الاثنين، 22 نوفمبر 2010

Home – Accueil

في كل يوم، نساهم بجهدنا في تقديم إعلام أفضل وأرقى عن بلدنا، تونس  Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

 

TUNISNEWS

10ème année, N°3835 du 22.11.2010  

archives : www.tunisnews.net

الحرية للصحفي الفاهم بوكدوس

ولضحايا قانون الإرهاب


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:نداء عاجل لإنقاذ حياة عبد اللطيف بوحجيلة    ..!

حــرية و إنـصاف:بيـــان:بعد 42 يوما من الإضراب عن الطعام:عبداللطيف بوحجيلة مهدد بالموت في ظل صمت رسمي ….

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:محاكمة المتهمين بإعادة إحياء نشاط حركة النهضة تأجيل النظر في القضية   ..!

حــرية و إنـصاف:اخبار الحريات

عفاف بالناصر:بطـــــــــاقة زيــــــــــارة

برلمان تونس الافتراضي:حقيقة إطلاق النار على المرأة وزوجها على الحدود التونسيّة الجزائريّة تهمة الإرهاب شمّاعة

كلمة:جلمة: انتحارات في صفوف الشباب والبطالة على لائحة الأسباب

معز الباي:المدوّنون التونسيون يطلقون حملة ضدّ الحجب بفتح المدوّنات

رسائل د. منصف المرزوقي إلى الشعب التونسي:السلسلة الثانية / الحلقة الثانية: رد الاعتبار للتونسيين

حركة التجديد جامعة محمد النافع بجندوبة:بيـــــــان

معز الجماعي:قابس: أعوان أمن متورّطون في تهريب سيّارات رباعية الدفع مسروقة

كلمة:أسرار معجزة قضائية

الاستاذ محمد أمجد مصطفى شايبي:المحاكم الصورية والاستشارات القانونية كآلية لردع تغطرس دولة الجَلاَّدين

عبد القادر الدردوري:يا عَوَجُ إنك تزاد عوجا، ألا تفهم….؟

خليفة  مبارك:المركب الصناعي بزرمدين : اعتداء على الحق النقابي  وطرد للعمال  والنقابيين  بالجملة والتفصيل

المولدي الزوابي:سيدي بوزيد: نقابيون يدعون إلى التحرك ضد مشروع إصلاح أنظمة التقاعد

الصباح:في ظل تطورات وتحركات صلب الشغالين عودة المفاوضات حول إصلاح أنظمة التقاعد هذا الاسبوع

هشام القرقني:اجتماع حاشد بالاتحاد الجهوي للشغل بالمهدية

المرصد التونسي:استاذ تعليم ثانوي ينفذ اعتصاما اليوم ببهو وزارة التربية

الصباح:يوما اضراب لمدربي مدارس تعليم السياقة بصفاقس المهنيون قضوا ليلة الجمعة داخل عرباتهم بمركز الامتحانات … والإعداد لتجمع جديد أمام الوزارة

الصباح:جلسة اليوم قادرة للإجابة عن السؤال:هل نجح الزاهي في إذابة الجليد بين الوزارة ونقابة التعليم الثانوي؟

عبدالحميد العداسي:مشاهد العيد في بلادنا العربيّة (تونس نموذجا)

الجزيرة نت:بعد عودة ولي العهد:الملك السعودي يسافر للعلاج

عمر كوش:العمق الإستراتيجي

د. محمد المسفر:أمريكا ستنهار كما انهار الاتحاد السوفيتي

د. فهمي هويدي:حلال الانتخابات وحرامها

القرضاوي: كنت أود ألا يشارك الإخوان في الانتخابات ولكني لا أحجر عليهم أن يجتهدوا

الجزيرة نت:خشية من « دموية » انتخابات مصر

القدس العربي:الحزب الحاكم بمصر يحاول إسقاط مرشحي الإخوان بأسلوب مبتكر

القدس العربي:مصر: الانتخابات التشريعية تدخل مرحلة ‘كسر الظهر’1200 معتقل من ‘الاخوان’.. والاشتباكات تتسع العرب:إذا لم تحل المشكلات المتعلقة بعملية تسجيل الناخبين الحزب الحاكم في السودان يهدد برفض نتائج استفتاء الجنوب


 

Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


منظمة حرية و إنصاف

التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

سبتمبر2010 https://www.tunisnews.net/18Octobre10a.htm  


الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين aispp.free@ gmail.com  43 نهج الجزيرة تونس تونس في:22/11/2010

نداء عاجل لإنقاذ حياة عبد اللطيف بوحجيلة    ..!


يتواصل الإضراب المفتوح عن الطعام الذي يخوضه السجين السياسي السابق عبد اللطيف بوحجيلة منذ يوم 11 أكتوبر 2010  للمطالبة بحقه الدستوري في السفر حتى يتمكن من علاج الأمراض العديدة التي خلفتها له سنوات السجن و ما صاحبها من تنكيل و اضطهاد.
 
و قد حطم بوحجيلة كل الأرقام القياسية في عدد إضرابات الجوع و طولها و يواجه في كل مرة بالتجاهل ثم بوعود لا يتم الوفاء بها.
 
و عوض الإستجابة لمطالبه المشروعة التي تمثل أبسط حقوق المواطنة تتعمد بعض الدوائر دفعه إلى الحلول القصوى بما يجعلها مسؤولة عن أي خطر يتهدد حياته خاصة بعد أن عاين الوفد الحقوقي الذي زاره اليوم التدهور الخطير لوضعه الصحي .
 
و إذ تطالب الجمعية السلطات المعنية بالإستجابة الفورية للمطالب المشروعة لبوحجيلة و تمكينه من جواز سفره حتى يتمكن من التداوي فإنها تعتبر الإصرار على اضطهاده تكريسا لعقلية التشفي .. و الإستخفاف بالدستور و أحكام القانون . عن الجمعية نائب الرئيس الأستاذ عبد الوهاب معطر


الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 16 ذو الحجة 1431 الموافق ل 22 نوفمبر 2010

بيـــان بعد 42 يوما من الإضراب عن الطعام : عبداللطيف بوحجيلة مهدد بالموت في ظل صمت رسمي ….


يواصل السجين السياسي السابق عبد اللطيف بوحجيلة إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم الثاني و الأربعين على التوالي للمطالبة في حقه في جواز السفر من أجل العلاج ، علما بأن وضعه الصحي قد تدهور بشكل خطير و أصبح لا يقوى على الوقوف و يتكلم بصعوبة بالغة خصوصا و أنه مصاب بعديد الأمراض المزمنة و الخطيرة مثل مرض القلب و سرطان الرئة ، و قد تم منعه في الماضي من إجراء عملية جراحية كما تم منع طبيبه خلال هذا الإضراب من زيارته لمتابعة حالته الصحية و طلب منه أعوان البوليس السياسي أن لا يعود إليه..
و تجدر الإشارة إلى أن منزله الكائن بجهة مقرين محاصر باستمرار بعدد من أعوان البوليس السياسي وهو يعاني من اضطراب عصبي قد يؤدي لا قدر الله إلى إصابته بجلطة إذا لم يتم تدارك حالته الصحية .
و قد عبر السجين السياسي السابق السيد عبد اللطيف بوحجيلة عن تصميمه على المضي في إضرابه عن الطعام إلى آخر رمق في حياته و هو متمسك بتحقيق مطلبه المشروع في الحصول على جواز سفر من أجل العلاج ، و قد سبق له أثناء إضرابه السابق منذ أكثر من سنتين أن زاره وفد من وزارة الصحة وعده بحل مشكلته لكن دون جدوى.
 

و حرية و إنصاف

– تعبر عن عميق انشغالها لما بلغه الوضع الصحي للسيد عبد اللطيف بوحجيلة من تدهور خطير يهدد حياته و تدين بشدة الصمت الرسمي و اللامبالاة غير المبررة في التعامل مع مطلبه المشروع للحصول على جواز سفر للعلاج و تحمل السلطة المسؤولية الكاملة على مصير السيد عبد اللطيف بوحجيلة.
– تدعو كافة الجمعيات و المنظمات الحقوقية داخل تونس و خارجها و أحرار العالم للتدخل من أجل تمكين السيد عبد اللطيف بوحجيلة من حقه الدستوري في جواز السفر لضمان حقه في العلاج و التنقل.
– تطالب السلطة بوضع حد لمعاناة  المسرحين من المساجين السياسيين برفع المظالم عنهم و تمكينهم من حقوقهم المدنية و السياسية التي يكفلها لهم دستور البلاد و المعاهدات الدولية بما يساعد على إدماجهم في المجتمع و مشاركتهم في الشأن العام على أساس المساواة بين المواطنين في الحقوق و الواجبات. حرية و إنصاف  


الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين aispp.free@ gmail.com  43 نهج الجزيرة تونس تونس في:22/11/2010

محاكمة المتهمين بإعادة إحياء نشاط حركة النهضة تأجيل النظر في القضية   ..!


نظرت الدائرة الجناحية السادسة بالمحكمة الابتدائية بتونس برئاسة القاضي فوزي الجبالي،اليوم 22/11/2010 في القضية عدد 19635 التي يحال فيها بحالة إيقاف كل من : علي الحرابي و علي فرحات و بحالة سراح كل من علي بن عون و سيف الدين محجوب ، و بحالة فرار كل من : محمد الهاشمي بن طالب و أيمن بن مسعود و محمد الهادي بن عبد الله ، بتهم عقد اجتماع غير مرخص فيه و المشاركة في إعادة تكوين جمعية لم يعترف بوجودها و إعداد محل لعقد اجتماع غير مرخص فيه و جمع التبرعات بدون رخصة،طبق الفصول2+5+7+23+24من قانون 24 جانفي 1969.والفصول 1+2+3+4+5+6+10+30 قانون 7 نوفمبر 1959 و الفصل 6 من الأمر المؤرخ في 21/12/1944 المتعلق بجمع التبرعات ، و قد حضر للدفاع عنهم الأساتذة بوبكر بن علي و البشير بن لطوفة و خالد الكريشي و نور الدين البحيري و إيمان الطريقي وسمير ديلو، و قدمت الأستاذة العبيدي إعلاما بنيابتها و طلبت التأخير ، و قد قررت المحكمة تأجيل النظر في القضية على أن يتم إثر المفاوضة تحديد موعد الجلسة المقبلة و النظر في مطالب الإفراج المقدمة من المحامين . عن الجمعية الرئيس الأستاذ سمير ديلو
 


الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 16 ذو الحجة 1431 الموافق ل 22 نوفمبر 2010 اخبار الحريات


1)- تقرر اثر الجلسة التي انعقدت اليوم 22 نوفمبر2010 أمام الدائرة الجناحية السادسة بالمحكمة الابتدائية بتونس في القضية عدد 19635 تاجيل المحاكمة الى يوم يحدد  بعد المداولة  مع النظر في مطلب الافراج و التي احيل فيها السيدين علي بن عون و سيف الدين محجوب في حالة سراح و السيدين علي الحرابي و علي فرحات السجينين السياسيين السابقين في قضية حركة النهضة في حالة.
2)-كما انعقدت جلسة أخرى للنظر في القضية عدد 17596 لدى الدائرة الجنائية السادسة و التي أحيل على أنظارها كل من : زياد بن عمار بن الكامل لعبيدي و زوجته هدى بنت محمد بن مصطفى الورتاني و رفيق بن محمد الطاهر بن محمد بن محمد صالح علي و هاني بن لسعد بن الهادي مشيشي و غيث بن احمد بن الحبيب الغزواني و مرافعة لسان الدفاع  المتكون من الأساتذة عبدالفتاح مورو و احمد صديق و سمير بن عمر و نجاة لعبيدي و إيناس الحراثي و شاكر علواني الذين طالبوا ببطلان إجراءات التتبع بسبب انتزاع اقوال المتهمين تحت الإكراه و الضغط المادي و التعذيب ، و قد لاحظ لسان الدفاع وجود محضرين بحث الأول يهم زياد لعبيدي و زوجته هدى الورتاني من قبل الحرس الوطني بجندوبة و بختم الأبحاث بتاريخ 04 مارس 2010 و محضر ثاني يهم المتهمين و بقية المحالين لكن من قبل فرقة الأبحاث الإجرامية بتونس بتاريخ 02 مارس 2010 ، و السؤال المطروح كيف يمكن استنطاق زياد لعبيدي و زوجته و القيام بالأعمال اللازمة للبحث من قبل الحرس الوطني بجندوبة و ذات الحين من قبل أعوان امن الدولة بتونس العاصمة لكن بوقائع مختلفة و تهم الانضمام إلى تنظيم و وفاق إرهابي كما لاحظ لسان الدفاع غياب الحجج و القرائن القانونية التي تفيد تبني المتهمين لأي مشروع يهدف إلى ارتكاب أعمال تخريبية لغاية ترويع الأشخاص و بث الرعب و الإخلال بالنظام العام خاصة إذا علمنا أن زياد قد غادر السجن سنة 2009 و اتجه للبحث عن عمل في ميدان تخصصه « مهندس إعلامية » و ان غيث الغزواني غادر السجن مثقلا بأمراض عديدة تستوجب الرعاية و المتابعة و أكد لسان الدفاع أن الهدف الأساسي لمغادرة زياد لعبيدي و زوجته تراب الجمهورية  و اجتياز الحدود دون وثائق رسمية القصد منه ليس الالتحاق بمعاقل « تنظيم القاعدة  » بالجزائر بل التفصي  من ملاحقات و ضغوطات أعوان امن الدولة الذين هددوا زياد باعتقال زوجته و تعريضها للتعذيب و ما الى ذلك من أصناف الانتهاكات و الاعتداءات نظرا لأنه رفض العمل كمخبر في قضايا الإرهاب و الإفادة و الإشعار عن كل من يتبنى الفكر السلفي الجهادي او يفكر بالالتحاق بمعاقل التنظيمات الجهادية و قد لاحظ لسان الدفاع أن التهم المحال من اجلها المنوبون هي تهم مجردة و لا يستقيم في حق منوبيهم الدليل المادي الكافي الزجاجات المحتوية على مواد محترقة و الأسلحة البيضاء التي تم حجزها لدى زياد إنما كانت لغرض الدفاع عن نفسه أثناء اجتيازه الغابات الفاصلة بين « عين دراهم » معتمدية « ببوش » و حتى الوصول إلى الجزائر . 
أما الشهادة الطبية المدلى بها من الطب ألاستعجالي بجندوبة لعون حرس الحدود و الذي ادعى تعرضه للاعتداء بسكين من قبل زياد شابتها الكثير من الملابسات إذ تم تسجيل زمن الواقعة (اي زمن تعرض العون للاعتداء على الساعة الثامنة و الربع صباحا)  بينما أفاد باحث البداية أن الواقعة تمت في المساء ، أيضا لاحظ لسان الدفاع ان تاريخ الواقعة زمن الاعتداء المزعوم هو يوم 28 فيفري 2010 بينما تقدم العون المتضرر يوم 04 مارس 2010 لقسم ألاستعجالي للحصول على هذه الشهادة الطبية . التهم : 1- الدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية 2- الانضمام إلى تنظيم و وفاق له علاقة بالجرائم الإرهابية 3-الانضمام لتنظيم و وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و يضاف لزياد و هدى توفير أسلحة و متفجرات و مواد و معدات و تجهيزات لفائدة التنظيم و وفاق و أشخاص لهم علاقة بالجرائم الإرهابية. و يضاف لزياد الاعتداء بالعنف الشديد على موظف عمومي أثناء مباشرته لوظيفته و تهديد بسلاح بمشاركة هدى له في ذلك. و يضاف لزياد تدليس بطاقة تعريف وطنية و استعمالها . و يتهم غيث بالامتناع عن إشعار السلط ذات النظر فورا بما أمكن له الاطلاع عليه من أفعال و ما بلغ إليه من معلومات و إرشادات حول ارتكاب إحدى الجرائم الإرهابية.                          حرية و اصاف  


بطـــــــــاقة زيــــــــــارة      22 نوفمبر 2010


حين قابلت الفاهم بوكدّوس اليوم وجدته لم يتعافى بعد من مُخلّفات إضراب الجوع، فلازال يعاني من آلام في الجهاز الهضمي، كما أكّد لي أنّ ضيق التنفّس مازال يضغط عليه بشدّة، وهناك تخوّف من أن تتعقّد صحّته من هذه الناحية مع ازدياد برودة الطقس بما يحمله من رطوبة وتراكم الجراثيم.
 
 ومن جهة أخرى صرّح باستيائه لتواصل محاكمات نشطاء الحركة الطلاّبيّة كما هو الحال في قفصة حيث يحاكم يوم 24 ديسمبر القادم نشطاء في الإتحاد العامّ لطلبة تونس بالجهة وهم : فاروق عمروسيّة ومحمّد سليماني وزياد عمروسيّة وفارس العليبي، بتهم مُلفّقة ومختلفة على خلفيّة تحرّكات نقابيّة حصلت في السنة الماضية.
وأكّد الفاهم أنّه كان من بين من تابعو تلك التحرّكات ونبّهوا من مغبّة تصفية الحسابات مع قادتها مع بروز مؤشّرات جدّية لاستهدافهم، ورأى أنّها تأتي في إطار سياسة الاستئصال الاجتماعي التي بدأت تسري منذ جوان 2008 وترمي إلى إفراغ جهة قفصة من كلّ طالبيّ الحقوق من نشطاء منجميين وصحافيين وطلاّب باستعمال كلّ السبل الزجريّة بما فيها توظيف القضاء.
 
واعتبر بوكدّوس أنّ مسعى السلطة لتغيير الصورة المعروفة عن أهالي الجهة بالرفض والتمرّد لن ينجح مادامت تُدير ظهرها للعدالة الاجتماعيّة والتنمية الجهويّة العادلة ولحقّ الاحتجاج السلميّ والرأي المُخالف. هذا ويتواصل إضراب الجوع التضامنيّ مع الفاهم كلّ يوم اثنين حتّى إطلاق سراحه و الذي تخوضه مجموعة من النساء واللاّتي يزداد عددهنّ في كلّ اثنين وهنّ السيّدات:
لويزا توسكان مارغريت رولاّند راضية النصراوي سامية عبّو نجاة حسني زينة نعمان عفاف بالناصر  
ولكلّ من أرادت الالتحاق بهذه المجوعة الإتصال بي لإدراج إسمها في قائمة المُساندات. عفاف بالناصر

حقيقة إطلاق النار على المرأة وزوجها على الحدود التونسيّة الجزائريّة تهمة الإرهاب شمّاعة


منذ مدّة غير قصيرة وانأ بصدد دراسة بعض القضايا التي اتهم فيها بعض من الشباب الذين حوكموا في قضايا ما يسمّى بقانون الإرهاب , وقد أدركت بما لا يدع مجالا للشكّ تعرض عديدا منهم إلى تلفيق التهم والتعمّد في التنكيل بهم وانتهاك كراماتهم  وحرماتهم الجسديّة . وقد اخترت عيّنة لمثل هذه القضايا لعرضها على الرأي العام ليدركوا مدى الغبن والظلم الذي يتعرّض إليه هؤلاء قبل أن يُلقوا في السجون بدون وجه حقّ ومن دون إنصاف.
وعلاوة إلى ما يتعرّض إليه هؤلاء من تعذيب وامتهان للكرامة البشريّة والمعاملة القاسية في مراكز الشرطة فقد اُختُرقت معهم إجراءات الإيقاف وضوابطها وغالبا ما تتجاوز المدد القانونيّة للاحتفاظ ويقع التلاعب بتواريخ الاعتقال وتسجيل المحاضر. ولا يقع إعلام الأهالي والوكيل العام للجمهوريّة بالإيقاف بل يقع التعتيم الكامل على هذه التجاوزات , وعلاوة على ذلك فانّ الترويع الذي يُحدثه البوليس السياسي للأسر والعائلات لحظة اعتقال أحد أبناءهم غالبا ما يُخلّف عديد المآسي للآباء والأمهات , وإذا أضفنا إلى ذلك رفض السلط القضائيّة عرض الموقوفين على الفحص الطبّي وعدم سماع المتهم في ما يخصّ تعرّضه للتعذيب وإمضاءه  تحت الإكراه على محاضر البحث التي لا  يطلع عليها ولا يعلم ما بداخلها , كل ذلك يُضعف من وجاهة التهم الموجّهة ضدّهم وصحّتها . ولا يفوتنا التأكيد على افتقار المحاكمات من أبسط قواعدها العادلة بسبب استنادها الكلّي على ما يقوله قلم البداية رغم التناقض الجلي في عديد المحاضر التي وردت على القضاء والتلفيق المتعمّد والصريح فيها.
ونوافيكم في هذا التقرير بأخطر الملفّات التي ستُعرض يوم الاثنين 22 نوفمبر 2010على محكمة الاستئناف بتونس  تحت عدد 10 / 83578 والمحال فيها كل من –1 زياد العبيدي – 2 هدى الورتاني -3 رفيق علي – 4هاني المشيشي – 5 وغيث الغزواني.
هذا الملف يكشف حقيقة التلاعب بمجريات الأبحاث من طرف البوليس السياسي وضروب افتئاته وافتعاله وتلفيقه للقضايا دون مراعاة للضمير ولا للقوانين ودون احترامه للقضاء والعدالة مستندين لشماعة قانون الإرهاب التي يُخيفون بها الجميع بدون استثناء.
وسنعرض في هذا التقرير مقتضبا من الأقوال الواردة في حيثيّات هذه القضيّة والتناقض الحاصل في الأبحاث قاطعين في الختام بصحّة نتيجة التلفيق المعتمد من طرف قلم البداية عارضين على الرأي العام هذه الحقائق حتّى يكون على بيّنة لما يحدث في تونس من خروقات وتجاوزات في ملف الشباب المحال على قانون الإرهاب سيئ الذكر. وسنراهن على صبركم ومتابعتكم الفائقة وقراءتكم المتأنية لهذا العرض الدقيق للقضيّة التي بين أيدينا والمرقّمة تحت عدد 10/83578 والتي وقع تعرّض موقوفين فيها إلى طلق ناري في مستوى البطن والحزام والفخذ أحداهما امرأة تُدعى هدى الورتاني والثاني زوجها زياد العبيدي .
أمّا التهم الموجّهة في هذه القضيّة فهي الانضمام لتنظيم إرهابي ووفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه وتوفير أسلحة ومتفجّرات ومواد ومعدّات وتجهيزات لفائدة تنظيم ووفاق وأشخاص لهم علاقة بالجرائم الإرهابية والاعتداء بالعنف الشديد على موظف عمومي أثناء مباشرته لوظيفته والتهديد بسلاح وتدليس بطاقة تعريف وطنيّة واستعمالها .
وخلاصة القضيّة أنّ المدعو زياد العبيدي وزوجته هدى الورتاني أرادا مغادرة البلاد لكونهما أصبحا مطلوبين لجهازي القضاء والأمن , الأوّل لامتناعه عن الالتزام بالمراقبة الإدارية, والثانية بسبب اتهامها بالانتماء  من طرف الأمن بعد اعتقال شقيقها . وقد استعانا الثنائي « برفيق علي » و »هاني المشيشي » لتقديم العون لهما للخروج من تونس إلى أحدى البلدان الأخرى وليُحشر غيث الغزواني في القضيّة حشرا بتهمة الامتناع عن إشعار السلطة ذات النظر.  نشير إلى  أن أعوان الحرس الوطني بجهة طبرقة من شمال غربي التونسي أطلقوا النار على زياد وزوجته في مستوى الحزام والبطن ثمّ وقعت إحالتهما على قانون الإرهاب بتهمة الانضمام إلى وفاق وتوفير أسلحة ومتفجرات ومعدّات لفائدة تنظيم إرهابي وقد استندت القضيّة على شهادة عوني الحرس الوطني الذين أصابا الزوجين هدى وزياد بطلق ناري ثمّ  أحالوهما على القضاء .
 لذلك سنعتمد في التدقيق في أغوار هذين الشهادتين لنكشف مدى التناقض والافتراء والمخاتلة الواردة في شهادتي عوني الحرس المسجّلة عليهم لدى 3 جهات وأطراف 1- لدى فرقة الأبحاث والتفتيش في طبرقة 2- لدى الإدارة الفرعيّة للقضايا الإجرامية بتونس  3- لدى قاضي التحقيق السادس بتونس  

                           

أقوال الشاهد الأول عون الحرس عادل شكري    

لدى قاضي التحقيق بتونس في 25مارس 2010

أقوال الشاهد الأول عون الحرس عادل شكري   لدى الإدارة الفرعية  للقضايا الإجرامية بتونس 3مارس2010

أقوال الشاهد الأول عون الحرس عادل شكري       لدى فرقة الأبحاث والتفتيش بطبرقة

في 28-02-2010

 

ثمّ فوجئ به يسحب شيئا من جمّازته ووضعها بيده اليمنى …عندها اضطرّ صحبة زميله إلى إطلاق النار في اتجاه أقدامهما… ..وقد عثروا بجانب المصاب على قارورة صغيرة مخصصّة للدواء كان بها فتيل وهي التي تبيّن بكونه كان يعتزم إلقاءها صوبهما 

 

تعمّد الرجل المعتدي باستلال شيء كان مخفيّا بين طيات ثيابه تبين لي أنها عبوة بها فتيل خاصة وان المسافة التي كانت تفصلنا تقارب الخمسة أمتار تقريباإضافة إلى أننا كنا مجهزين بكاشف ضوئي متوسط الحجم وهمّ بالقاءه علينا ….في تلك اللحظة قمت بإطلاق عيارين ناريين في اتجاههما …نتج عنه إصابتهما في أسفل جسميهما

 

ممّا اضطرّنا إلى إطلاق اثنين من العبارات النارية صوب الأرض في اتجاههما لغاية صدّهما مما نتج عنه إصابتهما في أسفل جسميهما وسقوطهما أرضا واتضح لنا وأن الشيء الذي كان يهم بالقاءه علينا هو عبوة مشبوهة يتخللها فتيل

 

 

ملاحـــظـتـنا

يؤكّد الشاهد الأول لدى فرقة الأبحاث بطبرقة  يوم 28 فيفري2010 أنه لم يتضح لديه ما كان يعتزم زياد إلقاءه عليه إلا بعد أن أصابه بالرصاص بينما يجزم لدى الإدارة الفرعيّة للقضايا الإجرامية بتونس في 3 مارس 2010 إن الشيء الذي استله زياد كان عبوة بها فتيل خاصة أن المسافة التي كانت تفصلهم لا تتعدّى الخمسة أمتار إضافة إلى كونهما كانا مجهّزين بكاشف ضوئي ثمّ يتراجع العون عادل شكري أمام قاضي التحقيق قائلا بأنهم عثروا بجانب المصاب على قارورة صغيرة مخصصة للدواء كان بها فتيل وهي التي تبين حينها  بكونها هي الشيء الذي كان يعتزم إلقاءه صوبهما

أنظروا إلى التناقض وتضارب الأقوال وتضليل العدالة

وإذا افترضنا أنّ العون لا يدري ماهيّة الشيء الذي أراد إلقاءه عليه المضنون فيه فلماذا يُطلق عليه النار ؟؟؟؟؟ .

وان كان على علم بماهيّة الشيء وهي قارورة بها فتيل وزعم انه همّ بالقاءها عليهم فهل توجد خطورة إذا ألقيت قارورة من دون إشعالها  حتّى يضطرّ إلى إطلاق النار عليهم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

 

أقوال الشاهد الثاني  عون الحرس حاتم الشارني      لدى فرقة الأبحاث والتفتيش بطبرقة

في 28-02-2010

أقوال الشاهد الثاني عون الحرس حاتم الشارني لدى الإدارة الفرعية  للقضايا الإجرامية بتونس 3مارس2010

أقوال الشاهد الثاني  عون الحرس حاتم الشارني

لدى قاضي التحقيق بتونس في 25مارس 2010

 

وقد بقيت بعين المكان أمام المعنيّان فيما تحوّل زميلي إلى مقرّ فرقتكم لإعلامكم بالموضوع

 

حيث تولّى زميلي عادل الاتصال هاتفيّا بمقرّ الفرقة وطلب النجدة وهو ما تمّ فعلا

 

وبمجرّد أن سقطا على الأرض توقفا عن إطلاق النار ثمّ اتصلا برؤسائهما وبالحماية المدنيّة التي قدّمت للمصابين الإسعافات الأوّليّة  

 

ملاحـظـتـنا 

يؤكّد الشاهد الثاني  لدى فرقة الأبحاث بطبرقة يوم 28 فيفري 2010 أنّه بقي بعين المكان بينما تحوّل زميله عادل إلى فرقة الأبحاث  لإعلامهم بالموضوع ويشهد لدى الإدارة الفرعيّة للقضايا الإجرامية في 3 مارس 2010بتولّي زميله عادل الاتصال هاتفيّا بمقرّ الفرقة وطلب النجدة وهو ما تمّ فعلا ولدى قاضي التحقيق يقول بأنهما اتصلا برؤسائهما وبالحماية المدنيّة التي قدّمت للمصابين الإسعافات الأوّليّة انظروا إلى المخاتلة ومراوغة العدالة التي أبداها العون حاتم في موضوع الإعلام فما هو السرّ في هذا التناقض الحاصل في الأقوال ؟؟؟؟

 

أقوال الشاهد الأول عون الحرس عادل شكري  لدى فرقة الأبحاث والتفتيش بطبرقةفي 28-02- 2010

أقوال الشاهد الأول عون الحرس عادل شكري   لدى الإدارة الفرعية  للقضايا الإجرامية بتونس 3مارس2010

أقوال الشاهد الأول عون الحرس عادل شكري لدى قاضي التحقيق بتونس في 25مارس 2010

 

………………………………..

…………………………………

………………………………..

 

وأن المسافة التي كانت تفصلنا تقارب الخمسة أمتار…ولانعدام وجود حلول أخرى في تلك اللحظة قمت بإطلاق عيارين ناريين في اتجاههما

 

 

مؤكّدا بأنّه عند إطلاقه للنار كان على مسافة تناهز 10 أمتار

 

ملاحــظــتـــنا

يؤكّد الشاهد الأوّل عادل شكري لدى الإدارة الفرعية  للقضايا الإجرامية بتونس يوم 3 مارس 2010ان المسافة التي كانت تفصله عن زياد تقارب الخمسة أمتار عند إطلاقه النار ولدى قاضي التحقيق يؤكّد أنّه عند إطلاقه النار كان على مسافة تناهز 10 أمتار .

فكيف نبرر هذا التناقض في تحديد المسافة التي تمّ فيها إطلاق النار ؟؟؟ خاصة أنّ نفس التناقض ورد على لسان العون الثاني حاتم الشارني !!!! إلا أن يكون الاتفاق على السيناريو قد أُعدّ مسبّقا رغم الخلل والتناقض الحاصل فيه.وهل أصبح البحث في مثل هذه القضايا الخطيرة بطريقة قصّ ولصّق ؟؟

 

أقوال الشاهد الثاني  عون الحرس حاتم الشارني      لدى فرقة الأبحاث والتفتيش بطبرقة

في 28-02-2010

أقوال الشاهد الثاني عون الحرس حاتم الشارني لدى الإدارة الفرعية  للقضايا الإجرامية بتونس 3مارس2010

أقوال الشاهد الثاني  عون الحرس حاتم الشارني

لدى قاضي التحقيق بتونس في 25مارس 2010

 

فعاودنا الإنذار القانوني لكنّهما لم يُذعنا لنا وواصلا تقدّمهما باتجاهنا راشقين سكّينا صوبنا

 

 

أؤكّد لكم أن المرأة التي كانت برفقة الرجل المعتدي كانت بدورها واقفة إلى جانبه وتمسك بيدها سكينا محاولة الاعتداء به علينا

 

 

كما لم أشاهد الفتاة تعتدي بأي طريقة كانت على زميله وإنّما اكتفت بمساندة مرافقها وترديدها معه لتكبيرة الله أكبر

 

  ملاحـــظـــتــنــا

يقول حاتم لدى فرقة الأبحاث بطبرقة في 28 فيفري 2010 بأنّ المرأة وزوجها واصلا تقدّمهما باتجاههما راشقين سكّينا صوبهما بمعنى أن المرأة أعانت زوجها في رمي السكين وهو غير مقبول منطقا وزاد لدى الإدارة الفرعيّة للقضايا الإجرامية بتونس يم 3مارس2010 بأنها كانت تُمسك بسكّين محاولة الاعتداء عليهما  وبقدرة قادر يتراجع أمام قاضي التحقيق في 25 مارس 2010 ليصرّح بأنّه لم يُشاهد الفتاة تعتدي بأي طريقة كانت على زميله وإنما كانت تردد الله أكبر , دون أن يُشير إلى تسلّحها أو محاولة اعتداءها أو رشقها لهما بسكّين  مما يعني أنّ أقواله قد تضاربت وان الشهادة التي قدّمها اختلّت أسسها . وإذا كانت المرأة بريئة مثل ما قال أمام قاضي التحقيق ولم تعتدي عليهم بأي طريقة كانت. فلماذا أطلقوا عليها النار خاصة أنها كانت أعزل من السلاح  ؟؟؟؟؟؟  ولماذا تعدّدت الطلقات الموجّهة ضدّها ؟؟؟ ولماذا استهدفوا بطنها؟؟؟؟ ألانها حامل ؟؟؟؟؟؟؟ أليست هذه جريمة كبرى يُعاقب عليها القانون ؟؟؟؟  

أقوال الشاهد الثاني  عون الحرس حاتم الشارني     لدى فرقة الأبحاث والتفتيش بطبرقةفي 28-02-2010

أقوال الشاهد الثاني عون الحرس حاتم الشارني لدى الإدارة الفرعية  للقضايا الإجرامية بتونس 3مارس2010

أقوال الشاهد الثاني  عون الحرس حاتم الشارني لدى قاضي التحقيق بتونس في 25مارس 2010

 

إلا أن زميلي تمكن بصعوبة من تفادي الضربة التي تسبّبت في تمزيق زيّه النظامي مستوى إبطه وجعلته يطأطئ ظهره إلى الخلف 

 

هاجمنا الرجل وذلك بالاعتداء على زميلي المذكور بواسطة سكين أصابه بها على مستوى إبطه من الجهة اليسرى … حيث تسبب في تمزيق جمازة زيّه النظامي وإسقاطه أرضا   

 

وارتمى على زميله وسدّد له طعنة مردّدا قوله الله أكبر فتقهقر زميله إلى الخلف وتبع بدوره خطواته تاركا نفس مسافة الأمان التي تفصلهما

 

ملاحــظــتــنــا

الشاهد حاتم الشارني لدى فرقة الأبحاث بطبرقة يوم 28 فيفري 2010يؤكّد أن  زميله طأطأ بظهره إلى الخلف بعد تعرّضه للطعنة ولكنّه أمام الإدارة الفرعيّة للقضايا الإجرامية في 3 مارس2010شهد بان زميله سقط أرضا ولدى قاضي التحقيق في 25مارس2010تراجع عن أقواله مؤكدا أن زميله تقهقر إلى الخلف كما تقهقر هو كذلك للمحافظة على مسافة الأمان .

فهل بعد هذا التناقض والتضارب في الأقوال من حجّة أكبر تقطع على المخاتلة المتعمّدة ومراوغة السلطات وتضليل العدالة لهؤلاء الشهود المزوّرين للحقيقة والمعتدين على العزّل الأبرياء والمشطّين في استعمال طلقات الرصاص التي استهدفت الحزام والبطن والفخذ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ورد في في شهادة حاتم الشارني قوله  » هاجمنا الرجل وذلك بالاعتداء على زميلي المذكور بواسطة سكّين أصابه بها على مستوى إبطه من الجهة اليسرى حيث تسبب في تمزيق جمّازة زيّه النظامي وإسقاطه أرضا إثرها واصل نفس الرجل إشهار السكّين مهدّدا بقتل كل من يقترب منه أو من المرأة « 

هل يمكن أن نصدّق موضوعيّا ومنطقيّا مثل هذا الكلام. فزياد الذي اعتدى على العون بواسطة سكّين  وأسقطه أرضا , لماذا لم يتمّ ويواصل اعتداءه عليه خاصة أنّ العون  قد سقط على الأرض أم أن الحقيقة غير ذلك والمخاتلة واضحة؟؟؟

ورد في قول الشهود  » لم ننوي إصابة المشتبه بهما بالطلق الناري غير أنّنا وجّهنا سلاحينا الناريين باتجاههما نحو الأرض مما نتج إصابتهما على مستوى أسفل جسميهما  » نقول أنّ الإصابة كانت في مستوى البطن والحزام والفخذ لكلا الضحيّتين والمسافة الفاصلة كانت 10 أمتار وهذا يقودنا إلى الاستنتاج أن اتجاه بندقيّتي « الفال » كان مباشرا ومستو و بدون انحناءة زاوية ولم يكن في اتجاه الأرض كما يدّعي عوني الحرس ثمّ إن هذا الطلق الناري المتشابه يُثير لبسا حول أن الذي أطلق النار في مستوى الحزام والبطن هو نفس الشخص لان التطابق في الخطأ في إطلاق النار يكاد يكون مستبعدا !!!!

ورد في المحجوز  » حقيبة ظهر زرقاء اللون مدوّن عليها movistaممزّقة   والسؤال الذي يطرح نفسه, كيف تمّ تمزيق الحقيبة المثبتة على ظهر المتهم؟؟ لو لم يقم الأعوان بالهجوم عليه من الخلف حين كان هاربا ولما نجح من الإفلات منهم أطلقوا عليه النار.  تذكّرني هذه المسألة بقصّة سيدنا يوسف عليه السلام الذي قُدّ ثيابه من دُبر.  « والفاهم يفهم » والدرس القرآني في القصص خير دليل .  

ورد في المحجوز   » آلة حلاقة كهربائيّة نوعhp008 مع وصل كهربائي خاص بها وجهاز حاسوب محمول وآلة حاسبة …والسؤال المطروح ,هل يُمكن لمن يُريد الالتحاق بالجبال أو الصحاري للقتال اصطحاب آلة حلاقة كهربائيّة أو حاسوب أو آلة حاسبة ؟؟؟؟

ورد في المحجوز  » حقيبة نسائيّة سوداء اللون ممزّقة . والسؤال المطروح كيف تمزّقت الحقيبة إذا كانت المرأة حسب الأبحاث والتحقيقات وشهادة الشهود يؤكّدون عدم انخراطها في أي اعتداء أو هجوم ؟؟؟

ورد في المحجوز  » ثلاثة قوارير دواء صغيرة الحجم peroxمُعبّأة بخليط متكون من « الصابون الأخضر » « والديليون « . والسؤال الذي يطرح نفسه , هل يمكن أن نصدّق أنّ هذه القوارير والتي أصلها قوارير دواء صغيرة  سعتها 100مل أن تكون متفجرات كما دوّن في محاضر البحث ؟؟؟ علما بأنّ تقرير الاختبار الرسمي أكّد أنها قوارير حارقة فقط وغير متفجّرة وقد جزم المشبوه فيه « زياد » بأنه قد أعدّها تحوّطا من هجوم الوحوش الضارية عليه وعلى زوجته في غابات عين دراهم الحدوديّة التي ينوي اجتيازها . فمن نصدّق –إذا-  أولئك الذين يعتبرون أن ما مسكوه لدى المتهم هو من قبيل توفير أسلحة ومتفجّرات ومواد ومعدّات وتجهيزات لفائدة تنظيم ووفاق وأشخاص لهم علاقة بالجرائم الإرهابية كما جاء في لائحة الاتهام ؟؟؟ أم نصدّق ذلك الذي يتحوّط  في سفره من هجوم الوحوش والضواري؟؟؟؟؟؟؟

أمّا الثلاثة سكاكين والشاقور فقد تسلّح بها الزوجان ضدّ الحيوانات الضارية وقد كان أحداها في حجم ملعقة صغيرة استعملاها في أكل الياغورت وقد تسلّحت المرأة بواحدة والشاب بالأخرى والشاقور الذي كان يتصوّر انّه ضرورة في منطقة غابيّة كثيفة ووعرة وخطيرة ولم يقوما باستعمالهما ضدّ أعوان الحرس . ولو كان ذلك صحيحا لاستعمل الشاب الشاقور في التهديد أو الاعتداء وهو آلة مخيفة وقاتلة. ولم يرد في القضيّة ولا في ورقات البحث كلّها ما يشير إلى استعمال الشاقور.

والسؤال المطروح ألان هو :من منّا يمكن أن يُصدّق أنّ شابا في مُقتبل العمر يُمكن أن يلتحق بالصحاري والجبال التي يُزعم أنّ المجموعات المسلّحة تختبئ فيها وبصحبته زوجته الحامل ويسافر بزاد غذائي لا يكفيه مئونة يومين؟؟؟

وهل مازال يُمكن تصديق الاتهام الزاعم بأنّ المجموعات المسلّحة وتنظيم القاعدة بالمغرب العربي والإسلامي يتمركز في الجبال المحاذية للحدود التونسيّة الجزائريّة؟؟ بعدما أكّدت كل أجهزة الاستخبارات في العالم أن تمركز هذه المجموعات أصبح في صحراء « مالي الكبرى » وقد عجزت عن الوصول إليها أعتى الآليات العسكريّة المتقدّمة والمتطوّرة ولكن مازال البوليس السياسي في تونس يدوّن في محاضره الأمنية أن امرأة حاملا لا يزيد وزنها عن خمسين كيلوغراما مع زوجها المريض يعملان على الالتحاق بتنظيم القاعدة الإرهابي  وتسليحه ودعمه ويُحاكمان من أجل ذلك . والله إنها لإحدى المهازل الكبرى أن يُحاكم هؤلاء تحت هذه العناوين من التهم. وإنّه الوهم التونسي الذي صدّع آذاننا بمعجزته الفائقة في مواجهة الإرهاب.  وهل بعد هذه المعجزة ما يفوقها إعجازا ؟؟؟

ورد في محضر بحث زياد العبيدي قوله  » (فإنّي لم أتخلّ عن أفكاري الجهاديّة حيث جدّدت نشاطي في غضون سنة 2009 بمعيّة زميلي السابق بالمركّب الجامعي بالمنار تونس المدعو  » نزار الجلاصي » وعقدت معه اجتماعات ببعض مقاهي العاصمة تدرّجنا خلالها بالحديث في مسائل جهاديّة … حيث تعهّدت لنظيري نزار سالف الذكر بتوفير بعض الأقراص المضغوطة الجهادية لاستغلالها في عمليّة الاستقطاب وبالتوازي ربطت الصلة في نفس الفترة مع نظيري « إبراهيم » أصيل أريانة الذي سبق أن تعرّفت عليه بالسجن والمتبنّي بدوره للفكر الجهادي والذي عرّفني على المدعو « هاني المشيشي » …. ومن ناحية أخرى مكّنت نظيري « رفيق علي » من  رقم هاتف أحد العناصر الجهادية يُدعى « إبراهيم » أصيل أريانة كنت تعرّفت عليه أثناء قضائي العقوبة البدنيّة بسجن المرناقيّة  مثل ما ذكرت سابقا وطلبت منه ربط الصلة به لمساعدتي على التسلل للجزائر للالتحاق بمعاقل تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وقد أعلمني لاحقا أنّه اتصل فعلا بالمدعو « إبراهيم » ونقل ذلك الطلب إليه إلا أنّ هذا الأخير رفض هو الأخر الخوض في الموضوع …..وقد أعلمني لاحقا أنّه عرض فعلا على « هاني المشيشي » الانخراط في المخطط فلم يبد تحمّسا لذلك  كما ربط هاني الصلة ب « غيث الغزواني » إلا أنّ الأخيررفض الخوض في الموضوع ) »  

هذه الفقرة تعبّر بجلاء على جوهر الوفاق المتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه  حيث قام قلم البداية انطلاقا من روح التلفيق والمخاتلة بإسقاط أسماء وردت في الاستنطاق مثل « نزار الجلاصي » ولم يقع تتبعهم أو استدعاءهم أو استنطاقهم وذلك لإيمان المحقّقين بأنهم هم من يقفون وراء السيناريوهات غير الحقيقيّة والتلفيق المتعمّد ضدّ من يريدون توريطهم من الشباب.,كما وقع إسقاط اسم « إبراهيم » من البحث والتتبّع وهو زميل زياد في السجن وأصيل نفس جهته وهو الذي كان على علم بهاتفه الجوال وسلّمه « لرفيق علي »الذي بدوره اتصل « بإبراهيم » وعرض عليه الوفاق وبرنامج الالتحاق بالجماعات الإرهابية وهذا ما خطّه قلم البداية في محاضره  ,إلا أنّ  « إبراهيم » رفض الخوض في الموضوع.

 والسؤال المركزي الذي يطرح نفسه بقوّة ويجعل من كل هذا التلفيق يتهافت بسرعة هو : لماذا أُسقط اسم « إبراهيم » ولم ُيسقط اسم غيث الغزواني الذي لا يعرف زياد مطلقا ولا يعرفه هو بدوره والذي رفض كذلك الخوض في الموضوع؟؟!!!؟؟ ولماذا أسقط اسم نزار الجلاصي أيضا؟؟؟أؤكّد أنّ في الأمر سرّا وتلفيقا بواحا وتلاعبا بمصائر الناس وتضليلا للقضاء والعدالة واستغلالا  سياسيّا آخرا لملف الإرهاب  والذي لم يعد  غائبا على أحد .

وكيف يصحّ ما قاله قلم البداية على لسان رفيق علي « ( أنّه عرض فعلا على هاني المشيشي الانخراط في المخطط فلم يُبد استعدادا لذلك كما ربط هاني الصلة بغيث الغزواني إلا أن الأخير رفض الخوض في الموضوع « )والسؤال الذي يطرح نفسه بقوّة هو : كيف يُمكن » لهاني » الذي لم يُبد تحمّسا للمخطّط أن يعرض المخطّط الإرهابي نفسه على غيث الغزواني ؟؟؟؟  إلا أن يكون الأمر غير ذلك وهو أنّه عُرض على المجموعة كلها نقل أحد أصدقاءهم بمعيّة زوجته إلى خارج الوطن باعتبارهما أصبحا مطلوبين للقضاء والعدالة بسبب الامتناع عن الإمضاء. والدليل القطعي في أنّ المسألة لا تعدو أن تكون غير ذلك هو إقامة زياد وزوجته في مدينة قليبية لمدّة أربعة أشهر في محاولة للهروب عبر ايطاليا وبعد يأسه اختار مكرها الهروب عبر الحدود البريّة من الجانب الجزائري .

الاستنتاجات وحقيقة ما حصل

1-سُلّط ضغط كبير على الشاب زياد العبيدي  دام أكثر من 14 شهرا وذلك بعد خروجه من السجن بسبب المراقبة الإدارية والإمضاء اليومي المصحوب بالاهانة والمضايقة والهرسلة وطلب التعاون – القوادة –  إضافة للضغط العائلي والنفسي والاجتماعي حيث أطردته أمّه من المنزل بسبب عدم رضاءها عل الزجة الجديدة وكون أحد أشقّاءه قد علقت به قضيّة قتل اشتهرت في الصحف التونسيّة بقضيّة « السيدا » وحكم فيها بالمؤبد

2-دخول زوجته في وضعيّة « مطلوب للعدالة » وذلك بعد اعتقال شقيقها وذكر اسمها في الأبحاث وقدوم الأعوان لمنزلهم لاعتقالها.وقد شجّعهم أكثر على الرحيل والفرار الإغراء الذي عرضه أحد أقاربهم من سهولة الحصول على اللجوء السياسي في سويسرا.

3-الشاب زياد العبيدي درس من سنة 2001 إلى 2004 في الأكاديميّة العسكريّة بسوسة وبنزرت ولو كان يحمل فكرا إرهابيا لواصل الدراسة في الأكاديميّة ولاستغلّ موقعه في هذا الصدد للقيام بأعمال تخريبيّة ولكنّه استقال بسبب كونه لا يتحمّل ركوب البحر وقد التحق بكليّة العلوم بتونس شعبة فيزياء وهو يحمل منذ سنة 2004 صفة متبرع مضمّنة في بطاقة تعريفه الوطنيّة وهذا يؤكّد حبّه لوطنه وللمجتمع وللناس من حوله وهو لا يحمل كرها لدولته .إضافة لكونه أتمّ دراسته الجامعيّة بمجرّد خروجه من السجن سنة 2007 وهذا يُؤشّر إلى الطبيعة المدنيّة المسالمة والتائقة إلى العلم والانفتاح لا إلى التعصّب والانغلاق والكراهية.

4-الشاب زياد العبيدي استقرّ في مدينة قليبية لمدّة أربعة أشهر بحثا عن طريق للهجرة عبر الحدود البحريّة وقد افتعل بطاقة تعريفه الوطنيّة بسبب أن مالك البيت طالبه بنسخة منها وخوفا من اكتشافه وباعتبار أنّه مطلوب قضائيّا لتخلّفه عن المراقبة الإدارية قام بافتعال الوثيقة وذلك بنسخها وتغيير اللقب ومكان الإقامة الأصلي فوق النسخة فقط .

5-كل الذين اتصل بهم زياد كانوا من أجل إعانته على السفر بمعيّة زوجته واللجوء إلى إحدى الدول الأوربية وقد كانت اتصالاته الهاتفيّة برفيق علي معلومة وهذا يُؤكّد العلاقة الطبيعيّة والسلميّة لكليهما .

6-تسلّح زياد بشاقور وسكّين وتسلّحت زوجته بسكّين أيضا واتخذ 3 عبوات حارقة – ليست متفجّرة-  بعد أن يئس من الطريق البحري فقرر المخاطرة عبر سلوك الطريق البرّية  الذي يستدعي اجتياز جبال غابيّة كثيفة ووعرة وخطرة فيها عديد الحيوانات الضارية . وما تزوّده بالقليل من الأغذية إلا إشارة لعدم نيّته المكوث في الجبال بل إصراره على التوجّه إلى المدن الساحليّة التي تبعد ألاف الكيلومترات عن مواقع القاعدة المتمركزة في صحراء « مالي الكبرى

7-وجود حقيبة ظهر على ملك زياد ممزّقة والحقيبة اليدويّة لزوجته هدى ممزّقة أيضا يشير إلى عديد الأمور التي تزيد اللبس الحاصل في هذه القضيّة

8-عدم امتلاك ولاعة لإشعال العبوة الحارقة لحظة زعم العونين إطلاق النار مكرهين على المصابين يؤكّد تورّط الحرس وافتراءاته ضدّ  الضحايا وأنّ لا وجود لهجوم ولا مشادّة وقعت بينهم أو خوف نتج عن الاحتكاك معهما, فالولاعة أو الكبريت ضروري لإثبات الخطر والتهديد . ولكن لا وجود لهما في ملف القضيّة وهذا ينفي الخوف الذي دفع بالعونين إلى إطلاق النار صوب وسطي جسمي الضحيّتين.

9- إنّ محاضر الاتهام لم تورد عمليّة بحث عن السكاكين المزعومة التي قذفها المشتبه به وذلك لأن العمليّة وقعت في الليل وهذا يعني أنّ الحرس وجد السكاكين محفوظة في الحقيبة ولم يجد صعوبة في الحصول عليها   إذ لم يقع استعمالها أو رشقها .

10-  أورد أعوان الحرس أنهم كانوا مترجلين في جهة الزرقاء بعمادة ببّوش من معتمدية عين دراهم . والحقيقة أنهم كانوا يمتطون سيّارة رسميّة باعتبار أنّ المنطقة التي وقعت فيها الحادثة تبعد عديد الكيلومترات عن مركز الحرس بطبرقة وهي التي ذهب العون عادل شكري الإعلام بالحادث فيها مترجّلا ووصل بعد نصف ساعة فقط من بداية المطاردة !!! فهل يُعقل أن يكون ذلك صحيحا؟؟ وهل يمكن تصديق مثل هذه الأراجيف الغريبة؟؟؟إنّ الغموض المكتنف لحادثة الإعلام وهل تمت مباشرة أم بالهاتف؟؟ يثير الريبة واللبس في المسألة.  وان التعمية على وسيلة النقل المستعملة التي كانت بحوزة الأعوان يزيد اللبس غموضا ويُثير ألف تساءل !!!

11-إنّ تمزيق الجمّازة الرسميّة الذي زعم العون عادل أنها حصلت بسبب الاعتداء هو عين الافتراء باعتبار أن التمزيق المسجّل في الأبحاث هو عبارة على « تفتيق » ويعني إزالة الخيط فقط . وإلا كيف تُمزّق بدلة رسميّة من جرّاء اعتداء بسكّين دون تمزّق الثياب الداخليّة التي تحتها  ؟؟؟.

12-   إنّ إطلاق النار الذي تمّ في مستوى الحوض ومن مسافة قريبة يؤكّد الطبيعة الإجرامية لعوني الحرس باعتبار أن شلّ حراك امرأة لا يتعدّى وزنها 50 كيلوغراما لا يستدعي استهدافها أكثر من مرّة بالطلق الناري في مستوى حزامها . وعليه فان من الضرورة إنصاف الضحايا وفتح تحقيق جدّي في ملابسات القضيّة والاعتداء 13-   وأعرّج في الختام بأنّ أغرب ما اكتنف هذه القضيّة من تجاوزات وانتهاكات وخروق هو قيام البوليس السياسي ببحث المصابين وهم على فراش الموت في المستشفى وذلك بعد يوم ونصف من الحادثة أي بعد 44 ساعة فقط من إصابتهما وبعد بضع ساعات من خروجهما من الغيبوبة ولم يرعوا  في ذلك خطورة حالتهم التي قد تقود إلى موت محقق  ولم  يحترموا  فيهم  مقوّمات كرامتهم البشريّة كما استهانوا بالطاقم الطبّي المعالج والقوانين المعمول بها في مثل هذه الحالات . فهل بعد كل هذا الخور يستقيم منطقنا عندهم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ حذار  فالتاريخ لا يرحم .وكما تدين تُدان .   

الإمضاء زهير مخلوف عن برلمان تونس الافتراضي 


جلمة: انتحارات في صفوف الشباب والبطالة على لائحة الأسباب


حرر من قبل التحرير في الأحد, 21. نوفمبر 2010

قالت مصادر مطّلعة بأن عدد حالات الانتحار في معتمدية جلمـــة من ولاية سيدي بوزيد ازداد بشكل لافت وبلغ في الفترة الممتدة من بداية الصائفــة الماضية إلى حدود 19 نوفمبر الجاري تاريخ آخر انتحار السبع حالات .
وأضافت نفس المصادر أن أعمار المنتحرين تتراوح بين 17 و30 سنة من بينهم معلمة وتلميذة تدرس بأحد الأقسام النهائية (باكالوريا) وأن أغلبهم شبان عاطلون عن العمل ينتمون إلى عائلات فقيرة. 
كما علمنا أن الشكل الغالب على عملية الانتحار هو الشنق في المنزل أو في بعض المباني القديمة والمهجورة.

(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 21 نوفمبر 2010)


 

                                           المدوّنون التونسيون يطلقون حملة ضدّ الحجب بفتح المدوّنات

 


 

المدوّنون التونسيون يطلقون حملة ضدّ الحجب بفتح المدوّنات

حرر من قبل معز الباي في الأحد, 21. نوفمبر 2010

أطلق عدد من المدوّنين التونسيّين مبادرة جديدة ضدّ الحجب أسموها « حلّ بلوغ » أو « أطلق مدوّنة »، تتمثّل في فتح مدوّنة جديدة وإدراجها في جملة مدوّنات الحملة احتجاجا على حجب الانترنت وخاصة المدوّنات في تونس، وكتعبير رمزيّ أن الحجب لن يوقف المدوّنين.

وقد انطلقت هذه الحملة يوم 17 نوفمبر الجاري وبلغ عدد المدوّنات المشاركة فيها إلى حدود اليوم أكثر من 50 ، في حين بلغ عدد مشتركي مجموعة الحملة على الموقع الاجتماعي فايسبوك أكثر من 1600.

وكان الفضاء التدويني التونسي قد شهد أحلك فتراته هذه السنة خلال شهر أفريل حيث بلغ عدد المدوّنات المحجوبة خلاله أكثر من مائة، كما حجبت العشرات من المواقع والصفحات.

 وكان مستعملو الانترنت في تونس قد أطلقوا العديد من الحملات ضدّ الحجب وضدّ الرقيب الذي أسموه عمّار 404 نسبة لصفحة التنبيه بعدم الوجود التي تظهرها المواقع المحجوبة، كان آخر هذه الحملات « سيّب صالح » والتي حاول خلالها الشباب النزول إلى الشارع من أجل شنّ تحرّكات احتجاجية برقيّة على شكل ما يسمّى « بالفلاش موب » إلا أنّ نشطاء الحملة تعرّضوا لحصار بوليسيّ وأوقف بعضهم من قبل الأمن ممّا أفشل هذه التحرّكات.

(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 21 نوفمبر 2010

رسائل د. منصف المرزوقي إلى الشعب التونسي


 
السلسلة الثانية / الحلقة الثانية: رد الاعتبار للتونسيين
 ضرورة العمل من أجل استنهاض عزائم التونسيين حتى يستعيدوا كرامتهم ويؤمنوا بقدرتهم على تغيير الأمور، لأن الشعب المهزوم معنويا غير قادر على كسب المعركة.. الشعب التونسي يعج بالأبطال الذين يوضحون الطريق ويحيون الأمل.
http://www.youtube.com/watch?v=VF7ad7P1gt8 تذكير السلسلة الثانية : سلسلة تهدف الى المساهمة في استرجاع الروح المعنوية للشعب التونسي وفي قلب معادلة الخوف. وذلك عبر إبراز نماذج للمقاومة والصمود والتحدي أمام تحالف العصابات والاجهزة القمعية المتسلط على البلاد. الحلقة الأولى  :اليوم المظلم في تاريخ تونس
توضيح لحقيقة 7 نوفمبر / 38 أكتوبر: البطولة الزائفة والانهيار الذي شهدته الدولة والشعب والمجتمع http://www.youtube.com/watch?v=mHikfLn2SEQ   السلسلة الأولى : محاولة للتواصل مع الشعب وقواه الحية عبر الوسائل التقنية الحديثة. دعوة للحوار مع شباب البلاد ونخبه الجديدة الذين حُرموا طيلة عقدين كاملين من الاحتكاك بالرعيل الأول للمناضلين وبأصحاب الأفكار والمشاريع.  
أصدقاء الدكتور منصف المرزوقي الحلقة الأولى  :تقديم السلسلة وأهدافها  http://www.youtube.com/watch?v=sFdjSmslND الحلقة الثانية : أزمة النظام في تونس  http://www.youtube.com/watch?v=sFdjSmslND8 الحلقة الثالثة : أزمة الدولة التونسية  http://www.youtube.com/watch?v=2foG-rkaxio الحلقة الرابعة : أزمة الشعب http://www.youtube.com/watch?v=ngY2j9YGLj8 الحلقة الخامس : أزمة الشباب التونسي http://www.youtube.com/watch?v=fZV2aagvtng الحلقة السادسة : أزمة المعارضة الوطنية http://www.youtube.com/watch?v=w8CBkjWMJQ4 الحلقة السابعة : إستشراف مستقبل النظام في ظل مخططات التوريث والتمديد http://www.youtube.com/watch?v=nTz-wBa74AM الحلقة الثامنة : الحرب النفسية ضد المجتمع ـ متى يتغير توازن الخوف بين العصابة الحاكمة والشعب؟ http://www.youtube.com/watch?v=fDnpfXkO8gc الحلقة التاسعة : الحلم الكبير للتونسيين ـ كيف نجعل من تونس وطنا حقيقيا لنا؟ http://www.youtube.com/watch?v=fnAHSmLy7o4 الحلقة العاشرة  :كيف يمكن أن نحقق حلمنا في بناء الديمقراطية والنظام الجمهوري http://www.youtube.com/watch?v=bwtD1miA7ko http://moncefmarzouki.net  


حركة التجديد جامعة محمد النافع بجندوبة
بيـــــــان جندوبة في 22 نوفمبر 2010

علمت جامعة محمد النافع لحركة التجديد بجندوبة بالاعتداء الذي استهدف الصحفي توفيق العياشي وما لحقه من أضرار مادية ومعنوية كما علمت بان عملية الاعتداء تمت بتخطيط مسبق من قبل ثلاثة أشخاص.

إن جامعة محمد النافع  تتابع بانشغال كبير الاستهداف الذي يطال الصحافيين في تونس تعلن تضامنها المطلق مع الصحفي توفيق العياشي وتدين بشدة هذا الاعتداء الذي يستهدف صحفي حر مستقل وتعتبر أن هذا الاعتداء يأتي في سياق حملة تشنها السلطة ضد الصحافيين لتكميم أفواههم على غرار الفاهم بوكدوس والمولدي الزوابي .
وعليه فان هيئة جامعة محمد النافع لحركة التجديد بجندوبة تطالب بفتح تحقيق جدي وتتبع الجناة عدليا وإطلاق سراح الصحفي الفاهم بوكدوس وطي ملف الصحفي المولدي الزوابي.
عن هيئة الجامعة معاوي بغور  


قابس: أعوان أمن متورّطون في تهريب سيّارات رباعية الدفع مسروقة


حرر من قبل معزّ الجماعي في الأحد, 21. نوفمبر 2010

أفادت مصادر مطلعة في قابس لراديو كلمة يوم الأحد 21 نوفمبر أن مراكز شرطة المرور في قابس سجلت خلال أقل من أسبوع 12 حالة سرقة لسيّارات رباعية الدفع تعود ملكيتها لعدد من رجال الأعمال.

وأكدت ذات المصادر أن 4 أعوان أمن متورطون حسب التحقيقات الأولية في تسهيل خروج السيارات المذكورة من الجهة إلى مدينة قبلي ومن ثم إلى الحدود التونسية الجزائرية.

 جدير بالذكر أن عددا من الصحف الجزائرية ذكرت قبل أسابيع أن السيارات التي وقع حجزها من قبل قوات الجيش أثناء عمليات مداهمة مخيمات ما يسمى ب » تنظيم القاعدة في المغرب العربي » كانت تحمل أرقاما منجمية تونسية وصلت للبلاد عبر ليبيا ثم التشاد.

(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 21 نوفمبر 2010)


أسرار معجزة قضائية


حرر من قبل التحرير في الأحد, 21. نوفمبر 2010

القضية عدد 5271/37 التي نظر فيها قاضي الضمان الاجتماعي بالمحكمة الابتدائية بتونس 1 يوم الاثنين 15 نوفمبر 2010 أثارت اهتمام أوساط المحاماة ليس لأنها تعلقت بدعوى محام ضد صندوق الحيطة والتقاعد للمحامين وأصدرت حكما لفائدته، وإنما وبصفة خاصة للسرعة الاستثنائية التي لخص الحكم فيها ورقن إذ تم ذلك يوم صدوره وسلم للمستفيد منه في يوم العمل الموالي.

ولم يستغرب بعض المحامين من إصرار الشاكي على استصدار حكم ضد الصندوق رغم قبول مجلس إدارته لمبدأ منحه مساعدة ظرفية لمجابهة مصاريف علاج ابنته التي تبين لسوء الحظ أن مرضها لا يدخل في جملة الأمراض التي تستوجب قانونا منح تكفل تام قياسا على قائمة الأمراض المعمول بها في صندوق التامين على المرض مع وعده بالتكفل بكل المصاريف مقابل الاستظهار بفواتير تقديرية، وإنما كيف تيسر له الحصول على الحكم فور إصداره في حين جرت العادة أن مثل هذه الإجراءات تستغرق بنفس المحكمة أسابيع طويلة إن لم يكن شهورا تتضرر فيه مصالح المتقاضين أو تدفن الأحكام تماما مثلما تم في القضايا التي رفعها قضاة الهيئة الشرعية لجمعية القضاة.

لا سحر وراء ذلك وإنما السحر في تكييف دواليب قضائنا باستمرار : لقد دخلت الأجهزة على الخط وتدخل القاضي الموقر رئيس المحكمة السيد بلقاسم البراح بنفسه ليطلب من كتابة المحكمة أن يتم الرقن فورا. 

هذه عينة من قضاء التعليمات وتوظيف القضاء والإدارة لمثل هذه النزاعات لإرباك المؤسسات المستقلة والمساهمة في خلق حالة الشك في قطاع المحاماة وفي المجتمع المدني وفي المجتمع ككل وخلق حالة اليأس التي يستفيد منها النظام القائم. ولا يهم بعد ذلك أن تفقد الثقة في مؤسسات الدولة وفي جهاز القضاء. المهم أن يستفيد من لا يريد لهذه البلاد أن تنهض.

(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 21 نوفمبر 2010)


المحاكم الصورية والاستشارات القانونية كآلية لردع تغطرس دولة الجَلاَّدين


بقلم الاستاذ محمد أمجد مصطفى شايبي رجل قانون وقاضى سابق سويسرا  
تأطير  
تُعتبر ظاهرة تعذيب المتهم و المَظْنُّون فيه من الظواهر سائدة الشيوع و على وجه التخصيص إذا كان النظام السياسي مفتقدا لمقومات البناء الديمقراطي القائم على التفريق بين مهام السلطة الثلاث ، فالسلطة تكافح السلطة على حد تقرير Voltaire و في غياب هذا التعارض الشكلي يغدو أُسّ الدولة قائما على « سلطة أُحادية » ظاهرها التعدد و التمايز و واقعها الإندماج و التوحُّد حيث يمتزج التشريعي بالتنفيذي بالقضائى.
و فى ظلّ هذا الواقع المُسْتعصى التصنيف من وجهة نظر القانون الدستورى و تاريخ الأنظمة السياسية، اذْ أنّ مقومات الدولة بمفهومها الكلاسيكى غائب بالكلية و بالتجزئة ففي مثل هذه الأوضاع الشَّاذة يمكن استعارة مفهوم « ما قبل الدولة » المستخدم من قبل الفقيه الدستوري الفرنسي Maurice Hauriau  .  
و أخذا بالاعتبار لهذه الخصوصية المؤسستية يتنزل البحث حول الإمكانيات و الوسائل المتاحة للمجتمع المدني و ضحايا التعذيب في إمكانيات ملاحقة جلاديهم فتحَ ملف تجاوزتهم و تفعيلها حتىّ محاكمتهم و تجريمهم من طرف هيئات قضائية مستقلة و نزيهة. و من أجل وضع حدّ لهذه الظاهرة التي تنال من حرية الفرد و كرامته وجب القيام ابتداءً بعملية رصدٍ للواقع المُنتِج لهذه الحالة الخطيرة و التي زادت اسشراءً في البلاد العربية أخيرا و على وجه التخصيص في البلاد التونسية و في مصر حيث عبث الجَلاَّد بضحيته حتى مفارقة الحياة [المبحث الأول: في توصيف الحالة]يلْحقه مقترحات عملية تكون بمثابة نذيرَ ردعٍ للجلادِ قبل قيامه بجُرمه مع إمكانيات محاكمته و لو كان تحت ظلِّ حاميه [المبحث الثاني: فى إمكانيات التجاوز].
أولا: في توصيف الحالة
تمُارس عملية التعذيب و التنكيل على المتهم أو المَظْنُّون فيه في واقعٍ يُشجّع الجَلاَّد على المُضي في فِعله استقبالا إذْ غالبا ما يُوّشح المقترف لهذا الجرم بأن يرتقي في السلم الإداري للوظيفة العمومية، والأمثلة كثيرة في السياق و على وجه الخصوص في البلدين المذكورين سلفا، و بفعل هذا الجزاء من السائس القابض على كل صغيرة و كبيرة يغدو حقل التعذيب حافزا للارتقاء في دولة الجَلاَّدين، و لعلّ من فائض التحليل التأكيد على غياب الفصل بين السلطات الثلاث و انْقلبِها تركيزا في سلطة أُحادية تمسك بالتشريعي و القضائي و التنفيذي. و من وجهة نظر حقوقية وجب البحث عن توصيف لحالة القاضي اذا جاز إلحاق فعله بالفعل الاشتقاقي قَضَى، يَقْضي، فهو في هذا الالتباس مُنفِذا، مذعِنا، فلفظ القاضي يُسْلب سِياقًا معناه السميائي و الدلالى فاستخدامه قد يكون في سياق « اللانمطى/ atypique  » بل من الأليق نحت مصطلح جديد « القاضي المُنَفِّذ » عوضا عن « القاضي الفاصل »و قد عمل السائس الماسك بتلابيب السلطات مُجْتمعة على إرساء ترسانة قانونية من حيث قوانين الأصل و القوانين الإجرائية لحماية مرتكبي التعذيب و التنكيل بالمتهم، و انطلاقا من هذا يمكن البحث عن الدور الذي يلعبه « القاضي المُنَفِّذ » [أ]في ترسيخ سلطة الجَلاَّد و عن انسداد سبل الطعن لمرحلة تلي درجة النقض و التمييز و التعقيب [ب].
أ. »القاضي المُنَفِّذ » كعامل مساعد لاقتراف جريمة التعذيب
تسعى أنظمة الحكم القائمة على أسّ « أُحادية السلطة » بأن تجعل من جهاز القضاء قسما من أقسام « القانون الإداري المُبطَن » و القائم على الهرمية باحترام الأدنى للأرقى ضمن سلم المواقع و من ثمّة يغدو القاضي مجرّد موظفا ينتظر فعلَ أمرٍ ليكونَ مِنه الانجازُ و فائق الخضوع و الانقياد، فهو الراد الأول بالرفض و عدم القبول لكل مطعن تُتَّهم  فيه أجهزة وزارة الداخلية من فرق أمن الدولة و أفراد الضابطة العدلية بممارستها التعذيب و انتهاكها لأدنى احترام لكرامة الفرد و لحرمته الجسدية، بل قد يتحوّل قضاء التحقيق الذي يُعْتبر بحقٍ المُجسد لسلطة القاضي أمام أي اختراق للقانون و لقواعد العدل و العدالة إلى أقذر من الجَلاَّد بتغاضيه عن الدعوى المرفوعة إليه في خصوص التعذيب و تباعاً يصبح مساهما بالمشاركة التبعية للفاعل الأصلي، و بنفس الانحطاط ينخرط « القاضي المُنَفِّذ » الجالس فى المؤامرة بنطقه بحكم لا يتلاءم من قريب ولا من بعيد مع الواقع و « الوقائع المنسوبة » على علتها و عدم مطابقتها للحقيقة لكونها مأخوذة تحت وطأة السياط و العصي و القوارير المهشمة و ما شاكل ذلك من وسائل الإذلال و الإكراه، والحاصل واقعاً بأنّ جهاز القضاء في مثل هذه الحالة الممسوخة لا يمكن بحال أن يمثل ملجأ و قبلة المظلوم المُعذَّب، فمشاركة القاضي السالبة تفقده الصفات الواجب توفرها في القضاء  محصورة في الاستقلالية و النزاهة، بقي البحث في المدونات الإجرائية  وعن الإمكانيات المتاحة في مرحلة ما بعد النقض و التمييز و التعقيب.
ب. انسداد سبل الطعن التالية لمحاكم النقض
تَفْتقد المجلات الإجراءات الجنائية العربية في باب طُرق الطعن العادية لموادٍ تفتح المجال للمتقاضي تتبع قرار النقض (التعقيب، التمييز) في عدم الرضا به و مخالفته لقواعد العدل والعدالة و من ثمة يكتسب المنطوق قوة الشيء المقضي به و يُصبح نافذا.
إذْ يُمكن لهذه الأنظمة أن تنخرط في كل معاهدة إقليمية أو دولية شريطة أن لا تكون مُتضمنة لمواد تؤهل هيئات قضائية مستقلة و نزيهة لمراجعة قضاءها الوطني و في حالة وجود هذه المواد فإن إجراءات التحفظ المعمول بها في نطاق قانون المعاهدات الدولية تجد طريقها لتطبيق و تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية المثال الأنصع لهذه الإحترازات تتبعها الأنظمة العربية، والكيان الصهيوني، لذلك لا نجد في الواقع محكمة عربية للحقوق الإنسان مثل المحكمة الأوربية المنعقدة في استراسبورغ لِكوْن السائس العربي على دراية بغسيله في تعقب قضاء محاكم النقض بالدراسة و التمحيص، فلو كانت مثيل هذه المؤسسة موجودة في الواقع القضائي لما شُرِّد مئات المواطنين عن وطن الأصل طلبا للحماية من صلف الحاكم و جوره، و لعلّ ملفات مناضلي حركة النهضة التونسية أنصع مثالا في السياق، فعلى سبيل المثال  لو كانت نظير المحكمة الأروبية منتصبة للتحقيق في نصوص الأحكام الصادرة عن « القاضي المُنَفِّذ » فى تونس « العهد الجديد » على علتها باعتبار أن محاضر البداية مطعون فيها ابتداءا شكلا و مضمونا فإن التبرئة ستطال قطعا الأغلبية من الضحايا مع إلزامية التعويض و متابعة المتلاعبين بقيم العدل و العدالة. فإذا كان مرفق القضاء فاسدا و النظام القانوني أفسد منه أصبح البحث عن حلول أخرى لملاحقة من أجرم في إنكار العدالة بصفة ايجابية Denis de la justice positif  باعتبار أن القاضي أصدر حكما لم تراع فيه الوقائع و الحقائق بل كان منفذا للقرارات تنفيذية فوقية.
ثانيا: في إمكانيات التجاوز
استطاع المناضلون من أجل احترام حقوق الإنسان ابتداع طرق مُعتبرة و ناجعة في تصدِّى لظاهرة التعذيب و ذلك بتشجيع ضحايا التعذيب بالتحدث عن مأساتهم مع التعرف على هوية مقترف جريمة التعذيب إلى جانب تحرير العرائض و الشكاوى إلى هيئات الأمم المتحدة يضاف إلى هذا إمكانية ملاحقة « المجرم الجَلاَّد » بمجرد حلوله بأرض يسمح قانونها برفع الدعوى كالذي حصل في جنيف لسيد عبدالله القلال باعتباره زيرا أسبق للداخلية في البلاد التونسية و ذلك بإشرافه المباشر على التعذيب و استصداره القرارات بتطبيق ذلك ضدّ مناضلي حركة النهضة. و مساهمة للارتقاء بطرق العمل بغية التصدي لنهج التعذيب و إذلال المواطن فإن القيام باستشارات قانونية لكبار قضاة دوليين عملوا في النطاق الجنائي له أثر ايجابي في المضمار [أ] على أن تكون متبوعة بانتصاب محاكم صورية مشفوعة بأحكام تجرِّم الجاني [ب]
أ.الاستشارات القانونية لكبار القضاة
إن القيام بالاستشارات القانونية لدى كبار القضاة بقصد التحضير لإدانة خصم معين من الوسائل و استراتجيات كبار المحامين المعمول بها، وهي شائعة الانتشار فى قطاع القانون العام فى كل من ألمانيا و فرنسا و سويسرا و ذلك قبل إثارة الدعوى العمومية و ملاحقة الطرف المزمع إحالته قضائيا. و ما قامت به « حكومة جنيف » عند قرارها طرد السيد هانى رمضان من الوظيفة العمومية على إثر نشره مقالة تؤيد تطبيق الحدود باللموند الفرنسية، إلا مثالا ناصعا في هذا السياق، فأول ما قامت به الإدارة تحرير استشارة من كبار القضاة السيد Bernard Bertossa و الذي حلل فيه الوقائع طبقا للقانون اللإدارى السويسري مُدينا مُواطنه. و لقد عادت المحكمة الفيدرالية لنفس التأسيس بنفس التحليل تقريبا إبان الخصومة. و بالمثل يمكن القيام باستشارات قانونية في ميدان التعذيب مع ذكر كل الأطراف، على أن تكون محررة من قبل قضاة كبار عملوا على سبيل المثال في المحكمة الاروبية أوفي المحاكم الدولية، فاثر هذه الاستشارات هام و مؤثر، اذْ يُمكن استثماره اجرائيا و إعلاميا.
ب.المحاكم الصورية المُصدِرة لأحكام إدانة لمجرمي التعذيب
المقصود بالمحاكم الصورية هو انعقاد مجلس قضائى يتسع لتمثلية الأطراف: الضحية و الجَلاَّد على أن يكون مشفوعا بإصدار حكم، وهذا المجلس القضائى الصورى هو بمثابة المجالس التحكيمية غير أن نقطة الخلاف مع مؤسسة التحكيم قائمة على مبدأ رضائية الأطراف مما يستحال فى مثال الحال من زاوية مصلحة المتهم و هو الجَلاَّد، على أن يوجّه له فى كلّ الحالات قرار الإحالة مع استدعاءه لحضور جلسات الاستماع و التصريح و تمكينه من محام يدافع عنه، و في حالة غيابه و هي الحالة المرجحة يصدر حكم الإدانة. لقد شهد التاريخ المعاصر مثيل هذا الإجراء القضائى و كان منتجا لآثاره، فلقد أُقيمت قبل محاكمة مجرمي الحرب من النازيين من قبل محكمة نورنبرغ محكمة صورية شكلتها الأقلية اليهودية حاكمت فيها مجرمي الحرب، و لقد تأتى للضحية في هذه الحالة تحويل الصورى إلى حقيقة فعلية.
خاتمة
لقد تأخر عطاء العقل الحقوقي المناضل و المواجِه للعقل الحقوقي الرسمي فلقد آن الأوان البحثَ عن طرقِ إرباك هذا النسق المدمِّر لملكات الإنسان العربي و تحويله بحكم أنانية السائس و الطبقات الفاسدة إلى كائن خارج الزماكنية يخاف ظلَّه فلا يقوى حتى على الوصف، لسانه مقطوع و ذهنه مُشرّد. و بذلك يساهم العقل الحقوقي المناضل في أن يضع الإنسان العربي سليب الحرية و الكرامة قدمه على بِساط زمن التقدم  و العطاء و السُؤدد ليتبع الخطوة خطوات حتى قيام دولة القانون والمؤسسات الفعلية فيحاكم فيها الجَلاَّدون و مصاصي دماء الشعوب، إنا نراه قريبا و يرونه أقرب.


    

يا عَوَجُ إنك تزاد عوجا، ألا تفهم….؟


 
كان أجدادنا ،عندما يرون عملا، أو يسمعون قولا، غير معقول، فإنهم يقولون عنه: » هذا مْعوّج= أعوج »فإن بالغ وغالى في الإعوجاج ضجوا بالقول، متأففين، نافخين : » هذا شيْ إزَوّكْ  منُّو البقر » (وكلمة يزوك تعني يصرخ ويصيح)، أي أن هذا العوج يصرخ منه البقر. فهل هي قليلة هذه الأشياء التي يزوك منها البقر في حياتنا اليومية في مختلف المجالات؟ فكّروا ، بهدوء، واحكموا، ممّن كان هذا العوجُ الأعوج المعوجّ؟
فهذا رئيس الدولة الزين بن علي، يقف خطيبا يوم 07 نوفمبر2010 ، ويعلن للعالم أجمع وللشعب التونسي، بالذات، أن فخامته أذن بأن « : تُحَلّ قضية الرابطة في ظرف ستة أشهر ودون اللجوء إلى التقاضي « ، وهذا الإذن الرئاسي، بالنسبة إلينا على الأقل مَخطوبٌ بالعربية الواضحة ، السهلة، المفهومة، إذن لماذالم تسمعه شرطة وزارة الداخلية، أم هي سمعته ولم تفهمه، أم هي ظنته موَجّها للخارج ، وليس للداخل، أو ربما هي سمعته وفهمته ووعته فعرفت أن هذا الخطاب هو خطاب وكفى، هوخطاب فقط ، هو حطاب خطاب، وهي قد  تعلمت أن مثل هذه الخطابات هي كلام، كلام لا يُرَادُ به[ ولا منه] فعْلٌ ولا تطبيق، فواصلت عملها القديم[ الذي أملته عليها تعليمات عليا]، وجعلها تكفر بهذه التعليمات التي تحرمها من الراحة والحياة الأسرية السليمة، فتجهر بكفرها مما جعلنا نرقّ لحالها ، خاصة وأنها ترى النقمة عليها في وجوه الناس ونظراتهم، وفي تأفّفاتهم المتنهّدة وتنهّداتهم المتأففة . أليسوا بشرا، مثل هؤلاء الذين تطلب التعليمات منهم أن يضطهدوهم ويضيّقوا الخناق عليهم، ويحاصروهم بمراقبتهم اللصيقة، ويمنعوهم من الإقتراب من مقرّاتهم؟ أما من عطف يعطف عليهم ويحميهم من أعمال غير قانونية، يأمربها أعرافهم وعرفاؤهم ؟ ثم لماذا يطالَبون بأشياء ، لا تصُبُ في مفهوم ، ومنطوق ، ما قاله الرئيس؟ وهل  » العَزْري أقوى من سيده؟ أ.. يْ.. يَ يْ.. ي ي.. هل هناك عوج أقوى من هذا العوج، المُصرّ على القول بأن « الرَّطْل أكبر وأقوى من الكيلو « وأن الظل يستقيم والعودُ أعوجُ ، يا أهل العوج والإستقامة والفكر والفهم والبهامة؟ لا إله إلا الله,,,
وأنتم يا فخامة الرئيس، يا من تحبون الوضوح والشفافية والفهم والمفهومية، وتعرفون كم نحن نحترمكم ونتمنى لكم التوفيق في عملكم.. يا فخامة الرئيس.. بجاه ربي، وبجاه اللي يعز عليكم فَهّموا القوم متى يكون انطلاقُ الستة أشهر التي ذكرتموها في خطابكم؟ في هذه السنة؟ أم في سنة 2014، وقد مر ، اليوم، على خطابكم، هذا أكثر من ثلاثة أسابيع، بأيامها ولياليها، دون أن نلمح لها بداية ولا إشارة ؟ نحن نفهم ونعرف، لكن يظهر أن وزارة الداخلية لم يبلغها إذنكم، ولعلها تترقب أن يأتيها كتابيا، فكاتبوها وفهّموها حسب علمها وعقلها، لعلّها تبعد عنا الشرطة وتتركنا نفتح مقراتنا، حيث فيها سنتحاور لحل قضية الرابطة دون الإلتجاء إلى التقاضي، وهذا يعني أنه، حتى، إذا كان منعنا من فتح مقراتنا، كان بقرار قضائي[ وهو في الحقيقة والواقع لم يكن إلاّ بتعليمات ظالمة متعسّفة]، نقول ، افتراضا، : حتى إذا كان هذا المنع بقرار قضائي  فإنه يصير لاغيا ومعدوما، بمجرد قولكم المتعلق بحل قضية الرابطة  » دون اللجوء إلى التقاضي » ألم يبلغ وزارة الداخلية قولكم هذا المكتوب والمقروء والمخطوب باللغة العربية، وهي دستوريا لغة الدولة التونسية ؟ أم علينا أن نغلق أفواهنا ونخنق عقولنا ونترك القول لتنهداتنا المقهورة: »الله يهدي من خلق » ؟وإن فعلنا ذلك، مغلوبين، مقهورين، فهل يفعلها التاريخُ وهوالغالب، القاهر، الذي لا يرحم، ولا يسكت ، ولا ينسى ، ولا يُخادَع، ولا يخذع لإرادة بوليس ولا سجون ولا رؤساء؟
لنثبتْ للعالم، يا سيادة الرئيس أننا، جميعا، أهل المنطق والحكمة والتسامح، ولا نسمي الأشياء إلاّ بأسمائها، فنقول للعوج أنت عوج، ، وللمستقيم أنت مستقيم، ولسنا من هؤلاء الذين يمشون على رؤوسهم ويتصرفون بأقدامهم ويفكرون بقبْضاتهم، وكل شيء عندهم « مْـعيزْ ، ولو طارتْ » .                                                                            عبد القادر الدردوري ــ قليبية في 22/11/2010

المركب الصناعي بزرمدين : اعتداء على الحق النقابي  وطرد للعمال  والنقابيين  بالجملة والتفصيل


تعرف مؤسسة المركب الصناعي  بزرمدين  التي تشغل قرابة 700 عامل  أوضاعا متوترة  على خلفية الاعتداءات المتكررة على الحق النقابي  والتي وصلت  الى حد إحالة أعضاء النقابة الأساسية  على مجلس التأديب  وإيقافهم عن العمل . كما وقع طرد 49 عامل آخرين  بعد مشاركتهم  في إضراب شرعي . ان  إدارة هذه المؤسسة  تستحق عن جدارة لقب  العدو اللدود للعمل النقابي  ولهذا  من الضروري  اسناد عمال المركب الصناعي بزرمدين  للوقوف في وجه هذه الهجمة الشرسة على العمل النقابي   والتصدي لكل الانتهاكات الحاصلة بحق العمال والنقابيين . خليفة  مبارك زرمدين — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  


سيدي بوزيد: نقابيون يدعون إلى التحرك ضد مشروع إصلاح أنظمة التقاعد


حرر من قبل المولدي الزوابي في الأحد, 21. نوفمبر 2010

دعا عدد من النقابيين بجهة سيدي بوزيد إلى تنظيم اعتصامات وخوض احتجاجات متنوعة وذلك للتعبير عن رفضهم لمشروع الحكومة الداعي إلى إصلاح أنظمة التقاعد والتسقيف في سن التقاعد إلى ما فوق60 سنة .

جاءت هذه الدعوة إثر الاجتماع العمالي الذي نظمه الاتحاد الجهوي للشغل بسيدي بوزيد صباح يوم الأحد 21 نوفمبر الجاري بساحة الاتحاد حضره أكثر من 150 نقابيّا من الجهة.

وتناول الاجتماع الذي أشرف عليه السيد رضا بوزريبة عضو المكتب التنفيذي الوطني للاتحاد موقف الاتحاد والنقابيين من مشروع الحكومة المتعلق بإصلاح أنظمة التقاعد ومشاكل العمال وواقع العمل النقابي بالجهة والتحديات التي تنتظر كافة المنخرطين والبلاد عموما. 
 
وقد عبر النقابيون الذين تناوبوا على الكلمة عن رفضهم القاطع للمشروع المعروض، مطالبين في الوقت ذاته بضرورة تنظيم تحركات احتجاجية للتحسيس بخطورة المشروع الذي تعتزم الحكومة تمريره والعمل بــه على اعتبار أنه يمثّل تهديدا حقيقيا لمستقبلهم ومستقبل البلاد على حد تعبير البعض منهم.

 هذا وأفاد شهود عيان أن المنافذ المؤدية للاتحاد حوصرت منذ الصباح بتعزيزات أمنية لقوّات بالزيين المدني والنظامي خشية أن يتحول الاجتماع إلى مسيرة على غرار ما وقع في بعض الجهات.

(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 21 نوفمبر 2010)


في ظل تطورات وتحركات صلب الشغالين
عودة المفاوضات حول إصلاح أنظمة التقاعد هذا الاسبوع


يتفاعل من يوم الى آخر ملف مراجعة أنظمة التقاعد حيث لاحظ عبد القادر الناصري كاتب عام الجامعة للتقاعد المنضوية تحت لواء اتحاد الشغل أن التراجع عن الحلول المطروحة مع إيجاد موارد جديدة لتمويل الصناديق هو الهدف الاسمى لجميع الأطراف المعنية، 
مبرزا أن موقف الاتحاد العام التونسي للشغل من هذا المشروع ثابت وستتبلور القرارات والمقترحات الجدية في المجلس الوطني في فيفري المقبل.
مكاسب المتقاعدين
ولاحظ محدثنا أنه لا مجال للمس بمكاسب المتقاعدين ولا أيضا تحميل النشيطين مسؤولية أزمة الصناديق بالترفيع في سن الاحالة على التقاعد وفي نسبة المساهمات مبرزا أن الصناديق تحتاج لاصلاح كامل ولطرق تمويل أخرى حيث لا يكفي ما يساهم به الأجير والمؤجر لعدة اعتبارات منها تطور عدد المتقاعدين سنويا وتقلص فرص الشغل.
وبيّن محدثنا أيضا أن الاغلبية في المنظمة الشغيلة لا ترغب في الترفيع في سن الاحالة على التقاعد ولا تعتبره الحل الأنسب لاخراج الصناديق الاجتماعية من عنق الزجاجة، كما أشار الى أن المكتب الجديد للجامعة العامة للمتقاعدين أصبح مطالبا بابداء رأيه في مشروع التقاعد وبتقديم الحلول وأول موقف للجامعة هو أن الترفيع في سن الاحالة على التقاعد وفي المساهمات ليست سوى مجرد مسكنات لا تفك العجز الذي تعيشه الصناديق ولابد من تمويل أوفر تساهم فيه الدولة وتوفير فرص الشغل.
حلول غير رسمية
من جهته أشار موقف قسم الوظيفة العمومية بالاتحاد الى ان الحلول المطروحة لم تصبح رسمية وبالتالي امكانية ايجاد حلول جذرية قائمة الذات خاصة أن الاتحاد يرفض أن يتجاوز سن التقاعد الستين عاما.
وأبرز محدثنا أن الجهات المعنية أضحت تعي جيدا الحلول الصحيحة وتدرك أن أبرز حل ليس في الترفيع في سن الإحالة على التقاعد  في البحث عن أسباب عجز الصناديق مبرزا أن المساهمات الملقاة على عاتق الأجير والمؤجر عرفت الزيادة عدة مرات ولكن ذلك لم ينفع في شيء.
تجمع ..واجتماعات
في الإطار ذاته رفعت اللافتات في بطحاء محمد علي منادية بتمسك المعلمين بحق التقاعد في سن الخامسة والخمسين كما نظم يوم السبت المنقضي تجمع بالبطحاء ذاتها يطالب بتحسين الوضع العام للمتقاعدين والمعلمين خاصة وبالتوازي مع ذلك يواصل قسم التغطية الاجتماعية اجتماعاته بالنقابيين في مختلف الجهات لتقديم وجهة نظر الاتحاد حول ما يتعلق باصلاح أنظمة التقاعد وأزمة الصناديق الاجتماعية فبعد اجتماع توزر الأحد المنقضي ينتظم اجتماع آخر يوم 29 نوفمبر بالنقابيين في صفاقس فضلا عن أنه من المنتظر أن تعود الجلسات بين ممثلي  الاتحاد ووزارة الشؤون الاجتماعية والتضامن والتونسيين بالخارج لمواصلة التفاوض حول مشروع اصلاح أنظمة التقاعد في بحر هذا الاسبوع علما وأن هذه المفاوضات تقتصر في مرحلة أولى على تسجيل مقترحات الاتحاد والتي تتشبب أولا بضرورة تحديد أسباب أزمة الصناديق الاجتماعية…رغم أن سلطة الاشراف عدلت بعض الشيء في مقترحاتها.
عبد الوهاب الحاج علي

(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 22 نوفمبر 2010)


اجتماع حاشد بالاتحاد الجهوي للشغل بالمهدية


تحت إشراف الاتحاد الجهوي للشغل بالمهدية و بتأطير من النقابة الجهوية لعملة التربية التأم يوم 21 نوفمبر 2010 اجتماع حاشد بدار الاتحاد الجهوي عبر خلاله الحاضرون  من عملة التربية عن عزمهم على انجاح محطة 24 نوفمبر 2010 و ذلك قناعة منهم بمشروعية مطالبهم المرفوعة كما وقع تدارس الجوانب التطبيقية و الترتيبية لتنفيذ الاضراب . و قد تبيّن من خلال الاجتماع الناجح مدى انضباط العملة لقرارات هياكلهم القطاعية و مدى اعتزازهم بالانتماء إلى الاتحاد العام التونسي للشغل ممثلهم الشرعي و الوحيد .
عاشت نضالات العمال بالفكر و الساعد عاش الاتحاد العام التونسي للشغل حرا مستقلا ديمقراطيا و مناضلا هشام القرقني المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  


استاذ تعليم ثانوي ينفذ اعتصاما اليوم ببهو وزارة التربية

نفذ اليوم الاثنين  22 نوفمبر 2010  استاذ التعليم الثانوي نوفل مسعودي ( يدرس في سبيبة – المندوبية الجهوية للتربية بالقصرين)  اعتصاما  ببهو وزارة التربية بتونس العاصمة  احتجاجا  على التسويف والمماطلة  في الاستجابة الى طلب  النقلة الانسانية  الذي تقدم به خاصة وانه يعاني من  ظروف اجتماعية وصحية قاهرة جدا . علما  انه يطلب  النقلة الى جلمة ( المندوبية الجهوية  للتربية بسيدي بوزيد ).
وقد وقع فك الاعتصام هذا المساء بعد تلقي  الاستاذ  نوفل مسعودي وعودا  من النقابة العامة للتعليم الثانوي للنظر في وضعيته غدا مع وزارة التربية نقابي – تونس — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  


يوما اضراب لمدربي مدارس تعليم السياقة بصفاقس 
المهنيون قضوا ليلة الجمعة داخل عرباتهم بمركز الامتحانات … والإعداد لتجمع جديد أمام الوزارة


تونس – الأسبوعي شلت حركة امتحانات رخص تعليم السياقة بصفاقس يومي الجمعة والسبت المنقضيين بسبب الاضراب المفتوح الذي نفذه مدربو وأصحاب مدارس تعليم السياقة على خلفية منع كل من لم يجدد إجازته حسب الفصل 53 من قانون 17 نوفمبر 2009 . 
 وقضى المضربون ليلة الجمعة داخل سياراتهم وعرباتهم بمركز اجراء الامتحانات بصفاقس احتجاجا على هذا الاجراء باعتباره محل نقاش بين ممثلي الغرف ومصالح النقل البري بوزارة الإشراف… وأفادنا أحد أعضاء الغرفة الجهوية لمدارس تعليم السياقة أن الاضراب سيتواصل إذا لم تقع تسوية وضعية المهنيين مستغربا كيف تقع مطالبة المهنيين في ولايات صفاقس ومنوبة وأريانة وسيدي بوزيد بتطبيق هذا الاجراء وتجديد الاجازات التي لم تنته مدة صلوحيتها بعد…
تعطيلات وخسائر
كما لاحظ ذات المصدر أن اليومين الأخيرين من الاضراب قد عطلا مصالح المئات من المترشحين وشل الحركة داخل القطاع وبالتالي كانت الخسائر جماعية لكن ذلك لن يمنع المدربين وأصحاب المدارس بإقليم الجنوب من مواصلة المطالبة بحقوقهم لأن قانون 17 نوفمبر 2009 ليس له مفعول رجعي ولا يمكن بأية حال من الأحوال تطبيق فصول لا تزال موضع نقاش…  وأفادت مصادرنا أن الإضراب سيتواصل اليوم الاثنين وسيحرم 150 مترشحا من إجراء الامتحان.
وأفاد ذات المصدر أن كل من لا يملك إجازة جديدة مدة صلوحيتها 3 سنوات (بدل 5 أعوام) تم صبيحة الجمعة منعه من تقديم المترشحين للامتحانات وهو ما دفع بجميع المدربين للتوقف عن العمل مطالبين باستئناف المفاوضات مع الوزارة حول 22 فصلا من قانون 2009 مع التمسك بتجديد مدة صلوحية الاجازة لخمس سنوات إذ ترى مصادرنا أنه لا موجب لتغييرها طالما لم يعد الحصول على الإجازة مرتبطا بالرسكلة…
توضيحات
وبينما بدأ إعداد العدّة لتجمع كبير للمهنيين أمام وزارة الإشراف يضم المهنيين من مختلف جهات الجمهورية مماثل لتجمع مارس الأخير فإن مصادر بوزارة النقل التي نقلنا إليها السؤال حول أسباب اضراب الجمعة والسبت المنقضيين بصفاقس أكدت أن القانون يسري على الجميع ولا يمكن بأية حال من الأحوال أن يخص مهنيي صفاقس بإجراء دون غيرهم بل حركة تجديد الإجازات متواصلة في مختلف الجهات تطبيقا لما جاء به القانون وأبرز مصادرنا أن تجديد الاجازات يشمل كل المهنيين وليس طرفا دون آخر مثلما يدعي مهنيو صفاقس… التساؤل ذاته نقلناه إلى أحد المسؤولين بالوكالة الفنية للنقل البري والذي أفادنا أن الوكالة بصدد تطبيق القانون المصادق عليه وتعتمد مناشير سلطة الإشراف والنصوص التطبيقية الصادرة عنها النقل… كما أبرز ذات المصدر أن الوكالة ستواصل تطبيق الاجراءات طالما لم تتلق أي نص يوقف حركة تجديد الاجازات باعتبار أن الفصل 53 من قانون 17 نوفمبر 2009 موضع نقاش بين المهنيين ووزارة الإشراف…
عبد الوهاب الحاج علي
 
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 22 نوفمبر 2010)
 

جلسة اليوم قادرة للإجابة عن السؤال 
هل نجح الزاهي في إذابة الجليد بين الوزارة ونقابة التعليم الثانوي؟


تونس – الأسبوعيكان من المنتظر أن تعقد النقابة العامة للتعليم الثانوي يوم 25 نوفمبر الجاري هيئة إدارية ثانية على خلفية تعطل لغة الحوار والتفاوض مع وزارة الإشراف إلا أن منصف الزاهي الأمين العام المساعد المكلف بالوظيفة العمومية تدخل لإذابة الجليد بين الطرفين 
وخرج بعدّة وعود من مكتب وزير التربية السيد حاتم بن سالم بعد جلسة تم خلالها تطارح مختلف أسباب الخلاف والعقبات التي حالت دون التقاء طرفي التفاوض…
وأفادت مصادرنا أن طرفي التفاوض كانا يعتقدان أن أطرافا خارج النقابة قد «سمّمت» الأجواء وعملت على تصليب المواقف ولاحظ في هذا السياق الأمين العام المساعد لـ«الأسبوعي» أن النقابة طرف رئيسي في المنظومة التربوية مبرزا أن الوزارة متفهمة لهذا الموقف لذلك تم الاتفاق على عقد جلسة اليوم الاثنين بين النقابة والوزارة وقد طلب المنصف الزاهي أن تضم الجلسة من يمثل وزارة المالية والوظيفة العمومية إلى جانب النقابيين وإطارات وزارة التربية حتى تكون الاتفاقات نهائية وخالية من العقبات ويذكر أنه من أبرز نقاط التفاوض القانون الأساسي الذي لم تقع مراجعته منذ سنة 1973 بالإضافة إلى منحة التكاليف البيداغوجية… وقد وصفت هذه الجلسة بالإيجابية خاصة أنها ستفتح قنوات الحوار من جديد بين نقابات الثانوي والأساسي والعملة والوزارة… والجدير بالذكر أن تدخل المنصف الزاهي كان بمبادرة شخصية منه باعتباره يرفض أن تتمخض عن الهيئة الإدارية التي كانت مقرّرة ليوم 25 نوفمبر الجاري قرارات جديدة أخرى تصب في خانة الاضراب عن العمل في قطاع حساس مثل التعليم الثانوي، حيث أكد لمكتب النقابة أنه ليس ضد مبدأ الاضراب وإن لزم تنفيذه لن يقف حائلا دون ذلك إلا أنه يرى في الوقت الحالي تأجيل مثل هذه القرارات على اعتبار أن قنوات الحوار والتفاوض يمكن فتحها خاصة أنه أطلع الوزير على عديد المسائل وكشف له حقيقة تذمرات كل نقابات التعليم من أطراف الحوار الأخرى ووجد لديه تفهما كبيرا كما تلقّى منه وعدا بأن يسير التفاوض في الاتجاه الصحيح حتى يكون الحوار نقيا وشفافا وتتوضح الرؤية حول جملة المطالب…
عبد الوهاب

(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 22 نوفمبر 2010)


مشاهد العيد في بلادنا العربيّة (تونس نموذجا)

عبدالحميد العداسي
 

درج الكثير من المثقّفين في البلاد العربيّة على « العناية » بشهر رمضان الفضيل وعيدي الفطر والإضحى المباركين، يتّخذونهم ليخوّفوا العامّة منهم، يصوّرونهم مصائب تحلّ بضعاف الحال تزيدهم ضيقا ورهقا، وتواطأت وسائل إعلام السلطان على اختيار ما يُفسد على النّاس صيامهم بما يجمّعون من مسلسلات متبرّجة، وبما يزيّنون من موادّ ثقافية دافعة إلى الترذّل دفعا…، حتّى إذا كان العيد انتصبت السرادقات تمجّد الحاكم تحجب به اسم الله جلّ وعلا عن الخلائق، فلا ميسّر للعيش ولا ناظر للمُعْسر ولا معين للضعيف ولا معطي للمُعدَم إلاّ أبو الضعفاء حاكم البلاد المفدّى، فهو الذي ينصب في رمضان موائده التي سمّاها النّاس – « جحودا لفضله » – موائد الرحمن، وهو الذي يأتي بالبسمة من دنيا النسيان يرسمها على ثغر طفل غنم دمية أو ثغر عائلة نالت قفّة (قفّة رمضان أو قفّة عيد)، أو ثغر شيخ أعطِيَ خروفا نالت منه أجهزة التصوير والأيادي الوسيطة حتّى أدمي بدنه قبل أن يُهريقَ دمُه… موائد وعطايا يرسّخ بها الحاكم إذلال النّاس وتبعيّتهم واتّباعهم وصمتهم على ما يجري في دور خُدّام الدولة الفاسقين حيث الحقوق تُبطل والأعراض تُنتهك والمروءة تُذبح والرّجولة تُهان والدّين يُحارب والخالق يُكفر به… استعمال الدّين لأغراض سياسيّة كانت للنّاس تهمة فباتت لمن اتّهم النّاس مهنة لعلّ من أبرز أهدافها محاربة الدّين وأهله!… تصرّفات لاإسلاميّة يلصقونها بالمواسم الإسلاميّة كي يُبطِلوا بها كلمة المنابر الإسلاميّة (الحركات وغيرها)… يقدّمون رمضان ضربة قاصمة للاقتصاد والصوم عاملَ ارتخاء وتقاعس وغشّ في العمل!… ويقدّمون العيد – لا سيّما إذا اقترن بالدّخول المدرسي – مصيبة كبيرة قد تذهب بالمدّخرات وترهن الذهبات (كثير من التونسيين رهنوا حليّهم لمواجهة مصاعب العيش في البلاد) وتلتهم المرتّب حتّى قبل مغادرته إدارة الحسابات… حتّى إذا استيأس التونسي، جاءت الأيادي « البيضاء » القذرة تُنطِقُ فمَه كُرها تحديثا بنعمة حامي حمى الوطن والدّين… فاللهمّ جازهم عن التونسيين بما هم أهل له، وأعد على التونسيين الأعياد المواسم باليمن والإيمان السلامة والإسلام والتوفيق والإحسان!… آمين…   في البلاد الغربية (الدّنمارك نموذجا)   لقد حُرم المسلمون في ديار الإقامة من لمّة العيد في كنف الأسرة، فلا حفيد يرتع في مملكة الأجداد، ولا ابن أخ أو أخت يتجوّل في سهل العمّ أو العمّة أو الخال أو الخالة، ولا ابن أو بنت يتدفّآن في أحضان الأمّ والأب اللذين ربّما باغتتهما المنيّة قبل أن يجتمع بالولد المبعد شملهما… كما حُرموا من عطلة قد تطول في الديار العربيّة حتّى يعلم النّاس أن لا معنى للوقت عند العرب!.. ومع ذلك فقد ظلّ المسلمون يجتهدون في إظهار شعائر العيد مسجّلين تمايزهم وكذلك تميّزهم بعلاقاتهم الإسلاميّة المقوّية للعلاقات النّاشئة البانية للأخرى الحادثة… يغتنمون نهاية الأسبوع فيجدّدون الفرح والاحتفال بعيد مرّ منذ أربعة أو خمسة أيّام… يجعلون للمرأة نصيبها وللطّفل نصيبه وللرّجل نصيبه… يقولون أدبا ويلقون شعرا، ويبتكرون مسابقات، ويجوّدون أناشيدَ وطربا منضبطا… وقد كنت خلال نهاية الأسبوع (يوم الأحد 21 نفمبر 2010) في ضيافة إخوة بإحدى ضواحي العاصمة كوبنهاغن، أبوا إلاّ التخفيف عن نفس تعوّدت الضيق أيّام الأعياد لفقدها أهمّ أسباب الانشراح… فقد كان احتفالهم داخل قاعةٍ رُسِم في كلّ شبر منها شيءٌ من فلسطين!.. كوفيات فلسطينية، دبكة فلسطينية، فلافل فلسطينية، أناشيد فلسطينية، سِيَر رجالٍ فلسطينين… لقد كان لاحتفالهم معنى ومغزى!.. إذ ما معنى العيد لو لم يكن وقفةَ تفكّر!.. وما معنى العيد لو لم يكن لفلسطين منبرا وللمظلومين مواساةً تتكرّر وللمحرمين مساعدة تُسرُّ بها نفوسهم وبها حالاتُهم تتغيّر!… كانت أمسية رائقة لمستُ فيها وآخرون حرص الفلسطيني الصالح على إعداد حملة المشعل في كلّ المجالات وعلى غرس حبّ الوطن في النّفوس وعلى تثبيت المعطيات التاريخية في القلوب وعلى تأبيد الرموز كرائد صلاح – فرّج الله كربه – وغيره من الأفذاذ في الذاكرة!.. كانت أمسية حضر فيها الإسلام وغابت عنها الجنسيات التي جعلت في بعض البلاد العربيّة مجرّد التفكير في الجهاد في فلسطين جريمة يعاقب عليها القانون القطري الخادم للقعود والخنوع… حضر الإسلام ففهم العربيُّ التركيَّ بلكنته ولغته التي أرساها أتاترك محاربا بها العربيّة والإسلام، وفهِم التركيُّ العربيَّ دون حاجة إلى مترجم، ولمّا وجبت الصلاة بدخول وقتها ارتفع الصوت بالأذان جميلا عربيّا بعيدا عن اللحن من حنجرة تركيّة حديثةِ تغنٍّ بمدح الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام… وقد كان في الأمسية رسالة مفادها أنّكم إذا أخرجتمونا أيّها الصهاينة المجرمون المحتلّون، أيّها الحكّام الظلمة الفاسقون من بلادنا فلن تقدروا أبدا على إخراج الوطن من قلوبنا، فإيماننا قد نمّاه لدينا حتّى أيقنّا أنّنا إليه راجعون ولكم بإذن الله قاهرون، وانتظروا إن شئتم فإنّا قادمون!… ومن يدري لعلّه قريبا يكون للاحتفال بالعيد طعما آخر غير الذي تذّوّقنا هذه السنة!… الحبّ والتقدير للمؤمنين والكره والاحتقار لأعداء الله أعداء الحرّية الفاسقين!… وكلّ عام والمسلمون بخير…      


بعد عودة ولي العهد 
الملك السعودي يسافر للعلاج

عاد ولي العهد السعودي سلطان بن عبد العزيز إلى الرياض اليوم الاثنين قادما من المغرب، قبل مغادرة الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز إلى الولايات المتحدة لتلقي علاج بعد أن أصيب بانزلاق غضروفي في الظهر قبل عشرة أيام.

وسيتولى سلطان (82 عاما) وهو وزير الدفاع أيضا، تصريف شؤون المملكة -أكبر منتج للنفط في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وأكبر اقتصاد في منطقة الخليج- في ظل غياب الملك عبد الله.
من جهته، قال وزير الصحة السعودي عبد الله الربيعة الأحد إن الملك السعودي « يتمتع بصحة جيدة وهو في وضع مستقر » مؤكدا أنه سيستكمل علاجه في الولايات المتحدة، دون تحديد فترة العلاج.
وسيغادر الملك عبد الله (86 عاما) اليوم الاثنين إلى الولايات المتحدة بناء على نصيحة من أطبائه، لإجراء مزيد من الفحوص بعد أن أصيب بانزلاق غضروفي صاحبه تجمع دموي ضاغط على الأعصاب حول العمود الفقري مما يسبب له آلاما حادة.
 
وكان الديوان الملكي قد أعلن قبل يومين أنه استمرارا لفحوص أجراها مؤخرا، شعر الملك عبد الله الجمعة بزيادة في آلام الظهر، وبعد فحوص إضافية في مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض نصحه الفريق الطبي بالراحة.
 وقال الديوان الملكي إن الملك السعودي غادر المستشفى بعد ظهر الجمعة، وحسب المصادر فقد كان هذا التطور وراء تأجيل الرئيس المصري حسني مبارك زيارة كانت مقررة الجمعة إلى الرياض. 
 
تسليم مهام
وقد سلم الملك عبد الله هذا الأسبوع مهمة قيادة الحرس الوطني لابنه، وسلم أيضا مهمة الإشراف على الحج إلى نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز.
وقبل يوم من مغادرته مدد الملك تعيين عدد كبير من المسؤولين المقربين منه من بينهم المفتي العام للملكة عبد العزيز آل الشيخ وسفير السعودية لدى واشنطن عادل الجبير.
ويقول دبلوماسيون غربيون إن مغادرة الملك عبد الله للبلاد وعودة ولي العهد من المغرب يشيران إلى أن المملكة تسعى للحيلولة دون حدوث فراغ في السلطة فضلا عن طمأنة الولايات المتحدة وحلفاء آخرين.
وبحسب الصحفي السعودي جمال خاشقجي فإن إصدار الديوان الملكي أربعة بيانات طبية في أقل من أسبوع يظهر أن المملكة تسعى إلى تبديد الشائعات.
يذكر أن الأمير سلطان كان يقضي فترة نقاهة في مدينة أغادير جنوبي المغرب، منذ أغسطس/آب الماضي من جراحة أجريت له في نيويورك قبل نحو عشرين شهرا لإزالة ورم.
 
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 22 نوفمبر  2010)


العمق الإستراتيجي

عرض / عمر كوش
ينطلق أحمد داوود أوغلو في كتابه « العمق الإستراتيجي » من اعتبار أن قيمة الدولة في العلاقات الدولية تتحدد بشكل رئيسي من موقعها الجيوإستراتيجي، ومن عمقها التاريخي.

وعليه فإن تركيا ذات الهوية المركبة من هوية شرق أوسطية وبلقانية وآسيوية عليها أن تنهج سياسة خارجية تهدف إلى إرساء دعائم استقرار داخلي وإقليمي، لأنه بواسطتهما يتحقق الأمن القومي التركي، الأمر الذي يترتب عليه ضرورة أن توظف تركيا، أمثل التوظيف، موروثها التاريخي والجغرافي في سياستها الخارجية.

ومعلوم أن مفهوم « العمق الإستراتيجي » يجري تداوله عادة في الأدبيات العسكرية، إلا أن وزير الخارجية التركية يحاول أقلمته واستثماره في ميدان العلوم السياسية، وبالتحديد في علاقات بلاده الدولية، من خلال رصد مظاهر هذا العمق الذي تتمتع به تركيا، ساعياً إلى إخراجها من حالة الطرفية والهامشية، التي عاشتها خلال مرحلة الحرب الباردة وكانت تلعب فيها تركيا دور البلد العضو في حلف الناتو، ونقلها إلى مصاف بلد مركزي، فاعل ومبادر، ويقوم بأدوار محورية ومؤثرة في مختلف القضايا الإقليمية والدولية. 
 
التراجع التركي
ويعتبر أوغلو أن جملة الخصائص الجيوسياسية والجيواقتصادية والجيوثقافية تشكل وحدة تكاملية في ظل استيعاب العامل التاريخي للمجتمعات، وأن كلا من المرجعية الحضارية لأي مجتمع، وهويته الثقافية والأنماط التي أفرزتها المسيرة التاريخية على التنظيمات المجتمعية وخارجها، هي بمثابة معطيات ثابتة في معادلة القوة لأي بلد. 


وتشكل الثقة بالذات الحضارية مصدر قوة إضافية للدولة في علاقاتها الخارجية، وخاصة إذا اقترنت بتجاوز عقدة النقص، وبالتغلب على الشعور بالدونية تجاه الطرف الآخر. 


ولكي تكون الدولة ناجحة في إدارة العلاقات الدولية يتعين على نظامها ومسؤوليها مراعاة التوازن الدقيق بين قوة الأمر الواقع، وقوة الحق الأصيل، وأنه لا يجوز المغامرة بمواجهة قوة الأمر الواقع دون استعداد كاف، كما لا يجوز التفريط في قوة الحق الثابت الأصيل، مع أنه يمكن إنجاز الكثير في المسافة القائمة بين « قوة الأمر الواقع »، و »قوة الحق الأصيل » في ضوء موازين القوى التي تتحرك باستمرار ولا تعرف السكون أو الجمود.

وقد تصرفت تركيا خلال العقود الثمانية من تاريخ الجمهورية الكمالية في القرن العشرين المنصرم بأقل مما تسمح لها مكانتها، وبأدنى من إمكانياتها، في سياساتها الإقليمية والدولية، وتعود أسباب هذا التراجع إلى سياسة القطيعة، التي انتهجتها الدولة الأتاتوركية، كي تفصل ماضي تركيا العثمانية وعمقها الإستراتيجي عن حاضر الجمهورية الكمالية ومحيطها الإقليمي، وغلّبت فيها الأمن على الحرية، الأمر الذي أحدث أزمة هوية طاحنة في أوساط النخب التركية، وأفضى إلى تعميق الانقسام بين التيارات العلمانية والجماعات الإسلامية. 

وبالرغم من أن تركيا كانت تنزع باستمرار إلى لعب دور القيادة، ولها من الكسب التاريخي ما يطمئنها على مقدرتها، إلا أن عملية التحديث التي قام بها أتاتورك ورفاقه لم تتمكن من سد الثغرة الحاصلة، بين ما كان ممكناً من الناحية السياسية، ووفقا لما كانت تأمله شعارات أتاتورك، وبين ما كان مطلوباً لقيام تركيا بأدوارها القيادية التاريخية. 
وكانت تركيا، خلال الحرب الباردة، إحدى أهم ركائز حلف الناتو، بوصفها إحدى دول الحلف، التي تمكنت من احتواء الشيوعية، لذلك كانت موضع ثقة الغرب. وكان الولاء للغرب، ذو الطابع العسكري، يتماشى مع تطلعات النخب الأتاتوركية الحاكمة، الذين حولوا تركيا إلى حارس أمين للمنطقة الجنوبية الشرقية لأوروبا من خطر التمدد الشيوعي. 
وحين تحررت تركيا من مواجهات الصراع الجغرافي السياسي للحرب الباردة بين الشرق والغرب، بدأت في العمل على إثبات وجودها، إذ لم يعد بالإمكان اعتبار تركيا بلداً طرفياً في إستراتيجية الغرب، بل دولة مركزية لها عمقها الإستراتيجي، وذلك بالاستناد إلى العلاقة الوثيقة ما بين الموقع الجغرافي للدولة وبين مستقبل قوتها ودورها السياسي. 
وتمكنت تركيا منذ مجيء حزب العدالة والتنمية من الاستفادة من التحولات العميقة، التي طرأت على الخارطة السياسية الدولية، وإلى لعب دور هام على المستويين الإقليمي والدولي، وعاد الأتراك مع مطلع القرن الحادي والعشرين بقوة، كي يطرقوا أبواب السياسة في منطقة الشرق الأوسط وجوارهم الجغرافي، فعملوا بكل قواهم للخروج من الوضع الهامشي الذي فرضته عليهم التبعية لحلف الأطلسي، وخصوصاً بعد أن اكتشفوا أنهم تحملوا أعباء كثيرة في سبيل حفظ الأمن الأطلسي والغربي، ولم يجنوا بالمقابل سوى حرمان الغرب لهم من اقتسام ثمار التقدم الاقتصادي والاستقرار السياسي، فما كان عليهم سوى تلّمس طريق جديد، يقود إلى وجهة مشرقية وإسلامية من دون التخلي عن الوجهات الأخرى، والطموح التركي بالانضمام إلى دول الاتحاد الأوروبي.
الشرق الأوسط
تظهر قراءة الكتاب أن منطقة الشرق الأوسط تحتل حيزاً كبيراً في تفكير أوغلو، الأمر الذي يبين مدى الأهمية التي توليها تركيا في ظل حكم حزب العدالة والتنمية لهذه المنطقة الإستراتيجية، حيث يبحث أوغلو بدقة في مختلف قضايا الشرق الأوسط، مبرزاً فيها طبيعة الدور الذي يمكن لتركيا أن تنهض به السياسة التركية، وبما يعزز طموحها الإمبريالي، ومكانتها الدولية، بالاستفادة من عمقها التاريخي والجغرافي والثقافي في المنطقة. 
ويجد مسعى أوغلو في ما تتمتع به تركيا من عمق إستراتيجي في البلدان العربية والإسلامية في الشرق الأوسط، وفي أوضاعها الجيوإستراتيجية والجيواقتصادية الراهنة، معتبراً أن تركيا تمثل الوريث التاريخي لآخر كيان جامع (الدولة العثمانية) في المنطقة، لذلك عليها اعتماد مقاربة إستراتيجية تمكنها من تجاوز الانقسامات والتمزقات الجيوسياسية، والجيوثقافية، والجيواقتصادية، ومن الإحاطة بالمنطقة بوصفها كلاً متكاملاً، ويتوجب عليها تطبيق هذه الرؤية بمرونة تكتيكية، مع عدم إغفال أي فاعل داخل التوازنات الدولية والإقليمية. 
وهو أمر يتطلب رؤية جديدة، تقيم وفقها علاقاتها وتجربتها المتراكمة بالابتعاد عن المقولات والهواجس الأيديولوجية، وتحدد بصورة عملية وعقلانية العناصر الأساسية في علاقتها مع دول العالم الإسلامي، فتركيا اليوم ليست الدولة العثمانية التي كانت تحمل على عاتقها مسؤولية العالم الإسلامي كله. 
كما أنها ليست في حالة تصفية حسابات مع القوى العظمى نتيجة ارتباطاتها بعلاقات مع المجتمعات الإسلامية، وبالتالي، فإن أية ردود فعل تأخذ طابعاً نفسياً وعاطفياً، ستؤثر سلباً على مجمل علاقات تركيا مع بلدان العالم الإسلامي، وسيتعدى تأثيرها إلى تقليص مساحة المناورة للدبلوماسية التركية في العمق الآسيوي والأفريقي كذلك.
وقد فقدت تركيا الأحزمة الإستراتيجية الأكثر قوة في منطقة الشرق الأوسط، خلال الربع الأول من القرن العشرين، فعاشت بعيدة عن المنطقة بشكل عام في ربعه الثاني والثالث كذلك، ثم طورت سلسلة علاقات متأرجحة بين صعود وهبوط مع دول المنطقة خلال الربع الأخير من القرن نفسه. 
وبعد انتهاء الحرب الباردة، وجدت تركيا نفسها منغمسة بمصير مسلمي البوسنة وكوسوفو وألبانيا وبلغاريا، وأنها لم تجنِ سوى حالة من فقدان التوازن في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، حيث لم تجلب لها العلاقة الوثيقة جداً مع إسرائيل سوى العداء مع البلدان العربية. 
وبالتالي توجب عليها تغير المسار مع حزب العدالة والتنمية الموصوف، ووجدت نفسها مضطرة كي تعيد تقييم علاقاتها مع دول المنطقة من جديد وبشكل جذري، ومعنية بتطوير وجهة نظرها بشكل يجعلها قادرة على التحسس المستمر لنبض العالم العربي، وتلمس إيقاع التغير الاجتماعي، والثقافي، والسياسي الذي يجري داخل مجتمعاته؛ وذلك باعتبار هذه الخطوة مرحلة إعداد أولي للدبلوماسية التركية.
الإستراتيجية التركية 
يحدد أوغلو رؤيته للإستراتيجية التركية حيال الشرق الأوسط في جملة من العناصر، اللازم توفرها للتحرك وفق إستراتيجية سليمة تحيط بالشرق الأوسط من الناحيتين الجيوثقافية والجيواقتصادية، وتبني سياسة خارجية مرنة تحقق التنسيق بين التكتيكات الدبلوماسية والعسكرية، إلى جانب التحلي بمهارة مرحلية واعية وقادرة على تقييم تأثير المنطقة في السياسات العالمية. 
وتكمن عناصر الإستراتيجية في تجاوز العوائق السيكولوجية التي أثرت سلباً على الانفتاح الدبلوماسي نحو المنطقة، وإقامة أبنية مؤسسية وأكاديمية تتابع التطورات الإقليمية عن كثب وتقييمها، وتوفر تصورات وسيناريوهات متعمقة، وإقامة علاقة سليمة بين التوازنات الدولية وبين السياسة الواقعية الإقليمية، وطرح مشروعات شاملة للمنطقة بأسرها، والمبادرة إلى تشكيل مجالات المصالح المشتركة التي تعزز السلام في المنطقة، والعمل على الحيلولة دون تشكل تكتلات قومية مضادة تمثل ساحات أخطار جيوسياسية وجيوثقافية ضد السلام في المنطقة، والحد من إثارة ردود الأفعال من خلال تنويع العلاقات الثنائية، وتبني مقاربة عالية التأثير والفاعلية والمبادرة في كل مجالات المشكلات الإقليمية وفي مقدمتها عملية السلام في الشرق الأوسط، وأخيراً تكثيف الاتصالات والعلاقات الأفقية التي تعزز من صورة تركيا في المنطقة.
وتتحدد أهمية الشرق الأوسط في الإستراتيجية التركية، بوصفه مجالاً جغرافياً، يقع في جوار تركيا، ويمكن لها أن تلعب دوراً إقليمياً محوريا من دون الاصطدام بقوى عالمية ممانعة، حيث يمكن القول إن الدور التركي في منطقة الشرق الأوسط لا يجد معارضة من طرف الولايات المتحدة الأميركية، نظراً لأنها تعتبره يشكل ثقلاً موازياً للدور الإيراني في المنطقة الذي يلقى معارضة الولايات المتحدة الأميركية. 
كما أن تركيا تحظى بصورة إيجابية لدى شرائح عربية واسعة، تبدي إعجابها بالنموذج التركي، الذي نجح في حل إشكالية الدين والدولة وإشكالية التداول السلمي للسلطة، إلى جانب نجاحات تركيا الاقتصادية، وعليه تستند تركيا إلى تقبل دول المنطقة للتعاون معها، بسبب الموقع والذاكرة التاريخية المشتركة، وباعتبارها قوة جذب جديدة قد تقدم بديلا لأدوار قديمة، الأمر الذي يمنحها مكانة جديدة، ودوراً هاماً في لعبة التوازنات والتناقضات الإقليمية، ويجعلها شريكا فاعلا في رسم بعض السياسات في المنطقة.
وبغية استعادة مكانة تركيا في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم، يحدد أوغلو أسس السياسة الخارجية التركية في ضرورة الالتزام بستة مبادئ، تتجسد في التوازن السليم بين الحرية والأمن ومبدأ تصفير المشكلات مع دول الجوار، والتأثير في الأقاليم الداخلية والخارجية لدول الجوار، ومبدأ السياسة الخارجية متعددة الأبعاد، ومبدأ الدبلوماسية المتناغمة، واتباع أسلوب دبلوماسي جديد. 

وقد نهض التحرك السياسي التركي منذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكم في العام 2002 على جملة هذه المبادئ، وخصوصاً مبدأ التوازن بين حرية التحرك والأمن، وبشكل لا يفضي إنجاز الحرية إلى تهديد الأمن، الأمر الذي اقتضى المبادرة والسعي إلى حلّ المشكلات والصراع في المناطق المحيطة بتركيا، وتجسدت هذه السياسة في الوساطة التركية بين سوريا وإسرائيل وبين الأطراف المتصارعة في العراق واليمن.
كما تجسدت من خلال فتح الحوار الإستراتيجي مع الشركاء في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا الوسطى والقوقاز والبلقان، والعمل على تحقيق الأمن المتبادل، والتعاون الاقتصادي المتبادل بين تركيا وجيرانها، إلى جانب السعي إلى التعايش الثقافي، وذلك انطلاقاً من عملية « التمكين المتبادل » التي تريد تركيا بواسطتها تحقيق التمكين الذاتي، والإسهام في تمكين الآخرين من أجل الاستقرار في المنطقة.

(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 22 نوفمبر  2010)


أمريكا ستنهار كما انهار الاتحاد السوفيتي


د. محمد المسفر
تابعت عن بعد حوارات منتدى صحيفة ‘الاتحاد’ السنوي الذي عقد في أبو ظبي مؤخرا، وشدني محور العلاقات العربية الأمريكية، وعنوان هذا المقال مشتق من احدى المداخلات التي احتدم النقاش حولها بين موافق ومعترض، وراح أصحاب الرأي القائل بان أمريكا قوة لا تقهر يؤكدون بان نجمها لن يفل عن الساحة الدولية، فهي مجتمع ليبرالي ديناميكي حي، وبهذا الوصف فهي قادرة على تجديد دمائها وتطوير أهدافها بحسب الحاجة والمتغيرات، وأكد احدهم بأنه لم يتوفر لدولة في التاريخ المعاصر ما هو متوفر اليوم لأمريكا وعلى ذلك فإنها عصية على الانهيار. أما أصحاب الرأي القائل بان أمريكا اقترب أفول نجمها كقوة عظمى فقد استندوا إلى القول ان أمريكا تعيش حاليا حقبة وهن سوف تؤدي لا محالة إلى تفسخها وانحلالها وبنوا رأيهم على عدد من الظواهر، الأولى هو ما كتبه بعض المفكرين الأمريكيين من آراء في مجلة (فورن افيرز) المرموقة حول هذا الموضوع تحديدا، والثانية هي الأزمة الاقتصادية العالمية التي ألحقت أضرارا بالغة بأمريكا، وان تداعياتها سوف تؤدي عاجلا أو آجلا إلى إفلاس المؤسسات الأمريكية، الثالثة تتابع فشلها العسكري في كل معاركها الحربية من فيتنام إلى أفغانستان إلى العراق والصومال. انه من المؤسف أن بعض مثقفينا يخلطون بين أمرين الأول حبهم اللامتناهي لأمريكا وتجربتها السياسية والاقتصادية كرها في واقعهم، الثاني ورفضهم لحركة التاريخ. إني اذهب مع القائلين أن أمريكا متربعة على هرم السياسة الدولية بعد أفول نجم الاتحاد السوفييتي في نهاية القرن الماضي وأنها القوة المهيمنة على المسرح الدولي في الوقت الراهن، لكن حتمية التاريخ تقول بان الإمبراطوريات في نشأتها تشبه نشأة الإنسان يمر بمراحل متعددة تنتهي به الحياة إلى الفناء( ابن خلدون وغيره) والإمبراطورية الأمريكية الحالية ليست مستثناة من هذه الظاهرة. نعم كثير من الناس يرفضون فكرة أفول نجم أمريكا لأنهم يضعون في حسابهم الرؤوس النووية التي تملكها أمريكا والمقدرة بعدد 5113 رأسا، والتحالفات السياسية، والتواجد العسكري في مختلف أصقاع العالم، وبطاقات الائتمان، ومسلسلات وأفلام هوليوود، ومطاعم الوجبات السريعة المنتشرة في العالم وبنطال الجينز الأزرق وغزو الفضاء. لقد غابت عنهم عوامل الانهيار التي تنخر في جسد أمريكا منها على سبيل المثال عدد البنوك التي أشهرت إفلاسها خلال هذا العام بلغت 140 بنكا وهناك بنوك أخرى في طريقها لإعلان إفلاسها في الأجل المنظور، وبلغ حجم الدين العام 10,802تريليون دولار، وان نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي الكلي سترتفع في عام 2011 بنسبة 40 إلى 70 ‘. في مجال الصناعة أعلنت اكبر شركات إنتاج السيارات (فورد وكرايسلر) إفلاسهما في العام الماضي وتدخلت الدولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه الأمر الذي يعلن فشل النظام الاقتصادي الحر الذي تقوده امريكا، وغير ذلك من الصناعات، وفي مجال منتجات التكنولوجيا المتقدمة، فقد انخفض الطلب على التكنولوجيا الأمريكية طبقا لإحصاءات رسمية أمريكية تؤكد القول بان الربع الأول من عام 2006 حقق عجزا في هذا المجال بمقدار (7.2) مليار دولار عن عام2000 الذي حقق فائضا قدر بـ (4.6). وان عجز الميزان التجاري الأمريكي تضاعف ست مرات خلال العشر سنوات الماضية إذ انه في عام 2001 كان العجز يقدر 363 مليار دولار أي 690 الف دولار في الدقيقة، بينما العجز في عام 2006 بلغ 765 مليار دولار أي بواقع (450 ,000, 1) في الدقيقة الواحدة. تصاعد العجز في ميزانيات التعليم، وصيانة النظام الاجتماعي، أضف إلى ذلك ارتفاع نسبة البطالة 10,2 ‘، وبلغ عدد الأميين 40 مليون إنسان لا يجيدون القراءة والكتابة، وفوق هذا تقدر أوثق الدراسات الأمريكية أن الإنفاق على المخدرات وحدها في المجتمع ما يفوق الإنتاج الإجمالي الوطني لأكثر من 80 دولة من دول العالم الثالث. أما الجريمة فحدث ولا حرج إذ تشير الدراسات المتخصصة في هذا المجال أن أمريكا لديها أعلى معدل لمرتكبي جرائم القتل، واكبر عدد من المساجين في العالم إذ بلغ عددهم 2, 3 مليون إنسان أي بمعدل شخص واحد من بين كل 100 شخص من البالغين، وقد ارتفعت هذه المعدلات بواقع سبعة أضعاف الرقم عن عام 1980 م. آخر القول: نحن لا نقول ان أمريكا في عام 2020 ستنهار وأنها ستكون من بين الدول الضعيفة لكننا نؤكد بان النظام الامريكي السياسي والاقتصادي والإنساني يحمل في طياته بذور فنائه، وان سنن الكون تؤكد شيخوخة الدول ثم فناءها، وامريكا ليست استثناء.
(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 23 نوفمبر 2010)  


حلال الانتخابات وحرامها

د. فهمي هويدي
صباح أمس (الأحد 21/11) نشرت الأهرام الخبر التالي: في تحديها الصارخ لقرارات اللجنة العليا للانتخابات زارت (السيدة) جميلة إسماعيل المرشحة المستقلة بدائرة قصر النيل كنيسة المرعشلي بالزمالك (كما زارت) أحد المساجد بنفس المنطقة، في إطار جولاتها الانتخابية، وحرر لها محضر لمخالفتها القرارات، واستغلال دور العبادة في الدعاية الانتخابية. في نفس اليوم نشرت صحيفة «الشروق» أن السيد عبدالسلام المحجوب مرشح الحزب الوطني في دائرة الرمل بالإسكندرية زار كنيسة مارميان، وعقد فيها مؤتمرا انتخابيا، أعلن خلاله الوكيل البابوى بالإسكندرية تأييد الكنيسة له. وحين سئل رئيس اللجنة العليا للانتخابات القاضي عبدالعزيز عمر عن الموضوع رد قائلا: حين تقدم لنا شكوى ضد المحجوب بشأن الزيارة سنبحثها من الناحية القانونية لتقدير مدى مخالفة الواقعة لتعاليم اللجنة، وسيتم اتخاذ الإجراء القانوني اللازم. وحين قيل له إن الأمر لا يحتاج إلى شكاوى، وأن ندوة المحجوب وزيارته الانتخابية إلى كنيسة مارمينا موثقة بالصور التي نشرتها وسائل الإعلام فإنه اكتفى بالقول إنه لا يمكن التحقيق في الأمر إلا بعد تقديم شكوى وفي هذه الحالة سيتم اتخاذ اللازم ضده لو ثبتت مخالفته، إذ من الطبيعي أن تحال الشكوى إلى النيابة للتحقيق فيها لتحديد حجم وطبيعة المخالفة التي تمت. المقارنة بين صياغة الخبرين تكشف مؤشرات النزاهة والحياد في التغطية الإعلامية. فمحرر الأهرام أدان زيارة جميلة إسماعيل للكنيسة، واعتبر تصرفها «تحديا صارخا» لقرارات لجنة الانتخابات، منوها بأنه تم تحرير محضر لها لوقوعها في محظور استغلال دور العبادة في الدعاية الانتخابية، ومن ثم اعتبر نفسه خصما لها فحاكمها وأدانها في السطر الأول من الخبر. في حالة السيد عبدالسلام المحجوب، فإن الأمر مختلف لأنه مرشح الحزب الوطني، ذلك أن زيارته للكنيسة لم تعتبر تحديا صارخا للتعليمات، ولم يحرر محضر بالواقعة بخلاف ما حدث مع السيدة جميلة إسماعيل، وإنما ارتأى رئيس لجنة الانتخابات أنه يجب على المتضرر أن يقدم شكوى، تحال إلى النيابة للتحقيق فيها، ثم ينظر بعد ذلك ما إذا كانت هناك مخالفة أم لا، علما بأن زيارة المحجوب للكنيسة لها حساسية خاصة، لأن منافسه في الدائرة ذاتها من أعضاء جماعة الإخوان. وفي تأييد الوكيل البابوي للوزير في مواجهة مرشح الإخوان له مغزاه الذي يصب في مجرى الفتنة الطائفية من أكثر من باب. لا مفاجأة في ذلك، لأن الجميع عليهم أن يفهموا من البداية أن استخدام دور العبادة في الدعاية الانتخابية محظور حقا وصدقا، لكن القرار سقطت منه سهوا عبارة تشير إلى أن ذلك ينطبق على غير أعضاء الحزب الوطني. ولذلك لم يعترض أحد على قيام السيد سيد مشعل وزير الإنتاج الحربي ومرشح الحزب الوطني في دائرة حلوان بإمامة المصلين في أحد المساجد، وقد نشرت له الصحف صورة كبيرة وهو يتطلع إلى الكاميرا مبتسما بعدما ختم الصلاة، ولم يحرر محضر بذلك، ولا اعتبر تصرفه مخالفا للتعليمات. تماما كما أن التعليمات تقضى بحظر استخدام الشعارات الدينية وتضرب بيد من حديد على الذين يستخدمون لافتة الإسلام هو الحل، ولا تقصر الداخلية في أن تحتجز العشرات في أقسام الشرطة كل يوم، لأنهم تظاهروا تأييدا لمرشح من الإخوان، لكن حينما تنظم مظاهرة داخل كنيسة، ويعلن وكيل البابا تأييد مرشح الحزب الوطني، فإن ذلك لا يعد بدوره مخالفة للتعليمات، لأن ما هو حرام على المستقلين وغير المرضي عنهم حلال على مرشحي الحكومة والحزب الوطني. الحاصل في الشارع حاضر بقوة على شاشات التليفزيون، ذلك أن قواعد «النزاهة» الإعلامية اقتضت أن يكون الحزب الوطني (صاحب المحل) وحده الحاضر على تلك الشاشات، والبرامج الحوارية إذا انتقدته فسيف الإنذار والحـظر وسحب الرخص مسلط فوق رقاب الجميع. ولذلك تم تخفيض سقف الحوارات المسائية، بعد إطلاق رسائل ترهيب مقدمي البرامج وأصحاب القنوات الفضائية، وإذا كان لا بد من الحوار فليكن إما مع الحكومة ودعاية للحزب الوطني، أو يدور خارج السياسة مع الفنانين ولاعبي كرة القدم. أيضا لا يفاجئنا كل ذلك، فمنذ عقود ونحن نشاهد نفس الفيلم، الذي يقوم فيه أشخاص معروفون بدور البطولة، في حين يؤدي المجتمع كله دور الكومبارس، لذلك فإنني ما زلت عند رأيي في أن الانتخابات كلها بصورتها الراهنة لا لزوم لها في مصر، وأن ما يهدر لأجلها من وقت ومال لو أنفق في شيء مفيد للبلد لكان أفضل بكثير، كما أنني ما زلت عند دهشتي إزاء اشتراك الأحزاب وإدمانها دور الكومبارس في الفيلم الذي أصبح استمرار عرضه دون أى تغيير في وقائعه أو أبطاله أمرا مهينا، ليس فقط لفريق الكومبارس التقليدي، ولكن للجمهور أيضا الذي ملَّ القصة ولم يعد يحتمل تكرار وقائعها أو مشاهدة أبطالها.  
(المصدر: صحيفة « السبيل » (يومية –  الأردن) الصادرة يوم 23 نوفمبر 2010)  


القرضاوي: كنت أود ألا يشارك الإخوان في الانتخابات ولكني لا أحجر عليهم أن يجتهدوا

2010-11-22  


القاهرة- أكد يوسف القرضاوى رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أنه ما كان يتمنى لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقررة في وقت لاحق من الشهر الجاري. وقال القرضاوي في رده على أسئلة أرسلتها له وكالة الأنباء الألمانية عبر البريد الإلكتروني: كنت أود للإخوان ألا يشاركوا في هذه الدورة من الانتخابات التشريعية، وأن يقاطعوها كماقاطعتها قوى وطنية أخرى إذ أن الظاهر من كل ما تقوم به الدولة من مواقف وإجراءات أنها مصممة على ألا تسمح لأي قوة سياسية في البلد أن تأخذ إلا الفتات. ولكنه استطرد « بالتأكيد على أنه لا يحجر على الإخوان أن يجتهدوا لأنفسهم في ضوء رؤاهم وأهدافهم المرحلية، ولعلهم ينتهزون فرصة الانتخابات ليتصلوا بجماهير الشعب الذين لا تمكنهم الدولة من اتصالهم بهم بسهولة ». ولفت إلى أنه على الرغم من أن الإخوان كانت لهم (أقلية كبيرة) في المجلس النيابي الماضي « ولكن لم تمكنهم أغلبية الحزب الوطني من إنجاز أمر ذي بال ». وحث القرضاوي من له حق التصويت على أن يختار النائب الذي يراه أصلح النواب لدينه ودنياه، كما شدد على ضرورة وجوب الذهاب للتصويت. وفيما يتعلق بعزم اتحاد علماء المسلمين تسيير قوافل لغزة وإمكانية أن يكون هو شخصيا على رأس أي منها، كشف القرضاوي أن أصدقاء له أبلغوه بأن رجال أمن في مصر قالوا لهم بصراحة: قِل للشيخ يوسف لا يخرجها، ولا ضرورة لخروجه في القافلة، لأنه سيضطرنا إلى أن نمنعها! ربما كان هناك احتمال بمرورها إذا لم يكن على رأسها. وأضاف: والحقيقة أن في نفسي شيئا من خروجي على رأس قافلة، أخشى أن يكون فيها شيء لغير الله، فلا أكسب أجرا.. والمهم هو وصول قوافل المساعدات إلى أهل غزة المحاصرين المظلومين. وفيما يتعلق بالاعتداءات المتكررة على مسيحيي العراق، قال الفقيه الإسلامي: لقد أصدرنا باسم/ الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين/ بيانا نستنكر فيه هذه الاعتداءات المتكررة على المسيحيينفي العراق، وعلى الكنائس المسيحية، فهذا ما يحرمه الإسلام تحريما باتا، فقد أكد الإسلام كل التأكيد على حِرمة الدماء، وقرر القرآن مع كتب السماء أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأراض فكأنما قتل الناس جميعا. وشدد على أنه حتى لو كان هناك مسلمات مأسورات في الأديرة المصرية، فلا يجوز معاقبة الكنيسة العراقية عما تفعله الكنيسة المصرية / ولا تزر وازرة وزر أخرى/. ورأى أن موضوع الأسيرات المسلمات في الأديرة هو حقيقة واقعة أكدتها المصادر الموثقة، على الأقل بالنسبة لوفاء قسطنطين وكاميليا شحاتة وماري عبد الله، ولكنه شدد أيضا على أن هذا « لا يبرر الاعتداء على الكنائس، وهو موضوع مصري بحت يجب على السلطة المصرية أن تحله بحكمة وحزم، ولا يجوز أن تكون الأديرة كيانات لها سلطان فوق سلطان الدولة، فمن شأن هذاالوضع أن يثير الفتنة، ويمسي حجة في أيدي الغلاة ». وفند القرضاوي الدعوى التي تقول إن الأقباط في مصر مضيق عليهم، وقال: لا شك أنها دعوى غير صحيحة، والمسلمون في مصر يتمنون أن يفسح لهم في أنشطتهم الدينية مثلما يفسح للأقباط، أنا منزلي في مدينة نصر (بالقاهرة) مطل على كنيسة من أكبر الكنائس، رغم أن معظم السكان حولها مسلمون. وهي تقوم بأنشطة من الصباح الباكر حتى منتصف الليل، وتملك أتوبيسات تنقل الناس من بيوتهم إلى الكنيسة، ومنها إلى أماكن أخرى، وعندهم أنشطة دينية وثقافية وفنية ورياضية واجتماعية، والمسلمون مفروض عليهم أن يغلقوا المسجد بعد الصلاة مباشرة ». وأضاف: عدد الكنائس في كثير من الأماكن أكثر نسبيا من عدد المساجد، رغم أن المسلمين يحتاجون إلى المسجد في اليوم خمس مرات، والكنيسة لا يِحتاج إليها إلا في الأسبوع مرة واحدة. وقد أفتيتِ في مناسبات شتى: أن من حق الأقلية المسيحية أن يبنوا كنائس لهم بقدر حاجتهم إليها، وبقدر أعدادهم، ولا يجوز التضييق عليهم في ذلك ، كما لا يجوز المبالغة في بناء الكنائس والظهور بمظهر التحدي للأكثرية المسلمة. وفي المقابل، رأى القرضاوي أن مطالب المسلمين بإقامة مساجد لهم في الغرب عادلة، فهي بناء على أنهم مواطنون أو مقيمون إقامة شرعية قانونية، وأن المساجد ضرورة في حياتهم، وأن القوانين المحلية والدولية تجيز لهم ذلك. ومع ذلك فهم يشكون من التضييق عليهم في حريتهم الدينية. وشدد على أن ما يسمى بالعنف أو الإرهاب لا يكفي أن يجابه بسلاح الأمن وحده أو بالقوة العسكرية وحدها. فقد تكون القوة ضرورية لازمة لمقاومة الضربات التي توجهها هذه الجماعاتللمجتمع المدني ومؤسساته، ولكن على المدى الطويل ومن أجل الوقاية والتحصين فلا بد من وسائل أخرى هي في حقيقتها وسائل فكرية وعلمية ودعوية، فالفكر لا يقاوم إلا بالفكر، والذين يعتقدون أن القوة وحدها هي الوسيلة الوحيدة الناجحة، مخطئون في تصورهم. وأضاف إن الحل النافع هو الحوار العلمي الهادئ مع هؤلاء، حتى يقتنعوا بخطئهم ويغيِروا ما بأنفسهم، كما فعلت الجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد في مصر، الذين أصدروا عددا من الكتب سموها (المراجعات)، وهذا هو الطريق. وردا على سؤال حول تأييد البعض المطلق لتنظيم القاعدة حتى ولو كان المسلمون أول ضحايا عملياته، جدد القرضاوي رفضه للغلو الديني تماما مثل الغلو اللاديني منطلقا من أن أصل الدين يقوم على الوسطية والاعتدال، ولفت إلى أنه ضد ظاهرة (التوسع في التكفير) أو (الغلو في التكفير)، فيخرج كل واحد مَن يخالفه في فَهمه للدين من الإسلام، ثم يستحل بذلك دمه وماله!!. وأضاف: لقد قاومت الغلو النظري الذي تمثل في كتابات المتطرفين ومحاضراتهم وخطبهم، ثم قاومت الغلو العملي، الذي تمثل في جماعات العنف، وناقشت فقههم الذي استندوا إليه وفندته ابتداء بجماعات الجهاد والجماعة الإسلامية، وانتهاء بتنظيم القاعدة، وما يلحق به من السلفية الجهادية وأمثالها. واستطرد: لكن يجب أن نعترف إذا كنا موضوعيين أن الغرب بمظالمه للمسلمين وجوره على حقوقهم، ووقوفه دائما مع عدوهم الذي اغتصب أرضهم أرض فلسطين وإهدار حِرِماتهم، وناصر حصارهم وتجويعهم، بمواقفه اللاأخلاقية، هو الذي أتاح لجماعات العنف أن يشتد ساعدها وإن كانت معارَضة من جمهرة الأمة الإسلامية وجمهرة علمائها. وحول السبب في عدم اتفاق علماء المسلمين على تعريف محدد يفرق بين المقاومة والارهاب، قال: لا يكفي أن أحدد أنا أو يحدد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مفهوم الإرهاب الممنوع، والفرق بينه وبين الجهاد المشروع، وإنما أهم من ذلك أن تحدد الجهة العالمية  التي تدعي أنها تقاوم الإرهاب  معنى الإرهاب، ولا تدعه مفهوما هلاميا ورجراجًا يتسع لمختلف التفسيرات والتأويلات. وأوضح أنه يعني بهذا أمريكا، التي تحرص على أن يبقى مفهوم الإرهاب غير محدد، لتِدخل فيه كل ما تشاء إدخاله، من كل مَن يخالف سياستها أو يعارض مظالمها أو ينتقد مواقفها المتحيزة ذات المعايير المزدوجة، التي تتيح لإسرائيل ما تحرمه على غيرها وتمنحها من المزايا ما لا تمنحه لغيرها. وشدد على أن من حق كل شعب احتلت أرضه أو انتهكت حِرماته أو دنست مقدساته أو اعتدي عليه بغير حق أن يدافع عن نفسه بكل ما يستطيع من قوة ضد مَن اعتدى عليه ومَن يسانده ويعاضده ويمده بكل أسباب القوة العسكرية والسياسية والاقتصادية، ولكنه في دفاعه ليس مطلق السراح يفعل ما يشاء، بل مقيد بقانون أخلاقي ملزم له في السلم والحرب. وأوضح أن الحرب في الإسلام، تحكمها قِيَم أخلاقية صارمة فلا يِقتل إلا مَن يِقاتل ولا تِقتل امرأة ولا وليد ولا يِقطع شجر ولا يِهدم بناء ولا يخرب عامر ولا يِمثل بمقتول، ولا تجوز الخيانة ولا الغدر، ولا ما فيه فساد في الأرض، إلا ما اقتضته الضرورات الحربية التي تقدر بقدرها. وفيما يتعلق بعشوائية الدعوة للجهاد، قال: بينت في كتاباتي أن الجهاد إنما شرعه الإسلام للدفاع عن الأمة ودينها وحريتها وحِرِماتها، ولم يشرع ليقاتل مسالما قط ، وأن النبي لم يقاتل إلا مَن قاتله، ولم يقاتل أبدا مَن سالمه وأن القرآن بين أن المسلمين لا يخوضون الحرب إلا مضطرين « كتب (عليكم القتال وهو كره لكم). وأوضح أن الدعوة للجهاد هي شأن الإمام، أي ولي الأمر الشرعي الذي بايعته الأمة، وليس من شأن كل أحد أن يدعو إلى إعلان الحرب والقتال.. والغرب يظلم نفسه ويظلم الإسلام حين بات لا يرى من الإسلام دين التسامح إلا ذلك النفر القليل من المسلمين الذين ينحرون الرهائن، وهم يهتفون: الله أكبر!! فهؤلاء جهلة أكبر الجهل بالإسلام يسيئون إليه وإلى تعاليمه من حيث يظنون أنهم يحسنون.. وكل دين فيه هؤلاء المتطرفين والإرهابيين، وقد رأينا الإرهاب في أمريكا نفسها، وفي إسرائيل وفي الهند وفي إنجلترا، وفي غيرها، ولم تِتهم ديانات هذه البلاد، فلماذا يِتهم الإسلام وحده بأنه دين الإرهاب؟!. وتعليقا على دخول التلاسن الشيعي السني مرحلة أكثر خطورة بعد قيام الناشط الشيعى ياسر الحبيب بسب السيدة عائشة، أكد القرضاوي أن أهل السنة هم الذين بدأوا التقريب.. ولكن كان هناك أشياء تشوب التقريب معظمها يجيء من قِبَل الشيعة. وأوضح أن من ذلك الموقف من القرآن: حيث يشيع في التراث الشيعي الكلام عن أن القرآن ناقص، وألف في ذلك بعضهم كتابا مشهورا. وإن كان الثقات من علمائهم ينكرون ذلك، ويقولون: هذا كلام الإخباريين، لا كلام الأصوليين. وإن كانوا لا يكفرون مَن يقول بذلك كما يفعل أهل السنة. ويكفينا نحن المعتدلين من أهل السنة: أننا لم نَرَ عندهم مصحفًا غير مصحفنا، فهو الذي يطبعونه في مطابعهم ، ويوزعونه على العالم، ويحفظونه لأبنائهم، ويذيعونه في إذاعاتهم وتلفازاتهم، ومنه يستمدون الأحكام في العقائد وفي الفقه، وبه يستدلون. ومن بين تلك الأشياء أيضا « الموقف من السنة: فالسنة عندهم لا تقتصر على سنة محمد صلى الله عليه وسلم، بل سنة المعصومين جميعا ، فيدخل فيها سنة الأئمة الاثنى عشر، ويشترطون أن تصل إليهم عن طريق رجالهم ، فهم يرفضون كل كتب السنة، التي صنفها الجهابذة الحفاظ العدول المتقنون ، حتى الصحيحين البخاري ومسلم ». ومن بينها أيضا: »الموقف من الصحابة وأمهات المؤمنين : وخصوصا السابقين الأولين مثل أبي بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وعائشة، وهذا خلاف جوهري ، وهو أخطر خلاف، وعليه يشب الصغير ويهرَم الكبير، ولا يزال يثور بين الحين والآخر ، يقوده المتعصبون، ولا يبالون حين يشعلون ناره مَن تحرق ومن تصيب ». كما أن من بينها « قصة نشر المذهب في بلاد المذهب الآخر: وهي التي أثرتِها منذ سنتين في القاهرة ، فأثارت ضجة كبرى عند الشيعة، فقد لمست وترا حساسا لديهم ، وقد حذرت من خطر هذا الغزو الجديد الذي يدخل على المجتمعات السنية الموحدة المستقرة، فتقسمها وخصوصا أن علماء السنة لا يحصنون الجماهير ضد هذا الغزو، ويبتعدون عن ذكر الخلافات، حفاظا على وحدة الأمة، وبعدا عن إثارة الفتن، لكن الشيعة لديهم رجال مدربون على الدعوة إلى المذهب ، مدعومون بالمال والتأييد من دولة غنية ذات رسالة ». وأضاف : »من هنا كان تحذيري للشيعة من هذه اللعبة الخطرة  والمصارحة في هذه الأمور أنفع من المداراة  وخصوصا على مذهب أهل السنة الذي ينكر التقية في التعامل مع المسلمين بعضهم وبعض، على أنها لا تجوز  حتى مع الكفار  إلا استثناء ومن باب الضرورة ». ومع هذا، أكد على أن الجميع بالمنطقة مع إيران إذا اعتدى عليها معتد، ونؤيد حقها في امتلاك الطاقة النووية السلمية، وندعوها إلى الالتحام بمحيطها العربي والإسلامي والتعاون مع جيرانها. وقد أعلنتِ ذلك مرارا. وردا على تساؤل حول إمكانية أن يؤدي الخلاف المذهبي بالمسلم لتكفير أخيه المسلم، قال: الخلاف المذهبي نوعان بناء على تفسير كلمة مذهب: فهناك المذهب الفقهي، وهو ما يتعلق بفروع الشريعة وأحكامها العملية. وهناك المذهب الاعتقادي وهو ما يتعلق بالعقيدة وأصول الدين. وأوضح أن الخلاف في الأول سهل، لا يترتب عليه تكفير ولا إخراج من الملة. أما الخلاف في المذهب الاعتقادي فهو الذي يمثل الخطر لأنه يتعلق بالأصول لا بالفروع وبالعقائد لا بالأعمال، وهو الذي يمكن أن يكون فيه التكفير. وأشار إلى أن جمهور أهل السنة لا يكفرون الشيعة، إلا الغلاة منهم، وبعض السلفيين يكفرونهم لقولهم في القرآن أو قولهم بأن كل الصحابة ارتدوا ونافقوا أو اتِهامهم عائشة بما برأها الله منه، فمثل هذا لا يِشَك في كفره، لأنه مكذب بصريح القرآن.. ولكن الشيعة أكثر توسعا في التكفير لأهل السنة؛ بناء على ما أصلوه من معتقدات يعتبرون بها غيرهم كفارا  

خشية من « دموية » انتخابات مصر


عبد الرحمن سعد ـ القاهرة

أعرب خبراء وسياسيون مصريون عن خشيتهم من « دموية » الانتخابات البرلمانية المُرتقبة الأحد 28 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، على خلفية استخدام القوة المفرطة في منع المسيرات، وفض المؤتمرات، واعتقال أنصار بعض المرشحين.
وقالت القيادية في حزب التجمع التقدمي الوحدوي رئيسة تحرير جريدة الأهالي فريدة النقاش، إن بعض مرشحي التجمع -خاصة في محافظة أسيوط- تعرضوا لمنع مسيراتهم، والتصدي لهم ببذاءة، مبدية انزعاجها من أن « دورة العنف بدأت مبكرا ».
وأكدت للجزيرة نت أن هذه الممارسات تنذر بخطر محدق، وتؤشر على أن الانتخابات لن تكون سلمية، ولا ديمقراطية، وأنه سيكون لها ضحايا. وأشارت إلى أن المصريين يواجهون أياما عصيبة في انتظار يوم الاقتراع. 

قواعد
من جهته وصف الأمين العام للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان حافظ أبو سعدة منع المسيرات والجولات الانتخابية بأنه انتهاك صارخ للقانون والدستور والشرائع الدولية، مستدلا بالنص القانوني « وفي كل الأحوال لا يجوز منع المواكب ولا الحملات أثناء العملية الانتخابية ».
وأبدى تعجبه من « أحكام قضائية تفقد حجيتها » في إشارة إلى عدم قيام اللجنة العليا للانتخابات بتنفيذ عدد من الأحكام بقيد مرشحين، وحذر من أن ذلك يعني أنه لا نزاهة ولا شفافية.
بيد أن الوكيل السابق لجهاز مباحث أمن الدولة وخبير مكافحة الإرهاب اللواء فؤاد علام أنحى باللائمة على جماعة الإخوان المسلمين التي يتهمها بأنها « تسعى إلى الصدام مع النظام بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة ». 
وشدد على أن الخروج على القانون يجب أن يُواجه بحزم، وأن هناك قواعد متعارفا عليها، فلا مظاهرات تخرج دون إذن، ولا سرادقات ومؤتمرات انتخابية إلا بإذن.
 
لجنة مستقلة
وفي تعليقه على هذا الوضع يقول أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة عبد الله الأشعل إنه مع إصرار الحزب الحاكم على احتكار السلطة، وإصرار المواطنين على ممارسة حقوقهم المشروعة يتولد هذا الاحتكاك.
وخروجا من وضع يمكن فيه « حدوث مجازر يوم الانتخابات » يقترح الأشعل أن يُوكل أمر الانتخابات إلى لجنة مستقلة أو هيئة محايدة تفصل بين المتنافسين، أو أن يتم إلغاء الانتخابات حتى يرتاح الجميع، وتُوفر الأموال بدلا مما سماه « البلطجة القانونية ».
واتفق معه في الرأي مدير إدارة القانون الدولي بوزارة الخارجية المصرية سابقا المحامي بالنقض السفير يسري البيومي واصفا الانتخابات المصرية بأنها فضيحة أخلاقية، إذ تجري في جو محكوم عليه بالتزوير. وشدد على أنه  ليس من حق الحكومة منع أي مظاهرة.
 
دفاع
في المقابل تدافع أستاذة الاقتصاد عضو الأمانة العامة للحزب الوطني الحاكم يُمن الحماقي عن الانتخابات بتعهد الرئيس المصري حسني مبارك بأن تتمتع الانتخابات بالنزاهة والشفافية.
وتضيف أنه لا بد من الاعتراف بأن الحياة السياسية في مصر حدث فيها تطور كبير، ففي انتخابات 2005 كان الحزب الوطني هو المهيمن، وكانت أحزاب المعارضة ضعيفة للغاية، واليوم « أصبح للأحزاب ثقل خاص ».
وتشير إلى أنه حدث تطور مؤسسي أيضا في العملية الانتخابية فأصبحت تحكمها قواعد وآليات وأُطر مؤسسية تتم رقابتها ومتابعتها، وفي موازاة ذلك حدث تطور مؤسسي في الحزب الوطني ذاته، فزادت قدراته في اختيار مرشحيه، وتعامل مع المسيئين بحزم.
وأشارت في حديثها للجزيرة نت إلى وضع كوابح لاستخدام المال و »البلطجة »، بتحديد مائتي ألف جنيه حدا أقصى للإنفاق الانتخابي، مع تكريس الوجود الأمني خارج اللجان، لتأمين إدلاء الناخب بصوته. 

(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 22 نوفمبر  2010)


الحزب الحاكم بمصر يحاول إسقاط مرشحي الإخوان بأسلوب مبتكر

2010-11-22

القاهرة ـ من إدموند بلير ومروة عوض ـ قال مسؤول كبير في الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم بمصر الاثنين إن الحزب قدم لانتخابات مجلس الشعب التي ستجرى يوم الأحد مرشحين أكثر من مقاعد المجلس كأسلوب يساعد في إسقاط مرشحي جماعة الإخوان المسلمين.
وهذا الأسلوب المبتكر الذي يثير الاستغراب في معظم الديمقراطيات تمثل في تقديم مرشحين أو ثلاثة عن الحزب الوطني للمقعد الواحد في كثير من الدوائر بغرض تفتيت الأصوات والحيلولة دون فوز مرشحين إخوانيين من الجولة الأولى.

ويتوقع الحزب الوطني الذي يرأسه الرئيس حسني مبارك فوزا ساحقا في الانتخابات التي يقول معارضون إنها ستزور.
وقدمت جماعة الإخوان المسلمين التي تشغل 20 في المئة من مقاعد مجلس الشعب المنتهية مدته 130 مرشحا للمجلس المكون من 508 مقاعد تدور عليها المنافسة وعشرة مقاعد يجري شغلها بأعضاء يعينهم مبارك.
وفي انتخابات عام 2005 قدمت الجماعة 165 مرشحا.

وجماعة الإخوان محظورة منذ عام 1954 بعد أن نسبت إليها محاولة لاغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لكن الحكومة تتسامح مع نشاطها في حدود.
ويتقدم أعضاء الجماعة للانتخابات العامة بصفة مستقلين تفاديا للحظر.
وتقول الجماعة إن نحو 400 من أعضائها ما زالوا قيد الاحتجاز من عمليات احتجاز متصلة بالانتخابات شملت أكثر من 1200 عضو.
وتؤكد وزارة الداخلية على أن الانتخابات ستكون نزيهة.

وتعتبر الانتخابات المقبلة اختبارا لمدى تقبل مصر لأصوات المعارضين وحملات الدعاية الانتخابية للمعارضة قبل الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 2011 . ولم يقل مبارك (82 عاما) الذي يحكم مصر منذ عام 1981 إنه سيرشح نفسه لفترة جديدة لكن مسؤولين يؤكدون أنه سيفعل ذلك إذا واتته القدرة.
وقال المسؤول الكبير في الحزب الوطني لرويترز إن الحزب قدم 830 مرشحا في السباق إلى البرلمان.
وقال « نعتقد أن ما فعلناه لن يكون ضدنا. نعتقد أن تفتيت الأصوات في الجولة الأولى يمكن أن يمنع مرشحا إخوانيا من الفوز في الجولة الأولى.
ورغم أن مرشحي الحزب الوطني سيخوضون الانتخابات ضد بعضهم بعضا في كثير من الدوائر فإن الحزب يمكن بذلك أن يتجنب الحرج الذي تعرض له عام 2005 حين قدم مرشحا لكل مقعد وفاز بأقل من نصف المقاعد.

واستعاد الحزب أغلبيته الساحقة في المجلس من خلال استعادة النواب الذين خاضوا الانتخابات كمستقلين احتجاجا على عدم ترشيحه لهم إلى صفوفه.
وبخلاف الحزب الوطني لا يوجد حزب أو جماعة ينافس على جميع المقاعد.
واتهمت جماعة الإخوان الحكومة اليوم الاثنين بممارسة العنف ضد مرشحيها لانتخابات مجلس الشعب بعد منع خمسة يشغلون مقاعد في مجلس الشعب المنتهية مدته من الترشح.
وفي مؤتمر صحفي عقدته الجماعة اليوم قال حسين إبراهيم أحد الممنوعين من الترشح « الانتخابات أصبحت باطلة قبل أن تبدأ. »
ولحزب الوفد وهو حزب ليبرالي نحو 210 مرشحين بحسب رئيسه السيد البدوي شحاتة الذي صرح بذلك لوكالة أنباء الشرق الأوسط.
ومن المتوقع أن يصبح نواب الوفد المنتخبون أكبر كتلة في مجلس الشعب في وقت يستبعد فيه الإخوان ومحللون أن تحصل الجماعة على نفس العدد أو ما يقترب منه في انتخابات هذا العام بينما تبدو الحكومة عازمة على تقليص تمثيل الجماعة في المجلس قبل انتخابات الرئاسة.
وقال المسؤول في الحزب الوطني إن الحزب يتوقع إعادة الاقتراع في دوائر كثيرة وإن النتيجة ستكون لمصلحته سواء من خلال تنافس بين مرشحين من الحزب أو توحيد صفوف الحزب ضد مرشحين إخوان.
وتجرى الإعادة في حالة ألا يحصل أي مرشح على أكثر من نصف الأصوات الصحيحة للناخبين الحاضرين.وسوف تجرى انتخابات الإعادة بعد الجولة الأولى بأسبوع.

وقال المسؤول في الحزب الوطني إن الحزب أراد أيضا من خلال تعدد المرشحين لمقعد واحد تجنب خلافات العائلات التي يتسبب فيها اختيار مرشح واحد للحزب في بعض المناطق.
وقال « إذا قدمت مرشحا من عائلة أو قبيلة فأنت تثير غضب عائلة أو قبيلة أخرى. »
وأضاف أن هذا الغضب يمكن أن يجعل ناخبي العائلة أو القبيلة يبقون في بيوتهم يوم الاقتراع مما يسهل فوز مرشح معارض.
ويتكون المجلس المنتهية مدته من 454 مقعدا أضيف إليها 64 مقعدا خصصت للتنافس بين النساء.

(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 22 نوفمبر  2010)


قتيل بمواجهة بين انصار مرشحين للحزب الحاكم.. ومستبعدوه يدعمون ‘المحظورة’ 
مصر: الانتخابات التشريعية تدخل مرحلة ‘كسر الظهر’
1200 معتقل من ‘الاخوان’.. والاشتباكات تتسع



2010-11-21

القاهرة ـ ‘القدس العربي’ ـ من حسام أبوطالب: قبل اسبوع من الانتخابات البرلمانية المصرية في الثامن والعشرين من الشهر الجاري، صعدت الاجهزة الامنية حملات الاعتقال ضد انصار ‘الاخوان المسلمين’، وقالت مصادر الجماعة انها بلغت اكثر من الف ومئتين في العديد من المحافظات، بينما تجددت الاشتباكات مع الشرطة، في حين سقط اول قتيل بالانتخابات في محافظة قنا بين انصار مرشحين من الحزب الوطني الحاكم.
وأكد عبد المنعم عبد المقصود، محامي جماعة الإخوان المسلمين أن حربا حقيقية يتعرض لها مرشحو الجماعة في معظم الدوائر.
وأضاف أن التضييق على مرشحي الجماعة وأنصارهم وصل لدرجة ممارسة العنف والبلطجة من أجل منعهم ومؤيديهم من خوض غمار المنافسة للنهاية ودفعهم إلى ترك الساحة خاليةً أمام الحزب الوطني، وهو ما يعني عزم النظام على إقصاء مرشحي الإخوان، والحيلولة بينهم وبين الوصول إلى البرلمان المقبل، خاصةً هؤلاء الذين كان لهم دور كبير في فضح فساد الحكومة والحزب الوطني في البرلمان السابق.
‘وكشف عبد المقصود النقاب عن أن الأجهزة الأمنية لا تزال مستمرة في احتجاز السيدات والمرشحين؛ حيث تم القبض على 8 مرشحين و7 سيدات، في أكثر من محافظات مختلفة بالصعيد والدلتا قبل الإفراج عنهم في وقت سابق. وقامت أجهزة الأمن بعرض المعتقلين على النيابة العامة بتهم يشير محامي الجماعة الى أنها ملفَّقة والكثير منها لا يقبله العقل. وقد أمرت النيابة بحبس 702 منهم، وإخلاء سبيل الباقي وينتمي المعتقلون لـ22 محافظةً، على رأسها محافظة الشرقية 241 فردا، تليها الإسكندرية 203 أفراد ومن بين المحافظات الأخرى الإسكندرية والقاهرة والجيزة وبعض محافظات الصعيد.
 »وأوضح أنه وعلى الرغم من كل تلك التضييقات والاعتقالات، فإن مرشحي الإخوان عقدوا العزم على مواصلة المسيرة للوقوف بالمرصاد في وجه الحزب الحاكم الرامي لتزوير إرادة الناخبين، ومنعهم من الوصول لصناديق الاقتراع من أجل تسهيل تزوير الأصوات لصالح مرشحي النظام فقط.
وقد أعلن 57 بالفعل من منشقِّي الحزب الوطني المستبعدين من ترشيحات الحزب لانتخابات مجلس الشعب المقبلة بكفر الشيخ، تأييدهم ومساندتهم مرشحي جماعة الإخوان التي تسميها وسائل الاعلام الحكومية بـ’المحظورة’، بعد الاستشكال الذي تقدَّم به محمد عبد الهادي، أمين الحزب بالمحافظة، ضد قرار محكمة القضاء الإداري إدراج أسمائهم في كشوف المرشحين.
وتقول مايسة عبد الجواد، إحدى المرشحات المستبعدات من على قوائم محافظة كفر الشيخ: تعرَّضنا لغدر الحزب في اللحظة الأخيرة، فقد حيكت لنا المؤامرة وبلعنا الطعم بعد أن وثقنا بتعهدات قيادات الحزب التي أكدت لنا أننا باقون على صدارة المرشحين قبل أن نتعرض في ما بعد للمؤامرة التي أصابت الجميع بالصدمة.
وفي ذات السياق تشهد العديد من الدوائر الانتخابية التي حدثت بها انقلابات على المرشحين التاريخيين للحزب الحاكم حالة من الغضب الواسع في شمال البلاد وجنوبها، وكانت إحدى الدوائر بجنوب الصعيد شهدت مؤخراً أعمالا انتقامية من قبل أنصار مرشحي الحزب المستبعدين، الذين قاموا بالاعتداء على مقر الحزب هناك وانهالوا عليه بالحجارة والطوب منددين باستبعاد مرشحه.
وحذرت جماعة الإخوان المسلمين من إقدام الحزب الحاكم على ارتكاب مذابح خلال الانتخابات البرلمانية، عبر استخدام قواه الأمنية التي تبطش بالجماعة وأنصارها وعبر قياديين في الإخوان عن قناعتهم بان تلك الأجهزة وفي مقدمتها سلاح الأمن المركزي اصبحت بمثابة الجناح العسكري للحزب الحاكم. 
‘وكانت الأجهزة الأمنية بمحافظة حلوان جنوب القاهرة قد قامت فجر امس باعتقال مبروك عمر، شقيق رمضان عمر مرشح الإخوان بالدائرة على مقعد ‘العمال’، وابنه (13 عاما)، أثناء تعليقهم احد ملصقات الدعاية الخاصة بالمرشح بمنطقة المعصرة!
وفي سياق متصل طالبت منظمة العفو الدولية الحكومة المصرية باحترام الإرادة الشعبية والتوقُّف عن التعرُّض للمرشحين والناخبين المشاركين في الانتخابات التشريعية، المقرر إجراؤها في 28 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، موضحةً أن انتهاكات الانتخابات البرلمانية تهدد الانتخابات الرئاسية.
‘وأشارت المنظمة إلى أن المئات من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين اعتقلوا منذ أن أعلن فضيلة الأستاذ الدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين في التاسع من تشرين الاول/أكتوبر الماضي المشاركة في الانتخابات التشريعية، موضحةً أنه لا يزال قرابة 250 منهم معتقلين على حد أرقامها.
‘ودعت المنظمة الحكومة الى ضرورة توفير المناخ الملائم للمرشحين للترويج لبرامجهم وأن يحظى الناخبون داخل مراكز الاقتراع بحماية قوات الشرطة المصرية وحمايتهم من أن يتعرضوا للترويع وللمضايقات والترهيب من قِبل هذه القوات، كما حدث في الكثير من الحالات خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة عام 2005.
وكانت نيابة المحلة بمحافظة الغربية شمال القاهرة قد قررت أمس حبس 13 من أنصار النائب المهندس سعد الحسيني، عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين والمرشح على مقعد الفئات بالدائرة، 4 أيام على ذمة التحقيقات، ووجَّهت إليهم تُهمًا مخالفةً للواقع؛ حيث اتهمتهم بترديد شعارات دينية، ورشق الشرطة بالحجارة وكانت قوات الأمن اعتقلت عددا من أنصار الحسيني عصر أمس من أمام مسجد عبده صالح بكفر حجازي، أثناء مشاركتهم في مسيرة لتأييد النائب. 
وفي تصريحات خاصة لـ’القدس العربي’ حذر النائب عن الجماعة صبحي صالح الحزب الحاكم من مغبة حملات الترويع التي تقوم بها أجنحته ضد أنصار الجماعة مشيراً إلى أن حالة الاحتقان في الشارع المصري بلغت الذروة وأن رهان النظام على استمرار المصريين في التحلي بالصمت قد يكون خاسراً في المستقبل القريب جداً.

(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 22 نوفمبر  2010)


إذا لم تحل المشكلات المتعلقة بعملية تسجيل الناخبين الحزب الحاكم في السودان يهدد برفض نتائج استفتاء الجنوب


2010-11-22 الخرطوم – REUTERS  حذر الحزب الشمالي الحاكم في السودان أمس الأحد من أنه قد لا يعترف بنتائج الاستفتاء الخاص باستقلال جنوب السودان المقرر يوم 9 يناير إذا لم تحل المشكلات المتعلقة بعملية تسجيل الناخبين.

ويمثل الاستفتاء آخر مراحل اتفاقية السلام التي تم التوصل إليها بين الشمال والجنوب عام 2005 وأنهت أطول حرب أهلية في إفريقيا. ويتوقع أغلب الناس أن يوافق الجنوب على الانفصال.
لكن حزب المؤتمر الوطني الشمالي قال إن قلة إقبال الجنوبيين الذين يعيشون في الشمال على تسجيل أسمائهم ستؤثر على مصداقية أي نتيجة للاستفتاء. وأنحى الحزب باللائمة على الحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكمة في الجنوب في مطالبة الجنوبيين في الشمال بعدم تسجيل أسمائهم.
وقال ربيع عبدالعاطي المسؤول الكبير في حزب المؤتمر الوطني إن الحركة الشعبية لتحرير السودان تستخدم أدوات للضغط على الجنوبيين في الشمال وتهديدهم وترهيبهم كي لا يسجلوا أنفسهم، ما يعني أن عملية الاستفتاء ككل لن تكون حرة ونزيهة وشفافة.
وأضاف أنه إذا استمر هذا السلوك من قبل الحركة الشعبية لتحرير السودان فإن هذا لن يؤدي إلى مناخ مواتٍ لإجراء الاستفتاء وسيؤثر على النتائج. وتابع أن هذا قد يؤدي في النهاية إلى عدم اعتراف الحكومة السودانية وأيضا المجتمع الدولي بنتائج الاستفتاء.
وأكد مسؤولان في الحركة الشعبية لتحرير السودان رفضا ذكر اسميهما أن الحركة أبلغت الجنوبيين في الشمال بعدم التسجيل، وقالا إن الحركة تخشى أن يتلاعب حزب المؤتمر الوطني في النتائج هناك. لكن الحركة الشعبية لتحرير السودان تنفي في العلن أن تكون هذه سياسة رسمية لها، كما تتهم حزب المؤتمر الوطني بترهيب الجنوبيين. وقدرت مفوضية الاستفتاء أن ما يقرب من 5.5 مليون جنوبي ربما سيحق لهم التصويت بينهم 500 ألف يعيشون في الشمال ومثلهم في الخارج.
ويعتقد حزب المؤتمر الوطني أن الكثيرين من الجنوبيين في الشمال ربما يصوتون لصالح الوحدة بينما ستصوت الأغلبية في الجنوب لصالح الانفصال.
وقال عبدالرحمن الخضر والي الخرطوم إن ما يقرب من ألف جنوبي فقط سجلوا أسماءهم في العاصمة يوم 15 نوفمبر، وهو أول أيام عملية تسجيل الناخبين. وأضاف أن الأعداد اليومية تضاءلت منذ ذلك الحين في الخرطوم حيث يعيش معظم من يحق لهم التصويت في الشمال.
وقدم حزب المؤتمر الوطني شكوى رسمية إلى مفوضية الاستفتاء يوم الاثنين بشأن منع جنوبيين من التسجيل في الشمال والجنوب.
وأكدت المفوضية أن نسبة الإقبال منخفضة جدا في الشمال، لكنها امتنعت عن ذكر أرقام. وتستمر عملية تسجيل الناخبين 17 يوما بدءا من 15 نوفمبر. لكن المفوضية التي تنظم الاستفتاء قالت إنها لم تتلق أي شكوى من أي فرد بشأن منعه من التسجيل.
وقال جورج ماكوير المتحدث باسم المفوضية إنه لم يأت أحد إلى المفوضية ليبلغ عن منعه من التسجيل.
وأضاف: «ربما يمنع شخص ما إذا لم يكن مستوفيا لمعايير التسجيل فقط».
ويتعين أن يشارك %60 من الجنوبيين الذين سجلوا أسماءهم في الاستفتاء كي تصبح النتائج صالحة.
 
(المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 22 نوفمبر2010)  

 

 

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.