Home – Accueil – الرئيسية
TUNISNEWS
7 ème année, N° 2226 du 26.06.2006
مجموعة من الأساتذة المستثنين من قائمة النّاجحين في مناظرة « الكفاءة في الاستاذية »: رسالة مفتوحة إلى الرّأي العام
المجلس الوطني للحريات بتونس : بيان توضيحي على اثر صدور توصيات ورشة عمل « العدالة والسلام في دارفور »
التنسيقية المؤقتة لإتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل: بـــيان مساندة
الحياة: السلطات التونسية توقف إسلاميين دربتهم «السلفية» للقتال في العراق
قدس برس: السلطات التونسية تشن حملة اعتقالات جديدة في صفوف الإسلاميين
رويترز: مدرسون تونسيون يصعدون احتجاجاتهم للمطالبة بتحسين أوضاعهم
نهضة.نت:جمعية الزيتونة بسويسرا تنظم تجمعا بجينيف
الجزيرة.نت: تونس تستضيف الآلية الأورومتوسطية للاستثمار والشراكة
قنا: اتفاق علي إطلاق صندوق استثماري لصالح القطاع الخاص بالمغرب العربي
الجريدة الأخرى: سهام بن سدرين:هناك تنسيق منهجي بين حكوماتنا لتبادل الخبرات في قمع الحريات والصحافيين
زهرة الرمال: ما هذا يا « كريشان » و يا « خشانة » !!!
رفيق بن عبد الوهاب المعلى: رسالة إلى السيد الهادي الجيلاني رئيس الاتحاد الوطني للصناعة والتجارة والصناعة التقليدية، تونس.
الاستاذ فيصـل الزمنــى : عرض خـاص بالوضع الحـالي للمجلس البلدى بنـابل على ضوء الطعن المقدم بابطـال نتيجة الانتخابات البلدية
العروسي الهاني: دور الاعلام وحماية اهل المهنة واجب وطني على كل القوى الفاعلة على الساحة الوطنية والعالمية
الامجد الباجي : الاستعمار والمهانة
الهادي بريك : هل من مُـدّكــر ؟ الذكرى الثانية : القانون الأساسي للإنسان
آمال الرباعي:رحلتي مع الحجاب بين سلطة بورقيبة وبن علي
بحري العرفاوي : نـشيـد أطفـال اللاجـئيـن
الشروق: أين العجب في مــهــزلة لــومــار والمنتخـــب؟
قناة « الحـوار » تنضم إلى الفضاء التلفزيوني العربي بعد أيام
رويترز: كتاب لنبيل الهلالي يسجل « نضال » اليهود الشيوعيين المصريين ضد الصهيونية
إسلام أون لاين: إخوان سوريا: المقاومة ليست الخيار الوحيد
نواف الزرو: قراءة في « المانيفستو » الإرهابي الصهيوني
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).
|
تونس في 26-06-2006
رسالة مفتوحة إلى الرّأي العام
نــــحن الممضين أسفله المصرّح بنجاحنا في اختبـــارات الـــــكتابي لـــــمناظرة « الكفاءة في الاستاذية » دورة 2005-2006 نلفت نظر الرّأي العام بأنّنا فوجئنا باستثنائنا من قائمة النّاجحين نهائيّا في شفاهي الدّورة المذكورة والمعلن عنها أخيرا من طرف وزارة التّربية والتّكوين ، إنّنا نعتبر أنّ :
1) استثنائنا من النّجاح ما هو إلاّ فرز وتصفية على خلفية أنشطتنا النّقابية والسّياسيّة صلب الاتّحاد العام لطلبة تونس والحركة الطلاّبية
2) هذا الاستثناء ما هو إلاّ مواصلة لسياسة التّجويع التي نتعرّض لها منذ تخرّجنا سيّما وقد تمّ فرزنا في دورات سابقة وبصورة مفضوحة.
3) تصفيتنا هذه هي ضرب لمصداقيّة المناظرات الوطنيّة ونسف لتكافئ الفرص خصوصا وأنّ قانون الوظيفة العمومية لا يشترط معايير فكرية وسياسيّة
وإن رفضت وزارة الإشراف والهياكل ذات الصّلة مدّنا بكشف الأعداد المسلّم من طرف لجان الامتحان و تمت محاصرتنا من قبل فرق البوليس السّياسي التي حالت دون متابعة ملفّاتنا إداريّا نعلم الرأي العام:
1) تجديد الطّعن في النتائج النهائية المصرّح بها أخيرا ومطالبة وزارة التّربية تمكيننا من كشف الأعداد وتقارير لجان الامتحان
2) رفضنا لمنطق الفرز الأمني والسياسي وسياسة التّجويع
3) مطالبتنا بانتدابنا رسميّا كأساتذة تعليم ثانوي
4) استعدادنا الصارم للدّفاع عن حقّنا في النّجاح والعمل وذلك بكل الأشكال النضالية المباشرة والمشروعة.
ونهيب بكلّ حاملي الشّهادات المعطّلين عن العمل بتنظيم نضالاتهم للمطالبة بحقّ الشّغل، كما نهيب بكلّ فعاليات المجتمع المدني نصرتنا لنيل مطالبنا المشروعة.
والـــــــــســـــــلام
– البشير المسعودي (37 سنة) أستاذية فلسفة 1998
– الجيلاني الوسيعي ( 35سنة) أستاذية عربية 1999
– محمد مومني (33 سنة) أستاذية فلسفة 1999 وباحث في ماجستير الفلسفة المعاصرة
– الحسين بن عمر (30 سنة) الأستاذية في الإعلامية 2001 وشهادة الدراسات العليا المتخصصة في نظم الاتصالات والشبكات 2003
– علي الجلولي (33 سنة) أستاذية فلسفة 2001
– لطفي فريد (32 سنة) أستاذية فلسفة 2002
– محمد الناصر الختالي (26 سنة) أستاذية فلسفة 2005
– حفناوي بن عثمان (33 سنة) أستاذية عربية 2005
التنسيقية المؤقتة لإتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل
بـــيان مساندة
تونس في 25 / 06/ 2006 دعت النقابة الأساسية للتعليم الثانوي الى تجمع أمام وزارة التربية والتكوين بتاريخ الإثنين 26 جوان2006 وذلك من أجل التأكيد على تمسكها والأساتذة بمطالبهم المشروعة التي خاضت من أجلها النقابة الإضرابات السابقة والتي جابهتها السلطة باللا مبالاة غير عابئة باحتجاجات أصحاب الشأن العلمي والتربوي ومطالبهم المشروعة. وتضامنا مع هذه التحركات المشروعة ومع كل خطوة نضالية من أجل الحق والعدالة والتقدم يعبر اتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل مساندته المبدئية والمطلقة للأساتذة التونسيين في كل تحركاتهم ويتبنى مطالبهم والتى أصبحت مطالب ملحة تتلاقى وأهداف إتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل وخاصة « التشغيل » ويدعو كافة القوى النقابية والسياسية والتقدمية إلى مساندة كل حركات الاحتجاج والنضال من أجل الحقوق المشروعة في مختلف القطاعات والمجالات. التنسيقية المؤقتة لإتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل الشريف خرايفي 20850131 فلة الرياحي 21591905 الحسن رحيمي 21918197 سالم العياري 97433958
المجلس الوطني للحريات بتونس
تونس في 26 جوان 2006
بيان توضيحي على اثر صدور توصيات ورشة عمل « العدالة والسلام في دارفور »
لقد شارك المجلس الوطني للحريات بتونس مع جمعيات حقوقية عربية وإفريقية عديدة في أعمال ورشة العمل حول قضايا العدالة والسلام في دارفور التي التأمت بالدار البيضاء يومي 16 و17 جوان 2006 بدعوة من « مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان » بالاشتراك مع « المنظمة المغربية لحقوق الإنسان » و »مركز دراسات حقوق الإنسان والديمقراطية » (المغرب). وعلى ضوء صدور البيان الختامي والتوصيات يرى المجلس من الضروري إبداء التوضيحات التالية : 1. إنّ المجلس إذ يؤكّد تبنّيه لجميع التوصيات المنبثقة عن الورشة وتثمينه لمستواها، وإذ يشدّد في الوقت نفسه على حرصه الدائم على التقيّد بالاعتبارات الحقوقية دون سواها، فهو يعبّر عن بالغ أسفه لعدم إدراج تحفظات المدافعين عن حقوق الإنسان في العالم إزاء عرقلة الولايات المتحدة لآليات المحاسبة الدولية بالقدر المطلوب، رغم تدخلات مندوب المجلس الوطني للحريات بتونس المكررّة والملحة و أوجب لذلك التحفظ و عدم توقيعه البيان الختامي. 2. يدين المجلس الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي اقتُرفت في إقليم دارفور السوداني في حق المواطنين العزّل في نطاق حملات واسعة للقتل الأعمى واغتصاب النساء والبنات والتعذيب والتهجير والنهب والسلب التي انتظمت بدعم وتشجيع من الحكومة السودانية وخلّفت ما يقارب الثلاثة ملايين من الضحايا، ويعتبرها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. إنّ تورّط الحكومة السودانية في ما يشابه حملة إبادة استهدفت صنفا من مواطني السودان بمقتضى التوجهات العنصرية للسلطة السودانية قد تمّ في ظلّ الصمت الرسمي العربي والتعتيم الإعلامي. على هذا الأساس فإنّه من الضروري دعم كل الإجراءات الدوّلية الهادفة إلى نجدة الأهالي وحماية المدنيين بإقليم دارفور – وخاصة منهم النساء والأطفال – وإحلال السلام، تمهيدا لإحداث الإصلاحات الديمقراطية، وفي مقدمتها مهمّة وضع حدّ لإفلات الجناة من العقاب وتفكيك آليات الحصانة التي وضعت لحمايتهم. و في هذا الاطار يرى المجلس أنّ قرار مجلس الأمن رقم 1593 الذي فوضّ إلى النيابة لدى المحكمة الجنائية الدولية مأمورية وتتبّع الجناة في جرائم دارفور يكتسي سابقة تاريخية واعدة بالنسبة لتطلّعات ملايين ضحايا الاستبداد ونشطاء حقوق الإنسان في العالم العربي، جاءت تدعيما للتقدّم الذي تحقق في العشرية الماضية مع تأسيس المحكمة الجنائية الدولية وإحالة عديد الجلادين على محاكم الدول الديمقراطية بمقتضى مبدأ التخصص الكوني. غير أنّ القرار المذكور كرّس في الوقت ذاته تنازلا خطيرا للجهات المعادية للمحكمة الجنائية الدولية ولجميع آليات مكافحة الإفلات من العقاب والتي تتزعّمها الإدارة الأمريكية – بإقرار مجلس الأمن لمبدأ استثناء منظوري البلدان الغير الأطراف في المحكمة عن دائرة نظرها في قضية جرائم دارفور – ممّا يؤدّي إلى تفاقم قاعدة ازدواجية المعايير المعتمدة حاليا في العالم و حتى داخل الأمم المتّحدة في بعض الحالات، ويخضع أداء آليات المحاسبة الدولية لعلاقة القوة ولمصالح الدول الكبرى وهو من شأنه أن ينال من مصداقيّة هذه الآليات. عن المجلس الناطقة الرسمية سهام بن سدرين
مركز القاهرة
لدراسات حقوق الإنسان
بالتعـاون مـع
|
مركز دراسات حقوق الإنسان
والديمقراطية (المغرب)
|
المنظمة المغربية
لحقوق الإنسان
|
تحالف المنظمات الأفريقية
من أجل دارفور
|
توصيات ورشة عمل « العدالة والسلام في دارفور »
الدار البيضاء 16-17 يونيو 2006
بدعوة من مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، بالتعاون مع المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، ومركز دراسات حقوق الإنسان والديمقراطية بالمغرب، وتحالف المنظمات الأفريقية والدولية من أجل دارفور، عقدت ورشة عمل » نحو تكامل أدوار المجتمع المدني العربي والإقريقي من أجل قضايا السلام والعدالة في دارفور » ،وذلك في الدار البيضاء يومي 16-17 يونيو 2006، بمشاركة 24 منظمة عربية وأفريقية، وعدد من المنظمات غير الحكومية الدولية، والإعلامين والأكاديميين، وممثلين عن المحكمة الجنائية الدولية، هذا و قد شارك في الجلسة الافتتاحية ممثل عن جامعة الدول العربية .
وقد أكدت المنظمات المشاركة على التوصيات التالية:
اتفاق أبوجا خطوة أولى
1. اعتبر المشاركون/ المشاركات اتفاق أبوجا خطوة للأمام لنزع فتيل الحرب ووقف التداعيات الإنسانية الخطيرة في دارفور،إلا أن نجاح هذه الخطوة مشروط بوجود أليات فعالة لمراقبة تنفيذ بنود الاتفاق باشتراك كافة الفعاليات المدنية والسياسية في السودان، والأطراف الإقليمية والدولية المعنية، دون أن تكون للحكومة اليد العليا أو فرض هيمنتها على تنفيذ الأتفاق . كما أكدوا ان احقاق السلام والاستقرار لن يتما إلا بإزالة الأسباب التي أدت الى نشوب النزاع في المقام الأول، وليس فقط احتواء النزاع على المدى القصير، تلك الأسباب تكمن في أزمة التحول الديمقراطي،والمشاركة في صنع القرار السياسي،وعدالة توزيع الثروة، والتنمية المتوازنة،و احترام حقوق الإنسان، فضلاً عن ضمان أليات للمحاسبة والعدالة، وانصاف ضحايا جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية. كما أن الاتفاق لابد وأن يرتبط باستراتيجية شاملة للسلام والتنمية في السودان ككل، لتجنب تجدد نشوب أي نزاعات مسلحة مستقبلية محتملة لذات أسباب ندلاعها في دارفور.
2. التأكيد على أن أى أتفاق يقتضى بالضرورة رضاء كافة الأطراف المعنية، ولا يجوز فرضه على الجهات الرافضة. في هذا الإطار حث المشاركون/المشاركات الاتحاد الأفريقي والوسطاء الدوليين في عملية السلام على عدم إغلاق الحوار مع الحركات المسلحة الرافضة للإتفاق بشكله الراهن، ومحاولة التوصل لحلول مرضية لكافة الأطراف.وضرورة عقد المؤتمر الدارفوري الدارفوري، المقترح بموجب الاتفاق، بمشاركة الجميع بما فيها الفصائل الرافضة للإتفاق، وضمان إشراك المجتمع المدني العربي والأفريقي بصفة مراقب، على أن يمنح المؤتمر صلاحيات أوسع للوصول إلى مقررات يقبلها الجميع.
3. عبر المشاركون عن قلقهم تجاه عدم وفاء حكومة الخرطوم بتطبيق التزاماتها كاملة فيما يتعلق بالتحول الديمقراطي في اتفاقية السلام مع الجنوب، والدستور الانتقالي، عبر استمرار الاعتماد على بنية تشريعية مقيدة للحقوق والحريات وخاصة في مجالات الإعلام، واستقلال القضاء، والمجتمع المدني، والتضييق على مدافعي حقوق الإنسان و التحرش بهم ،أو استمرار تهميش باقي القوى السياسية الأساسية في السودان من العملية السياسية، ودعوا الحكومة الى التطبيق النزيه غير الانتقائي للإتفاقية والدستور.
حماية المدنيين
4. حث جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي وحكومة السودان على الإسراع في دعم ترتيبات نقل مهام حفظ السلام ،وحماية المدنيين إلى الأمم المتحدة.
5. مطالبة المجتمع الدولي بتعزيز القدرات اللوجستية والمالية والعددية لبعثة الاتحاد الأفريقي في دارفور لإنفاذ الترتيبات الأمنية لإتفاق السلام، وتوسيع ولاية قوات الاتحاد الأفريقي لتشمل حماية المدنيين إلى أن تتم عملية نشر لاحقة لقوات تابعة للأمم المتحدة.
6. حث جامعة الدول العربية على تنفيذ قرار القمة العربية الأخيرة بالخرطوم والقاضي بالتزام الدول العربية بتقديم مساعدات مالية لبعثة قوات الاتحاد الأفريقي، ولمعالجة الوضع الإنساني في الإقليم.
7. التزام حكومة الخرطوم بالإسراع بنزع سلاح ميليشات الجنجاويد، والوقوف بحزم ضد أي تهديد يتعرض له المدنيون قي الإقليم.
8. مطالبة حكومة السودان بوقف كل الممارسات القمعية والأمنية تجاه مدافعي حقوق الإنسان ومنظمات الإغاثة السودانية والدولية العاملة في الإقليم، وتوفير مناخ آمن لعمل هذه المنظمات ، وتحذرفي ذات الوقت من محاولات فرض الوصاية الأمنية على منظمات حقوق الإنسان وباقي مؤسسات المجتمع المدني السودانية، باستخدام قيود قانونية تتعارض بشكل صارخ مع التزامات حكومة الخرطوم بموجب الاتفاقات الدولية لحقوق الإنسان.
9. التشديد على حكومة الخرطوم و الحكومات الإقليمية في دارفور لمواجهة أشكال العتف ضد المرأة وخاصة حالات العنف الجنسي المنتشرة في دارفور، و ذلك من خلال التحقيق في حالات الاغتصاب وتسهيل اجراءات الشكاوى، وتسهيل عمل المنظمات الغير حكومية المعنيية بإعادة التأهيل النفسي للضحايا.
10. ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي الاجراءات الكفيلة بتحقيق مناخ مستقر وأمن على الحدود بين تشاد والسودان، وإلزام الطرفين السوداني والتشادي بوقف التصعيد المسلح بينهما، لما في ذلك من اثار انسانية خطيرة على اللاجئين والنازحين في هذه المنطقة ، وإلزام الطرفين باحترام تنفيذ اتفاق طرابلس الذي تم التوصل اليه في 8 فبراير 2006.
العدالة والمحاسبة
11. مطالبة حكومة السودان وباقي حكومات الدول المعنية بالتعاون الكامل مع المحكمة الجنائية الدولية، وتسهيل عمل المدعي العام المكلف بالتحقيق في الفظائع المرتكبة في الإقليم، وتقديم المتهمين بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية للعدالة الدولية.
12. تقديم مزيداً من الضمانات لاستقلال وحياد لجنة تعويض ضحايا جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في الإقليم في صندوق التعويضات المخصص لذلك، المنصوص عليها في اتفاق أبوجا، وحث حكومة الخرطوم على تخصيص مزيد من الدعم المالي المناسب لتعويض كافة المتضررين بشكل منصف وعادل.
13. الدعوة إلى تشكيل لجنة مستقلة للحقيقة والإنصاف كتدبير مكمل وليس بديلاً للعدالة الجنائية، لكشف حقيقة الجرائم التي وقعت خلال فترة النزاع، واقتراح اشكال جبر الضرر، وأن يمتد نطاق عمل هذه اللجنة لسنوات الحرب في الجنوب، وذلك من خلال فتح نقاش بين مختلف فعاليات المجتمع المدني والضحايا، حول أفضل الطرق ملاءمة للواقع السوداني، وبالاستفادة من التجارب الدولية و المغربية في هذا المجال.
14. مطالبة الحكومة السودانية بتعزيز النظام القضائي في السودان بما يضمن استقلاله ونزاهته، لوضع حد لسياسة الإفلات من العقاب، وتحقيق العدالة والإنصاف لضحايا انتهاكات حقوق الإنسان.
15. حث حكومات الدول العربية والجامعة العربية ومنظمات المجتمع المدني في المنطقة العربية على تعبئة الموارد السياسية والبشرية والمادية من أجل المساهمة في حل جذري لنزاع في دارفور، والمشاركة في الجهود الإقليمية والدولية لإنهاء الصراع في هذه المنطقة، وتقديم العون الإنساني للمتضررين، ورفع وعي شعوب المنطقة بالأبعاد المختلفة لأزمة دارفور.
المنظمات المشاركة
مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان
المنظمة المغربية لحقوق الإنسان
مركز النديم لتأهيل ضحايا التعذيب / مصر
الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات / لبنان
مؤسسة حقوق الانسان والحق الانساني / لبنان
جمعية الحقوقيين / الامارات العربية المتحدة
مركز البحرين لحقوق الانسان / البحرين
مركز دراسات حقوق الإنسان والديمقراطية
الرابطة التونسية لحقوق الانسان / تونس
المنظمة السورية لحقوق الانسان / سوريا
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان
تحالف المنظمات الافريقية والدولية من اجل دارفور
مركز الخرطوم لحقوق الانسان / السودان
مركز الامل لعلاج وتاهيل ضحايا التعذيب / السودان
الجمعية العراقية لحقوق الانسان / العراق
مركز المعلومات والتاهيل لحقوق الانسان / اليمن
مركز أندلس لدراسات التسامح ومناهضة العنف / مصر
شبكة اتصالات وتنمية المرأة الأفريقية / بوروندي
مركز دارفور للعون والتوثيق / سويسرا
منظمة غرب أفريقيا غير الحكومية للاجئين والنازحين/ السنغال
مركز دراسة العنف والمصالحة / جنوب أفريقيا
المبادرة الدولية لحقوق اللاجئين / أوغندا
المنظمة السودانية لمناهضة التعذيب/ بريطانيا
التجمع الأفريقي للدفاع عن حقوق الإنسان / السنغال
السلطات التونسية توقف إسلاميين دربتهم «السلفية» للقتال في العراق
تونس – رشيد خشانة أفادت مصادر قضائية أن الأمن التونسي اعتقل مجموعة من الإسلاميين قال إنهم اعترفوا بتلقي تدريبات في أحد معسكرات «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» في الجزائر، تمهيداً للمشاركة في القتال ضد قوات التحالف في العراق. وقالت إن الشبان الذين يُقدر عددهم بعشرة عناصر اعتقلوا في محافظة القصرين قرب الحدود مع الجزائر، بعدما عادوا إلى تونس عبر الطرق الجبلية الوعرة على الحدود منتصف الشهر الجاري. وطبقاً للمصادر، ارتابت الجماعة الجزائرية في أمر الشبان، فنقلت معسكرها إلى منطقة أخرى في «الجبل الأبيض» (شرق) ولم تأخذهم معها، فاضطروا إلى العودة إلى بلدهم. واعتبر خبير في شؤون الجماعات الإسلامية، رفض ذكر اسمه، أن هذه التطورات تشير إلى أن «طريق التطوع للمشاركة في المقاومة العراقية التي كانت تمر عبر ليبيا ثم سورية للوصول إلى مدينة القائم العراقية، باتت تمر عبر الجزائر في الفترة الأخيرة بعدما أعلنت الجماعة السلفية للدعوة والقتال تحالفها مع تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين». وفي سياق متصل، أكد نشطاء في مدينة قفصة (جنوب القصرين) أن قوات الأمن اعتقلت في الأيام الأخيرة أكثر من عشرة طلاب يدرسون في جامعة المدينة وفتشت منازلهم وصادرت أجهزة كومبيوتر وأقراصاً ممغنطة بعد الاشتباه في صلاتهم بموقع لتنظيم «القاعدة» على الإنترنت ومواقع أخرى مصنَفة ضمن لائحة المواقع الإرهابية. ولم يُعرف مصير المعتقلين الذين نقلوا إلى العاصمة تونس. من جهة أخرى، قال المحامي عبدالرؤوف العيادي إن مجموعة من الشبان من مدينة منزل بورقيبة يمثلون أمام محكمة في تونس الأربعاء المقبل، بموجب قانون مكافحة الإرهاب، بعد اتهامهم بالتخطيط للذهاب إلى العراق عبر الجزائر للمشاركة في القتال. وأضاف أن طالباً يدعى ماهر بزيوش سيحاكم في الثاني عشر من الشهر المقبل مع شقيقه مروان الموجود خارج البلاد بالتهم نفسها. وكان مجلس النواب التونسي سن قانون مكافحة الإرهاب نهاية العام 2003. (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 26 جوان 2006)
السلطات التونسية تشن حملة اعتقالات جديدة في صفوف الإسلاميين
تونس – خدمة قدس برس
شنّت السلطات التونسية خلال الأسبوعين الماضيين حملة اعتقالات واسعة في صفوف رجال وشبان إسلاميين من عدة محافظات. وفي الوقت الذي أخذت فيه هذه الاعتقالات طابعاً سرياً، إذ لا يعلم حتى أهالي المعتقلين الأسباب الحقيقية وراء هذه الحملة؛ فإنّ المجلس الوطني للحريات، وهو منظمة حقوقية، عبّر عن قلقه الشديد إزاء تزايد حالات الإيقاف بذريعة « مكافحة الإرهاب« .
وذكرت حبيبة الغزواني، من مدينة سكرة التابعة لولاية أريانة، إحدى ضواحي العاصمة التونسية، أنّ زوجها رياض بن محمد الوسلاتي تم اعتقاله ليلة 16 حزيران (يونيو) الجاري في الساعة الواحدة صباحاً، من قبل مجموعة من عناصر الأمن الذين يرتدون الزيّ المدني، كما قاموا بتفتيش المنزل.
وقالت الغزواني إنّه تم اقتياد زوجها إلى مكان مجهول دون أن تعلم سبب الاعتقال. من جهة أخرى؛ ذكرت زوجة نوفل ساسي، البالغة من العمر خمسين عاماً، إنّ قوات الأمن بالزي المدني اعتقلت زوجها منذ يوم (15/06) من الشهر الجاري، دون أن تعلم إلى حد اللحظة شيئاً عن سبب الاعتقال ولا مكانه. وأضافت المتحدثة أنّ زوجها كان قد اعتُقل في بداية التسعينات بسبب انتمائه إلى تنظيم صغير يُعرَف بـ « الجبهة الإسلامية« .
وعلمت « قدس برس » من مصادر عدّة، أنّ عدداً من الطلبة تم اعتقالهم بمدن المنستير وقفصة وقابس والقصرين، حيث يشتبه في تعاطفهم مع منظمة « القاعدة ». وقال ناشطون إنّ قوات الأمن داهمت سكن الطلاب وحجزت لديهم أقراصاً مدمجة ووثائق مسحوبة من الانترنت تتحدّث عن الجهاد وعن الاحتلال الأمريكي في العراق.
وأوضح المجلس الوطني للحريات، في بيان أرسلت نسخة منه إلى « قدس برس »؛ إنه « يجري منذ أكثر من سنة إيقاف عشرات المواطنين معظمهم من الشبّان، ويُحال أغلبهم على الدائرة الجنائية بمحكمة تونس، بموجب قانون مكافحة الإرهاب« .
وتحدّث بيان المجلس، الموقّع من المتحدثة باسمه سهام بن سدرين، أنّ عمليات الإيقاف والاستنطاق « تتم في سرية تامّة ولا يُعرف مصير هؤلاء المواطنين عادة إلاّ بعد إيداعهم السجن بعد مجهودات مضنية من العائلات أو معلومات مصدرها المساجين أو مكالمات هاتفية مجهولة أو المحامين »، حسب توضيحه.
هذا وتتحدث بعض الجهات الحقوقية عن وجود مئات المعتقلين الإسلاميين من الشبان الذين تتهمهم السلطات التونسية بتبني « أفكار متطرفة »، والتخطيط للالتحاق بالمقاومة العراقية للمشاركة في القتال ضد القوات الأمريكية والأجنبية هناك في العراق
(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال بتاريخ 26 جوان 2006)
مدرسون تونسيون يصعدون احتجاجاتهم للمطالبة بتحسين أوضاعهم
تونس (رويترز) – تجمع عشرات المدرسين التونسيين يوم الاثنين أمام وزارة التربية للمطالبة بتحسين أوضاعهم الاجتماعية في أحدث تصعيد لازمتهم مع الحكومة التي اندلعت في ابريل نيسان الماضي. ورفع عشرات المعلمين الذين وصلوا الى مقر وزارة التربية شعارات تنادي بحقهم في تحسين اوضاعهم ورفع المنح المخصصة لهم واحترام حقهم النقابي في التجمع. وقال شهود عيان ان قوات الشرطة التي الطرق المؤدية الى الوزارة منعت عشرات آخرين من المدرسين من الوصول الى مكان التجمع. وقال طارق محضاوي المسؤول بنقابة التعليم الثانوي لرويترز « اضطر أكثر من 300 أستاذ لاقامة تجمع ثان بساحة محمد علي أمام الاتحاد التونسي للشغل بعد ان فرقتنا الشرطة من أمام الوزارة. » وردد المدرسون في ساحة محمد علي شعارات « مطالبنا مشروعة » و »الحق النقابي واجب » ورددوا النشيد الوطني. وتطالب نقابة التعليم الثانوي بخفض سن التقاعد الى 55 عاما من 60 عاما وتخصيص منح للعودة المدرسية واحترام حق التجمع. وقالت ان هذا التجمع يأتي احتجاجا على عدم الاستجابة الوزارة لمطالب المدرسين. وأضرب الاف المدرسين في ابريل الماضي عن العمل ليوم واحد كما امتنعوا في الآونة الاخيرة عن تصحيح الامتحانات لمدة ساعة واحدة احتجاجا على عدم تنفيذ مطالبهم. لكن وزارة التربية وصفت هذه الاضرابات بانها « تصعيد من شانه ان يزج بالمدرسة في متاهات لا حاجة بها » معتبرة ان خفض سن التقاعد امر يهم كافة العاملين بالحكومة ومن ثم لا يمكن حسمه في قطاع واحد دون بقية القطاعات وقالت ان حق التجمع يكفله الدستور. ويعتقد على نطاق واسع ان اضراب المعلمين يسبب حرجا للحكومة التي تعتبر من اكثر دول القارة الافريقية تقدما في مجال التعليم والتي تفاخر بما حققته من نسب عالية في الالتحاق بالمدارس والتي تتجاوز 90 بالمئة حسب احدث الارقام الرسمية. (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 26 جوان 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)
جمعية الزيتونة بسويسرا تنظم تجمعا بجينيف
نظمت جمعية الزيتونة بسويسرا يوم السبت 24 جوان، تجمعا حاشدا أمام البريد المركزي بمدينة جينيف استمر من الساعة الثانية بعد الظهر إلى حدود الساعة الرابعة، تضامنا مع المساجين السياسيين بتونس، ودعما لما يقوم به المجتمع المدني التونسي من نضال مستمر من أجل ترسيخ قيم الديموقراطية والحرية وحقوق الإنسان. كما كان هذا التجمع فرصة عبر خلالها الحاضرون من الجالية التونسية بسويسرا عن دعمهم الكامل للنضالات المستمرة بالداخل من مختلف شرائح المجتمع المدني. كما حيت الجموع الحاضرة نضالات المساجين والمحامين والقضاة ومختلف الشرائح الوطنية المناضلة. ورفعت خلال التجمع شعارات مناهضة للنظام التونسي ومنددة بممارساته القمعية. كما انطلقت في حدود الساعة السادسة مساء بقاعة غاندي بدار الجمعيات بجينيف أمسية ثقافية حوارية حضرها عدد من المثقفين و المهتمين بحقوق الإنسان من بينهم الأستاذ محمد بوثالجة عضو الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين والسيدة فيولات داقارعضو اللجنة العربية لحقوق الإنسان. دار خلالها حوار مطول حول الوضع التونسي وما يشهده من تضييق واضطهاد، وما يمارسه النظام من دكتاتورية وظلم، كما شدد الحاضرون على مسؤولية الأمم المتحدة باختيارها تونس عضوا في مجلس حقوق الإنسان وعبروا عن استياءهم لذلك. كما كانت الأمسية فرصة انشد خلالها المنشد بوكثير بن عمر وفرقته حتى ساعة متأخرة. (المصدر: موقع نهضة.نت بتاريخ 26 جوان 2006 على الساعة الواحدة و50 دقيقة فجرا)
25 يونيو / حزيران 2006 باريس – فرنسـا
** نصب تذكاري للمراسلين في بايو – فرنسا ** ** مراسلون بلا حدود – RSF **
تطلب منظمة مراسلون بلا حدود مساعدتها على إعداد لائحة بأسماء الصحافيين لذين تعرّضوا للقتل في العالم منذ العام 1944. اختارت مدينة بايو في نورماندي، بالتعاون مع منظمة مراسلون بلا حدود، استقبال نصب تذكاري لإحياء ذكرى الصحافيين الذين لاقوا حتفهم فيما يمارسون مهنتهم. يعتبر هذا الموقع المكرّس بكامله للمراسلين وحرية الصحافة الأوّل من نوعه في أوروبا، ومن المفترض أن ينطوي على منتزه طبيعي تنتشر فيه حجارة بيضاء تحفر عليها أسماء الصحافيين الذين تعرّضوا للقتل في العالم منذ العام 1944. لإنجاز هذا المشروع، تطلب منظمة مراسلون بلا حدود من كل العاملين في مجال حرية الصحافة والتعبير في أنحاء العالم كافة مساعدتها على إعداد لائحة بأسماء الصحافيين الذين تعرّضوا للقتل. إن كنتم تعرفون اسم صحافي أو عدة صحافيين لاقوا حتفهم فيما يمارسون مهنتهم منذ العام 1944، الرجاء الاتصال بمنظمة مراسلون بلا حدود وإرسال كل المعلومات المتوفرة لديكم (اسم الضحية، والوسيلة الإعلامية التي كانت تعمل لحسابها، وتاريخ الوفاة ومكانها) عبر البريد الإلكتروني على العنوان: memorial@rsf.org تضاف الأسماء المقدّمة، بعد التحقق منها، إلى اللائحة ومن ثم تحفر على حجارة النصب التذكاري للمراسلين. يتوجه هذا البيان الصحافي إلى هيئات التحرير، والجمعيات المهنية، و النقابات، والمنظمات غير الحكومية في العالم أجمعين. وقد ترجم إلى حوالى عشر لغات. تتمنى عليكم منظمة مراسلون بلا حدود نشر هذا البيان و توزيعه على زملائكم وأصدقائكم. 5 rue Geoffroy-Marie – 75009 Paris – هاتف: 84 84 83 44 1 33 – فاكس: 51 11 23 45 1 33 بريد الكتروني memorial@rsf.org للمزيد من المعلومات http://www.rsf.org
تونس تستضيف الآلية الأورومتوسطية للاستثمار والشراكة
تستضيف تونس اليوم الاجتماع الدوري السادس للآلية الأورومتوسطية للاستثمار والشراكة والاجتماع الثاني الأورومتوسطي لوزراء الاقتصاد والمالية. وتعد الآلية الأورومتوسطية نظام تمويل تابعا لبنك الاستثمار الأوروبي، أكبر مصدر تمويل للقروض في منطقة المتوسط. وأنشئت الآلية في أكتوبر/تشرين الأول 2002 بهدف مساعدة بعض البلدان المتوسطية على النمو الاقتصادي والاجتماعي والتوجه نحو الاندماج الإقليمي لإرساء منطقة للتبادل الحر في حوض المتوسط عام 2010. ويبحث الاجتماع زيادة الدعم المقدم للقطاع الخاص والصناعات الصغيرة والمتوسطة وزيادة تدفق الاستثمارات إلى دول جنوب المتوسط. وكانت قروض بنك الاستثمار الأوروبي قد ارتفعت إلى نحو 2.5 مليار دولار العام الماضي. (المصدر: موقع الجزيرة.نت بتاريخ 26 جوان 2006 نقلا عن وكالة الأنباء الألمانية)
اتفاق علي إطلاق صندوق استثماري لصالح القطاع الخاص بالمغرب العربي
تونس ـ (وكالة الأنباء القطرية – قنا) – وقعت بالعاصمة التونسية امس الاول اتفاقية اطلاق صندوق استثماري موجه لصالح مشاريع القطاع الخاص في كل من تونس والمغرب والجزائر. وجاء توقيع اتفاقية اطلاق هذا الصندوق الذي حددت استثماراته الاولية بمبلغ 55 مليون يورو وتموله اطراف اوروبية، مثل البنك الاوروبي للاستثمار، ودولية علي غرار المؤسسة المالية التابعة للبنك الدولي، وكذلك مؤسسات مالية من فرنسا وهولندا وبلجيكا، عشية انعقاد الاجتماع الدوري السادس للآلية الاوروبية/المتوسطية للاستثمار والشراكة والاجتماع الثاني الاوروبي المتوسطي لوزراء الاقتصاد والمالية الذي بدأ اعماله في تونس بعد ظهر امس الاحد. ويستمر الاجتماع يومين. واوضح فيليب دوفنتان فيف نائب رئيس البنك الاوروبي للاستثمار خلال حفل التوقيع ان هذا الصندوق يهدف الي الاستثمار في اسهم الشركات التابعة للقطاع الخاص عبر التدخل في رؤوس اموالها لتوفير الاموال الذاتية الضرورية لانجاح مشاريعها عبر الية التوظيفات ذات رأس مال مخاطر. واضاف ان المساهمة، انطلاقا من هذا الصندوق الذي قد تتوسع استثماراته لتبلغ 100 مليون يورو، يمكن ان تصل الي 7 ملايين يورو للمشروع الواحد، وهو ما يعكس توجه الصندوق الاستثماري الي الشركات الكبيرة نسبيا في المنطقة المغاربية. يشار الي ان الآلية الاوروبية/المتوسطية للاستثمار والشراكة انشئت في تشرين الاول (اكتوبر) عام 2002 بهدف مساعدة البلدان المتوسطية علي مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية للشراكة الاوروبية المتوسطية ودفع نسق اندماج هذه البلدان علي المستوي الاقليمي في اطار ارساء منطقة للتبادل الحر مع حلول عام 2010 وكذلك تطوير القطاع الخاص اما بشكل مباشرة اوغير مباشر عبر تمويل مشاريع تساهم في ارساء مناخ ملائم للاستثمار الخاص. وقد بلغت التمويلات التي اسندت للمنطقة منذ انشاء هذه الآلية ما يناهز 2.7 مليار يورو منها 50 بالمائة لصالح القطاع الخاص بشكل مباشر او عن طريق المؤسسات المالية. واستفادت تونس في اطار هذه الآلية بما قيمته 959 مليون يورو بما مكن من مضاعفة مستوي تمويل البنك الاوروبي مقارنة بالفترة الماضية. (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 26 جوان 2006)
سهام بن سدرين:
هناك تنسيق منهجي بين حكوماتنا لتبادل الخبرات في قمع الحريات والصحافيين
احتضنت مدينة الدار البيضاء، خلال الأسبوع الماضي، ندوة دولية حول حرية الصحافة في شمال إفريقيا، بمشاركة حقوقيين وصحافيين من المغرب وتونس ومصر، وبرعاية منظمات دولية. وقد تمخض عن هذه الندوة الإعلان عن تأسيس مجموعة العمل للدفاع عن حرية الصحافة والتعبير في شمال إفريقيا، والتي تضم مناضلين من بلدان المنطقة الست وتسعى للتضامن الأفقي في مواجهة، ما اعتبرته منسقتها تضامنا بين الحكام في قمع الحريات والصحافيين. ** تعتزمون إنشاء شبكة للدفاع عن حرية الصحافة والتعبير بشمال إفريقيا، بماذا يتعلق الأمر بالضبط؟ يتعلق الأمر بمجموعة عمل شمال إفريقيا من أجل الدفاع عن حرية التعبير والصحافة، وهي ليست تنظيما جديدا وإنما عبارة عن شبكة تعتمد على التنظيمات الحقوقية الموجودة أصلا، كالنقابة الوطنية للصحافة المغربية والجمعية المغربية لحقوق الإنسان ونقابة الصحافة في تونس، والرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان، ونقابة الصحافيين المصريين… بالإضافة إلى شخصيات صحافية من بلدان شمال إفريقيا الستة. نلاحظ أن هناك تنسيقا دقيقا ومستمرا ومنهجيا بين حكومات المنطقة، على مستوى وزراء الداخلية الذين يجتمعون كل شهر، من أجل تبادل الخبرات في قمع الحريات وقمع الصحافيين. وسنحاول من جهتنا أن ننسق ونتضامن مع ضحايا هذه الانتهاكات، ونعتقد أن هذا النوع من التضامن الأفقي له دور فعال. هناك بالفعل تضامن عمودي، عن طريق اللجوء للمنظمات الدولية، لكن الوقت يفرض علينا أن ننسق فيما بيننا أكثر. سنهتم بكل ميادين التعبير، لكننا سنركز أكثر على حرية الصحافة. ** ما هي أهداف هذه الشبكة؟ برنامج عمل هذه الشبكة ليس هو نفس برنامج المنظمات النقابية والحقوقية التي تشكلها، لأنها لا تهدف أبدا إلى تعويض هذه المنظمات في أنشطتها العادية، بل تسهيل العمل التضامني. وهكذا، فهدفنا الأول هو جمع المعلومات، لأننا في كثير من الأحيان نجهل أشياء عن بعضنا البعض. وسنخلق موقعا إلكترونيا نجمع فيه هذه المعلومات، كما سنرتبط فيما بيننا عبر شبكة اتصال إلكترونية (mailing-liste). هدفنا الثاني يتمثل في تسهيل أعمال المجموعات، بحيث تتحرك الشبكة ككل مباشرة بعد تلقي طلب أو نداء من أحد مكوناتها. والهدف الثالث يتجلى في وظيفة الترافع، بحيث سنتحرك كمجموعة ضغط، على مستوى المنظمات الدولية كالمجلس الجديد الذي تم انتخابه على مستوى الأمم المتحدة، والذي سيعقد أول جلسة له في 19 يونيو المقبل، والاتحاد الإفريقي ومنظمة اليونسكو وغيرها. وهي مؤسسات سنتوجه لها كمجموعة وليس كهيآت منفردة. كما سنسعى إلى تنظيم دورات تكوينية لتمكين أعضاء الشبكة من تأمين ولوجهم للأنترنيت وحماية أنفسهم من القراصنة. وطبعا، سنتحرك كشبكة ونقوم باللازم، عندما يكون أي منا مهددا في حريته. ** هل هناك أولويات معينة في جدول أعمال هذه الشبكة؟ ليس هناك جدول عمل معين، فنحن لا نتحرك من تلقاء أنفسنا وإنما بناء على طلب من أحد أعضائنا. ** ما هي الوسائل التي ستعتمدونها في تنفيذ أهدافكم؟ سنعتمد كل وسائل الضغط والاحتجاج، حسب طبيعة المشاكل المطروحة، فيمكن أن ننظم مظاهرات أو حملات إعلامية أو تحرك إلكتروني (web action) أو حملات توقيع، أو نرفع رسائل للحكام. نحن نعتبر أنفسنا كمجموعة ضغط على حكامنا. وطريقة العمل لا تستثني أي شكل من أشكال التحرك بطلب من العضو المتضرر. وعلى مستوى الهيكلة، لدينا منسق ومساعدان يتغيرون كل سنة. وأنا حاليا أتولى مهمة المنسق فيما يتولى مهمة المساعدة في التنسيق كل من أبوبكر الجامعي والحقوقي المصري جمال عيد. ** كيف سيتم تمويل هذه الشبكة؟ تلقينا دعما من طرف كل من منظمة اليونسكو والمنظمة الدولية لدعم وسائل الإعلام (AMS) من أجل عقد هذا الاجتماع. كما تلقينا وعدا من ممثل اليونسكو في شمال إفريقيا بدعم مبادرتنا واعتبارها من أولويات برامج اليونسكو في قطاع الإعلام. كما اقترحت علينا شبكة التبادل الدولي في مجال حرية الصحافة (IFEX) التكفل بإنشاء موقعنا على الأنترنيت. ** ستكونون في مواجهة ستة أنظمة دفعة واحدة، كيف ستحمون أنفسكم؟ قوتنا وتضامننا هو ما سيحمينا، والحكومات تنزعج كثيرا من التضامن الأفقي فيما بيننا. هذه الحكومات تعودت على مواجهة تحركات منظمات دولية للاحتجاج على انتهاكات حرية التعبير التي تعرفها المنطقة، لكنها غير مستوعبة وغير قابلة أن تحتج النقابة المغربية، مثلا، على انتهاك يقع في تونس أو العكس. عندي ثقة أن هذه الشبكة ستكون قوية بقوة أعضائها، وهي مفتوحة في وجه أعضاء آخرين، بشرط أن تتوفر فيهم المصداقية وأن يعملوا في الميدان وأن لا يعترض عليهم الأعضاء المؤسسون. ** إلى أي حد يمكن لمثل هذه المبادرات أن تساهم في التغيير السياسي ببلدان المنطقة؟ نعتبر أن هناك تضامنا بين من يصادرون حرياتنا. وحينما نطالب حكومة ما بتحسين أوضاع الصحافة، فمن شأن ذلك أن يكون من وسائل تطوير الديمقراطية والتعددية في مجتمعاتنا، وجميع حكوماتنا تدعي الديمقراطية. نعتقد أن عملنا سيكون مهما جدا، لأنه لا يمكن أن تستقيم الديمقراطية في أي بلد كان بدون حرية تعبير حقيقية. النظام الذي يخاف من شيخ عمره 85 سنة نظام هش جدا ** ألا تخشين أن يتم اعتقالك بعد عودتك لتونس، كما حدث في مرات سابقة؟ لا أتصور ذلك، لكن في نفس الوقت أقول إنني أعمل ما أراه مناسبا وهم أيضا يؤدون دورهم، ولا يمكن أن أضرب ألف حساب لهم وألبي رغباتهم. أعتقد أن من واجبي كمناضلة حقوقية تونسية أن أرفع راية الحريات في تونس وأن أنسق مع كل من يمكن أن أنسق معه من أجل أن تتمكن شعوبنا من التعبير بكل حرية عن آرائها دون أن يتهددها أي شكل من أشكال القمع. ليس هناك نضال بدون ثمن وأنا مستعدة لأدفع أي ثمن في سبيل ذلك. ** منذ سنوات عديدة وأنت تناضلين مع رفاقك ضد النظام التونسي، ما الذي تحقق لكم من مكتسبات حتى الآن؟ أعتقد أن أهم شوط كسبناه في هذا المجال هو أننا تمكنا من كشف الوجه الحقيقي للنظام التونسي. ذلك أن تونس كانت تتمتع بصورة جيدة على هذا المستوى في بداية التسعينيات، في الوقت الذي كان هناك قمع شديد وهمجي، وكنا سجناء هذه الصورة المغلوطة. ولا أحد اليوم على جميع الأصعدة الدولية يقول بأن نظام بنعلي نظام ديمقراطي. ماعدا ذلك، ما يزال النظام يصادر كل الحريات، والتطورات الأخيرة تبعث على القلق. من ذلك مثلا، الطريقة التي منعوا بها انعقاد مؤتمر الرابطة التونسية لحقوق الإنسان، والهمجية التي هجموا بها على المناضل الحقوقي علي بنسالم، الذي يبلغ من العمر 85 سنة، الذي أخرجوه من بيته ليلا حافيا وبدون ملابس، فقط لأنه أصدر بلاغا يخبر فيه عن اعتداءات مدير سجن في حق معتقل سياسي بضربه بالمصحف، فاعتقل وتوبع بترويج أخبار زائفة بسوء نية! النظام الذي يحمل السلاح في وجه مناضلين حقوقيين ويخاف من شيخ عمره 85 سنة نظام هش جدا. ** إلى أي حد تبدو صورة الصحافة التونسية قاتمة اليوم؟ في تونس، ليس لنا أي صحيفة مستقلة، أي عن الدولة والأحزاب، منذ مجيء بنعلي إلى الحكم. وليس لنا أي تلفزيون حر ولا أية إذاعة حرة. كل ما هنالك صحيفتان لحزبين معارضين غالبا ما تتم مصادرتهما. عندنا معتقل مهم نعتبره من رموز النضال من أجل حرية التعبير في تونس وهو الأستاذ محمد عبو، الذي اعتقل منذ مارس 2005 لأنه نشر على الأنترنيت مقالا ينتقد فيه السجون التونسية، وهذا الموقع مغلق في تونس والقانون التونسي لا يعاقب إلا على الترويج داخل تونس! هذا دون الحديث عن التكنولوجيا الراقية جدا التي يستعملها النظام التونسي من أجل منع الإبحار الحر على الأنترنيت. فأنا وأصدقائي لا نستطيع قراءة مجلتنا الإلكترونية « كلمة » في تونس، ونضطر لتوزيع موادها عبر أقراص مدمجة منذ 1999. ولم يمنح أي ترخيص لأي صحيفة حرة في تونس منذ مجيء بنعلي، الذي قتل الصحف التي كانت موجودة أصلا. حاورها إسماعيل بلا وعلي (المصدر: صحيفة « الجريدة الأخرى » المغربية بتاريخ 26 جوان 2006) وصلة الموضوع: http://www.aljareeda.ma/article.
ما هذا يا « كريشان » و يا « خشانة » !!!
تابعت يوم الأحد كبعض الصحفيين التونسيين حلقة من حلقات برنامج » Les kiosques » على القناة الفرنسية 5TVو الخاصة بالصحافة المغاربية ،و قد انتابني الأسف ليس فقط على وضع الصحافة في تونس و نحن الصحفيون التونسيون الأكثر دراية بحقيقتها و حقيقة ما هي عليه من ضعف و من تبعية( هذا طبعا إن كان لي الحق في أن أكون واحدة منهم رغم عدم ممارسة النشاط الصحفي و اقتصاري على التكوين الأكاديمي-) ، فرغم أن الكثير من الأشخاص يحاولون » تغطية عين الشمس بالغربال » كما يقال-و لا يتحدثون صراحة عن حقيقة الوضع الداخلي للصحافة التونسية .و لكن ما آلمني أكثر من وضع صحافتنا هو تصريحات الأستاذان المتدخلان من تونس و هما زياد كريشان من مجلة « حقائق » و رشيد خشانة من جريدة « الموقف « .
فمن ناحية أولى ،الأستاذ زياد كريشان و قد تحدث عن استقلالية الصحافة في تونس و عن قيمتها وعن حريتها !!!،فعن أي استقلالية تتحدث يا أستاذ زياد ؟ و لا استقلالية في تونس إلا في المواضيع و المقالات التي تتحدث عن كرة القدم ، و حتى في هذا المجال كثيرا ما توجد حدود و خطوط حمراء لا يجب الاقتراب منها، و عن أي قيمة تتكلم؟ و الحال أن ما يميز الصحافة في تونس هو ضعف صدق الكلمة ، المماطلة ، المرور على الخبر مر الكرام و التحليل السطحي للأحداث- إن وجد هذا المرور و قل ما يكون – و عن أي صحافة حرة تتحدث؟ و الصحافة تشكو من الأسلاك و الأشواك التي تخنقها باسم هذا » ممنوع « و هذا » غير مسموح به » ، أم انك تعيش في بلد آخر ليس بتونس ، و الحال أن في بلادنا آلاف المواضيع الصحفية التي تستوجب أقلاما حرة و أصواتا تهتف بحب تونس و من أجل حب هذا البلد لتكشف المستور و تنادي بالإصلاح قبل أن يفوت الوقت و تغرق البلاد أكثر مما هي عليه الآن في بحر اللاحرية و اللااستقلالية للأقلام الصحفية . تقول يا أستاذ كريشان أن صحافة المعارضة موجودة و أن هناك 5 صحف معارضة !! فأين هي هذه الصحف الخمس ؟ أم الحال أنك لا تعرف العد، أين هي الصحف الخمس و أين هو التوزيع الذي تتحدث عنه؟ و مجملها حبر على ورق تصدر حين و تغيب أحيانا كثيرة ومنها التي توقفت عن الصدور منذ مدة، أقرأت يوما محتوى هذه الصحافة؟ و لمحت فيها الاستقلالية و الأقلام المحررة من القيود التي تحدثت عنها-باستثناء جريدة الموقف طبعا. ومن ناحية ثانية ، فالأستاذ رشيد خشانة، و الحق يقال أنه تحدث بصراحة و واقعية عن وضعية صحيفة الموقف و المشاكل التي تعانيها من رقابة و تضييق، و لكن ما يؤاخذ عليك يا أستاذي هو لماذا تطالب و تطلب من الاتحاد الأوروبي بأن يساعد صحافتنا التونسية لتتطور و لتكون ديمقراطية ؟ و الأحرى بك لو وجهت كلامك إلى الصحفيين التونسيين تطالب الصحفيين التونسيين و تدعوهم أن يقفوا وقفة واحدة و يتمعنوا في مستوى صحافتهم و كتاباتهم و يكون لهم حلمهم المشروع في أن يغيروا واقع و محتوى كتاباتهم ، و أأكد لك أن كل صحفي تونسي يحب تونس بصدق سوف يحس بما تشعر به و يفهم معاناتك أكثر، »و ما على الرسول إلا البلاغ » .
فيا أستاذ خشانة لا خير في تغيير يأتي به الغرب و لا خير في استفاقة لا تكون نابعة من أبناء هذا الوطن ، فالثورة على الوضع سوف تكون فعالة بإذن الله إذا كانت جماعية، فلا سلطة لحكومة على انتفاضة جماعية و لا سلطة لدولة على مطالب أبناءها خاصة إذا كان هدفها و غايتها تحسين صورة هذا البلد العزيز الذي أصبح حديث « كل من هب و دب »، هذا البلد الذي يزخر بثروة بشرية هامة و بأقلام راشدة ملهمة بحب تونس و لكن بأقلام مكبلة بالقيود أكثر .
و من ناحية ثالثة ، فأني كتونسية غيورة على هذا البلد ، أأسف أيضا أن يأتي الغرب ليدرس وضعية صحافتنا المغاربية و الأولى بنا لو قمنا نحن بذلك، و يؤلمني كذلك أن يوضع صحفي تونسي لقلمه قيمة لا يشكك أحد فيها في موضع المتفرّج أو في موضع المشكوك في صدق كلامه من طرف كل العارف بحقيقة الوضع الذي هي عليه ديمقراطية الصحافة التي يتحدث عنها ،فجميل يا أستاذ زياد أن نحب الوطن و لكن ليس بإخفاء العيوب و لكن بالشهادة الحق و الوعي بالحقائق و عدم الخجل منها، فهذا وطننا و هذه حال صحافتنا.و لنأمل جميعا أن يبقى الحلم في غد أفضل للصحافة التونسية أملا مشروع و حلما نرجو أن يتحقق يوما ما، و لكن نرجو كذلك أن لا يطول انتظارنا لهذا اليوم . الإمضاء : Rose du sable (زهرة الرمال) « متخرجة من معهد الصحافة و علو م الإخبار بتونس اعتزلت الكتابة عن اختيار ».
صفاقس في 26 جوان 2006
رسالة إلى السيد الهادي الجيلاني رئيس الاتحاد الوطني للصناعة والتجارة والصناعة التقليدية، تونس.
تحية وبعد، أتقدّم لسيادتكم برسالتي هذه وكلّي أمل في رحابة صدركم وفي تفهّمكم لما سيرد فيها، وللعلم إني رفيق بن عبد الوهاب معلى، منخرط بالاتحاد الجهوي بصفاقس وتربّيت منذ نعومة أظافري على حبّي لاتحادنا العريق وللعمل الجمعياتي والمؤسّساتي الذي مهما تعاقبت عليه الأشخاص وتبدّل المسؤولون يبقى على الدوام مكسبا وطنيا يعزز النسيج الاجتماعي والاقتصادي ويضفي بإسهاماته في وضع نتوق جميعا لتطويره من حسن إلى الأحسن، تحدونا جميعا إرادة صادقة للتغيير على هدى سياسة حكيمة أولت عناية فائقة لاستقلالية المنظمات ولديمقراطيتها، داعية على الدوام ليكون للقواعد كلمتها في اختيار من هو جدير بثقتها ومن هو أحق بتمثيلها والتكلم باسمها. السيد رئيس الاتحاد، أذكّر حضرتكم بخلاف حاد نشب بينكم وبين أبناء الجهة سنة 1989 وقد غطّته الصحافة الوطنية في تلك الفترة بين تصريحات وتصريحات متضاربة وكان والدي السيد عبد الوهاب معلى، وكيل مؤسسة التقدم، عضو مكتب تنفيذي جهوي آنذاك من ضمن الأصوات التي لامتكم على تدخلكم في شؤون الجهة ونبهتكم من تأثير ذلك على وحدة العمل وعلى تقاليد التنافس الديمقراطي النزيه ولعلمكم أن والدي لم يقدم في كل ما كتب سوى حرصه على صورة المنظمة التي عمل في صفوفها على امتداد سنين طويلة ودون انقطاع، جعلته يكون من ضمن ثلة من المناضلين الذين يمثلون جيلا نعتز جميعا بوجودهم بيننا اليوم ليضفوا على منظمتنا وكفاءاتها وشبابها ما راكموه من تجربة وما اكتسبوه من خبرة على امتداد سنوات نضالهم الطويل، كما أتذكّر سيدي الكريم أنكم تحولتم ساعتها إلى صفاقس للتشاور مع كفاءات الجهة في محاولة لتطويق الخلاف وإيجاد مخرج يحفظ للجهة وزنها ويصون حقها الكامل في اختيار من تراه أهلا لتمثيلها بعيدا عن محاولات التنصيب أو أشكال التدخّل من أي جهة كانت ولعلّكم سيدي الفاضل تذكرون موقفكم لمّا لامكم أبناء الجهة من شبابها وشيوخها على تعطّل الحوار وعلى محاولات الهروب إلى الأمام وفرض سياسة الأمر الواقع، لقد أبديتم ساعتها مستوى كبيرا من التفهّم ممّا خفّف حدّة التوتّر وسهّل وجود حلّ أرضى حينها جميع الأطراف فكان التنافس عامل إثراء وعنصر وحدة دفعت بالاتحاد الجهوي إلى المستوى الذي كان عليه بالأمس القريب من تماسك وانسجام. لكن الغريب أن الخلاف لم يحسم ساعتها وأن آثاره بقيت على ما يبدو عالقة في نفسيّتكم ممّا جعل الحديث يتداول اليوم عن رغبة قديمة جديدة عندكم في تهميش الجهة وفي تفجير خلافات مفتعلة داخلها لإضعافها والتأثير على أدائها ومردودها جهويا ووطنيا، والغريب كذلك أن نفس الوسائل ونفس الأساليب لا تزال تتكرّر بمحاولة دعم عناصر ضعيفة لا وزن لها ولا تمثيلية ولا تحوز ثقة أغلبية رجال أعمال الجهة. سيدي الكريم، أسألكم أمام التاريخ أيّ تبرير لكم يفسّر تخلّيكم على تحمّل مسؤوليّتكم في الدفاع على الصّناعيين والتجّار بجهتنا في مواجهة هجمة منظّمة قادها الاتحاد الجهوي للشّغل دون احترام لكلّ الأعراف والقوانين والتقاليد فكانت حصيلتها إفلاس البعض وإغلاق مراكز العمل وإرهاق البعض الآخر بأعباء لا ذنب لهم فيها سوى وجود قيادة تتأرجح بين العجز والشّماتة. سيدي الفاضل، في الوقت الذي انتظر فيه أبناء الجهة وقوفكم إلى جانبهم وتعزيزكم لصفوفهم فتؤازرونهم وتمدّون لهم يد العون والمساعدة دفاعا عن القوانين الجارية والتقاليد السارية فوجئنا سيدي الكريم بخناجر طعنت غدرا ظهورنا بدفع الصّراع وتأجيج وتيرته داخل الجهة وعزل رئيسها المنتخب ودون مبرر سوى رغبة « مفهومة » لتهميش الجهة وإضعافها من جديد ليتكرّر نفس السيناريو في كلّ مؤتمر دون أن تسلّموا أن للجهة أبناء يحمونها وأن للمنظمة قوانين وتقاليد لا تشرّع للتنصيب ولا تقبل بتخريب وحدة الهياكل وتقسيمها. وأمام كل ما سبق أقول لكم سيدي الكريم : إنني أنحدر من سلالة مناضلة سبق أن خبّرتموها، وأنتمي لجهة يشرّفني انتسابي لها، وأمثّل جيلا جديدا تشبّع بمبادئ الأسلاف وبقيم الأجيال السابقة وعليه فإني اخترت أن أتوجّه لسيادتكم بهذه الرسالة الداخليّة عوضا عن معارك إعلامية قد تؤثّر على صورة منظمتنا أو تمسّ من مصداقيتها، اخترت سيدي الفاضل أن أراسلكم لأدعوكم بكل حب وبكل لطف أن ارفعوا أيديكم على جهتنا واحترموا قوانين منظمتنا كما أرى أن الواجب يحتّم اليوم أن أصارحكم بما لا يمكن أن يقوله لكم غيري بعد أن تأكّد عجزكم عن الدفاع عن منظوريكم وما عاد من السهل إخفاء ضعفكم في تحمل مسؤولياتكم التي انتخبتكم القواعد من أجلها، أدعوكم للاستقالة وسيسجّل لكم التاريخ والاتحاد والأجيال اللاّحقة هذه الخطوة الشجاعة. أرجو أن تتقبّلوا كلماتي هذه برحابة صدر. عاش الاتحاد الوطني للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية. عاشت قيم الديمقراطية ومبادئ التنافس النزيه. عاش الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بصفاقس. أشدّ على أياديكم بحرارة والسلام. الممثل القانوني للمصنع رفيق بن عبد الوهاب المعلى
عرض خـاص بالوضع الحـالي للمجلس البلدى بنـابل على ضوء الطعن المقدم بابطـال نتيجة الانتخابات البلدية
نتولى هنــا نشر الجزء الرابع و الاخيـر من الدراسة القانونية التى تقدمنـا بهـا بين يدي جـامعــــة نـابل للوحدة الشعبية و التى تتعلق بتطبيقات المجلــــة الانتخابية على مـا حصل بالانتخابات البلدية مـاي 2005 و تخصيصا على مثــال بلدية نـابل و هي دراسة تمت بطلب من منـاضلي حزب الوحدة الشعبية و المبادرة الشعبية بنـابل .
( الجـــــزء الـــرابع )
ـ 1 ـ الحل القضـــائــي للمأزق : ان الحيث عن المأزق القـانونى الذى تردت فيه انتخـابات بلدية نـابل لا يجب أن ينظر اليه من جـانب الانفعـال و كسر الارادات و التعسف و استغلال النفوذ بقدر مـا يجب التعـامل معه بمـا يجنب البلاد الهزات و يمكن مختلف التشكيلات من دعم المسـار الديمقراطى فـى مسيرة سلميـة تتظـافر فيهـا كل الجهود للنهوض ببلادنـا الحبيبــة .و نحن اذ نسـاهم من موقعنـا بهـذه الدراسة المتواضعة فان ذلك ليس من أجل الاضرار بمشروع المنظومة الديمقراطية بل من أجل المساهمة فـى اصلاح المؤسسات و عدم فسح المجـال لاستغلال مـا يحدث من ثغرات للتشهير بالتجربة بالخـارج .و لاجل ذلك فان الادنى المطلوب هو احترام النصوص القـانونية الموجودة قبل أن نطـالب بتنقيحهـا و تغييرهـا . ان الوضع الذى فيه بلدية نـابل هو مأزقـا لا يراه اعضـاء المجلس البلدى المصرح بانتخـابه لكونهم يغلب عليهم ارادة الوجود بالمجلس . أمـا بالنسبة للحزب الحـاكم فهو يهتم فقط باشغـار جميع المقـاعد المخصصة لـه ثم الاطمئنـان على المقـاعد الراجعة للمعـارضة حتى لا تذهب لمن لا يرضـاهم … أمـا بالنسبة للذين يسمون أنفسهم معـارضين فاننى شخصيـا و الله أتسـاءل عن معنى وجودهم بالمجلس …. .و لكن السلطة المركزيــــة فـى نظرنـــــا مدعوة للنظر الـى هـذا المأزق بجديـة لانه قد ينسف العمليـة الانتخابية من أصلهـا و ذلك بدون أن نضخم الامر … فاستبعـاد المراقبة على الانتخـابات من شأنه أن يفرغهـا من محتـواهـا .اذ كيف يمكن تصور انتخـابات من دون رقـابة و من دون مؤسسة للنظر فـى الطعون . و يكون الامر أكثر خطورة ان تعلق بنص يتنـاول اجراءات واضحة للطعن ولا يتم تحريكهـا و لا تلتئم لجنة الطعون . و من أجل كل ذلك و نظرا لوجود مؤسسـات نـابعة من أسـاس تفريق السلط ببلادنـا ,فاننـا سوف نتوجه اليهـا من أجل طرق بـابهـا لاجل محاولة ايجـاد الجواب عمـا اذا كـان ممكنـا ايجـاد حل قـانونى للواقع . فهل يمكن للمؤسسة القضـائية أن تتدخل مثلا ؟ ان التدخل الاول و المتمثل فـى الطعن بالتعقيب ضد قرار لجنة الطعون هو غير وارد و ذلك لكوننـا ليس بين أيدينـا قرار للجنة الطعون التى لم تجتمع و لم تقع دعوتهـا و هو مـا يسحب من القضـاء امكـانية التدخل التى وفرتهـا لـه المجلة الانتخـابيـة . و يبقى السؤال قـائمـا فيمـا يتعلق بالقيـام مبـاشرة أمـام القضـاء من أجل ابطـال الانتخـابات ؟ ان الحـــديث عن مثل هـذا القيـام يطرح تسـاؤل حول موضوع القيـام و المحكمة المختصة و أطراف النزاع .و هو مـا سوف نحـاول أن نتعرض لـه هنـا . ان القيـام أمـام القضـاء يستند الـى فصول المجلة الانتخـابية و الـى ملف الطعن نفسه الذى قدمت نسخ منه الـى مكتب الضبط ببلدية نـابل و الـى ولاية نـابـــل و المطـالبة سـوف تكون بابطـال الانتخـابات . سوف تكون تلك المطـالبة مؤسسة على خروقـات للقـانون ثـابتة بموجب شهـادات و وثـائق بعضهـا صـادر عن الادارة نفسهـا الا أن هـذا القيـام سوف يطرح بعض الاشكـالات سوف نتولى هنـا محـاولة التطرق لهـا . ـ أـ المحكمـة المختصة بالنظــر . اننـا نجد أنفسنـا هنـا أمـام حـالة قـانونية سلبية أي أن الادارة لم تتخذ قرارا لكي يمكن الطعن فيه و بشكل أخر فانه لا يمكن توجيه طعن ضد قرار للجنة النزاعـات و لا نقـاش موقفهـا و ذلك لكون هـذه اللجنة لم يقع تكوينهـا أصلا . لذلك فان السؤوال هنـا يكون كيف يمكن أن نتقدم الـى المحكمة بطلب التصريح بابطـال الانتخـابات فـى وقت لم تجتمع اللجنـة المختصة للغرض .و هل يجوز للمحكمة أن تمـارس اختصـاص هو فـى الواقع يعود بصريح النص الاجرائي الوارد بالمجلة الانتخـابية الـى لجنة النزاعـات الا أن هـذه اللجنة لم تجتمع . و هل يمكن الحديث عن جريمة » رفض الفصل فـى النزاع » بالنسبة لرئيس لجنة النزاعـات الذى هو قـاض غير معروف اذ أن السيـد كـاتب الدولة للعدل ( حسب التسمية الرسمية ) لم يتولى تعيينه على رأس اللجنة . اننـا نعتقد أن المحكمة الابتدائيـة باعتبـار أنهـا تكون المختصة فـى غيـاب نص قـانونى يسند الاختصـاص الـى محكمة أخرى و ذلك اعتمـادا على أن لجنة النزاعـات التى نصت عليهـا المجلة الانتخـابية لم يعد من الممكن اثـارة النزاع أمـامهـا لكون استحداثهـا قد جـاء مرتبط بأجـال معينة بينتهـا المجلة الانتخـابية و قد انقضت كلهـا و أصبح من غير الممكن الحديث عن لجنة هي الان بكل المفـاهيم غير موجودة .لكل ذلك فاننـا نعتقد أن المحكمة الابتدائية هي المختصة دون سواهـا . ـ ب ـ موضوع القيـام أمـام المحكمة : اننـا نعتقـــد و أن المحكمة يمكنهـا أن تتعهــــد بالنزاع و يتأسس تعهدهـا بخلاف لجنة النزاعـات على نصوص المجلة الانتخـابية مبـاشرة اذ أن المحكمة الابتدائية تتعهد بموجب جميع النصوص القـانونية المنظمة لسير الحيـاة المدنية و التجـارية و ليس هنـاك نص قـانونى يسحب منهـا النظر فـى المسألة الانتخـابية كمـا أنه ليس هنـاك نص تقـادم يمكن التمسك به من الاعضـاء المنـازع فـى صحة انتخابهم من شأنه أن يخرج النزاع من نظر المحكمة . لذلك فان القيـام يتأسس فـى نظرنـا على نصوص الدستــــور التونســـي و المجلــــة الانتخـابية و الاســس و القواعد المشكلة للنظـام العـام التونسي و مقدسـات الشعب التونسي التى لا يمكن لاحد المسـاس بهـا . و لاجل ذلك فاننـا نعتقد أن القيـام ممكن من أجل ابطـال نتيجة الانتخـابات و ذلك لمخـالفة العملية الانتخـابية لنصوص المجلة الانتخـابية و للدستور و النظـام العـام الوطنى التونسي حسبمـا تضمنه ملف الطعن يضـاف الـى ذلك استحـالة مراقبة العملية الانتخـابية و ذلك لعدم قيـام الادارة بتكوين لجنة النزاعـات التى يمكن تقديم الطعون لهـا و باستحـالة تكوين لجنة النزاعـات فان الرقـابة القـانونية اللاحقة التى ضمنتهـا المجلة الانتخـابية لم يقع احترامهـا و بالتـالي فان مبدأ الشرعية قد تم المسـاس بـه بمـا يجعل الانتخـابات بـاطلة و الحكم بذلك على هـذا الاسـاس . ـ ج ـ أطــــــراف النــزاع . .أمـا الخصوم أمـام المحكمــة فانهم فـى اعتقـادنـا جميع الاعضـاء المصرح بانتخـابهم بدون اعتبـار الادارة خصمـا و ذلك فى رأينـا لكون الوضع الحـالي لا يوحى باتخـاذ الادارة موقفـا سواءا فـى هـذا الاتجـاه أو ذاك بل أن الادارة قد تجـاوزت الطعن بكل بسـاطة و تصرفت كمـا أنه لم يكن . لذلك فان تكييفنـا القـانونى للوضع الحـالي يتمثل فـى وجود مجلس بلدى صـادقت الادارة ضمنيـا على فحوى الطعون الموجهة لـه تأسيسا على الفصل 429 م ا ع . الا أنه و برغم تلك المصـادقة التى أسلفنـا التعرض لهـا فان المجلس الحـالى قد اعتبر نفسه مجلسـا بلديـا و انتصب للغرض برغم وجود الطعن . ان القيـام أمـام القضـاء يشترط وجود الصفة و المصلحـة و الاهليـة و هي صفـات موجودة لـدى المتقدمين بالطعن و لـدى بـاقى أعضـاء القـائمة و لـدى كل المواطنين و لئن مكن المشرع جميع النـاخبين من الطعن أمـام لجنة النزاعـات فانه قد مكن جميع من تتوفر فيهم الثلاثة شروط المذكورة أعلاه من القيـام أمـام القضـاء و لذلك فان القضية فـى الابطـال من أجل مخـالفة القـانون و النظـام العـام الانتخـابي ببلادنـا ممكن لكل من يثبت أن له مصلحة من ذلك و هو مـا يعنى أن هـذه القضية ممكنة لجميع المرسمين بالدائرة الانتخـابية و الذين يعنيهم مبـاشرة المجلس البلدى بنـابل . أمـا المقـام ضدهم , فان السؤال الهـام يتمثل فـى مـا يلي : هل يجب القيـام ضد الادارة و الاعضـاءالمصرح بانتخـابهم أم ضد الادارة فقط أم ضد هؤلاء الاعضـاء فقط ؟ اننـا نعتقد أن الادارة التى أشرفت على الانتخـابات هي الادارة الجهوية و قد جدت جميع الاحداث الذى اعتبرهـا الطـاعنون تجـاوزا بحضور أعوانهـا و أمـامهـا. كمـا أن تركهـا المجـال للتجـاوزات يعنى مصـادقة ضمنية على تلك التصرفـات .فهل يمكن اعتبـارهـا طرفـا فى النزاع ؟ ان القول بأن الادارة طرفـا فـى النزاع يعود بالاسـاس الـى كون الادارة تنتمى كلهـا للحزب الحـاكم و هو الحزب المصرح بفوزه الـى جـانب حركة الديمقراطيين الاشتراكيين التى لا يخفى قياديهـا بالجهة تضـامنهم مع الحزب الحـاكم بل أنهم سحبوا جميع المراقبين من مكـاتب الاقتراع ليتركوا المجـال فسيحـا أمـام التصرفـات التى عـاينهـا الطـاعنون صلب طعنهم .و لذلك فان قضية مقبولية الطعن يمكن ارجاعهـا الـى ملف فصل الحزب عن الدولـة على المستوى السيـاسي . أمـا على المستوى القـانونى , فان قبول الادارة للطعن و استحـالة احـالته على لجنة النزاعـات لعدم وجود هذه اللجنة ثم سكـــوت الادارة على الطعن الذى لا يمكن تأويله الا بقبول مـا جـاء به عمـلا بأحكـام الفصل 429 م. ا. ع .يجعل من الادارة جهة معنية بنتيجة القيـام بالابطـال لمـا للحكم الذى سوف يصدر فـى القضية من أثر عليهـا باعتبـارهـا سوف تكون معنية بنتفيذه باعـادة الدعوة للانتخـابات عند اقرار الابطــال .لكنهـا ليست طرفـا باعتبـار المواجهة تكون بين المنتصبين الان كمجلس بلدى و بين من يتمسك ببطلان انتخـابهم .و ذلك لكون الادارة قد لعبت دور الحكم فى المبـاراة … و هو الذى سهل النصر لفريق دون الاخر لكنهـا لم تنفرد هي » بالكأس » الذى هي موضوع الرهـان . و نظرا لكون المجـال هنـا ليس للتحليل السيـاسي فاننـا سوف نقتصر على هـذه الملاحظـات تـاركين تحليل امكـانية القيـام أمـام القضـاء فـى حل حزب الديمقراطيين الاشتراكيين من أجل تطبيق مـا جـاء بقانون الاحزاب علمـا و أنه لا شيئ لهذا الحزب يجعله يختلف عن الحزب الحـاكم بمـا يجعله يستحق أن يتحزب فى شكل مستقل عنه حسب قـانون الاحزاب , الـى فرصة قـادمة و سوف نعود الـى ذلك بحول الله . و لكل ذلك فاننـا نقترح القيـام مبـاشرة فـى ابطـال نتيجة الانتخـابات ضد الاعضـاء الواقع التصريح بانتخـابهم و بحضور الادارة التى نقترح استدعـاؤهـا باعتبـارهـا المشرف على الانتخـابات و المعلن على النتيجة .من جهــة و القـابــــل للطعن و السـاكت عليـه من جهـة أخرى حتى تكون على علم بصدور الحكم و لا يمكنهـا عدم تنفيذه بعد صدوره باعتبـارهـا ليست طرفـا فيه و التمسك بعدم التزامهـا بمـا جـاء به . 2 ـ الحـــــــــــــــــل الاداري : ان الحل الاداري و المتمثل فـى قيـام السلطة المختصة بحل المجلس البلدى الواقع التصريح بانتخـابه بمدينة نـابل فى انتخـابات مـاي 2005 هو فـى اعتبـارنـا الحل الانسب و الامثل و ذلك باعتبـاره يمثل أولا و بالذات مواكبة للسلطة السيـاسية لمـا يحدث بالبلاد و تبن منهـا لدولة القـانون و المؤسسـات و ممـارسة دستورية للصلوحيـات التى خصصت كل جهـاز من أجهزة الدولـة . كمـا أن مرحلة القيـام أمـام القضـاء من أجل حل الاشكـالات التى تطرأ على السـاحة السيـاسية ببلادنـا لم تحن بعد حسب رأينـا … و ذلك لكون القضـاء حسب رأينـا لم يجهز بعد لدخول هـذه المرحلـة كمـا أن الادارة التونسية نفسهـا لم تتعود على الخضوع لجهـاز القضـاء كمـا يجب بمـا جعل أعلى هرم السلطة يستحدث جهـاز الموفق الاداري و المواطن الرقيب .. الخ .. الخ .. . اننـا نعتقد و أن القيـام مبـاشرة أمـام القضـاء فـى هـذا الظرف بالذات هو اختيـار محفوف بالمخـاطر و ذلك لكون السلطة التنفيذية الجهوية بولاية نـابل لا زالت تنظر للقضـاء على أسـاس أنه سلطة ليست موازية تمـام الموازات للسلطة التنفيذية و اننـا نستدل على ذلك بعدم تكوين لجنة النزاعـات فـى ابـانهـا و عدم تعيين قـاض على رأسهـا . كمـا أن السلطة التنفيذية لا تزال تخشى التدخل القضـائي فى مراقبتهـا برغم أن ذلك هو عين تكريس مبدأ تفريق السلط .و نظرا لكوننـا نريد التقدم بالبلاد و العبـاد بحسب الممكن فاننـا لا نريد المواجـهات بين الهيـاكل بقدر مـا نريد الوصول الـى الغـاية التى هي تكريس دولة القـانون و احترام النص الدستوري . و لكل ذلك فان الحل الممكن و المتمثل فـى حل المجلس البلدى موضوع الطعن يبقى فـى اعتقـادنـا الحل الامثل لكونه يصون حسن تطبيق القـانون و يقوم مدافعـا عن دولة القـانون و المؤسسـات و يوقف تواصل وضعية مخـالفة للقـانون لم يعد من الممكن تداركهـا بواسطة الهيكل الذى خلق لاجل ذلك لفوات جميع الاجـال بالنسبة للجنة النزاعـات و يجنب اقحـام القضـاء فـى بـادرة هي الاولى من نوعهـا لاعتقـادنـا أن جهـاز القضـاء لم يجهز بعد ببلادنـا لدخول مرحلة الرقـابة السيـاسيـة . و لاجل كل ذلــك فاننــا نعتقد أن الحل الاسلم و هو الحل الذى يحترم مبدأ دولة القـانون كاحترامه لجميع المؤسسات و الافراد الذين تداخلوا فى العملية الانتخـابية يكون : حــل المجلس البلدى المصرح بانتخـابه بنـابل فـى 8 مـاي 2005 هـذا مـا انتهينـا اليه صلب بحثنـا المتواضع هـذا نضعه على بركـة الله بين يدى جـامعة نـابل لحزب الوحدة الشعبية و بين يدي كل من يهمه الامر من أجل محـاولة كشف الواقع بقـــــدر مـا يمكـــــن من الموضوعيـة و عرض امكـانات التجـاوز و ذلك ليس من بـاب ردود الفعل و الانتقـام و غيره . لكن من باب حب هـذه البلاد و الرغبة فـى التقدم بهـا نحو الامثل .كمـا أننـا تولينـا نشر هـذه الدراسة بعد عـام كـامل من الانتخـابات البلدية بنـابل من أجل ألا يرتبط هملنـا هـذا بسلسلة الفعل و رد الفعل خـاصة و أن الانتخـابات البلدية بنـابل قد لحقتهـا أعمـال عنف و بعض محـاولات العنف التى نرجو من الله عز و جل أو يقى بلادنـا منهـا . ( انتهى العرض ) دمتـــــم فـى حفظ اللـــــه و الســــــــــــــــــلام
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على افضل المرسلين تونس في26-06-2006 الحلقة الثاني
دور الاعلام وحماية اهل المهنة واجب وطني على كل القوى الفاعلة على الساحة الوطنية والعالمية
تعرضت في مقالي المؤرخ في 13 جوان 2006 الذي نشرته يوم 13 جوان 2006 بموقع الانترنات تونس نيوز الى بعض التجاوزات والاشكاليات والمضايقات التي يتعرض اليها بعض الصحفيين والاعوان من طرف السمسؤول الاول على الصحيفة ، وقد اشرت الى الوضع السائد بجريدة وطنية حزبية عريقة اسسها الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله في غرة نوفمبر 1932 ، وكانت وسيلة اعلامية هامة قامت بدور فاعل اثناء الحركة الوطنية وفي بناء الدولة العصرية وناضل في صلبها رجال بررة من خيرة ابناء الوطن امثال المرحوم الحبيب الشطي وزير الخارجية السابق والمناضل الكبير ارشيد ادريس عضو الديوان الساسي للحزب الحرالدستوري التونسي ووزير البريد والبرق والهاتف والمناضل الحبيب بو لعراس الامين العام لاتحاد المغرب العربي والمناضل صلاح الدين بن احميده والمرحوم محمد العربي عبد الرزاق عضو الديوان السياسي للحزب والمناضل القدير الحسين المغربي والمناضل قائد الكشافة محمد التريكي هؤلاء الاسود هم قادة سفينة الجريدة وروادها كانوا على غاية من النضافة والوطنية والروح النضالية والشفافية الكاملة وكل مليما معروف اين يصرف والصحفيين كانوا يعملون في جو مريح للغاية رغم قلة الامكانيات العصرية والطبع البدائي وريحة الرصاص وانواع وظروف العمل البسيطة لكن الشعور الوطني والمعنويات جدا مرتفعة للغاية والعمل من أجل اعلاء كلمة الحق كالرياضي يلعب من أجل المريول والعلم لا من أجل المليار والعقار…. رجال في الثلاجة الباردة اليوم بعد أن وقع الاطمئنان على مصير الصحفي هشام بن هادية التفت صاحبنا لزميله محسن الجلاصي المحرك للجريدة فأدخله الثلاجة وهو رئيس تحرير وقلم هادف ثم التفت للاخ الثالث الشاذلي باشا رئيس التحرير منذ 23 سنة وبعدها قرر فصل نجلته من العمل صحفية مجازة متعاقدة للعام الرابع لانها نجلة باشا الملحق بقائمة الثلاجة لماذا هذا التشفي الواضح لاننا صاحبنا له اتجاه آخر ومواقف أخرى ….
الصحيفة متعنا وملكنا
نتصرف كما نشاء نعزل هذا وندخل هذا للثلاجة ونكرم نجلنا ابن التاسعة عشر 19 عام مازال تلميذ في الثانوي … نمكنه من التجربة ليساهم بقلمه الذي لا يعرف مجال الصحافة واسرارها وبحرها الزاخر بالعطاء والسخاء وكذلك المخاطر نفسح له المجال للكتابة كمساهم نعطيه الفرصة ندعمه ماديا بمبلغ هام وشهريا … مصروف الحبيب نعطيه المبلغ كل شهر دون تأخير وعادة المساهمين يبقون ينتظرون حقهم ومستحقاتهم اكثر من 3 أشهر أما نجله فهو من صنف خاص لا بد من دعمه وافساح المجال أمامه وكأن الصحيفة ملكهم … هيبة المؤسسة الاعلامية
نجلنا يلعب الكرة في وسط المكتب أمام انظار الصحفيين ولا يبالي باعتبار المكتب ملكهم ولا هيبة لمكتب المدير الذي كان مهابا في عهد المناضل رشيد ادريس والمناضل الحبيب بو لعراس والمناضل صلاح الدين بن احميده وغيرهم مكتب النضال والتضحية والتفكير والانضباط والسمو الاخلاقي والوطنية الصادقة .. الزعيم الصامت الباهي الادغم رفض التدخل لفائدة ابن شقيقته كنا نردد موقف المرحوم الزعيم الباهي الادغم الوزير الاول والامين العام للحزب الحر الدستوري التونسي الذي طلب منه ابن شقيقه عز الدين بن عثمان المصور بالجريدة التدخل لفائدته للعمل بالجريدة فرفض التدخل وقال له لا تدخل في شؤون الصحافة ووضعها المادي ولم يستغل نفوذه رحمه الله هذا الزعيم الصامت مدير الحزب الحر الدستوري التونسي يزور العاملين ليلا ويكرمهم في نهج روما كان العمل ليلا له لذة ونكهة خاصة . وكان السيد عبد المجيد شاكر مدير الحزب عام 1962-1963 يأتي ليلا ويزور العاملين في الصحافة والمطبعة ويكرمهم ويشتري لهم اللبلالي من ولد حنيفه باب الجزيرة من ماله الخاص وكذلك فعل السيد محمد الصياح مدير الحزب في السبعينات بالقصبة مع أبناء الصحافة والمطبعة ويضحك معهم ويلاطفهم ويساعدهم معنويا وادبيا ويصغى اليهم الهاتف هو على ملكنا
متى اردنا في عائلتنا واسرتنا ان نخاطب اهلنا حتى في بلد شقيق بعيد فالهاتف على ملكنا ومتعنا ولا احد يراقبنا او يحاسبنا نفعل به ما نشاء وعندنا الهاتف الجوال هو من اموال المؤسسة وحتى اذا سرق وفعلا سرق فالمؤسسة تشتري آخر خير منه آخر مدال إذ لزم الامر هذا هو وضعنا حتى يفرجها الله .. أما المدير السابق فقد رسم نجلته من اليوم الاول والفرق بين نجلة المدير ونجلة باشا كالفرق بين السماء والارض هذا هو وضع المؤسسة حاليا والله يفرجها قريبا بلفتة كريمة سامية من قمة الهرم الساسي. قال الله تعالى » فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري الى الله إن الله بصير بالعباد « صدق الله العظيم محمد العروسي الهاني مناضل دستوري رئيس شعبة الصحافة الحزبية سابقا
الاستعمار والمهانة
لا شئ يدمر الانسان مثلما يفعله به الاستعمار .الاستعمار يهين الانسان والانسانية ويكون اجيالا من الحيوانات التي لا تمتلك الا امعاء لارضاءها. وحده الاستعمار عندما يسد باب الرزق على الشعوب التي يحتلها ويضعف من قدراتها على المقاومة يسرب في الخلق سموما لا وراءها من سموم .وحده الاستعمار يكون اناسا غرباء عن بعضهم غير قادرين على التفاهم والتخاطب الا بالعنف طالما انهم اقتنعوا انهم هم لا يفهمون اسيادهم وهم معنفين .الاستعمار يقطع الرحمة من بين الناس ويعفيهم من انسانيتهم ويوهم البعض منهم انه من اصل الوهي وانهم هم من حثالة الحثالة ومن بقايا المزابل . وعندما ينتشر الاستعمار على الارض ويتاكد من سلطانه يخول لمجموعات من الموبئين الذين قطع من اجسادهم رجولتهم ان يحكموا في دهماء الشعب باسمه فياخذ هؤلاء اسماءهم من اسماء المستعمرين . ويلقبون ابناءهم تبركا بهالة اسيادهم من عنواين القابهم. اجيال من المهانين تتعاقب وتكون ثقافة كاملة قوامها الانحناء للقوة والذل والمهانة .ثقافة كاملة بكتبها وفنونها واثارها وعلومها . ثقافة تبحث في استنباط البصاق على وجه المشبوهين من بني الجلدة التي يريدون الارتفاع الى مستوى انسانتيتهم. وتتصارع الاديولوجيات حول تكثيف الاهانة وتكديس اشكال العبودية وتنويع في قوانين التقيد بالمواقع السفلى والانهماك في مد الايادي والتمسح .ثقافة كاملة بمعالمها وعالمها . وياتي شخص مشبوه في انه ينتمي الى عصابات تهريب مثل شيراك او برلوسكوني وما وراءه من مافيات نيورك ولاس فيغاس ليقولوها جهرا العرب والافارقة ليسوا في حاجة الى الديمقراطية , كانما الديمقراطية هي حكر على امهم القحبة .كانما ولدوا وفي ارحام العواهر التي انجبتهم تراخيص لهم وحدهم ان يعيشوا في ضل نظام الحرية اما شعوبنا فهي مداسة بالاقدام وعليها ان تاكل خبزها ان وجدته وتنام. الامجد الباجي
هل من مُـدّكــــر ؟ الذكرى الثانية : القانون الأساسي للإنسان
الهادي بريك ــ ألمانيا إذا أقبل عليك رجل أو أقبلت عليه يبرق لك محياه لاول وهلة بهويته النفسية سوى أنك تحتاج لحدس أو قيافة لادراك ذلك ذلك أن الوجه هو مجمع المحاسن بدنيا ولذلك أبيح للخاطب تصفح تضاريسه إذ كل ما يليه من جنسه دون غبن وهو مجمع المشاعر كذلك فالحياء ينبت فيه وكذا الطمع الهالع والجبن الخالع والشهامة والمروءة والكرم … يبرق لك المحيا بكل ذلك دون أن ينبس صاحبه ببنت شفة وبنت الشفة ليست سوى رسول أمين سرعان ما تعزرها » سيماهم » أو يفضحها » لحن القول « . تلك هي منزلة فاتحة كتاب الانسان : أي المثاني السبع التي يذكرها الانسان في صلاته كل أربع ساعات ونيف على مدار الحياة . تنبع العلاقة بين فاتحة الكتاب وفاتحة الانسان ـ محياه ـ من وحدة المصدرية الكونية مطلقا . فاتحة الكتاب : القانون الاساسي العام للانسان : لا يختلف القرآن الكريم عن ذلك في الوثائق الاولية المؤسسة للكيانات المعنوية من مثل الشركات والدول وغير ذلك . تلك أهداب أصول عامة مرعية مما تعلم الانسان من المنهج القرآني . فاتحة الكتاب : سورة قصيرة جدا ترسم الرسالة العامة للكتاب بأسره أو هي القانون الاساسي العام لحياة الانسان . لا يند عن ذلك سوى إنسان يهذي بقوله : لست مخلوقا أو خلقت نفسي أو جئت صدفة أو غير ذلك مما يربأ بنفسه عنه كل عاقل . ولذلك لم ينكر عتاة المشركين زمن التنزيل ربوبيته سبحانه إنما كان الخلاف معهم في القبول بألوهيته : ليس من حيث المبدأ بل من حيث خلوصها له دون شفيع أو شريك دونه قطعا » ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى « . كل قانون أساسي عام يحتاج إلى توضيح منزلة كل ركن من أركانه : كذلك فعلت الفاتحة . بدأت بالصانع المالك فعرفت منزلته وقالت عنه » الله رب العالمين الرحمان الرحيم مالك يوم الدين » . ثم ثنت بمنزلة المصنوع المملوك وبطبيعة رسالته فقالت عنه » إياك نعبد وإياك نستعين » ثم ختمت بالادب اللازم بين الصانع ومصنوعه والمالك ومملوكه أو الخالق ومخلوقه وهو أدب الذلة بالضراعة ولكنها ضراعة تحمل رسالة أخرى يأتي الحديث عنها في إبانه بإذنه. وتلك هي الاثلاث الثلاث التي تحدث عنها الحديث النبوي الصحيح ـ حديث قدسي ـ يقسم فيها الفاتحة ـ الدستور الاعلى للانسان ـ بين الصانع وبين مصنوعه . إذا أدى المملوك رسالة » إياك نعبد وإياك نستعين » لمالكه » الله رب العالمين الرحمان الرحيم مالك يوم الدين » ألهمه لطف الضراعة » إهدنا الصراط المستقيم .. » وغذاه ـ دون تضعيف الذال ـ بنعمة الاستجابة . تفصيل بعض أركان ذلك القانون الاساسي العام للانسان : 1 ــ الركن الاول : المالك سبحانه يعرف بنفسه : ويقصر ذلك سبحانه هنا على ما يلي : ـــ التعريف بإسمه العلم » الله » الذي سيملأ القرآن الكريم بعد ذلك بأسره بمعدل مرة كل آيتين أي 2697 من 6236 آية . وهو الاسم العلم الذي إفتتح به أعظم آية آية الكرسي وهو الذي تصدر أطول عرض لاسمائه وصفاته في القرآن الكريم بأسره في سورة الحشر . ـــ التعريف بأعظم صفاته في المراحل الثلاث الكبرى التي يمر بها المملوك : فهو رب العالمين قبل أن يخلق المملوك يرب كل موجود لولاه ما وجد ولا عاش وهو مالك يوم الدين يوم يكون المملوك في أشد الحاجة إليه وبين ربوبيته للعالمين وملكه ليوم الدين يكون هو الرحمان الرحيم. توسطت رحمته هنا لتتوزع على كل مراحل الانسان ولتشمل الانسان مربوبا في حياته وموقوفا بين يدي الحساب يوم الدين . ولم يورد من أسمائه وصفاته التي تناهز مائة بل أكثر من ذلك بكثير سوى صفة الرحمة بأبلغ صيغة للمبالغة على وزن فعلان . فهو رب للعالمين وهو رحمان للعالمين قبل يوم الدين وفي يوم الدين . هل يقنط من رحمته بعد ذلك مخلوق أو ييأس مسرف ؟ لذلك قال العلماء بأن أعظم ذنب هو اليأس من رحمة الرحمان أو القنوط من فضل الديان. ـــ عرض سريع موجز للعقيدة الاسلامية : مبنى العقيدة الاسلامية هو الايمان بالغيب أما الايمان بالشهادة من مثل الرسل والكتب فلا يجادل فيه سوى البله . أركان العقيدة ست أسها ثلاث هي الالوهية والنبوة والبعث . الغيب في هذه هي الايمان بالله وبالبعث . وذلك هو لب العقيدة الذي عرضه القانون الاساسي للانسان في ذلك الموجز الاخباري السريع في أثناء تعريف المالك بنفسه بين يدي مملوكه . كانت المعركة مع المشركين عقديا حول البعث أساسا ومن آمن بقدرة الله على إحياء الموتى فيسير عليه أن يؤمن بكل ما يطلب منه بعد ذلك . لذلك كان البعث محورا مستقلا من المحاور الخمسة التي إهتم بها القرآن الكريم قصة ومثلا وعرضا كونيا . 2 ــ الركن الثاني : رسالة المملوك مختصرة في كلمتين إثنتين لا ثالث لهما : ـــ إفراد المالك بالعبادة : » إياك نعبد » ـ قدم المفعول هنا لابرازه وهذه الصيغة لا نظير لها في لغة العرب التي إختارها الوحي قصرا وحصرا للعبادة أن يشوبها عشر معشار ذرة من حبة خردل من شرك . ـــ وردت العبادة بصيغة المضارع لتدل على صلاحيتها لكل إنسان وزمان ومكان وحال أبدا فهي دائمة مستمرة لا تنقطع بإنقطاع ماض ولا يئدها مستقبل مهما بدا متطورا متغيرا . ـــ وردت بصيغة الجمع ليعبر كل إنسان عن نفسه وعن كل مخلوق لرب العالمين ربه فهو يعبد مالكه كرها كالملك والحجر والشجر » وإن من شيء إلا يسبح بحمده » أو طوعا كالانسان وبذا هو مفضل حتى على الملك المسبح لا يفتر . صيغة الجمع في العبادة المقصورة عليه المحصورة فيه سبحانه تعني أن العبادة من العابد لا تصلح سوى في جماعة حتى لو كانت صلاة سرية في قعر بيت مظلم تحت جنح ليل دامس . جماعة في السر والعلن في الخلوة والملأ. ـــ إفراد المالك بالاستعانة » إياك نستعين » ـ ينسحب عليها ما ينسحب على ما سبقها من إبراز المفعول بتقديمه وصيغ المضارع والجمع والحصر والقصر . ثم تفيد بأن الحياة كلها له وحده سبحانه والانسان لا بد له من عمل قبل العبادة وبعد العبادة ولا بد من قوة عليها يتوكل وبها يستعين ويستغيث ويسأل وتلك القوة هي ذاتها التي حصر العبادة فيها وقصرها عليها : هي الله رب العالمين الرحمان الرحيم مالك يوم الدين . إياك نستعين تعني : أن العمل بعد العبادة مطلوب وهي شيء غير العبادة ولو لم يكن ذلك كذلك لما كانت حاجة لواو المغايرة كما تعني أن العمل يتطلب عونا نفسيا يحتاج إليه كل عامل ولا يمد بتلك القوة النفسية سواه سبحانه كما تعني أن الانسان لا يمكن شقه نصفين شطر للعبادة يقصرها على ربه وشطر للعمل يستعين فيه بغيره . إياك نستعين بعد إياك نعبد هزيمة فادحة لنظريات فصل الدين عن الدنيا ـ العلمانية المغلظة ـ أو فصله عن الحياة السياسية ـ العلمانية المخففة . هي هزيمة لكل فصل داخل الانسان لجانب عن جانب . إياك نستعين : هزيمة للتواكل والقعود والعجز بإسم العبادة . ـــ إياك نستعين : لم تحدد حقل الاستعانة ولا مجالها بل أرسلتها لتشمل كل عمل أبدا . 3 ــ الركن الثالث : لون القانون الاساسي هو لون العبودية وطبيعته التميز والوسطية . ـــ أم العلاقة بين الله والانسان في هذا القانون الاساسي هي : علاقة مالك بمملوك وصانع بمصنوع وخالق بمخلوق وذلك يفضي إلى كون العلاقة هي علاقة عابد بمعبود . ـــ يتضح ذلك من كون أول كلمة في القانون الاساسي هي كلمة الحمد وهي تختلف عن الشكر في كونها توجه في حالي الرضا والغضب والفقر والغنى والمحمود والمكروه . قال العلماء بأن التوحيد ـ لب العقيدة ـ لا يكون حتى يخالجه الحب ولا وجود لشيء تجمع فيه حبك وخوفك سوى مالكك وخالقك وولي نعمتك وصانعك . والحمد لغة أبلغ وأعمق من الشكر . ـــ كما يتضح ذلك من كون ذلك القانون الاساسي كما إبتدأ بالحمد ـ لب العبودية ـ إختتم بمخ العبادة أي الدعاء والضراعة » إهدنا الصراط المستقيم … ». فلون القانون الاساسي إذن هو لون العبودية حمدا في البداية ودعاء في الختام وبينهما عبادة وإستعانة جماعية دائمة له وبه وحده . ـــ الجماعة سر هذا الدين حتى في الدعاء السري بين العبد وربه » إهدنا » إذ لا يمكن الدين الانسان من فرصة واحدة ليدعو لنفسه متجاهلا أخاه حتى في الدعاء للهداية . ـــ الهداية هنا لا تكون لشيء أو إليه فلا تحتاج لحرف تعدية ووصل أبدا بل تكون مندمجة في ذلك الشيء وذاك الامر حتى لكانها هي هو وهو هي . قال في موضع آخر » وهدوا إلى الطيب من القول » أما هنا أي الصراط المستقيم فلا ندعو بالهداية له أو إليه ولكن بالهداية فيه حتى نندمج فيه ويندمج فينا فلا ينفصل بعضنا عن بعض . ـــ لا وجود سوى لصراط مستقيم أحد ولذلك إستغرقت معرفة فهو علم معلم . ـــ رغم الحمد والدعاء والعبادة والاستعانة وسائر مظاهر لون العبودية فإن هداية الصراط المستقيم تبقى » نعمة » من المالك على المملوك لم يصل إليها بحمده ولا بدعائه ولا بهدايته ولا بعبادته ولا بإستعانته . » حتى أنت يا رسول الله ؟ أجل حتى أنا إلا أن يتغمدني برحمة منه « . ـــ كل ما في ذلك الصراط مغلظ مفخم ضخم كبير مستعل . لم ؟ لانه معلوم معروف مشهور لا يخطئه فؤاد فليس هو شعرة أو أدق لا تتسع سوى لعابر واحد . لانه واسع شاسع رحب فسيح يكدح فيه الانسان مليارات ممليرة في ذات الوقت أو على أجيال ويتسع لهم جميعا رحمة منه . لانه ثابت صلب متين يعبر بحمولة الدنيا بإنسها وجنها إلى يوم الدين ولا تعتوره المعاور. لانه واحد لا نظير له فلا يشتبه على سالك . لانه مستقيم لا تلتوي فيه الالسنة وتتلعثم الاهواء . القانون الاساسي يحدد أكبر صفتين لامة توحيد العبادة وإخلاص الاستعانة : التميز والوسطية : ـــ التميز عن أكبر طائفتين لازمتا أمة التوحيد : طائفة المغضوب عليهم أي اليهود وطائفة الضالين أي النصارى . بدأ بالمغضوب عليهم لانهم أشد عداوة » لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا « . وسبب الغضب عليهم : معرفتهم الحق والالتفاف عليه حيلة . بدأ بالمغضوب عليهم لانه سيخصص لهم أول وأعظم وأطول سورة ـ البقرة ـ بالكلية تقريبا وسماها بإسم واقعة شنيعة إختيرت رمزا لتحيلهم وكذبهم بعد معرفة المحجة البيضاء . ثم ثنى بالنصارى لانهم أدنى منزلة » ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى … » وسبب ضلالهم : نقص في عقولهم التي أراد الله ترقيتها بتنويع أساليب الخلق فظنت لقصورها الشنيع أن ذلك قداسة بالمخلوق وليس عظمة بالخالق . خلق لهم آدم من غير ذكر ولا أنثى ثم خلق لهم حواء من ذكر دون أنثى ثم لما خلق لهم عيسى عليه السلام من أنثى دون ذكر ظنوا لعجز فادح في عقولهم بأن قداسة ما حلت بعيسى وأمه عليهما السلام فعبدوهما . ضلوا إذن بسبب نقص فادح في عقولهم وما أرادوا الضلال ولكن وقعوا فيه فهم أدنى مرتبة في الكفر. ثنى بهم لان ثاني أعظم وأطول سورة ـ ثاني الزهراوين ـ ستخصص لهم . ـــ الوسطية : أصل وسطية الاسلام وأمة الاسلام هو الاختلاف عن المغضوب عليهم وعن الضالين لان أصل الوسطية هي وسطية الاعتقاد قبل السلوك . ولن نتحدث عن هذا الان. ـــ لم يقل » غير صراط المغضوب عليهم … » . لان الصراط بخصائصه المثبتة أعلاه واحد لا ينطبق على هؤلاء ولا أولئك . وذلك رغم أن السياق يقتضيه فهو مفهوم غير منطوق . وما يسيرون عليه ليس صراطا بله مستقيما بل من قبيل » ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ». والسبيل أدنى من الصراط مبنى لغويا ومعنى عرفيا وشرعيا . ـــ لم يحصر المغضوب عليهم في اليهود ولا الضالين في النصارى رغم صحة النقل بذلك حتى يغضب على كل من عرف الحق بعقله فآثر هواه ومصلحته عليه ويضل كل من تنكب هاديات عقله وأشقى الاشقياء من يضله عقله وهو يحسب أنه يهديه » ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ». وكم من » مسلم » هواه هوى المغضوب عليهم وعقله عقل الضالين قصورا . فاتحة الكتاب قانون أساسي عام للانسان يحوي أصولا : تعريف بالمالك لئلا يجهله مملوك فيناله سخطه وتحديد لطبيعة العمل و العلاقة بين المالك والمملوك وتمييز لذلك العمل عن أعمال أخرى في أمم أخرى . تلك السبع المثاني نزلت مع القرآن » ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم » مرتين واحدة في مكة والاخرى في المدينة . أودعت فيها البركة فشفى بها سبحانه لديغا وأشبع بها بطونا خميصة . كل ما يتلوها من القرآن الكريم ليس سوى تفصيلا لكلياتها في العقيدة والعبادة والعمل والتميز . فهل من مدكر وهل من قائم معي مثنى نتفكر؟
رحلتي مع الحجاب بين سلطة بورقيبة وبن علي
بقلم: آمال الرباعي لم يكن الحجاب ظاهرة في المجتمع ولا تعود الناس على رؤية البنات والشابات في الستينات والسبعينات بلباس ساتر بل الذي ساد من اللباس بعد أن ساد بورقيبة البلاد هو اللباس الإفرنجي من سراويل و »ميني جيب ». فكان اتجاه المجتمع تغريبي واضح ولم يبق من مظاهر الستر إلا السفساري الذي ترتديه كبيرات السن ومن تبقى من المحافظات من نساء تونس واللاتي تجاوزت أعمارهن آنذاك الثلاثين. وارتبط السفساري بالعادة دون العبادة لكنه لم يخرج على أن يكون رمزا للستر في ذلك الزمن. وغاب الوعي الديني بغياب الزيتونة التي أغلقها بورقيبة سنة 1961 وأصبح الدين شيئا يمثل به كعنصر من عناصر التاريخ لا يلعب دورا ولا يؤثر في مجتمع. كنت في سنة 1977 الوحيدة بالمعهد التي تلبس الحجاب فاستغل بعض « الوصوليين » من الإداريين ذلك وحاول منعي في اليوم الثاني الدخول إلى الصف بالحجاب. طلب مني العودة إلى البيت والرجوع مع أبي حتى يوضحوا له القانون فيجبرني أبي على « احترام القانون ». ظن العون الإداري أن ذلك سيخيفني ويجعلني أنزع حجابي تحاشيا لك مشكل خاصة وأنني جديدة في تلك الثانوية ولم يمر علي زمن طويل وأنا ألبس الحجاب. ذهبت إلى البيت ولما عدت مع أبي اختفى العون ووجدنا نفسنا أمام مسؤوله فتلطف معنا واشترط أن لا يكون الحجاب كبيرا أو ملفتا للانتباه حتى يتسنى لي البقاء بالمدرسة وبالحجاب. ومرت أربع سنين فجاء المنشور 108 لكن من ألطاف الله أن كنت في آخر فترة الثانوي وشاء الله أن لا أتعرض لتلك المحنة إذ أن أجواء الجامعة كان فيها كثيرا من الحرية. ثم جاءت محنة 1987 تعرضت الأخوات فيها لمحنة شديدة اضطررن فيها للانقطاع ومنهن من نزعت أجزاء منه حتى يتسنى لها مواصلة الدراسة لكنني كنت في فترة إختفاء إذ تعرضت آنذاك للمحاكمة مع مجموعة من الطلاب من بينهم أخي الشهيد حمدة بن هنية الذي تعرض للاغتيال من طرف البوليس في تلك الفترة وأخي المرحوم عادل بن يونس الذي وافاه الأجل بسبب حادث مرور رحمهما الله جميعا. ثم جاءت محنة 90 –91: كانت الحملة على الحجاب قد بدأت قبل سنتين ولكن وبحكم وجودي بإحدى مدن الجنوب وبحكم طبيعة أهل الجنوب المحافظة لم يجرؤ أحد أن يكلمنا عن الحجاب في كامل المدينة حتى « مَنَّ » الله علينا بزيارة وزير التربية والتعليم آنذاك محمد الشرفي فلاحظ وجود محجبات بقاعة الاجتماع وأصدر الأمر بالتطبيق الفوري للمنشور 108 فأصبحنا على أمر لم يكن في حياتي أثقل ولا أعظم منه : أن تقف امرأة أمام مسؤولها الإداري فيطالبها بنزع لباس الحشمة عن رأسها. إنه عار على من أمر، وعار على من قال وطلب، وعار على من رضي، وعار على من سمع ولم يحرك ساكنا لذلك. أملي ورجائي من الله أن يكون كل من لم يرض بقلبه وذلك أضعف الإيمان ممن تستغفر لهم الملائكة من هذا الذنب العظيم. قلت يومها لمسؤولي الإداري ـ ردا على وصفه الحجاب باللباس الطائفي ـ أنا لم أتبع أي طائفة بل لبسته بناء على آية سورة النور التي درسناها في المدرسة بالإعدادي والتي تبدأ بقوله تعالى : » سورة أنزلناها و فرضناها وأنزلنا فيها آيات بيناتٍ.. » و « ….وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها » فالحجاب فريضة على كل مسلمة تؤمن بكتاب الله وسنة نبيه جاء الأمر به مرتان في بداية السورة فالسورة فُرض كل ما جاء فيها بصورة عامة بعبارة فرضناها أي فرضنا الأحكام التي فيها والحجاب فُرض مرة ثانية وبشكل خاص بلام الأمر. حاولت عبثا إقناعه بفرضية الحجاب لكنه ما أبدى استعدادا لذلك ، حاولت إقناعه بوسيلة أخرى قلت له : أنا مستعدة أن ألبس لباس جدتي أو جدة أبي حتى أكون مرتبطة بجذوري وأصولي فكل ما هو تقليدي فيه ستر وأنا لا أريد إلا الستر. أضفت أنا مستعدة للبس السفساري – وقد لبسته الأستاذة هند شلبي مدرسة الشريعة في العهد البورقيبي إثر صدور منشور 108- فقال لي أنت إذا أصولية متطرفة لك نزعة تحدي تدل على أنك لا تريدين الرضوخ للحاكم. قلت له أنا ما لبست الحجاب إلا طاعة لله وأنا أبحث معك عن أي حل يرضيكم ويلبي حاجتي وما حاجتي إلا الستر. أجابني السفساري غير عملي وسيسبب لك مشاكل. كنت مستعدة لكل التحديات الاجتماعية لكن لا أنزع الحجاب. قلت له أنا على أتم الاستعداد أن ألبس أي لباس مغاربي في إطار الوحدة المغاربية أو أي لباس تقليدي آخر. مستعدة أن آتيكم بقطعة قماش تختارون لي تفصيلها والمهم أن تفي بغرض الحجاب. فقال لي أنت تتحدين قرار السلطة بهذا الكلام والوزير قال بعبارة أخرى أنه لا يريد أي مظهر من مظاهر الحجاب في المدارس والمعاهد. لأن الحجاب لباس طائفي مستورد. قلت له هل السروال والقميص أو الفانيلة للنساء لباس تونسي أصيل؟؟؟؟ قال لي « باللازمة لو تلبسه مرْتي قدام بابا يطلقها هو قبلي ناي » والمعنى : »على اليمين لو أن زوجتي لبسته أمام أبي لحكم بطلاقها قبل أن أحكم أنا بذلك ».! كان آخر عهدي بالتدريس هذا اليوم فقد كنا في الأسبوع الأخير من السنة الدراسية وتكرر « الحوار » ثلاثة أيام دون جدوى فتركت العمل…. وعملت بعدها بمكتب إداري بنصف المرتب الذي كنت أتقاضاه من التعليم، لكن العيون التي لا تنام من المرتزقة لاحظت مروري المتكرر في الشارع الذي كنت أشتغل فيه ، مع أنني كنت آخذ بالحيطة وكان الفصل شتاء ، فجاءني أحد الأعوان إلى الشغل حتى يرهب كل من تسول له نفسه توفير عمل لامرأة ترتدي الحجاب ودعاني لمركز البوليس كي أوقّع على الإلتزام بعدم ارتداء الحجاب في المستقبل من أي نوع أو بأي صفة، ذهبت إلى البوليس وغطاء رأسي مربوط على طريقة « الطيارية » أو « الفولار » فذكر البوليس المرتزق لمسؤوليه أنه وجدني بحجاب مثبت » بالمسّاك أو الدبوس » هكذا كان أشباه الرجال يحرسوننا ويهتمون بأدق الأشياء التي تخصنا وتثبت مدى حريتنا في بلدنا الحبيب برغم الداء والأعداء. كانوا يقولون لي يجب أن يكون الشعر عاريا تماما ولديك فرصة يومين كي تستردي بطاقة هويتك بعد التوقيع على الإلتزام. هكذا كان حفاظ أمننا يتعاملون مع الحرائر من النساء. لكن الله سلم ، لم يكن أمامي إلا الدعاء والتوسل إلى الله كان الوضع بالنسبة لي ولكل الأخوات أشد من الجمر. « فالقابض على دينه كالقابض على الجمر » كما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم. يتبع إن شاء الله (المصدر: ركن « ذكريات الدعاة » بموقع الحوار.نت بتاريخ 26 جوان 2006)
نــــشـــيـــد أطـــفـــال الـــلاجـــئـــيـــن
شعر: بحري العرفاوي
لو عــاد أي ظــالــم الى فــطــرتــه الإنــســانــيــة لــمــا ظــلــم. أيـــهــا الــمســتــبــد ********************* لــي ســـؤل أد أن تـــقـــلـــبـــــــــه ********************* بــاعــتــنــاء وجد إن يــكــن عــنــدك **************** طــفــلــة أو ولــــد أو تــكــن زوجــــة **************** مــرضــع أو تــلــــد أو يــكــن أبـــــوا…………………..ن بــغــيــر ســنـــــد أو تــكــن فــكــرة *************** أو يــكــن مــعــتــقــد أو تــكــن مــهــجــة ************* أو غــطــاء جــســــــد أو تــكــن زهــــــرة ************* فــي ربــوع الــبــلـــــد كــــيـــــف كـــنــت تـــرد؟ لــو تـــعــدى عــلى ************* كــل ذا مــســتــبــــــد أيـــهـــا الـــمـــســتـــبــد !
أين العجب في مــهــزلة لــومــار والمنتخـــب؟
دعونا نسقط بإرادتنا ورقة التوت علينا ونتخاصم أمام ضمائرنا كي تحكم فينا برجولة وحق… ودعونا ننزع كل النظارات السوداء او الوردية لنرى المنتخب ومدرب المنتخب وجمهور المنتخب وإعلاميي المنتخب وكل ما يدور حول وصلب المنتخب كما لم نرهم من قبل.. دعونا نفتض بكارة الخوف الذي لازمنا من زمان وحرمنا من لذة فعل شيء في صالح هذا الوطن.. ودعونا نمزّق شرايين الوقائع مادمنا نؤمن ـ على الاقل في هذه اللحظة ـ ان حبّات الفاليوم ومسكّنات الاعصاب لم تعد تنفع مع الوضع الحالي للمنتخب السائر نحو الهاوية بسرعة الصوت… دعونا نشعر بصدقنا مع الجمهور على الأقل في الحديث عن الكرة. نقطة يتيمة عدنا بها من مونديال ألمانيا حصدناها بشق الانفس امام اشقاء علمناهم الكرة وبعثنا اليهم رسلنا الكروية بعد ملحمة الارجنتين ليزرعوا بذور الخير والكرة بين تونس والسعودية لنكتشف بعد ذلك ان التجربة وان نجحت هناك فإن سنابل الابداع تساقطت هنا… فمنذ ابتعاد تميم لم «نخلق» جناحا نفاثة ومنذ اعتزال غميض لم نجد رئة نتنفس بها في الوسط ومنذ أفول نجم طارق لم نطرق بابا واحدا للنجومية الحقيقية… وها ان الكعبي وذويب والعبيدي والعقربي والمرحوم عقيد والمجاهد القاسمي مازالوا مرسومين على قلوبنا كالوشم ولم تستطع النجوم الورقية سريعة الالتهاب والاندثار من محوها رغم عديد المحاولات.. نقطة يتيمة عدنا بها من ألمانيا ولولا بقية حياء لمن لا حياء لهم لـ «طبّلوا» لها ولجعلوها قمّة المجازفة وقمّة الانجاز.. ولحاولوا اقناع الجما هير ان تسجيل ثلاثة اهداف في مونديال واحد حدث لن يتكرر مرتين والفضل في ذلك للومار… وأبنائنا بالخارج. نقطة يتيمة عدنا بها بعد اربعة اعوام من الانتظار.. وعدنا بها الى نقطة الصفر والانكسار.. رغم تنبيهنا ألف مرة الى ان لومار كان يلعب بالنار… وان ما نملكه من «مواطنينا بالخارج» او ما نسميهم محترفين لا فرق بينهم وبين ما نملكه داخل الدار لكن الفوضى تواصلت باقتناع كامل من اهل القرار فلم نعد نعلم من تسبب ـ اصلا ـ في ما حصل في ألمانيا وكان بمثابة وصمة العار. نقطة يتيمة عدنا بها من المونديال لكن لنقف امام المرآة مرة وحيدة ونسأل: هل كنّا فعلا نستحق اكثر منها.. وهل نملك فعلا مجموعة تستحق العبور الى الدور الثاني.. وهل اننا ـ حقيقة ـ افضل الافارقة وانجعهم واروعهم أم اننا عبرنا الى المونديال بضربة حظ رافقت كرة عادل الشاذلي الى حيث يقطن الشيطان من المرمى المغربي؟ نقطة يتيمة جلبناها من اذنيها وكدنا نتركها هي ايضا هناك لولا بهتة الدفاع السعودي في آخر اللحظات لنسأل معها ان كنّا جاهزين فنيا وبدنيا ونفسانيا لخوض المونديال ام ان احلامنا ـ مثل كل الافارقة والعرب ـ تقف عند حدود الترشح وان الانجاز انتهى بعد الحصول على تأشيرة الدخول الى الأراضي الالمانية. كل السهام توجهت الى لومار الذي فعل ما اراد منذ بداية التحضيرات الى نهاية المشاركة.. فالاختيار البشري رافقته فلسفة خاصة وجمود محيّر من الجامعة التي عملت بمثل «لا ارى ولا اسمع ولا اتكلم» وكأن الامر يعني «منتخب الهولولولو».. قبل ان يصفعنا نفس المدرب باختيارات تكتيكية كانت سببا في انهاء علاقته بفرنسا… وهاهي تضحك العالم علينا وتضعنا في مرتبة سفلى في المونديال.. وبعدها اطل علينا بلقطة حاول بعضهم «تلطيفها» رغم فظاعة رؤيتها والتي اساء بها الى مساعده طارق ثابت الذي فاجأنا بصمت يشبه المذلة خاصة ان اللقطة البشعة صادرة عن مدرب طالما ردّد علينا اسطوانة الاخلاق والانضباط.. وبين الاخطاء البشرية والفنية والاخلاقية ترك لنا لومار اكثر من سؤال حول الابقاء على بالربط والحاج مسعود ضمن «الاحتياط».. واستنجاده ببن سعادة الذي هدّده علنا على اعمدة الصحف.. وبقمامدية الذي كان تركيزه كليا على زواجه بعدان تأكد بنفسه ان «مستواه» لا يخوّل له المشاركة في اكبر تظاهرة عالمية.. كما ظل السؤال حائرا حول الابقاء على سانطوس المصاب.. وعلى غيره من اللاعبين الذين ظـنوا وصدقوا انهم ـ فعلا ـ متساوون مع الأساسيين.. اللهم في التعاسة. حقائق أخرى الحديث عن لومار لا يمكن ان يتوقف عند النقاط التي ذكرنا لكن لا يمكن ايضا ان نحمّله ما لا طاقة له به.. فالرجل له «اسم» و»تاريخ» يقفان معه في جميع معاركه الفنية وبالتالي علينا ان نبحث عما يهمّنا اكثر من لومار لأنه ذاهب وراحل مهما «تمعّشوا» منه… فأبناؤنا اصل الداء لاقتناعنا ان مباريات المونديال يلزمها قليل من الانضباط التكتيكي وكثير من الرجولة.. لكن العكس هو الذي حصل حيث التزم الجميع بـ «التعليمات الفنية» وأضاعوا حقهم في تقرير مصير منتخب يعنيهم بدرجة اولى.. الحديث عن اللاعبين داخل الملعب خلال مونديال ألمانيا يطول شرحه… ويكفي ان نقول ان لا احد منهم ـ عدا زياد الجزيري ـ استحق ارتداء الزي الوطني للدفاع عن حرمة المنتخب.. وكلهم كانوا خارج الموضوع بالطول والعرض ورغم ذلك مازالت بعض الاقلام تردّد ان اللاعب الفلاني تتخاطفه الفرق العملاقة… والثاني سبب خصومة بين هذا الفريق وذاك.. والثالث قادم بسرعة الكونكورد الى أكبر الفرق الايطالية او الانقليزية والالمانية في زمن ظهر بالكاشف انهم اتعس من الموجودين في «بطولتنا الهاوية» والذاهبة هي الاخرى الى «الهاوية».. حديثنا عن المنتخب قبل وبعد المونديال كان دائما حربائيا يتلوّن بتلوّن اصحابه.. فهذا طالب باللطيفي.. ومازال وهذا يلهث باسم يحيى الافريقي… وذاك دعا ويدعو وسيدعو بإعادة بن فرج النجم.. ورابع مقتنع بأن طارق سالم افضل من اغلب المتواجدين في المنتخب.. وخامس يصيح بأعلى صوته: اين عبيدي جندوبة.. وكل يغني لليلاه.. وحتى سيوف النقد فلا ولن تطال الا مجموعة دون اخرى لأننا ببساطة مازالت تحكمنا الجهويات المقيتة ونعرة الالوان المميتة. نحن السبب الحقائق تتلاطم داخل الرأس لتفسير اسباب هذه النكسة التي انتظرها العديدون لإيمانهم ان اللاعب التونسي لم «يحترف» بعد عقليا.. وحتى الذين ارسلناهم جوعى الى خارج تونس «شبعوا» هناك وعادوا الينا بآخر صرعات الموضة عوضا عن العودة بعقود أفضل… فهذا وضع «بلوطة» في أنفه (والحمد لله انه لا يظهر بها في تونس) وآخر غيّر لون احدى اضراسه الداخلية ووضع «لؤلؤة تظهر بقوة عندما يضحك رغم ان مردوده كان «يبكّي».. وثالث بعثناه تقيا مشهودا بأخلاقه فعاد بـ «لوك جديد» لم يغيّر قشرته والحمد لله.. ورابع وخامس… لنقتنع انهم ـ فعلا ـ كانوا «مواطنين بالخارج» وان علاقتهم بالكرة كانت مادية بحتة.. وتذكروا جيّدا كلمة رونالدينهو الذي كان معدوما مثلهم وتحوّل الى اغنى لاعب في العالم عندما قال: «ألعب لأروّح عن نفسي.. فكُرة القدم متعة قبل كل شيء». لاعبونا الميامين نفخنا في ارجلهم بأنفسنا ولمّا تكرّشوا تساءلنا عن سبب تغيّرهم… فنحن اكثر العارفين بأنهم لم ولن «يحترفوا» على ارض الواقع مادام الواحد منهم يترك فريقه بدعوى الاصابة او المشاركة الدولية ولا نعثر عليه لا فوق الملعب ولا في المصحة للمتابعة الطبية.. بل نجده باستمرار ـ في حالة يرثى لها ـ داخل العلب الليلية.. هؤلاء هم لاعبونا.. وكم نبّهنا الى ان اخلاقهم سبب تعاستهم… لكن لم يسمعنا احد.. على جناح الألم الحمد لله ان روجي لومار اصبح «تونسيا» لحما ودما.. ويعرف بعض الكلمات ويعشق بعض الاكلات… الى درجة انه صار يحدثنا بما نفهم وهو الذي قال في آخر تصريح بعد مهزلة المنديال ما معناه «فسّخ وعاود..» لاقتناعه بأن هذه عقليتنا.. وهذا ايماننا.. وهذه غايتنا وأبلغ المفاهيم عندنا… ألم نقل منذ البدء انه اصبح «تونسيا».. * سليم الربعاوي
(المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 26 جوان 2006)
– للنشر الفوري تتوجه لعموم المشاهدين العرب مع عناية خاصة بالوجود العربي المتنامي في أوروبا
قناة « الحـوار » تنضم إلى الفضاء التلفزيوني العربي بعد أيام
لندن – تنضمّ إلى الفضاء التلفزيوني العربي خلال الأيام القليلة المقبلة، قناة جديدة ستبثّ إرسالها انطلاقاً من لندن، للمشاهدين العرب حول العالم، مع إيلاء اهتمام خاص بالوجود العربي المتنامي في أرجاء القارّة الأوروبية. إذ تعتزم مجموعة من الإعلاميين ورجال الأعمال العرب، إطلاق قناة تلفزيونية فضائية عربية مستقلة، في غضون الأيام القليلة القادمة، تحمل اسم « الحوار »، الذي يعبِّر عن الطابع المنفتح للقناة ويلخِّص |رادة القائمين عليها في أن تكون بمثابة منبر للتواصل عبر الحدود والمسافات في الفضاءات الإعلامية التفاعلية. ويعرب المدير العام لقناة « الحوار »، السيد عبد الرحمن أبو دية، عن أمله في أن تكون القناة الجديدة « صوتاً للعرب في المهاجر وجسراً للتواصل بين العرب وبقية الشعوب والثقافات، وأن تساهم في تعزيز قيم التسامح والديمقراطية واحترام الحريات وحقوق الإنسان »، متعهداً بأن تبقى القناة « صوتاً مستقلاً وموضوعياً، وأن لا يقتصر اهتمامها على أخبار وهموم الجاليات العربية في أوروبا والعالم؛ بل يتعداها إلى هموم المواطن العربي في الدول العربية »، كما يقول. وفي هذا السياق أكد السيد زاهر بيراوي، مدير البرامج في القناة، أنّ البرامج الحوارية السياسية، مثل « تسعون دقيقة » و »أنت الحَكَم » و »أضواء على الأحداث »؛ ستتناول كافة « القضايا الساخنة » التي تهمّ المواطن العربي أينما كان، « بصراحة تامة ومن غير مجاملة، لأنّ محطة « الحوار » إنما أُسِّست لخدمة تطلعات الشعوب العربية في بناء غد أفضل »، وفق تأكيده. وفي الوقت نفسه أكد أنّ « الحوار » ستلتزم الموضوعية والمسؤولية في كل ما تقدِّمه للمشاهدين، وستتناول بالتحليل أحدث المستجدات « بعيون عربية ومصداقية عالية، وستقدم التحليل العميق لكشف أبعاد الأخبار وتداعياتها »، كما يقول. من الجدير بالذكر أن « الحوار » بدأت بثها التجريبي بالفعل على القمرين الصناعيين « نايل سات » على التردّد العمودي MHz11823 و »هوت بيرد » على التردد العمودي MHz10949 20/06/2006 – لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال: زاهر بيراوي 07747446001
«غوغل» أطلق خدمة الأخبار بالعربية
بيروت-الحياة
أطلق محرك البحث الالكتروني «غوغل» أخيراً خدمة الأخبار باللغة العربية وسميت بـ «غوغل أخبار العالم العربي» وهي مرتبطة بنحو 150 مصدر أخبار بالعربية كبعض المواقع التلفزيوانية الاخبارية العربية ومواقع اخبارية عالمية. في صدر الصفحة، الأخبار الرئيسة ثم أخبار العالم فأخبار العالم العربي فالاقتصاد والعلوم والفنون والرياضة.
ويسير «غوغل» على خطى مواقع الكترونية مرتبطة بمؤسسات إعلامية عالمية كـ «بي بي سي» و «سي أن أن»، لكنه سبق محركات البحث الأخرى إلى هذه الخدمة التي لا تزال في مرحلة تجريبية، وتنقل أخباراً من مصادر متنوعة.
وسيتمكن متصفح خدمة «غوغل» الجديدة أن يراجع أخباراً مضى على نقلها نحو شهر.
ويراعي تصميم صفحة هذه الخدمة التصميم المتبع في الصفحات الاخبارية في «غوغل» في اللغات المتعددة المتوافرة، وتعرض معظم الاخبار مع صور مرتبطة بها.
(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 26 جوان 2006)
كتاب لنبيل الهلالي يسجل « نضال » اليهود الشيوعيين المصريين ضد الصهيونية
القاهرة (رويترز) – لم تسمح سنوات الاعتقال الكثيرة للمحامي المصري الراحل أحمد نبيل الهلالي بالتفرغ للكتابة لكنه احتفظ لنفسه بمكانة بارزة بين كل التيارات السياسية والفكرية بما فيها المعارضة لأيديولوجيته الماركسية. وكان الهلالي يعتبر الحركة الشيوعية المصرية نبتا طبيعيا وليست ظاهرة مستوردة من الخارج. وتوفي الهلالي الملقب بالقديس والنبيل الاسبوع الماضي عن 85 عاما تاركا ذكرى طيبة باعتباره من أشهر محامي الرأي في مصر كما ترك في كتابه الأخير ما يمكن اعتباره شهادة عن « نضال » الكوادر اليهودية المصرية داخل الحركة الشيوعية ضد الصهيونية. الهلالي الابن هو نجل أحمد نجيب الهلالي (1891 – 1958) رئيس وزراء مصر قبل ثورة 23 يوليو تموز 1952. لكن ميوله اتجهت الى الحركات الشيوعية واليسار عموما رافضا أن يرث أموال والده وتبرع بها لحركات يسارية وعمالية. ودفع ثمن اقتناعه بأفكاره سنوات من حياته في المعتقلات منها ست سنوات في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بداية من مطلع 1959 حتى 1964. وحمل كتاب الهلالي عنوان (اليسار الشيوعي المفترى عليه ولعبة خلط الأوراق) وصدر في القاهرة عن دار ميريت. ويرفض المؤلف الاستسهال في الربط « المتعسف » بين اليهودية كدين والصهيونية كأيديولوجية قائلا ان ذلك ينافي الحقيقة « ويلحق أفدح الضرر بالنضال ضد العدو الصهيوني اذ تتطابق هذه النظرة مع الفكرة الصهيونية القائلة بأن كل يهودي صهيوني. » ووصف الصهيونية بأنها حركة معادية لمصالح اليهود أنفسهم لانها تسعى لانتزاعهم من أوطانهم الأصلية وتفرض عليهم الاغتراب عن مجتمعاتهم فيما يسمى بأرض الميعاد. وسجل نداء أصدرته يوم 26 مايو ايار 1947 الرابطة اليهودية لمكافحة الصهيونية وينص على أن « الصهيونية عدو اليهود » كما رفضت الرابطة نفسها في كتيب أصدرته في الشهر التالي مقولة أن « أمة يهودية قد تشكلت في فلسطين ». وأوضح أن قادة الصهيونية كانوا معادين للشيوعية حيث « أكد مؤسس الحركة الصهيونية العالمية (تيودور) هرتزل منذ وقت مبكر أنه « لن نرضى أبدا توجيه اليهود نحو الاشتراكية » كما طالب مناحم بيجن رئيس وزراء اسرائيل الأسبق بضرورة « أن نظهر للعالم كله أننا نمثل أشد الحركات عداء للشيوعية. » وقال ان هناك موقفا « ثابتا » للحركة الشيوعية المصرية من الظاهرة الصهيونية فيوم « احتفلت الحركة الصهيونية العالمية بافتتاح الجامعة العبرية عام 1925 على تراب فلسطين شارك في الاحتفال مثقفون برجوازيون مصريون بارزون من بينهم أحمد لطفي السيد (1872 – 1963) في حين نددت جريدة الحساب لسان حال الحزب الشيوعي المصري بهذا الحدث الخطير. » كما رفض الهلالي القول الشائع « باتهام الحركة الشيوعية العالمية ككل بالموافقة على قرار التقسيم (الخاص بفلسطين) فالثابت تاريخيا أن أحزابا شيوعية عديدة عارضته. » ونفى أن الحركة الشيوعية المصرية ظاهرة مستوردة من خارج البلاد أو ثمرة مؤامرة أجنبية ويهودية مشيرا الى أن إرهاصات الفكر الاشتراكي في مصر ظهرت منذ أواخر القرن التاسع عشر على « يد مفكرين مصريين لحما ودما » حتى قبل انتصار الثورة الاشتراكية في روسيا عام 1917. واستعرض الهلالي للتدليل على ذلك بكتب صدرت في وقت مبكر منها (الاشتراكية) عام 1913 لسلامة موسى (1889 – 1958) و(تاريخ المذاهب الاشتراكية) عام 1915 لمصطفى حسين المنصوري. وقال ان ظروفا موضوعية أدت الى تأسيس الحزب الشيوعي المصري عام 1922 « منبثقا عن الحزب الاشتراكي المصري الذي كان قد ألفه لفيف من المثقفين المصريين ووقع على برنامجه كل من سلامة موسى ومحمد عبد الله عنان وآخرون. » وأشار الى أن الشيوعية تعرضت لعداء قوى طبقية متنوعة ومتناقضة كالنازية والفاشية وأجهزة المخابرات « الامبريالية » والبرجوازية القومية الحاكمة في العالم الثالث والأصولية الدينية. وقال انه رغم التفاوت بين هذه القوى « فقد ظل جوهر معاداة الشيوعية واحدا وهو الخوف من الثورة الاجتماعية والعداء للديمقراطية والتقدم والاشتراكية. » ونفى الهلالي أن يكون بعض اليهود المصريين قد استبعدوا من الحركة الشيوعية عندما اقترح تمصير الكوادر الشيوعية وإبعاد الاجانب عن مواقع القيادة. وأشار الى استمرار كوادر شيوعية من أصل مصري ضمن قيادة الحركة منهم يوسف درويش الذي ولد عام 1910 وريمون دويك الذي ولد عام 1918 وأحمد صادق سعد (1919 – 1989) وشحاته هارون (1920 – 2001). وتمسك هارون وهو محام بالبقاء في مصر ورفض الاعتراف بدولة اسرائيل بل وصفها بأنها خرافة يستحيل أن تتحقق لانها ضد التاريخ وضد قانون الطبيعة كما رفض اتفاقيات كامب ديفيد بين مصر واسرائيل وله كتاب وحيد عنوانه (يهودي في القاهرة) وابنتان.. ماجدة تزوجت طبيبا كاثوليكيا ايطالي الأصل ونادية تزوجت مصريا مسلما. وكان هارون قبل أن يموت في مارس اذار عام 2001 أوصى بألا يحضر حاخام يهودي من اسرائيل للصلاة علي روحه وألا يشارك في المراسم مسؤولون بالسفارة الاسرائيلية بالقاهرة. من سعد القرش (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 26 جوان 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)
إخوان سوريا: المقاومة ليست الخيار الوحيد
أحمد عطا-إسلام أون لاين.نت
نفى علي صدر الدين البيانوني المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين بسوريا ما نسب إليه من أنه مستعدٌّ لإجراء مفاوضات مع إسرائيل وإقامة علاقات معها إذا وصلت الجماعة للسلطة، مؤكدا أن تصريحاته انتزعت من سياقها، وأن ما قصده هو أن « المقاومة ليست الخيار الوحيد » للشعب الفلسطيني.
وأكد البيانوني في تصريح لإسلام أون لاين.نت أن الصحفي الذي أجرى معه الحديثَ لوكالة رويترز « حرَّف » كثيرًا من كلامه، ونقله بشكلٍ خاطئ.
وكانت وكالة « رويترز » قد نسبت الأحد 25-6-2006 إلى البيانوني قوله: « إن الجماعة على استعداد لإجراء محادثات سلام مع إسرائيل إذا تولت السلطة في دمشق »، وأنه أضاف: « إذا قادت المحادثات إلى الانسحاب من الأراضي المحتلة، ومنحت الفلسطينيين حقوقهم فأين الخطأ؟ ليست هناك مشكلة ».
غير أن البيانوني قال: إن تصريحاته انتزعت من سياقها، وإن ما طرحه هو أن « جميع الخيارات متاحة في حال وصول الجماعة إلى السلطة »، وإنه « لا مانع من استخدام خيار التفاوض لحصول الفلسطينيين على كاملِ حقوقهم المشروعة إذا كان الطرف الآخر سيستجيب لذلك ».
وتابع أنه « يجب أن يكون أمام الإخوة في فلسطين خيارات متعددة، وليس خيارًا واحدًا وهو المقاومة » التي اعتبرها البيانوني « أهمَّ الخيارات وأقواها »، إلا أنه عاد وأكَّد أنه « لا مانعَ من الحصول على الحقوق والأرض بالتفاوض ».
حكومة وحدة وطنية
وفيما يتعلَّق بجبهة المعارضة السورية وتسريب معلوماتٍ عن اقتراب نهاية النظام السوري الحالي وأن الإخوان يعتزمون تشكيلَ حكومةٍ إخوانيةٍ هناك، قال البيانوني في تصريحات نقلتها وسائل إعلام تعليقا على ما نسب إليه: إن « هذا الكلام سابقٌ لأوانه، وفي حالة نجاح المعارضة في السيطرة على الحكم في سوريا فإن الإخوان يفضِّلون تشكيلَ حكومة وحدة وطنية أو ائتلاف وطني ».
ولا تعترف سوريا رسميًّا بإسرائيل التي تحتل مرتفعات الجولان منذ حرب 1967، وجرت محادثات سلام متقطعة وغير مثمرة بين الجانبين في الفترة من عام 1991 إلى عام 2000.
وكان البيانوني قد أرجع في تصريحاته تكثيف الحكومة السورية حملتها ضد المعارضة إلى خشيتها من تراخي قبضتها على السلطة في البلاد.
واعتقلت دمشق الشهر الماضي 12 معارضًا بينهم محامون بارزون في مجال حقوق الإنسان ومفكرون في حملة ضد انتقادات لسياسة الحكومة.
وقال البيانوني المقيم في لندن: « النظام خائف، خائف من الأوضاع الداخلية، مما أدى لقمع متزايد ».
وشكّل تحالف البيانوني تحالفًا مع نائب الرئيس السابق عبد الحليم خدام وغيره من زعماء المعارضة في المنفى تحت اسم « جبهة الخلاص الوطني » في مارس الماضي.
وتهدف جبهة الخلاص إلى تشكيل حكومة انتقالية مدتها 6 أشهر تكون جاهزة لتولي إدارة البلاد في « اللحظة المناسبة »، كبديل عن نظام الرئيس بشار الأسد الذي « أضعف سوريا في مواجهة التحديات » على حد وصفهم.
وتعهدت الجبهة بأنها ستلغي حالة الطوارئ وتجري انتخابات وتطلق سراح السجناء السياسيين إذا تولت السلطة، كما وعد البيانوني حينها بتنحي جماعة الإخوان المسلمين إذا لم تفز في الانتخابات أو أطيح بها في انتخابات لاحقة.
(المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 26 جوان 2006)
قراءة في « المانيفستو » الإرهابي الصهيوني
نواف الزرو (*) لم تكن المجزرة الدموية الصهيونية الأبشع التي اقترفتها قوات الاحتلال يوم الجمعة 9/6/2006 على شاطئ غزة وأسفرت عن محو أسرة فلسطينية كاملة من الوجود سوى تتويج سافر لفكر ومخططات ونوايا الإرهاب المجازري الإجرامي الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني. فما الذي يجري على أرض فلسطين في الضفة والقطاع؟.. هل كانت قصة المفاوضات من بداياتها إلى يومنا هذا عبارة عن أكذوبة كبرى ونصب سياسي على العرب كما كان أعلن مرة الأمين العام للجامعة العربية؟ وهل كانت قصة « فك الارتباط » والانسحاب من غزة يا ترى مسرحية محكمة الإعداد لتهيئة الأجواء والمناخات المحلية والدولية لإعادة الاحتلال الصهيوني للقطاع من جديد تحت ذريعة الإرهاب وسلاح الفصائل وصواريخ القسام؟ هكذا بعد أن غمرت أفراح » الاندحار والانتصار » الشارع الفلسطيني وبعد أن بشرت ابتسامات الأطفال وآمالهم بغد فلسطيني مشرق تنتكس الأوضاع مجددا إلى بدايات المواجهات والاجتياحات والاغتيالات والدماء والأكفان.. أى « أول الغيث » الصهيوني متجددا في عهد أولمرت الشاروني في حملة جديدة من المجازر والجرائم. وهذا ما يحملنا هنا مرة أخرى إلى قراءة الجذور الأدبية الإيديولوجية والسياسية الإستراتيجية للمجزرة ومعرفة الأجندات السياسية الحقيقية وراءها. جذور المجزرة فالحقيقة الواضحة الساطعة الراسخة اليوم أن الحديث عن جرائم الحرب والمجازر الصهيونية لا ينفصل من جهة أولى عن الحديث عن مشاريعهم السياسية الإستراتيجية التصفوية للقضية والحقوق العربية الفلسطينية التي تتوج اليوم بما يسمى خطة « الانفصال والتجميع » التي يعلن أولمرت صباح مساء « أنه سينفذها سواء بالتفاهم مع الفلسطينيين أو بدونهم ». كما لا ينفصل من جهة ثانية عن الحديث عن تلك الأدبيات والمفاهيم والمنطلقات الأيديولوجية التي شكلت على مدى العقود الماضية المستنقع المستنبت الذي نشأت وترعرعت فيه التنظيمات الإرهابية الصهيونية, ونشأ وترعرع وصقل في أتونه كبار الإرهابيين الصهاينة من جنرالات وساسة ومفكرين ومنظرين على حد سواء. في ذلك اللقاء الذي أجراه معه الكاتب والصحافي الإسرائيلي المعروف عاموس عوز، ونشرته صحيفة دافار العبرية في 17/9/1982، ثم ترجم إلى الفرنسية وصدر عن دار « كالمان ليفي » تحت عنوان « أصوات إسرائيل » تحدث البلدوزر الإرهابي شارون بمنتهى الوضوح عن أدبيات المجزرة التي أسماها « المهمات القذرة » وأطلق الكاتب الإسرائيلي على الحوار مصطلح « المانيفستو النازي لشارون ». يوضح عوز في تقديمه للحوار أن « اعترافات شارون في اللقاء المانيفستو تعكس إيمانا نازيا يعلنه شارون صراحة، حيث أعرب عن رغبته بأن يطبق على الفلسطينيين ما فعله هتلر باليهود خلال الحرب العالمية الثانية ويأسف لأن ذلك لم يحصل عام 1948. ويضيف « إن هذا المانيفستو لا يلخص فقط الأيديولوجيا الصهيونية إزاء الفلسطينيين بل تجاه يهود العالم، حيث يوضح شارون ضرورة تحفيز عملية تهجير مزدوج، تهجير الفلسطينيين من فلسطين وتهجير يهود العالم إليها -المانيفستو اليهودي- النازي لشارون ». ويكثف لنا شارون من جهته معتقداته وأفكاره ومشاريعه في فلسطين في ذلك « المانيفستو » قائلاً « أنا لا أعرف إلا شيئا واحدا، طالما أننا نقاتل لأجل وجودنا، فكل شيء مسموح. حتى ما هو غير مسموح به عرفا، حتى طرد العرب جميعاً إلى الضفة الشرقية للأردن. كلهم قطعيا ». ويفصح شارون في اللقاء عن نواياه الإجرامية الشريرة ضد الشعب الفلسطيني قائلاً « اليوم.. أنا مستعد أيضا لأجل الشعب اليهودي بأن أتكفل بتنفيذ العمل القذر، باقتراف مجازر عربية حسب الحاجة، بأن أطرد، أحرق وأنفي كل ما يجب لجعلنا مكروهين. مستعد لأن ألهب الأرض تحت أقدام « يديش الديا سبورا » إلى أن يضطروا إلى الإسراع إلى هنا وهم يعوون. حتى ولو اضطرني الأمر إلى نسف بعض الكنس اليهودية، سيكون ذلك سيان، ولن يهمني الأمر أيضا إذا قمتم، بعد خمس دقائق من إنجازي العمل القذر، من تحقيقي الهدف ووضع كل شيء في مكانه، إذا ما قمتم بمحاكمتي على نمط نورنبرغ .. إذا ما حكمتم علي بالسجن المؤبد، إذا ما شنقتموني بتهمة جرائم حرب، إذا ما كان ذلك يعجبكم. بعدها ستغسلون ضمائركم الجميلة بعناية بالماء المعقم وتصبحون جملاء بما يكفي، كبارا وأصحاء بما يكفي للانتساب إلى نادي الشعوب الحضارية، لا تترددوا، دعوني أتكفل بهذا العمل القذر، صفوني بكل الصفات التي تخطر ببالكم، فما لا تستطيعون أن تفهموه هو أن العمل القذر للصهيونية لم يكتمل عام 1948 وبسبب خطئكم أنتم ». وانتقالاً من ذلك المانيفستو النازي لشارون منذ العام 1982 إلى أفكار ومشاريع شارون بعد انتقاله لسدة السلطة، نجد أنه -صرح وأعلن مرارا عن ذات الأفكار الإجرامية الواردة في المانيفستو وإن كان بعبارات تتناسب أكثر مع الزمن الراهن. لذلك يمكننا أن نثبت بالقراءة الموثقة أن رفع وتيرة التصعيد الحربي الدموي القمعي التركيعي والاستعماري الاستيطاني ضد الفلسطينيين هي العنوان الرئيس للمرحلة الشارونية كما أنها ستكون العنوان الرئيس كذلك للمرحلة الأولمرتية؟ حرب شارون أولمرت وكبار الجنرالات كان شارون قد أعلن في أكثر من مناسبة « أن إسرائيل توجد في حالة حرب » كما تحدث عن « أن الصراع وجودي متواصل منذ أكثر من 100 عام ». ومن الأهمية الالتفات إلى أن شارون لم يكن منفردا في تقديره هذا، فقد كان أولمرت دائما عن يمينه وكذلك كبار الجنرالات و »القيادة الصقورية الشابة التي تحيط به تتمسك بمقولة الصراع الوجودي بصورة أشد.. وإسرائيل بالتالي في حالة حرب بقاء وليس أقل من ذلك »، وهي « حرب من أجل أرض إسرائيل الكاملة التي كان له إسهام كبير في بنائها.. وإلى ذلك هناك مجموعة كبار الضباط النظاميين تعتبر نفسها أيضا في حرب وجودية ». ومن هنا فـ »إن القتال مع الفلسطينيين -حسب معتقداتهم- هو قتال حتى الموت، لأنه طالما بقي هناك أمل في التحرر لدى الفلسطينيين، فلن يتوقف الإرهاب »، وبالتالي فإنه « في اليوم الذي يتخلون فيه عن كل آمالهم في طرد اليهود من هنا، سوف يوافقون على التوقيع على اتفاق سلام طويل الأمد لأنه لن يكون أمامهم خيار آخر ». إنه ذات النهج والطريق العنصري الإرهابي الدموي الإبادي التطهيري ضد الفلسطينيين الذي قاده وأنتجه قادة وجنرالات الدولة الصهيونية ويواصله أولمرت اليوم كمواصل لمانيفستو ونهج شارون. ولذلك كان حصاد حرب الاجتياحات والاغتيالات والقصف والحرق والهد والتدمير كبيرا واسعا نكبويا بالغ البشاعة الإجرامية، وتفيد أحدث الأرقام والمعطيات هنا بأن أكثر من 4420 فلسطينيا قد استشهدوا بينما أصيب أكثر من 47200 فلسطيني بجروح، وكان من بين الشهداء نحو 450 سقطوا جراء سياسة الاغتيالات، وكان من بينهم أيضا 282 شهيدة فلسطينية ونحو 850 طفلا. أما عن الهدم والتدمير فقد دمرت حرب الاجتياحات نحو 75 ألف منزل بين تدمير كلي وجزئي.. في حين بلغ عدد مؤسسات التربية والتعليم التي تعرضت للقصف والتدمير نحو 359 مدرسة ومديرية تعليم وجامعة ووصل عدد الطلاب الذين استشهدوا إلى نحو 850 طالبا. يضاف إلى ذلك أن عدد الفلسطينيين الذين تم اعتقالهم ودخلوا معتقلات الاحتلال خلال الانتفاضة الأخيرة وصل إلى نحو 50 ألف فلسطيني ما زال منهم نحو 9500 معتقل في سجون ومعتقلات الاحتلال. الاجتياحات وإعادة تشكيل المشهد الفلسطيني أما الأهداف الكبيرة الأيديولوجية والسياسية المبيتة التي وقفت وما تزال وراء حرب الاجتياحات وسياسات وتكتيكات وإجراءات شارون أولمرت وكبار جنرالات الحرب فهي تتعلق من جهة أولى بما يسمى بـ »أرض إسرائيل الكاملة » وتكريس المشروع الصهيوني فيها، وتتعلق من جهة ثانية بـ »إعادة صياغة المشهد السياسي وإعادة تشكيل الشعب الفلسطيني ». وكان واضحا من جرائمه « أنه ينوي دفع الفلسطينيين إلى مسار نهايته معروفة، في المرحلة الأولى الاستسلام من دون شرط، وفي المرحلة الثانية خيار الضفة الأخرى من الأردن، وبنهجه سعى شارون إلى إنزال الصهيونية عن مسار الصهيونية العملية -مأوى لشعب إسرائيل في الأجزاء الآمنة في أرض إسرائيل ووضعها على مسار الصهيونية المسيحانية- كما كتب المحلل الإسرائيلي ألوف بن في هآرتس ». ومن أجل تجسيد وتكريس مشروعه الصهيوني المسيحاني في « أرض إسرائيل » ربط شارون البعد الأيديولوجي بالبعد السياسي المبني على « إلغاء الآخر الفلسطيني سياسيا وإنهاء الطموحات والآمال الفلسطينية في الحرية والاستقلال، وذلك على أرضية « إما نحن وإما هم ». واستتباعا لذلك فإن الاجتياحات الحربية التدميرية الاحتلالية المحمومة التي قادها البلدوزر لم تبقِ ولم تذر، ولم تترك مدينة أو قرية أو مخيما أو شجرة أو حجرا إلا وألحق بها أو به الأذى والضرر. واليوم ها هو أولمرت الشاروني يواصل طريق معلمه في الإرهاب المجازري الجماعي ويعيد الأوضاع إلى مربعها الأول, ويستأنف لغة المروحيات والصواريخ والاغتيالات والمجازر الجماعية ضد نساء وأطفال وشيوخ فلسطين ويهدد بالاجتياحات وإعادة الاحتلال لغزة. ويبدو حسب المؤشرات والمخططات الحربية الإسرائيلية التي كشف النقاب عنها في الأيام الأخيرة أن هذا التصعيد الحربي وهذه الاغتيالات والمجازر التي تنفذ ما هي إلا « أول الغيث » – كما أسموها جنرالاتهم -في حملة حربية مجازرية جديدة يبيتها ويقودها أولمرت في محاولة منهجية مبيتة لفرض رؤيته وشروطه السياسية والأمنية الاستسلامية على الشعب الفلسطيني بالضبط كما كان شارون قد رسم وأراد. وهاهي فلسطين تعود لتشتعل من جديد في ظل جحيم الاغتيالات والمذابح ولتصبح على مفترق طرق إستراتيجي ولتغدو عمليا بين الاحتلال الثالث المحتمل جدا كما نادى بعض جنرالاتهم في الآونة الأخيرة لقطاع غزة وفق جملة من القراءات الإسرائيلية والفلسطينية على حد سواء, وبين الانتفاضة الثالثة المحتملة جدا أيضا بفعل ديناميكيات الأحداث والوقائع الجارية على أرض الضفة والقطاع. ما يفتح أمامنا في آفاق المشهد الفلسطيني كل الملفات والاحتمالات مجددا، ولنتساءل بصوت مرتفع جدا، لماذا إذن تنتكس الأوضاع الفلسطينية دائما على هذا النحو كلما لاحت في الأفق بوادر مخرج ولو مؤقتا « استراحة المقاتل »؟ في مواجهة أولمرت الشاروني حتى العام 2010 استنادا إلى معطيات الخريطة الحزبية السياسية الداخلية للأحزاب والمعسكرات الإسرائيلية وكما أسفرت عنه الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية الأخيرة يوم 28/2/2006 فإن أولمرت الشاروني يتفرد على قمة الهرم القيادي الإسرائيلي ومن المتوقع أن يواصل حكم « إسرائيل » حتى نهاية العام 2010. واستتباعا فإنه يتوجب على الفلسطينيين والعرب التعاطي مع هذه المعطيات الإسرائيلية باعتبارها حقيقة كبيرة ماثلة بقوة, وعليهم بالتالي التعاطي مع المفاهيم والمضامين الحقيقية للمشروع السياسي الأولمرتي الشاروني الذي يستند إلى نظرية « إدارة الصراع » وليس تسويته في إطار سلام عادل وشامل ودائم. ولذلك من الأهمية البالغة دائما قراءة المشروع السياسي الإسرائيلي قراءة متجددة تأخذ بعين الاعتبار أحدث معطيات وإحداثيات المشهد السياسي الإسرائيلي والإقليمي والدولي. ومن الأهمية الأشد إلحاحية أن نعود لنقرأ مجددا الخطوط الأساسية لرؤية أولمرت وشارون من قبله لكل قصة « فك الارتباط » و »الانفصال والتجميع والانطواء » و »السلام » مع الفلسطينيين. الانتفاضة الثالثة على الطريق في هذا المضمون تحدثت مصادر إسرائيلية وفلسطينية عديدة عن أن « الفك » سيحول قطاع غزة من جهة أولى إلى أضخم سجن على وجه الكرة الأرضية، كما سيؤدي في المرحلة اللاحقة من جهة ثانية إلى انتفاضة فلسطينية ثالثة الأمر الذي سيقود من جهة ثالثة حسب بعض التحليلات الإستراتيجية إلى ما أطلقوا عليه « الاحتلال الثالث » لقطاع غزة. ليتبين لنا في ضوء كل هذه الحقائق والخلفيات « أن مرحلة ما بعد « الفك » و »الانفصال والتجميع », هذه المرحلة التي دشنها شارون في عهده بـ »أول الغيث » ويدشنها أولمرت اليوم بأبشع المجازر على رمال شاطئ غزة ستكون أشد إحتداما واشتباكا وصراعا قد يصل إلى نقطة الصفر لـ »الاحتلال الثالث » الإسرائيلي المحتمل للقطاع، وأن هذا « إنما هو مؤشر لما هو آت, وأنه يفتح عمليا كل الملفات وكل الاحتمالات. لذلك نقول « على الفلسطينيين والعرب أن يعملوا من أجل احتواء المرحلة وإحياء أجندتهم السياسية في ظل ظروف وموازين عربية وإقليمية جديدة, وعليهم أن يقوموا هم بدورهم في صياغتها حتى لا تبقى « إسرائيل » اللاعب الوحيد على الحلبة بلا منازع, وعليهم أن يكونوا في حالة استنفار لمواجهة حقيقية لاحتمالية « الاحتلال الثالث » وكذلك لاحتمالية « الانتفاضة الثالثة ». (*) كاتب فلسطيني (المصدر: ركن « المعرفة » بموقع الجزيرة.نت بتاريخ 25 جوان 2006)
Home – Accueil – الرئيسية