الاثنين، 26 يوليو 2010

عشرة أعوام من الإخبار اليومي عن وطن يعيش فينا ونعيش به وله… من أجل تونس أرقى وأفضل وأعدل.. يتسع صدرها للجميع…  

TUNISTUNISNEWSNEWS

10ème année, N°3716 du 26. 07 .2010  

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادق شورو

وللصحفي الفاهم بوكدوس

ولضحايا قانون الإرهاب


حــرية و إنـصاف:بيـــــــــــــان تجديد المكتب التنفيذي

 عفاف بالناصر:بيـــــــــــــــــــــــــــــان

اللجنة التونسية لحماية الصحفيين: الزميل بوكدوس يعاني أزمة ربو شديدة وإدارةالسجن تتباطأ في إسعافه

اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي:إعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام

حــرية و إنـصاف:يوميات الحصار بتونس (10)

بــلاغ حـــول منــع ندوة فكـــرية لمنتدى الموقف

حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

حــرية و إنـصاف:التجويع من أجل التركيع

خميس بن بريك:جدل تونسي حول منصب الرئيس

الحوار.نت:  عشرة ملايين (لا) للتمديد لبن علي

كلمة:حضور ابنة الرئيس لحفل زفاف يشلّ مدينة قابس

قناة المستقلة تبدأ بث مذكرات وزير الداخلية والإعلام الاسبق الطاهر بلخوجة

كلمة:قانون منع معاقبة الصبي جسديّا: الرابطة ترحّب والأولياء يرفضون

سمير بوعزيز يكتب في ذكرى الجمهورية: الفاهم بوكـدّوس

كلمة:قرّاء وباعة الجرائد يشتكون من تأخّر التوزيع

الصباح الأسبوعي:تتوقعه الحكومة ولا يستبعده اتحاد الشغل التقاعد في سن الـ 62 بداية من 2012

عادل القادري:في المعهد الوطني للتراث : أعوان وقتيون جدا

وســـــام الصغير:الشباب يريد شغلا…… والحكومة « تهديه » سفرا للخارج بنصف السّعر !!

الصباح الأسبوعي:سياحة الوزير.. ووزير السياحة

د.منصف المرزوقي :نهضاتنا اليوم والبارحة وغدا

علي شرطاني:تداعيات جريمة قرصنة أسطول الحرية ونتائجها (الجزء الثالث)

محمد العروسي الهاني :التقرير الدامغ والحقائق المذهلة الرحلة التاريخية

من روائع دكتور مصطفى محمود:العذاب ليس له طبقة

الجزيرة.نت :صحف إسرائيل وصحة مبارك

القدس العربي:مصر: ‘الاخوان’ ينشطون الحراك السياسي تمهيدا لـ’انتخابات الحسم’

الجزيرة.نت:كشفت مقتل مئات المدنيين الأفغان وثائق سرية تفضح « الفشل » بأفغانستان

الجزيرة.نت:ساركوزي يتعهد بالانتقام لمقتل الرهينة

الشرق الأوسط: شافيز بعد قطعه العلاقات مع كولومبيا: يبحثون عن ذريعة لغزونا


Pourafficherlescaractèresarabes suivreladémarchesuivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)Toread arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

جوان 2010

https://www.tunisnews.net/18juillet10a.htm


الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 14 شعبان 1431 الموافق ل 26 جويلية 2010 بيـــــــــــــان تجديد المكتب التنفيذي


وفقا للنظام الداخلي لمنظمة  »حرية وإنصاف’‘، تم تجديد المكتب التنفيذي وتوسيعه من 11 إلى 13 عضوا على النحو التالي:

الرئيس=                الأستاذ محمد النوري                        الكاتب عام=            المهندس عبد الكريم الهاروني              أمينة المال=            السيدة جميلة عياد 

                          – الأعضاء= – الأستاذة إيمان الطريقي                      – الأستاذة نجاة العبيدي                        – الأستاذ مختار العيدودي                     – الأستاذ عبد الرؤوف العيادي                – السيدة زينب الشبلي                          – المهندس حمزة حمزة                        – السيد عمر القرايدي                          – السيد محمد القلوي                           – الأستاذ حاتم الفقيه                           – المهندس محمد زياد بن سعيد      

         كما تم الإعلام بهذا التغيير في تركيبة المكتب التنفيذي وفق أحكام الفصل 6 مكرر قانون الجمعيات المؤرخ في 7/11/1959 عبر رسالة مضمونة الوصول إلى السلطات المعنية بوزارة الداخلية وولاية تونس بتاريخ 27/07/2010. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


26 جويلية 2010 بيـــــــــــــــــــــــــــــان


    كانت زيارتي لزوجي الفاهم بوكدّوس اليوم على الساعة الحادية عشر، وقد كان باديا عليه الشحوب، حيث أعلمني أنّه تعرّض لأزمة ربو يوم الجمعة 23 جويليّة 2010 على الساعة التاسعة ليلا، وكان يوما شديد الحرارة (46 درجة).فاجأته الأزمة داخل الغرفة بعد غلق الأبواب، فقام المشرف على الغرفة باستدعاء الحراسة الليليّة التي لم تتدخّل خوفا من تحمّل المسؤولية الشيء الذي دفع بالحارسين إلى التوجه لمنطقة زروق أين يقطن نائب المدير لإعلامه وبعد ذلك توجّهوا إلى المستشفى الجهوي بمدينة قفصة أين تمّ البحث عن الطبيب وجلبه، وفي الأثناء كان الفاهم يعاني من الاختناق ونزلاء غرفته يطرقون الباب بشدّة طلبا للنجدة.وبعد 40 دقيقة جاء الطبيب لإسعافه ونبّه الإدارة لخطورة الوضع في غياب التدخّل العاجل الذي يمكن أن يسبّب الوفاة عند التأخّر. هذه إذا الرعاية الطبيّة المزعومة والتي أشاد بها وكيل النيابة العموميّة في آخر جلسة للفاهم والتي كما نرى تبقى حبرا على ورق. وهاهم يسقطون في أوّل اختبار وقد تبيّن بالكاشف أنّهم يستهترون ولا يتعاملون مع وضعه الصحّي بجدّية. ولذلك أعبّر عن انشغالي أكثر من أيّ وقت مضي على حياة زوجي وأحمّلهم أيّ مكروه يحدث له. وأطالب بإطلاق سراحه حتّى لا يخسر حياته بين قضبان السجن. كما أستنهض همم كل فعاليات المجتمع وكل المهتمين بقضيّة زوجي من أجل وقفة شجاعة تنهي معاناتي ومعاناته. وإنني لن أدّخر أيّا من السبل من أجل النضال ليستردّ الفاهم حريّته وعافيته.                                                             الحرّية للفاهم بوكدّوس                                                              عفاف بالناصر


الجنة التونسية لحماية الصحفيين الزميل بوكدوس يعاني أزمة ربو شديدة وإدارةالسجن تتباطأ في إسعافه


تعرض الزميل الفاهم بوكدوس، الذي يقضي عقوبة بالسجن لمدة أربع سنوات والموجود حاليا بسجن قفصة، إلى أزمة ربو شديدة، حوالي الساعة التاسعة ليلا من يوم الجمعة 23 جويلية 2010 ، وقد أسهم الارتفاع الشديد لدرجة الحرارة في زيادة تعكير حالته.

وأفادت عائلة الزميل بوكدوس أن إدارة السجن قد تباطأت في إسعافه وقد نبّه طبيب السجن الذي تولى علاجه إلى أن حياته معرضة إلى الخطر إذا ما تواصلت ظروف اعتقاله على هذا النحو.

إن اللجنة التونسية لحماية الصحفيين إذ تعبر عن انشغالها الشديد للوضع الصحي المتدهور للزميل بوكدوس – تلفت النظر إلى أن ظروف اعتقاله السيئة لا يمكن إلا أن تزيد وضعه الصحي سوءا، وهو ما سبق أن نبهت إليه منذ صدور الحكم عليه بالسجن وما أكده طبيب السجن مؤخرا.

– تحمّل السلطة مسؤولية كل ما قد يتعرض له زميلنا وتدعوها مجددا إلى التخلي عن نهجها الانتقامي وإخلاء سبيله فورا دون قيد أو شرط وإفساح المجال له لاستئناف ممارسه عمله الصحفي في كنف الحرية التي يضمنها دستور البلاد وقوانينها.

– تدعو كل الزملاء وناشطي المجتمع المدني وكل القوى الديمقراطية في تونس وخارجها إلى الوقوف إلى جانب زميلنا بوكدوس حتى إخلاء سبيله وإيقاف التتبع ضده وضد كل المتهمين في قضايا الحوض المنجمي تونس في 26 جويلية 2010 اللجنة التونسية لحماية الصحفيين ————  journalistprotect@gmail.com


اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي 26 جويلية 2010 إعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام


أعلمتنا السيدة عفاف بن نصر ، زوجة الصحفي الفاهم بوكدوس الذي يقضي عقوبة بأربع سنوات سجنا  في قفصة من اجل تغطيته للتحركات الاحتجاجية بالحوض ألمنجمي، أن زوجها كان شديد الإرهاق أثناء الزيارة اليوم ، خاصة اثر أزمة حادة في التنفس حدثت له  قبل أيام .

وكان الفاهم قد تعرض لهذه الأزمة يوم الجمعة الماضي حوالي التاسعة ليلا ، مما استوجب إحضار الطبيب إلى السجن . وعلمنا كذلك أن الطبيب   قد حذر إدارة السجن من التباطؤ في إسعافه، إذ أن أزمة التنفس قد تسبب له الاختناق وحتى الموت.

كما قررت إدارة السجن نقل حسن بنعبدالله، المحكوم أيضا بأربع سنوات وشهر بسبب مشاركته في تحركات العاطلين عن العمل في الرديف ، و الذي كان يقابل الفاهم يوميا في زمن الفسحة، إلى جناح أخر من السجن .

إن اللجنة الوطنية  التي تعبر عن قلقها الشديد إزاء الوضع الصحي للفاهم بوكدوس وتحذر إدارة السجن مما يسببه التأخر في إسعافه من مخاطر على حياته ، تدعو إلى إطلاق سراحه وسراح حسن بنعبدالله وكل مساجين الحوض ألمنجمي.

كما تدعو إلى إيقاف التتبع ضد كل الملاحقين وإرجاع المفرج عنهم إلى سالف شغلهم و وإصدار عفو في شأنهم و حل كل قضايا الحوض ألمنجمي بالطرق السلمية . كما تدعو كل مكونات المجتمع المدني للوقوف إلى جانب الفاهم بوكدوس وحسن بنعبدالله وكل مساجين الحوض ألمنجمي حتى يطلق سراحهم في اقرب الآجال.

اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي


الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 14 شعبان 1431 الموافق ل 26 جويلية 2010 يوميات الحصار بتونس (10)


رغم علم السلطات الأمنية في تونس بتجديد وتوسيع المكتب التنفيذي لمنظمة حرية وإنصاف إلا أن سياسة الحصار ما زالت متواصلة، بل إنها عرفت أشكالا جديدة لم يعد القصد منها منع المنظمة من تجديد مكتبها التنفيذي وإنما انكشفت النية الحقيقية من وراء هذا الحصار الذي لا يهدف سوى للتشفي والتنكيل بالمدافعين عن حقوق الإنسان والاعتداء على حق العمل الحقوقي الذي يضمنه الدستور والقانون وكل المواثيق والمعاهدات الدولية.

فقد منع أعوان البوليس السياسي صباح اليوم الاثنين 26 جويلية 2010 الأستاذ محمد النوري رئيس المنظمة والسيد محمد القلوي عضو مكتبها التنفيذي من الالتقاء بأحد شوارع العاصمة وأجبروهما على التفرق وعدم السماح للسيد القلوي بامتطاء سيارة الأستاذ محمد النوري.

كما تم إنزال المهندس حمزة حمزة عضو المكتب التنفيذي للمنظمة صباح اليوم الاثنين 26 جويلية 2010 عنوة من سيارة أجرة كانت ستقله إلى مقر عمله من قبل عدد من أعوان البوليس السياسي الذين كانوا يراقبونه مراقبة لصيقة ويحصون عليه أنفاسه، وصل الأمر إلى حد استظهار أحدهم ببطاقته المهنية لسائق سيارة الأجرة وطلب منه عدم نقل السيد حمزة حمزة إلى وجهته وهدده بحجز أوراق السيارة إن هو تمسك بنقله، ثم طلب من السائق نقله على أن يرافقهما أحد الأعوان، مما جعل السيد حمزة حمزة يفضل أن يتنقل إلى مقر عمله مشيا !!!

أما كاتب عام المنظمة المهندس عبد الكريم الهاروني فلا يزال تحت الحصار المستمر سواء في المنزل أو في مقر العمل ويخضع للمتابعة والمراقبة اللصيقة أثناء التنقل بينهما، بما يجعل وضعه يزداد سوءا في ظل هذا الخنق المتعمد للنشاط الحقوقي.

وحرية وإنصاف:

1) تدين بشدة كل أشكال الحصار والمضايقة والاستفزاز التي يتعرض لها أعضاؤها وتدعو إلى وقف هذه المهزلة التي طالت أكثر من اللازم ولم تعد متعلقة بتجاوز عون أو إدارة وإنما أصبحت سياسة مكشوفة تنفذ اعتداءات يجرمها القانون.

2) تدعو المنظمات الحقوقية الوطنية والدولية وكل أحرار العالم إلى التضامن معها لوقف هذا الاضطهاد المستمر وتذكر السلطة في تونس باحترام النشاط الحقوقي وحماية المدافعين عن حقوق الإنسان والالتزام بالمعاهدات ذات الصلة التي أمضت عليها الدولة التونسية.    عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


بــلاغ حـــول منــع ندوة فكـــرية لمنتدى الموقف


عمدت قوات غفيرة من الأمن السياسي اليوم الاثنين 26 جويلية 2010 إلى منع الندوة الفكرية التي دعا إليها منتدى الموقف حول « أسس وأركان النظام الديمقراطي من خلال أدبيات الحركة الديمقراطية التونسية » التي كان سيقدم لها الكاتب والإعلامي لطفي الحاجي وسيتولى التعقيب عليه الدكتور العميد علي المحجوبي . وقد تمت محاصرة كل المنافذ المؤدية إلى مقر جريدة الموقف قبل موعد الندوة بساعات ومنع العشرات من المدعوين والمشاركين ومن أعضاء هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات من الالتحاق بالندوة، من بينهم الأساتذة العياشي الهمامي ومحمد عبو ولطفي حجي وعبد المؤمن بالعانس وعدد من المحامين من بينهم الأستاذ فوزي بن مراد. وأسرة تحرير الموقف إذ تدين بشدة هذا السلوك القمعي وهذا الاعتداء السافر على فضاءات الحوار الحر الذي يؤكد إمعان الحكم في نهجه المناهض لحرية الإعلام  والتعبير و الاجتماع  واستخفافه بالمطالبة الملحة بتطوير الحياة السياسية وبرفع القيود عن مشاركة التونسيين في الحياة العامة، فإنها تطالب الحكم بالكف عن هذه الممارسات التي لا تليق بتونس وبنخبها وتؤكد إصرارها على مواصلة القيام بوظيفتها الإعلامية و تنشيط الحياة الفكرية  مهما كانت المصاعب والعقبات تونس في 26 جويلية 2010 عن منتدى الموقف رشيد خشانة


الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 12 شعبان 1431 الموافق ل 24 جويلية 2010 أخبار الحريات في تونس


1) منع ندوة بمقر الحزب الديمقراطي التقدمي: منع أعوان البوليس السياسي مساء اليوم الاثنين 26 جويلية 2010 ندوة فكرة دعا إليها منتدى الموقف بمقر الحزب الديمقراطي التقدمي، وحاصر الأعوان مقر الحزب وكل الأنهج المؤدية إليه، ومنعوا عددا من المعارضين السياسيين والمدافعين عن حقوق الإنسان من الوصول إليه نذكر من بينهم السادة الصحبي عتيق وفوزي الصدقاوي وعلي النفاتي والصحفي لطفي الحاجي والأستاذ العياشي الهمامي ، ولم يسمحوا بالمرور إلا لأعضاء الحزب الديمقراطي التقدمي. وقد قررت الجهة الداعية إلى هذه الندوة التي كانت ستتناول موضوع  »أسس النظام الديمقراطي » تأجيلها احتجاجا على منع الضيوف من الدخول إلى مقر الحزب. 2) حتى لا يبقى سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو عيدا آخر وراء القضبان: لا يزال سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء قضبان سجن الناظور يتعرض لأطول مظلمة في تاريخ تونس، في ظل صمت رهيب من كل الجمعيات والمنظمات الحقوقية، ولا تزال كل الأصوات الحرة التي أطلقت صيحة فزع مطالبة بالإفراج عنه تنتظر صدى صوتها، لكن واقع السجن ينبئ بغير ما يتمنى كل الأحرار، إذ تتواصل معاناة سجين العشريتين في ظل التردي الكبير لوضعه الصحي والمعاملة السيئة التي يلقاها من قبل إدارة السجن المذكور.  عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 14 ش1431 الموافق ل 26ويلية 2010 التجويع من أجل التركيع


قام معتمد فوسانة ولاية القضرين في المدة الأخيرة بتهديد عائلة الشاب عيسى خذري عضو شباب الحزب الديمقراطي التقدمي بحرمان والدته من المنحة الاجتماعية التي تتقاضاها وحرمان ابنها التلميذ عيسى من منحته الدراسية، علما بأن والدته السيدة حورية بنت يونس العمري ليس لها دخل قار غير هذه المنحة الاجتماعية وهي العائل الوحيد للعائلة بعد وفاة زوجها الذي ترك لها أيتاما تسهر على تربيتهم. وفي تجاوز صارخ للسلطة تريد معتمدية فوسانة الضغط على الشاب عيسى الخذري المنخرط في حزب معارض معترف به حتى ينسلخ من هذا الحزب وإلا فإن عائلته ستتعرض للتجويع. وحرية وإنصاف: 1) تدين بشدة سياسة الضغط والإكراه التي يمارسها معتمد فوسانة ضد عائلة الشاب عيسى الخذري لحمله على الانسلاخ من الحزب الديمقراطي التقدمي وتندد بالتدخل السافر في الشؤون الداخلية لحزب معترف به. 2) تدعو إلى وقف المضايقات التي يتعرض لها الشاب عيسى الخذري ووالدته السيدة حورية العمري وتعبر عن تضامنها مع هذه العائلة ورفض سياسة التجويع من أجل التركيع التي تمارس في أماكن مختلفة وبأشكال متعددة. 3) تطالب باحترام الحقوق الأساسية للمواطن التونسي وعدم التمييز بين المواطنين على أساس الانتماء الحزبي وتدعو من له النظر إلى التدخل من أجل حماية حق هذه العائلة المعوزة والفقيرة إلى التمتع بما يضمنه لها القانون.

عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


جدل تونسي حول منصب الرئيس


خميس بن بريك-تونس وجّهت أحزاب معارضة تونسية انتقادات بشأن غموض مصير الحكم في تونس في ظل أحكام الدستور, في وقت يتمسك فيه أعضاء الحزب الحاكم بالرئيس زين العابدين بن علي للبقاء في السلطة رغم وجود معوقات دستورية تحول دون ترشحه مجددا. فكما هو معروف، تنتهي عام 2014 ولاية الرئيس بن علي التي فاز بها وسط شكوك حول نتائج الانتخابات التي جرت في أكتوبر/ تشرين الأول 2009. وبحلول موعد الانتخابات المقبلة، سيكون الرئيس قد بلغ من العمر 78 عاما الأمر الذي يمنعه من الترشح, لأن الدستور التونسي يقضي بألا يتجاوز عمر المرشح لمنصب الرئيس 75 عاما. وناشد –مؤخرا- أعضاء حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم الرئيس بن علي البقاء في السلطة بعد انقضاء ولايته الخامسة، وهو ما جعل بعض المعارضين يقرعون جرس الإنذار. معارضة التمديد

في هذا السياق، تقول الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي المعارض إن مناشدة الحزب الحاكم لاستمرار بن علي في الحكم تدل على أن النظام يتجه إلى الحكم الفردي مدى الحياة. وأوضحت ميّة الجريبي أنها تجهل بالتحديد ما إذا كانت السلطة ستقوم بتعديل دستوري داخل البرلمان الذي تحتل أغلبية مقاعده, أم أنها ستقوم باستفتاء شعبي من أجل الحصول على تأييد لتعديل سن الترشح للرئاسة. يُذكر أن السلطة رفعت سن الترشح من 70 إلى 75 عاما، بعدما أجرت استفتاء لتعديل الدستور عام 2002، وهو ما مكّن بن علي من خوض انتخابات 2009, فضلا عن أن التعديل ألغى عدد الولايات الدستورية للرئيس والتي كانت مقيدة سابقا بثلاث فترات رئاسية.

تعديل الدستور

وفي تصريح للجزيرة نت نبهت ميّة الجريبي إلى أنه لا يحق للرئيس بن علي -بسبب سنه- الترشح لولاية سادسة, لكنها لم تستبعد أن تقوم السلطة -على حد تعبيرها- بالتلاعب بالدستور كما فعلت باستفتاء 2002 من أجل التمديد للرئيس. وتوقعت الأمينة العامة للحزب الديمقراطي أن يتضمّن التعديل المرتقب على الدستور إدخال أحكام أو آلية جديدة تضع خليفة للرئيس الحالي في حال شغور المنصب، وانتقدت ما وصفته بحالة الانغلاق السياسي وانتهاك مبادئ الجمهورية, محذرة من عواقب الانفراد بالحكم والوقوف ضد تطلعات الشعب التونسي، على حد تعبيرها.  يُذكر أن القانون التونسي ينص على تولي رئيس البرلمان منصب رئيس البلاد لمدة ستين يوما في حال شغور المنصب بسبب الوفاة أو المرض، على أن يتم خلال هذه المهلة الدستورية انتخاب رئيس جديد يوافق على ترشيحه ثلاثون نائبا أو رئيس بلدية، وهو أمر متاح فقط للحزب الحاكم بحكم سيطرته على مقاعد البرلمان, وكثرة أعضائه من رؤساء البلديات.

غياب الإرادة

وانتقد زعيم حركة التجديد المعارضة أحمد إبراهيم ما وصفه بغياب الإرادة السياسية لإزالة الغموض الذي يحيط بالطريقة التي تعتزم السلطة التعاطي بها مع الاستحقاق الانتخابي عام 2014.

وأضاف إبراهيم « نحن لم نلاحظ حتى الآن وجود أي استعداد من قبل السلطة لإصلاح النظام السياسي أو المنظومة الانتخابية بما يفسح المجال لإرساء انتخابات تحظى بقدر كاف من المصداقية والنزاهة ».

ولفت إلى أن « الوعود التي أطلقها الرئيس الحالي عندما صعد إلى الحكم عام 1987 بما فيها إلغاء الرئاسة مدى الحياة بقيت حبرا على ورق، وأصبح المناخ السياسي يتسم أكثر بالتضييق والإقصاء ».

وأطلقت حركة التجديد مع التكتل من أجل العمل والحريات وحزبين معارضين غير معترف بهما، تحالفا سياسيا يدعى « المواطنة والمساواة » يسعى لإرساء حوار وطني مع مختلف الأحزاب لمناقشة القضايا المتعلقة بمسألة تداول السلطة ومناقشة الإصلاح السياسي. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 26 جويلة  2010)


عشرة ملايين (لا) للتمديد لبن علي


لعبة مكشوفة قذرة… كلما أوشكت فترة نيابية من حكم رئيس عربي ـ بن علي مثالا ـ على النفاد حتى أصدرت الأوامر من أعلى هرم في السلطة إلى الأذيال لتهش من جديد في وجه التمديد للرئيس ليحكمنا فترة نيابية أخرى ويظل ذلك المشهد البئيس لأصوات النفاق في البرلمانات الأحادية المزيفة ومن ورائها من جندتهم ميليشيات القصر من القصر(جمع قاصر) وهي تستدر عطف الرئيس لعله يمنّ علينا بحكمه الرشيد مرة أخرى .. يظل ذلك المشهد يشنف آذان الناس في وسائل الإعلام التي تهيمن عليها السلطة ثم يفرض الأمر الواقع تحت حراب الحرس والشرط ثم تختم المسرحية الرديئة بإخراج أفواج من الناس من بيوتهم للمشاركة في “ مظاهرة شعبية تلقائية “ تطالب الرئيس بالتمديد لنفسه دون أن يغيب عن مشهد النفاق مرق كريه الطعم إسمه : إصدار أمر من الهرم ذاته إلى بعض الأحزاب “ المعارضة “ التي صنعها الهرم ذاته لترشيح فلان بالذات ليؤدي دورا لئيما في مهرجان إنتخابي يكره فيه الشعب على أمره ويظهر فيه الرئيس الأسبق السابق والواحد الأحد منقذا للبلاد و معصوما لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه في ثوب تيوقراطي بغيض. ثم يسدل الستار الأسود على آخر مشهد من مشاهد المسرحية القذرة وتمضي الحياة هنيئة  !!! حتى موسم تجديد آخر للرئيس الأوحد الذي ـ ويا للأسف ـ لم يلد من الذكور من يؤمّن العيش من بعده للبلد. ذلك هو ما تعيشه تونس في هذه الأيام في إثر تدشين موسم المطالبة بالتجديد لبن علي الذي تنتهي ولايته الخامسة عام 2014. الرئيس عمره اليوم : 74 عاما(3 سبتمبر1936) وقد إغتصب الحكم إنقلابا ضد بورقيبة عام 1987 أي أنه يحكمنا منذ : 23 عاما وبإنتهاء مدته الحالية يكون قد حكمنا 27 عاما وبقراره الأخير بالتمديد لنفسه خمس سنوات أخرى ( أي حتى 2019) يكون عمره : 83 عاما ويكون قد حكمنا : 32 عاما. ومن المفارقات الكريهة جدا أن يكون بن علي قد حكمنا أكثر مما حكمنا بورقيبة (1957 ـ 1987) وفي كل الحالات تكون إرادة المجتمع التونسي مغتصبة على إمتداد (1957 ـ 2019 =62 عاما).  أول من طالب رسميا ـ في هذه الأيام ـ بالتمديد لبن علي هو أحد أعضاء اللجنة المركزية للحزب الحاكم بما يعني أن الرئيس نفسه أذن بتدشين حملة التمديد. هل نحن في جمهورية يحكمها دستور أم ملكية عائلة وعرش وسلالة؟  تبدأ حملة التمديد منذ الآن لأن المهمة أمام المغتصب عسيرة بسبب أن الدستور حوروه قبل سنوات على نحو لا يتمكن فيه الرئيس من الترشح مرة أخرى بعد إستنفاد دورتين ( لما ظهر عور دجلهم الذي بنوا عليه مشروعية الإنقلاب ضد بورقيبة ولبه : القضاء على الرئاسة مدى الحياة وأعيتهم الحيلة لتأمين رئاسة مدى الحياة للرئيس الجديد جاوؤا إلى الدستور وحوروه على ذلك الشكل لعلهم يستعيدون ثقة الناس) بما يقتضي إنتاج كذبة جديدة تحاول إقناع الناس بضرورة تحوير الدستور مرة أخرى حتى يستوعب عجوزا هرما لا يجد له مكانا فوق الأرض وتحت الشمس إلا على رقابنا حيث تستأثر عائلته وأصهاره بثروة البلاد ولأهل الرديف والمناطق المحرومة في شمال غرب البلاد وجنوبها الفقر والذلة وللمعارضة من كل لون السجن والنفي والعصا. من يعارض التمديد ولماذا؟ 1 ـ عشرة ملايين تونسي يعارضون التمديد قطعا ودون أدنى ريب وليس هناك فيصل بيننا وبين الكذابين والمنافقين والمداحين في ذلك سوى تنظيم إستفتاء شعبي حر ديمقراطي ولكن في مناخ ديمقراطي حقيقي يبتعد فيه البوليس بعصاه الغليظة والقطط السمان من ميليشيات القصر والحزب وقوات القمع والمصالح المالية. إذا صوت الشعب ولو بنسبة العشر على التمديد فنحن الكذابون وأنتم الأحق بمواصلة الإستئثار بخيرات البلاد ولنا الحجر والسجن والنفي والبطالة ولتأكلنا قروش المتوسط التي أكلت منا آلافا مؤلفة. 2 ـ بعد عشرة ملايين تونسي يعارضون التمديد فإن المعارضة كلها تتخذ الموقف ذاته. الإسلاميون الذين لم تر جريدة الصباح التي يملكها صهر الرئيس بدا من الرجوع إلى ذكرهم بهذا الإسم الذي لم يطأ ساحتها ولا ساحة أي صحيفة تونسية موالية للحكم على إمتداد عشرين عاما كاملة . فلم تجد الصباح الموالية لبن علي وميليشياته ( وليس لبن علي حزب سوى حزب العائلة وحزب قوات القمع وحزب المصالح المالية بخلاف بورقيبة نسبيا على الأقل)، لم تجد بدّا من ذكر الإسلاميين بالإسم … 3 ـ ومع الإسلاميين معارضة عالمانية منها بالتأكيد هيئة 18 أكتوبر وغيرهم من مثل حزب المؤتمر من أجل الجمهورية والنخبة التونسية من حقوقيين ومحامين( المحامون التونسيون عبروا عن موقفهم من التمديد من خلال صفع الحزب الحاكم ورئيسه مرتين متواليتين في غضون أيام قليلة بين مؤتمري العمادة الوطنية وفرع تونس). لماذا نعارض التمديد؟ 1 ـ لأنه خرق لأعلى سلطة في تونس أي الدستور. فإذا عبث العابثون بالدستور فإنه لا معنى لدولة القانون والمؤسسات. المجتمع هو المستأمن على الدستور الذي هو مكسب لتونس سيما أنه يرعى في أول بنوده الهوية الوطنية والسياسية للبلاد : هوية وطنية قال فيها بوضوح : „ تونس دولة .. العربية لغتها والإسلام دينها”. وهوية سياسية قال فيها بالوضوح ذاته : „ تونس دولة حرة مستقلة ذات سيادة.. والجمهورية نظامها”. 2 ـ لأن بن علي أصبح عبئا على البلاد والمجتمع. من مظاهر ذلك العبء أنه كلما أراد زيارة منطقة في البلاد ـ وهو قليل الخروج من قصره جدا إذ لم تعد تستقبله من الدول الأروبية مثلا سوى إيطاليا لأسباب معلومة ـ فرض البوليس حالة من الطوارئ المغلظة جدا على تلك المنطقة وأحوازها فقيدت الحركة وأخضع كل شيء للتفتيش خوفا على الزائر من إنتقام “ طائش “ من مواطن جائع أو مغضوب عليه. تكرر ذلك المشهد مرات رغم ندرة زيارات بن علي لمناطق البلاد. كثير من الناس يتساءلون عن عدم زيارة بن علي لفرنسا مثلا وأمريكا وغيرها. أنى لأمريكا مثلا أن تستقبل بن علي وهي التي أصدرت قبل أيام قليلات موقفا سلبيا من وضع الحريات في تونس في إثر فضيحة القانون الإقتصادي الجديد وهي فضيحة بكل المقاييس لكل من يتابع تداعياتها في الإعلام الدولي. 3 ـ لأن حصائل الميزان العام بعد حكم دام ربع قرن كامل تحيلك على ملفات سوداء داكنة في الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان ـ الدكتور الصادق شورو مثلا يقبع في السجن لأجل إنتمائه السياسي منذ 1991 فضلا عما سمي بقانون الإرهاب الذي يقبع بمقتضاه آلاف من الشباب المتدين خلف القضبان وآخر المساجين الإعلامي الفاهم بوكدوس ـ. 4 ـ لأن الوضع الإجتماعي يضيق مع كل يوم جديد عن إستيعاب المواطن العادي ويتسع لعائلة بن علي وأصهاره وعناصر المافيا التي تحكم البلاد. هذا أمر يدركه كل تونسي بسبب إمتداد أيدي العائلة المالكة والحاكمة عبثا في ممتلكات الناس وثروات البلاد وإستئثارا بالمشروعات الوطنية الواعدة والناجحة. 5 ـ دعك من أكذوبة ظاهرها حق وباطنها باطل. أكذوبة سمجة يرددها من إستبدل كرامته بغريزته. أكذوبة ظاهرها حق وهي أن البنية التحتية في تونس شهدت تطورا ملحوظا على ما كان عليه الأمر في العهد البورقيبي. أما باطنها فهو باطل بسبب أن الثمن الباهض لذلك هو تكميم الأفواه والسجن والتعذيب والنفي وفرض الصمت على كل الناس دون أدنى إستثناء وهو وضع لا يليق بالتونسيين الجديرين بحياة ديمقراطية مثل شعوب كثيرة فوق الأرض. وكيف لا تتطور بنية تحتية بعد عشرين عاما؟ ولكن ما هو ثمن تطورها؟ ألست أنت نفسك عندما حكم عليك بالنفي عشرين عاما كاملة؟ ممّ يخاف بن علي بعد القانون الشهير الذي يؤمن له ولعائلته حياة؟  بن علي سنّ قانونا قبل سنوات مفاده أن الرئيس السابق ـ المقصود هو ـ يظل يتمتع بمنافع الرئيس العادية ومعه عائلته حتى بعد فترة حكمه من مثل الراتب والسيارة والمسكن والحراسة والحماية من المحاكمة.. و رغم ذلك يتحصن بالتمديد لنفسه مرة بعد مرة على أنقاض دستور أضحى في يده لعبة أطفال. أجل… عشرة ملايين ( لا ) و( لا ) أخرى زائدة للتمديد لبن علي… !! (المصدر: موقع « الحوار.نت » ( ألمانيا) محجوب بتاريخ ٢٦ جويلية ٢٠١٠)

الرابط:

http://www.alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=8634


حضور ابنة الرئيس لحفل زفاف يشلّ مدينة قابس


حرر من قبل معز الجماعي في الأحد, 25. جويلية 2010

شهدت مدينة قابس يوم السبت 24 جويلية إجراءات أمنية استثنائية تمثلت في غلق الأنهج المؤدية إلى شارع منجي سليم ومنع عدد كبير من المواطنين من التواجد بالمقاهي المحاذية لجامع « الزمزمية ». وجاءت هذه الإجراءات التي لم تشهدها المدينة منذ سنوات لتأمين زيارة ابنة الرئيس التونسي « بن علي » التي قدمت من تونس العاصمة لمواكبة حفل زفاف نجل رجل الأعمال المعروف « رضا المرزوقي ». وذكر شهود عيان لراديو كلمة أن أكثر من 350 عون أمن قاموا بتأمين الزيارة المذكورة. وأضافوا أن قرابة 100 منهم اقتصرت مهامهم على منع أهالي الجهة من الاقتراب من شاطىء « تبلبو » الذي اختارته ابنة رئيس الدولة للسباحة قبل الالتحاق بحفل الزفاف.  وأكدوا أن عناصر الشرطة الذين ينتمون إلى إدارة أمن اقليم قابس لم يشاركوا في هذه الإجراءات الأمنية التي أسندت إلى رجال الأمن المكلفين بحماية الرئيس التونسي.  مشيرين إلى أن أغلب أصهار الرئيس بن علي كانوا أبرز ضيوف حفل الزفاف بحكم المصالح التجارية والصناعية التي تجمعهم مع السيد « رضا المرزوقي » الذي أنفق قرابة المليار على مراسم زواج نجله وتسبب في شلّ حركة المرور في وسط المدينة لأكثر من 36 ساعة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 25 جويلة 2010)


قناة المستقلة تبدأ بث مذكرات وزير الداخلية والإعلام الاسبق الطاهر بلخوجة


تبث قناة المستقلة بداية من يوم الثلاثاء 27 جويلية 2010 مذكرات السياسي التونسي المشهور الطاهر بلخوجة الذي عمل وزيرا للداخلية والإعلام في عهد الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة. يتطرق الطاهر بلخوجة في مذكراته التي تم تسجيلها على مدار 14 حلقة لظروف استقلال تونس والجزائر وموريتانيا ويروي تفاصيل اللقاء الشهير بين بورقيبة وديجول، ويكشف الستار عن فصول خفية في علاقة الثورة الجزائرية بالقيادة التونسية. كما يروي الطاهر بلخوجة القصة الكاملة للوحدة التونسية الليبية التي أعلنت وأجهضت في يناير عام 1974. ويروي بلخوجة في هذا الشأن اعتراض الرئيس الجزائري هواري بومدين بشدة على الوحدة التونسية الليبية، ويكشف أن بومدين عرض الوحدة على بورقيبة قبل ذلك بعامين، فطلب منه بورقيبة أن تتنازل الجزائر عن قسنطينة لتونس أولا قبل مناقشة مشروع الوحدة بين البلدين!! ويكشف الطاهر بلخوجة أيضا أسباب معارضته للسياسة الاشتراكية التي قادها أحمد بن صالح في الستينيات كما يتحدث عن علاقته بالراحلين الهادي نويرة ومحمد مزالي والماجدة وسيلة بورقيبة، وجميعهم من أشهر وجوه العهد البورقيبي. تتضمن مذكرات الوزير الطاهر بلخوجة بعض الانتقادات للوزير الأول الأسبق محمد مزالي، علما بأنه تم تسجيل هذه المذكرات قبل ما يقرب من ثلاثة أشهر من وفاة مزالي رحمه الله. وكانت قناة المستقلة تنوي جمع الرجلين في ندوة تلفزيونية مشتركة للحديث حول بعض المسائل الخلافية بينهما، لكن وفاة السيد محمد مزالي رحمه الله أدت إلى التخلي عن الفكرة.  من جهة أخرى يجدر التنويه إلى أن مذكرات السيد الطاهر بلخوجة لا تقتصر على الشأن التونسي فقط وإنما تعتني بأخبار كثيرة مثيرة تهم أبناء المغرب العربي الكبير والجمهور العربي بشكل عام. تبث هذه المذكرات في الفترة من 27 يوليو الى التاسع من أغسطس 2010، في السادسة والنصف مساء بتوقيت غرينتش، ويعاد بثها في التاسعة ليلا، ثم في الثانية ظهرا بتوقيت غرينتش.

 

عن إدارة القناة المستقلة


قانون منع معاقبة الصبي جسديّا: الرابطة ترحّب والأولياء يرفضون


حرر من قبل معز الباي في الأحد, 25. جويلية 2010 رحّبت الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بتنقيح الفصل 319 من المجلة الجزائية القاضي برفع الحصانة عمّن له سلطة في عقاب الأطفال من الأولياء والمربين وغيرهم، واعتبرت في بيان لها أن هذا القانون يلائم « تشريعاتنا » مع الدستور والمواثيق الدولية ومنها اتفاقية حقوق الطفل، واعتبرته تقدّما في منظومة حقوق الإنسان بما تفرضه من احترام للحرمة الجسدية للبشر مهما كان سنّه.

كما ذكّر البيان بجملة مطالب الهيئة المتعلّقة بملائمة الواقع مع تلك القوانين والعمل على تطبيقها وبتنقيح عدة قوانين وتشريعات لا تتلائم مع منظومة حقوق الإنسان لم يحدّدها البيان، الذي نبّه بالمقابل إلى استفحال ممارسة التعذيب في مراكز الشرطة وإفلات عدد من ممارسي التعذيب من العقاب، مطالبا بعدم اعتماد أي محاضر يشتبه في تحريرها تحت التعذيب أو الإكراه والتحقيق في كل الشكاوي المرفوعة في الغرض، وملاحقة كل من تثبت ممارسته للتعذيب. 

ومن جهة أخرى فقد أثار تتقيح القانون المذكور ردود فعل مضادّة خاصّة في أوساط المربّين والأولياء الذين اعتبر الكثير منهم هذا القانون غير قابل للتطبيق على أرض الواقع، ورأوا أنه ليس هناك أحرص من الوليّ على صبيّه وأن الأجدر أن تسنّ تشاريع تكون نابعة من حاجة المجتمع.  كما اعتبروا أن منع الأولياء من معاقبة الصبيّ جسديّا من شأنه أن يسهّل انحرافه وأن يفكّك العلاقات الأسرية. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 25 جويلة 2010)


سمير بوعزيز يكتب في ذكرى الجمهورية: الفاهم بوكـدّوس


هل نمت البارحة ما يكفي؟ هل زارتك فراشة عند الفجر؟ هل بدأت تحصي الأيام، وتصنع من ورق زوارق؟ نحن نعدّ أصابعنا من كثرة الخجل ونمشي بلا رقبة تهدّدنا ضحكتك الجميلة ويرهبنا صوتك العذب نحن بلا أسماء، استعرنا اسمك للتنفّس ورئتيك لتنقية الهواء وصورتك للتنكّر من ملامحنا الباهتة تتلبّسنا وتريد أن تسكن عجزنا نحن نحاول بك التشبّه نُحرّك القيود على كسل ونجازف بالهمس طلبا للهتاف *** أخذوك هل قيّدوك قبل الرحيل؟ هل طلبوا منك الهويّة؟ كانت عيونهم ولا شكّ خوف وكانوا على عجل وكنت تلوّن على الضوء رسما للوطن وكنت تجدّد الوعد عزما وتقبّل راية من تَعِدْ لم تنحن كنت أعلى هامة، قادرا ومقتدرْ والقصر يرتعش لذكرك والعرش يهتزّ إذ تمضى لسجنك واثقا أن « القيامة » قادمة وأن الشعب إذ نفخ هز البلاد ومن عليها وأطاح بالجاثمين على القدر *** أخذوك كنّا نتابع الأخبار ونطلب من عرب ومن عجم مدد ونقول أنك صديقنا وأنك رفيق كلّ المحن لم نخدش سور سجنك كنت وحيدا وكنّا نبحث في المنابر عن بوح صغير نلوّح لك بالعرائض الصفراء نخفى الرايات الحمر ونبكي في السرّ يواسي بعضنا البعض أنك نصر وأنّ سجنك فخر وأنّك عائد وأن علينا أن ننتظر *** ماذا تقول عنّا؟ هل تغلب بسمتك الوجع وكعادتك تفتح للأفراح بابا وتعود لتعيد للفعل معنى وتمدّ خطوتك على طول الطريق حيث تمدّدنا على كسل *** كان الجنوب يكتب فرحته وصرخته ويدقّ على الأبواب وكنت تردّد عن الأحرار ما فعلوا وصوتك يعلو هتافا بالنداء كنت عند الثورة مفتونا بـ »جُرمك » الجميل وكانت المسيرة تستمرّ والناس قد خرجوا، والمحرومون آلاف تلفّ الدنيا بين يديك وأنت عنهم تنادينا وعنهم ترسل الدعوة: (عرس الشعب في « الرديّف » الكلّ مدعوّ لا تنسوا اللباس الأحمر وشارة النصر والعلم الوطني) وعند الغروب كان العسكر وكنت تردّد نشيد الثورة *** « الفاهم » أمنيةٌ و »بسملةٌ » و »الفاهم » عنوانٌ لتصحيح الخبر: (جمهوريّة في خطر يسجن عاشقها برغبة موظف سام ويكتب على باب زنزانته: لتكن عبرة، كونوا كصمت الحجر). « الفاهم » لن يتأخّر سيأتي في النوم لسجّانه… ويوقظنا يصلّى صلاة الوقوف بنا نأتيها جماعة ونرتّل ما تيسّر من عناده « الفاهم » وإن طال مكوثك في السجن وحدك وحدك أكثر من عدَدْ لست الأسير وإن اعتقلت حرّا أراك يهتف باسمك الأطفال، رمزا للوطن وإن نساك من نساك فهاذي البلاد التي أنجبت ستُعليك دوما وتكتب اسمك على صفحة العزّ بحروف من ذهب سميـر بـوعــزيــز ملاحظة: بين أيديكم النسخة الخامسة والستين من مدونة « صحفي تونسي » بعد أن قام الرقيب بحجب نسختها السابقة بصورة غير قانونية في تونس إثر نشر رسالة مفتوحة إلى السيد وكيل الجمهورية لدى المحكمة الابتدائية بتونس تحت عنوان رسالة مفتوحة إلى السيد وكيل الجمهورية بمناسبة عيد الجمهورية: الترهيب بالسجن لا، ولن يرهبنا عن زياد الهاني

http://journaliste-tunisien-65.blogspot.com/2010/07/blog-post_26.html


قرّاء وباعة الجرائد يشتكون من تأخّر التوزيع


حرر من قبل المولدي الزوابي في الأحد, 25. جويلية 2010 أفاد عدد من قرّاء الجرائد اليومية والأسبوعية والدوريات الشهرية بعد من مناطق البلاد أنهم لا يحصلون على طلباتهم من الأكشاك في الأوقات المعتادة. وقال بعضهم أن التأخير أصبح متكرّرا ويصل في بعض الأحيان إلى نصف يوم بالنسبة للجرائد اليومية ويوم أو يومين وأحيانا أكثر بالنسبة للدوريات الأجنبية مثل القدس العربي ولو فيجارو، ونفس الشيء بالنسبة لجرائد الموقف والطريق الجديد ومواطنون.  وحسب بعض أصحاب أكشاك الجرائد، فإنهم كثيرا ما قدّموا تشكياتهم دون فائدة للمجمع التونسي لتوزيع الصحف، مفيدين بأن للتأخير تأثيرا على مبيعاتهم وعلاقاتهم بالحرفاء. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 25 جويلة 2010)

 


تتوقعه الحكومة ولا يستبعده اتحاد الشغل التقاعد في سن الـ 62 بداية من 2012 نهاية الصيف عرض مقترح متكامل للإصلاح… والاتحاد يدعو للتعمق في الأسباب


 

أفادت مصادر مسؤولة بسلطة الإشراف أن ملامح إصلاح أنظمة التقاعد ستتبلور بصفة شبه نهائية أواخر هذه الصائفة إذ سيقع عرض مقترح متكامل تمت دراسته من مختلف الزوايا وذلك في إطار عملية استباقية واستشرافية لإنقاذ الصناديق الاجتماعية والحفاظ على توازناتها… كما أفادت مصادر نقابية أنه في حال الاتفاق مع الأطراف الاجتماعية حول صيغة الاصلاح سيبدأ التطبيق وبالتالي الترفيع في سن التقاعد وما سيرافقه من إصلاحات أخرى موضوع تفاوض. ولم تخف مصادرنا أن ما تم الاتفاق حوله حاليا هو الترفيع سن التقاعد بصفة تدريجية لتكون في حدود 62 عاما كمرحلة أولى ثم ترتفع تدريجيا إلى 65 عاما، وترى مصادرنا أنه من غير المستبعد دخول الإصلاحات الجديدة حيز التطبيق ابتداء من سنة 2012 وفي هذه الحال سيكون المعنيون بالتقاعد في السنة المذكورة مطالبين بالمواصلة لمدة عامين آخرين حسب مصادر أخرى منكبة على دراسة الملف. وأكدت ذات المصادر أن الغاية من الترفيع التدريجي في سن التقاعد إلى جانب الحفاظ على التوازنات المالية للصناديق هو الحفاظ على الكفاءات فمن يقضي 30 عاما في العمل بالوظيفة العمومية ثم يتقاعد في الستين تحول وجهته نحو القطاع الخاص لينتفع بخبرته أكثر من خمس سنوات إضافية بمقابل زهيد. ارتفاع مؤمل الحياة و«الكهولة»!! من جهة أخرى أشارت ذات المصادر أنه في ظل الارتفاع المتواصل لمؤمل الحياة الذي بلغ 74 سنة حاليا وسيصل 78 عاما في 2030 من يدرك الستين من العمر «كهلا» ولم يدرك مرحلة الشيخوخة وعلى هذا الأساس لم تعد القطاعات الاقتصادية والوظيفة العمومية قادرة على الاستغناء على كفاءاتها في مثل هذه السن بعد أن نضجت وتكوّنت وأصبحت تمتلك الخبرة. ولتحقيق هذا الهدف ترى مصادرنا أنه لا بد من توفر آليات أخرى متوازنة منها دعم التشغيل وبلوغ أقل نسبة ممكنة من البطالة وخلق موارد جديدة والتشجيع على الاستثمار… زيادة طفيفة لكن..! وحفاظا على النظام التوزيعي الذي يقوم عليه التقاعد (النشيطون يموّلون جرايات المتقاعدين) وعلى الخدمات المتوفرة للمتقاعدين وجراياتهم فإن اصلاح أنظمة التقاعد يقتضي إدراج زيادة طفيفة في نسبة المساهمات في الضمان الاجتماعي، وتؤكد مصادرنا في هذا الباب أن الترفيع في نسب الاقتطاع على الأجور لصالح الضمان الاجتماعي لا يمكن له أن يمس من المقدرة الشرائية، مبرزة أنه في مقابل هذه الزيادة الطفيفة ستتواصل الزيادات في الأجور وسيتجسد ذلك خلال المفاوضات الاجتماعية المقبلة… وقالت المصادر أن تونس هي البلد الوحيد الذي يعتمد السياسة التعاقدية. أزمة هيكلية أما اتحاد الشغل فله موقف واضح وصريح من إصلاح أنظمة التقاعد إذ تقر هياكله المتخصصة بأن الإصلاح قادم لكنها تؤكد على أن الأهم هو البحث في الأسباب الحقيقية لأزمة الصناديق الاجتماعية، وهو ما أكده عبيد البريكي الأمين العام المساعد المكلف بقسم التشريع والتكوين النقابي وعضو في مجالس إدارة الصناديق الاجتماعية، ومن بين المتدخلين في لجان إصلاح أنظمة التقاعد حيث تكلم لأول مرة عن الموضوع وكشف عديد النقاط في تصريح لـ«الأسبوعي» إذ قال «… أزمة الصناديق الاجتماعية ليست ظرفية وخاصة ما يتعلق بنظام التقاعد بل هي أزمة هيكلية والعامل الرئيسي المتسبب فيها هو المناخ الذي يحيط بنظام الضمان الاجتماعي في تونس إذ أن كل اجراء يتخذ لاصلاح أنظمة التقاعد لا يمكن أن يكون ناجعا ما لم ينطلق من معالجة الأسباب الحقيقية للأزمة المتمثلة أساسا في مسألة البطالة والعلاقات الشغيلة إذ بقدر ما نخفض في نسبة البطالة بقدر ما ننمي موارد الصناديق لنقترب من التوازن كما أنه بقدر ما نتقدم إلى إرساء علاقات شغيلة قوامها عقود العمل القارة في مواطن الشغل القارة بقدر ما ما نضمن التوازن، فلا يعقل أن يتم اعفاء أعداد كبيرة من العمال من الشغل وهم مصنفون مهنيا ويتقاضون أجورا تتماشى وقدراتهم لتعويضهم بمتعاقدين يتقاضون الأجر الأدنى..». ولاحظ عبيد البريكي أن أشكال التشغيل الهشة هي سبب أزمة الصناديق خاصة أن عديد المؤسسات تنتهج هذا المسلك تحت غطاء التقاعد المبكر أو تطهير الشركة لكن الهدف الرئيسي هو تقليص الكلفة والتخفيض من نسب المساهمة للصناديق الاجتماعية. أي دور للصناديق؟ ويرى الأمين العام المساعد أن تحول مفهوم الضمان الاجتماعي له تأثيره على الصناديق حيث يقول مفسرا ذلك «الضمان الاجتماعي تحوّل إلى تضامن اجتماعي ومن أجل أن نصلح الصناديق لا بد من التمييز بين مسألة الضمان والتضامن فللضمان الاجتماعي مفهومه المنصوص عليه في القوانين المسيرة له إذ آن الأوان أن تلعب الصناديق دورها وأن نجنبها أدوارا تظل من مشمولات التضامن الاجتماعي إذ مثلا إلى متى يتكفل صندوق الضمان الاجتماعي بتسيير صندوق النفقة؟.. أما يحن الوقت للتخفيف من نفقات الصناديق الاجتماعية لخلق صندوق وطني للتأمين على البطالة تلعب الدولة الدور الرئيسي في تمويله».. مواقف… وبخصوص السيناريوهات المحتملة لاصلاح أنظمة التقاعد يقول عبيد البريكي «… فكرة التمديد في سن العمل لا أعتقد أنها مجدية لأن التجارب الأوروبية ليست مرجعا كما أنه كيف نتحدث عن نسبة بطالة مرتفعة ثم نطرح الترفيع في سن التقاعد أليس هذا تناقضا؟ كما أن كل زيادة في نسبة المساهمات في الضمان الاجتماعي ستؤثر بالضرورة على المقدرة الشرائية في وقت تلعب فيه دورا هاما في تحسين دورة الاستهلاك والإنتاج؟..».

عبد الوهاب الحاج علي (المصدر: جريدة « الصباح الأسبوعي »  الصادرة يوم 26 جويلة 2010)


في المعهد الوطني للتراث : أعوان وقتيون جدا


كنا نعتقد ولا نزال أن القطاع العام أكثر محافظة على حقوق العمال من القطاع الخاص، ولكن يبدو أن بعض المؤسسات العمومية ذات الصبغة الإدارية قد استغلت ما تتمتع به من شخصية مدنية واستقلالية مالية لتنافس الكثير من شركات المناولة ومؤسسات العمل الوقتي في مستوى هضم الحقوق الاجتماعية لأعوانها. ومن المؤسف أن يكون من بين هذه المؤسسات المعهد الوطني للتراث وهو مؤسسة علمية وفنية هامة ومحترمة تقوم بإحصاء التراث الثقافي الأثري والتاريخي والحضاري والفني لبلادنا ودراسته وصيانته وإبرازه. وإذا كان رفات الأقدمين وبقاياهم وآثارهم على الرأس والعين فإن الحي كما يقال أبقى من الميت وأولى بالعناية والرعاية. فقد اشتكى بعض أعوان المعهد العاملين به منذ سنوات من أنهم يفتقرون رغم أقدميتهم إلى أبسط الحقوق الاجتماعية (مثل الانخراط بصندوق التقاعد والحيطة الاجتماعية أو بصندوق التأمين على المرض). اتصلنا بإحدى الحالات المعنية ولها أقدمية « وقتية »  جدا، مدتها أكثر من عشر سنوات تداول فيها على المعهد ثلاثة مديرين عامين على الأقل، لتؤكد لنا أنه لا وثيقة لديها تثبت أنها تعمل بالمعهد باستثناء إمضائها في نهاية كل شهر وأحيانا بتأخير شهرين أو ثلاثة على وصل استلام المرتب وهذا التأخير المتكرر أكده لنا عون آخر من نفس الوضعية (بموقع عمل مختلف بالمعهد الوطني للتراث في تونس العاصمة) مما دفع البعض مع أسرته إلى الشارع لعدم قدرته على خلاص كراء المسكن، كما أشارت الحالة الأولى إلى أنه تم رفض طلبها شهادة عمل ( في  بطاقة التعريف شؤون المنزل). وكل ذلك في نظرها يتم في طي الكتمان والغموض القانوني، واصفة وضعها والحالات المماثلة لها في مواقع عمل مختلفة تابعة للمعهد بأنهم كالأشباح، وإن كانوا يعملون كثيرا وربما أكثر من الأعوان القارين المترسمين،  أما عدد الحالات المماثلة حسب تقديرها وخبرتها بالمعهد وفروعه فهو بالمئات، تتراوح أقدمية معظمهم بين أربع سنوات و ثلاثة عشر سنة. ولاستجلاء المسألة أكثر، اتصلنا بأحد مسؤولي المعهد، فتفضل مشكورا بمدنا ببعض المعطيات التي  ابتعدت بنا والحقيقة تقال عن صلب الموضوع المتعلق بالأعوان الوقتيين جدا من ذوي الأقدمية التي تعدّ بالسنوات،  ليؤكد أن العملة العرضيين (من نوع عملة الحظائر) يشتغلون فقط لفترات قصيرة جدا لا تتجاوز عشرين يوما أو الشهر والشهرين في أشغال التنظيف أو الحفر وغيرها من الأعمال الموسمية والوقتية المتعلقة بالآثار والمعالم الأثرية أما أعوان المعهد فجميعهم من الأعوان القارين، مشيرا إلى أن المعهد يمثل أهم المؤسسات العاملة تحت إشراف وزارة الثقافة والمحافظة على التراث من حيث عدد الأعوان ولا يمكنه أن ينتدب جميع من يعمل لفائدته باعتبار أن المواقع الأثرية موزعة على كامل تراب الجمهورية ولا يمكن لميزانية المعهد على أهميتها تغطية مستحقات الشغل القار وتبعاته المالية والاجتماعية مؤكدا أن كل شيء يتم بعلم سلطة الإشراف وموافقتها وفي إطار القانون، ولكن المسؤول بالمعهد لم يحدد لنا أي قانون يقصد،  فحسب علمنا ـ وهنا لن نحرجه كثيرا كما طلب منا ـ لا شيء في مجلة الشغل أو القوانين والنصوص التطبيقية المتصلة بالانخراط في أنظمة الضمان الاجتماعي تبرر بقاء الوضع بالمعهد الوطني للتراث وأمثاله من المؤسسات العمومية ذات الصبغة الإدارية على ما هو عليه مهما كانت شبكة التأجير المعتمدة واقترابها من الإنصاف ما دامت بلا أسس قانونية واضحة، والأكيد أن المعهد ليس شركة مناولة ولا مؤسسة عمل وقتي، وهنا يجدر التنويه إلى أن بعض الإجراءات الرئاسية قد أقرّت سحب مظلة الضمان الاجتماعي على العملة العرضيين في الحضائر وحتى العاملات بالمنازل، أما الحالات التي نحن بصددها (وبعضها من الصنف الإداري والفني وكذلك الصيانة والنقل) فهي لا تخضع في اعتقادنا لأي صيغة تعاقدية قانونية أو تغطية اجتماعية، في حين أن مجلة الشغل تنص على أن يتقاضى العملة المنتدبون بمقتضى عقود شغل لمدّة معينة أجورا أساسية ومنحا لا تقلّ عن الأجور الأساسية والمنح المسندة بمقتضى نصوص ترتيبية أو اتفاقيات مشتركة للعملة القارين الذين لهم نفس الاختصاص المهني. كما تنص على أن عقد الشغل المبرم لمدة معينة ينتهي بانتهاء المدة المتفق عليها أو بإتمام العمل موضوع العقد. وإذا تمادى العامل على تقديم خدماته عند انتهاء الأجل المتفق عليه بدون معارضة الطرف الآخر يتحول العقد إلى عقد ذي أجل غير معين. كما يمكن إبرام عقد الشغل لمدّة معيّنة في غير الحالات المذكورة في الفصل السادس من مجلة الشغل بالاتفاق بين المؤجر والعامل على أن لا تتجاوز مدّة هذا العقد أربع سنوات بما في ذلك تجديداته. وكلّ انتداب للعامل المعني بعد انقضاء هذه المدّة يقع على أساس الاستخدام القار ودون الخضوع لفترة تجربة. وفي هذه الحالة يبرم العقد كتابيا في نظيرين يحتفظ المؤجر بأحدهما ويسلّم الآخر إلى العامل. ومع كل ذلك تنبغي الإشارة إلى أن المسؤول مباشرة عن الملف  قد ألمح إلى أن هناك مساعي من الإدارة الحالية للمعهد لحل الملفات العالقة، وهذا ما نأمله جميعا في أقرب وقت ممكن من هذه المؤسسة وغيرها من المؤسسات العمومية حتى تكون على الأقل في مستوى بعض البلديات التي بادرت في الآونة الأخيرة إلى الشروع في تسوية بعض الملفات المتعلقة بترسيم العملة العرضيين العاملين بصفة مسترسلة، كما نأمل أن يحظى هذا الموضوع من التفقدية العامة للشغل والاتحاد العام التونسي للشغل باهتمام أكبر ومتابعة أدق حتى تكون الوقائع مطابقة أكثر لخطابنا الرسمي حول السياسة الاجتماعية والمقاربة التونسية في مجال الضمان الاجتماعي وحقوق العمال.

عادل القادري ـ جريدة الوحدة 24 جويلية 2010 ـ العدد 700


الشباب يريد شغلا…… والحكومة « تهديه » سفرا للخارج بنصف السّعر !!


أصدر رئيس الدولة بعد اجتماعه يوم الخميس 8 جويلية الجاري مع وزير النقل عبد الرحيم الزواري، قرارا يقضي بتمتيع الشباب من عمر الثلاثين سنة فما أقل بتخفيض بنسبة 50%، على جميع السفرات البحرية للشركة التونسية للملاحة، والرحلات الجوية التابعة لشركة الخطوط التونسية، والسفرات الداخلية لشركة طيران « السابع »، انطلاقا من يوم 19 جويلية الجاري، إلى غاية 31 ديسمبر 2010، وذلك بمناسبة الاحتفال بهذه السنة « سنة دولية للشباب » بإقرار من جمعية الأمم المتحدة. وقد ثمن بعض الشباب من منتسبي حزب « التجمع » وبعض الأحزاب الموالية، والشباب من ذوي الدخل الأسري المرتفع هذا القرار، من زاوية أخرى لم تلقى هذه المبادرة استحسان ومتابعة من أغلبية الشباب الحالم بموطن شغل يحفظ له العيش الكريم، وهو ما لحظناه من انتقادات عدّة على موقع الفايسبوك أين تعوّد شباب تونس من مستخدمي الانترنت على مناقشة بعض الأحداث والتعبير عن آرائهم في المواضيع التي تعنيه، نظرا لضيق صدر الحكم تجاه الرأي المخالف وغلقه لفضاءات التعبير الحرّ . ويقول الشاب معز الجماعي الناشط السياسي والإعلامي، أن هذه المبادرة لا تعدو أن تتجاوز الخطاب الدعائي، ولن تكون الوسيلة المثلى في حل مشاكل الشباب المتراكمة، وأضاف « أن الشباب التونسي اليوم يعاني معضلة البطالة وهو ما يجب أن ينكب عليه فريق الحكم إذا كان صادقا في الاهتمام بالشباب ورفع لواء التحدي، فالتخفيض في سعر تذكرة سفر لا يعدو أن يكون سوى وسيلة إشهار وتعبئة لا غير، خاصة عندما تغلق وسائل وقنوات التعبير الحر عن مشاكلنا الحقيقية ويصبح التنكيل بالشباب النقابي والسياسي في السجون بسبب الدفاع عن أفكاره وهمومه المنهج الوحيد في التعامل، دو ن أن نهمل أن الحكم لازال يغضّ النظر عن آفات عديدة تهدد الشباب لعلّ أبرزها الجريمة وانتشار العنف والهجرة السرية وشغب الملاعب ». أما الشاب أحمد ساسي الناشط النقابي الطلابي فقال، « ‫عند مطالعتي للخبر أول ما تبادر لذهني هو قولة « تمخض الجبل فأنجب فأرا »، حيث أن السنة الدولية للشباب التي كانت مقترح الرئيس وأقرتها الأمم المتحدة تم استغلالها وتوظيفها من قبل سلطة الاستبداد لتلميع صورتها ولمغالطة الشباب التونسي الذي لم تعد تنطل عليه مثل هذه الخطابات الديماغوجية، فالاحتفال بالسنة الدولية للشباب يتزامن مع سجن الطلبة النقابيين و مع منع المنظمة الطلابية من عقد مؤتمرها ومع الارتفاع المرعب لنسب البطالة عند الشباب ومنهم أصحاب الشهادات العليا ». وأضاف قائلا  » أن من أبسط وأÙح الإجراءات التي يمكن اتخاذها لفائدة شباب تونس هو الصندوق الوطني للتعويض عن البطالة وتمكين الشباب من التعبير عن أرائه والدفاع عن مصالحه، لكن بطبيعة الحال فإن سلطة الاستبداد بعيدة كل البعد عن مصالح الشباب بل هي معادية له، وإن قرار التخفيض في تذاكر السفر عبر البواخر والطائرات لا يشمل سوى نسبة جد ضئيلة من الشباب بما أن الشباب الذي يسافر عبر الطائرات والبواخر اليوم هم عادة أبناء العائلات الميسورة التي لا تحتاج لمثل هكذا تخفيض، فالسواد الأعظم من الشباب هو الشباب المفقر الذي لا يمكنه توفير مصاريف السفر للخارج حتى ولو سافر مجانا، هذا الشباب ال ذي لا يفكر في ركوب البواخر إلا « حارقا » وفارا من الخصاصة وانسداد الأفق وليس سائحا مترفها. كما تجدر الإشارة أخيرا إلى أن هذا التخفيض إضافة إلى كل ما سبق لا يعدو أن يكون سوى نوعا من التخفيضات ذات الطابع الاشهاري والتجاري (التخفيض جاري حتى 31 ديسمبر المقبل) حيث أن الشركات الملاحية والجوية التي ستعتمد هذه التخفيضات ستنتفع منها خاصة مع حالة الركود التي يشهدها قطاع السياحة كما تهدف هذه التخفيضات لاستقطاب التونسيين المقيمين بالخارج للتخفيف من أزمة السياحة « . الشاب وسيم البوثوري الناشط الطلابي علق على هذه المبادرة قائلا « هذه المبادرة لا تهم الشباب التونسي الموسع، بل تقتصر على الشباب التونسي الميسور والذي تجاوز أزمة البحث على العيش والشغل الكريم. أي أن الأغلبية الساحقة من شباب تونس لا تبحث على السفر بل عن الكرامة !، لكن المضحك أن يصبح الثانوي سابق للرئيسي فعوض التخفيض في سعر تذاكر السفر، لماذا لم تقدم الحكومة على إقرار منحة لبطالة حاملي الشهائد العليا، أو أنها أقرّت مجانية النقل أو العلاج للمعطلين ؟…، هذا القرار لا يعدو أن يكون حقنة مسكّنة لحالة التململ التي يعيشها الشباب والتي لم تعد تقنعه مثل هذه الحلول الوهمية ». وترى الشابة كريمة بن خلف الله المقيمة في كندا، أن هذه المبادرة وسيلة لإيهام شركاء الحكم الغربيين « بالدور الريادي » في إيجاد حلول لمشاكل الشباب. وما يعنيه ذلك من في المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي للحصول على مرتبة الشريك المتقدم، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار أن هذا القرار سينطلق العمل به مع فرنسا (خط تونس – فرنسا)، هذا حسب تصريحات وسائل الإعلام الرسمية وشبه الرسمية » ، وأضافت لتقول « أعتقد أن مثل هذا الإجراء هو ضحك واستبلاه للشباب التونسي الذي لم يعد تنطل عليه مثل هذه الخدع المسكنة للأصوات المطالبة بالتشغيل وبحرّية التعبير ».

وســـــام الصغير (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ  26 جويلية 2010)  


سياحة الوزير.. ووزير السياحة


حافظ الغريبي أغرب ما يمكن أن يعاينه الفرد في هذا الزمن هو أن يصبح مسؤولو الدولة أحرص من رجال الأعمال على مؤسساتهم وأكثر سعيا منهم للحفاظ على سمعتها وأشد حزما منهم في النهوض بالقطاع موضوع نشاطهم. يتبلور في ذهني هذا الانطباع عندما أقف على ما يشهده قطاع السياحة من تدهور في الحفاظ على الصحة وتهاون في تطبيق شروطها بما يسيء لسمعة البلاد خصوصا إذا ما تعلق الأمر بنقل وقائع في برامج تلفزية كتلك التي بثها التلفزيون الفرنسي في وقت قاتل من زمن الحجوزات… ولا يقتصر أمر التدهور على قطاع السياحة بل يشمل ما لف لفه من خدمات أخرى تدور في فلكه على غرار المطاعم والمقاهي، تدهور أجبر مصالح المراقبة على تكثيف حملاتها واستصدار مقترحات بالغلق في ذروة النشاط الموسمي حماية للجميع من أنفسهم. والمؤكد أن وزير السياحة سيحرص على تطبيق هذه القرارات، فالرجل يحمل تصورا واضحا لمستقبل «السياحة» استلهم أفكاره من تقارير لجان عليا مختصة ومن دراسات استراتجية وعبّر عن تفاصيله في أكثر من مناسبة وهو يرغب بصدق في إعادة القطاع لحلبة المنافسة المتوسطية التي فقد فيها نقاطا ثمينة.. الحرص على تطبيق مقترحات الغلق و»سياحة « الوزير التي يريد تجسيمها قد يعسر تطبيقهما على الوزير من موقعه لاعتبارات عدة – خبرناها من موقعنا وتنطبق على قطاعات أخرى كذلك – منها التدخلات ومراعاة البعد الاجتماعي عند تعامل الإدارة مع المؤسسات.. مراعاة أرادتها سياسة الدولة حبل نجاة لإنقاذ الغارقين من المستثمرين، ولكن يبدو أن هذا الحبل سرعان ما يلتف حول ساقي المسؤول فيكبّلهما من حيث لا يدري بما يجعله إما يمشي الهوينى أو يستحث الخطى فيسقط ليخلفه آخر قد استوعب الدرس. حافظ الغريبي (المصدر: جريدة « الصباح الأسبوعي »  الصادرة يوم 26 جويلة 2010)


نهضاتنا اليوم والبارحة وغدا


منصف المرزوقي كم حبّرنا من كتب ومقالات في إشكالية النهضة، هذا الهاجس الكبير الذي يسكننا منذ أكثر من قرن!…. كل هذا لأن الأسطورة القومية التي نسكنها وتسكننا تقسّم تاريخنا لأربعة فصول: الجاهلية فترة الظلام المطبق، ثم فترة النور الساطع التي مثّلها الإسلام، بعدها الانحطاط الذي ما زلنا نعيش فيه ويجب الخروج منه للوصول إلى النهضة هذه المرحلة الرابعة التي ستتوج مسار أمتنا بأروع « هابي إند ».

وبانتظار أن يولد لنا مؤرخون عظام يفككون هذه الأسطورة (كما فعل الإسرائيلي شلومو صاند مع أسطورة الشعب اليهودي، مظهرا ما تحفل به من أغلاط ومغالطات من وراء الفبركة وكيف صنعت ولأي أغراض سياسية)، يجب العودة للمنطلقات لتسليط الضوء على مستوى آخر من الإشكالية أملا في زيادة الفهم لا البلبلة.

النهضة مفهوم أخذناه من الغربيين وهم يطلقونه على فترة من تاريخهم هي القرون 14-16، (يسمونها الولادة الجديدة) وقد تميزت بظهور رجال أفذاذ قادوا ثورة ثقافية، مثل ليوناردو دا فينشي ومايكل آنغلو ومكيافيلي وجاليلي، وآخرين فتحوا البحار مثل الأمير هنري الملاح وكريستوفر كولومبوس وفاسكو دي جاما، وهو ما مهد لتفوق فكري واقتصادي وعسكري مكن الغرب من بسط سيادته إلى نهاية القرن العشرين.

لا أحد يعرف وصفة النقلة النوعية المفاجئة، وهل هي نتيجة بروز شخصيات فذة أم تضافر الإرادات الصامتة للملايين أم بفعل الصدفة عند اكتشاف تكنولوجيا جديدة، أم كل العوامل مجتمعة. كل ما نعتقده أنه حدث جلل في حياة الشعوب، إنها لا تحصل إلا مرة واحدة ، إنها طريقنا الوحيد للخروج من البؤس الذي نحن عليه. لذلك نريدها بكل قوانا، لا ننفك في الجري وراءها بأحلامنا وأفكارنا وخططنا.

لكن ماذا لو كنا كبطل القصة البوذية الشهيرة الذي انطلق يركض في كل اتجاه بحثا عن الفرس.. التي يركب؟ ماذا لو كانت النهضة التي لا نعي أننا نعيش في خضمها.. واحدة من بين نهضاتنا الكثيرة؟

لنتصوّر أنه قيّض لنا مرقب خيالي نسلطه لمدة قرون على شبه الجزيرة العربية نتابع ظهور بقع حرارة ونور نعرف ارتباطها الوثيق بنهضة بشرية تشمل العمران والأفكار والتنظيم والقيم. لنطلق الآن عداد القرون بدءا من القرن العاشر قبل الميلاد ولنبدأ الرصد.

سنفاجأ بطول الظلام ثم ببروز بقعتين كبيرتين من النور، واحدة في الشمال هي مملكة الأنباط تظهر في القرن الرابع قبل الميلاد في منطقة الأردن، وواحدة في الجنوب هي مملكة حمير في اليمن بين 115 قبل الميلاد و599 بعد الميلاد .

تدريجيا تنطفئ أنوار البقعتين، ها قد عاد الظلام لقرون طويلة، فجأة يشتعل نور خاطف يضيء كل المنطقة متوسعا بسرعة مذهلة لحدود العالم المعروف. إنه الإسلام. بعد أقل من قرنين تغرق شبه الجزيرة في الظلام والقبائل البدوية تتوقّف عن كل نشاط خلاق يذكر وعن كل تأثير في الحضارة وذلك طيلة اثني عشر قرنا. هل ماتت المنطقة نهائيا؟ كلا، ها هي الأضواء تشتعل مجددا من الخليج إلى البحر تدل على تحولات مذهلة، وذلك في أقل من خمسة عقود ابتداء من منتصف القرن الماضي.

كم سيدوم الوضع؟ ألن يصبح العمران مدن أشباح تذروها رياح الصحراء وتسكن خرائبها قبائل بدوية عادت إلى مرحلة ما قبل البترول؟ حتى لو حصل هذا، لا شيء يمنع نهضة جديدة ولو بعد قرون تعيد للمنطقة سالف حيويتها، لكن بوجه قد يفاجئ بنفس الكيفية التي كان سيفاجأ بها الشعراء الصعاليك وهم يكتشفون كورنيش الدوحة وأبراج دبي.

ألا يعني هذا أن تاريخنا سلسلة نهضات وكبوات لا أحد يعرف متى بدأت ومتى ستنتهي. إنها ظاهرة عامة. انظر لمسار قرطاج ودمشق وبغداد وكيف كبت ونهضت أكثر من مرة.

لفهم الظاهرة، لا بد من وضعها في إطار عمل القوتين الجبارتين المتحكمتين في وجود العالم ووجودنا أفرادا وشعوبا وأجناسا: الخلق والتدمير.  

انظر حولك وستكتشف فعلهما الدائم، على صعيد الشخص، هما اللتان تتحكمان في الصحة والمرض، في الحياة والموت. على صعيد العمران نجدهما وراء بناء البيوت والمدن ووراء خرابها، على صعيد الأنظمة والدول والحضارات وراء صعودها وسقوطها. هاتان القوتان موجودتان ضرورة في نفس الوقت وفي كل كائن وكيان إنما باختلاف في قوة التأثير من لحظة لأخرى، فالنهضة سواء كانت نهوض شخص من فراشه بعد وعكة صحية أو نهوض شعب من مرحلة خمول دامت قرونا، هي غلبة آنية ومؤقتة لقوى الخلق على قوى التدمير. أما مرض الشخص أو انحطاط مجتمع، فنتيجة انتصار قوى التدمير على قوى الخلق.

كل هذا يدعو للتفاؤل وبذور النهضة كامنة داخل أكبر كبوة تنتظر ساعتها، مثلما يدعو للتشاؤم، وبذور الخراب موجودة في كل نهضة حتى في أوج تألقها. هذا ما يجعل العاقل لا يتخيل أننا نعيش الموقف الذي أوصى به إميل حبيبي: التشاؤل.

المهم، لماذا يمكننا القول إننا نعيش مرحلة غلبة قوى الخلق على قوى التدمير وبالتالي نهضة جديدة (رقم؟).

إذا كان كاتب هذه السطور يدين بالحياة لوالدين من لحم ودم، فإنه يدين بصياغة فكره وروحه لرجال عظام أكثرهم تأثيرا عمر بن الخطاب(رضي الله عنه) وأبو العلاء المعري وأبو بكر الرازي ومحيي الدين بن عربي وعبد الرحمن الكواكبي والطاهر الحداد.

ترى ما الذي كانت الروح تخبر به هؤلاء الخالدين الذين نهتدي بهم كالتائهين وراء خير الأدلة؟ ربما شيء من هذا القبيل وقد عقد التهيب مني اللسان. « أبشر يا فاروق، إن الذين ولدتهم أمهاتهم أحرارا لم يعودوا عبيدا يباعون على قارعة الطريق ولا جواري بالآلاف في قصور الطغاة … أبشر يا أبا العلاء فالعقل الذي جعلته في مصاف النبوة قوام حضارة اليوم… أبشر يا أبا بكر اكتشفنا كيف نقي ونعالج الجدري والحصباء والسل والطاعون… أبشر يا محيي الدين فالتسامح تقدم خطوات جبارة … أبشر يا عبد الرحمن، مات المستبدون في العقول والقلوب ومراسم دفنهم في الواقع على قدم وساق… أبشر يا طاهر، بناتنا الأغلبية في الجامعات، أصبحن طبيبات ووزيرات وقائدات طائرات ».

تقول نسيت مشاكلنا وتخلفنا وتبعيتنا؟ أبدا، بل يجب أن نتذكر دوما تقرير 2009 لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي, وأن لنا ستين مليون أمي يعيشون بأقل من دولارين في اليوم، أننا مهددون بالتصحر وبالجوع وبالعطش، أن دولنا أصبحت أكبر خطر يتهدد أمننا القومي وأمن كل واحد منا وأننا نكاد لا ننتج شيئا يذكر من العلوم والأفكار والقيم.

لكن هل تعي بالقفزة الهائلة التي حققناها في أقل من قرن وأدت لانتهاء الرق وخروج المرأة للعلم والعمل والثورة في العلاقة بين الحاكم بالمحكوم؟ انظر الانفجار السكاني والعمراني وانتشار التعليم والصحة وتوسع العربية وبروز مدارس غير معروفة في الفنون والعلوم وظهور شخصيات مجددة. انظر كيف تتقارب الشعوب العربية كما لم تتقارب في تاريخها الطويل بفضل وسائل الاتصال الحديثة وانتشار الفصحى وتزايد الوعي بضرورة التنسيق والترابط. انظر عنف قوى التدمير في تعاملها مع تنظيم سياسي عافه وعفا عليه الزمان مثل الحكم الفردي، انهار في كل مكان ويتراجع في البقايا التي ما زال يوجد فيها وهي للأسف بلداننا.

أخيرا لا آخرا هل حقق الغرب المدينة الفاضلة بعد نهضته أم غير فقط نوعية مشاكله؟

مجددا، النهضة ليست اختفاء قوى التدمير وإنما حيوية قوى الخلق وتفجرها، وهذا بالضبط ما نعرف.

وفي كل الأحوال لنتذكر أن تعقيد العالم يمنع التعامل معه بمنطق إما، إما، والتعاطي الفعال معه لا يكون بقراءة ترى في نفس الوقت النصف الفارغ من الكأس ولا تغفل عن نصفه الملآن.

****

إذا كنا إذن في مرحلة نهضة فما معنى حديثنا عنها وكأنها شيء غائب يجب أن نخلقه بمزيد من العلم والعمل؟

تمعن في كل ما يكتب منذ قرن وستكتشف أن موضوع التفكير (فالخلاف) هو المشاريع أي برامج غزو السلطة المعنوية والسياسية للتحكم في تغييرات مجتمعية تخدم مبادئ ومصالح جهات معينة. لكن هل كنا نفكر ونتناقش ونتخاصم حول هذه البرامج لولا وعينا أننا في خضم مرحلة انتقالية جبارة قد تكون أهم ما عرفنا في تاريخنا.

ما الوضع إذن؟ نحن كملاحين ينتبهون لهبوب الريح بعد طول السكون والتحدي أمامهم اغتنام الطاقة التي جادت من السماء لدفع المركب لكن في أي اتجاه وما المرفأ؟

المشكلة في تحديد الوجهة وحشد القوى عبثية الصراع،  الإسلامي و/ أو القومي الذي لا يرى نهضة إلا في الرجوع للإسلام « الصحيح » أو للإمبراطورية الأموية، وبين العلمانيين التقدميين الذين لا يرون طريقا سالكا إلا الذي يقلد النهضة الغربية بعلمها وعلمانيتها وتكنولوجياتها ومؤسساتها الديمقراطية. هذا الخصام عبثي لجهله أو تجاهله أن كل نهضة تواصل وقطيعة.

لنذكر أن من أهم دعامات الأسطورة التي تهيكل علاقتنا بالتاريخ تقريرها أن الجاهلية ظلام مطبق أنهاه نور الإسلام الساطع حال ظهوره. صحيح أن هناك هوّة بين مؤسسات وقيم الجاهلية وتلك التي أتى بها الإسلام… بعد صراع مرير وطويل.

لا شكّ أن علي الوردي في كتابه وعاظ السلاطين أحسن من أثبت أن الجاهلية تواصلت داخل الإسلام وحتى انتصرت عليه ردحا من الزمان. هو يبين بقراءة تاريخية نافذة البصيرة أنه باستثناء فترة عمر بن عبد العزيز(التي لم تدم إلا سنتين وصفّي صاحبها بالسم على الأرجح)، كان كل العهد الأموي بمنزلة ثأر أرستقراطية قريش من الرسول( صلى الله عليه وسلم) وآل بيته، إننا لا نفهم شراسة يزيد ضد الحسين إن لم نضعها في إطار الثأر القبلي لموتى القرشيين في بدر وأحد، خاصة أنه تحت الغطاء الشفاف للدين الجديد تواصلت كل قيم الجاهلية والشعر الذي شجعه الخلفاء الأمويون حامل الإيديولوجيا الحقيقية التي لم يستطع الإسلام محوها وإنما تغطيتها. إنها القيم التي يتردد فينا صداها إلى اليوم ونحن ننتشي لقصائد النرجسية والكبرياء والفخر والتعصب للقبيلة والذات، ربما نحن جاهليون أكثر مما نتصور.

نفس الشيء اليوم في شبه الجزيرة بل وفي كل شبر من الوطن الكبير: تواصل الإسلام فينا في العمق تواصل الجاهلية في الإسلام، وقطع معه بفعل تغييرات جبارة فرضها علينا الغرب بأيديولوجيته المبغوضة وتكنولوجيته المعبودة.

نحن أمام قانون عام، فأوروبا لم تخرج من جاهليتها (العصور الوسطى المفترى عليها هي أيضا كثيرة) بالعودة لروما وأثينا كما كان مخططا، وإنما بحفاظها على جزء من التراث وقطع الجذري مع جزء آخر أعطى جاليلي الذي سخر من أرسطو وباراسلز الذي تهكم على جالينوس وشكسبير الذي ضرب بعرض الحائط قواعد المسرح الإغريقي.

معنى هذا أن كل الذين يتصورون القدرة على إملاء إرادتهم على الريح لكي يكون الطريق والمرفأ قطيعة بلا تواصل أو تواصلا بلا قطيعة يبددون طاقتهم التي نحن بأمس الحاجة إليها. كذلك المراهنون على النظام الاستبدادي والدولة القطرية والنظام العقائدي وكل هذا « الخرم » الذي تعمل فيه قوى التدمير أنيابها وأظافرها منذ أكثر من نصف قرن.

ثمة لحسن الحظ ربابنة مهرة يرصدون الاتجاه الصحيح لهبوب الريح ويرفعون الشراع لتنفخ فيه طاقتها الجبارة. إنهم كل من يراهنون على التغييرات الاجتماعية العميقة التي تؤدي للديمقراطية. إنهم الذين يعلمون أن وحدة العرب لن تكون « بعثا » لإمبراطورية تفوح برائحة الجور والجواري وإنما خلقا جديدا لكيان لم يعرف له العرب مثيلا: اتحاد/رابطة/ فدرالية الشعوب العربية الحرة.

وفي آخر المطاف إلى أين سننتهي والمركب حافل بكل الأنواع من الركاب والملاحين بإراداتهم المتناقضة؟ لسوء الحظ أو لحسنه لا أحد قادر على التنبؤ وهل ستأخذ نهضتنا هذه هذا الاتجاه أو ذاك وهل نحن نسرع لكبوة جديدة، فالمستقبل ما نصنعه كل يوم أفرادا وجماعات وهو مفتوح على كل الاحتمالات من أروعها إلى أفظعها.

وبما أننا بدأنا المقال بتوسيع أفق تاريخنا إلى بعض آلاف السنين لفهم مصطلح النهضات فلنوسعه إلى أبعد الحدود الممكنة لنفهم بعدا آخر لمن يريدون النهضة أولا وأخيرا ثأرا تاريخيا من الغرب.

يقاس تاريخ الأشخاص بالعقود وتاريخ الدول والحضارات بالقرون. أما تاريخ البشرية فيقاس بمئات الآلاف من السنين. لكن تاريخ الأرض يقاس بمئات الملايين منها. ما يظهره مؤرخو الكوكب وهم كبار علماء الأحياء مثل بيتر وارد في كتابه المرعب الشيّق، Under a green sky (تحت سماء خضراء) أن الأرض عرفت إبان الخمسمائة مليون سنة الأخيرة خمسة انقراضات بالجملة أي اختفاء 80% من كل الأجناس الحيوانية والنباتية التي كانت تتزاحم فوقها … وبعد كل كارثة جبارة تستعيد الطبيعة صحتها محققة ولو بعد عشرات الملايين من السنين « نهضة » بالمفهوم البيولوجي أي ظهور أجناس من الكائنات الحية أكثر تعقيدا وطاقة على مواجهة معركة البقاء.

المرعب في هذا الكتاب تقدمه بأكثر من حجة تنذر بأن البشرية جمعاء قد تكون انخرطت في مسلسل الانقراض الجماعي السادس وهي تحفر قبرها بأيديها عبر ما ترتكبه من عدوان على التوازنات الدقيقة للكوكب آخر وأخطر مظاهرها التلوث المؤدي للاحتباس الحراري.

معنى هذا أن كل نهضة عربية ليست جزءا من النهضة البشرية الشاملة وانخراطا فيها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، تكرار للخطأ الذي ارتكبه الغرب ونهضته مثل تزيين كابينته لتكون أفخر كابينات الباخرة المحافظة على أولويتها حتى بالسطو على بقية الركاب بل بكسر ألواح هذه الباخرة لا يهم أن يكون الغرق مصير الجميع. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 26 جويلة  2010)


تداعيات جريمة قرصنة أسطول الحرية ونتائجها (الجزء الثالث)


بقلم علي شرطاني     – الموقف التركي و التعاطي مع  القضية الفلسطينية:    يطول الحديث عن تركيا إذا كان لا بد من الحديث عنها بما تتضح به الصورة. إلا أني أستطيع القول أن تركيا تشهد لحظة ميلاد جديد. ولعلها قد اجتازت بعض مراحلها الخطيرة إلى بر الأمان، بعد أن عاشت عقودا من الزمن من الموت العلماني، الذي يرجع الدكتور أحمد داود أوغلو وزير الخارجية التركي في حكومة حزب العدالة والتنمية ذي الخلفية الإسلامية أن:  » جذور أزمة الأفكار والمؤسسات التي تعاني منها الشعوب الإسلامية إلى » انفصال النخب الفكرية العلمانية عن المرجعية الإسلامية ومحاولة النخب الحاكمة والمسيطرة فرض ثقافة جديدة مطابقة للمفاهيم الغربية وإنجاز التنمية الإقتصادية وبناء القوة العسكرية لتحقيق موقع أفضل على الساحة الدولية وفي نفس الوقت تسويغ السياسات الإحتكارية لهذه النخب في مختلف المجالات » ..وأكد أيضا أن هذه النخب العلمانية تواجه مأزقا اليوم لفشلها في إنجاز أي من الأهداف الكبرى التي حددتها منذ بدايات القرن العشرين على الأقل وأولها الفشل في تكوين ثقافة قومية مستقلة عن المرجعية الإسلامية للمجتمعات العربية الإسلامية رغم احتكار التغريبيين لأغلبية قنوات التنشئة الإجتماعية والثقافية بسيطرتهم على أجهزة الدولة وثانيها الفشل في تحقيق التنمية الإقتصادية وثالثها الفشل في تحقيق مكانة دولية متقدمة على مدرج هرمية القوة الدولية « .(1) لقد أصبح العالم اليوم يعيش مع تركيا جديدة، تركيا الخارجة من تحت أنقاذ العلمانية التكفيرية المقيتة. وهي التي قطعت أشواطا لكي لا تبق تركيا علمانية كمال أتاتورك، ولا تركيا الخلافة العثمانية الظالمة، ولا تركيا الإتحاد والترقي الإنقلابية التي بنى عليها العرب خاصة، موقفا معاديا للأتراك وللخلافة الإسلامية بل وفي مرحلة ما للإسلام نفسه، واتخذوا من العلمانية الليبرالية والإشتراكية نظاما بديلا عنه.. لقد تراوح الموقف التركي من القضية الفلسطينية بين ثلاثة مواقف في فترات مختلفة من تاريخها: 1- موقف الخليفة عبد الحميد الثاني الذي أبى أن يفرط ولو في شبر واحد من أرض فلسطين للحركة الصهيونية التي جاءته بإغراءات مادية كبيرة كان في أمس الحاجة إليها وقابل ذلك بالرفض حتى النهاية.. 2- موقف تركيا العلمانية التي أعلنت القطيعة مع الإسلام ومع العالم الإسلامي، ويممت وجهها الغرب والصهيونية، وتنصلت من كل مسؤولية عن القضية الفلسطينية، وأدارت ظهرها لكل أمة العرب والمسلمين، واتخذت من الكيان الصهيوني صديقا وحليفا استراتيجيا، وفسحت المجال لليهود ليكون لهم دور كبير في أهم وأخطر مؤسسات الدولة. 3- شهود ميلاد جديد لتركيا الجديدة التي ليست كذلك إسلامية ولكنها لم تعد كذلك علمانية ولعلها تتجه إلى الإسلام أكثر مما هي مراوحة في العلمانية. فنحن اليوم في عهد تركيا الديمقراطية المغادرة للعلمانية كتجربة فاشلة، والمتجهة نحو أن تكون في الوقت المناسب وبالتدرج المطلوب وبالسلاسة المطلوبة في غير د.إبراهيم البيومي غانم: أستاذ العلوم السياسية ورئيس قسم الرأي العام بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية – مصر. عجلة ولا حرق للمراحل نحو أن تكون تركيا الإسلامية، والتي تشهد اليوم عودة إلى محيطها وامتدادها الطبيعي الحقيقي العربي الإسلامي وهي الأفضل فيه، والتي يمكن أن يكون لها فيه دور الريادة بما يحقق النفع لكل شعوب الأمة. وهي التي بذلك تكون قد استعادت دورها المناسب وحددت موقفها الطبيعي كذلك من القضية الفلسطينية على النحو الذي كان عليه في عهد الخليفة عبد الحميد الثاني. فليست تركيا من الناحية الثقافية والتاريخية والحضارية بعيدة عن القضية الفلسطينية. فهي في الأصل قضيتها كما هي قضية كل شعوب أمة العرب والمسلمين، إضافة إلى أنها قضية كل أحرار العالم المحبين للسلام وللحق والعدل والحرية. فتركيا لم تبتعد عن القضية الفلسطينية ولم تتفصى من المسؤولية عنها،   ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) مقالة طويلة لمن يريد فهم سياسة تركيا الخارجية: أحمد داود أوغلو » … وليس « كيسنجر تركيا ». ولكن تم إبعادها من طرف العلمانية التركية البغيضة، ومن طرف النظام العربي المغشوش والقومي منه تحديدا، ومن طرف الغرب الإستعماري، ومن طرف الحركة الصهيونية عقودا من الزمن. وهاهي اليوم تعود من الباب الذي كانت تاريخيا قد دخلت منه، بعدما استعادت عافيتها من خلال النظام الديمقراطي، وبعد ما تخلصت من قيود النظام العلماني الصارم، وبعدما انهار النظام القومي العربي الشوفيني وأصبح من التجارب الفاشلة وخارج التاريخ، وبعدما أوجدها الغرب الصليبي في المنزلة بين المنزلتين، فلا هو قبل بها كدولة أوروبية في الإتحاد الأوروبي، ولا هو أبقى لها على منزلة ومكانة وموقعا في محيطها العربي الإسلامي، وبعد ما تخلصت من قبضة الجيش الذي كان لأنصار الصهيونية نفوذ كبير عليه، وعندما تجاوز الصلف الصهيوني كل الحدود الإنسانية والأخلاقية والحضارية، وبعدما خرجت الصحوة الإسلامية من عنق الزجاجة وأصبحت الحركة الإسلامية، بالرغم من كل القيود والمعيقات والنقائص، تتصدر قيادة معركة التحرر والإستقلال الداخلي ضد الإستبداد، ومعركة التحرر الوطني ضد الإحتلال. بعد كل هذا وفي هذا الإطار الوطني والإقليمي والدولي، أصبح لتركيا الديمقراطية التي يدير فيها حزب ذو خلفية إسلامية الحركة الديمقراطية بعد أن فشلت العلمانية في إدارتها، وأدخل على البلاد إصلاحات لما أفسدته الحركة العلمانية، وحقق من النجاحات ما فشل في تحقيقها العلمانيون، وضع غير الذي كانت عليه، وهي تتطلع إلى موقع غير الذي كانت فيه، وإلى دور غير الذي كان لها حين كانت في مركز الخلافة التي استبد بها الظلم وأصبحت رمز الإستبداد والفساد، وحين أصبحت طورانية راعية للتتريك بعد انقلاب الإتحاد والترقي سنة 1909 على الخلافة مع المحافظة عليها شكلا تمهيدا لإسقاطها لاحقا، وحين أصبحت علمانية. فتركيا الديمقراطية هي التي بدأت بعد فشل العلمانية في إقامة حياة ديمقراطية. وقد تبين أن الحركة الإسلامية هي الأقدر على تنظيمها وتحقيق نجاحات فيها. لأن النظام الديمقراطي ليس نظام التداول السلمي على السلطة فقط، ولكنه إضافة إلى ذلك نظام انسجام بين السلطة والشعب على أساس مرجعية ثقافية أصيلة وانتماء تاريخي وحضاري، ونظام إصلاحات واسعة وشاملة تمس كل تفاصيل الحياة بالبلاد على أساس من المواطنة، يكون التنوع العرقي والثقافي والأثني أحد مظاهر الثراء فيها.   – الموقف العربي الرسمي والشعبي من المجزرة وكيف تعاطى معها: عندما يكون الحديث عن حدث ما أو قضية ما فإن أول ما يتبادر إلى الذهن عادة موقفان إثنان من ذلك: 1- الموقف الرسمي. 2- الموقف الشعبي. وإذا كان الموقف الرسمي عادة ما يكون في أنظمة الحكم الرشيد متطابقا للموقف الشعبي ومعبرا عنه في انسجام لا يخالطه ارتباك ولا انقسام، في إطار ما يكون متفقا عليه من منظومة القوانين المنظمة لمختلف أوجه الحياة المدنية، فإننا في الكثير من مناطق العالم الإسلامي، وخاصة في المنطقة العربية منه، عادة ما نكون استثناء لهذه القاعدة بحكم الطبيعة الفاسدة لنظام الحكم غير الممثل تمثيلا صحيحا وحقيقيا للشعوب، وبحكم عدم تحمل هذه الشعوب مسؤوليتها في فرض نظام الحكم الذي تريد وفق ما يتحقق لها من سيادة واستقلال وحرية وكرامة.ولذلك فإن الكل في الأصل مدان. فلا مكونات أنظمة الحكم استطاعت أن تقيم نظاما راشدا، ولا الشعوب استطاعت أن تزيح هذه المكونات لتعبر بذلك عن نفسها في إطار ما تريد تحقيقه من قواعد للحكم تكون منسجمة فيها مع نفسها، ويكون لها بها التمثيل المناسب في نظام الحكم. ولذلك فقد جاء الموقف الرسمي للنظام العربي من العربدة الصهيونية في حرض البحر الأبيض المتوسط التي تمت فيها عملية القرصنة المنظمة على أسطول الحرية المتجه إلى قطاع غزة لكسر الحصار الظالم المضروب عليها في مجمله بعيدا كالعادة عن تطلعات وآمال وطموحات جماهير الشعوب. وجاءت مواقف الشعوب متصادمة في ذلك مع المواقف الرسمية وفي الميدان مع أجهزة قمعها، لتجد نفسها في مواجهة مباشرة مع أنظمة وأجهزة قمع تماما كتلك التي يواجهها الشعب الفلسطيني في فلسطين المحتلة وتلك التي تواجهها قوافل الإغاثة لكسر الحصار، في تكامل للأدوار باتجاه ما يتحقق للكيان الصهيوني من مكاسب ومصالح، وما يزيد من معاناة الشعب الفلسطيني وشعوب أمة العرب والمسلمين إجمالا. والذي يجب أن يكون معلوما في نظري، أنه إضافة إلى طبيعة اليهود الصهاينة العدوانية العنصرية، فإن الذي أعطاهم هذه الجرأة النادرة إلى حد التهور في اقتراف أي جريمة في حق أي كان، هو النظام العربي الفاسد الخانع الذي لا جرأة له إلا على أبناء شعوبه، والنظام الغربي الذي اتخذ من الكيان الصهيوني الإبن المدلل له، بعد أن كان قد تورط في الكثير من أوجه الإساءة لليهود تاريخيا سواء في مناطقه أو خارجها، وبعد أن أوجد الظروف المناسبة للتخلص منهم ولرمينا بهم بعد أن عملوا بأسباب امتلاك القوة وجعل منهم الأقوى، وبعد ما عملنا ومازلنا نعمل بأسباب الضعف وجعل منا الأضعف. ولذلك فإن الموقف الرسمي العربي في مجمله قد جاء أقرب إلى الكيان الصهيوني والعدو الأمريكي منه إلى طموحات جماهير الشعوب، وإلى ما يكون في مصلحة القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني. فقد كان الموقف الرسمي العربي من خلال اجتماع وزراء الخارجية بمقر الجامعة العربية بمصر هزيلا كعادته وغير واضح وغير صريح بما فيه الكفاية. فلم يكن حاسما في كسر الحصار بعد كل الذي حصل ومازال يحصل من مجازر في حق الشعب الفلسطيني                    وما يعيشه من معانات، دفع كل ما يملك من أجل الخروج من هذا الوضع البالغ الرداءة، والذي كان النظام العربي المتخاذل والمتآمر الأكثر جهدا في فرضه عليه بطريقة مباشرة وعن طريق سلطة حركة فتح برام الله وعن طريق التحالف الصهيوني الأمريكي الغربي. فقد كان كل الذي يستطيع النظام العربي المعادي في مجمله، وفي الجانب الكبير منه للقضية الفلسطينية، والحريص على أن لا ينتهي حصار قطاع غزة، أن يتوجهوا لساداتهم وكبرائهم في أمريكا وفي العواصم الغربية وفي المنظمات الدولية ببعض الطلبات والمطالب وينتظرون الإجابة عنها، وحتى إذا اتخذوا بعض القرارات وهم من كانوا قد قرروا من قبل رفع الحصار عن قطاع غزة، فإنهم لم يفعلوا وهم من لا يستطيع أن يفعل ذلك إلا وفق مصادر الأمر والنهي التي هم الأشد إصغاء. وهاهم الآن وبعد الذي حصل يثيرون زوبعة من التنديد والشجب والإستنكار والرفض يطالبون بـ »رفع دعاوى أمام جهات التقاضي الوطنية والدولية المختصة وعلى رأسها محكمة العدل الدولية فيما يتعلق بالحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة « . وكأن ذلك كل الذي يستطيعون فعله، وليسوا ممن يشارك في هذا الحصار والطرف الأكثر نشاطا فيه والأكثر حرصا على استمراره. وإذا كانوا قد أصدروا بيانا لكسر الحصار الذي يقولون فيه أن الكيان الإسرائيلي هو الذي فرضه، ويلتزمون فيه  » بإيصال المعونات الطبية والأغذية ومواد البناء اللازمة لإعادة الإعمار وغيرها من الإحتياجات الضرورية للشعب الفلسطيني في القطاع بشتى الوسائل وتحميل إسرائيل المسؤولية الدولية المترتبة على التعرض للمعونات الإنسانية والإحتياجات الضرورية لإعادة الإعمار وعدم فتح جميع المعابر أمام حركة الأفراد والبضائع »، وليس مثل هذا البيان بجديد وليست المقررات التي وردت فيه بجديدة، فهي قديمة متجددة كان العرب قد أعلنوا عنها بعد الحرب على قطاع غزة، وهم من جدد مطالبتهم بذلك في قمة سرت بليبيا مع الدعوة إلى وقف جميع أشكال التطبيع، وهم من عودونا بأن تبقى قراراتهم حبرا على ورق، لا سيما وأنهم لم يحددوا في كل مرة أي آلية لتنفيذ هذه القرارات التي يعلمون منذ البداية أنهم لن ينفذوا منها شيئا، وهم من لا مسؤولية لهم في ما يحصل ولا دور لهم في ذلك. هذا العجز وهذه السلبية التي يتعامل ويتعاطى بها النظام الرسمي العربي مع القضايا العربية ومع القضية الفلسطينية التي أنهوا كل وجود مباشر لها في جل أوطان شعوب الأمة، هي التي جرأت علينا القوى الدولية ولم تعد تحسب لنا أي حساب. والأخطر منه في الحقيقة هو عدم تحمل الشعوب مسؤوليتها في الوقوف الجاد والدائم في وجه هذه الأنظمة لإراحة نفسها منها، لتجد نفسها وجها لوجه مع تلك القوى، وليكون الصراع معها مباشر من أجل فرض الذات وفرض الإحترام لنفسها إذا كانت تريد فعلا أن تكون محترمة.   عجبا لأمة تملك كل أسباب القوة ومقومات النهوض وهي مرتهنة لألد أعدائها، وتطلب حلول مشاكلها منهم، وتحتمي بهم منهم كالمستعيض بالرمضاء من النار، ويستقوى البعض من مكوناتها بهم على البعض الآخر. أمة تقف حتى بعض الجهات التي تبدو أكثر حيوية منها، وأكثر انتصارا لقضايا الأمة ولقضيتها الأولى فلسطين مواقف تتناقض مع تلك، ومصرة على إنهاء أي وجود وأي دور للقوى الوطنية الحية الجادة التي لا يريد نفس أولئك الأعداء أن توجد أو أن يكون لها دور، وهي التي تقدم هي الأخرى بدورها من الخدمات لهم ما لا يقل أهمية عما تقدمه غيرها من المكونات من تنازلات وإحباطات، ومن سلبية ومن تبعية ومن تواطؤ مع العدو، ومشاركة له في مزيد تشتيت صفوف الأمة وتقسيمها وإضعافها. فإذا كان العرب بين متخاذل وتابع وجاد، والجادون هم القليلون والقليلون جدا ولا يكادون يوجدون، فإن البعض منهم، وفي إطار المجاملات، يكتفي بالإشادة بمواقف البعض الآخر في بعض المسائل والمبادرات التي يستطيع في الحقيقة الكثير منهم أن يقوم بها أو أن يكون شريكا فيها ولكنه لا يفعل. وبذلك فقد كان من بين ما أنجزه وزراء الخارجية العرب أنهم أشادوا بموقف دولة قطر القاضي بتعهدها  » بتغطية جميع التكاليف الخاصة بالتحرك على المسارين القانوني والإعلامي « . قطر التي أصبحت مشاكل الكثير من الأنظمة العربية معها من أجل وقفتها الدائمة الحازمة والصريحة مع القضية الفلسطينية وضد حصار قطاع غزة. قطر الدولة الصغيرة الوحيدة التي سارعت عام 2006 إلى النزول بجنوب لبنان مباشرة بعد انتهاء الحرب الصهيونية عليه، لتكون طرفا مساهما في الإعمار وإعادة البناء. وهي التي عانت الأمرين من النظام المصري، خاصة قبل وأثناء وبعد الحصار والحرب على قطاع غزة، من أجل الدعم الكامل للشعب الفلسطيني هناك، واحتضان المقاومة. قطر التي كان أميرها المسؤول الوحيد في النظام العربي الذي يطير إلى أنقره لتعزية القيادة التركية في شهداء أسطول الحرية ودعمها في المواقف الحازمة في مواجهة الكيان الصهيوني ومشاركتها القوية في محاولات كسر الحصار. وفي النهاية، فإن أقصى ما استطاع مجلس وزراء الخارجية العرب فعله  في مقابل صدور قرار غير ملزم من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الذي أدان فيها عدوان الكيان الصهيوني على قافلة الحرية، والذي دعا فيه لتشكيل لجنة تقصى حقائق مستقلة للتحقيق في انتهاكات القانون الدولي عن الإعتداء الإسرائيلي على قافلة الحرية، والذي صوتت ضده أمريكا  » معتبرة أن إدانته إسرائيل لمهاجمتها سفن القافلة  » حكم متسرع « ، وبناء على موقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي وصف حادثة اعتداء العدو الصهيوني على أسطول الحرية بأنها  » مأساوية  » مع تأكيده على  » أن لدى تل أبيب  » مخاوف أمنية مشروعة  » بشأن قطاع غزة الذي تديره حركة المقاومة الإسلامية  » حماس « ومقابل تصريحات جوزيف بايدن نائب الرئيس الأمريكي في مقابلة تلفزيونية له قبل وقوع الجريمة أن  » لإسرائيل الحق الكامل في اعتراض وتفتيش السفن المتجهة إلى قطاع غزة « (1) أنهم رحلوا قرارا لإنهاء الحصار على قطاع غزة إلى مجلس الأمن، كما سبق أن رحلوا إليه قبل ذلك قرار وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب على قطاع غزة حيث القول الفصل فيه لحق النقض الأمريكي الملتزمة فيه أمريكا بعدم السماح بصدور أي قرار يدين الكيان الصهيوني مهما ارتكب من جرائم حرب ومن جرائم في حق الإنسانية ومهما كانت انتهاكاته للقانون الدولي باعتبار أن أمريكا فوق القانون ولا تريد إلا أن يظل الكيان الصهيوني كذلك دائما فوق القانون.         ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)  » العرب  » (يومية – قطر ) بتاريخ 04 جوان 2010)                           


تونس في :22/07/2010

سم الله الرحمان الرحيم

والصلاة والسلام على افضل المرسلين بقلم محمد العروسي الهاني كاتب تونسي الرسالة 843 الحلقة 19 التقرير الدامغ والحقائق المذهلة الرحلة التاريخية


عند يتصفح القارئ الكريم.. والمناضل الوطني.. والإعلامي الفاعل.. والمواطن الشاعر بالمسؤولية الوطنية.. والمسؤول المتبصر للقضايا المصيرية.. وخاصة حقوق الإنسان.. يدركون جميعا أهمية ما جاء في تقرير السيد ريتشارد فولك .. الذي تلاه يوم 07/06/2010 على منبر الأمم المتحدة بجنيف سويسرا.. عاصمة عصبة الأمم الثانية. والذي تناول بإطناب مسالة حقوق الإنسان في فلسطين والأراضي المحتلة عام 1967 والذي كان على غاية من الأهمية القصوى.. وذكر كل الواقع والأحداث والتطورات والتصريحات والاستنتاجات والتجاوزات والاعتداءات والرصاص.. و كان بحق تقريرا ضافيا شاملا معمقا.. ذا أبعاد عميقة.. يعطي صورة واضحة على التفكير العميق لأصحاب رسالة ثقافة حقوق الإنسان العالمي.. واعتقد أن التقرير يعتبر مرجع أساسي ووثيقة عمل هامة.. لا فقط لوضعية حقوق الإنسان في فلسطين فحسب.. بل هو أيضا تقرير شامل لكافة أقطار العالم.. ينبغي التمسك به.. والأخذ بعين الاعتبار بما جاء فيه.. والعمل على البحث عن آليات جديدة لمتابعة وتنفيذ كل جملة وردت في التقرير. وان حرصي على نشره كاملا يؤكد من جديد مدى تعلقنا بمبادئ وقيم الحرية وحقوق الإنسان حسب الميثاق العالمي لحقوق الانسان. والله ولي التوفيق بقية التقرير الجزء الرابع – باء خطة الأولويات الوطنية الإسرائيلية: 25هناك تطورات أخرى تشي بالنوايا الحقيقية لإسرائيل فيما يتعلق بمستقبل المستوطنات وهي تقوض مصداقية التجميد باعتباره مقدمة لانسحاب إسرائيل من الضفة الغربية على الأقل من الأراضي الواقعة خارج ما يسمى الكتل الاستيطانية. وفي هذا الصدد يعتبر اعتماد مجلس الوزراء الإسرائيلي بأكمله بـ 21 صوتا مقابل 5 لخطة تمويل المستوطنات في إطار « الأولويات الإقليمية الوطنية » إلى حدود ثلاثين مليون دولار لحولي 90 مستوطنة تؤوي 000 110 مستوطن موجود تطورا مثيرا للانزعاج. فليس لمثل هذا الاستثمار اي معنى اذا كانت اسرائيل تفكر في التخلي عن سيطرتها الحقيقية على الضفة الغربية بما ان هذه المستوطنات منتشرة على كامل الأرض المحتلة. وكما لاحظ المفاوض الفلسطيني المحترم صائب عريقات فان هذه التحركات كانت تثبت ان التجميد « خدعة » ويكشف اهداف اسرئيل الحقيقة. واكد مقرب من السيد نتنياهو في مجلس الوزراء وزير المالية يوفال شتاينيتس هذا القلق بالاشارة الى ان خطة الأولويات تظهر أن حكومة نتنياهو تواصل دعم المستوطنات بالرغم من التجميد وقد نشر انتقاد لاذع في هاآرتس يحمل توقيع زفي بارئيل : » تكمن الحماقة في الكيفية التي تجعل بها الخريطة الجديدة قرار تجميد البناء في المستوطنات باطلا… والهدف اذا هو انشاء فرص سكينة في المستوطنات وكذلك وقائع مريبة أخرى على الأرض وما يبدو أكثر تدميرا لتوقعات اعمال حق الفلسطينيين في تقرير المصير هو معاملة « المستوطنات الهامشية « السابقة كما لو كانت جزءا من كتل استيطانية وهو ما يجعل خطة الاولويات الاقليمية الوطنية توسيعا رئيسيا للمستوطنات الدائمة. لكن رئيس الوزراء رد بالاعلان انه ليس هناك شيء دائم حتى اختتام محادثات الوضع النهائي. وذكر ان السلطة الفلسطينية فكرت في الرد باصدار توجيه يحظر على الفلسطينيين العمل في مستوطنات الضفة الغربية.. الهجوم على مسجد حسن خضر: 26 لعل احد اسوا حوادث عنف اعلان التجميد هو احراق مسجد حسن خضر في قرية ياسوف جنوب نابلس ليلة 11 كانون الاول/ديسمبر 2009 لقد احرقت مكتبة المسجد واتلفت نسخ من القران واشياء مقدسة اخرى وكتبت على الجدران عبارات اكدت ان هذا ما يسمى « رد للصاع » عقابا للفلسطينيين بغية التعويض عن الاعباء التي فرضت على المستوطنين نتيجة التجميد. واوضح الحاخام يوسف اليتزور وهو من معهد تلمودي في المستوطنة يتزهار بوصفه مؤيدا للاحراق »اذا لم ينعم اليهود بالسكينة –فلن ينعم العرب بها ايضا واذا كسب العرب بسبب العنف ضد اليهود بسبب العنف ضد العرب. لكن الزعماء اليهود عموما بمن فيهم رئيس الوزراء والرئيس شجبوا الجريمة ضد المسجد ودعوا الى اجراء تحقيق ومعاقبة من اضرموا الحريق واذان العديد من الحاخاميين بمن فيهم حاخاميون من عدة مستوطنات مجاورةالجريمة واصفين اياها بانها تشويه للقيم اليهودية ومعلنين انه لا يجوز انتهاك حرمة الاماكن الدينية وانها خارج مجال الكفاح الوطني. وادلى روبرت سيري المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الاوسط بالتعليق التالي على الحادث « ان تدنيس مكان من اماكن العبادة امر مؤسف. وهذا الهجوم جزء من ظاهرة اوسع ومتواصلة لعنف المستوطنين ضد المدنيين الفلسطينيين واملاكهم واراضيهم ولا تبذل السلطات الاسرائيلية جهدا يذكر لانقاذ سيادة القانون على المتطرفين الععنيفين وهو ما يؤدي الى جو من الافلات من العقاب. وقد حدثت عشرات من حوادث « رد الصاع » الاخرى التي تسبب فيها التجميد طال فيها عنف المستوطنين الممتلكات والزراعات الفلسطينية ولا سيما لشجار الزيتون التي تعد السلطة القائمة بالاحتلال ملزمة بحمايتها كاحدى اولى الاولويات. وعلاوة على ذلك كانت ثمة مشاعر قلق فيما يتصل بعدم كفاية الحماية التي توفرها قوات الامن الاسرائيلية ومحدودية التحقيقات د) مستوطنات القدس الشرقية 27 مفاد الملاحظة الاولية هو الاحاطة علما بالمسعى الاصلي الرامي الى اقناع الحكومة الاسرائلية بوضع حظر مؤقت على كل النمو الاستيطاني بما في ذلك القدس الشرقية. وكان من شان ادراج القدس الشرقية فيه ان يثبت على الاقل بعض الانفتاح على السماح للفلسطينيين بالتطلع الى دولة عاصمتها القدس ويبدو ان الاصرار على النمو الطبيعي وخاصة عند ربطه بالتجميد في الضفة الغربية وتسريع معدل هدم البيوت وحالات الاخلاء وحرمان الفلسطينيين من حقوق الاقامة توحي بعدم رغبة اسرائيل في ادراج اي بند يتعلق بعاصمة فلسطينية في القدس في اي نهاية متفاوض بشانها للتراع. ويتعزز هذا الانطباع باعلان رئيس الوزراء نتنياهو انه سيكون على ديوانه وكذلك على السلطات البلدية ان يوافق من الان فصاعدا على اوامر الهدم وبطبيعة الحال يمكن ان يعني هذا ضبطا اكبر للنفس في المستقبل وسيكشف الزمن هذا. 28 ويحاجج الاسرائيليون بان اخلاء السكان الفلسطينيين يرمي الى استعادة منازل اليهود التي صودرت خلال الفترة 1948-1967 عندما كانت القدس الشرقية خاضعة لاحتلال وادارة الاردن. لكن عام 2009 شهد تجريد عدد من الفلسطينيين من حقوق الاقامة اكبر من اي سنة في الفترة الممتدة من 1967 الى 2007 وقد حرم خلال تلك السنة وفقا للارقام الاسرائيلية 4577 فلسطينيا من وضع المقيم. ويفسر الفلسطينيون هذا النمط السلوكي على انه مسعى الى تغيير التوازن الديمغرافي في القدس الشرقية من اجل تعزيز المزاعم الاسرائيلية في القدس برمتها. وهناك حاليا حوالي 200000 مستوطن يهودي في القدس الشرقية وهو ما يجعل فئتي السكان في القدس حوالي 65 في المائة من اليهود ‘500000’ مقاومة بنسبة 35 في المائة من الفلسطينيين (250000) . وقد اولى اهتمام لبيان وزارة خارجية الاتحاد الاوروبي بشان عملية السلام في الشرق الاوسط في اوائل كانون الاول/ديسمبر وبخاصة الفقرة المتعلقة بالقدس الشرقية وقد بدا في مسودة مبكرة جرى تسريبها واعدتها السويد تاييد تام لفكرة ان تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية في المستقبل وهو ما ازعج الحكومة الاسرائيلية. وبعد ضغوط كثيفةبدا البيان الوزاري النهائي للاتحاد الاوروبي اكثر التباسا حيث اختتم بعبارات عامة غامضة اذا كان لسلام حقيقي ان يقوم فيجب ان يتوصل عن طريق المفاوضات الى سبيل لحل وضع القدس كعاصمة مستقبلية للدولتين. وقد كان البيان اكثر دعما للفلسطينيين فيما يتصل بعمليات الهدم والاخلاء التي ادينت باعتبارها انتهاكات لحقوق الفلسطينيين الخاضعين للاحتلال وباعتبارها انتهاكات اسرائيلية للقانون الدولي. ويمتلك مجلس حقوق الانسان صلاحية الاصرار على انهاء اسرائيل لاحتلالها لكامل الارض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية وذلك كأسس لسلام عادل دائم وشامل. وكذلك بالنظر الى تقاعس اسرائيل المستمر عن القيام بواجباتهم القانونية بصفتها السلطة القائمة بالاحتلال كمايحددها القانون الانساني الدولي. رابعا المظاهرات ضد الجدار في الضفة الغربية 

يعد البناء المتواصل منذ عام 2002 لجدار الفصل في الارض الفلسطينية المحتلة كما اثبتت تقارير سابقة احد اوضح امثلة الطابع غير الشرعي للاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية حيث ينتهك انتهاكا مباشرا عدة حقوق اساسية من حقوق الانسان المكفولة للفلسطينيين ومنها الحق في تقرير المصير. وقد اكدت هذا التقييم فتوى لمحكمة العدل الدولية اعتمدت باربعة عشر صوتا مقابل صوت واحد ودعت اسرائيل الى هدم الجدار ودفع تعويضات الى الفلسطينيين الذين تضرروا بتشييده. وقد قبلت الجمعية العامة هذه الاستنتاجات باغلبية ساحقة من الاصوات ورفضتها اسرائيل مطلقا.

ولا عجب ان الفلسطينيين المقيمين في الضفة الغربية الذين تاثروا تاثرا مباشرا بالجدار حاولوا عرقلة تشييده والاعتراض عليه ومنعه في حدود الامكان معتمدين اساليب غير عنيفة بشكل كامل تقريبا. ولا تزال اعمال المقاومة هذه متواصلة في الوقت الحاضر. وقد اتهمت اسرائيل باستخدام القوة المفرطة حيث تسبب في ازهاق عدة ارواح وايقاع جروح في تعاملها مع المظاهرات والناشطين المناهضين للجدار الذين يوجد من بينهم فلسطينيون واسرائيليون ونشطاء سلام من بلدان اجنبية. وابلغ شهود ومجموعات حقوق الانسان عن استخدام الذخيرة الحية في عدة مناسبات وكذا الغازات المسيلة للدموع والرصاص المطاطي. وتتواصل المظاهرات الاسبوعية عند مواقع الجدار في قريتي بعلين ونعلين الفلسطينيين وفي كانون الاول/ديسمبر 2009 اعتقل عبل الله ابو رحمة استاذ التعليم الثانوي ومنسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بعلين من بيته في الساعة الثانية صباحا في حضور زوجته واطفاله بينما كانت تطوق بيته سبع سيارات جيب عسكري في عملية ترويع واذلال من المؤكد انها لم تكن تخدم اي هدف امني. وقد وجهت للسيد ابو رحمة تهمة امتلاك اسلحة بصفة غير قانونية اتضح ويا للعجب انها تجميع لقنابل الغاز المسيلة للدموع الاسرائيلية التي اطلقتها قوات الامن الاسرائيلية على المتظاهرين. وعلى هذا المنوال اعتقل في 16 كانون الاول /ديسمبر 2009 احد وجوه حقوق الانسان المحترمة دوليا قائد حملة اوقفوا الجدار المعروف بدعوته الى الاساليب غير العنيفة جمال جمعة ووجهت له تهمة جريمة »التحريض » . وتشي العبثية الواضحة لمثل هذه التهمة بقوة بنية اسرائيل في النيل من معنويات الحملة المناهضة للجدار عن طريق تجريم النشاط غير العنيف في مجال حقوق الانسان. وهو نمط سلوكي ينبغي ان يثير قلقا بالغا لدى مجلس حقوق الانسان. وقد نفذت قوات الامن الاسرائيلية غارات ليلية اخرى على النشطاء المناهضين للجدار في نابلس في عدة مناسبات في الاونة الاخيرة. والله ولي التوفيق . محمد العروسي الهاني 22022354 قال الله تعالى إن ينصركم الله فلا غالب لكم صدق الله العضيم     


العذاب ليس له طبقة 


الذي يسكن في أعماق الصحراء يشكو مر الشكوى لأنه لا يجد الماء الصالح للشرب. و ساكن البيوت الذي يجد الماء و النور و السخان و التكييف و التليفون و التليفيزيون لو استمعت إليه لوجدته يشكو مر الشكوى هو الآخر من سوء الهضم و السكر و الضغط و المليونير ساكن باريس الذي يجد كل ما يحلم به، يشكو الكآبة و الخوف من الأماكن المغلقة و الوسواس و الأرق و القلق. و الذي أعطاه الله الصحة و المال و الزوجة الجميلة لا يعرف طعم الراحة. و الرجل الناجح المشهور النجم الذي حالفه الحظ في كل شيء و انتصر في كل معركة لم يستطع أن ينتصر على ضعفه و خضوعه للمخدر فأدمن الكوكايين و انتهى إلى الدمار. و الملك الذي يملك الأقدار و المصائر و الرقاب تراه عبدا لشهوته خادما لأطماعه ذليلا لنزواته. . كلنا نخرج من الدنيا بحظوظ متقاربة برغم ما يبدو في الظاهر من بعد الفوارق. و برغم غنى الأغنياء و فقر الفقراء فمحصولهم النهائي من السعادة و الشقاء الدنيوي متقارب. فالله يأخذ بقدر ما يعطي و يعوض بقدر ما يحرم و ييسر بقدر ما يعسر.. و لو دخل كل منا قلب الآخر لأشفق عليه و لرأى عدل الموازين الباطنية برغم اختلال الموازين الظاهرية.. و لما شعر بحسد و لا بحقد و لا بزهو و لا بغرور. إنما هذه القصور و الجواهر و الحلي و اللآلئ مجرد ديكور خارجي من ورق اللعب.. و في داخل القلوب التي ترقد فيها تسكن الحسرات و الآهات الملتاعة. و الحاسدون و الحاقدون و المغترون و الفرحون مخدوعون في الظواهر غافلون عن الحقائق. و لو أدرك السارق هذا الإدراك لما سرق و لو أدركه القاتل لما قتل و لو عرفه الكذاب لما كذب. و لو علمناه حق العلم لطلبنا الدنيا بعزة الأنفس و لسعينا في العيش بالضمير و لتعاشرنا بالفضيلة فلا غالب في الدنيا و لا مغلوب في الحقيقة و الحظوظ كما قلنا متقاربة في باطن الأمر و محصولنا من الشقاء و السعادة متقارب برغم الفوارق الظاهرة بين الطبقات.. فالعذاب ليس له طبقة و إنما هو قاسم مشترك بين الكل.. يتجرع منه كل واحد كأسا وافية ثم في النهاية تتساوى الكؤوس برغم اختلاف المناظر و تباين الدرجات و الهيئات و ليس اختلاف نفوسنا هو اختلاف سعادة و شقاء و إنما اختلاف مواقف.. فهناك نفس تعلو على شقائها و تتجاوزه و ترى فيه الحكمة و العبرة و تلك نفوس مستنيرة ترى العدل و الجمال في كل شيء و تحب الخالق في كل أفعاله.. و هناك نفوس تمضغ شقاءها و تجتره و تحوله إلى حقد أسود و حسد أكال.. و تلك هي النفوس المظلمة الكافرة بخالقها المتمردة على أفعاله. و كل نفس تمهد بموقفها لمصيرها النهائي في العالم الآخر.. حيث يكون الشقاء الحقيقي.. أو السعادة الحقيقية.. فأهل الرضا إلى النعيم و أهل الحقد إلى الجحيم. أما الدنيا فليس فيها نعيم و لا جحيم إلا بحكم الظاهر فقط بينما في الحقيقة تتساوى الكؤوس التي يتجرعها الكل.. و الكل في تعب. إنما الدنيا امتحان لإبراز المواقف.. فما اختلفت النفوس إلا بمواقفها و ما تفاضلت إلا بمواقفها. و ليس بالشقاء و النعيم اختلفت و لا بالحظوظ المتفاوتة تفاضلت و لا بما يبدو على الوجوه من ضحك و بكاء تنوعت. فذلك هو المسرح الظاهر الخادع. و تلك هي لبسة الديكور و الثياب التنكرية التي يرتديها الأبطال حيث يبدو أحدنا ملكاو الآخر صعلوكا و حيث يتفاوت أمامنا المتخم و المحروم. أما وراء الكواليس. أما على مسرح القلوب. أما في كوامن الأسرار و على مسرح الحق و الحقيقة.. فلا يوجد ظالم و لا مظلوم و لا متخم و لا محروم.. و إنما عدل مطلق و استحقاق نزيه يجري على سنن ثابتة لا تتخلف حيث يمد الله يد السلوى الخفية يحنو بها على المحروم و ينير بها ضمائر العميان و يلاطف أهل المسكنة و يؤنس الأيتام و المتوحدين في الخلوات و يعوض الصابرين حلاوة في قلوبهم.. ثم يميل بيد القبض و الخفض فيطمس على بصائر المترفين و يوهن قلوب المتخمين و يؤرق عيون الظالمين و يرهل أبدان المسرفين.. و تلك هي الرياح الخفية المنذرة التي تهب من الجحيم و النسمات المبشرة التي تأتي من الجنة.. و المقدمات التي تسبق اليوم الموعود.. يوم تنكشف الأستار و تهتك الحجب و تفترق المصائر إلى شقاء حق و إلى نعيم حق.. يوم لا تنفع معذرة.. و لا تجدي تذكرة. و أهل الحكمة في راحة لأنهم أدركوا هذا بعقولهم و أهل الله في راحة لأنهم أسلموا إلى الله في ثقة و قبلوا ما يجريه عليهم و رأوا في أفعاله عدلا مطلقا دون أن يتعبوا عقولهم فأراحو عقولهم أيضا، فجمعوا لأنفسهم بين الراحتين راحة القلب و راحة العقل فأثمرت الراحتان راحة ثالثة هي راحة البدن.. بينما شقى أصحاب العقول بمجادلاتهم. أما أهل الغفلة و هم الأغلبية الغالبة فمازالوا يقتل بعضهم بعضا من أجل اللقمة و المرأة و الدرهم و فدان الأرض، ثم لا يجمعون شيئا إلا مزيدا من الهموم و أحمالا من الخطايا و ظمأً لا يرتوي و جوعا لا يشبع. فانظر من أي طائفة من هؤلاء أنت.. و اغلق عليك بابك و ابك على خطيئتك.   (من روائع دكتور مصطفى محمود رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وغفر له)

مواقع ومنتديات


صحف إسرائيل وصحة مبارك


ركزت صحيفتا « هآرتس » و »إسرائيل اليوم » الإسرائيليتان في مقالين نشرا اليوم على حقيقة صحة الرئيس المصري حسني مبارك والسياسة المصرية بعده. وقال الكاتب تسفي بارئيل في مقال نشرته صحيفة هآرتس بعنوان « مصر مبارك » إن شائعة مرض مبارك ليست حديثة « بل تعود إلى عام 2007 حين أشرف رئيس مصر مبارك على الموت ». وأضاف أنه « حتى في 2003 أيضا عندما انهار أثناء خطبة في مجلس الشعب، صدرت شائعة بأن مبارك فارق الحياة.. حبس رجال الأمن أعضاء مجلس الشعب في القاعة، ولم يدعوا أحدا يخرج حتى أعاده طبيبه إلى الحياة ».   واستذكر الكاتب أيضا الحكم بستة أشهر سجنا على إبراهيم عيسى، محرر الصحيفة المصرية « الدستور »، في 2007 « عقابا على نشره أنباء عن مرض مبارك ». وقال بارئيل إن « تهمته كانت نشر أنباء لا تضر بالرئيس فقط بل بأمن مصر الاقتصادي أيضا، وقد قرر المدعي العام أن النبأ أحدث انخفاضا في البورصة وخسارة استثمارات بلغت نحوا من 350 مليون جنيه مصري ».     الشائعات عادت واعتبر الكاتب أن « الشائعات عادت الآن.. وتتراوح التخمينات بين سرطان الكبد إلى سرطان القلب أو سرطان الرئة، وبين الكآبة السريرية، ومشكلات في الدورة الدموية والسكري ». وتابع -نقلا عن صحيفة واشنطن تايمز الأميركية- « نحن نعلم أنه يحتضر، لكنك بالمناسبة تستطيع الاحتضار زمنا طويلا.. انظروا مثلا فيدل كاسترو ». وتحدث عن فرضية موت مبارك ذات يوم. وقال « ليس مصدر الخوف موت الزعيم، بل هوية الوارث، وأكثر من ذلك جوهر الميراث ». وأشار إلى أن « مبارك سئل قبل بضعة أسابيع من سيكون الرئيس القادم ». وكان جوابه « الله وحده يعلم ».. أي أنه ما زال لم يخرج من السباق، وإن لم يعلن بصراحة أنه ينوي المنافسة. وقال في مناسبة أخرى إنه « ينوي أن يخدم الدولة حتى يومه الأخير ». من سيخلفه وبشأن الجواب عن سؤال من سيخلف مبارك، قال بارئيل إنه « يعد منذ أكثر من خمس سنين ابنه جمال ليكون رئيسا. وقد رفعه لمنصب رئيس لجنة السياسة في الحزب الحاكم، وأخذه في جولات خارج البلاد، وعرفه على رئيس الولايات المتحدة، وأشار عليه بمن يواصل في مصر ليحيط نفسه بالساسة ورجال الأعمال الذين سيقفون لجانبه ». وأشار إلى أن جمال « امتنع حتى الآن عن المس بموضوعين، العلاقات بين مصر والدول العربية، والصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وتصريحاته في هذه الشؤون نادرة ». وبشأن أي منافسة قد يتعرض لها جمال، قال إنه « لا يوجد خصوم حقيقيون له.. إن تعديل الدستور الذي قام به والده في 2007 قد أقام سورا حصينا أمام كل مرشح ليس من الحزب الحاكم ». الخطر الحقيقي وفي مقال آخر بصحيفة إسرائيل اليوم، قال يعقوب احيمئير إنه « في دولة طبيعة النظام فيها كطبيعة النظام المصري، فإن كل شائعة عن الحالة الصحية لزعيم الدولة من شأنها أن تؤدي لهزة في درجة الاضطراب.. وهذا هو الخطر الحقيقي المحدق باستقرار النظام في مصر، الانشغال بالحالة الصحية للزعيم ». وأضاف في المقال الذي كتبه تحت عنوان « من يحافظ على مبارك؟ » أنه « سواء كانت حالة مبارك الصحية سليمة أم لا، فإن عليه أن يضمن أن من يأتي بعده هو « رجله »، ومن الأفضل ابنه جمال، دون وقوع هزة ». واعتبر أن « طلب مصر من إسرائيل أن تكف وسائل الإعلام فيها عن الانشغال بالحالة الصحية لمبارك ليس معقولا.. فقد وجدت في الماضي طلبات ذات طابع مشابه، ولكنها تدفقت في الاتجاه المعاكس، من إسرائيل لمصر ». وتساءل الكاتب في ختام مقاله « لا أعرف ما هي حالة الرئيس المصري، ولكن إذا كان كذلك فليس غنيا عن البيان حقا أن نتمنى لمبارك الصحة الطيبة، وأن نتمنى لقاءً استثنائيا بينه وبين رئيس وزراء إسرائيل. ولكن ليس في شرم الشيخ بل في إسرائيل ». المصدر:الصحافة الإسرائيلية (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 26 جويلة  2010)


حققوا مصالحة مع ‘الوفد’ ويقودون الجمعية الوطنية الى ‘المليون توقيع’ من اجل التغيير مصر: ‘الاخوان’ ينشطون الحراك السياسي تمهيدا لـ’انتخابات الحسم’


7/26/2010 لندن ـ ‘القدس العربي’ ـ من خالد الشامي: كثفت جماعة ‘الاخوان المسلمين’ نشاطها السياسي مؤخرا في استعداد واضح لخوض انتخابات مجلس الشعب المقررة في اواخر شهر تشرين الاول/اكتوبر المقبل، والتي يعتبرها مراقبون الاكثر اهمية في تاريخ مصر منذ عقود. ونجح ‘الاخوان’ في تكريس مصالحة مع حزب الوفد الليبرالي، بينما يقودون الجمعية الوطنية للتغيير التي ‘يرعاها’ الدكتور محمد البرادعي الى تحقيق حلم ‘المليون توقيع’ الذي كان بدا اقرب الى الوهم قبل ان يلقوا بثقلهم في حملة جمع التوقيعات مؤخرا. واستقبل الدكتور محمد بديع، المرشد العام للجماعة امس الاحد، الدكتور السيد البدوي، رئيس حزب الوفد، في بادرة على زيادة التقارب بين الجماعة التي تعتبر اكبر القوى السياسية في مصر وحزب الوفد وهو الاعرق على الساحة السياسية. وهذه اول زيارة يقوم بها الرئيس الجديد للوفد الى اي تيار سياسي منذ انتخابه الشهر الماضي. وكان الاخوان تحالفوا مع الوفــــد في اول انتخابات برلمــــانية خاضوها عام 1984، وتمكنوا من حصد 36 مقـــعدا في البرلمان، إلا أن الجماعة والحزب نفيا أن تكون هناك نية للتحالف فيما بينهما خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة. وقال بيان صادر عن الإخوان إن بديع والبدوي أكدا على ضرورة أن تتفق كل الأحزاب والقوى السياسية على القواسم المشتركة فيما بينها وأن تتعاون من أجل حل مشاكل مصر المتفاقمة، كما اتفقا على أن ‘الإسلام لا يعرف الحكومة الدينية لأن الحكومة الإسلامية بطبيعتها حكومة مدنية، كما أن العلاقة الطيبة بين المسلمين وبين المسيحيين دائما يسودها روح البر والقسط والعدل وضرورة التصدي لمن يريد أن يزرع أي فتنة في مصر وأن الشريعة الإسلامية تحمي حقوق كل المواطنين مسلمين ومسيحيين رجالا ونساء’ كما جاء في نص البيان. وكان بديع قد قام بزيارة لحزب الوفد في وقت سابق لتهنئة الدكتور السيد البدوي بفوزه كرئيس لحزب الوفد. وأضاف البيان أن اللقاء لم يتطرق إلى الانتخابات القادمة حيث أن المؤسسات العليا فى جماعة الإخوان المسلمين وحزب الوفد لم يحسما بعد قرار المشاركة حتى الآن. الا ان مصادر اكدت لـ’القدس العربي’ ان الجماعة والحزب قررا خوض الانتخابات المقبلة، وانهما يبحثان حاليا التنسيق فيما بينهما بشأن توزيع الدوائر الانتخابية لتحقيق افضل نتائج في مواجهة الحزب الحاكم. ورأى مراقبون ان ‘الاخوان’ نجحوا في فرض وجودهم على الساحة السياسية بعد ان اصبحوا العنصر الاكثر فعالية داخل الجمعية الوطنية للتغيير بجمع مائة وستة وسبعين الف توقيع (حتى مساء امس) على بيان المطالب السبعة للتغيير خلال نحو اسبوعين ونصف الاسبوع، ليزيد العدد الكلي على التوقيعات لاول مرة على الربع مليون. وكان الدكتور البرادعي اشترط وجود مليون توقيع على الاقل ليقود الحراك من اجل التغيير. واعتبروا ان نجاح الاخوان في تحقيق علاقات جيدة مع الوفد والبرادعي رغم ما بينهما من خصومة سياسية، يذكر بما تتمتع به الجماعة من براغماتية فضلا عن وجود شعبي. ويمثل نزول شباب الاخوان الى الشوارع لجمع التوقيعات عبر حملة ‘طرق الابواب’ تصعيدا سياسيا لا يخلو من مجازفة امنية بالنسبة لجماعة تعتبرها الحكومة محظورة رسميا في رأي البعض، بينما يراه اخرون تحركا متأخرا من جانب الاخوان يظهر الصعوبة والحذر المبالغ فيه عند اتخاذ القرارات داخل الجماعة. وعزا مراقبون تحرك الجماعة الى مخاوف حقيقية من اتجاه النظام الى حرمانها من وجود سياسي فعال في البرلمان المقبل، تمهيدا لاجراءات امنية اشد قسوة تتزامن مع الانتخابات التي يعتقد انها ستكشف عن نوايا النظام حول مستقبل الحكم في البلاد. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 26 جويلة  2010)


كشفت مقتل مئات المدنيين الأفغان وثائق سرية تفضح « الفشل » بأفغانستان


كشف موقع إلكتروني أميركي متخصص وثائق عسكرية سرية أظهرت « صورة مدمرة » لما وصف « بالحرب الفاشلة في أفغانستان »، كما كشفت المستندات أن قوات التحالف الدولي قتلت مئات من المدنيين الأفغان في حوادث لم يبلغ عنها. وأدانت واشنطن نشر تلك الوثائق، في حين رفضت باكستان التلميح لعلاقتها بحركة طالبان الأفغانية. وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن المستندات -ويتجاوز عددها تسعين ألف وثيقة- حصلت عليها من موقع « ويكيليكس » المتخصص في تسريب المعلومات والتقارير السرية. وأفادت بأن هذه الملفات -التي حصلت عليها أيضا صحيفة ذي غارديان البريطانية ودير شبيغل الأسبوعية الألمانية- تظهر أن باكستان تسمح لعناصر من مخابراتها بالتعاطي مباشرة مع حركة طالبان في أفغانستان.  وذكر موقع صحيفة ذي غارديان مساء الأحد أن عددا كبيرا من الملفات أظهرت صورة مدمرة لما وصفته بالحرب الفاشلة في أفغانستان. كما كشفت أن قوات التحالف قتلت مئات من المدنيين في أفغانستان في عدد من الحوادث لم يتم الإبلاغ عنها. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الملفات تعد واحدة من أكبر التسريبات في تاريخ الجيش الأميركي. ويأتي الكشف عن تلك المعلومات عبر أكثر من 90 ألف وثيقة تتناول حوادث وتقارير استخباراتية تتعلق بالصراع الدائر في أفغانستان خلال السنوات الست الماضية. وتذكر الوثائق بصورة مفصلة عمليات القتال بين يناير/كانون الثاني 2004 وحتى ديسمبر/كانون الثاني 2009 والتي أودت بحياة ما يربو على 320 جنديا من القوات البريطانية وأكثر من ألف جندي أميركي. قوة طالبان كما أوضحت الوثائق وجود زيادة كبيرة في الهجمات التي تشنها طالبان على قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو)، علاوة على مخاوف قادة الحلف من قيام باكستان وإيران المجاورتين لأفغانستان بإذكاء ما وصفته بالتمرد في البلاد. وقالت نيويورك تايمز إن هذه المستندات « توحي بأن باكستان -وهي حليف حقيقي للولايات المتحدة- تسمح لعناصر في جهاز استخباراتها بالتعاطي مباشرة مع طالبان ». ووصفت الصحيفة هذه الاتصالات بأنها « جلسات إستراتيجية سرية »، وأن هذه الاستخبارات « تنظم شبكات لمجموعات مقاتلين يحاربون الجنود الأميركيين في أفغانستان، حتى أنها تحضر مؤامرات تهدف إلى اغتيال قادة أفغان ». تنديد أميركي وسارع مستشار الأمن القومي الأميركي جيمس جونز إلى إدانة نشر هذه الوثائق، وقال إن « الولايات المتحدة تدين بشدة نشر معلومات سرية من جانب أشخاص ومنظمات بإمكانها وضع حياة الأميركيين وحلفائنا في خطر، وتهديد أمننا القومي ». وأضاف جونز في بيان أن موقع ويكيليكس « لم يحاول الاتصال بنا بشأن هذه المستندات، إذ لم تعلم الولايات المتحدة بوجود هذه المستندات (السرية) إلا عبر الصحافة ». وأكد أن « هذه التسريبات غير المسؤولة لن يكون لها أي تأثير على التزامنا  الحالي الرامي إلى تعزيز تحالفنا مع أفغانستان وباكستان، للتغلب على أعدائنا  المشتركين، ودعم تطلعات الأفغان والباكستانيين ». باكستان تنفي ومن جهته وصف السفير الباكستاني في الولايات المتحدة حسين حقاني نشر المستندات السرية بأنه « غير مسؤول »، وشدد على أن بلاده ملتزمة بالكامل بمكافحة المسلحين الإسلاميين. وقال إن هذه المستندات تضمنت معلومات غير دقيقة، مضيفا أنها « لا تعكس الواقع على الأرض ». وقال حقاني في بيان إن « هذه التقارير لا تعكس شيئا أكثر من تعليقات صادرة عن مصدر واحد وعن إشاعات، وهي كثيرة على جانبي الحدود وتبين أنها خاطئة بعد دراستها بشكل أعمق ». وأشار السفير الباكستاني إلى أن حكومة بلاده « تتبع إستراتيجية محددة بوضوح، من خلال محاربة وتهميش الإرهابيين. وأجهزة استخباراتنا المدنية والعسكرية  تتبع هذه السياسة ». يشار إلى أن قتل المدنيين الأفغان جراء عمليات الناتو تكرر مرارا منذ بداية الحرب على أفغانستان عام 2001. كما ترددت أنباء عن تدخل باكستاني في أفغانستان، ففي وقت سابق من هذا الشهر نشرت كلية لندن لعلم الاقتصاد تقريرا أشار إلى أن تأييد طالبان كان « سياسة رسمية » للمخابرات العسكرية الباكستانية، غير أن إسلام آباد نفت بشدة ذلك الزعم. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 26 جويلة  2010)


ساركوزي يتعهد بالانتقام لمقتل الرهينة


تعهد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بمعاقبة مقاتلي القاعدة على قتل الرهينة الفرنسي الذي كان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي يحتجزه في شمال النيجر منذ أبريل/نيسان الماضي، واعتبر أن قتله سيحث الفرنسيين أكثر على « محاربة الإرهاب ». وندد ساركوزي بما وصفها بالجريمة والعمل الهمجي، وقال إن مقتل الرهينة لن يمر دون عقاب. كما ناشد الفرنسيين تفادي السفر إلى مالي والنيجر وموريتانيا. وجاءت تصريحات ساركوزي في بيان تلاه بعيد اجتماع استثنائي لمجلس الدفاع والأمن كان قد دعا إليه أمس، بعد فشل العملية العسكرية الفرنسية الموريتانية ضد القاعدة في شمال مالي. وكان تنظيم القاعدة أعلن مساء أمس الأحد في تسجيل صوتي منسوب إليه بثته الجزيرة أنه قتل الرهينة الفرنسي ميشال جرمانو (78 عاماً) السبت، أي قبل يومين من انتهاء المهلة التي حددها لإعدامه. وأكد أنه قتله انتقاما لمقتل ستة من أعضاء التنظيم قرب الحدود الموريتانية مع مالي في ما وصفها بـ »العملية العسكرية الدنيئة »، وقال إن الرئيس الفرنسي « عجز عن أن يحرر مواطنه بهذه العملية الفاشلة، لكنه فتح على نفسه وشعبه أحد أبواب جهنم ». وقد أكد ساركوزي اليوم أنه كان « من واجب » الحكومة الفرنسية المشاركة في العملية، مشيراً إلى أن الحكومة الفرنسية « استنفدت كل الطرق.. لتحرير الرهينة »، وكشف أن الخاطفين لم يدخلوا في أي حوار مع السلطات الفرنسية لمحاولة حل المشكلة. وأضاف أن فرنسا لم تتلق أي إشارة منذ مايو/أيار الماضي تدل على أن جرمانو مازال على قيد الحياة، وأنها تدخلت بعد أن هدد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي يوم 11 يوليو/تموز الجاري بقتله خلال أسبوعين ما لم ترتب باريس مبادلة سجناء. وكان جرمانو -وهو مهندس متقاعد- قد تعرض للاختطاف بشمال النيجر في 20 أبريل/نيسان الماضي، حيث كان يعمل مع منظمة مساعدات في منطقة الساحل. وكان وزير الداخلية الموريتاني محمد ولد أبيليل أعلن الجمعة أن الجيش الموريتاني قتل ستة من عناصر تنظيم القاعدة، في عملية نفذها الخميس ضد معاقل التنظيم قرب الحدود الموريتانية مع مالي. وأشار إلى الدعم الفرنسي في هذه العملية، قائلا إنه كان يتعلق بالمجال الاستخباري فقط، ورفض ضمنيا ما تردد من أن للعملية علاقة بتحرير جرمانو، وهو ما نقضته تصريحات ساركوزي الأخيرة. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 26 جويلة  2010)


 شافيز بعد قطعه العلاقات مع كولومبيا: يبحثون عن ذريعة لغزونا نفى إيواءه المتمردين.. ودعا لتفادي حرب «قد تدوم مائة عام»


كراكاس – لندن: «الشرق الأوسط»

رفض الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز اتهامات كولومبيا لبلاده بإيواء متمردين كولومبيين يساريين ووصف الأمر بأنه «خدعة» وذريعة لغزو محتمل بمساندة أميركية لبلده المنتج للنفط. وبعد يوم من قراره المفاجئ بقطع العلاقات مع كولومبيا، حليف الولايات المتحدة، بسبب تلك الاتهامات، أدان الزعيم اليساري حكومة الرئيس الكولومبي المنتهية ولايته الفارو اوريبي ووصفها بأنها «أداة للإمبريالية الأميركية». وقال شافيز الليلة قبل الماضية خلال اجتماع لنقابات عمالية في كراكاس، إن الولايات المتحدة تستهدف نظام حكمه. وأضاف قائلا «الآن كولومبيا قاعدة كبيرة جدا للأميركيين» مشيرا إلى اتفاقية تم التوصل إليها العام الماضي تسمح للقوات الأميركية باستخدام قواعد عسكرية كولومبية وهي اتفاقية يقول شافيز إنها تشكل تهديدا مباشرا لبلاده. وجدد شافيز رفض حكومته للاتهامات الكولومبية وللصور وتسجيلات الفيديو والخرائط التي قدمتها بوغوتا إلى منظمة الدول الأميركية لدعم اتهاماتها بأن متمردين كولومبيين ينشطون انطلاقا من معسكرات داخل فنزويلا. وقال «كل هذه الخدعة التي تقول بأنه يوجد هنا في فنزويلا آلاف الإرهابيين. هذا الكذب ذريعة مثالية لمحاولة لغزو فنزويلا». وأضاف قائلا إن مثل هذا الهجوم سيثير «حربا لمائة عام. فليقنا الله شر مثل هذه الحرب». ومضى قائلا: «نحن نريد السلام في كولومبيا ونريد السلام فيما بيننا». بل إنه دعا حركة التمرد الماركسية في كولومبيا التي مضى عليها أكثر من أربعة عقود إلى «إعادة النظر في إستراتيجيتها المسلحة». وقال: «لا أعتقد أن الظروف في كولومبيا مهيأة لهم (المتمردين) للسيطرة على السلطة في فتره زمنية منظورة»، مشيرا إلى أن متمردين يساريين سابقين آخرين في أميركا اللاتينية تحولوا إلى سياسيين وفازوا في الانتخابات. وشددت الحكومة الكولومبية على ضرورة حل «المشكلة الأساسية» مع فنزويلا، غداة إعلان قطع العلاقات الثنائية. وقال وزير الخارجية الكولومبي خايمي برموديز «فليكن واضحا جدا: يجب أن يكون هناك أداة أو آلية معينة لحل المشكلة الأساسية وأن يكون هناك تعاون فعال في محاربة الإرهاب وتفكيك هذه الجماعات». وأكد برموديز أيضا أن السلطات الفنزويلية لم ترد على اقتراح كولومبي لإرسال وفد إلى منظمة الدول الأميركية للتحقق من وجود عناصر من حركة التمرد الكولومبية في فنزويلا. وأوضح أن «كولومبيا تعتبر أن المشكلة الأساسية لم تلق ردا. وعلى اتهامات واضحة وجهتها كولومبيا ردت فنزويلا بقطع العلاقات الدبلوماسية» بين البلدين. وإزاء مقترحات وساطة عديدة لمسؤولين إقليميين أكد الوزير الكولومبي أن بلاده «منفتحة دوما على الحوار». وفي وقت سابق حثت الولايات المتحدة شافيز على الرد بجدية على اتهامات بوغوتا بأن فنزويلا تؤوي متمردين كولومبيين. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي للصحافيين في واشنطن إن مما يؤسف له ألا تسمح فنزويلا للجنة دولية بالتحقيق في الاتهامات الكولومبية مثلما طلبت بوغوتا في منظمة الدول الأميركية. وأضاف كراولي قائلا «كان ردا فظا من فنزويلا أن تقطع العلاقات مع كولومبيا». وقال إن الحكومة الأميركية تأمل في رد أكثر «إيجابية» من كراكاس. (المصدر: صحيفة « الشرق الأوسط » (يومية – لندن) الصادرة يوم 26 جويلية  2010)

 

 

 

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.