاوضات.

وأُفرج الشهر الماضي عن علي بلهادي من السجن في إطار عفو يهدف الى إنهاء الحرب. وهو ممنوع من المشاركة في الحياة السياسية أو التحدث علنا عن الصراع في الجزائر بموجب ميثاق المصالحة.

وأضاف بلهادي لصحيفة لوموند الفرنسية اليومية « رئيس الدولة أقسم على القرآن بأن يحترم ويضمن الدستور وهو أول شخص ينتهكه. »

وتابع « ميثاق المصالحة ليست له أي شرعية دستورية…المشاركة في الحياة السياسية هو حق منصوص عليه في الدستور…لا يمكن لأحد أن يمنعني من المشاركة في السياسة. »

وأطلقت حكومة الجزائر الشهر الماضي سراح 2629 من الاسلاميين ومنحت المسلحين الذين يقاتلون الحكومة مهلة ستة اشهر للاستسلام والحصول على عفو بشرط ألا يكون لهم يد في مذابح وعمليات اغتصاب وتفجير اماكن عامة.

وقتل نحو 200 الف شخص في اعمال العنف التي تفجرت عام 1992 عندما الغى الجيش نتائج انتخابات رجحت فوز حزب الجبهة الاسلامية للانقاذ الذي ينتمي له بلهادي.

وسجن بلهادي للمرة الاولى بعد فترة قصيرة من الغاء الانتخابات لكن اطلق سراحه من سجن حربي عام 2003 بعد أن امضى فترة عقوبة مدتها 12 عاما مع زعيم الجبهة عباسي مدني.

واعتقل بلهادي مرة أخرى في يوليو تموز عام 2005 لاشادته بالهجمات التي يشنها مسلحون في العراق ضد القوات الامريكية واطلق سراحه في 6 مارس اذار الماضي.

وقال الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ان المصالحة هي السبيل الوحيد لطي صفحة اعوام من اراقة الدماء.

وذكر بلهادي أن المصالحة لن تنجح الا اذا صاحبتها محادثات.

وتساءل « كيف يمكننا الحديث عن المصالحة ونحن نعيش في ظل قانون الطواريء منذ 14 عاما؟…المصالحة الحقيقية لابد من التوصل اليها عبر التفاوض بين جميع الاطراف المعنية.. الجيش والاحزاب والمجتمع المدني. »

 

وحظت مسألة العفو وهو ثاني عفو يصدره بوتفليقه منذ توليه السلطة في عام 1999 بدعم الناخبين بأغلبية ساحقة في استفتاء أجري العام الماضي.

وطالب بلهادي ان يلقي النظام القضائي في الجزائر بعض الضوء على الحرب الاهلية ويكشف المسؤولين عنها. وابدى استعداده لان يكون شاهدا امام لجنة تحقيق دولية « شريطة ان يفعل نفس الشيء مدبرو الانقلاب العسكري ».

ويخشى بعض الجزائريين من الاحياء المحتمل لنفوذ الاصوليين الاسلاميين بعد الافراج عن زعمائهم الاسلاميين.

وقال بلهادي ان حزب الجبهة الاسلامية للانقاذ سيفوز في حالة اجراء انتخابات نزيهة.

وأعلن انه كان يقاتل من اجل اقامة دولة اسلامية في الجزائر تسمح بوجود ممثلين لليهود والمسيحيين في البرلمان ليدافعوا عن مصالحهم.

 

(المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 3 أفريل 2006 نقلا عن وكالة رويترز)

 


 

رؤية غرامشي للثقافة الشعبية

القراءة في حقل النقد المعرفي

توفيق المديني (*)

 

على الرغم من أن غرامشي قد تكوّن فكرياً وثقافياً في مراحله الأولى تحت راية المثالية المحدثة حيث كان كروتشه يمثل هذه التاريخية التأملية، إذ “يصبح التاريخ تاريخاً صورياً، تاريخاً للمفاهيم وفي التحليل الأخير، تاريخاً لسيرة فكر كروتشه، أن يصير إلى معناه الحقيقي كأيديولوجيا مباشرة، مجرداً عن الألمعية المنسوبة إليه كتجل.. لفكر محايد وصاف قائم فوق بؤس وصدف العالم اليومي في تأمل محايد”، فإن  غرامشي جسد القطيعة الايبستمولوجية والمعرفية مع فلسفة كروتشه، الذي كان يمثل “البابا العلماني” لهيمنة البرجوازية كما انتقد بشدة المثقفين المثاليين، الذين فشلوا في عدم معرفتهم لكيفية خلق وحدة ايديولوجية بين النخبة والجماهير. أي بين المثقفين والجماهير، فضلاً عن نقده للفصل بين المثقفين والجماهير، باعتباره السمة المميزة للتراث الثقافي الايطالي، حيث يقول غرامشي إن المثقف الايطالي مرتبط بهيبوليتوس وبهنيبعل كارو، أكثر من ارتباطه بفلاحي أبوليا أو صقليه.

 

من المعروف في تاريخ الحضارة الرومانية عامة، وتاريخ الثقافة الايطالية بخاصة، أن المثقفين كانوا على الدوام مفصولين عن واقعهم الاجتماعي، وغير مرتبطين بالشعب، بل انهم مرتبطون “بتراث طبقة مهنية منغلقة (Caste)  هذا التراث منغلق في الكتب ومجرد.. ولم يكونوا عنصراً عضوياً مرتبطاً بالشعب”.

 

لقد شكل هذا الوضع التاريخي، أبرز نقاط الضعف في التراث الثقافي الايطالي، الذي كان يفتقد إلى وجود ثقافة “قومية شعبية”، باعتبار أن “قومي” ليس مترادفاً مع مصطلح “شعبي” في ايطاليا، لأن المثقفين غير “قوميين” أي غير مرتبطين بالشعب، أي الأمة، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، لأن هذا التراث الثقافي الايطالي نجده متجذراً تاريخياً في الوقت عينه في المؤسسات ما فوق القومية، كالامبراطوية والبابوية. وهذا ما أضفى صبغة محددة للواقع القومي الايطالي، من حيث تميزه بالتناقض الصارخ، بين التأخر التاريخي على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي للشعب، وبين التقدم التاريخي الهائل على الصعيدين الفني والثقافي، والهوه الساحقة التي تفصل بين الثقافة العالية لهؤلاء المثقفين المرتبطين بتقليد طائفي عن ثقافة الشعب، التي تسيطر عليها المعتقدات الدينية الغيبية. وليس من شك أن هذا الواقع التاريخي قد كانت له تأثيراته السلبيه في القضية القومية الايطالية، باعتبارها قضية أضحت مرتبطة بمعادلات الصراع الاقليمي والدولي وبمخططات القوى الخارجية، أكثر منها بديناميكية مقوماتها الذاتية، وفواعلها الداخلية المحركة لها.

 

وعلى نقيض هذا الفصل بين الثقافة العالية للمثقفين المفصولين عن الشعب، وبين الجماهير، “قامت قوة الديانات، وخصوصاً الديانة الكاثوليكية في الماضي والحاضر على شعورها القوي بضرورة الوحدة في العقيدة عند الجمهور “الديني” كله، وعلى نضالها في سبيل الحيلولة دون انقطاع الطبقات المتفوقة فكرياً عن الطبقات الدنيا. وكانت الكنيسة الرومانية أعند ما يمكن أن تكون، في مكافحتها قيام ديانتين رسميتين، ديانة أهل الفكر وديانة “النفوس الساذجة”. ولم يخل هذا الكفاح من مساوىء جسيمة طرأت على الكنيسة نفسها، لكن هذه المساوىء مرتبطة بسير التاريخ الذي يبدل كل المجتمع المدني، ويحتوي في جملته على نقد الديانات، وهذا يعلي شأن الاكليروس في قدرتهم على التنظيم الثقافي. وشأن الرابطة الفعلية الصحيحة، التي عرفت الكنيسة كيف تقيمها في فلكها بين أهل الفكر و”السذج”.

 

انتقد غرامشي في كتاب (بوخارين) حول المادية التاريخية، الكتاب الشعبي في علم الاجتماع الماركسي، منطلقه القائم على الافتراض الضمني، والذي يتمثل في أن المذاهب الفلسفية التقليدية الكبرى وديانة الطبقة العليا من الاكليروس، أي تصور أهل الفكر والثقافة العالية للعالم، تعارض اعداد فلسفة أصيلة للجماهير الشعبية، بينما هي في واقعها التاريخي الفعلي، تمارس شكلاً تاريخياً محدداً من التأثير السياسي الخارجي، الذي فيه تمارس الكنيسة سيطرتها الطبقية. وكما يؤكد غرامشي “وفي الحق أن تلك المذاهب تجهلها الجماهير وليس لها أي تأثير مباشر في طريقة تفكيرهم وعملهم”. وهذا يعني بوضوح منطقي وتاريخي، ان هذه المذاهب تمارس هيمنة سياسية خارجية، في علاقات توازنها الهيمني الذي تحدثنا عنه سابقاً. ويستطرد غرامشي قائلاً: “إن المذاهب تؤثر في الجماهير الشعبية من حيث هي قوة سياسية خارجية أو عنصر تماسك بين الطبقات الحاكمة، أي عنصر اخضاع لزعامة خارجية تضع حداً سلبياً للتفكير الأصيل عند الجماهير الشعبية، ولا يؤثر فيها تأثيراً ايجابياً مثل خميرة حيوية تحويلاً عنيفاً ما لدى الجماهير من تصور بدائي مشوش للعالم والحياة”.

 

إن رؤية غرامشي للثقافة الشعبية تؤطر منهجه التاريخي، وتحدد أفقه، وأبعاده، لأن المجال التاريخي للثقافة الشعبية، يتحدد بشيئين اثنين، هما أولاً: الأبعاد الثقافية والسياسية والاجتماعية والأيديولوجية لهذه الثقافة الشعبية، التي تضم مختلف الاتجاهات، والفروق، وتعدد المنازع للعناصر المكونة من الحس العام، والفولكلور كتعبير عن تطلعات الشعب وفلسفته، والتدين الشعبي الخ. ثانياً: المضمون الايديولوجي لهذه الثقافة الشعبية، أي الوظيفة الايديولوجية السياسية والاجتماعية، التي تعطيها الطبقة المسيطرة، أو أهل الفكر والثقافة العالية لهذه المادة المعرفية، في إطار الصراع من أجل الهيمنة على الجماهير الشعبية.

 

من نافل القول، إن غرامشي يعتبر الثقافة الشعبية، مكوناً أساساً من مكونات شخصية الشعب، أي الأمة، لذا فهو لا يدعو إلى القطيعة المعرفية مع هذه الثقافة الشعبية، والتنكر لها، وإلقائها في متاحف التاريخ، بل إنه في تناوله لها، من منطلق النقد العقلي الفعلي، ومن موقع الفعل السياسي والتاريخي، عمل على احداث قطيعة ابستيمولوجيه مع بنية عقل المثقفين الايطاليين المفصولين عن الشعب، والذين كانت لهم تاريخياً، صفة العالمية أكثر من صفة القومية، فضلاً عن كونهم كانوا موظفين في خدمة العالم الكاثوليكي، وأوروبا المسيحية، إنها نقطة التميز في منهج غرامشي.

 

إن السياسة الثقافية، باعتبارها محوراً أساسياً في استراتيجية الصراع من أجل الهيمنة بالنسبة للطبقة العاملة تتطلب القراءة المتواصلة والمتجددة لتاريخ الثقافة الشعبية الخاص، تاريخها المعرفي والميتافيزيقي، باعتبارها تعكس آلام ومشاكل وتناقضات وصراعات مجتمعها وعصرها، وتحمل في الوقت عينه آماله، وأحلامه، وبالتالي ضمير الشعب، بهدف البحث الكشف عن العناصر الايجابية، والمحرزات التقدمية، في سبيل توظيفها توظيفاً أصيلاً من جانب المثقفين العضويين، والحزب، أي الأمير الحديث، لبلورة ثقافة جديدة تساعد الطبقة العاملة على تحقيق هيمنتها في المجالات الثقافية والسياسية، قبل وصولها إلى السلطة.

 

في القراءة النقدية للثقافة الشعبية، يجب التسلح بالرؤية التاريخية الواعية، التي تقر بأن لا قراءة للثقافة الشعبية سواء في ماضيها أو حاضرها، من دون وضعها في اطارها الحقيقي التاريخي، أي إطار الصراع الطبقي السياسي، في ارتباطه الصميمي بموازين القوى السياسية المؤثره فيه، وبالحضور السياسي الفعال في حركته، ومجراه، للطبقات الشعبية، التي تجسد استقلالها السياسي والتاريخي في إطار حزبها الجديد، أي الأمير الحديث.

 

“فوفقاً لأفكار غرامشي تتحول الثقافة الشعبية إلى الأدب القومي- الشعبي عن طريق الحزب الجديد، وفي فترة انحلال الحزب وتخطيه تخضع تلك الثقافة الشعبية إلى ثقل عناصر سياسية تجارية، وتتحول إلى الثقافة الجماهيرية، بالمعنى المبتذل، لتكون امتداداً للثقافة المسيطرة”.

 

(*) كاتب وباحث تونسي

 

(المصدر: صحيفة الخليج الإماراتية الصادرة يوم 3 أفريل 2006)

 


ُفقاعة البورصات العربية

د. ابوخولة (*)

 

غالبا ما تعتمد الاقتصاديات النامية على المصارف كمصدر أساسي لتمويل المؤسسات، لكن هذا المصدر غير كاف ويحتوي على مخاطر كبيرة أهمها زيادة ثقل الدين عند ارتفاع أسعار الفائدة. على هذا الأساس ، اضطررت الدول العربية إنشاء بورصات كأسواق لرأس المال توفر بديلا لإقراض المصارف. ويتم هذا سواء بإصدار المؤسسات للأسهم التي تجعل من صاحبها شريكا في رأس مال و/أو إصدار سندات يحصل مشتريها على سعر فائدة محدد مسبقا.

بقيت البوصات العربية في حالة ركود كبير حتى سنة 2003، حيث بقيت القيمة السوقية للشركات المدرجة اقل من 50% كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي لأهم الدول العربية غير النفطية ( مصر ، المغرب ، تونس ، لبنان ، الجزائر …). ومثلت الأردن الاستثناء الوحيد بنسبة تفوق 100% (111.2% تحديدا )، مع دول نفطية صغيرة مثل قطر ، الكويت والبحرين.

يعزى فشل الدول العربية غير النفطية، باستثناء الأردن، في تطوير البورصة إلى عدة عوامل هيكلية، أهمها : (أ) هيمنة المصارف على هذه المؤسسة حيث أن معظم الشركات المدرجة تنتمي إلى هذا القطاع، والتي ترى في أسواق رأس المال منافسا لنشاطها، (ب) هيمنة ثقافة الشركات العائلية في المجتمع التي لا تقبل بشروط الإفصاح « Disclosure »   و الشفافية « Transparency »المعمول بها في البور صات،  و(ج) عدم توفر إطار قانوني وشفافية تجلب ثقة المستثمرين.

لكن وبالرغم من هذه العوائق الهيكلية، حصلت زيادة خيالية لأسعار الأسهم في البورصات الخليجية وبعض الدول الأخرى مثل الأردن ومصر، وهي زيادة لا تمت بصلة لنسب زيادة أرباح الشركات المدرجة. زاد مؤشر سعر الأسهم خلال 2003 بنسبة 101.7% في بورصة الكويت، بـ 61.7% في عمان، و بـ 54.8% بالدوحة وبـ 53.9% ببورصة الدار البيضاء. وتواصلت الزيادة المبالغ فيها خلال 2004 وحتى صيف 2005 . كيف نعرف أن زيادة الأسعار مبالغ فيها ؟ بمتابعة مؤشري : (1) السعر العادل للأسهم و (2) مضاعف سعر السهم.

يتم احتساب « السعر العادل للسهم » بالرجوع للمعلومات المتوفرة عن نشاط الشركة المدرجة وأرباحها، ومن ثم فهو يعطي السعر الذي من المفترض أن يتم به التداول في البورصة لو كانت تعمل بصفة طبيعية.

من أمثلة ذلك الدراسة التي أصدرتها « شعاع كابيتول » (موقع www.shaacapital.com ) بتاريخ 28 سبتمبر 2005، والتي ُتبيّن أن السعر العادل لسهم شركة اعمار للعقارات بدبي لا يتجاوز 20 درهما مقابل سعر 26 درهما للتداول في البورصة آنذاك. وقد أدى نشر الدراسة إلى هبوط فعلي في سعر سهم شركة اعمار ولعدة أيام.

أما مضاعف سعر السهم ( أو نسبة P/E )، فيتم احتسابه من خلال قسمة سعر الإغلاق على ربحية السهم، أي المبلغ الذي سيدفعه المستثمر في البورصة للحصول على وحدة نقدية واحدة من الأرباح ( دينارا واحدا …). لا يتجاوز هذا الضعف 15 مرة في البورصات المتطورة و 20 مرة في البورصات الصاعدة لدول جنوب شرق آسيا، بينما وصل في شهر مايو 2005 إلى 34.4 في السعودية، 39.2 في الإمارات، و 36.3 في قطر.

من الواضح إذن حصول ُفقّاعة، أي أن الزيادة في الأسعار غير مبررة، و أن المستثمرين في البورصة يقبلون بالشراء فقط لانهم يعتقدون أن الأسعار سترتفع أكثر في المستقبل. وهذا الأمر غير قابل للديمومة، بحيث يصبح انفجار الفقاعة في المستقبل مسالة وقت لا غير.

بدأت بعض الإجراءات التصحيحية منذ الصيف الماضي، لكن انفجار الُفقّاعة لم يحصل إلا يوم الثلاثاء 14 مارس الماضي، حيث تراجعت الأسواق الخليجية والمصرية بصفة حادة، وخسر سوق الأسهم السعودية 260 مليار دولار وفقدت الأسهم القطرية 20% من قيمتها …

ّوجه هذا التصحيح الضروري والمعروف مسبقا للذين يتابعون المؤشرات آنفة الذكر ضربة قوية لصغار المستثمرين البسطاء. ونتج عن هذا ضغط كبير على ُُصنّاع القرار للتحرك. لكن هكذا تدخل قد يسيء للوضع أكثر مما يفيد، لأن التاريخ يؤكد أن تدخل الهياكل الرسمية بهدف السيطرة على الأسواق لا يجدي نفعا، وغالبا ما يؤدي إلى كوارث. في نهاية العشرينات من القرن الماضي تدخل المصرف المركزي الأمريكي بهدف التعامل مع البطالة فحول حالة الركود إلى انهيار اقتصادي كبير. وفي نظام سعر الصرف الثابت، خلال العقود الخمسة الماضية، حاولت عديد المصارف المركزية التدخل ببيع مخزونها من العملات الأجنبية للدفاع عن العملة الوطنية، فخسرت مخزونها دون أن تنقذ العملة.

الحقيقة أن علم الاقتصاد قد حقق تقدما مذهلا خلال العقود الخمسة الماضية مما ساعد على سيطرة أفضل على الوضع بدليل أن صدمة النفط في بداية السبعينات من القرن الماضي لم تُحدث أزمة شبيهة بما حصل عام 1929، وبدليل أن الارتفاع الأخير في سعر النفط لم يؤدي إلى حالة الركود والتضخم التي عرفناها عقب عام 1973.

مع هذا كان الرد على الانهيار الآخر غير مناسب، حيث جاءت القرارات الرسمية الأخيرة في شكل السماح للأجانب بشراء الأسهم في السعودية ورفع سقف الاقتراض من البنوك بهدف شراء أسهم في بعض الدول الأخرى. كما حاول بعض أهل الخير التدخل لعل أشهرهم الأمير الوليد بن طلال الذي وعد باستثمار أكثر من ملياري دولار في السوق السعودية. لكن هذه قيمة صغيرة في سوق خليجية أصبحت مندمجة، حيث ُتقّدر الأموال التي تدار الآن بالبورصات الخليجية بحوالي ألفي مليار دولار يستثمرها ما يزيد عن خمسة ملايين من الأفراد. كما قررت عديد الدول إرجاء الإصدارات الأولية. وتم إعفاء مدير عام سوق الكويت للأوراق المالية من منصبه بعد اتهامه بغض النظر عن صفقات وهمية أدت إلى الانهيار …

لكن الحقيقة هي أن الأسواق العربية تشكو ضعفا كبيرا من عدم تطبيق شروط الاستقلالية والشفافية وعدم مصداقية الرقابة. هذا الضعف أدى إلى تضارب في المصالح حيث يكون عضو مجلس إدارة الهيئة الرقابية مستثمرا أو مسئولا عن شركة مدرجة في السوق، وهي وضعية غير مسموح بها إطلاقا في أسواق الدول المتقدمة. وأدى هذا الضعف إلى رفض        » المستثمرين المؤسسيين  » العالميين دخول السوق بما يجلبه ذلك من فوائد نتيجة الأموال الضخمة التي يديرونها، والطريقة المدروسة التي يستثمرون على أساسها، ولفترات طويلة ، حيث لا تتجاوز مشاركة رأس المال المؤسساتي العالمي حدود 10% في الأسواق الخليجية المفتوحة ، مقابل 80% في الأسواق الدولية.

على هذا الأساس، ستبقى الأسواق العربية إما مفتوحة يتلاعب بها كبار المضاربين في السوق وتنهار بصفة دورية في عمليات تصحيحية، وإما راكدة لا تلعب الدور الذي بمقدورها أن تلعبه بتوفير تمويل سليم للاقتصاد.

 

(*) باحث أكاديمي في اقتصاديات التنمية، وخبير سابق بصندوق النقد الدولي بواشنطن


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.