Home – Accuei
TUNISNEWS
8 ème année,N° 3065 du 13.10.2008
الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس : نداء الى ضحايا العنف والتعذيب في تونس
حــرية و إنـصاف: اعتقال ثلاثة شبان بسليمان:ومضايقة مساجين سياسيين سابقين
حــرية و إنـصاف: إكراه النساء المحجبات في السوق على إمضاء التزام بنزع الحجاب
هيئة تحرير الفضاء النقابي الديمقراطي ضدّ التجريد: بيان رقم 2
معز الجماعي : قابس : إعتصام تضامني مع أهالي الحوض المنجمي
سفيان الشّورابي : ناشط تونسي يدعو زعيما حزبين معارضين للترشح للانتخابات الرئاسية
النقابة الجهوية للتعليم الثانوي ببن عروس :بيان بمناسبة الذكرى 23 لمجزرة حمام الشط
حركة التجديد : دعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوة
جامعة تونس للحزب الديمقراطي التقدمي : ندوة سياسية
الحزب الديمقراطي التقدمي : جامعة جندوبــة : عريضة
المشرفون على موقع أحمد نجيب الشابي : رد على توضيح
موقع الشيخ راشد الغنوشي :كتاب: الحريات العامة في الدولة الإسلامية:على شبكة الإنترنات
الشيخ نبيل العوضي:دفاعا عن المحجبات في تونس: كلمة صراحة: المحجبات في بلاد المسلمين!!
إبراهيم الإبراهيم: ولا تلبسوا الحق بالباطل: ردا على الشيخ العوضي
الشيخ: نبيل العوضي : من يلبس الحق بالباطل؟!
الحوار. نت : رسالة مفتوحة إلى مفتي تونس ووزير الشؤون الدينية.
مرسل الكسيبي: التكفير السياسي معضلة الحركة الاسلامية التونسية
مراد رقية : لماذا لا يقع حل جامعة التجمع الدستوري الديمقراطي بقصرهلال؟؟؟
الحبيب ستهم : مقتطفـــــــــــــــــــــــــــات
فائزة عبد الله : منذ متى كان التخريبيّين والمتمسّحين على أعتاب السلطة والسلطان عنوانا للتيار القومي التقدمي بتونس ؟؟
النفطي حولة : المسلسلات الرمضانية وثقافة السلطة
رويتز : وفاة أحمد القلعي أشهر عازفي العود في تونس
ايلاف : عمال المدافن: شباب يتخذون من الموت سبيلاً للحياة
قدس برس: تونس: جمعية الدراسات الدولية تفتتح سلسلة ندواتها بمناقشة المتوسط وأسلحة الدمار الشامل
مغاربية:تونس تعتزم زيادة فرص التوظيف لخريجي الجامعات
‘الصباح الأسبوعي’ :سكاتش بلّوشي:«شيّات» في عهد العولمة
موقع الشيخ راشد الغنوشي : انطلاق أعمال المؤتمر السنوي السادس للقدس
محمد العروسي الهاني:رسالة مفتوحة إلى وزراء المالية والتربية والرياضة والتشغيل حول مزيد الإصغاء إلى مشاغل الشباب و…. عادل الحامدي : اللكمات المذهبية بين الشيخين : عندما ترفض القيادات الروحية مواجهة قضايا العصر الحقيقية
أبو جعفرلعويني : حصننا هو العــــــــــــــــــــــروبة والإسلام
توفيق المديني : دروس الأزمة المـــــــــــــــــــــالية العالمية
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To readarabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين
21- هشام بنور
22- منير غيث
23- بشير رمضان
24- فتحي العلج
|
16- وحيد السرايري
17- بوراوي مخلوف
18- وصفي الزغلامي
19- عبدالباسط الصليعي
20- الصادق العكاري
|
11- كمال الغضبان
12- منير الحناشي
13- بشير اللواتي
14- محمد نجيب اللواتي
15- الشاذلي النقاش
|
6-منذر البجاوي
7- الياس بن رمضان
8-عبد النبي بن رابح
9- الهادي الغالي
10- حسين الغضبان
|
1-الصادق شورو
2- ابراهيم الدريدي
3- رضا البوكادي
4-نورالدين العرباوي
5- الكريم بعلو
|
العنوان الوقتي لموقع مجلة ‘كلمة
‘
www.kalimatunisie.blogspot.com
الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس International Campaign for Human Rights in Tunisia icfhrt@yahoo.com Tel: (0044) 2084233070- 7903274826
نداء الى ضحايا العنف والتعذيب في تونس
على اثر الإعتداء الآثم على السيدة سهام بن سدرين الناطقة باسم المجلس الوطني للحريات، والسيد زهير مخلوف العضو المؤسس لمنظمة حرية وانصاف، وتواتر الأنباء عن التعذيب الوحشي الذي تعرض له المعتقلون في احداث الحوض المنجمي، وما سبق أن تعرض له السجناء السياسيون طوال العشريتين الأخيرتين مما أدى الى وفاة العشرات منهم، وما يمارس الى حد اليوم في حق الشباب المعتقل بموجب قانون مكافحة الإرهاب اللادستوري. وحالات الاختطاف والتعذيب المتكررة والتي من بينها ما تعرض له السادة محمد بن محمود دمدوم ومعز العموشي وبشير بن محمد بن عمر الطبوبي يوم 10 أكتوبر، حيث اختطفوا من الساعة العاشرة صباحا الى الساعة العاشرة ونصف ليلا، وتعرضوا الى الإعتداء بالعنف، وجردوا من ملابسهم، وألقي بهم ليلا في شوارع بنزرت ليعودوا الى منزل بورقيبة مشيا على الأقدام. فإن الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس، تعلن عن عزمها القيام بعملية توثيق للإنتهاكات والإعتداءات التي تمارسها السلطة في حق المواطنين، وتناشد ضحايا العنف والتعذيب في تونس مراسلتها بوقائع الانتهاكات التي تعرضوا لها، مرفقة بما يمكن من الوثائق والصور، من أجل توثيقها والإستفادة منها في التعريف بمعاناتهم، وفضح الممارسات اللاقانونية التي تنتهجها السلطة، الى حين عودة السيادة للقانون، وإنصاف المظلومين. الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس المنسق علي بن عرفة لندن 13 أكتوبر 2008
أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 13 شوال 1429 الموافق ل 13 أكتوبر 2008
أخبار الحريات في تونس
1) اعتقال ثلاثة شبان بسليمان: تمت يوم الثلاثاء 07/10/2008 مداهمة منازل الطلبة الصحبي الشورابي و الهادي الخياري و وجدي البرهومي من قبل أعوان البوليس السياسي الذين اقتادوهم باستعمال القوة إلى جهة مجهولة و لا تزال عائلاتهم تجهل مصيرهم إلى اليوم. 2) مضايقة مساجين سياسيين سابقين: في إطار مضايقة المسرحين من المساجين السياسيين تقوم منطقة الشرطة بنابل بدعوتهم للحضور بالمنطقة المذكورة بحجة تحيين بطاقات الإرشادات الخاصة بهم نذكر من بينهم السيدين مراد بحرون و محمد الحوات. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 13 شوال 1429 الموافق ل 13 أكتوبر 2008
أخبار الحريات في تونس
1) إكراه النساء المحجبات في السوق على إمضاء التزام بنزع الحجاب: قام عونان من الشرطة أحدهما بالزي الرسمي و الثاني بالزي المدني يوم السبت 11/10/2008 بالسوق الأسبوعي ببني خيار الذي ينتصب يومي السبت و الأحد بإكراه النساء المحجبات على إمضاء التزام بنزع الحجاب. 2) مديرة مدرسة إعدادية تمنع التلميذات المحجبات من الدراسة: طيلة الأسبوع الفارط عمدت مديرة المدرسة الإعدادية ببطحاء الشهداء بنابل المدعوة قمر بوسنة بمنع التلميذات المحجبات من دخول المدرسة المذكورة إلا بعد نزع حجابهن بصفة كلية و لم تقبل منهن لبس التقريطة التونسية و لا أي شكل آخر من أغطية الرأس. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
بيان رقم 2 لهيئة تحرير الفضاء النقابي الديمقراطي ضدّ التجريد حول حجب موقعه الإلكتروني على صفحات mylivepage
غلق العنوان الإحتياطي لموقع الفضاء النقابي الديمقراطي ضدّ التجريد ومواصلة غلق موقعه الأساسي
قابس : إعتصام تضامني مع أهالي الحوض المنجمي
تحت إجراءات أمنية مبالغ فيها من قبل وزارة الداخلية إحتضن مقر جامعة قابس للحزب الديمقراطي التقدمي صباح اليوم إعتصام تضامني مع أهالي الحوض المنجمي . و يعتبر التحرك النضالي لمناضلي جهة قابس إستثناءا بعد قرار اللجنة الوطنية تأجيل اليوم الوطني للتضامن مع أهالي الحوض المنجمي إلى الأسبوع القادم. إعتصام رمزي لمدة 3 ساعات أراد من خلاله المعتصمون تجديد مساندتهم لإنتفاضة الجياع في الرديف ، المتلوي ، أم العرائس…. و تخلل الإعتصام مناقشة لآخر تطورات القضية مع الوقوف على التقرير الأخير الصادر عن الجمعية التونسية لمناهضة التعذيب حول ما تعرض له الموقوفين على ذمة التحقيق من إنتهاكات لحقوق الإنسان . كما قرر المشاركون في الإعتصام تلبية نداء اللجنة الوطنية و إعادة نفس التحرك الأسبوع القادم ، و ختم الإعتصام بإستنكار الوجود المكثف لأعوان الأمن السياسي أمام مقر الجامعة الذي إعتبره السيد عبد الوهاب العمري كاتب عام الجامعة عرقلة لنشطات الحزب و ترهيب المتعاطفين معه. معز الجماعي (المصدر:موقع الحزب الديمقراطي التقدمي بتاريخ 13 اكتوبر 2008)
ناشط تونسي يدعو زعيما حزبين معارضين للترشح للانتخابات الرئاسية
تونس- سفيان الشّورابي دعا الناشط الحقوقي التونسي العياشي الهمامي زعيما كل من حركة التجديد والحزب الديمقراطي التقدمي إلى إعلان ترشحهما « اليوم قبل الغد » للانتخابات الرئاسية المزمع تنظيمهما في خريف السنة المقبلة. وشدّد الهمامي في مقال نُشر بإحدى الصحف الأسبوعية على ضرورة خوض مسار نضالي طيلة السنة المتبقية من الانتخابات الرئاسية على أساس « الأرضية الوطنية الديمقراطية التي يشترك الجميع في تبنيّها مع الإحتفاظ بقرار المشاركة في الإنتخاب أو مقاطعته إلى شهر سبتمبر 2009 (أي قبل الانتخاب بشهر واحد) ». وتساءل قائلا « لماذا لم يعلن أحمد إبراهيم ومية الجريبي وحزباهما ترشح كليهما إلى حد الآن؟ ». وبرر العياشي الهمامي المحامي الذي يرأس فرع تونس للرابطة التونسية لحقوق الإنسان ويعتبر من أبرز الناشطين الحقوقيين في تونس، إطلاق دعوته بأن إعلان الترشح يعطي للمترشح ومسانديه مركزا سياسيا يتوفّر على شرطين حاسمين للنجاح وهما شرطا القانونية والنضالية. وأضاف « فأحمد إبراهيم ومية الجريبي مرشحان قانونيان طبق القانون الذي أصدرته السلطة نفسها لكنهما لن يكونا مترشحين للزينة والديكور بل سيصبغان ترشحيهما بشحنة نضالية لا يمكنها إلا أن تستثير التفاف الرأي العام والنخبة الواسعة ولما لا جماهير الشعب حولهما ». واعتبر في ذات السياق، أن الفرصة متاحة اليوم أمام المعارضة الوطنية « الوقوف ضدّ هذا الرمز المطلق للسلطة ومنافسته أمام الشعب باعتبار أن الانتخابات الرئاسية المقبل يسمح لها بالتقدم بمرشحين حقيقيين وجدّيين في معارضتهما ويتبنيان الأرضية النضالية المشتركة ويرفعان شعارات تتبناها جميع فصائل المعارضة والمستقلين ويحوزان على المصداقية المطلوبة لخوض مسار نضالي من شأنه الدفع بموقع المعارضة من موقع الشاهد إلى موقع الفاعل ». وأضاف أن الحس السياسي يقتضي اقتناص اللحظة واستغلال الفرصة في حينها والمفروض أن يعلن كل منهما اليوم أنه مترشح لرئاسة الدولة من أجل الحريّة والعدالة الاجتماعية ضدّ مرشح السلطة. وأن يتقدما إلى الرأي العام بالبديل الذي يبرز أن بلادنا ليست عاقرا لم تنجب سوى بورقيبة وبن علي و »أن قدرنا ليس الرضا بالأمر الواقع خوفا من المجهول وأن المعارضة حبلى بالطاقات والكفاءات والرجال والنساء القادرين على قيادة البلاد وإداراتها بما هو أفضل من الموجود ». يذكر أن القانون الانتخابي الجاري العمل به يشترط في العادة تزكية 30 عضو بمجلس النواب أو رئيس بلدية وهو تعجز عنه جميع أحزاب المعارضة، مما دفع السلطة إلى إقرار قانون انتخابي استثنائي يسمح لرؤساء والأمناء العامون للأحزاب السياسية المعارضة بتقديم مترشح للانتخابات الرئاسية القادمة. وكان الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية، الموالي للحكومة، محمد بوشيحة أعلن ترشحه في وقت سابق، في حين يترقب المراقبون إعلان الأمين الأول لحركة التجديد أحمد ابراهيم ترشحه، في حين لا يتيح هذا القانون الاستثنائي للأمين العام السابق للحزب الديمقراطي التقدمي أحمد نجيب الشابي، الذي سبق أن تقدم بترشحه في مستهل السنة الجارية، المشاركة في الانتخابات الرئاسية.
(المصدر: موقع آفاق الالكتروني ( امريكا ) بتاريخ 13 أكتوبر 2008)
بيان بمناسبة الذكرى 23 لمجزرة حمام الشط
إن النقابة الجهوية للتعليم الثانوي إذ تحيي الذكرى الثالثة والعشرون لمجزرة حمام الشط التي امتزج فيها دماء الأبرياء من الشعب العربي بتونس وفلسطين في غرة أكتوبر سنة 1985 والتي ذهب ضحيتها العشرات من الشهداء فهي لا يسعها إلا أن تنحني بكل خشوع لأرواح شهداء المجزرة الرهيبة التي نفذتها العصابات الصهيونية الإرهابية بدعم كامل من الامبريالية الأمريكية وأمام صمت الرجعية العربية وتواطئها على ضرب المقاومة الوطنية فهي تذكر ب: 1- وقوفها المبدئي إلى جانب المقاومة الوطنية في كل من فلسطين والعراق ولبنان والصومال . 2- رفضها للتطبيع مع العدو الصهيوني في السر والعلن . 3- موقفها الرافض كليا للحصار على أبناء شعبنا العربي في فلسطين سواء في غزة أو في الضفة وتنديدها بالرجعية العربية التي انخرطت في ذلك .
كما تطالب ب : 1- جعل المكان الذي وقعت فيه المجزرة قبلة للزوار والسواح حتى نزيد في كشف الطبيعة الإرهابية والعنصرية للعدو الصهيوني . 2-كتابة قائمة الشهداء في المكان وتعليق صورهم تكريما لهم تحت شعار : حتى لا ننسى شهداء مجزرة حمام الشط . 3- تخليد يوم 1 أكتوبر من كل سنة في الذاكرة الوطنية والدعوة إلى القيام بتظاهرات وطنية تعطي للحدث قيمته التاريخية في صراعنا مع العدو الصهيوني. 4- تذكير أجيالنا من الناشئة بالغارة الصهيونية العدوانية على حمام الشط وذلك بجعلها تدرس كذكرى هامة في تاريخنا الوطني لتلامذة الابتدائي والثانوي وربطها بالسياق العام والإطار التاريخي التي وقعت فيه . النقابة الجهوية للتعليم الثانوي ببن عروس الكاتب العام : منصف الهاني المصدر جريدة ناصريون اون لاين http://nassirioun.blogspot.com/
دعـــــــــــــــــــــــــــوة
تتشرف حركة التجديد بدعوتكم إلى حضور « المائدة المستديرة » التي تنظمها يوم الخميس 16 أكتوبر 2008 على الساعة 18 بمقرها الكائن 7، شارع الحرية حول موضوع: تونس والأزمة المالية العالمية وسيتولى تنشيط هذه الندوة السيد محمود بن رمضان، أستاذ العلوم الاقتصادية، بناء على محاضرة يلقيها السيد عبد المؤمن سويح مساعد محافظ البنك المركزي سابقا والرئيس المدير العام السابق للشركة التونسية للبنك وبنك التمويل السعودي التونسي
جامعة تونس للحزب الديمقراطي التقدمي ندوة سياسية
تنظم جامعة تونس للحزب الديمقراطي التقدمي ندوة حول الإعلام والرقابة ومعركة التعددية يحاضر فيها مجموعة من المختصين والخبراء في الإعلام والرقابة الانتخابية. ذلك يوم الجمعة 17 أكتوبر الجاري بالمقر المركزي للحزب بالعاصمة
الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة جندوبــة،، مكتب الحريات العامة والدفاع عن حقوق الإنسان نهج نحاس باشا بوسالم 8170
عريضة
جندوبة في 12 /10/2008 توصل مكتب الحريات العامة بجامعة الحزب الديمقراطي التقدمي بجندوبـــة بعريضة ممضاة من قبل عدد من المواطنين من أهالي عمادة كساب جربنة معتمدية بلطة بوعوان وجهت إلى رئيس الإدارة الجهوية بجندوبة جاء فيها: « الحمد لله وحده، بلطة بوعوان في 10-10-2008 عريضة من متساكني كساب جربنة ببلطة بوعوان إلى حضرة المحترم السيد والي جندوبة تحية واحتراما ،، وبعد ،فنحن أولياء لما يناهز عن 160 تلميذا يزاولون تعليمهم بكل من المدرسة الإعدادية ببلطة وبالمؤسسات التربوية ببوسالم وتوجد مجموعة من أبنائنا يدرسون بالمدرسة الإعدادية الهادي خليل .أما المبيت فبالمدرسة الإعدادية طريق تونس وهم محرومون من وجبة الغداء.وقد تعرض البعض منهم للنهب وسلب مبالغ مالية من قبل شبان مجهولي الهوية .مع الملاحظة وان 20 تلميذا من منطقتنا اضطروا للانقطاع عن الدراسة ولانعدام وسيلة نقل .حيث تصل الحافلة لمنطقة أولاد حسن البعيدة عنا بحوالي أربع كيلومترات وحرمان أبنائنا منها. ونظرا لحالاتنا الاجتماعية الضعيفة فإننا عاجزون عن توفير معلوم النقل لفائدة أبنائنا التلاميذ بواسطة النقل الريفي إن الدولة .مشكورة.سخرت كل أسباب الحياة الكريمة للأرياف حتى يطيب فيها العيش وتعميم التنمية الشاملة في كل ربوع الوطن وتذليل كل العراقيل.كما أنها تولي للتعليم عناية متميزة وخصصت له اعتمادات قيمة هامة حتى تتمكن الأجيال من الدراسة في ظروف طيبة ومريحة في ظل دولة القانون والمؤسسات . فالرجاء من سامي شخصكم الكريم الإذن بتخصيص حافلة نقل أبناؤنا لمعاهدهم من منطقتنا وحمايتهم. وأملنا وطيد في تحقيق مطلبنا الجدير بالرعاية والاهتمام. والســـــــلام
إن مكتب الحريات العامة بجامعة الحزب الديمقراطي التقدمي : 1- يطالب والي جندوبـــة باعتباره رئيس الإدارة الجهوية بضرورة الالتفات إلى ما يعانيه تلامذة المناطق الريفية من إهمال وتهميش ومن بينهم أبناء كساب وجربنة من معتمدية بلطة بوعــوان، وما يتعرضون له من مخاطر . 2- يدعو الإدارة الجهويـــة للتربية والتكوين إلى دراسة خطورة الانقطاع المبكر عن الدراسة في تلك المناطق والتدخل لا يجاد حل يحول دون ذلك وفتح قاعات المراجعة والإعلامية حتى لا يظل التلاميذ خارج المعهد معرضون للاعتداءات. 3- تطالب الإدارة الجهوية للنقل بضرورة بلوغ الحافلة آخر نقطة في منطقتي كساب وجربنة. الأستاذ رابح الخرايفي رئيس المكتب الإمضاءات الاسم واللقب رقم بطاقة تعريف وطنية رشيد بن إبراهيم حمدي 02372723 الفاضل بن ثابت بوعاني 02531291 عبد الله طوجاني 02566969 نور الدين بوعاني 02533128 عمر بن صالح حمدي 02433119 العايش بن احمد محمدي 02374438 سعيد بن حمودة حمدي 02520896 صالح بوكاري 02531290 محمد بوكاري 02447156 محمد الغالي محمدي 02447156 زكية بنت منوبي حوجي 07782710 مصطفى بن عيفة بوكاري 02390395 منجي بن إبراهيم حويجي 02495826 عيسى بن حمودة 02502457 عز الدين بن عبد الواحد حويجي 02502933 منصف بن غيذاوي بوكاري 2386082 خضار محمدي 02377113 منير بن إبراهيم محمدي 02571598 شريفة حمدي 07839784 الناجي بن منوبي 02493373 عبد الكريم مطيري 02362657 زينة بنت حمودة عبيدلي منية حسني الناجي بن عمار حمدي الفاضل بن الطيب حمدي ومن معهم من بقية متساكني كساب جربنة بلطة بوعوان.
رد على توضيح
نشر السيد ناجي البغوري، رئيس نقابة الصحفيين التونسيين، توضيحا بسبب نشر صورة له رفقة الأستاذ أحمد نجيب الشابي على صفحة هذال الأخير بموقع فايس بوك وبهذه المناسبة نود توضيح ما يلي: 1- نثمن موقف نقابة الصحافيين ورئيسها الذي أعلن بأن النقابة لن تساند أي مرشح للانتخابات القادمة حفاظا على استقلاليتها ونعتبر ذلك من أوكد مقتضيات الحياة الديمقراطية السليمة. 2- إن الصورة الموضوعة على صفحة الأستاذ أحمد نجيب الشابي والتي تظهره صحبة السيد البغوري إنما أخذتها وكالة فرانس براس ولم توضع على الموقع للإيحاء بأن صاحبها يساند ترشح الأستاذ الشابي وإنما جاءت ضمن ألبوم كامل لصور القصد منه التعريف بالمرشح وبنشاطه من قبل مسانديه الذين أحدثوا هذه الصفحة والذين يعبر عنهم « بالفان » fan في قاموس مصطلحات الفايس بوك وإليهم يسند الألبوم لا إلى الأشخاص المنشورة صورهم به. 3- كان بالإمكان أن يكتفي السيد البغوري بلفت نظر المشرفين على الصفحة فيرفع الالتباس دون الحاجة إلى إصدار بيانات على أعمدة الصحف التي جعلت من النيل من المعارضين مهنة لها، لكننا نفهم الضغوطات التي تعرض لها السيد البغوري ونشكر الله على أنها كانت مناسبة لتوضح النقابة موقفها الحيادي إزاء الاستحقاق الانتخابي القادم. المشرفون على موقع أحمد نجيب الشابي
كتاب: الحريات العامة في الدولة الإسلامية
للشيخ راشد الغنوشي على شبكة الإنترنات في الموقع التالي: www.ghannoushi.net
كلمة صراحة:
المحجبات في بلاد المسلمين!!
الشيخ نبيل العوضي
تحاول عشرات الآلاف من الفتيات المؤمنات المحجبات ان يبدأن بالدراسة في المدارس أو المعاهد أو الكليات ولكنهن يطردن من هذه المؤسسات طردا وكأنهن مجرمات!! بل حتى لو نزعت حجابها فلا يسمح لها ببدء الدوام والدراسة الا اذا وقعت تعهدا بعدم لبس الحجاب الشرعي طوال السنة!! وبعضهن استدعي ولي امرها وسمع كلاما جارحا وهدد بالامن لأنه سمح لابنته بالحجاب!! هذا الامر يحصل هذه الايام، في شهر رمضان المبارك الذي صفدت فيه شياطين الجن لكن شياطين الانس تعيث في الارض فسادا!! لا احترام لأحكام الرب عز وجل، استحلال للحرام وإلزام الناس به قسرا، وفتنة الفتيات في دينهن. لكم ان تتصوروا حال الفتاة المسكينة التي تنتظر كل يوم لساعات طويلة عند بوابة المعهد رجاء ان يرأف بها مدير المعهد، أو ينظر اليها والى زميلاتها بعين العطف والرحمة، فيسمح لها ولأخواتها بالدخول ومواصلة التعليم مع قريناتها، لكن هيهات ان يتعاطف (المجرمون) مع اهل الايمان والتقوى. عشرات الآلاف من الفتيات مخيرات بين امرين لا ثالث لهما اما نزع الحجاب ومعصية الرب عز وجل أو توقف الدراسة والجلوس في البيت!! يا ليت هذا الامر يحصل في اسرائيل أو روسيا أو بعض الدول الكافرة، لكن المصيبة ان هذا الاضطهاد للمحجبات في بداية كل عام دراسي يحصل في بلد عربية اسلامية!! نعم اسلامية فتحها اصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والآن يفتن فيها المسلمون في دينهم. اظن القارئ الكريم علم أي دولة بوليسية هذه، انها (تونس) التي تسمى (خضراء)، تونس التي لا مكان للمحجبات فيها، تونس التي امتلأت سجونها بالمصلحين والدعاة الى الله جل وعلا، تونس التي ما زرت دولة اوروبية الا وجدت فيها مهاجرا مغتربا من رعاياها، هاربا منها ومن بطشها، جريمته فقط انه ملتزم بشريعة ربه، وسنة نبيه، لا يستطيع ان يدخل بلده منذ عقدين من الزمن، ربما مات والده ولم يره وتوفيت امه حسرة وحزنا عليه. استغرب الصمت الاعلامي عن اضطهاد تونس للمحجبات في جميع مؤسساتها، وسكوت دعاة حقوق الانسان عن هذا الموضوع الخطير، لكنني في نفس الوقت ابشر اخواتي المضطهدات ان هناك تعاطفاً معهن من بعض الناشطين (الاسلاميين) وبإذن الله سيكون هناك تنسيق اعلامي في عدة دول لتسليط الضوء على هذه القضية وغيرها في تونس، ويا ليت هذا الامر يصل الى المسؤولين التونسيين، ويسمعون مني كلمة صريحة تعلمتها من حبيبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال »ان الله ليملي للظالم حتى اذا اخذه لم يفلته). ويا ليت مسؤولي وزارة التربية والتعليم في تونس الذين يباشرون طرد المحجبات وتوقيع التعهدات بعدم لبس الحجاب يا ليتهم يقرؤون قوله تعالى: ?ان الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق?. *** وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية تعتبر من انشط الوزارات حيث ان الكثير من موظفيها يعملون صباحا ومساء لمتابعة المساجد وحاجات المصلين، فجزاهم الله خيرا. اما مشروع (رياض الجنة) فقد آتى اكله، والجمهور الكثيف الذي يحيي صلاة القيام والاعتكاف دليل على نجاح المشروع، واشكر في هذا الخصوص كل العاملين من (نادي ريماس للفتيات) و(ادارة التنمية الاسرية) و(شباب مركز المعالي) و(جمعية السرة التعاونية)، ووزارتي (الداخلية) و(الصحة) وغيرهم من الجهات العاملة، واشكر وزير الاوقاف ووكيله والوكلاء المساعدين على حرصهم على الحضور للمسجد ومتابعة خدماته ونشاطاته، قال تعالى: ?إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله..?. alawadhi@alwatan.com.kw (المصدر: صحيفة الوطن ( يومية – الكويت ) بتاريخ 23 سبتمبر2008) http://www.alwatan.com.kw/Writer%20Article%20Viewer/tabid/164/Default.aspx?article_id=448552&AuthorID=1087
إبراهيم الإبراهيم:
بكل التقدير، والحرص علىالموضوعية والانصاف وحرية الرأي، فانني لم استطع ان اخفي دهشة المفاجأة لما ورد فيمقال الزميل الشيخ نبيل العوضي (بعدد 23 سبتمبر 2008) من الاجحاف في حق تونسالخضراء التي اعرفها ربما اكثر من غيري، واستطيع ان أتحدث في شؤونها بدقة وموضوعيةلا يطالها هوى الاخوة والاعجاب والمحبة التي تربطني بها وبأهلها لقد تمعنت في المقالالمُعنوَن عن الحجاب، ولم أجد مبررا لكل هذا التحامل على صورة تونس. لم أعثر علىسند يحلل وصف تونس بـ «الدولة البوليسية»، ذلك أن ما لاحظته بل وعايشته عن قرب فيهذا البلد الجميل الوديع هو حالة الأمان التي ينعم بها التونسيون والوافدون اليه وهميعدون بالملايين من سياح ومستثمرين. اثار استغرابي كيف غاب عنذهن الشيخ العوضي أن حالة الأمان تلك هي التي جعلت من تونس وجهة محبذة لأكثر من 7ملايين سائح سنويا ولأكثر من 3 آلاف مؤسسة استثمارية عربية وأجنبية (بما فيها بنوكاسلامية) دون أن نسمع أحدا من هؤلاء تذمر مما وصف في المقال بـ «الدولة البوليسية»في تونس. ولعلها المصادفة التي تُقدم شهادة أخرى مغايرة، أن المقال جاء في نفسالوقت الذي أصدرت فيه منظمة الشفافية الدولية تقريرها السنوي الذي يضع تونس فيمرتبة متقدمة عن العديد من الدول العربية الشقيقة في معايير النزاهة والأداءالقانوني وبالتالي الاستقرار الاجتماعي. ولذلك لا أدري على أي شيء استند المقالعندما تحدث عن «امتلاء سجون تونس بالمصلين والدعاة الى الله جل وعلا» والحال أنبيوت الله في تونس هي الممتلئة بالمصلين والدعاة يعمرونها ليلا نهارا في طمأنينةوأمان. الذي أعرفه تمام المعرفة أنهلا يوجد شخص واحد مسجون في تونس بسبب تمسكه بأهداب الدين. فالدولة التونسية وبعكسمزاعم بعض المتحاملين عليها لأسباب معروفة، حريصة تمام الحرص على دعم أركانالاسلام الحنيف وشرائعه. وليس اقل في الدلالة على ذلك أن عدد المساجد التي شيدت فيهاخلال العشرين سنة الماضية تضاعف مرتين ليتجاوز ما تم تشييده في هذه البلاد منذالفتح الاسلامي. اخشى ان يكون الزميل العزيزقد استمع الى مغالين من الذين يلبسون الحق بالباطل. فهو في جلّ مقالاته يحرصبمهنية وموضوعية على تحري الدقة في المعلومة. لكنه هذه المرة وهو يورد أن «المحجباتلا مكان لهن في تونس» ربما اعتمد أحكاماً مسبقة منقولة ومجافية للواقع. ولعلّ صورةًعفوية أو مشهداً واحداً لأيّ من شوارع تونس أو حواري أريافها، كفيلة بأن تقدم الردوتصحح الصورة حيث النساء المحجبات بكثافة وباعداد لا يمكن أن يقال فيها أنهنمضطهدات. ولا أظن أن احداً من زملاءالمهنة بمتابعاتهم اليومية الحثيثة قد فاته ما سبق أن أكده وكرره الرئيس زينالعابدين بن علي، من ان «تونس المتمسكة على الدوام باسلامها الحنيف، دين الاعتدالوالتفتح والوسطية والتسامح والحوار، حريصة على تكريس قيمة الاحتشام وفضيلة الحياء.وهي تعتبر تقاليدها بالملبس في المدن والأرياف كفيلة بتحقيق ذلك». وهذا ما التزمتبه دوما كافة السلطات التونسية كونه ارثاً وقناعة في تونس الخضراء التي ستظل خضراءدوما بمشيئة الله ووعي أهلها وانصاف أشقائها. لكنه البعض من أصحاب الغاياتالسياسية والغلاة في التشدد وتوظيف الدين للسياسة ممن دأبوا في الصحافة الغربيةعلى ترويج صور مغلوطة ولا علاقة لها بشرع الله وسماحة دينه الكريم… ما يجعلدورنا ووظيفتنا في الاعلام أن نتحرى الدقة في الاحكام والتقييمات وفي اسداء النصحالصدوق، تنفيذاً لقوله جلّ وعلا.. ?لاتغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواءقوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا?. انها ذات الرسالة التي أوصانا بها سيد الخلقصلى الله عليه وسلم بقوله ?اِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ فَاِنَّمَاأَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ?. وقانا الله واياكم مطارح الغلو وزلقات تلبيس الحق بالباطل. (المصدر: صحيفة الوطن ( يومية – الكويت ) بتاريخ 7 أكتوبر 2008) رابط المقال
http://www.alwatan.com.kw/Writer%20Article%20Viewer/tabid/164/Default.aspx?article_id=451723&AuthorID=2888
كلمة صراحة
من يلبس الحق بالباطل؟!
الشيخ: نبيل العوضي
قرأت رد الأخ (ابراهيم الابراهيم) فشغلني عن الكتابة في موضعين مهمين هما (بداية الانهيار للامبراطورية الأمريكية) و (حقوق البدون المدنية)، وعلى الرغم من ان الزميل (الابراهيم) لم يزد شيئا على ما جاء في رد السفير التونسي اللهم الا حسن الاسلوب والعبارة، الا انني اجد نفسي مضطرا لتبيين بعض الحقائق المهمة. اولا لا بد ان نعلم اني تحدثت وما زلت اتحدث عن اضطهاد المحجبات من باب حقوق الانسان في اختيار الدين الذي يريده والتزامه أحكامه، فاذا كانت الدولة تسمي نفسها اسلامية فلا اقل من ان تسمح لكل من ارادت ان تتمسك بالحجاب بذلك، اما منع المحجبات حجابا شرعيا من دخول مؤسسات التعليم فهذا ظلم وانتهاك للحقوق لا يرضى به دين ولا شريعة، ولست انا أخي (الابراهيم) الذي (لبس الحق بالباطل) بل الذين منعوا لبس الحجاب الاسلامي داخل جميع مؤسسات الدولة بحكم القانون رقم (108) لسنة 1981 الصادر في زمن الرئيس السابق (أبو رقيبة) الذي يعاد العمل به اليوم لاهداف لا تخفى على أحد. ان ذهاب الملايين الى تونس لغرض السياحة لا علاقة له بمنع المحجبات التونسيات من دخول مؤسسات الدولة، واظنك لو كنت موضوعيا اخي (الابراهيم) لفرقت بين معاملة السياح واضطهاد التونسيات بحكم القانون التونسي، اما استدلالك بمنظمة الشفافية الدولية بالاداء القانوني بتونس فأقول صدقت فتونس تطبق القوانين بحذافيرها، خصوصا فيما يتعلق بتسمية الحجاب الاسلامي الشرعي (طائفيا) ومنع النساء من لبسه في جميع المؤسسات التابعة لها. اما ان كنت لا تعرف احدا مسجونا بسبب تمسكه بدينه ودعوته اليه فهذا ليس بغريب فالسائح لا يبالي بالسجون ولا بالمعتقلين السياسيين، وهواك واصحابك اخي (الابراهيم) بتونس ربما منعك من البحث في هذه الامور، وسوف يأتيك خبرها لاحقا بإذن الله. ليس (الغلو) الذي اتهمتنا به اخي (الابراهيم) هو لبس الحجاب الاسلامي الصحيح، بل الغلو هو منع المسلمات من لبسه، والغلو هو الدفاع عن هذه القوانين وغض الطرف عنها، بل لا اظن أنه يخفى عليك اخي (الابراهيم) الافلام والمسرحيات التونسية التي تهاجم الحجاب وتصفه بأقبح الاوصاف، ولعل هذا ما تقصده (بالاسلام الحنيف)!! و(تكريس قيمة الاحتشام) و(فضيلة الحياء)، وسآتيك ببعضها بإذن الله في احد برامجي التلفزيونية لتعلم من يلبس الحق بالباطل!! وآخر خبر اوردته وكالة (رويترز) بخصوص الافلام التونسية، فيلم اسمه (شطر محبة) الذي عرض للجمهور الثلاثاء الماضي، حيث يدعو الى الغاء شرع الله في الميراث، ومساواة الرجل بالمرأة!! بل وصفت مخرجة الفيلم حكم الله في الميراث بأنه (عنصري وظالم للمرأة) حسب وكالة (رويترز) هذا هو الاسلام الحنيف الذي زعمته اخي (الابراهيم) وهو السماح لوسائل الاعلام بالتعدي على شريعة الرحمن ووصف احكامه جل وعلا بالظلم والعنصرية!! تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا، ?أليس الله بأحكم الحاكمين?؟! بلى والله وكلنا على ذلك من الشاهدين. ان علاقتك القوية وزياراتك الكثيرة أخي (الابراهيم) لتونس لا تكفي للحكم على وضع المحجبات في تونس، والتقارير الدولية لبعض المنظمات الدولية ليست دليلا على صحة القوانين التونسية وحرصها على حقوق المسلمين فيها، وسوف ترى اخي الابراهيم ادلة موثقة مصورة مسموعة عن الاضطهاد الذي تتعرض له اخواتنا المحجبات في تونس، فان كنت تعتبر الدفاع عن طالبة (طردت) من مدرستها بسبب لبسها الحجاب الذي امرها الله به (غلوا) فهذا رأيك اخي (الابراهيم) اما التلبيس فسترى حقيقته بعينيك باذن الله، وحينها سيعلم الجميع من يلبس الحق بالباطل. وأطلب من زميلي (الابراهيم) طلبا واحدا بحكم (هوى اخوته ومحبته) بتونس،( ونحن كذلك نحب المؤمنين فيها)، اطلب منه ان يستعجل السفير التونسي في الكويت ليحدد موعدا يكون فيه ضيفا عندي في برنامج (بكل صراحة)، حتى يكشف الحقائق للجمهور، ويبين للعالم ما هو الحق وما هو الباطل، ويشرح الاسلام الحنيف المعتدل للمشاهدين، حيث ان الرسائل التي وصلت إلي لا حصر لها تسألني عن موعد هذه الحلقة، فان اردت رأيي فان (موعدكم يوم الزينة وان يحشر الناس ضحى) مع الفارق فيمن نزلت فيه الآية الكريمة. اخي (الابراهيم) ارجو عدم الوقوف حاجزا بيني وبين ممثل الحكومة التونسية، وليكن الحديث مباشرا بيننا، واعلم انني لن استرسل بالردود معك – مع احترامي لك – فان القضية لا احد معني بها غير الحكومة التونسية، ولك تقديري وشكري واسأل الله ان يهديني واياك لطريقه المستقيم، (اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه). alawdahi@alwatan.com.kw (المصدر: صحيفة الوطن ( يومية – الكويت ) بتاريخ 9 أكتوبر 2008) http://www.alwatan.com.kw/Writer%20Article%20Viewer/tabid/164/Default.aspx?article_id=452269&AuthorID=1087
رسالة مفتوحة إلى مفتي تونس ووزير الشؤون الدينية. موضوع الرسالة: تواصل العدوان على الطالبات بسبب إرتدائهن الخمار.
حضرة مفتي الجمهورية .. حضرة وزير الشؤون الدينية .. تحية تليق بمقام كل قائم بالحق والقسط بين الناس. من أحدث ما حملت إلينا الأنباء عن صور العدوان على حرية المرأة التونسية إذا إختارت التدين والتقوى الخبران التاليان : 1 ــ الطالبة نورس الجازي مرسمة بمعهد محمود المسعدي بنابل منعها مدير المعهد صالح الجملي يوم 18 سبتمبر المنصرم من الدخول بسبب إرتدائها لــ » فولارة » تونسية وليس لخمار على الطريقة الدولية المعروفة اليوم في مشارق الأرض ومغاربها ولما إصطحبت أباها في اليوم الموالي السيد سعيد الجازي أصر حضرة المدير على طردها وحرمانها من حقها الشرعي والوطني في طلب العلم الذي هو مفتاح سعادتها وسعادة أسرتها في الدنيا والآخرة. 2 ــ الطالبة سارة مخلوف مرسمة بمعهد الفتيات الطاهر صفر بسوسة طردها مدير المعهد محمد جلال سعد في اليوم الموالي لظهور أمها على قناة الحوار اللندنية تدافع عن حق زوجها بوراوي مخلوف السجين السياسي التونسي القابع في السجن منذ عقدين كاملين تقريبا ـ 1991 ـ بسبب إنتمائه لحركة النهضة الإسلامية التونسية المعروفة بنهجها السلمي. ولما إصطحبت الفتاة أمها معها في اليوم الموالي أحالها مدير المعهد على السيد فرج بلخيرية المدير الجهوي للتعليم الذي كان ـ بزعم مدير المعهد ـ صاحب قرار الطرد. حضرة مفتي الجمهورية .. حضرة وزير الشؤون الدينية .. أنتما أعلم الناس بأمرين الله سائلكما عنهما يوم القيامة وعدا موعودا : 1 ــ الحكم الشرعي الإسلامي في إرتداء الخمار الساتر لشعر الرأس وما يليه بالنسبة لإمرأة مسلمة بلغت سن التكليف. 2 ــ حالة المرأة التونسية في هذه المعاناة الرهيبة على إمتداد أزيد من نصف قرن كامل منذ بدأ الرئيس الراحل بورقيبة ينزع الخمر من فوق رؤوس النساء في شوارع البلاد بيده حتى سنه لقانون في ذلك عام 1981 ثم تطور الأمر إلى حالة تشبه حالة حرب مفتوحة ضد كل مظاهر التدين والتعفف والتقوى عند الرجال والنساء وذلك منذ تسلم الرئيس الحالي مقاليد الحكم في البلاد بما عرف بخطة تجفيف المنابع المسنونة عام 1989.
حضرة مفتي الجمهورية .. حضرة وزير الشؤون الدينية .. ليس المطلوب منكما الإنخراط في تلك الحرب إلى جانب الطرف المعتدي ضد حرية المرأة إذا إختارت لباس التقوى ولا إلى جانب فتاة مسكينة تطلب العلم الذي هو فريضة على كل مسلم لا تجد لها في الدنيا كلها نصيرا .. ليس المطلوب منكما ذلك بسبب ما قد تخدعان به من إنخرام في موازين القوى يحتم عليكما اللواذ بالصمت الرهيب ولكنكما أدرى الناس بما وعيتما من علم وفقه بنتيجة ميزان الحكمة الذي نصبتما : هل جاء مؤشره يقول لكما : الدولة في حالة طوارئ شديدة بسبب ظهور الصحوة والحركة الإسلاميتين ولسنا حتى في منزلة مؤمن آل فرعون بسبب شدة البطش الذي لا يسلم منه صامت بله ناشط… أنتم أعلم الناس بذاك .. ولكن المطلوب منكما هو القيام بواجبكما المهني أي : التصريح بالحكم الشرعي في فتاة تونسية مسلمة في بلد عربي مسلم كابرا عن كابر تختار الإلتزام بدينها وتلبس » الفولارة » ذلك اللباس التقليدي التونسي تنازلا منها وقبولا للذلة والهوان تحت مطارق الحرب الضارية .. هل أن ذلك جائز في حقها أم هو حرام عليها أم مكروه أم مستحب أو واجب وفريضة؟ حضرة مفتي الجمهورية… حضرة وزير الشؤون الدينية .. المطلوب منكما تجلية أمر اللباس الطائفي للناس حتى يتبين لهم أن طريقة الخمار المستخدمة اليوم في الأرض كلها شرقا وغربا ومنذ عقود طويلة هي طريقة طائفية لا تلزم التونسيات اللائي تحميهن الدولة من إثم تلك الطائفة وتفرض عليهن طريقة خمار أخرى .. المطلوب منكما نزع حجب الصمت الرهيب الذي لففتما به مقامكما في قضية أصبحت تؤرق الشرق والغرب فلم تعد قضية تونسية خالصة بل تحدثت فيها قنوات وفضائيات ووسائل إعلام عربية وغربية لا تحصى منها برنامج ناجح جدا في فضائية مشهورة للشيخ نبيل العوضي الذي إشتبك معه سفير تونس بعدما رفض هذا الأخير أن يكون ضيفا في البرنامج ليشرح للناس حماية الدولة التونسية للدين الإسلامي ويكذب الأخبار المغرضة حول الحرب ضد الخمار في تونس ومنها دعاة وفقهاء في قمة التأثير في الشارع العربي والإسلامي من مثل الشيخ القرضاوي الذي خصص لتونس فقرات مطولة في كتبه بل خصص لها كتابا كاملا وفشلت الحكومة التونسية في إرشائه عن طريق سفيرها في قطر قبل عشر سنوات من خلال إهدائه مصحفا من المصاحف التي أنجزتها الدولة في تونس بل إن قضية الخمار في تونس وصلت إلى حد الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين في دورته قبل المنصرمة في إسطنبول وخصص لها فقرات مطولة في بيانه الختامي وهو إتحاد يضم مئات من علماء الأمة من مختلف الأقطار والبلدان ومن مثل الشيخ وجدي غنيم وبالجملة فإن قضية الخمار في تونس طافت على كل المجامع العلمية والفقهية بما فيها الأزهر وعلى كل الدعاة والمشايخ والعلماء والفقهاء والإعلاميين والساسة على طول الوطن العربي والإسلامي وعرضه حتى أصبحت تعرف تونس ـ ويا للأسف الشديد ـ بحربها على الخمار عند من يساندون الخمار وعند من يعادونه سواء بسواء.
حضرة مفتي الجمهورية .. حضرة وزير الشؤون الدينية .. المطلوب منكما الإفتاء بجواز أو عدم جواز إرتداء المرأة التونسية للخمار بالطريقة الدولية المعروفة وإذا كان ذلك لباسا طائفيا فالمطلوب منكما توضيح للناس عن الطائفة المعروفة بذلك اللباس حتى يتبين لهم الرشد من الغي كما أن المطلوب منكما تفصيل خمار خاص بالتونسية منسجم مع التقاليد التونسية سيما إذا كانت » الفولارة » المعروفة لا تنسجم مع ذلك أو أنها هي الأخرى لباس طائفي. المرأة التونسية رضيت بكل لباس تقليدي تونسي تفصلانه أو تفصله الدولة المهم أن يكون بحسب علمكما منسجما مع مقصد الحكم الشرعي بل لكما إختيار اللون والرائحة والطعم وأنتما أعلم الناس بأن العبرة بالمقاصد والمعاني لا بالأشكال والمباني.. المطلوب منكما أن تفتيا المرأة التونسية بأن طلب العلم ليس فريضة ولا واجبا ولا حتى مستحبا إذا تعارض مع واجب تغطية شعر الرأس وأن للطالبة أن تلزم بيتها أو بيت أهلها أما من تخرجت بشهادة جامعية ثم حصلت على وظيفة فإن عليها أن تصبر على الفقر والخصاصة والحرمان .. المطلوب منكما أن تفتيا بذلك أو تفتيا بضده .. المهم هو أن تفارقا صمتكما في قضية حيرت الناس وشغلت الإعلام والنشطاء والدعاة شرقا وغربا وجعلت تونس مسخرة أينما حللت وإرتحلت. المطلوب منكما إما تكذيب الشيخ محمد المختار السلامي ـ حفظه الله ـ لما صرح في محاضرة له في أحد رمضانات أواسط الثمانينيات بأن الخمارهو لباس إسلامي لا غبار عليه وهو مخ الحكم الشرعي الإسلامي .. المطلوب منكما إما تكذيبه أو إتباع نهجه حتى بعد أن طردته الدولة الجديدة من وظيفته مفتيا للبلاد بعدما إتهمته بأنه تواطأ مع الشيخ القرضاوي في الدورة المخصصة للعالمانية تحت سقف مجمع الفقه الإسلامي بجدة قبل زهاء عقد من الزمان .. حضرة مفتي الجمهورية .. حضرة وزير الشؤون الدينية .. ليس المطلوب من وزير الفلاحة أو رئيس الدولة أو الوزير الأول أو رئيس الديوان القومي للتطهير أو رئيس شعبة الملاسين أن يفتي بشيء في هذه القضية الإسلامية الشرعية القحة. ليس المطلوب منكما هو التعبير عن رأيكما في قضية خلافية فيسعكما الصمت فإن كانت القضية خلافية في نظركما فأفيدا الناس بأنها كذلك حتى تتسع لهم رحمة الإختلاف الفقهي .. ليس المطلوب منكما هو إنتظار إستفتائكما حتى تفتيا الناس أو السلطات ولكن المطلوب منكما هو رصد تفاعلات القضية وإعتمالاتها وتطاير شررها وآثارها حاضرا ومستقبلا وعلى ضوء ذلك تفتيان بهذا أو ذاك : تفتيان في أم القضية إبتداء ثم في الشكل الذي حوله خلاف ثم تكونان طرفا في توفير شكل جديد للخمار تلتزم به المرأة التونسية جمعا بين واجبين في دينها : ستر عورتها وطلب العلم وترضى به السلطة ولا يعرض البلاد لقلاقل ومشاكل توهن عزمها وتجعلها أمام الناس في الخارج أرض حرب ضد الإسلام وهو كذلك في عيون كثير من أهل العلم والفقه والرأي والإعلام في الخليج والمغرب وإفريقيا .. أليست عندكما غيرة على تونس؟ ألا تصححان الوضع بوجه ما؟
حضرة مفتي الجمهورية .. حضرة وزير الشؤون الدينية .. إذا كان الشيوعيون وراء تلك الحرب ضد خمار المرأة في تونس فأنصحا رئيس الدولة وأسرا له بذلك لعله يلزمهم حدهم وإذا كانت أطراف أخرى ـ معهم أو دونهم ـ تختلق قضية الخمار لعزل حركة النهضة أو الصحوة الإسلامية الجديدة فقولا للرئيس بأنه لا توجد فتاة تونسية واحدة اليوم تتعرض للعدوان بسبب الخمار منتمية لحركة النهضة لسبب واضح جلي وهو أن حركة النهضة وقف جهاز إستقطابها التنظيمي منذ عام 1991 وليس هناك فتاة واحدة تتعرض لتلك الحرب مولودة قبل ذلك التاريخ .. قولا للرئيس بأنه إنتصر في حربه ضد حركة النهضة نصرا معزرا مبينا لا غبار عليه بشهادة الصديق والعدو والشرق والغرب أفلا يكفيه ذلك؟ قولا له بأن حركة النهضة بعضها في السجون وبعضها في المنافي وبعضها في وضع شبيه بالسجن أو بالنفي ممنوع من طلب الرزق الحلال وقول الكلمة الحلال فمم يخاف؟ قولا للرئيس بأن الحرب ضد الخمار هي السبب الأكبر في إقبال الفتيات عليه وهذا أمر معروف معلوم في السنن الإجتماعية ثم قولا له بأن حربك ضد حركة النهضة التي إنتصرت فيها نصرا لم ينتصره حتى نابليون أفضت إلى حرب ضد الإسلام نفسه شعرت بذلك أم لم تشعر. إذا لم يكن منع طالبة من وضع » فولارة » على رأسها وهي غير منتمية لأي فصيل حزبي فوق الأرض وعمرها لا يكاد يجاوز عقدين .. إذا لم يكن ذلك حربا ضد الإسلام نفسه فكيف تكون الحرب ضده يا ترى؟ هل تريدون من الناس من حولكم أن يصموا آذانهم وعقولهم عن التفكير حتى يقتنعوا بأن الحرب هي ضد الإرهاب والتطرف أو ضد حركة النهضة وليست ضد معلم معلوم من الدين بالضرورة من معالم الشعائر الإسلامية من مثل الخمار للمرأة؟ إذا سلمنا أن الحرب ضد الخمار هي إستثناء فماذا تقولان عن حروب أخرى ضد شعائر إسلامية أخرى وعن تصريحات أخرى كثيرة ضد القرآن الكريم نفسه ولكن لا يتسع المجال هنا لضيقه لها وقد تناولناها مرات ومرات في مناسبات في إثر مناسبات ..
حضرة مفتي الجمهورية .. حضرة وزير الشؤون الدينية .. قولا للرئيس بأن تونس أصبحت دولة إستثنائية بكل مقاييس الإستثناء في العالمين العربي والإسلامي بسبب تطرفها في الحرب ضد الخمار وضد مفردات أخرى كثيرة معلومة من الدين بالضرورة .. ألا يسعه أن يكون رئيسا بمثل الرئيس الجزائري أو الملك المغربي أو حتى القذافي الذي حارب الله علنا بلسانه ولكنه ترك الحرية للمرأة الملتزمة مفتوحة على مصراعيها؟ ألا يسعه أن يكون بمثل الرئيس المصري الوالغ في حربه ضد الحركة الإسلامية وضد فلسطين ولكنه لم يسن قانونا ضد خمار المرأة ولا أطلق أيدي زبانيته للعبث بأعراض الحرائر وتقطيع خمرهن وطردهن من منابت العلم؟ قولا للرئيس : كن ككل رئيس تصرف السياسة الخارجية بما يرضي إسرائيل وأمريكا وأروبا وتصرف السياسة الإقتصادية بما يرضى المترفين ويطلق أيدي المتنفذين لسلب ونهب أموال المستضعفين وكن .. وكن .. ولكن لا تكن كمثل الرئيس التونسي الذي يعمل بجد على كل الجبهات بنشاط لا يفتر : هو مع التطبيع إذا طبع الناس وهو مع الظلم الإقتصادي إذا ظلم الناس من حوله وهو مع الظلم السياسي الذي تميز فيه وتفرد هو الآخر رغم أنه يشبه غيره من ناحية النوع على الأقل أو الدرجة ولكنه مع قضية الحريات الشخصية من مثل خمار الطالبة أو الموظفة تميز عن كل الرؤساء في الدنيا وفي التاريخ .. قولا له : إذا كان الشيوعيون هم الذين يستفزونك ويؤزونك فلقد إكتسبت خبرة وتجربة طويلة تجعلك تفقه الموازين وتحشد لها ما يلائمك وإذا كان الإسلاميون هم الذين يفعلون بك ذلك فقد إنتصرت عليهم بضربات كثيرة كبيرة شبه ساحقة وقد شهد لك بذلك إنس الأرض وجنها وهم ليسوا في وراد مقارعتك أبدا إلا كلمة حق يرونها أو صواب ينقدح لهم لا يحبسونه في الصدور بعدما ضاقت بهم الأرض بما رحبت أما إذا كانت كلمة الحق ـ ولو إجتهادا خاطئا ـ يجب أن تكتم في الصدور حتى لا يؤز رئيس دولة أو لا نعين الشيوعيين عليه أو نمدد له في الأنفاس أو في أنفاس الحكم .. إذا كان ذلك كذلك فيا موت زر ولكن لم يقل بذلك حر حتى في الجاهلية بله في الإسلام. قولا له : الكلمة لا تكون أبدا تصعيدا سيما إذا صدرت عن مظلوم أباح الله له سبحانه الجهر بالسوء من القول : » لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم « . أما أن يظلم الإنسان في كرامته ثم يمنع حتى من التظلم بإسم الإعتدال ونبذ التطرف فهذه شريعة غير شريعتنا قالت لأتباعها : » من لطمك على خدك الأيمن فأدر له الأيسر « . قولا له : راجع سياستك مع الحريات الشخصية قبل كل شيء ومع قضية الخمار قبل كل شيء وليس ذلك يضعف موقفك ولا ينال منك ولكنه أمر تكرم به نفسك وتحفظ به إرثك وتاريخك لمن يأتي بعدك حتى من أهلك وعشيرتك فضلا عن غيرهم. قولا له : تشترك تونس مع الدنيا كلها ـ وخاصة الدنيا العربية والإسلامية ـ في مشاكل الحريات والنماء والتطبيع ولكن تتميز عنهم بالحرب الفتوحة ضد أبرز وأظهر شعائر الإسلام. أليس ذلك عيبا في حقك وعارا عليك وعلى حكومتك وحزبك وعهدك الذي يظل ملطخا بتلك اللوثة ما حييت وحيي من بعدك من يجيئ بعدك؟ قولا له : أما يئست بعد من أن الحرب التي شننتها ضد حركة النهضة ثم أفضت بالنتيجة وحتى دون تخطيط منك حملا لك على أحسن النيات عند الدراويش ـ ودعنا نكون منهم في هذه الرسالة المفتوحة ـ إلى حرب ضد الإسلام فيما هو متفق عليه قطعيا لا مجال للجدال .. أما يئست بأن تلك الحرب قد فشلت فشلا ذريعا إذ هي شلت حركة النهضة ولكنها زادت الصحوة الإسلامية إشتعالا تراه بعينيك رأي العين؟ أما يئست من أن الحرب ضد الإسلام دوما فاشلة لأن الإسلام لا يحميه الناس مهما كانوا أتقياء وحكماء وأغنياء وأقوياء ولكن يحميه رب البيت سبحانه؟ قولا له : ألا تختم حياتك وقد ناهزت الثمانين بخاتمة حسنة تكفر بها عن حربك ضد الخمار؟ ألست تؤمن بالله واليوم الآخر؟ أترهن حياتك كلها لرغبات الشيوعيين إذا كان الشيوعيون حقا هم من يفرضون عليك ذلك أو يؤزونك عليه؟ ألا تطمع في توبة من الله سبحانه؟ قولا له : ها قد أشبعت كبرياءك وأفرغت كل شحناتك ضد كل من عارضك وإنتصرت على الجميع وشهد لك الجميع بذلك واتتك في ذلك ظروف دولية معلومة وظروف للمعارضة معلومة كذلك .. ها قد أشبعت غلواءك وكنت الملك المفدى المطاع في تونس لا يعصى له أمر ويتسابق الناس راكعين لأمرك وبين قدميك ـ بالروح أكثر منه بالصورة كما هو الحال عند الملوك ـ كما لم يفعل حتى ببورقيبة الذي بنى تونس المعاصرة وفق مشروعه بناء إختاره هو وحده وشيده هو وحده ـ حتى لوكان ذلك المشروع مرا فيه قطرات حلوة ـ .. ها قد حكمت البلاد أكثر من عقدين كاملين والله وحده كم ستحكمها بعد ذلك .. حكمتها منفردا والمعارضة بكل ألوانها في السجن بمختلف صوره .. بعد كل هذه الرحلة الطويلة .. أليس قمينا بك أن تختم المشوار بإرادتك قبل أن يختم لك بغير إرادتك؟ ألا تختم المشوار الطويل بتسريح للحريات الشخصية على الأقل فتغدو الفتاة حرة تسير نحو معهدها أو مركز عملها إن هي إختارت العري فلها ذلك وإن هي إختارت الإلتزام فلها ذلك؟ قولا له : أنت لست صاحب مشروع فكري بمثل ما كان بورقيبة ولكنك رجل ككل الناس من عائلة تونسية عربية مسلمة فلم تحمل نفسك وزر أشد العتاة وأعتى الطغاة الذين حملوا مشاريع نظرية كبيرة جدا وخطيرة جدا فورطوا أنفسهم قبل أن يورطوا بلدانهم؟ قولا له : هذه العائلات التي تأكل بإسمك الحرام وتلبس بإسمك الحرام وتعيث في الأرض فسادا بإسمك وتخط للظلم في تونس أخاديد غائرة .. هذه القوافل المتوسعة من الحرس والعسس أغلبها مدني غير معلوم تحصي على الناس أنفاسهم .. هذا الجيش اللجب الذي يأكل من مائدة حكمك خبثا حراما سحتا بعضهم بعلمك وبعضهم بغير علمك .. كل ذلك أنت مسؤول عنه يوم القيامة. قولا له : تونس ليست مصر في وزنها ومكانتها عربا وعجما وثقلا جغرافيا وديمغرافيا ومتاخمة للمقاومة وإنما تونس بلد صغير متجانس إلى حد غير مسبوق في الدنيا تقريبا وهو قاب قوسين أو أدنى من اللحاق فعلا بركب الأمم المتقدمة لو أنه لم يحشر نفسه في حروب خاسرة ضد الهوية العربية الإسلامية بما يجعله يحتمي رغما عنه بدوائر غربية معروفة وهي حماية مقايضة طبعا في دنيا التكتلات السياسية. قولا له : تونس فيها حركة إسلامية هي رائدة الحركة الإسلامية في الإعتدال والوسطية يوم كان الحديث عن الإعتدال والوسطية في دائرة الحركة الإسلامية نفسها ضربا من الخيال قبل أربعة عقود. قولا له : مازالت أمام تونس فرصة فريدة نادرة لتستفيد من الحركة الإسلامية خاصة والديمقراطية عامة لتوظف طاقات بالآلاف في كل مجال بعضها مسجون وبعضها منفي وبعضها ينشد الهجرة بعدما ضاقت به سبل العيش الكريم. قولا له : النساء التونسيات اللائي حاربتهن حربا ضارية لا هوادة فيها بل لا حياء فيها في الحقيقة لأن العربي الأصيل الشهم لا يحارب إمرأة في عفتها وكرامتها وشرفها حتى لو كانت ظالمة فما بالك إذا كانت مظلومة .. النساء التي حاربتهن على الملإ في حرب مفتوحة بالقانون وبإطلاق أيدي الزبانية تعبث بخمرهن وشرفهن وكرامتهن في الشوارع وفي مخافر الشرطة وتهددهن بالطلاق وبالإغتصاب .. أولئك النساء صبرن صبرا جميلا يحكي صبر الصحابيات العظيمات لما إضطهدتهن قريش وفتن عن دينهن فتنة وهن الآن يلجأن إلى كل حيلة للجمع بين عبادتي الطاعة في تغطية شعر الرأس وبين طلب العلم وسيكن مفخرة للإسلام ولتونس يوم تكون أنت في قبرك والله وحده يعلم مصيرك فيه إما حفرة من حفر النار أو روضة من رياض الجنة. حضرة مفتي الجمهورية .. حضرة وزير الشؤون الدينية .. لستما كأحد من الوزاء ولا كأحد من الناس فأنتما على رأس العلم والفقه والإصلاح في البلاد وقول الحق هي عبادتكما الأولى بعد التوحيد الخالص والصلاة والصيام فلا تلوذا بالصمت المريب الذي يليق بنا ـ إن لاق ـ ولا يليق بكما.. لستما بأعز ولا أطيب من المشايخ الكبار الذين عارضوا بورقيبة بجرأة وعلم فلم يموتوا قبل أن يقضي الله بذلك عليهما : الشيخ العكرمي والشيخ خليف والشيخ محمد صالح النيفر والشيخ بالأخوة وغيرهم كثير لا يحصى وما الشيخين محمد الحبيب بلخوجة ومحمد المختار السلامي منكما ببعيد .. لستما في أرض ينكرها الإسلام حتى تصمتا فأنتما في بلد الزيتونة أول معلم ديني وتعبدي وعلمي في الأرض بعد الثلاث التي لا تشد الرحال إلا إليها يوم كان مثابة إشعاع على إفريقيا كلها ويوم كان رحما يتخرج منه العلامة في إثر العلامة من إبن عرفة وإبن خلدون إلى آل إبن عاشور وشيخ الأزهر الأسبق وآل النيفر .. لستما في أرض غريبة عن أقدام الصحابة الكرام فأنتما في أرض عقبة إبن نافع وأبي زمعة البلوي ومنارة القيروان وحضارات إسلامية عريقة عتيدة .. لا يسعكما الصمت المريب ولكن يسعكما الإصداع بكلمة الحق حتى يتبين الرشد من الغي للناس قاطبة في هذه القضية .. إطرحا القضية على المجامع العلمية التي تثقان بها علما وورعا وعلى العلماء الذين تريان من التونسيين ومن غير التونسيين ثم أفيدا الناس بشيء .. حضرة مفتي الجمهورية .. حضرة وزير الشؤون الدينية .. هذه رسالتنا إليكما كتبناها ـ والله وحده شهيد يوم المحكمة الأخيرة ـ بفؤاد يتفطر دما ويذوب كمدا على حرب ضد شعائر الإسلام في تونس لا يبررها حرب ضد حركة سياسية هي النهضة في صورة الحال ولا أي أمر آخر فالإسلام هو نواة القلب في الهوية التونسية وهو ملاذ التونسيين ومستقبلهم كفيل بتحويل بلادهم إلى خير بلاد في الأرض ـ تحت سقف الأمة الواحدة ـ بمثل ما حول شعوبا عربية سالفة قبل قرون طويلة سحيقة من دائرة التيه والضياع والتسكع على شطأن التاريخ والجغرافيا إلى دائرة الحضارة والمدنية والقوة والوحدة والهداية والعلم .. هذه رسالتنا إليكما بحسبانكما أكبر مسؤولين على المعلوم من الدين بالضرورة من الإسلام في تونس فإن سمعتما وأديتما الواجب فهو المأمول منكما وإن إستنكفتما خوفا أو وجلا أو إيثارا لمنفعة عاجلة فإن الله مقيض لدينه من ينتصر له في أرض وطأها خير الناس وشيدوا بها للدين والعلم والحضارة معالم راسخة ثابتة لا يطمسها منشور 108 ولا رئيس إختار لنفسه سقفا عاليا جدا لم يختره رئيس من قبله ولن يختاره رئيس من بعده : سقف تجفيف منابع الإسلام في أرض الإسلام وشعب الإسلام ولا تطمسها أيادي خبيثة تمزق الخمر من فوق رؤوس الطالبات اللائي ينسجن مستقبل تونس بمعاناة صامتة ومأساة فرض عليه الخرس في زمن أصبحت الكلمة فيه جريمة و الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .. الحوار.نت (المصدر: موقع الحوار . نت بتاريخ 13 أكتوبر 2008 )
التكفير السياسي معضلة الحركة الاسلامية التونسية
مرسل الكسيبي*-صحف وشبكات اعلامية: ليس دليل قوة في الأحزاب أن يواجه الأفراد و حق الاجتهاد بهذا السيل العرم من الكتابات التي أقل مايقال عنها بأنها وجه اخر للتكفير السياسي , فمنذ أن عرف الجسم الاسلامي التونسي محاولات جادة وكثيرة لمحاولة انهاء الصراع العدمي الفاسد بين السلطة ومكونات الساحة الاسلامية ذات الفكر الوسطي , منذ ذلك التاريخ لم يسلم العشرات ممن مارسوا حقهم في الاختلاف مع حركة النهضة التونسية من التهجمات والحملات التشويهية التي تحاول اظهارهم بمظهر الخونة والمتساقطين على طريق الدعوة أو العملاء أو غير ذلك من الصفات التي لاتليق بحاملي لواء مشروع يصف أصحابهم فيه بالنهضوية أو الدعاة المتمسكين بالنهج الرسالي النبوي … الغريب في الأمر أن هؤلاء الاخوان يقدمون أنفسهم للعالم العربي والاسلامي على أنهم أول من زاوج في العصر الحديث بين فكرة الشورى والديمقراطية وبين قيم الحداثة والاسلام وبين قيم حق الاختلاف وواجب وحدة الصف …, ولكنهم حين يواجهون اجتهادات اسلامية أخرى تحاول أن تقف على عثرات حركتهم لتتجاوزها باتجاه علاقة أفضل وأرقى وأسلم بين الاسلام والسلطة والمجتمع , تراهم يتسارعون في سلوك غير ديمقراطي أو بريء الى تخوين وتسفيه مخالفيهم في الرأي لتنتهي بهم الحالة في كل مرة الى تعميم حالة الفشل على الجميع في مقابل استمرار حالة الصراع والقطيعة بين الدولة ومؤسساتها في علاقة بمكونات الظاهرة الوطنية الحديثة … هناك فعلا مرض خطير شب في عضال الظاهرة الاسلامية التونسية , ولايمكن تشخيص الظاهرة بغير وصف داء « التكفير السياسي » … التكفير السياسي ظاهرة لاتقل خطورة في الحقيقة عن ظاهرة التكفير العقدي , الا أن التكفير الديني قد ينتهي بفتاوى ازهاق الأرواح بدعوى الارتداد كما هو حاصل في بعض البلدان العربية والاسلامية , والتكفير السياسي قد ينتهي بأصحابه حين يصلون الى السلطة الى وضع مخالفيهم في الرأي في السجون والمعتقلات كما حصل في السودان وغزة وايران والعراق في العصر الحديث … الظاهرة الاسلامية المعاصرة تقف حقيقة أمام تناقض الشعارات المرفوعة في برامجها وواقع الممارسات التي تصدر عن أبنائها وأعضائها بغمز أو لمز من قياداتها الذين يحركون من وراء الستار لعبة التكفير السياسي وحملات التحامل والتشهير ضد المخالفين في الرأي أو من يجتهد من أجل افراز واقع سياسي أفضل وأرقى . السكوت القيادي الذي تمارسه هذه الحركات عند انطلاق صفارة هذه الحملات , هو وجه اخر لعملة فشل الخطاب الاسلامي في مواجهة تحديات العصر في قضايا الاصلاح السياسي وفرض الحريات وتوسيع هامش الديمقراطية , بل انه في تقديرنا اختبار عسير لمدى ديمقراطية الظاهرة وعمق استيعابها للمنجز السياسي الحداثي أو معاني الشورى حتى من منطلقاتها الاسلامية . على مدار تاريخ تونس الحديث أومنذ حقبة الثمانينات اختلف أمثال الأساتذة صلاح الدين الجورشي واحميدة النيفر وزياد كريشان وعبد الفتاح مورو وبن عيسى الدمني ونور الدين البحيري والفاضل البلدي ومحمد الهاشمي الحامدي ولزهر العبعاب ومختار البدري وعشرات اخرون مع قيادة النهضة في نهجها الفكري أو السياسي , فماكان الا أن واجهتهم ماكينة الحزب بسيل عرم من الاتهامات التي لاتليق بأحزاب تقدم نفسها بصورة الاعتدال والوسطية والحداثة والديمقراطية … قبل سنوات وفي حقبة التسعينات شاركت في منتدى صيفي حاضر فيه الأستاذ راشد الغنوشي حول الشأن التونسي فماكان له الا أن روى قصة شاب وزع نصوصا بعاصمة الضباب يدعو فيها الى فكرة اسلامية مخالفة , واذا كنت أشاطره الرأي في جمودية هذه الفكرة وعدم تساوقها مع مطالب الدولة المعاصرة الحديثة , الا أنني أصابني الهلع والذعر كما أصاب الحضور حين روى تهديده لهذا الشاب باستعمال أساليب أخرى لو كان في مقام الادارة وتسيير شؤون الحكم … تساوقت اشارة الأستاذ الغنوشي في تلك المحاضرة حين تعبيره عن اختلافه مع الشاب المذكور مع حركة يد يعرفها كل التونسيين حين يختلف الاباء مع أبنائهم في قضايا التوجيه والتربية … لست في حاجة أكثر الى التفصيل , اذ أنني أقر حقا بجمالية الحريات العامة في الدولة الاسلامية كما اختطت في بعض فصول التنظير لدى مؤلف هذا الكتاب , غير أن الاشكال يبقى ومنذ القدم في الازدواجية بين الخطاب والممارسة , اذ يذكر الجميع الجدل الكبير في الساحة السياسية التونسية حين يتحدث الأستاذ مورو بلهجة معتدلة يقابلها اخرون بعد سويعات بلهجة تميل الى الصلابة , وحين يلين الأستاذ حمادي الجبالي في القول لتخرج بعد ساعات أو أيام قليلة تصريحات أخرى لاخرين من أعضاء المكتب السياسي أو المكتب التنفيذي تجهض أحلام الجبالي في الوصال السياسي … هكذا هو واقع الحال ولايمكن تفسير هذه الظواهر الا بوجود خليط من الأفكار والقيم غير المنسجمة داخل حركة النهضة , ولايمكن أبدا لأي مراقب أن يوهمنا بعكس ذلك طالما أن النهضة لم تقف على مراجعة حقيقية لتجربتها السياسية … طبيعي جدا وأمام هذا الواقع الداخلي لجسم النهضة أن تقف النخبة والسلطة مرتابة أمام تيار غير منسجم يبدي فيه البعض شدة ضيقه بالاختلاف في الاجتهادات الاسلامية المعاصرة مقابل امضائه مع قوى اليسار التقدمي على وثائق تمليها الظروف والمصلحة السياسية أكثر من قناعة الكثيرين بجدوى تأصيل فقه أدب الاختلاف … قد نجتهد ونصيب وقد نجتهد ونخطئ ويبقى الكمال لله تعالى , غير أننا لم ندخر يوما وسعا في الدفاع عن الحريات أو عن قضايا المظلومين مااستطعنا الى ذلك سبيلا , اذ نجتهد بالليل والنهار من أجل أن يتحول أبناء الوطن الواحد الى شركاء ومتعاونين في الخيرات بدل استمرار حالة الاشتباك المدمر بين السلطة ومكونات المجتمع المدني … صراع أقسم بالله يمينا بأنه سوف لن يصب في نهاية المطاف الا في صالح القوى الخارجية , التي تبحث عن الخصومة الداخلية لاملاء شروطها السياسية والاقتصادية والعسكرية … واذا اجتهدت بالأمس مع اخوان اخرين من أجل انهائه واذا جددت الاجتهاد اليوم من أجل علاقة أفضل بين أقطاب الصراع فيه , فان ذلك بعين العقل والشرع لاينبغي أن يقابل بكل هذا الجدل من التكفير السياسي … ثقوا جيدا بأن رجلا يواجه ماكينة حزبية تتعدد أسماؤها وواجهاتها ويصمد كل هذا الوقت ليس جديرا بأن يوصف بأنه يجلس على كرسي فاخر , فالله يعلم وحده من أين جاء هذا الكرسي وفيما اذا كان فاخرا كما يتوهم البعض !!! ثقوا بأن الكتابة بالأسماء المستعارة والتستر بأركان صحفية أسسها الشهداء ليس الا علامة تراجع وضعف للظاهرة الاسلامية المعاصرة التي خلصت الى فساد تجربة العمل السري وضرورة تقنين وعلانية التجربة … ثقوا بأنه ليست لنا امكانيات القنوات الفضائية وامكانيات تمويل أحزاب حليفة كما هو حاصل مع من تعرفون ورغم ذلك فان لنا لسان صدق نواجه به دغمائية الايديولوجية أو نقائص الدولة المعاصرة ولكن مع حرص على وضع حد لصراع فاسد ابتلي به الاسلاميون في علاقتهم بدولتهم الحديثة وحكوماتهم القطرية … تصوروا حجم النفع الذي كان يحصل لتونس وشعبها لو اختزلت كل هذه الكتابات والحبر السائل وسنوات السجن والمنفي في قضايا الاصلاح والتطوير والبناء والنهضة العلمية والمعرفية داخل تراب الوطن , ماضر هؤلاء أن يراجعوا فكر الصراع والمواجهات ويستبدلوه بفكر البناء والشراكة …؟ تصوروا حجم الخيرات لو تجنب هؤلاء الخطاب الراديكالي والممارسة الراديكالية في سنوات الثمانينات والتسعينات … أعلم أن الكثيرين ينقادون غالبا لفقه الانضباط الحزبي أو يخافون وقع أقلام الأسماء المستعارة وسلاطة لسانهم على المخالفين وتحريش بعض القيادات وغمزهم ولمزهم في مواضع الخوف من نجاح الاخرين …, ولكن فليثق هؤلاء بأن حالة الصمت لن تزيدهم الا تكرارا لحالة التردي التي وقعت فيها التجربة حين انساقت وراء الاستسلام لاستيراد الحلول مرة من مصر ومرة من ايران ومرة من السودان ومرة من الجزائر … المراجعة وطنية وضرورية ولاشك أن ذلك لن يغير من قناعتنا بقيمة الحرية وحقوق الانسان ودولة الحق والقانون وهو مايعني أن الرسالة لابد أن تفهم من باب أهمية المراجعات في الفكر السياسي العربي والاسلامي لدى أطراف الاشتباك وأظن أن مسؤولية الاسلاميين في ذلك هامة وكبيرة وأن عودتهم الى الحق والعدل في اطلاق الأحكام مع أبناء وطنهم الذين ابتلوا بالسلطة أكثر من ملحة وهامة في زمن تأكدت فيه قيمة الوحدة الوطنية في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية . *كاتب واعلامي من تونس لمراسلة الكاتب أوالاتصال به هاتفيا : reporteur2005@yahoo.de الهاتف : 00491785466311
(المصدر: صحيفة « الوسط التونسية » (اليكترونية – ألمانيا) بتاريخ13أكتوبر 2008)
لماذا لا يقع حل جامعة التجمع الدستوري الديمقراطي بقصرهلال؟؟؟
مراد رقية لقد سبق وأن تعرضت من خلال مختلف فصول هذه المدونة الى الدور السلبي المتميز الذي تلعبه جامعة التجمع الدستوري الديمقراطي بقصرهلال من خلال اخضاعها لكل هياكل المدينة،معتمدية وبلدية وتربوية وادارية لسلطتها ومن خلال اختراقها لمنظمات المجتمع المدني مما أوصل المدينة الى الدرك الأسفل وهو ما يبرر حالة التخلف والتردي والاندحار الذي تعانيه على كل المستويات؟؟؟ ففي المستوى البلدي ولمناسبة الستينية نجد أن التجمع الدستوري وعبر جامعة المدينة يفرض مرشحيه من خلال القائمة التي يضمن وصولها دون الاحتكام لصندوق الانتخاب،فلا يشترط توفر الخصال النبيلة والغيرة على المدينة ومصالحها بقدر ما يشترط التزامهم بالولاء الدائم وهو مايبرر التجاوزات والتلاعب بالمال العام دون محاسبة تذكر فتشكر؟؟؟ وفي مستوى المعتمدية،نجد أن أي معتمد يحل بالمدينة يقدم أوراق اعتماده لكاتب عام الجامعة فيحصل منه على صك التوبة فيسعى منذ توليه لخطته أن يعدل أوتاره مع أوتار الجامعة حتى يضمن بقاؤه لـأطول فترة ممكنة وخاصة حصوله على الاكراميات والعيديات والهدايا اضافة الى الخدمات المجانية من أعيان المدينة ومؤسساتها؟؟؟ أما في مستوى منظمات المجتمع المدني المدجن فتتدخل جامعة التجمع في تعيينات مختلف هيئات هذه المنظمات فتجعل منها دمى متحركة بقتصر دورها على تجميع الأموال والدعاء بالخير والفلاح واطراد النجاح والسطوة لكاتب عام الجامعة المخلص من كل الشرور والآثام،وضمان الرضى المحقق لكل الأماني؟؟؟ ولعل أبرز مظهر من مظاهر الوضع الرديء الماسخ الذي آلت اليه مدينة قصرهلال هي النوعية الرديئة من التظاهرات القائمة بدعم مباشر من السلط الوطنية والجهوية مثل الأيام التجارية القصديريةأو مغارة على باباومهرجان النسيجوالتي تتدخل جامعة التجمع في تكوين هيئاتها وضبط نشاطها وضمان عدم محاسبتها بتحويل جانب كبير من مداخيلها لصالح الجامعة صاحبة الامتياز الأولى التي تحولت الى مؤسسة اقتصادية خفية الاسم،مجهولة القانون الـأساسي،متعددة الاختصاصات تؤجر الفضاءات المغلقة والمفتوحة مثل فضاء دار التجمع للمعارض وساحة7 نوفمبر،وكذلك دار المؤتمر للأفراح بدون أن تخضع الى أي نوع من المحاسبة لضمانها الاكراميات اللازمة؟؟؟ وحتى التصفيات المحلية التي واكبت اختيار نائب المدينة في اللجنة المركزية والتي تميزت بتحطيم أرقام قياسية في الاصطفاف السياسي والحفلات الاستعراضية وتوظيف المال السياسي قياسا على الانتخابات الرئاسية الأمريكية والتي جعلت المراقبين يعتقدون خطـأ بأن الصراع بين الكتلتين المتنافستين سوف تكون لصالح المدينة من خلال رفع أحد الفريقين لشعارورفعنا الحصار فقد تبين بـأنها مجرد مسرحية هزلية من الصنف الرديء على اعتبار أن كلا الفريقينوجهان لعملة واحدة؟؟؟ تحن لا زلنا والى غاية هذه اللحظة نحتاج ونطالب بالتغيير برفع أيدي العابثين عن مدينتنا المغتصبة من الداخل عبر خفافيش الظلام أنصار الزواج العرفي مع المكاسة،مكاسة الأسواق والرافعات،ومن الخارج عبر ناكري الجميل الذين يحاصرون المدينة الشامخة التي تستعصي على مكرسي الرداءة بسلطة القانون والأمر الواقع؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مقتطفـــــــــــــات
نجاعة ولكن ذكرت صحيفة يومية في صفحات الحوادث أن شرطة سيدي البشير أوقفت أكثر من 200 مفتش عنهم في ظرف أسبوع خلال عملهم الروتيني ترى لو كان العمل غير عادي كم يكون العدد؟ ثم ما الذي يجعل مثل هذا الكم من المفتش عنهم يجوبون المدن والشوارع ؟ أهي المغامرة والجرأة أم اطمئنان بعدم التعرض للإيقاف والإفلات منه في صورة حدوثه بأساليب لا نعلمها؟ جهاز تنفيذ لا يختلف اثنان أن جهاز القضاء يحتاج بالضرورة جهازا أو جهة تسهر على تنفيذ الأحكام التي يصدرها وهذا هو المعمول به في جميع أنحاء المعمورة وهو ما يحفظ للقضاء هيبته ومكانته ويعزز دوره في تنظيم وتسيير شؤون الحياة. ترى هل أن المحكمة الإدارية والتي هي مؤسسة نفتخر بوجودها لا تنتمي لسلك القضاء حتى تحرم قرارتها من الصبغة الإلزامية والتنفيذية ولا تجد من ينزلها إلى الواقع وإن كان العكس فلما يصر بعض المسؤولين على تجاوز أحكامها ومخالفتها لفائدة منشور ليست له أي صفة قانونية وأعني المنشور 108 المحد من الحرية الشخصية للباس. 8كلغ و200غرام؟ نعم إنه وزن محفظة ابني المرسم بالسنة الخامسة ابتدائي، 200غرام شقف و8كلغ حمولة الأدباش وهو مجبر على حملهم يوميا إلى المدرسة بعد أن استحال على المعلمة تخفيف اللوازم المدرسية إلى وزن أقل من ذلك بحكم ارتباطها بالبرنامج والمنهج المسطر من طرف الوزارة. ترى هل غاب كل هذا عن أصحاب القرار وإدارة البرامج؟ وهل بمثل هذه الأثقال نجعل أطفالنا يقبلون بكل انشراح على مقاعد الدراسة ويتمسكون بها ولا ينفرون منها؟ أي تعليم نبغي الكمي أم النوعي ذي النجاعة والفاعلية؟ في انتظار مراجعة إدارة البرامج لمناهجها وأساليب وإمكانيات تنزيلها أنصح أصحاب القلوب الرحيمة من المالكين لسيارات نقل البضائع التمركز أمام المدارس عند أوقات خروج التلاميذ وحمل أثقالهم كل إلى منزله أو حيه على الأقل، ولما لا يفكر البعض منهم في توزيع اشتراكات سنوية للأولياء الراغبين في من يعين أطفالهم عل معاناتهم حفاظا على صحتهم وسلامة نمو هيكلهم العظمي الذي نريده مستقيما لا منحنيا منذ الصغر. قانون وقانون من منطلق احترامه الشديد للقانون وحرصه على تطبيقه ولو كان منشورا أو توصية منع مدير المعهد الثانوي بدار شعبان الفهري التلميذات من الدخول إلى المعهد إلا بعد نزع الفولارة… نفس المسؤول وعندما أغلق حارس المعهد الباب أمام التلاميذ بحجة حلول وقت تحية العلم صباحا، قام هو ومن منطلق احترامه للقانون وحرصه على تطبيقه حرفيا بقبول ابنته وإدخالها من باب الأساتذة أمام تعجب واستغراب واندهاش كافة التلاميذ الذين طلب من بعضهم الحصول على بطاقة دخول والبعض الآخر حضور الولي حيث كنت أنا واحدا منهم. هكذا هي معاهدنا أو جلها أو تفاؤلا لنقل بعضها كل له قانون بل قوانين يستعملها المسؤول جوازا وعدما حسب هواه. أمي الحبيبة أمي الحنون… يحكى أن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب كان مارا في الشارع يتفقد أحوال الرعية فلفت انتباهه شيخ كبير في السن يتسوّل، فاستفسر أمره فقيل له أنه يهودي وليس له أهل، فأمر بتخصيص دخلا قارا له من بيت مال المسلمين وقال أخذنا جهده وعرقه عندما كان فتيا معافى والآن حق على الدولة أن تقوم على رعايته. بعد أكثر من 1400 سنة وفي زمن الحداثة وحقوق الإنسان والمدنية والثورة التقنية والعلمية نجد الكثير من أمهاتنا ممن تقدم بهم السن وضاقت عليهم الدنيا بما رحبت يكنسن الشوارع ومحطات المترو والقطارات والحافلات وهن يصارعن الحاويات دفعا وجذبا في العاصمة وفي غيرها من المدن الأخرى، أين المنظمات النسائية وجمعيات الأمهات والمراكز الاجتماعية وصناديق التضامن؟ احتراما لأمهاتنا وإكراما لهن يتعذر نشر صورهن وهن يدفعن عربات « الزبلة ».صحيح المثل يقول « ما يلز للمر كان اللي أمر منو » لكن يبقى السؤال أليس بمقدور السلطة أن تحفظ لهن كرامتهن ومكانتهن الإنسانية وهن منا وإلينا لحما ودما وانتماءا عوضا عن تركهن فريسة للفاقة والحاجة واستغلال شركات المناولة؟ إذا حبوك ارتاح… اهتمت حلقة الأسبوع الماضي من برنامج « فوروم 21 » في قناة 21 بالنشاط الحزبي للشباب وقد حضر في الحصة شباب التجمع وشباب الحزب الوحدوي والاشتراكي اللبرالي والخضر وتوجه كل منهم عبر التلفزة للمشاهدين طالبين منهم الإسراع بالإلتحاق بأحزابهم على أساس أنها تمثل المجتمع الدني وهي القادرة على تأطيرهم. مقابل هذه الدعاية المجانية يحرم شباب الحزب الديمقراطي التقدمي من الحصول على فضاء ولو داخل نزل لعقد ملتقى يناقش فيه واقع البلاد ويتدارس الحلول الممكنة لانتشال أجيال الغد من الضياع واليأس والسلبية.
الحبيب ستهم
منذ متى كان التخريبيّين والمتمسّحين على أعتاب
السلطة والسلطان عنوانا للتيار القومي التقدمي بتونس ؟؟
فائزة عبد الله
– تونس – 12-10-2008 منذ أن إنخرطت بالكتابة في هذا الموضوع وأنا ملتزمة بالتعاطي الواضح والشفاف , وتقديم الحقيقة عارية تماما كما هي للإخوة المشرفين على الموقع أولا..وللقراء أولا وثانيا وثالثا . لقد قرأت منذ يومين على موقع « أنصار الطليعة » وعلى موقع « تونس نيوز »خبر نعي (الراحل محمد لعراض من القطر ? تونس? الذي نطلب له من الله الرحمة والمغفرة ولأهله وذويه الصبر والسلوان ) ونكتفي بهذا القول في هذا ا لمقام عملا بالقاعدة القائلة واذكروا موتاكم بخير . ما لفت نظري أن ديباجة النعي جاءت تحت هذا العنوان : »ينعي التيار القومي التقدمي بتونس ………الخ « يعززا لخبر عنوان بريد الكتروني لأحد الأشخاص المنتمين إلى « شلة »منتظمة حزبيا بإحدى « الدكاكين « ممن يطلق عليها في القطر « معارضة المعاضدة والمعاقدة مع السلطة » أي المعارضة التي تقف تحت يافطة النظام وتتماها مع خياراته الفجة وتسكت عنها في أحسن الأحوال . بل أن بعضها لم يتردد في أن يكون شاهد زور على ممارسات القمع والاستبداد التي تتعرض لها جماهير شعبنا في تونس , وليس أخرها أحداث الحوض ألمنجمي أو ماعرف بانتفاضة (مدن التخوم ? قفصة ? المتلوي ? القصرين ? الرديف وغيرها من المدن والقرى المحرومة ). أن الذين أثخنوا التيار القومي التقدمي جراحا وخرّبوا جزءا لايتجزأ من نضالا ته وتجربته الفذة لايمكن أبدا أن يكونوا عنوانا له أو لمستقبله , حتى وان استطاعوا أن يسطوا في مرحلة ما على جزء من ماضيه . ولقد وعدت القراء وكل الوحدويين الصادقين من أبناء امتنا , ا ن أتعقب هؤلاء بالكشف والتصدي لدعاياتهم الكاذبة والممجوجة التي لم يتركوا حيلة أوسبيلا لتمريرها حتى وان كانت السمسرة بالمآتم والأتراح وسائطهم في ذلك . إن المدعين لتلك الصفة ليسوا في الحقيقة سوى « سدنة مسجد ضرار الذين تحدثت عنهم في مناسبات سابقة » . أما التيار القومي التقدمي في تونس فهو مجسّدا فعلا أصيلا في هبّة المحرومين وفي وقفة عزّ الرافضين لسياط الجلادين , باق في غضبة الطلاب وفي معاناة المعطلين عن العمل من حاملي الشهائد العليا وذوي الكفاءات, باق في صمود أبنائه الواقفين في وجه رياح التطبيع وسماسرة »العقلنة » والاعتراف بالعدو والتفريط , باق في صورته الواضحة الجلية , باق في صبر وعطاء أجياله الموصولة التي مابدلت تبديلا إلى أن تتحقق إرادتهم الفاعلة وتتحقق غايات أمتهم النبيلة . ولم ولن يفلح الإقليميين مهما تلونت جلودهم ومواقفهم في تشويه الحقائق أو طمــــــــــسها أو التجني عليها.
المسلسلات الرمضانية وثقافة السلطة
دأبت التلفزة التونسية على إنتاج المسلسلات التلفزيونية بمناسبة شهر رمضان المعظم و لئن كانت في ما مضى قدمت نسبيا مادة تاريخية حول زعامات دينية وقومية من تراثنا العربي الإسلامي ومسلسلات فكاهية كالمسلسل المشهور :- أمي تراكي ناس ملاح- فإنه في السنوات الأخيرة طغى على المادة الثقافية للتلفزة التونسية نوعا من التهريج والفكاهة المبتذلة والمضامين الموجهة التي تتماشى واختيارات السلطة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية .ففي مسلسلات صيد الريم وبين الثنايا لهذه السنة كان القاسم المشترك بينهما هو المرأة العاملة عامة وعاملات النسيج بصفة خاصة وتصويرها في مظهر بائس قابلة للابتزاز في كل لحظة مع العرف أو من يمثل سلطته . فظهرت بمظهر العاجزة والتي لا حول لها ولا قوة تأتمر لأوامر سيدها وتمتثل له وكأننا في عهود الإقطاع حيث القن والسيد . فها هو صاحب المعمل يطاردها ويتحرش بها جنسيا بل ويتعدى على شرفها لتبقى ضحية وتموت بسبب تلك الفضيحة فتترك في المشاهد الحسرة والألم كضحية اجتماعية .إلا أن الظن الذي يغلب على المتفرج هو الصورة الوقحة التي ظهرن بها بنات المعمل وسهولة انقيادهن لسيدهن صاحب المعمل والنفوذ .و في الواقع الجانب المسكوت عنه في المسلسل الذي لاترومه السلطة هو الجانب الاحتجاجي والكفاحي اللاتي ألفنه بنات المعمل والمرأة العاملة عامة في نضالها المشروع ضد سياسة الاستغلال الفاحش . وللوقوف على حقيقة الواقع فإنني بصفتي ناشط نقابي و حقوقي زرت في العديد من المناسبات بعض معامل النسيج أو غيرها في جهة بن عروس في إطار حملة التضامن النقابي التي ينظمها من حين لآخر الاتحاد الجهوي للشغل ببن عروس و وقفت على المعانات الحقيقية للمرأة العاملة وما تعيشه من ظروف صعبة في عملها كما وقفت على شجاعتها وجرأتها في تحديها لغطرسة صاحب المعمل وذلك بالتجمعات و الاعتصامات داخل المؤسسة بل كانت ترفع علم الاتحاد العام التونسي للشغل إيمانا منها بأنه رمز المنظمة التي تدافع عن المسحوقين والمستضعفين من الطبقة العاملة وعموم الشغالين بالفكر والساعد و تحديا منها للأعراف وسياستهم الجشعة والظالمة . إن المرأة العاملة أصبحت تدرك منذ زمن بعيد أن سبب معاناتها يكمن في تحالف رأس المال عضويا مع السلطة لأنها تلمسه في عملها بصفة مباشرة فحين ما تعبر عن غضبها وتعلن الإضراب أو الاعتصام تجند ضدهم السلطة قوات الأمن فتغلق كل المنافذ المؤدية للشركة أو المعمل وربما زادت من توتر الوضع ضدهم فأرهبتهم وقامت بطردهم بكل وحشية لصالح صاحب المال . هذا الجانب النقابي الاجتماعي الذي تعيشه المرأة العاملة مع أخيها الرجل العامل جنبا إلى جنب اللذان تكرس ضدهم نفس سياسة الاستغلال و الاضطهاد والتفقير والتجويع يغيب في مثل هذه المسلسلات قصدا ولا يقع التركيز إلا على الجانب السلوكي الأخلاقي والذي هو بدوره ناتجا عن النهج الاستغلالي الذي اختارته السلطة في سياستها الاقتصادية والاجتماعية المكرسة . هذا ما أردت قوله لزاما علي ودفاعا على المرأة العاملة التي لا تزال تخوض معركتها مع الرجل بكرامة وهمة عالية وبشراسة المناضلين والمناضلات ضد اختيارات العسف والاستغلال . النفطي حولة :
13 أكتوبر 2008
وفاة أحمد القلعي أشهر عازفي العود في تونس
تونس (رويترز) – توفي يوم الاحد أحمد القلعي أحد أشهر عازفي العود في تونس والعالم العربي عن 72 عاما. ونعت وزارة الثقافة والمحافظة على التراث في تونس يوم الاثنين الفنان الراحل مشيدة باسهاماته الفنية منذ ستينيات القرن الماضي حيث قدم أعمالا موسيقية متنوعة أبرزها تلحينه عددا من القصائد لمطربين مرموقين في تونس. وبدأ القلعي تعلم العزف على الة العود عام 1941 وتمكن من تطوير تقنيات عزفه وصقل مواهبه منذ عام 1945 عند التقائه بالفنان علي السريتي قبل أن يلتحق بأول فرقة للاذاعة التونسية والتي تولى ادراتها. ويعد من أمهر عازفي العود في تونس والعالم العربي ومكنته ثقافته الموسيقية الواسعة من ابتكار أسلوب تعبيري وجمالي خاص كما ساهم في تكوين جيل من عازفي العود في المعهد العالي للموسيقى. ونال القلعي تكريما من الرئيس التونسي زين العابدين بن علي حين منحه عام 2002 وسام الاستحقاق الوطني في الثقافة. والقلعي هو شقيق الراحل رضا القلعي عازف الكمان الشهير. (المصدر: وكالة أنباء رويتز بتاريخ 13 أكتوبر 2008 )
عمال المدافن: شباب يتخذون من الموت سبيلاً للحياة
أمال الهلالي من تونس: هم شباب امتهنوا مجالاً يقبل عليه الكهول وتستهجنه فئة كبيرة من أبناء جيلهم، عمال المدافن يضربون موعدًا يوميًا مع الموتى ويستقبلون بكل صبر وإيمان مواكب العزاء فكل ذلك يهون في سبيل قوتهم اليومي ضمانًا للعيش وحفظًا للكرامة. « إيلاف » زارتهم في مكان عملهم في إحدى المقابر بالعاصمة لنقل صورة حية عن هذه الفئة المكافحة من الشباب ورصد تطلعاتهم وأمانيهم. بعضهم قبل الحديث معنا وبعضهم الآخر تهرب من الإجابة بحجة الخجل والخوف. أكوام من الغبار والأتربة تغطي الرؤوس ووجوه مكفهرة وسواعد تعمل بصمت حاملة الفؤوس، « الخبزة مرّة » أي قاسية والعمل الشريف لا يعيب الرجال » بهذه العبارات استهل عبد الله 30 سنة حديثه وقد وجدناه منكبًا على حفر أحد القبور. عبد الله يمارس مهنة الحفر منذ سنوات، وقد توارثها أبًا عن جد، لكنه في الوقت نفسه لم يخفِ إحساسه بالحزن الذي يتملكه حين يوجه له أصدقاؤه نظرات عنوانها الريبة والاحتقار معتبرينه نذير شؤم وجلاب للموت، لكن أجمل ما في الأمر تبدد ذلك الإحساس مباشرة بعد سماعه لدعوة خير صادقة من زوار المدافن بعد إسدائه لخدمات الدفن . « الخوف ليس من الموتى فهم نائمون بسلام تحت الثرى بل من الأحياء الذين يريدون بك الشر والأذى » هكذا استهل عبد الوهاب 27 سنة حديثه حين سألناه عن الشعور الذي يتملكه حين تطأ قدماه المقبرة. ويضيف » أنا أخدم إخواني الأموات والعمل هنا يجعلني أخشى الله ولا أخاف أبدًا من الموت »، وعن أقصى أمنياته يقول « لا أحلم لابسيارة ولا بمنزل فخم فقط أتمنى أن أعيش بسلام صحبة زوجتي وأن أنجب أبناء صالحين ». أجمل ما في حكاية عبد الوهاب أنه لا يزال عريسًا جديدًا، إذ لم يمر على زواجه أكثر من ثلاثة أشهر وهو يقطن في منزل متواضع على وجه الكراء صحبة زوجته الشابة في حي « الملاسين » أشهر الأحياء الشعبية في العاصمة. وعن سؤالنا له إن كان يفكر في الانقطاع عن هذه المهنة أجاب دونما تفكير بالنفي ما دام قد ضمن بهذا العمل قوته وكرامته والقناعة حسب قوله « نعمة من عند الله ». وعلى خطى سابقه فقد امتهن اسكندر 25 سنة شغل الدهانة لكنه خير العمل في تنظيف القبور ودهنها ورأس ماله سطل مليء بمادة الدهن الأبيض وفرشاة. محدثي على الرغم من صغر سنه فقد مضى الآن على عمله هذا أكثر من أربع سنوات يطوف خلالها بين القبور من الصباح إلى المساء باحثًا عن بعض الزبائن من زوار الموتى كل حسب رغبته لطلاء القبور، وعن الأسباب التي جعلته يدخل عالم الشغل باكرًا يقول محدثي: « انقطعت عن الدراسة مباشرة بعد إخفاقي في الحصول على شهادة ختم التعليم الأساسي وقد خيرت اقتحام عالم الشغل نظرًا لظروف عائلتي الصعبة فوالدي توفي منذ زمن ووالدتي عاجزة عن الخروج للعمل ولي ثلاث أخوات يزاولون تعليمهم الابتدائي » وبالرغم من ضعف مدخوله المتأتي من هذه المهنة العشوائية عبر لنا اسكندر عن سعادته ورضاه قائلا: » أنا سعيد بعملي هذا أليس أفضل من أن أحترف التسول أو الانزلاق في عالم السرقة والاجرام ». من جهة أخرى لم يخفي اسكندر امتعاظه من صراعه اليومي مع الرقابة وإدارة المدافن باعتبار أنه يمارس هذه المهنة بشكل عشوائي و من دون رخصة قانونية » لكن ماباليد حيلة فذلك نصيبي من الحياة ورزقي بيد الله » هذا الشاب ودعنا بابتسامة عريضة مؤكدا أن الغد سيكون أفضل وأنه سيجد حتمًا الفرج لكن متى وأين ذلك في علم الغيب . اسكندر روى لنا حكايات غريبة عن دخلاء في المدافن يتنكرون بزي عمال يتنقلون بين القبور مستغلين خلاء المقبرة من الناس للتحيل على الزوار والقيام بعمليات ابتزاز و اختطاف أشياء ثمينة كهواتف جوالة أو حقائب يدوية إلى غير ذلك .هذا الأمر أفسد عليه قوته لأن إدارة المدافن تقف لهم بحزم وتشن من حين لآخر حملات مراقبة وتفتيش يذهب هو ضحيتها . رغم إحساسه بالتعب المتأتي من الظروف الصعبة التي يواجهها في عمله فقد استمر بلقاسم 32 سنة في العمل لأكثر من 5سنوات كمنظف للقبور يزيل الحشائش والأتربة ورغم المدخول المادي الهزيل الذي يجنيه من وراء مهنته فقد تزوج صغيرًا ورزقه الله ثلاثة أبناء وبدت على محياه علامات الرضا والقناعة. يقول بلقاسم : » العمل خيرلي من البطالة أو أن أمد يدي للناس وإحساسي بالفخر يتضاعف لأني أكسب قوتي بعرق جبيني وأطعم أولادي وزوجتي مالاً حلالاً »، محدثي بالرغم من ظروفه الصعبة فقد عبر لنا عن فرحته لأنه ينتظر قدوم طفل من زوجته مؤكدا أن أمله معلق على أبنائه لأن المستقبل الأفضل سيكون حتمًا بيدهم. وبين أحلام هؤلاء الشباب البسيطة وجريهم اليومي وراء اللقمة الحلال حتى في المدافن وبين الأموات ودعنا المقابر وودعونا عمال المدافن بابتسامة الرضى والطموح بغد أفضل. (المصدر: موقع ايلاف ( بريطانيا) بتاريخ 13 أكتوبر 2008 )
تونس: جمعية الدراسات الدولية تفتتح سلسلة
ندواتها بمناقشة المتوسط وأسلحة الدمار الشامل
تونس ـ خدمة قدس برس استضافت ‘جمعية الدراسات الدولية’ التونسية يوم الجمعة الماضي ندوة دولية حول ‘المتوسط وأسلحة الدمار الشامل: بين المخاطر الافتراضية والحقيقة والقتنون الدولي’، شارك فيها عدد من الخبراء الدوليين والسفراء السابقين والأكاديميين الجامعيين. وأوضح المدير التنفيذي لجمعية ‘دراسات دولية’ ورئيس تحرير مجلتها التي تحمل ذات الإسم وتصدر باللغات العربية والفرنسية والانجليزية كمال بن يونس في تصريحات خاصة لـ ‘قدس برس’ أن الندوة التي افتتحت بها الجمعية سلسلة موضوعات تروم فتحها في شهر تشرين أول (أكتوبر) الجاري تندرج في سياق انشغالات الجمعية بالقضايا السياسية ذات الأولوية في تونس والمنطقة المتوسطية والدولية، من قضايا العولمة والسيادة الوطنية الى العولمة والتنمية والعولمة ووسائل الاعلام والتعاون الدولي وأبعاده الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وأكد بن يونس أن الندوة التي نظمتها الجمعية حول موضوع أسلحة الدمار الشامل يوم الجمعة الماضي والتي اشرف على افتتاحها وزير الشؤون الاجتماعية والتضامن والتونسيين بالخارج علي الشاوش وشارك فيها عدد من الباحثين والقانونيين والسفراء والخبراء العرب والاجانب تمثل حلقة أولى من سلسلة حلقات تخطط الجمعية لتعميقها من خلال استضافة عدد آخر من الخبراء لدراستها، نظرا لأهميتها البالغة في منطقة الشرق الاوسط. وقد تناول المشاركون في الندوة المسالة النووية في المنطقة سواء ما تعلق منها بالسلاح النووي الايراني كخطر افتراضي وبين الخطر النووي الاسرائيلي كخطر حقيقي، وربط كل ذلك بتعاليم القانون الدولي والثغرات التي تلازمه. وأعرب بن يونس عن أسفه لأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدل أن تتجه للضغط على اسرائيل للتخلي عن اسلحة الدمار الشامل كما جرى ويجري مع العراق او ليبيا او ايران فقد وجهت ضغوطها الى دمشق بحثا مرة اخرى عن خطر افتراضي متجاهلة بذلك خطرا حقيقيا، كما قال. هذا وشارك في الندوة الإعلامي التونسي في إذاعة ألمانيا العربية منصف السليمي بمحاضرة تناول فيها الرؤية الأروبية لمسألة السلاح النووي في الشرق الأوسط، كما شارك فيها الاستاذ الجامعي المصري من جامعة عين شمس بالقاهرة عصام اسكندر بمداخلة استعرض فيها المبادرات العربية لدى الامم المتحدة لمنع اسلحة الدمار الشامل، بينما تناول استاذ القانون الدولي والخبير التونسي توفيق بوعشبة اسلحة الدمار الشامل من الزاوية القانونية، من خلال توضيح المفاهيم المختلفة للاشكالية المطروحة وهي الخصوصيات التاريخية والجغرافية والانسانية والاقتصادية والجمالية للمتوسط، وأشار إلى وجود اعتقاد بأن القانون الدولي يمنع انتشار اسلحة الدمار الشامل، وأن هذا المنع يتعلق بالانتاج وليس بالامتلاك. كما أسهم عضو مجلس الشؤون الخارجية الفرنسي السفير فيليب كوست بمداخلة علمية عن الموقف الأروبي من انتشار السلاح النووي في المتوسط، وعدد الأسباب التي تدعو إيران للتمسك ببرنامجها النووي، وأكد انه اذا لم يكن لدى ايران ما يمكن ان تخفيه فانه يتعين عليها ان تفتح ابوابها امام مفتشي الوكالة الدولية. (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال بتاريخ 13 أكتوبر 2008)
تونس تعتزم زيادة فرص التوظيف لخريجي الجامعات
عُقد مؤتمر وطني تونسي رفيع المستوى في الأسبوع الماضي تمحور حول التدابير الواسعة التي تعتزم الحكومة اتخاذها لمواجهة أزمة البطالة وذلك في ظل تزايد عدد العاطلين بين خريجي الجامعات في تونس إلى قرابة الضعف في خلال العشر سنوات الماضية. تقرير منى يحيى من تونس لمغاربية حددت ندوة التشغيل التي احتضنتها العاصمة التونسية الأسبوع الماضي بمشاركة عدد من السياسيين وخبراء القانون والمقاولات جملة من الإشكاليات والعوائق التي تحول دون التشغيل الكامل لكل القوى الحية. وقدمت مجموعة من التوصيات والحلول تهدف إلى التقليص من نسبة البطالة وتشغيل أصحاب الشهادات العليا. وتم إقرار هذه التوصيات في إطار ورشات العمل الأربع التي تناولت محاور التنمية الاقتصادية واستحداث مليون منصب عمل بحلول 2016. وقال محمد الغنوشي الوزير الأول التونسي، في كلمته أمام المشاركين ‘إن التشغيل مازال يمثل تحديا أصبح يضم نسبا متزايدة من حاملي الشهادات العليا’. وأضاف ‘لكن هذا لم يمنع من تقليص نسبة البطالة من 15.6 إلى 14.1 في المائة وهذا يعتبر إنجازا’. وجاء في تقرير أصدره البنك الدولي قبل أزيد من عام أن البطالة في تونس بدأت تطال العديد من خريجي الجامعات فيها. وعند صدور التقرير في مارس 2007، بلغ عدد العاطلين من الخريجين الجامعيين 336 ألف شخص وهو نحو ضعف العدد قبل عشر سنوات من ذلك التاريخ. وأكد خبراء التشريع بأن إيجاد فرص الشغل ينبغي أن يأتي ضمن النمو الاقتصادي بحيث يجب تحقيق توازن في السياسات لتلبية احتياجات التعليم والتدريب مع شروط المقاولات وسوق العمل حسبما قاله الغنوشي وذلك من أجل حفز الاستثمار وتسريع وثيرة النمو. وأضاف الوزير ‘لا أرى لماذا لا تحقق تونس نفس الأداء كإيرلندا التي قلصت البطالة من 16 إلى 5 في المائة في غضون 20 عاما’. ودعت اللائحة الختامية للمشاركين في الندوة إلى توفير التجهيزات الأساسية لقطاعات الإنتاج وتنويع القاعدة الاقتصادية ونوعية التشغيل بالقطاع الخاص في الجهات ووضع خطة لسد الفجوة الرقمية على المستوى الجهوي لدورها الأساسي في دعم العمل والخدمات عن بعد. وأحدثت الحكومة التونسية ما يقارب 600 ألف موطن شغل جديد خلال الفترة 2000-2007 وخلال السنة الماضية فقط تم إحداث 160 ألف موطن شغل جديد. لكن بالنسبة للعديد من الشباب المتعلم العاطل فإن هذه الجهود تبقى دون المستوى المطلوب. ويتوافد كل يوم لمكاتب التشغيل مئات من خريجي التعليم العالي، لكن قلة قليلة منهم يجد عملا عن طريق هذه المكاتب، وفي بعض الأحيان يتوفقون إلى إيجاد عمل وقتي، أو خارج اختصاصهم. وأصبحت شريحة واسعة من الشبان التونسيين، تفكر في الهجرة للدول الأوروبية. وقد لا تقدم لجنة التوظيف عالية المستوى هذه حلا عاجلا لمعضلة الشباب العاطل مثلما يريدها هو بالرغم من الخطة الشاملة التي تقدمت بها لجان فرعية خاصة استهدفت استراتيجيات مختلفة لخلق مناصب الشغل. و يقول وحيد بالهادي 30 سنة أستاذ تاريخ ‘ما فائدة التوصيات، إذا كنت أنا عاطلا عن العمل لمدة 4 سنوات. أنا بحاجة إلى عمل لا إلى توصيات’. وتتحدث إيناس، 27 سنة، عن تجربتها لمغاربية ‘أنا خريجة معهد صحافة، لكنني أعمل الآن في مركز للنداء، ولم أتمكن من العمل في تخصصي’. وتميزت الندوة بمشاركة واسعة لممثلين عن الحكومة وأحزاب المعارضة وعدد من الشخصيات الاقتصادية والخبراء حيث قدموا آراءهم في المسألة. وقال محمد الغرياني، الأمين العام للتجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم، ‘إنه لا توجد عصا سحرية لحل معضلة البطالة لكن الخيارات الاقتصادية التونسية نجحت في تقليص نسبة البطالة بنقطتين’. ودعا منذر ثابت أمين عام الحزب الاجتماعي التحرري إلى بعث صندوق وطني للبطالة. وأكد المنجي الخماسي أمين عام ‘حزب الخضر’ أن جهات الشمال الغربي والجنوب فيها أكبر نسب بطالة رغم ما يمكن إحداثه من مشاريع بيئية، ودعا لإعطاء المشاريع البيئية الأولوية المطلقة. وقال الدكتور مصطفى بن جعفر ممثل التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات ‘يجب ألا يخلو تشخيص قضية التشغيل من الجرأة خلافا للخطاب الخشبي الذي عودتنا عليه وسائل الإعلام الرسمية’. وتمنت هدى بن صالح وعمرها 32 سنة، أن ترى نتائج ملموسة من الوزراء والساسة الحكوميين. وقالت ‘أتمنى ألا تكون هذه التوصيات مجرد حبر على ورق’. (المصدر: موقع ‘مغاربية’ (ممول من طرف وزارة الدفاع الأمريكية) بتاريخ 12 أكتوبر 2008) الرابط:http://www.magharebia.com/cocoon/awi/xhtml1/ar/features/awi/features/2008/10/12/feature-01
سكاتش بلّوشي «شيّات» في عهد العولمة
عندي واحد صاحبي شيات.. معرفة عشرين سنة تشييت ما كلين الشيتة والسيراج مع بعضنا مستانس ديمة يشيتلي صباطي بدينار ويشيت الآخرين بدينار ونص. نقولو علاش. يقلّي انت صاحبي ولازم نعملّك سوم خير ما اللّي تبعثني نشيت غبت عليه مدّة ورجعتلو قتلو شيتلي بدينار خزرلي وقاللّي ياحسرة يازمان دوّيو برّا شيت.. ياحسرة وقتلي كان التشييت بدينار. قتلو مالا بقداش ولا؟ قاللّي أقل تشييتة توة بخمسة الاف علاش يا ولدي أشنوه اللّي صار جديد؟ آشنوة اللّي توتّى؟ ياخي ما سمعتش؟ وين كنت راقد يابابا.. كل شيء زاد.. الحديد زاد.. النحاس زاد.. العلفة زادت.. الماكلة زادت.. البترول زاد.. الضو زاد.. الماء زاد.. يقعد كان السيراج ما يزيدش؟ وآش مدخل السيراج في هذا الكل.. ماهو داخل في الدورة الإقتصادية العالمية وتضرر في الأزمة المالية اللّي ضربت أمريكا وهذا وقت العولمة.. والسوم الجديد هو سوم العولمة ايا يزي بلا تفدليك قالّو عولمة قالو سيدي زكري.. أيا قوم أعملي تشييته قمقومة خير ما نبعثك تشيت مانشوف كان صاحبي كان تغشش وجهو إحمار وازراق وآكحال كيف حكة السيراج وصاح في: ـ من فضلك ياسيد.. أعرف مع شكون تحكي وتتكلّم؟ ـ مع أشكون زعما.. كوندليزا رايس وإلا بول بريمر؟ ـ احترم نفسك إنت صحيح تتكلم مع شيات اماموش أي شيات.. أنا شيات متحصل على ديبلوم الشياتة.. على القدم الذهبي عام 2006 على الشوليقة الفضية عام 2007 على الشيتة البرنزية عام 2005 على البطولة الوطنية لأسرع واحد بعثوه يشيت.. الدرع العالمي لأحسن شيات.. عندي شهادة إيزو 20027 للتشييت مطابقة للمواصفات العالمية.. عضو النقابة العالمية للشياتين. الأمين العام للجامعة العربية للشياتين.. داخل في البورصة متاع لندن ونيويورك السهم متاعي كي يضرب واحد كيفك يجيبو يشيت actionnaire في أكبر معمل سيراج في شمال افريقيا.. سفير النوايا السوداء في الأمم المتحدة عندي شركة تخدّم 5 آلاف شيات منهم 3 آلاف من حاملي الشهادات العليا في علم السيراج الأكحل وحدو عني 1000 عون تقني في الخليج.. 500 في الخليج.. 300 في آسيا.. في افريقيا ما عندي حد على خاطر الكلهم في لون السيراج عضو الإتحاد العالمي للشياتين.. عندي ايمايل.. وسيت واب أنا بشيتة بركة نحركها بيدي اللّي نحبّ نبعثو يشيت يمشي يشيت.. ونقطعلو سيراجو من العالم الكلّ نزيدك وإلا يزّي قتلو: لا وخي يزّي سامحني يظهرلي أنا باش نكرم لحيتي بيدي وباش نبعث روحي نشيّت. (المصدر: صحيفة ‘الصباح الأسبوعي’ (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 13 أكتوبر 2008)
انطلاق أعمال المؤتمر السنوي السادس للقدس
يشارك الشيخ راشد الغنوشي مع حوالي 300 شخصية عربية واسلامية في مقدمتها الشيخ العلامة الدكتور يوسف القرضاوي في أعمال المؤتمر السنوي السادس للقدس الذي تنظمه مؤسسة القدس الدولية في العاصمة القطرية الدوحة من 12 الى 14 أكتوبر. وحسب الأمين العام لمؤسسة القدس محمد أكرم العدلوني فإن الهدف من هذا المؤتمر هو تقوية التضامن مع الشعب الفلسطيني عامة ومع سكان مدينة القدس خاصة، وكذلك دراسة التحديات والعقبات التي تواجه الفلسطينيين في هذه المدينة المقدسة. وأشار العدلوني إلى أن المؤتمر محطة سنوية تستثمرها المؤسسة لتراجع عملها وأداءها وتتفقد مشاريعها التنموية المبرمجة في القدس، منوها إلى أن مؤتمر هذا العام يأتي في توقيت بالغ الأهمية لكون عام 2010 « كما يدعي أصحاب المشروع الصهيوني سيكون عاما حاسما في تهويد وتقسيم القدس ». وأكد رئيس مؤسسة القدس العالمية ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي أن العرب والمسلمين يقفون في قضية القدس « جبهة واحدة متراصة »، مضيفا أن أمة المليار ونصف المليار مسلم لن تعجز عن تحرير القدس وفلسطين. وقال إن « الذي يحرك هذه الأمة هو الإيمان »، مشددا على أن الأمة هي التي وقفت وراء انتفاضتين فلسطينيتين (انتفاضة 1987 وانتفاضة الأقصى عام 2000) « أعجزتا قادة إسرائيل وحيرتا جيشها »، ودعا إلى « تدارك الخطر المحدق بالقدس قبل وقوعه ». وأضاف الشيخ القرضاوي أن الأمة لها إمكانات كبرى ديمغرافية واقتصادية وسياسية تجعلها قادرة على « فرض إرادتها وقهر إسرائيل »، وقال « لست يائسا من هذه الأمة، فهي أمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأمة القرآن الكريم ». وبدوره حذر المنسق العام للمؤتمر القومي الإسلامي منير شفيق في كلمة باسم المؤتمرات الثلاث: القومي الإسلامي والقومي العربي ومؤتمر الأحزاب العربية، من أن القضية الفلسطينية تمر الآن بأخطر مراحلها و »حدثت فيها تنازلات خطيرة في حق العودة والأرض وقضايا أخرى ». وشدد شفيق على أن التنازل عن حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى أراضيهم « من شأنه أن يصفي القضية الفلسطينية »، مضيفا أن القدس كلها وليس جزءا منها حق لا تنازل عنه، وأن القدس والمسجد الأقصى أيضا غير قابلين للتقسيم أو المساومة. (المصدر: موقع الشيخ راشد الغنوشي بتاريخ 12 أكتوبر 2008 )
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على أفضل المرسلين
تونس في13/10/2008 الرسالة رقم 484
بقلم محمد العروسي الهاني على موقع تونس نيوز
مناضل كاتب في الشأن
الوطني والعربي والإسلامي
رسالة مفتوحة إلى وزراء المالية والتربية والتكوين والشباب والرياضة والتشغيل حول مزيد الإصغاء إلى مشاغل الشباب والعناية بظروفهم في مجال التشغيل وفتح المكاتب أمامهم
إن موضوع الإصغاء إلى مشاغل الشباب والعناية بظروفهم الإجتماعية وخاصة في مجال التشغيل لحاملي الشهائد العليا والمرحلة الأولى من التعليم العالي قد أثرته 38 مرة في مقالات مفتوحة للمسؤولين منذ شهر نوفمبر 2006 إلى اليوم، وقد أشرت في مقالاتي إلى ضرورة مزيد العناية بتشغيل حاملي الشهائد العليا وأصحاب الشهائد التقنية والمرحلة الأولى من التعليم العالي. وقدمت عديد المقترحات إلى السيد وزير المالية لمضاعفة الميزانية المخصصة لتشغيل حاملي الشهائد العليا ومن المقترحات التي قدمتها عام 2006 للسيد وزير المالية العمل بجرأة وشجاعة أدبية وبمسؤولية وروح وطنية عالية القيام بمبادرة للتخفيض في كمية البنزين المجاني التي تسند شهريا لأكثر من خمسة آلاف موظف وإطار وتتراوح الكمية من 200 لتر إلى 1200 لتر شهريا أي بصفة عامة حوالي 500 لتر لكل موظف واقترحت تخفيض نصف الكمية أي حوالي مليون لتر في الشهر تقريبا وإذا ضربنا هذه الكمية على حساب 1300 مليم للتر الواحد نجد المبلغ حوالي 15 مليار سنويا يمكن تشغيل 2500 طالب من حاملي الشهائد العليا سنويا من التقشف في مادة البنزين فقط… إما إذا اعتبرنا السيارات الإدارية المرقمة التي تتجول لقضاء الشؤون الخاصة في الأسواق والمدن وحتى في الشطوط نسبة 35% من هذه السيارات لها وظائف خاصة لشؤون المنزل والعائلة أضف إليها قطاع الغيار بالعملة الصعبة نجد حوالي 20 مليار مهدودة أدراج الرياح. وإذا اعتبرنا هذا المبلغ الهام 20 مليار سنويا يمكن أن يشغل 3000 طالب من حاملي الشهائد العليا بفضل هذا الإجراء الشجاع والمسؤول نتمكن من إضافة 5500 موطن شغل سنويا، وقتها وزارة المالية لا تبخل، بإضافة 35 مجاز في التربية البدنية متحصلين على الإجازة عام 2007 وهو لحد الآن في قائمة الانتظار حسبما أفادتنا به مصالح الوزارة منهم شبان من مناطق الظل ومن عائلات معوزة مثل الشاب سامي عيسى من عمادة الحجارة رقمه 26 في قائمة الانتظاربوزارة الشباب و الرياضة. * وفي وزارة التربية والتكوين يمكن أن نشغل 1000 أستاذ إضافي كل سنة و 1000 معلم سنويا ونعطي الأولوية لمناطق الظل المحرومة وأصحاب العائلات الفقيرة حسبما أكد عليه سيادة الرئيس وقد علمنا في المدة الأخيرة خلال الأسبوع الثاني من شهر أكتوبر 2008 أصدرت وزارة التربية والتكوين مجموعة من البرقيات لتعيين معلمين جدد منهم قرابة 40 من ولاية صفاقس لكن مناطق الظل بمعتمدية الحنشة مثلا لم يشملها التعين لماذا فهل هناك أمور قديمة أم ماذا ؟؟؟ أعتقد أن سيادة الوزير الجديد لا علم له بها وهو من الإطارات العليا التي نفتخر بها وسيادة الرئيس كلفه بهذه الوزارة الهامة الحساسة لمزيد العناية ودعم العدل بين الجهات والأجيال و المناطق. * وفي وزارة التشغيل هناك مظلمة لم تعالج منذ 8 أعوام مضت وهي تتمثل في تعيين مجموعة من حاملي الشهائد العليا اعتمدت الوزارة عن طريق الوكالة الوطنية لتشغيل حاملي الشهائد العليا والعمل المستقبلي تكليف هذه المجموعة بمهمة التأطير كمبسطين للطلبة أصحاب المشاريع الصغرى ، بصفة وقتية بدون عقود ولا تعين ولا تسوية طيلة 8 أعوام ومنهم من يعمل حوالي 5 أو 6 أشهر طيلة العام دون مرعات ظروفهم الاجتماعية هذه وضعية حوالي 80 مؤطر مبسط يعيشون على الهامش وحسب رغبة الوكالة الوطنية للتشغيل والبعض من هؤلاء المبسطين من له مؤهلات تفوق الخيال وعندما تسمعهم في برامج إذاعية رائعة تتذوق حلاوة الكلام وسلامة النطق ولغة البيان وبلاغة الكلام ولسعت المعطيات ودقة المعلومة. وحسن الأداء وعمق التحليل وقيمة الدرس وروعة الأسلوب وكأنك تنصت إلى دكتور مختص محاضر هذه النخبة الراقية منذ 8 أعوام تعمل على الهامش مثل عمال الحظائر، وأستطيع أن أقول إن عمال الحضائر فكر فيها رئيس الدولة وأذن بتسوية عددا هاما منهم أصبحوا يتمتعون بالترسيم والتقاعد والتغطية الاجتماعية ما عدى المبسطين فهم لحد الآن ينتظرون التسوية إذا فكرت فيهم الوزارة ولعل الوزير الجديد ينكب على هذه الوضعية ويجد لها الحلول الملائمة ويعطي لهذه المجموعة حقها المشروع ومن المنطق أن تولى الوزارة هذا الموضوع ما يستحق من العناية والرعاية بعد التهميش طيلة 8 سنوات مضت وبعضهم عندما أراد التعبير ولفت النظر لهذه الوضعية وقع ايقافه عن العمل لولا الرسالة المفتوحة لرئيس الدولة والتي نشرت بجريدة أخبار الجمهورية سنة 2003 وقد أذن سيادة الرئيس مشكورا بإعادة صاحب الرسالة إلى سالف عمله حالا، ولن ننسى هذا المجهود المحمود من لندن رئيس الدولة ومتابعته الشخصية. نرجوا فهم هذه الرسالة والعمل بها ونرجوا من بعض المكاتب المغلقة أن تفتح أمام المواطنين وبعض الهواتف أيضا ؟؟؟ ونرجوا مزيد الإصغاء للشباب العاطل عن العمل منذ سنوات و بعضهم له شهائد اختصاص مثل اللغة الانقليزية هذا مع العلم ان بعض الملفات و المطالب موجودة بالوزارة منذ سنة 2007 و وقع تحيينها في اكتوبر 2008 الى الوزارة و قد علمنا ان بعض التعيينات تمت يومي 9 و 10 اكتوبر في مناطق ريفية نائية و كان من الاجدر ان نولي عناية لابناء المناطق و لنا كامل الثقة في سيادة الوزير الجديد الدكتور حاتم بن سالم الذي تابعنا تصريحاته بجريدة الشعب مؤخرا لدعم الحوار و طي صفحة الماضي و اعتماد الشفافيةفي الانتدابات و التعاون مع الاتحاد العام التونسي للشغل في هذا الإطار… قال الله تعالى : وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون صدق الله العظيم محمد العروسي الهاني مناضل له رأس مال كبير في حزب التحرير الهاتف : 354 022 22
اللكمات المذهبية بين الشيخين عندما ترفض القيادات الروحية مواجهة قضايا العصر الحقيقية
عادل الحامدي المشهد جد طريف وكيف لا يكون مطوحا بأعقل الرؤوس وهزازا لرواسي المشاعر وقد رضي الشيخان (القرضاوي وفضل الله) بالتلاكم على مسمع من الجميع.. معاذ الله أن تلج الرجل حلبة الرجلين الرجراجة أين يتمازج الدين والسياسة وتنعدم الرؤيا الواضحة بل وتنشق مقابر التاريخ عن مردة الأحزاب والفرق وتصبح الجنة والنار من أدوات الصراع على نصرة المذهب.. نعم معاذ الله أن توزن عند مثلي من عشاق الحقيقة مكانة الرجلين ومن خلفهما بمثل هذه العثرة! لكن من حق من يؤمن بالله واليوم والآخر أن يرى ما لم ير الشيخان ويقول: إن دس خياشيم كبار الأئمة في ذاكرة المسلمين الجماعية في هذا الزمن المتمرد غير مفهوم ولا معصوم من كبير الزلل والقصور يمكن أن ينظر إليه على أنه تهويل على طائفة من المؤمنين وإن كان ظاهره دفاعا مبدئيا على الطهورية العقدية لأغلبية المسلمين والله وحده أعلم بالفرقة الناجية، لكنني موقن أنه ما من فرقة من فرق المسلمين إلا ومطلوب رأسها من طرف قوى عالمية متربصة نجحت وبمساعدة الدول الإسلامية ذاتها في استجاشة الحكومات العالمية لاستهداف كل ما له علاقة بالدين الإسلامي على وجه الدقة والإرادة الواعية، وهو ما يحيلني على القول ومن غير تردد بأن تبادل اللكمات المذهبية بين الشيخين في هذه المرحلة هو خطأ استراتيجي ماحق يصل تخوم القصد والتصميم على طمس ما استفحل وبان من أزمات العالم الإسلامي لعل أخطرها القابلية النفسية للاستعمار المباشر والمشهود… عندما ضرب الإرهاب عقر دار الولايات المتحدة الأمريكية، وتم إعلان الحرب العالمية في وجه الطوفان الإرهابي الذي حط بكلكله على أولويات العالم، بشرت إدارة النيوكنزيين بشرق أوسط ديمقراطي جديد، تستبدل فيه النسق السياسي الأحادي بحكم المؤسسات وتوزع فيه الثروة على مختلف الشرائح الاجتماعية بميزان العدل والقسطاس، وتطلع عدد من رواد التغيير في العالم العربي إلى هذا المشروع الطموح بكثير من التفاؤل، وخضع مفهوم الدولة وآلياتها لجملة من المراجعات المفاهيمية والسياسية، وجرت انتخابات نيابية في أكثر من بلاد عربية ليس من بين نتائجها للأسف الشديد أي نموذج ديمقراطي يؤسس لإعادة صياغة النظام السياسي العربي وفقا لآليات الحكم الديمقراطي الرشيد الذي يمكنه وحده تحجيم قوى التطرف والإرهاب. وقد كان النموذج الفلسطيني الذي انطلق ربيعيا مزهرا مطلع العام 2006 وانتهى بفوز تيار الإسلام السياسي بالأغلبية النيابية، مثالا صارخا على عدم نضج العقل السياسي العربي لتحمل التكاليف السياسية الكاملة لخيار الشعوب، ولا أقصد هنا فقط أن الفيتو الأمريكي والغربي الذي رفع في وجه التيار الإسلامي الفلسطيني وحده، ولكنني أقصد على وجه الدقة والتحديد العقل السياسي العربي الذي يريد ديمقراطية ليس من بينها التيار الغالب المعبر عن هوية الأمة، وأعني به التيار الإسلامي، فرفضت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) مشاركة حركة المقاومة الإسلامية ‘حماس’ حكومتها وتركتها وحيدة في مواجهة عاصفة دولية لازالت ريحها لم تذهب بعد على الرغم من أواصر القربى الذاتية والموضوعية. ولئن كان مفهوما من الناحية السياسية أن تعمد أجهزة الدولة العربية إلى النكوص عن وعودها الإصلاحية تحت غطاء مكافحة الإرهاب والحد من نفوذ الخصم السياسي الصاعد على الدوام، فإن ما شاب هذه النكوصية من تجاوزات خطيرة على مستوى الممارسة اليومية في مجال حقوق الإنسان وحرب سرية ومعلنة على حرية الرأي والتنظم، قد ألقى بظلال من الشك حول جدية وعود التبشير الديمقراطي الذي بنت عليه الولايات المتحدة الأمريكية حربها على الإرهاب، وأطاحت بموجبه بدولتين ذات سيادة وسمحت فيه لحلفائها العراقيين بإعدام رئيسهم الشرعي في يوم عيد إضحى، فإن ما لا يقبله العقل أن تفشل النخب السياسية في الحكم والمعارضة على التواضع على صيغة سياسية تراكنية تساعدهم جميعا على مواجهة تحديات اقتصاد السوق والحد من الآثار السلبية للارتفاع المذهل في أسعار السائل الأسود وما نجم عنها من تدهور خطير في القدرة الشرائية أحال قطاعات عريضة من الشعوب العربية والإسلامية على بنوك الفقر والتسول على أعتاب الحكومات الغنية، ومغامرة في أمواج المتوسط باتجاه بلاد أوروبية تتعرض بنوكها هذه الأيام لأعنف هزة مالية في تاريخها. كنا نود أن نسمع من الشيخين القرضاوي وفضل الله وكلاهما من كرام العلماء وأجلائهم لدى السنة والشيعة حلولا لقضايا الفقر والبطالة وأطروحات عملية تساعد النخب السياسية العربية والإسلامية في الحكم والمعارضة على التأسيس للحكم الرشيد، وترجمة عملية لنظرية الاقتصاد الإسلامي، على نحو يمكن دولة مثل الجزائر التي توقع فيها وزير الطاقة والمناجم أن تحقق الشركة الجزائرية للمحروقات ‘سوناطراك’ إيرادات قدرها بنحو 81 مليار دولار هذا العام، من مواجهة فياضانات عيد الفطر الماضي الذي أتى على مدن بأكملها وأحال المئات من عائلاتها على العراء، بينما استطاع البريطانيون والأوروبيون استثمار الاقتصاد الإسلامي بذكاء مذهل وجلبوا أموال المسلمين واستثماراتهم في بنوك أعدت خصيصا لهم… توقعنا أن نسمع من الشيخين شيئا عن باكستان الإسلامية التي تئن تحت ضربات الإرهاب الدولي، ويتهددها الاجتياح العسكري الأمريكي كل حين، وعن الحكم الإسلامي الأمثل الذي تستطيع الدولة فيه أن تؤمن للمواطن المسلم أن يأكل ويسكن ويلبس ويعالج ويدرس ويعمل ويبني الحضارة الإنسانية، وعن لبنان التي تراوح أزمتها السياسية والاقتصادية مكانها، وعن دارفور التي فتحت محكمة العدل الدولية أبوابها، بدل استحضار مواجع الأموات في حوار لا نقبله مع اليهود ولا النصارى فما بلك بحوار المسلمين! وكنا نتمنى لو أن الشيخين تقدما بأطروحات عملية تساعد سكان المعمورة على تجاوز تبعات الأزمة المالية التي تجتاح بنوك العالم وتنذر بأزمة اقتصادية خانقة، لا تملك اقتصاديات العالم الكبرى حلولا سحرية لمواجهتها فضلا عن اقتصاديات الدول العربية والإسلامية. ليست هذه الاخفاقات المتتالية من مسؤولية الشيخين من دون شك، فالإدارة الأمريكية التي تحركت تحت وطأة الانفعال غير المحسوب ثبت أنها لم تكن لها استراتيجية واضحة لمساعدة العرب والمسلمين على التحول الديمقراطي، كما أن النخب السياسية العربية أثبتت قدرة فائقة على مقاومة التحول نحو المجهول الديمقراطي بشراسة ليس لها مثيل. ومهما تعالم الفرد وأتاه الله علما وحكمة وأصبغ عليه من نعم لعل أخطرها رفع الذكر بين الناس بل وحببه إلى قلوب كثير من خلقه كل ذلك لا يرفعه فوق بشريته ويظل في مصاف الرجال الذين يردون ويرد عليهم. إن كثيرا من الأئمة والأعلام يظل حبيس منظومة مرجعية ماضوية تراود تفكيره وتستبد بعواطفه على نبلها خاصة زمن الاحباط الأعظم فيخطئ أنجب العلماء والشيوخ في تحديد أولويات أمته فيحس عن غفلة من رقاب أهل البيت: ‘سلمان منا أهل البيت’ بدلا من توجيه نباله إلى مجاثم الفقر والجشع والبطالة والعنس وتنبيه الحكومات إلى خطورة المظالم السياسية وسوء توزيع الخبز والماء والسكن… ولم أسمع عن أمة بحجم المسلمين لها منظومة مرجعية أحادية فالرادع الحضاري مربوط عضويا بالتعدد خاصة على مستوى الرؤى السياسية والمقاربات الفكرية والآراء الفقهية التي طبعت تاريخ المسلمين مباشرة بعيد التحاق الرسول صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى وليس في ذلك أي شذوذ عن سنن الله فيما خلق من شعوب وقبائل منذ أقدم الأزمنة فتجانس المسلمين في العقيدة لا يترتب عليه آليا أن ننظر بعين واحدة إلى تجربة الإمام علي رضي الله عنه السياسية ونظيره معاوية رضي الله عنه أحد كتبة الوحي المنزل، هذا على مستوى العقل والنظر، أما على مستوى الوجدان والقلب وهو محط نظر الله تبارك وتعالى فكلا العملاقين من كريم الصحب وممن وعد الله الحسنى ولو اختلف مشائخنا.. والأكيد أن السنة والشيعة لن يسألوا عما صنع الأصحاب، لكننا سنسأل عن القدس الشريف وعما قدمنا للفلسطينيين لتكون لهم دولة، بل وسنحاسب نحن معشر المسلمين خاصة عما إذا كنا شهداء على الناس حقا أم قوم تبع عجزنا حتى عن أن يسعنا خاتم الأديان، الذي قال باعثه: ‘يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ’. كاتب وإعلامي تونسي مقيم في بريطانيا
(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 13 أكتوبر 2008)
حصننا هو العروبة والإسلام
قال الفاروق رضي الله عنه:كنّا قوما أذلاّء أعزّنا الله بالإسلام, وأكبر الرّجّات هي لاتعدو أن تكون سياسية ومطالبة بالحكم والهيمنة,وتلك موجة ركبها « ابن السّوداء » عبد الله ابن سبأ وفي عهد الإمام علي كرّم الله وجهه,ونعلم كيف تعامل معه,ثمّ الصّراع بين بني هاشم الأمويّين,وماجرى يسرده التّاريخ ودور الخرسانيّين فيه ,وتنبّه ابوجعفر المنصور لحجم اللعبة ,ثمّ ما تلقّفه الفرس بعد ذلك من أهمّية استعمال مظلومية آل البيت فانحازوا للطّلبيين دون العبّاسيين,واستفحال أمر البرامكة في عهد الرّشيد وماجرى بعد ذلك في المغرب العربي والدّعوة العبيدية,ثمّ الإنتقال إلى مصر في عهد المعزّ واستيلائهم على المشرق العربي ,وإهداء بيت المقدس للامبراطور الألماني الذي جعله أسيرا حتّى تحرّر في عهد صلاح الدّين,وأدوار الشيعة في موالاة التتار والصّليبيين لاتخفى على الدّارسين وما فعله ابن العلقمي وابن الصّبّاح شيخ الجبل,مرورا بما فعله الصّفويّون ,وأمّا ما يدور اليوم,فلننظر كيف يرى الملالي وقبلهم الشّاه للعرب,فهم ينعتون العرب بالمتخلّفين البدو بالأحواز وباقي دول الخليج, الذي يصرّون على أنّه فارسي ,ويستغلّون كسالفيهم اسم آل البيت ويستغفلون شيعتهم ومحبّيهم من العرب,وحبّ آل البيت فريضة لا ينكرها مسلم يصلّي الفرض والنّافلة,فنحن نصلّي عليهم في التشهّد وخارجه,كما يتّخذون أي الفرس ومن والاهم لعن الخلفاء تعبّدا ,ولولاهم بإذن الله لما بقي الإسلام ولا قامت له قائمة,أليس الصدّيق هو من حارب الرّدّة؟ أليس عمرمن فتح بيت المقدس وكتب العهدة العمرية وأكمل فتح العراق والشّام ومصر؟ أليس عثمان من فتح شمال أفريقيا وربوع آسيا إلى حدود روسيأ ؟ عمّا يزايد هؤلاء ,أيريدون أن نكون رعايا لفكر مشوّه زيادة على أنّهم يريدون استرجاع ملكهم والتّوسع على حسابنا,ثمّ يشكّكون في تاريخنا وديننا,ويسعون لتجنيدنا لذبح أنفسنا بأنفسنا,أنظر ما جرى بالعراق وما أرادوا أن يفعلوه بالشّام « لبنان فلسطين ونشاطاتهم بسوريا » وجزاؤنا الأخير جزاء سنّمار,الذّبح الذّريع من طرف مجهول ليس له وجود,يريدون أن نصدّق دعواهم والتّاريخ يؤكّد أنّه لاوجود لنسل من الحسن العسكري حسب ابن حزم في مؤلّفه « الملل والنّحل » ثمّ تأكيده من الكاتب العراقي الباحث في هذا الميدان والمنظّرالشيعي الذي وصل إلى قناعة أنّه لا وجود لهذا القائم المنتظر,ولذا نتوجّه للأخوة العرب أن يعملوا عقلهم « كيف يعقل أن يكون ابن آدم يعيش أكثر من أبي الأنبياء نوحا عليه السلام » وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم,عمر البشر من أمّتي ستون عاما أو كما قال,وأمّا ما يحتجّون به من حياة الخضر عليه السلام من قال لهم أنّه يعيش ؟ وقد غاب عنهم أنّ الله يحيي العضام وهي رميم,وقد بعثه خاصّة لتلك المهمّة,فلمّا قضاها انتهى الأمر,والخلاصة نحن لانكفّر الشيعة ولا نلعنهم ولا حتّى الفرس الذين يدينون بالإسلام وهم أحرار في طرقة التّعبّد ما لم يطالبوا بقيّة الأمّة لانتهاج منهجهم وحملها عليه,وليس لهم مصلحة في عداوة العرب الذين هم أصل الدّين وعماده, وهذا لاينفي أن نعترف أنّ الحكّام لايقومون بدورهم الكامل تجاه الإسلام,ومنطاعون للغرب والعلمانيين الذين يحاربون الإسلام وأتباعه,كما يتساهلون مع العري بل يحارب بعضهم الفضيلة(تونس مثلا)ولابدّ من الرّجوع إلى دين الهدى ليرفع الله عنّا هاته الغمّة وتكالب الأعداء,وقد حذّرنا نبيّنا من ذلك »تكاد تداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها » وهذا ما نراه اليوم من تقارب بين الغرب والفرس واليهود,وقد أصاب حبر الأمّة في تقييمه ,رغم هذا التّكالب من الأقلام المأجورة وذوي النّوايا الحسنة وأتباع الماسونية. كتبه أبو جعفرلعويني
دروس الأزمة المالية العالمية
بقلم: توفيق المديني يعيش العالم أزمة كونية شاملة منذ أواسط سنة, 2007 ومظاهرها في الوقت نفسه مالية ونقدية, واقتصادية, وغذائية, وبيئية تسارعت وتيرة هذه الأزمة في النصف الأول من سنة 2008 محدثة أخطاراً اقتصادية محدقة, ولاسيما مع انفجار الأزمة المالية العالمية في الولايات المتحدة الأميركية في أواسط أيلول الماضي, لتكبر ككرة الثلج وتحدث تداعيات مستمرة ومتزايدة طالت كل قطاعات النشاط الاقتصادي ومناطق العالم كلها ولو على مراحل مختلفة. ويتساءل المحللون الغربيون: كم ستكون فداحتها على صعيد مقياس ريختر للزلازل الأرضية الاقتصادية والاجتماعية? وهل ستكون أقوى من الأزمة الكبيرة التي شهدتها الرأسمالية في العام 1929? وهل أنها شبيهة بأزمة السبعينيات, تماماً قبل الأزمة النفطية الأولى في العام 1973 والكساد الاقتصادي للنصف الأول من سنة 1974? للإجابة عن كل هذه التساؤلات, الحذر يجب أن يكون سيد الموقف إذ يكفي أن نعيد قراءة تقرير المجلس للتحليل الاقتصادي تحت عنوان الأزمات المالية المنشور في العام2004 والذي كتب فيه معدوه الثلاثة: روبير بويير, وماريو ديهوفي ودومينيك بليهون, مايلي: الأزمات المالية تخضع للايقاع تاريخ الرأسمالية? متخذة في الأعم الأغلب شكل أزمتين ?متزاوجتين? (بنكية وصيرفية) أو أزمات متعددة في حال انهيار مؤشرات البورصات والأنشطة الاقتصادية. ويتساءل العديد من الخبراء: كيف وصلنا إلى هذه الحالة? والجواب يجب البحث عنه في أزمة النموذج الاقتصادي الأمريكي. هذا النموذج الذي ?عمل? بشكل عام بالاعتماد على القروض. فمن أجل معالجة الأزمة التي نشأت عقب أحداث 11 أيلول العام 2001, خفضت الخزانة الفيدرالية الأمريكية بشكل كبير معدلاتها التي تحدد تكلفة القرض- من 6% في عام 2001 إلى 1% في العام 2003 الطريقة الفعالة, وسمحت للشركات بالاستثمار وللعائلات الأمريكية بالاستهلاك. الأزمة ليست على الأرجح, سوى في بداياتها, فهي كما وصفها عن حق الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تعبر عن نهاية نظام وتحديداً عن نهاية منطق الحرية الاقتصادية الكلية, ونهاية الثورة المحافظة في الغرب التي قادتها رئيسة الوزراء البريطانية مارغريت تاتشر في نهاية عقد السبعينيات من القرن الماضي, والرئيس الأميركي رونالد ريغان مع بداية الثمانينات, والتي حملت الليبرالية الجديدة وسمحت بهيمنة الرأسمالية المالية وكذلك بالحرية الكلية لأصولية السوق, وقضت بشكل كبير على أي دور تدخلي للدولة واعتبرت دور هذه الأخيرة عائقاً أساسياً أمام النمو والازدهار الاقتصادي. بيد أن هذه الرأسمالية الجديدة لها إسقاطاتها المدمرة, لأنها تفسح في المجال لخصخصة أرباح المضاربين دائماً, بينما خسائرهم هي مؤممة بلا تغير وبطبيعة الحال, فإن الفقراء هم دائماً من يدفعون ثمن الجشع الفالت من عقاله وعدم مسؤولية الأقوياء فالذين كانوا يقولون بالأمس القريب لبلدان العالم الثالث وطبقاً ل?توافق واشنطن? إن السوق تعالج المشاكل كلها, هم الذين أنتجوا التدخل الهائل للدولة, ولاسيما خطة الإنقاذ الأميركية التي تبلغ قيمتها 700 مليار دولار لإنقاذ الاقتصاد الأميركي من هول الكارثة, فالرئيس بوش الذي يدافع عن حق الدولة في التدخل لإنقاذ المؤسسات المالية الأميركية, هو من أشد المدافعين عن العولمة الليبرالية وعن أصولية السوق المطلقة التي تؤكد الإدارة الأميركية أنها تؤدي إلى تعزيز الديمقراطية. بيد أن الأزمة المالية الدولية الحالية أسقطت مقولة تلازم أصولية السوق وحرية تبادل الأسهم والعقود, وكذلك تلازم حرية الصرف مع نشر الديمقراطية, وسرعت في الوقت عينه اتجاهاً تبلور منذ الغزو الأميركي للعراق: إن الهيمنة الأميركية, ومن ورائها الهيمنة الغربية كما يقال قد ترسخت في العالم بعد سقوط جدار برلين, وانهيار النظام الشيوعي خلال سنوات 1989-1991. وعلى الرغم من إقرار الكونغرس مخططاً لإنقاذ الاقتصاد الأميركي من الكارثة يوم 3 تشرين الأول الماضي, فإن مسلسل انهيارات البورصات العالمية مدفوعة بموجة الذعر بسبب الأزمة المالية العالمية استمر تباعاً, ولم ينجح في تبديدها إعلان كبرى المصارف المركزية خفض معدلات الفائدة الرئيسية نصف نقطة, فقد بلغ العجز العام الأميركي في نهاية شهر أيلول 2,9% من الناتج المحلي الإجمالي, جراء انخفاض جباية الضرائب, والقروض الضريبية للأسر, والحرب في العراق وسوف تزداد ديون الدولة الأميركية, التي بلغت في نهاية شهر آب 2008, مبلغ 9645 مليار دولار, أي 68% من الناتج المحلي الإجمالي. وأدانت بلدان عديدة من عالم الجنوب شاركت في افتتاح أعمال الجمعية للأمم المتحدة يوم 23 أيلول الماضي, النظام المالي ?الجشع? الذي يهدد بقفزاته الفجائية وتداعياته الخطيرة البلدان الفقيرة فقد انتشرت الشكوك الاقتصادية مثل تسونامي مرعب ضرب الكون كله ملغياً بذلك التقدم الاقتصادي الذي أنجز, ليس في جزيرة مانهاتن فحسب, ولكن في جزر الفيلبين أيضاً فالأزمة الحالية أكدت على نهاية هيمنة القطب الأميركي في النظام الاقتصادي العالمي الذي نشأ غداة الحرب العالمية الثانية. إن ?توافق واشنطن هو عبارة عن مذهب اقتصادي ليبرالي يقوم على فلسفة التقشف, والتخصيص, والتحرير, والانضباط في الموازنة, والإصلاح الضريبي, وتخفيض النفقات العامة, وتحرير المبادلات التجارية والأسواق المالية من القيود, وإلغاء كل مايحد من تحويل العملات وتوجهها نحو الاستثمارات الأربح عالميا, ً ولقد استنبطت تدابير?توافق واشنطن? هذا الرد على كل المشاكل الاقتصادية التي كانت تواجه معظم بلدان العالم سواء في المراكز الرأسمالية المتقدمة أم في البلدان المتخلفة التي كانت تعاني من عجوزات كبيرة في موازناتها, حيث كانت خسائر المؤسسات العامة غير الفعالة تسهم في هذا العجز ولذا سوف يسميه خبراء الاقتصاد أيضاً بالتفكير الأحادي وفي عقد التسعينيات عملت الولايات المتحدة الأمريكية على فرض هذا النموذج الاقتصادي أي النيوليبرالية في إطار الترويج للعولمة, وبرامج التثبيت والتكيف الهيكلي, وبرامج الإصلاح الاقتصادي, على معظم بلدان العالم الثالث لكي تتبناه, بوصفه نموذجاً اقتصادياً نيوليبرالياً مفروضاً من قبل الرأسمال الاحتكاري الأمريكي مقابل تدفق الاستثمارات, إذ أكدت الإدارة الأميركية أن هذا النهج الاقتصادي هو الذي يقود إلى تعزيز الديمقراطية, حيث لايمكن نجاح الاقتصاد الحر إلا في ظل مناخ ديمقراطي. ومن يتابع ممارسات وخطط المؤسسات المالية الدولية المعروفة يدرك جيداً أنها تعمل على فرض قوانين الرأسمالية الجديدة في كل مكان من هذا الكون, وفرض مابات يعرف بالعولمة الليبرالية على بلدان العالم الثالث. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ماهي هذه العولمة الليبرالية? تمثل العولمة الليبرالية لنقاد الرأسمالية ?الفظاعة الاقتصادية? مجسدة, ومرحلة عليا ومعممة كوكبيا من جحيم الرأسمالية فالعولمة تتعلق بالقطاع المالي بوجه خاص, لأن حرية تنقل رؤوس الأموال, والتدفقات المالية أصبحت شاملة, وجعلت من هذا القطاع المسيطر في الفضاء الاقتصادي بإطلاقية. هذا الارتباط بين الرأسمالية والعولمة لايجرد هذه الأخيرة من خصوصيتها كظاهرة جديدة في التاريخ فصحيح أن الرأسمالية مارست منذ تشكلها كنظام إنتاجي نوعاً من العولمة من خلال تعميمه, أو مسعاها إلى تعميم هذا النظام الإنتاجي الرأسمالي على صعيد كوني. لكن العولمة كما يدور الكلام عنها اليوم ليست آلية من آليات الرأسمالية, بل هي هذه الرأسمالية عينها في شكل نوعي جديد من أشكال اشتغالها وشكل لاتفك لغزه القراءات القديمة للرأسمالية, سواء كانت هي قراءات آدم سميث وريكاردو, أم ماركس وكينز هذه العولمة تمس حتى الزوايا المخبأة من الكرة الأرضية, متجاهلة في الوقت عينه, أوضاع الأفراد والشركات واستقلال الشعوب, أو تنوع الأنظمة السياسية وهي لا تستهدف احتلال بلدان بقدر ماتستهدف احتلال الأسواق ويظل شغلها الشاغل لا السيطرة الفيزيائية على الأجسام ولا استعمار الأراضي, وإنما الاستحواذ على الثروات. وتشكل العولمة الرأسمالية الجديدة قطيعة اقتصادية, وسياسية, وثقافية, كبيرة, حين تضع الشركات والمواطنين أمام أمر واقع مفروض بالقوة: التكيف , أي الاستسلام بملء الإرادة من أجل الخضوع الأفضل للأوامر غير المسماة للأسواق المالية, إنها تقتل سلفاً كل طيف مقاومة أو حتى تمرد باسم الواقعية ومن وجهة نظر هذه الرأسمالية الجديدة تعتبر كل السياسات الحمائية, وكل الأبحاث عن البدائل, وكل محاولات التنظيم الديمقراطي, وكل الانتقادات للأسواق المالية, رجعية ومتخلفة . لقد تبدلت الرأسمالية في عصر النيوليبرالية الليبرالية الجديدة , التي تتيح للرأسمالية جمع الأموال بواسطة المال, وبالتالي توليد الإفقار الراهن في مراكز النظام ومحيطاته, فالليبرالية المتوحشة هي إمكان الرأسمالية أن تفعل ماتشاء, حين تشاء, وكما تشاء, بلا أخلاق, وبلا سلطة مناقضة لسلطتها. وعلى الرغم من أن التاريخ لم ينته, وأن التناقضات الرأسمالية المرتكزة على الأجور والمنافسة تتطلب مواجهتها بتنظيم واع قادر على مركزة فوائد العمل, إلا أنه في ظل تبني معظم الدول في العالم, لمنطق السوق, وعقدهم اتفاقاً تاريخياً مع سلطة رأس المال, وتخليهم عن تصحيح مساوئ الرأسمالية, وتحولهم الزائد نحو الليبرالية الاجتماعية أو اقتصاد السوق الاجتماعي والاعتدال, ازدادت سيطرة أفكار الخصم من النيوليبراليين المتطرفين, وتفوق نظامهم الأيديولوجي بشكل قوي, وأضحت النقابات العمالية في البلدان الرأسمالية والبلدان النامية على حد سواء, الهدف الذي يجب تصفيته من قبل الثورة النيوليبرالية, فالنقابات العريقة لاتزال في اللعبة وتطرح كقوة طبيعية للبديل الحكومي. ويعتبر ذلك مؤشراً إلى التبعية المتزايدة للدولة, أمام إغواءات النيوليبرالية. إذا كانت الأزمة المالية العالمية الحالية كشفت عن انتقال مركز القرار في الولايات المتحدة من وول ستريت إلى واشنطن بما يرمز إليه هذا الانتقال من تحول القرار من عاصمة المال إلي عاصمة السياسة أو من منطق السوق الحرة كلياً إلى منطق الدولة, فهل تستخلص بلدان العالم الثالث هذا الدرس البليغ لكي تتمسك بمنطق الدولة ودورها في إدارة وقيادة الاقتصاد الوطني? ولاسيما أن الغرب يشهد الآن حواراً فكرياً عند الاقتصاديين والسياسيين حول ضرورة ?عودة الدولة? إلى لعب دور المنظم والمشرف والراعي على النشاطات الاقتصادية على الصعيد الوطني من دون الاتفاق بالطبع على حجم هذا الدور وطبيعته.
* كاتب تونسي
(المصدر: صحيفة الثورة السورية بتاريخ 13 أكتوبر 2008 )