الاثنين، 29 أكتوبر 2007

Home – Accueil

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2747du 29.2007
 archives : www.tunisnews.net
 

 


المجلس الوطني للحريات بتونس: لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب تنصف علي بن سالم في قضيّته المرفوعة ضد الحكومة التونسية حرّية و إنصاف: رفع تحجير السفرعن لأستاذ محمد النوري حرّية و إنصاف: الاعتداء على الطالبين ريم الصيفي و نزار الحبوبي حرّية و إنصاف: اجتهادات بالجملة في إطار منع الخمار حرّية و إنصاف: جهاد المبروك طرد للمرة الثانية من أجل الخمار الاتحاد العام التونسي للشغل: بيان الهيئة الإدارية  الوطنية تشكيل لجنة مساندة جهوية تضامنا مع المضربين عن الطعام يومـيـّـات إضــراب الجـوع – اليوم التاسع لإضراب الجوع الحوار تت: تجدد المضايقات على الشيخ العكروت الحوار تت: تأجيل النظر في القضية الملفقة ضد المناضل »على الأصبعي » يو بي أي:إرتفاع حالات الطلاق في تونس إلى 12 ألف حالة في 2006 يو بي أي:محمود عباس يصل إلى تونس في زيارة رسمية ندوة سياسية حول: الحريات الفردية في ظل قانون الارهاب حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ:نشرة الكترونيّة عدد 35 – 29 نوفمبر 2007 محمد علي الأتاسي :محـمود درويـش لا تـسـتلمهـا

المختار اليحياوي : وكذاك تتخذ المظالم منطقا لتخفي سوءة الآراب الحبيب ستهم: صرخة من أنهج وشوارع مدينة دار شعبان الفهري بولاية نابل الحبيب ستهم: حول مسألة الحزب الديني … حتى لا نخرج عن الموضوع مرسل الكسيبي :تونس- رؤوس الحزب السري تخرج للعلن ! أحمد النغموشي: سي مرسل ولعبة تبادل الأدوار نصرالدين :النهضة و من حولها ..و »ما » حولها.. عبد الرحمان الحامدي: رأي في تصريح رئاسي: الجزء الثالث و الأخير بدر السلام الطرابلسي: المشردون في تونس..من ينتشلهم ?..متى? عبدالحميد العدّاسي: رحلة وسمر محمد العروسي الهاني :حول مداولات مجلس النواب بمناسبة مناقشة الميزانية العامة للدولة لعام 2008 جمال الدين أحمد الفرحاوي: تحياتي تحاليل الشروق: في التمويل العمومي للأحزاب

 

 


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)

 


أسماء السادة مساجين حركة النهضة الذين لا تزال معاناتهم متواصلة منذ ما يقارب العقدين نسأل الله لهم ولجميع مساجين الرأي في تونس فرجا عاجلا قريبا

1- الصادق شورو 2 ابراهيم الدريدي 3- رضا البوكادي 4- نورالدين العرباوي 5-الكريم بعلوش 6 منذر البجاوي 7- الياس بن رمضان 8- عبدالنبئ بن رابح 9- الهادي الغالي 10حسين الغضبان 11- كمال الغضبان 12- منير الحناشي 13- بشير اللواتي 14- محمد نجيب اللواتي 15- الشاذلي النقاش 16- وحيد السرايري 17- بوراوي مخلوف 18- وصفي الزغلامي 19- عبدالباسط الصليعي 20- لطفي الداسي 21- رضا عيسى 22- الصادق العكاري 23- هشام بنور 24 – منير غيث 25 –  بشير رمضان


 

بسم الله الرحمان الرحيم   » لتكونوا شهــــداء على النــــــــاس »

نداء تقديم معلومات

استشهد أخونا الفاضل : صالح المنصوري يوم : 1 ديسمبر 1987 ب: محلات مصلحة أمن الدولة بوزارة الداخلية. فالرجاء من كل من عرف أخانا من قريب أو من بعيد أن يقدم لنا مباشرة ما يعرفه عنه أو أن يساهم في إحياء هذه الذكرى على المنابر الإلكترونية المختلفة أو غيرها… و لا يحقرن أحدنا من المعروف شيئا.. والســـــــــلام  chouhadaouna@yahoo.fr  chouhadaouna@hotmail.com

 


 

ندوة سياسية حول الحريات الفردية في ظل قانون الارهاب

 
تظامنا مع ياسين الجلاصي ووحيد براهمي يدعوكم الحزب الديمقراطي التقدمي واللجنة الجهوية ببن عروس لمساندة ياسين لحضور الندوة السياسية التي يحاضر فيها   المناضل الحقوقي خميس الشماري، والأستاذين  منذر الشارني وخالد الكريشي  ، وذلك يوم الجمعة 30 نوفمبر 2007 بالمقر المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي على الساعة الرابعة والنصف بعد الزوال،  ضوركم للاجتماع هو دعم لياسين ووحيد ولكل شباب رهائن قانون « الارهاب ».

 


إعـــــلام موقع السبيل أونلاين نت على الشبكة قريبا  » وعلى الله قصد السبيل …” (النحل 9) مرحبــــا بكـــــم السبيل أونلاين نت www.assabilonline.net الموقع تحت الإنشاء وسيقع إفتتاحه رسميا إن شاء الله يوم الأحد 09.12.2007 إدارة موقع السبيل أونلاين نت www.assabilonline.net


 

المجلس الوطني للحريات بتونس تونس في 29 نوفمبر 2007

لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب  تنصف علي بن سالم في قضيّته المرفوعة ضد الحكومة التونسية

 
يعبّر المجلس الوطني للحريات عن ارتياحه للقرار المتخذ في 7 نوفمبر 2007 من قبل لجنة مناهضة التعذيب التابعة للأمم المتحدة، المتعلق بالقضية عدد 268/2005 و التي قدمتها المنظمة الدولية لمناهضة التعذيب في ماي 2005 باسم المدافع عن حقوق الإنسان علي بن سالم من أجل « التعذيب والمعاملة السيّئة » في مركز شرطة المنار في أفريل سنة 2000 وذلك بعد أن استوفى جميع إجراءات التقاضي المحلّية. وقد أثبت قرار اللجنة حدوث معاملة لا إنسانية ومهينة، وطالبت السلطات التونسية بإجراء تحقيق نزيه وإنصاف الضحية. وينص هذا القرار الأممي على « أنّ لجنة مناهضة التعذيب بالاستناد إلى الفقرة السابعة من الفصل 22 من المعاهدة الدولية لمناهضة التعذيب وكل أشكال العقوبات القاسية واللاإنسانية والمهينة، وإلى اقتناعها بأنّ الوقائع التي علمت بها تكشف انتهاكا للفصول 1 و12 و13 و14 من المعاهدة، وبناء على الفقرة 5 من الفصل 112 من نظامها الداخلي، تدعو اللجنة فورا هذه الدولة الموقّعة على المعاهدة إلى إتمام التحقيق في الوقائع المذكورة بهدف المتابعة القضائية للأشخاص المسؤولين على تلك الأعمال وإبلاغها في أجل 90 يوما بدءا من تاريخ تبليغ هذا القرار بالإجراءات التي ستتخذها طبقا للمعطيات المذكورة، بما في ذلك التعويض للمدّعي » والمجلس الوطني للحريات: 1-       يعتبر هذا القرار انتصارا لثبات السيد علي بن سالم الذي أبدى حزما كبيرا وشجاعة. وفتح باب الأمل لجميع الضحايا المحرومين منهجيا من قبل السلطات التونسية من حق اللجوء للعدالة إذ تبقى شكاواهم دون متابعة في حين تستهدفهم الملاحقات القضائية. 2-       يأمل أن يثني هذا القرار الحكومة التونسية عن سياستها المتسامحة مع الأجهزة الأمنيّة في انتهاكاتها وخاصة منها جرائم التعذيب. 3-       يستهجن ردّ فعل ممثل وزارة العدل وحقوق الإنسان الذي نفى رسميّا وجود قرار لجنة مناهضة التعذيب الذي وقع إبلاغه رسميا للحكومة التونسية في 26 نوفمبر الجاري وذلك رغم كونه السلطة المكلفة بإنفاذ هذا القرار. 4-       يعلم الرأي العام أنّ مجلس الحريات قد رفع إلى لجنة مناهضة التعذيب عددا من الشكاوى في التعذيب الذي تعرض له الشبّان المتهمون بالانتماء إلى منظمات إرهابية. وأنّه توجد إمكانيات أخرى متاحة للتظلّم لدى هيئات أممية أخرى والاتحاد الإفريقي فيما يخص الاستخدام المنهجي للتعذيب من قبل كبار مسؤولي الأجهزة الأمنيّة ضد المواطنين التونسيين. عن المجلس الناطقة الرسمية سهام بن سدرين


حرّية و إنصاف

سارعوا إلى إنقاذ حياة السجين السياسي السابق أحمد البوعزيزي 33 نهج المختار عطية تونس 1001 الهاتف/الفاكس : 71.340.860 Email :liberté_équité@yahoo.fr *** تونس في 29 نوفمبر 2007

رفع تحجير السفرعن لأستاذ محمد النوري

 
تعلم حرية و إنصاف أن دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف بتونس قررت يوم الثلاثاء 27/11/2007 رفع تحجير السفر المسلط على الأستاذ محمد النوري  للعام الخامس على التوالي . و حرية و إنصاف : 1) تهنىء الأستاذ محمد النوري باسترجاع حريته في التنقل. 2) ترجو أن تعمم هذه الحرية على بقية المحرومين من السفر و تمكينهم من استرداد حريتهم في التنقل. 3) تشكر كل الذين ساندوا الأستاذ محمد النوري في إضرابه عن الطعام من أجل الحصول على هذا المطلب. عن عضو المكتب التنفيذي للمنظمة السيد زهير مخلوف  

حرّية و إنصاف سارعوا إلى إنقاذ حياة السجين السياسي السابق أحمد البوعزيزي 33 نهج المختار عطية تونس 1001 الهاتف/الفاكس : 71.340.860 Email :liberté_équité@yahoo.fr *** تونس في 29 نوفمبر 2007

الاعتداء على الطالبين ريم الصيفي و نزار الحبوبي

اتصلت حرية و إنصاف ببيان صادر عن الطالبين كريم الصيفي و نزار حبوبي المرسمين بكلية العلوم بتونس يفيد أنهما تعرضا يوم أمس الأربعاء 28/11/2007 للاعتداء بالعنف الشديد داخل كلية العلوم من قبل تيار يمارس العنف بالجامعة ، و عرضا علينا صورا تبين آثار العنف ، و ذكر كريم الصيفي أنه أصيب بجرح عميق على مستوى الرأس بقي ينزف قرابة الساعة تسبب له في إغماء  و تقيء مما استوجب نقله إلى مستشفى شارل نيكول بالعاصمة على سبيل السرعة و تم اسعافه برتق جرحه بسبع غرز ، بينما ذكر الطالب نزار حبوبي أن الاصابات التي أصيب بها كانت على مستوى اليدين و الساقين مما استوجب نقله إلى مستشفى القصاب و هو الآن طريح الفراش لا يقدر على الوقوف. و حرية و إنصاف : 1) تستنكر بشدة أعمال العنف مهما كان مأتاها. 2) تحمل إدارة كلية العلوم بتونس مسؤولية الأضرار التي لحقت بالطالبين خاصة و أـن الاعتداء حصل على مرأى و مسمع من الأمن الجامعي. 3) تدين التراخي في نقل المعتدى عليهما إلى المستشفى. 4) تطالب بمحاكمة المعتدين كما تطالب إدارة الكلية بمعالجة المعتدى عليهما على نفقة الكلية . عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري  

حرّية و إنصاف سارعوا إلى إنقاذ حياة السجين السياسي السابق أحمد البوعزيزي 33 نهج المختار عطية تونس 1001 الهاتف/الفاكس : 71.340.860 Email :liberté_équité@yahoo.fr *** تونس في 29 نوفمبر 2007

اجتهادات بالجملة في إطار منع الخمار

 
بعد منع مدير المعهد العالي للفنون الجميلة بنابل الطالبات المحجبات من الدخول إلى المعهد تجمعن أمام الباب و تضامن معهن بقية الطلبة ذكورا و إناثا حتى أصبح التجمع كبيرا حينئذ طلب منهم المدير الدخول لحضور اجتماع في الغرض ، وحضرت الاجتماع حوالي خمسين طالبة متحجبة  و افتتح الجلسة مدير المعهد صحبة المدعو ناصر الذي قدمه المدير على أنه عميد الأساتذة و أشرفا على الاجتماع و أكد المدير في مداخلته على أنه يطبق القانون و وزع على كل الطالبات ورقة توضح شكلين لتغطية الرأس مسموح بهما و شكلين آ خرين ممنوعان .( انظر الصورة المرافقة للبيان ) ثم تدخل المدعو الناصر ليبين أنه من رواد تأويل القرآن و أن لآية الحجاب سبعين وجها من التأويل و أنه صاحب كتابات مقروءة في كامل الوطن العربي و أن خبرته في مجال التادريس بلغت الخمسة و أربعين سنة و عندما قاطعته إحدى الطالبات المحجبات بسؤالها :  » هل تعتبر أن تأويلك لآية الحجاب هو أصح تأويل حتى نقتنع به و نصمت ؟  »  فثارت ثائرته و خاطبها بقوله : » اصعدي إلى هنا حتى أدوسك و أنزع عنك هذا الذي ترتدين » فاحتجت بقية الطالبات و انسحبن من الاجتماع بدون الوصول إلى حل. و حرية و إنصاف : 1) تستنكر التردي الذي وصلته بعض المؤسسات التعليمية. 2) تدين تصرفات مدير المعهد العالي للفنون الجميلة و المدعو ناصر لتجاوزهما للقانون. 3) تطالب بوقف الحملة الشعواء التي تستهدف الحرية الشخصية في ارتداء اللباس كما تطالب بإلغاء كل المناشير المخالفة للدستور. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري  

حرّية و إنصاف سارعوا إلى إنقاذ حياة السجين السياسي السابق أحمد البوعزيزي 33 نهج المختار عطية تونس 1001 الهاتف/الفاكس : 71.340.860 Email :liberté_équité@yahoo.fr *** تونس في 29 نوفمبر 2007

جهاد المبروك تطرد للمرة الثانية من أجل الخمار

 
تعرضت من جديد التلميذة جهاد المبروك للطرد من القسم أثناء حصة الدرس على يد مدير المعهد الثانوي بنابل محمود المسعدي المدعو صالح الجمني و ذلك بسبب ارتدائها للحجاب رغم محاولة الأستاذ ثني المدير عن قراره ، و هدد المدير المذكور التلميذة بعبارات نابية   و أخبرها بأنه على علم بما يفعله أبوها مضيفا بأنه محمي و لن يقدروا ضده على شيء … و تجدر الاشارة إلى أن المدير المدعو صالح الجمني قام بطرد التلميذة جهاد المبروك لمدة ثلاثة أيام بتاريخ غرة نوفمبر 2007 من أجل نفس السبب. و حرية و إنصاف : 1) تندد بممارسات المدعو صالح الجمني و تجاوزه للقانون و استغلاله لنفوذه. 2) تستنكر صمت السلطات أمام هذا التجاوز الخطير للقانون. 3) تطالب بالتراجع عن قرار الطرد من قبل مدير المعهد المذكور و تقديم اعتذار لها  و لعائلتها عما صدر عنه من عبارات نابية في حقها. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري
 
 

 

 
 الاتحاد العام التونسي للشغل

بيان الهيئة الإدارية  الوطنية

 

 
تونس في، 23 نوفمبر 2007   إنّ أعضاء الهيئة الإدارية للاتحاد العام التونسي للشغل المجتمعين يومـــي الخميس و الجمعة 22 و 23 نوفمبر 2007، بعد استعراضهم لأهمّ التنقيحات المتعلّقة بالنظام الداخلي و المصادقة عليها طبقا للقوانين المسيّرة للمنظمة و على إثر تدارسهم للأوضاع الاجتماعية و ما تتّسم به من توتّرات حادّة في قطاعات حسّاسة تهدّد أهم ركائز الاستقرار:   1)  يؤكّدون أن منظومة التربية و التكوين و التعليم العالي تظلّ في عمق اهتمامات الشغالين و منظمتهم الاتحاد العام التونسي للشغل، وهو ما يستدعي تشريك الممثلين النقابيين في كافة مراحل الإصلاح التي تمس القطاع و التي منها القانون التوجيهي للتعليم العالي و البحث العلمي، و كلّ إجراء أحادي الجانب يتضارب و منهج الحوار و التشاور الذي عملنا على إرسائه و ترسيخه رغم الصعوبات و العراقيل التي يشهدها  العالم و بلادنا جزء لا يتجزّأ منه.   2)  يعبّرون عن مساندتهم المطلقة لنضالات مدرسي و باحثي التعليم العالي دفاعا عن مطالبهم المشروعة و عن تصوّرات المنظمة لآفاق التربية و البحث العلمي و يجدّدون تمسّكهم بالحق النقابي طبقا للتشريعات المحلية و الدولية بما يضمن احترام الهياكل الشرعية المنبثقة عن مؤتمرات ديمقراطية و يقطع الطريق أمام كل من ينتحلون صفة تمثيل المنظمة في المفاوضات مع سلطة الإشراف التي ما فتئت تنظم لقاءات جانبية معهم وهو ما يعدّ خرقا واضحا للقوانين المحلية و الدولية و مسّا من هياكل الاتحاد العام التونسي للشغل و من استقلالية قرارها.   3)  يدعون وزير التعليم العالي و البحث العلمي إلى الانكباب الجاد بمعية الجامعة العامة على المعالجة الشخصية للمطالب العالقة و يعلنون إعادة طرح قضايا الجامعيين على الهيئة الإدارية الوطنية و دعوتها للانعقاد عند الاقتضاء ما لم يتم التوصل إلى اتفاق يضمن احترام المنظمة و هياكلها و الاستجابة للمطالب المرفوعة.   4) يتمسّكون بضرورة احترام الاتفاقيات الممضاة بين الاتحاد العام التونسي للشغل و وزارتي التعليم العالي و البحث العلمي و التكنولوجيا و التربية و التكوين ضمانا لمصداقية التعامل و لأهمية التفاوض و نتائجه و تخصيصا في قطاعات التربية و التكوين و يدعون إلى ضرورة فض الإشـــكالات العالقة التي حالت دون توفّر مناخ عمل مســـتقرّ و التي منها القوانين الأساسية القطاعية و المفصولين عن العمل و سحب الخطط الوظيفية و حركة المديرين و الأساتذة المعاونين و يؤكدون مساندتهم لهم في نضالهم المشروع تصديا للطرد الاعتباطي و لنضالات مدرسي التعليم الثانوي في مواجهة النقل الاعتباطية.   5)  يشيرون إلى ضرورة الاستجابة لمطالب متفقدي التعليم الثانوي و تمكين نقابتهم من المشاركة الفعلية في مناقشة السياسة التعليمية و القوانين المتصلة بها.   6)  أمّا فيما يتعلق بما يعيشه أعوان المغـــــازة العـــامة، فإنهم يدعون إلى إيجـــاد الآليات و الصيغ العملية الملائمة لضمان حقوق العمال على إثر خوصصة المؤسسة و يلحّون، ضمانا لمناخ اجتماعي يؤسّس إلى تحسين المردود كمّا و كيفا، على ضرورة إرجاع المسؤولين النقابيين المطرودين إلى سالف عملهم.   7)  يدعون السلط الوطنية و الجهوية إلى الإسراع بمعالجة التوترات الحادّة في جهة المهدية و إلى فضّ مشاكل عمال ايسيزي بالقيروان.   8)  يعبّرون عن انشغالهم الشديد لما شهدته الأسعار من ارتفاع واضح شمل المواد الاستهلاكية الأساسية ممّا يستدعي، خلال الجولة القادمة من المفاوضات، مراجعة جادّة للأجور من اجل تعديل القدرة الشرائية للإجراء خاصّة و أن الإحصائيات الرسميّة تؤشّر لمفاوضات ناجحة حيث تجاوزت نسبة النمو % 6,3 ثمّ التحكم في نسب التداين و تصاعد نسق الاستثمار الداخلي و الخارجي، و هم يعبّرون عن استعدادهم لإنجاح الجولة القادمة في مراجعة الأجور و يؤكدون أن معالجة تشريعات العمل أضحت مسالة ملحّة من اجل ضمان آليات الانتداب القار في مواطن العمل القارة عبر القضاء على أساليب المتاجرة باليد العاملة و التأسيس لمداخيل منتظمة للصناديق الاجتماعية التي أضحت بحكم العلاقات الشغلية الهشّة السائدة مهدّدة في مواردها المالية و معرّضة إلى اختلالات يعسر حلّها، كل ذلك بالإضافة إلى التنصيص الفعلي على الحق في النشاط النقابي الحر طبقا للاتفاقيات الدولية 87 و 98 و خاصة الاتفاقية 135 المتعلقة بالمسؤول النقابي. 9)  يذكّرون بالاتفاق الممضى بين الاتحاد العام التونسي للشغل و الحكومة حول نظام التامين على المرض و يجدّدون الدعوة إلى تطبيقه كاملا و أن كلّ مسّ من أجور العمال و الموظفين دون التجسيم الفعلي لمناهج العــــلاج الثلاثة يعدّ خـــرقا للمتّفق عليه، و يؤكدون على أهمية تعديل الخارطة الصحية و تأهيل القطاع الصحي العـــمومي تجهيزا و موارد بشرية من اجل ضمان إصلاح ناجح يجنّبنا الانزلاقات المحتملة. 10)  و هم إذ يتابعون ما يشهده الوطن العربي من توتّرات مصدرها السياسة الأمريكية و الصهيونية المعادية لتطلّعات شعبنا العربي في التحرّر و الإنعتاق، يؤكدون مساندتهم المطلقة للمقاومة في العراق و فلسطين و حرية القوى الوطنية في لبنان في تحديد مصير شعبنا بعيدا عن كافة أشكال الوصاية، و يجدّدون رفضهم لكافة التهديدات التي تستهدف سوريا و يهيبون بكافة القوى التقدمية في العالم و في مقدّمتها النقابات من اجل العمل على مناصرة قضايانا العربية العادلة.   رئيس الهيئة الإدارية عبد السلام جراد            المصدر :  الد يمقراطية النقابية و السياسية  » عدد 67 ليوم 28 نوفمبر 2007 نشرية  »       http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p/                                                        


الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس International Campaign for Human Rights in Tunisia

icfhrt@yahoo.com

Tel: (0044) 2083813270 -7903274826

عريضة وطنية للمطالبة بإطلاق سراح مساجين حركة النهضة

مرت أكثر من 17 سنة على إيقاف مجموعة من قادة حركة النهضة، نذكر منهم السادة: صادق شورو الرئيس الأسبق للحركة، وابراهيم الدريدي ورضا البوكادي، ونورالدين العرباوي، وعبدالكريم بعلوش، ومنذر البجاوي، وإلياس بن رمضان، وعبدالنبي بن رابح، والهادي الغالي، وحسين الغضبان، وكمال الغضبان، ومنير الحناشي، وبشير اللواتي، ومحمد نجيب اللواتي، والشاذلي النقاش، ووحيد السرايري، وبوراوي مخلوف، ووصفي الزغلامي، ولطفي الداسي، ورضا عيسى،والصادق العكاري، وهشام بنور، وبشير رمضان.

وإن الممضين على هذه العريضة، اذ يطالبون السلطة بوضع حد لهذه المأساة الإنسانية، بإطلاق سراح مساجين حركة النهضة وفي مقدمتهم الرئيس الأسبق للحركة الدكتور صادق شورو، فإنهم يجددون الدعوة لإخلاء السجون من كل المساجين السياسيين، وإعلان العفو التشريعي العام.

المنظمات و الهيئات:

1- اللجنة العربية لحقوق الإنسان

2- المجلس الوطني للحريات بتونس

3- منظمة حرية وانصاف

4- لجنة احترام الحريات وحقوق الانسان

4- مركز دمشق للدراسات النظرية والحقوق المدنية

5- المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سورية

6- الجمعية السورية لحقوق الانسان

7- شباب الحزب الديمقراطي بسوسة

8- هيئة منتدى شباب تونس للحوار والاصلاح

9- الجمعية البحرينية لحقوق الانسان

10- جمعية الحقيقة والعمل

11- الحملة الدولية لحقوق الانسان بتونس

12- جمعية الزيتونة بسويسرا

13- اسرة تحرير الحوار نت

14- فريق تونس اون لاين

15- صحيفة الوسط التونسية

16- أسرة تحرير تونس نيوز

17- جمعية التواصل – هولندا

18- المكتب الحقوقي والاعلامي لجمعية الزيتونة بسويسرا

19- منتدى تونس – سويسرا للحريات

الإمضاءات الجديدة:

337- عيادي محمد – قابس

338- د. محمد البشير بوعلي – جامعي – تونس

339- فتحي الجربي – عضو مؤسس لحزب المؤتمر من اجل الجمهورية

340- شكري يعقوب – منسق منتدى تونس – سويسرا للحريات

341- مراد حجي – عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي التقدمي

342- لسعد زيتوني- لاجئ سياسي – فرنسا

343- عباس عباس – ايطاليا

344- نورالدين ختروش- فرنسا

345- منجي الفطناسي – ألمانيا

346- كوثر الجزار-ألمانيا

347- محمد علي بن عيسى- ناشط حقوقي – تونس

348- لمياء الدريدي – عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي التقدمي

349- بشير الجميلي – عضو جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي

350- الحبيب حمدي – عضو جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي

351- علي النفاتي – سجين سياسي سابق – توس

352- علي الوسلاتي – ناشط حقوقي – تونس

353- فتحي بن بشير جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي

354- معز غرسلي – سجين سياسي سابق – تونس

355- محمد الهادي بن سعيد – ناشط حقوقي – تونس

356- قيس الفوني – سويسرا

357- محمد النفزي – لاجئ سياسي – ايطاليا

358- أمين بوكير – طالب – سوسة

359- المنجي الفطناسي

360- صالح التقاز – فرنسا

361- الهاشمي بن حامد – ألمانيا

362- محمد صالح محفوظ – ألمانيا

363- خالد بوحاجب – عضو جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي

364- فاطمة بوبكري – مهندس – فرنسا

365- سامي بالحاج دهمان – مهندس – فرنسا

للإمضاء على هذه العريضة يرجى ارسال الإسم والصفة على العنوان التالي :

icfhrt@yahoo.com

عن الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس

علي بن عرفة

لندن  في 29 نوفمبر 2007


تونس في 27/11/2007

 

لجنة مساندة

 

قررت ندوة الإطارات الجهوية للتعليم الثانوي بتطاوين المنعقدة بدار الاتحاد المحلي للشغل يوم الجمعة :

23/11/ 2007 تشكيل لجنة مساندة جهوية تضامنا مع زملائنا المضربين عن الطعام ( الأساتذة محمد مومني و علي الجلولي و معز الزغلامي ) بمقر النقابة العامة للتعليم الثانوي بتونس للقيام بمهام الإعلام والإسناد والتحسيس.

و الإطارات النقابية بجهة تطاوين مقتنعون بأن وزارة الإشراف تتحمل المسؤولية كاملة في هذا الإجراء التعسفي، وعليه فإنهم يدعون الوزارة إلى الكف عن هذه الممارسات وإرجاع المطرودين إلى مراكز عملهم، واحترام الحق النقابي المضمون دستوريا.

 

أعضاء اللجنة:

         مصباح شنيب

         محمد فرح

         محمد بن رمضان

         الشريف بريني

         علي اليحياوي

         صالح الرطيبي

         الحبيب الخرشاني

         كمال نصر

         خالد العباسي

         فخري الصميتي

منسق اللجنة

فخري الصميتي


 

يومــــيـّـــــات إضـــــــــراب الجــــــوع

اليوم التاسع لإضراب الجوع  : 28  نوفمبر 2007

تواصل توافد جمهور المساندين والمساندات على المضربين في يوم صمودهم التاسع الذي اتسم كسابقيه بالأجواء النضالية وبالتلاحم الكفاحي بين المضربين ومسانديهم من مختلف القطاعات والحساسيات والأجيال. وقد كان في ضيافة المضربين :

        الأخ حسين العباسي الأمين العام المساعد الذي أكد في كلمة مطولة عميق مساندته للمضربين ومطلبهم العادل متمنيا أن لا يطول جوعهم وأن ترفع المظلمة.

        الأخ محمد السحيمي الأمين العام المساعد الذي أكد مساندته للمضربين ولمطلبهم

        ضمن وفد من النقابة العامة حضر الأخ محمد الإصبعي الكاتب العام للنقابة العامة للشباب والطفولة الذي أكد مساندة قطاعه لقضية المطرودين

        الأخ الحبيب الخليفي الكاتب العام للاتحاد المحلي للشغل بسليمان الذي عبّر عن وقوفه ووقوف نقابيي الجهة إلى جانب القضية المشروعة للأساتذة المطرودين.

        الأخ فتحي بن علي شهر « الدبك » منسق قسم الشباب والمرأة والجمعيات ووفد من قسم الشباب العامل أعربوا عن استعدادهم لكل أشكال الإسناد التي تتطلبها هذه الحركة النضالية.

        وفد من أساتذة الفلسفة من جهة تونس جاء ليجدد وقوفه اللامشروط إلى جانب قضية القطاع، قضية الحق والكرامة، وقد كان لهم محادثة مطولة مع المضربين وخاصة زميليهما في الاختصاص (علي الجلولي ومحمد مومني).

        السيد عبد الرحمان الدريدي المنسّق العام لرابطة الشباب القومي العربي الذي حمل بيان مساندة يطلب فيه من وزارة التربية والتكوين التراجع عن قرار الطرد ورفع المظلمة.

        كما زار المضربين الشاعر عبد الحفيظ المختومي المعروف بـ »الكنعاني المغدور » الذي أكد وقوفه اللامشورط إلى جانب المضربين في دفاعهم عن الحياة والعزة.

        وواصل أنصار الاتحاد العام لطلبة تونس واتحاد حاملي الشهائد العليا المعطلين عن العمل التوافد الكبير على مقرّ الإضراب مؤكدين مجددا التحام الحركة الطلابية بالحركة الشعبية.

رسائل وبرقيات

        الجامعة العامة للتعليم العالي

        النقابة العامة لعملة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا.

        النقابة العامة للشباب والطفولة

        لجنة أنصار الاتحاد العام لطلبة تونس / المؤتمر الاستثنائي – منوبة

        الأخضر فنعوز – مدون- الجزائر.

        معز الجماعي – صحفي – تونس

مكالمات هاتفية

وكالعادة تلقى المضربون عن الطعام مكالمات هاتفية وإرساليات قصيرة من الداخل والخارج تجدد المساندة وتشدّ على الأيدي.

النقابة العامة تدعو إلى تجمع مساندة

دعت النقابة العامة للتعليم الثانوي إلى تجمّع مساندة يوم السبت 01/12/2007 بداية من الساعة الواحدة بعد الزوال ببطحاء محمد علي ، وسيحتوي على عدة فعاليات نقابية وثـقافية.

الحالة الصحية

لا تزال الحالة الصحية للمضربين عن الطعام طيبة عموما رغم نقص الوزن وظهور علامات الإجهاد على وجوههم، هذا وتظل معنوياتهم مرتفعة وثقتهم في المساندات كبيرة.

دعوة

لجنة الإعلام والاتصال تدعو جميع مساندي الإضراب إلى حضور التجمع الذي تشرف عليه النقابة العامة للتعليم الثانوي ببطحاء محمد علي يوم السبت 01/12/2007 بداية من الساعة العاشرة صباحا حتى تكون الرسالة واضحة وبليغة.

لجنة الإعلام والاتصال

 

 

للمساندة :

216.71.337.667 Fax :

profexclu@yahoo.fre-mail : synd_tunis@hotmail.com


 

 

تجدد المضايقات على الشيخ العكروت

بلغ الحوار نت أن السيد محمد العكروت قد تعرض الى مضايقات من قبل بعض الاعوان الذين أتوه الى المحل أو شبه المحل المتواضع والمنزوي بعيدا عن المجمعات التجارية ، والذي بالكاد يرتاده بعض الحرفاء ، ومن ثمة طلبوا منه الإستظهار بالترخيص (باتيندا) ،واعتذر السيد العكروت بعدم قدرته على استصدار مثل هذه الوثيقة لعدة اعتبارات منها الفاقة  المادية ومنها الحواجز الإدارية ، وبأصرارهم على هذا ورهنهم مواصلة إسترزاقه باستخراج هذه الوثيقة دعاهم العكروت أن يكفوا عن هذه الاساليب القديمة المتجددة أو أن يمكنوه من جواز سفره ليغادر هذه البلاد الى ارض تسعه . وللعلم فإن هذا الترخيص (الباتيندا) لايقدر على  إستصداره الأ القلة القلة ، ومعظم المحلات  كبيرة كانت او صغيرة لا تحتكم على هذه الوثيقة بما فيها بعض المحلات ذات رأس المال الكبير والذائعة الصيت في الجهة.
 

(المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 29 نوفمبر 2007)

 

تأجيل النظر في القضية الملفقة ضد المناضل »على الأصبعي »

 
خاص من مراسل الحوار نت : معزّ الجماعي تونس . مثل المناضل « على الأصبعي » (75سنة) صباح اليوم أمام المحكمة الابتدائية بقابس لمقاضاته بتهمة لفقها له أعوان الأمن السياسي بقابس بعد تنفيذه لإضراب عن الطعام لمدة يوم واحد للمطالبة بحقه في التنقل و الحصول على جواز سفر ليتمكن من أداء فريضة الحج و زيارة ابنه »تمام »الموجود في ستوكهولم و لم يقابله منذ أكثر من 17 سنة ،و تتمثل هذه  القضية الافتراضية في اتهامه بممارسة عمل وكيل عقاري بدون رخصة على خلفية تسويغه  لمنزل تعود له ملكيته إلى عائلة على وجه الكراء .و لعدم توفر أدلة تستكمل أركان القضية قرر رئيس المحكمة الابتدائية بقابس تأجيل النظر فيها إلى يوم 12 ديسمبر 2007 .و في إطار مواصلة التضامن مع السيد »على الإصبعي » حضر بمقر المحكمة « عبدالرزاق نصرالله » و « محمد العكروت » (أعضاء حركة النهضة)  و « معز الجماعي » (عضو هيئة جامعة قابس للحزب الديمقراطي التقدمي).  تونس / مراسل الحوار تت/  معز الجماعي  28/11/2007 (المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 29 نوفمبر 2007)


إرتفاع حالات الطلاق في تونس إلى 12 ألف حالة في 2006

 
تونس / 29 نوفمبر-تشرين الثاني / يو بي أي: أظهرت بيانات إحصائية أن عدد حالات الطلاق المسجلة في تونس ارتفع بشكل ملحوظ، حيث بلغ خلال العام الماضي 12 ألف حالة. وبحسب دراسة لوزارة شؤون المرأة والأسرة التونسية نشرت صحيفة « الأخبار » التونسية اليوم الخميس مقتطفات منها، فإن 59 % من المطلقين يبلغ سنهم ما بين 36 و50 عاماً. وعزت أسباب الطلاق في تونس إلى أربع مشلكلات أساسية هي، أولاً، المشكلات الإجتماعية الناتجة عن العنف وإدمان الخمر والمعاملة السيئة(48.3 %)، وثانيا تلك الناجمة عن عدم الإنجاب(22.7 %)، وثالثا المشكلات الجنسية الناجمة عن الخيانة الزوجية والغيرة بين الأزواج(15.8 %)،ورابعا المشكلات المرتبطة بالوضع المادي والإقتصادي للزوجين(13.2 %). ولاحظت الدراسة التي اعتبرت أن عدد حالات الطلاق في تونس لم يرتق بعد إلى الظاهرة الإجتماعية الخطيرة،أن 59% من حالات الطلاق تتم خلال السنوات العشر الأولى من الزواج. واوضحت أن ثلثي الزوجين المطلقين في تونس لهما أكثر من 3 أطفال،78% منهم لا تتجاوز أعمارهم 15 عاما،كما أن ثلثي هؤلاء المطلقين لهم مستوى تعليمي محدود(المرحلة الإبتدائية)،بينما تبلغ نسبة الأميين المطلقين 15% للرجال،و38% للنساء.

محمود عباس يصل إلى تونس في زيارة رسمية

 
تونس / 29 نوفمبر-تشرين الثاني / يو بي أي: وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم الخميس إلى العاصمة التونسية في زيارة رسمية تستغرق يومين هي الأولى له منذ أغسطس/آب من العام الماضي. ويرافق محمود عباس في هذه الزيارة الوفد الذي رافقه إلى مؤتمر أنابوليس للسلام في الولايات المتحدة، والمؤلف من أحمد قريع « أبو علاء »، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح نبيل شعث، إلى جانب نبيل عمرو ونبيل أبو ردينة. كان في استقبال الرئيس الفلسطيني في مطار تونس قرطاج الدولي، عياض الوذرني الوزير مدير الديوان الرئاسي التونسي وحاتم بن سالم مساعد وزير الخارجية التونسي المكلف بالشؤون الأوروبية، وعبد اللطيف أبو حجلة، مساعد رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية إلى جانب سفير فلسطين لدى تونس سلمان الهرفي. ولاحظ مراقبون أن أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح المقيمين بتونس فاروق القدومي (أبو اللطف) رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ومحمد غنيم (أبو ماهر غنيم) رئيس دائرة التعبئة والتنظيم لحركة فتح ومحمد جهاد ومحمد عفانة (أبو المعتصم) العضو المراقب في المركزية وقائد هيئة أركان جيش التحرير الفلسطيني، لم يكونوا في استقبال عباس في المطار. وقلّل مصدر فلسطيني من شأن هذا الغياب، وقال ليونايتد برس أنترناشونال إنه « لا يعكس أي موقف سياسي، لاسيما وأن أبو ماهر غنيم ومحمد جهاد عضوي اللجنة المركزية لحركة فتح وأحمد عفانة سبق لهم أن « وافقوا على دعوة محمود عباس لهم بالعودة إلي رام الله، وإنهم ينتظرون حاليا استكمال إجراءات هذه العودة ». وسيجري الرئيس الفلسطيني خلال الزيارة محادثات مع الرئيس التونسي زين العابدين بن علي لوضعه في صورة ما حصل في لقاء أنابوليس الأخير، كما ينتظر أن يلقي كلمة في حفل جماهيري كبير سينظمه الحزب الحاكم في تونس (التجمع الدستوري الديمقراطي) مساء اليوم لمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.


حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ

نشرة الكترونيّة عدد 35 – 29 نوفمبر 2007

 
24 نوفمبر 1917 : نشرت صحيفة « ازفستيا » السوفياتية الإتفاقيات السرٌية التي عقدها وزير خارجية بريطانيا « سايكس » مع زميله الفرنسي « بيكو » سنة 1916، بغرض تقسيم وتقاسم المشرق العربي. كان للثورة البلشفية وصحيفة ازفستيا الفضل والسبق في فضح هذا المخطط الذي بقي سرٌيا ومجهولا لدى الشعوب.  « إن أهم شيء حصل في مؤتمر « أنابولس » هو مشاركة عدد كبير من الدول العربية وجلوسها علانية معنا على الطاولة، بعد أن أدركت أن إيران هي مصدر الخطر وليس اسرائيل » شمعون بيرس- النقب- 27-11-07 تونس: يتواصل إضراب الجوع لمدرٌسي التعليم الثانوي الذين لم تجدد الوزارة عقود عملهم بعد مشاركتهم في اضرابات السنة الدراسية الفارطة. لقي المدرٌسون الثلاثة مساندة هامة من نقابة التعليم الثانوي (التي تحتضن الإضراب) ومن النقابيين والتقدميين والديموقراطيين في البلاد وخارجها. .ادٌى وفد من حزب العمل الوطني الديموقراطي، يتركب من 5 رفاق، ضمنهم عبد الرزاق الهمامي، زيارة مساندة للمضربين يوم 24-11-07 تونس: بدأت المحكمة الإبتدائية بتونس النظر يوم 21-11-07 في ما عرف بقضية أحداث سليمان، أي المعارك المسلٌحة التي جرت نهاية 2006 وبداية 2007 بين مجموعة سلفية جهادية وقوات الشرطة والجيش. أحيل على المحكمة 30 متهما بحالة إيقاف بتهمة « التآمر على أمن الدولة الداخلي… والمشاركة في عصيان مسلٌح… والقتل ومحاولة القتل عمدا… » على معنى قانون 10 ديسمبر 2003 (مناهضة الإرهاب) وأجّلت الجلسة إلى يوم 1 ديسمبر. عن الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان. 23-11-07 تونس-تطلٌعات متواضعة: أثناء تقديمه لمشروع ميزانية عام 2008 أمام البرلمان قال رئيس الوزراء « محمد الغنوشي » انه يأمل أن تبلغ الإستثمارات الخارجية المباشرة 1,48 مليار دولار (1,8 مليار دولار) وذلك في ميادين لا تتميز بقيمة مضافة ذات شأن كالخدمات و »تكنلوجيا » المعلومات… رويترز 24-11-07. تونس-للبيع: « زمبرة » جزيرة صغيرة في الشمال، لها خصائص طبيعية وبيئية جعلت منها موقعا مصنٌفا كتراث عالمي من قبل اليونسكو. تنوي الدولة التفريط فيها لشركة استثمارية صينية لبعث « مشروع سياحة راقية بالتكامل مع مشروع صحي، مع المحافظة على الخصائص الطبيعية للجزيرة » كيف ذلك؟ وكالة تونس افريقيا للأنباء 23-11-07. تونس-أمريكا: زار تونس وفد من الكنغرس الأمريكي والتقى مع وزير الدفاع لبحث  » العلاقات الثنائية في مجال الدفاع والقضايا ذات الإهتمام المشترك » الصباح 27-11-07. تناقضات عربية: تبلغ نسبة البطالة « الرسمية » في الدول العربية ما بين 15و20 بالمائة، وقد يبلغ عدد العاطلين 80 مليون شخص في السنوات الخمس القادمة. يعتبر هذا الوضع هو الأسوا بين جميع مناطق العالم. عن منظمة العمل العربية 23-11-07 . من جهة أخرى صرفت دول الخليج في ظرف أسبوعين 20 مليار دولار ثمن أسلحة أمريكية و20 مليار دولار أخرى ثمن طائرات مدنية أوروبية (ايرباص). الجزائر-اختراق أمريكي: صرٌح السفير الأمريكي بالجزائر »روبرت فورد » ان بلاده تموٌل « برنامج تطوير » في القطاع العمومي (تعليم،إعلام بنوك، قضاء…) بقيمة 12 مليون دولار، كما تعتزم أمريكا تقديم « مساعدة » للصحافة المستقلٌة بمبلغ 3 ملايين دولار لتكوين مديري الصحف في مجالات التسيير المالي والأعمال لرفع التنافسية. الخبر 25-11-07. موريطانيا: نظمت « النقابة الوطنية للبنية التحتية » احتجاجا ضد الشركة اليابانية المكلفة ببناء منشآت ومدارس بنواق شط بسبب التسريح الجماعي وعدم إمضاء عقود مع العملة ورفض الإعتراف بالنقابة واعتماد نظام أجور لا يحترم الحد الأدنى المضمون (على تواضعه) النقابة الوطنية للبنية التحتية 24-11-07. مصر: اشترى مواطنون مصريون أراضي بحي البساتين في المعادي الجديدة، وبنوا 106 منازل تقطنها 300 عائلة. فوجئوا بقرار هدم كل البيوت بدعوى عدم صلوحية عقود الملكية وهدمت فعلا 4 منازل في سبتمبر. تظاهر المواطنون يوم 19-11-07 واضطرت السلطات إلى تعليق قرار الهدم. في نفس اليوم تظاهرت بعض الأحزاب والمنظمات والجمعيات امام مجلس الشعب احتجاجا على مشروع قانون خصخصة التأمين الصحي. المصري اليوم 20-11-07. العراق المحتل: « جاء في إحصائية لوزارة الداخلية ان 12 بالمائة (19 ألف) من أفراد الشرطة يعانون من الأمية ولا يجيدون القراءة والكتابة وغير قادرين على التدقيق في الأوراق الرسمية للمواطنين… وقد تشكٌل جهاز الشرطة (بعد الإحتلال) بتدخل حزبي وعشائري » الحياة » 25-11-07. السنغال: أصدرت الحكومة قرارا يمنع الباعة الصغار من غير القارين من الإنتصاب ببعض الشوارع والساحات في العاصمة « داكار »، مما تسبب في مظاهرات قمعت بشدة عندما استهدف المتظاهرون مقرات الحزب الحاكم أو رموز للسلطة. اضطرت الحكومة إلى تأجيل تنفيذ القرار إلى ما بعد عيد الإضحى. صحيفة « والفجري » 22-11-07. ليبريا: أضرب ألف من أساتذة التعليم في العاصمة « منروفيا » بسبب ضعف الأجور وعدم خلاص 10 أشهر متأخرة منذ حكم الرئيس السابق « شارلز تايلور » وكالة الصحافة الإفريقية (آبا)21-11-07. الكامرون: يجتمع البرلمانيون في دورة خاصة بمناقشة ميزانية 2008، طالب النواب أثناءها بالزيادة في أجور موظفي الدولة نظرا لضعفها المبالغ فيه. وكالة الصحافة الإفريقية 23-11-07. الكونغو كنشاسا: أضرب أساتذة التعليم العالي لمدة 5 أيام (من 13 إلى 17 نوفمبر) مطالبين بأجور مناسبة وتطبيق وعد حكومي برفع أجورهم إلى 2000 دولار شهريا، كما طالبوا نواب البرلمان الذين يتقاضون 4000 دولارا شهريا بالتفكير في الأجراء الذين يتقاضون أجورا زهيدة. صحيفة »لابروسبرتي »23-11-07 كما أضرب أطباء ومستخدمو المستشفيات ومراكز الصحة العمومية يوم 23-11-07 احتجاجا على ضعف الأجور وتأخر صرفها كما طالبوا بالعناية بالمستشفيات العمومية وتوفير الوقاية الإجتماعية. صحيفة « لو بوطنسيال » 24-11-07 إيران: بلغ حجم الإستثمارات الخارجية في قطاع النفط والغاز في إيران 20 مليار دولار خلال العامين الماضيين، وبلغت المداخيل السنوية لإيران من النفط 60 مليار دولار. تمتلك إيران 16 بالمائة من الإحتياطي العالمي للغاز لكن حصٌتها في الأسواق ضعيفة وغير ذات قيمة. تصريح وزير النفط الإيراني « غلام حسين نوذري » لوكالة « ارنا » 25-11-07. الشيلي: أثرت الأزمة العقارية الأمريكية على صناعة الخشب والألمنيوم في الشيلي، ووصل عدد العمال المسرحين إلى 1500 عامل في هذين القطاعين بسبب الإعتماد الكلٌي على التصدير إلى أمريكا. الكنفدرالية الوطنية لعمال البناء والخشب 16-11-07. المكسيك: قرٌرت شركات الطيران المكسيكية خفض أجور العاملين في المجال الجوي بنسبة تصل 50 بالمائة، وساندتها الحكومة في قرارها التعسفي. إلاٌ ان المحكمة العليا قررت تجميد هذا القرار ورفضت « تغيير شروط العمل والأجور من جانب واحد دون احترام الإتفاقية 98 لمنظمة العمل الدولية  » الجمعية النقابية لعاملي النقل الجوي 21-11-07. غواتمالا: تخوض النقابات صراعا ضد الحكومة وضد أصحاب المؤسسات من أجل ضمان السلامة الجسدية للنقابيين واحترام العمل النقابي، فبعد حملة احتجاجات ضد خصخصة الموانئ، تم اغتيال رئيس النقابة « بيدرو زامورا » وفازت نقابته بعد وفاته في الإنتخابات المهنية يوم 26 اكتوبر الماضي. تطالب النقابات من الرئيس الجديد « ألفارو كولوم » (اشتراكي ديمقراطي) العمل على وضع حد لضرب الحق النقابي واغتيال النقابيين. نقابة عمال الموانئ 21-11-07. استراليا: فاز حزب العمال بقيادة « كيفن ميكائيل رود » في الإنتخابات التشريعية التي جرت يوم 24-11-07 ضد حزب المحافظين بقيادة « جون هوارد » الذي خسر الإنتخابات بسبب مساندته المطلقة لأمريكا في حربها العدوانية على العراق وأفغانستان، وتبعيته لها في بقية القضايا مثل البيئة والإقتصاد العالمي الخ. موقع « ويكي نيوز » 25-11-07. فرنسا: قدمت نقابة س.ج.ت. شكوى ضد شركة « دايتونا » بسبب تعمدها تصنيف العملة (موظفي استقبال وأعوان وممثلين تجاريين) حسب لونهم وملٌتهم وأصولهم، وممارسة التفرقة في الأجور والتعيينات والوظائف والترقيات، واعتمدت شفرة مرقمة تدل على لون البشرة والأصل القومي أو الأثني. تنظر محكمة مدينة « نانتير »(ضواحي باريس) في القضية بداية من 26-11-07 الكنفدرالية العامة للشغل (س.ج.ت.) 24-11-07. إيطاليا: أضرب أطباء الصحة العمومية والبياطرة يوم 26-11 احتجاجا على عدم تجديد العقد المشترك (اتفاقية العمل الجماعية) المنتهية صلاحيته منذ نهاية 2005 ، وترسيم الأطباء المتعاقدين (12 ألف). وقام فريق من الأطباء المتطوعين بتسيير الأقسام الإستعجالية. سبق لأطباء إيطاليا أن أضربوا في ماي الماضي لنفس الأسباب. أ.ف.ب. 26-11-07. أمريكا: أصيب شخصان بتسمم إثر استهلاك لحم البقر المفروم من انتاج « مجموعة الأغذية الأمريكية »، مما اضطر هذه المؤسسة إلى سحب أكثر من 50 طن من اللحم الملوث سبق توزيعها في سبع ولايات أمريكية. لا تقول الأخبار إن كانت اللحوم الملوثة قد تم تصديرها إلى الخارج أم لا. سبق سحب كميات من البصل والخس والسبانخ الملوثة من انتاج مزارع كاليفورنيا، أدت إلى وفاة 3 أشخاص ومعالجة 204 في مستشفيات 26 ولاية أمريكية… موقع س.ن.ن. 25-11-07  
(المصدر: قائمة مراسلات حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ بتاريخ 29 نوفمبر 2007)
 

مـحــمــود درويــش لا تـسـتـلـمـهــا

 
في نيسان من العام 2000 منحت الدولة التونسية، الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش « الصنف الأول من الوسام الوطني للاستحقاق الثقافي » تقديرا لما قدمه من إضافات متميزة للشعر العربي. وقد قلد الجنرال بن علي شخصياً هذا الوسام إلى الشاعر الفلسطيني بحضور العديد من وسائل الإعلام التي نقلت بدورها إلى أرجاء العالم تلك الصورة الشهيرة والغريبة لمحمود درويش يقف منتصباً في مقابل الديكتاتور التونسي، في حين يقوم الأخير بتعليق وسام الاستحقاق بفرح ظاهر على صدر واحد من أكبر الشعراء العرب المعاصرين. يومها قيل وكتب الكثير في مغزى هذا الحدث، من حول من تكرّم ومن أهين؟ في هذا التبادل الرمزي الذي جمع قمة الهرم السلطوي التونسي مع واحد من أبرز ممثلي الأدب الفلسطيني والشعر العربي. ومن بين الحجج التي سيقت وقتها في تبرير قبول درويش استلام مثل هذه الجائزة، القول بأن الدولة التونسية، بمؤسساتها وتاريخها، هي التي كرمت محمود درويش وكرمت من خلاله الأدب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، وأن تاريخية العلاقات التونسية – الفلسطينية لا تسمح للشاعر برفض هذا التكريم.  وقيل أيضاً ان محمود درويش لم يكن يعرف حين قدومه إلى تونس لتسلم الجائزة، أن الرئيس بن علي شخصياً هو من سيقلده هذا الوسام على مرأى ومسمع من وسائل الإعلام وعدسات الكاميرات. كما قيل وكتب الكثير عن الالتزامات والضرورات البروتوكولية المفروضة على محمود درويش دون غيره من المبدعين العرب نتيجة البعد المزدوج الذي يجسده درويش كواحد من أكبر شعراء العربية من جهة وكأحد أهم ممثلي القضية الفلسطينية والثقافة الفلسطينية في العالم من جهة أخرى. الأكيد أن هذا الدور المزدوج لم يرق يوماً لمحمود درويش وظل يرفض على الدوام أن يتم سجنه، هو وشعره، في هذه الهوية الضيقة التي اسمها « شاعر القضية الفلسطينية ». وحتى عندما قبل أن يتبوأ في فترة محددة منصباً رسمياً كعضو في اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية فإنه لم يلبث أن استقال منه غداة توقيع اتفاقات أوسلو، مفضلاً أن يبقى بشخصه وشعره ورمزيته بعيداً من التباسات اتفاقات أوسلو وتعقيداتها. لكن التباسات علاقة الشاعر بالسلطان، عادت من جديد لتلقي بظلالها على سيرورة محمود درويش ولتنتقص من علو المكانة الرمزية التي تبوأها عن جدارة بشعره وإبداعه وفلسطينيته، ولتسيء إلى هامش الاستقلالية، الضيق والهش ولكن الحقيقي، الذي نجحت الثقافة العربية في تكريسه خلال العقود الماضية في مواجهة السلطات السياسية المستبدة. الأنباء الآتية من تونس تفيد بأن الرئيس زين العابدين بن علي قرر أن يمنح شخصياً الشاعر الفلسطيني الكبير « جائزة 7 نوفمبر للإبداع » لمناسبة احتفال تونس بالذكرى العشرين لتولي الرئيس بن علي السلطة خلفا للرئيس الراحل الحبيب بورقيبة. ففي خطاب ألقاه في هذه المناسبة وخصص جزأه الأكبر لمديح الذات وعرض المنجزات، افتتح الرئيس التونسي كلمته بالعبارات الآتية: « يسعدني بهذه المناسبة المجيدة أن أمنح « جائزة 7 نوفمبر للإبداع » للشاعر العربي الفلسطيني الكبير محمود درويش الذي نقدر إبداعه ونضاله ووفاءه لقضية شعبه ولمبادئ العدل والحرية في العالم، فقد كانت كلماته دوما تعبيرا خالص الصدق عن إرادة الشعب الفلسطيني الشقيق وكفاحه. وإذ أهنئه بهذا التكريم، فإني أحيي من خلاله كل المبدعين الفلسطينيين مقدرا لهم صمودهم ومكبرا عطاءهم الذي لم ينضب رغم صعوبة أوضاعهم ». والحقيقة أن هذه الجائزة لا علاقة لها بالإبداع بشيء وإنما هي تحتفي بوصول الجنرال التونسي إلى السلطة بفضل انقلاب ابيض نفذه بحكم سيطرته على الجيش وقوى الأمن ووجد مخرجاً شرعياً له تقرير طبي محرّر من قبل سبعة أطباء مباشرين للرئيس بورقيبة يقرّ عجزه التام عن الاضطلاع بمهماته. وخلال السنوات العشرين الماضية وتحت مسمى دولة القانون تم تدعيم الدولة البوليسية وامتلأت السجون بالمعارضين السياسيين من كل الاتجاهات وتم تعديل الدستور بشكل يسمح لزين العابدين بن علي بتجديد ولايته إلى ما شاء بحيث تم انتخابه أربع مرات حتى الآن ودائماً بنسب تزيد عن التسعين في المئة. الأنباء الآتية من تونس تفيد أن الشاعر الفلسطيني وافق على استلام هذه الجائزة من الرئيس التونسي شخصياً، وهو الآن في طريقه إلى تونس للمشاركة بفاعليات مهرجان أيام قرطاج المسرحية التي تنعقد لمدة أسبوع انطلاقا من 30 تشرين الثاني، والتي ستحتفي به وبمسرح « الصمود » في إشارة إلى المسرح العراقي والمسرحين الفلسطيني واللبناني. في نيسان 2000، قيل إن محمود درويش تفاجأ بوجود وسائل الإعلام لحظة تقليده الوسام من زين العابدين بن علي، وأنه تم إحراجه ليدلي ببعض كلمات المديح فارتبك وصرح بالآتي: « لقد فاجأني السيد الرئيس بهذه الهدية الثمينة وأربك لغتي ولكن لم يربك عاطفتي تجاهه وتجاه تونس وتجاه الشعب التونسي بكل فئاته لأشعر بسعادة وامتنان كبيرين في حمل هذا الوسام الذي يعبر بالنسبة لي عن العلاقة النوعيّة بين الشعب التونسي والشعب الفلسطيني الذي يعتبر تونس إحدى مرجعياته العاطفيّة. أشعر بامتلاء بالإحساس بالمسؤوليّة والامتنان للسيد الرئيس والشعب التونسي بكل فئاته من أساتذة وطلبة وشغالين الذين ملأوني في هذه الزيارة كما ملأوني في غيرها بكل مشاعر المحبّة والمودة مما يعمق انتمائي العاطفي والمعنوي إلى بلدي الثاني تونس » (نص التصريح موجود على الموقع الرسمي للرئاسة التونسية!). تراه ماذا سيقول الشاعر الفلسطيني الأكبر هذه المرة وهو يتسلم جائزة تحتفي بوصول الجنرال بن علي إلى السلطة بانقلابه الأبيض؟ ماذا سيقول للمعتقلين السياسيين التونسيين والمعتقلين السياسيين العرب؟ ماذا سيقول للمعتقلين السياسيين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية؟ هل سيقول لهم أنشودته الجميلة: « يا دامي العينين، والكفين! إن الليل زائلْ لا غرفةُ التوقيف باقيةٌ ولا زَرَدُ السلاسلْ! نيرون مات، ولم تمت روما… بعينيها تقاتلْ! وحبوبُ سنبلةٍ تموت ستملأُ الوادي سنابلْ… ! » أم أن التطور النوعي الذي طرأ على شكل وبناء ولغة قصيدته بعيداً من المباشرة والغنائية، أبعدها بدوره عن قيم العدالة والاستقلالية والتحدي التي طالما ميزت المثقف النقدي في وجه الاستبداد. إن شرف الثقافة العربية واستقلاليتها اليوم على المحك، وهي إن كانت ستتلطخ هذه المرة أيضاً بأوحال الديكتاتورية، فإنها قادرة مع ذلك على غسل عارها بأفعال من مثل تلك التي أقدم عليها صنع الله إبرهيم. فإن لم يكن من أجل هذه الثقافة المنكوبة بالاستبداد، فمن أجلك أنت محمود درويش، لا تستلمها. أعرف أنك ستستلمها، لكن من أجل قهوة حورية وعيني ريتا والقيود في معصمي مروان ووفاء للصداقة في قلوب فاروق وصبحي والياس وفيصل… لا تستلمها… محمد علي الأتاسي
 

(المصدر: جريدة «  النهار » (يومية – لبنان) الصادرة يوم 29 نوفمبر 2007)


 

وكذاك تتخذ المظالم منطقا لتخفي سوءة الآراب

تنظر محكمة ناحية صفاقس يوم الثلاثاء 4 ديسمبر في قضية الصحفي سليم بوخذير، ذلك القلم الحر الذي صنعته آلة الإستبداد من فرط ما تسلط عليه من عنف واضطهاد و تشريد لا لذنب اقترفه سوى إصراره عن وعي أو بدونه في أحد المناسبات عن طرح أحد الأسئلة التي لا تسمح الدكتاتورية بطرحها أو تناولها. الصحفي سليم بوخذير، الذي أخرج من مجال المواطنة الدنيا ليكون عبرة لمن يعتبر لزملائه بشأن المصير الذي ينتظر أيّا منهم إن حدثتهم أنفسهم بتجاوز الحدود المرسومة لهم، خرج منذ أيام من إضراب مرير عن الطعام دام نصف شهر من أجل المطالبة بحقه في جواز سفر و الذود عن حريته في التنقل و مغادرة هذا الوطن الذي لم يعد يتسع له و لمن شابهه. و قد كان و لا يزال منذ أن حرم من عمله و تعرض للعنف و الترهيب المستمر في مواجهة مفتوحة مع آلة القمع الأخطبوطية لا يكاد يمر أسبوع دون أن تحاول الإلتفاف عليه وكتم صوته بأحد أصابعها. و هكذا جاء الجواز الذي مني به لفك إضرابه عن الطعام على غير الصورة التي وعده بها الوسطاء و أولائك المتملقين الأغبياء الذين يهرولون لفك الضغط على أسيادهم المستبدين كلما استنفروهم للتدخل أمام قضية عادلة و التلويح بوساطتهم و وعود السلطة بالتجاوب معهم و تمييعها من قضية من قضية وطنية لشعب محروم من أدني الحقوق و الحريات إلى قضية حل فردي و امتياز يمنح عن طريق الوساطات.(1) لذلك جاء الجواز الوحيد الذي تحصل عليه سليم بوخذير في لون الحقد الذي يضمره هذا النظام لكل من تجرأ على الوقوف و رفض الإنحناء خوفا من بطشه جواز إلى السجن و الحجز في ذلك القبو المظلم الذي يستعمله المستبدون لتغييب كل من ضاقوا ضرعا بتحديهم و لم يجدوا لهم وسيلة أخرى لاحتوائهم. لقد لعن سليم بوخذير نظام الإستبداد و القمع جملة و تفصيلا برموزه و أذنابه و بمختلف أشكاله و مظاهره و لا يكاد يخلو من ذلك نص أو مداخلة له و هو بالضبط ما قام به صبيحة يوم إلقاء القبض عليه بعد أن أوقفت سيارة النقل العمومي التي كان يمتطيها من بتعليمات من أذناب الإستبداد الذين كانوا يتعقبونه بهدف استفزازه و النيل منه. و هكذا يتحول أعوان الإستبداد و أذنابهم الذين يعتدون على أبسط حقوقنا إلى أصحاب جانب لا يجوز هضمه و يحميهم القانون في عدوانهم كموظفين عموميين. بل لا يزال الكثيرون يصدقون أنهم يستحقون حماية القانون الذي يتلبسون به و الحال أنهم لا يقومون إلا بدوسه و انتهاكه و توظيفه للإعتداء على من تصدر لهم التعليمات باضطهاده. و طبيعي في مثل هذه الأحوال أن يتحول كل من يتصدى لهم إلى مجرم حق عام و يلتبس العادي بالمعتتدي و تغيب الحقيقة في حلقات التعتيم و الإفتراء و المغالطة و التضليل حتى نصبح على النحو الذي نحن عليه شعب تائه لا يمسك في الظلمة دليل. و يمكرون و يمكر الله و هو خير الماكرين حتي أنهم يذهبون إلى جعل شاهد الإدانه على من يبطشون بهم أقرب الناس إليهم و هو ما حصل في قضية بوخذير عندما قدموا صديقه صاحب السيارة شاهد إدانة عليه و كيف له أن لا يشهد و هو في موقف التخير بين التشرد و ضياع مصدر قوته وقوت أبنائه و الإمضاء على ما كتبوا له. و لكنها مع ذلك تبقى شهادة بلا مكافحة و قضية بلا استنطاق. و يكيدون كيدهم كما ينضح ذلك من ملفهم، و يعرف القاضي المتعهد بقضيتهم انه ليس سوى أداة لتنفيذ مكيدتهم، لذلك فهو لا يفعل شيئا و لا يقيم عدلا و لا يرد ظلما على صاحب حق. بل أنه شأنه شأن صاحب سيارة الأجرة و عون الحرس يشهدون بما يؤمرون. و لا شك أن في مدونة سلوك كل موظف عمومي و كل مأمور مكلف بحفظ الأمن العام قواعد سلوك واضحة لا لبس فيها تحدد التعامل مع مختلف الوضعيات الواقعية بكل حياد و شفافية. و من هذه القواعد أنه عند عدم استجابه أي مواطن لطلب التحقق من الهوية يطلب منه النزول و يقع اصطحابه إلى أقرب مركز أمن لتحقيق هويته و يطلق سراحه متى تبين أنه غير مطلوب بما يوجب إيقافه. و لكن حقيقة ما حصل أن هوية الصحفي سليم بوخذير لم تكن مطلوبة من عون الأمن الذي أستوقف السيارة التي يركبها بسبب تشككه في أمره بل بتعليمات من سيارة البوليس السياسي التي كانت تتبعها و هو ما احتج عليه المطلوب و رفض الخضوع له و لكن عوض أن يطاب منه النزول من السيارة إحتجزت السيارة بكاملها ووقع اقتيادها بركابها إلى مركز الأمن و تم تهويل القضية و ترويع و تعطيل من لا علاقة لهم بها و أخرجت بالشكل الذي سينضر فيه القضاء و الذي تضمن تدوين بطاقة تعريف المتهم بكل معطياتها بأوراقه بما يبين أن القضية لا أساس لها من أصلها. و أذكر أنني تعرضت منذ ما يزيد عن السنة إلى موقف مشابه ويدرك كل من يعرفني انه ليس من طبيعتي البحث عن التصادم مع رجال الأمن. فقد كنت دعيت إلى من طرف فرع الرابطة إلى مدينة قبلي و تجنبا لأي احتكاك فضلت ترك سيارتي الخاصة و التنقل عن طريق وسائل النقل العمومية و حتى لا نتعطل قمنا بحجز مقاعدنا في آخر سيارة أجرة و طلبنا من صاحبها أن يمر لأخذنا من مقر الفرع متى انتهى من جمع بقية ركابه و هو ما حصل وسط إستنفار أمني غريب حول المقر المذكور بحيث يشعر المرء كأنما لم يبقى فصيل أمني في كامل الولاية لم يحضر لمراقبة الإجتماع و بمجرد إمتطائنا السيارة و كنت مع العميد البشير الصيد الذي يشهد على ذلك تحرك موكب كامل خلفنا ليستوقفنا في أول مفترق قبل الخروج من المدينة أول حاجز أمني للمطالبة ببطاقات تعريف جميع ركاب السيارة و خصني بالإسم أنا و الأستاذ الصيد فما كان مني إلا رفض تسليمه بطاقة تعريفي مادام يعرف من أكون و عبرت له عن استعدادي للنزول إذا كان لديه ما يؤاخذني به و كانت كل السيارات التي تبعتنا قد توقفت أيضا حولنا و هكذا منعنا من مواصلة الطريق حتى أصبح بقية الركاب يتذمرون مما اسببه لهم بموقفي من تعطيل لهم فما كان مني إلا تسليم بطاقتي الذي قام بنسخها و إعادتها فطلبت من سائق السيارة أن يحتفظ بها حتي يستظهر بها كلما وقع إيقافنا. المهم أننا لم نتجاوز مدينة قابس إلا بعد أن وقف إيقاف السيارة التي نمتطيها من طرف أكثر من 12 حاجز أمني حتى أصبح بقية الركاب يرفضون جميعا تسليم بطاقات تعريفهم و يحتجون على كل حاجز يوقفهم. وكذاك تتخذ المظالم منطقا            عذبا لتخفي سوءة الآراب او كما قيل مؤخرا بلغة العصر: إذا إنتي نهيّر تمشي * * * شايخ زاهي وما فيبالكشي شدّك رافل وطلعت مشرشي * * * وفي بوفردة رصاتلك محشي أبقى ديما راقد ناعس … تستانس (1) و نلاحظ أنه في نفس اليوم الذي قدم فيه الصحفي سليم بو خذير للمحاكمة في 27 نوفمبر صدر القرار برفع تحجير السفر على مرافقه في الإضراب عن الطعام الأستاذ محمد النوري المختار اليحياوي – تونس في 29 نوفمبر 2007
 
(المصدر: مدونة  Tunisia watsh يوم 29 نوفمبر 2007)

 

صرخة من أنهج وشوارع مدينة دار شعبان الفهري بولاية نابل

 
نحن الأنهج والشوارع الشبه معبدة بدار شعبان الفهري والورادة أسماؤنا في هذه الرسالة وبعد أن رق حالنا لمتساكنينا الذين أعيتهم السبل في إقناع بلديتهم بإيلائنا لفتة كريمة ترد بها لنا الاعتبار وتحفظ بها لنا كرامتنا كطرق معبدة وبعد أن يئسنا من بقية المتساكنين في تحمل مسؤولياتهم في الدفاع عنا والذود عن حقهم في طرق معبدة وسليمة لم نجد من سبيل للفت نظر بلديتنا الكريمة سوى مراسلتها أصالة عن نفسنا ونيابة عن بني البشر الذين يقطنون بنا وذلك إبراء للذمة وإقامة للحجة وأملا في التدخل الناجع والمدروس على أسس علمية وفنية. بلديتنا المحترمة إننا كما نشهد لك بحرصك المفرط والكبير في تبليغ إعلام الأداء البلدي و الزبلة والخروبة ورصد المخالفات المتنوعة عند البناء والتشييد فإننا نشهد في نفس الوقت على تقصيرك في تهيئتنا والعناية بنا نحن الأنهج والشوارع أصحاب هذه الرسالة حيث أصبحت بعض المسالك الفلاحية أرحم وأرفق بالمارين منا على متساكنينا. بلديتنا الموقرة إن الحلول الترقيعية والمؤقتة لم تثبت فشلها فحسب بل عمقت  جراحنا والكدمات والحفر التي لازمتنا منذ المجلس البلدي السابق فنتحول في الشتاء والخريف إلى برك وغدران يلعننا المترجلون وأصحاب الدراجات والسيارات وفي الصيف نصير مصدرا للغبار والأتربة والحجارة المتناثرة هنا وهناك قد كانت تنفع لأطفال الحجارة لو كنا في فلسطين المحتلة. بلديتنا المصونة لقد تعبنا من تجاهلك لنا وتعبنا أكثر من التبريرات التي تحمل المسؤولية للمقاولين المباشرين للأشغال ونعتبر البلدية هي المسؤولة على كل طريق أو مسلك يعبد على غير المواصفات المطلوبة والمنصوص عليها في كراس الشروط لأن المراقبة والمتابعة من مشمولات البلدية ومصالحها المختصة المطالبة بالسهر على تأهيلنا وفق المقاييس الفنية والتقنية الحديثة إذ لاجدوى  للتأهيل الشامل دون العناية بالبنية التحتية التي نمثل نحن جزءا منها. قائمة الأنهج المحتجة: نهج الهلال- شارع الحرية- نهج البرتقال- نهج ابن عرفة- نهج الثورة- نهج القيروان- نهج بيرم التونسي- نهج حمام الغزاز- نهج أفريقيا- نهج الأهرام- نهج سيدي عبد الله- نهج سيدي الغضبان- نهج أحمد الركباني- نهج بطليموس- نهج عبد الله بن عباس- نهج عبد الله بن الزبير- نهج الناظور- نهج القرنفل- وشارع الجمهورية على امتداد حي الرقوبة… عن هذه الأنهج وغيرها ابن مدينة دار شعبان الفهري القاطن بأحد هذه الأنهج   الحبيب ستهم

 


حول مسألة الحزب الديني … حتى لا نخرج عن الموضوع

 
طفت على السطح الإعلامي هذه الأيام نقاشات وتكهنات حول إمكانية إقدام السلطة على إعطاء تأشيرة لحزب ذي مرجعية دينية تكون هي المهندس الرئيسي لوضع ركائزه النظرية والبشرية يدين بولائها ويسير في ركبها في عملية لا تخرج من إطار مجرورة ركاب تنضاف إلى مثيلاتها المكونة لقطار الحكومة مغلقة بذلك الباب أمام جماعة حركة النهضة المطالبين بالعمل القانوني منذ أكثر من عقدين ومراهنة في نفس الوقت على إثارة فتنة سياسية داخل مكونات المجتمع المدني وداخل الصف الإسلامي نفسه قصد إحداث شرخ في صفوف المعارضة السياسية الديمقراطية بعد التقارب الإيجابي والمسؤول الحاصل فيما بينها، وبقطع النظر عن نجاح السلطة من عدمه في إحداث هذا الشرخ يستطيع المتابع للكتابات الصادرة في هذا الموضوع سواء في الصحافة المكتوبة أو على المواقع الإلكترونية أن يقرّ بنجاح السلطة في نقل ميدان المعركة السياسية من حلبتها إلى حلبة المعارضة والتخفيف من تراكم الضغط المسلط عليها بزرع الشك والحيطة السلبية بين فصائل المعارضة الديمقراطية عبر بيع الأوهام السياسية والتبشير بأمل لا يتعدى السراب، لقد نجحت السلطة في تغيير موضوع الصراع ولو نسبيا من مسألة الحريات المصادرة وحقوق الإنسان ومساجين الرأي داخل السجن وخارجه والمنفيين خارج الوطن ومن مسألة الفساد والرشوة والبيرقراطية التي أنهكت الجسم الإداري ومن برامج التعليم المسقطة حيث أصبحت مدارسنا حقل تجارب لبعض الدول الغربية ومن مسألة التفويت المستمر في أهم المؤسسات الاقتصادية للأجانب ومسالك صرف المداخيل المتأتية من ورائها ومن مسألة المحاولات العديدة والمتكررة لاحتواء المنظمة الشغيلة قصد إخماد كل محاولات الاحتجاج المطالبة بتحسين ظروف العمل ومواكبة الأجور لغلاء المعيشة وضمان الحق النقابي ومن مسألة التزام الحكومة بتطبيق اللوائح والمواثيق الدولية التي أمضت عليها في الكثير من المجالات خاصة منها حقوق الإنسان وحرية الأشخاص والتعذيب والبيئة وغيرها.. إذا تحول الجدل المعلن والخفي إلى مسألة بعث أو تنصيب حزب بمرجعية دينية وخطره على هذا الطرف أو ذاك وتأثيره  في موازين القوى  ومن المستفيد ومن الخاسر وبدأت تبرز الحسابات التي تراهن عليها السلطة ليتغذى منها مشرعها هذه السلطة التي روجت فكرة هذا الحزب وغيره رغم مواقفها الحازمة والجازمة بعدم السماح لقيام أي حزب على أساس ديني أو إيديولوجي، فما الذي يا ترى غير مواقف السلطة وأحدث هذه النقلة النوعية في القناعات ؟ هل هي الأحداث الأخيرة والأليمة التي جدت في نهاية 2006 في ضاحية سليمان وما صحبه من بروز للتيار السلفي بمختلف ألوانه؟ أم هي محاولة استباقية لقطع أمام حركة النهضة للمطالبة بحقها في العمل العلني والقانوني خاصة بعد تسريح أغلب قياداتها السياسية والتاريخية؟ أم هي محاولة لإدخال البلبلة وبث الفوضى في صفوف المعارضة برمتها؟ ربما يكون للأسباب الذكورة دور في هذا الأمر إن تم انجازه لكن يبقى العامل الأساسي وراء تسريب مثل التوقعات هو محاولة كسر مشروع سياسي مدني ديمقراطي ولد من رحم المعانات الحقوقية والاستبداد السياسي والحيف الاجتماعي راهن أغلب الملاحظين على تصدعه وانفراد عقده بحكم تشكله من أطراف ذات مرجعية إيديولوجية متناقضة لطالما استغلتها السلطة لتعميق المسافة بينهما إلا أن الأيام والأحداث أثبتت صدق هذه الأطراف في النضال المشترك والقبول بالآخر ومثلت بذلك قوة مدنية معارضة أقلقت السلطة وأربكت أداءها في الكثير من المجالات وذلك بكشف المغالطات وفضح زيف الشعارات التي ترفعها، هذه الأطراف التي تجلت في هيئة 18 أكتوبر التي اكتسبت قوتها ليس فقط من صدق وطنية المشاركين فيها بل وأيضا من سلامة وحسن تشخيصها للواقع السياسي والحقوقي المتدهور في البلاد، هذه الهيئة وإن لم تستطع حاليا تعبئة الجماهير والتواجد المطلوب داخل البلاد بحكم المضايقات والمحاصرة التي يتعرض لها أهم عناصرها وقياداتها إلا أن السلطة رأت في عمقها الاستراتيجي هيكلا يهدد استمرارها في الانفراد بدواليب الحكم حيث يمكنها على المدى البعيد ومن خلال المحاور النضالية التي طرحتها على نفسها أن توقظ المواطن من سباته وتنزع عنه سلبيته واستقالته وانزواءه  وتعيد له الثقة في نفسه وتحيي فيه الإيمان بقدرته على الفعل والتغيير والمشاركة والمتابعة والمحاسبة المسؤولة، أيقنت السلطة أن هذه الهيئة موحدة يمكن لها أن تخرج المواطن من غيبوبة الملاعب وصخب المهرجانات وبريق صناديق الملايين وأوهام الثراء بضربة حظ، يمكن لهذه الهيئة أن تبعث فيه الإرادة والعزيمة من أجل تكريس حق المواطنة حق العزة والكرامة والمساواة في الحقوق والواجبات في شتى المستويات سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية وغيرها لا مكان فيها لجهات متنفذة ومحظوظة وأخرى منسية. فالمشهد السياسي إذا لا يحتاج إلى مزيد من الرعايا سواء كان ذلك على خلفية إيديولوجية يمينية أو يسارية بقدر ما يحتاج إلى جرعة إن لم تكن جرعات من الحرية.. حرية الإعلام، حرية التنظم والتنقل والاجتماع وبقدر ما يحتاج إلى تنزيل فعلي وحقيقي لمبادئ حقوق الإنسان، فالشعب التونسي ليس في حاجة لمن يعطيه ويمنّ عليه كل يوم بسمكة مقابل الولاء بل هو يطالب بأن يخلّى بينه وبين النهل من مبادئ الصيد والتدرب على تقنياته حتى يصطاد بنفسه وبجهده ويحقق مواطنته المنشودة ولا يبقى يقتات على الفتات. الحبيب ستهم تونس

تونس : رؤوس الحزب السري تخرج للعلن !

 
مرسل الكسيبي*
بتاريخ 14 كانون الثاني أي جانفي 2006 , كتبت مقالا شهيرا شخصت فيه أزمة الدولة التونسية من خلال الحديث عن اختراق مؤسساتها من قبل حزب سري وضحت معالمه واستراتيجيته في كثير من التفصيل , ولعلني أعود اليوم الى موضوع هذا الحزب من خلال بيان أوجه علاقته بمستجدات وتطورات الساحة الوطنية … نعود مجددا الى الحديث عن فكرة هذا المقال بعد أن اقتنعنا من خلال بالون اختبار أطلقناه قبل أيام بخصوص موضوع التفكير الرسمي في الاعتراف بحزب مدني ذي خلفية اسلامية معتدلة , بأن العائق الحقيقي في مسار المصالحة الوطنية وفي طريق التمشي الحقوقي والسياسي الديمقراطي وفي مسار تصالح التونسيين مع هويتهم الدينية والحضارية ليس الا نخبة مخترقة للمؤسسات المدنية والأمنية في شكل حزب سري منظم جعل من العمود الفقري لأجندته السياسية معاداة الدولة مع شعبها ومواطنيها ومع ارثها الحضاري المتسامح , ومع رصيد سابق في الريادة السياسية التحديثية . الحزب السري المذكور بدى هذه الأيام قلقا متشنجا من الشعبية التي حققتها اذاعة الزيتونة المباركة والتي بادر الى تأسيسها رجل الأعمال التونسي السيد صخر الماطري بعد أن تلقى في ذلك اذنا رئاسيا استحق من التونسيين كثيرا من الاشادة . تصريحات حاقدة ومناوئة قوبلت بها هذه الاذاعة اليتيمة شهران فقط بعد الاعلان عن تأسيسها , حيث بادرت بعض الأطراف الموغلة في مناوئة كل ماهو ديني واسلامي الى اعلان قلق غير مفهوم تجاه المصير السياسي لتونس ! , في مقابل صمت مطبق تجاه خروقات حقوقية وسياسية ساهمت هذه الأطراف بنفسها في صناعتها وتصعيدها من باب الحرص غير المعلن على الانحراف بمسيرة الاصلاح التي أعلن عنها صبيحة 7 نوفمبر 1987 … حين أعدنا اطلاق بالون الاختبار السياسي الذي لم ينبع من فراغ توهمناه تجاه امكانية الاعتراف بحزب مدني ذي خلفية اسلامية معتدلة , هاج رأس الحزب السري وتململ ليطل جبل الجليد برأسه من على سطح الماء الراكد , فكانت تصريحات اعلامية وسياسية وأخرى تلبست بالثقافي معلنة نفسها ناطقا رسميا باسم السلطة أو قل معلنة نفسها وصية على الجمهورية وعلى رئيس الدولة وعلى الحزب الحاكم !!! لن يضرني شخصيا وجود ألف جمعية تدافع عن اللائكية وليكن معها ألف حزب يدافع عن القيم الماركسية أو الماوية أو اليسارية أو الاشتراكية أو الليبرالية أو الرأسمالية…في مقابل عدم سماحي للاخر المغاير بمصادرة حق التيار الاسلامي المعتدل في التمثيل السياسي وفي المشاركة في الفضاء العمومي بما يخدم مصلحة الوطن والمواطن . ماضر هؤلاء القوم أن ترفع تونس القيد عن حرية الاختيار في اللباس ! , وللسافرة أن تسفر بعد ذلك عن تحررها وللمحجبة أن تغطي مارأت فيه طريقا لحفظ الحشمة والحياء … ماضر هؤلاء القوم أن تكون في تونس تعددية حقيقية تتيح الفرص للجميع تنظما وحرية تعبير ومشاركة رصينة وهادئة في حياتنا العامة ! فليطمئن هؤلاء السادة الموقرون الى أن مكانة المؤسسة الرئاسية رفيعة والى أن مكانة التجمع الدستوري الديمقراطي كحزب وطني عريق هي أكبر من أن تستحق المنازعة . كل مانريده لتونس وشعبها هو فضاء سياسي اصلاحي حر مع ايقاف لموجات الاعتقال والاضطهاد الحقوقي التي تهدف الى اسقاط الرصيد التاريخي للرئيس بن علي حين وضع البلاد على سكة اصلاحات هامة سرعان ماالتف عليها هؤلاء في أقل من ثلاث سنوات مرت على أبرز حدث عرفته تونس منذ حقبة الثمانينات وربما أواخر القرن الماضي ! اتركوا للخيرين من أبناء هذا الشعب داخل أجهزة الدولة الأمنية والسياسية فرصة للانقاذ والاصلاح ولاتكونوا لاعبا سريا يتامر على خصوم الفكر والسياسة من خلال توظيف رخيص لقدرات تونس المادية والبشرية! انها فرصة تاريخية كي يتراجع أنصار نظرية المؤامرة من داخل السلطة الى الوراء تاركين المجال واسعا لجيل يؤمن بتونس اليوم وتونس الغد من خلال تطوير واصلاح هياكل الدولة الحديثة التي بناها الرئيس بورقيبة رحمه الله  وحرص الرئيس بن علي على انقاذها قبل عشرين سنة , ولكن تامر الاستئصاليين والمعادين للحرية والديمقراطية حال دون تواصل الحلم منذ أن زجوا بالبلاد في أتون المحاكمات السياسية الجائرة والانقسامات الايديولوجية الحادة ! أمامنا جميعا اليوم ومن جديد فرصة للاعتراف المتبادل بالمصالح المشتركة وبعلوية المؤسسات الدستورية للبلاد , ويقيني بأن الأجواء سامحة لادخال جرعات محترمة من الاصلاح الحقوقي والسياسي ووضع تونس على سكة التنمية بمفهومها المتوازن والمستديم , لكن ليس قبل ترويض وتشذيب الحزب السري داخل هياكل ومؤسسات الدولة , هذا الحزب الذي نتطلع الى أن يمارس أدوارا مكشوفة بدل التخفي وراء مؤسسات قانونية ودستورية هي أكبر من أن توضع تحت تصرف الأحزاب السرية المناوئة لمصلحة تونس وشعبها  !  

(*) كاتب واعلامي تونسي

 

(المصدر: صحيفة « الوسط التونسية » (اليكترونية – ألمانيا) بتاريخ  28  نوفمبر 2007)

 


 

سي مرسل ولعبة تبادل الأدوار

 

تحت عنوان  » تونس : رؤوس الحزب السري تخرج للعلن !  » كتب مرسل الكسيبي  الباحث في القضايا الإستراتيجية ورئيس تحرير  صحيفة الوسط و رئيسها والكاتب والإعلامي التونسي ووووووو كما يزعم ……  مقالا   بتاريخ  28 نوفمبر / 28 تشرين الثاني 2007 تحدث فيه عن وجود حزب سري بأجهزة الدولة ، لا يرتقي إلى مستوى التحليل الصحفي  حيث أشار فيه كما عودنا دائما على أسلوب الدعاية المبالغ فيها   على أنه قد تناول الموضوع في مرّات سابقة بالتحليل والتدقيق حيث قال في نفس المقال :  كتبت مقالا شهيرا شخصت فيه أزمة الدولة التونسية من خلال الحديث عن اختراق مؤسساتها من قبل حزب سري وضحت معالمه واستراتيجيته في كثير من التفصيل

 لكن ما يلفت الإنتباه في كلامه  رغم اعلاناته المتعددة عن اعتماده أسلوب الإستقلالية والموضوعية في الطرح والتحليل بعض الفقرات الواردة في الموضوع رغم أني تعودت على نفس  الشطحات الغريبة التي يقوم بها من حين لآخر

لذا أستسمحه للإجابة على بعض ما ورد في نصه اليتيم من آراء 

1 ـ يقول مرسل صاحب مشروع  التيارالإسلامي  الوسطي المعتدل مايلي :

 

 

فليطمئن هؤلاء السادة الموقرون الى أن مكانة المؤسسة الرئاسية رفيعة والى أن مكانة التجمع الدستوري الديمقراطي كحزب وطني عريق هي أكبر من أن تستحق المنازعة .

 والسؤال : كيف تنظر سي مرسل  إلى مكانة المؤسسة الرئاسية  ؟؟؟ أين تظهر وطنية التجمع الدستوري الديمقراطي ؟؟  وكيف تفسر عراقة التجمع الدستوري الديمقراطي  وما هي أهم ملامحها ؟؟

2 ـ يواصل سي مرسل بقوله

انها فرصة تاريخية كي يتراجع أنصار نظرية المؤامرة من داخل السلطة الى الوراء تاركين المجال واسعا لجيل يؤمن بتونس اليوم وتونس الغد من خلال تطوير واصلاح هياكل الدولة الحديثة التي بناها الرئيس بورقيبة رحمه الله  وحرص الرئيس بن علي على انقاذها قبل عشرين سنة ,

 

السؤال : ماهي  سي مرسل ملامح الدولة الحديثة التي بناه الرئيس بورقيبة ؟؟ ممن أنقض بن علي  الدولة الحديثة قبل عشرين سنة ؟؟؟ هل من حركة النهضة التونسية التي كنت أنت طرفا فيها ؟؟

وإلى إجابات واضحة ومسؤولة بعيدة عن التخوين والتخمين  أتمنى لكم كل الخير

 

أحمد النغموشي /  تونس

بتاريخ 29 نوفمبر 2007 على التاسعة ليلا و20 دقيقة

 


النهضة و من حولها ..و »ما » حولها..

 
بعد عدة سجالات ووأفكار ورؤى وردود متباينة على  محاور مجمدة لم تغازلها الاقلام بقدر ما إسْتجْدت هي وألحت على هذه الاقلام كي تقلع عن تجاهلها وتخوض  في إشكالها حتى تخرجها من سباتها العميق وتفك أسرها المكبل بأغلال الأزمات  وأقفال شمّعتها سلطة عمدت الى كل الأجرام التي لا تدور في فلكها فألقت بها في واد الموت!!!. ضمن هذه الحالة الملحة خرجت كثير من الأفكار من إختفائها القسري الى النور …ومن أجل تفعيل هذه الأفكار الوافدة من مواتها أزاح أبناء حركة النهضة التردد جانبا وقطعوا مع المراوحة وانخرطوا في إنعاش كل فكرة طغى منسوب صلاحها على فسادها . فضمن ما يطرح على الساحة اللإعلامية والثقافية من أفكار كان اسهام ابناء الحركة فيه بشكل كبير إنطلاقا من الشعور بالواجب وتحسسا لمسؤولية أوجبها الإرث الثقيل وعهود رجال ونساء قضوا وعهود آخرين أبتلو ا فثبتوا وما بدّلوا. في خضم التعاطي مع هذه المسائل تباينت اراء ابناء هذا الجسم تباينا لامسته الحدة في كثير من فصوله حتى طمع الذي في قلبه مرض و لاح الى سكان الربوات تباينا وقطيعة. لا يا سادة لم يأت هذا السجال الفكري والردود والمراجعات في قضايا تفصيلية كانت أو مصيرية هكذا اعتباطا ولم يكن الإسلاميون هواة  فكر غمرتهم أمواجه فتزاحموا المراكب وتجاذبوا المجاذيف ، إنما كانت قرارات سيادية بأن يكتبوا ويفكروا ويتحركوا ويختلفوا تحت الشمس …  وتركوا لقاءات غرفهم وبيوتهم وما خلف ابوابهم  الى الشاي والنعناع  والسمر. فلما كانت الدعوة الى الله ومصالح الناس ورقي شعب يختزل استعدادا فطريا للتفوق مدار نشأة الحركة الاسلامية في تونس كان واجبا أن يترجم كل هذا الى واقع ملموس ، لذا التحمت الحركة منذ نشأتها مع مختلف شرائح الشعب وتناغمت مع مطالبه وانخرطت في كل فضاءاته الفكرية والتربوية والثقافية والاقتصادية…ودفعت الكثير من أجل التواصل مع الجموع وقدمت خدمات وصدّت مؤمرات… لتدفع  في ما بعد ثمنا غاليا من أجل ذلك!!!. فكان الخطاب موجها من اول وهلة الى الشارع التونسي بمختلف حساسياته وطبقاته وشكّل هذا الشارع المقياس الحقيقي الذي عبره تُستنتج البوصلة والتوجه السليم والإتجاه الصحيح من عدمه …فحركة هذا خيارها ما كان لها ان تخاطب الناس من وراء حجب أو من فوق بروج مشيدة بل كان عليها أن تتواصل وتعيش مع الناس أيامهم.. يوما بيوم.. وقد فعلت. صحيح أن هذا التواصل قد فتر  وتراجع بعد المحاولة الموصوفة لقتل هذا الجسم ووأده محاولة طبعَها سبق الإرصاد والترصد، شكلت طليعتها خطة تجفيف المنابع ،  وتوجت بإبادة لقيمة الإنسان وفطرة الحياة ..وقطف المتحرك وتحنيط الجامد!!!. وبما أن الذين بعثوا هذا المشروع وانخرطوا فه كان هدفهم حفظ الناس في اجسادهم واقواتهم وكرامتهم حتم عليهم الواجب أن يتحاملوا على جراحاتهم ويعاودوا الالتحام بأبناء بلدهم ويؤثروا مصالح العامة على خاصة مأساتهم المثخنة بالجراح والمثقلة بالألم والإرهاق. بخلاف كثير من الذين يلوح هيكلهم مفعما بالالوان الزاهية يكسوه الدفىء المفتعل ويجلله الهدوء المتصنع وبالداخل مراجل تغلي ، فإن الحركة أفصحت عن نفسها من أول يوم خرجت فيه الى النوروألقت بأوراقها كاملة في أحضان الشعب ليفحصها ويقررما إذا كانت نشازا وعنصرا دخيلا متطفلا عليه أم أنها قادمة من رحمه متجانسة مع إرثه عناصرها من تراثه ونواتها من ثراه. كل هذه العوامل وغيرها أسست لأبناء هذا المحضن الاستعداد الفطري للحوار والتحاور وحصنتهم من الإنكماش  والتقوقع وخصبت لديهم فعل المبادرة والمجاهرة بالأفكار وبقدر ما نشّأت فيهم الإستماتة في الدفاع عن افكارهم حفزت لديهم أدب التراجع عن الاخطاء وعدم الإستنكاف من ذلك. ولعل المتتبع لا يجهد نفسه كثيرا حتى يتوصل الى أن أهم المحاور التي ركزت عليها الحركة هي ثقافة الحوار  كان مع الآخر أومع أبناء الجسم نفسه وفي كل المنابر الإعلامية ودون تردد ولا ريبة ولا تقية حتى يفقه الحاضر.. ويبلغ الشاهد الغائب. بما أن الحركة أصبحت بعد الذي قدمته و أسهمت به عنصرا مهما من عناصر التاريخ الحديث لتونس فقد عرضت نفسها مادة خصبة للبحث والحوار والفكر وأقتنعت انه من حق كل شعب أن يدرس ويتناول العناصر الأساسية التي شكلت تاريخه .  من هنا كان الحق كل الحق للنخب أن تبحث في فكر ومنهج هذا المكون وتنتقده وتراجعه ومن حق كل باحث ومثقف وكاتب على الحركة أن توفر له سيولة المعلومة وصدقها وشفافيتها ومن حق الحركة على هؤلاء أن يتجردوا ويستأنسوا بالنزاهة والصدق. وبما أنه من واجب الحركة أن تصغي لهؤلاء وجب عليها لزاما أن تصغي لأبناء الأمس القريب والبعيد الذين أقعدهم طلب الرزق وبعدت عليهم الشقة وطال بهم الطريق فأنثنوا عن المسير فلهم أن يتحدثوا  في الصلح ،  والعودة ،  والحوار،  والمنهج والنقد … فإن لم يرتعوا في حضنها ويداعبوا صدرا طالما غذاهم بالحليب الدافئ ..فصدر من إذا يداعبونه؟؟؟ صدر ثور هائج ،على  قرونه ومناخيره وحوافره تناثرت بصمات الموت؟؟؟. مزية النفس الطويل وطاقة الإستيعاب الهائلة والمساحة التي أفردتها الحركة لتستوعب ما دون الابيض والأسود متجاوزة نظرية – ما دمت لست معي  فأنت ضدي – مستحضرة سنن التفاوت  والتمايز الفطري والمكتسب بين الناس… فسحت المجال للذين أوجعتهم البطالة الفكرية و أسرتهم لذة الأهداف السامية والنضال الجاد مع عجزهم عن دفع فاتورة وضريبة ذلك لتنشئ لهم ساحة نضال  » تجريبية » خالية من التبعات بعيدة عن الحساب والمحاسبة لانها ساحة لنضال الهواة خارج دائرة الاحتراف وتداعياته.، فمرحبا بهؤلاء.. وأولائك.. وبه.. وبها.. وبهن.. وبهم..مرحبا بكم وبأقلامكم نزلاء على هذا النهر المتدفق… أقدموا حللتم أهلا ونزلتم سهلا …فقط زودوا أقلامكم بالحبر « المعتّق » وجنبوه المموه والملوث منه.  في صلب النص :  أن ثقافة العمل التنظيمي والجمعياتي والهياكل والمؤسسات تستدعي من أبنائها أن يضاعفوا جهودهم في تخليق الفكرة الجماعية التي ستعبرلاحقا عن رأي المؤسسة وأن لا ينكمشوا في بناء الرأي الجامع ويتثاقلوا في تطعيمه حتى اذا استوى بالتوافق نشطت الرؤية الفردية لديهم وتضخمت لتصبح بديلا ينازع تصريحا وتلميحا رأي المؤسسة التي بفضلها صعدت أسهم اسمائهم ومن رحمها استمدوا صفاتهم. على هامش النص :  حتى يطمئن الكثير لن تكون الحركة « حزب إستقلال » ثانٍ لأنها غازلت الحداثة مبكرا وكانت اسهاماتها الفكرية محل نقد واسع  الا أن العاملين في حقل الفكر الإسلامي بعد مدة ليست باليسيرة إكتشفوا ان الحركة لم تتجرأ على النص إنما بشكل دقيق وبحس مرهف فصلت الدخيل عن الثابت وفكت ارتباطا تشابه على الكثير، أحدثته العادات والتقاليد .  وليس لديها الاستعداد للتفرد ولا تستهويها المغامرات الفقهية ولاتطربها الفرقعات لجلب الأنظار ومن أجمل لمسات هذا المحضن الطيب ايعازه لأفراده أن ارثهم النضالي مهما عظم لا يخول لهم المس بثابت من الثوابت مهما كان حيزه وإحتساب أعمالهم لله خير جزاء لهم. ومن محاسنها أن امرها يدور بينها بروية  وتأنّ ولم يسبق لها أن وقّعت صكوكا على بياض لاحد مهما علا شأنه. خارج النص : إن عطاء ابن واصل لم يصبر على إختلافه مع الحسن البصري في جزئية ولم يتسلح برحمة الجماعة واعتزله في سارية من سواري المسجد مستقل بحلقته ..بعد مدة استقل طالب من طلبة عطاء بحلقة خاصة لإختلاف اخر في جزئية أخرى …حتى قال صاحب الملل والنحل « أصبحت في كل يوم حلقة تنفصل عن الحلقة الأم ». نصرالدين – ألمانيا
 
(المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 29 نوفمبر 2007)

رأي في تصريح رئاسي

الجزء الثالث و الأخير

 
عبد الرحمان الحامدي: تصدير: أعلم أن هناك من القراء من لم يعد يرى فائدة من الإستمرار في نقد أوإنتقاد السلطةفي تونس، و يرجوا بدل ذلك حلا  لأزمة العلاقة بينها وبين المعارضة  وهو ما أرجوه كذلك، لكن بين ما نتمناه  و بين الواقع الحالي في تونس  بون شاسع لا يمكن تذليله بعصى سحرية أوبمبادرات صلح  ووساطات لم يستجب لها النظام إلى حد هذه اللحظة، أما التستر بالصمت عن الإنتهاكات اليومية لحقوق الإنسان في السجنين الأصغر و الأكبرفي تونس فيعد جريمة لا مبرر لإرتكابها. هذه الحلقة الثالثة و الأخيرة من رأي في تصريح رآسي بعد تأخير   سببه تلك الزوبعة في فنجان التي أثارتها مربعات أستاذ الجيل الدكتور عبد المجيد النجار و ما تلاها من ردود أفعال أبناء القضية الواحدة  حول الأداء السياسي للحركة الإسلامية في المرحلة الراهنة.  و في إنتظار أن يطفو موضوع الطريق الثالث  إلى السطح من جديد أغتنم الفرصة لأنهي إخراج الحلقة الأخيرة من « المسلسل الدرامي » عفوا من الجزء الثالث من المقال  ودون تلخيص لما مضى من الجزءين  سأتعرض بالتحليل في هذا الجزء إلى مفهوم التنمية لدى سلطة السابع من نوفمبر وإلى موقفها من الإرهاب قولا و عملا. وسوف أتحدث عن دلالات إنكارالسلطة لإنتهاكات حقوق الإنسان وإرتباط ذلك  بإسترتتيجيةالبقاء. أما موضوع التنمية و التحديث من ناحية  وما أنجز للمرأة التونسية من ناحية أخرى فهي من مفاخر العهد الجديد   تمترست بهما سلطة السابع و قررت بموجبهما أن تكون  بمنأى عن كل محاسبة أو مساءلة تخص باقي الموضوعات  و أساساالحريات و حقوق الإنسان.   تحدث سيادته عن موضوع التنمية  وقال:  » إنتهجنا إستراتيجية تنموية محورها الإنسان ترتكز على التكامل بين التنمية الإقتصادية والتنمية الإجتماعية و تحرص على مكافحة كل أشكال الإقصاء و التهميش سواء للأفراد أو الفئات الإجتماعية أو الجهات » إن السؤال البديهي الذي أطرحه على رئيس الدولة هو: هل يمكن أن نختزل حاجات الإنسان  في بعديها الإقتصادي والإجتماعي فقط؟؟  [على فرض إنتفاع الجميع منها بالتساوي و دون فوارق إجتماعية مجحفة كالتي نراها اليوم في تونس]. بتعبير آخر: هل أن القائمين على الحكم في تونس يتقاسمون مع الإنسانية جمعاء نفس معايير حقوق الإنسان في جميع جوانبها؟ أم لهم مفهوم إستثنائي لحقوق الإنسان يركز على الحقوق الإقتصادية والإجتماعية و يضرب بالضربة المميتة الحقوق الإنسانية الأخرى كالحقوق السياسية وحرية التعبير و التنظم والحق في أن يحترم الحاكم الحرمات المعنوية و الجسدية للمواطنين؟ لقد تعلمنا  عن الجدود أن الكرامة قبل الخبز في أحايين كثيرة وأن تلازمهما ضروري للإنسان ضرورة تلازم الماء والهواء للحياة. وقديما قال الشاعر مخاطبا بني آدم: [فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان] فما جدوى تنمية [على فرض نجاحها في القضاء على الفقر و تحقيق الرخاء] إذا لم تكن مصحوبة بإحترام حرمات الإنسان و حرياته؟  وأقول لمن يصر على رؤية حقوق الإنسان بعين واحدة على عادة [ لي ذراع المفاهيم و المعايير الدولية والإنسانية فيما يخص الإنسان]. ما نفع الإنجازات في بلدي إذا كان المنتفعون بها  من سار في ركاب السلطة ورضيت عنه أو من تقمص دور الشيطان الأخرس لسبب من الأسباب؟؟ . أما من لم ترض عنه السلطة فمصيره الإقصاء و التهميش و التجويع [عد إلى مواقع المعارضة التونسية  لتطالع  مسلسل رفض تشغيل خريجي الجامعات أو مسلسل فصل أساتذة التعليم الثانوي ممن لم ترض عنهم السلطة رغم كفاءتهم العلمية والبيداغوجية  وسترى أن من بين الأسباب  مناشطهم النقابية في الجامعة أومناشطهم السياسية إن ما  تفتخر به السلطة في تونس من إنجازات تنموية و تحديثية  يفقد ها  كل معنى قصدت  به الإنسان    كيف لا وقد وقع خنقه إلى حد الدوار و الغثيان؟ فأي معنى لما يطبل له إعلام السلطة  من إنجازات بالليل و النهار إذا كان الإطار العام لها امتهان لكرامة المواطن و استرسال مجنون و مخالف للمواثيق الدولية والإنسانية في انتهاك حرماته و مقدساته و التضييق عليه في الرزق إما بالطرد وإما بغلاء المعيشة وأنتم[ يا رموز السلطة] من عرف عنكم تكديس الثروات و حرمان المواطن من حقه فيها .  فيكفي أن نعتمد على شهادة [متضررين من المعارضة بمختلف مشاربها وصحافيين أجانب عاينوا واقع الحريات ومنظمات حقوقية تعرض بعض من رموزها لسوء المعاملة أو الطرد من البلاد] حتى ندرك ببساطة أن إختيارات النهوض بالإنسان التونسي  إختيارات حولاء تحيلنا حتما إلى النماذج الإشتراكية البائدة في المعسكر القديم من حيث مفهومها الأعور لحقوق الإنسان وللديمقراطية المستند في النهاية إلى مركزية القرار. وهذا يجعلني لا أستبعد صحة الحديث عن تغلغل اليسار المتطرف إلى مراكز القرار و إستغلاله تبحر الرجل في مجال العلوم الأمنية دون غيرها  ليمرر نظريات بائدة في السياسة.   « فأدلج »  هذا اليسار نظاما سياسيا برمته من أجل  إعطاء الأولوية لرغيف الخبز على حساب الكرامة و قد إعتقد أن توفيرها لوحده سيحفظ كرامة الإنسان، فلا هو طال الرغيف كاملا و لا هو طال كرامة الإنسان، فلماذا نقترب من تجارب مفلسة  و نصر على تكرارها إهدارا للوقت وللكرامة البشرية؟؟ إن الإصرار على التمسك بروح هذه التجارب يهدف في نهاية المطاف إلى  إحكام القبضة على أنفاس المواطنين و المواطنات وإطالة أمد المنتفعين من مركزية القرار السياسي بل و مركزية رأس المال الذي تعددت الشهادات بتكدسه  في أيدي بعض العائلات الحاكمة. كما إستغلت الأطراف المذكورة جهل الرجل بفكر الحركات الإسلامية المتنورة و الموصوفة بالإعتدال لتمرر ما يردده كذلك اليسار المتطرف والإنتهازي في المعارضة من مواقف   و قد ترددت  هي تلك المواقف في حديث سيادته عندما   عبر عن رفضه إستغلال الدين لغايات سياسية أوعندما تحدث عن فكرة أن المرأة كانت مستهدفة من قبل الأصوليين والمتطرفين أوعندما تحدث عن تحصين الشباب ضد الأفكار الرجعية التي يروجها الخطاب الظلامي على حد قوله…….. كليشيهات يسارية ممجومة أكل عليها الدهر و شرب،  تعكس الإصرارالأعمى على لغة ليست فقط متخشبة لأن الخشب تهريه الأيام وإنما هي لغة محنطة نافست جثث الفراعنة في نتونتها وأقدميتها أوهي بتعبير أبلغ  رديف لمومياء الفراعنة المحنطة و دليل على توقف ملكة  التفكير وجموده أمام  تطور الأفكار و تغير الأحوال ،فحرصت السلطة نتيجة لذلك على إستعمال بعبع حركات الإسلام السياسي للتخويف به و تبريرشرعية وجودها بل وتمطيطها   فطفقت  تجدد بعث  الروح في البعبع كلما جددت الحركات الإسلامية أطروحاتها بما يتناسب أكثر مع النصوص الدينية ومتغيرات الواقع  [والله متم نوره و لو كره الكافرون][ الصف آية  8] أما عن الموقف من الإرهاب فسأعود إلى تصريح الرئيس للفيقارو ماغازين الفرنسية: « وإعتبر الرئيس »أن ظاهرة الإرهاب لا تتغذى من الفقر ومظاهر عدم المساواة،فحسب وإنما أيضا من مشاعر الإذلال والحيف وسياسة المكيالين »،ودعا إلى ضرورة » تجنب مظاهر الخلط بين الإرهاب التي يواصل البعض الترويج لها،ذلك أن الدين الإسلامي براء من عنف المتطرفين ومن الإرهاب ». تونس نيوز[ 11-11-2007 ] كلام جيد يعكس وعيا على المستوى النظري على الأقل بحجم معضلة الإرهاب في العالم و أسبابها الحقيقية و دفاع جميل عن حقيقة الإسلام الحنيف والشريعة السمحاء وهو ما يوحي بأن طبيعة الحل للتصدي لظاهرة الإرهاب كما يفهم من سياق كلام الرئيس تتطلب القضاء على الفقر والمساواة و عدم الإذلال والحيف وسياسة المكيالين وأظنه يعني بذلك  حلفاءه من القوى الغربية في كيفية تعاطيهم مع قضايانا  كعرب و مسلمين. إلا أن السؤال المهم في نظري: هل أن إنخراط تونس في الإستراتيجة الغربية لمقاومة الإرهاب بالشكل الذي نراه يطبق في تونس سيساهم أم لا في محاصرة ظاهرة الإرهاب أم أنه سيزيد من تفاقمها؟ وأعني بالشكل الذي نراه يطبق في تونس: أـ إقصاء في منتهى القسوة لحركة النهضة التي تعد بالمعايير الدولية حركة إسلامية معتدلة و التمادي في محاولات إحتوائها [مشروع الخلاص الفردي، التشجيع على الإنخراط في الأحزاب العلمانية] أو صد كل الأبواب لمصالحة معقولة معها تمكنها  من إستمرار المساهمة في نشر الفكرة الإسلامية المعتدلة والتصدي للفهم المنغلق للدين و التنطع في المواقف و السلوكات بإسم الإسلام. ب ـ خنق الحريات بكافة الأشكال المبتكرة والتعامل البوليسي مع المعارضة و رموز المجتمع المدني المختلفة. ج ـ سن قانون الإرهاب سيئ الذكر وإستعماله لمقاومة ظاهرة التدين أولا وتصفية الحسابات السياسية ثانيا وقد طال المعارضة الديمقراطية [أنظر ما حدث لياسين الجلاصي  من الحزب الديمقراطي التقدمي ]. دـ تكريم اليهود الإسرائليين وإستقبالهم بالأحضان بدعوى أن فيهم تونسيين وبدعوى كرم الضيافة والإنفتاح على الإنسانية و قيمها والتي يدوسها هِؤلاء في فلسطين بالليل و النهار  أمام عدسات الكاميرا وبالتواطئ المفضوح مع الحكومة و الجيش المحتل. ه ـ فتح الباب على مصراعيه لقواعد عسكرية و مخابراتية في تونس للدول التي إعتبرها الرئيس  تكيل بمكيالين في قضايانا العربية.. فهلا لاحظت معي أيها الرئيس أن ليس في كلامكم عن أسباب الإرهاب تناغما مع سياساتكم المطبقة؟؟ بحيث أن سياساتكم المنتهجة إلى حد الآن تشجع على الإرهاب ولا تقاومه. أما عن إنكار ما هو مفضوح ومعلوم بالضرورة لدى القاصي والداني فقد جاء من أعلى هرم السلطة  مما جعلني أفهم بعضا من أسباب الأزمة القيمية التي أصابت جزءا من المجتمع حكاما و محكومين و قديما قيل « إذا كان رب البيت بالطبل عازفا فشيمة أهل البيت الرقص ».  وإذا أردت إخضاع إنكارالسلطة لما هو مفضوح ومعلوم  إلى موضوعات التحليل النفسي فسأكشف عن كارثة لا داعي لأن أكسر رأسي و رأس القارئ الكريم بها [1 ] وعليه فسأكتفي بالتذكير بأن سياسة إنكارالمعلوم ليست بالجديدة فقد سبق لسيادته و مرتزقته إنكار وجود تعذيب في تونس ووجود مساجين سياسيين على سبيل المثال لا الحصر  ثم إنكار وجود دولة بوليسية في تونس و قدنجد لذالك تفسيرا [ و ليس تبريرا] إلا أن إنكارالرئيس إيقاف معارضين بسبب أفكارهم [الواردة في التصريح الصحفي لسيادته] [ 2 ]  هو الذي دوخني وكاد أن يقتلني و يريح بن علي « من عدميتي و سوداويتي » إلا أن ألطاف الله شاءت فقط أن أصاب بالدوار المولد للغثيان. إن الفهم المغلوط لمعنى هيبة الدولة و الذي يراد  فرضه بقوة البوليس أعطى منهجا قائما من نفس الطينة الهمجية ألا وهومنهج الكذب و التزييف و التستر على الإنتهاكات. هذا الفهم المغلوط  أريد له أن يستمر كذلك  ومن هنا تتوضح لنا آلية التعامل مع كل من يريد  أن يعري ما تريد السلطة التستر عليه  فتعمد  إلى تسليط أيادي البوليس من أجل الحفاظ على الهيبة الوهمية  فتهرسله هرسلة حتى يشارك في جريمة التستر بالصمت  أو تلفق له التهم فيسجن وما مثال الأستاذ المحامي محمد عبو عنا ببعيد يضاف إليه ما هو بصدد الإعداد حاليا لسجن الصحفي المناضل   سليم بوخذير.  والإنكاركذلك  هو سلوك ميكيافيلي يخضع للعبة المصالح وإنهيارمنظومة القيم لأن الغاية فيه تبرر الوسيلة فيصبح هذا السلوك جريمة في حق قيم البلاد و سمعتها بالخارج وهوما عجل بسقوط قيمة إحترام عقل المواطن بالضربة القاضية أمام هيمنة المصلحة  الخاصة… ليصول الكذب و يجول بوقاحة نادرة تترجم حقا عن أزمة قيمية تنذر بأسوء العواقب ..ولن نستغرب شيئا من ذلك ما دامت المصلحة هي المحدد لمعايير السلوك البشري. أطرح السؤال الأخير: ماهي دلالات إنكار أعلى هرم السلطة لوجود دولة بوليسية في تونس؟؟ ـ الإصرار على مواصلة  المباركة الضمنية  لكافة الإنتهاكات الحاصلة ماضيا و حاضرا ولم لا مستقبلا. ـ الإصرار على تبني خيار القوة في غير محلها لحفظ هيبة الدولة. ـ الإصرار على التمادي في حماية مرتكبي الخروقات من فرق البوليس السياسي و مديري السجون  و مواصلة الدعم المادي والمعنوي والإعلامي لهم.والعمل بشتى الوسائل الخسيسة للحيلولة دون أن يكشف أحد  جزءا بسيطا من ذلك في الداخل أو في الخارج [تعمد منع رموز النضال من مغادرة البلاد إلا بعد تدخل حكومات أومنظمات إنسانية وقانونية عالمية أو بعد شن إضرابات جوع وتعريض الأنفس لخطر الموت]. ـ تكريس ثقافة الإستبداد السياسي و تمريرها بإسم مصلحة المواطن والوطن وبإسم التصدي للتطرف و الإرهاب. و قد أوجد ذلك في صلب المجتمع حالة من الخضوع و الإستقالة و الخوف.. ـ نشر ثقافة العنف اللفضي و المادي التي أصبح أفراد من المجتمع يلجؤون إليها لحل المشاكل الطارئة في العلاقات عوضا عن قيم التسامح و الصبر و التراحم و الحوار والعفو المعروف بها المجتع التونسي. إن خيارات  السلطة هذه والتي تريد بها ضمان البقاء بأي ثمن تورث فعلا مرارة في الحلق و غصة في القلب و طريقة عرضي لها تعطي الإنطباع بأن مجيء الفرج مستحيل. والحقيقة أن عالم السياسة عالم غريب مليئ بالمفاجآت و شخصيا لم أفقد الأمل يوما ما في حدوث ما من شأنه أن يرفع الظلم في بلدي و يعيد الوئام بين التونسيين و يحقق العدل ولكن[ لكل أجل كتاب]. [ 1 ] لمن يهمه الإطلاع على الخلفية النفسية للسلوك العنيف لسلطة السابع من نوفمبر يمكنه الإطلاع على مقاربتين لي في هذا الشأن نشرا بتونس نيوزبتاريخ 11+25-05-2006 [2 ] لوفيقارو ماغازين الفرنسية 09-11-2007
 
(المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 29 نوفمبر 2007)


المشردون في تونس..من ينتشلهم ?..متى?

بدر السلام الطرابلسي   essalembader@yahoo.fr لم تعد علامات الانحطاط التي تسم بلدنا تونس خافية على أحد، ولعلّ أهمّ معبّر عنها هو المجتمع في حدّ ذاته، المليء بالانحرافات والإختلالات التي أفقدته توازنه، وأفرزته في تعبيرات ظواهرتية، تتسم بالتأزّم والتعفن والانحلال. والمتمثلة في اللامساواة بين فئاته، وتعمّق الجهويات بين مناطقه وولاياته، وانتشار الفقر والجريمة والفساد الإداري والحكومي، والارتشاء، والبطالة التي طالت قطاعا عريضا من المتخرجين من المعاهد والكليات العليا. ومن مظاهر المنتشرة والتي يتحمّل مسؤوليتها المسؤولون القوميون والجهويون هي ظاهرة المتشردين. هذه الفئة من البشر، لم تجد سندا عائليا ولا رعاية من الدولة، وغاب عنها القريب والصديق فما بالك بالغريب ! لتجد نفسها في النهاية ملقاة في الشوارع والأزقة، تبيت على الأرصفة وتحت القناطر، محاطة ببعض الخرق البالية والممزقة وأكثر ما يمكن أن تمتلكه هو بعض الأغطية، والتي تلتف بها وتتكوّر داخلها بحثا عن بعض الدفء في أيام البرد. هؤلاء المتشردون ….تعثر عليهم في أنهج وأزقة بعض الأبواب العتيقة ( باب الجزيرة، باب الفلّة…) يعترضونك أيضا في نهج إسبانيا المتقاطع مع نهج الشارل دي غول في وضح النهار. يخيمون في برشلونة وعلي بلهوان… سواء أكان الوقت ليلا أم نهارا، فإنك تجدهم، في أغلب الأحيان، في نوم مطوّل وسبات لا نهاية له علهم يهربون من واقع حياتي لم يختارونه، وفرضه عليهم المجتمع في غفلة عنهم. حينما تقترب إليهم يحدثونك قصصا يشيب لها الرضيع، عن تخلّي الأهل عنهم، ورفض المسؤولين تقديم الإحاطة والعلاج والسكن لهم، أو أقلها الشغل الذي لا يقدر عدد منهم على القيام به حتى يوفروا مستلزماتهم الحياتية. وفيهم أيضا من يحدثك عن رسائل تظلم ومطالب إعانات بعثوا بالعشرات والمئات منها للجهات الرسمية ( وزارة الشؤون الاجتماعية، صناديق الإعانة الاجتماعية، مؤسسات التضامن الوطني…) دون جدوى. في الوقت الذي يتحصل فيه أبناء المسؤولين على مناصب عمومية رفيعة، وأجور عن وظائف لم يمارسوها يوما، ومنح تقدم لنسائهم شهريا دون أن يكن في حاجة إليها، وتحرم منها هؤلاء ….المتشردين!! وفي هذا السياق، أسوق بعض التساؤلات للحكومة والمسؤولين عن تطبيق قراراتها ومخططاتها وبرامجها: كثيرا ما تتحدثون عن المعجزة الاقتصادية فأين نصيب هذه الفئة الاجتماعية من عائداتها؟ القناة تونس 7 وسائر وسائل الإعلام العمومية و »المستقلة »  صدعت رؤوسنا بالإعلانات التي تحكي عن صندوق 26/26 وبنك التضامن …الخ وعن الانجازات والمكاسب التي حققت لهذه الفئة؟ أم أنها استثناء من أعمالها الاجتماعية والخيرية جدّا جدّا » أو أنها لم تصل إلى حدّ الآن إلى الحدّ الأدنى من الفقر والخصاصة والحاجة حتى تنظر لها بعين « رحمتها » وتمنن عليها ببعض ما أمرها به السلطان؟ أم هل يا ترى القصور والشقق المفروشة والسيارات آخر مودال والرحالات إلى أوروبا التي يمتلكها ويتحصل عليهم ويقوم بها « أولياء الأمر منّا » جاءت كثمرة لنزاهتهم الشديدة وإخلاصهم في خدمة المحتاجين أم أنّها جاءت تحقيقا لحاجة خاصّة جدّا، تجاوزت الحاجات الضرورية في حياتنا ( السكن، الشغل، الأكل…) من نوع آخر، والتي تدخل في خانة الترفيه والكماليات؟ وهنا يطرح سؤال مهم : أين المراقبة والمحاسبة والشفافية في تسيير شؤون البلاد والمؤسسات الإدارية والاجتماعية. وحتى لا نذهب بعيدا، عن موضوع هذا المقال، فإنّ سياسية غضّ الطرف والتجاهل التي تعتمدها السلطة تجاه هذه الفئة الاجتماعية، وكأنّه لا وجود لهم البتّة، أو أنّ حلولهم في تلك الأماكن يعتبر افتراضيا، لن يعالج هذه الظاهرة الإنسانية، بل على العكس سيزيد من توسيع رقعتها، لتدهور الأوضاع الاجتماعية يوما بعد يوم ممّا سينتج حالات مشابهة أكثر فأكثر. والمطلوب اليوم من الحكومة والمسؤولين القائمين على المؤسسات الاجتماعية والتضامنية أن يدرسوا بجدّية ملف هؤلاء المتشردين والمهمشين، ويوفروا لهم أدنى الإحاطة الاجتماعية من مراكز ومقرات تؤويهم وتوفّر لهم العناية الصحية والعلاج والمأكل والمشرب كخطوة نحو استئصال هذه الظاهرة. وانّ هذه الإحاطة والخدمات الإنسانية لن يكون لها من معنى إذا تمت بمعزل عن تفعيل آليات المراقبة والمحاسبة لأداء هؤلاء المسؤولين الحكوميين والإداريين. هذه بعض العلامات والإشارات لكيفية تعامل السلطة مع هذا الملف. الآن وهنا وفي المستقبل ونحو باقي الملفات الاجتماعية « المصبّرة » في  » الفريقو ». علها بذلك تخفف من كمّ الظلم والحيف والإقصاء الذي تمارسه على مواطنيها.

 

رحلة وسمر 
عبدالحميد العدّاسي   سئمت التجوّل فوق أرض تنكّرت لمبادئ أجداد ساكنيها، أرض قلّ فيها الرّجال وعزّت فيها مواقفهم وندرت، وكثر فيها أشباه الرّجال وتطاولت أعناقهم وألسنتهم وآمالهم ومفاسدهم…   ولقد ساعدني هذه الأيّام سمَرٌ، دعت إليه ظروف رحلة ألجأني إليها ضيق نفسي، إلى التوقّف عند بعض العلامات الدالّة على المروءة، وكنت كلّما توقّفت تمنّيت للعلامة الخير كلّه، فتمنّيت أن أراه مؤمنا بالله مسلما… ذلك أنّه يعزّ عليّ أن أرى أمثال أؤلئك العلامات النادرة يساقون – لا قدّر الله  – إلى حيث يُجازى الظالمون… وقد توقّف عند شخصيّة « كين ليفيجنستون » عمدة لندن، ذاك الرجل الشجاع الكريم، وخاصّة عند موقفه النّبيل المناصر لشيخنا الفاضل الدكتور يوسف القرضاوي لمّا تعرّض لهجوم من طرف اليمين المتطرّف خلال زيارته إلى العاصمة البريطانية في يوليو 2004 . وتوقّفت عند العضو البريطاني الشريف الشجاع المشاكس الواضح المحترم فارض الإحترام جورج غلوي… كما تطلّعت إلى العجوز الأسمر، صنيع الثبات على الحقّ، ذاك الذي علّمنا كيف نحتقر رؤساء دولنا بعد أن حاز على الإحترام كلّه من كلّ المتابعين، نلسن مانديلا…  ثمّ ما لبث صاحبي أن نبّهني – وأنا ببيته وفي أرض ناسه – إلى أنّ آخرين لم أعرفهم ولم أعلم عنهم قد ارتقوا أو فاقوا منازل مَن ذكرت… فهذا دانيال بينيتو (Daniel Benito) الإسباني المثقّف الرّجل، وقد انحاز إلى المروءة، يقول في محاضرة ألقاها بفلنسية (Valence) ويتحدّث فيها عن تراثنا الإسلامي الذي استحيى من الانتساب إليه المغيّرون: « كلّ ما في الفنّ الإسلامي يدور حول نقطتين رئيستين، أولاهما وحدانيّة الله سبحانه وتعالى، وثانيهما أنّ كلّ شيء في الكون هالك إلاّ وجه الله سبحانه وتعالى »… وهو إذ يقول ذلك، لا يقوله نقلا وإنّما دراسة وتمعّنا وتفكّرا واقتناعا… وقد دعا إلى إحياء التراث في فلنسية وتذكّر ماضيها الإسلامي المتمّم لشخصيتها… وأمّا أمبارو سانشاز (Amparo Sanchez) الإسبانيّة الفلنسية، المسلمة منذ أكثر من عشر سنوات، فلها الكثير من المواقف المنسجمة تماما مع مواقف دانيال من حيث مناصرتها للحقّ. وقد وقفتْ ذات يوم مدافعة عن الحجاب أو لنقل مجيبة عن سؤال مغرض حول الحجاب (فالمتحجّبات في فالنسية لا يتعرّضن إلى ما يتعرّض له أخواتهنّ في أرض عقبة والزيتونة) بقولها: « إنّ المرأة المتحجّبة هي الوحيدة التي يمكنها الشعور بالحريّة، فهي الوحيدة التي اختارت لباسها دون اتّباع لموضة معيّنة أو إرضاء لرغبات الرّجال الشاذّة والدّاعية إلى التعرّي… وهي التي باختيارها هذا قد حقّقت أمرا بالغ الأهميّة، فقد صرفت النّظر عن المرأة الجسد المتعة لتجعله يركّز على المرأة القيمة الشريك »… ولقد كان لها ذات يوم تدخّل لفائدة أخ قد جُوبه بسؤال محرج عن الحادي عشر من سبتمبر (والجميع يزعم إحراج المسلمين بالحديث عن هذا الموضوع)، فقد قيل: من المتسبّب في أحداث 11 سبتمبر؟!… قالت: أيسمح الزّميل بالإجابة مكانه؟! قال: نعم!… قالت: « الكلّ يسأل هذا السؤال، وقد يتراءى لنا أنّ الإجابة عليه صعبة، ولكنّي أعتقد في أنّ المسؤول الأوّل والأخير هم نحن، أهل الغرب! فنحن من احتلّ بلدان وأراضي هؤلاء، ونحن من نهب الموارد والخيرات وصادر الممتلكات! ثمّ بعد « الاستقلال » نصبّنا عليهم من يسومهم الذلّ والهوان! أفلا يكون ذلك كلّه وغيره ممّا لا يخفى، مدعاة للانفجار؟! علينا بمراجعة أنفسنا، فلعلّنا نوفّق إلى معرفة الأسباب والقضاء على المسبّبات! »…   وظلّ صاحبي يحكي عن نماذج أخرى ساطعة، كذاك المحامي المخلص المدافع عن المظلومين وغيره من الشارات، ممّا يؤكّد أنّ الخير مكنوز في البشريّة. وقد رأينا من آثاره – بداية الدعوة بمكّة – أؤلئك النفر الذين هبّوا لمناصرة الرسول النبيّ الكريم صلّى الله عليه وسلّم، بفكّ الحصار المضروب حوله وحول المسلمين. غير أنّ السآمة التي طالتني قد سبّبها تناقص الخيّرين في بلادنا العربيّة والإسلاميّة، ولعلّ ذلك يعود أساسا لشُهود فترة قد تولّى شرارُنا فيها أمورنا وناصرهم على غلبتنا أناس فرّت منهم الفضيلة وانتعش بهم النّفاق المفسد!… أراني بحاجة إلى التسليم بأنّ الأمر عارض (وهو كذلك بإذن الله) وأرى من مسؤوليتي ومسؤولية القارئ العزيز البحث عن الطريقة المثلى لإلجام المنافقين والرمي بهم في عالم اللاّمبالاة… وأحسب أنّ الحديث عن النماذج النّجوم يصغّر هؤلاء وأسيادهم حتّى لا نتردّد في كره أفعالهم ومقاومتهم بكلّ الوسائل الممكنة!…   
 

بسم الله الرحمان الرحيم                                                      تونس في 2007/11/29 والصلاة والسلام على أفضل المرسلين                                        بقلم محمد العروسي الهاني الرسالة رقم 350                                                           مناضل وطني وكاتب في الشأن العربي والوطني موقع تونس نيوز                                                            رئيس شعبة الصحافة الحزبية سابقا 

حول مداولات مجلس النواب بمناسبة مناقشة الميزانية العامة للدولة لعام 2008

 
في كل سنة منذ عام 1990 كنت أكتب بالصحافة اليومية وخاصة جريدة الصباح عندما كانت مفتوحة للرأي العام وللقراء والكتاب وأطنبت في عديد المقالات خلال سنوات 95-94-93-92-91-90 على التركيز لتغطية مداولات مجلس النواب إعلاميا على وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة. وافترحت أن تواكب التلفزة التونسية أحداث الساعة وخاصة مداولات أعضاء مجلس النواب بمناسبة المناقشة لمشروع الميزانية العامة للدولة. وأعطيت مقترحات مفصلة خاصة على شاشة التلفزة التونسية…وهي فرصة وحيدة للحوار تنظم كل عام خلال شهر نوفمبر وديسمبر من كل عام للنظر في الميزانية العامة للدولة ويتخلل هذه الفرصة السنوية حوار ومداولات ونقاش طويل ويساهم النواب في إثراء الحوار في مجلس النواب ولكن مع الأسف ما يدور داخل قبة مجلس النواب لم نسمع منه إلا النزر القليل وقد حضرت خلال سنوات 2000-1999-1997-1996 مداولات أكثر من 12 وزارة واستعمت إلى التدخلات وبعضها في مستوى عالي وبحرية أما عندما تعود إلى المنزل لتتابع المداولات أكثر من 70% يحذف لست أدري لماذا وقد اقترحت كما أسلفت خلال المقالات المشار إليها من عام 1990 إلى 1995 أن تتولى التلفزة تخصيص ساعتين للحياة البرلمانية مداولات النواب يوميا على النحو التالي تخصيص ساعة ونصف للنواب وبث المداولات كاملة خاصة التي تهم حياة المواطن ومشاغله وما يتطلع إليه المواطنون في حياتهم اليومية ومشاغلهم وظروفهم الإجتمعية باعتبار النائب في مجلس النواب هو نائب الامة جمعاء وهو لسان الدفاع لما يخالج أفكار المواطنين وحاجتهم وظروف عيشهم وكل ما يتعلق و يحتاج إليه المواطن وما يطمح إليه الشباب والفئات الإجتماعية وشرائح المجتمع التونسي هذا هو المطلوب في المداولات. كما اقترحت تخصيص نصف ساعة للردّ لوزيرين أي ربع ساعة لكل وزير لأن المواطن يرغب في الإصغاء أكثر للنائب الذي يحمل همومه ومشاغله بأمانة لكن مع الأسف لم يقع الاستجابة لهذه المقترحات العملية. كما اقترحت طيلة 6 أعوام في الصحافة أن تبث التلفزة المداولات بعد شريط الانباء الثامنة ليلا وقت الفراغ وحضور الأسرة كاملة في البيت لكن حتى اختيار الوقت لم يقع الاستجابة إليه…لست أدري لماذا عدم الإهتمام برأي المواطن ولماذا التفزة تهرول لقبض الخصم من أداء فاتورة الكهرباء المخصص لفائدة التلفزة وتأخذه من المواطن مع كل فاتورة وحسب الاستهلاك وهي ضريبة للإعلام المرئي…ومادام المواطن يعطي الضريبة المالية دون رضاه لماذا لم نسمع اقتراحاته التي تصبّ في مصلحة الوطن وخدمة الشعب واحترام الرأي الآخر….وما يضر لو قامت التلفزة الوطنية بتغطية المداولات كما اقترحت تعميما للفائدة و لماذا حصة المداولات تكون في أوقات بعيدة عن الوقت الذي يحبذه المواطن ولماذا نغربل المداولات ونفرغها من مضمونها ومحتواها ولبها، والتدخلات يقوم بتحويرها وتكيفها ونختار منها بعض العناوين التي تتماشى مع المقتطفات التي يدلي بها السيد الوزير والإعلامي يقوم بالغربلة والتلخيص الذكي حتى تصبح تدخلات النائب مهمشة وكلها أو جلّها تنويه. هذه هي المداولات والتغطية الإعلامية على هذه الصورة منذ 20 عاما مع الأسف وقد أشرت في مقالاتي السابقة بأن المداولات تتمّ بحرية وشفافية في المملكة المغربية وكذلك في الجزائر المداولات أكثر حرارة وصدق ومصداقية وحرية وقلت أن في المغرب الشقيق هناك تطوير إيجابي وحرية أعمق حيث يسمح للنائب بالتعقيب على السيد الوزير ويصحّح بعض الأخطاء أو يقول أن ردّ السيد الوزير غير مقتع أو بعيد عن الحقيقة ما أبعدنا على هذ الخطوة الديمقراطية في مجال الإعلام وتغطية مداولات المجلس بالمغرب بهذه الشفافية وبدون تعليق…. أين نحن من المغرب…؟  كلمة خاصة للدكتور محمد الهاشمي الحامدي مدير قناة المستقلة : نرجو من الدكتور محمد الهاشمي الحامدي مدير قناة المستقلة الرائدة في الحرية والديمقراطية أن يولي مزيد العناية للشأن التونسي وللشأن المغاربي لدول المغرب العربي الكبير وأقترح عليه بالخصوص القيام بسلسلة من الملفات حول تاريخ الحركة الوطنية بتونس وكذلك حركات التحرير في المغرب والجزائر وليبيا وموريتانا وإبراز أبطال وزعماء هذه البلدان ودورهم الفاعل في مجال التحرير والبناء كما أقترح على الدكتور محمد الهاشمي الحامدي إعادة الحصتين أضواء على الأخبار الخاصة بالشأن التونسي وخاصة في خصوص العقدين الآخرين في عهد التغيير حيث أن الحصتين التي وقع بثهما على الهواء يومي 20 و 27 نوفبمر لم يتمكن جل المواطنين من الإستماع إليهما نظرا لإختيار البث في وقت العمل الإداري.نقترح من كريم عناية الدكتور الحامدي إعادة البث يوم السبت غرة ديسمبر 2007 على الساعة الثانية بعد الزوال وعلى الساعة التاسعة مساء وهذا ليس بالعزيز عليكم. قال الله تعالى : » إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون »  صدق الله العظيم.                                                                           محمد العروسي الهاني – هـ : 22 022 354


تحيـــــــاتي

 
تعودت أن لا أجلس للكتابة إلا حين يناديني القلم وتعلمت أن أجعل نصي سيد نفسه يختار المكان والزمان والشكل والمضمون وتعلمت أحب شعرا وأرفض شعرا وأغضب شعرا وشعرا أجيء بكل إتجاه وشعرا تعلمت أعشق كل الأحبة حدّ إنفراط النص حد إنتفاض الحروف وشعرا أحيي الأحبة ولو كان ذلك مني يجيء ولو بعد حين ……ولو بعد حين ………..تحياتي    ولو بعد حين تحياتي لكل الذين …أجادوا الكرم تحياتي لكل الذين تحدّوا المآسي بلجم الألم تحيــاتي لكل الذين تعالوا على الجرح صبرا وعشقا وجودا بدم تحياتي لهم راكعين  لهم ساجدين لهم واقفين تراهم قمم تحياتي لهامات عزِّ تعالت بفخر تشيد الهِمم ******* تحياتي لهم …بكل البلاد بكل السجون التي عرفتهم أباةَ حماة بعزّ أشم تحياتي لمن حاصروه لمن صادروه لمن أسكتوه ويأبى السكوت تحياتي لمن قتلوه  لمن غيبوه ويبقى……. يحاصرهم في الغياب  ويأبى يموت *********** تحياتي لمن عاش نأيا وبات غريبا هناك بعيدْ تحياتي  لمن شردوه  بكل البقاع لمن غربوه لمن هجروه ويأبى يحيدْ ********* تحياتي لمن أعلن الرّفض انّى وقف يمينا…… يسارا وفي كلّ صف ******** تحياتي لكل البلاد شمالا….. جنوبا  لكل الوطن تحيات عشق تحيات شوق تحيات  حب روته المحن ******** تحياتي أنا الشاعر المنهك بالنوى تحياتي ونصي لكم مترع بالهوى تحياتي وكل الحروف  تسافر فيكم   وتجعلكم  حبرها والمدى ********* تحياتي لكم صامدين تحياتي لمن على الجمر باتوا له قابضين تحياتي … لكم يارجالا تحلوا بعشق … رواه الإباء…. تحياتي …لكم سادتي… الشهداء سادتي…. السجناء سادتي ..القابعين هناك رمز تحد ….ورمز وفاء تحياتي إلينا جميعا فإنا …هناك ….هنا غ…ر…با…..ء         غـــــربــــــاء               غ……ر…..ب…..ا……ء                          جمال الدين أحمد الفرحاوي لاهاي في 28/11/2007

 

تحاليل الشروق

في التمويل العمومي للأحزاب

 
تونس ـ الشروق: أثار عدد من النواب بمناسبة مناقشة بيان الحكومة وميزانية رئاسة الدولة مسألة التمويل العمومي للأحزاب وفي حين طالب عدد من المتدخّلين بأهميّة سحب هذا التمويل على كلّ الأحزاب القانونيّة رأى آخرون أنّ التمويل يجب أن يقتصر على الأحزاب البرلمانيّة على اعتبارها تحوز على حدّ أدنى من التمثيليّة والإشعاع يُمكّنها من التمتّع بنصيب من المال العام. وكان هذا الموضوع قد طرح مؤخّرا داخل المشهد السياسي والإعلامي ولقي صدى واسعا انتقل في هذه المرحلة إلى أروقة مجلس النواب، ولا شكّ في أنّ إثارة عدّة جوانب حول قدرة أيّ حزب قانونيّ برلماني أم لا على مواصلة العمل والتحرّك دون وجود قاعدة ماليّة كافيّة تُصرف على انجاز الأنشطة وخلاص كراءات المقرات وغيرها أمر يتطلّب النقاش والدراسة ورصد مختلف المقاربات بشأنه مثلما عبّر عن ذلك النائب الصحبي بودربالة (ح د ش) الّذي أبدى تخوّفا من المصير المجهول لحركته عندما لا تكون ممثّلة في البرلمان ويُحجب عنها من ثمّ التمويل العمومي.   تساؤلات وإشعاع ويقول متابعون للشأن البرلماني أنّ الردّ الحكومي لم يكن مقنعا في قصر التمويل العمومي على الأحزاب البرلمانيّة دون غيرها من الأحزاب القانونيّة، ويعتبر هؤلاء أنّ من حقّ الأحزاب القانونيّة غير الممثّلة في البرلمان أن تنال هي الأخرى قسطا من المال العام تكون به قادرة على تقوية نفسها وإحراز مزيد من الإشعاع والحركيّة وإلاّ فإنّها ستبقى أحزابا صغيرة غير قادرة على الحركة والنماء. ومن المهمّ الإشارة هنا إلى أنّ مسألة التمويل العمومي للأحزاب قد كانت لها انعكاسات أخرى على مستوى تعامل مختلف الأجهزة الإداريّة والوزاريّة مع الأحزاب، إذ لم تتم دعوة الأحزاب غير البرلمانيّة إلى عدد من التظاهرات والأحداث الوطنيّة على غرار الاستشارات الوطنيّة والمجالس الاستشاريّة وكذلك الملفات الحواريّة.    وكانت ثلاثة أحزاب برلمانيّة دعت في الفترة الأخيرة سواء عبر بياناتها أو مداخلات نوّابها إلى ضرورة تجاوز هذه العقبة وسحب التمويل على كلّ الأحزاب القانونيّة بما يُساعدها هي أيضا على العمل، ويُعدّ هذا  الدفاع عن الحق في التمويل العمومي رغبة من الأحزاب البرلمانيّة على تكسير حواجز هذا الدعم الّتي كرّست فيها صفة التبعيّة والموالاة للسلطة وكونها أحزاب ديكور لا غير لا يُمكنها الخروج عن دائرة الوفاق، وقال ناشطون في أحزاب برلمانيّة أنّ وضعهم على نفس القدر من المعاملة مع بقية الأحزاب القانونيّة سيُمكّنهم من فرصة نادرة للعمل في إطار تنافسي ومتعادل وهم لا يُخفون انزعاجهم من الأمر بل يُعلنون انتصارهم والدفاع بقوّة عنه مؤكّدين أنّ مسألة التمويل العمومي بقيت منذ فترة شمّاعة يستغلّها البعض للتشكيك في سلامة المسار التعدّدي والسياسي في تونس وتعليق فشلهم في تحقيق الانتشار الشعبي وطرح البدائل الحقيقيّة والالتجاء إلى بثّ الإشاعات واختلاق المشكلات والأزمات.   * مراجعات وانتظارات الحكومة الّتي بيّنت موقفها من الجدل الدائر حاليّا مؤكّدة أنّ الحدّ الأدنى من التمثيل الشعبي هو المقياس للتمويل العمومي ومعتبرة أنّ السحب على كلّ الأحزاب القانونيّة يعدّ عدم تحكّم في تصريف المال العام كما عبّر أحد الوزراء في مناسبة أخيرة عن التخوّفات من أن يؤدي هذا السحب إلى تكاثر الأحزاب طمعا في هذا المال لا رغبة في العمل السياسي الوطني، ربّما تكون في الفترة المقبلة في حاجة إلى مزيد دراسة الموضوع من كلّ جوانبه خاصّة وأنّ الوزير الأوّل أشار في ردّه أمام النواب بمناسبة مناقشة بيان الحكومة أنّ درجة الاستماع إلى مختلف الآراء والمقاربة ستكون في الفترة المقبلة أكبر وأوسع وذلك بتعليمات واضحة من رئيس الدولة لما فيه خير البلاد، ويقول البعض إنّه ربّما حان الوقت لمراجعة القواعد الحاليّة للتمويل العمومي في اتجاه إقرار مقاييس جديدة له  غير التمثيل البرلماني فالدولة للجميع والكلّ لهم حقّ في التمتّع بدعمها. ويقول متابعون للنشاط السياسي أنّ هذا التعديل أصبح أكثر من مطلوب باعتبار انعكاساته الأخرى على حضور الأحزاب على المستوى الوطني وهم يقولون إنّ عدم دعم الأحزاب الصغرى سيؤدّي إمّا إلى عزلها ثمّ لاحقا ربّما اندثارها أو إلى الوقوع في أشياء محظورة لتوفير المال اللازم لنشاطاتها والّتي من بينها الارتماء في أحضان الأطراف الخارجيّة الّتي تتصيّد الفرص للتشكيك وتوتير الأجواء وإحداث شوشرة سياسويّة تخدم الأجندات الخفيّة والمشبوهة، كما يعتبر هؤلاء أنّ رفع هذا التمييز سيُقوّى من حجّة الأطراف المعتدلة داخل عدد من الأحزاب بما يُساهم في اندراج أحزاب كالحزب الديمقراطي التقدّمي والتكتّل من أجل العمل والحريات في مسار الوفاق الوطني الفاعل. غير أنّ هؤلاء يرون ضرورة أن يتوازى ذلك التعميم مع اتفاقات مسبقة حول طريقة الصّرف وعدم  استعمال ذلك المال العمومي في كلّ ما من شأنه أن يمسّ بالمصلحة الوطنيّة أو يضرّ به وإقرار الإمكانيّة القانونيّة لحجبه في حال حدوث مثيل لذلك التصرّف. موضوع فيه الكثير من التجاذبات والقراءات ولا شكّ في أنّ تجاوزه يتطلّب جرأة كبيرة إن حصلت ستكون بابا إلى تجاوز العديد من العقبات ووضع لبنات مهمّة في حياة سياسيّة تعرف تحوّلا نوعيّا هذه الأيام.   * خالد الحداد

(المصدر: جريدة «  الشروق » (يومية – تونس) الصادرة يوم 29 نوفمبر 2007)

 

 


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.