الاثنين، 15 ديسمبر 2008

Home – Accuei

 

TUNISNEWS

8 ème année, N° 3128 du 15 .12.2008

 archives : www.tunisnews.net


ا ف ب: بدء محاكمة نائب قنصل تونسي سابق في فرنسا

رويترز: السلطات التونسية تعتقل إماما تونسيا بعد ترحيله من إيطاليا

منظمة العفو الدولية: بيان صحفي: تونس: محاكمة القادة النقابيين مسخرة قضائية

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: » إبعاد  » الدكتور الصادق شورو..إلى سجن الناظور   ..!

حــرية و إنـصاف: أخبار الحريات في تونس

حــرية و إنـصاف:معتمد جلمة يعتدي بالعنف على فتاة مريضة بالسرطان

الحياة:تونس: السجن سنة للرئيس السابق لحركة ”النهضة”

الشرق الأوسط: تونس: دفاع الرئيس السابق للنهضة يستأنف الحكم عليه بالسجن

عبدالحميد العدّاسي: محاولة طمس الحقيقة بسجن شورو

رويترز: تونس تسجن 5 شبان بتهم محاولة الالتحاق بالمقاومة العراقية

الرابطــة التونسيــة للدفــاع عن حقــوق الإنســان: بيــــــــــــــان

     اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي: إعـــــــــــــــــــــــــــــلام

الوطنيون الديمقراطيون: قضية الحوض المنجمي

     اللّجنة النقابيّة المحليّة لمساندة أهالي الحوض المنجمي:  بــــــيـــــــان

بشير الحامدي: محاكمة قيادات انتفاضة الحوض المنجمي في تونس

   فادي جمال الدين: محاكمــــــة  عدنان الحاجـــي ورفـــاقه :«أم الفضائح»                                      

خولة الفرشيشي: إعلان :لن أصمت ولو كانت الأرض تحتي جهنّم

                                                     معز الجماعي: سيدي بوزيد : تعنيف شابة معطلة عن العمل

الاتحاد العام لطلبة تونس لماذا يقاطع الاتحاد العام لطلبة تونس المجالس العلمية لنواب الطلبة 2008/2009

  

الاتحاد العام لطلبة تونس ارفعوا أيديكم عن الاتحاد العام لطلبة تونس الشباب                                              

  زياد الهاني: حسيب بن عمّـار في ذمة اللّه: تونس تفقد أحد أبرز رجالها

                                                          محمود العروسي: مهرجان التّجريم والتّخوين في تونس                                                                

مسعود الرمضاني  :هل الحكومة وحدها مسؤولة عن أزمة  الرابطة؟

الحوار.نت: كلمة حرّة : في تونس جهنم تفتح أبوابها

أحمد النجار: لا لدورة جديدة من الاشتباك

شاكر  الحوكي : الخمار والدخان في تونس: بين استحقاقات التدين وضرورات الحداثة

صحيفة « الموقف »، لسان حال الحزب الديمقراطي التقدمي،  :  العدد 475 والعدد 476

عبد الجبار الرقيقي: لا للتمييز  بين المدارس النموذجية و المدارس العادية

ردود وتفاعلات على مقال حافظ الغريبي في الصباح الأسبوعي

حافظ الغريبي:نائب الشعب وشعب النائب

منصات: كراس فارغة في المنتدى العربي لحرية الصحافة

زياد الهاني: لن يُسمح بتكرار « انقلاب قربة » في نقابة الصحافيين التونسيين

محمد العروسي الهاني: رد السيد الطاهر بلخوجة في جريدة الموقف

النفطي حولة : خذها واطلع برا من حذاء      عربي دوسا بالأقدام                              


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:

 


 

 بدء محاكمة نائب قنصل تونسي سابق في فرنسا

 

ستراسبورغ (فرنسا)(ا ف ب) – بدأت صباح الاثنين 15 ديسمبر 2008 امام محكمة الجنايات الفرنسية محاكمة خالد بن سعيد نائب القنصل التونسي سابقا في ستراسبورغ (شرق فرنسا) في غياب المتهم.

ولم يستجب بن سعيد (46 عاما) لاي استدعاء من القضاء الفرنسي. وصدرت مذكرة توقيف دولية في حقه في شباط/فبراير 2002 لم تنفذ حتى الان.

وبموجب اجراءات المحاكمة الغيابية يتولى ثلاثة قضاة البت في القضية من دون مشاركة اي محلف في النقاشات امام محكمة الجنايات في منطقة با-ران (شرق(

ونائب القنصل التونسي في ستراسبورغ بين 2000 و2001 متهم في وقائع جرت في تشرين الاول/اكتوبر 1996 في مركز للشرطة في جندوبة في شمال غرب تونس.

والضحية المفترضة زليخة محجوبي وهي تونسية وام لخمسة اطفال وتبلغ حاليا من العمر 44 عاما قالت ان خالد بن سعيد الذي كان حينها يعمل مفوض شرطة كان على رأس مجموعة من الرجال الذين عذبوها وشتموها واهانوها لمدة 24 ساعة في مركز للشرطة بهدف انتزاع معلومات منها عن زوجها الذي يشتبه في ضلوعه في انشطة معادية للرئيس التونسي زين العابدين بن علي.

وقد تقدمت بشكوى ضده في ايار/مايو 2001 في فرنسا.

ويحاكم بن سعيد الذي يواجه في حال ادانته احتمال سجنه 20 عاما بموجب « الاختصاص العالمي » الذي يسمح للمحاكم الوطنية بملاحقة متهمين بارتكاب جرائم خطرة اينما كان مكان ارتكابها وبمعزل عن جنسية المنفذين او الضحايا.

 

)المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب بتاريخ 15 ديسمبر 2008)


 

 السلطات التونسية تعتقل إماما تونسيا بعد ترحيله من إيطاليا

 

تونس (رويترز) – قال محام يوم الاثنين ان السلطات التونسية اعتقلت إماما تونسيا بعد ترحيله من إيطاليا إثر قضاء فترة سجن لمدة سبع سنوات بتهمة الارهاب.

 

وقال المحامي سمير بن عمر لرويترز « أوقفت الشرطة التونسية مراد الطرابلسي وهو إمام مسجد بايطاليا فور تسلمه من ايطاليا يوم السبت الماضي. »

 

واعتقل الطرابلسي عام 2003 بايطاليا وقضى سبع سنوات في السجن بعد ان أُدين بتهمة الارهاب الدولي.

 

وقال بن عمر ان من المنتظر ان يمثل الطرابلسي قريبا أمام محكمة عسكرية بالعاصمة لمحاكمته بتهم تتعلق بالارهاب.

 

وكان القضاء العسكري حكم بالسجن غيابيا لمدة 20 عاما على الطرابلسي بتهمة « الانضمام الى منظمة ارهابية زمن السلم« .

 

ولاقى ترحيل الطرابلسي رفضا من قبل منظمات حقوق الانسان في أوروبا بحجة انه قد يتعرض لسوء المعاملة في تونس.

 

لكن الحكومة التونسية تقول باستمرار انها تضمن حسن معاملة كل أفرادها وان الادعاءات بوجود سوء المعاملة هدفه التضليل وبث صورة مغلوطة عن تونس.

 

)المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 15 ديسمبر 2008


 

 

منظمة العفو الدولية

بيان صحفي

12 ديسمبر/كانون الأول 2008

 

  تونس: محاكمة القادة النقابيين مسخرة قضائية

 

 

تدعو منظمة العفو الدولية السلطات التونسية إلى الإفراج فوراً وبلا قيد أو شرط عن جميع من اعتقلوا وحوكموا لممارستهم السلمية لحقهم في حرية التعبير والتجمع. وينبغي إعادة محاكمة الآخرين ضمن إجراءات نزيهة تفي بالواجبات الدولية لتونس.

 

وقد أصدرت المنظمة مناشدة إثر صدور أحكام بالسجن أمس بحق 38 قائد نقابي ومتظاهر لمشاركتهم في احتجاجات منطقة قفصة استناداً إلى إجراءات قضائية جائرة.

 

وتعليقاً على الأحكام، قالت حسيبة حاج صحراوي، نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، إن « الإدانة وما صدر من أحكام لم تكن سوى هدماً لمبدأ العدالة، ولا يجوز السماح لها بأن تمُر« .

 

فقد أصدرت محكمة في قفصة أحكاماً بالسجن وصل بعضها إلى 10 سنوات ضد 33 من الناشطين النقابيين والمحتجين، الذين اتهموا بتزعم الاضطرابات ضد البطالة وضد ارتفاع تكاليف المعيشة في النصف الأول من العام الحالي في إقليم قصفة، الغني بمناجم الفوسفات، في جنوب شرق تونس. وقد حوكم أربعة من هؤلاء غيابياً.

 

وتضمنت التهم الموجهة إليهم « تشكيل جماعة إجرامية بغرض تدمير الممتلكات العامة والخاصة »، و »التمرد المسلح والاعتداء على موظفين عامين أثناء قيامهم بواجباتهم ». وكان هؤلاء بين مئاتٍ من الأشخاص اعتقلوا إثر موجة الاحتجاجات.

 

وقالت حسيبة حاج صحراوي: « إن على السلطات التونسية أن توقف فوراً تجريم الاحتجاجات الاجتماعية. وعوضاً عن محاكمة المحتجين السلميين والنقابيين، ينبغي على السلطات التحقيق في مزاعم التعذيب التي أثيرت فيما مضى من قبل المتهمين« .

 

وتساور منظمة العفو الدولية بواعث قلق بشأن ما شاب المحاكمات من انتهاكات خطيرة لمعايير المحاكمة العادلة، بما في ذلك عدم تمكين محامي الدفاع من عرض قضية موكِّليهم؛ وعدم استجواب المتهمين في المحكمة؛ وعدم الاستجابة لطلب محامي الدفاع عرض موكليهم على الفحص الطبي لتتفحص آثار التعذيب؛ ورفض طلبهم كذلك دعوة شهود لاستجوابهم من طرف المحكمة.

 

وجاء حكم الإدانة أمس وسط تقارير عن وجود أمني كثيف. حيث تم نشر قوات الأمن على طول الطريق المؤدية إلى المحكمة، وكذلك على الطرق الرئيسية في مدينة قفصة. وورد أن قوات الأمن أقامت حواجز على الطرق المؤدية إلى المحكمة لمنع عدد من ناشطي حقوق الإنسان من الوصول إلى المحكمة.

 

واختتمت حسيبة حاج صحراوي بالقول: « إن المحاكمة تثير التساؤلات من جديد حول استقلال السلطة القضائية في تونس، وتبيِّن إصرار السلطات التونسية على قمع أية أصوات مستقلة ترتفع داخل البلاد« .

 

وقد حكمت المحكمة على القائد النقابي العمالي والناطق بلسان « حركة الاحتجاج الاجتماعي في قفصة »، عدنان حاجي، مع ستة آخرين، بالسجن 10 سنوات. بينما أصدرت بحق الآخرين أحكاماً بالسجن تراوحت بين سنتين وست سنوات، بما في ذلك ما لا يقل عن ثمانية أحكام صدرت مع وقف التنفيذ. وحُكم على الصحفي فاهم بو قدوس وعلى ناشط حقوق الإنسان الذي يعيش في فرنسا محيي الدين شربيب غيابياً بالسجن ست سنوات وسنتين، على التوالي. و قد تم تبرئة خمسة آخرين لم يتم إطلاق سراحهم بعد

 

وثيقة للتداول العام

 

 

لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بالمكتب الصحفي لمنظمة العفو الدولية في لندن، بالمملكة المتحدة، على الهاتف رقم +44 20 7413 5566، أو

 على البريد الإلكترونيpress@amnesty.org  :

 

الأمانة الدولية، منظمة العفو الدولية

1 Easton St., London WC1X ODWK, UK

www.amnesty.org  


 

الجمعية الدولية

لمساندة المساجين السياسيين

43 نهج الجزيرة تونس

e-mail: aispptunisie@yahoo.fr

تونس في 15 ديسمبر 2008

هل هي بداية مسلسل تنكيل جديد

:

 

 »

إبعاد  » الدكتور الصادق شورو..

إلى سجن الناظور

   ..!

 

بعد الحكم الجائر بسجن الدكتور الصادق شورو  مدة عام كامل على خلفية تصريحات أدلى بها لوسائل الإعلام  ، عمدت إدارة السجون إلى  نقله تعسفيا إلى سجن الناظور ببنزرت  رغم أن القضاء لا يزال متعهدا بقضيته  و أنه  موقوف على ذمة  المحكمة الإبتدائية بتونس  إلى حين النظر في استئناف الحكم الصادر بحقه .

 

و إذ تعتبر الجمعية هذا الإجراء التعسفي بمثابة  » الإبعاد  »  و يعد مؤشرا على توجه للتنكيل بالدكتور الصادق شورو بعد الحكم الجائر الصادر بسجنه بتهمة واهية و ملف أجوف  ، فإنها تذكر بأن  عديد المنظمات الحقوقية الوطنية و الدولية قد طالبت بإغلاق هذا المعتقل سيئ الذكر المخصص عادة للمحكومين بالسجن المؤبد و الأحكام الطويلة ،

 

كما تجدد الجمعية مطالبتها بالإفراج الفوري و غير المشروط عن الدكتور الصادق شورو و قف استهدافه قضائيا و أمنيا ..!

 

                                          عن الجمعيـــــة

                                             الرئيس

                                   الأستاذة سعيدة العكرمي


 

                                   أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين                                                 حــرية و إنـصاف                                        33 نهج المختار عطية 1001 تونس                                         الهاتف / الفاكس : 71.340.860                            البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com                       تونس في 17 ذو الحجة 1429 الموافق ل 15 ديسمبر 2008

أخبار الحريات في تونس

   

1) نقل الدكتور الصادق شورو من سجن المرناقية إلى سجن الناظور: حاولت الأستاذة إيمان الطريقي صبيحة هذا اليوم الاثنين 15/12/2008 زيارة الدكتور الصادق شورو المعتقل بسجن المرناقية للتباحث معه حول جدوى استئناف الحكم الذي أصدرته الدائرة الثامنة بالمحكمة الابتدائية بتونس القاضي بإدانته من أجل الاحتفاظ و سجنه من اجل ذلك مدة عام نافذ، لكنها فوجئت بعدم وجوده بالسجن المذكور و وقع إعلامها بانه تمت نقلته إلى سجن الناظور بولاية بنزرت ، و قد جرت العادة بأن يبقى السجين بسجن إيقافه حتى انتهاء أجل الاستئناف.   2) قيم عام يفتي في الدين: منع المدعو عمار بن سعيد القيم العام بالمعهد الثانوي 7 نوفمبر بمعتمدية كسرى من ولاية سليانة التلميذات المحجبات من دخول المعهد إلا بعد تعرية مقدمة الرأس ومنع التلامذة وخاصة المقيمين منهم من أداء الصلاة جماعة كما منعهم من الصلاة فرادى بعد انطفاء الأنوار.   3) ترحيل ايطاليا للسيد مراد الطرابلسي: قامت السلطات الايطالية يوم السبت 13/12/2008 بترحيل السيد مراد الطرابلسي إلى تونس بعد أن قضى  بأحد سجون ايطاليا خمس سنوات من حكم صادر ضده بالسجن مدة سبع سنوات من أجل تهم لها علاقة ب »الإرهاب »، و يواجه السيد مراد الطرابلسي في تونس حكما غيابيا بالسجن مدة عشرين سنة، علما بأنه كان يشغل خطة إمام مسجد كريمونا بايطاليا و هو متزوج و له ثلاثة أبناء.    عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري    

أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 17 ذو الحجة 1429 الموافق ل 15 ديسمبر 2008

معتمد جلمة يعتدي بالعنف على فتاة مريضة بالسرطان

 
  قام صبيحة اليوم الاثنين 15/12/2008 عبد الله بن ابراهيم معتمد مدينة جلمة من ولاية سيدي بوزيد بالاعتداء بالعنف على الآنسة جمعية الغزلاني ( 28 سنة ) التي حاولت الاعتصام داخل مقر المعتمدية للتعريف بمشاكلها و المطالبة بالتشغيل و العلاج المجاني حاملة لافتتين الأولى تحمل شعار : » الشغل حق دستوري  » و الثانية مكتوب عليها : » أرفض أن أكون ضحية التهميش و اللامبالاة  » فوقع صدها من طرف المعتمد المذكور الذي اعتدى عليها بالعنف متسببا لها في تمزيق ثيابها و إصابتها بأضرار بدنية استوجبت قضاء عدة أيام للراحة حسبما نصحها بذلك طبيبها،و قد هددها المعتمد بافتعال قضية ضدها. و جمعية الغزلاني متحصلة على شهادة الباكالوريا و شهادة في الإعلامية و هي مصابة بسرطان الغدد اللمفاوية و تتحمل وحدها مصاريف المعالجة بعدما تعذر على المستشفى الجهوي تحمل تكاليف علاجها، و قد سبق لها أن أرسلت أربع برقيات للوالي طالبة مقابلته لشرح وضعيتها الصحية و الاجتماعية التي تعانيها منذ ثماني سنوات ، و قد اضطر أفراد عائلتها إلى الاقتراض لتمكينها من تغطية نفقات العلاج الباهظة كما سبق لها أن سلمت أكثر من ملف طبي لمعتمد جلمة. و تجدر الإشارة إلى أن الآنسة جمعية الغزلاني تعتزم مواصلة الاعتصام أمام مقر المعتمدية حتى تحقيق مطالبها المشروعة في الشغل و العلاج المجاني.

و حرية و إنصاف

1) تدين بشدة اعتداء معتمد جلمة على الآنسة جمعية الغزلاني التي دافعت بطريقة مدنية و سلمية عن حقها في الشغل و العلاج المجاني و تدعو إلى محاسبته إداريا و قانونيا. 2) تعبر عن مساندتها للآنسة جمعية الغزلاني في مطالبها المشروعة و تضامنها معها و تدعو السلطة إلى تمكينها من حقها في الشغل و العلاج المجاني لوضع حد لمعاناتها.   عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  


 

تونس: السجن سنة للرئيس السابق لحركة النهضة

 

تونس – الحياة    

 

قضت محكمة تونسية مساء أول من أمس بسجن الرئيس السابق لحركة «النهضة» الإسلامية المحظورة الدكتور صادق شورو سنة واحدة بتهمة «المحافظة على تنظيم غير مرخص له»، على خلفية تصريح أدلى به لفضائية «الحوار» اللندنية بعد الإفراج عنه الشهر الماضي.  وكان شورو اعتُقل العام 1991 من ضمن قيادات «النهضة»، وهي الفرع التونسي لجماعة «الإخوان المسلمين». وقضت المحكمة العسكرية في العام التالي بسجنه مدى الحياة، ثم خُفض الحكم إلى ثلاثين سنة قبل إطلاقه في إطار سراح مشروط. وأخذت السلطات على شورو، وهو أستاذ فيزياء سابق في الجامعة التونسية، إقامة حفلة استقبال في بيته في ضاحية بن عروس بعد الإفراج عنه، إلا أن عناصر الأمن منعوا المدعوين من الوصول إلى المكان.

 

لكن التصريحات التي أكد فيها عزم الحركة على العودة إلى العمل وطلبه منحها الإجازة القانونية، شكلت عنصراً حاسماً في ملاحقته قضائياً. وأكدت السلطات في مناسبات عدة أن موضوع الترخيص لحزب ديني «طُوي نهائياً وبلا رجعة.

 

ودفع شورو ومحاموه بأن التصريحات التي أدلى بها تندرج في إطار حرية الرأي والتعبير. وأكد أنه لم يعقد اجتماعات سياسية، كون من زاروه أتوا للتهنئة بالإفراج عنه فقط. واعتبر مراقبون أن قرار سجن شورو «رسالة إلى جميع قيادات النهضة التي تم الإفراج عنها أخيراً، مفادها أن لا مجال للعودة إلى المسرح السياسي في أي شكل من الأشكال».

 

من جهة أخرى، أفادت «الجمعية الدولية لمساندة السجناء السياسيين» أن لجنة عسكرية في معتقل غوانتنامو الأميركي تعتزم النظر خلال أيام في ملف السجين التونسي هشام السليطي (42 عاماً) لتقرير ما إذا كان سيُحاكم أم سيُفرج عنه ويُرحل إلى بلده. وكان السليطي اعتقل العام 2002 على الحدود الأفغانية – الباكستانية ثم نُقل إلى غوانتنامو.

 

وصدرت بحقه أحكام غيابية عن المحكمة العسكرية في تونس يصل مجموعها إلى السجن 40 عاماً في قضية «حركة النهضة». وكان المعتقلان التونسيان السابقان في غوانتنامو عبدالله الحاجي ولطفي الأغا تم تسليمهما للأمن السياسي في بلدهما، فأعيدت محاكمتها وأدخلا السجن، ما حمل القضاء الأميركي على الامتناع من تسليم سجين آخر يُدعى محمد رحمان «لحمايته من التعذيب». وطلبت جمعية تونسية منح السليطي حرية اختيار وجهته في حال اتخاذ قرار بالإفراج عنه.

 

 

)المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 15 ديسمبر 2008(


 

إثر الحكم على شورو بالسجن بتهمة «استئناف نشاط» الحركة 

 تونس: دفاع الرئيس السابق للنهضة يستأنف الحكم عليه بالسجن

 

تونس: المنجي السعيداني

 

أعلن محامي الرئيس السابق لحركة النهضة المحظورة، الصادق شورو، أن موكله سيستأنف الحكم الذي صدر بحقه أول من أمس بالسجن. وكانت المحكمة الابتدائية بتونس قد حكمت على شورو، بالسجن النافذ لمدة سنة، إثر اتهامه «باستئناف النشاط وإعادة الاتصال بأنصاره والحديث باسم الحركة المحظورة» عقب الافراج المشروط عنه في بداية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بعد ان قضى في السجن 17 عاما.

 

وذكر سمير بن عمر محامي صادق شورو ان الدفاع طعن في قانونية ملاحقة شورو، مشيرا الى «الطابع السياسي» للمحاكمة واوضح ان المتهم «(لم يفعل شيئا) سوى التعبير عن ارائه». وقد استجوب شورو حول مضمون تصريحاته التي ادلى بها بعد الافراج المشروط عنه الى موقع انترتي ومحطة تلفزيونية. وذكر المحامي ان موكله نفى انه سعى الى اعادة تشكيل حركته ولكنه تمسك بحقه في التعبير عن «علاقاته مع السلطة» وعن الظروف السيئة لاعتقاله طيلة 17 عاما. واكد بن عمر انه سيستأنف الحكم الذي وصفه بانه «قاس».

 

ونتيجة للحكم القضائي، ينتظر أن تراجع السلطات التونسية قرارها بتمتيع شورو، سراحا شرطيا مدته 8 أشهر، على اعتبار ان الرجل كان مقرراً، قبل إطلاق سراحه الاخير، أن يغادر السجن يوم 12 أكتوبر (تشرين الأول) 2009. وكان شورو، 61 سنة، وهو جامعي قام بالتدريس في الكلية الحربية التونسية بين 21 معارضا اسلاميا اطلقت السلطات سراحهم في نوفمبر الماضي، وهم المجموعة الاخيرة من المعتقلين من اعضاء حركة النهضة. وفي تونس ثمانية احزاب معارضة معترف بها بينما تحظر الحكومة حركة النهضة الاسلامية المحظورة التي يعيش عدد من قادتها في المنفى بأوروبا.

  

(المصدر: صحيفة « الشرق الأوسط » (يومية – لندن) الصادرة يوم 15 ديسمبر 2008)

 


 

 تونس تسجن 5 شبان بتهم محاولة الالتحاق بالمقاومة العراقية

 

 

تونس (رويترز) – قال محام يوم الاثنين ان محكمة تونسية قضت بسجن خمسة شبان تونسيين لما بين خمس وثماني سنوات بتهمة محاولة الالتحاق بالمقاومة العراقية بعد ان رحلتهم السلطات السعودية.

 

وأبلغ المحامي سمير بن عمر رويترز ان قاضي المحكمة الابتدائية بتونس العاصمة محرز الهمامي أصدر أحكاما بالسجن لمدة ثمانية أعوام على الحبيب بن عُمر وأشرف السلطاني بينما حكم على ثلاثة متهمين آخرين بالسجن خمسة أعوام.

 

ووجهت للشبان الخمسة تهم « الانضمام الى تنظيم اتخذ من الارهاب وسيلة لتحقيق أغراضه واستعمال تراب الجمهورية لارتكاب جرائم إرهابية ضد بلد آخر وجمع أموال مع العلم ان الغرض منها تمويل اشخاص وتنظيمات ارهابية. »

 

وقال بن عمر لرويترز « هؤلاء الشبان ليس لهم أي علاقة بالمقاومة العراقية. لقد ذهبوا للحج وبقوا في السعودية بعد انقضاء تأشيرتهم قبل ان تعتقلهم السلطات السعودية دون أوراق لتعيدهم الى تونس دون ان توجه لهم تهما. »

 

وتحرص تونس الحليف الوثيق للولايات المتحدة في شمال افريقيا على وقف تدفق المقاتلين الى العراق للمساعدة في دعم الاستقرار الهش بالعراق.

 

ويقدر بن عمر عدد المعتقلين بتهم متعلقة بقانون مكافحة الارهاب المطبق في تونس منذ عام 2003 بما لايقل عن 1500 شخص.

 

وتبدي تونس التي عكر هدوءها العام الماضي تبادل نادر لاطلاق النار بين قوات الامن وإسلاميين سلفيين متطرفين اسفر عن مقتل 14 مسلحا صرامة واضحة إزاء التطرف الاسلامي.

 

(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 15 ديسمبر 2008)

 


 

 

الرابطــة التونسيــة للدفــاع عن حقــوق الإنســان Ligue Tunisienne pour la Défense des Droits de l’Homme تونس في 12 ديسمبر 2008  بيــــــــــــــان      
 
شهدت المحكمة الابتدائية بقفصة يوم الخميس 11 ديسمبر 2008 أحد أحلك أيام القضاء في تونس فقد حكم على المحالين على تلك المحكمة من قيادات الحركة الاحتجاجية بمنطقة الحوض المنجمي بأحكام جد قاسية تجاوزت العشر سنوات سجنا لكل من عدنان الحاجي والبشير العبيدي والطيب بن عثمان وطارق حليمي وعادل جيار وحسن  بن عبد الله وماهر الفجراوي دون ان يتلى على المتمهمين قرار الاتهام ودون ان يتم استنطاقهم ودون ان يتمكن اي محام من الدفاع عنهم. وقد بدات الجلسة بطلب لسان الدفاع تاخير القضية حتى يتمكن من اعداد وسائل الدفاع وسماع شهود البراءة الذين قدم الدفاع قائمة في اسمائهم وعرض المتهمين على الفحص الطبي للوقوف على ما تعرضوا له من تعذيب لدى باحث  البداية خاصة وان قاضي التحقيق عاين اثار ذلك التعذيب ودوّن معايناته بمحاضر استنطاقه للمتهمين، كما طلب الدفاع احضار المحجوز ومعاينة ما تتضمنه الاقراص المضغوطة التي اعتبر الاتهام محتوياتها دليلا على ثبوت التهمة في حق التتهمين ….وبدل الاستجابة لتلك الطلبات المشروعة او حتى الاجابة عنها سلبا او ايجابا ودون مفاوضة حينية رفع رئيس المحكمة الجلسة مما احدث صخبا داخل القاعة واحتجاجا من قبل التمهمين الذين انشدوا النشيد الوطني فقامت قوات الأمن، التي تواجدت بكثافة، بإخراجهم بالقوة من القاعة كما قامت باخلائها من عائلات المتهمين والملاحظين من النقابيين والنشطاء . وبعد انتظاردام من الساعة الحادية عشر والنصف صباحا الى الحادية عشر الا ربعا ليلا أحضر المتهمون من جديد الى قاعة المحكمة وسط حصار أمني كثيف فقد أحاط بهم أعوان فرق الطلائع من كل جانب ووقف صف متراص منهم أمام المتهمين معرضين عن هيئة المحكمة وحائلين دونها والمتهمين، فيما وقف صف متراص آخر وراء المتهمين عازلين إياهم عن المحامين  وسدت جميع المنافذ بأعداد غفيرة من الأعوان ، قبل ان يدخل رئيس المحكمة و في تشكيلة غير نظامية، إذ كان مصحوبا فقط باثنين من اعضاء الدائرة التي تتشكل وجوبا من الرئيس و أربعة مستشارين كما لم يحضر ممثل النيابة ولا كاتب الجلسة .وأمام الاحتجاج من قبل لسان الدفاع و المتهمين على تلك الخروقات الفاضحة لأبسط الإجراءات، بادر رئيس الائرة بالمغادرة بعد ان كان بدأ في تلاوة نص الحكم على مايبدو. ولم يعلم المحامون بالحكم إلا باتصال عميدهم بوكالة الجمهورية التي سلمته نسخة من محضر الجلسة ومنطوق الحكم. والهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان تعبر مرة أخرى عن تضامنها مع المتهمين وعائلتهم وتدين باقصى شدة الأحكام القاسية في ما لايمكن وصفه حتى ب  » محاكمة غير عادلة » فقد غابت كل عناصر المحاكمة، وحتى المحكمة فلم تكن مشكلة طبق القانون عند انتصابها للنطق بالحكم. و تطالب الهيئة المديرة بالافراج الفوري عن جملة المتهمين في انتظارالاستئناف وتنظيم محاكمة عادلة عندئذ تحفظ فيها كل حقوق المتهمين وتظهر فيها الحقيقة كاملة ليتبين ان المحالين لم يرتكبوا أيا من الجرائم المنسبوبة اليهم وان الذين قاموا بتعذيبهم لانتزاع اعترافات باطلة يستحقون المثول امام القضاء لمحاسبتهم على ما ارتكبوه من جرم. كما تطالب بعدم الرد بالعنف والايقافات على الاحتجاجات المشروعة لأهالي المحكوم عليهم الذين عبروا في اليومين الماضيين عن سخطهم على ما شهدته محاكمة ذويهم من خروقات                                         عن الهيئة المديرة                                            الرئيس                                         المختار الطريفي  


 

اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي

15- 12- 2008

إعـــــــــــــــــــــــــــــلام

 

أفرج اليوم عن مجموعة من الموقوفين وقع اعتقالهم اثر التحركات التي جدت في الرديف  احتجاجا على محاكمة  الخميس 11-12-2008.

 وسيمثل بحالة سراح أمام المحكمة يوم الجمعة القادم  19-12-2008 كل من:

عمر حليمي

ماهر ملكي

عبد السلام بن علي

مهند بوزيان

احمد بن احمد

إسماعيل المامي

إلى جانب بقية المجموعة الذين ظلوا رهن الإيقاف وهم:

عثمان بن عثمان، المحكوم في قضية » الوفاق » بسنتين سجنا مع تأجيل التنفيذ.

جهاد مالكي

نزار المالكي

نصرالدين بن احمد

محمد بن سليمان 

عبد الله الفجراوي، المحكوم كذلك في قضية « الوفاق » بسنتين سجنا مع تأجيل التنفيذ.

وقد وجهت لهم كلهم التهم التي كثيرا ما تواترت في قضايا الحوض ألمنجمي وهي:تعطيل حركة الجولان والإضرار بملك الغير وهضم جانب بالقول والاعتداء على موظف وإحداث هرج وتشويش بالطريق العام .

 أما الوحيد الذي حفظت في شأنه القضية هو موسى حليمي، شقيق هارون وطارق حليمي المسجونين في قضية ما سمي بالوفاق، و كذلك شقيق عمر حليمي الذي سيمثل أمام المحكمة بحالة سرح في نفس القضية.

اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي تطالب بإطلاق سراح كل الموقوفين في هذه القضية وفي كل القضايا الأخرى المتعلقة بالاحتجاجات بالمنطقة وإيقاف التتبع ضد كل المتهمين ومعالجة قضايا البطالة والتنمية والبيئة الملحة بعيدا عن الحلول الأمنية والقضائية.

 

 

عن اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي

             مسعود الرمضاني 


الوطنيون الديمقراطيون

قضية الحوض المنجمي:

 

أحكام وصلت لـ 10 سنوات سجنا في محاكمة صورية في ظروف

انتهكت فيها  حقوق المحالين والأهالي والمحامين  والنشطاء

وتسجيل إيقافات جديدة في صفوف مناضلي الرديف

 

 

أصدرت الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بقفصة  يوم الخميس 11  ديسمبر 2008 أحكاما قاسية جدا ضدّ 33 متهما في قضية الحوض المنجمي وصلت بعضها إلى حدّ 10 سنوات سجنا نافذة.

وتتنزّل هذه المحاكمة كحلقة جديدة في سلسلة المحاكمات التي تنظمها السلطة  في نسق تصاعدي وتصعيدي ضدّ مناضلي انتفاضة الحوض المنجمي بعد محاكمات  5 و6 نوفمبر 2008 لشباب برج العكارمة من معتمدية المظيلة  وشباب المتلوي  الذين حوكموا بأحكام تراوحت ببن 5 و9 سنوات..

 وجدير بالذكر أنّ المحاكمة انعقدت في ظروف خطيرة منافية للأعراف والقوانين إذ انتفت فيها أيّة شروط لمحاكمة عادلة بهضم الحقوق الأولية للمحالين و الدفاع الذي صدّ ت جميع طلباته التي تقدّم بها وبالانتهاك السافر لقاعة الجلسة .

كما أحيط بمدينة قفصة مناخ من الترهيب فانتشرت في أهمّ مفاصلها قوات ضخمة من البوليس أحكمت غلق كل الطرق المؤدية إلى المحكمة وتمّ الاعتداء على كل من حاول الوصول إليها ومنع عدد كبير من المواطنين والنشطاء الحقوقيين والنقابيين وغيرهم من الدخول أو حتى الإقتراب منالمحكمة التي عسكرت بالكامل قاعتها ومحيطها.

وقد امتنعت هيئة المحكمة عن تلبية طلبات الدفاع فرفضت الإستماع إلى أي مرافعة لأعضاء هيئة الدفاع كما رفضت إحضار الشهود وعرض الموقوفين على الفحص الطبي وعدم تقديم  » المحجوز » للإطلاع عليه… ولم يجر استنطاق المحالين بل عمد البوليس إلى الإعتداء على الموقوفين وإخراجهم بوحشية من القاعة إلى زنزانة الإيقاف بالمحكمة إضافة للإعتداء على المحامين وأقارب المحالين

وفضحت هذه المحاكمة مرّة أخرى الوجه الديكتاتوري لنظام الخيانة والعمالة الوطنية التي ارتجفت أيادي جلاديه في ضربها لاستقلالية القضاء وفي انتهاكها الحقوق الأولية للمواطنة وتصفية جميع أركان المحاكمة العادلة أمام صمود مناضلي انتفاضة الحوض المنجمي والإلتفاف الواسع حولهم والتعاطف الكبير الذي حضيت به حركتهم.

وقد رفع مناضلو الكرامة بشموخ واعتزاز كبيرين النشيد الوطني تعبيرا منهم عن رفضهم لتلك المهزلة وسط مساندة جمهرة مناضلي المحاماة الحرة والزغاريد التي دوّت عاليا من حناجر الأمهات والزوجات والأخوات … ما نجم عنه توقف المحاكمة على الساعة 11 و30 دق صباحا ولم تستأنف الجلسة إلاّ على  الساعة 11.00 ليلا لتصدر خلسة في الظلام الحالك وفي العتمة ضدّ ثلّة من خيرة أبناء شعبنا في تحدّ صارخ وبوقاحة جملة من الأحكام الثقيلة وصلت لـ 10 سنوات سجنا نافذة.

وقد قابلت جماهير الرديف المحاصرة تلك الأحكام بمظاهرات شعبية حاشدة اندلعت مساء يوم الجمعة 12 ديسمبر 2008 مندّدة بسياسة النظام القمعية ومطالبة بإطلاق سراح كافة المساجين. وبتدخل قوات البوليس العنيف واعتداءاتها على المتظاهرين تحوّلت تلك المظاهرات إلى مواجهات كبيرة لتعمد قوات القمع إثرها إلى مداهمة البيوت والاعتداء على حرمتها والقيام بعديد الإيقافات التي سجلت في صفوف عديد المناضلين وشملت جلّ من تم إطلاق سراحهم بعد أن سلطت عليهم أحكام بخمسة وعشرين شهرا سجنا مع تأجيل التنفيذ  …

هذه صفحات سوداء جديدة في سجلّ النظام العميل والديكتاتورية تقابلها الصفحات المضيئة التي تكتب في سجلّ تاريخ شعبنا بدماء الشهداء وجوع الفقراء والمسحوقين وعرق الكادحين معبّدة طريق الحرية والكرامة والإنعتاق.

إن الوطنيين الديمقراطيين إذ يندّدون بشدة بالسلطة التي توخت أساليب القمع للتعاطي مع هذه القضية ككلّ الملفات, فإنهم :

•       يجدّدون وقوفهم المبدئي واللامشروط إلى جانب أهالينا في الحوض المنجمي وكافة الموقوفين والمحالين في محنتهم,

يدعون كافة جماهير شعبنا والشغالين وكلّ القوى الوطنية والتقدّميّة :

•        للتجنّد والانحياز الكامل إلى جانب الجماهير المناضلة وطلائعها في الحوض المنجمي والعمل على تطوير أشكال التضامن وللتصدي لهذه الهجمة الشرسة,

•       لمواصلة النضال من أجل إطلاق سراح جميع الموقوفين وحفظ كلّ القضايا وإرجاع كافة المفصولين إلى سالف عملهم,

•       لفرض حقوق  التنظم والتعبير وحق التجمهر والتظاهر والإعتصام والحق النقابي والنضال ضدّ انتهاك الحريات و مصادرة الرأي

•       للتصدي لكل السياسات المملاة من الدوائر الإمبريالية والعمل دون كلل على فضح السياسة القمعية السوداء للنظام اللاوطني واللاديمقراطي ولاختياراته اللاشعبية التي لا تزيد إلا الفقراء فقرا والجياع جوعا لتتفرد عصابات هذا النظام وأسيادهم  بثروات شعبنا  .

 

النصر لأبناء شعبنا والمجد لشهداء انتفاضة الحوض المنجمي

السحق لعدو الجماهير والخزي والعار للجلادين

لا لكسر إرادة الحياة لجماهير شعبنا

الحرية كلّ الحرية لسجناء انتفاضة الحوض المنجمي سجناء الكرامة

لنكن معا في التصدّي للمحاكمات الصورية حتى ترتدّ على منظميها

لنواصل التعبئة من أجل إطلاق سراح كافة موقوفي ومساجين الحوض المنجمي                                                                                                                                                                                     

الوطنيون الديمقراطيون


 

اللّجنة النقابيّة المحليّة لمساندة أهالي الحوض المنجمي
نفطة في 13/12/2008   بــــــيـــــــان  
في ساعة متأخّرة من ليلة الخميس 11/12/2008 أصدرت المحكمة الابتدائية بقفصة أحكاما قاسية في حقّ 38 موقوفا من موقوفي الحركة الاحتجاجية بالحوض المنجمي وصلت أقصاها إلى 10 سنوات سجنا , وقد شاب هذه المحاكمة منذ انطلاقتها العديد من التجاوزات و الإخلالات الشكليّة بما يكرّس إحكام القبضة الحديدية للسلطة لمنع كلّ مظاهر الاحتجاج السلمي على تردّي الأوضاع الاجتماعيّة و اختلال التوازن الجهوي فكانت تلك الأحكام التي صدرت رغم الطعون و الالتماسات المشروعة و القانونية لهيئة الدفاع التي ضمّت عدد وافر من المحامين الأكفّاء الذين يستحقون التحيّة على ما بذلوه من جهود و ما تكبّدوه من متاعب . و إذ تأكّد لها الطابع الزجري للأحكام بعيدا عن الرغبة الحقيقية في معالجة هذه القضيّة الاجتماعيّة بطريقة موضوعيّة تحاسب المسؤولين الحقيقيين عن الأزمة فإن ّ اللجنة النقابيّة المحليّة لمساندة أهالي الحوض المنجمي بنفطة تعبّر عن : 1/ استياءها من مجريات المحاكمة و افتقارها إلى أدنى شروط العدالة في حرمان المتهمين من إحضار شهود النفي و الاستماع إلى دفوعات المحامين و أخذ طعونات الدفاع الشكليّة بعين الاعتبار . 2/ تضامنها المطلق مع السجناء و أهاليهم و تجديدها الدعوة لكل مكونات المجتمع المدني من أحزاب و نقابات و منظمات حقوقيّة لتكثيف أشكال التضامن و الضغط من أجل إطلاق سراح جميع السجناء و مراجعة التمشي الأمني في التعاطي مع الاستحقاقات الاجتماعيّة. 3/ دعوة الاتحاد العام التونسي للشغل ممثلا في قيادته إلى بذل أقصى الجهود لإطلاق سراح السجناء و الوقوف إلى جانب الأهالي في محنتهم و اعتبار هذه القضيّة قضيّة الشغّالين الأولى حتّى تحقيق الانفراج القريب فيها. عن اللجنة المنسّق  علي الحبيب  


 

                                                 تونس 15 ديسمبر 2008 

محاكمة قيادات انتفاضة الحوض المنجمي في تونس                                       محاكمة غير عادلة وأحكام جاهزة للترهيب

 

 
بشير الحامدي يوم 11 ديسمبر 2008 أصدرت الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بقفصة بالجنوب الغربي التونسي أين تقع منطقة الحوض المنجمي للفسقاط والتي تشهد منذ جانفي الفارط انتفاضة شعبية وتحركات واحتجاجات شارك فيها كل مواطني تلك البلدات    [ الرديف ـ المتلوي ـ أم العرائس ـ المظيلة ] تطالب بالحق في الشغل وفي نصيب من الثروة الوطنية  أحكاما قاسية [ بين 10 سنوات وعامين سجنا ] في حق 38 مواطنا وقع إيقافهم و الزج بهم في السجن منذ أشهر على خلفية هذه الأحداث [أنظر الأحكام في آخر المقال]. المحاكمة بإجماع عديد المتابعين لم تتوفر فيها أدنى شروط المحاكمة العادلة فقد هضمت فيها حقوق المتهمين وكذلك حقوق الدفاع برفض هيئة المحكمة استنطاق المتهمين ورفض مطالب الدفاع الذي طالب بضرورة الاستماع إلى الشهود واستكمال الأبحاث وعرض المتهمين على الفحص الطبي والنظر في حالات انتزاع الاعترافات بوسائل الضغط والتعذيب. عديد الملاحظين أشاروا كذلك إلى مناخ القمع والترهيب الذي خيم على المحاكمة وعلى مدينة قفصة ككل يوم المحاكمة حيث انتشرت فيها قوات ضخمة من البوليس حاصرت كل الأنهج والممرات المؤدية لمقر المحكمة ومنعت عددا كبيرا من المواطنين و أقارب المتهمين وبعض النقابيين ونشطاء حقوق الإنسان من حضور المحاكمة. محاكمة الـ 38 من قيادات انتفاضة الحوض المنجمي والذين نجد من بينهم عديد العناصر النقابية المنتمية للإتحاد العام التونسي للشغل هي ليست المحاكمة الأولى التي تنظمها السلطة ضد مناضلي انتفاضة الحوض المنجمي لقد سبقتها محاكمة  أولى يومي 5 و6 نوفمبر 2008 لمواطنين من برج العكارمة من معتمدية المظيلة  ومواطنين من بلدة المتلوي وقد سلطت عليهم هم أيضا أحكام قاسية تراوحت بين 5 و9 سنوات. الأحكام الترهيبية التي صدرت في حق مواطني انتفاضة المناجم سواء في محاكمة نوفمبر أو محاكمة ديسمبر ما هي في الحقيقة إلا تتويج للنهج القمعي الذي سلكته السلطة في معالجة ملف الانتفاضة التي انطلقت في هذه البلدات منذ جانفي الماضي. وللتذكير فإن هذه الانتفاضة انطلقت في بادئ الأمر في شكل احتجاج قام بعض شباب منطقة الرديّف المعطلين عن العمل على المحسوبية وعدم الشفافية في عملية انتداب قامت به شركة فسفاط قفصة الشركة المستثمرة لمناجم الفسفاط وأمام لامبالاة السلطة وعدم الاستجابة لمطالب هؤلاء المعطلين تطورت هذه التحركات وتحولت إلى حركة احتجاج محلية ضد سياسات الدولة ورأس المال  وشاركت فيها شرائح عديدة من مواطني الحوض المنجمي المفقرين و شملت كل البلدات المنجمية [ المظيلة ـ أم العرائس ـ الرديف المتلوي] تحت شعار من أجل الحق في الشغل ومن أجل حياة كريمة. وعوض الاستماع إلى مطالب هؤلاء المواطنين وطرح ملف التشغيل وملف التنمية الجهوية ونصيب تلك الجهة من خيرات البلاد وتلبية مطالب الأهالي رفضت السلطة ذلك وخيرت الحل القمعي والترهيب فعزلت المنطقة وحاصرتها بأعداد غفيرة من قوات البوليس والجيش وبدأت في تصعيد المواجهة مع المواطنين المنتفضين شيئا فشيئا إلى أن بلغ هذا التصعيد والقمع والترهيب ذروته في أواخر شهر جوان الماضي حيث داهمت قوات البوليس والجيش البيوت ونكلت بالمواطنين مستعملة كل وسائل القمع بما فيها إطلاق الرصاص الحي متسببة في حصول قتيل وعشرات والجرحى وأتبعت ذلك بحملة اعتقالات لرموز هذه الانتفاضة وقياداتها وللعديد من المواطنين الذين أرادت التنكيل بهم ومعاقبتهم. الأحكام القاسية والتي تصل مجمّعة إلى أكثر من 140 سنة سجنا بالنسبة لمجموعة الـ 38 من مناضلي انتفاضة الحوض المنجمي والتي أصدرتها محكمة قفصة يوم 11 ديسمبر 2008 يقول المتابعون للشأن السياسي والحقوقي في تونس أنها مسعى [ترهيبي] اتخذته السلطة لقطع الطريق أمام أي محاولة أخرى للانتفاض سواء في منطقة الحوض المنجمي نفسها أو في مناطق أخرى من البلاد لا تختلف أوضاع الجماهير الشعبية فيها عن الأوضاع السائدة في منطقة الحوض المنجمي من حيث التفقير والاستغلال والتهميش وارتفاع نسب البطالة وانخفاض مستوى الدخل الفردي وانسداد الآفاق ويضيف هؤلاء كذلك إنه ما كان بإمكان السلطة أن تنهج خيار الحسم باستعمال القمع لو تحملت عديد القوى وخصوصا النقابيين في الإتحاد العام التونسي مسؤولياتهم في مساندة الانتفاضة المساندة الفعالة التي تتجاوز مجرد إصدار المواقف والبيانات. بشير الحامدي ـــــــــــــــــــــــــــــــ   الأحكام الصادرة على مناضلي انتفاضة الحوض المنجمي 10  سنوات وشهر واحد عدنان الحاجي ـ البشير عبيدي  ـ الطيب بن عثمان ـ طارق حليمي ـ  عادل جيار      حسن بن عبد الله ـ ماهر فجراوي   6 سنوات وشهر واحد فيصل بن عمرـ  سامي بن أحمد  ـ هارون الحليمي ـ غانم شريطي ـ مظفر العبيدي    رضا عز الدين ـ عبد السلام الهلالي ـ عبيد خلايفي ـ رشيد عبداوي ـ الفاهم بوكدوس 4 سنوات وشهر بوبكر بن بوبكر ـ   حفناوي بن عثمان ـ محمود الردّادي  ـ الهادي بوصلاحي  سنتان غيابيا مع النفاذ العاجل محي الدين شربيب :                 سنتان مع تأجيل التنفيذ معاذ أحمدي ـ عبد الله فجراوي ـ محمد البلدي ـ رضوان بوزيّان ـ عثمان بن عثمان محمود هلالي ـ محسن عميدي ـ مكرم ماجدي ـ رضا عميدي ـ عصام فجراوي ـ ثامر المغزاوي                    عدم سماع الدعوى بوجمعة شريطي ـ حبيب خذيري ـ لزهربن عبد الملك ـ علي الجديدي  ـ إسماعيل الجوهري المصدر: منتدى  » الديمقراطية النقابية و السياسية » الرابط:  http://fr.groups. yahoo.com/ group/democratie _s_p  

محاولة طمس الحقيقة بسجن شوروالجزء الثاني:

 

الجزء الثاني:   
 
عبدالحميد العدّاسي كنّا توقّفنا في الحلقة الماضية عند بدء الدكتور الشيخ الصادق الحديث عن المحاكمة لمّا قاطعه النّظام بصلفه المعهود… وإذ نعود اليوم لمواصلة ذات الحديث الذي دار بين الشيخ وصحافي قناة الحوار الأستاذ جمال أحمد، فإنّنا لن نسمح للنّظام بالتدخّل والمشاركة، فقد برهن عن عدم تحضّره وعدم كفاءته وعدم إيمانه بالحوار، فلا نكرهه بعد ذلك على ركوب منازل قصّرت به قامته وهمّته دون بلوغها… فقد توقّفنا لمّا قال الشيخ شورو : … وفي المحاكمة قضت عليّ المحكمة العسكرية بالسجن بتهمة محاولة قلب نظام الحكم بالقوّة مع أنّه لم تقدّم لإثبات هذه التهمة أيّ دلائل مادّية… وها هو اليوم يواصل فيقول:    – الصادق شورو: … وبعد المحاكمة أُبعدت عن مقرّ سكنى أهلي بالعاصمة إلى سجون كثيرة من أقصى شمال البلاد بالنّاظور إلى أقصى جنوبها بقفصة مرورا بالقصرين والهوارب وقرمبالية… كنت في عزلة انفرادية في كلّ تلك السجون مدّة ثلاث عشرة سنة! لقد عوملت مثل إخواني معاملة مساجين من الدّرجة الثانية مقارنة بمساجين الحقّ العامّ بسبب انتمائنا لحركة النهضة، إذ حُرِمنا حتّى من الحقوق التي كان يتمتّع بها مساجين الحقّ العام.   – جمال: (مستوضحا): يعني، ماذا تقصد بالدرجة الثانية؟! – الصادق: يعني، حُرمنا حتّى من الحقوق التي كان يتمتّع بها مساجينُ الحقّ العام؛ فكنّا أقلّ من درجة المساجين العاديين!… وكان من أشدّ المعاملات قسوة عليّ أنّي ضُربت وعوقبت بالسجن المضيّق لأنّني صلّيت إمَامًا بجمعٍ من المساجين بعضهم من الحقّ العام في زنزانة من جناح العزلة بسجن 9 أفريل بالعاصمة وذلك في صائفة 1993، ومُنعتْ عنّي الكتب والجرائد والكرّاسات وأدوات الكتابة والمجلاّت وحتّى اللّباس التقليدي التونسي؛ ولقد كنت أتألّم لِمَا كان يُعاني منه إخواني من شدّة وأذى، فمنهم مَن مات تحت التعذيب في الإيقاف ومنهم من مات في السجن بسبب الإهمال الصحّي ومنهم من كان يتعرّض للضرب والتعنيف والشتم والإهانة من طرف أعوان السجون… لقد أوذوا وزلزلوا زلزالا شديدا. ولقد كان الأذى والشدّة التي لحقت أهالينا أشدّ وأنكى؛ فلقد اشترطت إدارة السجون على زوجاتنا في بعض الزيارات نزع الخمار لكي يسنح لهنّ بزيارتنا فكنّ بين خيارين أحلاهما مرّ، فأبَينَ الزيارة إلاّ بالخمار… ولو أردتّ سرد كلّ البلاء الذي أصابنا وعائلاتنا لحبّرت المئاتِ من الصفحات، ولكن أترك ذلك للتّاريخ وإنّ التاريخ لا يرحم…   – جمال: دكتور، تحدّثتْ التقارير كما ذكرت أنت في كلامك عن فترة السجن الطويلة، وأنّك حُرمت من حقّ التداوي وحقّ قراءة المصحف والكتب وحرمت حتّى من حقّ الكتابة!… ما هو الجرح النفسي قبل الجرح الجسدي الذي نتج عن هذه المعاملة الصعبة في فترة السجن؟! – الصادق: في الحقيقة كنت أواجه كلّ هذه الشدّة وهذه المصاعب بالتوجّه إلى الله عزّ وجلّ وبترتيل القرآن والذكر والقيام… فكلّ هذا يسّر لي مقاومة هذه المعاملة الشديدة، والحمد لله…   – جمال: نعم، دكتور أنت دخلت في 12 نوفمبر 2007 في إضراب مفتوح عن الطّعام، وذلك للمطالبة برفع المضايقات التي تعرّضت لها في حينها في سجن العزلة ولكي يُمكّن أفراد أسرتك من زيارتك وأيضا كان ذلك احتجاجا على حرمان أقاربك وأحدهم شقيقك عبّاس شورو من التدريس في الجامعة! هل مازالت هناك آثار لتلك المعاملة وهل يمكن اعتبار الإفراج عنك نتيجة لمسلسل الأضرابات التي قمت بها؟؟! – الصادق: في الحقيقة، الإضرابات ورفض المعاملات القاسية التي كنّا نُعامل بها كان لها أثر – حسب رأيي – في قرار خروجنا من السجن، ولكن رغم ذلك فبعض الآثار مازالت باقية؛ من ذلك أنّ زوجتي وابني لم يُمَكّنا من جواز سفرهما، كما أنّ أخي لم يُمَكّن من التدريس ولم يعوَّض له عن السنوات التي لم يُسمح له فيها بالتدريس في الجامعة… فهذه قضايا لازالت قائمة…   – جمال: دكتور، قد تمّ الآن الإفراج عنك وعن جميع معتقلي الحركة، هل يمكن أن تعتبر هذا انفراجا سياسيا وبداية مرحلة جديدة، خاصّة وأنّ الدكتور (قلت لعلّها زلة لسان) زين العابدين بن علي أكّد بأنّ تونس ليست دولة بوليسية؟! – الصادق: في الحقيقة قبل ذلك ولو سمحت، فإنّي أريد اغتنام هذه الفرصة لأهنّئ بحرارة إخواننا المسرّحين وعائلاتهم وأحمد الله لهم أن جمع شملهم بعد فراق طويل. وأهنّئ بحرارة كذلك أبناء حركة النهضة بعودة إخوانهم إليهم وأهنّئ كلّ مَن سعى وبذل الجهد من أجل إطلاق سراحنا وسراح كلّ سجين سياسي أو « مدني » (قلت: اشتبهت عليّ)؛ وإنّه مَن لم يشكر النّاس لم يشكر الله ومن لم يشكر الله فقد كفر بنعمته، ولذلك فإنّي أشكر الله تعالى أوّلا على نعمة الخروج من السجن ثمّ أشكر كلّ المنظّمات والشخصيات السياسية والحقوقية والإعلاميّة والمحامين والمثقّفين العاملين على إعلاء كلمة الحقّ المبين… وإنّي لأشكر كلّ أبناء حركة النهضة على ثباتهم وصمودهم وإقدامهم وجرأتهم، فلقد زلزلوا هم وعائلاتهم زلزالا شديدا فما وهنوا وما ضعفوا لما أصابهم من شدّة! وإنّي أشكر أيضا لإخوتنا في المهجر سعيهم وجهدهم لإطلاق سراحنا والتخفيف من وطأة السجن علينا، وأسأل الله أن يعيدهم إلينا سالمين غانمين مأجورين بإذن الله تعالى. وإنّي لأشكر شكرا خاصّا عائلات المساجين وأقاربهم والنّساء منهم خاصّة، فلقد نِلن أشدّ العذاب في المعتقلات وانتهكت حرماتهنّ وتحمّلنَ مشقّة السفر لزيارة المساجين وتعِبْنَ تعبا شديدا في تربية الأبناء والقيام بشؤونهم داخل المنزل وخارجه… ولقد كنّ مثلا للرّجال أنفسهم في الصبر والثبات والإيمان واليقين، وتحمّل الأذى والتعب والمرابطة. فهذه تحيّة شكر وتقدير لكنّ جميعا وهنيئا لكنّ بما صبرتم وبشرى لكنّ جنّة عرضها السماوات والأرض أعدّت للصابرات…   قلت: لاحظت غياب العسكريين والنوفمبريين والمغيّرين عن شكر الشيخ، ربّما لعدم تجرّئهم على فعل الخير، فقد ذكرهم كثيرا في غير هذه المواطن، ولكلّ مقام مقال، ولكلّ بضاعة مستهلكوها، « وأن ليس للإنسان إلاّ ما سعى وأنّ سعيَه سوف يُرى ثمّ يُجزاه الجزاء الأوفى »… يتبع بإذن الله تعالى…                   


فادي جمال الدين: محاكمــــــة  عدنان الحاجـــي ورفـــاقه «أم الفضائح»

 

«الثبات…… الثبات ضـد حكم المافيـات»…هكذا أنشد عدنان الحاجي وردد معه رفاقه الموقوفون… كما أنشد معهم الأهالي الحاضرون بالجلسة ورافقت هذه الأنشودة زغاريد الصبايا والنسوة….. انه مشهد رائع يجسمه فئة من رجال ونساء وشباب هذه البلاد بكل تحد… وفي المحكمة بالذات عنوان الظلم وهتك القوانين وتنفيذ التعليمات . لقد امتدت السواعد في سماء قاعة الجلسة, ثابتة , صلبة,  رغم الجوع والبرد… ملوحة باشارات النصر , متحدية لمئات أعوان الأمن المنتشرين في كل شبر من قاعة الجلسة وخارجها …. انها حركة الاحتجاج التي انطلقت في الرديف وكامل الحوض المنجمي وهي الآن متواصلة داخل المحكمة غير عابئة  بما أعدوا لها من وسائل القهر والقمع والقتل. انطلقت المحاكمة في حدود الساعة العاشرة صباحا  وشرع رئيس الجلسة في قبول الاعلامات الجديدة للمحامين الذي  كان عددها قرابة الخمسين… مما جعل العدد الجملي للمحامين المتطوعين للدفاع 150 محاميا قدموا من كافة أنحاء البلاد رغم قساوة الطقس والمراقبة الأمنية اللصيقة لهم في كافة الطرق المؤدية الى مدينة قفصة . حاول رئيس الجلسة أن يشرع في المحاكمة وذلك بقراءة قرار دائرة الاتهام ثم استنطاق المتهمين الا ان المحامين تصدوا له لسببين اثنين يتمثل السبب الأول أن عددا من المحامين قدموا اعلامات بالنيابة جديدة وطلبوا تأخير القضية للأطلاع والدفاع ويتمثل السبب الثاني في وجود مسائل أولية لا بد من حسمها قبل الشروع في المحاكمة لذلك تقدم عدد من المحامين الى هيئة المحكمة بمطالب أولية متعلقة خاصة باحضار المحجوز بالجلسة وسماع شهود البراءة وعرض المتهمين على الفحص الطبي…. وكان هذا الطلب الأخير أكثر المطالب احراجا لهيئة  المحكمة المنتصبة ولأسيادهم  وراء الستار في محلات وزارة العدل ووزارة الداخلية.  فان المطلع على مظروفات الملف سيشاهد بعينه تونس الحقيقية  دون مكياج… ويكتشف مدى بشاعة السلطة واستهتارها وعدم تقييدها بأي ضابط قانوني أو سياسي أو أخلاقي… واني سأسرد بعض العينات … لكم ..وللتاريخ… وحتى يكون  الجميع داخل البلاد وخارجها على علم بما يحصل لنا في دولة العهد السعيد وسنعتمد في ذلك أعمال قاضي التحقيق التي يمكن الرجوع اليها… اليوم… أو غدا… حينما يقاضي الضحية جلاده *-المتهم : هارون حليمي:  أكد  تعرضه الى التعذيب من طرف أعوان الأمن  الذين مارسوا ضده – لإذلاله – بحضور شقيقه طارق أعمالا  لا أخلاقية ولاحظ قاضي التحقيق آثار التعذيب مؤكدا أنه  « عاين نفخا بكفيه وانتفاخ ساقيه وخده الايسر» *-المتهم : كمال علبوشي: تعرض إلى التعذيب داخل مركز الأمن الوطني بالرديف ثم وقع نقله الى منطقة الشرطة بقفصة أين تم مواصلة تعذيبه ولاحظ قاضي التحقيق آثار ذلك ( عاينا انتفاخا بقدمه اليسرى وآثار جرح على مستوى الساق  اليسرى والركبة اليسرى  وزرقة على مستوى الفخذ وزرقة على مستوى ذراعه الأيسر) *- المتهم : علي الجديدي: أكد تعرضه الى اعتداء جنسي من طرف أحد أعوان الشرطة داخل منطقة الشرطة بقفصة  ثم خضع إلى شتى أنواع التعذيب  وقد عاين قاضي التحقيق  ذلك ( عاينا خلخة بأحد أسنانه الأمامية كما عاينا أثرا بذراعه الأيسر وكسر على مستوى أحد ضلوعه) *- المتهم بوبكر بن بوبكر : تولى تعذيبه عون الأمن بلقاسم الرابحي ودلس عونا الأمن الحسين نصيب وعبد الكريم سعايدية محضر سماعه وتتكرر هذه الصورة البشعة والشهادات المخجلة طيلة أوراق الملف الذي يبلغ 500 صفحة  وعلى لسان أغلبية المتهمين تم رفعت الجلسة من طرف المحكمة في حدود الساعة الحادية عشر والنصف صباحا للتفاوض في خصوص مطلب المحامين في التأخير للإطلاع والدفاع والجواب عن بقية المطالب المتعلقة بالمحجوز وبسماع الشهود وبالعرض على الفحص الطبي… وفي هذه اللحظة وعندما همت هيئة المحكمة بمغادرة القاعة وقف النقابي عدنان الحاجي وسط الجموع رافعا رأسه ملوحا بيده اليسرى معلنا عن النشيد الجديد الذي يلحض الأسلوب والهدف للمرحلة القادمة من الصراع الاجتماعي والسياسي في بلادنا  « الثبات….الثبات ضد حكم المافيات» تتوالى الساعات والمحامون والنقابيون والأهالي وعديد الوجوه اليسارية ينتظرون خروج هيئة المحكمة لإعلان موعد الجلسة القادم والجواب عن بقية المطالب… تتوالى الساعات… والناس ينتظرون  وقد بدا على وجوههم أثر الجوع والتعب وقساوة الطقس …  خرج النهار… ودخل الليل والجميع على نفس الحالة… لاحت بعض المؤشرات: تم جلب مزيد من أعوان الأمن المدججين بأسلحتهم لضرب طوق أشد على المحكمة…وقع الترفيع في عدد أعوان الأمن بجميع أصنافهم داخل المحكمة … فعددهم يتجاوز عدد بقية الحاضرين من غيرهم…. بلغ الى مسامع المحامين بواسطة هواتفهم الجوالة أنه تم محاصرة مدينة رديف ووضعها تحت الطوارئ ومنع كل حركة أو جولان داخلها…كل ذلك في حدود الساعة العاشرة والنصف ليلا…..كل هذه المؤشرات بدأت تفيد ان هيئة المحكمة ستصدر أحكاما ولن تستجيب لمطالب المحامين  في حدود الساعة الحادية عشر والنصف ليلا تم جلب عدنان الحاجي وبقية رفاقه الى المحكمة وادخالهم الى قاعة الجلسة في اجراءات أمنية غير مسبوقة… اذ تم وضع حاجز من أعوان الأمن  يفصل بين المتهمين وهيئة المحكمة وحاجز مماثل يفصل بين المتهمين كذلك والمحامين………. فصرخ احد المحامين منددا: هذه ليست محكمة هذه ثكنة وأضاف محام آخر مستغربا : كيف يمكن لقاض ان يقبل بهذا الوضع؟ دخل رئيس  الدائرة رفقة قاضيين فقط دون ان تكون تركيبة الهيئة  تامة اذ غاب عضوان آخران وممثل النيابة العمومية وكاتب الجلسة… وهو أمر حسب رجال الاختصاص مخالف للقانون الذي يقتضي  أن تكون الهيئة القضائية كاملة عند التصريح بالحكم في جلسة علنية… كان رئيس الدائرة في حالة يرثى لها,  مرتبكا , خائفا,  رغم انه في حماية مئات من أعوان الأمن ولم يقدر على رفع رأسه أو ينظر في وجوه المحامين أو في وجوه  ضحاياه الذي نطق في شأنهم بحكم سالب للحرية لسنوات عديدة تم املاؤه عليه.  ان هذه المحاكمة أثبتت الحقائق التالية: أولا:  ان المائة والخمسين  محاميا المتطوعين للدفاع عن عدنان الحاجي ورفاقه أكدوا بصفة قاطعة ان المحامين ثابتون في تبني قضايا شعبهم في الحرية والعدالة الاجتماعية واستعدادهم الدائم للوقوف ضد الظلم والقهر  وتلفيق القضايا وانتهاك القوانين… ويستحقون بالتالي تحية إجلال وتقدير من طرف بقية الفئات والمهن ثانيــا : تحول القضاء إلى مؤسسة أمنية تابعة لأجهزة الأمن وجاهزة دائما لتنفيذ تعليمات المافيا… وهي تشارك كل يوم في كافة الجرائم الواقعة على الشعب التونسي من خلال حماية الجلادين وسراق المال العام وتنفيذ التعليمات الماسة بحريات البشر وحقوقهم… فالقضاء التونسي  أصبح فضيحة البلاد … وجزءا لا يتجزأ من الفساد  ومنديلا قذرا  تمسح فيه السلطة قاذوراتها النتنة. ثالثـــــا :  لم تفهم السلطة أن أحداث الرديف والحوض المنجمي هي تعبيرة عن حركة جماهيرية تحركها دوافع اقتصادية واجتماعية  تراكمت عبر السنين وأدت الى حصول وعي لدى سكان تلك المناطق بتعرضهم  الى  » احتقار  اجتماعي  » من طرف السلطة وإهمال مطلق لشواغلهم ومطالبهم….فانتفضوا …  في الشوارع… وواصلوا انتفاضاتهم داخل المحكمة… لأن هذه الحركة الاجتماعية- ككل الحركات المماثلة – لا تعترف بالجدران ولا توقفها الحواجز الأمنية وان أسلوب السلطة  القمعي والدموي في التعاطي معها لم يجدها نفعا بدليل تواصل الاحتجاجات والمصادمات بين الأهالي ورجال الأمن بعد صدور  الأحكام… وان تواصل هذا المنهج  من طرف السلطة ومع بداية ظهور  تبعات الأزمة المالية العالمية على البلاد ستجد نفسها في مواجهة أطراف اجتماعية أخرى ومناطق محرومة أخرى رابعــــــا:  ان الحركة الاحتجاجية  بالرديف كانت أهم حركة جماهرية طرحت المسألة الاجتماعية خلال العشرين سنة الماضية… كانت قوية ثابتة دفعت بالسلطة الى استعمال الرصاص الحي وقتل أحد المتظاهرين ووجدت تعاطفا داخليا ودوليا وتجند لها كافة المحامين من كل الحساسيات السياسية والفكرية باستثناء محامي الحزب الحاكم والاسلاميين فان كان موقف المحامين المنتمين  الى السلطة أمرا عاديا فان غياب الاسلاميين يثير تساؤلات سنخصص لها مقالا خاصا.  غادرت  المحكمة تحت انظار الأمن… ركبت سيارتي لأعود من حيث اتيت…. كان الطقس باردا… وكانت الأمطار تتهاطل بغزارة على مدينة قفصة… لم يشتغل مسخن السيارة …. شعرت بالبرد كما لم أشعر به أبدا طيلة  حياتي… ثم تذكرت ذلك النشيد الجديد الذي زعزع أركان قاعة الجلسة وأربك رجال السلطة  وهم في مكاتبهم وقصورهم… فصرت أردده وحيدا في سيارتي وكلما أعدت ترديد النشيد ازدادت الحرارة في جسدي… اعادوا عدنان الحاجي ورفاقه الى السجن وعدت من حيث أتيت لكن سيبقى الاتصال بيننا مستمرا كلما رددت  » الثبات…..الثبات ضد حكم المافيات»    فادي جمال الدين  


 إعلان

 

لن أصمت ولو كانت الأرض تحتي جهنّم

 

 

وبعد صدور البيان الأول بتاريخ 10/ديسمبر/2008 حول طردي التعسفي من عملي والذي قام به السيد المدير عمر المستيري المسؤول عن مجلة و إذاعة « كلمة » الإلكترونية .

 أعلن إني قررت القيام بالتتبع العدلي ضد المؤسسة المذكورة للحصول على حقوقي وفقا لقانون الشغل الجاري به العمل .

 

وأيضا من أجل الثلب بعدما تم نشر أكاذيب باطلة لا صحة لها حول علاقي المشبوهة مع  » المخابرات التونسية؟؟؟ » و هو روج له بعض مسؤولي  « كلمة » لتضليل الرأي العام الداخلي و الخارجي وصرف الأنظار عن إنتهاكهم لحقوقي التي جاءت بها حقوق الإنسان في المواثيق الوطنية و الدولية.

 

وهل علّي السكوت وعدم المطالبة بحقي لأن المدير المسؤول يقدّم نفسه على أنّه

 

 مدافع عن حقوق الإنسان؟؟؟ 

 

     خولة الفرشيشي


 

 

سيدي بوزيد : تعنيف شابة معطلة عن العمل

 

معز الجماعي

نفذت الآنسة « جمعة الغزلاني » صباح اليوم إعتصام أمام مقر معتمدية « جلمة » التابعة لولاية سيدي بوزيد . و جاء هذا التحرك الإحتجاجي للمطالبة بحقها في الشغل . و ذكرت « جمعة » في تصريح لموقع الحزب الديمقراطي التقدمي أنها معطلة عن العمل رغم مرور 8 سنوات عن تخرجها و حصولها على شهادة في الإعلامية ، و أضافت أنها تمر بوضعية إجتماعية صعبة خاصة أنها تعاني من مرض مزمن يتطلب نفقات باهضة لمتابعة العلاج منه ، و أكدت أنها إلتجات اليوم إلى التحرك الميداني للفت نظر السلطة بعد فشلها في الحصول عن الشغل و أشارت إلى حصول عدة تجاوزات  في عملية إنتداب الموظفين على المستوي الجهوي من طرف المسؤولين .

و في نفس الإطار ذكرت مصادر حقوقية للموقع أن العملة المكلفين بحراسة مقر المعتمدية قاموا بتعنيف الآنسة « جمعة » و إبعادها عن المكان ، كما تعمد معتمد « جلمة » الإعتداء عليها لفظيا بطريقة لا تليق بمسؤول يمثل رئاسة الجمهورية في الجهة.

 

 

المصدر: موقع الحزب الديمقراطي التقدمي

www.pdpinfo.org


 

                                                 الاتحاد العام لطلبة تونس

لماذا يقاطع الاتحاد العام لطلبة تونس

المجالس العلمية لنواب الطلبة 2008/2009

   

على اثر قرار فجئي لوزير التعليم العالي ومفاده تحديد موعد الانتخابات للمجالس العلمية لنواب الطلبة بيومين قبل عطلة الشتاء ولمدة أربع ساعات فقط للاقتراع وبإزالة مقعد عن المرحلة الأولى يتوجه المكتب التنفيذي للاتحاد العام لطلبة تونس إلى الرأي العام الطلابي والوطني بالبلاغ التالي: إن هذه الانتخابات هي انتخابات صورية ولا تمت بأي صلة للواقع الطلابي باعتبار تزامنها مع موعد العطلة ،إضافة إلى تقليص مدة الاقتراع إلى أربع ساعات مما يعني وجوبا حرمان عموم الطلبة من ممارسة حقهم في الاقتراع أي تنقية الأجواء أمام طلبة الحزب الحاكم للاستفراد بالعملية الانتخابية وحرمان الطلبة من ممارسة حقهم الانتخابي. وأمام حالة الاختناق والتطويق المفروض على المنظمة الطلابية وتهميش دورها في الحياة الجامعية نعلن مقاطعتنا لمهزلة جديدة تفرضها وزارة التعليم العالي استخفافا بالطلبة والاتحاد والفضاء الجامعي عموما،كما نعلن هذه المقاطعة لعدة أسباب جوهرية لعل أبرزها: -إدخال جملة من التحويرات والتراتيب الجاري بها العمل على العملية الانتخابية لنواب الطلبة بشكل مسقط دون تشريك الاتحاد في ذلك. -انتخابات صورية لنواب الطلبة تجرى دون طلبة وفي غيابهم(قبل العطلة بيومين) -في « سنة الحوار مع الشباب » يقصى الشباب الطالبي والاتحاد العام لطلبة تونس من ممارسة حقه حتى في انتخابات المجالس العلمية لنواب الطلبة بتفريغ الفضاء الجامعي وفتحه أمام طلبة الحزب الحاكم. -العمل على أن تكون المناسبة الانتخابية مجالا لتجييش طلبة الحزب الحاكم ومن ورائهم إدارات مؤسسات التعليم العالي لتصفية حساباتهم مع مناضلي الاتحاد العام لطلبة تونس عبر تعنيفهم وعقد محاكمات عن طريق مجالس التأديب لطردهم من الدراسة وإدخال الجامعة عموما في دوامة من العنف والفوضى نجهل من المستفيد منها. كما أننا نعلن مقاطعتنا لهذه الانتخابات الصورية والمفتقدة لأدنى مقومات الصراع الديمقراطي وللظروف الخانقة التي تمر بها الجامعة عموما والاتحاد العام لطلبة تونس وأبرزها: – تردي الوضع الاجتماعي والمادي للطلبة. – إثقال الجامعة بجملة من الخيارات التي زادت في تعميق أزمة التعليم العالي – ضرب حق الاتحاد في النشاط وحرمانه من عقد مؤتمره في مناسبتين. – ملاحقة مناضلي الاتحاد عبر محاكمات زجرية تراوحت أحكامها بين 04 أشهر و04 سنوات ومواصلة طرد العديد من مقاعد الدراسة بسبب نشاطهم النقابي. – التدخل السافر لوزارة التعليم العالي في الشأن الداخلي للمنظمة الطلابية والاستخفاف بها عبر المماطلة والتسويف والوعود الزائفة. لكل هذه الأسباب وغيرها فان الاتحاد العام لطلبة تونس يدعو عموم الطلبة إلى مقاطعة هذه المهزلة ومزيد الالتفاف حول منظمتهم الطلابية من اجل إنقاذ الجامعة مما آلت إليه من تدهور بات واضحا للعيان. عن المكتب التنفيذي الأمين العام عزالدين زعتور   المصدر: منتدى  » الديمقراطية النقابية و السياسية » الرابط:  http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p

الاتحاد العام لطلبة تونس ارفعوا أيديكم عن الاتحاد العام لطلبة تونس ارفعوا أيديكم عن الشباب الطالبي

    

 فوجئ الاتحاد العام لطلبة تونس وسائر الطلبة التونسيين ببلاغ صادر عن وزير التعليم العالي اثر عطلة عيد الأضحى الأربعاء 10/12/2008، يتضمن إجراءات جديدة تتعلق بانتخاب نواب الطلبة بالمجالس العلمية وموعد هذه الانتخابات التي ستجرى قبل عطلة الشتاء بيومين (18/12/2008/ من الساعة التاسعة صباحا إلى الساعة الواحدة بعد الزوال ). والمكتب التنفيذي للاتحاد العام لطلبة تونس واثر تدارسه للأوضاع الخطيرة التي تمر بها المنظمة الطلابية وما يعانيه الشباب الطلابي من صعوبات ومشاكل لا تحصى ولا تعد إضافة إلى تراكم ترّدي الأوضاع الجامعية، يهمّه أن يتوجه للرأي العام لطلابي والوطني بالتالي : مجالس علمية لا تحترم أراء الطلاب إن المجالس العلمية ظلت على حالها مجالس صورية « استشارية » وتفتقد إلى أي رأي فعال داخل الفضاء الجامعي، هذا إلى جانب تقزيم دور الطلبة داخلها. فلا أرائهم كان لها الصدى داخلها ولا مقترحاتهم بخصوص إصلاح التعليم « إمد  » أخذت بعين الاعتبار. انتخابات دون طلبة إن وزارة التعليم العالي واصلت كعادتها إسقاط موعد هذه الانتخابات على الطلبة ومنظمتهم النقابية مع إدخال تحويرات  على التراتيب الجاري بها العمل لهذه الانتخابات عنوة وتحديد مدّتها بـ 04 ساعات حرمانا لجمهور كبير من الطلبة من المشاركة في هذه الانتخابات وحرمانهم من الدربة على الممارسة الديمقراطية والالتزام المدني والمواطنة. لماذا تمّ تغييب الطلبة حتى في اختيار من يمثلهم ؟؟؟ – حق التمثيل النقابي داخل المجالس العلمية -من أجل إضفاء صبغة تقريرية لهذه المجالس رغم مطالبة الاتحاد العام لطلبة تونس بإضفاء صبغة تقريرية لهذه المجالس العلمية وتمكينها من مساهمة فعالة في رسم التوجهات العامة للتعليم العالي ومزيد توسيع تمثيل الطلبة داخلها وفق عدد الطلبة في كلّ مؤسسة وحق التمثيل النقابي داخلها… إلا أنها ظلت دون إجابة ولم تؤخذ بعين الاعتبار بل الأخطر أن هذه الانتخابات تحولت إلى مسألة لاستنزاف الطلبة والمؤسسات الجامعية والمساس من حرمة الجامعة عبر التهديد والعنف من قبل « طلبة التجمع » وترويع المناضلين وعائلاتهم من قبل ممثلي الإدارات في عديد المؤسسات الجامعية. ارفعوا أيديكم عن الاتحاد العام لطلبة تونس إن الاتحاد العام لطلبة تونس يعيش أبشع و أنكى أشكال الحصار والتضييق على نشاطه النقابي و أبرز عناوينها تتمثل في الآتي : ·طرد حوالي 20 مناضلا من الدراسة عن طريق مجالس التأديب بصفة تعسفية منذ ما يزيد عن 03 سنوات. ·سجن حوالي 07 من مناضلي  الاتحاد لمدّة تتراوح بين 04 أشهر و04 سنوات في قضايا  مختلفة جلّها يتعلق بأنشطة نقابية. ·مواصلة اعتماد وزارة التعليم العالي التدخل السافر في شؤون المنظمة عبر ممثلين للوزير وسعيهم للمناورة والتلاعب عبر آليات المماطلة والتسويف والاستهانة بالمنظمة الطلابية وحرمان الاتحاد من النشاط والتمويل العمومي لانجاز مؤتمره الموحد 25 بعد تأجيل المؤتمر لمناسبتين. ·ترهيب المناضلين عبر التهديد المباشر من قبل بعض مديري المؤسسات الجامعية بإحالتهم على مجالس التأديب ما لم يتخلوا عن الانتماء للاتحاد العام لطلبة تونس. ·حرمان عشرات المناضلين من حقهم في الشغل وذلك في إطار معاقبة المنظمة الطلابية ومزيد التضييق على أدائها وإشعاعها. ·تجييش طلبة الحزب الحاكم لشنّ حملات عنف منظمة في بعض المؤسسات الجامعية (القرجاني، الآداب صفاقس، ، العلوم بنزرت…) دون ردعهم أو المساس بهم من قبل هذه المؤسسات وفي المقابل  يتعرض مناضلي الاتحاد إلى الإيقاف وإرغامهم على إمضاء محاضر بحث والتزامات مفتعلة. ·حصار مطوق على الاتحاد العام لطلبة تونس مس من حقه في النشاط النقابي واستبعاده من المشاركة في أي مسألة تهم الحياة الجامعية. ارفعوا أيديكم عن الشباب الطلابي إن الشباب الطلابي يعاني من عديد الصعوبات والمشاكل حيث تدهور الوضع الاجتماعي والمادي لأغلب الطلبة إذ أن عدد الطلبة المنتفعين بقروض أو منح ضلّ محدودا وتقلص دور الدولة في تأمين السكن الجامعي وعدم توفر التأطير الكافي في المؤسسات الجامعية، كما أن السياسة التربوية في العديد من خياراتها الجوهرية لم تستجب لمتطلبات التطور الكمي للطلبة الأمر الذي جعل من مؤسسات التعليم العالي إطارا لتفريخ الفراغ المعرفي والعلمي وتسريح أرقام ضخمة من حملة الشهائد كحصيلة تصطف وراء طوابير البطالة والمعاناة الخانقة التي يمرّ بها جمهور عريض من أصحاب الشهائد العليا.   قاطعوا انتخابات نواب الطلبة قاطعوا هذه المهزلة إن هذه الظروف السابقة الذكر التي يمر بها عموم طلبة تونس ومنظمتهم النقابية ووعيا منا بخطورة هذه الأوضاع واحتجاجا على المتسببين فيها فإننا ندعو عموم  المناضلين والمسؤولين النقابيين لمقاطعة هذه الانتخابات وإحداث الفراغات في صناديق الاقتراع وذلك عبر التنديد والتشهير بمختلف هذه الممارسات. كما ندعو عموم المسؤوليين النقابيين لاختيار مختلف الأشكال النضالية الجماهيرية لفضح مهزلة انتخابات نواب الطلبة. هذا ولا يفوتنا أن نذكركم باحترام حرمة الدرس وحق الطلبة في التحصيل العلمي. إننا في الاتحاد العام لطلبة تونس نتوجه إلى عموم الطلبة والأساتذة بهذا البيان حتى نحيطهم علما بالأوضاع التي وصل إليها الاتحاد العام لطلبة تونس وتمادي سلطة الإشراف في المساس بحقه في الوجود.  ختاما نهيب بكم أيها الزميلات والزملاء لتلبية نداء الاتحاد في مقاطعة انتخابات 18 ديسمبر والالتفاف حول الاتحاد العام لطلبة تونس الذي يضع مشاكلكم وهمومكم في طليعة اهتماماته.   عــن المكــتب التنفيـذي الأميــن العـــــام عــزّ الـدين زعتــور المصدر: منتدى  » الديمقراطية النقابية و السياسية » الرابط: http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p 


 

 

 حسيب بن عمّـار في ذمة اللّه: تونس تفقد أحد أبرز رجالها

 

فقدت تونس اليوم الإثنين 15 ديسمبر 2008 أحد أبرز رجالها وأبنائها الوطنيين المخلصين: الأستاذ حسيب بن عمّـار، الذي وافاه الأجل المحتوم عن سنّ ناهزت الرابعة والثمانين.

ويحظى الفقيد الذي عُـرف بتواضعه ودماثة أخلاقه التي لم تغيّـرها المناصب الرفيعة التي تولاها، باحترام كبير في كلّ الأوساط.

ولد الراحل الكبير بتونس العاصمة سنة 1924

وبعث حسيب بن عمار أول جريدة مستقلة بعد الاستقلال وهي جريدة الرأي، بالإضافة إلى مجلة ديمكراسي الناطقة بالفرنسية

تولى عدة مهام عليا في صلب الحزب الاشتراكي الدستوري والدولة التونسية بعد الاستقلال، كان آخرها وزارة الدفاع الوطني إلى عام 1971.

استقال من مهامه السياسية لينتمي إلى المعارضة الناشئة التي ستؤسس فيما بعد حركة الديمقراطيين الاشتراكيين.

وساهم في هذه الفترة في تأسيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان التي ظهرت عام 1977.

كما أسس المعهد العربي لحقوق الإنسان الذي يوجد مقره بتونس، وترأسه.

تحصل سنة 1993 أثناء رئاسته المعهد على جائزة الأمم المتحدة في ميدان حقوق الإنسان.

وهو عضو المؤتمر القومي العربي

زياد الهاني

 


 

 مهرجان التّجريم والتّخوين في تونس

محمود العروسي  

 

هناك ظاهرة جديدة ولافتة للإنتباه في تونس وتتمثل في التخوين والتجريم، بل إن الظاهرة تحولت إلى مهرجان يستعرض خلاله المخوّنون والمجرّمون قدراتهم في انتقاء أقذر العبارات والكلمات من قاموس « الذكر البليد ». هؤلاء يستعرضون مواهبهم في فن شتم الآخر بدعوى أنّهم يدافعون عن البلاد، ويتوهمون أنهم بذلك المستوى الهابط المنتقى من أدبيات السّوقية يدافعون عن البلاد. ويذهب في اعتقادهم أنهم ومن خلال استعمال عبارات السبّ والشّتم والثّلب والنّبز بالألقاب، سيثبتون وطنيتهم التي تميزهم عن المجرمين الخونة. وربما يذهب في ظنهم أنهم منخلال تلك الوسيلة المتدنية في التطاول على الآخر، سيثبتون ولاءهم لهذا الطرف أو ذاك وكسب رضاه عنهم.

نجوم مهرجان التخوين والتجريم يعطون لأنفسهم الحقّ في منح شهادة الوطنية لزيد وسحبها من عمر، منصبين أنفسهم أوصياء على البلاد، وكأن شعبها يتألّف من قصّر لا يميزون بين الحقيقة والزّيف، وفاتهم أو هم نسوا أو تناسوا أن هذه البلاد لاتنجب إلاّ الرجال الّذين لم يتردّدوا في مقاومة نظام الحماية الفرنسية الذي استعمر تونس ونصّب نفسه وصيّا عليها. إنّ تونس ترفض الوصاية لأنّ شعبها يرفض ألاّ يكون حرّا.

إنّ « جوقة » مهرجان التّخوين والتّجريم، لا تعي أنّ فنّها اللّغوي الهابط  لا يمكن أن يؤدّي إلاّ إلى نتيجة واحدة وهي، تقسيم المجتمع التونسي إلى طوائف تتصارع وربّما تتقاتل. هذه هي وطنية تلك الجوقة.

هناك سؤال يفرض نفسه في أجواء مهرجان التّخوين والتّجريم وهو: هل إنّ الوطنية هدية أو عطية أو صدقة يمنّ بها علينا من نصّبوا أنفسهم أوصياء على البلاد وحسب هواهم؟

يبدو أنّه فات جماعة مهرجان التخوين والتّجريم أنّ تونس وعلى امتداد آلاف السنين اختلطت فيها ملل ونحل مختلفة الأعراق والألوان. وأنّ هذه الفسيفساء من الشعوب أو الأجناس وبعد أن استقرّ بها المقام على هذه الأرض، تعايشت في سلام وتوحدت في مجتمع واحد وشعب واحد، هو الشعب التونسي. وهذا الشّعب اختار أن تكون بلاده، بلاد حب وسلام.

تلك الفسيفساء من الشعوب، لو عاصرها جماعة جوقة مهرجان التخوين والتجريم – خلال مختلف الحقبات التاريخية التي مرّت- لما أصبحت شعبا واحدا، بل لتحولت هذه البلاد إلى أسوأ مكان على وجه البسيطة، لا ينتهي فيها الصراع والتطاحن والتقاتل بين الملل والنحل.

تلك الفسيفساء من الشعوب توحدت واكتسبت وطنيتها لأنهموجدوا تونس أكبر منهم، فدانوا لها بالطاعة والإخلاص.

لقد فات « جوقة » التّخوين والتّجريم أنّ تونس لا يعيش فيها من يخونها، وألاّ حياة فيها إلاّ للكرام. وألاّ حياة فيها لمن أصابه جنون العظمة. وأنّها تنبذ المتزلفين وتمقت الوصوليين. هذه هي بلادنا، ذاك هو وطننا، الوصيّ علينا ولا أحد وصيّ عليه.

لقد عرفت تونس في السابق عدّة « جوقات » من محترفي إبراز المواهب في التقرّب والتزلّف والتذلّل والتهليل والتطبيل و »التدفيف » (من ضرب الدفّ ) لهذا والتطاول على ذاك، غير أنّها اكتشفت أنّ هؤلاء سرعان ما ينقلبون ويتلوّنون ويتحوّلون إلى » شتّامين » و « سبّابين » للّذي كانوا يمدحون. وهذه أعلى درجات الكذب والنفاق. والكذّاب والمنافق مكانه معروف

إنّ جوقة مهرجان التّخوين والتّجريم تسيء إلى تونس وشعبها وتلوّث صورتهما، لأنّ هذه البلاد وشعبها لا يهمّانها في شيء. والواجب يفرض إسكات محترفي الفنّ اللّغوي الهابط  لأنّهم لا يشرّفون هذه البلاد.

 


 

هل الحكومة وحدها مسؤولة عن أزمة الرابطة؟

 

مسعود الرمضاني 

 

 يصادف 10 ديسمبر الذكرى السنوية للإعلان العالمي لحقوق الإنسان ،الذي اختزل تاريخا كاملا من نضال البشرية في سبيل تكريس مفهوم المواطنة لا ببعدها السياسي فقط ، حيث يمكن للإنسان أن يساهم عبر الانتخابات والترشح في تحديد مصير وطنه حاضرا ومستقبلا بل كذلك من اجل أن تشمل حقوق الإنسان أبعادا اقتصادية واجتماعية وثقافية هامة، ولا يمكن أن تمر هذه الذكرى دون استحضار وضع حقوق الإنسان في بلادنا  قولا وممارسة  والوضع  ألذ ي تعيشه  الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان خصوصا، حيث جمد نشاطها و اغقلت مقرات فروعها وبقيت دون حضور كبير  داخل المجتمع ، الفضاء الذي ترصد فيه الانتهاكات وتنشر فيه ثقافة حقوق الإنسان،  وبحضور محتشم داخل دوائر المجتمع المدني ، حضورا لا يتجاوز أحيانا العلاقات العامة.

 

صحيح أن لبعض الفروع وهياكل الرابطة حضور داخل بعض المعارك الاجتماعية أو الحقوقية . لكن هذا الحضور راجع أساسا لقدرة هؤلاء المناضلين على تطويع صفاتهم الحقوقية  ورفضهم الموت  البطئ في مسؤولياتهم ،لا على توجه عام منظم داخل هياكل الرابطة . فهياكل الرابطة لا تعمل بشكل فعلي – ماعدا الاجتماعات الدورية للهيئة المديرة التي لايكتمل نصابها في أحيان عديدة والتي لا تستطيع الخروج بقرارات مهمة  عدا  تقديم مزيدا من التنازلات التي ترفضها السلطة- المدركة جيدا لوضع الرابطة-  وذلك نظرا لمحدودية خياراتها وكذلك نظرا للخلافات العديدة التي تشقها.

 

إن السلطة هي المسؤول الأول عن هذا الوضع المتأزم ، فهي التي سعت لتدجين الرابطة . فمباشرة اثر انتهاء أشغال مؤتمرها الخامس وصف الأمين العام للتجمع الدستوري الديمقراطي القيادة الجديدة للرابطة  » بالمتطرفة « ، وكان ذلك مؤشرا للسعي لضربها . ثم أرادت تصفيتها عبر :

 

افتعال القضايا المتعددة ضدها ابتداء من غلق المقر المركزي وتسمية حارس قضائي إلى مختلف القضايا الأخرى مثل استهداف كاتبها العام خميس قسيلة ، الذي كلفه نشاطه الرابطي حكما قضائيا  قاسيا لازال يطارده في الهجرة أو الطعن في بعض مؤتمرات الفروع أو الإيعاز لبعض الغاضبين من الدمج لتقديم شكاوي قضائية  من اجل إنهاكها داخليا وتأبيد ازمتها.

 

الحلول الأمنية، وذلك بمنع مجلسها الوطني من الانعقاد ومحاصرة مقرها المركزي ومقرات فروعها، دون حتى تقديم المبرر القانوني لذلك. فأي مبرر قانوني يمنع فتح مقرات فروع منتخبة ؟ ولا يفوتني هنا أن أسوق تحية إكبار إلى كل تلك الفروع التي استطاعت أن تحافظ على مقراتها رغم التضحيات الجسام التي تتكبدها ماديا ومعنويا. أقول ذلك وأنا أدرك أن احد الأسباب الرئيسية لاستهداف الرابطة هو النشاط المتزايد الذي عرفته الفروع والديناميكية الحقوقية التي استطاعت أن ترسيها في الجهات.

 

لكن مسؤولية السلطة لا يمكن أن تحجب مسؤولية الرابطيين في المأزق الحالي.فالتعامل القضائي والأمني لم تواجه به الرابطة وحدها. فكل الجمعيات والمنظمات والأحزاب التي لا تسير في ركاب السلطة عرفت نفس المصير. ولكنها تصارع من اجل وجودها واستمراريتها ، ولعل أكثرها قدرة على الصمود هي تلك التي حافظت على الحد الأدنى من التواصل والتعامل الديمقراطي والحوار الداخلي.

 

ان الفراغ الذي تركته الرابطة في مجال رصد العديد من الانتهاكات قد أفسح المجال للعديد من الجمعيات الأخرى للظهور و حتى البروز. ونحن أن كنا نعتبر أن وجود جمعيات حقوقية أخرى ظاهرة ايجابية لابد من التنويه بشجاعة مكونيها في واقع الانغلاق الحالي  إلا أننا أصبحنا نفتقد الدور الحيوي للرابطة في مجالات حقوقية  عديدة، فحتى التقارير السنوية التي كانت تنفرد بها الرابطة  حول الانتهاكات وحول حرية  الإعلام قد غابت نهائيا رغم الوعود السابقة  بإرجاعها. كما أن نشاط اغلب فروعنا قد انحسر إلى حدود جد ضيقة.

 

ثم أن كنا نعي ما نقوله من أن الرابطة  » مكسب وطني يجب المحافظة عليه »،وان كان من  حقها أن تربط علاقات دولية تساهم في  مزيد إشعاعها بحكم كونية حقوق الإنسان في عصرنا الحاضر ، فانه من واجبها أن تكون معطى  وطنيا ذا حضور جلي إلى جانب بقية  مكونات المجتمع المدني ، يشاركها معاناتها  و تحركاتها ويتبنى بحرص كبير القضايا الحقوقية والاجتماعية العادلة في البلاد، انطلاقا من مرجعية المنظمة  و ميثاقها وتاريخها وكذلك أن  تسعى لان تكون رقما هاما يلعب دورا في الحراك الصعب  الذي تعرفه البلاد .

 

نعم لابد للرابطة أن تكون مستعدة لحوار مع السلطة للخروج من الأزمة ، بل  وان تسعى لهذا الحوار بكل جدية. لكن أين الحوار بين مختلف هياكل الرابطة؟ أين التواصل بين الهيئة المديرة والفروع؟

 

لقد عبر 14 فرع من فروع الرابطة عن رائهم بوضوح حين أكدوا أن  » أي مبادرة – لحل أزمة الرابطة – يجب أن تكون محل توافق وتشاور بين هياكل الرابطة تعميقا للممارسة الديمقراطية وحفاظا على وحدة العمل ألرابطي. » –الموقف بتاريخ 27-07-2007 ، فهل أخذت قيادة الرابطة هذا الكلام محمل الجد أم اعتبرته بمثابة التشكيك والمزايدة؟

 

 إن ما نخشاه في غياب حوار رابطي حقيقي  بين كل أطياف مكونات الرابطة ، وفي واقع الحصار الحالي المضروب على منظمتنا ومناضليها ، أن يفسح المجال لتكتلات أخرى ضيقة  تضعف مصداقية الرابطة وتهيئ للإجهاز عليها ، أقول هذا رغم قناعتي بان اغلب  الرابطيين قد دافعوا في مناسبات عديدة – ومستعدون للدفاع – عن وجود الرابطة . مسؤولية القيادة اليوم أن تشركهم في قراراتها وان لا تترك اليأس يدب إليهم .

 

 

 

في رائي إن وجود الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان كمنظمة حقوقية قانونية مسؤولية مشتركة بين هياكلها وبين السلطة . فان سعت السلطة لتجميد نشاطها وتأبيد أزمتها  من منظور أحادي وضيق، فلابد لهياكل الرابطة أن تتحمل مسؤوليتها في السعي للخروج من  هذه الأزمة بالحفاظ على وحدة الممارسة الديمقراطية داخلها و بالانفتاح على محيطها وباستنباط الوسائل الكفيلة بالمحافظة على إشعاعها والحيلولة دون إضعافها في الداخل قبل الخارج.

 


 

 كلمة حرّة من الحوار.نت

في تونس جهنم تفتح أبوابها

 

 

1ــ أحكام ثقيلة قاسية بالسجن النافذ ضد 33 من شباب الرديف الذين يطحنهم الجور الإجتماعي.

 

2ــ إعادة الد. شورو إلى السجن ( عام نافذ ) بعد أن قضى فيه 18 عاما قبل ثلاثة أسابيع فحسب.

 

3ــ هجوم أمني كاسح على 13 ناشطا من جماعة الدعوة والتبليغ وإعتقالات ومحاكمات في مدينة  قربة ( نابل ) يوم 6 ديسمبر ( أنظر تونس نيوز 11 ديسمبر 08.(

 

4ــ دوس للمصحف الشريف في السجون التونسية على أيدي مدرائها للمرة الرابعة يقينا.

 

تلك هي هدية السلطة إلى المجتمع بمناسبة 

 

1ــ الذكرى الستين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان ( 10 كانون الأول 1948 .(

 

2ــ عيد الإضحى المبارك.

 

3ــ سنة إنتخابات رئاسية وبرلمانية (09) يزور لأجلها الدستور ليضمن ترشحا خامسا للدكتاتور العجوز ( الظالم المبتسم كما أسمته الصحافة الدولية ـ ).

 

 

رسالتك وصلت مضمونة الوصول أيها الظالم الأبتر ..

 

وهديتك وصلت كذلك والأيام بيننا دول ولئن ضحكت كثيرا فستبكي أكثر..

 

أليست تلك هي أبواب جهنم المفتوحة على مصراعيها تلتهم المجتمع واحدا بعد الآخر؟

 

بعض معاني الهدية.

 

1ــ الدولة تجر البلاد إلى مستنقع العنف الأعمى وردود الأفعال الطائشة. تلك قراءة ما يجب إستبعادها أبدا بسبب أن السلطة ( وليس أصدق في الحقيقة ـ حتى لو كانت تلك الحقيقة لا يرحب بها بعض ضحايا القمع الحكومي أنفسهم ـ من تعبير الد.هيثم مناع حين وصفها قبل حوالي عشر سنوات بأنها عصابة لا تنطبق عليها مواصفات الدولة ولا معايير السلطة ) لم تجد بدا لتأبيد سيطرتها المطلقة على المجتمع ومؤسساته بعد أن رفض المجتمع الخضوع مصرا على الحد الأدنى من المقاومة .. من تصعيد درجات العنف ضده مرة بعد مرة وفي كل الملفات ( الإجتماعية والسياسية والثقافية والقومية ) لعلها تظفر بأعمال إنتقامية عنيفة تمنحها شرعية فتح أبواب جهنم ضد كل صوت حر وفم جائع وشابة متدينة حسدا لما يقع عند جيراننا شرقا وغربا. لم تيأس السلطة من وقوع أعمال إنتقامية عنيفة فكان لا بد من إعادة إنتاج فتح أبواب جهنم بمثل ما فتحتها عام 1991 إذ يكون ذلك هو المخرج الذي يحفظ لها بقية ماء وجه دوليا وعربيا.

 

2ــ الدولة تدخل مرحلة الغيبوبة التي تسبق الإنحدار بمثل ما وقع في آخر أيام بورقيبة. بعد الإفراج عن آخر دفعة من قيادة حركة النهضة ـ بعد 18 عاما في السجن ـ سرى في أوساط كثيرة شعور بأن الدولة في سنة إنتخابات رئاسية وبرلمانية مخجلة يزور لأجلها دستور البلاد ليضمن للدكتاتور العجوز ترشحا لولاية خامسة بما يجعل من ذلك الإفراج تنقية لبعض المناخات المربدة غير أن الدولة التي صدقت فيها رؤية الد. برهان غليون في كتابه بالفرنسية ( الدولة ضد الأمة) جاعت سجونها مشتاقة مرة أخرى إلى مساجين حركة النهضة الذين ألفتهم منذ صائفة 81وأنى لدولة بوليسية شمولية تسوسها عصابة نهب وسلب وفساد وتصهين أن تطهر سجونها من المعتقلين السياسيين والنقابيين؟ دخول الدولة في مرحلة الغيبوبة التي تسبق الإنحدار بسبب هجومها الأخير على الحريات بكل أصنافها الإجتماعية والسياسية والدينية أمر ما ينبغي إستبعادهحتى لو تجددت الدولة من داخل أحشائها الفاسدة أو رممت بترتيبات دولية مخزية. تلك هي الإرهاصات الأولى التي عجلت برحيل بورقيبة ( هجوم ضد إتحاد الشغل الذي كان يحمي الجوعى والمكدودين بقيادة المرحوم عاشور ثم ضد الإسلاميين ).

 

3ــ الدولة تتستر بجريمة على جريمة. قراءة ثالثة أخرى يمكن لها أن تجد مكانا في مسلسل إرتداد الحريات الإجتماعية والسياسية والدينية في تونس بشكل غير مسبوق : الدولة تتستر على جريمة الدوس على المصحف الشريف بحملة محاكمات ثقيلة قاسية ضد مناضلي الرديف والرئيس الأسبق لحركة النهضة بسبب أن جريمة العدوان ضد المصحف الشريف سيما بعد أن أثبتتها منظمة حرية وإنصاف بشكل قاطع مما جعل السلطة تلوذ بالتكذيب الباهت .. أمر تخشاه السلطة نظرا لعلاقاتها الإقتصادية مع بعض دول الخليج وبما سبب لها العدوان من قبل ذلك على حرية المرأة في التدين من إحراجات عربية وإسلامية شبه رسمية فكان لا بد من صرف الأنظار عن تلك الجريمة الوقحة بجريمة أشد وقاحة. كما تتستر الدولة على قضية المنفيين ومطالبتهم بالعودة الكريمة الآمنة وتمكينهم من حقوقهم المدنية والسياسية دون قيد ولا شرط سيما بعد أن أخذت تلك القضيةأبعادا إعلامية واسعة وهو الأمر الذي دفعها إلى التستر عن تلك القضية الجديدة من حيث جديتها ومشروعيتها بالتورط في جريمة أخرى أشد وبذلك يضطر المنفيون إلى الدفاع عن المساجين ( نقابيين وإسلاميين ) وإرجاء قضية العودة إلى أجل آخر. قضيتان محرجتان للسلطة إذن كان لابد من تأخيرهما وصرف الأنظار عنهما في عين السلطة التي تعايشت مع مطالب الإفراج عن المساجين عشرين سنة أما التعايش مع تدنيس المصحف الشريف أو مع قضية العودة للمنفيين فهو أمر غير مجرب وقد يفتح أبوابا يعسر غلقها.

 

بين قوة الضعف وضعف القوة .. المواجهة حتمية.

 

 ــ إذا قبلنا جدلا أن فتح أبواب جهنم على مصراعيها عام 1991 ضد الإسلاميين ثم ضد كل صوت حر مطلقا دون أدنى إستثناء .. كان بسبب أخطاء من حركة النهضة ( رغم أنها قراءة عوراء لا يتبناها المحللون الجادون المنصفون ) فهل لكم أن تخطؤوا أهالي الرديف والحوض المنجمي كلهبشيبهم وشبابهم ونسائهم ورجالهم لأجل ثورة الخبز التي فجروها بعدما غرز الجوع فيهم أنيابه؟ وإذا أضحت السياسة في عقول بعض ساسة ومفكري ومناضلي الهزيمة من بعض الإسلاميين وبعض العالمانيين جرما يستحق أصحابه السجن والتعذيب أو التوبة .. فما تعدون تحركات أهالي الرديف؟ نقابية أم سياسية أم إحتجاجية مشروعة أم هي الأخرى شغب ضد الدولة التي تابت بزعمكم عن جريمة العدوان على الإنسان وعلى كتاب الإنسان وعلى لقمة عيش الإنسان؟ إذا كان الثائر لأجل ضمان لقمة عيشه الكريم عندكم ـ يا مناضلي الهزيمة من كل لون ـ طائشا أحمق فسجلوا أن المجتمع كله غاضب متململ لولا سياط الذلة التي تنهب جلده العاري.

 

 

2ــ إذا قبلنا جدلا أن فتح أبواب جهنم على مصراعيها منذ عام 1991 ضد حركة النهضة ثم ضد كل صوت حر .. كان بسبب السياسة ( رغم أن المسلم كما قال الإمام القرضاوي لا يكون إلا سياسيا بالضرورة حتى في صلاته ) فهل لكم أن تخطؤوا جماعة الدعوة والتبليغ التي تكفر بالسياسةوالسياسيين وتقصر نشاطها على تعليم السنن والآداب الحسنة والخلق الفردي الوديع؟ هاهي تتعرض للإعتقال والسجن والمحاكمة والتعذيب مرة بعد مرة في تونس : سجن أحد أكبر قياداتها الشيخ الهمامي بعد رجوعه إلى تونس من باريس في إثر غيبة دامت سنوات طويلة .. سجن لمدة ثلاثسنوات والرجل لم تطأ قدماه أرض تونس منذ سنوات طويلة .. واليوم هجمة على 13 عنصرا منهم في قربة بنابل في إنتظار المحاكمة .. وبين الهجمة والهجمة هناك هجمة.كيف لا والسلطة تعد مجرد الإلتحاء مؤامرة عليها عندما تقرؤها سياسيا وخروجا عن ضوابط العولمة الثقافية الأمريكية وعلامة قذارة عندما تقرؤها حضاريا؟

 

أما من تسمع لهم يطنطنون بأن على حركة النهضة حتى تتأقلم مع الأوضاع في البلاد عليها أن تدع السياسة والسياسيين لتلفى أمامها أبواب الدعوة إلى الخير والحق والبر في البلاد حتى خارج المساجد مفتوحة إسوة بجماعة الدعوة والتبليغ .. عندما تسمع لمثل تلك الطنطنات فقل : ألا ما أحلى أحلام اليقظة. أو قل لصاحبك : لعلك تظن نفسك في بعض بلدان الخليج حيث تتمأسس منظمات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر رسميا وشعبيا دون نكير.

 

3ــ هذه الهجمة الجديدة على المجتمع بكل أطيافه ومطالبه لا تعكس سوى إنحدارا لمستوى ضعف السلطة إلى وهدة أنكى فهي : ضعيفة بقوتها سواء إستمدتها من الخارج أو من الداخل أما من لم يقبل ذلك مصرا على أن السلطة في موضع قوة فعليه أن ينعت الحكومات الأروبية الديمقراطيةبالضعف فإذا تورط في ذلك فقد تخلخل ميزانه وإهتزت أركانه وأي هزة في العقل أشنع من إعتبار الحكم الديمقراطي ضعفا؟ ضعف القوة في السلطة لا بد من مواجهته من لدن المجتمع بقوة الضعف.

 

سؤال المخرج من جهنم التونسية هو: كيف نصنع قوة الضعف لمواجهة ضعف القوة؟

 

1ــ تضامن المعارضة الوطنية الجادة من إسلاميين وعالمانيين حول قضية الحريات بكل أنواعها خاصة وعامة تضامنا حقيقيا يقترب كل يوم من إمكانية تشكيل قطب تحرري متين ولعل مسؤولية حركة النهضة والحزب الديمقراطي التقدمي والمؤتمر من أجل الجمهورية مسؤولية خاصة ما ينبغيللخلافات الشخصية أن تشغب عليها إذ خسارة كل رجل من ذلك القطب هي خسارة لمعركة الحرية كلها.

 

2ــ تثبت الأيام يوما بعد يوم أن حركة النهضة ليس لها من سكة في البلاد غير سكة الكفاح من أجل الحريات خاصة وعامة فلترض بذلك القدر المقدور ونعم القدر المقدور وهي سكة ما ينبغي الشغب عليها مطلقا لا بإسم فك إرتباط بين الدعوي والسياسي ولا بإسم لعق جراحات دامية فيإثر فتح أبواب جهنم عليها ولا بإسم تسويات وترتيبات داخلية ولا بإسم دراسات وبحوث .. كل تلك الأسماء لا تغني ولا تسمن من جوع إذا كان الجوعى في تونس يعذبون في السجون ويحاكمون تشفيا وتنكيلا أو إذا كان رجلا مثل الد.شورو يتهم بالإحتفاظ بجمعية غير مرخص فيها وهو لميبرح بيته ولم يتفرغ حتى لشأن أهله ولم يصافح كل زواره .. مادامت البلاد في محنة في إثر محنة وأبواب جهنم تفتح واحدا بعد الآخر فإن كل شغب على الرسالة التحررية للحركة جهادا سلميا مدنيا دائبا هو شغب على البلاد ذاتها .. لا يحاسب المقاتل في ساحة الوغى على تفريطهفي صلة رحمه ولا يلام على ترك نوافل العبادة من بيته يحترق .. الحريق ناشب في تونس كأشد ما يكون النشوب وواجب الوقت هو : تحصيل أقصى درجات التحزب مقاومة للظلم الفاجر والبغي الكافر.

 

3ــ ثلاثة أسلحة في أيدينا لا بد من إعادة بنائها وحسن تفعيلها :

 

أ ــ إتحاد الشغل : ما ينبغي قبول التقهقر الذي حل بهذه المنظمة العتيدة والصمت عن تدجين السلطة لها ولا يمكن تعويض دورها بألف ألف منظمة أخرى من حزب أو تكتل أو جمعية أو غير ذلك ولا حتى فضائية في إثر فضائية .. ينبغي أن نعترف بأن تسليم هذه المنظمة العتيدة للسلطةبعد أن تأبت عن سلطة بورقيبة هو تسليم للفقراء والكادحين إلى بطون المترفين من القراد المتعلق بجدران القصر يمتص دماء العملة والبطالين ولكن ينبغي بناء أمل جديد في إعادة تأهيل تلك المنظمة العتيدة لتؤدي دورها الوطني .. هي معركة حامية الوطيس طبعا ولكن لا بد مماليس منه بد .. وفي كل معركة شهداء وجرحى ومفقودون فهل نغير قانون الحياة؟

 

ب ــ رابطة حقوق الإنسان رمز الدفاع الحقوقي في تونس. صحيح أن ظهور عدد من المنظمات الحقوقية الصغيرة في السنوات الأخيرة عوض بعضا من الأضرار الناجمة عن عضل الرابطة أن تؤدي دورها ولكن للرابطة رمزيتها الوطنية وإمتدادها الجهوي ورصيدها النضالي ولتتعدد الواجهات الحقوقية ـ بخلاف النقابية ـ وليتحول المجتمع إلى خلايا حقوقية عاملة كل من موقعه.

 

ج ــ كسب معركة الإعلام بكل فصائله الفضائي والإلكتروني والإذاعي والمقروء بل حتى الإعلام الفني والأدبي والمسرحي والسينمائي وغير ذلك. لتتعدد الواجهات والأساليب والقضايا ولتكن رسالتها النهائية في المحصلة في ذهن كل قارئ أو مستمع أو مشاهد : في تونس قضية حريات خاصة وعامة في الدرك الأسفل من جهنم وعصابة فساد ونهب تهلك الحرث والنسل ومقاومة مدنية سلمية تحتاج إلى الدعم والمساعدة والتأييد.

 

تلك أسلحة ثلاثة تساهم في تحصين المجتمع وتلقيحه ضد طاعون السلطة أو جبر الأضرار على الأقل بأكثر ما يمكن وهي الأسلحة التي لا تصمد في وجهها السلطة التي عجلت بتفكيكها بدء بإتحاد الشغل ثم الحركة الإسلامية ثم الرابطة الحقوقية ولكن شاء ربك سبحانه ( من يخلق ما لا تعلمون ) أن يفتح في الأثير ثقبا يتواصل فيه الناس شرقا وغربا فتحررت الكلمة من سجنها ونازلت المستبدين والطغاة فهزمتهم شر هزيمة.

 

وأخيـــــــــــــــــــــــرا ..

 

1ــ تورط السلطة في قمع الجوعى في الرديف ثم إيداعهم السجن لن يفضي بإذن الله سبحانه إلا إلى ما أفضى إليه تورط بورقيبة عام 1984 عندما قمع ثورة الخبز فكانت آخر إرهاصة من إرهاصات رحيله .. تورط السلطة في الظلم الإجتماعي إلى هذا الحد المقرف دليل على دخولها مرحلةالغيبوبة الصغرى تعقبها غيبوبة كبرى ولكن أملنا أن يحاكم الشعب قطاع طريقه في يوم يرفع فيه كل تونسي هامته عاليا لا يخاف إلا الله أو ذئب الشيطان أن يضله .. وما ذلك على الله سبحانه بعزيز ..

 

2ــ تورط السلطة في إعادة الرئيس الأسبق لحركة النهضة إلى السجن بعد مغادرته بثلاثة أسابيع فحسب في إثر إعتقال دام 18 عاما كاملة منها 13 عاما كاملة في زنزانة إنفرادية .. لن يزيد الحركة إلا توحدا وقوة وعودة إلى الساحة السياسية والإعلامية وتمترسا خلف نهجها الإصلاحي الديمقراطي وصبرا على ثوابتها الإسلامية والسلمية والسياسية .. هو تورط فيما تخشاه السلطة وكذا يفعل الأحمق بنفسه ما لا يفعله به عدوه ..

 

 

3ــ تورط السلطة في الهجوم مرة بعد مرة على جماعة الدعوة والتبليغ برغم طابعها الجزئي السلمي المعروف لدى الناس قاطبة في أرجاء المعمورة .. لن يزيد السلطة إلا عزلة وغربة ولن ينمي في الناس كلهم سوى الحقد عليها حتى لو كممت الأسياف أفواه الرجال وأقلام النساء.

 

)المصدر: موقع « الحوار.نت » (ألمانيا) بتاريخ 15 ديسمبر 2008(

 


الاتحاد العام التونسي للشغل الاتحاد المحلّي للشغل بنفطة

لا لدورة جديدة من الاشتباك

 

 
أحمد النجار لا شك أن الذين تابعوا ردود الأفعال الإعلامية والسياسية حول إطلاق سراح الدفعة الأخيرة من سجناء حركة النهضة، مصدومين الآن بسماع إعادة رئيس الحركة السابق إلى السجن من جديد. وستحاصرهم الأسئلة الحارقة : من يقف وراء هذه الانتكاسة السريعة ؟ وما هي الأسباب الحقيقية وراء ذلك؟ ومن المستفيد؟ لا شك أن آخر ما يمكن النظر إليه في الموضوع هو الاتهام القانوني الذي أحيل بموجبه الدكتور شورو إلى المحاكمة ومن ثم الحكم عليه بسنة سجن نافذة. يمكن أن نقول أيضا أنه ليس في تصريحاته من الجديد ما يجعل النظام يفقد صبره. من الصعب جدا أن يكون قرار الزج بالدكتور شورو في السجن مرة أخرى هو قرار جهاز معين في وزارة الداخلية، ناهيك عن أن تكون نزعة تشفي أو حقد أعمى فقط. وإذا كان في خطابه من التعالي ما فيه، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، و من تحميل المسؤولية شبه كاملة للنظام فيما حصل و فيما يجب أن يحصل للخروج من حال التشابك، مما يمكن أن يكون مثار انزعاج و رد فعل من النظام. فإنه لم يكن خطابا جارحا وتشهيريا وتشخيصيا، و كل من يعرف الرجل من قريب يعرف أن ثقته بنفسه ورباطة جأشه وصلابته لا يعكسها بأي حال سمته الحيي وعفة لسانه التي لم تفارقه حتى بعد خروجه من سجن قاس و طويل. يمكن أن نقول أن الخطاب لم يتحرى الدقة في اختيار الألفاظ وخاصة محمولاتها القانونية و في كل ما يشير للعلاقة بالحركة والانتساب إليها والدفاع عنها مما لا يتسامح النظام بسهولة في القبول بها وفي تجارب السابقين من الرموز المسرحة ما يعطي فكرة على ردود أفعال النظام إزاء ذلك سواء من رد الفعل أو التغاضي. ولكن كل ذلك لا يرقى في تقديري لأن يكون السبب الرئيسي لما أقدم عليه النظام. نعرف أن الدولة التونسية مهووسة بما نسميه هيبة الدولة والذي يعد مقدسا فوق المقدس تتحمل من أجل عدم المساس به كل ردود الأفعال الدولية والإعلامية و لا تبالي و قد خبرت حجم ردود الأفعال و مداها وفي نفس الوقت خبرت فاعلية أساليبها الردعية في التحكم في الحراك الاجتماعي و السياسي و امتصاص مضاعفاتها السلبية. كما لا أتصور أن النظام مسرور بفتح تشابك شوش عليه إنجازاته و إن كان يعتقد أنه نجح في إدارته. الدول كما الأشخاص تحرص على تقليل حجم المشاكل عندها حتى وإن بدت محدودة التأثير. إذن ما الذي ولّـد رد الفعل هذا ؟ ليس خطاب الدكتور شورو هو السبب ولا تحركاته التي لم تتجاوز بيته و جهاز الهاتف, إنه خطاب رئيس الحركة الشيخ راشد الذي تمادى في أسلوبه القديم المحبب إليه من التعالي والتشهير و القطيعة، خطاب لم ير أمامه إلا الشق الفارغ من الكأس – وهب أنه تجاوز الثلثين أو الثلاثة أرباع أو أكثر من ذلك و هو لعله كذلك – وأغمض عينيه عن المملوء منه. كل من له متابعة لخطاب الحركة و خاصة رئيسها يستطيع أن يدرك أن تصريح الجزيرة الأول بعد الإفراج جاء مضغوطا عليه من أجل أن يلفظ بكلمة « إيجابية » التي سحبت « لكن » من عنده البساط من تحتها. ثم كان حوار « إسلام أون لاين » و حوار « الشروق » الجزائرية غاية في التوتر والقطيعة ونفض اليد من جهة والتعالي والهروب إلى الأمام من جهة أخرى. إن خطاب رئيس الحركة هو الخطاب المتوتر والذي يجلب التوتر ولاشك ، خطاب انشغل بالمثالب والمظالم وأعرض عما سواها . ليت شعري ماذا تفيد المحاضرات في الندوات الأكاديمية عن الديمقراطية والحرية في الوقت الذي نعجز فيه عن المصابرة والمكابدة في تجسيدها عمليا في واقعنا. ليتنا ندرك أن التنظير حول الأدوية النافعة لا يفيد شيئا حين تكون بضاعتنا في ساحة الفعل العلاج بالسموم الناقعة (رغم أنها لا تتجاوز التهويش بالكلام و الصوت العالي). فمتى نطلق الازدواجية المقيتة طلاقا بائنا هو لا شك أحب الحلال لأن أصل عقد الزواج فاسد.     وربما كانت خطوط الهاتف حاملة لشيء من التناغم بين الاثنين مما لا يخفى على النظام متابعته وما سيزعجه دون ريب. وفي المقابل كان تصريح الأستاذ علي العريض المبني عن متابعة لأكثر من سنتين للواقع واحتكاك مباشر به، يجتهد في صوغ خطاب جديد في أرض جدباء ترنو و يرنو معها الجميع لغمامة (بحجم جزة نعجة كما يقول البدو) تطل من الأفق البعيد. سأل شيخ ابنه: يا بني إذا وجدت اثنين يختصمان فعلى من يكون الحق؟ أجاب الابن: على الظالم طبعا؟ قال لا يا بني الحق على الأعقل. وهكذا قد يتحول المظلوم إلى ظالم لنفسه بقلة حكمته وذهاب رشده. 


  

 الخمار والدخان في تونس: بين استحقاقات التدين وضرورات الحداثة

 

شاكر الحوكي – تونس، من كتـــــّاب موقع « بوّابــتي« 

 

لست معنيا بأن تدخن النساء سجائر « الرويال » و « المارلبورو، و كل ما أبدعته الشركات الأمريكية من سموم قاتلة أو تسببت في انتشاره، إذا كان ذلك يريحهن و يسعدهن، بل بالعكس كنت دائما أتساءل كيف للنسوة أن تبقى دون الرجال بمنأى عن آفات هذه الظاهرة السلبية ، هل لحكمةيتميزن بها أو بعد نظر لا مثيل له عند الرجال خاصة و أنهن أكثر انتباها و اهتماما للمسائل الصحية.

 

و لكن التجربة و الأيام أثبتت أن حال المرآة من حال الرجل تنحني للمظاهر السلبية و تستجيب للشكليات و جاهزة للسير خلف السائرين، و انه ليس صحيحا، أو لم يعد صحيحا أن المرأة هي حامية التقاليد و القيم كما يتصور ، بل أن المفارقة النفسية عند المرآة قد تبدو اعقد من تلك التي تصيب الرجل . ذلك أن الرجل ، الذي يحسب نفسه يقلب أقدار العالم وهو يقلب بين أصابعه مجرد سيجارة ، قد فقد منذ مدة الاعتناء بنفسه و مظهره و استسلم محبطا إلى سحر السجائر حتى انه لم يعد يبالي بصحته أو يهتم بنظافة أسنانه، تاركا بذلك الزمن يفعل فيه فعله دونمقاومة، حتى بات ابن الثلاثين و كأنه في الأربعين و ابن الأربعين كأنه في الستين، من كثرة الإقبال على التدخين، و لا يخفى على احد ما للتدخين من تأثير على شيخوخة الإنسان باتت إجماع كل المختصين، فضلا عن تنامي التجاعيد و تساقط الأسنان ، أما و الأمر يتعلق بالمرأةفمن المستغرب أن تسقط في هذا المطب، و هي التي عرفت باهتمامها بالرشاقة و الأناقة و الحرص الشديد على التجمل في كل مكان و استدامة شبابها، حتى أصبح وجهها مخبر كل أنواع الماكياج و الزينة و ملتقى كل الماركات العالمية، و باتت كل قطعة زجاج أو بلور أو واجهة على الطريق العام ، فرصة لمتابعة آخر المستجدات التي تطرأ على مظهرها بفعل هبة ريح من هنا، أو نسمة من هناك، أو قطرة مطر.

 

و مع ذلك ، نفهم أن يكون التدخين تمردا على المجتمع، و رفضا لتقاليده ، و أملاءاته ، و محاولة لمجارات العصر بكل ايجابياته و سلبياته، و شكل من أشكال تعبير المرأة عن حريتها و انخراطها في الحداثة، و محاولة لتأكيد الذات على حقها في التصرف بحرية في جسدها؛ في وقت استفحل الصراع بين السياسي(الادعاء بحقوق المرأة) و الديني( التشديد على النقاب و الخمار) و الاقتصادي(الإشهار) على هذا الجسد المسكين ، إذ يحاول كل طرف أن يحتكر الوصاية عليه .

 

و نتفهم أن يكون التدخين عند المرأة جزاءا من محاولة تجديد الأعراف و القيم، و شكل من أشكال إدراك المرأة لذاتها، و سحب اعتراف الآخرين بها كما هي، و أن اضر التدخين بصحتها و جمالها فالأولوية باتت لفرض الذات قبل فرض الجمال ، و أن تثبت وجودها بوصفها ابنة اليوم وليس الأمس، و ابنة مجلة الأحوال الشخصية و مبدأ المساواة، و وريثة العادات الغربية، و ليس عصور خلت من التهميش و القهر و الاستبعاد و الاستعباد. و قد لا يكون من الصدفة أن لا يحلو للنساء التدخين إلا في المحافل العامة و في حضور الرجال بالذات.

 

أليس الهدف هو الإقرار بالواقع الجديد بما يترتب عنه من نتائج؛ وهو بالمناسبة ما يعجز الرجال عادة عن فهمه، فيأخذون ذلك على انه مجرد نزوة عابرة لقضاء لحظة عابرة أو مجرد مشهد في شريط يعود إليه دور البطولة. و بالتالي لا يهم. و لكنه لا يلبث أن يدرك أن اللحظة العابرة مستمرة و أن كل « الرجال » إبطال فما يلبث أن يسترد عمامته، و يستعيد موقف الدوني من المرأة المدخنة، و يتفجر الموقف.

و إذا كان هذا المشهد بكل ما فيه و ما عليه، لا يمكن تفهمه إلا في هذا السياق ليكتسب معناه. فهذا لا يعني انه على المرأة أن تدخن حتى تدرك ذاتها أو تحقق وجودها؛ و إلا فلن تكون جديرة بوصفها معاصرة و حداثية . إذ احسب أن المرأة الذكية هي التي تحلّق بعيدا عن هذا السفاسف و الصغائر، فهي لا تحتاج أن تنفخ الدخان في وجوه الرجال المساكين حتى تحقق حريتها.

 

و لكن ما لا يفهم حقا هو ظاهرة التدخين عند المتحجبة أو لنقل المتدينة المحتجبة، و هي ظاهرة باتت شائعة عند الكثيرات منهن ، و أصبحت بارزة للعيان بشكل مستفز . و نحن لا نريد أن نفترض سوء النية في هؤلاء و نرميهم مسبقا بالإيهام و التمويه و الخداع و الجهل، أو أنهممندسين في صفوف جموع المتدينات بهدف التشويش عليهن و خلط الأوراق، بحيث تغيب المعايير و معها يغيب التميز بين الأضداد و الثنائيات و الصالح و الطالح، بل أكثر من ذلك عوضا أن تكون المتحجبة مثالا للأخلاق المستقيمة باتت في قفص الاتهام .

 

و لا يخفى على احد ما في مشهد المرأة المدخنة عموما من إثارة و إغراء أثبتت المدخنات حذقا في إبرازه و بات صنعة و فنا عند الكثيرات منهن، بل و فرصة للإيحاء أو التعبير عن الاستعداد للخطوات اللاحقة. لذلك فمثل هذه الظاهرة لا نراها إلا تهميشا للقضية و تمييعا للتدينو عبثا بالاستحقاقات الدينية .

 

لست من دعاة النقاب و الخمار أو الحجاب كما يقال؛ إذا كان هذا الحجاب يحمل معه مشروعا لحجب النور عن العقل، و يعني اختيار السكون على الحياة و السجن على الحرية ، أو اقتصر على تغطية الجسد فقط، أو كان مستفزا و ملفتا أكثر مما يجب ، أو استجابة لظرفية معينة، أو إنكارا للذات و إعلان عن موت الجسد ، أو كان انخراطا سياسيا، أو التزاما إيديولوجيا، أو حتى إذا كان بدواع دينية بحتة .

 

و سأكون فقط مع الحجاب؛ إذا كان محاولة للتصدي لكل مظاهر الانحراف و الاغتراب و التغريب، و متى كان ينبع من و عي حضاري و ثقافي و إحساس بالمسؤولية و قناعة ذاتية راسخة و مؤسسة؛ بما هو محاولة للتصدي للتفسخ الأخلاقي و الثبات على الموقف و الاعتراض على كل أشكال الاستغلال المادي للجسد ، و متى كان يهدف إلى الحفاظ عن الجذور الأصيلة للثقافة الوطنية و الحفاظ عن العرض و الشرف و الحياء و الحشمة، و كان محاولة لتجنب استفزاز ما تبقى من مشاعر الرجولة في الرجل .

 

و سأكون مع الحجاب إذا كان الحجاب قلعتنا الأخيرة، و حصننا الحصين للتصدي للقيم المبتذلة ، و الاستبداد، و التهريج الذي يبث على أمواج الأثير المحلية و عبر الفضائيات العربية، و كل أشكال الفرنسة التي تتعمّد ضرب اللغة العربية ، و كان تعبيرا عن الصمود في وجه الحملات الشرسة إزاء الإسلام، و المشككة في قناعاتنا الإسلامية، و كان تمسكا بقيمنا و تشبثا بمبادئنا.

 

و سأكون مع الحجاب متى تحول الحجاب عنوانا لهوية الأرض العربية أو المسلمة لاسيما في فلسطين كل فلسطين و في الشيشان و كوسوفو و الهند و نيجيريا و كينيا و اندونيسيا و تركيا و أقاليم الصين المسلمة و في كل بقاع الدنيا .

 

من هذا المنطلق، لا نرى في تلازم الخمار و التدخين إلا استفزازا و عبثا بالقضية؛ إذ انه من استحقاقات الحجاب- إذا كان لا بد منه- هو الالتزام بمنظومة القيم التي تترتب عنه، و التي تغذيه وتبرره، والعمل على حفظ رمزيته ليس بوصفه ساترا لعورة الجسد فقط، و أنما بوصفهساترا لعورات كل المجتمع و حاميا لتصوراته المثلى و بوصفه الثابت وسط المتغيرات.

 

(*)شاكر الحوكي، جامعي تونسي

 

)المصدر: موقع « بوابتي » (تونس) بتاريخ 11 نوفمبر 2008(

الرابطhttp://www.myportail.com/actualites-news-web-2-0.php?id=1961 :

 


صحيفة « الموقف »، لسان حال الحزب الديمقراطي التقدمي، (أسبوعية – تونس(،

العدد 476 بتاريخ 12 ديسمبر 2008

http://pdpinfo.org/PDF/476.pdf

 

صحيفة « الموقف »، لسان حال الحزب الديمقراطي التقدمي، (أسبوعية – تونس(،

العدد 475 بتاريخ 5 ديسمبر 2008

http://pdpinfo.org/PDF/475.pdf

 

 

 

 


 

 

                                 لا للتمييز بين المدارس النموذجية و المدارس العادية

 

عبد الجبار الرقيقي

                                                                                                           

اضطر بعض الأساتذة الذين يدرسون في المؤسسات التعليمية النموذجية بقابس إلى التغيب لمدة مطولة لأسباب قاهرة و هم يدرسون العربية و الفرنسية و الأنقليزية  و هذا أمر مشروع افترضه القانون و نظمه نصوص واضحة. و قد جرت العادة في هذه الحالات أن تستعين الإدارة الجهويةببعض الأساتذة المعوضين من بين غير المنتدبين رسميا للتدريس .

و لكن ما حصل في هذه الفترة يدعو إلى الإستغراب فقد إقترحت الإدارة بناء على مذكرة وزارية على بعض الأساتذة المنتدبين المترسمين ممن يدرسون في الإعداديات و المعاهد الثانوية أن يتخلوا عن تلاميذهم و أقسامهم و أن يتحولوا إلى معوضين في المؤسسات النموذجية على أن تعوضهم الإدارة هم بدورهم بأساتذة معوضين . و الحكمة من كل هذه العملية أن تلاميذ النموذجي لا يجوز أن « يتضرروا » من أستاذ معوض لا تجربة له بينما يجوز ذلك بالنسبة لتلاميذ المؤسسات العادية . و قد رفض عدد من الأساتذة الذين عرض عليهم هذا الأمر و قبل به البعض الآخر ممن لم يدرك خطورة ما يحدث .

و هذا يتناسب مع المذكرة الصادرة أواخر السنة الدراسية الفارطة التي تظمنت شروط الترشح للتدريس بالمؤسسات النموذجية و منها الشهادة العلمية و العدد البيداغوجي و الأقدمية و خاصة خلو ملف المدرس المهني من العقوبات . فالمسألة إذن تتعلق بتصور جديد يتأسس تدرجيا حول المؤسسة التعليمية النموذجية و يتجه أكثر فأكثر نحو تعميق الفوارق بينها و بين المؤسسات العادية سواء في نوعية التلاميذ أو في التجهيزات أو في إطار الإشراف أو في إطار التدريس أو في البرامج بالنسبة للإعداديات . بل إن الإنتماء لطبقي و الجهوي يشهد بدوره فرزا واضحاو متزايدا يختزل ما أضحت عليه مدرستنا العمومية .

هذه المدرسة التي أنتجت كل ما حققته تونس من مكاسب تشكو اليوم من مشاكل تتفاقم يوما بعد يوم فالبنية الأساسية شهدت اهتراء حقيقيا و التجهيزات فقيرة و لا تفي بالغرض و لا تحقق حتى الغايات التي وضعتها وزارة التربية نفسها و هو ما يدفع بعض المدارس إلى استجداء أولياءالتلاميذ أو أثرياء الجهة لإتمام أعمال الطبع و الصيانة. إضافة على ضعف فادح في إطار الإرشاد التربوي رغم تفاقم ظواهر العنف داخل المدارس و في محيطها.

هذا دون أن نتحدث عن تخلي شبه كلي عن المطاعم و المبيتات المدرسية رغم وجود أعداد كبيرة من تلاميذ القرى و الأرياف الذين يجبرون على قطع مسافة حوالي 70 كلم يوميا و البقاء من السابعة صباحا إلى السادسة مساء على ذمة الدراسة لتعذر النقل و مثال ذلك منطقة « الهيشة » وغيرها .

إن إحداث المؤسسات التعليمية النموذجية في إطار خطة وطنية إستراتجية تهدف إلى رصد ثروة الذكاء البشري لرعايته و تثمينه ليصبح خزانا تنهل منه مؤسسات البحث العلمي ذات الغايات الواضحة المسخرة لخدمة التنمية و الرقي أمر معقول و مطلوب و لكن الواقع غير ذلك فالمجموعة الوطنية تضحي و تنفق سنوات طويلة على خيرة شبابنا لتكوينهم و نسلمهم بعد ذلك هديه إلى أمريكا و أوروبا لتستفيد من ذكائهم و علمهم و تستقوي بهم علينا. ثم نخجل أن نفتخر بأحد أبنائنا العاملين في المخابر الغربية لأن بلاده لم توفر له فرصة ليخدمها.

إن السياسية المتبعة في المؤسسات النموذجية تحتاج إلى مراجعة جذرية في إطار تصور إستراتيجي لإستثمار الذكاء في مخطط وطني و مغاربي و عربي يصبو إلى التنمية بإعتماد الطاقات البشرية.

و لكن ذلك يعني ضرورة مراجعة الوضعية العامة التي آلت إليها المدارس و الإعداديات و المعاهد بنية أساسية و تجهيزا و إطارا تربويا و محيطا و غايات و برامج من أجل إعادة الإعتبار للمدرسة كوسيلة للإرتقاء الإجتماعي و كمحرك للتنمية و الرقي.

أما أن يتواصل التمييز و الفرز و تتعمق الفوارق بين أصناف التلاميذ و بين الجهات و بين الشرائح الإجتماعية فهذا ما يهدد بخلق مؤسسات « ارستقراطية » تعلق عليها كل الآمال و تحوز كامل الإهتمام و تفوز بالتمويل و الإعتمادات و ينذر بمزيد الإهتراء و التدهور لباقي المؤسسات.

 

المصدر : جريدة الموقف لسان الحزب الديمقراطي التقدمي

 


 

ردود وتفاعلات على مقال حافظ الغريبي في الصباح الأسبوعي

 

حمل لنا البريد الالكتروني عديد التفاعلات حول ما كتبه رئيس التحرير حول «عندما يتباهى نواب الشعب بإلغاء أداء على إقامة السياح».. وفيما يلي جانب من هذه الردود.

 

أحييك على هذه الروح الوطنية وعلى غيرتك على وطننا العزيز والتي أتمنى أن تكون في وجدان كل تونسي فبارك الله فيك وفي قلمك فبلدنا لا ينهض به إلا الغيورون عليه عشت وعاش أمثالك..

 

2006tigre@live.fr 

 

*برافو.. نتساءل أحيانا هل نحن ممثَّلون فعلا في البرلمان ..

 

نحن ندفع 110دنانير مقابل استخراج «فيزا» لأوروبا و60 دينارا للطابع الجبائي و40 دينارا للتأمين بما يعني أننا نسدد ما يقابل «السميغ» لكي نسافر الى الخارج ..إنه كثير.. كثير جدا..

 

سامي بن شعبان

 

*أريد فقط أن أقول لكم ألف شكر من قارئة وفية لصحيفتكم .

 

م.ع

 

*برافو لما كتبتموه حول النواب.. المطلوب تناول مسألة طابع السفر على انفراد.. وقد لاحظنا جرأة في مقالاتكم التي اعتبرها شيئا جميلا.

 

عادل بن لاغة

 

*شكرا جزيلا على ملاحظتك فيما يخص طابع السفر الذي لا فائدة حقيقية منه إلا إقلاق راحة القلة الذين يسافرون على حسابهم. لأن أكثر المسافرين هم موظّفو الدولة الذين يذهبون في مهمات رسمية وتدفع الدولة من الضرائب معلوم طابعهم. ألا يكفينا بأن دينارنا ينزلق الى أسفل كل سنة ويجعلنا من أفقر السياح خارج بلادنا بل تفقرنا مصلحة الضرائب ولست أدري كم تجني من ذلك. كل الدول تقبض معلوما على المسافرين سواء كانوا أجانب أم مواطنين الا تونس فهي تقبض على التونسيين فقط وهي بذلك تقوم بتمييز مبني على الجنسية مناف لحقوق الانسان البسيطة.

asbouazzi@gmail.com

*شكرا شكرا شكرا لقد اثلجت صدري هكذا تكون الصحافة أو لا هذه شجاعة تشكر عليها وننتظر المزيد حتى نرتقي بتونس التي نحبها شكرا مرة أخرى والسلام.

 

شهاب خياطي

 

)المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 15 ديسمبر 2008(

 


 

نائب الشعب وشعب النائب

 حافظ الغريبي

لم يمرّ ما كتبته من نقد موجّه لأعضاء اللجنة البرلمانية التي دعت الحكومة الى إلغاء فصلين من قانون المالية أحدهما يتعلّق بفرض أداء على إقامة السائح في فنادقنا مرور الكرام..

 

 حيث حمل لنا الهاتف والفاكس والانترنيت ردود أفعال ايجابية.. ولا أعتقد أن شخصا لا تعرفه يكلّف نفسه مشقة الإتصال على حسابه الخاص ليشكرك..أن هذا الشخص يجامل.

 

ورغم سيل المكالمات والرسائل الالكترونية من عموم القراء وحتى من كبار القوم فإني لم أتأثّر لها كما تأثّرت لذلك المتقاعد من إحدى وزارات السيادة الذي قال لي بصريح العبارة «نكلّم فيك وعينيّ تزغلل بالدموع.. على خاطر قلت اللي يلزمو يتقال».

 

وحتى داخل قبّة البرلمان اعترف بعض النوّاب بأنهم مقصّرون في تناول مسائل تهمّ مباشرة من انتخبوهم معتبرين ما نشرته تحت عنوان «ويقبلون أن يسدد التونسي 60 دينارا عندما يغادر البلاد ـ.. عندما «يتباهى» نواب الشعب بإلغاء الأداء على إقامة السيّاح الأجانب» نقدا بنّاء يجب أخذه بعين الإعتبار.

 

غير أن هذا النقد يبدو أنه لم يعجب نائبا محترما احتجّ رسميا مدّعيا أنني شكّكت في وطنيّته.. فمعاذ الله أن أشكك في وطنيّته وهو الذي برهن عنها عندما تبرّأ من حشر اسمه ضمن قائمة النوّاب الذين طالبوا وزير المالية بالتخفيض في أسعار المحروقات.. لكن فقط أردت أن أسأل حضرة النائب المحترم إذا استحسن من اتصلوا بنا من عموم الناس أي من أفراد الشعب نقدنا والذي لم يستحسنه حضرته: من ياترى نائب الشعب ومن يا ترى شعب النائب؟

(المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 15 ديسمبر 2008)


 

 كراس فارغة في المنتدى العربي لحرية الصحافة

 

 

لم يكتمل نصاب المنتدى العربي الثالث لحرية الصحافة المنعقد في بيروت يوم الجمعة. فقد منعت السلطات السورية والسعودية والتونسية أربعة صحفيين وناشطين من السفر لحضور المؤتمر. ولم تكتفي تونس بهذا المنع بل أرسلت بعثة لتدافع عن وجهة نظر الحكومة.

 

تانيا طبر وألكسندرا ساندلز – منصات

 

بيروت – لدى افتتاح المنتدى العربي الثالث لحرية الصحافة في فندق مونرو في العاصمة اللبنانية بيروت، كان في مقدمة الحضور أربعة كراس فارغة كان من المفترض أن يجلس عليها المدون السعودي فؤاد الفرحان، مازن درويش مدير المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، الصحفي التونسي لطفي الحضوري والمحامي التونسي المعني بحقوق الانسان محمد عبو. وقد أوقف الأربعة كل في بلده بينما كانوا يهمون للسفر لحضور المنتدى الذي ينظمه الاتحاد العالمي للصحف وصحيفة النهار اللبنانية.

 

ترأس الجلسة الأولى سعيد السليمي، المدير التنفيذي لمركز حرية الإعلام في المغرب، وأشار في خطاب الافتتاح إلى انواع المضايقات والقمع الذي يواجهه الصحفيون في العالم العربي.

 

وقال السليمي « خف انتشار الاغتيالات والسجن مع ظهور اساليب جديدة للسيطرة على الصحفيين، مثل ما حصل مع زملائنا الذين منعوا من الحضور. في الواقع، لم يتمكن أي صحافي دعي من سوريا من الحضور« .

 

وقد أدان الاتحاد العالمي للصحف، المعني بحماية حرية الصحافة والترويج لها وللمصالح المهنية للصحف في مختلف أنحاء العالم، ما فعلته الحكومات التونسية، السعودية والسورية. واعتبر في البيان الذي أصدره أن « منع الصحفيين من الحضور هو لمنعهم من تقديم شهاداتهم حول القيود المفروضة على حريات الصحافة في دولهم« .

 

وكان من المفترض أن يتحدث الفرحان المعروف باسم « عرّاب التدوين السعودي »، والذي خرج مؤخرا من السجن، في لجنة تركز على التغيّرات التي طرأت على عالم التدوين العربي، لكنه أوقف في المطار يوم الأربعاء الماضي.

 

وقال المدون السعودي أحمد العمران، أو « سعودي جينز »، أن الفرحان لم يعرف سبب منعه من السفر، وأضاف « جاء هذا المنع مفاجأة لي لأني ظننت أن الحظر انتهى، بما أنه أخلي سبيله قبل أشهر قليلة فقط« .

 

أما عبو والحضوري، فكانا مشاركين في حلقة عن الرقابة والمضايقات التي يواجهها الصحافيون والناشطون في المجتمع المدني في تونس، فيما منع درويش للمرة الثانية من حضور المنتدى.

 

وقد تركز النقاش خلال الجلسة على تونس عندما قاطع أربعة مشاركين رسميين تونسيين – إثنين منهم يعملون في السفارة التونسية في بيروت و إثنين أتوا من تونس – تقديم الدراسة التي أعدتها المجموعة التونسية للمراقبة عن مشاكل حرية الصحافة في تونس.

 

اتهم التونسيون الأربعة المنتدى بأنه “منتدى سياسي” وسألوا عما يفعله ناشطون حقوقيون في مؤتمر عن الإعلام.

 

وقد أجابهم محمد عبو غيابا عبر بيان أرسله الى المؤتمر جاء فيه “حتى إن وضعونا في مستوعبات ورموها من على تلة لن نترك الشعلة التي نحملها في أيدينا”.

 

وقد أكدت نظيرة رجيبة (أم زيد) كلام عبو. وكنت رجيبة قد أدينت مؤخراً بسبب مقال نشرته في جريدة مواطنون بعنوان « هاجموا كلمة ». والمقال عبارة عن دفاع عن موقع كلمة الإخباري الذي يتعرض لهجوم مستمر من قبل السلطات التونسية.

 

« لا تنظروا الينا كضحايا » قالت رجيبة. “نحن مناضلون تتعرض لنا الحكومة. نحن ندفع ثمن الحرية، والحرية هي الباب نحو التغيير.”

 

أما عبد الكريم الخيواني، رئيس التحرير السابق في صحيفة الشورى اليمنية، فقد تحدث خلال الجلسة الأولى تحت عنوان « أساليب حكومية ملتوية تعيق صحافة عربية حرة » ونوه بالزملاء الأربع الذين منعوا من السفر، فيما أعرب عن خيبة أمله من الحكومات العربية التي اتخذت هذا القرار.

 

وكان الخيواني قد منع من مغادرة اليمن حين حاول حضور مؤتمر في مصر عن حقوق الانسان، لكن الحظر رفع سريعا.

 

وقال « أود إدانة أولئك الذين منعوا الصحفيين من السفر لأنهم يعتقدون أن باستطاعتهم إخفاء ما يجري في بلدانهم« .

 

وأشار المشاركون إلى أن إحدى أهم المشاكل التي تواجههم في دولهم الأم هي اتهامات بالضلوع في نشاطات إرهابية تلجأ إليها الحكومات لاستهداف الصحفيين المستقلين، المدونين، والناشطين، وهذا ما يحصل في العالم العربي ككل.

 

الخيواني، الذي اتهم بالمشاركة في أعمال إرهابية وسجن لستة أعوام، تحدث عن الحكومات التي تستخدم الحرب على الإرهاب لاستهداف صحفيين، رغم اعتراض المجتمع الدولي على صحة هذه الاتهامات.

 

وقال الخيواني « يتهم معظم الصحفيين بالإرهاب وغيرها من اتهامات التشهير، أو بتشويه سمعة الدولة. وتستخدم الحكومات الحرب على الإرهاب لمهاجمة الصحفيين والإعلام. يقولون أن هناك 20 مليون إرهابي في اليمن، لكن هذا يعني أن جميع اليمنيين هم إرهابيون« .

 

وانتقد الحكومات العربية مشيرا إلى أنها « تفضل المحافظة على وضعها الحالي على القبول بالتطور والتغيير »، مستثنيا لبنان والكويت.

 

لكنه قال أن القمع الحكومي تضحية لا بد أن يقدمها الصحفيون من أجل الحرية.

 

« نعم، الثمن غال وستقف الحكومات أمامنا وتستخدم جميع الأساليب، لكن علينا فرض أنواع جديدة من التغيير. الثمن ليس باهظا لمن يؤمن في التغيير والمساواة والعدالة. لا قيمة للحياة من دون تضحية« .

 

ابراهيم عيسى، رئيس تحرير الدستور المصرية والتي وصفها السليمي بأنها « أكثر الصحف المصرية استقلالا وانتقادا » والتي منعت من الصدور بين 1998 و2005، وصف الاعلام العربي بأنه غرفة غاز، ومهمة الصحافي هي فتح النافذة.

 

وأضاف عيسى الذي حاز على جائزة « جبران تويني » لهذا العام أن « أهم شيء هو التحلي بالشجاعة الكافية لفتح نافذة في غرفة الغاز هذه التي تمثل العالم العربي. على الدول العربية التوقف عن التصرف بجبن، وعلى الدول الغربية أن تكف عن النفاق« .

 

)المصدر: موقع « منصات » بتاريخ 12 ديسمبر 2008(

الرابط:http://www.menassat.com/?q=ar/news-articles/5416

 


 

زياد الهاني عضو المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين

 لن يُسمح بتكرار « انقلاب قربة » في نقابة الصحافيين التونسيين

 

 

تونس/الوطن/حوار نورالدين المباركي

 

قال عضو المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين زياد الهاني إنّه لن يسمح بالانقلاب على الهياكل المنتخبة والشرعية للنقابة وإنّ ما حصل في « مؤتمر قربة » (الانقلاب على الاتحاد العام لطلبة تونس- التحرير) لن يتكرر في النقابة الوطنية للصحافيين.

وتشهد النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين منذ مدّة عدّة تجاذبات مردّها التباين في وجهات النظر، بلغت ذروتها قبل أيام في مؤتمر اتحاد الصحافيين العرب حين تقدّم مرشحون إلى المكتب الدائم لاتحاد الصحافيين العرب غير مدعومين من النقابة الوطنية لصحافيين التونسيين.

هل للسلطة دور فيما يحدث داخل نقابة الصحافيين؟

كيف تحافظ النقابة على استقلاليتها؟

هذه الأسئلة وغيرها يجيب عنها زياد الهاني في هذا الحوار

 

** بعد نحو شهرين من اجتماع المكتب التنفيذي الموسع لنقابة الصحافيين…هل ما زال من الممكن الحديث عن محاولات للانقلاب على المكتب التنفيذي المنتخب في المؤتمر؟

ما حصل في مؤتمر قربة الطلابي لن نسمح بتكرره في النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين. ومهما كانت الخلافات بيننا داخل المكتب التنفيذي للنقابة الذي حمّله الصحفيون التونسيون أمانة الدفاع عن مصالحهم، لن أسمح بالانقلاب على هذا المكتب الذي أعطاه الصحفيون التونسيونشرعية تمثيلهم والتعبير عن طموحاتهم. مع التأكيد على شرعية كل الهياكل المنتخبة للنقابة. إذ من غير المعقول بأن يحجب البعض الشرعية عن المكتب التنفيذي الموسع لأن به أغلبية لا تنسجم توجهاتها مع المكتب التنفيذي. علينا احترام إرادة الصحفيين الحرة التي عبّروا عنهامن خلال عملية انتخابية سرية وديمقراطية وشفافة. الصحفيون أرادوا لنقابتهم أن تكون تعددية ومتوازنة الأجنحة، وعلينا أن ندير خلافاتنا بالاحتكام للقانون الأساسي والنظام الداخلي للنقابة. وإذا تعذر ذلك، فالحل الوحيد يكون بالرجوع للصحفيين من خلال مؤتمر استثنائي باعتبارهم أصحاب الأمر.

 

** تبدو هياكل نقابة الصحافيين منقسمة إلى وجهتي نظر، الأولى تسعى للحفاظ  على استقلالية النقابة عن كافة الأطراف السياسية بما في ذلك السلطة، والثانية لا تخفي ارتباطها ببعض الجهات الرسمية.. هذا الانقسام وما خلّفه من تداعيات، ألا ترى أنّه أحد أسباب عدم قدرة النقابة على أداء دورها في ظروف عادية.

الدور الأساسي لأية نقابة هو الدفاع عن المصالح المادية والمعنوية لمنظوريها. وكقطاع نوعي، يعتبر تمسكنا بحرية الصحافة وانخراطنا إلى جانب باقي المكونات الفاعلة للمجتمع المدني في الدفاع عن حرية التعبير والحريات العامة وتكريس دولة الحق والمؤسسات أحد شروط وجودنا.التحدي يمكن في القدرة على إيجاد معادلة تكفل بناء علاقة شراكة وتعاون مع السلط العمومية باعتبارها المؤثر الأكبر في القطاع من جهة، دون التفريط في منطقاتنا المبدئية وغاياتنا الإستراتيجية التي نرنو إليها من جهة ثانية. نقابتنا لا يمكنها إلاّ أن تكون مستقلة، ومنمصلحة الجميع أن تكون كذلك.

 

** لكن عدد من أعضاء المكتب التنفيذي للنقابة يؤكّدون أن النقابة شبه محاصرة..وأن علاقتها بسلطة الإشراف شبه مقطوعة وهو ما أثّر سلبا على إيجاد حلول لبعض الملفات المهنية المطروحة.

أيّـة علاقة بين أيّ طرفين لا يمكن أن تنجح إلاّ إذا كانت قائمة على الثقة والاحترام المتبادل. الحل كما سبق لي أن قلت يكمن في إيجاد معادلة متوازنة تكون مصالح الصحفيين فيها هي المنتصرة.

 

** كلام كثير ردّد حول مشاركة نقابة الصحافيين في مؤتمر اتحاد الصحافيين العرب المنعقد بالقاهرة…وبعيدا عن بعض التفاصيل والملابسات…ألا ترى أنّه كانت هناك نيّة مسبّقة لإضعاف النقابة من خلال تقديم مرشحين موازيين لمرشّح المكتب التنفيذي.

الخلاف حول هذا الموضوع كان موجودا قبل التحول إلى القاهرة، وفشلنا للأسف في تطويقه وإيجاد حلّ له في المكتب التنفيذي وكذلك في المكتب الموسع. حسب التقريرين المقدمين من الزميلين سفيان رجب وناجي البغوري للمكتب حول مشاركة نقابتنا في مؤتمر اتحاد الصحفيين العرب، يظهر أنه توفرت لنا فرصتان لتقديم مرشح واحد باسمنا. لكن للأسف لم تتم الاستفادة منهما. في كل الأحوال كان الزميل حبيب الشابي هو المرشح القانوني للنقابة وكان على الجميع دعمه. واليوم نحن أمام واقع جديد هو نجاح الزميل الهاشمي نويرة رئيس الهيئة التأسيسية للنقابة فيالحصول على موقع بقيادة اتحاد الصحفيين العرب، وليس من مصلحتنا إغفال ذلك.

 

** هل تعتقد أنّ سلطة الإشراف لها دور فيما حصل؟

المتنافسون الثلاثة الزملاء الهاشمي نويرة وسفيان رجب وحبيب الشابي أقدر مني على الإجابة على هذا السؤال.

 

** لكن الزميل الهاشمي نويرة الذي فاز بمقعد في المكتب الدائم لاتحاد الصحافيين العرب معروف أنّه يدافع (وهناك من يقول يمثّل) عن وجهة نظر السلطة الإشراف.

حسب معلوماتي الزميلان سفيان رجب وحبيب الشابي لا ينتميان للمعارضة، وعلاقاتهما كصحفيين بدوائر القرار وتواصلهما معها لا تقلّ عن الزميل الهاشمي نويرة.

 

** فزت مؤخرا بعضوية المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي للصحفيين (نهنئك على ذلك).. أنا كصحفي تونسي ماذا يمكن أن أستفيد من تواجدكم في هذا الهيكل.

الصحفي التونسي جزء من المجتمع الدولي للصحفيين، والاتحاد الإفريقي للصحفيين حلقة هامة من حلقات القرار بهذا التجمّع المهني العالمي. الصحفي التونسي بحكم طبيعته لا يمكنه الانعزال عن قضايا زملائه في الوطن العربي وإفريقيا باعتبارهم عمقه الاستراتيجي. علينا أن لا نفكر فقط بما يمكننا أن نحصل عليه من الآخرين، نحن مطالبون أيضا بالتفكير في ما يمكننا أن نقدمه لهم. أنا أعيد صياغة السؤال لأقول كيف يمكنني كصحفي تونسي أن أكون فاعلا وطنيا وإقليميا ودوليا؟ كيف يمكنني أن أمدّ جسور التعاون مع الآخرين خاصة الأقرب منهم إليّ حتى نكوّن جبهة واحدة للدفاع عن مصالحنا وقضايانا المشتركة؟ أكثر من ذلك، أرى أننا معنيون جميعا كلّ من موقعه وبقدراته بالعمل على تحصين قارتنا من النفوذ الأجنبي.

وأستغل هذه المناسبة لأعبّر من خلالكم عن أملي في استضافة تونس للمؤتمر القادم للاتحاد الإفريقي للصحفيين خلال الثلاثية الأولى من سنة 2010، وأرجو أن نتمكن من إقرار اللغة العربية كلغة رسمية ثالثة في الاتحاد إلى جانب اللغتين الفرنسية والانجليزية.

 

** ثمّة نسبة من الصحافيين (قواعد النقابة) يعتبرون أن تمثيل النقابة في الهياكل العربية والدولية والإقليمية مسألة مهمّة لكن الخلافات حولها لا يجب بأي حال من الأحوال أن تهمل تمثيل النقابة للصحافيين والدفاع عن مطالبهم المادية والمعنوية. هناك اليوم عدّة ملفات مطروحة..لكن يبدو أنّها أصبحت تحتل مرتبة ثانوية.

في غياب الانجازات من الطبيعي أن لا تظهر إلاّ الخلافات. نحن مطالبون بأن نكون فاعلين وطنيا بما نحققه لصحفيينا من مكاسب. وكذلك دوليا من خلال نضالنا المشترك مع باقي زملائنا في العالم. نحن كصحفيين في تونس وفي العالم جسم واحد لا ينفصل.

 

** لماذا لا تعطى للنقابة فرصة للعمل بعيدا عن الضغوطات والمعارك الجانبية التي تحشر فيها ثم بعد ذلك نقيّم أداءها..  وتحكم لها أو ضدّها « القواعد » التي انتخبتها؟

نحن نعمل في قطاع حساس تسعى كل مراكز النفوذ السياسي والمالي والاجتماعي والثقافي للحصول على مواقع نفوذ وتأثير فيه. مسؤوليتنا جميعا كصحفيين وكنقابة تمثلهم، أن نحافظ على استقلالية قرارنا وعلى مبادئ مهنتنا. المعارك الجانبية كانت للأسف في جانب كبير منها للتغطيةعلى الفشل في تحقيق مكاسب للصحفيين في وقت كانت فيه كل الأبواب مفتوحة أمامنا. حاولت أكثر من مرة إصلاح ما رأيته ضارا بمصالحنا، والنتيجة كانت تهجمات في عديد الصحف ومواقع الانترنت بمقالات غير موقّعة أغلب الأحيان أو بأسماء مستعارة. وإذا وضّحت في مدونتي أو كشفت عن بعض التجاوزات الموثقة، أصبح متهما بانتهاك أخلاقيات المهنة. هل أن المطلوب مني هو الصمت؟ أرفض منطق « لا صوت يعلو فوق صوت المعركة » الذي أودى بنا كأمّـة للمهالك. أرفض الخضوع لمنطق من ليس معي فهو ضدي. أرفض أن أكون شاهد زور. تماما كما أرفض هذه اللعبة السمجة التي تضيع فيها مصالح الصحفيين. لذلك وأمام تزايد التصدع والخلافات في صلب المكتب التنفيذي، دعوت زملائي فيه خلال أخر اجتماع له يوم الاثنين غرة ديسمبر الجاري إلى أن نقدم استقالة جماعية ونعيد الأمر لأصحابه، طالما نحن عاجزون عن تحمّـل أعباء الأمانة التي وضعها بأعناقنا الصحفيون.

 

** سؤالنا الأخير.. ألا يراودك الشعور أنّ الحفاظ على الاستقلالية مسألة تتطلب جهدا وصراعا في بعض الأحيان مريرا

علينا في البداية أن نحدد تعريفنا للاستقلالية. الاستقلالية كما أراها هي أن يكون قرارنا نابعا منا وهادفا لخدمة مصالحنا كصحفيين.  نحن نتطلع اليوم كصحفيين إلى إصدار قانون موحد للمهنة كالأطباء والمحامين والقضاة. نتطلع إلى اتفاقية مشتركة خاصة بالصحفيين. نتطلع إلى تطبيق القانون واحترام حقوق الصحفيين وبعث اتحادنا اتحاد الصحفيين التونسيين. وذلك بنفس القوة التي نتطلع بها لإنجاز مشروع سكني يستهدف 300 صحفي أغلبهم من الصحفيين الشبان، ولتحسين ظروفنا المادية البائسة. أيعقل أن تتمسك جامعة الصحة بزيادة لمنظوريها في المنحة الخصوصية لا تقل عن 100 دينار، ونحصل نحن الصحفيون على زيادة في منحة الصحافة لم تتجاوز 7 دينارات؟؟

 

** هل يقدر « جيشنا » نحن الصحفيين بجاهزيته الحالية على مواجهة كل هذه الأعباء الآن؟

الاستقلالية تمكن في قدرتنا على تحقيق هذه الأهداف. أنا ضد الانجرار إلى معركة لا يكون الصحفيون هم من يحدد توقيتها، وينتصر فيها. معركتنا الحاسمة قد تنطلق في أفق 2014، وعلينا الإعداد لها وتوفير مستلزماتها من الآن، إذا أردنا  أن نخرج من الحلقة المفرغة التي ندورفيها منذ عقود. ولا ننسى أن المعارك تحسب بنتائجها وليس فقط بتفاصيل إدارتها. نحن بحاجة إذا أردنا أن ننجح، إلى كثير من الجهد والصبر والحكمة.

 

)المصدر: صحيفة « الوطن » (اسبوعية – تونس)، العدد 63 بتاريخ 12 ديسمبر 2008(

 


 

بسم الله الرحمان الرحيم

و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين

الرسالة رقم 517

على موقع تونس نيوزتونس في : 15/12/2008

بقلم محمد العروسي الهاني

مناضل – كاتب في الشأن الوطني و العربي و الاسلامي

رد السيد الطاهر بلخوجة في جريدة الموقف يوم 05/12/2008 كان على غاية من الأهمية

والإطلاع عليه مفيدا للأجيال ودرسا للكبار ومرجعا للأحرار

 

بكل استغراب ودهشة وحيرة اطلعت على الحوار الذي جرى بمؤسسة التميمي خلال الشهر المنصرم حول الإشاعات المفرضة والافتراءات المزعومة والاتهامات الخطيرة والأمراض القلبية المزمنة والطموحات الغير مشروعة للوصول إلى مأرب شخصية أو مطامح خاصة ورخيصة على حساب تاريخ أمة ومجد شعب وكفاح رموز وتضحيات زعيم خالد أفنى العمر من أجل تونس وشعبها وعزة الأمة وسيادة الوطن واستقلال البلاد وتحرير العقول وبناء دولة عصرية حديثة وناضل طويلا وصمد وصبر وسجن وأبعد وضحى بشبابه وحياته وزوجته ونجله الوحيد وأهله وأخوانه وأصدقاؤه وعشيرته وبني وطنهضحى بالنفس والنفيس وبالأهل والعمل والخبزة وإرث والدته وإرث والده أي رجل هذا أي زعيم هذا أي بشر هذا الذي يزهد في الحياة ووسخ الدنيا والوظيفة والعمل ويترك الزوجة والإبن الوحيد ويغامر بحياته ومستقبله وصحته من أجل الشعب ويضحي بشبابه وبكل شيء من أجل سيادة الشعب وحريته وكرامته ويرمي بنفسه في السجون والمنافي وهو في سن 31 سنة أي رجل هذا وأي نوع هذا يترك مهنة المحاماة والمال والشهرة والعاصمة والشطوط والمرسى وحلق الوادي وما يحبه الشباب في عمره يترك كل هذه الحياة الكريمة وهو صاحب الشهادة العليا في الحقوق والقانون عام 1927وهو في سن 24 سنة ويدخل معترك النضال والصحافة والمغامرة والكتابة بجرأة وشجاعة ويتألق وينجح ويأثر في العقول والقلوب ومقالاته المؤثرة تأتي بالنتائج الإيجابية والتوعية والحماس والمشاركة الفاعلة وتؤتي لنتائجها ويشعر الاستعمار الفرنسي المتحل بخطورة قلم هذاالمحامي الشاب والزعيم الثائر فيقرأ له الاستعمار الفرنسي ألف حساب وبعدها يواصل النضال ويتقدم حول القيادة السياسية ويغامر مع رفاقه الشبان الخمس وتتظافر جهودهم حول تطوير العمل السياسي ضمن الحزب الحر الدستوري التونسي ويقع ضمهم للحزب وبعد فترة شعر قادة الحزب القديم بتقدم أفكار الشبان أصحاب الشهائد العليا وأحسوا بالتغيير والحماس والمشاركة الفاعلة والفكر المتحرر وتطوير العمل السياسي وإعلان الاتجاه الوطني والكفاح التحريري المنظم والإصداع بالحقوق السياسية والمطالبة المشروعة بأكثر جرأة وشجاعة واندفاع و وبدون خوف منالسجون والأبعاد والمنافي والموت من أجل الوطن وقد وقع الخلاف المبارك والانشقاق المبارك الذي عمل بعقد مؤتمر خارق للعادة بمدينة قصر هلال مدينة النضال الوطني ودعاء الزعيم الشاب المحامي الحبيب بورقيبة رحمه الله بضرورة عقد مؤتمر خارق للعادة لتوضيح الخلاف واعتمادمنهجية للكفاح الوطني والعمل السياسي المتطور للوصول إلى الأهداف المرسومة وغامر يوم 3 جانفي 1934 بزيارة مدينة قصر هلال لشرح الخلاف وتوضيح الأمور فوجد في البداية انكماش وعدم تحمس وبعد حوار طويل طلبوا منه العودة بعد الإفطار في يوم من شهر رمضان المعظم وعاد الزعيم الحبيب بورقيبة رفقة صديقة ورفيقه الطاهر صفر رفيق الدرب واجتمع بمناضلي قصر هلال وبعد حوار دام أكثر من 4 ساعات كاملة في ليلة ليلا في شهر الشتاء البارد اقتنع الجميع ورفعوا على الأعناق وهتفوا بحياة تونس وعاهدوه على مواصلة العمل معه وحددوا له موعدا جديدا لاحتضان مؤتمر الحزب وفعلا كتب التاريخ أن تحتضن مدينة قصر هلال أول مؤتمر خارق للعادة لميلاد الحزب الجديد حزب التحرير والبناء وقد انتخب المؤتمر التاريخي يوم 2 مارس 1934 قيادة جديدة للحزب واسندت رئاسة المؤتمر للدكتور محمود الماطري والكاتب العام للحزب اسندت هذهالخطة إلى الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة وبقية الأخوان الطاهر صفر مساعد الكاتب العام ومحمد بورقيبة أمين مال للحزب والبحري قيقة مساعد امين مال وكان المؤتمر التاريخي بقصر هلال المنعرج السياسي والمحطة السياسية الهامة التي دعمت الحركة الوطنية وفتحت الأبواب لكل شرائح الشعب للانخراط في الحزب الجديد والمشاركة في التعبئة العامة من أجل التحرير الوطن.

وقد نجحت الخطة الاستراتيجية التي اعتمدها الديوان السياسي للحزب بفضل القيادة الجديدة وتغيرت أساليب العمل السياسي المنظم ضد الاستعمار الفرنسي وعندما شعر الاحتلال الفرنسي بخطورة العمل السياسي والتوعية الشاملة عمد الاستعمار لاعتقال الزعيم الحبيب بورقيبة والزعيم الطاهر صفر وذلك يوم 3 سبتمبر 1934 ونفاهما في قبلي المنطقة العسكرية إيمانا من الاستعمار بأن في نفيهما معا تخمد الحركة وتضمحل ثم عمدت سلطات الاستعمار الفرنسي إلى اعتقال بقية أعضاء الديوان السياسي إلى برج البوف وفي 3 أكتوبر 1934 قام الاستعمار بانتقال الزعيمان بورقيبة وصفر إلى معتقل برج البوف مع بقية الزعماء وكانت هذه المحطة الأولى والمحنة الأولى لضرب الحركة الوطنية وسجن الزعماء ولكن الحزب ومناضليه والأحرار من الوطنيين واصلوا الكفاح الوطني بفضل ما غرسه بورقيبة فيهم من روح وطنية وتعلق بالوطن وفي محطات متواليةواصل الزعيم الكفاح الوطني ولم يعبأ ولم يخاف من بطش الاستعمار الفرنسي وتهديده وأساليب التعسف والسجون والمنافي وفي كل محطة تزداد قوة الحزب واشعاعه وشمولية نشاطه وتوسيع رقعته وشعبيته ونضاله ولم يفلح الاستعمار في حوادث 9 أفريل 1938 واعتقاله للزعيم الحبيب بورقيبة ولم ينجح في محاكمته الظالمة لزعيم الحزب ولم ينجح في خطة اتهام الزعيم بالطواتي مع المحور لكن التاريخ كان ضد هذا الاتهام وخلافا لاتهام الاستعمار كان الزعيم وهو في المنفى يدعوا المناضلين لعدم الانسياق مع ألمانيا وحلفائها ولم يفلح الاستعمار في ضرب الحزب وقرار حله … ولم ينجح في قراره بمنع نشاط الزعيم أو خروجه إلى المشرق مصر للتعريف بالقضية الوطنية 1945 – 1949. ولم يفلح الاستعمار الفرنسي في تهيئة المعركة الحاسمة التي سماها الزعيم بالربع الساعة الأخيرة المعركة الحاسمة 1952 – 1955 واندلاع شرارة الثورة المباركة 18/01/1952.

واعتقال الزعيم الخالد الاعتقال الأخير 18 جانفي 1952 إلى 31/05/1955 وفعلا كان هذا التاريخ هو آخر اعتقال الزعيم أمة وصدقت امرأة من تطاوين عام 1954 حينما غنت على الزعيم الخالد وقالت من الأعماق بالله يا طيارة البيضة بورقيبة وين هزيتيه هزيته شاب صغير رجعتيه الشيب منقرفيه ….

 

ما أبلغ هذه المعاني البليغة الصادقة هذا الرجل الذي ضحى بشبابه وصحته وحياته طيلة ملحمة دامت ستين عاما من 1927 إلى 1987 على امتداد 60 سنة كاملة. اليوم مع الأسف بعضهم يدفعهم الغرور والمادة والشهرة والبروز والمطامح الغير مشروعة لضرب كل هذه الملحمة الرائعة الفريدة من نوعها في العالم والذي يعرفها القاصي والداني في العالم ويعرفون نضال الزعيم وسمعته ونظافته الشاملة وبعضهم عندما يطالعون في مواقع الانترنات والصحف الحرة ببعض المقالات الصادقة التي تروي تاريخ هذا الزعيم الخالد والعملاق الذي ملأ الدنيا شرقا وغربا ماذا يفعلون خاصة إذا تحدثنا على نظافة هذا الزعيم الخالد يقلقهم كلامنا ويحرجهم ماذا يفعلون وماذا يقولون وماذا يسعون يا ترى يسعون لتشويه سمعة هذا الزعيم وبعضهم وصل به الحقد والعمى إذا نعت بورقيبة بأنه رجل يريد تصفية رفاقه وآخر ضحكة وآخر موضة وآخر رواية مضحكة مفضوحةما قالته نجلة الزعيم الخالد المرحوم الطيب المهيري الرجل الصامت والزعيم الصامد ورجل الوفاء والصدق للوطن وللشعب وللزعيم وللحزب وللنظام ولرفاقه وللمناضلين الزعيم الذي أحب الشعب وحبه الشعب وكان متواضعا حنونا بشوشا غيورا صادقا مخلصا للوطن ووفيا للزعيم الحبيب بورقيبة وأحبه الزعيم حبا جما واعتبره ابنه البار وأسند إليه حقيبة وزارة الداخلية من يوم 14 أفريل 1956 في أول حكومة وطنية برئاسة الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله إلى يوم وفاته يوم 29 جوان 1965 وعينه الزعيم الراحل أمينا عاما مساعد للحزب منذ مؤتمر صفاقس 1955 بعدانتخابه في عضوية الديوان السياسي للحزب وأعيد انتخابه في 02/03/1959 بمؤتمر سوسة وفي مؤتمر بنزرت في سبتمبر 1964 واستمر أمينا عاما مساعدا طيلة عشرة أعوام 1955- 1965. وكان يحتل مرتبة مرموقة في قلب الزعيم الحبيب بورقيبة ومن أقرب الوزراء إليه وأقربهم الحبيب بورقيبة ومن أقرب الوزراء إليه وأكثرهم تقديرا وثقة وهو بمثابة الابن البار للزعيم الحبيب بورقيبة وهو الرجل القوي والصادق والأمين والوفي والغيور والمخلص للوطن والزعيم والنظام وللشعب … ويوم وفاته في 29 جوان 1965 حزن الشعب على فراقه وتأثر الزعيم تأثرا بالغا وأيإلا أن يحضر تأيين ابنه البار وقال شاءت الأقدار الأهية أن يأبن الأب ابنه وكان في الحسبان أن يكون ابني البار الطيب المهيري المخلص أن يتولى الحكم بعدي ويخلفن في الرئاسة هذا ما قاله الزعيم الحبيب بورقيبة في تأبين ابنه المرحوم الطيب المهيري ربما يومها نجلته التي قالت كلاما غريبا في مؤسسته التميمي مؤخرا سنها أقل من 7 أعوام وقد مر على وفاة الزعيم الطيب المهيري 43 سنة وكل المناضلين يحيون ذكرى وفاته بكل تأثر وقد كتب أكثر من 6 مقالات وفاء لروح الزعيم الطيب المهيري عبر هذا الموقع وذكرت مناقبه وخصاله وتواضعه وعلاقته المتينة بالمناضلين والولاة والمعتمدين وكل من ضحى من أجل تونس ولم أكن أتصور بعد 43 سنة كاملة على رحيل المرحوم الطيب المهيري رحمه الله أن تقف نجلته في مؤسسة التميمي وتحدثت بأسلوب غير حضاري وغير منطقي ودون حجج واضحة ودامغة ودون أي برهان أو حجة واتهمت بغير حجة وفاة والدها أخ الجميع بطريقة غامضة أو مشبوه فيها كلام خطير للغاية.وغير دقيق وكنت أعتقد أن نجلة المرحوم الزعيم الطيب المهيري هي التي تكون أكثر وفاء للزعيم الراحل الحبيب بورقيبة تقديرا واكبار لما يكنه الزعيم لوالدها أخ الجميع وقلت بكل صراحة ووضوح لو كان الزعيم بورقيبة حيا ما حصل هذا الاتهام ؟؟؟

ولو كانت المرحومة الحاجد وسيلة بورقيبة حية ولم يحصل الطلاق ؟؟؟

ما وقع مثل هذا النبش للتاريخ بهذا الأسلوب ولو كان الحبيب بورقيبة الابن مسؤولا في القصر ما تكلمت بعض الأفواه اليوم ؟؟؟

ولكن والحمد لله رغم غياب هؤلاء العناصر التاريخية وكان حضور السادة محمد مزالي ونجيب البوزيري السفير المحنك والمناضل المخلص وشهادة بعض المناضلين مثل الدكتور عمر الشاذلي الطبيب الخاص ومدير ديوان رئيس الجمهورية الحبيب بورقيبة رحمه الله هؤلاء الأخوة المخلصين فندوا كل نية أو تفكيرا أو اتهام أو جملة واحدة من هذه الأقاويل الباطلة الخالية وجاء ردهم وتعقيبهم بكل صراحة ووضوح ودقة وشفافية كما أكدوا على أن الدكتور الذي عالج المرحوم الطيب المهيري المرحوم حسونة بن عياد هو من أصدق وأخلص الأطباء وهو من النزهاء والشرفاء وهومن الأطباء الوطنيين.

وأن كل كلام من هذا النوع هو مردود على صاحبه لست أدري لماذا هذا الكلام في هذا الوقت وما الفائدة ولماذا هذه الاساءة والشك والتحامل على الزعيم الراحل لا ألوم على أصحاب الأحقاد والحسبات والكراهية والخلفيات السياسية مع بورقيبة ؟؟؟

ولكن ألوم على نجلة أقرب وزير وطني مخلص للرئيس بورقيبة والحب والوفاء متبادلا بينهما.

وفي الختام أشكر من الأعماق للسيد الطاهر بلخوجة وزير الإعلام سابقا الذي عقب يوم الجمعة 5 ديسمبر 2008 عبر جريدة الموقف الأسبوعية ورد بكل وفاء وصدق على كل المتدخلين الذي أساءوا للزعيم الراحل بورقيبة العظيم وكان السيد الطاهر بلخوجة واضحا في تعقيبه وأنا أشاطرهوأسانده وأضم صوتي لرده وتعقيبه وما ذكره صحيحا وهو على حق وكل مناضلا غيورا ووطنيا صادقا يضم صوته إليه ويأيد ما جاء في التعقيب الواضح والشامل والذي يعبر عن ما يخالج مشاعر كل المناضلين الصادقين ولا يجوز اطلاقا الإساءة لزعيم الوطن والتحامل على سمعة وتاريخ ونضال هذا الرمز الخالد الذي يشرف الوطن ويشرف المغرب العربي الكبير ويشرف افريقيا والعالم أجمع وهو مفخرة للأمة العربية الإسلامية جمعاء و أن كل من يعمد للإساءة للزعيم الراحل فهو يعتبر شاذ والشاذ يحفظ ولا يقاس عليه والتاريخ لا يرحم أيها السادة ؟؟؟

بعض القراء الكرام سوف يستغربون من هذا المقال لأنا فيه شكر للوزير الطاهر بلخوجة وهذا الرجل كنت على خلاف معه من عام 1977 لكن الخلاف شيء والاعتراف بالفضل والحق لرجل أعطى حق التاريخ والزعيم أقدم له التحية وهو يستحق التقدير والاحترام والإكبار وهذا من شيم المناضلين لأوفياء للقيم والنضال وقيم ديننا الإسلامي الحنيف دين التسامح والمحبة.

قال الله تعالى : هل جزاء الإحسان إلا الإحسان       صدق الله العظيم

 

محمد العروسي الهاني (مناضل(

22022354

نهج الوفاء عدد3

حمام الشط تونس


 

خذها واطلع برا من حذاء      عربي دوسا بالأقدام

أنت يا مجرم الحرب        ومن معك من الأقزام

 

 

بقلم: النفطي حولة –بتاريخ : 15ديسمبر2008_ناشط نقابي وحقوقي

 

في مشهد تاريخي غير مسبوق عشية يوم الأحد الموافق ل14 ديسمبر2008 استقبلت الجماهير العربية في كل مكان وكل شعوب العالم قاطبة حذف البطل والشجاع الصحافي منتظر الزيدي حذائه على وجه المجرب بوش وهو في زيارة مفاجئة للعراق ومن داخل قبة البرلمان في مؤتمر صحفي لتوديع العراق .كل الأعناق اشرأبت إلى الشاشة تلتقط الصور وتعيد النظر فيها إعجابا لما قام به منتظر الزيدي  من خطوة جريئة  وتشفيا  في بوش عدو شعوب العالم والشعب العربي خاصة .كان ذلك المشهد يعبر اصدق تعبير عن الطريقة التي يحبذها شعبنا في العراق لتوديع اكبر الإرهابيينوالمجرمين في عصر العربدة الامريكوصهيونية وما وصلتها من أبشع أنواع التنكيل والتعذيب لشعبنا في العراق من استعمال اخطر الأسلحة دمارا وفتكا كتلك التي تحمل رؤوسا نووية وجرثومية والمحرمة دوليا إلى جرائم الاغتصاب والنهب والسرقة إلى فضائح سجن أبو غريب إلى غير ذلكمن أساليب القمع والإرهاب الأعمى والوحشي الذي أتى على كل البنى التحتية للدولة والمجتمع الذي بناه العراقيون الاماجد بعرق جبينهم وكدهم تحت قيادة الشهيد صدام حسين الوطنية والقومية .فهل بعد هذا الإجرام الذي مارسته قوات الاحتلال الأمريكي بأوامر بوش المجرم سيغفرشعبنا في العراق للامبريالية الأمريكية ورموزها  الاحتلال وما سببه من تعد على حرمة الإنسان والوطن ؟ فهل يا ترى سيغفر شعبنا العراقي العظيم للعدو الأمريكي ما قام به من تدمير للشجر والبشر ؟  فهل سينسى شعبنا في بلاد الرافدين كيف اكتوى بنار العدوان الأمريكي البربري و الهمجي يوم قرر المجرم بوش ومن جانب واحد غزو العراق في20 مارس2003؟  فهل سينسى شعبنا العراقي الصامد   ما اقترفه المار نز وجنود الاحتلال من نهب للمتحف الوطني بعاصمة الرشيد  وما يمثله من مخزون تاريخي في ذاكرة الأمة العربية المجيدة ؟   فهل سينسى شعبنا العراقي العنيد الحقد  الأمريكي الصهيوني الأعمى على الأمة العربية وما حاكوه في العراق من فتنة وحرب أهلية لتقسيم العراق وضرب وحدته الوطنية ؟  فكيف سينسى العراق والجرح مازال مندملا؟ فكيف سينسى العراق والاحتلال ما زال مستمرا ؟ فكيف سينسى العراق كذبة بوش التاريخيةحيث اتهمه باطلا بأنه يملك أسلحة الدمار الشامل  والتي بنا عليها قرار العدوان ؟ فهل سيغفر الشعب العربي لبوش وإدارته ولمن سيأتي بعده مآسي الاحتلال والحرب العدوانية ؟ فهل سيغفر الشعب العربي لبوش ومن سيخلفه الانتهاكات والتعدي على الحرمات ؟                

انك والله يا منتظر يا الزيدي لشهم  وأبوك شهم وأمك شريفة..‼  فو الله لا يمكن إلا أن نفخر بك  ولا يمكن إلا أن تفتخر بك الأمة العربية قاطبة من الماء إلى الماء ومن المحيط إلى الخليج لأنك آثرت أمتك على نفسك . فكنت عنوانا للشهامة والرجولة في موقف رمزي  يثأر لامته  ضد أعدائهم التاريخيين . ولكم بينت تلك الصورة دور العملاء وهم يحمون أسيادهم حينما كان المالكي يحاول رد الحذاء عن سيده وولي نعمته المجرم بوش . والله وان كنت لست بشاعر إلا أنني سأسوق بعض ما جاش بخاطري :                                            

 

كم كنت شهما أيها المنتظر وأنت ترمي بنعليك غضبا

كم كنت فحلا أيها المنتظر  وأنت تودع من كان سببا

****

في معاناة شعبك وأمتك وانزل بها كل الخطايا والرزايا

من احتلال إلى إبادة وجرائم بطش واغتصاب للصبايا

ودعته على طريقة شعبك المجاهد والصابر على البلايا

****

ليكون عبرة لغيره ويطرد كالكلب مهانا

ويخرج من جلدنا من وطننا مذعورا جبانا

يجر أذيال الهزيمة  وجيشه مخذولا خيبانا

***

ويظل علم العروبة يرفرف حرا عزيزا ومصانا

 

 

Home – Accueil الرئيسي

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.