الاثنين، 24 أغسطس 2009

                               

في كل يوم، نساهم بجهدنا في تقديم إعلام أفضل وأرقى عن بلدنا، تونس  

Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS

9 ème année, N 3380 du 24.08 .2009

 archives : www.tunisnews.net


النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين:بيــــــــان

حــرية و إنـصاف: أخبار الحريات في تونس

الجمعية الدولية المساندةالمساجين السياسيين:سجناء الحوض المنجمي… من مطلب العدالة الإجتماعية إلى مطلب العدالة القضائية

السبيل أونلاين:المعاقون المعتقلون يعانون من تدهور خطير لوضعهم الصحيّ

الحزب الديمقراطي التقدمي :نــــدوة صحفية

منظمة العفو الدولية/الفرع التونسي مكتب الوسط:دعوة

تصريح صحفي من عضو المكتب السياسي المكلف بالإعلام:حول النقاط الأساسية للبرنامج الانتخابي لحزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي

عزالدين زعتور:واقع الإتحاد وسبل التجاوز

إيلاف:طلبات الترشح لانتخابت الرئاسة التونسية تبدا الاربعاء

عبدالحميد العدّاسي:الصميم الأصمّ، أو الردّ على « في الصميم »

قدس برس:تونس: الانفجار الثاني خلال أسبوع واحد بسبب تجارة الوقود المهرّب

إسماعيل دبارة:البطالة تنتظر خريجي الإعلام في تونس

أخبار تونس:تصنيع دواء لأنفلونزا الخنازير في تونس

الأسبوعي: سيفلـو أول دواء تونسي لعـلاج انفلونزا الخنازيــر

الأسبوعي:الادارة -الوزارة الأولى تراجع مقاييس استعمال أختامها شروط جديدة لـ«سريّ مطلق» و«أكيد» و«شخصي»

إيلاف:احباط محاولة تسلل من تونس الى الخارج

سمير غريب :معرض «سجادة الذكريات» وأثر تونس ومصر في لوحات بول كلي

المركز الفلسطيني للإعلام:ترجمة كاملة لما عرضته صحيفة  » أفتون بلاديت » السويدية عن سرقة أعضاء أطفال فلسطينيين

البشير للأخبار:المشروع الحكومي لتسوية القضية الكردية يثير جدلا في تركيا

ياسر الزعاترة:الانتخابات التشريعية والرئاسية ومصادرة تهريبة رمضان!

أحمد فياض:الجماعات السلفية ومعالجات حماس

عبد الحليم قنديل:القاهرة ـ واشنطن وبالعكس

حسن بن طلال:جيــــــوإستــــــراتيجيّــــــــــات


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


 

التقارير الشهرية لمنظمة « حرية وإنصاف » حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

               
    جانفي 2009  https://www.tunisnews.net/17fevrier09a.htm        
فيفري 2009    
    مارس 2009     https://www.tunisnews.net/08avril09a.htm           أفريل 2009     https://www.tunisnews.net/15Mai09a.htm 
    ماي  2009     https://www.tunisnews.net/15Juin09a.htm         
جوان2009
      جويلية 2009                                         


النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين تونس في 24 أوت 2009 بيــــــــان  

عقد المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين اجتماعه الدوري بمقر النقابة اليوم الإثنين24 أوت 2009، وتناول آخر المستجدات والاستعدادات الجارية لعقد المؤتمر الاستثنائي للنقابة يوم 12 سبتمبر المقبل. ويعبّر المكتب التنفيذي للنقابة عن أسفه الشديد لتمسك بعض الجهات الحكومية بالتدخل في الشؤون الداخلية للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين من خلال صرف المال العام واستخدام مقرات ووسائل عمومية لإسناد المؤتمر الانقلابي الذي نظمه التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم يوم 15 أوت الفارط للسطو على نقابتنا ومصادرة قرارها المستقل وإلحاقها بركب المنظمات التابعة. ورغم التحذير الرسمي الذي وجهته النقابة للسيد سمير العبيدي وزير الشباب والرياضة لعدم توفير فضاء عمومي لعقد المؤتمر الانقلابي بسبب عدم صفة الداعين إليه، فقد أصرت وزارته على توفير مقر لإنجاز المؤتمر الانقلابي، ضاربة عرض الحائط بالالتزامات الدولية للحكومة التونسية بخصوص العمل النقابي، وهو ما ستضطر النقابة لطرحه في المحافل المختصة. ويؤكد المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بهذه المناسبة بأنه لن يقبل الرضوخ لغير القانون ولإرادة الصحفيين التونسيين الحرة، ولن يدّخر جهدا للدفاع عن استقلالية النقابة ومجابهة الانقلاب ومن يحرّكه. كما يؤكد المكتب التنفيذي تمسكه برفض الاعتراف بمؤتمر 15 أوت الانقلابي وما تمخض عنه من نتائج باعتباره عملا تمّ خارج إطار الشرعية والقانون. ولا يمكن للسند الذي لقيه من بعض الجهات الرسمية وشبه الرسمية أن يسبغ عليه أية مشروعية. ولن يكون مصير هذا العمل الانقلابي بأفضل من سابقيه، وستلفظه ذاكرة الصحفيين التونسيين كما لفظت من قبل مؤتمر 1978 الانقلابي على جمعية الصحفيين التونسيين عندما ساندت القيادة الشرعية للاتحاد العام التونسي للشغل في محنتها ورفضت الاعتراف بشرعية « الشرفاء » المنصبين على منظمتنا العمالية الوطنية العريقة. ولم يكتف منظمو مؤتمر 15 أوت الانقلابي بالإخلالات القانونية الفاضحة التي بنوا عليها مؤتمرهم الباطل والتي ستنظر فيها المحكمة الابتدائية بتونس في قضية أصلية يوم 26 أكتوبر المقبل، بل أضافوا عليها تجاوزات أخرى تظهر مدى استهتارهم بالقانون مع شعورهم بالحماية في ظل المظلة التي وفرتها لهم الحكومة وإعلامها التابع الذي عتّم بشكل كامل على مواقف النقابة مقابل الدعاية المضللة لمواقف مدبّري الانقلاب ومغالطة الرأي العام بخصوصه. فقد أكد سامي العكرمي رئيس المؤتمر الانقلابي في ندوته الصحفية التي عقدها عقب المؤتمر بأحد أفخم نزل تونس العاصمة بأن عدد الحضور لم يتجاوز471 منخرطا (لم يبيّن عدد الأعضاء العاملين من بينهم) وأنه تمّ اعتماد قائمة منخرطي 2008 التي تشمل 766 عضوا. والحال أنه باعتماد القاعدة التي أقرها يكون نصاب الثلثين المتوجب توفيره حسب الفصل 39 من القانون الأساسي حتى يكون المؤتمر قانونيا هو 511 عضوا عاملا. وهو ما لم يحصل ويعزز بالتالي عدم قانونية المؤتمر الانقلابي. وبلغ استهتار منظمي المؤتمر الانقلابي حد إسناد خطة مقرر المؤتمر للسيد خليل الرقيق الذي لم ينتم يوما للنقابة حسبما هو مثبت في قائمات منخرطيها ودفتر محاضر جلساتها، وهو مدرّس بالتعليم الثانوي يتعاون مع جريدة « الصحافة ». وسيذكر الصحفيون من مؤتمر15 أوت الانقلابي كيف كان يتم تصوير عمليات التصويت داخل الخلوة، فضلا عن ملئ صندوق الاقتراع ببطاقات تصويت تجاوز عددها عدد المصوتين. وهو ما أثار استياء عديد الزملاء الحاضرين وسخريتهم. ويدين المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين الدور الذي لعبه السيدان يونس مجاهد رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية ومكرم محمد أحمد أمين عام اتحاد الصحفيين العرب الذين قبلا أن يكونا شاهدي زور وحاولا إضفاء شرعية مزيفة على المؤتمر الانقلابي، خلافا لما كان يفرضه عليهما واجبهما ومسؤولياتهما الأخلاقية والمهنية. ويحيّي المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين مئات الزميلات والزملاء الذين تمسكوا بالشرعية وقاطعوا المؤتمر الانقلابي. ويعبّر عن تقديره الكبير لمن حضر منهم المؤتمر وتناول الكلمة لكشف لاقانونيته والتنديد بمنظميه ومن يدفعهم. كما يحيّـي المكتب التنفيذي كل منظمات وهيئات المجتمع المدني والمنظمات الدوليةالتي أدانت المؤتمر الانقلابي وانحازت للقانون والشرعية. ويحمّل المكتب التنفيذي منظمي الانقلاب ومن يسندهم المسؤولية الكاملة عن تبعات فعلهم المشين.وسيبقى المكتب التنفيذي متحملا لكافة مسؤولياته القانونية مهما كان الوضع. وذلك إلى حين عقد المؤتمر الاستثنائي في موعده القانوني المحدد ليوم 12 سبتمبر المقبل، وإعادة الأمانة التي حملها إثر مؤتمر ديمقراطي وحرّ إلى الصحفيين التونسيين دون سواهم باعتبارهم أصحاب العهدة الشرعيون. عاشت نضالات الصحفيين التونسيين عاشت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين حرّة مستقلة مناضلة عن المكتب التنفيذي الرئيس ناجي البغوري


أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 03 رمضان 1430 الموافق ل 24 أوت 2009  أخبار الحريات في تونس

1)محاكمة الجازي والحوات وسلام يوم 3 سبتمبر 2009: تنظر الدائرة الصيفية بالمحكمة الابتدائية بتونس يوم الخميس 3 سبتمبر 2009 في القضية عدد 17766 التي يحال فيها كل من بديل الجازي والصحبي الحوات وإلياس سلاّم من أجل تهمة عقد اجتماع غير مرخص فيه. من ناحية أخرى ذكرت عائلات المعتقلين الثلاثة بعد زيارتها لهم اليوم الاثنين 24 أوت 2009 بسجن المرناقية أن أبناءها يعاملون معاملة سيئة جدا، وأنهم يعيشون وضعا مأساويا، وأن آثار التعذيب الذي تعرضوا له بإدارة أمن الدولة بوزارة الداخلية ما زالت ظاهرة على أجسامهم، كما عمدت إدارة السجن المذكور إلى منع الأدوية التي يتعاطونها بإذن طبيب الأعصاب عنهم. 2)إيداع مجموعة جديدة من شبان السلفية بسجن المرناقية: أمر قاضي التحقيق بالمكتب السادس بالمحكمة الابتدائية بتونس يوم الجمعة 21 أوت 2009 بإيداع كل من سفيان الزيلي ومحمد الزيلي وعلي بشير ومحمد أمين الميداسي بسجن المرناقية من أجل تهم تتعلق ب »قانون الإرهاب » اللادستوري في القضية عدد 15229. 3)سجين الرأي نضال بولعابي يشكو الإهمال الصحي: ذكرت والدة سجين الرأي نضال بولعابي إثر زيارتها له يوم الخميس 20 أوت 2009 أن ابنها يعاني من مرض خطير، وأن إدارة السجن مازالت تماطل في نقله إلى المستشفى للقيام بالفحوصات اللازمة والأشعة التي طلبها طبيب السجن مما جعلها تخشى على صحة ابنها. وهي تطالب بنقله إلى المستشفى بأسرع وقت حتى لا يتفاقم وضعه الصحي.     عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري

 

الحرية لجميع المساجين السياسيين الحرية للدكتور الصادق شورو الجمعية الدولية المساندةالمساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في  24 أوت  2009

سجناء الحوض المنجمي… من مطلب العدالة الإجتماعية إلى مطلب العدالة القضائية


قضت محكمة التعقيب بتونس في 22 أوت 2009 قبول مطلب التعقيب شكلاً ورفضه أصلاً في قضية ما يُسمى بالوفاق التي حوكم فيها عدد من النقابيين والنشطاء والعاطلين عن العمل من أبناء الجهة على خلفية تأطيرهم للتحركات الاحتجاجية السلمية في منطقة الحوض المنجمي بجنوب البلاد التونسية في مستهل سنة 2008، وهو ما يعني إقرار أحكام الاستئناف،  وكانت الدائرة الجنائية بمحكمة الإستئناف بقفصة قد نظرت يوم الثلاثاء 03 فيفري 2009 في قضية المتهمين الـ38 ووجّهت إليهم تهم من بينها: تكوين عصابة قصد الاعتداء على الأملاك العامة، تعطيل الجولان، الإعتداء على أعوان الأمن، جمع أموال من مصادر خارجية، رمي مواد حارقة. وكانت أحكاماً قاسية صدرت في الطور الإبتدائي في القضية عدد3357 في جوان 2008: على النحو التالي: (7)عشرة سنوات وشهر مع النفاذ و(10) ستة سنوات و شهر مع النفاذ و (4) أربعة سنوات وشهر مع النفاذ و(12) سنتان مع تأجيل التنفيذ و(5) عدم سماع الدعوى. وكان نحو خمسين محاميا حضروا للترافع في جلسة 03 فيفري2009 كما حضر نقابيون من الجزائر ومن فرنسا وممثلون عن مفوضية الإتحاد الأوروبي وعن سفارة الولايات المتحدة الأمريكية. و قد تواصلت الجلسة، التي ترأسها القاضي العباسي ، من الساعة السادسة من مساء يوم الثلاثاء 03 فيفري إلى غاية السادسة من صبيحة يوم الإربعاء 04 فيفري2009. ومع أن القاضي في جلسة 03 فيفري 2009 حرص على تسجيل شهادات المحالين حول ما تعرضوا له من تعذيب فقد رفض عرض المتهمين على الفحص الطبي وفق ما طلبوا، كما رفض القاضي إستدعاء الشهود من الموظفين السامين ممن كانوا يجرون التفاوض مع المحالين من القياديين النقابيين الذين تولوا مهمة تأطير الحركة الإحتجاجية. ورغم ترسيم التعقيب تحت عدد 47575 ورغم أن المصلحة الشرعية تقتضي أن يتم البت في القضية في أقرب الآجال الممكنة، فقد تم تجاهل تعيين موعد لجلسة التعقيب وهو ما حمل عدد من المحامين(الأساتذة: العميد عبد الستار بن موسى وعمر الصفراوي و مختار الطريفي و عبد الرؤوف العيادي و العياشي الهمامي و أنور الباصي و سمير ديلو) على التنقل في شهر ماي 2009 و مقابلة الرئيس الأول للمحكمة والوكيل العام وقـدّموا مطلب تعيين للقضية التي تم الطعن في الحكم الصادر فيها بتاريخ 04 فيفري 2009 تحت عدد 2896. والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين، التي تؤكد أن الخرقات القانونية التي شهدتها محاكمات الحوض المنجمي ، وجملة الإنتهاكات التي لحقت المحالين الذين تعرضوا للتعذيب وأسمعوا القاضي شهادتهم في ذلك، ورفضه طلب المحامين إستدعاء الشهود من الموظفين والموظفين السامين، أوضحت بجلاء عند المحاكمات السياسية والإجتماعية ..! تحت أي شروط تنهض  » العدالة « في تونس والجمعية بهذه المناسبة تدعو السلطات العليا إلى خلق ملف هذه القضية لا على أساس الحلول الأمنية المقنّعة ، وإنما على ضوء مراجعة حقيقية من أجل حدود معقولة من العدالة الإجتماعية ، وإطلاق سراح سجناء الحوض المنجمي من أجل إنصاف قضائي ، بات حلماً في تونس.  
 
عن الجمعية لجنة متابعة المحاكمات السياسية


المعاقون المعتقلون يعانون من تدهور خطير لوضعهم الصحيّ


السبيل أونلاين – تونس – خاص   زارت اليوم الإثنين 24 أوت 2009 ، عائلة الجازي ابنها بديل بسجن المرناقية ووجدته في حالة سيئة للغاية وهو يشكو من آلام بعينه جراء التعذيب جراء التعذيب الذى تعرض له في محلات وزارة الداخلية ، كما يعاني من آلام حادة برأسه بسبب عدم تناوله دواء الأعصاب الذى يتعاطاه منذ 3 سنوات ، وقد أضطر الى افطار رمضان أمام الحالة المتردية التى هو عليها .   ونشير الى أن المحامي الأستاذ عاطف الموكل بقضية كل من الموقوفين بديل الجازي وإلياس سلاّم والصحبي الحوّات ،اصيلي مدينة نابل ، قد عاين الوضع المتردي جدا للموقوف الصحبي الحوّات ، ويخشى علي حياته في السجن بإعتبار ادمانه على دواء الأعصاب منذ طفولته والذى حرمته إدارة السجن منه .   وقد قُررت جلسة النظر في قضية الثلاثة الذين يعانون من إعاقات ذهنية يوم 3 سبتمبر بتهمة إجتماعات غير مرخص فيها وهو ما يؤكد الطبيعة الكيدية للقضية .   ونذكّر ان السبيل أونلاين سجّل مع عائلات الموقوفين الثلاث ، ونعيد نشر التسجيلات ، والتى حمّلوا فيها السلطة تعكر حالة أبنائهم الصحية .   فيديو شهادة والدة إلياس سلاّم – الرابط على اليوتوب : http://www.youtube.com/watch?v=xB4OiLGLuOo   فيديو شهادة والدة الصحبي الحوّت – الرابط على اليوتوب: http://www.youtube.com/watch?v=GqIZiTEBJH8   فيديو شهادة والد بديل الجازي – الرابط على اليوتوب: http://www.youtube.com/watch?v=rYftdg5eE38   من مراسلنا في تونس – زهير مخلوف   ملاحظة : خط الإنترنت مقطوع بالكامل عن منزل مراسلنا في تونس الأخ زهير مخلوف ، جزئيا منذ شهر ماي 2009 ، وقطع بالكامل منذ 4 أوت 2009 .   (المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 24 أوت 2009)  


الحزب الديمقراطي التقدمي ندوة صحفية  


  ينظم الحزب الديمقراطي التقدمي ندوة صحفية يوم الثلاثاء  25-08-09 على الساعة منتصف النهار ، موضوعها الانتخابات الرئاسية وموقف الحزب منها، بالمقر المركزي للحزب (10 نهج ايف نوهال ،تونس) .الدعوة موجهة للجميع.  


منظمة العفو الدولية/الفرع التونسي مكتب الوسط دعــــــــــوة  

يتشرّف مكتب الوسط لمنظمة العفو الدولية بدعوتكم لمواكبة الأمسية الرمضانية التي ينشّطها الأستاذ: رضا بوقدّيدة حول موضـــــــوع : »المسرح وحقوق الإنسان » وذلك يوم الجمعة 28 أوت 2009 بداية من الساعة العاشرة مساءا،بمقر المكتب:2 نهج أناتول فرنس-سوسة قبالة معهد الذّكور.  


السيد خالد النوري  حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي

تصريح صحفي من عضو المكتب السياسي المكلف بالإعلام حول النقاط الأساسية للبرنامج الانتخابي لحزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي


  قال عضو المكتب السياسي المكلف بالإعلام في حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي: « إن البرنامج الانتخابي للحزب بصدد الصياغة النهائية وهو يعتمد بالأساس على الثوابت العامة للحزب ونهجه الوحدوي الديمقراطي في التعامل مع قضايا الشأن الوطني وقضايا التنمية الشاملة لحياة المواطنين ويمكن الإشارة هنا إلى بعض النقاط الأساسية التي ستكون من صلب اهتمامات الحزب في حملته الانتخابية:   ·تطوير النظام السياسي للجمهورية وتوسيع مساحة الحريات السياسية والإعلامية والارتقاء بآليات العملية الانتخابية بما يسمح بمزيد المشاركة الشعبية والسعي لتطوير أداء المنظومة القضائية. ·تدعيم دور القطاع العام في قيادة النشاط الاقتصادي والعمل على إيجاد شراكة ناجعة بينه وبين القطاع الخاص في النهوض بالاقتصاد ومعالجة قضايا التشغيل. ·من أجل العدالة الاجتماعية والتضامن بين الفئات والأجيال وتحقيق التوازن في التنمية بين جهات البلاد. ·دعم مؤسسات الحوار الوطني المتعلق بالقضايا الإستراتيجية التي تهم مستقبل البلاد وأجيالها من أجل شراكة فعلية وفاعلة. ·من أجل تأصيل قضايا الهوية الوطنية العربية الإسلامية والانتماء في برامج التعليم والتكوين والثقافة وفي برامج النهوض بالأسرة والطفولة والشباب بما يعطي للعملية التنموية الشاملة أبعاد أكثر فاعلية ومردودية. ·من أجل تفعيل آليات العمل الوحدوي في بعديه المغاربي والعربي تحقيقا للتضامن والتكامل والاندماج وصولا إلى الوحدة هدف كل شعوب المنطقة. ·العمل على دفع علاقات تونس الإفريقية ومع دول الجنوب تقليصا من ضغوط الارتباط بالسوق الأوروبية وتحقيقا للتوازن الأمثل في سياساتنا الخارجية. ·العمل على تطوير حضور الدبلوماسية التونسية في الخارج عبر النهوض بمبادرات ايجابية للمساهمة في إيجاد حلول لبعض الأزمات المعرقلة للبناء المغاربي والتكامل العربي خاصة وان تونس قادرة بما حققته من القيام بمثل هذه المبادرات.
الاتحاد الديمقراطي الوحدوي دائرة الإعلام  والاتصال


واقع الإتحاد وسبل التجاوز


يتعرض الإتحاد العام لطلبة تونس إلى مظالم عديدة تتعارض مع مصالح الجامعة والبلاد ، ففي الوقت الذي يسعى فيه مناضلوه ومسؤوليه جاهدين للارتقاء بأداء المنظمة الطلابية وتوسيع إشعاعها في الجامعة و البلاد على قاعدة نبد التطرف والمغالاة مقابل الإلتزام بقيم الحداثة والسلوك المدني بعيدا عن كل توظيف فئوي أو حزبي ودون إقصاء ، إلا أن سلطة الإشراف أصرّت على التنصل من إلتزماتها تجاه المنظمة الطلابية وأغلقت أبواب الحوار ورفضت تسوية العديد من الملفات الطلابية ومنع المؤتمر الوطني بالقوة في ثلاثة مناسبات متتالية وأمعنت في التدخل في الشأن الداخلي للمنظمة بشكل مفضوح وتغذية الخلافات داخلها بدعم بعض العناصر ( أقلية في هياكل الإتحاد يفتقدون إلى أي حضور في الساحة الطلابية ) على حساب هياكل الإتحاد العام لطلبة تونس الشرعية وآخرها تمكين هده الأقلية من امتيازات مالية في حساب بنكي شخصي و فضاءات عمومية من وراء الهياكل الشرعية للإتحاد وأمينها العام . وأمام التمادي في هده السياسة التي تشجع على التمرد على القوانين والهيآت المنتخبة وما ينجر عنها من استتباعات خطيرة على المجتمع بأسره يحيط الأمين العام للإتحاد العام لطلبة تونس الرأي العام الوطني بالأتي : * أن الإتحاد العام لطلبة تونس يندد بكل صرامة بهده السياسة وبهذه الإجراءات اللامسؤولة ويدعو سلطة الإشراف إلى رفع يدها على الإتحاد العام لطلبة تونس والكف على تدجينه والعدول عن منطق اختلاق الأزمات الداخلية واحترام استقلالية اختيارات وتوجهات الطلبة . * إن الإتحاد العام لطلبة تونس مكسبا وطنيا ينبغي الحفاظ عليه والذود عنه كمنظمة طلابية ذات بعد ديمقراطي وتقدمي مستقل عن السلطة وعن كافة الأحزاب والتنظيمات السياسية ويرفض التوظيف من أي طرف كان وأي مجموعة كانت . * إن تنظيم « ملتقيات »مفبركة لا تمت بأي صلة لواقع الإتحاد ولمناضليه وهيئاته المنتخبة سوف يزيد في تعميق أزمة الجامعة والإتحاد كما أن الهروب إلى الأمام من أي كان لن يمثل مخرجا حقيقيا للإتحاد . وأمام استحقاق مؤتمره القادم الموحد وأمام حالة التشتت والانقسام وأزمة التمثيل النقابي التي عرفها الإتحاد طيلة العشرية الماضية وإثر عديد النقشات التي دارت بين مناضلي الإتحاد من مختلف الأطراف الطلابية فأني الأمين العام للإتحاد العام لطلبة تونس أؤكد على أن الطلبة ومناضلي الإتحاد ومسؤوليه من كل الحساسيات في حاجة إلى منظمة موحدة تقوم على المبادئ التالية : 1/ إتحاد يضع في أولوياته الدفاع عن مصالح عموم الطلبة ومنظوريه ويمثل طرفا رئيسيا في الحياة الجامعية وبلورة تصورات مستقبل الجامعة . 2/ إتحاد ينشر قيم العقلانية والحداثة ويتصدى لأفكار الظلام والردة المتربصة بالساحة الجامعية ويتمايز مع ثقافة التدجين الهادفة إلى إلهاء الطلبة عن الشأن العام وعن واجباته الوطنية 3/ إتحاد يقطع مع الممارسات الاحتكارية للأطراف الطلابية ويؤسس لعمل ديمقراطي ومؤسساتي جاد يستمد مشروعيته من القواعد الطلابية . 4/ اتحاد ينتصر لكل قوى التحرر الوطني في العالم . إن جل هده المبادئ هي المدخل الحقيقي لنقاش جدي بين كل المناضلين وتبقى الآليات التقنية لتنظيم هدا الحوار شأن للنقاش بين كل من يروم الخروج بالإتحاد من واقع التهميش والانقسام . ختاما أتوجه بنداء لمناضلي الإتحاد ولقدمائه والرأي العام الوطني الوقوف بجدية إلى جانب المنظمة الطلابية للخروج من هدا الوضع على قاعدة المبادئ المعلنة. كما لا يفوتني أن أذكر أن المصلحة الوطنية تتطلب تمكين الإتحاد العام لطلبة تونس من عقد مؤتمره الوطني الموحد في أحسن الظروف المادية والنفسانية حتى يتمكن مناضلو الإتحاد من جعل مؤتمرهم محطة تمثل نقطة تحول نحو تدعيم منظمتهم في اتجاه المزيد من الاستقلالية والديمقراطية والتمثيلية والإشعاع . عن المكتب التنفيدي الأمين العام عزالدين زعتور


طلبات الترشح لانتخابت الرئاسة التونسية تبدا الاربعاء


تونس: يفتح المجلس الدستوري التونسي بعد غد الأربعاء باب قبول الترشحيات لخوض الإنتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في شهر أكتوبر المقبل. وتوقعت مصادر تونسية أن يبادر الرئيس التونسي زين العابدين بن علي إلى تقديم ترشحه بشكل رسمي لخوض هذه الإنتخابات بإسم الحزب الحاكم في تونس(التجمع الدستوري الديمقراطي). وكان بن علي أعلن في الثلاثين من يوليو/تموز من العام الماضي ترشحه لخوض الإستحقاق الرئاسي المقبل،وتعهد أكثر من مرة بأن تجري الإنتخابات الرئاسية المرتقبة في إطار الشفافية وإحترام القانون ومراعاة قواعد الممارسة الديمقراطية. وأضافت المصادر أن المرشح الثاني لهذه الإنتخابات هو محمد أبو شيحة الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية المعارض،حيث ينتظر أن يتقدم إلى المجلس الدستوري بملف ترشحه الرسمي . وأعلن محمد أبو شيحة عن ترشحه لهذا الإستحقاق الرئاسي في الأول من شهر سبتمبر/أيلول من العام الماضي،علما وأنه سبق له أن شارك في الإنتخابات الرئاسية التونسية لعام 2004 . أما بالنسبة إلى بقية المرشحين ،فقد أعلن أحمد إبراهيم الأمين العام الأول لحركة التجديد التونسية(الحزب الشيوعي سابقا)،أنه بصدد إعداد ملف ترشحه لتقديمه إلى المجلس الدستوري،بينما اعتبر أحمد الأينوبلي الأمين العام لحزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي أن لديه متّسعا من الوقت لتقديم ملف ترشحه. يشار إلى أن فترة تقديم ملفات الترشحات الرسمية للإنتخابات الرئاسية التونسية المنتظر تنظيمها خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل،ستتواصل لغاية الرابع والعشرين من شهر سبتمبر/أيلول المقبل . (المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا) بتاريخ 25 اوت 2009)    


الصميم الأصمّ، أو الردّ على « في الصميم »


  تردّدت في الكتابة لأنّ الخطاب كان موجّها لقيادة حركة النهضة!.. ولو لم أتردّد لما خالفت الأصل، فالمسلمون يد واحدة يسعى بذمّتهم أدناهم، والمسلمون تتكافأ دماؤهم وفي هذه تتكافأ أعراضهم، رؤساؤهم كمرؤوسيهم… ثمّ لقد وجدت في النصّ ما يحرّضني على الكتابة دفاعا عن نفسي، فما أنا وغيري من غير القيادة إلاّ ذلك الذي عناه الأخ الأزهر بـ »ما تبقّى من الطيّبين المغرّر بهم باسم قدسيات لا علاقة لها بحقيقتهم »، إذ نحن اليوم في الحركة الإسلامية التونسية فريقان لا ثالث لهما: « متنوّرون فقدوا طيبتهم » فرفضوا أن يغرَّر بهم من طرف قيادة حركة النهضة، وطيّبون « مغرّر بهم » (والطيّبون يظلّون دائما عرضة للتغرير بهم إن لم يكن من طرف حركة فمن طرف مَن يقيّد أيّ حركة!)…أو بعبارة أخرى فنحن فريقان: طيّبون (بالمعنى الذي عناه الأزهر) وغير طيّبين، أو أنّنا مُغرِّرون ومغرَّرٌ بهم!…وقد أتجاسر فأخرج عن الثنائية الأخيرة فأقول بأنّ بعض المغرِّرين هم في نفس الوقت من المغرَّر بهم. ولي ههنا سؤال أرجو من الأخ الأزهر أن يتدارسه مع نفسه: إذا كنت أنا (وغيري) من المغرّر بهم من طرف قيادة النهضة، أفلا تحاسب نفسك وتشتدّ عليها في اللوم لِمَ شاركت ذات مرّة لمّا كنت من القيادة المشار إليها في التغرير بي ولِمَ بالغت وإخوتك في جعلي طيّبا هكذا لا أستطيع الانتباه إلى تغريرك وتغريرهم؟! ألا تشعر بالذنب في ذلك أم أنّك تعتبر وقوعك اليوم تحت تغرير الجهة الثالثة نوعا من التكفير عمّا قمت به في حقّي وحقّ إخواني من الطيّبين؟! ثمّ ألا تفترض بعدها أنّي قد انتبهت (والطيّبون) إلى « تغريرك الأوّل » فصرت متحوّطا منك كي لا أقع ثانية في شباك تغريرك، ما جعلني لا أقتنع بما جئت به من طرح أقلّ ما يقال فيه أنّه أكثر سوءا من طرحك الأوّل لمّا كنت في قيادة حركة النهضة!؟…   عذرا أخي لعلّك وأنت تكتب من تونس تكون قد استأنست بآراء إخوانك القدامى في حركة النهضة ممّن لم يسعفهم السجن أو المراقبة بـ »مواصلة التغرير بي »، فتكون قد اعتمدت على حقائق تبيّن لك من خلالها متاجرة قيادة النهضة بملفّ المساجين وتمعّشها منه واستثماره للتشهير بالسلطة (سلطة السابع من نوفمبر)، ولكن هل يكون ذلك سببا كافيا لتتاجر أنت بحركة بأكملها وتجعلها مجرّد ورقة تخدم إرضاء ما استجدّ فيك؟! أهو الهروب من الحزبيّة الضيّقة – كما قد أشرت – إلى رحاب الحزبية التي تسع كلّ شيء!؟ أم هو الهروب من « الطيّبين » أمثالي؟! أم هو الإرضاء الذي لا يكون إلاّ بالإغضاب عياذا بالله تعالى؟!   أقول: ليست حركة النهضة على تديّن كامل يجعلنا لا نرى غيرها في تونس الزيتونة، ولا هي ناطقة باسم الإسلام –كما يريد أن يسوّق بعض الجهلة المتخلّفين – فلا نرجع لغيرها من العلماء والمجتهدين، ولكنّي أزعم أنّها – على ما فيها من نواقص – أفضل بكثير كثير من الحزب الحاكم في تونس وقادته المباشرين الحكم، فهي إن « ظلمت » لم تسجن ولم تشرّد، وهي إن « اعتدت » لم تقتل، وهي إن « تعدّت » على الحرمات لم تمنع متحجّبة من العلم ولا العمل ولا التداوي ولا تنشئة الذرّية الصالحة، وهي إن « تردّت أخلاقها » لم تزن ولم تفحش ولم تقطع السبيل، فما الذي يدفع عاقلا على اختيار الأسوأ؟!.. بل وما الذي أسكنك بباب هذا الظالم تعرض عليه لحوم وأعراض إخوة لك لم تسعفهم طيبتهم في قبول ما خبث؟! أهو حبّ الوطن الذي قد ينسي ذكر أبناء الوطن ويُغفل عن الذات وعن التفكير في مصيرها وخاتمتها ومردّها ودارها وقرارها؟! أم هو الوسيلة الوحيدة التي بها قد تجرّئ « من لا يزال في نفسه تردد أن يأخذ قراره بيده »…   أراك أخي قد دعوت في خاتمة مقالتك إلى التصالح الذي لا يكون – حسب رأيك – إلاّ عبر العودة إلى الأهل والوطن وعبر القطع مع نهج المزايدة والمغالبة، لأنّ في ذلك ملامسة للواقع وإدراك لحجم الأخطاء التي ارتكبت… فلم تحد عمّا دأبت عليه من نظرة لا تتّسع لأكثر منك، إذ التصالح لا يبدأ بالعودة وإنّما يبدأ بإصلاح ما أجبر على الخروج…، فهل توفّر الأمن بالبلاد وإذًا لا مكان لرمبو التونسي (لعنه الله إلاّ أن يتوب) وغيره من الشواذ الرّاتعين في أعراض أهلنا؟!… هل توفّرت الحرّيات وإذًا لا خوف على من يجتمع بأهله أو أحبّته ولا ضرر من أن يخوضوا جميعا في ما يروق لهم من مواضيع يرونها صالحة لخدمة بلادهم كما رأيت أنت إجراء الحوار العلني في إطار النهضة خادما لتقييم الأداء والسلوك وربّما القطع النهائيّ مع « المغالبة »؟!.. وهل بدأ الحوار بين الرّاعي والرّعية وإذًا فلا فشل في محاولات رأب الصدع بين النظام التونسي وقيادة الحركة في الدّاخل ما يكون إشارة عافية لأهل الخارج بالرّجوع الطوعي المستجيب حقّا لمصلحة الوطن!؟…   أخي ليس منّا من يبغض تونس أو يرضى لأمّه القبر دون رؤيته، ولكنّا لا نريد أن نجمع على أنفسنا مصيبتين: مصيبة الظلم ومصيبة الاستكانة إلى الظالم والرّضوخ لأجندته المحاربة للدين والنخوة والرّجولة والمروءة، ومن كان منكم لا بدّ فاعلا فليلتزم الصمت وليعد حقّا مبجّلا مكرّما، كما فعل عبدو معلاوي مثلا… فقد فرضته على النّظام كفاءته وخبرته والشركات الدّاعمة له وحرصه على مصلحة البلاد بإحداث فيها ما ينفع جهته وأهله، ولم يفرضه ولعه بكشف عورات إخوة الأمس أو المبالغة في تتفيههم ولعن تعاليمهم وتجريم صنائعهم…     أسأل الله أن يهديك سبل السلام، كما أسأله أن لا يوفّق النّظام التونسي في سعيه إلى ضرب رقابنا بعضها ببعض… وتقبّل الله صيامكم وبارك إفطاركم…                عبدالحميد العدّاسي (الدّانمارك)  


تونس: الانفجار الثاني خلال أسبوع واحد بسبب تجارة الوقود المهرّب

 تونس – خدمة قدس برس هزّ انفجار كبير محلا لبيع المحروقات المهربة عصر أمس السبت (22/ 8) وسط مدينة القصرين، التي تبعد 198 كلم جنوب غرب العاصمة تونس، تسبب في إصابة صاحب المحل بحروق خطيرة. و تعالت النيران من المحلّ قبل وصول قوات الدفاع المدني لإخماد الحريق دون حصول أضرار في المحلات و المساكن المجاورة. وكانت مدينة قفصة (350 كلم جنوب غربي العاصمة) قد شهدت في أحد أحيائها الشمالية حادثة انفجار شاحنة مخصصة لتهريب المحروقات يوم الأربعاء (19/ 8) أسفر عن هلاك سائقها على الفور من جراء الحروق التي تعرض لها، في حين لا يزال مرافقه تحت العناية المركزة، وهو بحالة خطيرة. ونقلت مصادر صحفيّة أنّ النيران اندلعت في الشاحنة المحمّلة بالوقود عند دخولها مدينة قفصة بسرعة فائقة، قبل أن تنفجر بمن فيها. يشار إلى أنّ مثل هذه الحوادث ليست الأولى من نوعها التي تحصل بالمحافظات الغربية بالبلاد، وعلى الطرق الحدودية مع الجزائر، حيث تشهد هذه المناطق حركة كبيرة لتجار الوقود المهرّب. وقد صارت هذه التجارة نشاطا علنيّا منذ الارتفاع الكبير لأسعار الوقود، وقد غضّت السلطات المختصة الطرف عنه، حيث تعرض هذه البضاعة في محلات معروفة مخصصة للغرض بكثير من مدن الجنوب والوسط الغربي للبلاد.   (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ  24 أوت 2009)  


البطالة تنتظر خريجي الإعلام في تونس


تونس – إسماعيل دبارة   عندما حصلت سارة (24 سنة) على شهادة الثانوية العامة في العام 2003 كانت تخامرها أحلام الشهرة والأضواء والإبداع والظهور على شاشات التلفزيون، خصوصاً مع حصولها على علامة جيدة تخولها الالتحاق بـ «معهد الصحافة وعلوم الأخبار»، المؤسسة الجامعية الوحيدة التي يتخرج فيها الصحافيون في تونس.   «مرت السنوات الأربع التي قضيتها في معهد الصحافة سريعة كالحلم، ومع ارتقائي في كل سنة أزداد لهفة على خوض التجربة المهنية والالتحاق بإحدى الصحف أو المحطات التلفزيونية لأقوم قدراتي وأطبق ما تعلمته»، تقول سارة لـ «الحياة» وتستدرك بمرارة: «لكن سنة ونيف من البطالة جعلت أحلامي تتحطم على صخور الواقع المتردي لقطاع الإعلام في بلادي. ما الفائدة من تخريج دفعات ودفعات من الصحافيين من دون توفير فرص عمل لهم تحفظ كرامتهم وتعوضهم عناء الاجتهاد في الجامعة».   وسارة التي أسعفها «الحظ» أخيراً بحصولها على عمل في محل عام للانترنت ليست الوحيدة في تونس، فالمئات من خريجي قطاع الإعلام وقعوا فريسة البطالة التي تضرب أصحاب الشهادات الجامعية العليا.   تشير البيانات الرسمية لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا التونسية إلى أن عدد طلاب معهد الصحافة ارتفع من 3676 طالباً خلال السنة الجامعية 2004 – 2005 ليصل إلى 3831 في السنة الجامعية التالية.   إلا أن الإجراءات الصارمة التي طبقتها إدارة «معهد الصحافة وعلوم الأخبار» في قبول الطلاب جعلت عددهم يتراجع إلى 3245 خلال السنة الجامعية 2006 – 2007 ليصل في العام 2008 إلى 2596، تمثل الإناث قرابة 75 في المئة منهم.   وعلى رغم أن معهد الصحافة في تونس يُعتبر أشبه بمدرسة صغيرة لتخريج الصحافيين بعدد محدود جداً من الطلاب الُمسجلين (بين 80 و100 خريج سنوياً) مقارنة بالجامعات الأخرى التي يتجاوز فيها عدد الطلاب المسجلين أحياناً عشرات الآلاف، إلا أنه ظلّ «معهداً لتخريج دفعات من العاطلين من العمل»، على حد تعبير عدد من الطلاب.   تساهم عوامل عدة مجتمعة في تعكير أوضاع خريجي قسم الصحافة في تونس، من أبرزها محدودية عدد المؤسسات الإعلامية، وتشدد الحكومة المفرط في منح التراخيص لمن يريد إنشاء مشروع إعلامي، وغياب معياري الشفافية والكفاءة في الانتدابات التي يعلن عنها بين الفينة والأخرى.   ويُعطي القانون التونسي وزير الداخلية مطلق الحرية في قبول مطالب التراخيص أو رفضها ويقول بعض المصادر إن العشرات من الصحف والمجلات والإذاعات ما زالت تنتظر الترخيص لها على رفوف وزارة الداخلية. ولا يمكن لأي صاحب مشروع إعلامي في تونس مباشرة العمل من دون تسلمه «الوصل» من وزير الداخلية، وهو عبارة عن التأشيرة التي بموجبها تسمح الوزارة للنشرة أو الإذاعة أو القناة التلفزيونية بالعمل على الأراضي التونسية. وعلى رغم أن عدد كبيراً من السياسيين ورموز المجتمع المدني في تونس يؤكدون إنهم «استوفوا الشروط التي يضبطها القانون لاطلاق وسائل إعلام تابعة لهم، إلا أن وزارة الداخلية تتلكأ في منحهم التراخيص أو «الوصل»، في حين يشدد البعض الآخر على أن الحكومة «لا ترخص سوى للمقربين منها بسبب ضيق صدرها بالرأي المخالف وحرية التعبير».   ظاهرة «الدخلاء على المهنة» تتسبب هي الأخرى في ارتفاع نسبة بطالة خريجي الإعلام، إذ أن صحفاً رسمية أو شبه رسمية وحتى «مؤسسة الإذاعة والتلفزة الحكومية» عادة ما تنتدب أشخاصاً لا يملكون مؤهلات جامعية في الكتابة الصحافية وتقصي المعلومة ومعظمهم من خريجي «اللغة العربية» والفرنسية والتاريخ والجغرافيا والفلسفة، الأمر الذي يؤدي إلى تزايد عدد خريجي «معهد الصحافة وعلوم الأخبار» العاطلين من العمل، خصوصاً مع غياب الرقابة الصارمة على الانتدابات التي تتم في المؤسسات الإعلامية والتي يخضع معظمها لعوامل المحسوبية والعلاقات الشخصية.   لمسؤولي الصحف والإذاعات رأي مخالف، فهم يعتبرون «ضعف تكوين طلاب معهد الصحافة وتدهور مستوى تمكنهم من اللغات العربية والفرنسية والانكليزية وضعف الثقافة العامة لديهم» من الأسباب التي تجعلهم يترددون كثيراً في انتدابهم.   ويشهد طلاب الصحافة أنفسهم بضعف مردودهم، فالطالب كريم الذي يستعد للحصول على الأستاذية في الصحافة الإلكترونية العام المقبل، يقول: «معظم خريجي معهد الصحافة يعانون ضعفاً في التكوين ما يجعلهم غير قادرين على استيعاب الضغوط التي تفرضها سوق الشغل، لقد أضحى الحصول على فرصة عمل في إحدى المؤسسات الإعلامية متوافراً ومتاحاً بدرجة أعلى للمتخرجين من اختصاصات أخرى كاللغات والعلوم الإنسانية ويفقد طلاب معهد الصحافة هنا، الأولوية في التشغيل».   ولأن الحصول على شغل أضحى في نظر الكثيرين من خريجي معهد الصحافة العاطلين من العمل أشبه ما يكون بـ «الحلم» صعب المنال، فقد انخفضت الشروط التي كان طالب الإعلام يضعها في السابق للعمل ومن بينها، الخط التحريري للمؤسسة التي سينتمي إليها ودرجة رحابة الصدر والقبول بالرأي المخالف وتخفيف حدة الرقابة والسخاء في التعامل المادي.   لكن مُعدل أجر الصحافي التونسي لا يكاد يتجاوز 300 دولار شهرياً في شكل عام في حين يشكو الإعلام الحكومي وشبه الحكومي من رقابة «حديدية» ربما تعكس سجل تونس «السيء» في مجال الحريات الصحافية، بحسب منظمات محلية ودولية على غرار «مراسلون بلا حدود» و «لجنة حماية الصحافيين في نيويورك» وغيرهما.   النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين التي عول طلاب الصحافة عليها كثيراً عند تأسيسها لتدافع عن مصالحهم، تعاني حالياً تمزقاً وتستعد لعقد مؤتمر استثنائي بعد أن استاء فريق من الصحافيين المقربين من الحكومة من الأداء «الجريء» للمكتب التنفيذي المستقل الحالي ما يوحي بتراجع دور النقابة المدافع عن أهل المهنة في المُستقبل المنظور.   يقول صبري الذي أنهى دراسته في العام 2005 وما زال وضعه المهني «هشاً» كما  يصفه نظراً الى عدم حصوله على عمل: «الأزمة المتفاقمة التي يعانيها خريجو معهد الصحافة وعلوم الأخبار بخصوص آفاق التشغيل مردها غياب المناظرات الشفافة في الانتداب التي حلت محلها المحاباة والمحسوبية بدل الكفاءة من دون أن يدرك مسؤولو قطاع الصحافة أن هذا الوضع ينعكس سلباً على المشهد الإعلامي برمته».   و للخروج من هذا «المأزق» يشدد صبري المنتسب الى نقابة الصحافيين التونسيين على ضرورة أن «تتحمل الدولة والمجتمع المدني مسؤولياتهما التشريعية والتنفيذية في مراقبة ومحاسبة أصحاب المؤسسات الإعلامية عند الانتداب». كما يقترح «إدراج مادة «التربية على وسائل الإعلام» في البرامج التعليمية الثانوية لكي تنتدب الوزارة صحافيين يدرّسون هذه المادة لتلاميذ المعاهد أملاً في خفض نسبة بطالتهم، إضافة إلى إحداث «صندوق للتعويض على البطالة» على غرار ما هو معمول به في بعض الدول الأوروبية».   (المصدر: جريدة الحياة (يومية – لندن) بتاريخ 24 أوت 2009 )


تصنيع دواء لأنفلونزا الخنازير في تونس


أخبار تونس – تمكّنت مخابر الأدوية التونسية “سيف” من تصنيع دواء “تاميفلو” أول مضاد حيوي مقاوم لفيروس أنفلونزا الخنازير. وقد تم تصنيع هذا المضاد بعد حصول المخبر على كل التراخيص اللازمة وآخرها ترخيص التسويق AMM وقد أطلق على هذا المضاد الحيوي اسم “سيفلو” علما وأن هذا الدواء سيصنّع وفق الحاجيات حسب ما أكدته صحيفة “الأسبوعي” نقلا عن مصادر بوزارة الصحة.   ويذكر أن مخابر تونسية أخرى تمكنت من اكتساب التقنيات الضرورية حتى تصنّع هذا المضاد في صورة الحاجة إليه.   ويشار إلى أن “سيفلو”لن يعرض للبيع بالصيدليات بل ستوفره الدولة مجانا لكل مصاب تستوجب حالته وصف هذا المضاد الحيوي هذا ما بيّنه السيد فتحي الفسطبي رئيس مدير عام مخابر “سيف”.   وتتوفر اليوم لدى الصيدلية المركزية كمية هامة من علب الـ«تاميفلو» وفي حال استهلاكها فستوفر المخابر الحاجيات اللازمة وبسرعة.   إن دواء “سيفلو” يعتمد بالأساس على التركيبة الكيميائية الأم التي تحمل اسم “الأوسيلتاميفير” OSELTAMIVIR والذي أكدت منظمة الصحة العالمية في أحدث بلاغاتها أنه يحظى بـتوافق آراء فريق دولي من الخبراء حوله.   ورغم انتشار المرض في العديد من بلدان العالم ورفع حالة التأهب للتصدي له عالميا من قبل المنظمة العالمية للصحة فإن بلادنا ما تزال محدودة التأثر نظرا للعدد القليل من المصابين المسجل منذ ظهور أول حالة وافدة أمكن التعامل معها بالجدية اللازمة مما عجّل بشفاء 32 حالة المسجلة في عموم البلاد .   علما وأن الوضع لا يستدعى الخوف باعتبار أن عدد الحالات المكتشفة في تونس يعدّ قليلا قياسا بأغلب البلدان في العالم كما أنها لم تكن خطيرة إذ أن 80 بالمائة من المصابين تمت معالجتهم بمقار سكناهم.   وتحرص وزارة الصحة العمومية على تنفيذ برنامج تحسيسي بمختلف جهات البلاد من خلال التكثيف من الومضات التلفزية واللافتات وتعزيز الفرق الصحية وقدرة استيعاب المؤسسات الاستشفائية إلى جانب توفير الأجهزة الطبية والأدوية الضرورية وكذلك التلاقيح الخاصة بالأنفلونزا الموسمية.   كما تكونت لجنة خاصة من وزارتي الصحة العمومية والتربية والتكوين مهمتها مساعدة المؤسسات التربوية والجامعية على وضع خطة عمل للتصرف في حال اكتشاف إصابة بفيروس اي اتش1 ان1 داخل المؤسسة إلى جانب تنفيذ برامج توعوية وتحسيسية لفائدة التلاميذ والطلبة والأسرة التربوية والجامعية.   وأكد رئيس مدير عام مخابر “سيف” أن التلاقيح الوقائية ستكون متوفرة بالصيدليات خلال الأيام القليلة القادمة .     (المصدر: موقع أخبار تونس  بتاريخ 24 أوت 2009 )  


الدولة التونسية ستوفره مجانا

سيفلــــــــــــو أول دواء تونســــــــــــي لعــــــلاج انفلونـــــــــــزا الخنازيــــــــــر منظمــة الصحـــة العالميـــة تضـــع توصياتهــا لاستعمـــال الــــدواء


تونس – الأسبوعي:   أفادتنا مصادر مسؤولة بوزارة الصحة أن مخابر الأدوية التونسية «سيف» تمكنت من تصنيع دواء «اتاميفلو» المضاد الحيوي الأول المقاوم لفيروس انفلونزا الخنازير، بعد أن حصلت هذه المخابر على كل التراخيص اللازمة وآخرها ترخيص التسويق AMM وقد تمّ اطلاق اسم «سيفلو» على هذا المضاد الحيوي الذي سيصنّع وفق حاجيات البلاد منه على خلفية ما سيكون عليه تطور الوضع الوبائي للفيروس، هذا وقد تمكّنت مخابر تونسية أخرى من اكتساب التقنيات اللاّزمة لتصنيع نفس المضاد الحيوي إذا ما احتاجت تونس لذلك. وحسب ذات المصادر فإن «سيفلو» كما «تاميفلو» لن يعرضا للبيع بالصيدليات بل ستوفرهما الدولة مجانا لكل مصاب تستوجب حالته وصف هذا المضاد الحيوي، وتتوفر اليوم لدى الصيدلية المركزية كمية هامة من علب الـ«تاميفلو» وإن تم استهلاكها فستتوفر وبسرعة الحاجيات اللازمة من «سيفلو» وان اقتضى تفشي الوباء فستساعد مخابر أخرى تونسية في تصنيع الدواء. وحسب ذات المصادر فإن الدواء المصنّع يعتمد بالأساس على التركيبة الكيميائية الأم التي تحمل اسم «الأوسيلتاميفير»  OSELTAMIVIR والذي أكدت منظمة الصحة العالمية في أحدث بلاغاتها أنه يحظى بـتوافق آراء فريق دولي من الخبراء حوله بعد أن كان هذا الفريق قد استعرض جميع الدراسات المتاحة بشأن مأمونية المضادات الحيوية المستعملة ونجاعتها  وتم التركيز على استخدام الأوسيلتاميفير والزاناميفير (الذي يصنّع منه دواء رولانزا) لتوقي الحالات المرضية الوخيمة والوفيات وتقليص الحاجة إلى دخول المستشفى والحد من فترة المكوث فيه على حد تعبير المنظمة..   وأضافت المنظمة أنّ الفيروس يبدى حسّاسية إزاء الدواءين المذكورين (المنتميين إلى فئة مثبّطات النورامينيداز)، ولكنّه يُظهر مقاومة لفئة ثانية من الأدوية المضادة للفيروسات (مثبّطات البروتين M2).   وأكدت أنه ينبغي، فيما يخص كل مريض، اتخاذ قرارات العلاج الأوّلية استناداً إلى التقييم السريري والمعلومات المتوافرة بشأن وجود الفيروس في المجتمع المحلي المعني.   وشددت على أنه ينبغي على الأطباء، الذين يلاحظون في المناطق التي يسري فيها الفيروس على نطاق واسع بين أفراد المجتمع المحلي، أعراضاً  على أفراد شبيهة بأعراض الأنفلونزا  أن يفترضوا أنّها ناجمة عن الفيروس لذلك لا ينبغي انتظار النتائج المختبرية التي تؤكّد العدوى بالفيروس H1N1  لاتخاذ ما يلزم من قرارات علاجية.   وقالت المنظمة أنه إذا ما تمّ وصف دواء الأوسيلتاميفير بالطرق السليمة، فإنه يمكن الحد بشكل كبير من مخاطر الإصابة بالالتهاب الرئوي (وهو من أهمّ أسباب الوفاة فيما يخص أنفلونزا الخنازير والأنفلونزا الموسمية على حد سواء) ومن الحاجة إلى دخول المستشفى.   وتوصي منظمة الصحة العالمية، فيما يتعلّق بالمرضى الذين يتطلبون العلاج وهم مصابون أصلاً بحالات وخيمة أو الذين بدأت حالتهم الصحية تتدهور، بتوفير العلاج بالأوسيلتاميفير في أسرع وقت ممكن. ذلك أنّ الدراسات تبيّن أنّ ثمة علاقة قوية بين توفير العلاج في المراحل المبكّرة، في غضون 48 ساعة بعد ظهور الأعراض، وتحسّن الحصيلة السريرية. وينبغي توفير العلاج لتلك الفئتين من المرضى، حتى وإن تأخّر البدء بإعطائه. ويمكن إعطاء الزاناميفير في حال عدم توافر الأوسيلتاميفير أو تعذّر استخدامه لأيّ سبب من الأسباب..   وتنطبق هذه التوصية  حسب المنظمة على جميع فئات المرضى، بما في ذلك الحوامل، وجميع الفئات العمرية، بما في ذلك صغار الأطفال والرضّع.     (المصدر: جريدة الصباح الأسبوعي  بتاريخ 24 أوت 2009 )  


الادارة -الوزارة الأولى تراجع مقاييس استعمال أختامها  شروط جديدة لـ«سريّ مطلق» و«أكيد» و«شخصي»

 


تونس-الأسبوعي: خصوصي، سرّي، سرّي مطلق، أكيد، أكيد جدّا، لا يفتح إلاّ من طرف المرسل إليه… ليست هذه الكلمات مجرّد تعبيرات وصفية بل هي أختام خاصّة تطلق على بعض المراسلات الإدارية الرسمية الصّادرة عن الوزارات بالخصوص، وتطالعك على واجهات المراسلات بالألوان الحمراء القانية ويحملها سوّاق الإدارات إلى الجهات المرسل إليها وتعامل معاملة خاصّة جدّا ويُنظر إليها بكثير من الفضول والخشية أحيانا وقد تستفزّ هذه المراسلات خيال البعض لمحاولة معرفة ما تحويه من أسرار مطلقة.    إفراط في استعمال السرّي   لكن قد يصادف أن تستخدم هذه الأختام بشكل مفرط أو مبالغ فيه بأن توضع على مراسلات عادية غير مصنفة أصلا لا في خانة السرّي ولا في المتأكّد ولا الأكيد وقد لاحظت مصالح الوزارة الأولى حالات استعمال خاطئة لبعض الإشارات والعبارات المحمّلة على البريد الإداري.   لأجل ذلك وجّهت الكتابة العامة للحكومة في المدّة الأخيرة منشورا إلى الوزراء وكتّاب الدولة اتخذت فيه جملة من الإجراءات الهادفة إلى تيسير معالجة البريد الإداري من قبل المصالح المعنية بالسّرعة ودرجة الأهمية التي يستوجبها.   وتبعا لما لاحظته من إفراط وسوء استخدام لهذا الصّنف من الأختام الإدارية فقد تضمّن منشور الكتابة العامة للحكومة التنصيص على إعادة تنظيم تصنيف البريد الإداري المتداول بين الهياكل العمومية في اتّجاه توحيد مدلول الإشارات المحمولة عليه بما يتلاءم مع محتوى الوثائق المتداولة وصبغتها التي تحدّد نسق معالجتها من ناحية ونطاق تداولها بين الهياكل والأفراد من ناحية أخرى.   مقاييس جديدة   وعلى هذا الأساس تمّ تحديد المسئولين المخوّل لهم وضع الإشارات والأختام على البريد المصنّف أو الإذن بذلك للمصالح المكلّفة بالبريد ضبط الإشارات المدوّنة على البريد الصادر عن المصالح العمومية باللّون الأحمر وذلك وفق مجموعة من النماذج للمراسلات.   وشدّدت الكتابة العامة للحكومة على ضرورة اعتماد مقاييس موضوعية بالنسبة إلى كل صنف من المراسلات الإدارية تقوم بالأساس على العناصر التالية:   ـ فيما يتعلّق بالمراسلات المتأكّدة: يجب استعمال إشارات «أكيد» أو «أكيد جدّا» حسب مدى ارتباط الموضوع المضمّن بالبريد بآجال قانونية محدّدة وقريبة تستوجب اختصارا استثنائيّا وهامّا في مدى الإحالة والمعالجة بالمقارنة مع نسق الإجراءات العادية، وذلك بالنظر إلى انعكاسات الموضوع المباشر على مصالح الإدارة أو المجموعة أو الأفراد.   ـ فيما يتعلق بالمراسلات «الخصوصية»: تخص هذه المراسلات الوثائق التي تتضمّن معطيات شخصية للأفراد.   ـ  فيما يتعلّق بالسّرّية: يخضع هذا التصنيف، فيما عدا الحالات المستوجبة لذلك صراحة بالتراتيب الخاصّة بها إلى تقدير موضوعي لمستوى المخاطر المحتملة في صورة تداول المعلومة أو الوثيقة الحاملة لها من قبل هياكل أو أفراد غير الموجّهة إليهم من حيث المساس إمّا بالأمن العام أو باستقرار للبلاد ومؤسّساتها ومنشآتها وهياكلها أو بمبادئ الحياد والاستقلالية للإدارة ومصالحها.   المراسلات الشخصية   وفي صورة ضبط وجهة البريد في شخص محدّد دون غيره للاعتبارات الآنفة، نصّت الكتابة العامة للحكومة على وجوب استعمال إشارة «لا يفتح إلاّ من طرف المرسل إليه» أو عبارة «شخصي» تماشيا مع الصّبغة المضيّقة للموضوع أو صبغته الشخصيّة. كما تمّ التنصيص على بيان كل صفحة من المراسلة فإذا كانت المراسلة تحتوي على 4 صفحات مثلا فإنّ الصفحة الأولى تتضمّن رقم 4/1 وتحتوي الصّفحة الثانية على رقم4/2  وتحتوي الصّفحة الثالثة على رقم 4/3 وتحتوي الصّفحة الرابعة على رقم 4/.4 ويجب إمضاء كلّ الصّفحات في الطرّة وفي آخر الصّفحة باستثناء الصفحة الأخيرة التي يتمّ إمضاؤها في المكان المخصص لإمضاء المرسل إلى جانب بيان عدد نسخ المراسلة ورقم كل نسخة.   وتفاديا لسوء استعمال الإشارات إمّا في اتّجاه الإفراط أو التقصير لما لذلك من انعكاسات مباشرة على سير العمل الإداري ومصالح المتعاملين مع الإدارة، دعت الكتابة العامة للحكومة الوزراء وكتّاب الدولة إلى ضرورة إيلاء هذا الموضوع الأهمية اللاّزمة واتّخاذ الإجراءات الضرورية لتطبيق مقتضيات المنشور بكلّ عناية     (المصدر: جريدة الصباح الأسبوعي  بتاريخ 24 أوت 2009 )  


احباط محاولة تسلل من تونس الى الخارج


تونس: تمكنت الاجهزة الامنية في مدينة المهدية بوسط تونس من احباط محاولة تسلل الى الخارج شارك فيها سبعة من الشباب التونسي. وذكرت تقارير صحافية تونسية ان هؤلاء الشباب الذين تم اعتقالهم قبل شروعهم في محاولة التسلل هم من اصيلي  ولاية بن عروس الواقعة جنوب غربي تونس العاصمة ومن بينهم اثنان من ذوي السوابق العدلية ومطلوبان لعدة وحدات امنية للاشتباه في تورطهما في سلسلة من عمليات السرقة والعنف. وتاتي هذه المحاولة للهجرة السرية في وقت تتحدث وسائل الاعلام الايطالية عن مآسي جديدة لهذا النوع من الهجرة من بينها مصرع 73 مهاجرا سريا غرقا في سواحل جزيرة  » لمبادوزا  » غرقا بعد ان تاهوا في البحر واصابة المركب المقل لهم بعطل وكذلك اعتقال عشرات اخرين من ضمنهم تونسيين ومغربيين. (المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا) بتاريخ 25 اوت 2009)  


  معرض «سجادة الذكريات» وأثر تونس ومصر في لوحات بول كلي


سمير غريب نشرت كتابات كثيرة جداً عن أثر الشرق في أعمال الفنانين التشكيليين الغربيين. الشرق هنا يعني الشرق الأوسط كله. هناك فئة منهم وصفت بـ «المستشرقين» لأنها لم تشتهر إلا برسومها ولوحاتها التي تصور الحياة والناس في الشرق. اختلطت فنون الشرق أيضاً بالفنون الإسلامية. نجد كل أشكال الزخرفة في الفنون الإسلامية بينما تكاد تختفي الصور الشخصية بسبب خلفية عقائدية. في المقابل اهتم الفنانون المسلمون بالخط العربي والتذهيب والأرابيسك. مع الزخرفة تراجعت وظيفة السرد أو الحكاية في اللوحة، وتقدمت وظيفة الزينة. أصبحت الصورة محدودة بالسطح، وغلبت عليها الأشكال الهندسية والنباتية. كل هذا معروف في تاريخ الفنون الشرقية والعربية بالتفصيل. لكن الكتابات قليلة عن علاقة الشرق العربي بأعمال الفنان بول كلي (1879 – 1940). لذلك كانت زيارتي لمعرض وضعوا له اسماً موحياً، «سجادة الذكريات»، فرصة رائعة استمتعت بها كثيراً. ومن أسف أن الصحافة العربية لم تغطِ هذا المعرض المهم الذي افترش كامل مساحة الطابق الأول من مركز بول كلي المتميز في العاصمة السويسرية برن. جمع هذا المعرض كل أعمال بول كلي ذات العلاقة بالشرق العربي في مساحة واحدة مع نماذج من التراث الفني لهذا الشرق، إضافة إلى تراث من إيران وتركيا. نماذج تمثلت في سجاد وأباريق من الفخار والزجاج الملون ومخطوطات مرسمة ولوحات ملونة ومنحوتات أثرية وصور فوتوغرافية. هنا تفسير لكل شيء في أعمال بول كلي منذ اكتشافه الشرق الذي تمثل له بالذات في دولتين: مصر وتونس اللتين زارهما في الثلث الأول من القرن العشرين. أدرك كلي من خلال الزخرفة الشرقية إمكانات لا تنضب لتكوين أشكال هندسية. بهذا المعنى كان الثراء الزخرفي للفن الشرقي سمة مؤثرة في بول كلي. أضاف كلي إلى عناوين كثيرة من أعماله صفة «زخرفة» أو «تزيين». وكان ذلك ممارسة عكسية لمعتقدات الطليعيين التجريديين في تلك الفترة. قدم لنا المعرض توازياً ممتعاً ومفيداً بين علامات من إبداع الشرق وإبداع بول كلي: الخط العربي، بانضباط الكتابة اليدوية الجميلة، له مكانة خاصة في الفن الإسلامي، وبخاصة لعلاقة الكتابة اليدوية الوثيقة بتسجيل نزول القرآن. اصبح بول كلي مشغولاً بالخط العربي اليدوي منذ بدأ يرسم انطباعاته عن رحلته المصرية. ألهمته الخطوط العربية، الكتابة المسمارية السومرية وكذلك اللغة التصويرية الهيروغليفية المصرية القديمة، تكوين أبجديته التصويرية الخاصة. يمكن تفسير كثير من أعماله على انها صور خطية متجنبة أي تفسير محدد للمضمون والمعنى. كان مبهوراً بغموض علامات الحروف الشرقية وتذبذبها المستمر بين رموز التجريد والتجسيد. في زمن ازدهار العالم الإسلامي، كانت أوروبا متخلفة ثقافياً واقتصادياً وعسكرياً ومرغمة تقريباً على الدفاع عن نفسها. كانت على الأقل خائفة من الشرق الذي استلهمت منه معرفته وأبحاثه مبكراً. زودت الأعداد المتزايدة من المطبوعات المصورة وكتب الرحلات والمخطوطات المهندسين والمصورين والكتّاب الأوروبيين ثروة من المواد عن التاريخ والعمارة وأسلوب الحياة في الدول الإسلامية. كان كلي شديد الإعجاب بعمارة المغاربة، وبخاصة الأندلسيين. استوحى منها ما أطلق عليه «عمارته التصويرية». كان منبهراً بالمظاهر التصويرية للعمارة. الممرات الضيقة والظلال المدهشة، وأكثر من ذلك التكوين الهندسي التكعيبي للمباني المغربية الأندلسية ولمنشآت المدينة. ظهر بوضوح في رسوم بول كلي المائية هذا الانبهار المتوازي بعمارة المدينة وتكوين الصورة. تضافرت في أعماله المباني والمناظر الطبيعية «لاندسكيب». باختصار، يمكن القول إن تصوير المناظر الطبيعية ذاب في نظام مسيطر من العمارة التصويرية. في القرن الثامن عشر، كان الاهتمام الفني بالشرق محصوراً في الأشياء الغريبة، الحرية الأخلاقية والثراء الثقافي. وجد فنانون غربيون في المحظيات أو الجواري إمكانية جديدة لتقديم جمال المرأة العاري في سياق تجريدي. كانت الموضوعات الشرقية، بالتحديد في عصر الاحتشام البرجوازي الأوروبي، تسمح بظهور الحسية والجنس لجمهور عريض. كانت الجواري موضوعاً شعبياً في القرن التاسع عشر، وكنّ يصورن بحجاب شفاف أو سروال طويل. وكنّ في معظم الصور راقدات على سجادة أو في حمام. احتل التصوير الفوتوغرافي مكاناً ثابتاً في البعثات العلمية بعد سنوات قليلة من اكتشافه. وقد ساعد منذ البداية الأثريين في تسجيل اكتشافاتهم وعرضها على الجمهور. تم تقدير آلة التصوير في البداية باعتبارها طريقة دقيقة لإعادة الإنتاج. كان هناك اندفاع، وبخاصة في مصر والشرق الأوسط، للتوثيق الفوتوغرافي للمباني المشهورة قبل أن تعاني التدهور والفناء. بعد ذلك تتبعت الفوتوغرافيا شعوب المنطقة مع التوسع الاستعماري لهم. صنع الاهتمام الأوروبي بالشرق ظروفاً مثالية لبيع صور الرحالة للأماكن والمشاهد الفولكلورية والأزياء الشرقية والصور الشخصية. منذ 1880 أتاح زمن التعريض الأقصر في الكاميرا إمكانية التقاط صور عفوية، مثلت انطباعات السياح السريعة اكثر من توضيحها لغرابة الشرق. وعبّر التوزيع العريض للصور الفوتوغرافية في المجموعات الخاصة والعامة عن نجاح تجاري كبير. استخدم كلي منذ شبابه المبكر الجبال كموضوع لصوره. خلّد جبال الألب السويسرية بدقة فائقة في دفتر اسكتشاته. أصبحت الجبال بعد ذلك اكثر تجريداً واتخذت شكلاً مثلثاً بسيطاً، يذكّرك، أحياناً، بأهرامات مصر. كان هذا الغموض مقصوداً وقد شغل كلي في رحلته إلى تونس. كانت العلاقة بين الجبل والهرم هي الصلة بين الطبيعة والفن، المنظر الطبيعي (لاندسكيب) والتاريخ. ظهر شكل الجبل الهرمي باستمرار كمحرك لتوق، كهدف مغر على مسافة بعيدة. شاهد كلي في رحلته إلى مصر الأهرامات في الواقع وعلى الطبيعة، حيث كانت موضوعاً لكثير من التكوينات التي تعامل فيها فنياً مع أشكال مصر النيل ومبانيها. صاحب بول كلي في رحلته إلى تونس في نيسان (أبريل) 1914 فنانان آخران من أصدقائه هما لوي موييه وأوغست ماك. اعتبرت هذه الرحلة من معالم تاريخ الفن في القرن العشرين. كانت رحلة تونس بالنسبة الى بول كلي نقطة التحول الأهم في تطوره الفني. كانت بالنسبة الى ماك ذروة ونهاية: سقط بعدها بخمسة اشهر في الحرب العالمية الأولى. وبعدها أيضاً اعتاد موييه السفر إلى شمال أفريقيا. أهمية رحلة تونس بالنسبة الى كلي أنها حررته من ممارسة رسم المباني كوسيلة وحيدة ممكنة لإبداع لوحة. أصبحت اللوحة مكونة تماماً من اللون، والخبرة بالطبيعة التي تقود الى التجريد الخالص. بهذه الطريقة بنى بول كلي ثقته في التعامل مع اللون. كتب أثناء رحلته التونسية بفرح: «أسرني اللون. لا أحتاج الى البحث عنه. إنه لي إلى الأبد، أعرف ذلك. المعنى السعيد لهذه اللحظة هو: أنا واللون واحد. أنا مصور». مكنتنا الصور الفوتوغرافية والبطاقات البريدية والوثائق من الفوز بنظرة خاطفة مثيرة على الطريقة التي توصل بها الفنانون الثلاثة الى التفاهم مع الثقافة الإسلامية والعربية عبر رحلتهم التونسية. توق بول كلي الى الجنوب أخذه بعد 15 عاماً تقريباً إلى مصر التي قضى فيها شهراً خلال كانون الاول (ديسمبر) 1928 وكانون الثاني (يناير) 1929. كان لهذه الرحلة أيضاً تأثير عميق جداً في إبداع كلي، حتى وإن بدت في شكل عام تجربة أقل استعراضية من رحلته إلى تونس. ترك اللقاء مع منظر النيل الخصب الطبيعي والثقافة المصرية تأثيراً عميقاً. لم يكرر التجارب التونسية أو يراجعها في مصر. كان الإحساس بالعالم الشرقي في مصر أكثر غموضاً. استنفده تماماً البرنامج المنهك للزيارات التي وصفها في خطاباته، ولم يترك له وقتاً لإنجاز عمل فني مكثف. ولكنه فعل ذلك لدى عودته إلى أكاديمية الباوهاوس في مدينة ديسو الألمانية. من سمات منعطف رحلته التونسية أن كلي بدأ يستعمل الألوان الصارخة مثل الأزرق والأحمر والأصفر. اهتم بإبراز التباينات بينها كما اهتم بظلالها… قبيل سفره إلى تونس كان تأثر بأعمال الفنان روبير ديلوناي الذي ترجم له عام 1913 مقالة بعنوان «الضوء». وبعد عودته من تونس، توصل كلي إلى شخصيته الفنية المستقلة. كيّف نظرية ديلوناي حول الضوء واللون مع نظرته إليهما. فظهر في أعماله تطور في تقنية تعامله مع الرسم بالألوان الزيتية. أصبحت أعماله أكثر تجريدية وشعرية ورومانسية، وخطوطه أكثر حرية. وسمى كثيراً من صوره ورسومه بأسماء الأماكن العربية التي زارها والأشخاص الذين رآهم.

 (المصدر: موقع صحيفة « العرب » (يومية – لندن) بتاريخ25 أوت 2009)


ترجمة كاملة لما عرضته صحيفة  » أفتون بلاديت » السويدية عن سرقة أعضاء أطفال فلسطينيين


فيما يلي ترجمة للمقال الذي أغضب دولة الاحتلال، والذي بموجبه كشف الصحفي السويدي دونالد بوستروم النقاب عن سرقة جنود الاحتلال لأعضاء أطفال فلسطينيين : صحيفة « أفتون بلاديت » السويدية :  » أبناؤنا نهبت أعضاؤهم » ، تقرير الصحفي دونالد بوستروم 17/8/2009 : تاجر الأعضاء البشرية الحاخام روزنباوم معتقلا .. يقول ليفي اسحق روزنباوم من بروكلين إنه من الممكن تسمية مهنته بـ »صانع الملاءمة »، وذلك في تسجيل سري مع أحد عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي الذي كان يعتقد أنه أحد الزبائن . وبعد عشرة أيام من تسجيل هذه المكالمة، في نهاية تموز/ يوليو الماضي، اعتقل روزنباوم في قضية الفساد الكبرى المتشابكة بمدينة نيوجرسي الامريكية : أعرب الحاخامات عن ثقتهم بالمسؤولين المنتخبين، وكانوا يعملون لسنوات في تبييض الأموال غير المشروعة، ضمن شبكات مثل شبكة سوبرانو. وكان روزنباوم له صلة بعملية بيع الكلى من إسرائيل إلى السوق السوداء، حيث كان يشتري الجثث من المحتاجين في إسرائيل بسعر عشرة آلاف دولار، ويبيعها للمرضى اليائسين في الولايات المتحدة الأمريكية بسعر 160 ألف دولار . هذه هي المرة الأولى التي يكشف فيها عن الاتجار بالأعضاء بصورة موثقة في الولايات المتحدة الأمريكية . وردا على سؤال حول عدد الجثث التي باعها روزنباوم، يجيب مفاخرا بأن الحديث عن عدد كبير جدا.. وأن شركته عملت في هذا المجال منذ مدة طويلة . وقال فرانسيس ديلمونيسي، أستاذ جراحة زرع الأعضاء وعضو مجلس إدارة الكلية الوطنية لمجلس إدارة المؤسسة، إن الاتجار بالأعضاء في إسرائيل مماثل لما يجري في أماكن أخرى من العالم، حيث أن 10% من 63000 عملية زرع الكلى تجرى في العالم بصورة غير قانونية . البلدان « الساخنة » لهذا المشروع هي باكستان والفلبين والصين، حيث يعتقد أن الأعضاء تؤخذ ممن ينفذ فيهم حكم الإعدام، لكن هناك شكوكا قوية أيضا بين الفلسطينيين أنه يتم استخدام شبانهم مثلما هو الحال في الصين وباكستان، وهو أمر خطير جدا. ويعتقد أن هناك ما يكفي من الأدلة للتوجه إلى محكمة العدل الدولية، ويجب فتح تحقيق فيما إذا كان هناك جرائم حرب إسرائيلية . إسرائيل تستخدم الطقوس اللا أخلاقية لأسلوب التعامل مع الأعضاء والزرع. وهناك عدة دول، بينها فرنسا، قطعت التعاون الطبي مع إسرائيل منذ التسعينيات . نصف الكلى الجديدة المزروعة منذ عام 2000، تم شراؤها بصورة غير قانونية من تركيا وشرق أوروبا وأمريكا اللاتينية، والسلطات الصحية الإسرائيلية لا تفعل شيئا لإيقافها. في عام 2003 كشف في مؤتمر أن إسرائيل هي البلد الغربي الوحيد الذي لا تدين فيه مهنة الطب سرقة الأعضاء البشرية أو اتخاذ إجراءات قانونية ضد الأطباء المشاركين في العملية الجنائية، وإنما العكس، ويشارك كبار الأطباء في المستشفيات الكبرى في معظم عمليات الزرع غير القانونية، وفقا لصحيفة « داغينز نيهاتر »الصادرة في الخامس من كانون الأول/ من ديسمبر 2003 . وفي محاولة لحل مشكلة النقص في الأعضاء، قام وزير الصحة في حينه، إيهود أولمرت، في صيف 1992، بحملة كبيرة للحصول على تشجيع الإسرائيليين على التبرع بالأعضاء. وتم توزيع نصف مليون كراسة على الصحف المحلية، تضمنت دعوة المواطنين إلى التبرع بأعضائهم بعد وفاتهم . وكان أولمرت أول من وقع على بطاقة التبرع . وبالفعل بعد أسبوعين كتبت صحيفة  » جيروزالم بوست » أن الحملة أسفرت عن نتائج ايجابية، حيث أن ما لا يقل عن 35 ألف شخص قد وقعوا على بطاقة التبرع. علما أن العدد لم يكن يزيد عن 500 متبرع في الشهر سابقا . وفي نفس المقال كتبت الصحافية جودي سيغل أن الفجوة بين العرض والطلب لا تزال مرتفعة، 500 شخص بحاجة إلى زراعة كلى، لم يتمكن منهم سوى 124 شخصا من إجراء العملية الجراحية. ومن بين 45 شخصا كانوا بحاجة إلى زراعة كبد، لم يتمكن سوى ثلاثة منهم من إجراء العملية الجراحية . وخلال حملة التبرع بالأعضاء اختفى شاب فلسطيني، وبعد خمسة أيام تسلمت عائلته الجثة ليلا، بعد تشريحها. وكان هناك حديث بين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة عن جثث مشرحة وارتفاع حاد في حالات اختفاء شبان فلسطينيين . كنت في المنطقة، أعمل على كتابة كتاب، وتلقيت اتصالات من موظفين في الأمم المتحدة عدة مرات يعربون فيها عن قلقهم من أن سرقة الأعضاء تحصل فعلا، ولكنهم غير قادرين على فعل شيء. تحدثت مع عدة عائلات فلسطينية أعربت عن شكوكها من سرقة أعضاء من أجساد أبنائها قبل قتلهم. ومثال على ذلك كنت شاهدا على حالة الشاب راشق الحجارة بلال أحمد غانم . كانت عقارب الساعة تقترب من منتصف الليل عندما سمع هدير محركات المجنزرات الإسرائيلية على مشارف قرية أماتين شمال الضفة الغربية، التي يسكنها ألفا نسمة. كانت الرؤية واضحة، والجيش قطع الكهرباء وحول القرية إلى منطقة عسكرية مغلقة. فقبل خمسة أيام حينها، أي في 13 أيار/ مايو 1992 ، كانت قوة إسرائيلية قد وقعت في كمين، وعندها قررت الوحدة الخاصة قتل بلال غانم (19 عاما)، أحد قادة أطفال الحجارة . سار كل شيء وفقا لخطة القوات الخاصة الإسرائيلية، وكان بلال قريبا بما فيه الكفاية منهم. أطلقوا النار عليه فأصابوه في صدره. وبحسب سكان القرية الذين شاهدوا الحادث، أطلق عليه النار مرة أخرى فأصابوه في ساقه، ثم أصيب برصاصة أخرى في بطنه. وقامت القوات الإسرائيلية بجر بلال مسافة 20 خطوة، قبل أن يتم تحميله في جيب عسكري باتجاه مشارف القرية، حيث تم نقله بمروحية عسكرية إلى مكان مجهول . بعد خمسة أيام أعيدت جثة بلال ملفوفة بأقمشة خضراء تابعة للمستشفى. وتم اختيار عدد قليل من الأقارب لدفن الجثة. وكان واضحا أنه جرى شق جثة بلال من رقبته إلى أسفل بطنه. وبحسب العائلات الفلسطينية فإنها على ثقة من أنه تم استخدام أبنائها كمتبرعين بالأعضاء غصبا عنهم. كما قال ذلك أقارب خالد من نابلس، ووالدة رائد من جنين، وأقارب محمود ونافذ في غزة، وجميعهم تمت إعادة جثثهم بعد تشريحها . كان بلال غانم واحدا من بين 133 فلسطينيا قتلوا في العام 1992 بطرق مختلفة، وتم تشريح 69 جثة منهم . نحن نعلم أن الحاجة إلى الأعضاء البشرية كبيرة في إسرائيل، وأن تجارة الأعضاء غير القانونية منتشرة بشكل واسع وبمباركة السلطات وكبار الأطباء في المستشفيات. ونعلم أيضا أن جثة شاب تختفي يتم تسليمها مشرحة بعد خمسة أيام، بسرية تامة ليلا . حان الوقت لتسليط الضوء على العمليات المروعة التي تقوم بها إسرائيل في الأراضي المحتلة منذ اندلاع الانتفاضة . (المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام بتاريخ 24 أوت 2009 )  


المشروع الحكومي لتسوية القضية الكردية يثير جدلا في تركيا


يَطغَى المشروع الطَّموح الذي اقترحته الحكومة التركية لإنهاء النزاع الكردي على النقاش السياسي في البلاد، ويتسبب في انقسام مجتمع يعاني من وطأة ربع قرن من المعارك المسلحة. وأعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أنه قد حان الوقت لإيجاد حلٍّ نهائي للنزاع، مشيرًا إلى أن حكومته مستعدَّة للذهاب حتى النهاية مهما يكن الثمن. ومنذ أسبوعين ووزير الداخلية التركي بشير أتالاي يلتقي ممثلي المجتمع المدني لإقناعهم بضرورة الانضمام إلى المشروع الرامي لتسريع المصالحة مع الأكراد، والذي أُطلق عليه اسم « الانفتاح الديمقراطي » لكنَّه ما زال شديد الغموض. واندلع النزاعُ الكرديُّ المسلَّح قبل 25 سنة، في 15 أغسطس 1984، عندما أقدم عناصرُ انفصاليُّون من حزب العمَّال الكردستاني الذي كان حينها غير معروف، على قتل جنديين في جنوب شرق البلاد حيث معظم السكان من الأكراد. ومن حينها تعزَّزت صفوف الكردستاني على مرِّ السِّنين وأدرجته تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على لائحة المنظمات الإرهابية، وأسفر النزاع عن سقوط 45 ألف قتيل. ورغم تراجعِ حدَّة الحرب في التسعينيات ما زال النزاع الكردي يعيق تحديثَ تركيا ويعرقل انضمامها إلى الاتِّحاد الأوروبي. ويفترض أن يرسل زعيم الكردستاني المعتقل عبد الله أوجلان اقتراحاتِ سلام إلى الحكومة عبر محاميه إذا سمحت بذلك سلطاتُ سجنِه. لكنَّ عددًا كبيرًا من الأتراك يعارضون أن تقترح الحكومة مصالحةً مع حزبِ العُمَّال الكردستاني الذي يرفض إلقاء السلاح. ويعارض حزب العمل القوميّ بشدة المشروع ويتَّهم حزب العدالة والتنمية الحاكم بالسعي إلى إحداث « شرخ » في تركيا بمشروع « يدعو له الأمريكيون ». ويقول الحزب القومي وبعض المعلِّقين الصحافيين أن واشنطن التي تنسحب من العراق ولا تريد أن يبقى متمرِّدو حزب العمَّال الكردستاني في الجبال شمال البلاد التي يتسلَّلون منها إلى تركيا المجاورة، باتت تحثُّ أنقرة على إنهاء النزاع. وأعرب مجلس الأمن القوميّ الذي يضمُّ أبرز المسئوليين المدنيين والعسكريين الأتراك عن دعمه الثمين للحكومة، وأوصاها الخميس بمواصلة مساعي السلام مشددًا في نفس الوقت على أهميَّة وحدة البلاد. من جانبه أعلن الروائيُّ التركيُّ من أصلٍ كرديٍّ المشهور يشار كمال أنه « يحترم كلَّ مقاربة صادقة تهدف إلى وقف إراقة الدماء وتخطِّي أكبر عقبة أمام الديمقراطية » في تركيا، وقد أُدين كاتب رواية « محمد الصقر » (86 سنة) في الماضي لمقالات تنتقد معالجة الدولة للقضية الكردية. وأعلن مسئول حكوميّ رافضًا كشف هويته أنه يجب الإصغاء إلى الناس الذين يتمتَّعون بسُمعَة لدى الشعب الكرديّ، وإذا توفَّرت طريقةٌ لإنهاء هذا النزاع الذي يسدُّ أفقَنَا فيجب اغتنامها وعدم رفضِها قبل إعلانها ». ومن بين المبادرات الرامية إلى المصالحة: إعادة تسمية آلاف القرى الكردية التي تحمل اليوم أسماءَ تركيَّة وتعليم اللغة الكردية في المدارس العامة، وإلغاء المرجعية إلى الانتماء « التركي » في تحديد الهوية الوطنية، لكنَّ هذه الخطوات لا تحظى بإجماع في أمَّة أنهكتها المعارك. واعتبر إمري كنغار عالم الاجتماع المعروف في مقال نشرته صحيفة « جمهورية »: أن عدم الإصغاء لردود فعل الشعب على هذا الانفتاح قد يحبط المشروع في بداياته ». ودعا الحكومة أن تجعل من هذا المشروع عنصرًا محفِّزًا في المجتمع، وليس عامل انشقاق. ( المصدر:موقع البشير للأخبار الإلكتروني بتاريخ 24 اوت 2009 )  


الانتخابات التشريعية والرئاسية ومصادرة تهريبة رمضان!

ياسر الزعاترة هل ثمة صلة بين مقترح الانتخابات التشريعية والرئاسية في مناطق السلطة الفلسطينية، وعملية السطو التي تعرضت لها « تهريبة » شهر رمضان على الحدود المصرية الفلسطينية؟ نعم، ثمة صلة لا تخفى على المراقب، لأن للقاهرة الرسمية طقوسَها في الضغط على حركة حماس عندما « تتعنت » في مواقفها، وتتمثل تلك الضغوط غالباً في التشدد في محاربة التهريب إلى قطاع غزة، إلى جانب « بهدلة » بعض قادة الحركة الذي يخرجون ويدخلون من خلال المعبر. « تهريبة » شهر رمضان كانت ضحية أولى من ضحايا رفض حركة حماس للمقترح الذي حمله وفد المخابرات المصرية إلى دمشق، والذي أراد كما يبدو ممارسة الضغط على حماس وإحراج دمشق في ذات الوقت، وبالطبع في ظل إدراك لحاجة هذه الأخيرة لمد جسور تفاهم مع إدارة أوباما المعنية بدورها، بل ربما المصرة على إحداث تقدم ما في الملف الفلسطيني يساعدها في الخروج من المستنقعات الأخرى، وعلى رأسها العراق وأفغانستان، فضلاً عن المواجهة مع إيران. هذه المرة، وخلافاً للمرات السابقة جاء المصريون بمطلبهم الصريح من دون لف أو دوران، وقد كتبنا وقلنا مئات المرات إن الهدف الأساسي والوحيد لكل جولات الحوار الفلسطيني هو استدراج حماس إلى انتخابات رئاسية تشريعية تنتهي بإخراجها من الباب الذي دخلت منه، وذلك عبر لعبة مبرمجة سيتواطأ العالم على تزويرها. ولا شك أن نجاح محمود عباس في وضع جميع الأوراق في يده داخل فتح، وبالضرورة في منظمة التحرير بعد اجتماع رام الله المبرمج، لا شك أنه يشجع على إكمال اللعبة بمنحه ما تبقى من الأوراق (الرئاسة والمجلس التشريعي) لكي يمضي بالشعب الفلسطيني وقضيته صوب مساره المعروف. حجة المقترح المصري هي صعوبة الاتفاق على سائر الملفات، مع أن ذلك ليس صحيحاً لو انطلقت نوايا المصالحة من ضمير الشعب الفلسطيني، وليس من إرادة تمرير المسار السياسي المذكور، والذي يصطدم بوجهة نظر قطاع عريض من الفلسطينيين، يتصدرهم أنصار حماس والجهاد الإسلامي، وسائر المؤمنين بمسار المقاومة، ومعهم اليائسون من إمكانية تحقيق حل مقبول من خلال المفاوضات. أية ملفات تلك التي يصعب الاتفاق عليها؟، أليست هي الملفات التي تعني كل الفلسطينيين في الداخل والخارج مثل إعادة تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية على أسس ديمقراطية في الداخل والخارج، ومثل إعادة تشكيل أجهزة الأمن الفلسطينية وتغيير عقيدتها الأمنية التي صاغها الجنرال دايتون ومنْ حوله من بريطانيين وكنديين، ومن ثم التوافق على بعض التفاصيل التي نتجت عن الحسم العسكري في القطاع. ثمة بُعد مهم يتعلق بمسألة المعتقلين في الضفة التي تعتبرها حماس شرطاً للمصالحة ، وهنا يمكن القول إنه مع اقتراب موعد الانتخابات التي يريدها عباس في كانون الثاني ـ يناير القادم ، فإن مسألة المعتقلين لن تشكل معضلة إذا كان ثمنها موافقة حماس على حكومة مؤقتة تدير الانتخابات، إذ يمكن الإفراج عنهم جميعاً، لاسيما أن الإسرائيليين لن يمانعوا تبعاً لحقيقة أن غالبية المعتقلين لدى السلطة ليسوا مطلوبين لديها (كثير منهم خرجوا من سجونها بعد انتهاء محكومياتهم). لذلك كله، سيكون على حماس أن تعيد النظر في كل مقاربتها السياسية التي دخلت على أساسها الانتخابات، وذلك بالتوافق مع حركة الجهاد وسائر المؤمنين بخط المقاومة، بما في ذلك بعض الفتحاويين الرافضين للعبة وضع فتح ومنظمة التحرير ومصير الشعب الفلسطيني في يد شخص واحد بدعم من القوى الدولية. على هؤلاء جميعاً أن يقولوا بكل وضوح إن المؤتمر السادس لا يمثل فتح، وإن اجتماع رام الله لا يمثل الفلسطينيين، كما أن هذه السلطة عبء على القضية بخدمتها للاحتلال أكثر من خدمتها لمسار التحرير والكرامة للشعب الفلسطيني، وأن الحل هو مسار جديد عنوانه: إدارة بالتوافق لشؤون الفلسطينيين في الداخل، وإعلان مقاومة تكلف الاحتلال وتفرض عليه التراجع تلو التراجع، مع إعادة تشكيل منظمة التحرير على أسس ديمقراطية لكي تكون ممثلاً لكل الفلسطينيين في الداخل والخارج.

(المصدر: صحيفة « الدستور(يومية -الأردن) الصادرة يوم 24 أوت 2009)  


الجماعات السلفية ومعالجات حماس

أحمد فياض-غزة رغم سيطرة الحكومة الفلسطينية المقالة مؤخرا على جماعة جند أنصار الله وتصفية قائدها وعدد من أتباعه، واعتقال آخرين، إثر إعلان الجماعة عن قطاع غزة إمارة إسلامية تأتمر بأمرهم وتنتهي بنهيهم، لا زال الشارع في غزة يتساءل: هل أنهت المعالجة الأمنية نشاط المجموعات السلفية الجهادية في قطاع غزة أم أن مشوارا طويلا ينتظر الحكومة المقالة للتعامل مع هذه المجموعات الفكرية؟ ويقول يحيى موسى نائب رئيس كتلة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في المجلس التشريعي « منذ أكثر من عام ونحن نحاور هذه المجموعات فكريا وثقافيا وتربويا، من أجل ثنيهم عن تفجير مقاهي الإنترنت ومحلات الكوافير وما شابه، انطلاقا من قناعتنا بأن الفكر لا يمكن إصلاحه إلا بالفكر وتغليب لغة الحوار ». وأضاف أن الحل العسكري الذي اتبعته حماس مع هذه الجماعات كان الخيار الأخير عندما أغلق باب الحوار وبدؤوا باستخدام السلاح لتهديد المواطنين. وأكد موسى للجزيرة نت أن الظواهر التي تحمل الفكر الخارجي المتطرف موجودة في كل المجتمعات وتأخذ وقتا طويلا لمعالجتها، مذكرا بما حدث في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين بلبنان. عناصر فلسطينية من جانبه أوضح الباحث المهتم في شؤون الفصائل الفلسطينية مؤمن بسيسو أن البنية الأساسية لهذه المجموعات تتشكل من عناصر فلسطينية مشتتة وجدت ضالتها في منهج إسلامي يحمل أفكارا متشددة خارجة عن النسيج الفلسطيني المعتدل دون أن يكون لديها ميزات الفهم الدقيق والوعي الشامل والعمق الفكري لقضايا العقيدة والسياسة. وأشار إلى أن عدد أفراد هذه المجموعات يقارب الألف، وهي خليط غير متجانس من عناصر انسلخت عن فصائل مختلفة مثل حماس والجهاد وفتح، مؤكدا أن هذه المجموعات لا تضم أشخاصا من جنسيات غير فلسطينية بينها إلا في حدود ضيقة أو تكاد تكون معدومة. وذكر بسيسو للجزيرة نت أنه إذا لم ترتق المعالجات التي تبرزها حماس إلى المستوى الجذري من خلال التحشيد الفكري الواسع، فإن السلفية الجهادية مرشحة لأن تصبح ظاهرة في الوقت القريب، وستثير عندها حالة من الفوضى والإرباك داخل المجتمع الفلسطيني. طريقة عمل أما وليد المدلل أستاذ التاريخ والمهتم بشؤون الحركات الإسلامية فذكر للجزيرة نت « أن التيارات السلفية الجهادية المتواجدة داخل القطاع تتلاقي مع أفكار السلفية الجهادية وتنظيم القاعدة فيما يتعلق بطريقة عملها وتفكيرها ومرجعيتها، ولكنها حتى اللحظة لا تربطها أي صلة واضحة معها »، ولفت إلى وجود تقارب كبير فقهي وفكري بين مختلف هذه التيارات. وعزا المدلل أسباب تشكيل هذه التيارات علي الساحة الفلسطينية إلى غياب السلطة المركزية والحرب الإسرائيلية، معتبرا أن حالة التأزم وغياب الأفق السياسي التي تشهدها غزة من أسباب ظهور الفكر الجهادي علاوة على الحصار الإسرائيلي المفروض علي القطاع منذ أكثر من ثلاث سنوات. واعتبر المدلل في حديث للجزيرة نت أن التحدي الأكبر الذي سيواجه حماس في المرحلة المقبلة أن هذه الجماعات تنطلق من منطلق ديني إسلامي، فيما حركة حماس تؤكد دائما على إسلامية مشروعها، ولكن هذه المرة يبدو الأمر مختلفا حيث شرعت بما أسماه تصفية حساباتها مع نظراء إسلاميين مما يتطلب من حماس المزيد من الشرح والتوضيح بأن الذي يحدث في غزة هو تصفية بين برنامج واقعي وطني وبرنامج متشدد.

(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ  23 اوت 2009)  


القاهرة ـ واشنطن وبالعكس

عبد الحليم قنديل لم يكن مجرد حفل توقيع لكتاب، ولا حرارة احتفاء بمؤلف مهما بلغت قيمته وذاعت شهرته . مئات تلو المئات كانت تتدفق إلى مبنى نقابة الصحافيين الفخيم بطوابقه الثمانية في وسط القاهرة، صحافيون ومفكرون وروائيون وشعراء وإعلاميون وأساتذة جامعات وكفائيون وقادة سياسيون وعماليون وفلاحون وفنانون ونواب، كان المشهد مهيبا بينما الأبواب مغلقة، وكانت الأبواب تنفتح تحت ضغط الحرج، ومع اكتمال السابعة مساء الأحد 16 آب (أغسطس) 2009، كان المشهد العفوي يتحول إلى تظاهرة من نوع فريد في مدخل نقابة الصحافيين، كانت رموز مصر المعارضة واقفة كغابات النخيل، أو مستلقية على ‘الفوتيهات’ بالدور الأرضي للنقابة الممتد لمئات الأمتار المربعة، وعلى مدى ثلاث ساعات، بدا الناس كموج البحر، وفلاشات الكاميرات تلمع في الزحام، وأشواق الحرية تفيض في كلمات بدت كطلقات الروح، وحمدي قنديل ـ إعلامي مصر الأشهر ـ يسأل الفضائيات الحاضرة بطريقة بدت إيحائية جدا، قال حمدي قنديل: انه اختبار حرية بالنسبة لكم، وسوف نرى ما تفعلون أو تذيعون، كان يقصد أنهم أمام التحدي، وأن إذاعة هذا الحفل ـ بالذات ـ أفضل اختبار لإدعاءات الحرية، وأفضل مقياس لجدية الاعتبارات المهنية وأولوياتها، وبالطبع لم تنجح الفضائيات المعنية في الاختبار، ولم تذع حرفا ولانقلت صورة مما ظلت كاميراتها تلتقطه لساعات، وباستثناء ‘الجزيرة مباشر’، سقطت الفضائيات في الاختبار ‘بالثلث’ على حد التعبير المصري الدارج، وكذلك كان سلوك صحف ورق تدعي أنها معارضة أو مستقلة في مصر، وثبت ـ ربما للمرة الألف ـ أن صوت جهاز الأمن هو الأعلى في مصر الطافية، وأن أوامره هي الأحق بالرعاية عند وسائل الإعلام في مصر، كفى الكل على الخبر ماجورا، ولسبب بسيط وصاعق معا، فقد كان الحفل لتوقيع كتاب جديد لصحافي ممنوع من الكتابة في مصر هو العبد لله كاتب السطور، وخطورة الكتاب ظاهرة من عنوانه ‘كارت أحمر للرئيس’ . كان التجمع المهيب مدهشا، فالوقت على مسافة أيام قليلة من قدوم شهر رمضان المعظم، وحيث ينشغل كل الناس بمهام عائلية ملحة، والحفل يقام في ذروة آب (أغسطس)، وحيث يصل الحر إلى مقام جهنم، ويزحف نخبة الناس إلى شواطئ شرم الشيخ والغردقة والإسكندرية والساحل الشمالي، وتتسابق قوافل الهروب على الطرق السريعة إلى المصايف، وليس إلى القاهرة الملتهبة المتربة، وبدا السباق العكسي مدهشا للكتاب ولصاحبه، وداعيا لامتنان عظيم، ووجدتني ممسكا بصعوبة عن بكاء الفرح، وأنا أتأمل باقة ورود حمراء ضخمة بعث بها المستشار زكريا عبد العزيز رئيس نادي القضاة السابق ورأس تيار استقلال القضاء، وقلت لنفسي وللآخرين : إن الشوق إلى الحرية غلب عذاب الحر، وربما لرغبة جارفة مخزونة في كسر الحواجز، فقد كانت الحواجز الحديدية قد وضعت في شارع عبد الخالق ثروت حيث يقع مبنى النقابة، وكانت عربات الأمن المركزي بجنودها عند ناصية الشارع، وضباط أمن الدولة بملابسهم المدنية ينتشرون كالغربان على الجانب الآخر من الشارع، كانت دواعي التخويف تكشر عن أنيابها، وكان الضغط الأمني خارج النقابة محسوسا واصلا إلى داخلها قبل حفل التوقيع بأيام، فنقيب الصحافيين المصريين ـ واسمه مكرم محمد أحمد ـ ينتمي إلى جماعة الحزب الحاكم، وهو مقرب جدا من الرئيس مبارك، ومعروف بطاعة الأمن التي هي أجل عنده من طاعة الله، وكان الرجل المسكين قد أعد للأمر عدته، وتفانى في تنفيذ التعليمات السيادية والأمنية التي تلقاها بالحرف، وأصدر بدوره أوامر مشددة بغلق كافة أدوار النقابة وجميع قاعاتها، وعلى أمل الحيلولة دون عقد الندوة وحفل التوقيع، وفي تكامل مرئي مع أخبار تكلفت بنشرها صحف ومواقع إلكترونية بعضها لصيق جدا بجهاز الأمن، وكلها تؤكد على المنع والإلغاء البات للندوة، ودون إشارة إلى تصميمنا على اختراق الحظر مهما كانت الظروف، كان الهدف : حجز الناس عن الحضور، وهوما تحقق عكسه بالضبط، وعقدت الندوة ـ في وقتها بالثانية ـ مع حفل التوقيع عند مدخل النقابة، وعلى امتداد دورها الأرضي، وحيث لم يتوقع مكرم، ولا الذين ورطوه في الفضيحة الأمنية، وثبت أنهم كآل البوربون لاينسون ولا يتعلمون، فقد جربوا القصة ذاتها في أوائل حزيران (يونيو) 2008، وقرروا منع ندوة وحفل توقيع لكتابي السابق ‘الأيام الأخيرة’، واكتفوا وقتها بتعطيل جزئي للمصاعد، وأغلقوا قاعة الندوات، وأطفأوا أجهزة التكييف، وعقدت الندوة وقتها بجمهور ألفي رغم التضييق، ثم جربوا الإغلاق التام هذه المرة، فكان المشهد الجليل المنتصر للحرية وكتابها . كانت الدراما تجري في القاهرة وبحضور مذهل، وأعمق في مغزاه من مجرد الحفاوة بكتاب أو الشد على يد صاحبه المحاصر، وفي اتصال موضوعي مع ما يجري في واشنطن، والتي كان مبارك يحج إليها في ذات اللحظة، وفي معيته ابنه ‘جمال’ الموعود بالتوريث الرسمي للرئاسة، وبدا سعي ‘المباركين’ في واشنطن متصلا بموضوع الكتاب كما هو ظاهر من عنوانه، فقد ذهب مبارك الأب ساعيا لتجديد أوراق اعتماده من إدارة أوباما، بينما مبارك الابن يسعى لتوثيق أوراق اعتماده، وبدت الندوة وحفل توقيع الكتاب ـ بالحضور المميز ـ كأنها الرد اللحظي التلقائي على ما يجري في واشنطن، بدا الموضوع واحدا على اختلاف المنصات وتباعد المسافات، وبدا مبارك الثمانيني كجنرال عجوز ضائع في المتاهة، بدا كأنه ضبط متلبسا بجريمة في حواره مع تشارلي روز على قناة ‘B.B.S’ الأمريكية، وتناقضت أقواله وتخبطت إلى حدود مثيرة للرثاء والسخرية، سأله ‘روز’ عما إذا كان سيرشح نفسه للرئاسة مجددا بعد ثلاثين سنة في الحكم ؟، وبدا مبارك في حيرة الذي لا يملك أمره، ورد بالقول : أنه لا يفكر الآن في الترشيح من عدمه، ثم أضاف عبارة ‘أن مصر ستبقى مستقرة بعد مبارك’، وسأله ‘روز’ عما إذا كان ينوي حل مجلس الشعب، قال مبارك أنه لم يحل مجلس الشعب في عهده غير مرة واحدة، بينما المعروف ـ للكافةـ أنه حل مجلس الشعب لمرتين في عامي 1987 و1990، ما علينا، الأهم انه لم يجب عن سؤال الحل بنعم أولا، وتركها للظروف (!)، وتلك إشارة مفهومة في مصر، وتعكس الصدام العائلي المحسوس بين رغبة الابن في التعجيل ورغبة الأب في التأجيل، وهو ما بدا ظاهرا أكثر في الجواب على سؤال مباشر لروز، فقد سأله المذيع الأمريكي الشهير عما إذا كان يحب أن يخلفه ابنه جمال مبارك ؟، وهنا بدا مبارك في وضع ‘شاهد ما شافش حاجة ‘، فقد قال: أنه لم يتحدث مع ابنه في الموضوع، ثم قال: ســــأسأله، ثم أحس أنه وقع في الحفرة، فـــعاد ليقول للمذيع ‘أو إسأله أنت ولا تسألني’!، لم يعـــلق المذيع، وعاجله بسؤال صاعق: ما رأيك في القول بأنه لن يأتي رئيس لمصر لا ترضى عنه المؤسسة العسكرية؟، وهنا وصل ارتباك الرئيس العجوز إلى ذروته، وأجاب بالشيء ونقيضه معا، وربما توقيا للـــعواقب، كان جواب مبارك الأول: ربما يصـــح ذلك لأنه لا أحد يعلم من سيـــأتي’، ثم كان جواب مبارك الثاني ‘لا أتفق مع ما يقال’، وكلها إجابات تعكس وضع مبارك المحشور المنضغط بين نفوذ الجيش القديم ونفوذ العائلة المستجد، والسعي لتطويع الجيش لخدمة نفوذ العائلة وتسهيل جريمة التوريث، وهو سجال لا يزال دائرا في القاهرة .. وفي واشنطن أيضا . بدت القاهرة ـ مع حفل توقيع كتاب ـ كأنها تغلي في حر آب (أغسطس)، وتزدري الذي يجري في واشنطن، وتتطلع إلى لحظة إشهار ‘الكارت الأحمر’ للرئيس .. وابنه.  

(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 24 أوت 2009)  


جيوإستراتيجيّات

حسن بن طلال « من يحكم أوروبا الشرقية يسيطر على الأراضي الوسطى؛ ومن يحكم الأراضي الوسطى يسيطر على جزيرة العالم؛ ومن يحكم جزيرة العالم يسيطر على العالم ». (السير هالفورد ماكندر/ 1919) كان السّير هالفورد ماكندر جيوسياسيًّا، وليس جيولوجيًّا. لم يكن لديه أدنى فكرة –فيما نعلم- أنّ المِنطقة القاحلة الموجودة في « الأراضي الوسطى » تحتوي في باطنها على معظم نفط العالم. لكنّه كان متأكّدًا من أنّ تلك المنطقة ستكون جيوسياسيًّا المفتاحَ للنفوذ العالميّ. إنّ المعارك الماكرة وغير الماكرة التي سوف تندلع بين القوى العظمى للسيطرة على « جزيرة العالم »، التي تسيطر على « الأراضي الوسطى »، ومعها نصف الموارد العالمية، كانت متضمَّنة في أعمال ماكندر؛ وكُشف عنها بمرور الوقت.  » بإسقاط نظريّة هالفورد ماكندر من القرن العشرين على ألعاب القوة السياسية اليوم، فإن الصراع للسيطرة على إهليلج الطاقة، قد ينبثق الاختبارَ الأكثر حسمًا لميزان القوة العالمية بين الشرق والغرب في هذا العَقْد  » بإسقاط نظريّة هذا الجيوسياسيّ من القرن العشرين على ألعاب القوة السياسية اليوم، وبافتراض أنّ الخيار النوويّ محصور بين القوى العالمية والقوى الإقليمية الناشئة (إسرائيل، وباكستان، والهند)، فإن الصراع للسيطرة على إهليلج الطاقة، من أورآسيا إلى مضيقِ هُرمز، قد ينبثق الاختبارَ الأكثر حسمًا لميزان القوة العالمية بين الشرق والغرب في هذا العَقْد. فإنّ وقت الحساب يقترب في غرب آسيا (بما فيها تركيا، وإيران، وباكستان، والبلدان العربية من المناطق الداخلية إلى دول مجلس التّعاون الخليجي)، خصوصًا مع استمرار دول الخليج في تنمية القوة الاقتصادية والمالية للإقليم. إن مبادرات الولايات المتحدة والأمم المتّحدة للسلام، وخُطة السلام العربية، والردود الإسرائيلية حتى الآن، قد أضافت عناصرَ جديدة إلى معادلة حل المشكلات الإقليمية والحرب الخطيرة على التطرّف. فإستراتيجيات التطرّف ضدّ المتمرّدين، ومن ضمنها الحرب المحدودة التي استقطبت قوات نظامية في فلسطين وأفغانستان والعراق على سبيل المثال، يرجّح أن تعرقل الأمل في تقارب متنامٍ بين العالم العربي والغرب. علاوة على ذلك، تستوجب أي سياسة أطلسية أوروبية حصيفة تجاه إقليم غرب آسيا عَلاقات مستقرّة مع روسيا، والهند، والصين، ومناطق « الإسكاب » ESCAP ذات التأثير في جنوبيّ آسيا وشرقيّها. مع قدوم الخريف، بعد التأثير المثير لخطابات الرّئيس أوباما، يبدو أن المزاج السائد هو من نوع « لننتظرْ ونرَ ». إن ظهور إقليم حر ومستقر على الجناح الجنوبي لحلف شمال الأطلسي، وعلى طول خطوط الاتصال بين الشرق والغرب، يُمكن أن ينظر إليه كرادع قوي للانتهاكات المستمرة للأمن الإنساني، ويمكن أن يخلق قوة إقليمية ذكية ومطّلعة. إلاّ أنّ تحدّيًا مستمرًّا للتقدّم هو قلة التماسك أو الترابط المنطقيِّ ضمن مِنطقة غرب آسيا. فهذه المِنطقة غير ممثلة بمجلس « احتوائي » اقتصادي واجتماعي، حيث يمكن التعامل مع القواسم الإقليمية بشكل منهجي. بالأحرى، تحضر دول غرب آسيا اجتماعات الأمم المتّحدة في نيويورك وجنيف كدول منفردة وبجداول أعمال منفردة.  » نحتاج إلى إدراك جمعي بأن تمسّك المرء بمذهبه الديني ونشره والدفاع عنه عن طريق الحوار الهادئ هو أمر مقبول, أما انتهاك حقوق الآخرين ومصالحهم، والاندفاع الديني المفرط، وإنكار الآخر، فهي أمور غير مقبولة  » في مفهومِ المُحاصّة (المُحاصصة)، أو الاشتراك في الحصص في العراق، يتم العمل على قضايا مثل النفط والانتخابات المحلية على « الجانب السياسي ». وقد صرّح الرّئيس أوباما مؤخراً: « لم أرَ القدر نفسه من التقدّم السياسي في العراق، أي المفاوضات بين السنّة والشيعة والأكراد، كما كان بُودّي أن أرى ». إن مخاوف الرئيس أوباما هي مخاوف يشترك فيها البعض منا ممن يشهدُ رعب العنف الطائفي في العراق الذي تصاعد في السنين الأخيرة. وكما لوحظ في نتائج اجتماعات المؤتمر العالمي للأديان من أجل السلام، التي جرت مع زعماء دينيين عراقيين عامي 2003 و2004، فإننا نحتاج إلى إدراك جمعي بأن تمسّك المرء بمذهبه الديني ونشره والدفاع عنه عن طريق الحوار الهادئ هو أمر مقبول. أما انتهاك حقوق الآخرين ومصالحهم، والاندفاع الديني المفرط، وإنكار الآخر، فهي أمور غير مقبولة وتُعتبر جوهر الهياج الطائفي. أقترح أن يتجاوز تشظي الأرخبيل الفلسطيني -كما صُوّر في رسم كاريكاتيري مؤخرًا في صحيفة لوموند، حول الفلسطينيين في مواجهة الفلسطينيين, والإسرائيليين في مواجهة الإسرائيليين (المستعمرين/المستوطنين)- المجابهة الإسرائيلية الفلسطينيّة. وإذا كان للانفراج الهشّ أن ينمو بين ثلاثة من أمور الأمن الإقليمي: إدارة المصادر الإنسانية والطبيعية والاقتصادية، فإنه من الممكن إنشاء مجلس إقليمي يؤدّي إلى الانخراط في عملية على غرار سيرورة هلسنكي. القضايا السياسية -الفيدرالية، والوحدة الوطنية، والسلطة المركزية، وانتقال السلطة- يجب أن تصبح أهدافًا مرغوبًا فيها من أجل تقرير المصير لفضاء ثالث، مكوّن من الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني، يعمل بتناغم. فلا يمكن للديمقراطية أن تهبط بالمظلّة، أو من خلال صناديق الاقتراع وحْدَها. نحتاج إلى ترسيخ آليات للعمل المشترك من أجل منع هذه الأعمال الوحشية الطائفية المستمرة. غير أن أموال النظام القديم ما زالت خارج العراق. وإلى حين عودتها، لن نرى إعادة بناء البنية التحتية الضرورية -من مساجد وكنائس وغيرها- لخلق الاستقرار المادي الذي يحتاج إليه الأفراد؛ أعني المعرفة بأن بلداتهم ومدنهم قد تعود في يوم من الأيام كما يتذكرونها. على المدى البعيد، يمكن تحقيق الاستقرار في المِنطقة فقط على أيدي قيادات المجتمعات الإقليمية عن طريق ممارسة مسؤولياتهم المشتركة. فالفكرة المضللة بأن الكراهية السائدة حاليًّا لدى مجموعات « أحاديّة » مثل « الإسرائيليين »، أو « الفلسطينيين »، أو « العراقيين »، ستُعالج بالتوصل إلى اتفاقية تعتمد فقط على « المساعدة » الأميركية، هي فكرة خاطئة.  » بالتعاون عبر القُطريّ وفوق القُطريّ والإقليميّ فيما يتعلّق بالموارد الطبيعية والإنسانية وقضايا الأمن البيئي والإنساني، يمكننا أنْ نضمن أنْ يتحوّل تنبؤ السّير هالفورد ماكندر إلى نعمة، وليس نقمة  » إنّ دور القوى الخمس (P5) الصين، وفرنسا، وروسيا، وبريطانيا، والولايات المتّحدة) هو بالتأكيد دعم شعوب المنطقة كي يساعدوا أنفسهم. كما أن الدور الأساسي للأمم المتّحدة، مَعَ أنها الآن هي الأخرى عضو في اللجنة الرباعية، هو رصد الاتفاقيات التي تم التوصل إليها ضمن المنطقة في عناقيد الأمن والاقتصاد وأطر العمل المُلزمة قانونيًّا. إن روحانية القدس ومكة المكرمة والنجف وكربلاء ليست رمزية فقط للحجّ وحقوقِ التعبد. فإذا أردنا أن نسمو بالدين فوق السياسة، فإن إحياء روح العمل الخيري الديني سوف يُنهي الاستغلال المستمر للحرمان الأخلاقي والاقتصادي. لا بد من صندوق للتضامن الاجتماعي يرعى المواطنة ويركّز على تدريب 50 مليون شابٍ عربي تحت سن الثامنة عشرة سيكونون عاطلين عن العمل بحلول عام 2050، ويوفر لهم ضمانات اجتماعية لعودتِهم الآمنة من المناطقِ التي تعاني نقصًا في الأيدي العاملة في آسيا والغرب. علاوة على ذلك، لا بدّ من ميثاق اجتماعي يضمن حقوق الإنسان، ويُثبّت القوّة الناعمة، ويعيد الشباب المغتربين من برودة الغربة. إنّ رؤية المرحلة النهائية للسلام في الشرق الأوسط والعالم تعتمد علينا الآن. من المحتمل أننا نعيش حاليًّا في « وقت ضائع ». ولا يمكن للقوميات الضيّقة أن تتعامل منفردة مع القضايا التي تواجهنا. فقط بواسطة التعاون عبر القُطريّ وفوق القُطريّ والإقليميّ فيما يتعلّق بالموارد الطبيعية والإنسانية وقضايا الأمن البيئي والإنساني، يمكننا أنْ نضمن أنْ يتحوّل تنبؤ السّير هالفورد ماكندر إلى نعمة، وليس نقمة.

 

(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 24 أوت 2009)  

 

 

 

Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.