الاثنين، 21 مارس 2011

 

فيكليوم،نساهم بجهدنا فيتقديمإعلام أفضل وأرقى عنبلدنا،تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS 10ème année, N°3954 du 21.03.2011  

archives : www.tunisnews.net


الحزب الديمقراطي التقدمي:بيــــــــــــــــــان

كلمة:عفو عن مساجين بمناسبة عيد الاستقلال

الصباح:في بلجيكا:بن علي سيستفيد من قانون أنقذ شارون

كلمة:تونس تطلب من سوريا تجميد أموال بن علي وأقاربه

كلمة:مواجهات بين شباب طبرقة وآخرين قدموا من أجل السياحة

حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ لنرفض العدوان الأطلسي الرجعي العربي على ليبيا

الصباح:حركة النهضة تعقد اجتماعا بأنصارها وقواعدها في سوسة

سهى  العياري:النقابة العامة للتعليم الثّانوي  بيع القضيّة و مغالطات الخطاب …

الصباح:من باب العدل والإنصاف أن لا تشمل المصالحة الوطنية كل من أجرم في حق الشعب

سليم بو خير:تونس: تلويح بانسحاب اعضاء هيئة تحقيق أهداف الثورة.. وتحذير من سيطرة أفراد العائلات ‘البلْدية’ على الحكومة

الصباح:تفاصيل جديدة عن آخر لحظات حكم بن علي هذه حكاية «حمام الدم» الذي أفشله قائد طائرة الرئاسة سر قائمة أرقام الوزراء التي بحوزة المخلوع

الصباح:بعد ظهور «مروان» الابن غير الشرعي للرئيس المخلوع 19امرأة تتقدم لإثبات الأمومة ومذيعة مشهورة على الخط!

الصباح:مهندس انقلاب 7 نوفمبر كمال اللطيف يكشف المستور عن:أخطاء الهادي البكوش.. وما فعله عبد الله القلال في الباجي قائد السبسي

زياد الهاني:دفاعا عن كرامة تونس واستقلالها

بشير الحامدي:الثورة في تونس:إصلاحات برجوازية أم تغيير جذري

منير حداد:هل أخطا هانتينجتون في صراع الحضارات؟

الجزيرة نت:مع شخصيات سياسية ودبلوماسية وقبلية قادة بالجيش اليمني ينحازون للثورة

الجزيرة نت:هروب 58 مليار دولار خارج مصر

الجزيرة نت:ليبيا تدعو لحجب الصور عن الجزيرة

عبد الباري عطوان:مصيدة الحظر الجوي


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


تابعوا جديد أخبار تونس نيوز على الفايس بوك
الرابط

http://www.facebook.com/pages/Tunisnewsnet/133486966724141

 


الحزب الديمقراطي التقدمي 
بنزرت في 21 مارس 2011  جامعـــة بنـــزرت 40 نهــــج بلجــــــــــــيكا بيــــــــــــــــــان

تشجب جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي وبشدة العنف الذي تعرض لـــــــه رئيس فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وعميد المناضلين السيد علــي بن سالم اليوم في مقر الاتحاد الجهوي للشغل ببنزرت.
فقد عمدت مجموعة مـــــــــن المناوئين إلى تعنيفه ودفعه وإسقاطه أرضا وذلك عندما زار الاعتصام الذي بـــدأه عـدد مــــن نقابيي الجهــــة أمس السبت 20 مارس 2011 للاحتجـاج على ممـــارسات عديـــدة لبعض القيادات النقابيـــة التــي أضرت بالعمــل النقابي بالجهة والسعي إلــى فضح الفسـاد داخل الاتحاد.
   وجامعة بنزرت:
ـ تعبر عن تضامنها الكامل مع المناضل علي بن سالم. ـ تعتبر أن هذا التصرف هو تعد على كل مناضلي الجهة إضافــــة إلى كونه لا يمـــت  بصلة إلى العمل النقابي الديمقراطي ولا العمل الحقوقي النزيــــه الذيْن يحترمــان حقّ الاختلاف وحرية التعبير. ـ تدعو كل القوى الوطنية إلى التصدي لمثل هذه الممارسات وتنقية العمل النقابي حتى يساهم في بناء تونس الديمقراطية.
عن هيــــأة الجامعة الكاتبـــــة العامـــة سعــاد القوسامي


عفو عن مساجين بمناسبة عيد الاستقلال


حرر من قبل التحرير في الأحد, 20. مارس 2011 بمناسبة الذكرى الخامسة والخمسين للاستقلال وقّع رئيس الجمهورية المؤقت فؤاد المبزع أوامر بعفو رئاسي عن عدد من المساجين حيث تم إطلاق سراح حوالي 304 وحط العقوبة عن 1707 آخرين،كما تم تمتيع 31 سجينا باسترداد الحقوق. يشار إلي أنه بعد خلع الرئيس السابق أطلق سراح عدد كبير من المساجين الذين سجن أغلبهم على خلفية قانون الإرهاب. كما عرفت عدة سجون مواجهات بين المساجين وأعوان السجن سقط فيها عدد من الضحايا برصاص الأعوان أو بالحرق، وتمكن عدد كبير من المساجين في قضايا حقّ عام من الفرار، مازال كثير منهم محل تتبع، وتعود كثير من الجرائم التي ترتكب حاليا لهذا الصنف كما تذكر بعض المصادر. وعلمنا أن بعض من هؤلاء المساجين تمكن من مغادرة تونس عبر ما يعرف بقوارب الموت.  
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 20 مارس 2011)

في بلجيكا بن علي سيستفيد من قانون أنقذ شارون


تأكد عن طريق الصحافة البلجيكية أن الرئيس المخلوع حاول الحصول على اللجوء السياسي ببلجيكيا وذلك حسب ما أوردته صحيفة «دي مورغن» في عددها الصادر يوم السبت 19 مارس الجاري…  وبينما تحدّث البعض عن أن لجوء المخلوع لبلجيكيا للحكومة التونسية المطالبة بجلبه ومحاكمته على إثر اصدار القضاء التونسي مذكرة جلب دولية في حقه وأفراد من عائلته لكن في الآن ذاته طرح السؤال هل يمكن جلبه ومحاكمته أم أن المخلوع درس المسألة جيدا واختار بلجيكيا لأن طبيعة قوانينها لا تمكن من محاكمته، وهي النقطة التي غابت عن العديدين؟ طلب مدروس «الأسبوعي» سألت الأستاذ لزهر العكرمي حول ما إذا كان المخلوع سيستفيد في بلجيكيا من قانون التتبع على جرائم مرتكبة ضد الإنسانية والذي غيرته عندما طرحت عليها مسألة محاكمة شارون وأنقذته بذلك من التتبع حيث قال المحامي في هذا الشأن «طلب بن علي اللجوء ببلجيكيا مدروس لأن أوروبا تشكل ضمانة في كل الأحوال لكل من يريد أن يتهرّب من مؤسسات العدالة في العالم الثالث كما أن عقوباتها أخف زيادة عن أن ضمانات المحاكمة في أوروبا أكبر وحق الدفاع أكثر رسوخا والسجون موجودة في ظروف أفضل هذا في حالة تساوى التتبع العدلي ونحن نعرف حتى لاجئي غوانتانامو منهم من رفض العودة إلى بلده واختار اللجوء إلى أوروبا خوفا من الاعتبارات السابقة وبن علي سيعمل على الحصول على لجوء سياسي وحماية دون تتبع عدلي وقد يسعى إلى تحقيق ذلك في إطار صفقة يكون جوهرها اقتصاديا سواء بالإعلان عن الأموال أو ارجاعها بدل التسليم الذي سيفضي حتما إلى السجن هذا مع العلم أن انهاء الاختصاص السابق للقضاء البلجيكي الذي أنقذ شارون سابقا وهو ما سيوفر ضمانة بالنسبة إلى بن علي في الإفلات من محاكمة صارت على الأبواب بعد انطلاق مقاضاة عبد الوهاب عبد الله وعبد الله القلال وعبد العزيز بن ضياء..». الاختيار على بلجيكيا وأفاد الأستاذ العكرمي أن السعودية تفكر في التخلص من زين العابدين بن علي لكن شريطة توفر مكان آمن له خاصة أنها أصبحت تتعرّض لضغط داخلي إذ يقول محدثنا «… المنطقة العربية مرشحة لمزيد من الانتفاضات والتغييرات وبن علي أصبح نقطة ضعف للسعودية إذ أصبحت متهمة بإيواء مجرم سابق وأصبحت الدبلوماسية السعودية تبحث عن حلول للخروج من هذا المأزق… كما لا أعتقد أن بن علي يتمتّع بإقامة مريحة، بل هي إقامة على الجمر والأكيد أنه ومساعدوه دائمو التفكير في البدائل والسيناريوهات… زيادة عن أنه لو يقع أي تغيير في السعودية سيؤدي إلى تسليم بن علي لتونس لذلك أصبح يسارع باللجوء السياسي وقد يكون اختار بلجيكيا لأنه لا تربطنا بها اتفاقية تسليم مجرمين وفيها أيضا يمكن أن يفلت من العقاب». خفايا القانون البلجيكي وكان البرلمان البلجيكي قيد سنة 2003 مجال تطبيق قانون يسمح بمحاكمة القادة الأجانب أمام المحاكم البلجيكية على جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية.. وينص التعديل على أن القضايا ذات الصلة ببلجيكيا هي وحدها التي يمكن أن ينظر فيها مباشرة أمام المحاكم البلجيكية وكان تم التقدم بدعاوى قضائية ضد عدد من الزعماء على غرار جورج بوش وآرييل شارون وتم اسقاط القضايا…  
عبد الوهاب الحاج علي (المصدر: جريدة « الصباح الاسبوعي » الصادرة يوم 21 مارس 2011)

تونس تطلب من سوريا تجميد أموال بن علي وأقاربه


حرر من قبل التحرير في الأحد, 20. مارس 2011 قالت مصادر سورية إن الحكومة التونسية طلبت من نظيرتها السورية تجميد الأموال المنقولة و غير المنقولة للرئيس المخلوع زين العابدين بن علي و اقربائه. ونقلت صحيفة الخليج في عددها الصادر أمس الأحد أن السفارة التونسية بدمشق أرسلت مذكرة إلى وزارة الخارجية السورية في الغرض وتوقعت الصحيفة أن ترد الحكومة السورية خلال الأيام القادمة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 20 مارس 2011)

مواجهات بين شباب طبرقة وآخرين قدموا من أجل السياحة


حرر من قبل التحرير في الأحد, 20. مارس 2011 أفاد شهود عيان أن اشتباكات حدثت بعد ظهر أمس الأحد 20 مارس بمدينة طبرقـة بين عدد من السواح التونسيين الذين قدموا من ولاية القصرين في رحلة ترفيهية وعدد من شباب مدينة طبرقة انتهت بمواجهات بين الطرفين وتبادل عنف وتهشيم للحافلات واستعمال أسلحة بيضاء أسفر عنها جرح شاب حسب مصدر طبي.
وحسب ذات المصادر فإن المواجهات تمت على خلفية استفزاز وُجه من قبل الزائرين عبروا عن استغرابهم من بقاء المدينة دون تكسير أو عمليات حرق معتبرين أن بقائها على تلك الشاكلة يعني عدم مشاركتها في الثورة وهو ما اعتبره أهالي مدينة طبرقـة استفزازا أدى إلى تلك المواجهات.
وحسب مصدر مطلع فإن مركز شرطة المدينة الذي تعرض للاعتداء دُوهم من قبل المحتجين لإخراج المشاركين في الرحلة والاعتداء عليهم غير أن توافد حشود المحتجين استدعى حضور الجيش واقتياد عشرات منهم إلى ثكنة طبرقة لحمايتهم والتحقيق مع المشتبه بهم.
هذا وإثر الإفراج عن الجميع جوبهت الحافلات بوابل من الحجارة وتجدد الاعتداءات على المسافرين المغادرين محدثة بذلك حالة من الهلع خرج على إثرها مئات المتساكنين وتعطلت حركة المرور بالشارع الرئيسي. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 20 مارس 2011)


حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ لنرفض العدوان الأطلسي الرجعي العربي على ليبيا


شرعت قوات الحلف الأطلسي منذ مساء يوم السبت 19/03/2011 في شنّ عدوان عسكري ضدّ الشقيقة ليبيا تحت غطاء القرار رقم 1973 الذي ابتزّته دول هذا الحلف الاستعماري من مجلس الأمن بتواطئ من أغلب الدول العربية والاتحاد الافريقي والقاضي بفرض ما سمّي بحضر جوي على هذا البلد. وإزاء هذا التطور الخطير والدراماتيكي للأحداث في منطقتنا يهمّ حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ أن يبيّن للرأي العام الوطني والعالمي ما يلي:
أولا: يذكر الحزب بمساندته غير المشروطة لثورة جماهير الشعب في ليبيا الهادفة لتحرّره من نظام الاستبداد والفساد الذي يتزعّمه العقيد القذافي.
ثانيا: يؤكّد من جديد شجبه للجرائم التي ارتكبها النظام الليبي الدكتاتوري واللاوطني ضدّ المواطنات والمواطنين في ليبيا باستعماله كل أنواع الأسلحة التي تبيّن أنه لم يكن ينوي أبدا توجيهها ضدّ القوى الاستعمارية والصهيونية كما كان يدعيه دائما بل كان يكدسها لتأبيد بقائه في السلطة وتأبيد استعباده للشعب الليبي حتى ولو أدى به الأمر إلى تبذير ثروة ليبيا على الدول الامبريالية وسياستها لنيل رضاهم على غرار ما فعل مع ساركوزي وعلى الأنظمة الرجعية الإفريقية في حين ظل الشعب الليبي يعاني من الفقر.
ثالثا: يدين بوضوح وبشدة العدوان العسكري لحلف الناتو على ليبيا بمشاركة قوات عدد من الأنظمة الرجعية العربية و تواطئ البقية الباقية منها. رابعا: يشدّد حزب العمل على الحقائق التالية:
1- إنّ دوافع هذا العدوان ليس تحرير الشعب الليبي من نظام القمع والارهاب والفساد الذي يعاني منه منذ عشرات السنين واستبداله بنظام وطني وديمقراطي بل إن نوازعه وخلفيته استعمارية محضة لأن دول الحلف الأطلسي تسعى إلى بسط هيمنتها المباشرة علىليبيا لما تزخر به من ثروات ونظرا لموقعها الجغرافي المحوري في الوطن العربي وفي القارة الإفريقية.
2- إنّ هذا العدوان الأطلسي الرجعي العربي يهدّد كذلك بمحاصرة تونس ومصر ثم الإجهاز عليهما بعد أن توصلت الجماهير في هذين البلدين إلى إسقاط زمرتي بن علي وحسني مبارك المغرقتين في العمالة للحلف الأطلسي.
3- إنّ العدد الأكبر من الضحايا التي سيخلفها هذا العدوان سيكون من بين جماهير الشعب الليبي وليس في صفوف الكتائب الإجرامية لنظام القذافي. لأن أي عدوان عسكري لن يكون مطلقا « نظيفا » كما لا توجد أبدا أسلحة « ذكية » لا تلحق الأذى بالمواطنين العزل وتجنبهم القتل وشتى الأضرار الجسدية.
4- إنّ العدوان الأطلسي ـ الرجعي العربي على ليبيا سيعمل وعن قصد على التدمير الممنهج للبنى التحتية في ليبيا تمهيدا لفتح هذا البلد للنهب الامبريالي وإقامة القواعد العسكرية الأطلسية على أراضيه وهو هدف كانت تسعى إليه منذ مدة الولايات المتحدة الأمريكية بالخصوص.
خامسا: يشجب حزب العمل صمت الحكومة التونسية المريب إزاء العدوان الأطلسي الرجعي على ليبيا ويعتبره قبولا به ومساندة له، خصوصا وأنه جاء بعد الزيارة التي أدتها وزيرة الخارجية الأمريكية لبلادنا. كما يجدّد رفضه لكل تسهيلات عسكرية أو تواجد للقوى الأطلسية على أراضي بلادنا وفي مياهها الإقليمية.
وختاما يدعو حزب العمل كل القوى الوطنية والديمقراطية في تونس للوقوف صفا واحدا ضد العدوان الذي ستكون له تأثيرات جد خطيرة على بلادنا. حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ تونس في 20 مارس 2011 قائمة مراسلات حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ info@hezbelamal.org للاتصال بنا : aliradainfo-request@listas.nodo50.org الى SUBSCRIBE  للإشتراك ارسل رسالة فارغة موضوعها  aliradainfo-request@listas.nodo50.org الى UNSUBSCRIBEلفسخ الإشتراك ارسل رسالة فارغة موضوعها  http://www.hezbelamal.org/ موقع حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ  


حركة النهضة تعقد اجتماعا بأنصارها وقواعدها في سوسة


سوسة (وات) خصص الاجتماع العام لحركة النهضة المنعقد أمس الاحد بأحد الفضاءات العامة بسوسة للاجابة عن استفسارات أنصار النهضة وقواعدها بجهة سوسة حول المسائل التي تهم حاضر الحركة ومستقبلها.
وأعلن علي العريض رئيس الهيئة التأسيسية لحركة النهضة أنه سيتم العمل في أقرب الآجال على اصدار جريدة الفجر التي تعكس توجهات الحركة وأفكارها.
واستنكر العريض تعمد البعض تقديم حركة النهضة في صورة فزاعة لتخويف المواطنين من الاسلام السياسي واختلاق مواضيع وصفها بالهامشية كالارث واللائكية بهدف الحياد عن قضايا المجتمع التونسي الآنية.  ومن جهته أفاد عضو الهيئة التأسيسية للحركة وعضو مكتبها التأسيسي سمير ديلو أنه يجري العمل حاليا على الاعداد للمشاركة في انتخابات المجلس التأسيسي مؤكدا أنه لم يتم بعد تحديد موقف نهائي من المشاركة في الانتخابات الرئاسية من عدمها في انتظار نتائج انتخابات المجلس التأسيسي.  وبيّن أن العمل متواصل اليوم بعد تشكيل هيئة تأسيسية مؤقتة وإلى حين عقد المؤتمر قبل موفى فيفرى 2012 على لمّ شمل القواعد وتوزيع الانخراطات والتعريف بالبرامج والافكار.  قال ديلو أن الحركة قبلت المشاركة في الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والاصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي رغم احترازها على تركيبتها وهي متيقظة لكل محاولة انقلاب على مكاسب الثورة.
وأكد استعداد الحركة للحوار مع جميع الاطراف دون تجاوز خطوط حمراء على غرار التشبث بالهوية العربية الاسلامية للبلاد مشيرا إلى قبول حركة النهضة بمجلة الاحوال الشخصية باعتبارها اجتهادا في إطار الشرع (المصدر: جريدة « الصباح الاسبوعي » الصادرة يوم 21 مارس 2011)
 

النقابة العامة للتعليم الثّانوي  بيع القضيّة و مغالطات الخطاب …


يوم السبت 05فيفيري 2011 ، كان الطيب البكوش (صاحب الانقلاب الأبيض على الاتحاد لسنة 1981 و حلقة في سلسلة علاقات صداقة و مصاهرة مع البشير الحميدي و حزمة عبد الرحيم الزواري،،،) دعا التلاميذ ليدوسوا على ما تبقى من كرامة أستاذ التعليم الثانوي ، و بعدها و إلى الآن تعيش المؤسسات التربوية حالة انفلات يشتم فيها الأساتذة و يطردون من الأقسام تحت عبارة « ديقاج » و تخرّب سياراتُهم و توضع المزابل على مكتب الأستاذ في قاعة الدرس و يُنكّل به شتمًا بعبارات جنسية نابية من خلال الكتابات على الجدران …كلّ ذلك و نقابة التعليم الثانوي مكتفية بتحرك محتشم ، رغم أنّ جريمة الطيّب البكوش ستبقى في ذاكرة كل أستاذ تونسي تمت إهانته و ذاكرة كل تلميذ تونسي رأى أستاذه في صورة  » الشلاكة  » البالية ، و رغم أنّ جملة الحالات التي سجلت في العنف ضدّ الأساتذة في تاريخ التربية في تونس قد  لا تمثل شيئا في المستوى الرّمزي مقارنة مع ما آلت إليه الأمور الآن من امتهان و إذلال للأستاذ .  و مع ذلك و برغمه ، و رغم اعتصامين في القصبة لكنس الرموز الفاسدة من الحكومة ، و رغم أنّ ما تجرّأ البكوش على فعله لم يتجرّأ عليه أحد من وزراء بورقيبة و لا بن علي ، فإن البكوش بقي في الوزارة …فتحالفات النقابة العامة للتّعليم الثّانوي و حساباتها صارت أهمّ من كرامة الأستاذ ومن الهيبة التّربويّة و من القيم النبيلة التي طالما كانت أساس علاقة التلميذ بالأستاذ . و أسلوب فرض الأمر الواقع على الأساتذة ، لم يقف هذه المرّة عند البيروقراطية النقابية المعهودة المُلزمة بما يعتبرونه  » انضباطا نقابيّا  » أو حفاظا على المُنظّمة ، لكنّ الخطاب الذي ساد لدى زملائنا النقابيّين في الجهات و في المعاهد هو أن نقد النقابة فيه عداء للثّورة ..فكلّ شيء مسجّل على الثورة ، حتى إذا ارتبط الأمر بالمطالبة بإقصاء وزير فاسد بدأت  تنتشرُ رائحة التفافه على النقابة العامة للتعليم الثانوي في نطاق تحالفات رخيصة لا تخدم الأستاذ في شيء ، و على حساب كرامتهم . لكن أين ستهربون من التّاريخ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ في تاريخ النقابة العامة تاريخ حافل من  » الثورجيّة  » ، بدأ بحسابات كانت لسيء الذكر عبيد البريكي في تحالفات مع النظام البائد و اليسار  » التنويري » مجسما في شخص محمّد الشرفي ، مكّن الدكتاتور بن علي من الانطلاق في تهرئة المنظومة التربويّة بالتركيز على الانطلاق من اجتثاث كل ما هو فكري و استئصال كلّ ماله علاقة بهويّتنا ، و مضى حال تخريب التربية على مدى عقديْن و فعل الدكتاتور الجاهل ما فعله …فأين كانت نقابتنا آنذاك ؟؟ أم أنّ روحها  » الثورجيّة  » تقتصرُ على دعم البيروقراطية النقابية و الوقوف الدائم خلفها ما دامت داعمة لبن علي في كلّ الانتخابات الرئاسيّة ؟وما دامت تُبارك الخوصصة بمقابل تحت الطاولة ؟  ما دامت تتيح لقياداتها امتلاك شركات المناولة ؟ و ما دامت تتاجر بقضايا الشّغّالين ؟؟ ،،، و لنقابة الثانوي في الانتدابات و النقل نصيب في المقايضات القذرة ؟؟
عبر عقدين من الزمن انتُهكت كلّ الحرّيّات في المؤسّسات التربويّة و طُبّق المنشور 108 سيء الذّكر ، و أهينت أستاذات و أطردت تلميذات ،،بل إنّ قسما من الأساتذة بحكم الايديولوجيات تعاونوا مع الإدارة ،،،و هو ما بقينا نعيشه إلى 13 جانفي .. فأين كانت النقابة آنذاك ؟؟ أم أنها تؤمن بحريّات دون حرّيّات ؟ ؟؟ أم أن من وقعت إهانتهنّ لسن من الشعب التونسي؟؟؟
انطلقت الوزارة بعد الثورة في إعادة المتمتعين بالعفو العامّ ، و هذا بفضل ما أهداه للشعب التونسيّ شبابُنا المُقصى المهمّش و المُتآمر عليه من نقابيين فاسدين ،، و هنا أسأل النقابة العامة للتعليم الثانوي : أين كنت حين أُخذ هؤلاء من قاعات الدّرس و من بيوتهم و ألقيَ بهم في قبو الدّاخليّة ثمّ في السّجون و شرّد أبناؤهم و حرموا من الدّراسة و عرفوا الجوع و العراء  و رأوا الويلات و صاروا في اعتبار الجميع  » محلّ شبهة  » ..أليس هؤلاء أساتذة ؟؟؟ فأين كانت  » ثورجيّة  » النقابة ؟؟؟ . لكن أين ستهربون من التّاريخ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
و بعد الثّورة ، لماذا تصرّ النّقابة على معاداة روح الثّورة ؟؟أن روحها  » الثّورجيّة  »  دفعتها إلى الصّمت على الانتدابات المشبوهة ، حتى أنّها باركت إدماج الجميع ممن انتدبوا قبل 14 جانفي 2011 تزكية للوزارة و  » تحقيقا  » لنصر مُبين  » رغم أنّ الأولى بها أن تطالب بتحقيق هويّات هؤلاء و انتماءاتهم السياسية و أساسًا  في كيفيّة انتدابهم دون مناظرات على حساب الآلاف من شبابنا الذين ثاروا بسبب تهميشهم و إقصائهم و تشغيل فئة على حسابهم ؟؟ بماذا نفسّرُ هذا التواطؤ ضدّ إرادة شباب عرّضوا صدورهم للرّصاص ؟؟ ؟ هي انتدابات تمّت على أسس تنقية بوليسيّة تمّ فيها إقصاء كلّ شابّ قال كلمة ضدّ الدكتاتور ،،، و مع ذلك فالنقابة العامة للتعليم الثانوي تتبجّح بانتصار ، هو في الأصل مقايضة سلبية منها و مغالطة لشبابنا العاطل المقهور. . لكن أين ستهربون من التّاريخ ؟ سهى  العياري استاذة  تعليم ثانوي  


من باب العدل والإنصاف أن لا تشمل المصالحة الوطنية كل من أجرم في حق الشعب


قرطاج (وات) بمناسبة الذكرى 55 للاستقلال توجه رئيس الجمهورية المؤقت السيد فؤاد المبزع خلال موكب انتظم أمس الاحد بقصر قرطاج بخطاب إلى الشعب التونسي أكد فيه أن تخليد ذكرى الاستقلال هذه السنة يكتسي طابعا متميزا باعتباره يأتي على إثر قيام ثورة 14 جانفي المجيدة التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالاستقلال في معانيه العميقة وتجلياته الطبيعية وقيمه الكونية. وأضاف أن هذه الثورة هي في جوهرها امتداد لنضالات الشعب التونسي من أجل الاستقلال وهي مظهر من مظاهر الوفاء لارواح شهداء حركة التحرير الذين ضحوا من أجل تونس وعزتها ومن أجل أن يحيى الشعب حياة حرة كريمة. وشدد رئيس الجمهورية المؤقت خلال هذا الموكب الذي حضره الباجي قائد السبسي الوزير الاول وأعضاء الحكومة المؤقتة على أن هذه الثورة تعد محطة تاريخية جديرة بالتخليد كعيد وطني وعلى هذا الاساس فإن يوم 14 جانفي بداية من السنة المقبلة سيكون يوم عيد الثورة والشباب مبينا أن في ذلك جمعا بين القيمتين اللتين يرمز إليهما هذا التاريخ أي الثورة والشباب. وأوضح فؤاد المبزع أنه إذا كان المهم في هذه الثورة قد تم وهو القطع مع النظام الذي كرس الاحادية وسخرها لنهب قدرات الشعب فإن ما ينتظرنا هو التجسيد الفعلي لاهداف الثورة وخاصة تجسيم الانتقال الديمقراطي نحو نظام يستمد شرعيته من الشعب دون سواه ويقوم على التعددية والحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية. وأهاب رئيس الجمهورية المؤقت بكافة أبناء وبنات الشعب التونسي الحفاظ على الوحدة الوطنية والوفاق وجو التآخي والتلاحم الذي تأسس وترسخ في سياق الثورة وأصبح مرجعا في كل ما يتم القيام به من أعمال ورسمه من أهداف وتخطيطه من مشاريع مؤكدا على أن ثورة 14 جانفي تعكس إرادة شعبية واسعة في تحقيق الانسجام مع الاستقلال الذي يسترد في ظلها كافة أبعاده. وأكد السيد فؤاد المبزع أنه من باب العدل والانصاف أن لا تشمل هذه المصالحة كل من أجرم في حق الشعب وثبتت إدانته قضائيا موضحا أن المصالحة الوطنية يجب أن تستند إلى المحاسبة القانونية العادلة والشفافة صونا لحقوق الجميع وحفاظا على مصالح الشعب التونسي (المصدر: جريدة « الصباح الاسبوعي » الصادرة يوم 21 مارس 2011)

تونس: تلويح بانسحاب اعضاء هيئة تحقيق أهداف الثورة.. وتحذير من سيطرة أفراد العائلات ‘البلْدية’ على الحكومة


سليم بوخذير 2011-03-20 تونس ـ ‘القدس العربي’: انتقد حقوقيون وسياسيون في تونس ما وصفوه بـ’محاولة بسط الحكومة سيطرتها’ على الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة، فيما طرح أحد الصحافيين جدلا حول ما قال إنه ‘سيطرة أفراد العائلات ذات الأصول القديمة بالعاصمة على الحكومة وعلى الهيئة’، بحسب تعبيره. وفي تصريح لـ’القدس العربي’ أمس الأحد قال الحقوقي التونسي المعروف محمد النوري: ‘لقد فوجئنا عند دعوتنا للانضمام للهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة
والإصلاح السياسي بأن عدد ممثلي المنظمات والأحزاب الوطنية كان 27 فردا فقط فيما عيّنت الحكومة 42 شخصية أخرى تحت مسمى شخصيات وطنية، مما أعطى غالبية لمن عينتهم’. وأضاف النوري وهو عضو هذه الهيئة بصفته رئيس منظمة ‘حرية وإنصاف’ الحقوقية ‘إننا نعرب عن بالغ تحفظنا من تعيين عديد الأسماء تحت مسمّى شخصيات وطنية دون معايير واضحة فيما اكتشفنا تغييب الحكومة لشخصيات وطنية نعرفها وقدمت الكثير لتونس وكانت أول من صنع الثورة’، مذكرا على سبيل المثال بالصحافي توفيق بن بريك وزهير مخلوف وراضية النصراوي والمنصف بن سالم وغيرهم كثيرون. وأعاب النوري عدم اشراك الجهات الداخلية للبلاد والشباب في هذه الهيئة.
وكانت قادة أحزاب ومنظمات ونقابات التونسية قد شكلوا أواخر الشهر الماضي مجلسا أطلقوا عليه إسم مجلس حماية الثورة، مُسندين له مهمة مراقبة أداء الحكومة وإعداد مجلس تأسيسي وحماية أهداف الثورة التونسية. وأثار تأسيس هذا المجلس وقتئذ تحفظ الحكومة بقيادة الوزير الأول المستقيل محمد الغنوشي، فيما دعت الحكومة المؤقتة الجديدة بقيادة الوزير الأول الحالي الباجي قائد السبسي أعضاء هذا المجلس إلى الانضمام إلى هيئة أخرى شكّلتها بعد ذلك أطلقت عليها إسم الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والإنتقال الديمقراطي، مُسندة مهام رئاستها إلى عياض بن عاشور رئيس لجنة سابقة للإصلاح السياسي كانت شكلتها حكومة الغنوشي.
من جهته قال سمير بن عمر العضو القيادي بحزب المؤتمر من أجل الجمهورية إن حزبه ‘رفض عند مشاركته في الجلسة الأولى لهيئة تحقيق أهداف الثورة النظر في أشغال الجلسة’، مطالبا بتغيير تركيبة الهيئة بعد أن لاحظ تعيين 42 عضوا تحت مسمى ‘شخصيات وطنية يمثلون أغلبية بعضهم ممثلين خفيّين لأحزاب ومنظمات’. وتابع بن عمر أن حزبه لن يقبل بهذه الهيئة إذا واصلت عملها بهذه ‘التركيبة غير المتكافئة’. وحذّر محمد النوري مما وصفه بـ’محاولة تعويم’ مجلس حماية الثورة من خلال ضم أعضائه إلى هيئة تحقيق أهداف الثورة ضمن تركيبة تضمّ غالبية تعيّنها الحكومة
على مقاسها، على حدّ تعبيره. وكان ممثل حركة ‘النهضة’ الإسلامية بهذه الهيئة سمير ديلو قد قاطع جلستها الأولى بعد دقائق من انعقادها احتجاجا على تعيين الحكومة لعشرات الأسماء تحت مسمى ‘شخصيات وطنية’ يشكلون أغلبية الهيئة.
في سياق متّصل انتقد النوري ما وصفه ‘تغييب عدة شخصيات وطنية ليس عن الهيئة فقط بل عن برامج التلفزيونات والإذاعات الوطنية مما يطرح التساؤل عن الجهة التي تقف وراء قرار التغييب هذا والمصلحة من ورائه’.
وتعذر على ‘القدس العربي’ الحصول على تعليق من الحكومة المؤقتة على الإنتقادات الموجهة لطريقة تعيينها لأعضاء هيئة تحقيق أهداف الثورة رغم محاولتنا المتكررة.
لكن ‘القدس العربي’ علمت من مصدر موثوق أن الجلسة الثانية لهيئة تحقيق أهداف الثورة ستعقد غدا الثلاثاء وهي جلسة يُرتقب أن تكون ‘ساخنة وحاسمة’. من جهة أخرى أثار الصحافي لطفي الحيدوري جدلا حول ما وصفه بـ’سيطرة أفراد العائلات ذات الأصول القديمة بالعاصمة على الحكومة المؤقتة وعلى هيئة تحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي’.
وفي تصريح لـ’القدس العربي’ أمس الأحد قال الحيدوري الذي عُرف بانتقاداته
الشديدة لنظام الرئيس التونسي المخلوع: ‘يلاحظ كل متابع دون كبير عناء أن أغلب أعضاء الحكومة، بمن فيهم الرئيس المؤقت والوزير الأول المؤقت وكذلك تركيبة هيئة تحقيق أهداف الثورة، هم من أفراد العائلات ذات الأصول القديمة للعاصمة التونسية المعروفين محليا بإسم البلديّة’. والمقصود بـ’البلْدية’ أبناء العاصمة تونس المتحدرون من عائلات معروفة.
وأضاف الحيدوري قائلا: ‘دون أن يُفهم كلامي هذا على أنه إقصاء لهذه العائلات التونسية من الحياة السياسية أتساءل فقط لماذا هم الذين يحتلون الأغلبية وليس باقي التونسيين؟’. وقال مازحا إن أغلب أعضاء الحكومة والهيئة هم من ضاحية المرسى بالعاصمة، متسائلا ‘هل يعني هذا أن الحافلة رقم 20 هي حصان طروادة للوصول إلى منصب بالحكومة أو عضوية بهيئة تحقيق الثورة؟’.
وتعرف الحافلة رقم 20 بالعاصمة تونس بأنها تختص بنقل سكان ضاحية المرسى
الشماليّة ذهابا وإيابا. وقال الحيدوري ‘كان الصراع داخل الحزب الحاكم سابقا صراع نفوذ وأخشى ما أخشاه هو أن يكون الصراع داخل الحكومة المؤقتة تحوّل إلى صراع عائلات ومحاولة لتغييب عائلات الساحل التونسي في حين يضيع حق ممثلي مدن الوسط والجنوب هم والشباب في أن يُمثلوا رغم أنهم أول من أطلق شرارة الثورة’. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 20 مارس 2011)

تفاصيل جديدة عن آخر لحظات حكم بن علي هذه حكاية «حمام الدم» الذي أفشله قائد طائرة الرئاسة

سر قائمة أرقام الوزراء التي بحوزة المخلوع  

ليلى حاولت ؤنقاذ الطرابلسية..  والمخلوع كان  سيهرب عائلته قبل أن يعود للانتقام من الشعب…!
كثر الحديث في هذه الفترة عن حمام الدم الذي كان يمكن أن تغرق فيه البلاد لولا مبادرة الوزير الأول السابق السيد محمد الغنوشي بالاحتكام الى الفصل 56 من الدستور ثم بعد 72 ساعة مَرّر السلطة لرئيس مجلس النواب السيد فؤاد المبزع.
السيد محمد الغنوشي قال يوم اعلان استقالته أنه أنقذ البلاد من حمام الدم المذكور.. لكن السؤال الذي ظل مطروحا هو، ما المقصود بذلك وكيف تمت العملية، ومن هي أطراف حمام الدم المذكور، الجيش ضد الأمن  الرئاسي أم ضد المواطن؟… ولفك هذا اللغز بحثت «الأسبوعي» في خفايا رحيل الرئيس المخلوع يوم 14 جانفي …
«العائلة ماشية في عمرة»!!

وقد أفادت مصادر مسؤولة في الخطوط التونسية أنه خلافا لما  تداولته عديد الاخبار عن مصاحبة أربع مروحيات لطائرة الرئاسة وحكاية الهبوط  في مالطا ثم ايطاليا للتزود «بالكيروزون» وحكاية رفض فرنسا  قبوله وعائلته، كانت الرحلة  مبرمجة من البداية نحو السعودية حيث أفاد السيد نبيل الشتاوي  الرئيس المدير العام للخطوط التونسية بالقول:« ..عودنا الرئيس السابق بالمراوغة لذلك أعتقد أن خروج عائلته من تونس كان مبرمجا إذ تمت مفاجأتنا بضرورة  اعداد الطائرة لأن عائلته  متوجهة الى البقاع المقدسة لآداء مناسك العمرة.. أما الثابت لدينا أنه كلما  سافرت عائلته الا واصطحبها ويصعد معها الطائرة للاطمئنان عليها ثم يودعها  وينزل… لكنه هذه المرة لم ينزل من الطائرة ويبدو أنه ضعف فعلا  امام ابنه فبقي معه لأنه لم تكن لديه نية السفر في البداية وما يؤكد ذلك هو أنه لم يجلب معه حتى نظاراته وكانت بحوزته ورقة دونت عليها أرقام الوزراء لم يتمكن من قراءتها  عندما كان جالسا  بمكتبه في الطائرة لذلك يضطر في كل مرة لمناداة المضيفة ليطلب منها ان تمليه رقم هاتف الوزير الذي يريد الاتصال به وقد هاتف فعلا رضا قريرة وآخرين وكان في أغلب مكالماته  يسأل  عن الاجواء ويذكر أنه عائد…»
…أما هل كانت الرحلة مفاجئة؟ كل من تحدثنا اليهم وحتى طاقم طائرة الرئاسة الذي نقل كل ما حدث للمدير العام قد تفاجأ بذلك باعتبار أن الطائرة  غير مجهزة بالأكل وغيره من الحاجيات حتى أنه عندما طلبت ليلى طعاما لم تجده.. حيث يقول السيد نبيل الشتاوي: «من بين محتويات الطائرة التي يشغلها الرئيس السابق منذ سنة 2000 والمقسّمة الى غرف والمكتب الخاص به المجهز بالفاكس والانترنات والتلفزة وتستعمل عبر الاقمار الصناعي لكن من حسن حظ الجميع أنه لم يفتح التلفاز ولا أيضا قام بذلك طاقم الطائرة حتى وصوله السعودية وقد حطت الطائرة في المكان المخصص لاستقبال الرؤساء.. وكان المنعرج  الحاسم  عندما  نزل بن علي وطلب من طاقم الطائرة أن ينال قسطا من الراحة في انتظار أن يعود معه الى تونس وعندها بدأ المنعرج  حيث اتصل بي قائد الطائرة وأعلمني أنه شاهد في المطار بجدة قناة الجزيرة وعلم بخلع الرئيس السابق لكنه في الوقت نفسه قد طلب منه البقاء لانتظاره  كما أن الطائرة قد تم تزويدها بالكيروزين عندها طلبت منه أن ينتظر مني مكالمة أخرى ثم اتصلت مباشرة بالسيد محمد الغنوشي وأعلمته  بما قاله المخلوع لطاقم الطائرة فقال لي الغنوشي  حرفيا «..كيف سيعود الاجواء متوترة والامر ليس بتلك السهولة ..ومع ذلك أَمرّرُ لك سي رضا قريرة  وزير الدفاع  فهو الى جانبي لتتفق معه… فقلت لقريرة ما قاله قائد الطائرة وما يتضمنه الموقف من لبس فقال لي:« جيشنا وطني واذا عاد بن علي سيضطر للدفاع عنه وعندها  نتوقع حمام دم…» وكان كل كلامه يوحي بأن العودة في ذلك الظرف أمر غير محبذ  باعتباره القائد الاعلى للجيش الوطني بينما قد خلعه الشعب التونسي، كما أنه في حال امتدت المسيرات  والاحتجاجات للقصر سيكون بالفعل  حمام دم عندها  اقترحت على رضا قريرة حلا  حبّذه الجميع، وهو عودة الطائرة بدونه وفي حال هدأت الاجواء وأريد له أن يعود أو تم الاتفاق  على ذلك نرسل  الطائرة من جديد، وقد كنت على اقتناع بأن رجوع طاقمنا بأقصى سرعة أفضل  طريقة لخلع الرئيس السابق وهكذا وقع تجنيب  البلاد  حمام الدم الذي تحدّث عنه كثيرون»..
ومما يذكر أن الرئيس السابق لم يهرب بل وقع خلعه وتم تجنيب البلاد  المجازر لانه فكر في تهريب عائلته من الزوجة الثانية  والاولى، أما ليلى  الطرابلسي  فقد نبهت بدورها عائلتها  وقبل مغادرتها  اعلمتهم  بالرحيل  وعليهم  تدبّر الامر  ولذلك هب فوج  كبير منهم  نحو مطار تونس قرطاج  قبل وصول  ليلى لمطار العوينة حيث ترسي الطائرة الرئاسية… وما إن أقلعت حتى تغيرت عديد الامور اذ بالاضافة الى ايقاف السرياطي  تمّ  طمأنة بقية الطرابلسية الموجودين بالمطار والذين كانوا موجودين بقاعة  الانتظار وانتابهم  قلق  شديد لكن قوات الأمن  التي كانت تراقبهم  طمأنتهم  وأعلمتهم  أنه تم غلق الاجواء وسيقع نقلهم  الى مطار العوينة حيث ستقلهم  طائرة  C130» وحتى عندما صعدوا في الحافلة  لم يكن في علمهم أنه سيقع نقلهم الى قاعدة العوينة  وأنهم وقعوا في «المصيدة»  بعد أن تعرّض قائد الطائرة «ليون»  لطارئ صحي وقال إنه يرفض نقل هؤلاء في رحلته وفي انتظار احضار البديل اتخذ قرار غلق المجال  الجوي وحل موعد حظر الجولان .
أما «أخبث» طرف في عائلة الطرابلسي فهو بلحسن فقد حجز لعائلته على متن رحلة عادية يوم 14 جانفي  بينما فرّ بحرا ليشق البحر الأبيض المتوسط  بواسطة يخته صحبة أفراد عائلته وكان مجملهم  6 أشخاص حط جميعهم  «ببالارمو»  وتنقل  اثنان منهم الى تركيا وآخران لفرنسا  والبقية  نحو اسبانيا وانطلاقا من  هذه البلدان الثلاثة تجمعوا في كندا.. هذه بعض من أسرار آخر الأنفاس في حكم بن علي في انتظار الكشف عن تفاصيل أخرى… علما وأن الطائرة الرئاسية كان على متنها  المخلوع وزوجته  وابنه وخطيبها واثنان من الخدم الفليبيين وايضا زوجة عادل الطرابلسي الذي توفي في المستشفى العسكري…
 عبد الوهاب الحاج علي (المصدر: جريدة « الصباح الاسبوعي » الصادرة يوم 21 مارس 2011)

بعد ظهور «مروان» الابن غير الشرعي للرئيس المخلوع 19امرأة تتقدم لإثبات الأمومة ومذيعة مشهورة على الخط!


 ما إن ظهر الشاب مروان على قناة حنبعل الجمعة قبل الماضي ليعلن أنه ابن الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي وسرد حكاية هرسلته من قبل «الطرابلسية» واتهامه بالجنون… والإيقافات المتكرّرة له والسجن حتى ارتعدت عديد الفرائص، إذ تعاطف معه العديدون بينما تقدمت 19 امرأة للمحكمة وطالبن بإجراء تحليل للتثبت ما إن كان مروان ابن إحداهن وهو ما يحيلنا على حقيقة مرّة مفادها أن المخلوع «زير نساء» وأنجب عديد الأطفال خارج الزواج… المهم مروان خضع لتحليل الدم بدوره وسيقع مطابقة ذلك بباقي العينات المأخوذة لهؤلاء النسوة.. أم مروان «اللغز» وبالإضافة إلى النساء اللائي تقدمن للتحليل طغت على السطح حكاية المذيعة السابقة بالتلفزة التونسية كانت لها علاقات بالمخلوع وشقيقه المنصف بن علي ويرجّح أيضا أن تكون أم مروان إذا تبين عدم تطابق دمه مع أي من النساء البالغ عددهن 19. الأستاذ «أحمد الباطيني» الذي تبنّى قضية مروان تلقى أيضا ليلة الجمعة قبل الماضي اتصالا هاتفيا من سيدة تطلب منه التخلي عن القضية وذلك مباشرة بعد ظهورمروان في «المسامح كريم» وقال الأستاذ الباطيني لـ«الأسبوعي» «… فوجئت بسيدة تقول لي من الأفضل لك أن تتخلى عن القضية حتى لا تشوّه سمعتك ومن مصلحتك وحماية لمستقبلك أن تتخلّى عن القضية لأن مروان كاذب ومجنون ومتحيّل، ولما قلت لها من أين أتيت برقمي، قالت لي إنها مطلعة على كل شيء في تونس ولما سألتها عن مصلحتها من ذلك وما إذا كانت متضرّرة من القضية قطعت المكالمة…». لمصلحة من؟ وأفادنا الأستاذ الباطيني أن هذه السيدة حادثته بلغة امرأة قوية حتى ساورته الشكوك بين ليلى بن علي أو المذيعة التي تقيم بدورها في إحد البلدان الخليجية علما وأن رقم الهاتف المذكور 00971505952457 وهو رقم هاتف جوال لشخص يقيم في الإمارات… أما ما يهم الأستاذ الباطيني حاليا فهو على حد قوله «.. لم يعد يهمنا إن كان بن علي والد مروان أم لا بقدر ما يعنينا الكشف عن الذين غطوا عن هذه المسألة وعن أسباب اخفائها ومن المتضرّر من ورائها ولصالح من؟…».  عبد الوهاب (المصدر: جريدة « الصباح الاسبوعي » الصادرة يوم 21 مارس 2011)

مهندس انقلاب 7 نوفمبر كمال اللطيف يكشف المستور عن: أخطاء الهادي البكوش.. وما فعله عبد الله القلال في الباجي قائد السبسي


 
كشف كمال اللطيف أحد أبرز مساعدي الرئيس المخلوع للوصول الى الحكم سنة 1987 في حديث لمجلة «L’express F.R» نشر منذ أيام أنه اقترح بعد ثورة الخبز في 1984 على الوزير الأول آنذاك محمد مزالي الاتصال بزين العابدين بن علي الذي كان وقتها سفير تونس بفارصوفيا ليعينه في مهمة أمنية وفعلا عينه مزالي مديرا للأمن الوطني ثم أصبح كاتب دولة فوزيرا للداخلية وفي 2 أكتوبر 1987 أصبح وزيرا أول لكنه لم يفلح في اقناع المحيطين ببورقيبة اذ دخل في صراع معهم وكانوا ينوون إقالته وتعويضه بمحمد الصياح عندها بدأ يتحرك للانقضاض على الحكم…
 وذكر كمال اللطيف الذي كانت له علاقات واسعة بالأطراف الفاعلة خلال المرحلة البورقيبة أن «بن علي» (الذي أصبح صديقه) أتصل به وأعلمه بما قالته له سعيدة ساسي (ابنة أخت بورقيبة) كما أتصل بالهادي البكوش وزير الشؤون الاجتماعية آنذاك ومحمد شكري الذي كان في وزارة الداخلية مكلفا بمتابعة نشاط «سعيدة ساسي» لفائدة بن علي والحبيب عمار (الحرس الوطني(.
واعترف كمال اللطيف للصحيفة المذكورة أن كل هذه الأسماء اجتمعت مع بن علي حتى وقت متأخر من احدى الليالي… وأفاد أيضا أنه اعلم الجميع بأن بورقيبة لم يعد قادرا على ممارسة مهامه الرئاسية مبرزا أنه لابد من تدارك الوضع وطلب من بن علي الأخذ بزمام الحكم وقال إنه طلب من بن علي أن يستأثر بالحكم باعتباره وزيرا أول وقد كان في البداية مترددا مثل الهادي البكوش بينما كان الحبيب عمار على استعداد لفعل ما يجب فعله…
.. التدخل لدى سفارة أمريكا
وأشار كمال اللطيف الذي كان يقف وراء كل التغيرات التي عرفتها البلاد سنة 1987 الى أن المنعرج في «انقلاب 7 نوفمبر» كان يوم تقابل بن علي مع بورقيبة حيث لم يجد القبول الجيد فاتصل به واجتمعا لوحدهما وأعلمه (كمال اللطيف طبعا) أنه لا فائدة من مزيد الانتظار وقال أيضا إنه توسّط له لدى السفير الامريكي بتونس ليقنعه بأن المحيطين ببورقيبة يريدون اقصاء بن علي لأنه حليف للولايات المتحدة وذلك بغاية تعـطـيـل تعـييـن الصياح وزيرا أول مكانه…
وذكر أنه بدأ الإعداد لازاحة بورقيبة اذ تكفل الحبيب عمار حسب قوله ببعض المسائل التقنية والفنية وحرّر الهادي البكوش بيان 7 نوفمبر ليلة 6 نوفمبر ثم تحقق ما أرادته هذه المجموعة…
مواصفات الرئيس
وفي إجابة عن سؤال وجهته له المجلة جاء فيه : دفعت برجل الى الحكم وأنت تعرف أن بن علي لا يملك الذكاء ولا أيضا  مستوى رئيس  دولة؟ قال كمال لطيف بأن بورقيبة كان مريضا وكانت البلاد في وضع درامي والتغيير فرض نفسه ولابد من أن يتم ذلك في إطار احترام الدستور وهو ما مكّن بن علي من افتكاك الحكم باعتباره الوزير الأول وقال إن كل شيء كان على ما يرام في البداية إذ وعد بمناخ ديمقراطي… وقال كمال اللطيف أنه بفضل علاقاته ونصائحه أمكن لبن علي أن يتجاوب مع الطبقات السياسية والمجتمع المدني (المستقلّين والمنشقّين ومناضلي حقوق الانسان…) واعتقد الجميع أن صفحة جديدة فتحت في تاريخ تونس.
الهادي البكوش والتعددية
سؤال آخر على غاية من الأهمية حول أسباب فشل انتخابات سنة 1989؟ قال كمال اللطيف أن المسؤولية يتحملها الهادي البكوش الذي لا يؤمن بالتعددية وأيضا عبد الله القلال الذي كان آنذاك وزيرا للدفاع والشاذلي النفاتي وزير الداخلية وعبد الرحيم الزواري أمين عام التجمع في تلك الفترة..
وقال كمال اللطيف أنه منذ بداية التسعينات تضاعفت الايقافات التي استهدفت في البداية الاسلاميين ثم المدافعين عن حقوق الإنسان وبعد ذلك كل من عبّر عن اختلافه مع السياسة المعتمدة… وواصل حديثه واصفا أن المنعرج الحقيقي في سياسة بن علي تزامن مع تعيين عبد الله القلال وزيرا للداخلية سنة 1991 الذي أقنع بن علي بوجود تهديدات ارهابية، وكانت تلك السنة أيضا التي عرفت اصدار قانون يستهدف مباشرة الرابطة التونسية لحقوق الإنسان..
كما أشار كمال اللطيف إلى أن عبد الله القلال ألّب  بن علي على الباجي قايد السبسي (رئيس الحكومة المؤقتة حاليا) وأقنعه بأنه حليف الفرنسيين لأن الأمن اكتشف طردا قادما للباجي قايد السبسي يحتوي كتابا لرجل سياسة فرنسي يتحدث عن الديمقراطية.
خيبة أمل
وأما كيف انقلب عليه بن علي، يقول كمال اللطيف أنه اختلف مع الرئيس المخلوع حول زواجه من ليلى الطرابلسي التي كانت عشيقته منذ سنة 1984 وكان متيما بها حيث طلق زوجته الاولى سنة 1992 وتزوج بليلى، مبرزا أنها لا يمكن أن تكون زوجة رئيس وحذره من أشقائها إلا أنه لم يهضم هذا الكلام وأعلم ليلى بأن كمال اللطيف ضدها وهو ما جعلها تنقلب عليه… وتحدث أيضا كيف أصبح يلاحقه بن علي وضيق عليه الخناق بواسطة عبد الله القلال وحرق مكتبه سنة 1996 كما منعه من استقبال ضيوف أجانب وعزل الوزراء الذين زاروه في مكتبه أو بيته حتى بلغ به الأمر الى إيقافه، في المقابل ومنذ دخولها القصر بدأت ليلى تمسك بزمام الأمور ووضعت في صفها عبد الوهاب عبد الله وعبد العزيز بن ضياء وعبد الله القلال… حيث أصبحت ليلى من يسيّر كل شيء وظهرت عائلتها التي أقصت الجميع وأصبح بن علي ينفّذ طلباتها بما في ذلك حتى الأم (والدة ليلى) التي أخذت نصيبها في النهب وسرقة أموال الشعب. (المصدر: جريدة « الصباح الاسبوعي » الصادرة يوم 21 مارس 2011)
 

دفاعا عن كرامة تونس واستقلالها


احتفال التونسيين بأيامهم المجيدة في كل سنة ليس مجرد طقس بروتوكولي مثلما أريد له أن يكون فيالعهود السابقة بل مناسبة للتذكر والاعتبار، وفي ذلك يتنزل احتفالنا يوم الأحد 20 مارس بذكرىالاستقلال.
فالاستقلال بالنسبة إلى التونسيين عنوان لتحرير الأرض وتطهيرها من دنس المحتل الأجنبي بعد ملحمةنضالية كشفت روح الفداء الكامنة في هذا الشعب وتوقه إلى الحرية. لذلك كان التحول سلسا بعد الاستقلال من النظام الملكي الى النظامالجمهوري الذي أراده التونسيون تجسيدا لسيادتهم. فالتحرر من الهيمنة الاجنبية كان مدخلا أساسيا لتحقيق السيادة الوطنية وإقرار سيادةالشعب.
لكن الثقة العمياء التي منحها التونسيون لزعيمهم وملهم نضالهم الحبيب بورقيبة سهلت عليه سرقة سيادتهم منهم وتحولت الجمهورية الىنظام استبدادي حلّ فيه ملك مستنير مكان الملك البالي، إلى حين اخراجه من الحكم بتلك الطريقة المهينة التي عايش التونسيون تفاصيلهافجر السابع من نوفمبر 1987.
ولم يشذ الجالس الجديد على عرش قرطاج عن مسار سابقه مع اختلاف بسيط لكنه جوهري بينهما حيث حلّ مكان الملك المستنير ملكجاهل .. فالأول أحاط نفسه بكوكبة من أهل الفكر والرأي حتى وإن أجرموا في حقه وفي حق البلاد بصمتهم المتخاذل عن تجاوزاته. فيحين خلق التالي حالة من التصحر حوله أردفها بالانفتاح على كل من بخس ثمنه لتصبح البلاد نهبا للصوص والانتهازيين وقطاع الأمل.
وكان من الطبيعي والحال كذلك أن ينهار صرح تم تشييده على الباطل أمام زحف مواكب الشهداء الأكرم منا جميعا الذين وهبوا ربيعحياتهم هدية غالية للوطن وللحرية.
وفي غمرة النخوة العارمة بما تحقق للتونسيين في 14 جانفي 2011 والانتشاء بما أحدثته ثورتهم من هزات ارتدادية دكت معاقلالاستبداد في محيطنا، جاءت زيارة وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون خلال الاسبوع المنقضي لبلادنا لتعيد الإلقاء بنا في جحيمالحيرة والسؤال : أين نحن من معاني الاستقلال النبيلة بما تمثله من تحرر من الهيمنة الأجنبية ومن إعلاء لراية الشعب المنتصر المعتزبنفسه، وقوة أمريكية تنتهك حرمة وزارة خارجيتنا وهي وزارة سيادة وتتصرف داخلها كما لو كانت تتصرف في أرض أمريكية أو فيمستعمرة تابعة لواشنطن، وتهين صحفيينا الذين تحولوا لتغطية الندوة الصحفية للسيدة كلينتون ؟
أين نحن من اعتزازنا بكرامتنا الوطنية والكلاب المدربة الأمريكية التي نالت نصيبها من إهانتنا ؟
أين نحن من سيادتنا الوطنية ووزير خارجيتنا يتقدم لنا بالاعتذار … نيابة عن سيدته الأمريكية التي كانت تجلس مبتسمة إلى جانبه ؟ أيّةهيبة لدولتنا في مثل هذا الحال ؟
نفهم ان البعض من مسؤولينا الذين قد يغريهم دفء كراسيهم الوثيرة، قد يؤثرون الصمت بحثا عن الدعة والمنفعة والسلامة مثلما فعلوافي مساراتهم السابقة. أما نحن في هذه الصحيفة العمومية المحررة التي عادت لتنطق باسم الشعب الكريم وبنبضه، فلن نتخلى عن القيام بواجبنا في الدفاع عنكرامة تونس واستقلالها.
زياد الهاني
افتتاحية جريدة « الصحافة » ليوم الثلاثاء 22 مارس 2011 http://journaliste-tunisien-110.blogspot.com/2011/03/blog-post_5791.html  

الثورة في تونس:إصلاحات برجوازية أم تغيير جذري


1 ـ من قام بالثورة الثورة التونسية التي إنطلقت يوم 17 ديسمبر 2010 وأطاحت يوم 14 جانفي 2011 بالدكتاتور زين العابدين بن علي ولئن كان سببها المباشر والظاهر هو حادثة محمد البوعزيزي إلا أن أسبابها الحقيقية تتجاوز ذلك وتمتدّ عميقا في الواقع الإقتصادي والسياسي والإجتماعي للعمال ولفئات وشرائح واسعة من الشعب أصبحت رافضة لنظام قائم على الدكتاتورية والقمع ومصادرة الحريات وكذلك غير قادرة على مواصلة العيش في ظل الإنهيار المتواصل لأوضاعها على كل المستويات نتيجة الإستغلال الفاحش والتفقير والبطالة والإقصاء والتهميش الذي أنتجته السياسات المتبعة المملاة من البنوك العالمية ومن إتفاقيات الشراكة غير المتوازنة.
واقع الإستغلال والبؤس وغياب الحريات الذي تعمق في السنوات الأخيرة إضافة لتأثيرات الأزمة الراسمالية أدى إلى حصول إنفجارات إجتماعية على إمتداد الثلاثة سنوات التي سبقت الإطاحة بالدكتاتور كانت أبرزها إنتفاضة البلدات المنجمية في 2008 وكلها أشرت إلى أن وضع الإستغلال واللاتوازن في التنمية بين الجهات وواقع الإضطهاد والتفقيروغياب الحريات أوضاع لم تعد  قابلة للإستمرار و تهدّد بالإنفجار في كل حين وتراكم ولئن ببطء لحالة من الرفض الشامل للسياسات القائمة قد تقود إلى إحتجاجات أعنف وأشمل.
لقد كانت كل الأوضاع تدفع في إتجاه إنفجار كبير.
وكما في كل ثورة كان لابد من شرارة تنطلق لتعلن أن التراكم أقصاه فتندفع الجماهير إلى خوض صراعها مع مستغليها وقامعيها متخلصة من خوفها المستبطن واعية و بالملموس وتدريجيا قوتها ولا تتوقف في صراعها دون أن تبلغ هدفها المباشر. هكذا كان مسار ثورة الحرية والكرامة فمن حادثة البوعزيزي وإنتفاض مدينة سيدي بوزيد تطورت الأوضاع بسرعة لتتحول الإحتجاجات والمعارك مع النظام الدكتاتوري إلى ثورة شاملة أطاحت بالدكتاتور في أيام معدودة.
ثورة الحرية والكرامة والتي إنطلقت عفوية كانت ثورة قطب طبقي سحقه الإستغلال والقمع طيلة أكثر من عشريتين ووحدته موضوعيا مصالحه الطبقية في وجه مستغليه وقامعيه. الكتلة الطبقية التي ثارت مطالبة بتحقيق مطالبها الإجتماعية والسياسية كتلة دفعت بها الإختيارات الإقتصادية والسياسية للطبقة البرجوازية التابعة المرتبطة بإقتصاد السوق والمتحكمة بكل دوليب الدولة وأجهزتها إلى أن تعيش حالة إفقار مطلق  وصل في قطاعات منها إلى حد أصبح لا يطاق وهو ما مكنها وإبان الثورة من أن تخوض صراعها بكل تصميم وإصرار.
القطب الطبقي الذي قام بالثورة هو الشعب هو هذه الكتلة الطبقية الممثلة بالعمال والمعطلين الشباب وشرائح عديدة من البرجوازية الصغيرة المدينية المفقرة والتي إنحدرت أوضاعها المعاشية وأصبحت شبيهة إلى حد كبير بأوضاع العمال.
إن ثقل البؤس الذي تعيشه الجماهير المكونة لهذا القطب الطبقي وحدّة القمع الذي كانت تعانيه وإنسداد أي آفاق أمامها لتجاوز واقعها المتردي هو الذي دفع إلى كل ذلك النشاط الثوري الذي إنخرطت فيه والذي تصاعد بوتيرة سريعة وأدى إلى أسقاط نظام بن علي .
لكن وبرغم كل تلك التعبئة وكل ذلك الإصرار فإن الجماهير لم تتمكن وأثناء نشاطها الثوري من وعي ضرورة التنظم في وجه عدوها الطبقي وتجاوز عفويتها والتسلح بأداة ثورية تمكنها من التعبير عن مطالبها في برنامج سياسي جذري يتمثل هذه المطالب ويؤمن لها أكثر ما يمكن من العوامل كي لا يتوقف نشاطها الثوري أو يتلاشى.
إن ثورة الحرية الكرامة كانت ثورة تتقدم دون أداة منظمة للجماهير ودون برنامج سياسي واضح. 2 ـ قطب طبقي غير منظم ودون برنامج سياسي. لئن بدا تصميم الجماهير كبيرا على الإطاحة بنظام بن علي منذ أن توسعت الإحتجاجات وعمت مختلف أنحاء البلاد إلا أن هذا التصميم وهذا النشاط سرعان ما تراجعا وإنحدرا ما إن سقط رأس النظام حيث لم تتمكن الجماهير من وعي أن مهماتها لم تكن تستهدف فقط راس النظام بقدر ما كان تستهدف النظام القائم برمته وأن مصالحها الجوهرية لا يمكن تحقيقها إلا إذا واصلت نشاطها الثوري وربطت مطالبها السياسية بمطالبها الإقتصادية وهو ما يعني إستهداف كامل النظام السياسي والإقتصادي القائم.
هذا التوجه ولئن بدا جنينيا في الأول في وعي الجماهير و عبرت عنه بجملة من الشعارات كما ببعض حالات التنظم الذاتي إلا أنه بقي مراوحا ولم يتطور. لم تع الجماهيرأنه لابد لها لإنجاز مهمات ثورتها من أن تخلق ومن داخل حركتها ذاتها أداتها التنظيمية المستقلة وبرنامجها السياسي المتمثل لمصالحها بإعتبارهما ضرورة لابد منها لمواصلة الثورة حتى تحقيق أهدافها.
غياب هذا الوعي كان أحد أهم نقاط الضعف في الثورة و نقطة الضعف هذه هي التي أتاحت لبقايا النظام هامشا كبيرا للمناورة لوقف الثورة في البداية والإلتفاف عليها فيما بعد.
لقد غاب عن الجماهير أن العامل الذي لابد منه للإستمرار في الثورة وقطع الطريق على بقايا النظام والقوى البرجوازية والليبرالية والإصلاحية والبروقارطية النقابية لترميم نظام الدكتاتورية هو أن تتسلح الجماهير الثائرة نفسها في الأحياء والمصانع وفي كل أماكن تواجدها بسلاح التنظم الذاتي من أجل الإدارة الذاتية لكل مناحي الحياة ومن أجل خلق حالة من إزدواجية السلطة.
تنظم الجماهيرالذاتي في شكل لجان مواطنية مقاومة لعنف الدولة وسيطرتها ومتشبثة بمواصلة الثورة وتجذيرها ولئن نشأ في شكل جنيني في بعض المدن والبلدات الصغيرة الداخلية كما في العاصمة وفي المدن الكبرى ووصلت إليه الجماهير عن طريق تجربتها الذاتية في المواجهة إبان صعود نشاطها وتحديدا في الأسابيع الثلاثة التي سبقت الإطاحة بالدكتاتور وفي فترة قصيرة لاحقة عقب ذلك مباشرة لما حاولت العصابات المسلحة من بقايا النظام بث حالة من الفوضى والخوف والرعب بإستهداف المواطنيين بالقتل عشوائيا في محاولة للتمهيد لبعض رموزالنظام الأشد دكتاتورية وفسادا للعودة للحكم فإنه خبا بمرور الوقت ولم يتطور إلى شكل من الإدارة الذاتية المواطنية لكل دواليب الشأن المحلي والجهوي في ما عدى تلك التحركات التي فرضت تراجع الحكومة عن تعيين ولاة ومعتمدين من التجمع الدستوري والتي هي بدورها لم تكن حركة شاملة ولم تستهدف الوزارات وكل الإدرات والمصالح العمومية أو تنظيم اعتصامي القصبة الأول والثاني وإعتصام صفاقس والتي أشرت وخصوصا الإعتصام الثالث الذي وقع تعليقه غداة تولي الباجي قايد السبسي رئاسة الوزراء  إلى دخول هذه اللجان في وضع من الإرباك نتيجة غياب تصور واضح لمهامها ولبرنامجها السياسي والناتج عن تأخرها في التوحّد تنظيميا وسياسيا والإعلان عن نفسها كقيادة للثورة.
هذا الضعف أتاح من جهة لجبهة بقايا النظام أن تخرج من حالة الفراغ التي كانت تتخبط فيها وان تجر إلى أرضيتها أغلب القوى السياسية سواء من اليمين أو اليسار كما أتاح أيضا بروز لجان حماية الثورة في أغلب الجهات وهي لجان مكونة في أغلبها من نقابيين وناشطين سياسيين من كل الإتجاهات ظهرت عقب تشكل جبهة 14 جانفي و مجلس حماية الثورة إلا أنها وفي أغلبها لجان لم تظهر عنها إلى حد اليوم أي مبادرة نضالية مركزية ولم تنخرط في التعبئة لمواصلة الثورة بشكل واضح.
إن الأمر المهم والذي لابد من تدعيمه والدفع في إتجاهه هوأن تحافض هذه اللجان الجهوية والمحلية والقطاعية على إستقلاليتها تجاه جبهة 14 جانفي وتجاه مجلس حماية الثورة واللذان ظهرا بالملموس أنهما ليسا على أرضية مستقلة على كل قوى الإلتفاف وأن ترتبط أكثر باللجان الشعبية المواطنية وأن تتجاوز وضعية اللامركزة التنظيمية والسياسية بالمبادرة بعقد مؤتمر وطني للجان الشعبية والمجالس المحلية والجهوية لحماية الثورة تنبثق عنه وثيقة سياسية برنامجية مثمثلة لمهام اللجان وأهداف الثورة لسحب البساط من كل قوى الإلتفاف. هذا هو المطلوب الأن من هذه المجالس وهذه اللجان  لتجسيم شعار الثورة المستمرة ولمواجهة جبهة اليمين  ومواصلة إنجاز مهام الثورة .
نقطة الضعف الثانية والتي كان لها دور كبير في تمكين بقايا النظام من الإلتفاف على الثورة هي عدم قدرة القوى السياسية التي تنسب نفسها لليسار وللتقدمية كما المعارضة النقابية صلب الإتحاد العام التونسي للشغل والتي تعتبر نفسها معنية بالثورة وبإستمرارها على الإستقلال عن جبهة أعداء الشعب جبهة اليمين والإستناد إلى قوى الثورة الحقيقية والعمل معها وفي صلبها والدفع في إتجاه بروز القطب الطبقي القائم بالثورة وصاحب المصلحة في مواصلتها وتحقيق مهماتها بوصفه قطبا طبقيا منظما وببرنامج سياسي جذري.
فجبهة 14 جانفي مثلا ولئن شكل ظهورها ومن الناحية السياسية حدثا مهما في سياق الثورة بإعتبار أنها وإلى حد ما كانت تمثل إحدى الإجابات المطلوبة لتجاوز الضعف التنظيمي والسياسي الذي عليه قوى الثورة وهو ما أشر له بيانها التأسيسي إلا أنها وبحكم رهانات مكوناتها المؤثرة وإصلاحيتهم ووسطيتهم لم تقدر لا على الإرتباط بقوى الثورة ولا على المحافضة على إستقلاليتها على المستوى السياسي عن جبهة اليمين المكونة من بقايا النظام وداعميه البيروقراطية النقابية والقوى الإصلاحيةوالبرجوازية لما قبلت بالعمل على قاعدة أرضية المجلس الوطني لحماية الثورة وهي مبادرة خططت لها ونفذتها بقايا الدكتاتورية مع البيروقراطية النقابية.
إن إلتحاق مكونات جبهة 14 جانفي ولو كمكونات بهذا المجلس الذي  يظم أحزابا وهيئات وجمعيات من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار لا يمكن موضوعيا أن تجمع بينها جامعة  لايعني  سياسيا غيرأنها لم  تعد معنية بأرضيها التي صدرت في بيانها الأول وأنها تخلت عن برنامجها وإلتحقت بجبهة اليمين التي رتبتها اللاشرعية حكومة الغنوشي السابقة وخليفتها حكومة الباجي قايد السبسي ورئاسة الجمهورية التي نُصب فيها فؤاد المبزع بالإستناد إلى جهازي البوليس والجيش وجهاز الدكتاتورية الدستوري وأداته الساقطة دستور 1959 .
موقف المعارضة النقابية وتفويضها للمركزية البيروقراطية في أن تكون صاحبة الموقف الأخير من سياسة الإتحاد العام التونسي للشغل في علاقة بالثورة وبقوى الثورة وباللاشرعية وعدم إستقلاليتها عنها وسحب البساط منها لصالح موقف مستقل عن جبهة اليمين ديمقراطي  ومنحاز للثورة ولقواها ودافع في إتجاه النضال ضد الإلتفاف عليها وتوقيفها مثل أيضا نقطة ضعف كبيرة سهلت موضوعيا ولصالح بقايا النظام هامش المناورة لأعادة تنظيم  جهازها السياسي وفرض حالة الأمر الواقع على قوى الثورة والإلتفاف على شعاراتها ووقفها دون تحقيق أهدافها. إن نقل المعركة اليوم إلى داخل الإتحاد العام التونسي للشغل من أجل إستقلال التيار النقابي المعارض عن البيروقراطية النقابية وعزلها وتحجيم دورها وإرتباط هذا التيار بقوى الثورة لهو من أوكد مهمات المعارضة النقابية الديمقراطية.
لذلك نقول أن القطب الطبقي الذي قام بالثورة مازال إلى اليوم قطبا غير منظم ولا يمتلك برنامجا واضحا للتعبير عن مصالحه ولمواصلة ثورته في بعديها السياسي والإجتماعي.
إن جنين الأداة والبرنامج موجودان وتمثلهما من جهة اللجان الشعبية والمجالس المكونة في الجهات ومن جهة أخرى المعارضة النقابية فماعلى اللجان والمجالس الشعبية إلا وعي أنه عليها المبادرة بإعلان نفسها كهئة وطنية موحدة لمواصلة الثورة وما على المعارضة النقابية محليا جهويا وقطاعيا غير المبادرة بإستقلاليتها عن البريوقراطية النقابية وإعلان إنحيازها الصريح لقوى الثورة.
إن ما ينطبق على المعارضة النقابية ينطبق على القوى اليسارية الجذرية التي مازالت لم تحسم أمرها في علاقة بتواجدها في جبهة 14 جانفي وفي مجلس جماية الثورة وفي مستوى قبولها بالعمل على أرضية جبهة اليمين. إنه مطروح عليها هي أيضا تجاوز وسطيتها والحسم نهائيا في هذه الهيئات والإستناد للقطب الطبقي الذي قام بالثورة  والعمل في صلبه ومع قواه الحقيقية. إنها فرصتها التاريخية للإرتباط بالجماهير والإنغراس في الحركة الشعبية. إن موقعها الطبيعي يجب أن يكون إلى جانب قوى الثورة.
إن من يرفع شعار التصدي للإلتفاف على الثورة ومن يعتبر نفسه معني بالثورة ومواصلتها وينسب نفسه للقطب الطبقي صاحب المصلحة في إستمرارها حتى تحقيق أهدافها لابد أن يكون على أرضية مستقلة على كل قوى الإلتفاف. إن المراوحة والوسطية والتاخر عن حسم الأمر لصالح قوى الثورة لا تعني في الأخيرغير الوقوف في صف الثورة المضادة صف جبهة اليمين. 3 ـ من أجل أداة ثورية وبرنامج ثوري لإستكمال الثورة أثبت تطور الأوضاع في تونس منذ إندلاع الثورة إلى الآن أن حصر الثورة في بعد واحد من أبعادها ألا وهو البعد السياسي و رؤيتها كثورة لا يتعدى أفقها المطابة بالديمقراطية السياسية وترك أمرالترتيب لها و إنجازها بيد حكومة الباجي قايد السبسي ومن إلتحق بمشروعها من الأحزاب والهيئات والشخصيات المدعوة وطنية هو أفق لم ولن يحقق شيئا من مطالب الجماهير السياسية والإقتصادية والإجتماعية فدمقرطة الدولة وتكريس التداول على السلطة لا يعدو أن يكون إلا تدعيما لهيمنة الطبقة صاحبة النفوذ الإقتصادي ومالكة وسائل الإنتاج ولحلفائها الإمبرياليين  وأقصى ما يمكن أن يأتي به هذا المسارهو قوانين مبتورة وبرلمان برجوازي سيشرّع كما كل البرلمانات البرجوازية لسيادة الطبقة البرجوازية التابعة على كل مجالات الحياة . إنه من قبيل الأوهام الإعتقاد أن الثورة التونسية أو الثورات في البلدان التابعة في القرن الحادي والعشرين هي ثورات ديمقراطية أي برجوازية الطابع أوالتعويل على البرجوازية أوالبرجزازية الصغيرة في إنجاز مهماتها. لقد ثبت ذلك تاريخا وفي عديد الأماكن من العالم  كما أن واقع الثورة التونسية نفسه يؤكد أنها ثورة سياسية إجتماعية ذات مهام تتجاوز الحريات السياسية إلى مهام ذات طابع إقتصادي وإجتماعي تستهدف النظام الرأسمالي والدولة البرجوزية وما المهام ذات الطابع الديمقراطي الصرف إلا مهام تحل في إطار عام وأشمل أي في إطار برنامج إنتقالي  يشمل ما هو سياسي وما هو إقتصادي وإجتماعي  برنامج يتمثل المهمات الحقيقية للثورة ومطالب القطب الطبقي طاحب المصلحة الفعلية فيها.
إن حصر الثورة في بعدها السياسي لن يحل مسألة التشغيل ولن يحل مسألة اللاتوزن التنموي بين الجهات ولا معضلة الحيف القائم في تنظيم الجباية ولن يحل مسألة الإستثمارالأجنبي ولا مسألة الشراكة مع الدوائر ألإمبريالية ولا مراجعة الخصخصة في قطاعات التعليم والصحة … إلخ .
إن مهمات ثورتنا هي مهمات إنتقالية وبرنامجها برنامج إنتقالي وقواها الطبقية التي قامت بها هي ذلك القطب الطبقي الذي تتعارض مصلحته جوهريا سياسيا وإقتصاديا مع مصلحة الطبقة البرجوازية التابعة ودولتها وكل مؤسساتها. ليس ذلك فقط بل إن برنامجها ومصالح قواها تتعارض كذلك مع برامج كل القوى الإصلاحية البرجوازية الصغيرة والتي لمسنا ومنذ اللإطاحة بالدكتاتور بن علي كيف أنها إنتقلت إلى لعب دور المعيق لتقدم الثورة وإستمرارها وكيف إستسلمت وركنت للمساومات الرخيصة والمناورة مع بقايا  نظام الدكتاتورية متخلية عن الثورة وعن الحركة الشعبية.
إن الثورة الثونسية وبوصفها إحدى الثورات التي تحدث في بلد حيث يرزح الشعب [الطبقة العاملة وجمهور المعطلين ومهمشي المدن من الكادحين  وفئة البرجوازية الصغيرة المدينية والريفية المفقرة والقريبة في أوضاعها المعاشية من أوضاع العمال] تحت سيطرة  دكتاتورية برجوازية طفيلية مرتبطة بالإمبريالية فإن مصالح هذه الكتلة الطبقية التاريخية والمباشرة متناقضة جوهريا مع مصالح مستغِلِيها وحلفائهم وبالتالي فهي في تعارض كامل مع طبيعة النظام الرأسمالي وطبيعة دولته بإعتبارهما السبب في كل ماهي عليه من إستغلال وقمع وتهميش وتفقير وإستبعاد . لذلك نرى أن إلتقاء هذه الكتلة الطبقية في النظال ميدانيا وتوحدها في وجه عدوها الطبقي هو الذي أدى إلى إسقاط الدكتاتوروطبع ثورة الحرية والكرامة بذلك الطابع الطبقي الواضح برغم غياب  القيادة والبرنامج الثوريين .
إن مهمة بناء الأداة الثورية والبرنامج الثوري ومن داخل قوى الثورة لهو اليوم المهمة المركزية في عمل الثوريين للإستمرار في الثورة وقطع الطريق على كل قوى التي تفعل على الإلتفاف عليها.
إن قوى الثورة اليوم لهي في حاجة لهذه الأداة ولهذا البرنامج ومصلحتها المباشرة تقتضي منها كما تفرض على كل القوى السياسية الثورية المعنية بالثورة وكل المجموعات الثورية المعارضة لجبهة اليمين أن تسير في نفس الإتجاه لأن الإستمرار في الثورة وإستكمال مهماتها وإنجاز برنامجها الإنتقالي لا يكون إلا إذا تجاوزت قوى الثورة عفويتها وتشتتها وقدرت على التوحد و إستتقلت تنظيميا وسياسيا.
إنه مطروح اليوم على اللجان الشعبية وعلى مجالس حماية الثورة وعلى المعارضة النقابية الديمقراطية وعلى القوى الثورية المعنية بالثورة وبمواصلتها كما على كل المجموعات الثورية المعارضة لجبهة اليمين أن تعمل على التكتل سياسيا وتنظيميا على قاعدة برنامج الثورة في قطب طبقي مستقل عن جبهة بقايا النظام والبيروقراطية النقابية والليبراليين والإصلاحين وكل الإنتهازيين.
إن ذلك لهوالخطوة الأولى والتي لابد منها لأستنهاض الجماهير من جديد للنضال من أجل تحقيق مطالبها ولإعادة قاطرة الثورة إلى طريق التغيير الجذري طريق الثورة وليس طريق الإصلاحات البرجوازية البائسة. ــــــــــــــــــــــ بشير الحامدي تونس 21 مارس 2011  


هل أخطا هانتينجتون في صراع الحضارات؟


منير حداد GMT 22:00:00 2011 الأحد 20 مارس  نشر صامويل هانتينجتون، أستاذ العلوم السياسية بجامعة هارفارد، مقالا في مجلة « فورين افارز » سنة 1993 بعنوان « صراع الحضارات؟ » أكد فيه أن الصراعات و الحروب التي سيشهدها العالم خلال العقود المقبلة لن تكون إيديولوجية كما كان الحال سابقا بين الرأسمالية و الشيوعية و قبلها بين الليبرالية و الديمقراطية من جهة و النازية و الفاشية من جهة أخرى، وإنما ستكون صراعات أساسها الثقافة و الدين. كما خص هانتينجتون بالذكر المسلمين باعتبارهم الطرف الذي سوف يكون الغرب في صراع معه، خلافا لأتباع باقي الديانات الأخرى، مثل أتباع الكونفشيوسية في الصين و الهندوس و البوذيين. و كان دليله على ذلك أن المسلمين يتميزون بعدائهم لفكرة الوطن و أن تقاليدهم و ثقافتهم تعادي أسس الديمقراطية الغربية المبنية على حرية اختيار الفرد – بما في ذلك خيار عدم الإيمان أو تغيير المعتقد – و الفصل بين الدين و السياسة، مما يحمي الأقليات ضد طغيان الأغلبية.
 أثار مقال هانتينجتون الذي تم طبعه في كتاب في ما بعد، مع حذف علامة الاستفهام من العنوان، جدلا واسعا على اعتباره يروج للكراهية و للحروب الدينية و كيل الكاتب بمكيالين عندما خص المسلمين دون سواهم بالمعادة للحرية و قيم الديمقراطية. كما وفرت الانتفاضة الأخيرة للشعوب العربية فرصة لمراجعة مقولات هانتينجتون.
 هذا ما جاء، على سبيل المثال، في مقال نشره « دافيد بروكس » بتاريخ 3 مارس الجاري في صحيفة « نيويورك تايمز » بعنوان « مراجعة صراع هانتينجتون. »  كتب دافيد بروكس: « ادعى هانتينجتون بان العرب ليسو وطنيين في المقام الأول و إنهم في الغالب لا يتوقون للديمقراطية و التعددية، كما هو الحال في الغرب. لكن الأحداث الأخيرة تشير إلى أن بعض الظروف هي التي لم تكن سانحة للتعبير عن هذه التطلعات لدى العرب… لذا رأينا في الأسابيع الأخيرة أناسا يضحون بأنفسهم للمطالبة بالتعددية و الديمقراطية في هذه الربوع. » و أضاف:  » اعتقد أن هانتينجتون أخطا في تعريفه للثقافة و يبدو انه لم يقدر حق قدرها قوة القيم السياسية العالمية، كما بالغ في التأكيد على الخصوصية الثقافية… »
 و الحقيقة أن هذا النقد لا يبدو منصفا في حق هانتينجتون. فأولوية الأمة على الوطن لم يختلقها هو و إنما هي أساس العداء، خلال العقود الأخيرة، بين القوميين من جهة و الإسلاميين من جهة أخرى الذين يعطون الأولوية للأمة. مرشد الإخوان المسلمين في مصر الذي يعلن على الملا انه يفضل أن يرأس البلاد مسلم من دولة أخرى على مواطن يتبع ديانة أخرى لم يكن يعبر عن رأي شخصي و إنما عن قناعة راسخة لدى أغلبية، و إلا لما جلبت تصريحاته كل هذه الضجة. و يمكن أن نقول نفس الشيء عن العداء للحرية الفردية و اعتبار الديمقراطية تشبها بالكفار. و هذا ما أكدت عليه استطلاعات الرأي لمؤسسة « بيو » حيث تبين أن 41% من المصريين لا يؤمنون بالديمقراطية كأفضل نظام للحكم و أن 84% منهم يؤيدون قتل المرتد، أي المواطن الذي يخالفهم الرأي في الدين.
 و عندما يكتب برووكس:  » من الواضح اليوم أن الشعوب العربية لا تختلف عن الشعوب الأخرى في توقها للحرية » فهو لا يناقض هانتينجتون بالضرورة لان هذا الأخير لم ينكر وجود شرائح تتوق للحرية في الدول العربية و الإسلامية، و إنما تحدث عن الأغلبية. ثم من قال إن أغلبية الذين شاركوا في الاحتجاجات الأخيرة يؤمنون بالحرية و الديمقراطية بالمفهوم المتعارف عليه في عالم اليوم؟ أتباع الشيخ القرضاوي الذين رفضوا السماح للشاب وائل غنيم إلقاء كلمة في ميدان التحرير لا يؤمنون بطبيعة الحال بالحرية كما نفهمها نحن. و أتباع الإخوان الذين التحقوا متأخرا بركب الثورة لا يؤمنون بالديمقراطية التي تأتي بالمرأة أو بالمسيحي لرئاسة الدولة كما لن يقبلوا بأية تشريعات صادرة عن برلمان منتخب ما لم تحظى هذه التشريعات بمصادقة « مجلس الفقهاء » حسبما ورد في برنامجهم الراقي المنشور على الانترنت. فهل أخطا هانتينجتون أم أصاب؟
 ربما الأهم بالنسبة للعرب و المسلمين اليوم مراجعة النقاط التي أصاب فيها هانتيتنجتون عين الصواب، أي العوامل التي جعلتهم استثناء عالميا و أخرت انتفاضتهم من اجل الحرية و الديمقراطية لعقود، مقارنة لا فقط بشعوب أوروبا الشرقية و إنما أيضا بشعوب أمريكا اللاتينية و حتى شعوب إفريقيا جنوب الصحراء، حيث توفرت أسس الانتخابات الحرة في عدد من دولها. كما يتوجب التنويه بان مخاطر سرقة الثورة تجعل من الأهمية بمكان العمل على أن تكون الشرائح الملتزمة بمبادئها مثل الشباب و النساء و الأقليات ممثلة التمثيل الكافي في الأجهزة و اللجان التي تم إنشاؤها مؤخرا لحمايتها و ترجمة طموحاتها على ارض الواقع، و إلا فلن يكون حال الجماهير العربية التي انتفضت مؤخرا بأفضل من حال الشاب المصري وائل غنيم الذي سرق حراس الشيخ القرضاوي أحلامه في الحرية في ميدان التحرير بالقاهرة.   M5432112@hotmail.com (المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا) بتاريخ 20 مارس 2011)
الرابط

http://www.elaph.com/Web/opinion/2011/3/هل-أخطا-هانتينجتون-في-صراع-الحضارات؟_a640240.html?entry=homepagewriters    

مع شخصيات سياسية ودبلوماسية وقبلية قادة بالجيش اليمني ينحازون للثورة

 


 
أكد العشرات من ضباط الجيش اليمني انضمامهم إلى ثورة الشباب المتواصلة منذ أسابيع، وكذلك فعلت قيادات سياسية وقبلية يتصدرها شيخ مشايخ قبيلة حاشد صادق الأحمر الذي دعا إلى رحيل هادئ للرئيس علي عبد الله صالح عن السلطة.
فقد أعلن قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية وقائد الفرقة المدرعة الأولى اللواء علي محسن صالح الأحمر تأييدَه ودعمه وضباط وأفراد قواته لثورة الشباب السلمية ومطالبها، مؤكدا في الوقت نفسه أنها ستؤدي واجباتها غير منقوصة في حفظ وحماية العاصمة صنعاء وأي منطقة توجد فيها إلى جانب القوات المسلحة اليمنية.
وفي كلمة مسجلة بثتها الجزيرة، قال الأحمر إنه اتخذ هذا الموقف استجابة لتطورات الميدان ولرغبة زملائه من القادة وضباط الصف والجنود ونظرا للأوضاع التي وصلت إليها البلاد ومخافة اندلاع حرب أهلية في اليمن.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن الفرقة المدرعة الأولى بالجيش اليمني تمركزت في مداخل ساحة التغيير في صنعاء لحمايتها، بينما شهدت شوارع المدينة انتشارا أمنيا كثيفا تزامن مع حملات للتفتيش.   من جانبها وصفت وكالة يونايتد برس الأحمر بأنه مقرب من جماعة السلفيين في اليمن وكان أحد أذرع الرئيس في الحروب ضد جماعة الحوثيين في شمال البلاد.
كما أعلن قائد المنطقة العسكرية الشرقية اللواء الركن محمد علي محسن انضمامه إلى ثورة الشباب السلمية، وكذلك فعل قائد اللواء 310 بمحافظة عَمران العميد حميد القشيبي.
وأعلن العميد ناصر علي الشعيبي انضمامه مع 59 ضابطا آخرين من حضرموت إلى الاحتجاجات المطالبة بتغيير النظام، كما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مراسلها في صنعاء أن عشرات الضباط من رتب مختلفة أعلنوا تباعا أمام المتظاهرين انضمامهم إلى الحركة الاحتجاجية المستمرة منذ نهاية يناير/كانون الثاني الماضي.
تأييد سياسي وقبلي
وبالتوازي مع هذه الانشقاقات العسكرية، تواصل انحياز قادة سياسيين وقبليين للثورة حيث أعلن الشيخ حِمْيَر الأحمر النائب الأول لرئيس مجلس النواب اليمني انضمامه إلى ثورة الشباب السلمية.
كما أعلن صادق الأحمر شيخ مشايخ قبائل حاشد التي ينتمي لها الرئيس اليمني عن تأييده لحركة الاحتجاج المطالبة بتغيير النظام، ودعا الرئيس إلى « خروج هادئ ومشرف »، معربا عن استعداده للقيام بمبادرة في هذا الشأن.
وكان سفير اليمن في دمشق قد استقال من منصبه ومن الحزب الحاكم، كما أكد السفير اليمني في الأردن شائع محسن دعمه لمطالب الثورة السلمية، ودان كل أعمال القمع والتنكيل ضدّ المعتصمين في ساحة التغيير، وأعلن السفير عبد العزيز المخلافي الأمين العام لغرفة التجارة العربية الألمانية تأييده للثورة. وأعلن كل من محافظ عدن أحمد القعطبي, ووكيل محافظة لحج ورئيس فرع المؤتمر الحاكم برفان عادل المسعودي استقالتهما وانضمامهما إلى المطالبين بإسقاط النظام.
وكان ثلاثة وزراء وعدد من المسؤولين والدبلوماسيين قد أعلنوا استقالاتهم احتجاجا على استخدام العنف ضد المتظاهرين، الأمر الذي دفع الرئيس اليمني إلى إقالة الحكومة بأكملها أمس الأحد.
وألقى ذلك بمزيد من الضغوط على الرئيس اليمني خاصة بعد أحداث الجمعة التي شهدت سقوط 52 قتيلا وأكثر من 120 جريحا عندما هوجم المتظاهرون في ساحة التغيير بالرصاص الحي. وأعلن صالح حالة الطوارئ لمدة 30 يوما كما قرر إقالة الحكومة لكن ذلك لم يكن مرضيا سواء للداخل أو حتى الخارج، حيث أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الاستخدام المفرط للقوة من قبل السلطات اليمنية، وحثها على وقف العنف ضد « متظاهرين سلميين يطالبون بمزيد من الحرية والديمقراطية وحرية التعبير » كما طالبها بإجراء « إصلاحات واسعة وجريئة ».   في الوقت نفسه اعتبر المسؤول الدولي أن قيام الرئيس اليمني بإقالة الحكومة « لا يعتبر الحل المناسب للعنف » مطالبا بضرورة الشروع في عملية للحوار الشامل.            (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 21 مارس 2011)

هروب 58 مليار دولار خارج مصر


 عبد الحافظ الصاوي-القاهرة   على مدار الفترة بين عامي 2000 و2008 استطاع لوبي الفساد أن يهرب نحو 58 مليار دولار من الأموال غير المشروعة خارج مصر، وفق بيانات تقرير صادر عن منظمة الشفافية الدولية.
وجاءت مصر -وفق هذا المؤشر- في المرتبة الثالثة على مستوى منطقة الشرق الأوسط.
صرح بذلك الخبير المالي والمصرفي نبيل حشاد خلال ندوة بعنوان « هروب الأموال المشروعة وغير المشروعة وأثرها على مستقبل الاقتصاد المصري » التي نظمتها الجمعية العربية للبحوث الاقتصادية مساء الأحد.
وأشار حشاد إلى أن ثورة 25 يناير كشفت فسادا هائلا في معظم مؤسسات الدولة وخصوصا في ما يتعلق بمجال الأعمال، كما كشفت عن تحقيق الفاسدين ثروات هائلة وغير مسبوقة قدرت في مجملها بمئات المليارات إن لم تكن تعدت التريليون جنيه مصري.   مؤشر الفساد
وتخوف حشاد من أنه إذا أعيد النظر في ترتيب مصر على المؤشر العالمي للفساد فإنها ستحتل المرتبة 170 وليس المرتبة 70، وذلك في ضوء ما تم الكشف عنه من فساد بعد ثورة 25 يناير.
وتوقع أن تخرج الأموال المشروعة -المقصود بها تلك الأموال التي تستثمر في قنوات رسمية سواء مشروعات عينية أو سوق الأوراق المالية- خلال الفترة القادمة ما لم تستقر الأوضاع الاقتصادية وتتجه الأمور إلى كسب ثقة المستثمرين المحليين والأجانب.
أما الأموال غير المشروعة فقد أكد حشاد أنها كانت تخرج من مصر قبل الثروة عبر طرق مختلفة منها تزوير مستندات الاستيراد والتصدير، أو من خلال تجارة الشنطة. وكانت تودع في مجالات بعيدة عن المؤسسات المصرفية والمالية، ويعاد غسلها ثم دخولها للأسواق العالمية مرة أخرى ولا تعود إلى مصر. وعن عودة الأموال المهربة غير المشروعة إلى مصر، اشترط حشاد وجود ثلاثة عوامل مكتملة هي: إرادة سياسية لدى الحكومة المصرية بعد الثورة للعمل على عودة هذه الأموال، وتحديد الآليات الفنية التي سيتم اتباعها للاسترداد، والتركيز على التعاون الدولي مع الدول التي هُربت إليها هذه الأموال خاصة أن مصر وقعت على اتفاقية الأمم المتحدة عام 2003 لمكافحة الفساد التي دخلت حيز التنفيذ عام 2005.
وعن تأثير الأموال المهربة على مستقبل الاقتصاد المصري، طرح حشاد عدة آليات منها التخفيف من حدة الفساد في الممارسات الاقتصادية وغيرها من الجوانب الحياتية في مصر، والاستفادة من كفاءات المصريين في الداخل والخارج، وعدم التعويل كثيرا على عودة الأموال غير المشروعة التي هربت خارج مصر.   وأضاف أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر محمود منصور إلى هذه الآليات ضرورة محاكمة عادلة لرموز الفساد وإعلان إدانتهم عالميا، حتى يعلم الجميع بحجم الجرم الذي ارتكبه هؤلاء الفاسدون في حق مصر، وكذلك الامتناع عن السلبيات التي ساعدت على ممارسات الفساد.   تأخر القرار
وأشار الخبير المصرفي إسماعيل صيام إلى أن الأموال المهربة من مصر مع بداية الثورة وحتى رحيل الرئيس حسني مبارك بلغت 8 مليارات دولار، وذلك بسبب تأخر قرارات البنك المركزي الخاصة بالقيم المسموح بتحويلها للخارج.
وأكد أن العديد من المؤسسات لا تزال تعمل بنفس اللوائح والنظم السابقة التي لا تصلح لمرحلة ما بعد الثورة, كما أن إدارات الجهاز المصرفي لم تغيير بعد الثورة، وكذلك لا تزال نفس السياسات الحاكمة للعمل المصرفي مستمرة.
أما أستاذ الاقتصاد بمعهد التخطيط القومي الدكتور سمير مصطفى فأكد أن الأموال غير المشروعة تم تهريبها إلى الخارج بشكل يستعصي على الفهم، فالمضاربات في البورصة المصرية كانت مقصودة، وكذلك هروب رجال الأعمال للخارج.            (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 21 مارس 2011)

ليبيا تدعو لحجب الصور عن الجزيرة

 


رصدت الجزيرة حديثا بين مسؤول في وكالة أسوشيتد برس الأميركية ومسؤولين ليبيين يطلبون فيه حرمان الجزيرة تحديدا من الاستفادة من الصور التي تبثها الوكالة لعمليات القصف على طرابلس.
وتضمن حديث المسؤول الليبي تهديدا بوقف بث تلك الوكالات لو تمكنت الجزيرة من نقل الصورة من خلالهم مرة أخرى.
جاء الحديث في لقطة تلفزيونية سجلت بدون قصد في موقع تصوير بطرابلس بدا خلالها المسؤول الليبي يوجه أمره بالعربية بمنع الجزيرة من الاستفادة من الصور لفني موجود بالمكان, ثم يقوم الأخير بنقل فحوى الطلب الليبي إلى مسؤول غربي بالوكالة الأميركية كان يحضر في عين المكان.
يُشار إلى أن أنصار الزعيم معمر القذافي شنوا حملات تشويه ضد قناة الجزيرة منذ اندلاع مظاهرات الغضب يوم 17 فبراير/ شباط الماضي تلاه حجب لموقع الجزيرة نت.
وتطور الأمر ليتحول إلى تشويش منهجي ومتواصل على بث القناة اعتبارا من 20 فبراير/ شباط من موقع يتبع الاستخبارات الليبية في طرابلس.
كما تحتجز السلطات الليبية منذ عدة أيام أربعة من مراسلي الجزيرة، هم لطفي المسعودي (تونسي الجنسية) وأحمد فال ولد الدين (موريتاني) والمصوران عمار الحمدان (نرويجي) وكامل التلوع (بريطاني).
ويوم 12 الجاري اغتيل رئيس قسم التصوير بالجزيرة الزميل علي حسن الجابر في كمين نصبه مجهولون في بنغازي أثناء عودته من مهمة تصوير في مناطق المواجهة بين الثوار وكتائب القذافي.            (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 21 مارس 2011)

مصيدة الحظر الجوي


عبد الباري عطوان 2011-03-20 لا يستطيع المرء وهو يتابع سقوط الصواريخ الأمريكية مثل المطر فوق مدن ومواقع ليبية، والحملة الدعائية المكثفة التي تصاحبها، الا ان يتذكر العراق والقصف الجوي ‘السجادي’ الذي استهدفه مرتين، الاولى تحت ذريعة تحرير الكويت في مطلع عام 1991 والثانية بحجة تدمير اسلحة الدمار الشامل في آذار (مارس) عام 2003، أي قبل ثماني سنوات بالتمام والكمال.
صحيح ان المجتمع الدولي لا يستطيع ان يقف موقف المتفرج، بينما يذبح الزعيم الليبي معمر القذافي وكتائب أبنائه الدموية الشعب الليبي دون رحمة، ولكن لا يسع المرء الا ان يتوقف عند الانتقائية الغربية في التدخل عسكريا لحماية ثورات عربية بعينها، وتجاهل أخرى بالكامل.
الولايات المتحدة الامريكية، وبدعم من بريطانيا وفرنسا، وبغطاء من الجامعة العربية، وبمشاركة دولتي قطر والامارات العربية المتحدة، اطلقت 112 صاروخ كروز كدفعة اولى من حاملات طائراتها في المتوسط تحت ذريعة حماية المدنيين الليبيين، ولكن ماذا عن المدنيين الذين قتلتهم هذه الصواريخ، اليسوا ليبيين أيضا، أم ان الذبح على أيدي عصابات القذافي حرام، بينما الذبح بالصواريخ الامريكية حلال؟
قبل الاستطراد اكثر، ومنعا لسوء الفهم، نحب ان نؤكد اننا ومنذ اليوم الاول كنا مع الثورة الليبية، مثلما كنا، وما زلنا، مع كل الثورات العربية الاخرى، ونعتبر نظام العقيد القذافي الاسوأ في تاريخ ليبيا في كل عصوره، ونشعر بالغثيان كلما شاهدنا ابناءه الفاسدين المفسدين يتبجحون في تهديداتهم لأبناء شعبهم، وكأن هؤلاء عبيد، وليبيا مزرعة لهم، ينهـــبون ثرواتـــها مثلما وكيفما يشاؤون، ولكننا لا يمكن ان نقتنع للحظة واحدة، بأن هذا التدخل العسكري الغربي يأتي حرصا على الشعب الليبي، وانما على نفطه وخيراته، والا لماذا هذا الصمت المريب على المجازر التي يتعرض لها الشعب اليمني تحت سمع العالم وبصره، هل لأن اليمن لا يوجـــد فيه نفـــط، أم لأن الشــعب اليمــني، مثله مثل الشعبين الفلسطيني واللبناني لا يستحق الحماية أم الاثنين معا؟ ‘ ‘ ‘ نشعر بالحنق الممزوج بالمرارة، ونحن نرى السيد عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية ‘يعترض’ على القصف الذي تقوم به قوات التحالف الغربي ضد الاراضي الليبية، مؤكدا ان هذا القصف يختلف عن الهدف من فرض الحظر الجوي، وهو حماية المدنيين، وليس قصف مدنيين اضافيين. فالسيد موسى الذي أيد التدخل الاجنبي حتى قبل اجتماع وزراء الخارجية العرب لبحثه في مقر الجامعة، في حديث موثق أجرته معه مجلة ‘دير شبيغل’ الالمانية، يريد أن يتملص من التبعات الكارثية لموقفه هذا، الذي اتخذه في الوقت الضائع من فترة رئاسته للجامــعة، وعلى أمل الفوز في انتخابات الرئاسة المصرية المقبلة. نعم الهدف من الحظر الجوي هو حماية المدنيين، كل المدنيين الليبيين دون استثناء، ومنع استخدام العقيد القذافي للطائرات لترويع شعبه وارتكاب مجازر في حقه، ولكننا نرى الانتقائية الغربية لا تتوقف عند الثورات العربية، وانما تمتد الى الشعب الليبي نفسه، فالليبيون الاسرى لدى النظام الليبي، باختيارهم او رغما عنهم، يعتبرون أشرارا في نظر التحالف الغربي وقادته، ويستحقون القتل.
نحن نعيش مرحلة من الكذب والتضليل لم نر مثلها الا قبل التدمير الامريكي للعراق، تشارك فيها مؤسسات اعلامية عربية وأجنبية عملاقة، وكان مفاجئا بالنسبة لنا، ونحن نقرأ ونسمع عن طـــائرات العقـــيد تقصف المدنييـــن الابرياء العزل في بنغازي والبيضاء وطبرق ومصراتة، ان نشاهد طائرة تابعة للثوار تسقط بصاروخ او بدفاعات ارضية فوق طرابلس، ولذلك من حقنا ان نتساءل عما اذا كان الحظر الجوي يشمل ايضا الطائرات التابعة للثوار الليبيين؟ لا نعرف كم سيعمر العقيد معمر القذافي في السلطة، ولا نستطيع ان نتكهن بمدى قدرته على الصمود، لان الشعب الليبي اذا ما قاتل فعلا العدوان الاجنبي مثل اشقائه في العراق وافغانستان والصومال، فانه لن يقاتل من اجل ان يحكمه الزعيم الليبي، او من اجل توريث الحكم لابنائه، وانما لانه يملك تراثا عريقا ومشرفا في مقاومة المستعمرين الغزاة لارضه والمنتهكين لعرضه وكرامته الوطنية.
ما يجري حاليا في ليبيا هو غزو صريح لتغيير النظام الحاكم بالقوة المسلحة على طريقة المحافظين الجدد، ورئيسهم جورج بوش، لان الزعيم الليبي استنفد اغراض بقائه، وتم عصره حتى النقطة الاخيرة، وحان الوقت من وجهة نظر الغربيين الى التخلص منه مثل اي منديل مستعمل، ولهذا ركبوا الثورة الليبية وعملوا على استغلالها وتوظيفها لمصلحتهم.
الم يعد الغرب، وبريطانيا وامريكا بالذات، تأهيل النظام الليبي بعد دفعه التعويضات لضحايا لوكربي (ثلاثة مليارات دولار) وايداع كل فوائضه المالية (200 مليار دولار) في البنوك الاوروبية والامريكية؟ الم تفرج بريطانيا التي تقود حاليا العدوان على ليبيا عن عبد الباسط المقرحي المتهم بتفجير طائرة لوكربي مقابل عودة شركة ‘بريتش بتروليوم’ العملاقة للعمل بشكل اقوى في ليبيا وحصولها على عقود استكشاف عملاقة.. الم يقل سيف الاسلام القذافي ‘ولي عهد’ النظام الليبي بان توني بلير رئيس وزراء بريطانيا الاسبق وفيلسوف المحافظين الجدد كان صديقا شخصيا للعائلة، وكان يقيم في منزل اسرته في كل مرة يزور فيها طرابلس الغرب؟ ‘ ‘ ‘ فاذا كان هذا الغرب المنافق الحريص على الشعب الليبي، والمروج للديمقراطية وحقوق الانسان صادقا في نواياه واقواله فلماذا لم يشترط حدوث التغيير الديمقراطي في ليبيا مقابل رفع الحصار واعادة العلاقات الدبلوماسية مع النظام الليبي؟
بعد ان يهدأ الغبار، وتنجلي الحقائق على الارض، ربما نرى ليبيا مقسمة او مجزأة او مصوملة، لا نستغرب اشتعال نيران الحرب الاهلية، وتحول ليبيا الى دولة فاشلة مثل الصومال والعراق وافغانستان واليمن، وهي اشياء لا نتمناها، ولكن الم تكن هذه هي نتيجة اي تدخل غربي في جميع دول الشرق الاوسط، بل حتى في البلقان ايضا؟
تنظيم ‘القاعدة’ الذي يخشاه الغرب يزدهر في الدول الفاشلة التي يقيمها الغرب بتدخلاته العسكرية، فقد حط الرحال في العراق والصومال واليمن بسبب هذه التدخلات، او انحياز ديكتاتورياتها للمشاريع الغربية، ولا بد ان زعيم تنظيم ‘القاعدة’ يفرك يديه فرحا وهو يرى ليبيا تسقط لقمة سائغة في احضان تنظيمه بعد التدخل الغربي. وعلى اي حال فالتنظيم على بعد مرمى حجر من ليبيا، وفرعه في المغرب الاسلامي هو الاقوى حاليا بعد نظيره في اليمن.
التدخل الامريكي في ليبيا سيكون دمويا غير معروف النهايات والنتائج، فقد خسرنا مليون شهيد في العراق في تدخل مماثل، ويعلم الله كم سنخسر في هذه الحرب الجديدة، حيث يعيد التاريخ نفسه، وحيث تتكرر الادعاءات والاكاذيب نفسها. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 20 مارس 2011)

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.