الاثنين، 25 أغسطس 2008

Home – Accueil

TUNISNEWS
8 ème année,N°3016 du 25.08.2008
 archives : www.tunisnews.net 


الشهيد مقداد بن عبد الله الخليفي يزف بين أحضان أهله وثرى أرضه في سبيطلة

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: تواصل حملة الإختطافات بمدينة بنزرت..!

حــرية و إنـصاف: حول ترحيل المواطنة الموريتانية  سلمنا السيد الحسين محمد الصالح الزريبي رسالة ننشر فيما يلي محتواها

سفيان الشورابي: حجب مدونة الكترونية

والمرصد الوطني : مصادرة بطاقة هوية الصحفي سليم بوخذير :  بيان إعلامي

العريضة الوطنية لمساندة نقابيي التعليم العالي و الثانوي و الأساسي المحالين على مجالس التأديب لأسباب نقابية : تحيين عدد 2

‘الشرق الأوسط’ تونس:احتجاجاً على «الأحكام القاسية :  مئات الموقوفين بشبهة الإرهاب يشنون إضراباً عن الطعام

إيلاف ترصد ردود الفعل المستاءة من حجب الشبكة الإجتماعية الشهيرة

معز الجماعي : مشاهد من معاناة أهالي ولاية قابس (1)

الصباح الأسبوعي: رسمي حنبعل الفردوس تبدأ بثها ليلة رمضان

الصباح الأسبوعي: شعائر: رغم أن عمر الهلال سيكون في حدود الـ 22 ساعة الرؤية غـير ممكنة علميّا هذا الأحد

الصباح الاسبوعي: في استبيان لألف أسرة:83,5% المال هو العنصر الهام للحوار داخل الأسرة:46% الخلافات بين الأزواج سببها المال

الصباح الاسبوعي: جريمة مزدوجة بشعة وغامضة هزّت شمال إيطاليا

الصباح الاسبوعي: مـن إيطـاليــا لوكا: تونسي عمره 39 سنة يعيش بـ43 هوية «مضروبة»

الصباح الاسبوعي: منفى اختفاء مهاجر تونسي في ظروف مسترابة

رويترز: الجزائريون في تونس.. سياح بمزاج خاص جدا

عبد السّلام بو شدّاخ :حوار الطرشان وصمت الأموات بين السلطة والمعارضة

يوسف الأخضر: تطوير خطاب الحركة الاسلامية في تونس

د. خــالد الطــراولي : معـارض عادي في عطلة عـادية !

محمد الحمروني : تبعد عن تونس العاصمة 20 كيلومتراً قرية سيدي أبي سعيد.. درة المـتوسط وقبلة «المريدين»

د. الضاوى خوالدية: كما تكون الثقافة تكون التنمية

الهادي المثلوثي: التطبيع جريمة ولا بد من محاكمة شعبية للمطبعين

محمد العروسي الهاني : في الصميم

محمّد العادل: العرب.. ومرحلة تآكل الأوطان

توفيق المديني : باكستان تدخل مرحلة الزوابع الخطرة

قدس برس: إخوان مصر يرشحون أقباط ويساريين على قائمتهم لانتخابات المحامين

خالد الحروب : الإسلاميون العرب والمسألة العلمانية *


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To readarabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


سماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم  وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين 

 

21- هشام بنور

22- منير غيث

23- بشير رمضان

24- فتحي العلج 

 

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- الصادق العكاري

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش

6-منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8-عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1-الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش


تصحيح واعتذار

ترسب خطأ في نشريتنا بتاريخ 24 أوت 2008 حيث نسب مقال (

سجناء «التيار السلفي» يواصلون الإضراب وحقوقيون يهاجمون قانون «مكافحة الإرهاب».إلى جريدة الصباح كمصدر للخبر عوض عن جريدة العرب القطرية ونحن إذ تفادينا الأمر بالتصحيح فإننا نعتذر لجريدة العرب القطرية ولكاتب المقال الصحفي محمد الحمروني ولجريدة الصباح عن هذا السهو الغير متعمد.

فريق تونس نيوز


الشهيد مقداد بن عبد الله الخليفي يزف  بين أحضان أهله وثرى أرضه في سبيطلة

     

صبيحة يوم الأحد 24-08-2008نهضت سبيطلة على خبر قدوم جثمان الشهيد البطل مقداد بن عبد الله الخليفي فهبّت الجماهير من كل حدب وصوب ومن كل الجهات حاملة أعلام تونس وفلسطين ورايات النصر وصور الشهداء ،شهداء تونس من أجل فلسطين …مقداد وكمال وفيصل وبليغ وميلود وخالد وسامي ورياض وعمران والكل يهتف بأعلى الصوت : *يا مقداد يا شهيد على دربك لن نحيد *شهداء شهداء أحنا ليكم أوفياء -*لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله *الله أكبر عاصفة على أمريكا ناسفة * الله أكبر عاصفة على الصهيونية ناسفة *يا مقداد يا بطل المقاومة هي الحل *مقاومة مقاومة لا صلح ولا مساومة *فلسطين عربية القبلة الأولى والقضية *يا أقصى قول لصهيون جايينك مائة مليون *النار النار الدم الدم صهيوني لازم تهزم *أم الشهيد لاتهتمي دم مقداد هو دمّي *جهاد جهاد نصر واستشهاد   هكذا إذن بالزغاريد والهتافات  والأغاني والدموع والأهازيج شيعت جماهير سبيطلة من ولاية القصرين جثمان الشهيد البطل مقداد الخليفي القادم من فلسطين ليحتضنه ثرى أرض بلاده تونس الخضراء ،تونس الولاّدة ،تونس العاشقة لفلسطين بعد أن احتضنته أرض فلسطين الحبيبة لفترة تمتدّ إلى 18سنة وبالتحديد منذ استشهاده يوم 27 نوفمبر 1990 تاريخ العملية الجهادية التي نفذها صحبة رفاق له ضد دورية صهيونية في مزارع شبعا والتي على إثرها عانق الشهادة وروى بدمه الطاهر ثرى فلسطين فتربع على عرش البطولة والمجد. كيف لا وهو الذي لبّى نداء الأقصى وكل فلسطين وتطوّع سائرا على خطى أجداده من المغرب العربي الذين تطوعوا في جيش صلاح الدين الأيوبي لتحرير القدس وعلى خطى من حمل روحه فداء ليافا وحيفا وبئر السبع وغزة وبيسان وطبرية متطوعا سنة1948 من تونس العروبة والقيم الإيمانية . وكأنّ لسان حاله يشدو ما قاله الشاعر الفلسطيني محمود عبد الرحيم:   سأحمل روحي على راحتيّ     وألقي بها في مهاوي الرّدى فإما حياة تسرّ الصديـــــــق     وإما ممــــاة يغيض العــــدا    وعند وصول الجثمان إلى المقبرة ردّدت الجماهير بالصوت الواحد الله أكبر…  الله أكبر… الله أكبر… الله أكبر… الله أكبر …الله أكبر… ليتجمع الحضور حول الجثمان ناصتين لكلمة معتمد سبيطلة الذي أبّن الشهيد مثنيا على خصال الشهيد ومؤكّدا على وحدة الدم العربي الفلسطيني التونسي الذي تجسّد في حمام الشط سنة    1985 ومعزّيا أهل الشهيد راجيا لهم الصبر و مؤكدا على أن قضية فلسطن   قضية العرب الأولى في قلب كل تونسي ،ثم لكلمة أستاذ فاضل تحدث في كلمته عن شهيد الأمة شهيد فلسطين أصيل هذه الربوع ذات التاريخ الحافل بالجهاد والبطولات والذي أصبح مفخرة من مفاخرها ودرة في تاج كرامتها وكتب بذلك صفحة مهمة من صفحات تونس المشرقة في مجال دعم القضية الفلسطينية … »فطالما هناك شهيد ففي أمتنا حياة » مشيرا في الختام لمعاني الشهادة وللخصال الستة للشهيد كالمغفرة له واتقاءه لعذاب القبر ولفزع يوم القيامة ولبس تاج الوقاروشفاعته ل70 من أهله . بعده أعطى الحضور الكلمة للسيد أنور اللجمي والد الشهيد البطل بليغ الذي استقدم أخيرا جثمانه وزف في يوم عرس كبير كما زف كل الشهداء الأبرار…حيث قدّم تهانيه لعائلة الشهيد بهذا النصر مثنيا على عطاء سبيطلة الأصالة والجهاد و تونس الخضراء تونس الولاّدة  لأبطال أشاوس سطروا بدمائهم فخار وعزة الأمة التي توحدت إرادتها ومقاومتها وازدادت صلابة لمقارعة الأعداء مع عودة جثامين الشهداء العرب واطلاق سراح الأسرى العرب في عملية نوعية قادها حزب الله إننا نعيش الآن زمنا جديدا  إنه زمن الفرز الوطني وزمن الإنتصارات.  بعدها تجمع النقابيون بدار الاتحاد المحلي للشغل بسبيطلة لتتوالى الكلمات المنوّهة بالمقاومة وبوحدتها وبضرورة أن يبقى الجميع أوفياء للشهداء جميعا واعدين بإقامة حفل تكريمي لكل الشهداء وذلك بدار الاتحاد في أقرب وقت … إنه يوم تاريخي مسكون بالنخوة العربية الأصيلة وبالإيمان بالنصر وبتحريرفلسطين أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.  
 
مراسلة خاصة
 


 أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين  »   « الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري » الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس aispptunisie@yahoo.fr e-mail:                                            تونس في 25 أوت 2008                                                                             

تواصل حملة الإختطافات بمدينة بنزرت..!

                                                                           

 لا تزال عائلات الشبان السبعة الذين تم اختطافهم يومي الجمعة و السبت ( 22 و 23 أوت 2008 ) محرومة من التعرف على مصير أبنائها و ظروف احتجازهم بعد أن فشلت كل المحاولات التي بذلتها لدى الجهات الأمنية بالجهة ، و قد عبر أولياء المخطوفين الستة (  إلياس منصّر  و  إسكندر البوغانمي و معز القاسمي و محمد وائل بومعيزة بشير المحمدي و  بشير بن شعبان و كريم التياهي ) عن مخاوفهم الكبيرة من أن يكون تكتم الجهات الأمنية بالجهة مرده تعرض المحتجزين للتعذيب و سوء المعاملة ، علما أنه تبين بعد التحري أن الشبان الذين اختطفوا يومي 22 و 23 أوت 2008 و المحتجزين تعسفيا لحد اليوم هم :   1 إلياس منصّر: 23 سنة يعمل في محل تجاري من مدينة بنزرت  أوقف في طريق عودته إلى المنزل ، و هوعضو في  شباب الحزب الديمقراطي التقدمي.  2  إسكندر البوغانمي: 22 سنة  ، مستوى جامعي ، يعمل في محل تجاري ، و يقيم بحي الصّحة بمدينة بنزرت أوقف بعد منتصف النهار في طريق عودته إلى المنزل.  3 معز القاسمي: 30 سنة ، من أصيلي حي العمّال بجرزونة أوقف على الساعة العاشرة من  مقرعمله بمعمل العزيب  (FIBA) إثرمكالمة هاتفية من أحد أعوان البوليس السياسي فاستأذن من مشغله  وبخروجه من المعمل وقع اختطافه.  4 محمد وائل بومعيزة : 24 سنة يعمل بمحل تجاري في مدينة بنزرت أوقف صباح يوم الجمعة 22 أوت 2008 من منزله على الساعة العاشرة والنصف بعد أن تم إيهامه بأن صديقا يناديه وعندما رفض الخروج تم إجباره على مرافقة أعوان بالزي المدني إلى وجهة غير معلومة .    5 بشير المحمدي: من  منطقة ظهرالكدية من مدينة بنزرت ، تم تحويل وجهته إلى مكان غير معلوم قبل أن يتصل أعوان بالزي المدني بعائلته لـ  » طمأنتهم  » ابنهم  »  ليس لديه أشياء خطيرة  »  وأنه سوف يطلق سراحه قريبا ولا داعي للاتصال بالمنظمات الحقوقية حتى  »  لا تتعكر و ضعيته  » .. !  6 بشيربن شعبان: 37 سنة  له 3 أبناء ويعمل قيم بمدرسة الحبيب الحداد ولاعب سابق بالنادي الرياضي البنزرتي والنجم الرياضي الساحلي والترجي الرياضي الجرجيسي… وقد حاصرت منزله ثلاثة سيّارات من قوات البوليس السياسي بالزي المدني واستعملوا الحجارة والهراوات مهدّدين بخلع باب المنزل دون الاستظهار بما يفيد هويتهم علما  أن والدته قد تعرضت للإغماء بعد هذه المداهمة  و قضت ساعات بقسم الإستعجالي بالمستشفى . 7- كريم التياهي : 22 سنة ،  سنة رابعة فيزياء ، كلية العلوم ببنزرت ، قاطن بنهج سوريا ، بنزرت ،  أوقف يوم الجمعة بعد أن طلب أعوان بالزي المدني من والده أن يسلمه إليهم إثر عودته إلى المنزل من صلاة الجمعة . و إذ تجدد الجمعية رفضها لحملات الإختطاف المتواصلة بشتى جهات الجمهورية ، و ما يعقبها من احتجاز تعسفي خارج إطار القانون ، فإنها تنبه إلى ما يصاحب فترات الإختفاء القسري من تجاوزات و مممارسات تعذيب و تطالب بإطلاق سراح جميع الموقوفين و تحمل محتجزيهم المسؤولية كاملة عن أي مس بحرمتهم الجسدية و المعنوية . عن فرع بنزرت طـــارق السوســـي

أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي
حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 23/08/2008 الموافق لـ 21 شعبان 1429

تونس في 23 شعبان 1429 الموافق ل 25/08/2008 حول ترحيل المواطنة الموريتانية يوم الخميس 21/08/2008 سلمنا السيد الحسين محمد الصالح الزريبي رسالة ننشر فيما يلي محتواها:

 » من السيد : الحسين محمد الصالح الزريبي صاحب بطاقة تعريف وطنية عدد 00091879 و القاطن بنهج البساتين عدد 1 النخيلات أريانة الشمالية إلى السيد رئيس منظمة حرية و إنصاف تبعا لقرار الترحيل الذي تم تنفيذه ضد كنتي السيدة مريم بنت عبد الرحمان محمد الأمين موريتانية الجنسية بمعية ابنها حفيدي : أحمد بن وائل بن الحسين الزريبي يوم الخميس 21 أوت 2008 أفيدكم علما أن أعوان الأمن قدموا إلى محل سكناي الكائن بنهج البساتين عدد 1 بأريانة الشمالية حيث تقطن كنتي و حفيدي اللذين هما في ضيافتي منذ يوم 04/08/2008 و أخذاهما معهم إلى مطار تونس قرطاج الدولي دون ذكر السبب الداعي لذلك و دون تسليمهما نسخة من قرار الترحيل أو تمكينهما من الدفاع عن نفسهما علما بأن ابنها الذي لم يتجاوز عمره التسعة أشهر كان مريضا و مصابا بالحمى و هو تحت المتابعة الطبية و أصبحنا نخشى على حياته من جراء هذا التعسف. فالرجاء التدخل قصد الحصول على تراجع في قرار الترحيل حتى تتمكن كنتي من قضاء شهر رمضان بجانبي. و السلام الحسين الزريبي تجدون صحبة هذا شهادة في عدم خضوع حفيدي لعدة تلاقيح بموريتانيا لعدم العمل بها هناك ». و حرية و إنصاف بناء على الطلب الملح الصادر عن باعث الرسالة المذكورة تطالب السلطات التونسية بالتراجع عن قرار الترحيل لأسباب إنسانية حتى تتمكن السيدة مريم الغانا من الرجوع مبجلة مكرمة إلى تونس بلد الضيافة و الكرم و خاصة أنه لم يقع إشعارها بأي سبب من شأنه حرمانها من إتمام الزيارة باعتبار أن الغرض من زيارتها لتونس هو إجراء التلقيحات الضرورية لمواطن تونسي في بلاده من جهة و تعرف أفراد عائلة والده وائل الزريبي عليه من جهة ثانية و تمكين الجد و الجدة من مشاهدة حفيدهما و ختانه بحضورهما ببلده تونس. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


حجب مدونة الكترونية

قامت مصالح  الوكالة التونسية للأنترنات يوم السبت 25 أوت 2008 بحجب مدونة « الفردة ولقات أختها »، ويأتي ذلك على اثر انخراط المدونة في حملة نشطة ضد الرقابة وحجب المدونات والمواقع الالكترونية. http://farda-wa-la9at-o5tha.blogspot.com/ سفيان الشورابي

 

المرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر والإبداع  بيان إعلامي

مصادرة بطاقة هوية الصحفي سليم بوخذير

    
تواصل السلطات الأمنية بصفاقس مصادرة بطاقة هوية الصحفي سليم بوخذير التي كانت بحوزته عند اعتقاله في نوفمبر 2007. فقد غادر بوخذير السجن في 21 جويلية المنقضي واسترجع كل ودائعه عند إيداعه بالسجن باستثناء بطاقة التعريف الوطنية التي لم تسلمها الشرطة لادارة السجن لكونها لم تذكر اجراء حجزها في محاضر البحث. وبرغم المراسلة التي وجهها محاميه إلى وزير الداخلية في 9 أوت الجاري في هذا الصدد فإنّه لم يتلق أي ردّ. وتسبب فقدانه لبطاقة التعريف في تعطيل تنقلاته ومعاملاته الإدارية والمالية. يذكر أنّ سليم بوخذير كان قد صدر ضده حكم بالحبس بتهمة عدم الاستظهار ببطاقة الهوية والاعتداء على عون أمن أيّاما بعد خوضه إضرابا عن الطعام مطالبا بجواز سفره. وأنهى إضرابه بعد تلقيه وعدا رسميا بالحصول عليه لم يتم تنفيذه إلى حد الآن. والمرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر والإبداع:   -يستهجن حرمان هذا الصحفي من أبسط حقوق المواطنة. – يطالب بإعادة بطاقة التعريف الوطنية المحجوزة لسليم بوخذير وتمكينه من جواز سفره الذي كان من المفترض أن يتسلمه قبل اعتقاله.    تونس في 25 أوت 2008 عن المرصد نائبة الرئيس نزيهة رجيبة

العريضة الوطنية لمساندة نقابيي التعليم العالي و الثانوي و الأساسي  المحالين على مجالس التأديب لأسباب نقابية

  تحيين عدد 2 بتاريخ 25 أوت 2008  عدد الإمضاءات : 623
         نحن الإطارات النقابية و منخرطي الاتحاد العام التونسي للشغل و نشطاء المجتمع المدني  الممضين أسفله بعد اطلاعنا على وقائع الهجمة الشرسة التي يتعرّض لها من جديد نقابيو قطاعات التعليم والمتمثلة بالخصوص في :   – تلفيق ملفّات تأديبية ضدّ نقابيي التعليم العالي والثانوي و إحالتهم على مجالس التأديب و نذكر منهم الإخوة نورالدين الورتتاني كاتب عام النقابة الأساسية للأساتذة الباحثين الجامعيين بكلية العلوم الاقتصادية و التصرف بنابل  الذي أحيل بتاريخ 23 جويلية 2008 و الأخ رشيد الشملي الناشط النقابي بكلية الصيدلة بالمنستير الذي أحيل بتاريخ 28 جويلية 2008 ، بعد عرقلة و تجميد نشاطه العلمي و البيداغوجي طيلة عدّة سنوات ،  و الأخ محسن الحجلاوي النائب الأول للنيابة النقابية بالمعهد الأعلى للتكنولوجيات الطبية بتونس الذي سيحال بتاريخ 20 أوت 2008 ، و جمال بولعابي الكاتب العام للنقابة الأساسية للتعليم الثانوي بتالة (القصرين) الذي أحيل بتاريخ 29 جويلية 2008 ويوسف بوعلي عضو النقابة المذكورة الذي أحيل بتاريخ 30 جويلية 2008 ورفيق التليلي الكاتب العام المساعد للنقابة الأساسية للتعليم الثانوي بالشابة (المهدية) الذي أحيل بتاريخ 07 أوت 2008 ، – مواصلة سلطات الإشراف هرسلة النقابيين في قطاعات التعليم عن طريق المراسلات التحذيرية (لفت نظر) أو الاستجوابات الاعتباطية في انتظار تتبّعات تأديبية لاحقة و نذكر منهم على سبيل الذكر لا الحصر الأخ فيصل شراد الكاتب العام المساعد للنقابة الأساسية لأساتذة المعهد الأعلى للغات بتونس … ، – اختيار سلطات الإشراف العطلة الصيفية لعقد مجالس التأديب لحرمان النقابيين من المؤازرة و من حقّهم في الدفاع عن أنفسهم وللاستفراد بهم ، – الظروف غير العادية التي تمّت فيها جميع المجالس التي انعقدت إلى حدّ الآن والخروقات التي شابتها ونذكر منها رفض التأجيل لتحضير الدفاع  واستكمال التحقيق و دعوة الشهود ، رفض قبول بعض أعضاء الجامعات النقابية العامة والنقابات العامة ضمن فريق الدفاع كما جرت به الأعراف … ، –  إحالة العديد من نقابيي التعليم الأساسي ، خلال السنة الدراسية المنقضية ، على مجالس التأديب على خلفية نشاطهم النقابي و اتخاذ قرارات  » بعقوبات تأديبية  » ظالمة ضدّهم و نذكر منهم ، على سبيل الذكر لا الحصر ، الأخ فهري الغول كاتب عام النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بنابل الذي اتخذ في حقّه قرار بنقلة وجوبيّة إلى إحدى مدارس مدينة قرنبالية…،   فإنّنا : – نعبر عن شديد احتجاجنا على إمعان سلطات الإشراف في التضييق على الحقّ النقابي بكلّ الأشكال بما في ذلك افتعال ملفّات تأديبية ضدّ النقابيين بهدف ترهيبهم وإرباك قطاعاتهم  ونعتبر أنّ إحالة المسؤولين والناشطين النقابيين بقطاعات التعليم على مجالس التأديب تندرج في إطار الهجمة المنظمة لاستهداف العمل النقابي داخل تلك القطاعات. – نستهجن الانزلاق الخطير الذي يتمثّل في الانحراف بالسلطة التأديبية عن أهدافها وتوظيفها لتصفية الحسابات مع المسؤولين والناشطين النقابيين. – نستنكر الهجمة الشرسة التي تستهدف النقابيين في قطاعات التعليم واختيار العطلة الصيفية لعقد مجالس التأديب لحرمانهم من المؤازرة ومن حقّهم في الدفاع عن أنفسهم ونحمّل سلطات الإشراف مسؤولية توتير المناخ الاجتماعي. – نطالب سلطات الإشراف بالكفّ عن ملاحقة النقابيين وحفظ مثل هذه الملفّات وفتح حوار جدّي ومسؤول مع الهياكل النقابية لحلّ مشاكل المدرسين و نعلن تجنّدنا للدفاع عن الحقّ النقابي. – ندعو هياكل الاتحاد والمنظمات الحقوقية إلى التجنّد من أجل مزيد تفعيل المواثيق والاتفاقيات الدولية الخاصة بحماية المسؤول النقابي وخاصة منها الاتفاقية عدد 135 ومن أجل إلغاء العقوبات و غلق جميع الملفات التأديبية المثارة ضدّ  المسؤولين والناشطين النقابيين نهائيا.                                                      للإمضاء على العريضة يرجى إرسال مراسلة إلكترونية موضوعها : « je signe la pétition syndicale de soutien… » للعنوان التالي : soutien_syndical@yahoo.fr مع ذكر الإسم و اللقب , القطاع , الجهة والمسؤولية النقابية إن وجدت ، بوضوح.   التوقيعات الجديدة    485 توفيق التواتي كاتب عام الإتحاد الجهوي للشغل بتونس عضو الهيئة الإدارية الوطنية للإتحاد العام التونسي للشغل 486 الناصر العجيلي كاتب عام الإتحاد الجهوي للشغل بالقيروان عضو الهيئة الإدارية الوطنية للإتحاد العام التونسي للشغل 487 محمد علي العمدوني العدلية كاتب عام جامعة العدلية عضو الهيئة الإدارية الوطنية للإتحاد العام التونسي للشغل 488 صلاح الدين السالمي عضو الاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان 489 فتحي اللطيف عضو الاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان 490 الهادي صميدة البريد و الاتصالات كاتب عام سابق و عضو جامعة البريد و الاتصالات 491 العيد الماجري صناديق الضمان الاجتماعي عضو النقابة النقابة العامة لصناديق الضمان الاجتماعي 492 عبد الجليل البدوي التعليم العالي و البحث العلمي نقابي و خبير لدى الاتحاد العام التونسي للشغل 493 إيناس عبد الجواد التعليم العالي و البحث العلمي نقابية 494 شكري بلعيد المحاماة محامي 495 أحلام بلحاج الأطباء الجامعيين نقابية 496 عبد الوهاب معطّر التعليم العالي و البحث العلمي / المحاماة أستاذ جامعي/ محامي بمحكمة التعقيب و بمجلس الدولة 497 منصف الوهايدي التعليم العالي و البحث العلمي شاعر و عضو النقابة الأساسية لأساتذة كلية الآداب و العلوم الإنسانية بسوسة 498 محمد بن زايد نقابي وكاتب عام هيئة فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بقبلي (LTDH) 499 رؤوف مزيودي                      عضو هيئة فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بقفصة (LTDH) 500 فتحي تيتاي الكيمياء و النفط                                  نقابي وعضو هيئة فرع الرابطة  التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بقفصة (LTDH) 501 عادل خربوش مسجل بالدكتوراه بباريس / فرنسا و عاطل عن العمل عضو سابق بالمكتب التنفيذي للإتحاد العام لطلبة تونس و بفيدرالية كلية الحقوق بسوسة (UGET) 502 خالد العقبي التعليم الأساسي عضو النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بنفطة 503 أحمد المهوك التعليم الثانوي كاتب عام النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بالمنيهلة 504 أحمد بو رقعاوي شركة فسفاط قفصة نقابي / قفصة 505 نعيمة كرامتي التعليم ا قفصةلأساسي نقابية / قفصة 506 سفيان الغوايلة التعليم الأساسي نقابي / القصرين 507 عبد المجيد الغوايلة التعليم الثانوي نقابي / 508 بدرالدين الطرابلسي التعليم الأساسي كاتب عام النقابة الجهوية للتعليم الأساسي بقبلي 509 المنتصر كريم التعليم الثانوي كاتب عام النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بقبلي  510 رضا لاغة التعليم الثانوي كاتب عام النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بقبلي الشمالية  511 احمد بن عمر التعليم الثانوي كاتب عام النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بسوق الأحد 512 محمد الشايبي التعليم الأساسي نقابي وكاتب عام سابق للتعليم الأساسي بقبلي  513 الهادي بوعزيز التعليم الأساسي نقابي وكاتب عام سابق للتعليم الأساسي بقبلي 514 الاسمر معالي التعليم الأساسي مناضل نقابي تعليم أساسي 515 محسن عزيز التعليم الأساسي كاتب عام النقابة الأساسية للتعليم الأساسي دوز الشمالية 516 محمد العذري التعليم الأساسي كاتب عام نقابة أساسية للتعليم الأساسي دوز الجنوبية 517 الهادي عبد الحفيظ التعليم الثانوي كاتب عام النقابة الأساسية للتعليم الثانوي دوز الجنوبية 518 كمال بن اللطيف نقابي وكاتب عام مساعد سابقا للاتحاد المحلي بدوز 519 محمد الطاهر شيحة التعليم الأساسي مناضل نقابي تعليم أساسي 520 منصف الطرخاني السكك الحديدية نقابي / جندوبة 521 حبيب الصالحي البريد و الاتصالات عضو النقابة الأساسية  للبريد بقفصة 522 عمارالعكرمي المناجم                                         عضو النقابة الأساسية للمناجم / المظيلة / قفصة 523 طارق جراد العدلية                                          كاتب عام نقابة العدلية / قفصة 524 حسين بنزيد التعليم الثانوي                                           نقابي التعليم الثانوي / قفصة 525 ابراهيم الساعي التعليم الأساسي                                       كاتب النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بالقصر/ قفصة 526 راشد قوادر الصحّة                                           كاتب عام النقابة الأساسية للصحة بالمظيلة / قفصة 527 عبد الرحمان داسي الكيمياء و النفط                                  عضو النقابة الأساسية للكيمياء والنفط / قفصة 528 عمر المؤدب  الكيمياء و النفط                                          عضو النقابة الأساسية للكيمياء والنفط / قفصة 529 الأزهر الكيمياء و النفط                                                 عضو النقابة الأساسية للكيمياء والنفط / قفصة 530 نصره ثابت الصحّة                                          عضو النقابة الأساسية للصحّة بالمظيلة / قفصة 531 قليعي ناصري التعليم الثانوي                                       عضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بالسند / قفصة 532 علي الحاجي الكيمياء و النفط                                         نقابي / قفصة 533 عبد الرزاق النفطي السكك الحديدية                                كاتب عام الفرع الجامعي للسكك الحديدية بقفصة 534 يونس هنشيري الصحّة                                     عضو الفرع الجامعي للصحة بقفصة 535 فريد مبارك التعليم الثانوي                                        نقابي / قفصة 536 مصطفى سدائرية التعليم الأساسي                                نقابي / القصر / قفصة 537 عبد الحكيم سليم السكك الحديدية                                     كاتب عام النقابة الأساسية للسكك الحديدية بقفصة و عضو الفرع الجامعي للسكك الحديدية بقفصة 538 أنور خلفلي السكك الحديدية                                       عضو النقابة الأساسية للسكك الحديدية بقفصة 539 جدلاوي شكري السكك الحديدية                                  نقابي  / قفصة  540 نجيب الدبابي التعليم الأساسي                                   نقابي / القصر / قفصة 541 توفيق بوزيان التعليم الأساسي                                  عضو نقابة التعليم الأساسي / قفصة 542 الفاهم عكرمي السكك الحديدية                                 عضو النقابة الأساسية للسكك الحديدية بقفصة 543 عاطف بن حليمة السكك الحديدية                               نقابي / قفصة 544 احمد بنعاسي التعليم الثانوي                                   عضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بقفصة 545 حسين الظاهري المالية                                 عضو نقابة المالية بقفصة 546 السبتي هنشيري التعليم الأساسي                                  نقابي / قفصة 547 الهادي الرداوي                                ناشط سياسي 548 حبيب التباسي التعليم الثانوي                                نقابي / القطار / قفصة 549 سوري حبيب الكيمياء و النفط                                  نقابي/ قفصة 550 بلقاسم زهو الكيمياء و النفط                                    نقابي/ قفصة 551 الهادي المسعودي التعليم الثانوي                           عضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بتاجروين / الكاف 552 محمد الطاهر قوادر الصحّة                         عضو الفرع الجامعي للصحّة بقفصة 553 رشيد قوادر التعليم الأساسي                                 عضو النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بالقصر / قفصة 554 احمد قوادر الصحّة                                   عضو النقابة الأساسية للصحة  بالمظيلة / قفصة 555 يونس جلولي الكيمياء و النفط                               نقابي/ قفصة 556 صلاح الدين الأطرش التأطير و الإرشاد                    عضو النقابة الأساسية للتأطير والإرشاد بقفصة 557 صلاح الدين الشابي                     التأطير و الإرشاد                    عضو النقابة الأساسية للتأطير والإرشاد بالقطار / قفصة 558 احمد سليم                                 كاتب عام الاتحاد المحلي بالقطار 559 رؤوف قوادر المناجم                             نقابي / المظيلة / قفصة 560 محسن بوهلال الكيمياء و النفط                          نقابي/ قفصة 561 محمد الازهر هنشيري السكك الحديدية                  عضو النقابة الأساسية للسكك الحديدية بقفصة 562 نور الدين كحيلة الشؤون الاجتماعية                         عضو النقابة الأساسية للشؤون الاجتماعية بقفصة 563 مبروك سالم                           الشؤون الاجتماعية                         عضو النقابة الأساسية للشؤون الاجتماعية بقفصة 564 عادل ضحى التعليم الأساسي                           عضو النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بالقصر / قفصة 565 حرشاني شكري                     G- C-T  566 عبد الرزاق الضاوي التعليم الأساسي                       نقابي / قفصة 567 نصره ثابت الصحّة                                 عضو النقابة الأساسية  للصحة بالمظيلة / قفصة 568 طارق قمودي التعليم الثانوي                              كاتب عام النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بقفصة الشمالية 569 منجي سلامة عضو نقابة العملة / القصر / قفصة 570 المعز الزيدي التعليم الأساسي                                  نقابي / القصر 571 محمد عمار التعليم الثانوي                                    كاتب عام النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بالقطار وعضو النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بقفصة 572 فوزي جوادي البريد و الاتصالات                               كاتب عام الفرع الجامعي للبريد بقفصة 573 محمد الصالحي التعليم الأساسي                             نقابي / قفصة 574 الفاضل مقدمي شركة قوافل قفصة                                        نقابي/ قفصة 575 عادل المراق صناديق الضمان الاجتماعي نقابي / تونس 576 منذر الاسماعيلي المالية نقابي / منوبة 577 ريم الحمروني المسرح نقابية و ممثّلة 578 حمادي النفوني الصحّة نقابي / تونس 579 عبد اللطيف الرمضاني التعليم الثانوي عضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بالقيروان الجنوبية 580 محمد النطيوري التعليم الثانوي عضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بنصرالله / القيروان 581 طارق المسعي التعليم الثانوي عضو النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بالقيروان 582 محمد الطيب الهمامي التعليم الثانوي عضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بالشبيكة / القيروان 583 حسن النصري المياه عضو النقابة الأساسية للمياه بالقيروان 584 بلقاسم المجبري مصنع التبغ عضو النقابة الأساسية لمصنع التبغ بالقيروان 585 معز الوهايدي التعليم الثانوي نقابي / القيروان 586 محمود السالمي التعليم الثانوي نقابي / القيروان 587 سيف الله الملاشي التعليم الثانوي نقابي / القيروان 588 لطفي الحامدي التعليم الثانوي نقابي / القيروان 589 عبد المجيد المخلوفي التعليم الثانوي عضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بالقيروان الجنوبية 590 سلمى الدغماني التعليم الثانوي عضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بالقيروان الجنوبية 591 جمال الشريف كاتب عام الاتحاد المحلي بالسبيخة / القيروان 592 نضال اليحياوي التعليم الثانوي نقابي / القيروان 593 الهادي بوعلال التعليم الثانوي نقابي / القيروان 594 كمال الحبيلي التعليم الثانوي نقابي / القيروان 595 محمد بوقرة مصنع التبغ نقابي / القيروان 596 عادل بدرة التعليم الثانوي نقابي / القيروان 597 جمال الجوادي التعليم الثانوي نقابي / القيروان 598 لطفي المعروفي التعليم الثانوي نقابي / القيروان 599 حنان المستيري التعليم الثانوي نقابية / القيروان 600 عماد الكريمي الإشهار مدير فنّي 601 حسن المدوري التعليم الثانوي نقابي 602 عبد الله المرواني التأطير و الإرشاد عضو الفرع الجامعي للتأطير و الإرشاد ببنعروس 603 مراد المهذبي المعادن عضو لجنة الشباب العامل / بن عروس 604 محسن الخلفاوي المعادن عضو جامعة المعادن / بن عروس 605 حياة اليعقوبي التعليم الثانوي نقابية / بن عروس 606 المنصف الهاني التعليم الثانوي نقابي / بن عروس 607 عبد المجيد ليتيم التعليم الثانوي نقابي / بن عروس 608 علي القاسمي التعليم الثانوي نقابي / بن عروس 609 جمال مالكي التعليم الثانوي نقابي / بن عروس 610 منية السايحي التعليم الثانوي نقابية / بن عروس 611 أحلام غلبون التعليم الثانوي نقابية / بن عروس 612 رضا نصيبي التعليم الثانوي نقابي / بن عروس 613 محمد ناجي الحيدري التعليم الثانوي نقابي / بن عروس 614 عبد الجليل الأطرش التعليم الثانوي نقابي / بن عروس 615 الأسعد المليكي التعليم الثانوي نقابي / بن عروس 616 محمد كشكار التعليم الثانوي نقابي / بن عروس 617 عمر عرباوي التعليم الثانوي نقابي / بن عروس 618 لطفي العياري التعليم الثانوي نقابي / بن عروس 619 علي الدريدي التعليم الثانوي نقابي / بن عروس 620 طه العزّابي التعليم الثانوي نقابي / رادس 621 المختار بوسنينة التعليم الثانوي نقابي / رادس 622 حمادي النمّوشي الصحّة كاتب عام الفرع الجامعي للصحّة بتونس 623 حاتم الدريسي البريد و الاتصالات كاتب عام نقابة أساسية بتونس  

ملاحظة تونس نيوز

تعذر علينا نشر كامل أسماء القائمة لتجنب حيازتها لقسط كبيرة من مساحة النشرية وللإطلاع على الجزء الأول من أسماء الموقعين على  العريضة نحيل قراءنا الكرام على العدد رقم 3011 ليوم الإربعاء 20 أوت 2008 مع الإعتذار الشديد للجهة المرسلة ولقرائنا الكرام  

احتجاجاً على «الأحكام القاسية والمحاكمات المتكررة بناء على نفس الأفعال»

تونس: مئات الموقوفين بشبهة الإرهاب يشنون إضراباً عن الطعام

تونس – المنجي السعيداني أعلنت جمعيات تعنى بحقوق الإنسان في تونس، في بيان، عن دخول مئات الشبان الموقوفين بموجب قانون مكافحة الإرهاب، منذ عشرة أيام، في إضراب مفتوح عن الطعام، وذلك احتجاجاً على انتهاك حقهم في الدفاع عن أنفسهم وعدم تمكينهم من الحصول على محاكمة عادلة. وأشار البيان إلى أن الشبان الموقوفين قرروا الإضراب عن الطعام بعد أن أقرت «محاكم الاستئناف أحكاماً ابتدائية قاسية لا علاقة لها بالوقائع المنسوبة لهم أو الترفيع في أحكام ابتدائية بطلب من النيابة العمومية بدت لها أنها مخففة أو محاكمة نفس المتهم أكثر من مرة بنفس التهمة وبناء على نفس الأفعال». وكان ناشطون مناهضون للتعذيب قد تحدثوا عن تدهور «الحالة الصحية لعدد من المضربين من الطعام بسبب صغر سنهم وظروف الاعتقال القاسية الخاصة بهم». من جهته، قال عبد الرؤوف العيادي، من منظمة «حرية وإنصاف» المحظورة والمتابع لملف المحاكمات، لـ«الشرق الأوسط»، إن بعض الموقوفين بموجب قانون مكافحة الإرهاب الصادر في 10 ديسمبر (كانون الاول) 2003، قد تعرضوا الى التعذيب، مطالبا بانتهاج طرق مختلفة في معالجة ملف الإرهاب، وذلك عبر حملات فكرية ومناقشتهم فكرياً عبر شيوخ قادرين على الإقناع كما هو الحال في مصر. واعتبر أن قانون مكافحة الإرهاب يعاقب على النوايا. وحول فعالية إضراب الجوع في التخفيف من معاناة السجناء، لاحظ العيادي أن هذا السلاح هو الوحيد المتوفر لدى الشبان الموقوفين في السجون، مؤكدا أن معدل أعمار هؤلاء الشبان لا يزيد عن 22 سنة. وأشار العيادي إلى أن تقديرات منظمة «حرية وإنصاف» لعدد السجناء الذين طاولهم قانون مكافحة الإرهاب لا يقل عن 3 آلاف شاب، وهو بعيد عن الرقم المقدم سابقا والذي يقدر عدد السجناء السياسيين بألف شاب فقط. بدوره، قال سمير ديلو من «الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين»، إن مطالب الموقوفين تطورت من مجرد التذمر من المعاملة داخل السجن، إلى السخط عن قساوة الأحكام الصادرة بحقهم، ملاحظا أن قانون مكافحة الإرهاب الذي جاء لمعالجة مشكل الإرهاب قد خلق ظاهرة الشباب السلفي نتيجة المحاكمات العشوائية وإصدار أحكام لا تتماشى والوقائع المنسوبة إلى الموقوفين. وأضاف أن هذا القانون حول الإرهاب من كونه ظاهرة افتراضية تتطلب المعالجة الوقائية إلى ظاهرة فعلية قد لا تجد الحل. (المصدر: صحيفة ‘الشرق الأوسط’ (يومية – لندن) الصادرة يوم 25 أوت 2008)  


إيلاف ترصد ردود الفعل المستاءة من حجب الشبكة الإجتماعية الشهيرة

إسماعيل دبارة من تونس:  » بعد ذهبية الملولي، إنجاز باهر لتونس: الوكالة التونسية للانترنت تهزم « فايس بوك » بالضربة القاضية !؟ » هذا العنوان التحريضي مع صورة وحيدة لصفحة واب محجوبة تحوي عبارة not found « اختارهما الصحافي والمدون التونسي المعروف زياد الهاني للتعبير عن سخطه من إقدام الرقابة في تونس على حجب الشبكة الإجتماعية الإفتراضية الأشهر عالميًا. ففي خطوة أثارت كثيرًا من الاستهجان والإستنكار، صُدم مستعملو الانترنت في تونس من حجب موقعهم المفضل « فيس بوك » والذي يعتبره الكثيرون نافذتهم الوحيدة نحو العالم الخارجي. ولئن لم تقدم الجهات المعنية أي توضيحات إلى حدّ اللحظة تجاه عدم تمكن المشتركين من الدخول إلى موقع « فيس بوك » منذ مساء الخميس الماضي ، إلا أن أصابع الاتهام تشير كالعادة إلى الوكالة التونسية للانترنت. الثامنة والنصف صباحًا بتوقيت تونس، يفتح الدكتور سامي براهم أستاذ الحضارة العربية بالجامعة التونسية جهاز حاسوبه الشخصي ويفاجأ من عدم تمكنه من النفاذ إلى صفحته الرئيسة www.facebook.com. يعيد الكرة مرات ومرات، يعالج كابلات الانترنت حينًا ويتصل بمزود الخدمة حينًا آخر، لكن الحقيقة اسطع من أن تُخفى.يقول لإيلاف:’يحزنني بالفعل أن يحجب موقع الفيس بوك في تونس …في ضاحية ‘الحمامات’ و في الدورة 18 للمعهد العربي لحقوق الإنسان اتفقنا نحن ثلة من الجامعيين والأكاديميين والحقوقيين والمحامين العرب على إنشاء مجوعة لنا على هذه الشبكة الاجتماعية المتداخلة تحمل اسم الدورة 18 للمعهد العربي لحقوق الإنسان ، كانت تجربة عظيمة بالفعل فقد تبادلنا النقاش والحوار واستفدنا كثيرًا من بعضنا البعض، وأثرنا عدة مواضيع فكرية وثقافية وأدبية’. وبخصوص من يقف وراء حجب الفيس بوك في تونس لم يتهم الدكتور سامي براهم أيا كان و إن أكد أنه ضدّ تسييس موقع الشبكة الاجتماعية الشهير و قال : »نحن نقدّر وجود اختراقات بين الفينة والأخرى من بعض التنظيمات الإرهابية أو مريدي التوظيف الضيق لهكذا موقع… لسنا ضدّ الرقابة ولكننا ضدّ الحجب مهما كان مصدره ». و يقول براهم بحسرة: »كنت اعتبره متنفسا كوني محروم من جواز السفر كان نافذتي على العالم الخارجي و سأتأثر كثيرا بحجبه. » ‘إيلاف’ التقت أيضا مدونين تضررا في السابق و لا يزالا من سياسة حجب المواقع و المدونات في تونس. يقول المدوّن سفيان الشورابي إن هذا العمل ليس غريبا على شرطة الانترنت التي تحاول جاهدة التضييق على الأقلام الحرة و من يريد أن يعبر برأيه عبر كلمة أو صورة أو مقطع فيديو. ويضيف الشورابي : « من المثير للسخرية بالفعل أن تكون بعض الشركات التونسية المعروفة مثل شبكة تونزيانا للاتصالات تضع إعلاناتها على الفيس بووك قبل أن تحجبه السلطات ، لم لا يقدّر الواقف وراء الحجب الخسائر الكبيرة التي ستتكبدها تلك الشركات و التي قد تصل إلى ملايين الدينارات. » من جهته هاجم معز الجماعي صاحب مدونة « من اجل شعب تونسي حرّ » بشدة سياسة حجب المواقع وقال: »لا أدري أين هو الضرر في السماح لمواطنينا بتصفح الفيس بوك و الدردشة ومراسلة أناس من خارج البلاد .من الإجحاف حقا الإمعان في سياسة الحجب بلا رقيب و لا حسيب كما هو معمول به الآن…يجب مراجعة هذه السياسة ومحاسبة من يقف خلفها في اقرب وقت فحجب الانترنت أضحى جريمة بكل المقاييس في العام 2008. الطالب وسام 24 سنة عبّر عن تفاجئه من حجب الفيس بوك في تونس و تمنى ألا تكون المعلومات التي سمعها صحيحة و قال لإيلاف: »نتمنى أن يكون المشكل تقنيا أو ما شابه..لا يزال لي أمل في عودة الفيس بوك إلينا، إن ثبت حجبه ستكون كارثة على مستعملي النات بكل المقاييس. ولا أظن أن التونسي سيرضى بانضمام بلاده إلى مجموعة الدول التي تحجب هذا الموقع كسوريا و إيران ». وللتذكير انشأ الطالب الأميركي مارك جوكربيرج موقع الفيس بوك على الانترنت في العام 2004 قبل أن يتطور عدد مشتركيه ليبلغ  حاليًا قرابة الخمسين مليون مشترك. ومن تونس يبلغ عدد مشتركي فيس بوك حسب إحصاءات سابقة قرابة الـ25 ألف مشترك هم في ازدياد متواصل. أما الوكالة التونسية للانترنت التي يتهمها عدد من المدونين والحقوقيين بتطبيق سياسة الحجب، فاُنشئت في مارس/ آذار 1996 كمؤسسة حكومية تتولى دور المشرف على خدمات الانترانت وتعميم استعمالها في تونس. وتخضع الوكالة لسلطة إشراف وزارة تكنولوجيات الاتصال، ومن أهم وظائفها تطوير إستراتيجية استعمال الانترانت وإيجاد تطبيقات جديدة في هذا الميدان وإدارة الربط الوطني بالشبكة. وتؤكّد الوكالة باستمرار إنها تنفّذ سياسة عامة في تونس تقوم على حجب المواقع الخليعة و تلك المتورطة في نشر الفكر المتطرف فحسب.  
(المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا)بتاريخ 25 أوت 2008) الرابط: http://www.elaph.com/  

مشاهد من معاناة أهالي ولاية قابس (1)

*إعتصام : نفذ عمال شركة « المعادن الحديدية » إعتصاما لمدة 3 أيام بمقر الإتحاد الجهوي للشغل بقابس ، طالبوا خلاله السلطة بالتخلي عن قرار التفويت في الشركة لحساب الخواص معتبرين ذلك تهديدا للقمة عيشهم و مستقبلهم ، كما ناشدوا المركزية النقابية بالتدخل لفائدتهم و إتخاذ موقف حاسم يشرف الإتحاد العام التونسي للشغل. *معاناة عمال شركات الحراسة (1) : لازال عمال شركة « حراسة و تنظيف المؤسسات بقابس » يطالبون بتسوية وضعيتهم و صرف مستحقاتهم المالية المتمثلة في أجور 4 أشهر من العمل لم يحصلوا عليها إلى حد الآن . و في تصريح لموقع الحزب الديمقراطي التقدمي ذكر السيد « زياد شويخة » أحد العمال المتضررين أن صاحب الشركة  يتعمد إستعمال أسلوب المماطلة و لم يفي بوعوده التي تعهد بها خلال جلسات الصلح في مقر التفقدية العامة للشغل و هو ما أجبر العمال على رفع قضية عدلية ضده لدى المحكمة الإبتدائية بقابس. * معاناة عمال شركات الحراسة (2) : أفادنا عدد من أعوان « الشركة العامة لحراسة و صيانة المؤسسات » أن 95 بالمائة من عمال و عاملات الشركة لا يتمتعون بالتغطية الإجتماعية . و تعتبر هذه الشركة مسؤولة على صيانة و حراسة أغلب المؤسسات العمومية بجهة قابس (المستشفيات ، ديوان التطهير ، الكليات ، إتصالات تونس…) . و في لقاء جمعنا بالسيد « كمال الناصفي » أحد عمال الشركة إسغرب من موقف إدارة المستشفى الجهوي بقابس حول السماح للشركة المذكورة بتشغيل عمال و عاملات لا يتمتعون بالتغطية الإجتماعية رغم وجود منشور أصدره وزير الصحة بتاريخ فيفري 2008 ينص على ضرورة إشراف مديري المستشفيات على التأكد من تمتع أعوان شركات الحراسة بجميع حقوقهم الإجتماعية و إشعار الجهات المعنية بأي تجاوز. *تجاوزات تجمعية : مرة أخرى لم يفهم الحزب الحاكم أن مؤسسات الدولة ليست ملكا خاصا له . و الدليل على ذلك إشراف كاتب عام لجنة تنسيق التجمع الدستوري الديمقراطي هذا الأسبوع على حفل توزيع الإعانات المدرسية مستغلا تلك المناسبة التضامنية مع العائلات المعوزة في الدعاية لحزبه و تمجيد إنجازات الفريق الحاكم ، كما دعا المنتفعين بالإعانات إلى مناشدة الرئيس الحالي للترشح لإنتخابات 2009 معتبرا ذلك ضمانا للإستقرار الإقتصادي و الإجتماعي و الأمني في تونس. *إنتهاء مشكلة السوق البلدي للأسماك : بعد مرور 5 سنوات على إغلاق السوق البلدي للأسماك بقابس ، تراجعت السلطة عن قرارها و أعادت تهيئة و فتح السوق . و جاء هذا القرار نتيجة للضغط الذي سلط عليها من قبل المواطنين الذين إعتبروا بيع الأسماك على قارعة الطريق تسبب في غياب الرقابة نتج عنها عدة تجاوزات إقتصادية و صحية ، و في نفس الإطار سبق لبائعي السمك تنفيذ عدد من التحركات الإحتجاجية طالبوا فيها والي الجهة بوضع حد لمعاناتهم . و تجدر الإشارة أن جريدة « الموقف » تعتبر الوسيلة الإعلامية الوحيدة التي تطرقت أكثر من مرة للموضوع منذ إندلاع الأزمة بين البلدية و التجار. *حجب : تعمدت السلطة نهاية الأسبوع الماضي حجب مدونة « من أجل شعب تونسي حر » و منع زيارتها إنطلاقا من تونس . و جاء هذا الإجراء التعسفي نتيجة لتطرق صاحب المدونة و إنفراده بنشر عدد من المقالات المزعجة للسلطة و خاصة منها المتعلقة بأخبار مدن الحوض المنجمي و ولاية قابس . و يمكن زيارة المدونة عبر إستعمال تقنية البروكسي المتوفرة مجانا في عدد من مواقع الأنترنات و للحصول عليها يكفي الدخول إلى موقع « قوقل » و كتابة كلمة « بروكسي » باللغة الفرنسية و فتح العناوين المتوفرة في صفحات البحث. عنوان المدونة: Mouez18.maktoobblog.com تنسيق: معز الجماعي عن: موقع الحزب الديمقراطي التقدمي الرابط : www.pdpinfo.org


 
 

رسمي حنبعل الفردوس تبدأ بثها ليلة رمضان

ينطلق ليلة رمضان، بث قناة حنبعل الفردوس التونسية التابعة لباقة حنبعل. على القمر الاصطناعي النيل سات. وسيكون البث على مدار اليوم وسيشمل فضلا عن تراتيل القرآن والأذكار ونقل مباشر لآداء الصلوات، على برامج تهتم بالعلاقات بين الأديان ونشر قيم التسامح والحوار بينها. وقالت مصادر مطلعة لـ«الأسبوعي ان «القناة لن تكون ذات صبغة تجارية» وستكون «مختلفة عن عديد القنوات الدينية الأخرى من حيث التوجه والمضمون». و«ستشهد القناة بعد أشهر برامج دينية حوارية وفقهية خاصة بها، بالإضافة إلى برامج حول تفاسير القرآن والحديث النبوي الشريف وسير الأنبياء، قصد تأكيد وسطية واعتدال الدين الإسلامي، وابتعاده عن مختلف أشكال التعصب والتزمّت». وتعد هذه القناة الثالثة من نوعها التي يجرى بعثها من قبل إدارة «حنبعل» بعد «حنبعل التونسية» و«حنبعل الشرق» المتخصصة في المسلسلات والأعمال الدرامية.   (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 25 أوت 2008)


شعائر: رغم أن عمر الهلال سيكون في حدود الـ 22 ساعة الرؤية غـير ممكنة علميّا هذا الأحد.. فهل يتم الاعـلان عن دخول رمضـان هذا الاثنـين إذا ما تمّ تأخير الإعلان عن حلول رمضان الى الثلاثاء فسيكون عمر الهلال زهاء اليومين

  تونس – الاسبوعي: ككلّ سنة تتّجه الانظار نهاية الاسبوع الجاري صوب مكاتب الوزارة الاولى بالقصبة حيث يجمع مفتي الديار التونسية المعطيات الواردة عليه من مختلف مراكز رصد الهلال الموزعة على كامل تراب الجمهورية.. فهل يتم الاعلان عن حلول شهر رمضان يوم الاثنين 1 سبتمبر أي بعد مرور 29 يوما من دخول شهر شعبان أم سيكون الاثنين 1 سبتمبر تمام شهر شعبان وبالتالي يكون دخول شهر رمضان يوم الثلاثاء 2 سبتمبر؟  الرؤية غير ممكنة في كل البلدان العربية.. لكن لهذه الأسباب يجوز الاعلان عن دخول الشهر   الاقتران المعطيات المتوفرة لدينا تقول بأن عملية اقتران هلال شهر رمضان تتمّ صباح يوم السبت على الساعة 19.58.08 بالتوقيت العالمي أي على الساعة التاسعة مساء و58 دقيقة و8 ثوان بتوقيت تونس ويكون غروب الشمس يوم الاحد 29 شعبان على السابعة و51 دقيقة مساء بحيث سيفصل زمن الاقتران أي ولادة الهلال عن زمن غروب شمس يوم الرصد  21 ساعة و53 دقيقة وهو ما يعني أن عمر الهلال سيكون عند غروب شمس الاحد في حدود 22 ساعة.. فهل بالامكان حينئذ رؤيته؟   ممكن ..لكن! حسب مصادر علمية فإن رؤية الهلال  تكون ممكنة بداية من الساعة العاشرة صباحا  بالتوقيت المحلي.. عند تلك الساعة يكون الزمن في أقصى جنوب آسيا وإلى حدود الهند على ما أظن غروبا.. وبما أن مناطق الرؤية تختلف من شهر الى آخر حسب ما يكون عليه وضع القمر فإن عادة ما يمكن لسكان نصف القارة إما الشمالية أو الجنوبية رؤية الهلال قبل سكان النصف الآخر.. وفي وضعية هلال رمضان فإن امكانية الرؤية تتوفر لنصف القارة الجنوبي  بمعنى أن سكان أوروبا  والعالم العربي والقارة الشمالية الامريكية لا يمكنهم  رؤية الهلال  يوم الاحد رغم أن بعض هذه الدول توجد في أعلى النصف الجنوبي للكرة الارضية.   غير بعيد عنّا لكن غير بعيد عنا في السينغال وكذلك جنوب القارة الافريقية حيث الدول التي تنتمي لنفس منطقة التوقيت التي تنتمي اليها تونس (بحيث يكون الغروب متزامنا) سيتسنى لها رؤية الهلال.. هذا إضافة الى جنوب القارة الامريكية.. أما محليا فإنه ورغم أن القمر سيكون فوق الأفق لكن وبحكم أن الارتفاع ضعيف فإن الغبار والضباب المصاحب للافق يحجب الرؤية حسب القواعد العلمية المتوفرة لدينا.. والله أعلم.. فأي قرار سيتخذ حينئذ؟   تقويم صحيح إذا ما عدنا لتقويم سنة 2008 الذي أعدّته مصالح الارصاد الوطنية فإن دخول شهر رمضان يكون يوم الاثنين.. وبالعودة قليلا للوراء نجد أن خسوف القمر الحاصل  خلال هذا الشهر منتصف الشهر القمري بالضبط كما أن كسوف الشمس تم مطلع الشهر القمري  وبما أن للخسوف والكسوف مواعيد ثابتة حسب علماء الفلك فإن التقويم موضوع حديثنا صحيح فهل يتم الاعلان حينئذ عن دخول شهر رمضان يوم الاثنين؟   نظريّا بالعودة للأمر الجمهوري الذي يدعو الى اعتماد الرؤية مع الاستئناس بالحساب والى توصيات مؤتمر اسطنبول التي تبيح اعلان دخول الشهر إذا ما تأكّدت الرؤية في أي بلد من العالم قبل دخول منتصف الليل في البلد الذي يريد اعلان دخول الشهر.. وبما أنه تأكد لدينا رؤية الهلال منذ صباح الاحد فإنه نظريا بالامكان الاعلان عن حلول الفاتح من شهر رمضان بدخول يوم الاثنين سيما وأن عمر الهلال اذا ما لم يتم الاعلان عن ذلك سيكون عند مغرب يوم الاثنين في حدود 46 ساعة بحيث سيُرى كبيرا وبالعين المجردة.   عمليّا عمليّا لقد صادف أن مرّت ظروف مماثلة وتم الاعلان عن دخول الشهر.. فهل ستتّبع الدول العربية نهج مؤتمر اسطنبول أم ستكتفي بالاعتماد على الرؤية..؟ المؤكد أن الخلط حاصل لا محالة.. لكن محليا اعتادت بلادنا انتهاج نهج المنطق وتبقى الكلمة  الاخيرة لسماحة مفتي الديار التونسية وفقا لكل ما تتوفّر لديه من معطيات سيقرر ما يراه ملائما.   حافظ الغريبي    (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 25 أوت 2008)


 في استبيان شمل ألف أسرة 83,5% من الأزواج يقولون أن المال هو العنصر الهام للحوار داخل الأسرة… وعلماء اجتماع يفنّدون 46% من المستجوبين يقولون أن الخلافات بين الأزواج سببها المال

تونس – الاسبوعي: عرض مركز البحوث والدراسات والتوثيق والإعلام حول المرأة «الكريديف» مؤخرا نتائج الدراسة التي تحمل عنوان «المال بين الزوجين والتصرف في الدخل الأسري» والتي تندرج ضمن سعيه المتواصل للإلمام بمواضيع تكتسي أهمية تتعلق بالعلاقات داخل الأسرة ودورها في الاستقرار والرفاه العائلي على خلفية أن التصرف في الدخل الأسري يبقى من أدقّ المسائل لما لها من دور في بناء علاقات أسريّة متينة قائمة على الشراكة الواعية والمسؤولة.   ألف مستجوب وقد كشفت هذه الدراسة على كيفية التصرف في المال العائلي بمختلف أشكاله لدى الأسرة التونسية والمتغيّرات التي تساهم في تحديد الأدوار بين الشريكين وأيضا مدى مساهمة المرأة في التصرف في الدخل الأسري والمشاركة في أخذ القرار بصفة عامة. وحرصا من المركز على نجاعة هذه الدراسة العلميّة تمّ الاعتماد في إنجاز هذا المشروع المنهج الكمّي وفق مقاربة النوع الاجتماعي وشمل العمل الميداني عيّنة جمليّة تتكون من 500 رجل متزوّج ومن 500 امرأة متزوّجة منهم 600 متزوّجة ومتزوّج حديثي العهد بالزواج منذ أقل من 10 سنوات و400 متزوّجة ومتزوّج منذ أكثر من 10 سنوات، هذه العيّنة شملت أسر من اقليم تونس الكبرى (ولايات تونس – أريانة – بن عروس – منوبة).   نتائج أوليّة وأفرزت هذه الدراسة الميدانية جملة من النتائج الاوليّة التي نذكر أهمها: ففيما يخص المسائل المالية، اعتقد 83,5% من التونسيين والتونسيات المستجوبين بأن المال يعدّ العنصر الهام للحوار حيث وأثناء فترة الخطوبة تستأثر مصاريف الزواج وتجهيز المنزل بالجانب الهام من النقاش في حين تكون المواضيع المطروحة خلال فترة الزواج متعدّدة حيث نجد الميزانية العائلية وأولويات الانفاق وحجم المصاريف… هذا وتأتي مسألة توزيع الأدوار في مرحلة أخيرة وتبقى الأجور من الموارد الماليّة الأكثر أهمية بالنسبة للأسر التونسية. وإلى جانب ما ورد كشف الاستبيان أن نسبة 52,2% من المستجوبين تعتقد بأن الموارد الماليّة الحالية للأسرة غير كافية، كذلك 60% من المستجوبين يؤمنون بأن التصرف في ميزانية الأسرة يقوم به الزوج مع الزوجة. ومن المسائل الأخرى التي طرحت ضمن هذه الدراسة نجد الادخار والاشتراك في الملكيّة، حيث أن 47% من المستجوبين يقومون بعملية الادخار بمبالغ صغيرة، فالادخار في أغلب الأحيان يكون لمجابهة المصاريف الطارئة وعن الاشتراك في الملكيّة اختار 46% من المستجوبين بعد إصدار القانون المتعلق بذلك سنة 1998 هذا النظام عند إبرام عقد الزواج، كما صرّح 46% من المتزوّجين لفترة أكثر من 20 سنة عن حدوث خلافات بسبب المال وكثرة المصاريف لمجابهة أعباء الحياة. تلك كانت النتائج الأوّلية للدراسة فماذا تعكس هذه النتائج إذا ما قرأناها قراءة علميّة؟ للبحث عن الإجابة اتصلنا ببعض المختصين في علم الاجتماع لتقييم هذه المعطيات وتقديم قراءة عن تطوّر العلاقات الأسرية داخل مجتمعنا.   الكلمة لعلم الاجتماع السيد علي صولي وهو مختص في علم الاجتماع يقول حول ما أفادت به الدراسة من أن المال هو العنصر الرئيسي للحوار وأن ذلك يختلف باختلاف العقليات ويعتبر هذه النسبة مبالغ فيها حيث يقرّ أن اهتمام الأزواج بالمال في حواراتهم لا يتجاوز 30% حسب اعتقاده. كما أضاف أن الأسر التونسية التي لها دخل محدود لا تنفق وفق امكانياتها إنما تسعى لتضاهي الأسر الغنية في الاتفاق دون مراعاة ميزانياتها وقال أن من ينفق وفق امكانياته لا تتجاوز نسبته 15% على عكس ما أقرّته نتائج الدراسة التي تقول بأن 52,2% ينفقون وفق امكانياتهم ويعتقدون أن الموارد المالية للأسرة غير كافية. كما أكّد في جانب ثان على ضرورة الادخار ولو بمبالغ محدودة وذلك لمجابهة الطوارئ والمناسبات وأوضح أن هذه النسبة أي 47% التي وردت في الاستبيان لا تعكس الحقيقة إذ كيف يمكن أن ترتفع نسبة المدخرين إلى 47% في حين نجد أن من يطلب القروض من الأسر التونسية يرتفع إلى 80% مشددا في الآن نفسه على أن الادخار ينمّ عن عقلية إنسان متطوّر في تفكيره وبه يمكن تحقيق رغبات كل العائلة في شتى المجالات ممّا يبعدنا كل البعد عن الخلافات والمشاكل التي يمكن أن تنجرّ عن الضغط المادي ولم ينف محدثنا أن هناك نسبة قليلة ممن يعي بأهمية الادخار وأن هناك تطور نسبي على هذا المستوى لكنه لا يرتفع إلى تلك النسبة التي جاءت في الاستبيان أما عن مسألة الاشتراك في الملكيّة عند إبرام عقد الزواج فيرى أن الزواج هو عقد عاطفي ذو بعد روحي وإنساني وليس عقدا ماديّا بين طرفين وأن هذا القانون لا يعدّ ضمانا للمرأة في غياب الضمير الديني والوازع الأخلاقي، كما أكد على ضرورة توفّر الثّقة بين الزوجين التي بدونها يصعب التفاهم وضرورة كسب عقلية راقية تنبني علي أسس دينية إسلامية وتجنب النظرة المادية السلبيّة في اعتبار المال حلّ لجميع المشاكل.   رأي آخر أما السيد معز بن حميدة وهو أيضا مختص في علم الاجتماع فإنه صرّح أن المواطن التونسي بصفة عامة لا يحسن التصرّف في ميزانيته لخضوعه لمعايير عاطفية في تصرّفاته ومن النّادر جدا وجود عائلة تونسية لا تشكو من مشكلة التداين التي تعدّ أضخم مشكلة يمكن أن تواجهها العائلة. وعن مسألة الاشتراك في الملكيّة فقد اعتبره قرارا يفتقد إلى الموضوعية وبرّر ذلك بأن من يختار هذا القانون عند دخوله إلى الحلقة الزوجية فإن ثقته محدودة في الطرف الآخر. كما ذكر السيد معز بن حميدة أن التونسي أصبح يشكو من عجز على مستوى إدارة ميزانيته وذلك لاعتبارين اثنين أوّلهما هو أن دخله غير كاف باعتباره يطمح إلى نيل العديد من الكماليات كقضاء العطل بالنزل وما إلى ذلك، وهو لا يستطيع ذلك نظرا لأن القسط الأوفر من دخله موجّه إلى التعليم والصحّة أما عن الاعتبار الثاني فهو المفهوم الشائع لملكيّة الراتب وخاصة بالنسبة للزوجة التي مازالت تؤمن بهذا المبدأ وتعتبر أنه من حقها وحدها الاقتصار على دورها الذي يتمثّل في مجرّد المساهمة في الانفاق في أفضل الحالات معتبرة ذلك من باب الفضل أي «مزيّة» ممّا يثقل كاهل الزوج ويشعر العائلة بصعوبات مالية يزيدها تعقيدا وعدم تمكّن التونسي من ترتيب أولوياته.السؤال ظل يتردّد هنا وهناك، الجميع مدركون وواعون بضرورة توفير المال لضمان حياة أسريّة كريمة إلاّ أن متطلبات العصر والتي صارت عديدة قد تعيق هذه الغاية وتتسبب في كثير من المشاكل التي تهدّد كيان الأسرة التونسية.   سعيدة الميساوي   (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 25 أوت 2008)


 جريمة مزدوجة بشعة وغامضة هزّت شمال إيطاليا 3 مجهولين خرّبوا جسد مهاجر تونسي بـ 14 طلقة نارية وأجهزوا على صهره بطلقة في القلب العثور على الدراجة المستعملة في تنفيذ الجريمة محترقة في مقبرة

  الاسبوعي – القسم القضائي: هزّت جريمة مزدوجة بشعة وغامضة منطقة -سالارنو بمقاطعة باقاني بشمال إيطاليا. وقالت وسائل الاعلام الايطالية أن ساحة كوربودي كريستو تحولت خلال أحد أيام الاسبوع الفارط الى ساحة دماء قتل فيها شخصان أحدهما مهاجر تونسي في العقد الخامس من عمره يدعى عبد العزيز بن محمود (متزوج من إيطالية وله ابنان) والثاني ابن عم زوجته المدعو ألكسندرو كاشيتا (33 سنة) بعد ان تعرضا لطلق ناري.   14 طلقة نارية وحسب المصدر ذاته فإن المهاجر التونسي أصيب بـ 14 طلقة نارية (عيار 9 / 21ملم) في أنحاء مختلفة من جسمه  فيما لحقت بصهره طلقة واحدة في القلب كما أصيب شخص ثالث  في الحادث  الذي جدّ في حدود الساعة السادسة من مساء يوم الواقعة بالمدينة العتيقة بسالارنو ووصف شهود عيان الحادث  بالفظيع والدموي وأصيب عدد كبير من المارة بالذعر والصدمة وتحصن المترجلون بالفرار خوفا من تعرضهم للطلق الناري الذي كان عشوائيا.   إيقافات بالجملة وقالت احدى الصحف الايطالية أن ثلاثة اشخاص كانوا يستقلون دراجة نارية كبيرة الحجم من نوع (هوندا SH) ويحملون خوذات اقتربوا من المهاجر التونسي واطلقوا باتجاهه النار مما أدى الى وفاته على عين المكان رفقة صهره. وبانطلاق التحريات اوقف أعوان الأمن نحو ثلاثين شخصا  ولكنهم لم ينجحوا الى حد كتابة هذه الاسطر في الايقاع بالقتلة غير أن صحيفة محلية قالت أن المحققين عثروا على الدراجة التي استعملت في تنفيذ الجريمة محترقة ومخفية بين الاعشاب بمقبرة بالجهة وقد تبين أنها  محل تفتيش منذ أكتوبر الفارط.   شبح «الكامورا» يخيم على الجريمة ولئن لم تتضح بعد ملابسات هذه الجريمة فإن وسائل الاعلام الايطالية قالت أن الحادثة قد تكون تصفية حسابات ويخيّم عليها شبح «الكامورا» (أي المافيا) وأكيد أن التحريات المتواصلة ستكشف عن حقيقة مقتل المهاجر التونسي الذي خلف امرأة شابة وطفلين.   صابر المكشر (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 25 أوت 2008)

مـن إيطـاليــا لوكا: تونسي عمره 39 سنة يعيش بـ43 هوية «مضروبة»
  الاسبوعي – القسم القضائي: قالت صحيفة ايطالية أن أعوان الشرطة بمدينة لوكا (شمال) ألقوا القبض خلال الاسبوع الفارط على 17 مهاجرا غير شرعي من بينهم تونسي في التاسعة والثلاثين من عمره. والطريف في الخبر أن المهاجر التونسي ظل منذ عشرين سنة يتنقل من مكان الى آخر داخل الاراضي الايطالية بهويات مزيفة بلغت عند القبض عليه 43 هوية بالتمام والكمال. وعلقت الصحيفة على التونسي بأنه حطم الرقم القياسي في انتحال الصفة ومن المنتظر أن يتم ترحيل الحارق الى تونس في غضون أيام.  
(المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 25 أوت 2008)

منفى اختفاء مهاجر تونسي في ظروف مسترابة
 الاسبوعي- اختفى مهاجر تونسي يدعى معروف محمد بن عبد الله عمره 47 سنة في ظروف مسترابة منذ نحو شهر بمنطقة منفي (جنوبا) حيث يعيش منذ عشرين سنة. وقال شقيقه في بلاغ قدمه لأعوان الأمن بالمنطقة أن معروف محمد اختفى عن الانظار ولم يعثر عليه لا بمحل سكناه ولا عند أصدقائه كما لم ترد أخبار عنه من تونس حسب ما أوردته وسائل الاعلام الايطالية، وأضاف الشقيق أن معروف محمد تعرض العام الفارط لاعتداء من قبل مهاجرين تونسيين تعمدا إضرام النار في مقر إقامته. وذكر المصدر أن الابحاث جارية لمعرفة مصير المهاجر  التونسي .  (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 25 أوت 2008)


 

 

الجزائريون في تونس.. سياح بمزاج خاص جدا

تونس (رويترز) – في وسط الشارع الرئيسي بمنتجع الحمامات السياحي الواقع جنوبي العاصمة تونس تنبعث موسيقى الراي من عربة تحمل لوحة تسجيل جزائرية بينما يصعد شاب من فتحة سقف السيارة مُلوحا بيديه وهو يصيح بلهجة فرنسية متقنة ‘فيف فيف ألجيري’ أي ‘ تحيا تحيا الجزائر’. على مثل هذا الشكل او ما يشبهه تقضي أعداد واسعة من الجزائريين عطلتها في الجارة تونس على امتداد فصل الصيف مضفية لونا جزائريا خاصا أينما حلت سواء بسوسة أو الحمامات أو ضواحي العاصمة. ويأمل مهدي وهو شاب جزائري قدم من العاصمة الجزائر الى الحمامات بعربته الخاصة عبر طريق بري من الحدود في اكتشاف لذة الاصطياف والسياحة بعد ان حكى له أصدقاؤه عن ‘مغامراتهم وعن صيفهم المجنون’ في تونس. يقول مهدي الذي لم يتجاوز عمره 31 عاما لرويترز ‘نحن نحس اننا لسنا غرباء في هذا البلد الجميل.. نشعر اننا في وهران ولذلك نسمح لأنفسنا بالتصرف بنفس الكيفية التي نتصرف بها في الجزائر.’ ويتدفق على تونس سنويا أكثر من 1.2 مليون سائح من الجزائر بحثا عن التمتع بجمال الشواطئ التونسية وأُنس لياليها الصيفية بعيدا عن المشاكل الأمنية التي تعاني منها بلادهم بسبب ما تشهده من تفجيرات من وقت لآخر. ويدر السياح الجزائريون الذين يحلون في المركز الأول من حيث عدد الزوار القادمين الى تونس من مجموع ستة ملايين سائح يزورون البلاد دخلا هاما لصناعة السياحة هنا. لكن سلوكات فئات غير قليلة من الشبان الجزائريين بتونس أصبحت مثار جدل هنا بين رافض لها باعتبارها تتضمن عنجهية واستهتارا وبين مرحب بها على أساس انها تصرفات تلقائية تشير الى الراحة التي يشعرون بها بين جيرانهم التونسيين. ولا يخفي نزار وهو صاحب متجر بسوسة تذمره من سلوكات بعض السياح الجزائريين. وبتأفف يقول ‘لم نتعود في تونس على سياح بهذا الشكل وبهذا السلوك.. بصراحة لا أريد أن أُعمم لكننا أصبحنا نعاني من هذه الظاهرة هنا بالذات في سوسة.’ ويقبل الشبان الجزائريون على حفلات موسيقى الراي الجزائرية أو الجناوة الأمازيغية بمهرجانات سوسة وقرطاج والحمامات وطبرقة ويضفون أجواء جزائرية خالصة وكثيرا ما يرفعون أعلام الجزائر ويرددون أغاني وطنية سواء داخل المهرجانات أو خارجها. لكن ما يثير استياء الكثير هنا بوجه خاص هو طريقة قيادة البعض لسياراتهم بشكل عشوائي أو في حالات سكر واضحة أو تلفظهم بألفاظ نابية في الطريق العمومي. ولا يرغب جزائري آخر اسمه عماد جاء لتونس برفقة زوجته وابنتيه لقضاء عطلة لمدة أسبوع في ان يعمم الامر ويقول ‘للأسف هناك سلوكات غير مقبولة وغير مسؤولة شاهدتها من شبان جزائريين لكنها فئة قليلة لا يقاس عليها.’ واضاف لرويترز ‘ربما كرم الضيافة عند الناس هنا وشعور الجزائريين براحة كبرى جعلهم يتصرفون بحرية واسعة.. لكني أجزم ان أحدا منهم ليس لديه سوء نية تجاه أشقائه في تونس.’ ويستدل كثيرون هنا على ما يصفونه بالسلوك ‘المستهتر’ من جانب بعض الشبان الجزائريين بأعمال الشغب التي اندلعت عام 2004 بعد انسحاب المنتخب الجزائري من بطولة كأس الأمم الافريقية. وقد هشمت آنذاك العديد المتاجر والمطاعم واندلعت اشتباكات ومشاجرات في صفاقس وسوسة وحتى تونس العاصمة اعتقلت على أثرها السلطات عشرات الجزائريين الذين حكم عليهم بالسجن. غير ان بعض التونسيين يرون ان تصوير تصرفات الجزائريين بهذا الشكل أمر مبالغ فيه. يقول مختار وهو تونسي في الخمسينات من عمره تعود على تأجير منزله لسياح جزائريين انه يفضل كراء منزله للجزائريين لرفعة أخلاقهم واحترامهم المواعيد وان سلوك البعض لا يعدو كونه سلوكا فرديا قد يحدث من أي شخص من أي بلد آخر ويجب ألا يؤخذ بعين الاعتبار. ويضيف انه بحكم عمله هذا أصبحت له صداقات عائلية مع كثير من الجزائريين الذين جاءوا الى تونس منذ سنوات. وارتفعت في العامين الأخيرين ظاهرة الزواج بين تونسيين وجزائريات والعكس بعد ان كانت مقتصرة على سكان المناطق الحدودية فيما اعتبر مؤشرا قويا على التقارب والانسجام بين طبائع وتقاليد البلدين. طارق عمارة (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 25 أوت 2008

حوار الطرشان وصمت الأموات بين السلطة والمعارضة  كيف تحقيق الأمن الغذائي و السلم الاجتماعي العودة حق واسترداده واجب لا حياة كريمة بدون المحافظة على الهوية العربية الاسلامية   الحكمة تقتضي ترك عقلية تبسيط الأمور و استعجال النتائج و الاستخفاف بالآخر لا تنمية بدون ضمان حقوقّ المواطنة  (الجزء الرابع)

« واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرّقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم أعداءا فألّف بين قلوبكم » (آل عمران 103) « قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله » (سورة يوسف 108)  » ادع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة »(النحل – 125)  » يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا و نساء، و اتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام إن الله كان عليكم رقيبا،  » (النساء – 1) باريس في 25 أوت  2008 بقلم : عبد السّلام بو شدّاخ، احد مؤسسي الحركة الاسلامية في تونس لماذا لا نذكّر تعضنا بعضا بهذه الشواهد ؟ : إنها الحقائق التي ينبغي أن تكون حاضرة باستمرار في حياتنا وحياة التونسيين جميعا ، وينبغي أن يتحدث بها الناس جميعا السياسيين وغير السياسيين ، كما وجهنا نبينا صلى الله عليه وسلم حيث قال:  » أكثروا ذكر هادم اللذات : الموت  » . وغياب ذكر هذه المعاني هي من أكبر المصائب التي تصيب الأفراد والجماعات والمجتمعات.    لمَ لا يتخذ التونسيون « تبت إلى الله تعالى » شعارا للمرحلة ؟ يقول منافح المسجد الأقصى الشيخ رائد صلاح كما نشرت الحوار نت 🙁 تبت إلى الله تعالى ) جملة مباركة ، ثقيلة في ميزان الله تعالى ، قد قالها اقوام بعد ان كادوا ان يهلكوا ، فنقلتهم من حال إلى حال ، نقلتهم من الظلمات إلى النور ، ومن الضلال إلى الهدى ، ومن الشقاء إلى السعادة . فهذا الفضيل بن عياض رحمه الله كان في أول أمره لصا يقتحم البيوت ، فقال صادقا ( تبت إلى الله تعالى ) ، فنقلته هذه الجملة من سارق الليل الفضيل إلى قائم الليل الفضيل . وهذه رابعة العدوية رحمها الله تعالى كانت في اول أمرها مطربة القصور ، فقالت صادقة ( تبت إلى الله تعالى ) ، فنقلتها هذه الجملة من مطربة القصور رابعة إلى عابدة الرب الغفور رابعة . وهذا ابراهيم بن الأدهم كان في أول امره صائد غزلان وطويل الغفلة والعصيان ، فقال صادقا ( تبت إلى الله تعالى ) ، فنقلته هذه الجملة من صائد غزلان وعصيان إلى عابد للرحمن ومحارب للشيطان. وهناك الكثير الكثير الذين نقلتهم هذه الجملة – لمّا صدقوا بقولها – من حال إلى حال. (انتهى كلام الشيخ صلاح) فيا أيها التونسيون ، ويا أيها التونسيات ، فرصة التوبة الى الله تعالى والنطق بصدق ( تبت الى الله تعالى ) متاحة لكم جميعا مهما سبق منكم من أفاعيل. واعلموا ان مثل هذه التوبة فرض عليكم، فلماذا نتعامل معها وكأنها مستحبة ومندوبة ، من أداها فحسن ، ومن لم يؤدها فلا تثريب عليه ؟ ولماذا نتعامل معها وكأن الموت لا يأتي بغتة ولا يسأذن ولا يمهل أحدا ؟ ولماذا نتعامل مع التوبة – وهذا أخطر مما سبق- وكأنها لا تعني الجماعات والأحزاب والحركات والمجتمع والسلطة والدولة . والأعجب في كل هذا أن تكون الحركة الإسلامية كحركة النهضة غافلة عن هذا الأمر مع الغافلين ، مع الأسف الشديد ، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. إن مثل هذه الغفلة العامة لدى التونسيين – خاصة لدى المجتمع السياسي – عن هذه التوبة, تجعلها أمرا ضروريا لعلاج الواقع التونسي, ومدخلا لتغييره وتطويره والنهوض به, الأمر الذي يدعو  إلى اتخاذ التوبة شعارا للمرحلة . فهل في مقدورنا – وخاصة حركة النهضة – أن نفعلها ونرقى بأنفسنا إلى خيريتها كما بين الرسول صلى الله علية وسلم في قوله <<كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون>> ؟ ولقد كان الصحابة رضي الله عنهم ، والصالحون من بعدهم في هذه الأمة ، يحضون الناس على الاسراع بالتوبة ، لا بل على استحضار التوبة في كل حين ، قال سلمان رضي الله عنه :  » اذا أسأتَ سيئة في سريرة فاحسن حسنة في سريرة ، واذا أسأتَ سيئة في علانية فاحسن حسنة في علانية لكي تكون هذه بهذه .  » … وقال ابن مسعود رضي الله عنه :  » ان المؤمن يرى ذنوبه كأنه في أصل جبل يخاف ان يقع عليه ، وان الفاجر يرى ذنوبه كذباب طار على انفه ، فقال به هكذا وهكذا  » . فيا احبائناالاحرار واخواننا الاخيار اجيبوا داعي الله تعالى وتوبوا اليه وسارعوا ولا تتأخروا حتى لا يكون الموت اسرع إليكم منكم الى التوبة، وعندها الندم الذي لا يُجدي ، والحسرة المرة الابدية والخسران المبين ، يقول الله تعالى : (وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين .) هل من سبيل إلى الرشد والتًعقَل؟ يخوض قرابة اربعمائة من المساجين السياسيين المعتقلين بموجب قانون  » مكافحة الإرهاب » اللادستوري، إضرابا مفتوحا عن الطعام منذ يوم 15 أوت، للمطالبة بمحاكمة عادلة، وايقاف المعاملة السيئة التي يتعرضون لها داخل السجون. أن المضربين عن الطعام يطالبون بوضع حدّ لما أسموه « المظالم » وبـ »احترام حقهم في الدفاع عن أنفسهم في محاكمة عادلة » وبـ »معاملتهم كمساجين سياسيّين ».  وإن إدارة سجن المرناقية منعت عائلات الموقوفين من زيارة أبنائها, بمقتضى أحكام « قانون الإرهاب » المخالف لمبادئ المحاكمة العادلة وللمعايير الدوليّة  وإننا لا يسعنا الا المطالبة بإطلاق سراح « كلّ الموقوفين أو المحاكمين الذين لم يرتكبوا جرما ماديّا يعرّضهم للعقاب وتمكين كلّ متهم مهما كانت الأفعال المنسوبة إليه من حقه في محاكمة عادلة ». كما علّق السياسي السابق السيد لطفي الورغي بوزيان، الاضراب عن الطعام الذي بدأه يوم 3 أوت الجاري، للمطالبة بحقه في العمل والعلاج، وتمكينه من جواز سفره. ومنذ بضعة أيام وقع ترحيل السيدة مريم الغانا – زوجة اللاجئ السياسي وائل الدريدي – ورضيعها أحمد الذي لم يتجاوز عمره التسعة أشهر، الى بلدها موريتانيا، وحرمانها من قضاء شهر رمضان مع عائلة زوجها، وختان ابنها أحمد في وسط عائلته. هذه الأحداث وغيرها، تدفع للتتساؤل عن الحكمة من وراء هذه الإجراءات، التي طالت الشباب والنساء والرضع، وعائلات السجناء وأقاربهم. فبأي حق يحرم الالاف من الشباب التونسي من المحاكمات العادلة، والمعاملة وفق القانون دون تعذيب او تنكيل؟ وما هوالقصد من ملاحقة المساجين السياسيين السابقين لقرابة العشريتين ، وبعد قضاء السنوات الطوال في السجون، وحرمانهم من العمل والعلاج، او السفر خارج البلاد بحثا عن لقمة العيش؟ وأي شريعة إنسانية او سماوية او دولية و أي قانون فوق هذه الارض يبيح ترحيل رضيع تونسي من وطنه، وحرمان عائلته من فرحة لقائه خلال شهر رمضان وعيد الفطر، وختانه بحضورها؟  الإضراب عن الطعام للأخوين محمد عمار و عادل العوني : لم تكن السجون التي استضافت محمد عمار وعادل العوني ، والآلاف من إخوانهما، سنوات طويلة رفيقة بهما، ولا لطيفة معهما… ولم تكن تربيتهما تسمح لهما بالصمت أو الرضى بالدون والهوان.. لا تلك التربية التي تلقياها في المساجد وفي دوائر الحركة الاسلامية، ولا تلك التربية التي تلقياها في حي إقامتهما: الملاسين… لم أتشرف بمعرفة محمد عمار وعادل العوني معرفة شخصية.. ولكن ما أعرفه عنهم حق المعرفة أنهم من الذين قسموا فترة سجنهم شطرين متقاربين: شطر إقامة ‘عادية’ وشطر إقامة في ‘السيلونات’، اختيارا منه احتجاجا على مظلمة من المظالم، أو عقوبة مسلطة من الإدارة على ما تراه خرقا للتراتيب الإدارية، وما أكثر التراتيب والإجراءات والبدع الجائرة التي كانت تتفتق عنها عبقرية إدارات السجون… كان العادل ‘ولد الملاسين’، ابن الحي الشعبي، الذى يعرف كيف يرد على المظلمة حين وقوعها… وكان محمد عمار وعادل العوني من ثلة الشباب التي دفعت من أجسادها العارية ومن أعصابها، ومن صحتها، ما ردّت به خطة كانت تستهدف الجميع. كان من تلك الطليعة التي سيباركها الناس، والتاريخ.. وأسأل أن يباركها المولى سبحانه..  كان محمد عمار وعادل العوني كل واحد منهما نسيجا وحده، ونمطا متفردا ضمن الآلاف التي طالتها محنة السجن من قيادات ومناضلي وأنصار حركة النهضة. كان شخصية عجيبة، لا يمكن أن تمر بمكان دون أن تلفت انتباه الجميع مساجين وأعوان.. كان طيبا حدّ السذاجة.. كان طفلا تسترضيه كلمة لطيفة، أو لمسة رفيقة. وكان ماردا جبارا عندما يحس بالإهانة.. وفي كل الأحوال كان رجلا، لا يتحمل أن يبقى عالة على أحد… كان من الذين استمروا في حمل ‘اسم شهرة’.. مثل كثيرين من أبناء الأحياء الشعبية، كأحد رواسب مرحلة ما قبل الإقتراب من مناخات الاسلاميين وأجوائهم. كان يعشق الرياضة…  وكان دائم الانشغال بما سيفعله بعد خروجه من السجن. فكّر في عشرات المشاريع، وسأل النزلاء عن مقومات نجاح كل منها، وفكر أن يكون صاحب قارب صيد يشتغل فيه صحبة ابنه…ومنهم من فكر أن يكون مربي نحل، أو أرانب.. أو بائع سمك، أو خضر، أو غير ذلك… السياق العام الدافع لإضراب الإخوة عن الطعام : إن ما ما أصبح مميزا للساحة التونسية من أشكال نضالية اعتماد اسلوب اضراب الجوع في مسائل تهم أفرادا أو مجموعات صغيرة، أو تهم مسائل تتعلق بالوضع السياسي في البلاد عموما. للمراقبين أن يقرروا إن كان الأمر يتعلق بقدرتنا الخارقة على ابتكار الأشكال النضالية الطريفة، أم أن أشكالا نضالية سجنية تكتسح الساحة… ولكن المؤكد أن اعتماد هذه الوسيلة –التونسية- يؤشر على حجم القهر الذى ينهش المتضررين، فيقايضون أجسادهم، أو لنقل حياتهم، مقابل الحصول على مطالب بسيطة، وإن عز الحصول على تلك المطالب، فلا أقل من التعبير عن رفض وضع لا يشرّف المتسبب فيه، ولا يعفي الضحية من البحث عن سبيل للحصول على حقوقها… الإضراب الذى شرع فيه سجينان سياسيان سابقان يثير الحديث عن ملف يشمل الآلاف، ويمس جوانب حياتية أساسية، وقليلا ما يتم الإنتباه إليه، والإشارة له، والتحرك من أجله في شموله وتعدد أبعاده… الساحة التونسية المستقلة والمعارضة تركز على الملف السياسي، باعتبار حقوق المواطنة هي أحد المداخل السياسية لكل إصلاح ونهضة.. ولكن هناك ملف آخر لا يقل أهمية، يتنامى الإنتباه إليه، والتفاعل معه، وإن بحجم لا يزال ضعيفا، وهو ما يتعلق بالحقوق الأساسية للإنسان، بما هو إنسان… لا أقصد به الملف الإجتماعي الذى يتكاثر ضحاياه يوما بعد يوم، باعتبار انتمائهم الفئوي، والذى يعبر عن نفسه بصيغ من التململ والإحتجاج مختلفة، وإنما أقصد ضحايا مظالم وسياسات تستهدفها باعتبار تجرّئها على التعبير عن أفكارها ومواقفها، واختلافها عن السائد، وبالتحديد عن الرسمي… وفي غياب الإحصاءات الدقيقة فإنه لا يمكننا أن ندرك هول الكارثة التي تشوّه صورة البلاد، وتمس من سمعتها… ولكن لمحاولة تلمس حدود الصورة، وتخومها، يمكننا أن نتساءل: كم من الإطارات أنفقت عليها المجموعة الوطنية بسخاء، فبادلتها سخاء بسخاء، فتميزت تحصيلا معرفيا، وكفاءة مهنية، ونزاهة إدارية، هُمِّشت بقصد، فحُرمت البلاد من علمها وكفاءتها، وإخلاصها وحماسها… كم من الأساتذة والجامعيين والمهندسين والموظفين السامين ينفق الواحد منهم يومه أمام ‘نصبة’ لبيع الخضر، لعله يوفر ما يقارب الكفاف… بالتأكيد لا يتعلق الأمر بحالات قليلة، ولا بعشرات، ولا بمئات… إننا أمام ملف يشمل بالتأكيد الآلاف. لا يتعلق الأمر بمسألة تربوية,, تخص التفضيل بين المهن، إذ الأصل أن الرزق كله طيب ما دام حلالا-وهؤلاء يتحرون الحلال في مكاسبهم- ولا يتعلق الأمر فقط بسياسة إذلال نفسي، إذ ما أصعب أن يجد المرء نفسه بعد أن جرب الإكرام والوجاهة في مهنة تناسب تحصيله وما أنفق فيه من جهد، ما أصعب أن يجد نفسه في شغل يوصف عند الناس بالوضاعة، ولا يوفر مع ذلك لا الإستقرار النفسي،  ولا الكفاية المادية… لا يتعلق الأمر بهذا، ولا بذاك فقط… وإنما يتعلق أيضا بما يمكن أن نسميه إهدارا للموارد العامة. فحينما يحرم الرجل المناسب والكفؤ مما يناسبه ويتماشى مع كفاءته عقابا له عن قناعاته ومواقفه، فإننا نجد أنفسنا بالضبط أمام تبديد للثروات العمومية… هذا ملف يشمل في نفس الوقت التهميش الاجتماعي، والإذلال النفسي، وإهدار الثروات العمومية، ومن أوجه الإذلال النفسي التابعة له أن يحرم الآلاف من إثبات صفاتهم العلمية في بطاقات هوياتهم، لتثبت بدل مما أنفقوا في سبيله أعمارا  وأموالا وعرقا، صفة أخرى ترمز لهذا التهميش الاجتماعي: عامل يومي، أو عاطل عن العمل… وكم من التونسيين يجدون أنفسهم محرومين من التنقل داخل بلدهم، بين مدينة ومدينة، فيحرم المرء من متابعة علاج يأمره به الطبيب، ويحرم من مواكبة مناسبات عائلية بدعوى المراقبة الإدارية. وكم من التونسيين يجدون أنفسهم مجبرين على الوقوف المذل أمام مراكز الأمن لتسجيل الحضور.. مرت بهذه الطريق عشرات الآلاف من التونسيين، ولا يزال المئات يعانون هذه العقوبة المذلة… وكم من التونسيين يحرمون  وأهليهم من تلقي علاج مناسب، بعد أن أنهكت السجون منهم الأبدان والأرواح، يعانون موتا بطيئا أقسى على النفس مما عانوا في السجون، إذ كان لها هناك على الأقل عزاء التّعلل بفقدان الحرية، أما الآن فهي تحرم من العلاج في حالة توهم بالحرية… وكم من التونسيين يحرمون وأهليهم وحتى أقاربهم من جوازات السفر و أنا منهم اذ اني محروم من خق التنقل منذ 19 ماي سنة 1990 و انا مقيم لفرنسا منذ 1978…. وكم من التونسيين هم محرومون من السفر رغم توفر الوثائق الضرورية…وكم منهم يحرمون من العودة الى أوطانهم بعد أن طحنتهم الغربة والحنين عقودا من الزمان… مات من مات من أحبابهم وما ألقوا عليه نظرة أخيرة، ولا شيعوا جنازته، ولا وقفوا مترحمين على قبره… وتزوج من تزوج، وولد من ولد، وحرموا من مشاركة أهليهم لهو الصيف وجد الشتاء… آلاف مؤلفة، بعضهم غادر البلاد في قوة الشباب وهو يطرق الآن أبواب الشيخوخة… وبعضهم غادرها جنينا وهو يداعب الآن أطفاله، وبعضهم لا يعرف تونس إلا من خلال رواية الآباء والأجداد. أبناء حركة النهضة ومناصروها هم أكثر ضحايا هذا الملف الثقيل… غير أن هناك مئات الضحايا من غيرهم، إذ يحرم العديد من قدماء المساجين من اليسار والقوميين لحد اليوم من حقوقهم السياسية والمدنية، بعد محاكمات مضت عليها الآن أكثر من ثلاثة عقود… ليجرأ من يشاء على وضع كشّاف لهذا الملف الرهيب، بالأسماء والتواريخ والأحداث، ولن يكون هذا الكشّف مريحا لأحد… لا للسلطة الحاكمة، ولا حتى للضحايا، إذ سيُسألون: أما وجدتم من سبيل لرفع المظالم عنكم؟ هذا الملف سياسي في سياقاته، بمعنى أن الأوضاع والمناخات التي ولّدته هي أوضاع ومناخات ودواع سياسية، ولكن يجب ألا يُسيّس، أي أنه لا يجب أن يكون موضوع مقايضة أو مساومة، لأنه يتعلق بحقوق أفراد، وإن تجاوزت أعدادهم الآلاف. لا يجوز لأحد أن يفقد الثقة في قدرة التونسيين على التعامل بحكمة مع كل الملفات مهما بلغت درجة تعقّدها… ولذلك فالمأمول أن يفهم أي إضراب او أي تحرّك في سياقه الخاص، وفي سياق أعم منه باعتباره نوعا من الإشارة الحمراء لأوضاع تعقدت وتعفنت ولم يعد بمستطاع أحد من الضحايا تحملها، ولم يعد بإمكان سمعة البلاد أيضا أن تتحملها… في ذكرى التأسيس : كتب الاخ فاضل البلدي بمناسبة ذكرى التأسيس للحركة الاسلامية معتبرا ان هذه الذكرى عزيزة أكثر من أي أحد ، والحركة الإسلامية مولود شارك فيه بقلبه وعقله ووقته وجهده ، حتى شب وكبر ، وحرص على أن يكون صالحا راشدا متطورا متوسعا في الاتجاه الصحيح مؤثرا في واقع البلد : إشاعة للقيم والأخلاق ووصلا للبلد بتاريخه وحضارته وإنقاذا له من التغريب والإلحاق الثقافي والاقتصادي والاجتماعي والسياسي ، وإرساء لقيم الشورى والديمقراطية والحكم الرشيد. وتحقيقا لتنمية تقوم على العدل والإنصاف وتقديس العمل وخدمة الناس. ولقد كانت السنوات الأوى التي امتدت من أواخر الستينات إلى أوائل الثمانينات سنوات التجريب والتدريب والتكوين والإعداد وشيء من التخطيط ، فيها حركة كثيرة ونشاط كبير وتوعية متطورة : « محاضرات ودروس وندوات وحلقات ذكر وأخرى للتكوين في المسجد والجامع والمعهد والكلية ». وتوسع النشاط بشكل سريع ، وكانت للإسلاميين مناطق احتكاك وصولات وجولات ، خاصة في المعاهد والجامعة ثم في النقابة حيث كان اليسار مهيمنا. كما كان للإسلاميين تفاعل متنام مع الواقع الاجتماعي والسياسي يشهد على ذلك منشوراتهم من المعرفة إلى المجتمع إلى الحبيب ، ودور نشرهم « الراية – الهدى – الجديد ». ويمكن أن نذكر على سبيل المثال -دون توسع- الموقف من الوحدة التونسية الليبية في سنة 1974 و من أحداث 77-1978 والموقف من أحداث الحرم في السعودية والتفاعل القوي مع الثورة الإسلامية في إيران سنة 78-1979 وما تلاها. وقد كان لذلك التوسع العددي السريع ، وذلك الحضور المطرد في الحياة الثقافية والاجتماعية والسياسية للبلاد. وذلك صراع القوي مع البعث والقوميين واليسار في المعاهد والجامعة. كان لذلك دور كبير في تطور الأفكار ووجهات النظر داخل الحركة الإسلامية. كل هذا التوسع والحضور القوي دور في لفت الانتباه من لدن السلطة إلى الخطر الزاحف و الفاعل الجديد في الواقع التونسي لذلك بدأ التفكير في إيقاف هذا المد مبكرا. فلم تكد تدخل عشرية الثمانينات حتى وقع إقرار قانون المساجد سعيا لحرمان الحركة الإسلامية من فضائها الحيوي وهو الجامع ، بحجة عدم توظيف المساجد للدعاية السياسية ، وتلا ذلك مصادرة نشرياتها الواحدة تلو الأخرى : « المعرفة » ثم « المجتمع » ثم « الحبيب ». وفي سنة 1981 وعندما أعلنت الحركة الإسلامية عن ميلاد « حركة الاتجاه الإسلامي » وطلبت تأشيرة في ذلك انسجاما مع قانون الأحزاب الجديد ما كان جواب السلطة إلا حملة الاعتقالات ثم المحاكمة السياسية لقيادة الحركة وكوادرها المركزية والجهوية. وبعد ذلك الحركة الاسلامية مرحلة جديدة تقوم على التشابك والتدافع العنيف واستمرت هذه المرحلة عشرين سنة. وسأحاول أن أقف بشيء من التحليل عند حدث الإعلان باعتباره مرحلة مفصلية في تاريخ الحركة الإسلامية. سؤال يطرح نفسه هل كان الإعلان عن « حركة الاتجاه الإسلامي » في 6 جوان 1981حدثا مسقطا أم كان تطورا طبيعيا واستجابة موضوعية للنمو والتطور الذي شهدته الحركة الإسلامية. فكيف تفاعل الإسلاميون مع هذا الحدث فهما وتنزيلا وكيف كان رد فعل السلطة وبقية الفرقاء السياسيين ؟ لا شك أن عشرية السبعينات كانت مهمة جدا في تاريخ العركة الاسلامية بتونس فقد شهدت حراكا قويا في الجامعة يتمثل في هيمنة اليساريين عموما واتباع حزب البعث الاشتراكي وكذلك القوميين الناصريين ونجحوا جميعهم  في إخراج الحزب الحاكم من الجامعة وصناعة نخبة يسارية متغولة في الثورية وتجرئ الطلبة على الدولة ومؤسستها الأمنية وشهدت تلك السنوات أوسع الإضرابات وأعنفها وكذلك حركة ثقافية نشيطة . ثم ظهر الإسلاميون من خلال الندوات والمحاضرات الثقافية أولا ثم المشاركة في الحياة النقابية الطلابية والتجمعات والاجتماعات العامة لاحقا وبدؤوا شيئا فشيئا يأخذون مكانهم بشيء من الجهد لأنهم لقوا مقاومة وصدا عنيفا من اليسار وغيره ولعل ذلك الصراع الفكري والميداني هو الذي ساهم في تكوين نخبة متوسعة اطرادا من الفعاليات الإسلامية التي ستصبح مع الزمن في المواقع الأولى في الحركة الإسلامية الناشئة. كما أن هؤلاء الطلبة هم الذين سيؤسسون ويطورون العمل داخل البلاد من خلال المعاهد. و احدثوا حراكا سياسيا مطردا في الحياة العامة للبلاد ساهم فيه بشكل واضح وضع الحزب الاشتراكي الدستوري  بعد إقالة أحمد بن صالح ومحاكمته وفراره. ثم كان خروج الأستاذ أحمد المستيري وجماعته من الحزب الأوحد في سنة 1973 وقناعتهم بضرورة العمل على التعدد ، ولابد من الإشادة والتأكيد على الجهد الذي بذله أحمد المستيري وحسيب بن عمار والدالي الجازي وحمودة بن سلامة ومحمد مواعدة وإسماعيل بولحية وغيرهم في صناعة وضعية جديدة ستكون أرضية صالحة لتشكل حركات سياسية وأحزاب تبدأ غير شرعية ثم تفتك شرعيتها وتفسح المجال أو تجرئ غيرها على ذلك. الحركة الاجتماعية المتطورة التي كان عليها الاتحاد العام التونسي للشغل بقيادة الحبيب عاشور وقد كان أهم فاعل فيها وقد كان لنقابة التعليم العالي ونقابة التعليم الثانوي أثر واضح في تطوير الاتحاد من حيث أطروحاته وأشكال نضاله . وقد انتهى إلى الاستقلال عن الحزب الذي كان مهيمنا ثم إلى الدعوة إلى الإضراب العام في 26 جانفي من سنة 78 وما ترتب عليه من إنزال الجيش إلى الشارع وإطلاق الرصاص وسقوط الضحايا ثم تدجين الاتحاد العام التونسي للشغل وإعادته إلى حضيرة الحزب الحاكم وزج القيادات النقابية في السجون وعلى رأسهم الزعيم المرحوم الحبيب عاشور. ولكن الحركة الاجتماعية لم تتوقف بل تطورت وإن بدا أن النظام هيمن عليها. أما الحركة ثقافية والإعلامية فكان أهم فاعل فيها جريدة « الرأي » و « الشعب » و « المغرب Le Maghreb » و »المعرفة والمجتمع والحبيب » الناطقة باسم الإسلاميين ومسرح متطور وحركة نشر ومعارض كتاب وغير ذلك مما ساهم في صناعة وعي جديد يريد أن يقطع مع وضعية وعقلية الحزب الواحد ويؤسس لتعددية سياسية وحراك حقوق وحرياتي يتوافق مع التطور الذي شهدته البلاد. يضاف إلى هذه العوامل الداخلية عوامل أخرى خارجية يضاف إليها التوسع السريع للحركة الإسلامية وما ترتب عليه من يقظة السلطة وانتباهها لخطر هذا الفاعل الجديد الذي ظنّ أنه غير منظم ولا مهيكل فإذا به كذلك ثم انتباه قيادات الحزب القديمة وعلى رأسها بورقيبة إلى طبيعة الفاعل الجديد أي الحركة الإسلامية ومناقضتها للمشروع الحداثي الذي بشر به وعمل على تنشئة الجيل الجديد عليه من خلال التعليم أساسا والثقافة والإعلام معاضدة. كل هذا جعل المواجهة واردة بين الدولة والحركة الإسلامية الناشئة – ثم إذا أضفنا إلى ذلك الحركة اليسارية والبعثية والقومية التي اختارت منذ أواخر الستينات سلوكا جديدا يقوم على المزاوجة بين المعارضة الراديكالية من خلال النقابات والتعليم والجامعة والاندساس داخل أجهزة الدولة ومؤسساتها وتوظيفها لتنفيذ برامجها من ناحية واستخدامها من ناحية أخرى لإعاقة الخصم الاديولوجي الجديد الذي بدأ ينافسها في الجامعة والثانويات والنقابة أي فضاءاتها الحيوية التقليدية التي هيمنت عليها لسنوات طويلة بدون شريك ولا منافس. أمام هذه التطورات واستجابة لمقتضيات النمو الطبيعية وتوقيا من الهجمة المحتملة سارعت الحركة إلى الاستجابة لدعوة النظام الجديدة والعلنية في امكانية قيام تنظيمات سياسية مستقلة عن الحزب أي الانتقال إلى وضعية التعددية السياسية وقد يكون التنبيه مفيدا إلى أن الوزير الأول الأسبق محمد مزالي كان مقتنعا بضرورة ذلك واستعمل نفوذه وحضوته لدى بورقيبة لنقل البلاد إلى هذا الوضع الجديد القائم على التعددية وقد يكون مقتنعا بضرورة إيجاد توازن في المجتمع بين يمين ويسار كما أن الأحداث والتطورات المتسارعة التي شهدتها البلاد في أواخر السبعينات كانت تقضي بضرورة ذلك عند السياسي النابه. إذا بادرت الحركة إلى ملاءمة الوضع الجديد وعقدت ندوة صحفية أعلنت فيها عن قيام « حركة الاتجاه الإسلامي » وطلبت تأشيرة في ذلك. ولكن هذه الحركة (بتصرف) لم تستوعب بنفس القدر والحماس لدى فعاليات الحركة وكوادرها ولم تأخذ حظها من النظر رغم أنها خيار منبثق عن مؤتمر ويمكن أن نقول إن عددا كبيرا من الكوادر خاصة الطلابية والتنظيمية منها لم تقبل بهذا التمشي ولم تستوعبه الاستيعاب المطلوب وبقيت متعلقة ومشدودة إلى الإرث التنظيمي ومنطق السرية الذي كان مهيمنا. وهو ما جعل الحوار يستمر بعد ذلك حول السرية والعلنية وجدوى الإعلان ثم جاءت الاعتقالات والمحاكمات فدعمت حجة المعترضين رغم أن تلك الاعتقالات كانت شبه حتمية لأن النظام كان يتحفز لذلك بغرض تأديب هذا الفاعل الجديد أي الحركة الإسلامية الذي كان يمثل اعتراضا وتحديا لبورقيبة وخياراته الحداثية ودخل فعلا في حركات احتجاجية قوية لعل أشدها وأكثرها دلالة الحركة الاحتجاجية التلمذية والطلابية التي كان احتجاز عميد كلية العلوم في ذلك الوقت أكبر تعبير عليها. ولنا أن نتساءل هل يمكن لسلطة ونظام قائم على الفردية والزعامة والامتلاء بالمشروع الحداثي أن يقبل بتحدي فاعل جديد نجح في سنوات قليلة في زعزعة مقومات الدولة الحديثة. كما لنا أن نتساءل أيضا عن درجة النضج التي كانت تطبع تصرفات قيادات حركة الاتجاه الإسلامي وفعالياتها في ذلك الوقت المبكر وهل كانت مدركة لطبيعة التوازنات وقادرة على ضبط النفس وواعية بطبيعة بورقيبة ونظامه ومقدرة لتداعيات سلوكياتها على الواقع السياسي والثقافي والاجتماعي في ذلك الوقت المبكر. ويحسن – من باب الاعتبار –  فهم عملية الاشتباك الأول (اشتباك 81) وكسب الحركة الإسلامية فيها (مسؤوليتها) لنكون قادرين على متابعة « المسلسل » بدون انفعال أو على الأقل بقدر معقول من الانفعال الواعي. لقد حاولت أن أبين أن الحركة الإسلامية أو « حركة الاتجاه الإسلامي » الوليد الجديد لم تدرك بشكل جيد صعوبة هذه الخطوة بالنسبة لبورقيبة ونظامه وإن كانت من الناحية الموضوعة سلوكا راشدا ومتلائما مع اللحظة التاريخية في ذلك الوقت واستجابة واعية لدعوة النظام الجديدة في قبوله بالتعدد. لكن سلوكها السابق لخطوة الإعلان وتحديها للنظام في المسجد والجامع والمعهد والجامعة وظهورها بمظهر الحركة المنظمة والقادرة على تحريك الشارع أو استغلاله وقيامها على معارضة الخيارات البورقيبية الحداثية. كل هذا استفز السلطة واستعداها فلم يتردد بورقيبة في اتخاذ القرار والأمر بالقيام بالحملة مستهدفا بالأساس القيادة في مستواها الجهوي والمركزي تأديبا لها على التحدي وإيقافا لتوسعها وإن كانت هذه العملية جاءت في بداية عهد الوزير الأسبق محمد المزالي الذي جاء مبشرا بالتعددية وراغبا في إزالة أسباب التوتر السياسي والاجتماعي وهو ما جعله يجتهد في حل المشكلة بعد ذلك فلم تكد تنتهي المحاكمة حتى بدأت الاتصالات والوساطات لإنهاك التشابك وهو ما يفرض الاعتبار. ثم الإقرار بأن الإسلاميين لم يحسنوا التعامل مع الواقع والاستفادة من الفرص المتاحة وترك الانفعال والتأثر بالأمزجة. ورغم أنهم أعلنوا عن مكتب سياسي يكرس العلنية بعد الاعتقالات الأولى – لكنهم لم يلبثوا أن انكفأوا على أنفسهم فحرموا من فرصة تثبيت أنفسهم كحركة سياسية – كما أنهم لم يستفيدوا من الفرص التي أتاحها لهم الوزير الأول الأسبق محمد مزالي. وبقي يتنازعهم خياران متناقضان :العلنية وما تقتضيه من حضور وسلوك وتدرج في الواقع السياسي يطبع الوجود ولا يخيف الخصوم ويهدي إلى الشرعية الواقعية وصولا إلى الشرعية القانونية. والسرية وما تقتضيه من انكفاء على الذات وتكتم وإرهاق في الحركة وتحمل أوزار الأسرار وازدواجية مغلظة يوجه ذلك حذر شديد ومغلظ وتوجس مطرد وقد كانت الغلبة دائما لدعاة السرية فكان ذلك سلوكا غالبا حرم الحركة الإسلامية من التطور الطبيعي الموافق لحركة التاريخ وفوت عليها الفرص التي أتاحها لها الواقع السياسي. و صدق الله العظيم اذ قال في سورة آل عمران: « ولتكن منكم أمّة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون » (آل عمران 104) و قال تعالى « مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ » (النحل:97).  و الله هو الهادي إلى سواء السبيل لا رب غيره و لا معبود سواه. و للحديث بقية إن شاء الله. باريس في 25 أوت  2008 بقلم : عبد السّلام بو شدّاخ، احد مؤسسي الحركة الاسلامية في تونس  


 تطوير خطاب الحركة الاسلامية في تونس
كنت قد كتبت في فترة سابقة عن ضرورة الاردوغان التونسي نظرا لحاجات التيار الإسلامي في تونس إلى حركة تغيير وتقييم تستجيب لتحديات المرحلة التي يمر بها بعد محنة التسعينات من القرن الماضي . ووصلت من بين جملة استخلاصات وقفت عندها إلى أن أكثر من هو مؤهل للقيام بهذا الدور هم شبابها الذين جمعوا بين تجربة السجن والقدرة العلمية والفكرية التي تسمح لهم بقراءة الأحداث والواقع والتوازنات قراءة سليمة بعيدا عن ردود الفعل المتشنجة الناتجة عن اعتبارات شخصية أو ايغال في مبدئية موهومة.  و بقطع النظر عما قد يكون أحدثه هذا الرأي من ردود فعل وتفاعل ايجابي أو سلبي داخل الصف الإسلامي   يجدر التأكيد مرة أخرى أن هذه الفكرة صارت أكثر إلحاحية في الوقت الراهن بعد جملة من التطورات التي شهدتها هذه الساحة على ضآلتها مقارنة بما هو مأمول منها.   وتتلخص هذه التطورات في بروز خطابات ومقالات تدعو قيادة الحركة  الإسلامية إلى مراجعة منهجها في التعامل مع السلطة ومنهم من بلغ به الرأي حد التنصل من هذه المواقف وتحميل رموز بعينها مسؤولية هذا الانسداد الذي تشهده العلاقة بين الطرفين.  وفي رأيي أن هذه الدعوات لم تلق حظها من التفاعل الايجابي لأنها صدرت عن أناس احرقوا كل سفنهم داخل الصف الإسلامي بصرف النظر  عن  حسن نيتهم إذ سارعوا إلى تحميل الإسلاميين المسؤولية كاملة دون احتراز وكانت لهم مواقف أنقصت من مصداقيتهم . وفي المقابل  وجدت دعوات أخرى على احتشامها يمكن ان تشكل مدخلا هاما لما هو مطلوب من خرق في الخطاب الإسلامي من اجل مصلحة التيار والبلاد عموما.  واللافت أن  الدعوات بشقيها استهدفت كما ذكرنا رموزا بعينها على رأسهم الشيخ راشد الغنوشي زعيم الحركة. وكنت شخصيا قد صنفت الشيخ الغنوشي  ضمن القيادات التي لم يعد لها ما تلعبه داخل المجال السياسي باعتبار ان التجربة في العالم العربي أثبتت استحالة الجمع بين الثقافة والممارسة السياسية ودعوت الشيخ وأمثاله الذين بلغوا « درجةالاباء الروحيين » كما وصفتهم آنذاك  إلى أن يهتموا بالإنتاج الفكري والنظري والبحوث العلمية من اجل مزيد تنضيج المدونة الفكرية للتيار الإسلامي.  واليوم أعود للحديث في الموضوع بعد اطلاعي على الخطاب الأخير للشيخ الغنوشي في موقع النهضة انفو بمناسبة الذكرى 27 لتأسيس حركة النهضة والذي فاجأني من جهة وأكد لي بعض القناعات من جهة أخرى أحاول ان أقف عليها في  هذا المقال. المفاجأة ليست كبيرة بالنظر إلى تتبع النسق العام لخطاب الشيخ بعد سنوات المحنة والتي لم تخرج عن إطار تصعيد الخطاب في إطار التمسك بمبدئية يحسبها  البعد الوحيد في العمل السياسي،  ولا تعدو المفاجأة سوى استغراب من  توقيت صدور هذا الخطاب محقا في ذلك كنت ام مبطلا باعتبار أن « الشئ من مأتاه لا يستغرب » كما قد يقول لي البعض ردا على هذا التفاجئ. غير ان الأمر  عندي مستغرب لأنني لا أرى الشيخ مأتى لهذا الشئ لان له في نظري القدرة على حسن القراءة  لا يمنعه منها غير تمسك بمبدئية محمودة في غير هذا الموضع  ،وهذا لا يعني  فتوى لغيره للتخلي عن مبدئيته  بقدر ماهي دعوة الى فقه الواقع المعيش والمحيط بما لا   يخل بالمبدئية ولا يضيع مصلحة.اما زمن صدور المقال فوجه الغرابة فيه انه لم يراع تغير الزمن أولم يقرأ  زمنه كما ينبغي ان يقرأه،فظل حبيس لغة جربها منذ عقدين من الزمن  ولم تؤت أكلها بل ربما ادت الى نتائج خطيرة على المشروع الإسلامي في تونس ولم تضر السلطة شيئا. ذلك أن التوصيف لا ينبغي ان يكون غاية في حد ذاته و هو لا يحسب لصاحبه انجازا وأن بلغ في الدقة مبلغه لان المطلوب في العمل السياسي هو فهم ميكانيزمات عمل الطرف المقابل وحسن تحليلها لا وصفها. ولنا هنا ان نورد امثلة على ذلك تبين الفرق بين التوصيف والتحليل، وأبرز مثال هو من داخل التيار الاسلامي وفي علاقته بالسلطة و انا هنا اذكر كيف كان الاسلاميون يصفون السلطة بأبشع النعوت  وبالغوا في نشر هذا التوصيف حتى ظلوا حبيسيه ومنعهم من فهم آليات عمل السلطة حتى كانت محنة التسعينات فوجدوا انفسهم امام حقيقة مخالفة للسلطة التي وصفوها بالغباء والحمق وظنوا انهم قادرون عليها في اي لحظة في المقابل كانت السلطة تدرس الإسلاميين وتقرا خطابهم وتؤله بما يخدم هدفها ونجحت في ذلك أيما نجاح، ولست هنا انتصر لها أو اقلل من قيمة الإسلاميين ولكن كان هذا  واقعا  يقر به  كل من عايش تلك الفترة ، فما الذي يعنيه ان يستمر مثل هذا الخطاب بعد عشريتين من الزمن؟ ماذا يعني ان تصف  مشروع السلطة بالهولوكست النوفمبري؟ يعني هذا في التقدير البسيط عدم الاستفادة من التجربة ولا مراعاة لواقع الحال .  وللتوضيح أقول يشترك ابن الريف وابن المدينة مثلا في توصيف الحمار لكن ذلك لايعني  اشتراكهما في سوس الحمار  فلا يعني اعتقادك في حماقة الحمار قدرتك على سوسه ما لم تكن مدركا لطبعه عارفا به.  وهذا قياس مع وجود الفارق لكنه يساعدني على توضيح وجه الغرابة في صدور هذا المقال للشيخ الغنوشي فالتوصيف الذي ظل الاسلاميون يتمسكون به منعهم من قراءة آليات السلطة وفهمها ومتابعة تطورها على خلاف العلمانيين في تونس مثلا خاصة منهم الذين يشتركون او يقتربون من توصيف الاسلاميين للسلطة  فهؤلاء رغم وصفهم السلطة باللاوطنية  والعمالة والكمبرادورية وغيرها من « النعوت القوالب » إلا ان ذلك لم يحبسهم عن التعامل الواقعي والبراغماتي مع منطق السلطة ومحافظتهم في الوقت نفسه على صفة المناضيلن وهنا أسال ماذا يعني أن يتحرك رموز المعارضة الذين يتحالف معهم الإسلاميون اليوم وغيرهم ممن يحتفظون بعلاقة متوترة مع السلطة  ، يتحركون بكل حرية لهم الحق في العمل والسفر والاتصال بالأطراف الدولية  و المشاركة في الأنشطة الثقافية بأشكال مختلفة وتضطر السلطة الى تبرير ما قد تفعله في حقهم من إيقاف او اعتداء  وأحيانا تفند ذلك في حين لا تبالي لاحتجاج اسلامي يقع ايقافه او سجنه او قتله بل قد تزيد من وقاحتها و تدافع عما مارست في حقه . يعني هذا كله وببساطة ان الاسلاميين لم يحسنوا بعد قراءة ميكانيزمات عمل السلطة ولم يستطيعوا ان يلائموا بين المبدئية والمصلحة او بمنطق الاصول لم يستطيعوا ان ينزلوا النص في واقعهم.  هذا عن زمن صدور هذا النص اما عن مضمونه  فأبدا بسؤال الى صاحبه ومن يتبناه هل أحدث هذا الخطاب خرقا في الواقع الذي يعيشه الاسلاميون في تونس؟  وهل كان الاسلاميون المسرحون او المسجونون في حاجة الى وصف ما يعانونه ام الى تغييره ؟ وهل ان التوصيف سبيل امثل لتغيير ما يتعرضون اليه ؟ في ظني ان الاجابة عن كل هذه الاسئلة هي اجابة بالنفي لاسباب: اولا سبب منهجي إذ التوصيف فعل عاطفي بلاغي قد يفتح لصاحبه ابواب خطاب لا ينغلق ويشتت امامه السبل بحيث يمنعه من ادراك مبتغاه خاصة إذا كان هذا الواصف او القائم بالتوصيف عرضة لما يصفه فحتما سيغلب الجانب النفسي على التوصيف وان بالغ صاحبه في تحري الموضوعية والفهم  وللإشارة هنا فانا لا أقول بعدمية التوصيف ولكني أرى الوقوف عنده والمبالغة فيه من الأخطاء المنهجية القاتلة. ثانيا يعتبر هذا التوصيف مؤشرا خطيرا على عدم تطور الحركة الاسلامية على مستوى  العمل المؤسساتي ذلك ان مثل هذا الخطاب لا يمكن ان يصدر عن مؤسسة حركة سياسية ،لان المؤسسات مهما بلغت حدة تشنجها إزاء موقف ما فإنها  تعدد الاراء فيها  واختلاف وجهات النظر يساعد على  صدور خطاب متزن يراعي المصلحة العامة للحركة ولا يخل بأهدافها ويحدد موقفه من الواقعة او الحدث بحنكة وذكاء. ولان خطاب الشيخ كان غير ذلك في تقديرنا فإن التساؤل الذي يفرض نفسه هنا هل تحولت المؤسسة الى الشيخ أو احتكر الشيخ المؤسسة فصارا واحدا متماهيين؟ ظاهر الأمر يوحي بهذا الاتحاد  غير المحبب في زمن تغيرت فيه الكثير من أساليب العمل السياسي ،وإذا استمر مثل هذا الاتحاد فنتائجه ستكون كارثية على العمل الإسلامي  وسيكون ارتكاب خطأ آخر نتيجة هذا النمط من التفكير جريمة في حق الإسلام والإسلاميين والبلاد التي خسرت كثيرا بغياب الإسلاميين عن الساحة السياسية، ولست املك وصفة جاهزة للحل خاصة في ظل التعنت الذي تبديه السلطة في التعامل مع هذا الملف ومع ملفات الحريات العامة في البلاد مطلقا ولكني أدعو أبناء الحركة الإسلامية خاصة الذين هم في الداخل إلى التفكير بعمق وعقلانية وواقعية في واقعهم وسبل التجاوز  و أن تكون لهم الجرأة على القطع مع كل الأساليب القديمة حتى التي أثبتت بعض فعاليتها باعتبار ان الواقع تجاوزها ،كما ادعوهم إلى أن لا يضعوا أي شئ في موضع المقدس  حتى يستطيعوا تبين الخلل فيه وأن لا يستعجلوا الثمرة   وليتريثوا في استخلاص النتائج. واختم مقالي هذا باقتراح أرى فيه من الجدة والجدية ما يساعد الإسلاميين على البدء بالخطوات الأولى للتجاوز دون ان يكونوا عرضة للتبعات الأمنية التي قد تضيق عليهم سبل العمل وإن كان الأذى غير مستبعد في بلادنا لكن هذا الاقتراح سيحرج السلطة ويفرض عليها التعامل بطريقة مختلفة مع الملف وحتى أذاها الذي قد تفكر في إلحاقه مرة أخرى بالإسلاميين لن يكون في حجم المرات السابقة وسيلقى الإسلاميون مساندة اكبر من كل الأطراف، ويتمثل الاقتراح في فتح حوار علني بين أبناء الحركة عبر شبكة الانترنت يقدمون فيه تصوراتهم للعودة السياسية وطريقة عملهم دون حرج وابتعادا عن ازدواجية الخطاب مع الاحتفاظ ببعض الخصوصية التي تهم كل حركة سياسية بما فيها الحزب الحاكم كعدم مناقشة ما صار ملكا للتاريخ باعتباره شأنا داخليا يمكن أن يطرح حين تعود مؤسسات الحركة للعمل في ظل القانونية والشرعية. إن مثل هذا الحل من شأنه ان يذهب حجة السلطة في قضية التنظيم السري كما يذهب حجته وحجة المترددين في مساندة التيار الإسلامي حول قضية ازدواجية الخطاب  وفي الوقت نفسه يقدم صورة واضحة لأبناء الوطن عن هذا التيار يوسف الأخضر باحث جامعي

معـارض عادي في عطلة عـادية !

   

د. خــالد الطــراولي ktraouli@yahoo.fr   رأيته في السوق، يقضي شؤونه، كانت بشرته قد تغيرت، أصبحت محمرة تقترب من شقائق النعمان، رغم أنه لم يغب عن ناظري سوى شهور معدودة…اقتربت منه وسلمت، نظر إليّ وكأني فاجأته، رد السلام وحدّق في وجهي، أحسست باضطراب في ملامحه لم أفقهه، وكأنه لم يرد لقائي… قلت: كيف حالكم وحال الأهل الكرام؟ قال: « بخير..، » كانت ذبذبات الصوت تعلن ارتجاجا لم أفهمه… قلت: « كيف حال البلاد؟ » قال: « أوَ سمعت؟ » قلت: « وهل كان مخفيا، هل سعيت إلى التستر عليه، هل أنت سارق أو منبوذ؟.. » أسرع بالإجابة وكأنه ينفي تهمة ألصقت به.. « لا لا أبدأ!!!… » أسرعت لإنقاذه وقد أحسست بإحراجه دون إضمار ذلك، وأعدت السؤال بابتسامة تطمين وأخوة صادقة : « كيف حال البلاد؟ » أشرق وجهه وقال : « بخير… لقد كانت عطلة طيبة… صدقني لم يكلمني أحد ولم يزعجني أحد…أعوان القمارق ردوا عليّ التحية والله، والبوليس ابتسم لي…تنقلت من شاطئ إلى شاطئ… ومن مدينة إلى مدينة… من مقهى إلى مقهى، ومن عرس إلى عرس… ملأت عيناي وأذناي وكل وجداني بصور البلد وحديث الناس لأشبع ذلك الحنين الذي فقدته على أكثر من عقدين.. » ثم صمت وكأنه ينتظر مني تعقيبا.. ثم واصل…. »ملأت ناظري من والديّ، من أقاربي، من أترابي، من حجارة المنزل، من إسفلت الطرقات، من تربة الحقول ومياه الأودية… كانت عطلة رائعة، ألا ترى أثر الشمس على بشرتي، لقد كدت أبيت تمرغا في الشواطئ ورمالها الذهبية، وحتى لا أزعج أحدا فقد قضيت أغلب ليالي في نزل بالمدينة…صدقني لقد أشبعت شرهي من لحم العلوش البلدي الذي افتقدت طعمه سنين…زرت السوق واشتريت ما لذ وطاب وخاصة السمك، ما أحلاه مشويا على « الكانون »… لن تستطيع تصور مذاقه… ولن أحدثك عن الفواكه قد نسيت طعمها بعدما تعودت بالفواكه التي لا ترى الشمس، وقد اخذت نصيبي منها بكل شره… » استرجع أنفاسه قليلا ثم واصل فرحا مسرورا… »خرجت إلى الشارع وسقت سيارتي التي أعجبت الكثير، ولم يوقفني البوليس مرة واحدة، دخلت المطعم ولم يمنعني أحد، جلست في المقهى ولم يعترض عليّ أحد،..تصور صليت مرة الفجر في المسجد ولم يتعرّض لي أحد!! تجولت في الأسواق ولم يتبعني أحد، ذهبت إلى الملعب وصفقت لناديَّ المفضل ولم يغضب عليّ أحد… قرأت الصحيفة اليومية وأركاني المفضلة: صدى المحاكم وشؤون الرياضة، ولم يمنعني أحد أو يسألني عن ماذا تقرأ أو لماذا تقرأ؟ لقد أصبحت إنسانا عاديا والحمد لله… إن حظرت لا أُرى، وإن غبت لا أُفتقد… » ثم استدرك… « لماذا لا تتكلم؟… قل شيئا… »  ابتسمت… على فكرة صاحبي هذا يحمل هذه البطاقة « الرمادية » : العمر: جدّ جديد أو يكاد، وأحفاد على الطريق. حوكم بسنوات سجن طويلة، وتعرض في سنين شبابه للسجون والمعتقلات. منفي عن بلاده لسنوات طوال. عرف النضال  في كل مراحل حياته وكانت الجامعة منطلق المسار. تزوج مناضلة وأنجب مناضلين وعلم أبنائه النضال. أحد برامجه المفضلة الأخبار ولا غير الأخبار. يعلق في صالون بيته خريطة بلاده، وعلى جانبي الأريكة علم البلاد.. وفي الوسط لوحة مكتوب عليها بلون أحمر داكنا كشقائق النعمان.. « نعيش في الوطن ويعيش الوطن فينا « ! (المصدر: موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net بتاريخ 25 أوت 2008)

تبعد عن تونس العاصمة 20 كيلومتراً قرية سيدي أبي سعيد.. درة المـتوسط وقبلة «المريدين»
تونس – محمد الحمروني  كغمامة معلقة بين السماء والأرض، تتربع على تلّة صخرية تغازل قمتها الغيوم وتنبع من أسفلها عين يسميها أهالي المنطقة عين «تاساط» وهي عين عذبة، ماؤها مفيد جدا في تفتيت الحصى علاوة على أن البعض من الأهالي يتبركون بها فلا يشربون إلا منها خاصة خلال شهر رمضان المعظم، ومن علو يقارب 330 مترا عن سطح البحر تشرف «عروس المتوسط» قرية سيدي أبي سعيد الحالمة على أغلب مناطق الضاحية الشمالية للعاصمة من المرسى شمالا إلى قرطاج جنوبا.. ومن خلال بحيرة تونس تطل القرية على أغلب أجزاء العاصمة التونسية من «أريانة» إلى «حمام الأنف». تقع المدينة على بعد 20 كلم عن تونس العاصمة، وبألوانها المميزة، التي تجمع بين زرقة البحر وبياض السماء، ومنحدراتها المتعرجة تشكل القرية لوحة فنية رائعة تجمع بين جمال الطبيعة وروعة المعمار المغاربي- الأندلسي ذي السحنة «الإفريقية»، لذلك فليس من المستغرب أن يتم اعتبار المدينة سنة 1915 أوّل موقع محميّ في العالم. ولا يعرف لتأسيس المدينة تاريخ معيّن، غير أن البعض يعيد تأسيسها إلى نحو 500 عام خلت، فيما يربط البعض الآخر بين نشأة المدينة واستيطانها من قبل الولي الصالح الذي تحمل اسمه وهو أبو سعيد الباجي المدفون في قلب المرتفع الذي توجد عليه المدينة. وحسب بعض الروايات التاريخية فإن سيدي أبي سعيد ومجموعة من الأولياء الصالحين الآخرين مثل سيدي عبدالعزيز المدفون بجهة المرسى وسيدي بالحسن الشاذلي وغيرهما اتخذوا من المرتفعات المحيطة بالعاصمة التونسية والمطلة على البحر الأبيض المتوسط خلوات لهم رابطو بها (ومن هنا جاءت تسميتها بالرباطات) خلال غزوات «الفرنجة» ليتفرغوا للعبادة من جهة، وحتى يتمكنوا من رصد العدو القادم عبر البحر من جهة ثانية. وظلت المنطقة منذ بداية القرن الماضي، وخلال كامل الحقبة الاستعمارية الفرنسية، والى الآن، ملجأ هادئاً لعدد كبير من الفنانين البارزين ورجالات الفكر والكتاب والفنانين والشعراء، مثل البارون دارلونجاي الذي ما زال بيته موجودا إلى الآن، ووقع تحويله في العشرية الماضية إلى ناد دولي للموسيقى المتوسطية، ورسام تونس الأول الهادي التريكي. والمكان عبارة عن قرية متوسطة الحجم ومميَّزة الموقع تقع على جبل ضخم يكسوه الشجر والزرع، وتطل على بحر جميل ذو رمال ذهبيه ناعمة إلى جانب مرفأ سيدي بوسعيد. ويبغ عدد سكان القرية نحو 1000 ساكن هم جزء من 8000 ساكن عدد سكان مدينة سيدي أبي سعيد التي تمتد على سفح الجبل حتى قرطاج جنوبا والمرسى شمالا. وتتميز المنطقة بمعمارها المتوسطي مع تأثيرات إسلامية وإفريقية واضحة تتجلى خاصة من خلال القباب والأقواس والنقوش التي تزين الأبواب المتأثرة في أغلبها بالطابع المميز لأبواب المساجد والجوامع الكبرى بتونس. أما الانهج فهي ضيقة ومتعرجة وكلها مبلطة ببلاط حجري على شاكلة الشوارع الرومانية القديمة، تزيدها فوانيس الإضاءة الصفراء وانعكاسات أضوائها على الأزهار والنباتات المتدلية من حدائق بيوتات القرية روعة وجمالا. وعلى امتداد الطريق الرئيسية المتعرجة نحو الأعلى، تصطف دكاكين بيع السجّاد التقليدي وغيرها من منتوجات الصناعات والحرف التقليدية التي يقبل السوّاح على شرائها كهدايا تذكارية. وعند نهاية المرتفع تقع «المقهى العالية» بزينتها المميزة وتاريخها الذي يعود إلى مئات السنين حين كانت مقصورة على أعيان البلاد فقط، وهي مقهى ذات درج عال وتتوفر على طابع عربي أندلسي غاية في الروعة والجمال وهي أشهر مقهى في القرية بل في البلاد التونسية بأكملها. وعلى الطريق ينتشر باعة الفلّ والياسمين بلباسهم التقليدي الأحمر الجميل وسحنتهم العربية المتوسطية.. يوزعون على المارة الابتسامات وعقود الفل ومََشََامِِيم (جمع مشموم) الياسمين. ومع بلوغ أقصى التلّة يتبدى للزائر مشهد غاية في الروعة.. مشهد المتوسط الممتد من سفح الجبل الراسي حتى الأفق البعيد وكأنه في سجود أبدي يؤدي فروض الولاء والطاعة للجبل المهيب، ويردد مع سيدي أبي سعيد أوراده. وكما العشاق في وجدهم وهيامهم لا يهدأ ليل «أبي سعيد» إلا قليلا، وفي ساعة متأخرة جدا من الليل عندما يتبدى الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر تهدأ الحركة قليلا وتستسلم القرية إلى بعض النوم استعدادا ليوم صيفي جديد تستقبل فيه أفواجا جديدة من «زوّار» عتباتها الجميلة.   (المصدر: جريدة العرب (يومية – قطر) بتاريخ 25 أوت 2008)

 
 كما تكون الثقافة تكون التنمية

 

 د. الضاوى خوالدية* لعل ما ينبغى إثارته بدءا محاولة تحديد مصطلح “ثقافة” باعتماد مرجعيتين حضاريتين فأشهر التعريفات الغربية الحديثة للثقافة هي: “أنها طريقة الحياة الكلية لشعب من الشعوب” والتى فصلوها بأنها: ذلك الكل المعقد الذى يشتمل على المعرفة والعقيدة والفن والأخلاق والقانون والتقاليد وما إلى ذلك من القدرات والعادات والمهارات التى يكتسبها الإنسان ويشكل بها شخصيته من حيث هو عضو فى مجتمع، أما التعريف العربى فاهتم بتعامل الفرد مع ثقافته المكتسبة لذلك فسر ابن منظور: ثقف: حذق وتعلم بسرعة، والثقف: الحاذق الفهم والضابط لما يحويه القائم به والثابت المعرفة بما يحتاج إليه والمقوم، وعرف ابن المقفع “الثقافة” بربطه بين العقل المكوّن / الجهاز والأدب / الثقافة قائلا: “سليقة العقل مكنونة فى مغرزها من القلب لا قوة لها ولا حياة بها ولا منفعة عندها حتى يعتملها الأدب الذى هو نماؤها وحياتها ولقاحها”، يبدو أن تركيز الغرب على محتوى الثقافة المكتسبة مأتاه قناعته التامة أن التعبير الفردى والجماعى عنها فهما واستيعابا ونقدا وإثراء حق له وواجب عليه وتركيز الشرق على كيفية تعامل الفرد مع ثقافته إلحاح على ضرورة التعبير عنه… والثقافة بالمفهومين تبقى طريقة الحياة الكلية لشعب من الشعوب أو ذلك الكل المعقد والمفهومان قد يوحيان بثبات وجمود لكن الحقيقة أنهما ينبضان حياة وتحولا وتغيرا لأنهما من مقومات الإنسان الكائن الثقافى المتحرك المحرك المتطور عبر الزمان أى المنمى ذاته ومجتمعه والبشرية بنظم حياة يصوغها من نظام ثقافته الأم ملقحا إياها ومنميا بما يراه مهما فى ثقافات أخرى صياغة لا تعرف الاكتمال لأن السياسة والاقتصاد والفن والأدب والمعارف… ظواهر لا تتوقف عن التشكل إذ هى خاضعة تام الخضوع للرأى العام وأجهزته الإعلامية والعلمية والفكرية والمدنية والحزبية والقضائية… الذى لا ينى عن النقد والتقويم وفرض البديل لذلك نرى حياة الشعوب الحية نهرا جاريا متجددة مياهه على الدوام إذن فالثقافة مهما كانت عراقتها وضخامة مخزونها لا تؤدى دورها المنمى إلا إذا كان المنتمون إليها أحرارا فى التعبير عنها تعبيرا ناقدا مشرحا مقوما مجددا متجاوزا أى بعبارة أخرى سلطة ثقافية بناءة ولعل التمييز بين الدول المتقدمة والدول المتخلفة يقوما أساسا على منهج تعامل مجتمعى « السياسى والمدني » تلك وهذه مع ثقافتهما. فثقافة مفتوحة على مثقفيها مساءلة منهم على الدوام مقومة ومدروسة… تؤدى دورها كاملا وهو تنوير المجتمع وترشيد السياسة ونشر السلم الاجتماعى وإزالة التعصب وبث التفكير المتزن المنطقى فى الأحكام وفتح آفاق الناس وفرض العدل وتكافؤ الفرص وتشييد، بالتالي، مجتمع متكاتف متضامن مفتخر بهويته / ثقافته متحول من حسن إلى أحسن على جميع الصعد إذ لا صعيد خارج عن نطاق بنية الثقافة الوطنية، وما النهضة الغربية أو عصر الأنوار وكذلك انطلاقة بعض دول آسيا اللافتة للعالم إلا تثوير لثقافتها الوطنية وطرحها للجميع بغية فهمها ونقدها وتقويمها وعقلنة ما ليس “معقولا” وصياغة نظريات منها… ديدن هذه الحركة الحرية الثقافية التامة التى لا تسعى إلى فهم الواقع لتفسيره فقط وإنما استعمال هذا الفهم لتغييره نحو الأفضل وقد يكون هذا ما حدا بماوتسى تونغ إلى تربية شعبه الذى يبنى الصين العظيمة بمفردات بسيطة منها: – وحدة الصين فثقافة النقد الحر فوحدة الصين – فلتتفتح مائة زهرة ولتتنافس مائة مدرسة إذ تفتح الزهور « تطور الفن » وتنافس المدارس « تطور العلم » لا يتأتيان ويتطوران إلا بالحوار الحر والتنافس النزيه بعيدا عن سلطة الدولة والحزب. – الاضطرابات والاحتجاجات الشعبية غير محبذة لنا لكنها مفيدة جدا لنا لأنها تعرفنا بأخطائنا فنتفاداها. ولهذا كانت اليابان فى القرن التاسع عشر والصين فى النصف الأول من القرن العشرين أقل من مصر تقدما فإذا بهما تصلان إلى ما وصلتا إليه، وكانت دول عربية اخرى أفضل من كوريا فى الستينيات فإذا بكوريا تعرف تقدما مذهلا بينما تتأخر دولنا العربية. وثقافة مغلقة أبوابها: إن وضع ثقافة شعب فى صندوق محكم الإغلاق ظاهرة “حديثة” فى عالم الحداثة رأى أبطالها أن الغلق هو السبيل الأوحد للبقاء على سدة الحكم غير مكترثين بما يسببه ذلك من أخطار مدمرة على شعوبهم فمدمرة لهم وأنظمتهم وقد يكونون على “حق” لأن ثقافة مشرعة الأبواب على مواطنين أحرار يعنى فى ما يعنى تجدد الهواء وتجدد الدماء وتجدد الأفكار وتجدد بالتالى حياة المجتمع السياسية والاقتصادية والعلمية… وهذا التجدد يتنافى وجمود السياسة. إن تجميد الثقافة بالسياسة والاستبداد يشل العقول وينشر اليأس ويدمر الاقتصاد ويجوع الأغلبية من الشعب ويبذخ الأقلية ويشرع لها توريث البذخ ويفسد الأخلاق ويشيئ الناس أو يفقدهم أبعادهم الإنسانية فيتحولون ربوهات استهلاكية ويمحق الشعور بالانتماء إلى وطن وحضارة وليس هذا فقط بل إن البعض من الشعب قد يلوذ إلى ملاجئ دينية أو عرقية أو طائفية أو جهوية حماية للذات من الجوع والظلم واليأس وامتهان الكرامة والتعسف فيجد غالبا أيديا ممدودة إليه تعطف عليه وتكبره وتساعده وتؤطره ليخدم مصالحها و”مصالحه” فيكون التعصب المفرخ للإرهاب ذى البعد الدينى كما هو مشاهد فى بعض البلدان العربية وذى البعد العرقى كما وقع فى رواندا بين الهوتو والتوتسى وذى البعد الطائفى كما هو واقع فى العراق على أيدى فرق الموت الشيعية… إن خنق ثقافة بلد وفرض سياسة الأمر الواقع تلبية لمصالح فئات فاسدة يمزق النسيج الاجتماعى ويفتت الوطن ويخلّق الإرهاب ويحيى العصبيات والعرقيات والطائفيات وينبت عصابات الإجرام وقطع الطرق وترهيب المواطنين ويوقف بالتالى حراك المجتمع نحو الأفضل بل يرجعه إلى عصور الظلام ولعل الأخطر فى خنق الثقافة ليس ما ذكرت وإنما هو تشويه الثقافة وإتلافها.   * كاتب من تونس   (المصدر: جريدة العرب (يومية – بريطانيا) بتاريخ 23 أوت 2008)
 

التطبيع جريمة ولا بد من محاكمة شعبية للمطبعين
الأستاذ الهادي المثلوثي انتهى المؤتمر الجغرافي الدولي الذي استضافته زمرة التطبيع في كنف التعتيم والسكينة. وتنفس البعض السعداء بنهاية هذا المؤتمر وكأن التطبيع مجرد زيارة وانتهى الأمر. وقد بدأ البعض ممن أخذهم قطار التطبيع غرة يعيد حساباته بعد حصاد مر ومهين حيث لم يجن المطبعون غير لعنة المجتمع المدني ومنظماته ونقاباته التي وقفت بصرامة ضد الحضور الإسرائيلي ومن استضافه وأخفض له جناح الذل من الطمع والتقديس. والواقع أن من انخرط في التطبيع لن يخرج منه وإن استعاد وعيه وإرادته لأن من خان متعمدا وطامعا لن تقبل منه توبة ولا تحق به الشفقة. فما توشحوا به من أوسمة ذل ستظل تلتف حول أعناقهم إلى أن تقطع لهاثهم وتحشرهم في مركن المنبوذين. سيكفون بصرهم بعدما عمت بصيرتهم وستصم آذانهم بعدما وسوس فيها خناس بني صهيون ولن يرفعوا رؤوسهم ولا هاماتهم أمام بني وطنهم من زملائهم وطلبتهم، اللهم إذا بلغت بهم الجرأة مستوى أبي رغال في خيانة قومه لمصلحته الخاصة أو المالكي وزمرته التي داست مجد العراق وجلست على أنقاضه تشرعن تطبيع الاحتلال واستدامته. والحقيقة التي لابد من ذكرها أن النجاح الوحيد الذي حققته زمرة التطبيع الجغرافي هو القدرة على مخادعة الكثير من الجغرافيين من خلال التعتيم الإعلامي حول المؤتمر والمشاركين فيه والدليل ما صرح به بعض المشاركين عندما سئلوا صحفيا عن موقفهم من مشاركة الوفد الصهيوني حيث كرر جميعهم أنهم لم يكونوا على علم بحضور الوفد الإسرائيلي. فهل بلغ المضي في التطبيع وإنجاحه درجة الإيقاع والتغرير بالجغرافيين لإحضارهم ووضعهم أمام الأمر الواقع أي ‘التطبيع عنوة’ حيث تورط بعض الجغرافيين بوقوعهم في مصيدة التطبيع مع العلم أننا قد نبهنا واستشرنا واستفتينا العديد من الجغرافيين حول كيفية القطع مع الجغرافيين الصهاينة وسد منافذ التطبيع أمامهم لأن الجغرافيا ليست علما محايدا ومن يدعي غير ذلك فهو إما جاهل بدور علم الجغرافيا أو منافق أفاق منبت الأصول. وعليه فإن الذين شاركوا وحضروا من أجل الجغرافيا وقصدهم الاستفادة العلمية والمعرفية فهم أخطر من الذين كشروا على أنيابهم واستخدموا كل مخالبهم ليكونوا أشد رعاة لمحافل ومنابر التطبيع. أما الذين غرر بهم أو هددوا بتعطيل مصالحهم وملفاتهم العلمية فهم معذورين لسببين الأول لأنهم قليلو التجربة والقضية تتعلق بمستقبلهم العلمي لأن الوصاية أو بالأحرى الاستبداد الأكاديمي لازال سلاح ضغط بيد البعض من إقطاعيي الحوزة الأكاديمية الذين يمسكون بملف الإشراف والترقيات العلمية، والسبب الثاني لأن من نصبوا أنفسهم قدوة في الحياد العلمي والدفاع عن الجغرافيا يمتلكون من أساليب المراوغة والتبرير أكثر مما يمتلكه أي صهيوني مندس. وهم بلا شك كانوا السبب في زج جمعية الجغرافيين التونسيين في معركة خاسرة وحولوها إلى مطية للتطبيع مع صهاينة الاتحاد الجغرافي الدولي صنيعة الاستعمار وأداته والدليل ليس ماضي الاتحاد وتاريخه الحافل بالمواقف العنصرية فقط وإنما مؤتمره الإقليمي القادم 2010 الذي سيعقد بتل أبيب دعما لجغرافيي الأرض الموعودة وإسرائيل الكبرى وتكريما للجغرافيين المطبعين وتنكيلا بالشعب الفلسطيني الذي اغتصبت جغرافيته وانتزعت أرضه ولازالت تسفك دماؤه. وهكذا استخدمت جمعية الجغرافيين التونسيين قاطرة تطبيع ودنست أرض تونس العربية لتكون جسر عبور نحو الملتقى الجغرافي القادم في أحضان الكيان الصهيوني. وستكون الفرصة لتقبيل حائط المبكى خشوعا وزيارة متحف المحرقة تعاطفا ومشاهدة جدار الفصل العنصري وإنجازات الهجانا والأرغون تعظيما لشعب الله المختار. وحتى يجد المطبعون مبررا ولا يصيبهم حرجا عليهم التأسي بأن الحياد العلمي الذي يدعون يبيح الانبطاح والتعلم من جغرافية حكماء صهيون، وعليهم أيضا الاستعداد لتحمل تبعات انخراطهم في خدمة أعداء الإنسانية والتنكر لحقوق شعبهم بخروجهم عن الإجماع الوطني والقومي على رفض التطبيع ومقاومته. والخروج عن هذا الإجماع يعني الردة والزندقة.. وغيرها من الممارسات التي تستحق المحاسبة والتشهير والعزل سيما أن التطبيع قد أصبح داء معديا ولا مفر من تطهير الأوساط السياسية والثقافية والعلمية منه والواجب يقتضي إقامة محاكمة شعبية لكل من يتعاطى أو يروج للتطبيع مع الصهيونية والعنصرية وجميع أشكال الاستعمار ومنتهكي حق الشعوب في الكرامة والسيادة والسلم. والكيان الصهيوني سرطان اجتمعت فيه كل الخبائث حيث ارتكب من المظالم والجرائم ما لا يحصى ومن يمد يده إليه ويطبع معه راغبا أو مضطرا فهو بكل المقاييس ليس منا بل اختار بكل إصرار أن يكون خادما للأعداء وأن يفتح لهم طريق التطبيع ويمكنهم من اختراق النشاط الثقافي والعلمي في بلادنا التي استباحها العدو ونفذ فيها جريمته النكراء في مخيم حمام الشط للاجئين حيث اختلط دم الشهداء التونسيين بدم الشهداء الفلسطينيين كما تسللت عصاباته الدموية إلى أرض تونس منتهكة سيادتها واغتالت المناضل والقائد الفلسطيني أبي جهاد. رغم هذه الجرائم المفضوحة ضد أشقائنا وضد بلادنا لم تخجل زمرة التطبيع ولم تتأخر في احتضان الوفد الجغرافي الصهيوني وتكريمه بالحضور غير عابئة بمواقف الأغلبية الساحقة من الجغرافيين التونسيين والعرب وبمواقف المجتمع المدني والقوى النقابية والسياسية الرافضة للتطبيع. أليس في هذا الإصرار على التطبيع اعتداء على الإرادة الوطنية والقومية وتحد سافر لحقوق الإنسان في مقاومة قوى الشر والاستعمار؟. إن هذا النوع من التطبيع الغادر يرقى إلى مستوى الخيانة العظمى والواجب الوطني والقومي يفرض بلا مجاملة ولا تردد إحالة المطبعين إلى محاكمة شعبية علنية وتشديد الخناق عليهم لكف شرهم وتخليص الوطن والأمة من وجودهم. (المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 25 أوت 2008)


                                                           بسم الله الرحمان الرحيم                                  

 تونس في 25/08/2008     والصلاة والسلام على أفضل المرسلين           الرسالة رقم 461
بقلم محمد العروسي الهاني    على موقع الانترنات مناضل كاتب في الشأن         الوطني والعربي والإسلامي

في الصميم اهتمام بالغ وعناية فائقة شخصية من لدن رئيس الدولة بإصدار الكتب والنشريات الدورية وعزوف وصمت من طرف عديد الصحف المحلية لماذا؟؟؟

  إن المتتبع للشأن الوطني وما يكتب على الساحة الوطنية في مواقع الانترنات والصحف العالمية أو ما ينشر في الكتب التي يصدرها عقول تونسية ورجال بربرة وفرسان في مجال الكلمة الحرة المعبرة والرأي الحر الديمقراطي النزيه الهادف. هي محل عناية شخصية فائقة من لدن سيادة رئيس الجمهورية وقد علمنا بكل سرور وانشراح متابعة رئيس الجمهورية ومطالعته إلى عديد الكتب وتوجيه رسائل شكر لأصحابها الأفاضل أصحاب الشجاعة وقول الحق وفي هذه الرسائل دعم وتشجيع معنوي وأدبي من طرف رئيس الدولة وحافز على مواصلة الجهود والمثابرة والمبادرة ودعم حرية الرأي والتعبير في بلادنا وقد جسم سيادة الرئيس هذا التمشي الحضاري الديمقراطي لدعم حرية التعبير وحرية الرأي بإلغاء الإيداع القانوني للكتب والصحف والنشريات. ومع إلغاء الإيداع القانوني بصفة واضحة من لدن الرئيس جاء التتويج والعناية الرئاسية بدعم معنوي هام وبارز للعيان يتمثل في توجيه رسائل شكر لأصحاب المبادرات والأقلام الحرة والعقول المتحررة والقلوب الطاهرة وأصحاب الأنفة والشهامة وعزة النفس وقول الحقيقة بوضوح تام وصراحة…وقد ذكرني أحد المسؤولين الكبار في وزارة الشؤون الثقافية والمحافظة على التراث بكلمة هامة تعقيبا على ما جاء في رسالتي المفتوحة التي نشرتها على موقع الانترنات يوم 19 أوت 2008 موجهة إلى عناية سيادة رئيس الجمهورية. حول موضوع إلغاء الإيداع القانوني للكتب والصحف ونوهت بالقرار الرئاسي وتحدثت عن ممارسات أخرى بعيدة كل البعد على القرارات الرئاسية…. وقد فهم المسؤول هذه الملاحظة الصريحة وعلق قائلا لا خوف ولا حيرة ولا شك ولا فزع على مصير كتابكم فقرار سيادة الرئيس فوق كل اعتبار ولا رجعة فيه. وقد أكد لي هذا المسؤول الوطني النزيه بأن الكتاب في طريقه إلى التحرر والبروز قريبا ولا خوف على مصيره ولكن لا بد من الإطلاع عليه وقراءته والتمحيص والتدقيق من واجبنا. قلت له بوضوح الحمد لله والشكر له وحده فقد بادر رئيسنا بإلغاء الإيداع القانوني مربط الفرس. ولكن المطلوب السرعة والإنجاز من أهم نجاح عمل الإدارة وتطورها وبتطور العقليات وحسن النوايا والمعاملة والتفهم وفتح أبواب الإدارة للإصغاء للمواطن نساعد رئيس الدولة وننهض بالمجتمع ونعطي دفعا جديدا ومتجددا الحرية الرأي والتعبير عنوان التقدم وقد أجابني المسؤول نعم نحن مع المبادرات وندعم النهضة الفكرية ونشكر أصحابها وروادها الفاعلين الذين لهم إضافات لدعم المشهد الإعلامي والفكري وتطور النهضة الشاملة التي من أهم عناصرها تحرير الفكر ودعم حرية التعبير في بلادنا هذا الحوار دار يوم 22 أوت الجاري مع المسؤول الثاني بوزارة الثقافة السيد رئيس ديوان وزير الثقافة مشكورا على هذه المبادرة ووضوح المعلومة. ونعود لنشير في خاتمة هذا المقال الصريح بأن الصمت الرهيب للصحف المحلية في بلادنا لا مثيل له في العالم وليس له مبررات ولم أجد له أي مبرر ما عدى الخوف والوهم الذي خصصت له أكثر من 10 صفحات في كتابي بعنوان الوفاء الدائم للرموز والزعماء والشهداء الأبرار. والغريب أن جل الصحف التونسية وجهت لها نسخ من كتابي قصد التعليق عليه ونشر فقرات من الكتاب والتعريف به لدى الرأي العام كما تفعل الصحف مع كتب أخرى خاصة الكتب التي تنبش الماضي وتسعى للإساءة للزعيم الراحل الحبيب بورقيبة رحمه الله .  وقد أطلعنا على تعاليق هامة في الصحف عندما يكون صاحب الكتاب ف ي خلاف مع الزعيم الراحل رحمه الله. لست أدري لماذا هذا الانحياز الأعمى والخوف والصمت وفي المقابل بادرت جريدة الشعب لسان الاتحاد العام التونسي للشغل بنشر خبر على إصدار الكتاب ومحتواه ومضمونه ووعدت جريدة الشعب القراء بالعودة إلى الموضوع لاحقا بأكثر تفاصيل مشكورة.  ونعول لهذه الصحف سوف نرى بعد أيام إن شاء الله عندما يبادر رئيسنا بمبادرات عودنا بها وقتها سوف نرى ما دور هذه الصحف يا ترى وبدون تعليق ؟؟؟   قال الله تعالى : كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون صدق الله العظيم                                                                                                                                   محمد العروسي الهاني     الهاتف : 354 022 22 
                           ملاحظة هامة:   كتابي أخذ إجازة بشهر كامل من 26/07 إلى 26/08/2008 في بيت الضيافة وعاد سليما معافى بعد الإرهاق بفضل رعاية الله تعالى وسر القرءان وحصانة القرار الرئاسي، وسلامة الأسلوب، ونيل القيم الأخلاقية.


 العرب.. ومرحلة تآكل الأوطان
محمّد العادل (*) شاركت نهاية شهر يوليو الماضي في أعمال الدورة الثامنة عشرة للمائدة المستديرة للمثقفين والمفكرين العرب التي تحتضنها جامعة ناصر الأممية بالجماهيرية الليبية، والتي تناولت هذا العام محورا مهما طرح في شكل سؤال «الأمة العربية.. إلى أين؟». وقد جاء انعقاد هذه الدورة والأمة العربية تعيش أوضاعا صعبة على كلّ المستويات: السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، في ظلّ عجز تام وصمت غير مسبوق للنظام العربي الرسمي ومؤسساته عن تحمّل المسؤوليات التاريخية تجاه مجمل التحديات التي تواجه الأمة العربية في هويتها وثقافتها ووجودها. وأمام هذه الأوضاع المؤلمة والمتردية، اجتمع عدد كبير من الأساتذة والمفكّرين والمثقفين العرب والأفارقة في أحضان جامعة ناصر الأممية بالجماهيرية الليبية في محاولة لتشخيص هذا الواقع، والاجتهاد في وضع تصوّرات تسهم في إخراج الأمة من حالتها المأساوية الراهنة. لقد عرض المفكّر العربي الدكتور إبراهيم بوخزام، رئيس جامعة ناصر الأممية المحتضنة لأعمال المائدة المستديرة، ورقة علمية في غاية الأهمية، وضع لها عنوانا مثيرا هو «تآكل الأوطان»، جاء فيها: «إن حلم الوحدة بدأ في التهاوي في أواخر سبعينيات القرن الماضي، وقد باتت الأسباب معروفة لهذا الجيل بعد أن تولّى سياسة الأمة زعماء اليأس والقنوط، وأمراء التآمر والحروب، وعادت من جديد لغة الانعزال والتغنّي بالأوطان والدعوة إلى الحفاظ عليها بعيدا كما يقال عن دعاوى الحالمين والغوغائيين الذين لا يفقهون السياسة ولا يدركون حقائق الوضع الدولي». ويرى الدكتور بوخزام أنه خلال عقدين من الزمان، انفرط عقد الوحدة، وانكفأ دعاة الأوطان إلى أوطانهم، لا جامع يجمعهم، ولا رؤية توحّدهم، ويقول: «فمن سنن التأريخ أن يدبّ الخلاف بين قطيع لا راعي له، ونصل في نهاية المطاف إلى مرحلة جديدة هي مرحلة تآكل الأوطان». ويعتقد المفكّر إبراهيم بوخزام أنّ تآكل الأوطان هي مرحلة جديدة تدخلها الأمة العربية، سيكون بقاء الوطن فيها محلّ شكّ كبير، وقد بدأت منذ سنين وقد تكتمل بعد عقود إذا لم يتدارك كبار العرب الأمّة ويهبّوا لنجدتها، ويقول: «إن تآكل الأوطان ليس أطروحة خيالية أو نظرية أو مجرّد مخاوف بعيدة الوقوع، بل هي حقيقة ماثلة في حياة العرب اليوم.. فها هي أوطان العرب تتآكل وطنا بعد آخر، فالعراق يتآكل ويتشظى بين أيدينا وهو إلى وقت قريب جدار الشرق العربي المتين، ومهد الثقافة والفن والأدب، وها هو لبنان يتآكل أيضا بين أيدينا، وهو رمز الثقافة والحضارة والتقدّم، وها هي فلسطين تذوي بين أيدينا وقد أصبحت بدورها محلّ شكّ كبير ليس بالاحتلال الصهيوني وحده أو قضم أراضيها بالمستوطنات، بل بالانقسام الداخلي الذي أصبح يشكّل أكبر الأخطار، وليس من المستبعد أن يتحوّل الكفاح إلى تحرير فلسطين إلى كفاح لتحرير قطاع غزّة أو دولة الضفة الغربية، ففلسطين فضلا عن ضياعها التاريخي من المحتمل أن تدخل في مرحلة جديدة من التآكل، وها هو السودان قد بدأ مرحلة التآكل، وقد أصبح وجوده كوطن هو الآخر محلّ شكّ». ويعتقد الدكتور غبراهيم بوخزام أن الأقطار العربية بدون استثناء معرّضة لمصير مشابه، وأن في كلّ قطر من هذه الأقطار ما يصلح لتحريك الصراع، وما يمكن استغلاله من عوامل للمساس بالوحدة الوطنية وزعزعة الاستقرار للدخول في مرحلة التآكل. وفي إطار تشخيصه لأسباب هذه الحالة ومدى إمكانية معالجة هذا الوضع لخروج الأمة من هذا المأزق التاريخي، فقد اعتبر بوخزام أن أسباب هذه الحالة متعددة ومتنوعة، لكنه أبرز ثلاثة منها: أولها، فقدان العرب للرؤية الاستراتيجية والقصور في فهم الوضع الدولي، وثانيها عدم قدرة العرب على إدارة أزماتهم المتتالية، إذ يرى أن العرب تصرّفوا في الغالب إزاء أزماتهم تصرّفا انفعاليا لا صلة له بالحكمة وبعد النظر، ويتمثل السبب الثالث في هذه الحالة المتردية للأمة العربية في عدم قدرة العرب على بناء الدولة العصرية القادرة على مواجهة التحديات، فمنذ نصف قرن أو أكثر ظلّت الدولة العربية جامدة لم تطور مبادئها أو وسائلها أو مؤسساتها. وبرغم أن المجتمعات العربية خلال نصف القرن الماضي شهدت متغيرات ثقافية واقتصادية واجتماعية هائلة بسبب انتشار التعليم وازدهار وسائل الثقافة والنمو الاقتصادي والتواصل الكبير مع العالم الخارجي، وهي ظروف كان يجب أن تؤدّي إلى تغييرات سياسية موازية تستجيب لهذا التطور، لكن الدولة العربية -كما يرى الدكتور بوخزام- تمسّكت بشكلها السياسي، وأصبحت كإنسان يصرّ على لبس أثواب أسلافه القديمة رغم نسيجها البالي وطرازها العتيق. ويخلص المفكّر العربي إبراهيم بوخزام إلى القول إن ما يحتاجه الوطن العربي هو إعادة صياغة «ميثاق اجتماعي» يؤسس لمجتمعات ديمقراطية تزدهر فيها الحرية، ويتواصل النمو على أسس سليمة، فإذا حدث ذلك، فإنّ عبقرية الأمة ستكون قادرة على التفتح من جديد، وذلك هو الحلّ للخروج من مأزق تآكل الأوطان. (*) كاتب وباحث تونسي مقيم بتركيا (المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 12 أوت 2008)

باكستان تدخل مرحلة الزوابع الخطرة
توفيق المديني   الكتاب: باكستان الخط الأمامي الكاتب: زاهد حسين، ترجمة: كمال حسين البيطار الناشر: دار توريس، لندن 2008 في البداية كانت باكستان مفهوماً. فالبلد ولد من حلم شاعر هندي، محمد إقبال. وقد رأت باكستان النور في آب 1947، بوساطة الأب المؤسس محمد علي جناح في فترة التقسيم الدامي لامبراطورية الهند. ومن دون شك، هل يمكن رؤية في الأصول المؤلمة لهذا البلد، صعوبته الاونطولوجية لبناء هويته؟ وأبعد من علة وجودها الجلية كأمة تضم مسلمي الهند، فإنه في الواقع بنيت باكستان بالنسبة إلى جارتها وشقيقتها اللدودة الهند. إذ انها بدلالة هذه الأخيرة يتحقق الوجود المعين لباكستان. لا سيما أن الهند ما زالت إلى حد الآن لم تهضم عملية تقسيمها، وتعتبر وجود باكستان اصنطاعياً، وان شعوبها المتكونة من الباشتون، والبنجابيين، والسنديين، والبلوتش، والمهاجرين (من المسلمين الهنود الذين جاءوا من الهند بعد الاستقلال)، لم يجتمعوا كلياً وأبداً حول مشروع مشترك أبعد من رباط الاسلام. وقد طبع التاريخ الداخلي لهذه الأمة الفتية بالعديد من القفزات السياسية الفجائية، فكان اغتيال رئيس الحكومة ليافت علي خان في عام 1951، وحصول اول انقلاب عسكري من قبل الجنرال يعقوب خان في عام 1985، وإعلان الأحكام الفرعية من جانب خليفته الجنرال يحيى خان. وفي بداية السبعينات انفصلت بنغلادش (باكستان الشرقية) بعد حملة واسعة من القمع ضد الاستقلاليين. وصعد بعدها نجم ذو الفقار علي بوتو في فضاء السياسة الباكستانية، الذي قام بالإصلاح الزراعي، وأطلق العنان للبرنامج النووي الباكستاني، غير أن نهايته كانت الإعدام بعد سنتين من عودة الجيش من جديد إلى السلطة في الانقلاب الذي قاده الجنرال ضياء الحق في تموز 1977. ولأول مرة في تاريخها وضع ضياء الحق باكستان في مصاف الأمم الحديثة، وقادها على طريق الاسلمة الراديكالية، وانتهت مرحلته بموته في حادث طائرة غامض إلى حد الآن في آب 1988. وبموت ضياء الحق طوت باكستان صفحة الديكتاتورية العسكرية، وعادت الديموقراطية من جديد على يد بنازير بوتو التي تناوبت على رئاسة الحكومة مرتين مع خصمها اللدود نواز شريف. وبدلاً من أن يرسى الحكم المدني أسس التنمية الحقيقي، عمقت الديموقراطية الأزمة السياسية في البلد يوماً بعد يوم، وانتشر الفساد والرشوة في قمة هرم السلطة، وازداد الصراع الطائفي حدة بين الاقلية الشيعية والمسلمين السنة، وانعدم الأمن في كبريات المدن الباكستانية. غير ان الجيش عاد من جديد إلى السلطة، وهذه المرة عن طريق جنرال آخر هو برويز مشرف في أكتوبر 1999، وكأنه بات مؤكداً ان باكستان لا تستحق الديموقراطية. وكأن هذا البلد الذي أهانته الهند أولاً، ثم الولايات المتحدة لاحقاً التي امتنعت عن تقديم أي مساعدة عسكرية له مع مطلع التسعينات بعد ان استخدمته كأداة طيلة الحرب ضد الغزو السوفياتي لأفغانستان، لم يتوصل إلى تحقيق وجوده خارج نطاق اللجوء إلى الجيش. اليوم في ظل الحرب الاميركية ضد أفغانستان، تعتبر الولايات المتحدة باكستان حلقة رئيسية في الصراع ضد تنظيم القاعدة ونظام حركة طالبان، وهي تحاول أن تجامل وتداري حساسية الجنرال مشرف مقابل تعاونه في مجال الاستخبارات ولكن ايضاً في مجال الدعم اللوجستيكي بما ان باكستان قبلت فتح مجال الجوي للتحالف الدولي لمقاومة ما يسمى الإرهاب. والحقيقة اليوم ان الباكستانيين يخافون من إمكانية عودة تحالف الشمال إلى السلطة في كابول، وهو ما يظهر لنا كم هو المناخ الدولي عصيب لهذا البلد لأن النظام الحليف في أفغانستان هو الضمانة لـ »العمق الاستراتيجي » الشهير في حالة تجدد النزاع مع الهند. بالنسبة لواشنطن قدمت إلى الجنرال مشرف البراهين التي تمكنه من تعزيز وضعه في مواجهة الاسلاميين، وبشكل خاص الضباط في الجيش الذين يتخوفون من المنحى الذي اتخذته الحرب ضد نظام طالبان، ومن الخسارة المحتملة « للعمق الاستراتيجي » الذي اكتسبته باكستان في أفغانستان. وكانت إدارة الرئيس بوش رفعت الحظر الكامل على العقوبات الاقتصادية التي فرضت على باكستان عقب قيامها بالتفجيرات النووية في عام 1998، وحصول الانقلاب العسكري عام 1999. وقدمت ايضاً مساعدة مالية ضخمة، وعملت لمصلحة جدولة ديونها الخارجية. وحصلت باكستان اخيراً على دعم البلدان الصناعية الغنية الدائنة لها، لأن هذا يخدم الأهداف الجيوبوليتيكية الغربية، وفي الوقت عينه يسمح لاسلام آباد بالمضي قدماً في طريق الاصلاح الهيكلي. وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية ريتشارد بوشير ان المساعدة الاقتصادية الأميركية المباشرة لباكستان من أجل إلغاء ديونها سوف تصل إلى أكثر من مليار دولاراً مقدمة من الحكومة الأميركية، ولأكثر من مليار دولار من المنظمات المالية الدولية المانحة. وذهب كولن باول إلى أبعد من ذلك حيث طرح مسألة كما تريدها باكستان من كل قلبها، حين قال انه مستعد لإعادة التعاون العسكري بين البلدين إلى ما كان عليه في السابق، الأمر الذي يعني إعادة تأهيل ضباط باكستانيين في الكليات الحربية الأميركية وبيع أسلحة أميركية جديدة. تداعيات أحداث 11 سبتمبر 2001 على برويز مشرف قبل أحداث 11 أيلول 2001، كان أصحاب القرار في الإدارة الأميركية يدركون أن باكستان هي مركز اقوى شبكة اسلامية متشددة في العالم. وبعد سبعة أعوام على التعاون بين واشنطن واسلام آباد، لم يضعف نفوذ حركة طالبان على الحدود الباكستانية ـ الافغانية، ولا يزال قادة « طالبان » ينعمون بملاذ آمن بباكستان، ولا يزال الاسلاميون يشنون الهجمات في باكستان وخارجها. وأعادت الأحداث الأخيرة باكستان، بوصفها مركزاً للتطرف الاصولي العالمي، إلى دائرة الضوء، وأثارت التساؤلات حول موثوقية اسلام آباد في الحرب ضد طالبان العائدة بقوة، علماً انه بعد أحداث 11 أيلول/ سبتمبر، قطع الرئيس مشرف خيوطه مع طالبان والقاعدة، وانضمت باكستان للحرب الأميركية على الإرهاب وأصبحت حليفاً لا غنى عنه في هذه الحرب. بعد 11 أيلول، قدم بوش إلى مشرف انذاراً نهائياً: إما التخلي عن دعم طالبان والانضمام إلى الحرب الأميركية على الإرهاب أو تحمل النتائج باعتباره عدواً للولايات المتحدة. مع اذعان باكستان، استفادت أميركا من التسهيلات العسكرية حينها مقابل تجديد الالتزام طويل الأمد بتقديم المساعدات، وحصلت باكستان على لقب « حليف أساسي ». وتم تجاهل نقاط حيوية بالرغم من المخاطر الهائلة التي ما زالت كامنة. وقدم الرئيس برويز مشرف تعهدات شملت ادخال اصلاحات داخلية ومحاربة التطرف الاصولي، والدخول في مباحثات سلام مع نيودلهي ومنع المسلحين من دخول كشمير ودعم حكومة قرضاي. فالالتزام بهذه التعهدات يعني تخلي باكستان فجأة عن كل السياسات الجوهرية التي سارت عليها منذ اليوم الاول لاستقلالها ونكران « القومية الاسلامية » التي كانت لمدة طويلة الدافع وراء الصراع حول كشمير مع الهند والسيطرة على أفغانستان. يقول الكاتب زاهد حسين: كان الرئيس مشرف قد اعترف في لقاء صحافي أن أميركا هددته بقصف باكستان وتشديد الخناق والتضييق على بلاده ما لم « يتعاون » مع واشنطن في حصار القاعدة والقبائل الباكستانية على امتداد الحدود مع أفغانستان التي فيها نشأت ومنها انطلقت طالبان بصفتها تنظيماً دينياً سياسياً عسكرياً تمكن من توحيد الشطر الاعظم من الشعب الافغاني واستطاع أن يبسط حكمه وسلطانه على 96% من أرض أفغانستان قبل ان تأتي حرب جورج بوش الابن على الإرهاب ويشن الحرب على الافغان ويطيح بطالبان لينشأ عن هذا كله وضع جديد بالغ التعقيد حيث بعثت طالبان في أفغانستان بعد أن أعادت تنظيم صفوفها وحشد قواها وبدأت تسدد للتحالف الأميركي ـ الأوروبي ضربات موجعة. وبدأ تحول الجنرال مشرف في بعد يومين من أحداث 11/9 إذ تلقى رسالة أميركية من ويندي تشامبرلان السفير الأميركي في العاصمة الباكستانية اسلام آباد، وكانت تتضمن جملة من المطالب الاميركية أهمها منع مرور السلاح والدعم اللوجستي لحركة طالبان عبر أفغانستان، وايقاف عمليات القاعدة على الحدود الباكستانية، ومنح الطيران الأميركي الحربي والمدني حق التحليق في المجال الجوي الباكستاني وحق والهبوط والاستفادة من كل التسهيلات والخدمات اللوجستية وكذلك استخدام القواعد البحرية والجوية والحدودية الباكستانية، والحصول على معلومات فورية من الاستخبارات الباكستانية، ومساعدة الولايات المتحدة في تدمير شبكة القاعدة ومنع كل اشكال الدعم المحلي للإرهاب ضد الولايات المتحدة وأصدقائها وحلفائها، وقطع إمدادات الوقود والطاقة عن طالبان ومنع المتطوعين الباكستانيين من الذهاب إلى أفغانستان، وقطع العلاقات الديبلوماسية مع حكومة طالبان. وقد اذعن الجنرال مشرف لمطالب الإدارة الاميركية، وأكد استعداده لتلبيتها جميعاً خلال لقاء جمعه بالرئيس جورج دبليو بوش. نهاية عهد في باكستان اقتضت طبيعة النظام السياسي الباكستاني أن تغدو القوى الاسلامية طرفاً مهماً في معادلة توازن هذا النظام، ليس لميل أغلبية الشعب الباكستاني إلى الخيار الاسلامي فحسب، ولكن لما تحظى به المعارضة الاسلامية بقيادة مجلس العمل الموحد المعارض الذي يضم ستة احزاب اسلامية، من حضور سياسي بارز اثر الانتخابات البرلمانية التي أجريت عام 2002، ونتيجة للتحالف الوثيق بين الاسلاميين والجيش منذ أيام الجنرال الراحل ضياء الحق الذي منحهم حق تكوين امارات اسلامية تابعة لسلطة نظام اسلام آباد. استمرار الحرب على الإرهاب في أفغانستان، باتت تشكل عبئاً على الجنرال برويز مشرف الذي اضحى نظامه مهدداً بسبب استمرار العمليات العسكرية فترة طويلة. فقد بدأ الجنرال مشرف يضيق منذ ذلك الحين ذرعاً من شدة الضغوط عليه، مشبهاً الحرب بالمستنقع، وحذر من استمرار تدفق اللاجئين الافغان إلى الأراضي الباكستانية لأن ذلك يفرض ضغوطاً اقتصادية واجتماعية على بلاده. بعد سبع سنوت من حرب أميركا على الإرهاب في أفغانستان والباكستان، تزداد الأحزاب الباكستانية الاسلامية قوة وتزدهر المدارس الدينية من دون أن تتدخل الحكومة. ويتدفق عناصر طالبان عبر الحدود للانقضاض على الوضع الهش في أفغانستان، ولا تزال المعارك الكشميرية مستمرة. وما تزال باكستان تقول شيئاً وتفعل غيره، بالرغم من وعودها الكثيرة لاخراج المسلحين الاسلاميين من أراضيها. أمام تزايد الضغوطات الخارجية والداخلية على الرئيس برويز مشرف منذ عام تقريباً، والتي كانت تطالبه بالتنحي عن السلطة، انحنى هذا الأخير امام العاصفة وأعلن تنحيه عن الرئاسة، ودافع في خطاب متلفز للأمة عن ادائه خلال 9 سنوات في قيادة البلد، وأعرب عن قلقه البالغ على مستقبل باكستان، طالباً الصفح من الشعب، وأدى رئيس مجلس الأعيان اليمين الدستورية رئيساً بالوكالة. وقال مشرف انه خدم بلاده طوال الاعوام الماضية « بأفضل صورة » وأنقذها من أن تصنف « بلداً فاشلاً » وأشار إلى انه استقال من منصبه رئيساً بعد مشاورات مع حلفائه السياسيين ومستشاريه القانونيين، حرصاً على سلامه البلاد، ولتجنيبها الشقاق والانقسام، ودعا القوى السياسية إلى المصالحة ونبذ الفرقة والمواجهات. وقال انه يترك مصيره بين أيدي الشعب الباكستاني. لم يكن تنحي الرئيس الباكستاني عن السلطة مفاجأ في شيء للذين يتابعون التطورات الدراماتيكية التي حصلت في باكستان منذ سنة. فهناك مجموعة من العوامل الداخلية والخارجية التي أسهمت إسهاماً كبيراً في المآل الذي آلت إليه الأمور في باكستان فهناك مجموعة من العوامل أسهمت في رحيله. ثورة المجتمع المدني بعد ثماني سنوات من الحكم العسكري بزعامة الجنرال برويز مشرف، اندلعت الأزمة الأولى، في ضوء قيام الرئيس مشرف في التاسع من آذار/ مارس 2007، لابساً بزته العسكرية ومحاطاً بقادة الأجهزة الأمنية، بطرد رئيس المحكمة العليا الباكستانية افتخار محمد شودري. التهمة المزعومة كانت سوء التصرف. اما السبب الحقيقي فكان التحدي الذي فرضه هذا أمام استئثار الجيش لسلطة الدولة بوسائل غير شرعية. وقد أصدر شودري أحكاماً أصابت قلب « شركة العسكر ». إذ كان قد حكم بعدم شرعية سياسة الخصخصة التي باعت ممتلكات الدولة بأدنى الأسعار إلى ضباط في الجيش وأتباعهم بين نخبة رجال الأعمال الباكستانيين. وقد حاول بشجاعة أن يعمل على مساءلة الأجهزة الأمنية الباكستانية التي كانت تلعب في الخفاء، وبخاصة منها مديرية المخابرات العامة التابعة للجيش (Inter Service Intelligence, ISI). لقد قادت الأزمة مع القاضي افتخار محمد شودري إلى تطور الاشتباك السياسي بين المجتمع المدني الذي تتزعمه سلطة قضائية مستقلة وبين الجيش. وفي سنة 2007 شهدت باكستان انبثاق معارضة ديموقراطية متمثلة في « حركة المحامين » التي قادت خلال الأشهر الأخيرة من السنة عينها أكبر حملة مناهضة للجنرال برويز مشرف منذ توليه السلطة في عام 1999. هؤلاء المحامون والقضاة الجدد ينفخون هواء منعشاً في الساحة السياسية الباكستانية المصادرة لغاية الآن من قبل جنرالات الجيش، والعائلات الكبيرة المالكة للأراضي الخصبة، والسياسيين الفاسدين، وأخيراً الإسلاميين المتشددين. في باكستان التي يقودها العسكر منذ نشأتها عام 1947، سواء بشكل مباشر من قبل جنرال انقلابي (أيوب خان، ضياء الحق، برويز مشرف) أو بطريقة غير مباشرة عبر حكم مدني موجه عن بعد (بنازير بوتو، نواز شريف)، تشكل ثورة المحامين تحولاً سياسياً مهماً: النهوض القوي لقسم من ناشطي الطبقة الوسطى الذين يريدون تحرير البلاد من الحكم العسكري. وتزداد نزعة الأنتي أمريكانية قوة في صفوف الطبقة الوسطى ذات الميول الليبرالية التي تعتبر نفسها أنها خذلت بسبب نفاق إدارة الرئيس بوش من الديموقراطية، التي تفضل مصالحها الاستراتيجية على حساب نشر الديموقراطية.. إنها « حركة ثورية » جديدة، وقفت في طليعة المدافعين عن رئيس المحكمة العليا القاضي افتخار شودري. فهذه الحركة تعد في مدينة لاهور وحدها 1200 عضو ناشط. وأصبح القاضي افتخار شودري الذي تصادم في السابق مع الجنرال ضياء الحق (1977 ـ 1988) بمنزلة المثل الأعلى للمحامين، والمنارة في عملية المواجهة المباشرة مع الجيش لإجباره على العودة إلى الثكنات، ومن أجل بناء دولة القانون. اقتحام المسجد الأحمر يقول الكاتب حسين: شهد المسجد اشتباكات بين قوات الأمن الباكستانية وبعض الجماعات الإسلامية التي توصم بالتشدد واعتناق أفكار طالبان. فاقتحم الجيش الباكستاني المسجد الأحمر يوم الثلاثاء 10 يوليو/ تموز 2007 بعد أن أوقع مقتلة عظيمة راح ضحيتها عدد لا يحصى من الطلاب والطالبات وقتل فيها أيضاً زعيم المتحصنين داخله عبدالرشيد غازي. ودفنت جثامين القتلى في مقابر جماعية. وكان رئيس المعارضة الإسلامية الباكستانية المتمثلة في البرلمان قاضي حسين أحمد قد أكد مقتل أكثر من ألف طالب وطالبة داخل المسجد الأحمر أثناء العملية التي شنها الجيش الباكستاني على المسجد، وانتقد أسلوب الحكومة في دفنهم بطريقة مفاجئة في ظلمات الليل من دون إبلاغ ذويهم أو وسائل الإعلام. كما أكد الإسلامي أبو حفص الباكستاني أن الحكومة قتلت المئات من الناس واستعملت مادة الفوسفور الأبيض لإبادة مسجد لال وقتل الطلاب الأبرياء. وتشكلت إثر هذه المأساة حركة إسلامية مسلحة يتزعمها أبو حفص أطلقت على نفسها اسم « حركة مسجد لال » رداً على بطش الحكومة وعلى الظلم الذي حاق بالطلاب والمعلمين في مسجد لال. من تداعيات اقتحام القوات الخاصة الباكستانية المسجد في شهر تموز 2007، والعمليات الانتحارية التي شنها المقاتلون القبليون في شمال غرب باكستان ضد قوات الجيش والشرطة، والتي أسفرت عن مئات القتلى والجرحى، نهاية التحالف البنيوي بين الجيش الباكستاني والأصوليين الإسلاميين. لقد اقتضت طبيعة النظام السياسي الباكستاني أن تغدو القوى الإسلامية طرفاً مهماً في معادلة توازن هذا النظام، ليس لميل أغلبية الشعب الباكستاني إلى الخيار الإسلامي فحسب، ولكن لما تحظى به المعارضة الإسلامية بقيادة مجلس العمل الموحد المعارض الذي يضم ستة أحزاب إسلامية، من حضور سياسي بارز إثر الانتخابات البرلمانية التي أجريت عام 2002 ونتيجة للتحالف الوثيق بين الإسلاميين والجيش منذ أيام الجنرال الراحل ضياء الحق، والذي منحهم حق تكوين إمارات إسلامية تابعة لسلطة نظام إسلام آباد. لقد تطورت العلاقة بين الحركات الإسلامية المتطرفة والجيش خلال العقود الأخيرة، وازداد ثقل الرهان هذا بكونه يندرج ضمن اطار محلي مشحون، يتدخل فيه الإسلام المتطرّف الباكستاني، على درجات مختلفة، سواء في كشمير أم في المناطق القبلية المحيطة بأفغانستان، ولا سيما إبان حكم الجنرال ضياء الحق الذي جاء إلى السلطة عام 1979 على إثر الانقلاب العسكري الذي أطاح بحكم ذو الفقار علي بوتو (والد بنظير) الذي تولى رئاسة باكستان في عام 1971 إلى 1973 وأصبح بعدها رئيساً للوزراء حتى عام 1977 وأسس « حزب الشعب » أحد أكبر الأحزاب السياسية الباكستانية وأكثرها نفوذاً، ويعتبر مؤسس البرنامج النووي الباكستاني في أوائل السبعينات، والذي بسببه تلقى تحذيراً من هنري كيسنجر وزير الخارجية الأميركية السابق الذي قال له « في حال تابعت باكستان برنامجها النووي، فإنك ستدفع ثمناً كبيراً ». وفعلاً بعد ذلك بعامين 1979 أعدم بتوجيهات من الجنرال محمد ضياء الحق الذي أدخل البلاد في مرحلة ثانية من الحكم العسكري، توطدت خلالها العلاقات العسكرية بين باكستان وواشنطن على اثر الاجتياح السوفياتي لأفغانستان في 27 كانون الأول 1979، واستمر حكمه العسكري في باكستان 11 عاماً لينتهي في العام 1988 بمقتل ضياء الحق في حادث جوي غامض. اغتيال بنازير بوتو كانت بنظير بوتو تقول ان هناك لحظات حاسمة في التاريخ تحدد توجهاً جديداً. وها هي باكستان اليوم المنكوبة بأزماتها من جراء الحماقات الكبيرة التي ارتكبها الرئيس برويز مشرف بإعلان الأحكام العرفية الذي لا يتوافق مع سلطة قضائية مستقلة، وإعلام حر، وانتخابات عادلة، وتعيينه حكومة انتقالية مليئة بالمنتفعين والأقرباء لضمان أن انتخابات الثامن من كانون الثاني/ يناير 2008 ستكون نتائجها مجهزة سلفاً، كما حصل في عام 2002، وطرد مشرّف معظم قضاة المحكمة العليا، وإصداره نظاماً عسكرياً جديداً يسمح للضباط ضمن صلاحيات أخرى، بمحاكمة المدنيين بتهمة الخيانة، الأمر الذي دفع بالمحامين والمجتمع المدني بما فيه الطبقات الوسطى والسلطة القضائية إلى مواجهته وتحدي المؤسسة العسكرية. فانقسمت بذلك باكستان بين الشعب من جهة، والجيش من جهة أخرى، في ظل إخفاق سياسيي باكستان أيضاً بتصرفاتهم في الإسهام بتأسيس دولة تستمد قوتها من المشاركة السياسية، ومن توافق الشعب، واحترام سيادة القانون. لقد جاء اغتيال المرأة الزعيمة بنظير بوتو بعد أن دخلت باكستان في دوامة بين القمع العسكري والإرهاب الأصولي؛ وبعد أن نكبت البلاد أيضاً بنوبة جديدة من تطبيق الأحكام العرفية كالتي عرفتها باكستان خلال عقود، وسجن المعارضة السياسية ومناضلي الحقوق المدنية، وتطهير السلطة القضائية، وتكميم وسائل الاعلام الحرة نسبياً، وقبل ثلاثة عشر يوماً من موعد الانتخابات التشريعية المقررة في بداية سنة 2008 والتي كانت تأمل بوتو أن تحقق فيها فوزاً عظيماً سيلقي بظلاله على المشهد السياسي في هذا البلد النووي الذي يواجه اليوم لحظة الحقيقة في ظل العداء العام للجيش من قبل الشعب، والذي تستغله الحركات الأصولية المتطرفة. ومع انقلاب حكم مشرف إلى سياسة بطش وقمع قبيل الانتخابات الرئاسية التي جرت في سبتمبر الماضي، وأصبحت بنظير بوتو تطالب من منفاها الجنرالات بالعودة إلى الثكنات بعدما أدمنوا الاقامة في مواقع القرار، وبالعودة إلى احترام الدستور في بلاد حوّل حكامها الدستور موظفاً صغيراً في مكاتبهم، وبمعارضة امتلاك الأحزاب ميليشيات مسلحة، ومطالبتها بإسقاط الدويلات القائمة في الأقاليم، وبلجم « مصانع التطرف » في المدارس الدينية الطالبانية الهوى، وبمصالحة باكستان مع الارث الحضاري الاسلامي وقيم الاعتدال والديموقراطية والتقدم. تنامي الصراع بين الحركات الاسلامية المتشددة وأميركا في باكستان الديموقراطية، كانت الحركات الأصولية المتطرفة تشكل أقلية دائماً، حسب وجهة نظر بوتو، إذ انها لم تحصد في كل الانتخابات الديموقراطية التي نظمت في البلاد سوى 11 في المئة من أصوات الناخبين. ففي ظل المناخ الديموقراطي، كان التطرف الأصولي مهمشاً دائماً من قبل الشعب. وترى شريحة الليبراليين الباكستانيين المعادين للنزعة الاسلامية والمؤيدين لديموقراطية برلمانية حقيقية أن وجود الجيش في القيادة لا يحل أبداً المشاكل، بل يعقدها. وتلك تحديات جدية. في المجتمعات الاسلامية حيث الدين هو جزء من النسيج الاجتماعي، لا يمكنك استخدام الافراط في السلاح لتحرم الاسلاميين من استغلال فرصهم السياسية. إذ ان هذا سيؤدي إلى عودتهم وشرعية أكبر. ولقد تطورت العلاقة بين الحركات الاسلامية المتشددة والجيش في ظل الديكتاتورية العسكرية، وازداد ثقل الرهان هذا بكونه يندرج ضمن إطار محلي مشحون، يتدخل فيه الاسلام المتشدد الباكستاني، على درجات مختلفة، سواء في كشمير أم في المناطق القبلية المحيطة بأفغانستان، ولا سيما إبان حكم الجنرال ضياء الحق الذي جاء إلى السلطة عام 1979 على اثر الانقلاب العسكري الذي أطاح بحكم ذو الفقار علي بوتو (والد بنظير) الذي تولى رئاسة باكستان في عام 1971 إلى 1973 وأصبح بعدها رئيساً للوزراء حتى عام 1977 وأسس « حزب الشعب » أحد أكبر الأحزاب السياسية الباكستانية وأكثرها نفوذاً، ويعتبر مؤسس البرنامج النووي الباكستاني في أوائل السبعينات، والذي بسببه تلقى تحذيرا من هنري كيسنجر وزير الخارجية الأميركي السابق الذي قال له ان « في حال تابعت باكستان برنامجها النووي، فإنك ستدفع ثمناً كبيراً ». وفعلاً بعد ذلك بعامين 1979 أعدم بتوجيهات من الجنرال ضياء الحق الذي أدخل البلاد في مرحلة ثانية من الحكم العسكري، توطدت خلالها العلاقات العسكرية بين باكستان وواشنطن على اثر الاجتياح السوفياتي لأفغانستان في 27 ديسمبر 1979، واستمر حكمه العسكري في باكستان 11 عاماً لينتهي في العام 1988 بمقتل ضياء الحق في حادث جوي غامض. استمرار الحرب على الإرهاب في أفغانستان، بات يشكل عبئاً ثقيلاً على الجنرال برويز مشرّف، الذي أضحى نظامه مهدداً بسبب استمرار العمليات العسكرية فترة طويلة. فقد بدأ الجنرال مشرّف يضيق منذ ذلك الحين ذرعاً من شدة الضغوط عليه، مشبها الحرب بالمستنقع، وحذر من استمرار تدفق اللاجئين الأفغان إلى الأراضي الباكستانية لأن ذلك يفرض ضغوطاً اقتصادية واجتماعية على بلاده. مشرّف لم يعد مناسباً لأميركا يقول الكاتب زاهد حسين: ندرة هم قادة العالم الذين نذروا أنفسهم لخدمة أميركا في حربها على الإرهاب، ولبرويز مشرّف أن يباهي بأنه قدم لهم أنفس الأعطيات على مذبح هذه الحرب وكان نتاجه باهراً في هذا المجال ولا غرو في ذلك، إذ اصطادت قواته الأمنية العديد من أخطر الأدمغة المفكرة في تنظيم القاعدة ونفراً من أهم قادته، مثل خالد شيخ محمد ورمزي بن الشيبة، وهما من أبرز العقول المدبرة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول، إلا أن هذه الضراوة البالغة في عدائه للقاعدة وشراسته في تعقبها واستئصال شأفتها وتسليم كبار رؤوسها لأميركا، صاحبها من ناحية أخرى فتور في مقارعة الإرهاب في باكستان ذاتها. ويبدو أن مشرّف تهيّب فتح كل الجبهات وإشعالها دفعة واحدة. إن الدعم الذي قدمه مشرّف في الحرب التي تقودها أميركا ضد الإرهاب، وتعاونه التكتيكي مع بعض الجماعات الأصولية المقاتلة، ورفضه لتمثل ثقافة الديموقراطية وتبني قيمها ونبذه لفكرة خضوع الحاكم لمبدأ المحاسبة، هذه كلها متضافرة رسخت الفرقة العرقية والاجتماعية والدينية في المجتمع الباكستاني، وهذا هو في الحقيقة بركان المصائب الكبرى الهاجعة الآن، والذي يمكن أن يتفجر في أي لحظة. وهكذا نرى المؤلف يركز على مسألة صراع باكستان مع نفسها في متاهة تلمس هوية يتبناها هذا البلد ويرتضيها فتحدد ملامحه وقسمات وجهه ووجهته وترسم الخطوط العريضة لمستقبله. وهكذا أقحم مشرّف نظامه في صراع مع القبائل هذه المرة فصار عليه الآن أن يواجه القبائل البشتونية على امتداد الحدود الباكستانية الأفغانية، عداوته للجماعات الاسلامية المتشددة الباكستانية والجماعات الوافدة إلى باكستان من أفغانستان لا تكفي. وهذه الحرب المحفوفة بالمخاطر حرب معقدة بالتأكيد ومكلفة ولا تحمد عواقبها وليس من السهل التكهن بحجم ما سيتأتى عنها من كوارث، ويكاد يكون من المستحيل على مشرّف الانتصار فيها. ولكن برويز مشرّف اتخذ تحت الضغط الأميركي المتزايد قراراً بهجوم واسع للجيش الباكستاني، هو الأكبر على الاطلاق في الرابع من فبراير/ شباط على المناطق القبلية في وزيرستان الحدودية، بعدما هددت الولايات المتحدة بأن قواتها ستقوم بالهجوم منفردة إذا لم تتعاون السلطات الباكستانية معها وتتجاوب مع المعلومات الاستخباراتية التي لديها. (المصدر:جريدة المستقبل( يومية – لبنان ) بتاريخ 25 أوت 2008)


إخوان مصر يرشحون أقباط ويساريين على قائمتهم لانتخابات المحامين  
القاهرة – خدمة قدس برس في مفاجأة سياسية ونقابية في مصر،  أعلنت جماعة الإخوان المسلمين قائمة مرشحيها لانتخابات نقابة المحامين، التي ضمت أعضاء من الطيف السياسي المختلف في مصر مثل حزب الوفد، والحزب الوطني، والكرامة واليسار والجماعة الإسلامية، إضافة إلى قبطي، بما يؤشر على رغبة محامي الإخوان في قيادة المحامين المصريين على اختلاف اتجاهاتهم السياسية، في الوقت ذاته أرجأت الجماعة الإعلان عن مرشحهم لمنصب النقيب، إلي ما بعد إغلاق باب الترشيح، غدا الاثنين. ووسط حضور إعلامي مكثف، قدم مرشحو الجماعة أوراق ترشيحهم أمس السبت، للجنة القضائية المشرفة على الانتخابات في نقابة المحامين بشكل جماعي، حيث شملت القائمة التي أعلنها محمد طوسون المحامي، عضو المجلس السابق والمتحدث الرسمي باسم محامي الإخوان، 13 مرشحاً، بينهم يساري، ومسيحي، وناصري، ووفدي، ومحامي الجماعات الإسلامية، ومستقل ، وأطلق المحامي (طوسون) على القائمة اسم « القائمة القومية »، لكن القائمة خلت من اسم مرشح الإخوان على منصب النقيب. وحول الموقف من الترشح لمنصب نقيب المحامين، أكد طوسون على أن الموقف من النقيب القادم واضح؛ حيث سيتحدد الموقف عقب إغلاق باب الترشيح وقراءة الواقع الموجود في المعركة الانتخابية، وشدد على أن الإخوان لم يرشحوا أحدا لمنصب النقيب، وأي شيء يثار في هذا الاتجاه غير صحيح، ويتحمل تبعاته من يقوله. وأضاف: قررنا إرجاء موقفنا حتى إغلاق باب الترشيح، والمبدأ شورى بيننا، وسنتناقش حتى يستقر الأمر على دعم أحد المرشحين أو الوقوف على الحياد. وقالت مصادر إخوانية أن « الاتجاه الأقوى داخل الجماعة هو عدم المنافسة على منصب النقيب كالعادة، استناداً إلى أن موقع النقيب يتسم بحساسية خاصة لدى الحكومة والجهات الرسمية، ويعتبر استفزازاً للدولة، والمنافسة عليه قد يدخل الجماعة في مواجهات ومشاكل لا قبل لها بها، وفي ذات الوقت هي- أي الجماعة – في غنى عنها ». ويقول محامون ترشحوا علي قائمة الإخوان أن هدف الإخوان ربما يكون ضرب النقيب الحالي سامح عاشور ومن معه باعتباره شخصية ملتصقة بالحكومة حسب اتهامات خصومه التي ينفيها ، ويرون أن هدف القائمة القومية في الأساس هو ضرب التيارين معاً، الناصري والحكومي. ولم يعلن الحزب الوطني الحاكم قائمة مرشحيه في انتخابات المحامين بعد، وتحدثت مصادر داخل الحزب، عن أن الانقسامات داخل الحزب حول قائمة المرشحين أدت إلى تأخير إعلان الحزب موقفه من تلك الانتخابات، ومرشحيه فيها، وامتد الانقسام إلى الموقف من المرشح لمنصب النقيب، حيث انقسمت قيادات الحزب، وكذلك أمانة المهنيين به حول تأييد سامح عاشور (النقيب الحالي)، أو منافسه الرئيسي رجائي عطية المحامي، وكلاهما قال إنه سيعلن قائمته الانتخابية خلال يومين.    
(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 25 أوت 2008)

الإسلاميون العرب والمسألة العلمانية *
خالد الحروب   هناك أطروحات عديدة حاولت فهم علاقة المجتمعات العربية والإسلامية الحديثة بالعلمانية. من ذلك ما اعتبر أن مصير الدين في التاريخ والاجتماع البشري متجه نحو الأفول، وأن ما حدث في التجربة الغربية من إزاحة للدين عن الفضاء السياسي والاجتماعي وحلول العلمانية هو صيرورة إنسانية وعالمية ليست حصراً بالتجربة الغربية. وأن انتقال المجتمعات من «الطور التقليدي (والديني)» إلى «الطور العلماني الحداثوي» هو عملية شبه حتمية. غير أن صعود الإسلام السياسي في المنطقة العربية ثم في مناطق أخرى من العالم مثل تحدياً لأطروحة «العلمنة»، أضيف إليه بروز اصوليات مسيحية ويهودية وهندوسية وغيرها، أبرزت حالة من «الردة» عن التعلمن المتواصل إلى حقبة من «التدين» المستجد واستدعاء الدين إلى الفضاء الاجتماعي والسياسي العام. بيد أن هذا الصعود لـ «الديني» على حساب «العلماني» وانتشار الحركات الدينية نُظر له من بعض زوايا التحليل التاريخي على أنه مجرد الحشرجة ولفظ الأنفاس الأخيرة. من زاوية الإسلاميين أنفسهم فإن النظرة إلى العلمانية، وعلى مدار عقود طويلة ماضية، اتسمت بالسلبية التامة والعداء شبه المطلق. العلمانية، حسب فهم الإسلاميين، معناها فصل الدين عن الدولة، وفتح الباب لكل ما هو غير إسلامي كي يتمدد في المجتمع على حساب الدين. والعلمانية بحسب التحليل الإسلامي الحركي هي حركة طارئة على المجتمعات العربية والإسلامية ولن تلبث أن تأفل، لذلك فإن نظرية «العلمنة المتواصلة» للتاريخ الإنساني مرفوضة من وجهة نظر دينية وتاريخية. بروز العلمانية واكتسابها لمساحات جديدة يعنيان، بالنسبة الى الإسلاميين, أفول الدين وخسارته لتلك المساحات. معظم ما تنادي به العلمانية، حسب ما يراه الإسلاميون فيها، ينادي بعكسه الدين، ولذلك فالخصومة هي ناظم العلاقة، نظرياً وواقعياً. العلمانية لا تقبل خلط الدين بالدولة، بينما رؤية الإسلاميين للإسلام هي أنه «دين ودولة»، والعلمانية (الحداثوية الليبرالية على الأقل) تعزز الفردانية وتقدس الحريات، فيما الإسلام، وكل الأديان، تعزز فكر الجماعة وتضبط الحريات وفق الحدود الدينية. العلمانية هي نزع للمقدس عن الطبيعة والكون وبالتالي عن الاجتماع البشري، الدين هو إضفاء للمقدس على ذلك كله وأزيد. يندرج إدراك معظم الإسلاميين للعلمانية في التعريف الأقصر والمباشر لها: فصل الدين عن السياسة, ومن هنا ينبع معظم عدائهم لها. على رغم ذلك ثمة منظرون إسلاميون، مثل عبدالوهاب المسيري، قاموا بتوسيع تعريف العلمانية مما سموه «العلمانية الجزئية»، أي فصل الدين عن الدولة، إلى «العلمانية الشاملة» وهي فصل كل ما هو مقدس عن كل ما هو دنيوي (حتى لو لم يكن سياسياً). «العلمانية الشاملة»، بحسب تعريف المسيري، تتصف بأنها كامنة وعضوية وتطال حياة الفرد ونظرته الى الحياة والوجود وتعيد تشكيل سلوكه اليومي والاجتماعي والمهني بشكل مادي بحت، و «حوسلة» الأشياء والقيم وحتى الأحلام والرغبات، أي النظر إليها على أنها وسائل مادية تحقق أهدافاً مادية ملموسة ليس إلا. وبالتالي فإن هذه العلمانية تصهر الحياة الإنسانية برمتها وفق قالب مادي ليس فيه دور لـ «المقدس» والدين. لكن مقاربة المسيري للعلمانية (في كتاب موسع من جزءين بعنوان «العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة») متناقضة وتزيدها غموضاً أكثر مما تقدم منهجا عملياً للتعامل معها. فهو من ناحية لا يبدو معترضاً على «العلمانية الجزئية» وفصل الدين عن الدولة، حيث يقول «نحن نذهب إلى أن ثمة فصلاً حتمياً نسبياً للدين والكهنوت عن الدولة في كل المجتمعات الإنسانية تقريباً (إلا في بعض المجتمعات الموغلة في البساطة والبدائية، حيث نجد أن رئيس القبيلة هو النبي والساحر والكاهن…) فالمؤسسة الدينية لا يمكن أن تتوحد مع المؤسسة السياسية في أي تركيب سياسي حضاري مركب». وفي الوقت نفسه فإن توسيعه لتعريف العلمانية بـ «العلمانية الشاملة والكامنة» ينطبق على معظم إن لم نقل كل جوانب الحياة المعاصرة: شكل التنظيم الحياتي، المهني، تقسيم العمل، العلاقات، الاقتصاد، الثقافة والفن، وكل ما يقود هذه المجالات من حوافز ودوافع ومعظمها الرغبة في الاستكشاف والمراكمة والسعي نحو التحسين. وهكذا فإن هذا التعريف وتفكيك شكل الحياة المعاصرة بناءً عليه لا يقدم حلولاً ولا يشرح، وهو الأهم، سبب غلبة هذه العلمانية الشاملة وبنيتها الكامنة على الرؤى الأخرى للعالم (غير العلمانية مثلاً) ولماذا يتم تبني هذا النمط العلماني للحياة من قبل شعوب وثقافات العالم وهناك تطلع دائم نحوه ورغبة بامتلاكه. وهو من ناحية ثانية يفتح للدين العودة إلى السياسة من النافذة بعد أن سد عليها الباب وإن بمواربة، برفضه نزع المقدس عن كل جوانب الحياة. ومن دون الحاجة للتوسع والاستطراد هنا فإن المقاربة الأكثر غنى حول موضوعة العلمانية والمجتمعات الإسلامية هي التي يطرحها جورج طرابيشي في كتابه «هرطقات» بجزءيه، ويجادل فيهما أن بذور العلمنة السياسية موجودة في الممارسة الإسلامية منذ القرن الأول الهجري، وأن انفصال السياسة عن الدين كان، في الجوهر، هو الواقع المُعاش في مسيرة التاريخ الإسلامي، وأن التوتر والعداء الإسلامي المعاصر للعلمانية مردهما نشأتها الحديثة في الغرب وليس ماهيتها نفسها. يمكن القول عموماً إن رؤية وتفسير كثير من الإسلاميين الحركيين للعلمانية يتسمان بالميكانيكية واللاتاريخية، بمعنى أنها رؤية ينقصها العمق التاريخي وإدراك تجربة المجتمعات والحضارة العربية والإسلامية على مدار أربعة عشر قرناً. وهي رؤية متأسسة على تفكير وتفسير حرفي للأصول يحيّد التاريخ. فإذا كانت العلمانية هي «الجزئية» أي فصل الدين عن الدولة، فإن التجربة التاريخية الإسلامية تشير إلى أن «الدولة الإسلامية» في عهود ازدهارها، الأموي، والعباسي، والأندلسي مثلاً، كانت أقرب إلى الدولة العلمانية منها إلى مثال «الدولة الإسلامية النموذجية» الذي يعتقده ويفترضه الإسلاميون الحركيون اليوم. كان «الإسلام» هو الشعار الفضفاض العريض الذي تتحرك تحته سياسات المصالح والمطامع والأنانيات والحروب والصراعات التي يتم تفسيرها وفهمها وفق عنصر المصلحة السياسية البحتة. وكان الشعار الديني وسيلة للتوظيف السياسي وقد ساهم في إنجاح المشروعات السياسية والتوسعية لكثير من الحكام والخلفاء المسلمين. بيد أن جوهر التسيس اليومي والعلاقات التي تنسج حوله كان بعيداً عن تحكم الدين. لذلك فإن التطلع نحو حلم «الدولة الإسلامية» كما يرسمه الحركيون الإسلاميون اليوم والاستشهاد بمراحل ازدهارها ونسبة ذلك الازدهار إلى أن النموذج المعتمد كان «الدين والدولة» هو قراءة قاصرة وافتراضية للتاريخ العربي والإسلامي. وهي لا تاريخية أيضاً لأنها تستثني تجربة الأربعة عشر قرناً من التسيس الإسلامي (العلماني في جوهره) لكن غير المعادي للدين بل المتحالف معه، أي ربما أمكن وصفها بـ «العلمانية المؤمنة». وتجربة تلك القرون الطويلة هي جزء عضوي لا يتجزأ من «الإسلام التراكمي» الذي أرادت الحركات الإسلامية أن تبني عليه لكنها عملياً قطعت معه. وهذا القطع تم بطريقة لا واعية حين أرادت هذه الحركات أن تبعث نموذجا إسلامياً لم يتحقق تاريخياً. وفي أقصى حالات الطوباوية فإنها تقفز عن كل تلك التجارب التاريخية الطويلة لتستأنس بالحقبة الراشدية الأولى، قافزة عن أربعة عشر قرناً من التجربة الغنية والمتداخلة والمتنوعة بنجاحاتها وفشلها وخبراتها، وتعود إلى «البداية النقية» – كما هي رؤية سيد قطب اللاتاريخية أيضاً. فقطب دعا إلى العودة إلى «الينابيع الأولى» للإسلام طارحاً التجربة التاريخية جانباً وغير آبه بها. وقد كان ولا يزال أحد أهم خلافات الإسلاميين مع العلمانية (والديموقراطية استتباعاً) هو مصدر الشرعية ومصدر التشريع، وهو حقل سجالي عريض يستنزف نقاشات أوسع وأعمق. لكن تكفي الإشارة هنا إلى أن اعتراض الإسلاميين الكبير على المنهج العلماني في السياسة والاجتماع يكمن في اعتبار الإرادة الإنسانية والتوافق الإنساني مصدرين للشرعية والقوانين والمنظومة الأخلاقية. فيما يرى الاسلاميون أن في مثل هذا الاعتبار تحدياً مباشراً وصريحاً لمصدر الشرعية في الإسلام وهو الشريعة الإسلامية والنص الديني. لكن في مستويات أدنى من المستوى المهم والرئيس الخاص بالشرعية ومصدرها يختلط ما هو ديني بما هو دنيوي عند كثير من الإسلاميين، بخاصة في حقل الممارسة اليومية. ——————————————— أكاديمي أردني فلسطيني – جامعة كامبردج   (المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 24 أوت 2008)

 

Home – Accueil الرئيسي

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.