TUNISNEWS
8 ème année, N° 2596 du 02.07.2007
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ــ فرع بنزرت:بـــــيـــــان إلى الرأي العام – عينة من تعذيب سجين ووالدته الرابطـــة التونسيـــة للدفـــاع عن حقــــوق الإنســـان:بيـــــــــان 1 الرابطـــة التونسيـــة للدفـــاع عن حقــــوق الإنســـان:بيـــــــــان 2 الرابطـــة التونسيـــة للدفـــاع عن حقــــوق الإنســـان:بيـــــــــان 3 الإتحاد العام لطلبة تونس:بـيـان الشبكة العربية لحقوق الإنسان:يجب على المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر ألا يتواطأ على قمع الصحافة وحقوق الإنسان في تونس الحوار نت: السجين السياسي كريم الهاروني يشن اضرابا مفتوحا عن الطعام عائلة السّجين السّياسي التّونسي عبد الكريم الهاروني :هذا ما حصل لدى زيارتنا لعبد الكريم كلمة: فاز بفارق 100 صوت:الصيد ينغّص عطلة التجمّعيين عبد الله الزواري: حصاد الأسبوع الصباح: في أريانة:اغتصبها 12 شابا أحدهم مصاب بالسيدا الصباح: في شاطئ سلقطة بقصور الساف:ضبط 10 «حرّاقة» ومركب صيد مسروق الصباح: بين ثروة «بيل غيتس» والهجرة إلى إيطاليا:ماذا يتمنى التونسي لو فتح في وجهه باب العرش؟ نصر الدّين بن حديد:«الجمعيّة الثقافيّة التونسيّة للدفاع عن اللاّئكيّة»:أزمة «الحمل»، صعوبة «الطلق» واستعصاء «الوضع»!!!!! « صوت الشعب »:التعليم الأساسي:إضرابات ناجحة وحركة نضالية متصاعدة، ولكن.. ! « صوت الشعب »:قطاع التعليم الثانوي:ما لم يُنشر عن « إمضاء الاتفاق » ! « صوت الشعب »:الشركة التونسية لصناعة العجلات STIP:طرد 214 عامل عشية عيد العمال صـــابر التونسي: إلى السيدة سلوى الشرفي عبد المجيد الحواشي: أزمة اليسار التونسي: جمود جيليّ و »نضالية » تضعه في غير معسكره العرب اليوم: رباط المنستير ..حصن المرابطين والأغالبة والفاطميين رشيد خشانة: طهران تشن « هجوما وديا » على المغرب العربي شوقي عريف: غوردن براون والعراق وورقة القاعدة باسط بن حسن: وقائع ملجإ أيتام بغداد… الحرب على الأطفال في مجتمعاتنا الهرمة مرسل الكسيبي:اعفاء هاني الحسن واحالته على التحقيق أم الهزيمة الثالثة لحركة فتح ؟ المركز الفلسطيني للإعلام :وثيقة تثبت تورط دحلان في اغتيال الرئيس ياسر عرفات بتنسيق مع الصهاينة د. عبدالإله بلقزيز »:عباس أمام خيارين: « شرم الشيخ » أو « اتفاق مكة »
(Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows (
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ــ فرع بنزرت 75 شارع فرحات حشاد بنزرت 7001 بوقطفة ـ الهاتف 435.440 72٭ بنزرت في 26 جوان 2007 بـــــيـــــان
إلى الرأي العام عينة من تعذيب سجين ووالدته : علم فرعنا ببنزرت أن التعذيب في سجن برج الرومي متواصل مثل ذي قبل وينفذ بدون شفقة ولا رحمة خاصة ضد المساجين السياسيين حتى وإن كان السجين المعتدى عليه مصاب بمرض عضال يتطلب علاجه الإقامة بالمستشفى فما بالك في حرارة القيض لهذا الصيف. السجين السياسي الشاب: خالد بن محمد بن حسين العرفاوى ، أصيل منزل بورقيبة، مصاب بداء الربو (asthmatique) ، محكوم بـ 5 سنوات سجن بمقتضى قانون مقاومة » اللارهاب » وقعت نقلته من سجن المرناقية الى سجن برج الرومي ببنزرت حيث ألقوا به (دكًا) في غرفة (شمبري) تفتقر إلى الأسيجين ، محشوة بالنزلاء بصورة تزيد على طاقة استيعابها، دون فراش على مجرد الأرض. إختنق الشاب خالد مما أدى الى فقدانه للتوازن عند الوقوف وشعر بحاجته للتقىء ولم يقدر على ذلك إذ كانت معدته فارغة وقواه منهارة .مع الإشارة أن الحرارة خارج السجن هذه ألآيام لا يتحملها من كان في الهواء الطلق . طلب السجين المريض من الحراس أن يسعفوه بنقلة إلى بيت أخرى يتوفر فيها الأسيجين ، فأمروه أن يخرس وإلا عاقبوه . ولما فرضت عليه أتعابه التنفسية إعاد طلبه مرارا أخرة، انهال عليه الحارس المدعو : بن رمضان، ضربا على وجهه وكتفيه ثم ألقى به في زنزانة مظلمة وافتك منه دواءه (الطشاشة) الخاص بالتنفس ، يديه مقيدة بسلسلة (menottes)، بعد أن بلل (السيلون) بالماء نكالة بهذا السجين الذي طالب حقا يقره القانون الداخلي للسجن . ويوم الزيارة ذهبت والدته (زينب العرفاوي) إلى سجن المرناقية لزيارة إبنها فعلمت، بعد عناء لا تقدر عليه أم أتعبتها إنتهاكات البوليس ومسافات بعد السجون ، أن إبنها قد نقل إلى برج الرومي ببنزرت . عادت الام الى بنزرت لتشاهد بعينيها أثار الضرب الأزرق على وجه إبنها ويديه مسلوخة من شدة كبس السلسلة. أصرت الام أن تتشكى الى مدير السجن المدعو : عماد العجمي ،الشهير، الذي كذب التعذيب وهددها بأنها في سجن برج الرومي ويتوسط غابة كثيفة. وقررت ألأم أن ترفع شكاية (ولو للمبدأ) ان إبنها في حاجة إلى ألأكسيجين والدواء والنظافة . إن الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق ألإنسان – فرع بنزرت : – تطالب السلطة التونسية أن تمكن السجين من حقه في التداوي وتنهي سياسة التعذيب وفقا بما التزمت به بإمضائها على المواثيق الدولية التي تمنع كل أنواع التعذيب . – يذكر حراس السجون وأشباههم، أن مثل هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم ، بعدها لن ينفعهم غير التصرف القانوني. عن فرع الرابطة ببنزرت الرئيس علي بن ســالــم
الرابطـــة التونسيـــة للدفـــاع عن حقــــوق الإنســـان تونس في 30 جوان 2007 بيـــــــــان 1
شهدت جلسة الدّائرة الجنائيّة الثانية بالمحكمة الإبتدائية بتونس يوم الخميس 28 جوان 2007 أحداثا خطيرة ونيلا صارخا من حقوق الدفاع فعند النظر في القضية عدد 2/13210 التي أحيل فيها عدد من الشبّان من منطقة الساحل بمقتضى قانون الإرهاب سيّئ الذكر، عمد رئيس تلك الدائرة إلى منع الأستاذ المحامي نورالدين البحيري من إتمام مرافعته بدعوى أنّ لا حقّ له في مناقشة قرار دائرة الاتهام الذي أحيل بمقتضاه المتهمون على الدائرة الجنائية وأمر أعوان الأمن بإخراجه بالقوّة من الجلسة، وقد حال المحامون الذين كانوا موجودين بالقاعة دون ذلك. وقد رفع رئيس الدائرة السيد عبد الرزاق بن منى الجلسة دون تمكين بقية المحامين من الترافع ودون إعذار المتهمين وقد صدرت فيما بعد أحكام قاسية ضدّهم. والرابطة تدين هذا التعدّي الصارخ على حقوق الدفاع وتعبّر عن تضامنها مع الأستاذ البحيري والمحامين الذين منعوا من القيام بواجبهم كما تعبر عن مؤازرتها للهيئة الوطنية للمحامين وعميدها في وقوفهم في وجه مثل هذه الممارسات. كما تدعو إلى توفير الضمانات القانونية للمحالين على المحاكم بمقتضى قانون الإرهاب واحترام حقوقهم كاملة بما في ذلك سلامتهم الجسدية والمعنوية وحقهم في الدفاع عن أنفسهم وتكليف المحامين للحضور معهم أمام جميع الهيئات القضائية ومعاملتهم بصورة تحفظ كرامتهم سواء في مراكز الأمن أو بالسجون وتمكينهم من حق زيارتهم من طرف أهلهم ومحاميهم دون قيود وضمان الشروط الدنيا للمحاكمة العادلة عند إحالتهم على القضاء. وتدعو الرابطة أيضا إلى الإسراع بإطلاق سراح جميع الذين لم يثبت بشكل قاطع ارتكابهم لأيّ عمل من أعمال الإرهاب واستبعاد كلّ محاضر وأعمال الاستنطاق والتحقيق التي اعتمدت التعذيب والإكراه للحصول على » اعترافات » وذلك تطبيقا لما نصّت عليه الاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب التي صادقت عليها الدولة التونسية دون تحفظ، ومحاسبة كلّ الذين أمروا بالتعذيب أو مارسوه. عـن الهيئـة المديـرة المختـار الطريفــي رئيـــس الرابطــة
الرابطـــة التونسيـــة للدفـــاع عن حقــــوق الإنســـان تونس في 30 جوان 2007 بيـــــــــان 2
تتواصل في المغرب الحملة التعسّفيّة ضدّ عدد من النشطاء الحقوقيين وخاصة المنتمين إلى الجمعية المغربية لحقوق الإنسان. فبعد إيقاف ومحاكمة عدد من هؤلاء النشطاء إثر مشاركتهم في إحياء العيد العالمي للعمال يوم غرة ماي الماضي تكونت » الهيئة الوطنية للتضامن مع معتقلي فاتح ماي 2007 » كما تكونت هيئات جهوية للتضامن في عدد من مدن المغرب وقد نظمت هذه الهيئات وقفات تضامن واعتصامات للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين الذين تمّ الحكم عليهم بالسجن لمدد بلغت الثلاث سنوات. غير أنّ السّلطات المغربيّة قامت يوم 15 جوان 2007 بمحاصرة مقرّ النقابة الوطنية للصحافة المغربية بالرباط حيث كان من المقرّر أن ينظم اعتصام وإضراب عن الطعام لمدة 24 ساعة وتمّت مهاجمة ممثلي المنظمات المشكلة للهيئة الوطنية للتضامن المذكورة ومسؤولي الجمعية المغربية لحقوق الإنسان والاعتداء عليهم وخاصة على رئيسة الجمعية السيدة خديجة رياضي ونائبيها السيدين عبد الحميد أمين وعبد الإله بن عبد السلام. والهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان تعبر عن تضامنها الكامل مع السيدة خديجة رياضي وزملائها في المكتب الوطني للجمعية المغربية لحقوق الإنسان ومع كلّ النّشطاء الذين تمّ الاعتداء عليهم ووقوفها إلى جانبهم في وجه هذه الحملة التعسفيّة وتدعو السلطات المغربية إلى التحقيق الجدّي في الاعتداءات الجسدية وأعمال التعذيب التي طالت النشطاء والنقابيين منذ غرة ماي الماضي ومحاكمة من تثبت إدانته وضمان حقّ التعبير والتظاهر والاجتماع. عـن الهيئـة المديـرة المختـار الطريفــي رئيـــس الرابطــة
الرابطـــة التونسيـــة للدفـــاع عن حقــــوق الإنســـان تونس في 30 جوان 2007 بيـــــــــان 3
حالت قوات كبيرة من الشرطة بالزي المدني بعد ظهر الجمعة 29 جوان 2007 دون دخول عدد من المدعوين إلى مقرّ التكتل الديمقراطي للعمل والحريات حيث كانت تنظم ندوة حاضر خلالها الدكتور عبد المجيد الشرفي بشأن حرية المعتقد. فقد تمّ التصدي للأستاذة راضية النصراوي المحامية ورئيسة الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب وللسادة علي بن سالم رئيس الودادية الوطنية لقدماء المقاومين ورئيس فرع الرابطة ببنزرت ولطفي حجي رئيس نقابة الصحافيين التونسيين وعضو هيئة فرع بنزرت للرابطة وحمة الهمامي الناطق الرسمي باسم حزب العمال الشيوعي التونسي والإعتداء عليهم بالعنف ومنعهم من الدخول إلى ذلك المقرّ دون أيّ سبب وجيه خاصة وقد سمح لبقية الوافدين بالدخول. والهيئة المديرة إذ تدين هذه الممارسات وتدعو إلى وضع حدّ نهائيّ لها وضمان حقّ الإجتماع والتعبير دون قيود فإنها تعبّر عن تضامنها مع التكتل الديمقراطي للعمل والحريات ومع الأستاذة النصراوي والسادة بن سالم وحجّي وهمامي. كما تطالب الهيئة المديرة بمحاسبة الذين مارسوا العنف وأمروا به واتخاذ الإجراءات الرادعة حتى لا تتكرّر مثل هذه الممارسات. عـن الهيئـة المديـرة المختـار الطريفــي رئيـــس الرابطــة
الإتحاد العام لطلبة تونس
بـيـان
يهم الإتحاد العام لطلبة تونس أن يتوجه إلى الرأي العام الطلابي و الوطني بالبلاغ التالي مثل اليوم الإثنين 02/07/2007 العضو بالإتحاد العام لطلبة تونس بكلية العلوم ببنزرت ربيع الورغي أمام مجلس التأديب على إثر تهمة كيدية مبنية على تقرير أعده احد العملة منذ بداية السنة مفاده أن الرفيق قد تهجم عليه أثناء إضراب نظمه المكتب الفدرالي بالكلية و وقع طرده نهائيا من الكلية بما ينبئ مواصلة السلطة في نهج التضييق على النشاط النقابي وسياسة الإنغلاق و التدخل في الشأن الداخلي للمنظمة الطلابية خاصة و أننا عاقدون العزم على انجاز مؤتمرنا الموحد بعيدا عن كل أشكال الوصاية و الهيمنة الحزبية وما استهداف مناضلين ينتمون إلى التيار الأكثر تمسكا بهذا التوجه المدافع عن استقلالية الإتحاد و وحدته إلا دليل على ذلك و عليه إننا نعلن عن: 1 – نطالب بالتراجع عن القرار الصادر في حق الرفيق دون قيد أو شرط حتى تجنب الجامعة هزات نحن في عنى عنها مع مفتتح السنة الجامعية 2 – استعدادنا للدفاع عن مناضلينا بشتى الوسائل و الطرق حتى رفع المظالم التي يتعرضون لها يوميا 3 – إن هذه السياسة المنتهجة من قبل السلطة لن تزيد إلا في تماسكنا و التشبث بخياراتنا و المضي قدما في انجاز المهام الملقاة على عاتقنا بما فيه خير للجامعة و البلاد من ذلك مؤتمرنا الجماهيري والموحد ختاما نهيب بكل القوى التقدمية و الوطنية الوقوف إلى جانبنا الإتحاد العام لطلبة تونس عضو المكتب التنفيذي شاكر العواضي
آيفكس – أنباء من الشبكة الدولية لتبادل المعلومات حول حرية التعبير
** يجب على المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر ألا يتواطأ على قمع الصحافة وحقوق الإنسان في تونس **
** الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان – HRInfo **
2 يوليو / تموز 2007 القاهرة – مصر أعربت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان اليوم عن خيبة أملها في نتيجة اللقاء الذي تم بين الدكتور بطرس بطرس غالي رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان والسفير التونسي عبد الحفيظ الهرقام بالأمس والذي تجاهل فيه الدكتور بطرس غالي موجه القمع الشديدة التي تمارسها الحكومة التونسية ضد الصحفيين و نشطاء حقوق الإنسان التونسيين وأخرهم نقيب الصحفيين التونسيين لطفي حجي الذي تم الاعتداء عليه بالضرب يوم 29 يونيو الماضي . وكان لقاءاُ قد تم بين السفير التونسي والدكتور بطرس غالي لمناقشة سبل دعم التعاون في مجال حقوق الإنسان بين المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر والهيئة العليا لحقوق الإنسان في تونس بخصوص مؤتمر يعقده المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر حول الديمقراطية وحقوق الإنسان فى أفريقيا في بداية ديسمبر القادم دون أن يتطرق اللقاء الذي أعلن عنه المجلس القومي إلى أي إشارة حول موجة القمع الشديدة التي مارستها الحكومة التونسية ضد الصحفيين و نشطاء حقوق الإنسان في تونس التي شهدها شهر يونيو الماضي والتي تمثل بعضها في : تعرض نقيب الصحفيين التونسيين لطفي حجي والناشط الحقوقي على بن سالم من الرابطة التونسية لحقوق الإنسان للضرب على يد أجهزة الأمن. منع ندوة « حرية الضمير والمعتقد » بعد ظهر يوم الجمعة 29 جوان 2007 بمقر التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات . محاصرة مقر مجلة كلمة الالكترونية وتمنع فريقها من الاجتماع بمقر المجلة. حصار المجلس الوطني للحريات بتونس ومنع أعضائه من الاجتماع. تمديد نفي الصحفي عبد الله الزواري في الجنوب التونسي لمدة 26 شهر جديدة بالمخالفة للقانون. الاستيلاء على كاميرات و أدوات الصحفيين « لطفي حيدوري و توفيق العياشي » بواسطة أجهزة الأمن التونسية. منع اجتماع الهيئة التنفيذية للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين الاعتداءات البدنية التي تعرض لها الصحفي سليم بوخذير وتهديده بالقتل بسبب كتاباته عن الفساد في تونس. وقال جمال عيد المدير التنفيذي للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان » حينما يتجاهل رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان هذه الانتهاكات وغيرها ويتحدث عن تعاون مصري – تونسي ، فأكثر ما نخشاه أن يكون هذا التعاون مظلة للتغطية على انتهاكات صارمة دأبت الحكومة التونسية على ممارستها والتغطية عليها بإعلانات مدفوعة الأجر لبعض الصحف ، ثم عقد اتفاقيات -تعاون- مع مؤسسات يفترض بها أن تدافع عن حقوق الإنسان مثل المجلس المصري ، لو صح ذلك فهو تواطؤ مرفوض ». المصدر موقع الشبكة العربية لحقوق الإنسان بتاريخ الإثنين 2 جوان 2007 . الرابط : http/www.hrinfo.net/press/2007/pr0702.shtml
السجين السياسي كريم الهاروني يشن اضرابا مفتوحا عن الطعام
خاص بالحوار نت يوم الإثنين ( مرتين في الشهر ) هو موعد زيارة السجين السياسي كريم الهاروني الأمين العام الأسبق للإتحاد العام التونسي للطلبة ( منظمة طلابية إعترف بها ثم وقع حلها وسجن قيادتها ومنخرطيها وأنصارها ). في هذا اليوم الإثنين الثاني من يوليو رفض القيادي البارز بحركة النهضة الإسلامية التونسية إستلام القفة التي جهزتها له عائلته بما يناسب حالته الصحية المتدهورة وذلك إحتجاجا على ما يلي : 1 ــ تصرف الأعوان في القفة بدون إذنه يختلسون منها ما يشاؤون ويمنعون ما يشاؤون عنه من مثل الزيتون والتمر وهي منتجات تونسية أصيلة. 2 ــ منعه من الصحف والجرائد فضلا عن بقية وسائل الإعلام بما فيها الناطقة بإسم الحزب الحاكم أو الدائرة في فلكه من مثل جريدة الصباح والشروق و » لوطون » الناطقة باللغة الفرنسية. 3 ــ نكث الإدارة لوعدها بإصلاح الأكلة في السجن لتوفر حدا أدنى من حاجيات الجسم وهو وعد قطعه مدير السجن على نفسه أمام السجناء يوم 7 مارس المنصرم. 4 ــ منعه من تناول كأس ماء من ماء زمزم جلبته إليه العائلة بدعوى أنه ليس ماء تونسيا ومستوردا من وراء البحار. ( إجراء منسجم مع منع المرأة المسلمة من حقها في لباسها المحتشم بدعوى أنه » زي طائفي مستورد « .). 5 ــ عدم توصل عائلته برسالته الأخيرة من السجن مؤرخة في يوم السابع من جانفي يناير كانون الثاني من العام الجاري 07. لكل تلك الأسباب فإن السجين السياسي كريم الهاروني يعلن شنه لإضراب مفتوح عن الطعام بدءا من يوم التاسع من الشهر الجاري يوليو 07 وهو اليوم الذي يناسب الذكرى الخامسة عشر لبدء المحاكمات العسكرية الجائرة التي سنتها السلطة لتصفية حركة النهضة الإسلامية خاصة والصحوة الإسلامية عامة بالبلاد ضمن ما عرف بخطة تجفيف منابع التدين ( خطة ماسونية تعتمدها الحكومة التونسية منذ أواخر 1989 للقضاء المبرم على الحركة الإسلامية وإستئصال شافتها من جذورها برغم ما عرف عن تلك الحركة بشهادة أكثر المنصفين من وسطية وإعتدال وتحيز إلى الديمقراطية وحقوق الإنسان ).
(المصدر: موقع الحوار نتبتاريخ الإثنين 2 جوان 2007 ).
في زيارتنا هذا اليوم لأخي عبد الكريم حصل ما يلي.
أعلن رفضه للقفّة و استسمحنا أن نعيدها * و قال « ثمّ انّ أناسا عادوا الى بيوتهم تصل الادارة الى حدّ التّضييق عليّ في طعامي هذا عيب و فضيحة و لا أستطيع أن أقبل ذلك و قال اليوم سأرجع القفّة لأنّها في ظروف غير قانونيّة و عندما تصبح في ظروف انسانيّة و قانونيّة سأقبلها * في الزّيارة المقبلة عدم احضار القفّة في الزّيارة القادمة أي بعد 15 يوما *و أنّه سيقوم باضراب عن الطّعام ان شاء الله ابتداء من يوم 09 جويلية ذكرى 15 لبداية المحاكمة الّتي بدأت في جويلية 1992 و ذلك احتجاجا على مايلي: 1/ العقاب الجماعي و تضييق ادارة السّجن على « القفّة » و الأكلة دون المستوى المطلوب لا أقبل بذلك – تعاملنا مع الادارة بمستوى متحظّر و لكنّهم تراجعوا فجأة و بدون مبرّر مقنع -أردنا بالحوار أن نقابلهم طلبنا ذلك و رفظوا الحوار لم يقبلوا الحوار مع أيّ أحد منّا رغم المطالب الّتي وقع تقديمها لم يأتي احد لمقابلتهم و لا المدير نفسه لا و جود لحوار بيننا و يحدثون لنا مشاكل أقرب للعيب و سوء المعاملة و يتكلّمون كلاما عن العدل و حقوق الانسان و في الواقع يقومون بعكس ذلك ثمّ انّ المدير العام للادارة العامّة للسّجون عندما زارهم في 07 مارس قال لهم » نحن نريد حلّ المشاكل و عن التّغذية لن نمنع عنكم أيّ شئ …. و قد قال : التّضييق الواقع عليّ بامكانه ان يسبّب لي ضررا و معاملة الادارة مخالفة للقانون » ! الزّيتون و الدّقلة و هي التّمر ثمرات تونسيّة ممنوعة « 2/ تعطيل الرّسائل خاصّة الرّسالة الّتي أرسلها الى الوالد في عيد ميلاده ال 75 يوم 7 جانفي و قد أحسّ بحسرة على عدم و صولها الى الوالد و عبّر عن تأكيده بأنّه لن يتنازل عن وصولها 3/ تعطيل الصّحف من قبل ادارة السّجون ووزارة العدل مثل : جريدة الصّباح و le temps و جريدة الشّروق و هي بالطّبع جرائد تونسيّة للحزب الواحد الجرائد الأجنبيّةة لا وجود لها كما أنّ عبد الكريم يجدّد طلبه للحصول على جرائد أخرى بدون استثناء و لاتمييز اذ يقول انّ ثمّة أحزاب معترف بها قبل غيرها **! و الادارة تمنع عنّي ماء زمزم هذا لا يحدث في بلاد غير مسلمة و نحن في بلاد مسلمة …و أنّ هذا كلّه لا علاقة له بالعدل و لا حقوق الانسان المتحدّث عنهما السّلام من عائلة السّجين السّياسي التّونسي عبد الكريم الهاروني الأمين العامّ سابقا للاتّحاد العام التّونسي للطّلبة و القيادي في حركة النّهضة في الوقت الّذي ننتظر عودة ابننا الحبيب بعد غياب طويل نفاجا بالتّضييق عليه في التّغذيو و في المعاملة عموما
فاز بفارق 100 صوت
الصيد ينغّص عطلة التجمّعيين
لطفي حيدوري
أعلن في ساعة متأخرة من ليلة الأحد 1 جويلية 2007 عن فوز الأستاذ بشير الصيد بمنصب عميد المحامين التونسيين متقدما على منافسه في الدورة الثانية شرف الدين الظريف بـ98 صوتا. وقد حصل الصيد على 796 صوتا في الدورة الأولى ثم تقدم إلى 1193 في الدورة الثانية، ليعود إلى منصب العمادة بعد أن شغله دورة 2001-2004. وكانت النتائج في الدور الأوّل كالآتي: بشير الصيد 796 وشرف الدين الظريف 698 وصلاح الدين الشكّي 437 وإبراهيم بودربالة 196 وراضية النصراوي 151 ومحمد النوري 134 ومنصور الشفي 105 ومحمد المكشر 90 وعمر المقدميني 14 وبديع جراد 2. وتنافس على منصب عميد الهيئة الوطنية للمحامين التونسيين 10 محامين ثلاثة منهم ينتمون إلى المجتمع المدني المستقل وهم بشير الصيد ومحمد النوري وراضية النصراوي ورشّحت خليّة الحزب الحاكم شرف الدين الظريف في حين استفاد صلاح الدين الشكّي من جانب من الأصوات التجمعية. كما رشّح آخرون مقرّبون من الحكومة التونسية كإبراهيم بودربالة ومنصور الشفّي. ولئن اختار التجمّعيون تشتيت الأصوات في الدور الأوّل فإنّ المعارضين والمستقلّين كانوا منزعجين إلى حدّ ما من عدم التوافق على مرشّح وحيد. ولكنّهم التفّوا في الأخير حول البشير الصيد. وقد كانت نسبة الأصوات التي حصل عليها صلاح الدين الشكّي في المرتبة الثالثة 437 مقلقة لمناصري الصيد لكنّ هذا الأخير جمع أصوات النصراوي والنوري إضافة إلى أصوات أخرى لا تقبل بالظريف. بل إنّ المحامين التونسيين بيّنوا أنّهم قادرون على الإفلات من قبضة السلطة في الوقت المناسب. وقد شارك في التصويت 2663 محاميا من جملة 5487 من المحامين المباشرين. وتعد نسبة المشاركة هذه مرتفعة بالمقارنة مع الدورات السابقة. وقد جنّد الحزب الحاكم إمكانياته من وسائل نقل وتغطية مصاريف الإقامة وغيرها لحشد أتباعه المحامين خلف مرشحي الخليّة. وقد كشف أحد المحامين خلال الجلسة العامة التي سبقت التصويت عن اجتماع لمحامي التجمع بأمينهم العام ناشدهم فيه « أن يقضي السيد رئيس الدولة عطلته هنيئا ». ولم يكن قلق المعارضة التونسية في محلّه إذ مكّن تعدّد الترشحات من استقطاب أكبر عدد من الأصوات التي بإمكانها الحسم وقلب المعادلة في الوقت المناسب. لكنّ التوازن الحقيقي داخل هيئة المحامين لم يحسم بعد في انتظار نتائج انتخابات الهيئة الوطنية للمحامين وانتخابات الفروع. هوامش من الانتخابات – فرز الأصوات كان علنيّا بحضور من جاء من المحامين والصحافيين والمساندين… والمخبرين. – لم يتمكن عشرات المحامين المتمرنين من التصويت وهم الذين وقع ترسيمهم خلال السنة القضائية الجارية حسب شروط الانتخاب المضبوطة بالهيئة. – نسبة الأوراق الملغاة في الدورة الأولى 40. – نسبة الأصوات المصرح بها في الدورة الأولى 2623. – نسبة الأصوات المصرح بها في دورة الثانية 2278. – حصل العميد الجديد على قرابة 20 % من أصوات عموم المحامين. – حملت أوراق التصويت للعمادة بعض الطرائف فهناك من صوّت لبن علي 2008 ؟ وآخر لفاطمة بوساحة وآخر كتب « لا اليمين يقنع ولا اليسار ينفع » وهناك من صوّت للأستاذ عبد الرؤوف العيادي المرشح للهيئة. أمّا الأخطاء التي دلّت على أصحابها فهي كتابة شرف الدين الظريف أو صلاح الدين الشكّي مرشحي التجمع حيث قام هؤلاء بنسخ ما هو مكتوب في الورقة الدعائية التي تحمل قائمة مرشحيهم، وقد علّق رئيس مكتب الاقتراع بالتساؤل: هل إنّ من قام بالتصويت كان من المحامين ؟ كما هتف عديد المحامين ساخرين « أو ووْ علْخليّة ». – أحد المحامين صوّت « للشهيد سحنون الجوهري » في انتخابات الهيئة الوطنية للمحامين. وقد قضى سحنون نحبه في السجون التونسية سنة 1995. – بعد مضيّ فترة هامة على بدء الاقتراع انتبه الأستاذ مختار الجلالي المترشح لعضوية الهيئة إلى أنّه وقع حجب اسمه وصورته بواسطة ورقة من القائمات المعلقة داخل خلوة الاقتراع. – وقع الاعتداء بالعنف على الصحفي محمد الحمروني أثناء قيامه بتغطية الجلسة العامة للمحامين. وكان ذلك عند تفطن محامي الخلية التجمعية إلى تسجيله لتدخل التجمعية عبير موسى لمقاطعة أحد المتحدثين على المنصة وشتمه فأرادوا منعه من إثبات اعتدائها اللفظي وهجم عليه حوالي 30 تجمعيا على رأسهم عبد الرزاق الدالي والهاشمي محجوب وخالد بن سعد دفعوه وبعثروا أدواته لولا تدخل عدد من المحامين من بينهم أنور القوصري وسمير بن عمر وليلى بن محمود الذين حموه من اعتدائهم ومكّنوه من مواصلة عمله. كما حاول محامو الخليّة منع مراسل قناة الحوار التونسي من التصوير. – تم تجهيز صالة النزل بشاشة تلفزية لمتابعة أعمال فرز أوراق الاقتراع. – من المظاهر السلبية خلال الجلسة العامة وعملية الانتخابات تناثر الفواضل على أرضية القاعات من علب مستعملة وقوارير ماء فارغة وأعقاب سجائر وأكداس من أوراق الدعاية الانتخابية التي يدوس فيها المحامون وجوه زملائهم المترشحين دون مبالاة. والغريب عدم توفر أي حاوية لوضع الفضلات داخل النزل. – سجل البوليس السياسي حضورا لافتا وخاصة منهم الأعوان المرابطون عادة بأروقة قصر العدالة وأمام مكاتب المحامين. – تم التوقف عن فرز أوراق انتخابات الهيئة بعد أن وقع خطأ في المناداة على ثلاثة أوراق. ثم وقعت إعادة الفرز على الساعة 11 صباحا بحضور عدد قليل من المحامين. – ورد في التقرير الأدبي الذي أعدّته الهيئة الوطنية للمحامين أنّ من بين المحامين الذين شاركوا في إعداد مشروع النظام الداخلي بالنقاش والصياغة قاموا بحملة للتصويت ضدّه وإسقاطه. واعتبر التقرير ذلك « نتيجة تجاذبات سياسوية انتخابوية ومصلحية ضيّقة ». – اتخذ مجلس الهيئة الوطنية للمحامين خلال السنة القضائية المنتهية 55 قرارا تأديبيا تراوحت بين المحو من الجدول بصفة نهائية )11 حالة( والإيقاف المؤقت عن ممارسة المهنة لمدة 3 سنوات )5 حالات( والإيقاف المؤقت عن ممارسة المهنة لمدة عام واحد والإيقاف المؤقت عن ممارسة المهنة لمدة 6 أشهر )5 حالات(. (المصدر: مجلة كلمة الإلكترونية بتاريخ 2 جويلية 2007) الرابط:http://www.kalimatunisie.com/article.php?id=574
البشير الصيد عميدا للمحامين التونسيين
فاز الاستاذ بشير الصيد بانتخابه عميدا للمحاميين التونسيين بعد منافسة مع مرشح الحزب الحاكم المحامي شرف الدين الظريف و قد لاقى فوزه ترحيبا كبيرا لدى قطاعات عريضة من مكونات المجتمع المدني و يدكر ان التجمع الدستوري الديمقراطي قد رصد مئات الملايين لشراء الضمائر كما هي عادته قصد ضمان تزكية الريس بن علي للانتخابات القادمة غير ان قلعة الدفاع اختارت مرة اخرى الحقوقي والمناضل الصيد المعروف بتحيزه التام للمحامين و الدفاع في كل القضايا السياسية متطوعا (مراسلة خاصة)
بسم الله الرحمان الرحيم
حصاد الأسبوع للصحفي المنفي في وطنه عبد الله الزواري
1) علمت: 1- طفل في الثانية عشرة من عمره تسكب عليه كمية من البنزين ثم يحرق.. هذا ما تم في الليلة الفاصلة بين يوم الأربعاء و الخميس الماضي… وسط مدينة جرجيس قرب سوق الجملة… طفل لا يعرف ما يفعل في مثل هذه الحالات فانبرى يجري،مما زاد ألسنة النار التهابا، و قبل ان يلفط أنفاسه يبدو ان صرح باسم احد الفاعلين…. و إن كان أحد الفاعلين نقي السوابق فإن الثاني، و هو كهل يناهز الخمسين من العمر، من الذين قضواأغلب سني عمره وراء القضبان في رعاية الإدارة العامة للسجون و الإصلاح و هو ممن يفخر بأن سجله العدلي يضم اكثر من 40 قضية… على فقد عاد إلى ميدان صولاته و جولاته أي السجن المدني بحربوب فهو « المبجل المكرم » هناك الذي لا يبخل على الإدارة بخدماته » الجليلة »… لكن ماذا وقع قبل إشعال عود الثقاب؟؟الفحص الطبي سيكشف عما وقع و إن كان العارفون بأحد الموقوفين يدركون نوعية القضايا التي سبق ان حكم من أجلها…. هذا ما يتناقله ابناء البلد متحسرين على ما آلت إليه الأخلاق و القيم …. 2 – وقعت استدعاء شقيقة أحد المساجين السياسيين لمصلحة من مصالح وزارة الداخلية..هذا السجين كان قد دخل في إضراب عن الطعام احتجاجا على الإهمال الطبي الذي يعاني منه… و رغم الوعود التي قدمت له لفك الإضراب فإن عرضه على الفحص الطبي الذي كان يأمله لم يتم بعد… 3 – مضايقات متنوعة تتعرض لها عائلات بعض المساجين السياسيين أيام الزيارة لعل من أبرزها رفض أعوان السجن تسلم بعض الأطعمة و المواد الأخرى التي تجلبها العائلات مطالبين بالحصول على موافقة المدير و تتكرر هذه العملية كل زيارة مما يكلف العائلات أوقاتا طويلة يقضونها في انتظار استجابة المدير… خصوصا إذا علمنا عدم وجود واقيات من حرارة الشمس… فأي حكمة وراء مثل هذا الإجراء؟؟؟ 2) تدبّرت: ما فائدة الدنيا الواسعة … إذا كان حذاؤك ضيقا ؟! 3) سمعت: ذكر أحد ضيوف قناة الحوار الفضائية اللندنية ان عدد الأطباء الليبيين العاملين في بريطانيا يتجاوز 2500 طبيبا بعضهم ذو شهرة عالمية و ذكرت العشرات بل المئات من إخواننا الليبيين الذين يقدمون أسبوعيا إلى جرجيس قصدالعلاج…شيوخ و عجائز قد بلغوا من العمر عتيا و كهول و أطفال صغار.. تراهم أمام عيادات الأطباء على اختلاف اختصاصاتهم بدءا بالطب العام … و استفادة من هذه الظاهرة أو استغلالا لها خصص بعض المواطنين شققا للإيجار لهم و حدث عن الأسعار الخيالية… و لا تعجب إن دخلت عيادة طبية فتجد بطاقات شكر معلقة هنا و هنا في صدر قاعة الاستقبال.. بطاقات شكر وجهها ليبييون اعترافا للطبيب بفضله في علاجهم… ذكرت 2500 طبيبا هناك و آلاف المرضى يعانون الأمرين بحثا عن العلاج …ألا يوجد استثمار في الاستبداد؟؟؟؟ 4) رأيت: مع حلول العطلة الصيفية يرجع كثير من المهاجرين إلى البلد… و مع عودتهم مسلجين بعملتهم الصعبة و مستفيدين من انخفاض سعر الدينار تعرف الغلال و الأسماك ارتفاعا ملحوظا تجعل المواطن البسيط يؤجل استهلاك بعض الأنواع إلى ما بعد عودة هؤلاء الضيوف…كما تصبح طرقاتنا الرديئة ميدانا للسباق المجنون بين هؤلاء الضيوف بسياراتهم و دراجاتهم النارية الضخمة و بين سيارات ابناء البلد الشعبية و شاحنات 404 التي لا تزال تعمر مختلف طرقاتنا من المسالك الفلاحية إلى الطرق الرئيسية و الطرق السيارة…. 5): قرأت إلى أين المسير؟؟؟؟ 1 – أعلن شواذ المغربعن تجمعهم للاحتفال بما يسمى اليوم العالمي للشواذ أو « اليوم العالمي للمثليين » -وهو المصطلح المفضل لديهم عن النعت بالشواذ- وذلك في السابع والعشرين من شهر يونيوالجاري، واستعدادهم لتأسيس جمعية عبر شبكة الإنترنت تحت اسم « كيف كيف » ترمي إلىالمطالبة بالمساواة الاجتماعية بينهم وبين الآخرين!!وقد سبق هذا الإعلانبعض التحركات المريبة لهم.. كان آخرها حضور ألف شاذ وشاذة منذ بضعة أسابيع فقطوتجمعهم للتعارف والتلاقي في ضريح لولي صالح اسمه « سيدي علي بنحمدوش » بمدينة مكناسالمغربية!!ـ ………………………………….. وعن طبيعة تلك الظاهرة في المغرب يرىالأستاذ حسن السرات الباحث في المسألة الجنسية أن « ما يجري حاليا في أوساط الشواذالمغاربة هو نتيجة لعمل متواصل في الغرب خرجوا فيه من السرية إلى العلانية، ثم إلىكسب الاعتراف القانوني والاجتماعي والسياسي وحتى الديني، وما جرى في الكنيسةالإنجليكانية من اعتراف ثم تأسيس لكنيسة خاصة بهم برهان على هذا، وحتى بعض أحباراليهود اعترفوا لهم بهذا، وبقي أمامهم العالم الإسلامي الذي حاولوا التسلل إليهوكسب اعترافه ».ـويؤكد السرات أن « التنظيم الدولي للشواذ والسحاقيات يستهدفالمغرب ضمن خطة إستراتيجية متعددة الوسائل والأدوات لاختراق العالم الإسلامي، ولهمدراسات وبيانات حول الوضع القانوني بالمغرب، وكيفية كسب الاعتراف بالشذوذ، ويعتقدونأن المغرب بلد يسهل اختراقه، وإذا تحقق لهم ذلك، يمكن أن يمروا للخطوات التاليةالمتعلقة بباقي بلدان العالم العربي والإسلامي ».ـويضيف: « كما تعتبر المغربوفقا لتنظيمهم الدولي وفروعه ضمن تنظيم شواذ العرب والمغرب العربي بأوروبا الذيأطلقوا عليه اسم (سواسية)، ثم هناك شواذ تونس وشواذ الجزائر وشواذ المغرب الذيناختاروا اسما شعبيا عاميا (كيف كيف) يعني المساواة ».ـ 2 – سورية تقتل زوجها بعد أن « باعها » لزميله في جلسةقمار المحكمةحكمت بسجنها مع الأشغال الشاقة المؤبدة قررت محكمة في سوريا سجن سيدة مع الأشغالالشاقة المؤبدة بعد أن قتلت طعنا بالسكين زوجها الذي « باعها » لأحد أصدقائه إثرخسارته في لعبة قمار، في قصة جرت أحداثها في العاصمة السورية دمشق.وترجعتفاصيل الحادثة إلى أن الزوج الذي كان يعمل في مجال التهريب أدمن في الفترة الأخيرةعلى لعب القمار حيث كان يدعو رفاقه للاجتماع في منزله الكائن بدمشق للعب القمار،وتمتد سهرتهم حتى خيوط الفجر الأولى، بحسب تقرير نشرته صحيفة « تشرين » السورية السبت 9-6-2007. 6) نقلت: ملاحظة: تساءلت هل من المفيد أن أنقل لقراء الحوار.نت هذا المقال( و غيره) و هم يستطيعون الإبحار على الشبكة متى شاؤوا دون حواجز و لا معوقات مثل التي نعرف في البلد…و ترددت كثيرا ثم قلت لأنقل ما أقدر أهميته و لهم بعد ذلك أن يعرضوا عنه و ليكن عملي كما يقول المثل اختيار الرجل شيء من قلبه أو من عقله…
المقال الممنوع من النشر فى صحيفه الاهرام المصريه الثلاثاء 4 جمادي الاخر 1428 هـ -19 يونيو 2007 م محاوله لفهم ماجري فى غزه
فهمى هويدي
هلالذي حدث في غزة انقلاب أم أنه إجهاض لانقلاب؟ هذا السؤال ألح علي بشدة حين تجمعتلدي مجموعة من الشهادات والوثائق المهمة ذات الصلة بالموضوع. وها أنا أضع خلاصاتهاوبعض نصوصها بين يديك، كي تشاركني التفكير في الإجابة على السؤال. يوم الخميسالماضى 14/6 نشرت صحيفة «يونجافليت» الألمانية تقريراً لمعلقها السياسي فولفراينهارت قال فيه إن إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش خططت منذ فترة طويلة لتفجيرالأوضاع الداخلية الفلسطينية، وتحريض تيار موال لها داخل فتح على القيام بتصفياتجسدية للقادة العسكريين في حركة حماس. وقد تحدث في هذا الموضوع صراحة الجنرال «كيثدايتون» مسئول الاتصال العسكرى الأميركي المقيم في تل أبيب، في جلسة استماع عقدتهافي أواخر مايو الماضي لجنة الشرق الأوسط بالكونغرس الأميركي. وفي شهادته ذكرالجنرال دايتون بأن للولايات المتحدة تأثيراً قوياً على كافة تيارات حركة فتح وأنالأوضاع ستنفجر قريباً في قطاع غزة، وستكون عنيفة وبلا رحمة. وقال إن وزارة الدفاعالأميركية والمخابرات المركزية ألقتا بكل ما تملكان من ثقل، في جانب حلفاء الولاياتالمتحدة وإسرئيل داخل حركة فتح. كما أن تعبئة الأجهزة الأمنية والعسكرية التابعةلرئيس السلطة الفلسطينية ضد حماس، تمثل خياراً إستراتيجياً للإدارة الأميركيةالحالية. وهو ما يفسر أن الكونغرس لم يتردد في اعتماد مبلغ 59 مليون يورو لتدريبالحرس الرئاسي في بعض دول الجوار، وإعداده لخوض مواجهة عسكرية ضد حركة حماس. أضاف المعلق السياسي للصحيفة الألمانية أن التيار الأميركي الإسرائيلى داخل فتحلم ينجح رغم كل الدعم السخي الذى قدم إليه في كسر شوكة حماس. وهو ما دفع وكالةالمخابرات المركزية الأميركية إلى استدعاء خبرتها السابقة في جمهورية السلفادور،وتوجيهها للعناصر الفتحاوية المرتبطة بها لتشكيل فرق الموت لاغتيال قادة وكوادرحماس، وتحدث راينهارت في هذه النقطة عن خيوط كثيرة تربط بين فرق الموت والحرسالرئاسي الفلسطيني والمستشار الأمني النائب محمد دحلان، ونسب إلى خبيرة التخطيطالسياسي بالجامعات الإسرائيلية «د. هيجا ياو مجارتن» قولها إن دحلان مكلف من وكالةالمخابرات المركزية وأجهزة أميركية أخرى، بتنفيذ مهمة محددة، هي تصفية أي مجموعاتمقاومة لإسرائيل داخل وخارج حركة حماس. في 10 يناير الماضي، وجه رئيس الوزراءالفلسطيني إسماعيل هنية رسالة إلى رئيس السلطة أبو مازن، نصها كما يلي: نهديكمأطيب التحيات، ونسأل الله لكم التوفيق والسداد. لقد توافرت لنا بعض المعلومات فيالآونة الأخيرة، تشير إلى خطة أمنية تهدف إلى الانقلاب على الحكومة والخيارالديموقراطي للشعب الفلسطيني. ويمكن إيجاز هذه المعلومات في النقاط التالية: ـإدخال كميات ضخمة جداً من السلاح لصالح حرس الرئاسة، من بعض الجهات الخارجية،بمعرفة ومباركة من أميركا وإسرائيل. ـ تشكيل قوات خاصة من الأمن الوطني تقدربالآلاف لمواجهة الحكومة الفلسطينية والقوة التنفيذية واعتماد «مقر أنصار في غزة» مقراً مركزياً لها. ـ تجهيز هذه القوات بالسيارات والدروع والسلاح والذخيرةوصرف الرواتب كاملة للموالين. ـ تعقد اجتماعات أمنية حساسة لعدد من ضباط الأمنالفلسطيني في مقر السفارة الأميركية حيث تناقش فيها خطط العمل. ـ البدءبإجراءات إقالة لعدد من الضباط واستبدالهم بشخصيات أخرى، مع العلم أن لجنة الضباطهي المختصة بهذه الشؤون، كذلك تعيين النائب محمد دحلان من طرفكم شفوياً كقائد عامللأجهزة الأمنية، وفي ذلك مخالفة قانونية. ـ تهديد الوزراء ورؤساء البلدياتبالقتل، حيث تم الاعتداء على الوزير وصفي قبها وزير الأسرى، وإعلامه عبر مرافقه أنالاعتداء القادم سيقتله. وكذلك تم تكليف أحد مليارديري فتح من غزة بتصفية الوزيرعبد الرحمن زيدان وزير الأشغال والإسكان مقابل 30 ألف دولار. الأخ الرئيس: بناءعلى ما سبق وغيره الكثير من المعلومات التي نمتلكها، فإننا نعبر عن بالغ أسفنا إزاءما ورد، حيث إن ذلك يهدد النظام السياسي الفلسطيني، والنسيج الوطني والإجتماعيويعرض القضية برمتها للخطر. نرجو منكم اتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة لحمايةشعبنا وقضيتنا، ونحن سنظل أوفياء وحريصين على وحدة الشعب ولحمته ـ وأقبلوا وافرالتحية ـ. في الوقت الذي أرسل فيه السيد إسماعيل هنية هذا الخطاب إلى أبو مازن،كانت أمامه معلومات محددة حول بعض تفصيلات الإعداد للخطة الأمنية، التي منها علىسبيل المثال: تعيين محمد دحلان قائداً عاماً للأجهزة الأمنية ـ اختيار 15 ألف عنصرمن الموالين، لتشكيل قوة خاصة في الأمن الوطني لمواجهة حماس ـ دخول150 سيارة جيبمزودة بأجهزة الاتصال اللاسلكي ـ توفير 2000 مدفع كلاشنكوف أضافه إلى ثلاثة ملايينرصاصة ـ وتوفير الملابس الخاصة والدروع للقوة الجديدة ـ إعادة بناء كافة الأجهزةالأمنية وإقالة 15 من قادتها واستبدالهم بآخرين موالين ـ إقالة 185 من ضباط الأمنالوطني لتنقية صفوف الجهاز من غير الموثوق في موالاتهم. إلى جانب هذهالمعلومات، كانت هناك مذكرة بخط الفريق عبد الرازق المجايدة (منسق الأجهزة الأمنية) كتبت على ورقة تحمل ختم ديوان الرئاسة، تحدثت عن مطالب موجهة إلى الأجهزة الأمنيةوخاصة الأمن الوطني، تضمنت سبعة بنود، من بينها وضع خطة العمليات وفرز الـ15 ألفعنصر المرشحين للقوة الجديدة، وحصر كميات الأسلحة والذخائر المتوفرة. في هذاالجو المسكون بالشكوك والهواجس، أصدرت وزارة الداخلية تصريحاً صحفياً في 6/2الماضي، أعربت فيه عن استنكارها وإدانتها للطريقة التي يتم من خلالها إدخالالسيارات والمعدات اللوجستية من المعابر الحدودية بصورة سرية وبتعتيم مريب، على نحويتم فيه تجاوز الحكومة ووزارتها المختصة. وذكر البيان أن وزارة الداخلية تحملالجهات التي تقف وراء هذه العملية كامل المسؤولية عن أية تداعيات تنجم عن هذاالأسلوب المرفوض وطنيا وقانونياً. يوم الجمعة 15/6 وهو اليوم التالي مباشرةلاستيلاء حماس على مواقع الأجهزة الأمنية في غزة، ذكرت النسخة العبرية لموقع هآرتسعلى موقعها على شبكة الإنترنت أن كلا من الإدارة الأميركية والرئيس الفلسطيني محمودعباس اتفقا على خطة عمل محددة لإسقاط حكم حماس، عن طريق إيجاد الظروف التي تدفعالجمهور الفلسطيني في قطاع غزة لثورة ضد الحركة. وأشارت الصحيفة إلى أن خطة العمل،التي تم التوصل إليها بين «الجانبين» تضمنت الخطوات الآتية: 1ـ حل حكومةالوحدة، وإعلان حالة الطوارئ، لنزع الشرعية عن كل مؤسسات الحكم التي تسيطر عليهاحماس حالياً في قطاع غزة. 2ـ فصل غزة عن الضفة الغربية والتعامل مع القطاعكمشكلة منفردة، بحيث تقوم الإدارة الأميركية وعباس بالتشاور مع إسرائيل والقوىالإقليمية والاتحاد الأوروبي لعلاج هذه المشكلة، ولا تستبعد الخطة أن يتم إرسالقوات دولية إلى القطاع. 3ـ تقوم إسرائيل بالإفراج عن عوائد الضرائب، وتحويلهاإلى عباس الذي يتولى استثمارها في زيادة «رفاهية» الفلسطينيين في الضفة، إلى جانبمحاولة الولايات المتحدة إقناع إسرائيل بتحسين ظروف الأهالي في الضفة لكي يشعرالفلسطينيون في قطاع غزة بأن أوضاعهم لم تزدد إلا سوءًا في ظل سيطرة حركة حماس علىالقطاع، الأمر الذي يزيد من فرصة تململ الجمهور الفلسطيني في القطاع ضد حماس،وبالتالي التمرد عليها. 4ـ اتفق عباس والإدارة الأميركية على وجوب شن حملاتاعتقال ضد نشطاء حماس في الضفة الغربية، من أجل ضمان عدم نقل ما جرى في القطاع إلىالضفة. 5ـ إحياء المسار التفاوضي بين إسرائيل والحكومة التي سيعينها عباس فيأعقاب قراره حل حكومة الوحدة الوطنية. أشارت الصحيفة إلى أن أبو مازن حرص علىإطلاع مصر والأردن على القرارات التى توصل إليها قبل إعلانها، مشيرة إلى أن أبومازن طالب الدولتين بتأييد قراراته وقطع أى اتصال مع حكومة حماس في القطاع. فيالوقت ذاته، خرج كبار المسؤولين في إسرائيل عن طورهم وهم يشيدون بقرار أبو مازن حلالحكومة وإعلانه الطوارئ،. فقال وزير الحرب الإسرائيلي عمير بيرتس وزير الحرب ـ قبلتعيين باراك مكانه ـ أن ذلك القرار ساهم في تقليص الآثار السلبية جداً لسيطرة حماسعلى القطاع، واعتبر أن الخطوة تمثل مصلحة استراتيجية عليا لإسرائيل. من ناحيةأخرى ذكرت صحيفة «معاريف» في عدد الجمعة 15/6 أنه في ظل قرار أبو مازن حل حكومةالوحدة الوطنية، فإن إسرائيل تدرس بإيجابية إمكانية الإفراج عن مستحقات الضرائبالتى تحتجزها، لكي تحولها إلى الحكومة الجديدة. وأشارت الصحيقة إلى أن إسرائيل قدتعلن عن قطاع غزة ككيان عدو، ومن غير المستبعد أن يتم قطع الكهرباء والماء عنالقطاع، خصوصاً إذا استمر إطلاق الصواريخ منه. على صعيد آخر قالت إسرائيل إنهاتراهن بقوة على تعاون الدول العربية، ورئاسة السلطة الفلسطينية معها في عدم السماحلحركة حماس بترجمة إنجازاتها العسكرية إلى مكاسب سياسية، معتبرة أن التطوراتالأخيرة تحمل في طياتها تحولات إقليمية بالغة الخطورة على إسرائيل. وقال الجنرالعاموس جلعاد مدير الدائرة السياسية الأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية والمسؤولعن بلورة السياسة الإسرائيلية تجاه الضفة الغربية وقطاع غزة إن إسرائيل تحتاج أكثرمن أي وقت مضى لمساعدة الدول العربية، وتحديدًا مصر في مواصلة خنق حركة حماس، لاسيما بعد إنجازها السيطرة على كامل قطاع غزة، معتبراً أنه في حال لم يتم نزعالشرعية عن وجود حركة حماس في الحكم، فإن هذا سيكون له تداعيات سلبية جداً علىإسرائيل. وفي مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية باللغة العبرية ظهر الجمعة 15/6 عددجلعاد مطالب إسرائيل من الدول العربية بشأن إحكام الخناق على حركة حماس، معتبراً أنالدول العربية «المعتدلة» مطالبة بنزع أي شرعية عربية أو دولية عن حكومة الوحدةالوطنية وعدم إجراء أى اتصالات معها، وأن الحصار العربي لحكومة الوحدة الوطنية هومطلب أساسي وحيوي لنجاح الحصار على الحكومة الفلسطينية. وحذر جلعاد من أنه في حاللم تقدم الدول العربية على هذه الخطوة، فإن الكثير من دول العالم ستعترف بوجود حماسفي الحكم وستستأنف ضخ المساعدات للفلسطينيين. أضاف الرجل أن أبو مازن أصبحمهماً للغاية لإسرائيل الآن، إذ هو وحده الذى يستطيع تقليص الآثار السلبية لسيطرةحماس على غزة. غير أن بنيامين إليعازر وزير البنى التحتية قال في تصريحات للإذاعةإن على إسرائيل أن تتحوط للوضع الدراماتيكي الجديد بكل حذر. وشدد على وجوب بذل كلجهد ممكن لإقناع الدول العربية بالوقوف إلى جانبها في حربها ضد حماس. في ذات الوقتأشار عوديد جرانوت معلق الشؤون العربية في القناة الأولى للتلفزيون الإسرائيلي ظهرالجمعة إلى أن قرار أبو مازن بحل حكومة الوحدة الوطنية يمثل مصلحة لإسرائيل من حيثإنه يعني إسدال الســــتار على اتفاق مكة.. هـل فهمت ما فهمته أنا؟
دعــــــــــاء
استشهد من إخواننا في هذا الشهر – شهر جويلية – كل من أخينا الهاشمي المكي بعد صراع طويل مع مرض عضال (15 جويلية 2006) و رضا الخميري الذي استشهد يوم 25 جويلية 1997 إثر إضراب عن الطعام خاضه بعض إرجاعه إلى السجن بعد وقت قصير من إتمام المدة المحكوم بها عليه دون وجه حق من قانون او شرع… و وفاء لإخواننا الذين ارتفعوا شهداء علينا و على غيرنا الرجاء إحياء هذين المناسبتين بمختلف الأشكال المتاحة.. Chouhadaouna@hotmail.com chouhadaouna@yahoo.fr
(المصدر: موقع الحوار نتبتاريخ الإثنين 2 جوان 2007 ).
بسم الله الرحمان الرحيم
حصاد الأسبوع للصحفي المنفي في وطنه عبد الله الزواري
1) علمت: 1- طفل في الثانية عشرة من عمره تسكب عليه كمية من البنزين ثم يحرق.. هذا ما تم في الليلة الفاصلة بين يوم الأربعاء و الخميس الماضي… وسط مدينة جرجيس قرب سوق الجملة… طفل لا يعرف ما يفعل في مثل هذه الحالات فانبرى يجري،مما زاد ألسنة النار التهابا، و قبل ان يلفط أنفاسه يبدو ان صرح باسم احد الفاعلين…. و إن كان أحد الفاعلين نقي السوابق فإن الثاني، و هو كهل يناهز الخمسين من العمر، من الذين قضواأغلب سني عمره وراء القضبان في رعاية الإدارة العامة للسجون و الإصلاح و هو ممن يفخر بأن سجله العدلي يضم اكثر من 40 قضية… على فقد عاد إلى ميدان صولاته و جولاته أي السجن المدني بحربوب فهو « المبجل المكرم » هناك الذي لا يبخل على الإدارة بخدماته » الجليلة »… لكن ماذا وقع قبل إشعال عود الثقاب؟؟الفحص الطبي سيكشف عما وقع و إن كان العارفون بأحد الموقوفين يدركون نوعية القضايا التي سبق ان حكم من أجلها…. هذا ما يتناقله ابناء البلد متحسرين على ما آلت إليه الأخلاق و القيم …. 2 – وقعت استدعاء شقيقة أحد المساجين السياسيين لمصلحة من مصالح وزارة الداخلية..هذا السجين كان قد دخل في إضراب عن الطعام احتجاجا على الإهمال الطبي الذي يعاني منه… و رغم الوعود التي قدمت له لفك الإضراب فإن عرضه على الفحص الطبي الذي كان يأمله لم يتم بعد… 3 – مضايقات متنوعة تتعرض لها عائلات بعض المساجين السياسيين أيام الزيارة لعل من أبرزها رفض أعوان السجن تسلم بعض الأطعمة و المواد الأخرى التي تجلبها العائلات مطالبين بالحصول على موافقة المدير و تتكرر هذه العملية كل زيارة مما يكلف العائلات أوقاتا طويلة يقضونها في انتظار استجابة المدير… خصوصا إذا علمنا عدم وجود واقيات من حرارة الشمس… فأي حكمة وراء مثل هذا الإجراء؟؟؟ 2) تدبّرت: ما فائدة الدنيا الواسعة … إذا كان حذاؤك ضيقا ؟! 3) سمعت: ذكر أحد ضيوف قناة الحوار الفضائية اللندنية ان عدد الأطباء الليبيين العاملين في بريطانيا يتجاوز 2500 طبيبا بعضهم ذو شهرة عالمية و ذكرت العشرات بل المئات من إخواننا الليبيين الذين يقدمون أسبوعيا إلى جرجيس قصدالعلاج…شيوخ و عجائز قد بلغوا من العمر عتيا و كهول و أطفال صغار.. تراهم أمام عيادات الأطباء على اختلاف اختصاصاتهم بدءا بالطب العام … و استفادة من هذه الظاهرة أو استغلالا لها خصص بعض المواطنين شققا للإيجار لهم و حدث عن الأسعار الخيالية… و لا تعجب إن دخلت عيادة طبية فتجد بطاقات شكر معلقة هنا و هنا في صدر قاعة الاستقبال.. بطاقات شكر وجهها ليبييون اعترافا للطبيب بفضله في علاجهم… ذكرت 2500 طبيبا هناك و آلاف المرضى يعانون الأمرين بحثا عن العلاج …ألا يوجد استثمار في الاستبداد؟؟؟؟ 4) رأيت: مع حلول العطلة الصيفية يرجع كثير من المهاجرين إلى البلد… و مع عودتهم مسلجين بعملتهم الصعبة و مستفيدين من انخفاض سعر الدينار تعرف الغلال و الأسماك ارتفاعا ملحوظا تجعل المواطن البسيط يؤجل استهلاك بعض الأنواع إلى ما بعد عودة هؤلاء الضيوف…كما تصبح طرقاتنا الرديئة ميدانا للسباق المجنون بين هؤلاء الضيوف بسياراتهم و دراجاتهم النارية الضخمة و بين سيارات ابناء البلد الشعبية و شاحنات 404 التي لا تزال تعمر مختلف طرقاتنا من المسالك الفلاحية إلى الطرق الرئيسية و الطرق السيارة…. 5): قرأت إلى أين المسير؟؟؟؟ 1 – أعلن شواذ المغربعن تجمعهم للاحتفال بما يسمى اليوم العالمي للشواذ أو « اليوم العالمي للمثليين » -وهو المصطلح المفضل لديهم عن النعت بالشواذ- وذلك في السابع والعشرين من شهر يونيوالجاري، واستعدادهم لتأسيس جمعية عبر شبكة الإنترنت تحت اسم « كيف كيف » ترمي إلىالمطالبة بالمساواة الاجتماعية بينهم وبين الآخرين!!وقد سبق هذا الإعلانبعض التحركات المريبة لهم.. كان آخرها حضور ألف شاذ وشاذة منذ بضعة أسابيع فقطوتجمعهم للتعارف والتلاقي في ضريح لولي صالح اسمه « سيدي علي بنحمدوش » بمدينة مكناسالمغربية!!ـ ………………………………….. وعن طبيعة تلك الظاهرة في المغرب يرىالأستاذ حسن السرات الباحث في المسألة الجنسية أن « ما يجري حاليا في أوساط الشواذالمغاربة هو نتيجة لعمل متواصل في الغرب خرجوا فيه من السرية إلى العلانية، ثم إلىكسب الاعتراف القانوني والاجتماعي والسياسي وحتى الديني، وما جرى في الكنيسةالإنجليكانية من اعتراف ثم تأسيس لكنيسة خاصة بهم برهان على هذا، وحتى بعض أحباراليهود اعترفوا لهم بهذا، وبقي أمامهم العالم الإسلامي الذي حاولوا التسلل إليهوكسب اعترافه ».ـويؤكد السرات أن « التنظيم الدولي للشواذ والسحاقيات يستهدفالمغرب ضمن خطة إستراتيجية متعددة الوسائل والأدوات لاختراق العالم الإسلامي، ولهمدراسات وبيانات حول الوضع القانوني بالمغرب، وكيفية كسب الاعتراف بالشذوذ، ويعتقدونأن المغرب بلد يسهل اختراقه، وإذا تحقق لهم ذلك، يمكن أن يمروا للخطوات التاليةالمتعلقة بباقي بلدان العالم العربي والإسلامي ».ـويضيف: « كما تعتبر المغربوفقا لتنظيمهم الدولي وفروعه ضمن تنظيم شواذ العرب والمغرب العربي بأوروبا الذيأطلقوا عليه اسم (سواسية)، ثم هناك شواذ تونس وشواذ الجزائر وشواذ المغرب الذيناختاروا اسما شعبيا عاميا (كيف كيف) يعني المساواة ».ـ 2 – سورية تقتل زوجها بعد أن « باعها » لزميله في جلسةقمار المحكمةحكمت بسجنها مع الأشغال الشاقة المؤبدة قررت محكمة في سوريا سجن سيدة مع الأشغالالشاقة المؤبدة بعد أن قتلت طعنا بالسكين زوجها الذي « باعها » لأحد أصدقائه إثرخسارته في لعبة قمار، في قصة جرت أحداثها في العاصمة السورية دمشق.وترجعتفاصيل الحادثة إلى أن الزوج الذي كان يعمل في مجال التهريب أدمن في الفترة الأخيرةعلى لعب القمار حيث كان يدعو رفاقه للاجتماع في منزله الكائن بدمشق للعب القمار،وتمتد سهرتهم حتى خيوط الفجر الأولى، بحسب تقرير نشرته صحيفة « تشرين » السورية السبت 9-6-2007. 6) نقلت: ملاحظة: تساءلت هل من المفيد أن أنقل لقراء الحوار.نت هذا المقال( و غيره) و هم يستطيعون الإبحار على الشبكة متى شاؤوا دون حواجز و لا معوقات مثل التي نعرف في البلد…و ترددت كثيرا ثم قلت لأنقل ما أقدر أهميته و لهم بعد ذلك أن يعرضوا عنه و ليكن عملي كما يقول المثل اختيار الرجل شيء من قلبه أو من عقله…
في أريانة
اغتصبها 12 شابا أحدهم مصاب بالسيدا
جدت اطوار هذه القضية بجهة اريانة عندما كانت المتضررة عائدة في ساعة متأخرة من الليل الى محل سكناها ولسوء حظها وجدت في طريقها مجموعة من الشبان المنحرفين وعددهم 12 وبما انها كانت وحيدة وفي ساعة متأخرة سهل ذلك على اولئك الشبان عملية تحويل وجهتها والنيل من شرفها فضايقوها في البداية فحاولت تجاهلهم وواصلت سيرها لكن اصرارهم على تنفيذ خطتهم جعلهم يلاحقونها ويطلبون منها مرافقتهم بالحسنى الى حيث يريدون فحاولت المسكينة رفض طلبهم واستماتت في الرفض والدفاع عن نفسها، ولكنها فشلت فعددهم كبير ولذلك نجحوا فعلا في تحويل وجهتها الى احد الاماكن المقفرة والمنزوية بجهة اريانة وتداولوا على مواقعتها رغم توسلاتها لهم بترك سبيلها وليت مصيبتها وقفت عند ذلك الحد بل اكد لها نفر من بين تلك المجموعة وبعد ان واقعها انه مريض بالسيدا فبكت وصرخت لكن ذلك لم يجدها نفعا فتحاملت على نفسها وتوجهت الى اقرب مركز امن بجهة اريانة وروت للاعوان مأساتها. فانطلقت بذلك الابحاث وتم ايقاف البعض من اولئك المنحرفين ومازالت الابحاث جارية لايقاف البقية. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 1 جويلية 2007)
في شاطئ سلقطة بقصور الساف
ضبط 10 «حرّاقة» ومركب صيد مسروق
الأسبوعي – القسم القضائي أحبط اعوان فرقة الأبحاث والتفتيش بالمنطقة الجهوية للحرس الوطني بالمهدية خلال احدى ليالي الاسبوع الفارط عملية ابحار خلسة في المهد حيث ضبطوا عشرة شبان بصدد وضع اللمسات الأخيرة لــ«الحرقة» وحجزوا مركب صيد تبين انه مسروق ومحركا مائيا وعدة اوعية بلاستيكية مملؤة بالبنزين. وكان اعوان دورية متنقلة تابعة للفرقة الامنية المذكورة بصدد مراقبة منطقة نفوذهم وحراستها بعد أن توفرت لديهم معلومة سرية ترجح مشاركة شبان في رحلة بحرية غير شرعية انطلاقا من شاطئ سلقطة عندما لمحوا مجموعة من الشبان قرب الشاطئ في وضع يوحي بانهم بصدد الاستعداد للابحار خلسة فحاصروهم والقوا القبض عليهم. وبالتحري معهم افادوا انهم ينحدرون من مدينة قصور الساف وقد اتفقوا فيما بينهم على «الحرقان» باتجاه جزيرة لمبدوزا باقصى الجنوب الايطالي فسرقوا مركب صيد وتدبروا امرهم في محرك مائي وابتاعوا بقية لوازم «الحرقة» وتجمعوا بشاطئ سلقطة للانطلاق ولكن الاعوان تفطنوا لامرهم. صابر.م (المصدر: جريدة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 2 جويلية 2007)
بين ثروة «بيل غيتس» والهجرة إلى إيطاليا ماذا يتمنى التونسي لو فتح في وجهه باب العرش؟
ارتبط «باب العرش» في خيال العرب والمسلمين عموما بتحقيق ما لا يمكن تحقيقه.. هكذا في لحظة يمكن للواحد من الناس ان ينتقل من حالة الفقر المدقع إلى حالة الغنى الفاحش… من حالة المرض المزمن إلى حالة القوة الخارقة للعادة.. هي في الواقع احلام ايقظها سؤال طريف طرحناه على نماذج مختلفة من المستجوبين وهو: «ماذا تطلب لو ان باب العرش انفتح في وجهك الان؟» الاجابات كانت مختلفة طبعا باختلاف جنس المستجوب وعمره وميولاته في الحياة.. من الصحة ورضاء الوالدين إلى «الانتصار» على «بيل غايتس» في الثروة والثراء.. إلى حالات «بين بين» و«كل قدير وقدرو» حتى في الاحلام أغنى من بيل غايتس الشاب «عصام» موظف، اندهش من السؤال ثم اجاب ضاحكا: «لم اطرح على نفسي ابدا هذا السؤال ولم اتصور ان يلقيه علي اي انسان.. فباب العرش بالنسبة لي «حاجة كبيرة» وهي بعيدة المنال.. اما وقد سالتني فاقول أتمنى ان أنام واستيقظ فاجد نفسي اغنى من بيل غايتس ولا يمكن لي ذلك طبعا الا اذا امتلكت كنوز سيدنا سليمان «الفلوس» ياصاحبي اذا وضعتها على فم الميت يضحك.. وهي «تعمل ثنية في البحر» اريد ان اصبح اغنى من غايتس لابعث مشاريع واملك «الفيلا» الفخمة والسيارة التي لا نراها سوى في الاحلام او في لافلام.. اريد ان اجلس في «قصري» اضع ساقا على ساق واعطي الاوامر للخدم وكل ما اطلبه يحضر في الحال.. لكن انتبه جيدا فانا لا اريد المال لاطغى بل لانفق جزءا كبيرا منه على المشاريع الخيرية كي انال ثوابا عند الله.. باختصار فإن المال يجلب لصاحبه القدر والجاه والسلطان.. والان ساحكي لك طرفة في كثير من الأحيان تقلقني ناموسة او ذبابة ورغم ذلك لا اقتلها فهل تدري لماذا؟ بكل بساطة لاني اعتقد ان هذه المخلوقة الضعيفة قد تكلمني يوما فتقول لي: «شبيك لبيك، اطلب.. كل شيء يجيك بين ايديك!!» الصحة ورحمة الوالدين احلام السيد سالم دلدول(مرب متقاعد) تختلف عن احلام عصام الشاب وهذا طبيعي جدا.. سالم قال بكل اختصار: «لو فتح باب العرش في وجهي فاني ساطلب مغفرة الله والرحمة للوالدين والهناء الكامل والصحة لكافة افراد عائلتي. كما ساطلب لهم النجاح لانه سيمكنهم من تحقيق احلامهم في امتلاك المنزل والسيارة والمال والزواج.. اما كثرة المال فهي نعمة قد تضر بصاحبها اكثر مما تنفعه» لا اريد ان احلم كثيرا الشاب «وليد مساهل» (عامل بمقهى) لا يريد ان يحلم كثيرا لانه يستفيق كل يوم على نفس «الديسكو»: وليد قال: «لو فتح باب العرش امامي فلن يتوقف باب الحلم.. ساطلب عندئذ القصر والسيارة الفخمة والمال والمشاريع وكل ما يحلم به اي شاب في مثل سني ولا يمكن له تحقيقه في الواقع الذي لا يسمح احيانا حتي بالحلم.. انا احلم دائما واسرح في الخيال لكني اعود كل يوم إلى منزلنا مثلما خرجت.. واستيقظ كل صباح مثلما نمت.. هي في النهاية «جوجمة» لا اتمنى الغوص فيها كثيرا لانها تتعبني كثيرا» ايطاليا او الخليج اما الشاب «م.م» فقد حدد موقفه بوضوح اذ قال: «لم افلح في دراستي ولم انجح في اي عمل امتهنته.. لذلك سكنت في صدري فكرة الهجرة إلى ايطاليا او الى الخليج حتى مشيا على الأقدام (واعني الحرقان طبعا بما انه لا يمكنني الحصول على عقد عمل).. اما اذا فتح باب العرش في وجهي فقد اشتري ايطاليا واشتري الخليج كله.. ويا حبذا لو يفتح في وجهي قبل ان اكبر – لانني اذا كبرت فان المال قد يصبح بلا معنى ولا قيمة»!! تحرير العرب!؟ الأستاذ «ف.ع» لم يتمن مالا او جاها او صحة.. بل قال: «لو فتح باب العرش في وجهي الان لتمنيت قوة خارقة للعادة تجعلني اوحد العرب واحررهم من العبودية والاستعمار.. العرب الان، وانا واحد منهم، يعيشون اسوا حالاتهم وهم في حاجة فعلا إلى باب العرش كي ينقذهم من التشرذم والتخلف والاستعمار.. هم احرار من حيث المبدا لكنهم مستعمرون وتابعون وغارقون في متاهات لا تزيدهم الا فقرا وجهلا وتخلفا»! الانتقام!! هو في الاربعين من العمر.. قال انه عانى كثيرا من «التمقيص والتكمبين» ونكران الجميل في حياته.. واول ما طرحت عليه السؤال اجاب قائلا: «لو فتح باب العرش سأطلب شيئا واحدا وهو ان أصبح مديرا عاما على كل الذين اساؤوا اليّ في يوم ما.. هذا ساجمده.. وهذا ساحرمه من المنح التي لا يستحقها.. وهذا ساطرده لانه فعلا لا معنى لوجوده في الادارة.. وهذا ساحاسبه على اموال الناس.. وهذا ساقرر تجريده في كل الرتب التي نالها بغير وجه حق.. وهذه ساعيدها إلى «الستندار» الذي حملها بقدرة قادر إلى منصب سكريتيرة المدير.. وهذا وهذه واولئك وهؤلاء اللهم افتح في وجهي باب عرشك وسوف ترى ما انا فاعل»!! زوج وستر الآنسة «لمياء -ب» ليس لها طموحات كبيرة في هذه الحياة رغم نجاحها المهني الذي لا يستهان به هي بلغت عمرا معينا يجعلها تخاف ان يفوتها قطار الزواج.. لذلك قالت حين القيت عليها السؤال «اموري العائلية والمهنية لا بأس بها وليس لي اي مشكل من هذه الناحية، لكن لو فتح باب العرش في وجهي لتمنيت فورا من الله ان يهبني زوجا صالحا اقضي معه بقية عمري.. وسوف لا اطلب ايضا غير الستر».. «سوبرمان» لمحاربة اسرائيل بكل عفوية اجاب الطفل «معز» عن السؤال فقال «لو فتح امامي باب العرش لتمنيت من الله ان اصبح مثل سوبرمان حتى احمل قنابل والقيها على اسرائيل التي تقتل الأطفال في فلسطين»!! تحقيق: جمال المالكي (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 2 جويلية 2007)
«الجمعيّة الثقافيّة التونسيّة للدفاع عن اللاّئكيّة»: أزمة «الحمل»، صعوبة «الطلق» واستعصاء «الوضع»!!!!!
نصر الدّين بن حديد nasrbenhadid@yahoo.fr بعد أن سارت الأنباء بدءا، متراوحة بين الإشاعات الخافتة والخبر الجازم، صارت «الجمعيّة الثقافيّة التونسيّة للدفاع عن اللاّئكيّة» يقينًا، لدينا ولدى مؤسّسيها على الأقل، في انتظار أن تبتّ السلطة في أمرها وتحسم في شأنها، ويكون من المعقول، بل من المنطقي أن ننظر إليها في شكل قناعة ورغبة بل الحقيقة، قبل أن نراها ـ أو لا نراها ـ ضمن نسيج الجمعيات القائمة «الشرعيّة» [أو المعترف بها] في البلاد. يكون من المنطقي أيضًا، بل من الحقّ والواجب أن نبدي في الأمر قراءة وفي الشأن تمحيصًا وفي القضيّة تحليلا، على ضوء ما بدا من معلومات وما أفصح عنه أصحاب الشأن من برامج أو نوايا معلنة، دون الرغبة ـ أو هي القدرة ـ على النزول إلى بواطن النفوس وخبايا الضمائر أو ما تختلج به الأفئدة… عند الإطلاّع على قائمة المؤسّسين ـ والمؤسّسات أيضًا ـ ندرك بل نجزم أن «الجماعة» [رجالا ونساء] من أصحاب القامات العلميّة المديدة، والمكانة الأكاديميّة البارزة، والقدرة الثقافيّة الفاعلة، والتجربة السياسيّة العالية، ويكون من الطبيعي بل من اليقين أنّهم رصّعوا الكلمات ترصيعًا ولم تأت هذه هباء أو الأخرى من باب الصدفة!!! جاءت الجمعيّة، أو بالأحرى أعلن أصحابها أنّها «ثقافيّة»، وقد حدّد السيّد صالح الزغيدي هذا التوصيف أو هذه الصفة أو الوظيفة حين صرّح لشهريّة «الطريق الجديد» [عـ61ـدد، جوان 2007، الصفحة 7] مذكّرًا بما جاء في أرضيّة الجمعيّة :«من الضروري أن تركزّ الجمعيّة حصريّا على الدّفاع عن اللاّئكيّة فكرًا وثقافة وممارسة وأن يقع السهر على حماية هذا الإطار من مزالق التوظيف لخدمة أغراض أخرى غير تلك التي حدّدها له مؤسّسوه ومؤسساته» ويضيف :«إنّها إطار جمعياتي ذي طابع فكري وثقافي[…]»… من هذا التصريح يبدو جليّا أن الصفة «الثقافيّة» تأتي في المقام الأوّل نفيا لأيّ تأويل سياسي ممكن، أو سدّا أمام أيّ انزلاق سياسيّ، قبل القول أو الشروع أو السعي للتأسيس من خلال هذه «الثقافة» أو بها. يسأل سائل ويتساءل المرء من باب ما تُوجبه ضروريات المعرفة العلميّة، عن الأسباب التي قد تدعو أو هي دعت إلى مثل هذا الخيار أو هذا الحذر أو هو التحذير، حين جاءت «السياسة» من تلك الخطوط الحمراء التي لا يجب ملامستها، بل الاقتراب منها أو حتّى التفكير في محاذاتها؟؟؟ أيضًا يسأل سائل ويتساءل المرء من باب ما تُوجبه ضروريات المعرفة العلميّة [أيضًا] عن قدرة هذه الجماعة وأيضًا قدرة المحيط الطبيعي التي هي قائمة ضمنه ومن ستتفاعل وإيّاهم من باب تقاسم هذه القناعات أو من قبيل النفي ضمن جميع صيغه، على تحديد مفاهيم تطبيقيّة ومعالم «ماديّة» وثوابت «مرئيّة» تميّز السياسة عن الثقافة وتفصل القناعات الأيديولوجيّة العامّة عن الانتماء الحزبي المباشر؟؟؟؟ هذا إذا سلّمنا جدلا بالقدرة على إيجاد فواصل معرفيّة أو حدود ابستيمولوجيّة بين كلّ من الثقافة والسياسة!!! وجب أن نميّز في شدّة ونفرّق في جلاء بين قراءة أدبيات هذه الجمعيّة والبحث في ما عبّرت عنه من مطالب وما أعلنت عن رغبة في تحقيقه من جهة، وبين نزول هذه الجمعيّة إلى أرض الواقع وما يتبع الأمر من تفاعل مع كامل الطيف السياسي/الثقافي، حين لا يمكن لأيّ كان سواء من أعضاء هذه الجمعيّة أو من خارجها أو يلزم من يقعون ـ أو يتربصون ـ في هذه الساحة الماثلة أمامنا، على قراءة هذه الجمعيّة ضمن ما يريده أعضاؤها حصرًا… يمكن أن نرى دليل ذلك من خلال تصريح السيّد صالح الزغيدي: «أن يقع السهر على حماية هذا الإطار من مزالق التوظيف لخدمة أغراض أخرى غير تلك التي حدّدها له مؤسّسوه ومؤسساته»، ويكون من المشروع أن نسأل السيّد صالح الزغيدي ومن معه من المؤسّسين والمؤسّسات عمّن قد يقف وراء هذه الرغبة في دفع هذه الجمعيّة لتسقط في «مزالق التوظيف»، سواء تعلّق الأمر بأعضاء الجمعيّة [القائمون أو القادمون] أو من يقف في الخارج؟؟؟؟ يبدو أنّ الأمر لا يعني الرغبات أو النوايا أو الواقع الماثل، بقدر ما هي حالة انفصام قائمة على مستوى المفاهيم ودرجات الإدراك ومقامات المعرفة، تتجاوز في مبناها وتتعدّى في متنها المشهد القائم لتشمل المعادلات الفكريّة والبنى الذهنيّة وكامل المنظومة ومجمل النسق السياسي/الاجتماعي الذي نتموضع فيه جميعًا، حين ينعدم ـ على حدّ قول محمّد عابد الجابري ـ مبدأ «الكتلة التاريخيّة»، ومن ثمّة نلحظ ذلك الخلل الخطير على مستوى تعريفات «الأنا/الآخر» والتطبيقات القائمة والممارسات الماثلة. أو هي رغبة من البعض أو حاجة سيكولوجيّة [مرضيّة] لإيجاد هذه الكتلة أو الإيهام بوجودها، لنصل تماثلا مع حكاية «الملك العاري»، أن نرى ثيابًا تتحرّك دون أن نرى من يرتديها!!! أيّ أن نلحظ «أدبيات» ونشهد «فكرًا» ونرى «ثقافة»، دون أن نرى لهذه الأدبيات وهذا الفكر وهذه الثقافة الحدّ الأدنى من التأثير أو الأثر، ويكون علينا التسليم بوجود الشيء، عوضًا عن التأكد من فعله ومدى قدرته على التأصيل والمراكمة!!! في غياب هذا التوافق يكون من الهراء أو الغباء الحديث عن أرضيّة مشتركة بقدر ما هو صراع، يحاول كلّ طرف أن يوظّف الحقيقة [مهما كانت] لصالحه، وبالتالي يرتدّ الإيمان بالقانون [أو التظاهر بذلك] من باب درء التهمة وتوظيف القوّة [الماديّة أساسًا]، أكثر منه سعي لتوسيع دائرة المشاركة وتعميق مجال التوافق. علمًا أن التاريخ يصنعه المنتصر والحقيقة يكتبها الغالب!!! ضمن نظريّة الصراع [الظاهر منه أو الخفيّ] يمكن أن ندرك حقيقة هذا المشهد الماثل أمامنا، خصوصًا وأنّ «اللاّئكيّة» تأتي في علاقة بالدّين الإسلامي، سواء اعتبر البعض هذه العلاقة أو أرادها أو فهمها أو أوّلها في دائرة الصراع القاتل أو هو تعايش وتفاهم. أيضًا، تأتي «الظاهرة الإسلاميّة» ـ مهما أراد البعض ـ متجاوزة للشأن القطري، حين صار «الإسلام» من جورج بن أبيه إلى أسامة بن لادن «ظاهرة كونيّة» مرتبطة أو هي رابطة ـ على شاكلة الانترنت ـ الشبكات أو المعادلات ببعضها البعض، سواء رغب البعض في ذلك أو نفي آخرون هذا الوضع [أو هذه التهمة]… عودًا إلى «الجمعيّة الثقافيّة التونسيّة للدفاع عن اللاّئكيّة»، يمكن أن نسأل من باب نظريّة «التفكيك» عن الأسباب التي تدعو إلى ضرورة «الدفاع» أو وجوبه واعتباره «فرض عين»، ليكون اليقين أنّ الجماعة لا ترى في الدولة القائمة في تونس راهنًا صفة اللاّئكيّة، ولا ترى فيها قدرة أو رغبة في الدّفاع عن اللاّئكيّة [ضمن تعريف هذه الجمعيّة]، رغم الاعتراف والتصريح بأنّ تونس تمثّل حالة نوعيّة متميّزة ضمن المشهد العربي الإسلامي. يصرّح السيّد صالح الزغيدي في ذات الحوار لشهريّة «الطريق الجديد»: «ما تطرحه اللاّئكيّة يمكن تلخيصه في نقطتين أساسيتين: 1ـ عدم تمكين رجال الدين بصفتهم تلك من مواقع أو وظائف في السلطة وفي جهاز الدولة. 2 ـ اعتماد القانون الوضعي وعدم إخضاع التشريعات للنصوص الدينيّة»… من هذا التعريف لا يبدو فقط مفهوم الدولة التي يريدها المدافعون عن اللاّئكيّة، بل هم يضعون أنفسهم في علاقة نفي قاطعة مع السلطة القائمة راهنًا في تونس، سواء تعلّق الأمر بإلغاء خطّة «مفتي الديار التونسيّة» أو ما تستوجبه هذه المطالب من ضرورة تعديل الدستور حين وجب التخلي عن اعتبار الإسلام الدين الرسمي، مع ما يتبع من تنقيح للقوانين لتكون متوافقة مع هذا «القانون الوضعي»… يسأل سائل ويتساءل المرء من باب ما تُوجبه ضروريات المعرفة العلميّة [أيضًا مرّة أخرى] عن موقف مؤسّسي ومؤسّسات «الجمعيّة الثقافيّة التونسيّة للدفاع عن اللاّئكيّة»، في حال قيام استفتاء يطلب من الشعب [الذي يمثّل قطعًا لديهم المصدر الأوّل والأوحد للسلطة والتشريع] البتّ بين خيارات ثلاث: 1 ـ المحافظة على التشريعات القائمة والوضع كما عليه الحال القائم. 2 ـ اعتماد اللائكيّة مرجعًا وسندًا 3 ـ اعتماد الشريعة الإسلاميّة مرجعًا وسندًا… لنفترض اكتساح الخيارات الإسلامية الساحة كما جدّ في الجزائر ومصر وفلسطين وتركيا والمغرب قريبًا [كما يرى البعض]، فهل سيقبل أعضاء الجمعيّة هذا «الحكم» الصادر عن هذا «الشعب الذي يمثّل قطعًا لديهم المصدر الأوّل والأوحد للسلطة والتشريع»، أم أنّهم سيرون في الأمر ما ذهب إليه الدكتور/الفيلسوف المازري الحدّاد من ضرورة تدخّل الغرب بالقوّة [إن لزم الأمر] منعًا لأيّ انتخابات يصل من خلالها الإسلاميون إلى الحكم، أم أنّهم سيردّدون مقولة سعيد سعدي زعيم «التجمّع من أجل الثقافة الديمقراطيّة» RCD الشهيرة أمام كاميرات التلفزيون عندما أيقن بفوز الجبهة الإسلاميّة للإنقاذ: «Je me suis trompé de peuple»؟ أم إجابة أخرى لا ندريها ولا نعلمها؟؟؟؟ تكمن مصيبة هذه الجماعة ـ وأرجو أن يتّسع صدرهم للحوار والنقد ـ أنّهم لا يدافعون عن «اللاّئكيّة»، بل عن تصوّرهم للاّئكيّة، وعن «لائكيّة» يحلمون بها، وعن اللاّئكيّة التي من المفترض أن تكون، دون أن تتوفّر لها الظروف الموضوعيّة والشروط التاريخيّة، والفرق بيّن والبون شاسع وكبير، حيث أنّ هذه اللاّئكيّة [المفترضة] لا تمثّل جزءا من موروثنا الجمعي، أو قيمة من حاضرنا القائم أو ركنًا من واقعنا المعيش أو ممّا يحلم به الشعب أو يتمنّاه الجميع. اللاّئكيّة ـ ضمن الحالة التونسيّة ـ لا تزيد عن أنّها مجرّد قيمة فكريّة وقناعات فلسفيّة لدى مجموعة من المثقفين يرونها قيمة مطلقة [وهذا حقّهم ولا يمكن لأيّ كان أن يصادره] ويكون عليهم أوّلا ترسيخها في قيمة الحقيقة على أرض الواقع ـ على اعتبار أنّها مطلب شعبي ـ قبل المطالبة بتسجيلها ضمن الدستور وتجسيدها من خلال القوانين… بقي اللاّئكيون في غياب انفتاح ديمقراطي حقيقي وفعلي في البلاد العربيّة الإسلاميّة، كمثل حال الغالبيّة العظمى من المثقفين المتأثرين أو المرتبطين بمرجعيّة حضارة الأنوار وثقافة النهضة الأوروبيّة، يدورون في رحى التنظير ومدارات الفكر ودوّامة التفلسف، في قطيعة [بنيويّة وعضويّة ووظيفيّة] مع واقعهم وعدم قدرة على التموقع الفعلي والفاعل داخل المشهد السياسي/الثقافي/الاجتماعي، سواء تعلّق الأمر بالرجوع إلى الشعب من خلال الانتخابات، حين يتقاسم «الكعكة» [بدرجات متفاوتة] الحكّام والإسلاميون أو حين تصير المواجهة الفعليّة ويكونون أهل فكر وأصحاب قلم وحملة فلسفة، في عجز كامل عن تفعيل عمق شعبي يكفل لهم الحدّ الأدنى والضروري للتأثير في موازين القوى «الماديّة». خاصّة أن اللاّئكيّة في صورتها المقدّمة تعتمد تعريفًا للدين الإسلامي منزوعًا من بعده «الجامع» ليرتدّ [في أفضل حالاته] «قناعة شخصيّة» أو هو [مجرّد] «شأن فردي»… حين ننظر إلى المسألة من زاوية «ماكيافليّة» بحتة، تجاوزًا للعواطف وتخطيّا للإنتماءات والقناعات الشخصيّة، نرى أنّ ما تقدّمه الحركات الإسلاميّة من تعريف للدين وتوظيف له، هو الأقدر على ملامسة العمق الشعبي، ومن ثمّة الفعل [نظريّا على الأقلّ] في الواقع والدستور والقوانين، أكثر من نوايا «عُصبة من المثقفين»… عندما ينتصر حزب الله في جنوب لبنان، أو [نقول] يتحدّث السيّد حسن نصر الله عن نصر ويتحدّث الصهاينة عن فشلهم ويقرّون بالأمر صراحة من خلال لجنة تحقيق، تفهم الغالبيّة الساحقة من المحيط الهادر إلى الخليج المتفجر «أنّ المقاتل لم يرم بل الله رمى»، عندها وجب أن نسأل عن قدرة اللائكيّة على توفير الحلم والوعد بالنصر والشروع فيه [إيهامًا كان أو حقيقة]، حين عجزت اللائكيّة التركيّة، التي هي واقع مفروض وملموس منذ مصطفى كمال، وليس كحال تونس [أضغاط كتابات وبعض الأحلام المبعثرة على صفحات المجلات]، عجزت هذه اللاّئكيّة عند أسوار الإتّحاد الأوروبي [فكرًا وجودًا وماهية] كما عجز الانكشاريون [الأجداد] عند أسوار العاصمة النمساويّة… اللاّئكيّة ـ يا جماعة الخير ـ مثّلت نتاجًا طبيعيّا لمرحلة في تاريخ أوروبا، وجزءا من مسيرتها وعلامة من تراثها، وبالتالي يستطيع هذا الفرنسي وذاك الألماني تأسيس «الجمعيّة الثقافيّة الأوروبيّة للدفاع عن اللاّئكيّة»، لأنّ هذا وذاك عاشا ضمن فضاء ذهني ومنظومة تشريعيّة توازي الدين وتختلف معه، وإن كانت تنقضه وجودًا ولا تنفيه فعلا وممارسة… حين بدأت الأصوات ترتفع ـ راهنًا ـ في تراوح بين إحالة واستعارة أو صراحة فالقة من داخل العمق الأوروبي من التيّارات الغالبة، رافضة الوجود التركي ومعلّلة الأمر بأسباب «دينيّة وحضاريّة» صريحة… عندما يتحدّث السيّد صالح الزغيدي عن «القوانين الوضعية»، فهل من حقّ هذا الشعب [أو غيره من الشعوب] أن «يضع» القوانين في تناغم أو استقراء من المنظومة الدينيّة؟؟؟ حين نعلم يقينًا أن قناعات الفرد ورغبات المجموعة لا تأتي من فراغ ولا يقوم العقل من ذلك «الاّشيء»؟؟؟؟ هل تملك الأكثريّة الغالبة من هذا الشعب [أو غيره من الشعوب] أن تجسّد خياراتها وفق قانون الأكثريّة وجدليّة الصندوق ومنطق الديمقراطيّة؟؟؟ أم على هذه الجموع الجامعة والمجتمعة التفكير والتحرّك والعمل حصرًا ـ كما يطالب بذلك اللاّئكيون الأتراك جهرًا وعلانيّة ـ من خلال تقديس هذه اللاّئكيّة والامتثال لها مهما كانت موازين القوى الفعليّة والحقيقية على أرض الواقع الانتخابي!!!! هل تحوّلت اللاّئكيّة إلى «دين جديد» فوق الديمقراطية وخيارات الشعوب، يحرسه الجيش ويقوم تحت قوّة السلاح؟؟؟ نسوق هذه الملاحظات ارتباطًا بالحالة التركيّة، حين نعلم أن «اللائكيّة» في تونس تحتاج إلى جهاز التنفس الاصطناعي والكثير من المنشطات وما تستقوي به على غوائل الدهر؟؟؟؟ عند هذا الوضع يتوزّع «اللاّئكيون» [العرب] مللا ويتفرّقون نحلا، فمنهم من ثبت على الموقف في معاداة الإسلاميين ورفض السلطة، ومنهم من «شرب السمّ من باب الضرورة»، وتحوّل إلى منظّر للسلطة كما حدث في الجزائر إثر الانقلاب العسكري الذي أزاح الجبهة الإسلاميّة للإنقاذ عن الحكم، والمفارقة الكبرى أنّ جماعة منهم غير قليلة، تقدّمت إلى مقرّات هذه الجبهة بين الدورتين بمطالب الانخراط!!! ليس الأمر من باب التعميم، ولا يجوز من باب المنطق والأخلاق والضمير العلمي أن نسحب تجربة على أخرى، بل الجزم في تونس بأنّ مسألة «الثقافة من باب النفي السياسة» هي أشبه بما يكون «كاد المريب…» فحين تكون المطالبة ـ صراحة وعلنًا وجهرًا ـ بحذف خطّة الإفتاء وتعديل البند الأوّل من الدستور ومن ثمّة إعادة صياغة الفصول الباقية وكامل قوانين البلاد، مع ما يلزم من منظومة تربويّة ومرجعيّة أخلاقيّة…. لا يمكن لأبله أو ساذج أو مغفّل، أن يتخيّل أن الأمر يخصّ «جمعيّة ثقافيّة» لا تشتغل في السياسة!!! فماذا لو كانت «حزبًا سياسيّا»؟؟؟ قطعًا سيقلبون العالم رأسًا على عقب، ويجعلون أسامة بن لادن يحلق لحيته ويتناول النبيذ الفرنسي المعتّق في جادة الشانزليزي، وجورج بن أبيه يترك السياسة ليتفرّغ لفعل الخير والتكفير عن ذنوبه في العراق وأفغانستان ولبنان وفلسطين والصومال والسودان!!! «يا ريت» [على قولة أم كلثوم الشهيرة]!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
التعليم الأساسي:
إضرابات ناجحة وحركة نضالية متصاعدة، ولكن.. !
نفذ نساء ورجال التعليم الأساسي إضرابا ناجحا يوم 29 ماي 2007. وقد تجمع عدد هام منهم في ساحة محمد علي بالعاصمة وحاولوا الخروج في مسيرة باتجاه وزارة التربية إلا أن قوات القمع تصدت لهم ومنعتهم. لكن زملاءهم في صفاقس وقفصة تمكنوا من كسر الطوق القمعي وخرجوا في مسيرة سرعان ما وقع التصدي لها. ورغم التوقيت الحساس لموعد الإضراب وإصرار الدكتاتورية على إفشاله بكل الوسائل فإن نسبة النجاح كانت جيدة عموما. فقد بلغت النسبة العامة 85 بالمائة وتجاوزت الـ90 بالمائة في بعض الجهات مثل قفصة وصفاقس في حين تدنت إلى حدود 35 بالمائة في جهة زغوان. وتراوحت في باقي الجهات بين 89 بالمائة (القصرين) و55 بالمائة (المنستير). وجدد المعلمون خلال هذا الإضراب التأكيد على تمسكهم بمطالبهم التي لا تزال السلطة تتجاهلها. ومن أهم هذه المطالب: أولا: تشريك النقابة في عملية النـُّقل والكف عن احتكارها من طرف السلطة لتوظيفها واستعمالها ورقة ضغط ضد المعلمات والمعلمين. ثانيا: تحسين ظروف العمل وخاصة العناية بالمدارس وتوفير ما يلزمها من حماية بعد أن أصبحت عرضة للسرقات والتخريب وتحولت إلى مرتع للمتسكعين. إلى جانب المطالب المزمنة الأخرى مثل ضمان الحق النقابي وتشريك النقابة في كل ما يهم هذا القطاع واحترام المعلم وعدم التدخل في عمله وتحسين قدرته الشرائية. وللتذكير فإن هذا العام شهد تحركات هامة للمعلمين وأساتذة الثانوي والعالي كان أهمها الإضراب المشترك الذي جرى في أفريل الماضي (5أفريل للعالي و11 أفريل للأساسي والثانوي) والذي طرحت فيه بشكل وواضح ودقيق مطالب العاملين بهذه القطاعات سواء ما تعلق منها بالجانب المادي أو بالسياسة التربوية الرسمية. ولكن على أهمية هذه التحركات التي أدت إلى تحقيق بعض المطالب الجزئية في الثانوي لم ترض كافة الأطراف الفاعلة في القطاع (انظر المقال الخاص بالموضوع) لم ترتق إلى المستوى المطلوب لمواجهة التحدي المطروح. فالتعليم بشهادة كل المعنيين، عدا السلطة طبعا، يعاني أزمة عميقة ستكون لها انعكاسات خطيرة على مستقبل الشعب التونسي. ولا يوجد ما يفيد أن نظام الحكم مستعد لمراجعة هذه السياسة، بل إنه يمعن في تطبيقها ويرفض التفاوض في شأنها مع المعنيين، معلمين وأساتذة وطلبة وتلاميذ وأحزابا وجمعيات ومنظمات أهلية، إرضاء للمؤسسات لمالية الدولية (البنك الدولي، صندوق النقد الدولي..) التي تملي عليه السياسة التربوية الحالية (الخوصصة، التخفيض في نفقات الدولة، إخضاع المؤسسات التعليمية للسوق وتقلباتها..). ومن الأكيد أن وضعا كهذا لا يمكن تغييره بتحرك يتيم أو بتحركات محدودة خلال عام دراسي بل هو يتطلب من النقابات خصوصا وضع استراتيجية نضالية موحدة تحظى بدعم التلاميذ والطلبة وقوى المجتمع المدني وتنفيذها وفق خطة تصاعدية على مدى السنوات القادمة. ففي بلدان أخرى تمكنت النقابات من فرض التراجع في مشاريع حكومية خاصة بالتعليم، وكانت نقطة قوتها تكمن في قدرتها على التعبئة وفي كسب الرأي العام إلى جانبها وخاصة التلاميذ والطلبة. ونحن لا نعتقد أن نقابات التعليم التونسية التي تتكون من نقابين ذوي خبرة ومصداقية وتحظى بدعم الرأي العام عاجزة عن تحقيق ما حققته غيرها رغم إقرارنا بصعوبة الظروف في تونس سواء من ناحية انعدام الحريات بما في ذلك الحرية النقابية (منع الاجتماعات في المؤسسات) وحرية الإعلام (احتكار السلطة لوسائل الإعلام الخاصة وممارسة ضغوط مادية ومعنوية عليها (الإشهار خاصة) أو من ناحية العراقيل التي تضعها البيروقراطية النقابية المـاسكة بزمام الأمور في الاتحاد العام التونسي للشغل، أمام نشاط النقابات. إن تجاوز الظروف الموضوعية الصعبة والعراقيل الداخلية ليس أمرا مستحيلا، بل إنجاح تحركات هذه السنة يبين أن ذلك ممكن، ولكن ما ينقص النقابات هو التنسيق والتشاور ووضع الخطط المشتركة والحفاظ على صلة دائمة بالقواعد واجتناب العقليات الفئوية. فهل يدرك المسؤولون النقابيون ذلك وهل يعدّون العدة بشكل مبكر عن طريق تنظيم ندوات في الصائفة مثلا؟
(المصدر: « صوت الشعب » (اللسان المركزي لحزب العمال الشيوعي التونسي)العــدد 255، ماي 2007 )
قطاع التعليم الثانوي: ما لم يُنشر عن « إمضاء الاتفاق » !
دعت النقابة العامة للتعليم الثانوي كافة الكتاب العامين للنقابات الجهوية للاجتماع وذلك للنظر في مشروع اتفاق بين وزارة التربية والتكوين والنقابة العامة للتعليم الثانوي الذي توصّل إليه الطرفان بعد جلسات من الحوار، ووقع تحريره في جلسة ختامية يوم الأحد 13 ماي 2007 ظهرا. وعلى الفور اتصلت النقابة العامة مباشرة بعد انتهاء هذه الجلسة بممثلي الجهات للاجتماع يوم الاثنين 14 ماي 2007 على الساعة العاشرة صباحا بإشراف النقابة العامة وفي غياب ممثل المكتب التنفيذي حتى لا يضفي على الهيئة الطابع القانوني. انطلقت أشغال هذا اللقاء في جو اتسم بالتوتر والحيرة والإرباك نتيجة التسرّع والارتجالية في تحديد التاريخ المذكور وتحت ضغط الآجال القانونية لإرسال برقية الإضراب قبل 10 أيام من تاريخ تنفيذ الإضراب المزمع إنجازه يوم 24 ماي 2007 والمحكوم عليه بالفشل مسبقا بسبب دخول المدرسين في امتحانات الثلاثي الثالث (يصادف الأسبوع قبل المغلق لبعض المواد والاختصاصات) وكذلك إصرار المكتب التنفيذي على عدم إمضاء برقية الإضراب باعتباره التزم مع الحكومة بأن لا يوافق عن أي إضراب في التعليم بعد أن وقع الاتفاق حول الزيادة في منحة تكاليف العودة المدرسية والتخلي عن بقية المطالب الجوهرية. وتتضمن اللائحة المهنية للقطاع مطالب حيوية طالب بها مدرسو التعليم الثانوي منذ سنوات عديدة مثل القانون الأساسي وسن التقاعد على قاعدة 55 سنة والحق النقابي بما في ذلك حق الاجتماع في المعاهد والمدارس (مطالب مزمنة)، حركة النقل، مسألة تنصيب مجالس المؤسسة، وضعية مدارس المهن، التراجع عن التخفيض في ساعات التدريس، تفعيل لجان حق التقاعد لأسباب صحية. لقد اختزلت هذه الحزمة من المطالب في 4 بنود فقط والمتمثلة في تمكين المدرسين من: 1 – منحة خصوصية لمصاريف المستلزمات المدرسية المتفق عليها بين بن علي وجراد دون استشارة نقابتي الأساسي والثانوي. علما وأن المبلغ المطلوب من طرف نقابة الأساسي 400 دينار والثانوي 680 دينار. أما المبلغ المتفق عليه بين السلطة والأمين العام فهو 180 دينار يُصرف على 3 أقساط (60 دينار، 120د، 180د) بداية من 2007 (شهر سبتمبر 2007-2008-2009). علما وأن هذه الزيادة خاضعة للأداء. 2 – التذكير بالبند الذي وقع الاتفاق حوله والخاص بإدماج الأساتذة المعاونين والتنصيص على العمل بإنهاء الانتداب بهذه الصيغة تدريجيا ! 3 – اتفق الطرفان على انطلاق جلسات التفاوض خلال شهر أكتوبر 2007 على أن ينهي التفاوض حول هذا الملف في آجال معقولة! 4 – « تثمين » الوزارة لما يقوم به مدرسو مدارس المهن وتأكيد « حرصها » على مواصلة الاستفادة بخبراتهم وكفاءاتهم التعليمية بالمدارس الإعدادية التقنية المحدثة في إطار تطوير مدارس المهن وذلك في الخطط التي انتدبوا من أجلها (صيغة فضفاضة). بعد عرض هذا المشروع على ممثلي الجهات والذين حضروا جميعا وبأعضاء النقابة العامة باستثناء عضو واحد. وبعد النقاش والتمحيص استقر الرأي على حسم مسألة الإمضاء على المشروع أو رفضه وكانت النتيجة كالتالي: 21 صوتا (5 أعضاء و17 جهة) مع الإمضاء مقابل 7 أصوات (جهات: نابل، بنزرت، جندوبة، الكاف، سليانة، قفصة وتوزر) باعتباره لا يلبي الحد الأدنى المطلوب. و04 متحفظون وهم 3 أعضاء نقابة عامة (فرج الشباح، سامي الطاهري، نجيب السلامي وممثل جهة تونس. حدث ذلك رغم أن التدخلات كانت أغلبها تقيّم الاتفاق بالسلبي وتعتبره لا يرتقي إلى التضحيات التي قدمها المدرسون خلال سنتين وأنجزوا 3 إضرابات من أجل تحقيق ما يتوقون إليه من مكاسب مهنية. لكن الإشكال الذي أثير حول تاريخ الإضراب جعل من دعا إليه يقرّ بأن هذا التاريخ غير مناسب وغير قابل للإنجاز بسبب انشغال عدد من المدرسين بالفروض التأليفية للثلاثي الثالث، فضلا عن عدم موافقة المكتب التنفيذي على الإضراب. وبالتالي راح بعض أعضاء الجهات وشق من النقابة العامة « يعدلون » موقفهم عن الرفض السابق للاتفاق والقبول به مكرهين ومرغمين بسبب المأزق الذي آلوا إليه. خلاصة القول إن النقابة العامة سعت إلى التغطية عن عجزها مثلها مثل المكتب التنفيذي في الدفاع عن مطالب الأساتذة بتماسك. فالمبلغ المتحصل عليه لا يتجاوز 5 دينارات في الشهر خلال السنة الأولى إذا كتب لهذا الاتفاق أن يطبق. وبذلك يكون هذا الاتفاق مهزلة بحق تضاف إلى الرصيد السلبي للنقابة العامة الحالية. وهو ما يستدعي مزيدا من النضال ومزيدا من المثابرة ومزيدا من التضحيات.
(المصدر: « صوت الشعب » (اللسان المركزي لحزب العمال الشيوعي التونسي)العــدد 255، ماي 2007 )
الشركة التونسية لصناعة العجلات STIP: طرد 214 عامل عشية عيد العمال
هدية عيد العمال بالنسبة إلى عمال شركة « ستيب » تمثلت في طرد ما يقارب 214 عامل منهم. حصل هذا يوم 30 أفريل المنصرم حيث تهاطلت البرقيات على هؤلاء لتعلمهم بأنه تم الاستغناء عنهم. وبالفعل فقد راجت منذ مدة بين العمال أخبار عن نية الشركة تسريح البعض منهم واعتقدوا وقتها أنها مجرد شائعات… فلماذا تم إبلاغهم بهذه الطريقة؟ ولماذا لم تتم استشارتهم في أمر بمثل هذه الأهمية والخطورة؟ واضح أن أصحاب هذا القرار أرادوا الاستفادة من عامل المباغتة لإرباك العمال ووضعهم أمام الأمر المقضي وعدم ترك الوقت لهم لكي ينظموا صفوفهم ويواجهوا. كان يوم غرة ماي تاريخ تحولهم إلى مقر الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة أين طرحوا مشكلتهم على أعضاء المكتب التنفيذي وعلى النقابيين الذين كانوا يومها يحيون عيد العمال. كانت في السابق تمر هذه الذكرى كالعادة بشكل رتيب لا روح فيها. ولكن في هذه المرة تحولت إلى مناسبة تطارح فيها النقابيون موضوعا تحول في العقدين الأخيرين إلى أهم مصدر لهموم الشغالين ألا وهو سياسة الخوصصة والتفويت المقترنة بالضرورة بالطرد والإحالة المبكرة على التقاعد. وشيئا فشيئا بدأت تتكشف خيوط المؤامرة التي كان العمال ضحيتها. واتضحت خيانة عديد الأطراف النقابية بداية من قيادة المنظمة والجامعة العامة مرورا بالاتحاد الجهوي والمحلي وصولا إلى النقابة الأساسية. فلا يمكن لهذه الأطراف أن تكون غائبة أو لا علم لها بمداولات اللجنة المركزية للطرد وقراراتها. وقد ثبت إلى حد الآن تورط الكاتب العام للنقابة الأساسية والكاتب العام للاتحاد المحلي بمساكن (الذي اختفى عن الأنظار خوفا من مواجهة مع المطرودين) وأحد أعضاء الاتحاد الجهوي بسوسة. لقد تبين للجميع أن المقاييس المعتمدة في مثل هذه الحالات لم تُحترم وأن العاملين بالشركة خضعوا للفرز على قاعدة الولاءات النقابية والجهوية والعلاقات الخاصة والمشبوهة وهو ما ولد لدى المطرودين إحساس مضاعف بالظلم زاد في غضبهم وإصرارهم على الطعن في قرار طردهم وبضرورة إعادة فتح الملف برمته من جديد كلفهم ذلك ما كلفهم. رابط المطرودون بمقر الاتحاد الجهوي وقاموا يوم الخميس 10 ماي باقتحام مكتب الكاتب العام الذي كان مجتمعا بأعضاء المكتب التنفيذي وطالبوه بالتحرك السريع وهو ما دفعه إلى القسم أمام الحاضرين بأنه سيستقيل إذا لم يجد تجاوبا من القيادة النقابية مع قضيتهم وأنه سيتحول من أجل ذلك إلى العاصمة يوم الجمعة 11 ماي للقائها. وهو ما تم بالفعل. ويبدو أنه وجد تجاوبا منها وأنها ستعمل على إعادة انعقاد اللجنة المركزية للطرد ومراجعة قائمة المطرودين، أي أن الطرد صار أمرا واقعا وتحوّل إخضاع الطبقة الشغيلة لمقاييس لجان الطرد مكسبا تتباهى به البيروقراطية. وقد أكد المطرودون أنهم بدأوا في الاستعداد للتصعيد إذا لم يجدوا حلا يرضيهم وقرروا الدخول في اعتصام أمام المعمل بداية من يوم الاثنين 14 ماي. وقد علمت « صوت الشعب » من مصادر مقربة، أن الشركة على وشك الإفلاس وأنها كانت ضحية سوء تصرف وإدارة ونهب على جميع المستويات. فقد أكد عديد العمال بأنهم كانوا على علم بأن عديد الشاحنات تخرج محمّلة بـ »العجالي » إلى وجهات « مجهولة » وأن عديد الأطراف المتنفذة متورطة في هذه السرقات. كما أكد أحد المسؤولين المحالين على التقاعد وبحضور بعض العمال بحدوث سوء تصرف خطير في الموارد المالية والبشرية وأنه لم يكن بوسعه فعل أي شيء. كانت الشركة تشغّل ما يزيد عن 1500 عامل عند انطلاقتها في الإنتاج سنة 1985 والآن لم يبق منهم إلا 570. كل المطرودين غارقون في الديون. وفي ما يلي عينة من هؤلاء: رضا الباش، عامل نظافة، 45 سنة، 22 سنة أقدمية، بنت وابنين أحدهما في السجن. مرتب 740 دينار صافي. غارق في الديون: 18 ألف دينار قرض بناء و3 آلاف دينار قرض شخصي و10 آلاف دينار ديون من الشركة و2،4 ألف دينار قرض بنكي لشراء أثاث منزلي. وقد أكد هذا المطرود بأنه سيلتحق بابنه في السجن. وهو خائف من أن يرتكب ابنه جريمة أخرى بعد خروجه من السجن واصطدامه بالواقع المرير الجديد. ***** هذه عينة عن عمليات الطرد التي تطال آلاف العمال كل سنة نتيجة الخوصصة وسياسة « حوت ياكل حوت… ». لقد كنا عارضنا برنامج الخوصصة منذ انطلاقه سنة 1987 ونبهنا كلما سنحت الفرصة إلى خطورته وتأثيره المدمّر على كل قوى الإنتاج وخاصة الطبقة العاملة والأضرار التي سيلحقها بمختلف المؤسسات الاجتماعية (صحة، تعليم، صناديق اجتماعية…) وانعكاسه السلبي على حياة عموم الشعب. لقد امتد برنامج الخوصصة وتوسّع ليشمل كافة القطاعات (صناعة، فلاحة، مالية، خدمات) ومثل استحواذ الرأسمال الأجنبي من جرائه على أفضل القطاعات وأكثرها ربحا عاملا زاد في رهن البلاد للاحتكارات الدولية وإفراغ سيادة القرار السياسي من أي محتوى، تجلى ذلك واضحا في مزيد تراجع مواقف السلطة من مختلف قضايا الشعب القومية والأممية وتذيله بالكامل لمواقف القوى الامبريالية خاصة في فلسطين والعراق ولبنان وأفغانستان وإيران… لقد رافق تطبيق برنامج الخوصصة تشديد القبضة الأمنية على الشعب وتراجعا في القوانين المنظمة لحياة السياسية والشغلية حتى يجرّد الشعب من كل أدوات المقاومة ويعزله عن مختلف تعبيراته وقياداته السياسية والنقابية. إن عقد التحالفات والتفاهمات في حدود مطالب سياسية مجردة تبقى منقوصة وعديمة الجــدوى ونخبوية ولن تستطيع إحداث تغييرات إيجابية على الحياة السياسية ما لم تتوسع وتشمل بقية المجالات، ويمثل التصدي للخيارات الاقتصادية الحالية ولبرنامج الخوصصة الهدام خير قاعدة تبنى عليها التحالفات. إن من عايش ضحايا هذا البرنامج ورغم تدني وعيهم السياسي والنقابي يلاحظ إصرارهم على المواجهة واستعدادهم لخوض كافة أشكال النضال كالاعتصامات وإضرابات الجوع وصمودهم أمام أجهزة القمع يدرك كم هي هائلة الطاقة التي يختزنونها. إن تحوّل هذه الطاقة إلى فعل سياسي ضارب يمر حتما عبر تبني مطالبهم الاقتصادية والاجتماعية المباشرة. إن النخب السياسية اليسارية، أفرادا ومجموعات، مسؤولة أمام الشعب والتاريخ عن عجزها وعدم توصلها لتوحيد جهودها والربط مع حركة الجماهير مهما بدت محدودة في الزمان والمكان. ويتحمل مناضلو حزب العمال بما توفر لديهم من زاد نظري وعملي المسؤولية الأولى.
(المصدر: « صوت الشعب » (اللسان المركزي لحزب العمال الشيوعي التونسي)العــدد 255، ماي 2007 )
إلى السيدة سلوى الشرفي
من طرف صاحب السواك الحار:
تحية احترام،
وبعد، سيدتي فقد اطلعت على خطابك المتعلق بتفاعلي مع فقرتين قصيرتين وردتا في إحدى مقالاتك، وأقول ابتداء بأن السواك الحار هو محاولة للتفاعل مع ما يصدر من مواقف وكتابات بأسلوب يحاول أن يكون طريفا ومعبرا وساخرا ـ أحيانا ـ دون تجريح أو إساءة للأدب ولكن صاحبه لا يدعي لنفسه العصمة أو العلم التام بكل ما يدور على الساحة ، لذلك قد تكون معلوماته ناقصة وقد يتفاعل مع مسألة أو جزئية من زاوية واحدة أو بعين واحدة أحيانا ومن زعم الشمولية والعلم التام فقد كذب.
ولرفع الالتباس أقول بأني قد تعاملت بحرفية مع كلامك في الفقرة الأولى التي نصها: (… وفي مطالبتي، كامرأة، بإرضاع زملائي لأتمكن من مواصلة العمل …) ولم أكن أعلم حقيقة أن زوبعة ما أثيرت إسمها « إرضاع زملاء العمل » وكان كلامك بالنسبة لي مستفزا ومقززا وتوقعت أن المسألة مجرد تصوير كاريكاتوري من عندك للسخرية من مسألة الرضاعة المعروفة في الإسلام وأنه يحرم بالرضاع ما يحرم بالنسب. وقد سألت من حولي عن « الفتوى » المذكورة بعد الإطلاع على ردك فوجدت جميعهم على علم بها ثم أدخلت كلمة (رضاع الكبير) في جهاز البحث (قوقل) فوجدت « الفتوى » والردود عليها وقد استفدت ولا أدري لماذا لم يثر الموضوع اهتمامي في حينه، ولكنني أعلم شيئا وتغيب عني أشياء، ولا يضرني أن أقول أخطأت ولا يجرمني شنآن قوم في مواضع أخرى أن أعتذر على ذلك التعليق وأسحبه انطلاقا من مبادئي التي أومن بها وأعتز وهي أن مراجعة الحق خير من التمادي في الباطل، أو ما يشبهه .
أما تعليقي على الفقرة الثانية من كلامك (وأخيرا أشكرك على هذا الجدل الذي فتحته معي لأنه سمح لي بفهم بأن حوار الطرشان أقل خطرا من الحوار مع من هو قادر على التحدث بلغة مخاطبه غير أنه يفضل اللجوء إلى لغة الطرشان لتحقيق مآرب سياسية.) فينقسم إلى جزءين، الأول: « رمتني بدائها وانسلت » والمقصود هو أنك انتقدت « القدرة العجيبة » للأخ الهاشمي الحامدي على الهروب من الموضوع ولكنك في تقديري فعلت نفس الشيء عندما تجاهلت الأسئلة التي وجهها لك والتعليق على الفقرات التي اختارها لك من مقالاتك ولم ترفعي « الإلتباس » الحاصل لديه ولديّ ولدى من يقرأ كلامك ـ من غير أحكام مسبقة ـ في أنك تستهدفين أصل الإسلام وعمومه وليس استهدافك مقتصرا على من سميتهم « المشايخ المشعوذين » بل لعلهم وسيلتك لتحقيق هدفك. وليس المطلوب التفتيش في ضمائر الناس وما يعتقدون ولكن كي يكون الحوار مثمرا ومفيدا يجب أن نقف على أرضية واضحة حتى لا نتكلم عن شيء ونقصد غيره ففي مسائل الفكر والإعتقاد لا يمكن أن نتحاور بمنطق « إياك أعني واسمعي يا جارة » وإنما المطلوب أن ننبذ لبعضنا على سواء وتكون لدينا الجرأة الأدبية للإبداء أفكارنا دون « رتوش » وزئبقية.
أما الجزء الثاني من تعليقي « إنه منهج كبيركم الذي علمكم « فائدة » التنكر للذات والمبادئ … وتبرير القمع والإستبداد … لتحقيق مآرب سياسية!! » فلا أدري كيف احتملتِ أن يكون المقصود من كلامي الزعيم الوطني المرحوم صالح بن يوسف (رحمه الله) وأستغرب اقحامه في هذا الموضع كما استغربت أنتِ إقحام الأخ الهاشمي الحامدي « لبن علي » في حواره معكِ « ، وقد انتقدتُه لذلك قبلك.
على العموم حصل لي وللسادة القراء شرف معرفة أن صالح بن يوسف (رحمه الله) عمك وهو ما يزيد من « وزرك » فليس الفتى من قال كان أبي!! وما علمناه من تاريخ الرجل أنه كان مناضلا وطنيا معتزا بعروبته وإسلامه و لذلك صُفّي.
المقصود تصريحا وليس تلميحا هو السيد محمد الشرفي « المناضل الحقوقي » المعروف والوزير السابق وليس لي مشكلة شخصية معه أو مع غيره وإنما مشكلتي أنه تنكر لذاته (المناضل الحقوقي) وبرر القمع والإستبداد ومارسه لتصفية خصومه السياسيين والإديولوجيين وقد وافق هواه هوى من نصبه على الوزارة فكانت حرب الإستئصال التي كانت ضحيتها الأولى تونس بكل ألوانها ومجالاتها، وأكتفي بذكر نموذجين الأول يرويه الأستاذ محمود قويعة عضو المكتب التنفيذي السابق للإتحاد العام التونسي للطلبة في حواره مع الحوار نت لما سئل عما يعنيه له اسم محمد الشرفي : » : علمت أن الرجل مريض ولا يسعني إلا أن أرجو له الشفاء والعافية ..وحين يتعافى قد تتوفر لنا فرص للحديث خاصة عن جلسة جمعت مكتبنا التنفيذي للاتحاد بالوزير الشرفي يوم 15 جانفي 1991 تصدر فيها سيادته المجلس مبررا اغتيال الطالب الشهيد صلاح الدين باباي رحمه الله ومدافعا عن قرار تجنيد الطلبة كعقاب ضد من يتجاوز القانون – حسب تعبيره – ».
وأما الحادثة الثانية فمفادها أن أستاذا قبض عليه في قضايا النهضة ووجهت له تهمة الإنتماء ولكن المحكمة برأته ورغم ذلك ظل مطرودا من عمله ولما تظلم وتمكن من مقابلة السيد الوزير محمد الشرفي ليرفع عنه المظلمة قال له بأن هناك مجرمين محترفين يرتكبون الجرم ولا يتركون أثرا للقضاء ولكن « المسألة ما تتعداش علينا » ردّ الأستاذ المطرود من عمله على السيد الوزير مستغربا منه ذلك الموقف ومذكرا له بنضاله الحقوقي فما كان من السيد الوزير إلا أن اكتفي بالضغط على زرّ ليخرج له ثلاثة من حراسه « الجهامات » فيأمرهم بإلقاء الأستاذ خارج مكتبه… ليعمل فيما بعد حمالا عند بائع سمك وهو شيخ نحيف وهزيل!!
كثيرون هم الذين لا يتورعون عن السخرية والإستهزاء من أقدس المقدسات ويطالبون غيرهم بتقبل النقد بصدر مرح ـ وإن كان ثلبا أو تجريحا ـ بل ويطالبون بالنقد الذاتي ولكنهم لا يقبلون نقدا في تجربتهم في العمل العام ولا ينقدون أنفسهم، وآمل أن نرى حقيقة تقييما من السيد محمد الشرفي لتجربته وما تخللها من مثل المواقف السابقة وما شابهها.
لا أقرأ كل ما تكتبه السيدة سلوى الشرفي ولكن ما قرأته لها يبين لي أنها تعمل على إبراز الأغصان الشاذة لتستأصل الشجرة من أصلها. فقد نتفق في تشخيص داء أو نقد مسألة سلبية ولكن خلافنا على وصف الدواء ونوعيته!
بعض اللائكيين عندنا لا يفرحهم شيء قدر فرحهم بـ »شطحة » يشطحها مشعوذ أو جاهل باسم الإسلام وذلك لتحميل الإسلام أوزارهم والتستر بالمشعوذين لتمرير كيدهم ويفعلون نفس الشيء إن اجتهد عالم دين وأخطأ أو شذ باجتهاده عن عموم العلماء، فإن كان شذوذ هذا العالم مخالفا لهواهم شنعوا عليه وعلى الإسلام الذي يتكلم باسمه ويتجاهلون التيار العريض من العلماء الذين يرفضون تلك الشعوذات أو لا يتفقون مع تلك الإجتهادات الخاطئة، وإن كان مجاريا لهواهم أشادوا به ومنحوه لقب شيخ الإسلام. وكل ذلك انتصارا لهوى النفس ومجاراة لها فيما تعتقد.
هل مشكلة تونس اليوم طرح مواضيع من قبيل الحديث عن « ختان البنات » و « جرائم الشرف » أو » إرضاع الزملاء » وهي مواضيع في تقديري رفضها محل اتفاق بين كل التيارات في السلطة كانت أو في المعارضة إسلامية كانت أو لائكية؟؟ أم أن مشكلة تونس في الإستبداد الذي يخنق الجميع ولم يسلم منه شرفي أو غنوشي، إسلامي أو علماني!!
لا أحلم بغير أن تكون تونس خالية من الإستبداد حرة يختار شعبها من يخدمه بحرية ونزاهة وشفافية وتتسع لكل أبنائها من كل آل وكل فكر ولابأس أن تتلاقح أفكارهم والبقاء للأصلح والزبد يذهب جفاء وما ينفع الناس يمكث في الأرض، وبعد ذلك من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.
ثقي سيدة سلوى أنه ليس لي معك مشكلة شخصية ولا أعرف عنك شيئا غير الذي تكتبين أو ما تفضلت بذكره عن نفسك من نضال وتعرض للمظالم بسببه وآمل أن يكون صحيحا وعليه أحييك!!
وملاحظة لمن دخل في الموضوع بعد السيدة سلوى وزعم أنه مناصر لها: كلامه تهريج تافه وصيد في الماء الآسن ولا يستحق الرد « وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما » ومن تابع كتابات المدعو « صابر التونسي » يعرف أنه يحترم مخالفيه وليس داعية استئصال أو تكفير!! ومرة أخرى:
ســــلاما !!
صـــابر التونسي
ورد في مقالي المنشور أمس بعنوان (رد على صاحب السواك الحار) خطأ تمثل في قولي أن صيغة « صابر التونسي » هو تركيب إضافة. والصحيح هو تركيب نعتي. لكن القراءة نفسها تستوي أيضا في صيغة النعت. لذك وجب التنويه.
تونسي
أزمة اليسار التونسي: جمود جيليّ و »نضالية » تضعه في غير معسكره
عبد المجيد الحواشي (*) لا تزال إشكالية العلاقة بين اليسار والإسلام السياسي تطغى على الجدل القائم في الأوساط اليسارية التونسية. وتكاد تتحول هذه القضية إلى شجرة تخفي الغابة التي تاهت فيها فصائل يسارية تونسية اشتبهت عليها السبل في المنعطف التاريخي الراهن. لذلك فإننا نتناول بالتحليل هنا البعض من المعوقات التي ما انفكت تذكي أزمة الفكر السياسي اليساري التونسي ؟ يجدر التشديد قبل كل شيء على أن اليسار التونسي يمثل، على نسبيته وهناته، معطى ثابتا في الواقع المحلي بعمقه الفكري والسياسي التاريخي ونضالا ته وبتعبيراته السياسية والنقابية والثقافية وكذلك بتنظيماته وهياكله وأطره المتنوعة وكل ما يجعلنا نكاد نسلم بوجود تقاليد، أو قل هوية يسارية في تونس. غير أن هذا الإرث المعتبر لم يمنع من استفحال أزمة اليسار واتخاذها على مر السنين صبغة شبه مزمنة نحاول فيما يلي رصد بعض عناصرها. من خلال النظر في تعاطي اليسار السياسي التونسي مع شتى المسائل في الظرف الراهن بوسع المرء أن يلاحظ دون كبير عناء خللا منهجيا بينا في مستوى الإلمام بتطور العلاقة بين الأوضاع المحلية والدولية وما بات يفرضه هذا التطور من تحديات. ويعود هذا الخلل فيما يبدو إلى ضعف الجهد النظري والمعرفي المبذول من أجل تمثل جدلي للتحولات الحاصلة بين المستويين المذكورين وذلك على الرغم من الغزارة المنقطعة النظير للمادة المعرفية في عصر الثورة الاتصالية. نكاد لا نعثر في أدبيات اليسار السياسي على قراءة حصيفة لظاهرة العولمة، لتعريفها وتبيان القوى الفاعلة فيها وآلياتها واستتباعتها… ولا تزال هذه الأدبيات بمنأى عن الغوص في بعض المفاهيم مثل مفهوم » التبعية البينية « . وإذ نتبين هذا الأمر فإننا لا نتمالك عن الإشارة إلى غرابة مثل هذا التهاون على التقاليد اليسارية والمعرفية العامة في تونس و التي نضرب لها مثلا هنا بالوزير المصلح خير الدين باشا (الذي شغل هذه المنصب في سبعينات القرن التاسع عشر) حيث يقول: « …ثم إذا اعتبرنا في هذه الأزمان من الوسائط التي قربت تواصل الأبدان و الأذهان لم نتوقف أن نتصور الدنيا بصورة بلدة متحدة تسكنها أمم متعددة حاجة بعضهم لبعض متأكدة. » ( من مؤلف » أقوم السالك في معرفة أحوال الممالك ). لا نروم البتة من وراء هذا الاستشهاد التنويه بعبقرية خير لدين باشا كي نجعل منه مفكرا سابقا لعصره في تنبئه بالتبعية البينية كما قد يذهب إلى ذلك هواة المنطق الشكلي وذلك بالرغم من توصيفه المثير للانتباه للعلاقات الجديدة بين »الأمم » كما عايشها في المنتصف الثاني للقرن التاسع عشر. وإنما الغاية كل الغاية هنا هي التوقف عند تفطن هذا المفكر إلى كبريات تحولات عصره دون أن ينسينا هذا التوقف ضرورة تنسيب الحقائق. فالرجل لم يكن بوسعه حتى مجرد تخيل قوة ونفوذ الشركات العملاقة متعددة الجنسيات والعابرة للقارات والقوى الدولية العظمى والتكتلات الإقليمية الآخذة في التشكل بصفة مطردة و لا إعادة التوطين الصناعي والسرعة المذهلة في تنقل رأس المال المالي والمعلومات ولا أيضا بروز الشبكات العالمية في سائر المجالات بما فيها تلك الإرهابية والإجرامية ولا دور المنظمات غير الحكومية وما إلى ذلك من الفاعلين في العولمة وآلياتها وأنساقها وكل ما له صلة بالتبعية البينية الأنفة الذكر… فهل سار اليسار السياسي التونسي على نفس منهج رائد الاصلاحات الوزير خير الدين في تبصر قضايا عصره؟ لا نظن ذلك بدليل أننا لا نكاد نجد أثرا لإسهامات فكرية جدية تسعى إلى المسك بناصية التطور المطرد للأوضاع الدولية في شموليتها من أجل تبيّن سبيل البديل التقدمي المنشود على الصعيد المحلي. ورفعا لكل التباس فإننا نشير إلى أن القول بالتبعية البينية لا يعنى البتة وهم التكافىء في إطار مثل تلك التبعية أو الشراكة العادلة بين الشعوب الدول والمنظومات الدولية والإقليمية. على العكس تماما فالجميع يدرك أن الليبرالية الجديدة المتوحشة هي الرديف الطبيعي للعولمة وهو ما أدى إلى مزيد توسيع الهوة بين الطبقات وبين الشعوب والقارات، ومع ذلك فان التبعية البينية أصبحت واقعا موضوعيا لم يعد ينفع معه التمحور على الذات. وفي الوقت الذي ما تنفك فيه هذه التحولات تقوض أركان شتى المسلمات المعرفية و النظرية والإيديولوجية لتقوم مقامها مساءلات تضع كافة النخب أمام اختبار عسير لمدى قدرتها على رفع التحديات، فان القوى اليسارية في تونس لا تزال مشدودة إلى الايدولوجيا العالمثالثية ونظرية التبعية المتقادمة وتعمل جاهدة على إعادة إنتاج أفكار تجاوزها الزمن. وحتى لا تبقى مقاربتنا النقدية هذه حبيسة البعد النظري التجريدي فإننا نضعها على محك الواقع الملموس ونحيلها على وقائع بلدتي « سليمان و »جبل الرصاص » اللتين كانتا مسرح المواجهات العنيفة بين قوات الأمن والجيش من ناحية، والفرقة الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة في شهر يناير الماضي. فالناظر في دوافع تشكل التنظيم الإرهابي على أرض تونس بوسعه أن يتبين تشابك العوامل المحلية مجسدة في استفحال عطالة الشباب وانسداد آفاقه وما يتولد عن ذلك من شعور بالغبن والإحباط والاحتقان الناجم عن الوضع السياسي الخانق، مع العوامل الدولية متمثلة في قوة التنظيمات الإرهابية بشبكاتها الدعائية وأخطبوطها الاديولوجي والعسكري المعولم وما يقف وراء كل ذلك من نفوذ مالي متأت من البترودولار. و بالرغم من الصدمة التي أحدثتها تلكم الأحداث على صعيد الرأي العام فان ردود فعل اليسار السياسي لم ترتق إلى مستوى الجرأة المطلوبة كي تتخطى معوقاتها في تبصر حقيقة الأشياء و تجاوز المحاذير التي وضعتها لنفسها حتى لا تتهم بالعمالة. فلا يزال جل قوى اليسار يغمض عينيه على ظاهرة الإرهاب ويأبى حتى التفوه بهذا المصطلح خشية اتهامه بالعمالة لمعسكر الولايات المتحدة الأميركية في حربها على الإرهاب وبتأييدها لمشروع الشرق الأوسط الجديد. لذلك، فان فصائل عديدة من اليسار التونسي التي تدعي انحيازها للعقلانية والديموقراطية والعلمانية اشتبهت عليها السبل فاتخذت من رموز التيوقراطية بل و الفاشية مثلها الأعلى كما يدل على ذلك موقفها من حزب الله اللبناني. ورغم الحجج الدامغة التي يعترف بها قادة هذا الحزب حول ولائهم لإيران وتبعيتهم المذهبية والسياسية والعسكرية لغلاة القومية الفارسية المندفعة حاليا في عنجهيتها النووية فان الكثيرين من اليساريين التونسيين يرون في حزب الله قوة وطنية وحصنا أخيرا في وجه الولايات المتحدة وإسرائيل ولسان حالهم يقول « ماذا سيبقى لنا إذا ما حسمنا في حزب الله؟ ». وهكذا فان القيود الايديولوجية والسياسية الشعبوية ما تنفك تشد هؤلاء اليساريين وتفرض عليهم تحنيط الواقع وتفقبر رؤيتهم له إلى درجة ابتداع كليشيهات بائسة على غرار رفض « الاستقواء بالأجنبي ». ولا يختلف الأمر كثيرا عند اليسار السياسي التونسي في تناوله للأوضاع المحلية ولا سيما في مستوى رفض اعترافه بالخصوصية المحلية المميزة لتونس ضمن السياق العام الجغرافي-السياسي و التاريخي العربي والإسلامي. تلكم الخصوصية، التي يقاومها كثير من اليساريين بدافع نبذ الإقليمية والحدود المصطنعة، هي التي قد تمثل المتن الأساسي لمشروع مجتمعي ديموقراطي تقدمي ينقذ البلاد و العباد من شتى أصناف الاستبداد والتيوقراطية… فهل معنى ذلك أن اليسار التونسي بلغ حالة من العقم الفكري أحالته على التقاعد المبكر وعدم القدرة على الفعل الايجابي في الواقع؟ قطعا لا، وستظل الإجابة عن هذا السؤال بالنفي ما دامت في تونس كفا ءات فكرية قادرة على التشخيص الجيد لمعوقات اليسار السياسي. والملاحظ أن هذه الكفاءات تظهر بين الفينة والأخرى في بعض الندوات الفكرية والتظاهرات السياسية التي تنظمها بعض أحزاب المعارضة. غير أن هذه المواكبة من المثقفين، الجامعيين بالخصوص/ ليست بالمستوى المطلوب لا سيما في هذا الظرف الذي يطرح تحديات خطيرة. فغالبا ما يلزم جل الحاضرين من هذا الملأ المثقف وقاره ويأبى الخروج عن صمته محدثا بذلك الفراغ الذي عادة ما يملؤه النشطاء السياسيون غير القادرين على تقديم الإضافة. ولا نظن أنه ما زال بوسع المثقفين اليساريين الجلوس على الربوة ومزيد الاحتفاظ بوقارهم والاستنكاف عن دورهم الحيوي في ترشيد اليسار السياسي التونسي والحركة الديموقراطية عموما. أما « الحرس القديم » الذي يتبوأ قيادات الأحزاب والمنظمات اليسارية فهو مدعو إلى تعميم النقاش الحر في مستوى كوادر وقواعد الحركة الديموقراطية بعيدا عن المحرمات والتكفير السياسي طبقا لمبدأ الديموقراطية التشاركية. و إذا ما رامت أن تفعل ذلك فان هذه القيادات ستقوم لا محالة برأب « الفجوة العمرية » وإعادة الاعتبار لدور الشباب في العمل السياسي وإحكام ترابط الأجيال. وبما أن النظرية و الفكر السياسي يظلان متجهين نحو المستقبل و الأجيال الصاعدة فانه من صالح القيادات اليسارية أن تتنازل عن الوصاية التي تمارسها على هذا الفكر الذي سينمو ويتطور في زمن غير زمانها. ولن يتسنى لها ذلك ما لم تراجع بصفة جذرية مقولاتها القديمة ليس فقط لغرض تدقيقها أو تحيينها ولكن أيضا للتخلي عن بعضها عند اللزوم. لذلك فان تأسيس ثقافة سياسية جديدة هو الكفيل لوحده بالحؤول دون ارتكاس الفكر الديموقراطي التقدمي حتى لا نجد أنفسنا أمام يسار بلا يساريين. (*) كاتب من تونس (المصدر: موقع « الأوان »، تصفح يوم 2 جويلية 2007) الرابط: http://www.alawan.com/index.php?option=com_content&task=view&id=100&Itemid=27
رباط المنستير ..
حصن المرابطين والأغالبة والفاطميين
تونس ـ العرب أونلاين: تعرف مدينة المنستير بحصنها الكبير « رباط المنستير » وسورها الشامخ الذى يعود إلى الفتح العربى لأفريقيا، وتقع مدينة المنستير فى الوسط الشرقى للبلاد التونسية وعلى مشارف البحر الأبيض المتوسط وهى تبعد عن العاصمة تونس بـ 160 كليومترا. وكانت المنستير أول مدينة عربية اسلامية تبنى فى افريقيا، وكانت تضم تونس الحالية وجزءا من الجزائر وقد اصبحت سنة 665 ميلادية « السنة 45 من الهجرة » معقلا خارجيا لحماية العاصمة القيروان. وكان هرثمة بن الأعين، والى الخليفة هارون الرشيد، هو الذى أسس الرباط الكبير بالمنستير سنة 796 ميلادى « سنة 180 هجري » وأصبح أكثر المعالم الدفاعية ضخامة بفضل التوسعات والتحصيانات التى أدخلت عليه بين القرن 15 والقرن 18 وسكنه المرابطون وهم متطوعون لخدمة الرباط. ويعتبر رباط المنستير اليوم اقدم حصن فى المغرب العربى وأحسنها حالة ويشرف برج المراقبة فيه الذى يبلغ علوه عشرين مترا على ساحة الرباط التى تحيط بها الحجرات من ثلاث جهات وفى قمة هذا البرج يبرز جمال كورنيش المنستير على أفضل صوره. يشتمل رباط المنستير الذى يطلق عليه ايضا اسم القصر الكبير على اقدم نقيشة عربية عثر عليها فى شمال افريقية ترقى الى سنة 181 هجرى . كما ان رباط ابن دؤيد بالمنستير يشتمل على نقيشة اخرى تضاهيها اهمية ترقى الى سنة 240 هجري. يتخذ الرباط شكل قلعة مدعمة بأبراج مستديرة وأخرى متعددة الأضلاع. تزين كنّة المدخل خمسة مشاك مسطحة منتهية بأقواس نصف دائرية يعتليها إفريز من الأشكال النباتية، وهو تنسيق زخرفى يميز الأسلوب الفاطمى الزيري. يتكون المدخل من بوابة منعرجة، تعلوها نقيشة حفصية كتبت بخط نسخي. وتؤدى البوابة إلى فناء يسمح بالولوج إلى الرباط الأصلي. يضم الداخل فناءً محاطا بأروقة تنفتح عليها الغرف. ويأوى الطابق الأول قاعة للصلاة تتألف من أسكوبين وسبع بلاطات، يتميز البلاط الأوسط بعرضه الكبير مقارنة مع البلاطات الأخرى. وسوف يصبح هذا الترتيب المعمارى المطبق لأوّل مرة فى قاعة للصلاة أمراً ثابتاً فى جميع الجوامع الإفريقية « التونسية » الكبيرة. توجد أمام هذا المجمع، من جهة الجنوب وعلى مستوى الطابق الأول، قاعة مؤلفة من سبعة بلاطات يقطعها أسكوبان؛ وهى مسقوفة بقبوات نصف أسطوانية، باستثناء البلاط الأوسط، الذى غطى نصفه الجنوبى بقبيبة كروية الشكل منخفضة ودون حنيات ركنية. تدل كل هذه المعطيات على تواجد قاعة للصلاة بالموضع تم سد محرابها، ويُذكّـِر شكلها المعمارى بالرباط القديم الذى كان موجودا فى امتدادها. بنى هذا الجناح عام 355 هجري/ 966 ميلادي، وأشار إليه البكرى فى منتصف القرن 5 للهجرة. استمرت أعمال التعديل عام 1115 هجري/1704 ميلادى حيث تم تدعيم البناء بأبراج متعددة الأضلاع فى الزاويتين الجنوبية – الشرقية والشمالية – الغربية، وبرج مستدير فى الزاوية الشمالية – الشرقية، وهى منشآت تمكن من استقبال مدفعية تبعاً لتطور التقنيات الحربية. كما تمت إضافة أبراج أخرى، وبالأخص البريجات البارزة، إبّان أعمال التجديد التى أمر بها حسين باى بين عامى 1238-1250 هجري/ 1823-1835ميلادي. إذن فالشكل الخارجى لأسوار الحصن قليل التجانس، وربما يعود ذلك إلى أعمال التدعيم المختلفة التى تتابعت بين القرن 11 و 13 الهجريين/ 17 و 19 الميلاديين. تمّ توسيع رباط المنستير من الجانب الشمالى خلال عهد الأغالبة، ومن الجانب الجنوبى خلال العهد الفاطمى عام 355 هجري/966 ميلادي. أما الأعمال التى أنجزت خلال الفترة الحفصية والتى تسجلها نقيشة تذكارية مؤرخة عام 828 هجري/1424 ميلادي، فإنها قد وسعت مساحة القلعة إلى 4200متر مربع. وقد أضيفت بين القرنين 11 و 13 الهجريين/ 17 و 19 الميلاديين مجموعة من التدعيمات والأبراج والبريجات البارزة المتعددة الأضلاع والمستديرة ، بهدف استيعاب قطع المدفعية. وقد كان الرباط فى البداية قبل التعديل رباعيّ الأضلاع، متألّفا من أربعة مبان تفتح على صحنين داخليّين وبالإضافة إلى الحجرات الصغيرة المخصّصة للمجاهدين المتعبّدين الذين كانوا يضطلعون بوظائفهم العسكريّة ويعكفون فى نفس الوقت على الصلاة والتأمل، يحتوى الرباط على مسجدين، يأوى أوسعهما اليوم مجموعة فريدة من لوازم العبادة والصناعات التقليديّة فى العهد الوسيط. ويمكن الصعود فى مدرج حلزونى الشكل، به حوالى مائة درجة، للوصول إلى برج المراقبة الذى كان يتمّ منه تبادل الإشارات الضوئية، فى الليل، مع أبراج الرباطات المجاورة، والذى يتيح للزائر التمتّع بمشهد رائع على مدينة المنستير وشاطئها. والمنستير مدينة ألفية وتاريخها ثرى بالأحداث وخير دليل على ذلك هو التراث الذى نقلته لنا فقد شهدت حضارات العصر الحجرى إذ بينت الحفريات وجود آثار لأنشطة بشرية ضاربة فى القديم ترجع إلى الحضارة العاطرية التى امتدت بين نهاية العصر الحجرى القديم الأوسط وبداية العصر الحجرى القديم الأعلى « بين 35000 و 25000 سنة قبل الميلاد ». ويبدو أن النعت عاطرى هو نسبة إلى بئر العاطر بالجزائر قرب الحدود التونسية. وقد عرفت المنستير فى نهاية فترة ما قبل التاريخ حضارة الحوانت وقد اشتقت هذه التسمية من الكلمة العربية « حانوت » بمعنى الدكّان وذلك حوالى 2000 – 3000 قبل الميلاد وهى حضارة اعتمدت على حفر سراديب فى الشاطئ الصخرى تستعمل للسّكن ثم لدفن الموتى. ويعود اسم المنستير من اللاتينية « مونستيريوم » أو اليونانية « مونستيريون » هى روسبينا القديمة التى أسسها الفنيقيون سكان صور فى القرن الرابع قبل الميلاد وتعنى كلمة « روبينا » التى هى من أصل بونى الرأس أو بالتحديد شبه الجزيرة. وكانت روسبينا تمتد على أكثر من 8 هكتارات من موقع استراتيجى بعيد عن الغزوات. وقد ساعدت روسبينا البطل القرطاجى حنبعل فى حربه ضد الرومان فى القرن الثالث قبل الميلاد. ورغم أن روسبينا قد عرفت الحكم الرومانى منذ سقوط قرطاج فى القرن الثانى قبل الميلاد « 146 قبل الميلاد » فلا شك فى أن الحضارة البونية وهى مزيج من الحضارة البربرية والحضارة الفنيقية قد تواصل وجودها فى منتصف القرن الأول قبل الميلاد. وفى تلك الفترة كانت روسبينا مدينة حرة لها مجلس بلدى وميناء كبير. وقد لجأ الإمبراطور الرومانى يوليوس قيصر إلى روسبينا برفقة جيشه سنة 46 قبل الميلاد وانطلق منها لخوض معركته الأولى ونصره الأول ضد البومبتين. وبما أنها أول مدينة افريقية تتحالف مع يوليوس قيصر، فقد عرفت روسبينا ازدهارا سريعا واحتلت منصبا رفيعا ضمن المدن. (المصدر: صحيفة « العرب اليوم » (يومية – لندن) الصادرة يوم 2 جويلية 2007)
طهران تشن « هجوما وديا » على المغرب العربي
تونس – رشيد خشانة كثفت إيران علاقاتها مع البلدان المغاربية في الفترة الأخيرة في حركة تعكس السعي للالتفاف على حساسية دول الجوار للروابط الظاهرة والخفية بين طوائفها الشيعية وطهران. وعلى الرغم من بعض الضيق الأمريكي من هذا التطور، تؤشر زيارات المسؤولين الإيرانيين المتتالية إلى كل من الجزائر وليبيا وتونس والمغرب الأقصى، على مرحلة جديدة في العلاقات بين الطرفين. استضاف المركز الثقافي الإيراني في تونس يوم السبت 30 يونيو، ندوة فكرية أدارها شقيق مرشد الثورة الإيرانية آية الله محمد خامنئي، رئيس مؤسسة « الحكومة الإسلامية للمُلا صدرا » في طهران، والتي تحمل اسم الفيلسوف الإيراني صدرا (صاحب نظرية الفلسفة المتعالية، والذي يعتبره الإيرانيون أحد أكبر الفلاسفة المسلمين بعد ابن رشد). تأتي الندوة، التي دُعي كثير من الجامعيين والمثقفين التونسيين لحضورها، بعد أيام من زيارة أداها وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي للجزائر، في خطوة تعكس تكثيف التنسيق بين العاصمتين في الملفات الدولية، وبخاصة الخلاف الغربي – الإيراني بشأن الملف النووي. وقبل أن يغادر متّـكي الجزائر، بدأ الأزهر بوعوني، وزير التعليم العالي التونسي زيارة رسمية لطهران، اجتمع خلالها مع برويز داوودي، النائب الأول لرئيس الجمهورية الإيرانية ووقّـع في ختامها مع نظيره محمد مهدي زاهدي، وزير العلوم والبحوث والتكنولوجيا الإيراني يوم 27 يونيو على مذكرة تفاهم للتعاون في مجال التعليم العالي، وخاصة تبادل المدرّسين الجامعيين والباحثين بين الجامعات التونسية وجامعات طهران وأمير كبير وأصفهان. إزالة العراقيل مع طرابلس وأتت هذه التطورات في العلاقات التونسية والجزائرية مع إيران، في أعقاب زيارة « تاريخية » أدّاها رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي إلى طهران يومي 19 و20 الشهر الماضي، في أكبر خطوة للمصالحة بين البلدين بعد الأزمة الحادّة، التي عصفت بالعلاقات الثنائية منذ ثلاثة عقود في أعقاب اتهام إيران لليبيا بالوقوف وراء اختفاء زعيم « حركة المحرومين » في لبنان، الإمام الشيعي موسى الصدر. ويُعتبر الصدر، الذي كان يحتلّ مرتبة رفيعة المستوى بين رجال الدين الشيعة في إيران، الأب الروحي لكل من حركة « أمل »، التي يتزعمها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري و »حزب الله »، بزعامة الشيخ حسن نصر الله، الذي انبثق منها. واختفى الصدر ومعاونه في أعقاب زيارة لليبيا، إلا أن الليبيين يؤكدون أنه غادر إلى روما. ويمكن القول أن الترحيب الذي لقيه المحمودي في طهران، وخاصة خلال اجتماعه مع الرئيس محمود أحمدي نجاد، كرس فتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية، وأكّـد نجاد أن التعاون بين ليبيا وإيران والبلدان الإسلامية عامة، سيحبط مؤامرات الأعداء (المشتركين)، الذين يسعون لتغطية نقاط ضعفهم بإثارة الخلافات والفِـتن بين المسلمين »، في إشارة غير مباشرة إلى الولايات المتحدة. وكان لافتا أن المحمودي أعلن في ختام الزيارة عن تأسيس صندوق مشترك للاستثمار في إفريقيا وأمريكا اللاتينية، مما بَـرهن على نقلة في العلاقات بين البلدين. وأفاد مصدر مُـطّـلع على المحادثات، أن رئيس الوزراء الليبي درس مع النائب الأول للرئيس الإيراني برويز داودي، موضوع التوظيف المشترك للاستثمارات الاقتصادية والتجارية والمالية، واستفادة ليبيا من الخبراء والعلماء الإيرانيين، بالإضافة لملف حسّـاس، هو مستقبل العلاقات بين الشيعة والسُـنة في ضوء المآسي الجارية في العراق. وأكد المصدر لسويس أنفو، حصول توافق بين الجانبين على هذه الملفات، وبخاصة « ضرورة توحيد المسلمين »، على حد تعبيره، وأوضح أنهما اتفقا على تشكيل فريق عمل لإزالة العراقيل التي عطلت تنفيذ الاتفاقات المشتركة حتى الآن. وفي هذا السياق، توقف المراقبون عند دلالات التصريح الذي أدلى به المحمودي قبل مغادرة طهران، والذي شدد فيه على أنه « بإمكان إيران وليبيا إنجاز أعمال كبيرة على صعيد العالم الإسلامي »، مُؤكدا أنه « حان الوقت للتنسيق بين طهران وطرابلس بشأن التطورات الراهنة في الشرق الأوسط، وخاصة العراق وفلسطين ولبنان »، ما اعتُـبر مؤشرا على قيام مِـحور جديد، لم تتوضح بعدُ أهدافه وآليات عمله. « هجوم الصداقة » على المغرب العربي لم يكن هذا التطور اللافت مع ليبيا خارجا عن الرؤية الإيرانية للعلاقات مع العالم العربي، منذ وفاة زعيم الثورة الإيرانية الإمام الخميني ومجيء الرئيس الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني إلى سدّة الرئاسة، وأدرك الإيرانيون أن وجود طوائف شيعية متفاوتة الحجم في دول الجوار العربي، وخاصة في العراق والسعودية والخليج، سيُسمِّـم علاقاتهم مع تلك الدول ويُعقِّـدها، فاختاروا التركيز على المغرب العربي، حيث يستعيدون دائما تاريخ الدولة الفاطمية، التي انتقلت من مدينة المهدية التونسية قبل أكثر من ألف سنة إلى مصر على أيام المعز الدين الله الفاطمي، الذي أسس القاهرة. لكن الاحتكاكات بين الحكومات المغاربية ومعارضيها الإسلاميين في موفى الثمانينات ومطلع التسعينات، أدت إلى توتير العلاقات مع طهران وانتهى التدهور إلى قطع العلاقات مع كل من تونس والجزائر، قبل استئنافها في فترة لاحقة. ومن علامات المرحلة الجديدة في العلاقات المغاربية – الإيرانية، أن اللِّـجان المشتركة، التي يرأس اجتماعاتها عادة وزير الخارجية الإيراني ونظراؤه المغاربيون، تعقد الدورات في مواعيدها السنوية وتتوصل إلى اتفاقات مهمة، ترمي لتعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والتربوية والثقافية والسياحية. ومن هذه الزاوية، لوحظ تحسّـن كبير في مستوى المبادلات التجارية، وكذلك في حجم السياح المغاربيين، الذين يزورون إيران. ودشّـنت شركة الطيران الخاصة التونسية « الطيران الجديد » في شهر مايو الماضي، رحلات مباشرة بين مطاري طهران ومنتجع المنستير السياحي. وأفادت مصادر في الشركة التونسية، أن الرحلات المباشرة إلى طهران، كانت ترمي لنقل سياح إيرانيين إلى تونس بمناسبة أعياد النوروز، لكنها تدرس تسيير رحلات دائمة بين البلدين في فصول السنة الأخرى. كما أعلن في الجزائر أخيرا، عن بدء تسويق سيارات « خودرو سامند » الإيرانية بكميات تجارية، وتتولى شركة « فاموفال » التجارية، بيع هذه السيارات المقتبسة من السيارة الفرنسية بيجو 405 بسعر 840 ألف دينار (نحو 8700 يورو)، ولوحظ أنها لاقت إقبالا لدى أصحاب سيارات التاكسي، لأنها متوافرة في طِـراز يشتغل بالغاز الطبيعي الذي تنتجه الجزائر بكميات كبيرة. وأفاد مسؤولون في « فاموفال » أنها تعتزم قريبا استيراد طراز آخر من السيارات الإيرانية، هو « سايبا »، المقتبس من طرازات قديمة لسيارتي « كيا » و »مازدا ». وفي سياق متصل، توصلت تونس وطهران أخيرا إلى اتفاق تفضيلي لتعزيز المبادلات التجارية بينهما، بمناسبة زيارة رسمية أدّاها وزير التجارة منذر الزنايدي إلى طهران، وكان وفد من رجال الأعمال التونسيين، قاده الوزير السابق الصادق بن جمعة بصفته رئيس نادي المصدرين المتفرع من اتحاد الصناعيين والتجار، زار إيران في الربيع الماضي وناقش مع المسؤولين هناك آفاق تنشيط المبادلات التجارية بين البلدين. وقال بن جمعة لسويس أنفو، إن حجم المبادلات الثنائية لا يتجاوز حاليا 70 مليون دينار (60 مليون دولار)، إلا أنه أكد أن الجانبين يعتزمان زيادتها إلى 100 مليون دينار (85 مليون دولار) في الفترة المقبلة. وفي الإطار نفسه، أقيم الأسبوع الثقافي الإيراني في تونس في أواخر شهر مايو الماضي، بإشراف مساعد نائب الرئيس الإيراني حسين جعفري ووزير السياحة التونسي التيجاني الحداد. جسر بين النخب؟ وأتت إقامة الأسبوع، الذي سيتلوه قريبا أسبوع تونسي مماثل في إيران، بعد شهرين من افتتاح مركز ثقافي إيراني في حي « المنار » الراقي، القريب من وسط العاصمة تونس، وهو الأول من نوعه في البلد منذ إقامة علاقات دبلوماسية بين تونس وطهران. وتزامن افتتاح المركز مع انطلاق تدريس اللغة الفارسية في تونس، بإشراف القسم الثقافي في السفارة الإيرانية، وقال مدير المركز الدكتور سيد حسين عصمتي بايكي لسويس أنفو، « إن المركز سيكون جِـسرا قويا بين النخب التونسية والإيرانية، من خلال ندوات ثقافية ومحاضرات ومعارض فنية، بالإضافة لإيصال الكتاب الإيراني إلى تونس »، لكن اللافت، أن هذا التقارب أدّى إلى موافقة السلطات التونسية على منح إجازة عمل لـ « جمعية آل البيت »، ذات النزعة الشيعية، التي يقودها مواطن منحدر من مدينة قابس الجنوبية، مما دل على تسامح غير معهود مع التنظيمات التي ترتدي طابعا دينيا. ولوحظ أن رئيس الجمعية أصدر بيانا قويا ضد « حركة النهضة » الإسلامية المعارضة، على إثر انتقادها رفض طهران منح تأشيرة لرئيسها الشيخ راشد الغنوشي للمشاركة في مؤتمر إسلامي، وتحدثت مصادر مطّـلعة عن تزايد انتشار ظاهرة التشيّـع في مدن تونسية عدة، وبخاصة بعض ضواحي العاصمة تونس، وهي ظاهرة سُجلت أيضا في عدد محدود من المدن الجزائرية، طبقا لما أوردته صحف جزائرية. وعلى رغم القلق الذي أبدته الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لتونس في ملف مكافحة الإرهاب، من تعزيز العلاقات التونسية – الإيرانية، انتقل التونسيون أخيرا إلى مرحلة أكثر تقدما عندما توصلوا مطلع العام الجاري إلى اتفاق تفضيلي مع طهران، يرمي إلى تعزيز المبادلات التجارية بين البلدين، وأتى الاتفاق تتويجا لزيارات متبادلة بين وزيري التجارة، وكذلك وفود من رجال الأعمال التونسيين والإيرانيين. قُصارى القول، أن تكثيف زيارات المسؤولين الإيرانيين إلى كل من الجزائر وليبيا وتونس والمغرب الأقصى، يدل على مرحلة جديدة في العلاقات عزّزتها عشرات الاتفاقات المشتركة، التي تم التوصل إليها في الفترة الأخيرة. وعدا موريتانيا، التي ظلت العلاقات معها مقطوعة منذ إقدام الرئيس المخلوع معاوية ولد طايع على السماح بفتح سفارة إسرائيلية في بلده، أظهرت العواصم المغاربية حماسة لتطوير العلاقات مع طهران، على رغم البرم الأمريكي الواضح من تنامي التعاون مع بلد تضعه واشنطن في خانة الدول المارقة. ويُؤشر التجاهل المغاربي للضيق الأمريكي، على أن العلاقات مع إيران مُرشحة لمزيد من التطور، على رغم الحذر الرسمي غير المعلن من الانعكاسات الممكنة على صعيد نشر المذهب الشيعي في منطقة تتّـسم بانسجامها وتجانسها لكونها ظلت تاريخيا سُـنية على مذهب الإمام مالك بن أنس. (المصدر: موقع سويس إنفو (سويسرا) بتاريخ 2 جويلية 2007)
غوردن براون والعراق وورقة القاعدة
أثار خبر العثور على عبوتين ناسفتين في العاصمة البريطانية، لندن، هلعا بين المواطنين كما أثار أكثر من تساؤل في الأوساط الرسمية. فقد تناقلت وسائل الإعلام أخبارا عن حالة إستنفار أمني في العاصمة لندن وضواحيها، كما تناقلت آراء المسؤولين البريطانيين المتضاربة حول الجهة المسؤولة عن تفخيخ السيارتين. وقد نقل موقع قناة الجزيرة الإخبارية، مثلا، عن مسؤولين أمنيين بريطانيين تضارب آرائهم حول الجهة المسؤولة عن زرع العبوتين اللتين أبطل مفعولهما. فقد ذهب بعضهم إلى إتهام الجيش الجمهوري الإرلندي، الذراع المسلح لحزب الشين فين الذي يقاتل من أجل إسترداد الجزء الشمالي من إيرلندا المحتل. أما المتهم الثاني فقد كان، طبعا، تنظيم القاعدة والجماعات الإسلامية المرتبطة به والقريبة من أفكاره. وحسب موقع الجزيرة أيضا، إستبعد بوب غيرز من مركز تشاتام هاوس للأبحاث إحتمال تورط الجيش الجمهوري الإرلندي في المحاولتين التفجيريتين المحبتطين خاصة بعد الإتفاق الذي توصل إليه الشين فين مع الحكم البريطاني حول تقاسم السلطة في الإقليم الإرلندي الشمالي المحتل. إذن مع إستبعاد الجيش الجمهوري الإرلندي يبقى المتهم « التقليدي » تنظيم القاعدة والجماعات الإسلامية المرتبطة به. ورغم أن إتهام تنظيم القاعدة وجيه ومنطقي إلى أبعد الحدود إلا أن نقتطين إثنتين على الأقل جلبتا إنتباهي، الأسلوب (سيارة مفخخة) والتوقيت (يومين بعد تولي براون رئاسة الوزراء). فعلى عكس ما ذهب إليه البعض من إعتبار أن العملية تحمل بصمات تنظيم القاعدة، أظن أن المحاولة التفجيرية المحبطة تختلف في أسلوبها عن أسلوب القاعدة في التفجير والهجومات الإنتحارية. ورغم أنني لست متابعا مختصا للجماعات الإسلامية ومنهج وأسلوب عملها، إلا أن مراجعة سريعة لبعض العمليات التي تبناها التنظيم نجدها تشترك في نقطة تكاد تكون مميزة لأسلوب القاعدة وهي إنتحار منفذ العملية. فعملية تفجير الفنذق في العاصمة الأردنية السنة الماضية نفذها رجل بعد أن فجر حزاما ناسفا أودى بحياته وبحياة العشرات. كذلك عملية تفجير الكنيس اليهودي في جزيرة جربة التونسية حيث إنتحر نزار نوار منفذ العملية بعد أن إصطدم بالمعبد وهو يقود شاحنة محملة بصهريج وقود. أيضا عملية الرباط الأخيرة حيث تفجرا الأخوان منفذا العملية على مقربة من بعض المصالح الغربية. كما لا ننسى تلك العملية التي راح ضحيتها مسعود شاه، القائد العسكري الأفغاني، والتي نفذها شخصان يفترض أنهما في مهمة صحفية، وقد أدت العملية كذلك إلى إنتحار الرجلين بعد أن فجرا كاميرا التصوير. وبما أن الحديث يدور عن خطر القاعدة في المملكة المتحدة، لنتذكر أحداث السابع من يوليو/تموز قبل سنتين التي شهدها مترو أنفاق لندن حيث فجر منفذو العملية أنفسهم. هذا فيما يخص الأسلوب أو على الأقل ميزة العمليات التي تنفذها القاعدة. أما النقطة الثانية المثيرة للإنتباه هي الأخرى فهي عدم إنفجار ولو سيارة واحدة من السيارتين ناهيك عن توقيت العملية التي تأتي بعد أيام قليلة من تسلم غوردن براون لرئاسة الوزراء خلفا لتوني بلير الذي نزلت شعبيته إلى الحضيض بسبب إنقياده وراء مغامرات جورج بوش العسكرية في العراق وأفغانستان. فغوردن براون أو توني بلير لا فرق بينهما فكلاهما وجهان لسياسة إستعمارية توسعية واحدة. وقد عبر غوردن براون عن ذلك بإعتباره أن الخطأ لم يكن غزو العراق إنما إدارة الحرب والعمليات هناك. وحتى لا يكون إحتلال العراق عامل تأثير سلبي على شعبية براون، كما حدث مع بلير، على الإستخبارات البريطانية أن تقوم بشغلها. طبعا الأجهزة الأمنية البريطانية عبر تصريحات مسؤوليها شكت في أكثر من جهة إلا نفسها. غير أن المطلع على تاريخ أجهزة المخابرات، البريطانية والأمريكية خاصة، يعرف طبيعة المهام التي تقوم بها هذه الأجهزة. ولنتذكر، على سبيل المثال، التهمة التي وجهت إلى النائب في البرلمان البريطاني جورج غالاوي بحصوله على إمتيازات مالية من النظام العراق السابق لنتبين فيما بعد أنها كانت من تدبير جهاز الإستخبارات البريطاني. أو « رسالة زينوفياف » الشهيرة (1924) التي دبرتها كذلك الإستخبارات العسكرية البريطانية، والتي نشرتها صحيفة « الدايلي مايل » أربعة أيام قبل الإنتخابات، وذلك لإزاحة أول حكومة عمالية بعد إتهامها بالتدبير لثورة شيوعية في بريطانيا. لنتذكر ذلك، حتى نعرف ونفهم ما يمكن أن تقوم به الإستخبارات البريطانية وغيرها من الأجهزة الإستخباراتية الأجنبية التي لها مصلحة في تواصل إحتلال العراق والسيطرة على مقدراته وثرواته. فحتى لا يفكر البريطانيون في المطالبة بسحب قواة بلادهم من العراق وحتى يتم الإبقاء على نوع من الشرعية على الإحتلال (مجموعة دول تشارك في العمليات العسكرية) وحتى لا يبقى جورج بوش وعصابته عراة هناك (في صورة إنسحاب الجميع) وحتى يستمر نهب العراق وتشريد شعبه تلعب المخاربات البريطانية والأمريكية ورقة القاعدة. فالمحاولة التفجيرية المحبطة، ولو تورط فيها فعلا إسلاميون متطرفون منسوبون إلى القاعدة، تشبه في جوهرها أحداث 11 سبتمبر/أيلول التي إستغلتها العصابة الأمريكية مبررا لإحتلال العراق. وكي يحيد براون البريطانيين فيما يخص الحرب على العراق ويقنعهم بضرورة بقاء القوات العسكرية هناك وحتى لا تتدهور شعبيته التي لا تزال « عذراء » كما حدث مع سلفه بلير بسبب العراق، عليه أن يذكر شعبه – كما صرح فعلا – بأن ثمة خطر مستمر ودائم يتهدد أمن البريطانيين وهو تنظيم القاعدة. شوقي عريف باحث في الإقتصاد
وقائع ملجإ أيتام بغداد…
الحرب على الأطفال في مجتمعاتنا الهرمة
باسط بن حسن (*) كان اكتشاف ملجإ الأيتام في بغداد لحظة رعب مطلق. صورة أولى تظهر أشباح هياكل عظميّة عارية تتوسّد الأرض في وضع الأجنّة، وهي مقيّدة بالسّلاسل إلى أسرّة مرتّبة بعناية. أشباح لا عمر لها تحيط بها فضلات بولها وبرازها من كلّ جانب. صورة ثانية لمربّيتين عراقيّتين بلباس الحشمة الدّينيّة، تقفان في لقطة تذكاريّة أمام أكداس اللّحم الطفوليّ وتعلو وجهيهما ابتسامة غامضة، قد تذكّرنا بصورة الجنديّة الأميركيّة المبتسمة بزهو أمام أكوام لحم سجناء أبو غريب. ثمّ صورة ثالثة لمخزن طعام، مستورد على الأرجح، صفّفت علبه الجميلة بحرص تاجر حاذق. هذا الطّعام الذي يباع في الأسواق ويحرم من نعمته أطفال الملجإ. ثمّ تتوالى صور المشهد الثّاني. صورالدّعاية للجنود الأميركان الذين اكتشفوا الملجأ وهم يمسكون بأيدي الأطفال يلاطفونهم ويلاعبونهم ويدرّبونهم على الخروج من وضع الموت التّدريجيّ الذي كانوا يعيشونه. فأمام قسوة عاشها الأطفال لفشل مشروع الدّولة العراقيّة، تنتصب قسوة دعاية حربيّة تحاول التّغطية على فشل مشروع الاحتلال باستعمال آلام الأطفال. مشاهد لا تبعث على الرّعب لأنّها تقدّم صورا خاطفة كاشفة عن قدرة الإنسان على القسوة المطلقة والمجانيّة فحسب، بل لأنّها تذهب بعيدا في ذاكرة جرائم التّاريخ التي يحاول البعض عبثا نسيانها. فالطّفل هو الكائن الأكثر ضعفا وهو الضّحيّة المثلى نتيجة حاجته الشّديدة إلى الآخرين. وهو هنا يقف شاهدا صامتا بلا سند يعينه على فهم ما يدور حوله، وما يعيشه. ويقف جسده المستباح شاهدا على الحدود القصوى التي يمكن أن يبلغها امتهان كرامة الإنسان وإنسانيّته. مشاهد انتزاع انسانيّة الإنسان عن أطفال ملجإ بغداد تذكّرنا بمشاهد أخرى خلّدتها صور أطفال معتقل أوشفيتز النّازي، وأطفال ملاجئ النّاجين من مذابح نهايات القرن الماضي في روندا والبورندي والبوسنة والهرسك، وأطفال ملجإ رومانيا الذي اكتُشف بعد سقوط نظام شاوسيسكو. ملجأ أطفال بغداد يحرج ذاكرتنا ويربك وثوقيّة هويّتنا التي ندّعي أنّها هويّة « خير أمّة » ليضعنا أمام حقيقة عارية وهي أنّ القسوة وامتهان كرامة البشر ممارسات لا هويّة لها ولا تختصّ بها شعوب دون أخرى. إنّ مجتمعاتنا قادرة هي كذلك على إنتاج وحوشها وغيلانها التي تعذّب وتقتل وتستبيح القيم. وفي كلّ هذه اللّحظات التّاريخيّة القصوى يبدو الطّفل بجسده الضّعيف وأنّاته شاهدا على مآل المشاريع الشّموليّة التي بشّر من خلالها عالم الكبار بحلّ مآزق العصر واشكاليّاته. فبناء عالم الغد النقيّ والصّافي على أساس منطق القوّة والعنف والحرب هو المدخل لاغتيال طفولة عالمنا. وفي السّلم أيضا حرب على الأطفال يتجسّد رعب ملجإ أطفال بغداد في أنّه استعمل أشدّ فنون العنف قسوة وسخريّة لنزع كلّ مظاهر بشريّة الأطفال. لقد أعادتهم مؤسّسة « الرّعاية » إلى مرحلة ما قبل تشكّل تاريخهم الفرديّ وسجنتهم في حالة التوحّش والحيوانيّة. لقد عطّلت المؤسّسة مرحلة الطّفولة بكلّ ما تعنيه من البحث عن مسكن للعاطفة والحنان، وتدرّب على الكلام، واللّعب مع اللّغة وباللّغة، واكتشاف عوالم المعرفة بالذّات والعالم وانفتاح على امكانات بناء التّواصل والاختلاف في المجموعة، وتجربة قيم العدالة. هذه التّجربة القاسية التي فرضتها المؤسّسة على الأطفال ليست حالة شاذّة قد نكتفي بمعاقبة مسؤوليها لإراحة ما تبقّى لنا من ضمائر، بل هي تعبير عن حالة مؤسّساتنا وقد بلغت حدود لا إنسانيّتها القصوى. إنّه مشهد مضخّم لحالات عديدة تعيشها مجتمعاتنا في حربها على الأطفال. لقد تحوّل الكثير من ملاجئ الطّفولة ومراكز الأيتام في البلدان العربيّة إلى معازل تمارس فيها كلّ أنواع التّجاوزات وانتهاكات حقوق الطّفل. وتمتلئ مدننا بأطفال الشّوارع الذين يخضعون لكلّ أنواع الاستغلال والعنف وتقضّ أشباحهم راحتنا الكاذبة. كما يمارس الأطفال كلّ أنواع الأعمال الشّاقّة والخطيرة والمهينة في المعامل والأسواق والحقول وورش الصّنائع والمحاجر. ولقد تحوّلت المؤسّسة التّعليميّة في عديد الحالات إلى سجون جهل تلقّن فيها درر عفنة من جثث التّراث في فضاءات عذاب مكتظّة تذبح فيها قيم العقل والمشاركة الحرّة والمساواة. أمّا ما يسمّى بمؤسّسات « إصلاح الأحداث الجانحين »، فهي في حقيقة الأمر مؤسّسات حرمان للأطفال من الحرّية وتأهيل لهم إلى مستقبل الجريمة والضّياع. إنّ مجتمعاتنا التي تتباهى في الظّاهر بأنّها مجتمعات فتيّة يمثّل فيها الأطفال نسبة هامّة من السكّان هي في حقيقة الأمر مجتمعات كبار يسكنهم إحباط عميق بسبب عجزهم عن تحمّل مسؤوليّتهم في رعاية الأطفال. فالفقر والقمع والصّراعات المسلّحة وعنف العلاقات الاجتماعيّة هي حمل ثقيل يحجب عن الكبار رؤية الطّفل في خصوصيّة شرطه الإنسانيّ. سجن ملجإ المجتمع الكبير يحجب سجون ملاجئ الأطفال. والقسوة والقيم المنغلقة والمشاريع المطلقة منذورة لإعادة ما هو مكبوت من صبوات وأحلام وآمال أطفال كسرت نفوسهم في المهد. الحرب على الأطفال واستحالة السّياسة إنّ العنف الذي تمارسه مجتمعاتنا على الأطفال هو مثال دقيق على مأزق سياسيّ أشمل تتخبّط فيه. فعجز الدّولة و مؤسّساتها عن اقتراح حلول تشريعيّة ومؤسّسيّة وتربويّة ترعى من خلالها الطّفل « المحبوب » والمعترف به في إطار العائلة، والطّفل « المنبوذ »، اليتيم، والطبيعيّ، وفاقد السّند العائليّ والجانح، وذا الاحتياجات الخاصّة… هذا العجز هو علامة على عجز جوهريّ عن ترميز (نسبة إلى النّظام الرّمزيّ) الطّفولة. فالطّفولة هي مرحلة عمريّة لها حاجيّاتها الخاصّة وتتطلّب مطلق الاهتمام بالجسد ونموّه، ولكنّها أيضا اللّحظة التي يتعلّم من خلالها الأفراد تجربة اللّغة والحياة المشتركة. هي اللّحظة التي ينطلق منها الكائن غير المكتمل للبحث الحرّ فيما يؤسّس ذاته ولتخييل أصوله وترميز علاقاته بالمجموعة. لذلك فإنّ إتاحة فرص للطّفل لعيش طفولته هو المدخل الذي يتعلّم منه المجتمع مفاهيم الحرّية والمساواة والعدالة والكرامة. فكيف يمكن لمجتمعاتنا أن تتعجّب من غياب انتاجها للمعرفة حين تفرض على الطّفولة موت العقل في مصانع الموروث الميّت والايديولوجيّات؟ وكيف تتعجّب من غياب المستقبل وظلاميّة آفاق الغد حين تضيع على الأطفال فرصة تجربة تغيير الأشياء البسيطة التي تحيط به والتّعرّف على طرق حماية الأشياء الجميلة والمحافظة عليها؟ ولعلّ مأزق الدّيمقراطيّة وحقوق الإنسان في مجتمعاتنا هو أحد مظاهر العجز عن التّفكير في علاقتنا بالطّفولة. فلقد بقي خطاب حقوق الإنسان والدّيمقراطيّة خطاب كبار يسبح في الوعود بعالم أفضل ووفي محاولات لدفع الحكومات إلى احترام التزاماتها وسنّ التّشريعات الملائمة والامتناع عن انتهاك الحقوق. ولكنّ حقوق الإنسان بقيت مستعصية عن التّحقّق لأنّها أفق تجربة انسانيّة طويلة المدى تحتاج فيما تحتاج إلى إعادة بناء لطفولتنا. طفولة تجرّب المعرفة بالعدالة وتنشأ على الإبداع والحريّة. فكلّ الملاجئ التي يبتدعها المجتمع لإقصاء الطّفل هي تمهيد لمنظومة إقصاء متكاملة ستقصي فيما بعد المبدع الحرّ والمعارض والمراة والاقلّيات بجميع أشكالها وذوي الاحتياجات الخاصّة. أمّا البحث عن الدّيمقراطيّة فسيبقى شعارا في مجتمعات بدون ديمقراطييّن. « يا أبت لمَ تركتني… » تساءلت الكاتبة ديانا مقلد في مقال لها في جريدة الشّرق الأوسط، وهو من المقالات الهامة والنّادرة عن ملجإ أطفال بغداد، تساءلت بلوعة عن سرّ الصّمت العربيّ إزاء هذه المأساة. يبدو أنّ مجتمعاتنا لم يعد يصدمها شيء. ففي تسارع ايقاعات انهيارها الصّاخبة تصبح الفظاعات التي تخرج من زواياها المعتمة جزءا من الحياة يتعايش معها النّاس في صمت. كلّ المآسي التي تتصدّى لها المجتمعات الأخرى بانتباه وتجتهد في تحليلها ومحاولة إيجاد حلول لها ، هي في مجتمعاتنا كوابيس دائمة يحاول الجميع مداراتها بالإنكار والنّسيان فتتحوّل إلى لحظة من لحظات الواقع. لحظة عمى تحجب عنّا معاني الحياة. إنّ الفظاعات المهملة ومآسي المجتمع المؤجّل الاعتراف بها وحلّها هي مصبّ نفايات عملاق تطلع منه روائح الموت وحشراته لتحتلّ ما تبقّى من هوامش مدنيّة وتبيدها. إنّ تجاهل رعب الطّفل وعذاباته هو مدخل لموته وموت المجتمع. هذا المعنى تذكّرنا به قصيدة الشّاعر الألماني غوته، وقد استمدّها من التّراث الشّعبي الألماني، ثمّ استلهمها بدوره الرّوائيّ الفرنسيّ ميشال تورنييه في روايته « ملك غابة شجر جار الماء »، وقد أبدعت في قصّ حكاية الأطفال الذين انتزعت النّازيّة طفولتهم وجنّدتهم لخدمة مشروع مجتمعها الكريه. تروي قصيدة غوته حكاية فارس كان يقطع غابة شجر جار الماء، وهو شجر أسود ينبت على أطراف الماء، وكان يسكن الغابة غول يسمّى ملك الغابة، وكان هذا الغول ينتزع أرواح الأطفال. وبينما كان الفارس يقطع الغابة حاملا ابنه معه، كان الغول يجتهد في انتزاع روح الطّفل داعيا إيّاه إلى مملكة الموت. ولم ينصت الفارس إلى أنين ابنه وندائه، ليكتشف بعد أن خرج من الغابة بأنّ الإبن قد مات. قد تكون حال بعض المجتمعات شبيهة بحكاية هذا الفارس. فهي تحمل بين جنباتها جثث أجيال لم تنتبه يوما ما لعذاباتها وشكواها من الموت المحدق بها. (*) كاتب وناشط حقوقي من تونس (المصدر: موقع « الأوان » بتاريخ 2 جويلية 2007) الرابط: http://www.alawan.com/index.php?option=com_frontpage&Itemid=1
اعفاء هاني الحسن واحالته على التحقيق أم الهزيمة الثالثة لحركة فتح ؟
مرسل الكسيبي*-صحف عربية وشبكات اخبارية :
اندحار حركة فتح وهزيمتها العسكرية في قطاع غزة الفلسطيني لم يكن حدثا طبيعيا يمكن أن تتقبله الأنظمة العربية بكثير من البرود والترحاب … تقهقر نفوذ هذه الحركة وتراجعها عسكريا وأمنيا وسياسيا الى مناطق الضفة الغربية لم يكن حدثا منتظرا لدى بارونات السلطة الوطنية الفلسطينية , بل انه لايمكن أن يكون اطلاقا محل توقع وتفهم لدى من تصدر الواجهة الفلسطينية سياسيا واعلاميا على مدار أربعين سنة … فلقد أحدثت حماس عبر امساكها بمقاليد الأمور الأمنية والعسكرية بالقطاع زلزالا سياسيا ثانيا رصدت اثاره اسرائيليا وأمريكيا وأوربيا وعربيا في أكثر من عاصمة عالمية … كان من « المعقول جدا » بل من المتوقع لدى بعض العواصم الغربية التي تعودت على صنع الحدث السياسي عربيا واسلاميا أن تنقلب الأنظمة العربية الرسمية على نتائج الانتخابات وعلى كبرى حركات المعارضة عبر الزج بعشرات الألوف من المناضلين في السجون والمعتقلات , وعبر اعلان ايقاف المسار الانتخابي أو الطعن في أهلية ممثلي الأمة والشعب ومن ثمة تدشين حقبة قمعية « مفهومة » في تاريخ ومسار المنطقة سياسيا … لم تسر الأمور هذه المرة بحسب التقاليد الجاري بها العمل عربيا وبحسب مايرسم له من سياسات غربيا في اطار من مواصلة لعبة اقتسام المصالح والنفوذ بعد حقبة الاستعمار العسكري المباشر , بل جاء التصرف الأمني والاستخباري والسياسي الرسمي فاشلا هذه المرة ,الى الدرجة التي كلفت واحدا من حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية واسرائيل هزيمة عسكرية ساحقة لم يتجاوز مداها الزمني أكثر من خمسة أيام … خرج محمود عباس والعقيد دحلان بغصة سياسية وأمنية أحست بها أنظمة مصر والأردن وتل أبيب وبدرجة أقل أنظمة عربية أخرى , وكلفت الغصة على مايبدو كل هؤلاء وعلى رأسهم القيادات الفتحوية توبيخا أمريكيا وغربيا على ذهاب ريح « قوس الاعتدال »… الواضح من خلال رصد وتتبع اثار هذا الزلزال الثاني بأن القيادة المتنفذة في حركة فتح ومنظمة التحرير , أو بعبارة أخرى القيادة الفتحاوية المنهزمة في غزة , اتخذت قرارها على ضوء هذه الضغوطات الدولية بتصفية حساباتها أمنيا وسياسيا ليس فقط مع حماس في أراضي الضفة بل أيضا مع بقايا التيار الوطني المتواجد داخل الهياكل القيادية لحركة فتح . لقد جاء الدور بالأمس فقط على السيد هاني الحسن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ,وواحد من أبرز القيادات الوطنية الفلسطينية , حيث صدر قرار باعفائه من منصبه ككبير مستشاري الرئيس أبي مازن , بل ان الأمر تجاوز قرار الاعفاء الى قرار باحالته على لجنة تحقيق أو تأديب حركية من المنتظر أن تلعب دورا في تخويف الكوادر الوطنية الفتحاوية وارهابها من أجل تثبيت الأوضاع المحسومة لفائدة التيار المحسوب على الولايات المتحدة الأمريكية واسرائيل . الأسباب المعلنة رسميا داخل الأجهزة الفتحاوية المتنفذة والتي عزل بموجبها السيد هاني الحسن , كانت هذه المرة غاية في الوضوح والعلانية , حيث برر هذا القرار بتصريحات هذا الأخير لقناة الجزيرة حول « المجموعة الفاسدة » في قطاع غزة , وحول مطالبته بمحاكمتها بسبب ارتباطها بما وصفه بحسب مصادر اعلامية بالمشروع الأمريكي في المنطقة … لقد قام الرئيس أبو مازن في مناسبة سابقة وحال توليه منصب الرئاسة بعيد وفاة الرئيس عرفات ,بعزل السيد هاني الحسن من موقعه كمسؤول عن التعبئة والتنظيم في حركة فتح , وهو ماعنى أن مشوار تقليص صلاحيات الكوادر الوطنية الفلسطينية بالمنظمة قد ابتدأ على عجل مع اسقاط أبي عمار من الوجود والحياة لما كان يشكله من بقايا منظومة تصدي وممانعة أمام التعنت الاسرائيلي . سياسات محمود عباس ومن يحيط به من كوادر فاسدة ومتحالفة مع أطراف دولية وعالمية نافذة على حساب الحق الفلسطيني , كانت سببا بلا شك في الهزيمة الانتخابية الأولى لحركة فتح أثناء الاستحقاق التشريعي , ولقد كانت قبيل أسبوعين أو ثلاثة سببا في الهزيمة الثانية والمخزية التي منيت بها فتح في مواجهة عناصر القسام وجهاز الشرطة التنفيذية , وهاهي اليوم , والم تسارع فتح الى مراجعة جذرية ووطنية وتصحيحية شاملة – تتسبب في عزل السيد هاني الحسن ومن يدري لعلها تكون غدا سببا في افراغ فتح نهائيا من توجهاتها الوطنية التي رسمها لها قادة مناضلون داخل الأراضي المحتلة وفوق اكثر من عاصمة عربية عرفت كثافة الشتات الفلسطيني … انتقال المشعل الفلسطيني من فتح الى حماس كان طبيعيا في ظل تراجع الثوابت الوطنية لدى الأولى وتقهقر العملية التفاوضية ومزيد من التهام الأرض وبناء المستوطنات وضياع الحقوق الفلسطينية التي لم تواجهها العناصر المتنفذة في فتح الا بمزيد من التفاوض والتفاوض والتفاوض ,والتسول الدولي الذي ملأ خزائن محدودة ومعدودة بالأموال والاليات والامكانات في مقابل تعميم الجوع والفقر الفلسطيني … تبقى القضية الفلسطينية في الأثناء تتأمل أفقا تحريريا وتفاوضيا أفضل , لكن بعد خوض معركة التصحيح الوطني الفتحوي , على اعتبار ماتمثله فتح من رصيد تاريخي ووطني وسياسي هام للشعب الفلسطيني , واذا لم تفلح فتح في معركة التصحيح والتعديل الوطني الداخلي , فان مقاليد الضفة الغربية ستحال في أفق زمني قريب أو متوسط الى حركة حماس ,وهو مايعني بداية مشوار جديد في تاريخ وعمر القضية الفلسطينية … امل ألا يحدث هذا مع واحدة من كبريات حركات التحرر الوطني العربية ! حرر بتاريخ 30 جوان 2007-15 جمادى الثانية 1428 ه . *كاتب واعلامي تونسي/رئيس تحرير صحيفة الوسط التونسية : reporteur2005@yahoo.de
(المصدر: موقع « الوسط التونسية » بتاريخ 30 جوان 2007)
وثيقة تثبت تورط دحلان في اغتيال الرئيس ياسر عرفات بتنسيق مع الصهاينة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام « تأكدوا أيضا أن عرفات أصبح يُعد أيامه الأخيرة.. ولكن دعونا ننهيه على طريقتنا وليس على طريقتكم »؛ هذا جزء من نص رسالة كشفها موقع « نيوز » الإخباري على شبكة الانترنت، مرسلة من محمد دحلان، الذي يشار إليه باعتباره قائد التيار الانقلابي في حركة « فتح »، إلى شاؤول موفاز وزير الحرب الصهيوني في حين. ونشر الموقع الإلكتروني، اليوم الاثنين (2/7) الرسالة التي وصفها بالخطيرة، وأنها تكشف طرف الخيط في اغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وحمل الخبر عنوان « قاتل عرفات تفضحه وثيقة خطيرة ». وجاء في رسالة دحلان لموفاز « تأكدوا أيضاً أن ما قطعته على نفسي، والكلام لدحلان، أمام الرئيس الأمريكي جورج بوش من وعود فإنني مستعد لدفع حياتي ثمناُ لها ». ويشيد دحلان بالكيان الصهيوني ويقول إنه « دولة حضارية وديمقراطية مثل أمريكا »، ويضيف « نعرف أنكم لا تستطيعوا التعامل مع المافيات، ونحن نؤكد أن هذه المرحلة انتهت بلا رجعة وبدأ عصر المحاسبة والسلطة الواحدة، وهذا يتطلب منكم التعاون الكامل من أجل تحقيق هذه الأهداف وأن تكونوا أكثر مرونة »، بحسب الرسالة. وأبدى دحلان في رسالته تخوفه من جمع الرئيس الراحل عرفات المجلس التشريعي لسحب الثقة من الحكومة التي كانت قائمة في حين، « ولحل هذه الإشكالية يجب تنسيق وعمل الجميع وتعريضه للضغوط حتى لا يقدم على هذه الخطوة »، كما قال. وأخطر ما جاء في الرسالة تأكيده على ما كشفته حركة « حماس » عقب سيطرتها على المقار الأمنية من حالات ابتزاز مسؤولين ووزراء ونواب. فقد جاء في الرسالة « نحن بدأنا في محاولة استقطاب الكثير من أعضاء التشريعي من خلال الترهيب والترغيب حتى يكونوا بجانبنا وليس بجانبه (عرفات) ». وبخصوص المؤسسات التابعة لمنظمة التحرير؛ قال دحلان في رسالته « هذه الأسماء (المجلس المركزي والوطني) يجب أن تنتهي وتفرغ من مضمونها وأتمنى منعها من الانعقاد في الضفة الغربية وقطاع غزة ». وختم رسالته بالقول « وفي النهاية لا يسعني إلا أن أنقل امتناني لكم ولرئيس الوزراء (آرائيل) شارون عل الثقة القائمة بيننا، ولكم كل الاحترام ». وذيّلت الرسالة بتوقيع دحلان بتاريخ 13-7-2003، أي قبل الإعلان عن وفاة عرفات بستة عشر شهرا. (المصدر: موقع المركز الفلسطيني للإعلام بتاريخ 2 جويلية 2007) الرابط: http://www.palestine-info.info/ar/
عباس أمام خيارين: « شرم الشيخ » أو « اتفاق مكة »
د. عبدالإله بلقزيز (*) يرفض محمود عباس أي حوار مع « حماس » ولكنه لا يجد حرجاً في الحوار مع « إسرائيل ». يوعز إلى « فتح » بالتزام سياسة مقاطعة « حماس » ويجرب أن يستدرج منظمة التحرير إلى الموقف نفسه عبر « لجنتها التنفيذية »، ويرد على قرارات مجلس الجامعة العربية برفض استقبال لجنة تقصي الحقائق، ثم يشد الرحال إلى شرم الشيخ للقاء أولمرت. وهو في هذا كله لا تبدو أسبابه وجيهة ولا كافية لتبرير هذه السياسة المتناقضة: الإنكارية تجاه « حماس » والاحتفالية تجاه الحوار مع « إسرائيل ». إذا كانت « حماس » قد اغتصبت الشرعية الفلسطينية (شرعية أوسلو) من خلال الانقلاب العسكري عليها، ف »إسرائيل » اغتصبت الأرض والوطن وشردت الشعب، فكيف يجوز الحوار معها ويمتنع مع « حماس »؟ يذهب عباس إلى شرم الشيخ محمولاً على دعم مسموم من الرباعي الدولي و »إسرائيل » وبعض النظام العربي الذي حرّضه على « اتفاق مكة » من وراء حجاب، يجتمع المجتمعون في شرم الشيخ على هدف واحد: تكريس تمزيق « اتفاق مكة » من خلال تكريس الطلاق بين « فتح » و »حماس » وقد أصبح اليوم طلاقاً بين الضفة والقطاع! هل وراء ذلك اقتسام إقليمي جديد لبقايا فلسطين لا يعلمه محمود عباس؟ والأرجح أنه لا يعلم شيئاً عن ذلك الاقتسام (ونحن مازلنا نحسن الظن به). لكنه يعلم قطعاً أن التئام رباعي شرم الشيخ ـ وهو رديف إقليمي جديد للرباعي الدولي وصدى له ـ ما كان ليقع إلا على حساب تفكيك الرباعي العربي الذي يبدو أن الإدارة الأمريكية لم تعد مرتاحة لوجوده بعد، إذ نجحت دولة رئيسية فيه (السعودية) في رعاية حوار وطني فلسطيني كرس عربياً شراكة « حماس » في السلطة. جبّت قرارات اجتماع شرم الشيخ قرارات مجلس وزراء خارجية الدول العربية، وقبلها أحكام « اتفاق مكة ». دفن « اتفاق مكة » في شرم الشيخ ووعدت الضفة برشوة مالية وسياسية مقابل القطيعة مع القطاع ومن يحكمه، أما نصف الشرعية الذي حصل عليه محمود عباس في اجتماع مجلس الجامعة، فجرى استكماله بالاعتراف بحكومته لا بسلطته فحسب. أما الدعوة إلى الحوار الفلسطيني ـ وقد جرت على لسان أحد أقطاب اجتماع شرم الشيخ ـ فوظيفتها لم تكن فلسطينية لأنها تتعارض في هذه الحال مع عقد الطلاق الفلسطيني الذي وقعه الأربعة، وإنما عربية: تعرية الموقف السعودي الذي التزم سياسة الحوار الفلسطيني، وقد أتى اجتماع شرم الشيخ للانقضاض عليها والفكاك من تبعاتها السياسية. محمود عباس هو الخاسر الأكبر ضمن الرابحين الكبار في اجتماع شرم الشيخ، وهو لا يبدو منتبهاً إلى ذلك، أخذه كثيراً « الاحتفاء الكبير » به في اللقاء، وأغراه سيل الوعود بالإفراج عن الأموال المحجوزة والدعم الدولي ورفع الحواجز وإطلاق سراح بعض الأسرى وعودة المفاوضات. يريد « شيئاً » ما يبرر به خسارته غزة واضطراره إلى الطوارئ وتعطيل القوانين والمؤسسات. وهو سعيد هذه المرة بوجود من هو مستعد لتقديم هذه الرشوة. لكنه لم يسأل السؤال الذي ينبغي أن يسأله: وماذا بعد؟ ماذا بعد تكريس الاعتراف به وبقراراته، وماذا بعد الإفراج عن بعض الأسرى وبعض أموال الضرائب، ورفع بعض الحواجز، وعودة التنسيق الأمني؟ بل وماذا بعد العودة إلى ما قبل 28 سبتمبر 2000 كما وعدوه ـ إن صح ما وعدوه به ـ هل ستفتح الباب أمام العودة إلى ما قبل 5 يونيو 1967؟ قطعاً، ليس لدى محمود عباس أي جواب على تساؤلات لا ندري حتى إن كان توقف عندها ملياً وهو عين ما يقال عن الذين شجعوه على أن يخطو خطوته في المجهول مع أولمرت بعد أن يكرس الطلاق البائن مع « حماس » على قول مستشاره نبيل عمرو. فهؤلاء الذين حاولوا طويلاً مع الشهيد ياسر عرفات كي يدفعوه إلى توقيع صكوك استسلام تنهي القضية باسم الشرعية الفلسطينية فما أفلحوا، يجددون السعي نفسه مع « خليفته » الذي يبدو أميل إلى تصديق « إسرائيل » ووعودها وأطوع من أبي عمار، وليس يهم إن كان في الحوزة ما يبرر المغامرة، المهم أن يقع الحوار مع « إسرائيل » ويتكاثر عدد المتحدثين إليها من العرب حتى يرفع العتب عنهم. على محمود عباس اليوم ـ بعد مهزلة شرم الشيخ ـ أن يدرك حقيقتين لا يجوز أن يذهل عنهما قائد سياسي (فكيف إذا كان قائداً للشعب الفلسطيني.. أو هكذا يفترض) أولاهما أن المطلوب منه « إسرائيلياً » وأمريكياً أمر مهين لشعبه وله شخصياً: تهشيم وحدة الشعب والأرض والقضية، وإذا كان سلوك « حماس » في غزة يساعده أو يبرر له الإمعان في ما هو فيه، فإن تشجيع بعض النظام العربي له على السير في هذا الخيار الانتحاري، لن يوفر له أية شرعية يعوض بها عن غياب الشرعية الوطنية أو فقدانها. وعلى ذلك، فعليه أن يكون حريصاً على إجراء حساب الربح والخسارة في رهانات سبق له أن جربها ـ مثلما سبق للشهيد ياسر عرفات أن جربها ـ من دون نتائج وهي اليوم رهانات أسوأ من ذي قبل لأنها تضع وحدة الوطن (الصغير) والشعب والقضية على كف عفريت. وثانيتهما أن التناقض مع « حماس » ـ وكائناً ما كانت حدته ـ تناقض ثانوي وطبيعي في أية حركة تحرر وطني، وليس يجوز احتسابه تناقضاً رئيسياً يستدعي التوسل بمحالفات خارجية لتصفية الحساب معها، والأهم من المبدأ النتائج، إذ ما الذي سيفضي إليه التصرف معه كتناقض رئيسي غير تعميق الشرخ في الوطن والمباعدة بين الضفة والقطاع. مازال أمام محمود عباس متسع من الوقت والخيار كي يصحح وضعاً شاذاً صنعته « فتح » و »حماس ». ولايزال في وسعه أن يفعل ذلك بوصفه رئيساً لكل الشعب الفلسطيني (في الضفة وغزة والقدس) لا كزعيم في حركة « فتح » لن يتطلب منه ذلك عملاً مستحيلاً أو جهداً استثنائياً. يكفيه أن يعلن تمسكه ب »اتفاق مكة » ودعوته الفريقين المتصارعين إلى حوار وطني على قاعدة الاتفاق (*) كاتب مغربي (المصدر: صحيفة « الخليج » (يومية – الشارقة) الصادرة يوم 2 جويلية 2007)