الاثنين، 12 أكتوبر 2009

في كل يوم، نساهم بجهدنا في تقديم إعلام أفضل وأرقى عن بلدنا، تونس 

Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS

9 ème année, N 3429 du 12 .10 .2009

 archives : www.tunisnews.net


جمعيات ومنظمات حقوقية تونسية:بيان مشترك(1)

جمعيات ومنظمات حقوقية تونسية:بيان مشترك(2)

عريضة وطنية للدفاع عن كرامة الجامعي واستقلالية المؤسسة الجامعية

حركة النهضة التونسية:الأقصى في خطر فماذا ننتظر

الحوار.نت : »حاكمة قرطاج » تحركات ما قبل وما بعد الحكم !!!

البديـل عاجل:أخبـــــــــــــــــار

المرصد التونسي:  اعتصام عمالي  في سيدي بوزيد وتجمع نقابي في صفاقس

ا ف ب:مصادرة اعداد صحيفة تونسية معارضة

حزب « تونس الخضراء انتخابـــــات 2009أين هي الشفافية والديمقراطية ؟

كلمة الأمينة العامة في افتتاح اللجنة المركزية الطارئة للتقدمي حول الانتخابات التشريعية

السبيل أولاين:موقف يرفع الغطاء عن إنتخابات محسومة سلفا

حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ:مواطنون أحرار في مجتمع عادل

الأسبوعي:الأحـزاب تبـدأ حملتهــا الانتخابيـة حركة الديمقراطيين الاشتراكيين

وات:خطاب الرئيس زين العابدين بن علي بمناسبة انطلاق حملة الانتخابات الرئاسية والتشريعية

الائتلاف من أجل مقاطعة انتخابات:تونس – « انتخابات » 25 أكتوبر 2009 :لا للمهزلة الانتخابية… تسقط الرئاسة مدى الحياة…

 رويترز :بن علي يتعهد بمزيد من الإصلاحات في افتتاح حملته الانتخابية

زياد الهاني:لتحرير بيانه المحجوز من الأسر: خارطة طريق لأحمد إبراهيم!؟

لجنة مساندة أحمد إبراهيم بباريس: لماذا أصوت لأحمد إبراهيم ؟    

حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي :دعــــــــــــــــــــوة

زياد الهاني:الاجتماع الاقليمي لاتحادات الصحفيين في الشرق الاوسط العالم العربي:البيان الختامي والتوصيات

نورالدين الخميري:إلى الأخ خالد الطراولي :حتى تكتمل الصورة

الاسبوعي:فرنسا تتراجع عن طرد طبـّاخ تونسي

(الشروق):زوجته تآمرت عليه مع صديقها: طبيب تونسي يتعرّض للتحيّل ولاختطاف إبنته، والـF.B.I على الخط

الاسبوعي:ممثل مشهور يفـوزبــ 186 ألف دينار

أ ف ب:سيف الاسلام القذافي على ابواب قمة هرم السلطة في ليبيا

القدس العربي:رجل يعتقد انه ليبي يفجر نفسه أمام معسكر للجيش الايطالي بميلانو

صلاح الجورشي:اجتماع الرباط وعلامات الساعة

عبد الحليم قنديل:نهاية عباس

د. عزمي بشارة:حين يمشي العار عاريا 2/2

بلال الحسن:ماذا قالت الجماهير لقيادات رام الله؟

عبد الباري عطوان:درس ‘عثماني’ للعرب

توفيق المديني : جدل أميركي في الذكرى الثامنة لحرب أفغانستان

صالح النعامي:إرث ديوجين……………..و الليبراليون العرب


 (Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


               
    جانفي 2009  https://www.tunisnews.net/17fevrier09a.htm        
فيفري 2009    
    مارس 2009     https://www.tunisnews.net/08avril09a.htm           أفريل 2009      https://www.tunisnews.net/15Mai09a.htm 
    ماي  2009     https://www.tunisnews.net/15Juin09a.htm         
جوان2009
      جويلية 2009                                         


بيـــــان مشترك(1)

تونس في 10/10/2009 يُعدّ اعتقال الناشط الحقوقي السيد عبد الكريم الهاروني الكاتب العام لمنظمة « حرية إنصاف » مساء يوم الاثنين 05 أكتوبر 2009 من أمام مقر عمله والتنبيه عليه بعدم القيام بأي نشاط حقوقي أو سياسي وعدم الإدلاء بأي تصريح صحفي، بعد سلسلة من المضايقات والضغوط التي مورست ضده مباشرة (مثل الملاحقة والمتابعة الأمنية والمراقبة والمحاصرة ) وغير مباشرة عن طريق الضغط على صاحب المحل الذي يتسوغه لطرده من المنزل، يُعدّ حلقة جديدة من حلقات محاصرة العمل الحقوقي عموما ونشاط منظمة حرية وإنصاف على وجه التحديد. ويعتبر وضع مادة متفجرة (حسب تأكيد أحد الخبراء) بخزان وقود سيارة الناشط الحقوقي الأستاذ عبد الرؤوف العيادي عضو المكتب التنفيذي لمنظمة حرية وإنصاف(مكلف بملف استقلال القضاء والمحاماة)  حلقة أخرى تنضاف إلى مسلسل المحاصرة ودرجة جديدة في التعامل مع النشطاء الحقوقيين وصلت إلى حد تعريض حياتهم إلى الخطر والتصفية الجسدية. أمام هذا الوضع الحرج والخطير فإن الجمعيات والمنظمات الحقوقية:
1)تدين بشدة ما يتعرض له الناشطان الحقوقيان الأستاذ عبد الرؤوف العيادي والسيد عبد الكريم الهاروني من اعتداءات خطيرة على حقوق المواطنة ومنها الحق في الحياة والسكن الآمن وتطالب بوضع حد لهذه الاعتداءات فورا ومحاكمة المشاركين في هذه الجريمة ومن يقف وراءهم مهما كانت صفاتهم. 2) تعبر عن تضامنها مع الناشطين الحقوقيين وتدعو كل أحرار العالم إلى الوقوف إلى جانبهما لضمان حقهما المشروع الذي لا يقبل المساومة في حرية النشاط الحقوقي وتحمل السلطة مسؤولية كل ما من شأنه أن يهدد سلامة وأمن وكرامة كل الناشطين الحقوقيين. منظمة حرية وإنصاف الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين المجلس الوطني للحريات بتونس الجمعية التونسية لمقومة التعذيب الودادية الوطنية لقدماء المقاومين المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية مرصد حرية الصحافة والإبداع والنشر  

بيـــــان مشترك(2) تونس في 12/10/2009  

صباح هذا اليوم هاجمت أعداد ضخمة من البوليس السياسي شقة السيد حمة الهمامي الناطق الرسمي باسم حزب العمال الشيوعي التونسي وزوجته الأستاذة راضية النصراوي رئيسة الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب حيث كانا متغيبين ولا توجد بالمنزل إلا ابنتهما البالغة من العمر 10 سنوات، وقد قام الأعوان بطرق الباب بعنف شديد الشيء الذي أثار رعب البنت واستفسروا عن والديها وطلبوا منها قبول استدعاء للشرطة في حقهما وقد تسبب الحادث للبنت في حالة من الهلع والترويع، وكان أعوان البوليس وجهوا استدعاء في مناسبتين للسيد الهمامي والأستاذة النصراوي صادر عن فرقة مقاومة الإجرام دون التنصيص على الموضوع ولا على صفة المستدعييْن (متهم،شاهد،متضرر،..) بما يجعل الاستدعاء غير قانوني. وكانت وتيرة المضايقات قد تسارعت إثر التصريحات الإعلامية للسيد الهمامي حول الانتخابات وكذلك بعد تقديمه والأستاذة النصراوي لشكاية إلى النيابة العمومية حول الاعتداء على الأول بمطار تونس قرطاج الدولي وتخريب عجلات سيارة الثانية أمام منزلهما.

إن الجمعيات والمنظمات الحقوقية الموقعة أدناه:

1)تطالب السلطة بالكف فورا عن جميع أشكال المضايقات ضد كل من السيد حمة الهمامي والأستاذة النصراوي وفتح تحقيق فيما سجل من تجاوزات في حقهما وفي حق ابنتهما القاصرة وتحميل المسؤولين تبعة تصرفاتهم المخالفة للقانون. 2)تدعو السلطة إلى احترام حق التعبير المكفول دستوريا وحفظ حرمة المسكن والالتزام بحماية حقوق الطفل وفق ما ينص عليه القانون.   منظمة حرية وإنصاف الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين المجلس الوطني للحريات بتونس الجمعية التونسية لمقومة التعذيب الودادية الوطنية لقدماء المقاومين المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية مرصد حرية الصحافة والإبداع والنشر  


عريضة وطنية للدفاع عن كرامة الجامعي واستقلالية المؤسسة الجامعية

 


 
نحن الجامعيين و المربين والمثقفين ونشطاء المجتمع المدني بعد إطلاعناعلى ما يقوم به بعض المسؤولين الأول والكتاب العامين بالمؤسسات الجامعية من ترويج في الكليات والمعاهد العليا لعريضة مساندة لأحد المرشحين للرئاسة : 1 – نعبر عن استغرابنا من صمت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا عن هذه الممارسة التي تمس في الصميم مبدأ حياد الإدارة و استقلالية المؤسسة التعليمية الجامعية. 2 – نستنكر لجوء المسؤولين الذين يروجون العريضة إلى استعمال ضغوط ضمنية وأحيانا صريحة للحصول على التواقيع ، خاصة حين يعمدون إلى تذكير عدد من الأساتذة الجامعيين الشبان بوضعيتهم الإدارية الهشة كمتعاقدين ونصف متعاقدين و ملحقين ومساعدين غير مرسمين . 3 – نطالب وزارة التعليم العالي بالتدخل الفوري لإبطال هذه الممارسات المنافية للقانون الذي يلزم الإدارة بالحياد في العملية الانتخابية والماسة من كرامة الجامعي وحقه في التعبير الحر عن مواقفه السياسية دون ضغوط أو استغلال نفوذ للإمضاء على العريضة الرجاء إرسال الاسم واللقب والصفة إلى البريد الالكتروني التالي solidarite.tunisie@gmail.com قائمة الامضاءات الاولى علما ان العريضة تبقى مفتوحة : 1- مالك الصغيري – طالب مرحلة ثالثة – دار المعلمين العليا – كلية 9 افريل – تونس 2 – احمد بوجرة – قسم الجغرافيا – كلية الاداب والعلوم الانسانية – سوسة 3 – زهير الخويلدي – استاذ باحث – وكاتب فلسفي 4 – محمد بن رمضان – جامعي 5 – فوزي جاء بالله – محامي – تونس 6 – محمد العيادي – ناشط نقابي وحقوقي – منسق المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية 7 – ياسين العياري – مهندس – تونس 8 – الاستاذ رشيد الشملي – كلية الصيدلة – المنستير 9 – سامي الطاهري – عضو النقابة العامة للتعليم الثانوي 10 – حمزة الفيل – باحث جامعي – نقابي – تونس 11 – شاكر غرايري – المعهد الاعلى للتوثيق – تونس 12 – رضا بوقديدة – جامعي – نقابي – تونس 13 – مهدي المبروك – جامعي – عالم اجتماع 14 – اسامة ورغي – جامعي – تونس 15 – سليم الدريدي – استاذ تعليم ثانوي 16 – ايمن الرزقي – صحفي في قناة الحوار التونسي 17 – حشاد قوبي – مساعد بكلية العلوم بتونس – قسم الفيزياء 18 – حجلاوي محسن العين 19 – الطاهر الزيات – التعليم الثانوي – قفصة 20 – الاستاذ عبد الوهاب بن رجب – محامي لدى الاستئناف – المهدية 21 – الاستاذ انور القوصري – محامي 22 – عبد الحميد العداسي – الدنمارك 23 – محمد الشيباني – استاذ تعليم ثانوي – مستقل – جرجيس 24 – جيلاني العبدلي – ناشط حقوقي 25 – عبد السلام الككلي – الكاتب العام لنقابة الاساتذة باداب منوبة 26 – خالد نويصر – عضو الجامعة العامة للتعليم العالي 27 – الطاهر بن يحيى – عضو النقابة الاساسية لاداب منوبة 28 – فضيلة لعواني – عضو النقابة الاساسية لاداب منوبة 29 – شمس الدين المنصري – عضو النقابة الاساسية لاداب منوبة 30 – هيكل بن مصطفى – جامعي نقابي – تونس 31 – الطاهر المناعي – جامعي 32 – زين العابدين بن عيسى – جامعي 33 – جميل الحجري – جامعي 34 – الازهر الماجري – جامعي 35 – منجي سالم – رئيس فرع الرابطة التونسية لحقوق الانسان بقابس 36 – رضا الماجري – استاذ تعليم ثانوي – شاعر 37 – الزين ناجح – ناشط نقابي وحقوقي 38 – عبد الجبار الرقيقي – عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي 39 – الحبيب الباهي – كاتب عام سابق لنقابة معمل الاسمنت بقابس 40 – عبد الوهاب العمري – معارض  


بسم الله الرحمن الرحيم

الأقصى في خطر فماذا ننتظر


  حدثان عظيمان قد تزامنا هذا الاسبوع هزا ضمائر الامة وصعّدا غضبها لاتصالهما المباشر بمقدساتها وبقبلة الصراع في المنطقة،فلسطين، الاول هو إقدام  محمود عباس وفريقه من حوله على مد طوق النجاة للعدو الصهيوني بعد أن ضيقت عليه الخناق لجنة حقوق الانسان بجنيف التي وضع بين يديها تقرير القاضي الدولي غولدستون بخصوص جرائم الحرب التي سجلها على العدو الصهيوني في حق أهل غزة، موصيا بإحالة مقترفيها على الهيآت الدولية كمحكمة الجنايات الدولية ومجلس الامن والجمعية العمومية، لمقاضاتهم وتعقّبهم باعتبارهم مجرمي حرب، فما كان من محمود عباس وفريقه  إلا أن طلبوا تأجيل البت في القضية ستة أشهر أخرى ، بما يمنح الفرصة أمام الماكينة الصهيونية للالتفاف على هذا التقرير ويفسح الوقت للمجرمين سبيل النجاة والافلات من العقاب بينما دماء أهل غزة لم تجف وبيوتهم لا تزال خرائب  ينامون عليها ملتحفين بالسماء. أما الحدث الثاني فلا يقل عن الاول كارثية وهو يتعلق  بالمسجد الاقصى الذي بارك الله حوله وشرّفه بالصلاة فيه من قبل  خاتم الرسل إماما بكل أنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام، وقد ظل هذا الرمز المقدس يتعرض منذ أن نكب بالاحتلال الصهيوني سنة 1967 لمخطط حثيث ودؤوب للاستيلاء عليه وتشويه معالمه من طرف عصابات الصهاينة، وذلك من خلال  التخريب الممنهج عبر الحفريات تحته، وفتح أنفاق في كل الاتجاهات، وعزله عن محيطه العربي والاسلامي بهدم الاحياء العربية من حوله وبناء سلسلة من المستوطنات تحاصره وتهود محيطه  تمهيدا لهدمه وإحلال أسطورة هيكلهم المزعوم محله. ولقد خطوا سنة 1969 خطوة اختبار للضمير الاسلامي فباشروا بحرق المسجد لولا رحمة الله، ثم جهود أهالي القدس المرابطين في وقف الحريق والحد من انتشاره،  فلم يطل غير جزء من محراب صلاح الدين، وقد انتفض العالم الاسلامي آنئذ في مختلف أقطاره بما حمل دوله على الاجتماع لأول مرة وتأسيس منظمة المؤتمر الاسلامي ولجنة القدس للدفاع عن القدس وأقصاها المبارك. وفي سنة  2000خطوا خطوة أخرى إذ أقدم مجرم الحرب شارون، على تدنيس الحرم الشريف  مدعوما بفيلق من جيشه، فتفجر الغضب الشعبي واندلعت الانتفاضة الثانية  التي لم يخمد فورانها غير مسار أوسلو الذي هدف  تحويل الثورة الفلسطينية  إلى سلطة تابعة للاحتلال تمنحه الوقت والحماية لابتلاع  ما تبقى من فلسطين والاستيلاء على القدس كلها وتهويدها وطرد من تبقى من سكانها وهدم منازلهم وتركهم في العراء دون أن تحرك هذه السلطة  المعروفة  بالفساد المالي والسياسي ساكنا، حتى حينما كان العدو الصهيوني يدك غزة دكا ويلقي عليها بحمم صواريخه وقاذفاته، ولا هي حركت ساكنا والمخطط الصهيوني يكاد يبلغ أوجه ويصل الى منتهاه وهو يستكمل محاصرة الاقصى ويحول بين أهله والوصول اليه تمهيدا لاقتحامه والاجهاز عليه، وهو ما حمل المئات من المصلين على دوام المرابطة والاعتكاف فيه لحمايته بأجسادهم من لحظة زلزلته وهدمه أو مرحليا  تقسيمه،  كما فعل مع المسجد الابراهيمي،  
 
وإزاء هذه الخطوب الجليلة فإن حركة النهضة: – تحيّي أهلنا المرابطين في فلسطين، وبالخصوص الأبطال الذين اعتكفوا في بيت المقدس، على صمودهم  وثباتهم وتهيب بجماهير الشعب الفلسطيني المناضل وكافة فصائله التوحد حول مشروع المقاومة  والتحرير والثبات عليه والتصدي للاحتلال بكل الاساليب وبالخصوص الانطلاق الى انتفاضة فلسطينية ثالثة لاسيما في الضفة والقطاع . – تدين بكل شدة تواطؤ فريق أوسلو ، مع الكيان الصهيوني من أجل مصالح خاصة واستخفافه بالقضية الفلسطينية وهدره لحقوق كل الضحايا وتبديده لكل الجهود والتضحيات التي قدمتها الهيئات والجمعيات والشخصيات السياسية والحقوقية في كل انحاء العالم من اجل كشف جرائم العدو ومحاسبته وفضحه  والقوى التي تدعمه او تتامر معه . – تتجه إلى جماهير أمة الاسلام وفعالياتها على اختلاف اتجاهاتها ومواقعها ان تجعل من هذه القضية قضيتها وان تضاعف النضال وممارسة  كل وسائل الضغط المتاحة وان تتصدى لكل محاولات تصفيتها والمتاجرة بها من أي جهة كانت. »اعملوا، فسيرى الله عملكم »    .قال تعالى يا ايها الذين اامنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون


« حاكمة قرطاج » تحركات ما قبل وما بعد الحكم !!!


تونس – الحوار نت – رغم الحكم الذي أصدره القضاء الفرنسي والقاضي برفض الدعوة التي رفعتها زوجة الرئيس التونسي ليلى الطرابلسي مطالبة فيها السلطات القضائية الفرنسية بإيقاف تداول كتاب « حاكمة قرطاج » لادّعائها أنّ الكاتبان الفرنسيان اعتمدا على التشهير والتلفيق وتعمّدا الإساءة إلى حرم رئيس جمهورية وذلك لحسابات خاصة، ورغم هذا الحكم فإنّ السلطات التونسية مازالت تنشط عن طريق سفارتها مستعينة بشخصيات فرنسية عرفت « بتحالف المصالح » مع النظام التونسي وذلك في محاولة تبدو يائسة لإيقاف الكتاب بأساليب ملتوية عرفت بها بعض دول العالم الثالث التي تعتمد على القرارات الفردية بدل المؤسسات. في نفس السياق يبدو أنّ الصحفيان الفرنسيان – نيكولا بو وكاترين غراسيه – يرفضان حتى مجرد التلميح بسحب الكتاب ويعتبران أنّ حكم القضاء عادي جدا ولا يعتبر بالشيء الخارق، بل وذهبا بعيدا في تحميل المسؤولية للسلطات الفرنسية على ما آل إليه الحال في تونس، كما ويحمّلانها جزءا من سطوة ليلى طرابلسي على البلاد بسكوتها عن هذا الملف وملفات أخرى.  لكن خاب المسعى ففي دولة المؤسسات مهما تدهور أمر الحريات ومهما تنفّذ الأفراد تبقى سطوتهم عابرة أمام سطوة القانون وسيادته. هذا وقد تسربت بعض الأخبارالتي مفادها أنّ الأجهزة التونسية علمت بمحتوى الكتاب قبل صدوره  وحاولت الاتصال بالمعنيين بالأمر لمساومتهم وغضّ نظرهم عن هذا المشروع والمقابل ما سيتمخض عنه اتفاقهم، وأنهم لن يختلفوا طالما كان مبدأ التراجع في الحسبان. في هذا السياق علم الحوار نت أنّ بعض الشخصيات « الحقوقية » المحسوبة على السلطة تحوّلت خصيصا إلى باريس من أجل توظيف علاقتها، كما يبدو أنّ النظام أعطى أوامره لتجنيد كل طاقات البلاد وكل حلفائه من أجل الحدّ من انتشار الكتاب أو تناوله في الصحف أو مواقع الإنترنت بأساليب الترغيب والترهيب، وبعد أن راجت بعض الأخبار التي تفيد أنّ الكتاب بصدد ترجمته إلى العربية في دار نشر لبنانية، مما أدى إلى استنفار بعض مؤسسات الدولة من أجل ردع دور النشر التي يمكن أن تتجرأ على هذا والتلويح بملاحقتها قانونيا أو بشتى الأساليب الأخرى.
 
(المصدر: موقع « الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 10 أكتوبر2009)  


أخبـار

فرقة مقاومة الإجرام تستدعي من جديد الرفيق حمّه الهمامي والأستاذة راضية النصراوي وجهت صباح اليوم فرقة مقاومة الإجرام بالقرجاني استدعاء فوريا للرفيق حمّه الهمامي وآخر للأستاذة راضية النصراوي بصفتيها متهمين دون ذكر التهم الموجهة إليهما كما ينصّ على ذلك القانون وهو ما جعلهما يرفضان الاستدعاء. هذا ويواصل عدد من أعوان البوليس السياسي مراقبة مقر سكناهما. حجز العدد الأخير من « الطريق الجديد » قامت السلطات مساء أمس، السبت 10 أكتوبر 2009، بحجز العدد 149 من صحيفة « الطريق الجديد » في المطبعة. وحسب الموقع الإلكتروني للصحيفة فإن سبب الحجز يعود إلى احتواء العدد المذكور للبيان الانتخابي للسيد أحمد ابراهيم مرشح المبادرة الوطنية للانتخابات الرئاسية قبل انطلاق الحملة الانتخابية الرسمية (الأحد الساعة الصفر)، وهي تعلة واهية إذ أن توزيع العدد 149 كان مبرمجا لليوم الأحد 11 أكتوبر. إن هذا الحجز يؤكد مرة أخرى أن نظام بن علي غير قابل بالسماح ولو بهامش محدود للأصوات المعارضة لإيصال برامجها إلى الرأي العام أثناء الحملة الانتخابية، كما أنه غير مستعد لقبول كل مشاركة في الانتخابات تخرج عن نطاق الموالاة. إن حزب العمال الشيوعي التونسي يعبّر عن تضامنه التام مع صحيفة « الطريق الجديد » ومع مرشح المبادرة الوطنية السيد أحمد إبراهيم كما يندد بالإقصاء الذي يتعرّض إليه. ائتلاف مقاطعة انتخابات أكتوبر 2009 ينظم تجمعا احتجاجيا بباريس نظم ظهر اليوم الأحد 11 أكتوبر 2009 ائتلاف مقاطعة انتخابات أكتوبر 2009 تجمّعا بكورون (couronnes) بالعاصمة الفرنسية باريس للتنديد بالمهزلة الانتخابية ورفض الرئاسة مدى الحياة. إضافة إلى أعضاء الائتلاف حضر التجمع ممثلون ومناضلون عن جمعية العمال المغاربيين بفرنسا وعن أحزاب فرنسية وهي الحزب الجديد المناهض للرأسمالية والحزب الشيوعي الفرنسي، وعن النهج الديمقراطي – فرع فرنسا، أمّا بالنسبة للأطراف التونسية فقد شارك وفد عن المؤتمر من أجل الجمهورية يتقدمه الدكتور المنصف المرزوقي والأستاذ عبد الرؤوف العيادي وآخر عن حزب العمال الشيوعي التونسي. وقد لفت انتباه عديد الحاضرين غياب جمعيات الهجرة التونسية وباقي الأحزاب السياسية التونسية ممّا أثار استغرابهم وتساؤلاتهم. ازدان مكان التجمع بالعديد من اللافتات (« حريات… حريات… لا رئاسة مدى الحياة »، « تسقط الدكتاتورية في تونس »، « لا للمهزلة الانتخابية ») وبمعلقات حملة المقاطعة بباريس وبمعرض صور حول انتفاضة الحوض المنجمي. كما تم توزيع المئات من البيانات بالعربية والفرنسية (تونس: لا للمهزلة الانتخابية، تسقط الرئاسة مدى الحياة). شهد التجمع مداخلات باسم المنظمين والأطراف الحاضرة إضافة إلى رفع العديد من الشعارات ضد الرئاسة مدى الحياة (22 سنة كفى… تسقط الرئاسة مدى الحياة) والمنادية بسقوط الدكتاتورية (تسقط الدكتاتورية في تونس) وبإطلاق الحريات (حريات ديمقراطية في تونس) وإطلاق سراح مساجين الحوض المنجمي (الحرية لمساجين الحوض المنجمي)، كما تخللته فواصل فنية وموسيقية تألق تألق خلالها فنان الحرية محمد بحر الذي كان مصحوبا بحمادي عوينة في الإيقاع. رغم الاستفزازات اليائسة التي قام بها أعوان بن علي فإن التجمع كان ناجحا وشدّ انتباه العشرات من المارة الذين كان من بينهم العديد من التونسيين. باريس: ائتلاف المقاطعة يواصل حملته في إطار التشهير بالمهزلة الانتخابية أطلق ائتلاف مقاطعة انتخابات أكتوبر 2009 حملة معلقات حائطية في عدد من الأحياء بباريس وضواحيها. وقد قام مناضلو الائتلاف بلصيق عشرات المعلقات مساء الجمعة ببال فيل (Belleville) وكورون (couronnes) وباربيس (Barbès) وهي أحياء ترتادها الجالية التونسية بكثافة. وكعادتها تحركت مليشيات بن علي لتمزيق تلك المعلقات خصوصا في بال فيل وكورون. (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ  12 أكتوبر2009)


المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية البريد الالكتروني marced.nakabi@gmail.com : تونس في 12 /10 / 2009  

اعتصام عمالي  في سيدي بوزيد وتجمع نقابي في صفاقس

   


* صفاقس :تجمع نقابي وقع صباح اليوم 12أكتوبر 2009 تجمُع لعديد المناضلين و المسؤولين النقابيين أشرفت عليه النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بصفاقس للإحتجاج على طرد ثلاثة مدرسين ناجحين في مناظرة الكاباس وعلى تواصل الإمتهان اللذي ما فتئ متفقد الأنجليزية أحمد البهلول يمارسه ضد المدرسين٠و قد نتج عن هذا التحرك تأجيل إلى أجل لاحق لكل الأنشطة التي برمجها المتفقد المذكور علما ان النقابة الجهوية  للتعليم الثانوي ستواصل تحركاتها الاحتجاجية حتى إرجاع الأساتذة المطرودين ودفاعا عن كرامة الأساتذة وكل هذه التحركات ستكون تحت شعار : معا ضد سياسة قطع الأرزاق و من أجل صون كرامة المربي ٠ *  سيدي بوزيد : اعتصام لعملة الحضائر في الرقاب دخل عملة الحضائر في معتمدية الرقاب اليوم 12 /10 / 2009 في اعتصام امام   معتمدية المكان  وذلك للمطالبة بتحسين اوضاعهم  وظروف عملهم علما انهم متمسكون باعتصامهم الى حين تحقيق مطالبهم * القصرين :  مؤتمر تحت حراسة مشددة انعقد مؤتمر الاتحاد الجهوي للشغل بالقصرين يوم 10 / 10 / 2009 وسط اجراءات رقابية مشددة وتم منع النقابيين من حضور الجلسة الافتتاحية التي اقتصر حضورها على اصحاب النيابات لكن شدة الاحتجاجات في الخارج فرضت على القيادة النقابية السماح لجميع النقابيين حضور الجلسة الافتتاحية . علما ان الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل عبد الاسلام جراد اشرف على افتتاح هذا المؤتمر وقد قوطعت كلمته العديد من المرات من طرف نقابيين يرفعون شعارات تطالب باطلاق سراح  معتقلي الحوض المنجمي  واستقلالية الاتحاد.  
 المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية القسم الاعلامي


مصادرة اعداد صحيفة تونسية معارضة


تونس (ا ف ب) – اعلنت هيئة تحرير صحيفة « الطريق الجديد » الاسبوعية لسان حال حركة التجديد المعارضة الاحد، انه تمت مصادرة عددها ليوم السبت بداعي « انتهاك القانون الانتخابي ».   واوضح حاتم الشعبوني مدير الصحيفة التي تصدر باللغتين العربية والفرنسية، ان العدد الذي صودر يتضمن البرنامج الانتخابي للمرشح احمد ابراهيم الامين العام لحركة التجديد الذي ترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس والعشرين من تشرين الاول/اكتوبر الحالي.   واضاف الشعبوني « ان مصالح وزارة الداخلية حجزت العدد 149 من الصحيفة بجمع كل الاعداد الموجودة بالمطبعة مساء السبت 10 تشرين الاول/اكتوبر (…) بدعوى تضمنه للبيانين الانتخابيين لحركة التجديد قبل انطلاق الحملة الانتخابية ». واوضح الشعبوني ان « العدد كان بصدد الطبع ليوزع على الاسواق ابتداء من الاحد 11 تشرين الاول/اكتوبر تاريخ انطلاق الحملة الانتخابية الرئاسية والتشريعية ».   ووصف الشعبوني اسباب المصادرة بانها « تعليلات واهية وعمل تعسفي يدخل في اطار التضييق على الجريدة والحركة ومحاولة لمنعها من القيام بحملة انتخابية تبلغ فيها صوتها كمعارضة جدية ». ودعا السلطات التونسية الى « التراجع عن هذا القرار والسماح بترويج هذا العدد واحترام حرية التعبير والصحافة ».   واكد مصدر رسمي تونسي مصادرة الصحيفة، وقال ان « السلطات المعنية قامت بحجز العدد 149 من صحيفة +الطريق الجديد+ طبقا لاحكام الفصل 29 من المجلة الانتخابية والفصلين 2 و12 من مجلة الصحافة ». وعزا هذا الامر الى احتواء العدد على « بيانات انتخابية تم نشرها من دون استيفاء الاجراءات القانونية المتعلقة بايداع البيانات الانتخابية ».   وكان ائتلاف يضم عددا من التنظيمات اليسارية رشح الامين العام لحركة التجديد احمد ابراهيم الامين (68 سنة) للانتخابات الرئاسية. وكان من المقرر ان تنطلق حملته لانتخابية صباح الاحد على ان يجوب بعض شوارع العاصمة تونس.،الا أنه عاد وأرجأها لوقت لاحق. وينافس احمد ابراهيم مع مرشحين معارضين آخرين اثنين، الرئيس زين العابدين بن علي (73 عاما) التي ترشح لولاية رئاسية خامسة.   (المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية بتاريخ 12 أكتوبر 2009)  

حزب « تونس الخضراء انتخابـــــات 2009 أين هي الشفافية والديمقراطية ؟

 


  لقد كنا أعلنا في بيان الذكرى 4 لتأسيس حزبنا « تونس الخضراء » البيئي المستقل عن نيتنا المشاركة في انتخابات 2009 « على أن تكون لنا قائمات مستقلة على أساس ميثاقنا البيئي… ومتفاعلة مع المجتمع المدني والقطب الديمقراطي…) وكنا قد طالبنا برفع المظلمة التي سلطت علينا بعد السطو على حزبنا بتاريخ 03 مارس 2006 وفبركة حزب إداري « فانتوش من طرف وزارة الداخلية . وتبعا لهذا التمشي وإلى جانب العمل على تعزيز حزبنا وتوطيد علاقته مع حركة خضر الدولية توجهنا كحزب سياسي برسالة  » مضمونة الوصول بتاريخ « 26 ماي 2009″ إلى السيد وزير الداخلية معلنين عن حقنا الدستوري في المشاركة القانونية في الحياة السياسية . لكن لم نتلق أي رد على هذه الرسالة كما هو الشأن بالنسبة لمطلبنا القانوني الذي سلمناه لمصالح هذه الوزارة بتاريخ 19 أفريل 2004، أي منذ 5 سنوات . وكما تأكد لكافة المجتمع المدني  » فإن الخمس سنوات الأخيرة شهدت انغلاق الحياة السياسية بمزيد التنقيحات التي أجريت على الدستور والتي أسست الاستبداد والسلطوية والشمولية » وكرست هيمنة الحزب الحاكم المتواصلة منذ أكثر من 50 سنة. ولقد بدأت الحملة الانتخابية دون أن تتمكن أحزاب المعارضة القانونية الحقيقة من تقديم قائمتها بكل حرية إذ أن وزارة الداخلية قد رفضت أغلب القائمات لحزب التكتل، وحزب التجديد / المبادرة والحزب الديمقراطي التقدمي الذي قرر مقاطعة هذه الانتخابات  بعد رفض 19 قائمة له من جملة 26 !!   وكما كانت السلطة قد رفضت ترشح السيد أحمد نجيب الشابي مؤسس الحزب الديمقراطي التقدمي وطعنت في ترشح السيد مصطفى بن جعفر أمين عام حزب التكتل  بدون أسباب قانونية وبحجج واهية . إن عدم مشاركتنا  في هذه الانتخابات  و رفضنا  المشاركة  الصورية نابع من حرماننا  من حقنا الدستوري في العمل السياسي جراء  التلاعب بالقانون . إن الديمقراطية بالنسبة لنا هي ضمان حرية التنظم الحزبي  والاقتراع  السري والتمثيلية النسبية والكاملة   وأن « الحصة » الممنوحة  تحمل السلطوية  وتتناقض مع المفهوم السياسي العام للديمقراطية .   المنسق العام حزب « تونس الخضراء  » عبد القادر الزيتوني عضو الحزب الخضر الأوروبي عضو الفيدرالية الإفريقية للخضر عضو « Global Greens » الهاتف الجــــوال : 00216 98 510 596 البريد الالكتروني :  Tunisie.verte@gmail.com هاتــــف/فاكــــس : 00216 71 750 907  

كلمة الأمينة العامة

في افتتاح اللجنة المركزية الطارئة حول الانتخابات التشريعية

10.10.2009  


  إخواني أخواتي   يشرفني افتتاح هذه اللجنة المركزية الطارئة التي أردناها مفتوحة لكل أعضاء قائماتنا الانتخابية إثراء للحوار وتعبيرا عن إكبارنا لما بذلتموه من جهد رغم كل الصعوبات و العراقيل التي واجهتموها. كنت أتمنى أن نرى أنفسنا جميعا في هذه الآونة نعمل ونعد العدة لتدخلنا السياسي و الميداني في الحملة الانتخابية التي ستنطلق بعد سويعات قليلة من الآن   لكن المستجدات الخطيرة المحيطة بالانتخابات التشريعية و إسقاط قائماتنا السبع عشر ظلما و جورا حتمت علينا عقد هذه اللجنة المركزية لاتخاذ الموقف الملائم من العملية الانتخابية برمتها و كما في كل مرة و حتى تكون قرارات اللجنة المركزية أداة فعالة بيد الحزب ليواصل مشواره النضالي المستقل في مناخ من الديمقراطية و التماسك الداخلي، سعى المكتب السياسي إلى تنظيم حوار تمهيدي صلب الهياكل فكان حوارا مفتوحا وثريا ما أكد مرة أخرى جدوى هذا التمشي في بناء مواقف الحزب و في ترسيخ نهجه الديمقراطي.   إخواني أخواتي   لقد بادر الحزب الديمقراطي التقدمي بالتصدي للاستحقاق الانتخابي  سنتين قبل موعده، وعيا منه بأهمية هذا الاستحقاق و بضرورة تحمل مسؤوليته الوطنية واتخاذ المبادرات اللازمة في حينها استجابة لتطلعات التونسيين إلى حياة سياسية متطورة قوامها السيادة الشعبية . و  خاض الحزب الحملة الرئاسية تحت لواء مرشح يتمتع بالجدارة والاقتدار دفاعا عن حقه و حق الكفاءات الوطنية في الاحتكام إلى الشعب و التقدم إليه بالمقترحات و البدائل من أجل تونس أفضل، فارتقى بشعار التداول السلمي على الحكم من طور الرمزية إلى طور الترشح السياسي المنافس  وهو ما أثار انزعاج الحكم وأربك تمشيه ودفعه إلى استصدار قانون جائر ارتهن حق المواطن الطبيعي في الاختيار الحر.   كما أعلن الحزب مبكرا عن مشاركته في الانتخابات التشريعية وعن عزمه على الترشح في كل الدوائر و لم يكن ذلك شعارا خاويا أو مجرد هدف كمي  بل هو  تعبير أصيل عن الصبغة الوطنية في تعاطي الحزب مع مختلف القضايا وهو قرار نابع من إيماننا الراسخ بأن العمل الميداني و التواصل مع مواطنينا و الانكباب على مشاغلهم في كل شبر من وطننا هو المقوم الأساسي في تحقيق الرهان السياسي الذي من أجله دخلنا هذه المعركة و هو قرار نابع أيضا من مقتضيات التطور الذي شهده حزبنا في السنوات الأخيرة من خلال توسع صفوفه و تعزيز إشعاعه وطنيا  و جهويا  لقد شكل هذا القرار تحديا حقيقيا أمام الحزب نظرا للظروف شبه الاستثنائية التي تمر بها البلاد بمناسبة هذه الانتخابات و نظرا لحالة الحصار المفروضة على حزبنا و للتضييقات المتواصلة التي تستهدف مناضليه و شبابه و مختلف أنشطته، تحديا رفعه الحزب بكل تماسك واقتدار وأثبت جاهزية سياسية و تنظيمية  متقدمة  عن المحطات الانتخابية السابقة أكدت موقعه على الساحة السياسية الوطنية وجلبت له كل الاحترام و التقدير بل  فاجأت الحكم الذي سارع مرة أخرى إلى مواجهته بأساليبه الفضة المخلة بأحكام المجلة الانتخابية (على علاتها) وحتى بالنواميس والأعراف الأخلاقية والخالية من كل حجة أو بيان. إن قائماتنا الست و العشرين، قد تشكلت من خيرة أبناء هذا الوطن، منكم أنتم إخواني و أخواتي، المناضلين و المناضلات  الذين  يشهد لكم الحقل السياسي  والنقابي و الاجتماعي  و المجال الجمعياتي و الحقوقي و النضال القومي بإسهاماتكم المشعة و المشرفة في الدفاع عن الحقوق و الحريات و في توسيع رقعة المشاركة السياسية في بلادنا. قائماتنا الست و العشرون و التي أذكر أن 4 منها ترأستها  نساء و اثنتين منها يرأسها شباب و بأن نسب التجديد و التشبيب فيها فاقت الخمسين بالمائة . هذه القائمات شكلت بحق رافعة لفتح باب الأمل في وجه شباب تونس وفي وجه معطليها وشغاليها وأرباب العمل النزهاء وفي وجه نخبها المتطلعين جميعا إلى الحرية وإلى كرامة العيش. كما أنها شكلت أداة لتفعيل الطاقات الحية ولنزع ثوب السلبية و الانتظارية السائدة، فتفاعلت معها شخصيات وطنية نعتز بها و نفتخر بترشحها معنا و نتوجه لها بهذه المناسبة المتميزة بالشكر الجزيل للثقة التي منحتها إيانا. ولا يفوتني هنا الإشادة بالمناخ الذي دارت فيه التحضيرات للعملية الانتخابية و بروح المسؤولية العالية التي صاحبت تشكيل القائمات في جل الجهات، وهي روح تميزت بنكران الذات و الإقدام على البذل و العطاء، كما لا يفوتني التنويه باعتماد قاعدة  التشاور والحوار الشفاف لحل الإشكالات التي طرأت في هذه الدائرة أو تلك، و إني إذ أسجل بكل اعتزاز هذا التمشي المؤسساتي   فإني أتوجه  بالشكر الحار لكل من  ساهم في تشكيل قائمة، لكل من جعل من هذه المحطة مناسبة لتوسيع إشعاع الحزب وتطوير مجالات تدخله، لكل من ترك الأهل و الأحبة في رمضان و في أيام العيد ليترشح في هذه الدائرة أو تلك ولكل، من تدخل لتذليل العقبات في هذه الجهة أو تلك خدمة لصورة الحزب وتجسيدا لقراراته الوطنية وتكريسا لخياراته العامة.    و بفضل هذه الروح و بفضل هذه الجهود تقدمنا منذ اليومين الأولين بقائمات حرصنا على استجابتها لكافة مقتضيات وأحكام المجلة الانتخابية ،وواصل الحزب تعبئة صفوفه تهيئا للمراحل القادمة و كان عدد من  الجامعات قد نظمت أياما دراسية تناولت القضايا الجهوية و مقترحات الحزب في شأنها، و انطلقت مختلف الجامعات في تشكيل فرق المراقبين و بدأ الإعداد لدورة تكوينية في الغرض استعدادا لتحمل هذه المسؤولية بالكفاءة المطلوبة يوم الاقتراع، و خصص الاجتماع الأخير للكتاب العامين للجامعات و الفروع و لرؤساء القائمات لتدارس محاور البيان الانتخابي و تشكلت لجنة لصياغته (و هي تنتظر قرارنا اليوم لعرضه على  المصادقة و التقدم في طبعه،)   لم يبق الحكم مكتوف الأيدي أمام هذه الاستعدادات وأمام الروح المعنوية العالية لمرشحينا وجاهزيتهم لخوض معركة الانتخابات التشريعية من موقع الجدارة  فحرك آلته الأمنية والإدارية الزجرية معتمدا أساليب الترغيب و الترهيب المعهودة. و لن أتوقف عند تفاصيل ووقائع هذه الضغوطات والتهديدات المخلة، فهي أكثر من أن يتحملها هذا المجال، و لكني أستسمحكم بأن أتوجه بالتحية و الإكبار و بكل عبارات الفخر و الاعتزاز لمناضلينا و مناضلاتنا الذين وقفوا في وجه الابتزاز و رفضوا الرشوة و بيع الذمة و أثبتوا بحق أن الحزب الديمقراطي التقدمي يرفع  لواء الأمل قولا وفعلا، الأمل في تحقيق المواطنة الكاملة بعيدا عن كل إكراه أو تضييق،   لقد دخل الحزب معركته الانتخابية في الرئاسية و التشريعية، تحت عنوان الجدارة و البدائل الجريئة و الممكنة في آن، فأكد أن تونس تزخر بالكفاءات و أن الفراغ ليس حول الحكم، كما يزعم، بل في صلبه وصلب مؤسساته الفاقدة لكل تمثيلية،   فكيف واجه الحكم، الذي يدعي أن المعارضة فاقدة للبرامج و المقترحات، هذه الاستعدادات؟ هذا الحكم الذي عجز عن إصلاح نظامه السياسي وإصلاح أوضاع البلاد العامة  واجه استعدادات حزبنا في المنافسة بإقصاء مرشحه للانتخابات الرئاسية  بموجب قانون قد على المقاس، و بإقصاء جماعي لقائماته في تعد سافر على حق التونسيين في  الاختيار الحر و في دوس منهجي و مفضوح للقوانين و الأعراف. لم تتكبد الإدارة هذه المرة عناء إضفاء المساحيق على أدائها،فكان رفضها تسليم الوصولات النهائية خارج الآجال و إسقاطها للقائمات غير معلل ومناف لواجب تحفيز المشاركة و توفير المعلومة. إن الظروف العامة التي حفت بعملية تقديم الترشحات و الضغوط التي سلطت على المترشحين وانحياز الإدارة الصارخ إلى جانب قائمات الحزب الحاكم و مرشحه كل ذلك ليؤكد من جديد أن تونس لن تشهد انتخابات حرة و نزيهة ما بقيت مهمة الإشراف في يد وزارة الداخلية أما المجلس الدستوري، فقد برهن هو الآخر و منذ الدورة الانتخابية السابقة على عدم احترامه لأدنى شروط الحيادية وعلى افتقاده لصفة التحكيم بين الإدارة والأحزاب السياسية وعلى أنه ليس سوى أداة لرجع صدى قرارات وزارة الداخلية المطعون في تدخلها أصلا وشكلا. إن انحياز هذا المجلس لحجج الإدارة الواهية  في غياب أي آلية للدفاع عن جانب المترشحين يؤكد من جديد أن هذه الهيئة بطريقة تعيين أعضائها و بخضوعها الكامل للسلطة التنفيذية لا يمكن أن تكون سلطة تحكيمية و يؤكد أيضا حاجة تونس الملحة إلى محكمة دستورية  تتوفر فيها شروط الاستقلالية و يلجأ إليها المواطنون للتظلم و التحكيم   إن الإسقاط المنهجي الذي طال قائماتنا في كل من دوائر تونس الكبرى الخمس و بنزرت و باجة و جندوبة و سوسة و المنستير و صفاقس 1 و صفاقس 2 و القصرين و سيدي بوزيد و قفصة و القيروان و توزر، لئن استهدف أساسا الحزب الديمقراطي إلا أنه طال أيضا بقية الأحزاب المستقلة وذلك في إطار خطة واضحة المعالم ومسبقة الإعداد تهدف إلى إخلاء 80 بالمائة من الخارطة الانتخابية  من أي تنافس. إن هذا الإجراء الخطير وغير المسبوق يتجاوز مجرد إسقاط القائمات لينزع عن الانتخابات الدائرة صفة الانتخابات العامة و لو على المستوى الشكلي.   إنها انتخابات تقصي الخصم قبل انطلاق المعركة، إنها انتخابات بلا منافسين تطلق فيها جوقة المبايعات في كل مجال لتحتفل « بالانتصار » قبل إعلانه.  إنها انتخابات ترفض الاختلاف و التنوع وتمثل ضربة للتعددية التي يزخر بها المجتمع. إنها انتخابات إدارية بامتياز… إنها انتخابات رئاسية يعين فيها الخصم منافسه و هي انتخابات تشريعية يعين فيها النائب قبل يوم الاقتراع و يقصى منها المنافس الحقيقي في تأكيد على عدم قدرة الحكم على مواجهة منافسيه بالحجة والبيان.      إخواني أخواتي   لم تكن للحزب الديمقراطي أوهام حول هذا الاستحقاق و لم يدخل  المعركة لتحقيق أهداف انتخابية وقد أعلن مبكرا أن الهدف من مشاركته هو خوض معركة سياسية من أجل الإصلاحات السياسية والقانونية التي يفترضها احترام حق الشعب التونسي في انتخابات حرة و نزيهة.   بالأمس أعلن الحزب و مرشحه عن انسحابه من الانتخابات الرئاسية و رفضه تزكية هذه الانتخابات/المبايعة باعتبارها أساس الحكم الفردي و قاعدة الرئاسة مدى الحياة التي شكلت العائق أمام تحديث النظام السياسي في تونس و قد لقي هذا القرار تجاوبا و تعاطفا في الداخل و الخارج.     و اليوم، و بعد هذا الإسقاط الجماعي لقائماتنا و بعد ضرب الجزء الأكبر من عماد  معركتنا السياسية و الميدانية فإن الجدل الدائر في الحزب لا يتعلق بطبيعة هذه الانتخابات ومنتهاها و لا بدلالات هذا الإقصاء المنهجي و تبعاته، فذاك أمر محسوم  و إنما بتحديد أفضل الخيارات للتقدم بالنضال الديمقراطي في تونس وضبط أنجع السبل لتسليط الأضواء على حالة التخلف السياسي التي تعيشها تونس و للطعن السياسي في المهزلة التي يتهيأ الحكم لإعلان نتائجها المعدة سلفا:  إذا فالمطروح على  قرار هذه اللجنة المركزية إما خوض معركة ميدانية للمطالبة بالحق واستغلال الحيز الذي توفره الحملة الانتخابية و إن في دوائر محدودة و إن في هذه الظروف المشوبة بالإقصاء، للتواصل مع المواطنين و للتعريف بالحزب و للطعن في هذه المهزلة و لحشد الدعم الميداني حول مطلب الإصلاح السياسي؟ و إما الانسحاب من هذه المهزلة و الطعن في مجرياتها و نتائجها منذ الآن، مع خوض حملة سياسية إعلامية في الداخل و الخارج تؤكد انتفاء المقومات الدنيا للمشاركة  و تشدد على حاجة البلاد الملحة لإصلاح المنظومة السياسية القائمة؟     إخواني أخواتي   إن رهان المشاركة في الانتخابات التشريعية، مثلما كان رهاننا في التقدم إلى الرئاسية، هو رهان سياسي، يهدف إلى فتح باب لأمل في إمكانية الإصلاح و التغيير في تونس و التقدم في بناء رأي عام يدعم ويرعى هذا الأمل، إنه رهان وطني يضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار آخر  .   و أيا سيكون القرار الذي سنتوفق إليه و الذي سيكون ملزما لنا جميعا فإنه سيرفع مرة أخرى تحديا وطنيا و أنا واثقة بأنه سينخرط في التوجه العام للحزب الذي يرفض الخضوع و الإملاء و الذي لم يجعل قط من المشاركة أو المقاطعة في الانتخابات عقيدة متحجرة و إنما سبيلا و آداة لخدمة قضايا الحرية و لمواجهة الظلم و الاستبداد و لرفع راية الإصلاح عاليا لقد كان حزبنا في كل المحطات المفصلية التي عرفتها بلادنا طيلة السنين الأخيرة متميزا بمواقفه، وطنيا في منحاه و توجهه، ناجعا في تدخله مستثمرا كل  المحطات و المناسبات لمحاصرة الاستبداد و للدفاع عن حق المواطنة الكاملة غير القابل للتصرف لن أستبق قرار اللجنة المركزية و لكنني أختم و أقول من أننا مطالبون بأن نجعل هذا القرار، الذي سنكرس كل جهودنا لإحاطته بالزخم الإعلامي و السياسي المطلوب، في مناخ من التماسك و الوحدة الحزبية، مناسبة لتدعيم موقعنا و خياراتنا الوطنية و لتأكيد تناغمنا مع انتظارات مواطنينا و نخبنا و للتعبير عن عزمنا و إصرارنا الذي لا يكل على مواصلة مشوارنا من أجل فتح باب الأمل هم …..بغلق كل أفق للعمل السياسي السلمي بسد كل منافذ المشاركة العامة باستهداف كل طاقات المجتمع الحية في كل المجالات بإشاعة الخوف و التسلط و القيم السلبية هم يدفعون البلاد نحو المجهول و يعدونها لأخطر المنزلقات و يدفعونها بشبابها للحول اليائسة و المتطرفة ونحن ……بثباتنا على منهجنا المستقل و المثابر و بنجاعتنا السياسية و بتوجهنا إلى أبناء و بنات شعبنا للتعبير عن انتظاراتهم و تطلعاتهم و الدفاع عن حقوقهم و بتعويلنا على الطاقات الإيجابية التي يزخر بها وطننا نفعلها و نشركها في منحانا البناء نحن نفتح باب الأمل في وجه سياسة التيئيس، الأمل في حياة أفضل، الأمل في تونس أفضل   تونس في 10 أكتوبر 2009   — JEMAI MOUEZ Parti Démocrate Progressiste Tel:+21620013975 Site Web:www.pdpinfo.org  

موقف يرفع الغطاء عن إنتخابات محسومة سلفا

 


فيديو(2):أبرز أحزاب المعارضة المعترف بها ينسحب من الإنتخابات التونسية   السبيل أونلاين – تونس – خاص   لمشاهدة كلمة الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي مية الجريبي في اللجنة المركزية للحزب انقر على الرابط : http://assabilonline.net/video/pdp-lajna-markazia10-10-2009.wmv   ***** الفيديو الثاني حول موقف « الحزب الديمقراطي التقدمي » ، من الإنتخابات الرئاسية والتشريعية :الرابط على اليوتوب : http://www.youtube.com/watch?v=1gkj_GFcBJQ   أعلن الحزب « الديمقراطي التقدمي » المعارض الإنسحاب من الإنتخابات الرئاسية والتشريعية التونسية والتى ستجري قبل موفى شهر أكتوبر الحالي .   وكان مرشح الحزب لموقع الرئاسة أحمد نجيب الشابي ، أقصي من الترشح بعد تعديل دستوري مفاجىء حال دونه ومنافسة الرئيس الحالي بن على والذى يترشح للمرّة الخامسة على التوالي.   وقال الحزب في بيان حصل السبيل أونلاين على نسخة منه ، أنه كان يريد « إحياء الأمل » في الساحة التونسية من خلال المشاركة في الإنتخابات بفاعلية لا مقاطعتها ، ولكنه أشار إلى أنه واجه عراقيل دفعته للإنسحاب .   وأشار « الديمقراطي التقدمي » ، إلى أن السلطة لا ترغب في منافسة حقيقية ، وإعتبر أن إسقاط جل قوائمه الإنتخابية هو موقف سياسي منها حكم على الحزب بإستحالة الوصول للبرلمان القادم .   وحمل الحزب على إنحياز الإدارة للحزب الحاكم ، وطالب بإنتخابات شفافة وفق المعايير الدولية .   وهذا نص بيان الحزب : الحزب الديمقراطي التقدمي 10، نهج إيف نوهال – تونس   بيان اللجنة المركزية بالإنسحاب ومقاطعة الإنتخابات الرئاسية والتشريعية   قرر الحزب الديمقراطي التقدمي خوض الإنتخابات الرئاسية والتشريعية تحت شعار « إحياء الأمل » انطلاقا من إيمانه بأن المشاركة السياسية هي أقوم السبل لكسر الخوف وإخراج المواطن من الإستقالة وإقحامه في تقرير مصير بلاده. وبالرغم من المناخ السياسي المنغلق أطلق حزبنا مبكرا مبادرة ترشيح الأستاذ أحمد نجيب الشابي للرئاسية وأعلن عزمه على المشاركة في الإنتخابات التشريعية في جميع الدوائر. لكن بقدر ما كان متمسكا في ذلك الخيار وبقدر مضيه في تجسيده ميدانيا طيلة السنتين الأخيرتين، وجد من الحكم كل أنواع العراقيل والموانع للحيلولة دون إجراء انتخابات حقيقية تؤدي إلى وضع بلادنا على سكة منعطف ديمقراطي، فأعلن مرشحنا عن انسحابه من المعركة قبل فتح باب الترشحات، وبعد معركة سياسية استمرت ثمانية عشر شهرا عبر أغلبية الولايات، نظرا لسد جميع أبواب المشاركة القانونية أمامه. ورغم ذلك الإقصاء جند حزبنا كل قواه لخوض الإنتخابات التشريعية وضمان أداء جيد في الإستحقاق الحالي. واستطاع فعلا رفع التحدي بالترشح في جميع الدوائر وتقديم 26 قائمة مؤلفة من شخصيات حزبية وديمقراطية ذات إشعاع وطني ومناضلين صمدوا أمام الضغوط والإغراءات. إن هذا المكسب الذي حققه الحزب الديمقراطي التقدمي فاجأ الحكم وحتى بعض المراقبين، إذ أثبت أنه منتشر وطنيا ويحظى بالإشعاع والمصداقية رغم كل محاولات تحجيمه وتهميش دوره. كما برهن على أنه أدار العملية باقتدار واستثمر الرصيد الإيجابي للحزب في جميع مناطق البلاد. لقد كان ديدن حزبنا بتحمله ذلك الرهان هو إقامة الحجة أمام الرأي العام على أننا صادقون في خيار المشاركة ولا نطلب سوى التنافس في الساحة الديمقراطية. فقد دخلنا الإنتخابات انطلاقا من رهان سياسي ولم يكن لدينا أي وهم بشأن النتائج التي لا يمكن أن تخرج عن آلية التعيينات الفردية أسوة بجميع الإنتخابات السابقة. كما أننا دخلناها مع كامل الوعي بأن المناخ السياسي أبعد ما يكون عن تأمين تكافؤ الفرص للجميع، فهو مناخ يتسم بغلق الإعلام بالكامل في وجه الأحزاب الجدية، ومنع الفضاءات العمومية عنها، بل حتى الفضاءات الخاصة، و محاصرة الجمعيات، وانتهاك الحريات على أوسع نطاق. دخلناها في مناخ تُهيمن عليه بروباغندا المبايعة التي غمرت الشوارع والجدران والإدارات العمومية ووسائل الإعلام، ونحن مدركون أن المواطن الخائف لن يتجاسر في ظل هذا الكابوس على الإدلاء بصوته لأنه ليس حرا ولا يشعر بالأمان. إن الحكم لم يتحمل هذه المراهنة على الأمل والصمود فبادر إلى إسقاط 17 قائمة من قائماتنا، أي ما يُمثل 80 في المائة من الثقل السكاني والسياسي في البلاد، بما فيها تونس الكبرى بدوائرها الخمس، مما نزع عن الإنتخابات صفة الإنتخابات العامة وألغى منها . ركن المنافسة. لقد كان هذا الرد العنيف أعتى من الرد الذي واجه به الحكم قائماتنا في انتخابات 2004 عندما أسقط سبعا منها. وليس هذا الإسقاط الواسع الذي شمل ثلثي القائمات سوى مؤشر على أن الوضع اليوم أسوأ مما كان عليه قبل خمس سنوات. فقد تم إخلاء المجال السياسي من الأصوات المستقلة وتدجين المجتمع المدني مما يُهدد بدفع البلاد إلى منزلقات خطرة تضعها في مواجهة نزعات التطرف والعنف. وما الإبقاء على تسع قائمات فقط من القائمات التي تقدم بها حزبنا، وهو أكبر عدد من القائمات التي تعرضت للإسقاط، سوى رسالة واضحة مفادها أن الحزب لن يكون في وضع انتخابي يسمح له بالوصول إلى البرلمان. إن حزبنا الذي دافع دوما عن المشاركة باعتبارها البديل النضالي عن المقاطعة العقيمة والوقوف على الربوة، يرفض في الوقت نفسه أن يكون جزءا من ديكور تعددي في انتخابات معروفة النتائج سلفا. كما لا يقبل أن يخرق الحزب الحاكم قانون اللعبة بتركيز المعلقات العملاقة في كل مكان واستعمال مؤسسات الدولة والمال العام لحملاته الإشهارية وتسخير وسائل الإعلام العمومية لدعايته، في مقابل فرض مربع ضيق على معارضيه، وبصفة خاصة الحزب الديمقراطي التقدمي الذي سيُجبر تعسفا على التحرك في مساحة لا تُمثل سوى 20 في المائة من سكان البلاد. لقد كان إسقاط قائماتنا قرارا سياسيا لا علاقة له بالقانون أو بمخالفة مزعومة لأحكام المجلة الإنتخابية. إنه إجراء شمل كل قائمات المعارضة الديمقراطية مما أكد مجددا عدم حياد الإدارة وخضوعها للحزب الحاكم، إذ تهرب الوُلاة من إعطاء أي مبرر مقنع لقرارات الإسقاط بالجملة، ثم قدم لنا المجلس الدستوري ذرائع كانت أوهى من خيوط العنكبوت. وهذا برهان ساطع على أن العملية الإنتخابية خاضعة بالكامل لقبضة الحزب الحاكم ولا مجال فيها لأي عمل ميداني أو إعلامي خارج المربع الضيق الذي سطره الحُكم. لقد تعاملت الإدارة في هذه الإنتخابات تعاملا غير مسؤول مع النخب السياسية للبلاد برفضها الرد كتابيا على ملفات الترشح في الآجال القانونية، وسايرها المجلس الدستوري بتبرير تلك القرارات التعسفية، مما أثبت مجددا عدم استقلاليته وخضوعه للتعليمات، وعزز مشروعية مطلبنا بإحداث محكمة دستورية تكون مرجعا محايدا للبت في مثل هذه الطعون. إن الحكم بفرضه هذا الإختلال الفادح في الموازين وإلغاء الطابع الوطني للمنافسة واستهداف حزبنا بصفة خاصة، نزع عن العملية الإنتخابية الجارية أدنى شروط المنافسة وألغى منها أبسط مقومات الاستشارة الشعبية الحرة والنزيهة. وبات واضحا اليوم أن إرادة التقزيم والتهميش والإقصاء هي القاسم المشترك للتعاطي مع المعارضة المستقلة في الرئاسية والتشريعية. وإذ تتوجه اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي التقدمي بخالص الشكر والإمتنان لكل الأصدقاء الذين وقفوا إلى جانب قائمات الحزب بالترشح أو المؤازرة أو الدعم، تُعلن أنها قررت بالأغلبية وبعد نقاش مستفيض للأوضاع، الإنسحاب من هذه المهزلة الإنتخابية ومقاطعتها حتى لا يكون شاهد زور على انتخابات مغشوشة أعرضت المراصد الدولية والهيآت المختصة في مراقبة الإنتخابات عن مواكبتها بعدما اعتبرتها مخالفة لجميع المعايير الدولية. وتُجدد اللجنة المركزية بهذه المناسبة التأكيد على أحقية الشعب التونسي بانتخابات حرة ومتكافئة وشفافة تنسجم مع المعايير الدولية للإنتخابات، إذ أثبت شعبنا أنه أهل للمنافسة الديمقراطية السلمية ليس اليوم فقط بل منذ ثمانينات القرن الماضي. ويتعهد الحزب الديمقراطي التقدمي بالمثابرة على نهجه النضالي من أجل أن تعم الحريات وتسود دولة القانون وتتكرس الديمقراطية في ربوع بلادنا، فتونس لا تستحق هذا المصير ونحن نشارف على طي العشرية الأولى من الألفية الثالثة.   تونس في 9 أكتوبر   (المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 12 أكتوبر 2009)


حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ مواطنون أحرار في مجتمع عادل

 


أيّتها المواطنات أيّها المواطنون في يوم 25 أكتوبر 2009 لكم موعد مع الإنتخابات التّشريعيّة، انتخابات يختار فيها المواطنون من سيمثّلهم في مجلس النّواب. وهذا حقّ يجب أن يمارسه كلّ مواطن رغم ما يحيط بالإنتخابات من عدم اكتراث في ذهن النّاس لاعتقادهم أنّ نتائجها محسومة مسبّقا ولكن ما العمل؟ هل نبقى متفرّجين؟ أم آن الأوان لنأخذ مصيرنا بأيدينا؟ يا بنات تونس وأبناءها اليوم يومكم وعلينا جميعا أن نتوجّه بكثافة لممارسة حقّنا في اختيار من يحكمنا ويسيّر شؤون بلادنا بما يتوافق مع مصلحة وطننا وشعبنا. إنّ بلادنا في حاجة إلى إجراءات عاجلة تنهي حالة الإنغلاق والتّوتّر وتحقّق انفراجا في الحياة السّياسيّة وذلك بإطلاق سراح مساجين الحوض المنجمي وسن عفو عام وإطلاق الحرّيات العامّة والفرديّة وتقنين الأحزاب المدنيّة الّتي تنتظر الحصول على حقّها في العمل القانوني ورفع التّضييقات على المنظّمات المستقلّة. ونحن نعتبر أنّ هذه الإجراءات مدخل للإصلاح السّياسي الشّامل الّذي ينهي كلّ أشكال التّسلّط ويضمن علويّة القانون واستقلال القضاء ويعيد الثّقة للنّفوس بمقاومة الفساد والمحسوبية و « الأكتاف »، ويحقّق الحكم العادل والشّفافيّة في المعاملات ويؤمّن المساواة بين المواطنين، ويفتح المجال أمامهم للمشاركة في الشّأن العام ويعيد لهم الأمل. يا بنات تونس وأبناءها إنّ تونس العزيزة تعاني اليوم من عديد المشاكل الّتي يمكن إصلاحها إذا توفّر الوعي السّليم بها والعزم الصّادق على مجابهتها. فنسبة البطالة لا تزال مرتفعة خاصّة في المناطق المعزولة بغرب البلاد وجنوبها، الّتي تعاني من اختلال السّياسة التّنمويّة ومن ضعف البنية التّحتيّة والتّجهيزات الأساسيّة وضعف اندماجها في النّسيج الإقتصادي الوطني. وأصبحت بطالة حاملي الشّهادات معضلة وطنيّة تشمل عشرات الآلاف من الشّباب إناثا وذكورا. وهي تهدّد أحد المقوّمات الأساسيّة للمجتمع وتحبط معنويّات العائلات. إنّنا نؤكّد على أنّ الشّهادة العلميّة يجب أن تبقى وسيلة للرّقي الإجتماعي لا أن تصبح عنوانا للبطالة. كما يمثّل حلّ معضلة البطالة بالنّسبة إلينا أولويّة اقتصاديّة واجتماعيّة ملحّة، يجب أن نواجهها بحفز الإستثمار وإرجاع الثّقة للمستثمر وإرساء الشّفافيّة في المعاملات وتفعيل دور الدّولة كموجّه ومخطّط ومستثمر بالتّعاون مع القطاع الخاص ومؤسّسات البحث العلمي والتّكنولوجي في القطاعات الإستراتيجيّة الواعدة. ونحن بقدر ما نؤكد على ضرورة مجابهة البطالة، فإنّنا نؤكّد على حتميّة الحدّ من مظاهر التّشغيل الهش الّتي استفحلت في صفوف الأجراء، ممّا يهدّد استقرارهم واستقرار عائلاتهم المادّي والمعنوي. يا بنات تونس وأبناءها
إنّ الوضع الإجتماعي برمّته في طليعة اهتماماتنا فالمنظومة التّعليميّة الّتي شهدت تدنّيا من حيث مردودها ونجاعتها، في حاجة إلى مراجعة عميقة حتّى يتمكّن المتعلّمون من المعرفة العلميّة والمهارة العمليّة مع ضمان مجانيّة التّعليم في كامل مراحله. كما أنّ المرافق العموميّة في حاجة إلى إصلاح شامل، حيث أصبح مبدأ « الصحّة للجميع » في تراجع مستمر. فالقطاع الصحّي العمومي – وهو وجهة غالبيّة الفئات الشّعبيّة – يشكو من تردّي خدماته وتجهيزاته ونقص في إطاره البشري. كما تشكو المؤسّسات الإستشفائيّة في الجهات الدّاخليّة نقصا في التّجهيزات العصريّة وفي الإختصاصات الطبّية الحيويّة. وأصبحت نفقات الصحّة تثقل كاهل الفئات الشّعبية بصورة مطّردة، لذلك، ندعو إلى تعهّد مرافق هذا القطاع، ودعم إطاره البشري، وتحسين خدماته، وجعلها في متناول الجميع. إنّ تطوير النّقل العمومي بالمدن الكبرى وباتّجاه كامل الجهات هو أحد نقاط برنامجنا. فنحن نطالب بتوفير وتطوير وسائل النّقل العمومي الآمنة التي تضمن الرّاحة للمواطنين وتساهم في الحدّ من تلوّث البيئة وتيسير النّقل لهم مقابل أسعار معقولة. يا بنات تونس وأبنائها إنّنا نعتقد أنّه من الضّروري توجيه المخطّطات التّنمويّة نحو بناء اقتصاد وطنيّ تضامني يوظّف كلّ إمكانيات البلاد لتحقيق نسب أرفع من النّمو، بما يسمح بتلبية حاجات الشّعب في العيش الكريم ويستوعب كلّ الطّاقات الحيّة الّتي بذلت المجموعة الوطنيّة مجهودات جبّارة لإعدادها وتكوينها. كما يجب أن تشمل تلك المخطّطات سياسة بيئيّة تحمي المحيط التّونسي وتجعل منه موطنا لحياة سليمة من مخاطر التّلوّث بمختلف أنواعها ومصادرها. أيّتها المواطنات أيّها المواطنون إنّنا نؤكّد من جديد وأمامكم دعمنا لحرّية المرأة ومساواتها الفعليّة والكاملة مع الرّجل والتّصدّي لكل محاولات العودة بها إلى العصور الغابرة والمساس بحقوقها ومكتسباتها. كما نولي اهتماما خاصا بالمهاجرين من مختلف الأجيال، ونرى من الواجب دعم رعاية مصالحهم، وحمايتهم من حملات العنصرية والتمييز والكراهية المتصاعدة وذلك بالتنسيق مع سائر الجمعيات الممثلة للمهاجرين. كما ندعو لتوطيد صلة مهاجرينا بوطنهم وتمكين أبنائهم من تعليم قار للّغة الوطنية. وإقرار حقهم في التمثيل النيابي وذلك بإقرار مقاعد لدوائر الهجرة في مجلس النواب. وتعتقد المبادرة الوطنيّة من أجل الدّيمقراطيّة والتّقدّم أنّ حماية حرّية الإبداع وتأمين الحرّية الأكاديميّة وإنماء الرّوح النّقديّة ونشر العقلانيّة ودعم الثّقافة النّيّرة والتّقدّميّة، من أهمّ مقوّمات المجتمع الحداثي المتطوّر وهي السدّ المنيع تجاه مخاطر الإرتداد والضّامنة للمكاسب المدنيّة التّقدّميّة في بلادنا. ونحن مرشّحو التّجديد/ المبادرة الوطنيّة من أجل الدّيمقراطيّة والتّقدّم، نعلن مجدّدا تمسّكنا باستقلاليّة القرار الوطني والدّفاع عن السّيادة الوطنيّة تجاه كلّ قوى الهيمنة. ونؤكّد مناصرتنا لقضايا التّحرّر الوطني والاجتماعي، العربيّة والعالميّة وفي مقدّمتها قضيّة التّحرّر الوطني في فلسطين والعراق. وندعو إلى أن تكون  علاقات بلادنا الخارجيّة قائمة على أساس التّكافؤ والمصالح المشتركة وخدمة قضايا السّلم والتّقدّم في العالم. كما ندعو إلى دفع التّعاون المغاربي والعربي لمجابهة التّحدّيات العالميّة ولمزيد من التّكامل على طريق بناء وحدة شعوب المنطقة على أساس ديمقراطي تقدّمي.   أيّتها المواطنات أيّها المواطنون بهذا البرنامج نتقدّم إليكم وإلى مساندته ندعوكم. ويمكنكم أن تجسّدوا ذلك بالتّصويت للأستاذ أحمد إبراهيم مرشّحنا لرئاسة الجمهوريّة. وبالتّصويت للقائمات الزّرقاء في الإنتخابات التّشريعيّة. فليكن حضوركم مكثّفا وصوتكم عاليا.    قائمة مراسلات حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ info@hezbelamal.org للاتصال بنا : aliradainfo-request@listas.nodo50.org الى SUBSCRIBE  للإشتراك ارسل رسالة فارغة موضوعها  aliradainfo-request@listas.nodo50.org الى UNSUBSCRIBEلفسخ الإشتراك ارسل رسالة فارغة موضوعها   http://www.hezbelamal.org/ موقع حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ

الأحـزاب تبـدأ حملتهــا الانتخابيـة حركة الديمقراطيين الاشتراكيين

 


سيدي بوزيد (وات):  افتتح السيد إسماعيل بولحية الأمين العام لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين الحملة الانتخابية لحزبه بإشرافه بعد ظهرأمس بدار الثقافة بسيدي بوزيد على اجتماع عام حضره مناضلو الحزب بالجهة. وأوضح في كلمة خلال هذا الاجتماع أن اختيار حزبه ولاية سيدي بوزيد لانطلاق حملته الانتخابية أتى إكبارا للجهة وتجسيما لشعار حركة الديمقراطيين الاشتراكيين التي وضعت سنة 2009 تحت شعار سنة «النهوض بالجهات».  وأشار إلى أن هذا الاختيار يعود للمكانة التي توليها الحركة للنهوض بالجهات على المستويين الاقتصادي والسياسي ومعاضدة مجهود الدولة التنموي مؤكدا من ناحية أخرى أهمية أن تسهم كل الطاقات الوطنية من كل الفئات والحساسيات في تجسيم أهداف التنمية الشاملة. حزب الوحدة الشعبية تونس (وات): تحت شعار «جميعا نبني تونس التقدم والعدالة  أعطى السيد محمد بوشيحة الامين العام لحزب الوحدة الشعبية ومرشحه للانتخابات الرئاسية لسنة  2009 أمس الاحد بالقيروان اشارة انطلاق الحملة الانتخابية الرئاسية والتشريعية للحزب. كما أشرف الامين العام لحزب الوحدة الشعبية على اجتماعين عامين بكل من القصرين وقفصة. وابرز السيد محمد بوشيحة الحرص على المشاركة فى كل المواعيد الانتخابية من منطلق الالتزام بالخيار الديمقراطي والايمان بسيادة الشعب صاحب القرار فى انتخاب رئيسه واختيار نوابه. واضاف انه بالتقدم الى الانتخابات الرئاسية في دورتها الحالية يحقق الترشح الثالث على التوالي لحزبه الذى يتقدم ايضا في الانتخابات التشريعية على مستوى 23 دائرة انتخابية بقائمات انتخابية وجدد التاكيد على ان ترشحه للانتخابات الرئاسية ليس مجرد ترشح شكلي وانما هو مشاركة جدية تستند الى تمش واضح وتفكير معمق. حزب الخضر للتقدّم تونس (وات): افتتح حزب الخضر للتقدم صباح أمس الاحد بوسط العاصمة حملته الانتخابية للانتخابات الرئاسية والتشريعية المقررة ليوم الاحد 25 اكتوبر .2009 ودعا السيد المنجي الخماسي الامين العام للحزب بالمناسبة الى التصويت للرئيس زين العابدين بن علي «صوت الحكمة» الذي حظي ولا يزال بإجماع شعبي كبير مجددا تاكيد مساندة حزبه ترشح سيادة الرئيس لهذه المحطة السياسية الهامة بهدف تعزيز رفاه التونسيين ومزيد تحقيق التنمية وتكريس مباديء الجمهورية والديمقراطية. وبين ان حزبه يشارك فى 21 دائرة انتخابية حرصا على تعزيز أركان التجربة التعددية ومن اجل ان تعرف الخماسية القادمة مزيدا من الانفتاح السياسي والتطوير. ونظم حزب الخضر للتقدم بالمناسبة قافلة متنقلة تحمل شعاره للحملة التشريعية  من اجل رفاه المواطن وشعار حملته لمساندة الرئيس زين العابدين بن على «مع بن علي نؤمن الحاضر ونكسب المستقبل». (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 12 أكتوبر  2009)  

خطاب الرئيس زين العابدين بن علي بمناسبة انطلاق حملة الانتخابات الرئاسية والتشريعية


رادس 11 أكتوبر 2009 (وات) ألقى الرئيس زين العابدين بن علي لدى إشرافه يوم الأحد برادس على اجتماع شعبي بمناسبة انطلاق حملة الانتخابات الرئاسية والتشريعية 2009 خطابا توجه به الى الشعب التونسي في ما يلي نصه: « بسم الله الرحمان الرحيم أيها المواطنون أيتها المواطنات في ربوع تونس العزيزة وخارج ارض الوطن على بركة الله نفتتح الحملة الانتخابية الرئاسية والتشريعية مجددين العهد الذي قطعناه مع شعبنا يوم انقذنا البلاد في السابع من نوفمبر 1987 عهد الوفاء لدماء الشهداء… عهد البذل والعطاء برا بالوطن حتى تبقى تونس حرة منيعة ويظل شعبها كريما عزيزا بين الأمم. إن الانتخابات عنوان نضج وحضارة. وهي مظهر من مظاهر سيادة الشعب. وهى التعبير الراقى عن السلوك الديمقراطى وعن الوعى بواجبات المواطن وحقوقه. وإذ نقبل يوم الاحد 25 اكتوبر على الاقتراع فقد حرصنا على ان نوفر لهذه الانتخابات كل ضمانات الشفافية والنزاهة. وأتحنا لمن يرغب في متابعتها من البلدان الشقيقة والصديقة مواكبة سيرها. وبعثنا مرصدا وطنيا لمراقبة فعالياتها يضم شخصيات معروفة بكفاءتها ونزاهتها واستقلاليتها. وهى مناسبة متجددة لترسيخ تعدد الترشحات لرئاسة الجمهورية وتعدد الالوان السياسية في قائمات المترشحين لمجلس النواب. وسيبرهن التونسيون والتونسيات مرة اخرى عن أهليتهم لحياة سياسية راقية وعلى تمسكهم بالتعامل الحضاري في كنف احترام القانون وقيم الديمقراطية. وأتوجه بخالص الشكر الى كل الذين ساندوا ترشحي من المنظمات الوطنية ومكونات المجتمع المدنى والاحزاب السياسية ومن المواطنين والمواطنات من كل الفئات والجهات ومن الخارج وفي مقدمتهم مناضلو التجمع الدستورى الديمقراطى ومناضلاته هذا الحزب العريق المجيد حزب الكفاح والتحرير والبناء والتغيير. انه الحزب الذى ائتمناه على مسيرة بلادنا حزب كل التونسيين والتونسيات من كل الاجيال والجهات الذى نعتز برئاسته ونعتبرها شرفا ومسؤولية تاريخية. ونحن واثقون بان التجمع الدستورى الديمقراطى سيكون مثلما عهدناه دوما في الموعد مع طموحات شعبنا وتطلعاته. كما اننا واثقون بالقوى الحية التي ساندتنا وانخرطت فى توجهاتنا واثقون بانها ستكون خير سند لنا لرفع التحديات وتحقيق الطموحات. إننا معتزون بهذه الثقة مدركون لجسامة المسؤولية ونحن عازمون على مزيد العمل والبذل حتى نضيف الانجازات ونثري المكاسب التي تحققت لتونس على مدى اكثر من عشريتين من الاصلاح والتطوير والتحديث. لقد تقدمت بلادنا منذ التغيير خطوات غير مسبوقة على درب البناء الديمقراطي التعددي وتعزيز مؤسسات الجمهورية وتثبيت دعائم دولة القانون وحماية حقوق الانسان. كما تقدمت اشواطا كبرى على درب التنمية الشاملة ارتقت بها الى المراتب الامامية ضمن الدول الصاعدة. فتعززت مصداقيتها في محيطها الخارجى ولدى مختلف المؤسسات الدولية والهياكل العالمية المختصة في التقويم والترقيم. وحققنا الاهداف التي رسمناها في برنامجنا لتونس الغد سنة 2004 ومن بينها تجاوز معدل الدخل الفردي خمسة الاف دينار سنويا بعد ان كان في مستوى 3500 دينار منذ خمس سنوات. وعملنا على الارتقاء بنوعية حياة المواطن وجودتها في المدن والارياف وفي كل المواقع ليناهز أمل الحياة عند الولادة اليوم 75 عاما بعد ان كان 67 عاما فقط في بداية التغيير.أي بتطور يعتبر من ارفع المستويات في العالم يقارب العامين في كل خماسية. وتضاعف حجم التحويلات الاجتماعية اكثر من ست مرات من سنة 1987 الى اليوم لتبلغ جملة النفقات والتحويلات الاجتماعية نسبة 61 بالمائة من ميزانية الدولة. وانخفضت نسبة الفقر الى ما دون 4 بالمائة. وتدعمت الطبقة الوسطى التي نعتبرها عامل قوة في توازن مجتمعنا وتماسك نسيجه. وبلغت مؤشرات ظروف العيش مستويات رفيعة. إن هذه المكاسب مصدر اعتزاز لكل تونسي وتونسية. وهي تلقى كبير التقدير والتنويه في المحافل الدولية وهو ما يعكسه المؤشر الاجمالي للتنمية البشرية الذي تعتمده الأمم المتحدة والذي يجمع مختلف العناصر المتعلقة بالصحة والتعليم والتحصيل المعرفي والدخل وجودة العيش. لقد حرصنا منذ التغيير على الدعم المتواصل لسياساتنا وبرامجنا الوطنية في هذا المجال مما أهل تونس لأن ترتب اليوم كأفضل بلد في العالم من حيث سرعة تطور مؤشر التنمية البشرية منذ سنة 2000 وهو ما يبوئها لتحقيق اهداف الفية الامم المتحدة للتنمية. إن تلك النتائج هى ثمار استراتيجية تنموية شاملة اولينا فيها مبادىء التلازم بين البعدين الاجتماعي والاقتصادى والتوازن بين الجهات والتضامن بين الفئات مكانة جوهرية. وتمكنا بفضل هذه السياسة من المحافظة على التوازنات العامة للاقتصاد الوطنى بالتحكم في عجز ميزانية الدولة والعجز الجاري وفي نسبة التداين وخدمة الدين التي لم تتجاوز 8ر7 بالمائة سنة 2008 وحرصنا على تنويع القاعدة الاقتصادية للتنمية وقطعت تونس اشواطا مهمة في اتجاه الانفتاح على المحيط الاقتصادي الخارجي. وتواصلت مسيرتنا بتكريس الاهداف التي رسمناها لبناء مجتمع المعرفة والتقدم بالبحث العلمى والتجديد التكنولوجي وتطوير المنظومة التربوية والتكوينية للارتقاء بقدرات مواردنا البشرية وبلوغ مستوى البلدان المتقدمة في هذه المجالات. مزيد دعم حضور المرأة في مواقع القرار لتبلغ نسبة 35 بالمائة على الأقل وتمثل المراة في تونس اليوم قرابة 26 بالمائة من مجموع المشتغلين و5ر23 بالمائة من الخطط الوظيفية و8ر22 بالمائة من أعضاء مجلس النواب و7ر27 بالمائة من أعضاء المجالس البلدية بالاضافة الى قرابة 18 الف سيدة اعمال. وليس من باب الصدفة ان يكون نصيب المرأة من حصيلة سياساتنا الاقتصادية والاجتماعية بذلك التميز. فقد تمكنا من تحقيق تلك النتائج والمكاسب بفضل اعتمادنا مقاربة إصلاحية شاملة اولينا فيها مكانة اساسية لتطوير حقوق المرأة وتوسيع مجالاتها. إن وضع المرأة في بلادنا يعتبر نموذجا فريدا في منطقتنا ونحن نفتخر به بقدر ما نعتز بالمراة التونسية وبنضجها ووعيها بالرهانات ومثابرتها على العمل والمشاركة الفعالة في مسيرة البلاد نحو المستقبل. واعتقادنا راسخ بان تلك المسيرة لا يمكن ان يكتب لها النجاح بدون المرأة لذلك فان من بين الاهداف الكبرى للمرحلة القادمة مزيد دعم حضور المراة في مواقع القرار لتبلغ نسبة 35 بالمائة على الأقل عوضا عن 30 بالمائة حاليا وسنتيح امامها فرصا أوفر وآفاقا أوسع في مختلف الميادين « لن ندخر جهدا لمزيد الارتقاء بأوضاع شبابنا إلى الأفضل » إننا معتزون بشبابنا الذين يحققون كل يوم مزيد التفوق والتألق سواء في الميادين التعليمية والعلمية أو في الميادين الرياضية ومختلف مجالات الابتكار والابداع او من خلال المشاركة في الحياة العامة وفي المسيرة التنموية لبلادنا. إن الشباب هو مفتاح النجاح والضمان لتحقيق طموحات شعبنا في مزيد الرفعة والتقدم. وهو ما يدعونا الى بذل مزيد الجهود وتنويع البرامج والسياسات والاجراءات من اجل رفع تحدى التشغيل وكسب رهان توظيف هذه القدرات الوطنية الناشئة التوظيف الأمثل لما فيه ازدهار تونس ورفاه شعبها. ولن ندخر جهدا لمزيد الارتقاء بأوضاع شبابنا إلى الأفضل في كل المجالات حريصين دوما على ان نجذر في نفوسهم القيم الوطنية وحب تونس والتضحية من اجلها والولاء لها وحدها مع إشاعة الحس المدني وثقافة التطوع لديهم وتشجيعهم على الاهتمام بالشأن العام والعمل على وقايتهم من مخاطر السلوك المخل بالأخلاق ومن الانزلاق في متاهات التطرف والتعصب او الاستيلاب الثقافي والسعى دوما الى تنشئتهم على قيم التفتح والتسامح والحوار. وسنعمل على تكريس الحوار الدائم مع الشباب على المستويين الوطنى والجهوى وعلى مواصلة الاصغاء الى مشاغلهم ورصد اهتماماتهم واستجلاء تطلعاتهم باستمرار وتوسيع مشاركتهم في الهياكل الجهوية والمحلية علاوة على ما سنخصهم به من اجراءات ومبادرات في مجالات التشغيل والتشجيع على المبادرة والاستثمار وفي ميادين التربية والتكوين والرياضة والثقافة والترفيه. أيها المواطنون أيتها المواطنات إن الانتخابات فرصة دورية في كل نظام ديمقراطى لطرح رؤى الاحزاب وبرامج مرشحيها حتى يكون الناخب على بينة من اختياره ويكون التنافس على اساس استراتيجيات وخطط ينخرط فيها الرأي العام بقدر جديتها وبقدر ما تستجيب لطموحاته وتطلعاته. واليوم فاننا نتقدم الى شعبنا ببرنامج جديد اخترنا له شعارا « معا لرفع التحديات » برنامج للسنوات الخمس القادمة (2009-2014) ويمهد في الان نفسه للمراحل التي ستليه والتي تمتد الى اواخر العشرية القادمة وما بعدها. انه برنامج وضعناه فى ضوء ما تحقق من مكاسب وانجازات وفي ضوء واقع البلاد وامكانياتها ورسمنا افاقه في ضوء الأوضاع العالمية الراهنة والتحديات القادمة برنامج اهدافه الكبرى مزيد الرفاه والازدهار لشعبنا وبلوغ مصاف الدول المتقدمة. إنه برنامج بأربعة وعشرين محورا سنعمل على انجازها في الآجال المرسومة لها مثلما أنجزنا معا برامجنا الانتخابية السابقة واخرها برنامجنا لتونس الغد (2004-2009). لقد توفقنا الى ذلك بفضل ثقة التونسيين والتونسيات بمشروعنا واجماعهم على خياراتنا وانخراطهم في توجهاتنا واقبالهم على العمل والبذل والاجتهاد وايمانهم بقدراتنا الوطنية وتفاؤلهم بالمستقبل. وها نحن نقبل بنفس الثقة والايمان والتفاؤل على المرحلة الجديدة مقدرين الصعوبات الناجمة عن الازمة المالية والاقتصادية العالمية واعين بما افرزته من اوضاع ومعطيات غير مسبوقة مقدمين على تخطى اثارها مثلما تمكنا من مواجهة الصعوبات التي اعترضت بلادنا في الفترات السابقة سواء في مستوى تطورات الاوضاع العالمية او في مستوى اسعار المحروقات والمواد الاساسية او بسبب التغيرات المناخية وما نجم عنها من تقلبات من فترة الى اخرى. وإن تونس باقتصادها المتفتح على الخارج لم تبق بمنأى عن انعكاسات الأزمة المالية العالمية. ولئن تمكنت منظومتنا المالية الوطنية من الصمود في وجهها بفضل سياستنا المالية الحذرة فان ارتباط بعض المؤسسات المصدرة بالقطاعات الأكثر تأثرا بالازمة في الخارج وفي اوروبا خاصة اثر في طاقة التشغيل لتلك المؤسسات كما اثر في وتيرة النمو الاقتصادى لهذا العام. لكن تعاملنا السريع مع هذه الاوضاع والاجراءات التي اتخذناها مكنت بلادنا من الحد من اثارها ومواصلة الاستثمار والتشغيل مما دعم مصداقيتها وسمعتها كوجهة جذابة للاستثمارات الاجنبية التي دخل العديد منها في طور الانجاز خلال المدة الاخيرة. واليوم وقد بدأت بوادر الخروج من الأزمة تظهر في بعض الدول الصناعية المتقدمة فان لنا ثقة بقدرة بلادنا على استعادة ارفع نسب النمو مع بداية الفترة الجديدة ومواصلة الانجاز والبناء لتحقيق اهدافنا الوطنية الكبرى. إننا رسمنا للمرحلة القادمة اهدافا نوعية جديدة تكرس رؤيتنا لاولويات المستقبل في مجالات سيكون لها شأن كبير في تحديد نماء الدول وتقدمها. مثل الاقتصاد البيئى والعلوم والتقنيات المستحدثة والبحث العلمى والمنظومات الجديدة للعمل والانتاج والخدمات ذات القيمة المضافة العالية علاوة على مجالات حيوية اخرى لها قيمة بالغة بالنسبة الى الاجيال القادمة كالطاقات البديلة والمتجددة وقضايا المياه والتحكم في تقنيات تحليتها… ففي هذه الاهداف النوعية تكمن اهم التحديات القادمة ومن اجل رفعها سنعمل ونثابر وبعزمنا واصرارنا سنكسب الرهانات. أيها المواطنون أيتها المواطنات إن المسار الديمقراطي في بلادنا يتقدم بثبات وهو مسار لا رجعة فيه. معا كرسنا الوفاق الوطني في ظل احترام حق الاختلاف وقيمنا المشتركة والولاء لتونس وحدها دون سواها ووضع مصلحتها العليا فوق كل اعتبار. وجعلنا من الاستشارة ومبدا المشاركة رافدين من روافد الحكم وستكون الفترة القادمة مرحلة دعم اكبر من الدولة للاحزاب السياسية ولصحافتها وصحافة الراى بصورة عامة. كما سنعمل على مزيد ترسيخ مقومات الديمقراطية المحلية وتوسيع مجالات الشراكة بين الدولة والمجتمع المدني. وسنتيح في هذا السياق مجالا اوسع للشباب يشارك من خلاله في هذه الحركية وينخرط فيها وذلك باحداث برلمان للشباب يكون مؤسسة استشارية تسهم في غرس روح المواطنة لدى شبابنا وفي تشريكهم في الشان العام والحياة السياسية دعم أكبر للأحزاب السياسية ولصحافتها وصحافة الرأي بصورة عامة ولما كان الاعلام الحر التعددى مقوما اساسيا من مقومات الحكم الرشيد فقد حرصنا على تطوير الاعلام والنهوض باوضاع العاملين فيه وتيسير وصولهم الى مصادر الخبر والارتقاء بادائهم في ظل الثورة الاتصالية الهائلة وفي اطار الشفافية والوضوح واحترام اخلاقيات المهنة. وسنعمل خلال الفترة القادمة على بذل مزيد الجهود لتطوير اداء الاعلام وتنويعه حتى يعبر بصدق عن مشاغل المجموعة الوطنية ويكون مراة تعكس التعددية الفكرية والسياسية وحتى يتطرق الى المواضيع باكثر جراة اذ انه لا وجود فى تونس لمحظورات فيما يتناوله الاعلام من قضايا وملفات الا ما يتنافى مع ضوابط القانون واخلاقيات المهنة. وفي هذا الاطار سنوسع صلاحيات المجلس الاعلى للاتصال ونطور مشمولاته كما سنواصل دعم المهن الصحافية وتحسين أوضاع الصحافيين. وإدراكا منا لاهمية دور الادارة في ترسيخ الحكم الرشيد فاننا سنعمل على تعزيز مقومات الشفافية فيها ومزيد تطوير العلاقة بينها وبين المواطن من خلال استكمال برنامج الادارة الالكترونية والرفع من نسبة الخدمات عن بعد بما يقلص كلفتها ويرفع مستوى نجاعتها. إحداث نظام جزائى خاص بصغار الشبان ما بين 18 و 21 سنة اما في ما يخص حقوق الانسان فقد نزلنا هذه الحقوق مكانة اساسية في مشروعنا الحضارى منذ التغيير. وعملنا على حمايتها ونشر ثقافتها وغرس مبادئها وقيمها في نص الدستور. كما حرصنا باستمرار على تطوير التشريعات والمؤسسات والهياكل المتصلة بها ودعم المجتمع المدنى الناشط في مجالاتها لايماننا بان حقوق الانسان شاملة ومتوازنة او لا تكون. وسنواصل التقدم بمنظومة حماية حقوق الانسان خلال الفترة القادمة اذ سنبادر باحداث نظام جزائى خاص بصغار الشبان ما بين سن 18 و 21 سنة وتوحيد سن الرشد المدنى وارساء اليات ملائمة لحماية الطفل ومراعاة وضعه الخاص خلال مراحل البحث والتحقيق والمحاكمة امام القضاء. كما سندخل بعض التعديلات القانونية لتيسير التقاضى امام المحاكم التونسية بالنسبة الى التونسيين المقيمين بالخارج الى جانب إحداث مؤسسة « المصالح العائلي » في نزاعات الحالة الشخصية. أيها المواطنون أيتها المواطنات العمل على ان تبلغ نسبة التغطية الاجتماعية الكاملة 98 بالمائة سنة 2014 إن المجتمع التونسي شهد خلال العشريتين الماضيتين تحولات كبرى بفعل التطور الذى ميز بنيته السياسية والاقتصادية والاجتماعية منذ التغيير. وقد عملنا دوما على دعم مقومات التوازن والتماسك والتفاعل بين الفئات والجهات وعلى توفير الحماية الاجتماعية للفرد والاسرة حتى يضطلع كل بدوره في المجتمع وبواجباته كمواطن مكتمل الحقوق. وسنعمل خلال الخماسية القادمة على الاقتراب من التغطية الاجتماعية الكاملة لتبلغ نسبتها 98 بالمائة سنة 2014 مع مواصلة تعميمها حتى لا تبقى اى مهنة خارج نظام الضمان الاجتماعي. كما سنوفر الحوافز والبرامج لبلوغ نسبة 90 بالمائة من العائلات التونسية المالكة لمسكن مقابل 80 بالمائة حاليا. وسنركز عنايتنا على الاحاطة بالفئات الضعيفة لمواصلة التقليص من نسبة الفقر وعلى تكثيف الاحاطة الاجتماعية حتى نبلغ بها نسبة اخصائى اجتماعي لكل 6 الاف ساكن اضافة الى مزيد تطوير برامج الوقاية من الاعاقات والعناية بالفئات ذات الحاجات الخصوصية وادماجهم في الحياة النشيطة. ونحن نعول على مثابرة الجميع في مختلف الميادين والهياكل ذات العلاقة للارتقاء بمؤشر التنمية البشرية الى مستوى البلدان ذات التنمية البشرية المرتفعة. وسنعمل على تحقيق مستوى افضل لمعدل الدخل الفردى يصل الى نسبة 40 بالمائة اى ليبلغ 7 الاف دينار سنة 2014 كما سنواصل العمل بسياسة الحوار الاجتماعي التي اعتمدناها منذ بداية التغيير وسنحرص على الرفع المتواصل للاجور في اطار مراعاة القدرة التنافسية لاقتصادنا وفي كنف التعاون والوفاق مع جميع الاطراف الاجتماعيين والمراهنة على وعيهم بالواقع الوطنى والدولي والمحافظة على مصالح بلادنا العليا. وسندعم هذه التوجهات بتطوير اليات حماية المستهلك من خلال منح صلاحيات اكبر لمجلس المنافسة ودور اهم للمعهد الوطني للاستهلاك وتوفير حماية انجع للمستهلك في مجال الخدمات الى جانب احداث نظام عصرى متكامل للانذار المبكر في ما يخص المنتوجات الغذائية. واذ نعتبر الاسرة بمختلف مكوناتها المقوم الاساسي للاستقرار والتوازن في المجتمع فسنأذن بدراسة استشرافية للتحولات الاجتماعية للتعرف على ملامح اسرة الغد وذلك قصد احكام التفاعل مع التحولات المرتقبة بما يحافظ على سلامة نسيجنا الاجتماعي ويصون تماسك الاسرة التونسية ومقومات هويتنا الحضارية. واذ نعتبر الصحة حقا اساسيا ومقوما فاعلا لجودة الحياة فسنعمل على ارساء منظومة صحية متكاملة وبلوغ اداء ارفع للمؤسسات الاستشفائية والصحية وعلى تطوير اليات اليقظة الصحية وارساء القدرات الكفيلة بمواجهة مخاطر الامراض الجديدة والاوبئة المستجدة. وسنسعى الى تحقيق نسبة ارفع للمردودية الاقتصادية للقطاع الصحي إحداث شبكة من المراكز الثقافية في أهم العواصم بالخارج تحت تسمية « دار تونس » ويستأثر التونسيون بالخارج كالعادة بمكانة متميزة في برنامجنا الانتخابي اذ سنعمل على تطوير قنوات التواصل معهم وتحديث المنظومة المعتمدة لادارة شؤونهم بما ياخذ في الاعتبار التحولات الديمغرافية والثقافية التي طرات على تركيبة جاليتنا بالخارج. وفي هذا الاتجاه سنقر برنامجا لاحداث شبكة من المراكز الثقافية في اهم العواصم بالخارج تحت تسمية « دار تونس » للتعريف بصورة بلادنا المشرقة وبتراثها وابداعات ابنائها وبناتها تكون حلقة وصل فكرية وفنية مع ابناء وطننا في بلدان اقامتهم ومع اصدقاء تونس ومبدعينا وكفاءاتنا بالخارج. أيها المواطنون ايتها المواطنات إن التشغيل يبقى أوكد تحديات المرحلة وهو يكتسي الاولوية المطلقة في اهتماماتنا. وقد خصصناه بمنزلة مهمة في برنامجنا حيث شملناه بعشرين قرارا الى جانب الاجراءات غير المباشرة التي تيسر احداثات الشغل وبعث المؤسسات والتشجيع على الاستثمار والمبادرة وتحديث سياسة التكوين والادماج المهني. لا اسرة تونسية دون شغل او مورد رزق لاحد افرادها على الاقل قبل موفى 2014 وسيكون شعارنا في الخماسية المقبلة ان لا اسرة تونسية دون شغل او مورد رزق لاحد افرادها على الاقل قبل موفى 2014 وسنعمل على تغطية الطلبات الاضافية للسنوات الخمس القادمة باحداث 425 الف موطن شغل بما يقلص نسبة البطالة بنقطة ونصف مع نهاية الفترة. وسنكثف برامج التأهيل المهنى والادماج حتى تنزل مدة الانتظار من تاريخ التخرج الى الحصول على شغل او تكوين تاهيلي او تربص الى اقل من سنتين مع موفى سنة 2014 وسيكون لقطاعات الخدمة المدنية والاقتصاد التضامنى ومهن الجوار المعروفة والمستحدثة دور نشيط في تحقيق هذه الاهداف. وسنضع اطارا قانونيا جديدا يؤسس لصنف مستحدث من باعثى المشاريع الصغرى تحت تسمية « الباعث الذاتي » يعتمد اجراءات في غاية البساطة واليسر في مجالى الجباية والمساهمات في الضمان الاجتماعي. وسندعم ذلك بالترفيع بنسبة 50 بالمائة في سقف قروض البنك التونسي للتضامن وتطوير القروض الصغرى الممنوحة من قبل الجمعيات التنموية مراجعة جذرية للمقاربة الوطنية في مجال التشجيع على الاستثمار واحداث المؤسسات ونحن نعول على تضافر جهود الجميع لتفعيل هذه الاجراءات والمبادرات حتى نحقق اهدافنا ونوسع ابواب الامل امام كل اصناف شبابنا المقبلين على الحياة العملية في مختلف الميادين والاختصاصات ومن كل المستويات التعليمية والتكوينية. ولا شك ان مثل هذه الاهداف الطموحة تستدعى نقلة نوعية كبرى في مقاربتنا للتنمية والاستثمار ترفع تحدى بناء الاقتصاد الجديد وتؤهل بلادنا الى الارتقاء الى مصاف الدول المتقدمة في اقرب الاجال. لذلك سنقوم بمراجعة جذرية لمقاربتنا في مجال التشجيع على الاستثمار واحداث المؤسسات قصد ايجاد التكامل والتلازم بين ثلاثة عناصر اساسية اولها تعزيز توجهاتنا الحالية التي تحفز الى الاستثمار في جهات التنمية الداخلية. وثانيها التشجيع على الاقبال على القطاعات الواعدة ذات المحتوى المعرفي والتكنولوجي العالي والصديقة للبيئة مهما كانت الجهة المستثمر فيها. وثالثها توجيه المؤسسات القائمة الى تطوير منظوماتها الانتاجية والخدماتية بالاستثمار في المحتويات المعرفية وفي احدث التكنولوجيات التي تدعم مردوديتها وتنافسيتها مع التشجيع على الجمع بين هذه العناصر الثلاثة. وهو ما سيمكن من مزيد التركيز على تحسين مستوى الانتاجية حتى تسهم كما رسمناه لها في برنامجنا بنسبة 50 بالمائة على الاقل في نمو الناتج المحلي الاجمالي دعم التوجه نحو استكمال  تحرير التجارة الخارجية وسنواصل تطوير مناخ الاعمال وتبسيط اجراءات التجارة الخارجية بما يمكن من انتهاج هيكلة قطاعية وجغرافية للتصدير اكثر توازنا واقوى نجاعة. وسندعم توجهنا نحو استكمال تحرير التجارة الخارجية من خلال تحقيق مزيد التوافق مع مستوى التعريفات العالمية سواء في نسبها او في عددها علاوة على مواصلة تحرير الاستثمار الخارجي في عديد المجالات. وسنخص الصناعات التقليدية والحرف الفنية بقطب تجارى حديث مفتوح للابتكار والابداع وتثمين الثروة الثقافية الوطنية عبر احداث « مدينة الصناعات التقليدية والحرف الفنية » الى جانب تعميم القرى الحرفية للصناعات التقليدية بكامل ولايات الجمهورية وتخصيص فضاء لكل منتوج تقليدى تتميز به جهة او منطقة. ايها المواطنون ايتها المواطنات ان من مقومات بناء الاقتصاد الجديد ان يكون رفيع المحتوى التكنولوجي مجددا مقتصدا للطاقة وصديقا للبيئة. واننا نريد في هذا المجال ان تكون مؤسساتنا الاقتصادية قادرة على التجديد متفتحة على الابتكار معتمدة على انماط الانتاج النظيفة التي تسهم في الحفاظ على سلامة المحيط وتحترم المعايير البيئية وتقتصد في استهلاك الطاقة وتستخدم الطاقات البديلة والمتجددة. لذلك سنعمل على الرفع من الاعتمادات المرصودة للبحث العلمي في مجالات التطوير والتجديد التكنولوجي للاقتراب من نسبة الثلث من جملة الاعتمادات. وسنستحث مؤسساتنا الكبرى في الفترة القادمة على بلوغ نسبة 1 بالمائة من رقم معاملاتها لتمويل البحث والتطوير وعلى بذل المزيد من الجهود حتى تكون لنا 700 مؤسسة اضافية على الاقل حاصلة على الشهادات المطابقة للمواصفات العالمية في افق 2014 . كما سندعم آليات المرافقة بالنسبة الى الباعثين الجدد في محاضن المؤسسات ومراكز الاعمال باحداث سلك مهنى جديد هو « سلك مرافقى باعثي المشاريع ». واذ يحتل قطاع الطاقة مكانة استراتيجية في خططنا التنموية فسنحرص على تحقيق امننا في هذا القطاع وذلك بمزيد احكام استغلال مواردنا الوطنية وفي مقدمتها الغاز الطبيعي والبلوغ بعدد المرتبطين بالشبكة الى 800 الف مرتبط سنة 2014 مقابل 530 الف حاليا ومد 400 1 كيلومتر اضافية من انابيب نقل الغاز وتزويد 75 مدينة اخرى بشبكة الغاز الطبيعي مع موفى 2014. وسنواصل العمل على ترشيد استهلاك الطاقة وتطوير الطاقات البديلة والمتجددة باعتبارها الخيار الاستراتيجي للعشريتين القادمتين ومضاعفة نسبتها من الاستهلاك الاجمالي للطاقة خمس مرات قبل موفى سنة 2014. ايها المواطنون ايتها المواطنات اننا نسعى الى ان تصبح بلادنا قطبا للخدمات المصرفية وساحة مالية اقليمية. لذلك سنعمل على بلوغ مستوى ارفع في جودة الخدمات البنكية وتنمية الانشطة المصرفية وتنويعها وتحسين الخدمات البنكية عن بعد. كما سنشجع على استقطاب مؤسسات بنكية ذات صيت عالمي من خلال تطوير النشاط المصرفي غير المقيم. وسنحفز في الان نفسه البنوك التونسية الى الحضور في الساحة الخارجية وانشاء اقطاب مصرفية فاعلة على الساحة الوطنية. ونحن نأمل ان تبلغ مساهمة الخدمات المصرفية في الناتج الداخلي الخام نسبة 5 بالمائة مع موفى سنة 2014 واذ قطعت بلادنا اشواطا مهمة نحو تحرير الدينار واكتسب الاقتصاد الوطني قدرات اكبر للتفاعل مع الاوضاع الخارجية فاننا سنعمل على تحقيق التحرير الكامل للدينار قبل موفى سنة 2014 وعلى مراجعة مجلة الصرف حتى تواكب هذا التطور. اما في مجال السياسة المالية والجباية فسنواصل خلال الفترة القادمة تخفيض المعاليم الديوانية والحد من النسب المعمول بها. وتبعا لذلك ستتم مراجعة المنظومة الجبائية في ضوء التطورات الحاصلة في العالم سواء مع البلدان الشريكة او المنافسة لنا وذلك بالتقليص في العبء الجبائى على المؤسسة المنتجة بعنوان ارباحها او بعنوان بعض عناصر كلفتها مع اتخاذ اجراءات موازية في مستوى المنظومة الجبائية للحفاظ على التوازنات المالية للدولة. كما ستتم مراجعة استرجاع فائض الاداء على القيمة المضافة واجراءاته بغاية توضيحها وتبسيطها وتسريع نسق معالجة الملفات. وسنعتمد نظاما جبائيا خاصا بالمؤسسات الصغرى والمتوسطة يقوم على مراجعة النظام التقديرى وتعميم الطرح الجبائى ب 20 بالمائة من قاعدة الضريبة بالنسبة الى المؤسسات الصغرى التي تنخرط في مراكز التصرف المندمجة وذلك لمدة خمس سنوات من تاريخ انخراطها. مع تمتيع المؤسسات الصغرى والمتوسطة من طرح نسبة من قاعدة الضريبة خلال السنوات الثلاث الاولى من النشاط وفقا لمقدار يتدرج من 75 بالمائة الى 50 بالمائة ثم 25 بالمائة. وسنعمل على تخفيف الضغط الجبائي على الفئات الاجتماعية ذات الدخل المحدود وذلك بالترفيع في السقف المعفى من الاداء والترفيع في الطرح بعنوان الاطفال المعوقين وتكاليف الدراسة في مستوى التعليم العالي مع طرح الفوائض بعنوان القروض المخصصة للسكن الاجتماعي من المداخيل الخاضعة للاداء. وسنتيح امكانية التصريح الجبائي عن بعد لجميع الاشخاص الطبيعيين قبل موفى سنة 2014 مع احداث خطة « الموفق الجبائى » الذى يساعد على فض الاشكاليات المطروحة بخصوص التصريح بالاداء قبل مراحل التقاضي وضع خريطة وطنية للبنية التحتية والتجهيزات الجماعية الكبرى وسعيا منا الى تهيئة افضل الظروف للحركية الاقتصادية المنشودة من خلال برنامجنا لرفع التحديات سنعمل على تطوير بنية اساسية واتصالية حديثة ذات مواصفات عالمية باقرار دراستين استراتيجيتين على المدى الطويل تتعلق الاولي بوضع خريطة وطنية للبنية التحتية والتجهيزات الجماعية الكبرى وتتعلق الثانية برسم شبكة من الطرقات السريعة تغطى كل الجهات في افق 2030. وستتركز العشرية القادمة على بلوغ 500 1 كيلومتر من الطرقات السريعة ليتحقق الربط الكامل بين مختلف جهات البلاد من شمالها الى جنوبها ومن شرقها الى غربها. اما في مجال البنية الاتصالية فسنعمل على بلوغ مليون مشترك جديد في شبكة الانترنات ذات التدفق العالي وعلى توفير فرصة رقمية امام كل الاسر التونسية وارساء منظومة التلفزة الرقمية الارضية قبل موفى 2014 . ولما كان النقل شريان الحركية الاقتصادية وعاملا تنمويا مهما فاننا سنعمل على الترفيع في نسبة نمو هذا القطاع والارتقاء بمساهمته في الناتج المحلي الاجمالي. وسنعمل في نطاق استكمال تطوير قدرات النقل الجوى ورفع تنافسيته ومزيد تفعيل دوره في تعزيز قطاعات اساسية مثل السياحة والتصدير على التحرير الكامل للاجواء خلال السنتين القادمتين. كما سنعمل على مضاعفة مساهمة اسطول النقل البحرى في المبادلات التجارية الخارجية مع موفى سنة 2014 وعلى ان يكون للنقل الحديدى دور اكبر في نشاط الاقتصاد الوطنى. ايها المواطنون ايتها المواطنات لقد اصبح من الضرورى لرفع تحديات المستقبل ان ندرج قطاع الفلاحة والتحولات المناخية ضمن رؤية استراتيجية نراعى من خلالها الاهداف الحيوية لبرامجنا التنموية ونحكم فيها توظيف كل مؤهلات بلادنا الطبيعية. لذلك سنقوم بدراسات استشرافية لقطاع المياه حتى افق 2050 يتم انجازها قبل موفى سنة 2014 وسنضع الخطة التي تمكننا من الارتقاء بنسبة تعبئة الموارد المائية الى مستوى 95 بالمائة مع بداية النصف الثاني من العشرية القادمة. وسنسعى الى ان تكون الخماسية القادمة فترة تكامل بين البحث العلمي الفلاحي وقطاع الانتاج خدمة لاهدافنا الاستراتيجية وفي مقدمتها تحقيق الاكتفاء الذاتي من مادة القمح الصلب مع موفي تلك الخماسية. واذ اولينا لحماية البيئة مكانة متميزة في اختياراتنا وسجلنا عديد الانجازات والمكاسب بشانها فاننا سنعد خلال الفترة القادمة مقاربة حديثة للسياسات البيئية وحماية الثروات الطبيعية تاخذ في الاعتبار التطور الحاصل في الوعى العالمي وفي بلادنا بالبعد المصيرى لهذا القطاع بالنسبة الى البشرية جمعاء وكذلك بالنسبة الى مستقبل الحياة على كوكب الارض. وتقوم هذه المقاربة على تحقيق الامن البيئى من اجل التنمية المستدامة وجودة الحياة وذلك بوضع خريطة متطورة للبيئة تعتمد مفهوم الاقليم البيئى الذى يجمع بين مناطق تتشابه في الخصوصيات وتستدعى التدخلات نفسها مع احداث مرصد لكل اقليم بيئى ووضع خطة وبرامج خاصة به واعتماد منظومات الجغرافيا الرقمية لاحتساب مؤشرات التنمية المستدامة. وسنحرص كما اشرنا سابقا على ان تكون المؤسسات الاقتصادية التونسية صديقة للبيئة وعلى ان نبلغ بالمؤسسات المتحصلة على شهادة المواصفات البيئية العالمية الى 500 مؤسسة سنة 2014. وسنعزز هذه البرامج باقرار اجبارية التشخيص البيئى بالنسبة الى المؤسسات الصناعية الاكثر تلويثا وتطوير التشريعات باصدار « مجلة البيئة » مواكبة لما تم في هذا المجال منذ ان بادرنا باصدار اول قانون اطارى لحماية البيئة بتونس سنة 1989 وهى جهود ستكتمل بالسعى الى تحقيق نجاعة اكبر في مقاومة الانجراف والتصحر والشروع في تجسيم البرنامج الوطنى لحماية الشريط الساحلي من الانجراف البحرى وترفيع القدرات الوطنية في التصدى للكوارث الطبيعية والحد من تبعاتها. وتحظى التنمية الجهوية بمكانة مركزية في برنامجنا للخماسية القادمة اذ سنعمل على احكام ادماج مختلف جهات البلاد وتعزيز تكاملها عبر بنية اساسية من الطرقات المتطورة ووصلات عديدة تربط بين شرق البلاد وغربها ووسطها وشمالها وجنوبها لتصبح تونس بلدا مندمج الجهات وفضاء تنمويا متواصلا ومتوازنا بالميزات نفسها. وسنوسع صلاحيات الجهات ونعزز دورها في استنباط المشاريع ذات الصبغة الجهوية واعدادها وانجازها وصيانتها اضافة الى دعم الموارد المالية الذاتية للمجالس الجهوية ووضع منظومة تمويلية محلية وتزويد الادارات والمصالح الجهوية بالكفاءات البشرية ذات المستوى العالى وتكثيف الدراسات الاستراتيجية حول الطاقات الكامنة في كل جهة وسبل تثمينها. وسعيا منا الى توفير اكثر ما يمكن من المقومات الذاتية للتطور والنمو لدى الجهات سنفرد كل جهة بمنظومة تسويقية وبعلامة مميزة لانتاجها وسنعمل على دمج السياحة الثقافية والبيئية بها. كما سنضع جيلا جديدا من برامج التنمية الحضرية المتكاملة بالاحياء المتاخمة للمدن وخطة اضافية لتنمية المناطق الحدودية واخرى لتنمية الجهات الصحراوية. وسنحرص على استكمال انجاز برامج التنمية المندمجة لفائدة 90 معتمدية ذات اولوية يقطنها مليونان و700 الف ساكن. ايها المواطنون ايتها المواطنات ان منظومتنا التربوية بكل مكوناتها من الادوات الحاسمة التي نعتمد عليها لرفع تحديات المستقبل وكسب رهاناته. وقد شملناها باستمرار بالاصلاح والتعهد والتطوير. ولما كان التكوين سندا أساسيا للتشغيل وعاملا حاسما في الرفع من جدوى العمل ومردوديته فسنقوم بعلمية تأهيل شاملة لهذا القطاع حتى يكون في خدمة طالبي الشغل والمؤسسات الاقتصادية ويلبى حاجيات الجهات التنموية والاستثمارية. أما في ما يخص التعليم العالى فسنركز الجهود في المرحلة القادمة على ارساء الجودة في كل المراحل والشعب والارتقاء بمنظومتنا الجامعية الى افضل المقاييس العالمية. ولما كان البحث العلمى دعامة لبناء مجتمع الذكاء والمعرفة والاقتصاد الجديد فسنرفع حصة البحث العلمى والتكنولوجيا من الناتج المحلي الاجمالى من 25ر1 بالمائة حاليا الى 5ر1 بالمائة سنة 2014 وسيتم احداث ثلاثة اقطاب اقليمية للبحث العلمى والتجديد التكنولوجي موزعة بين الشمال والوسط والجنوب كما سنوجه الجهود الى تثمين نتائج البحث العلمى في مستوى التجديد وتطوير الانتاج. أما في ما يتعلق بالثقافة التي اعتبرناها سندا للتغيير فسنعمل على ان تكون تونس منارة ثقافية على الدوام وسنرفع مجددا في اعتمادات ميزانية الثقافة والمحافظة على التراث لتبلغ نسبة 5ر1 بالمائة من ميزانية الدولة سنة 2014 مقابل 25ر1 بالمائة سنة 2009 مع تخصيص نصف الزيادة للتنمية الثقافية ودفع الابداع والانتاج بالجهات. كما سنميز الفترة القادمة بإقامة خماسية الثقافة (2009-2014) من خلال وضع برنامج سنوى لكل فن سنة للمسرح وسنة للموسيقى وسنة للسينما وسنة للكتاب وسنة للفنون التشكيلية تكون كلها خير حافز الى النشاط والانتاج والترويج والتميز. وسنضع برنامجا شاملا للانتاج الوثائقى ولا سيما منه الانتاج السمعى البصرى حتى نحفظ ما تزخر به بلادنا من تاريخ ثرى وعريق ومعالم حضارية اصيلة ومتنوعة وشخصيات لامعة ومشعة في شتى الميادين اضافة الى ثروات طبيعية رائعة ومتميزة. ولاشك ان انخراطنا في الحداثة يتكامل مع تعلقنا بمقومات هويتنا الوطنية وتمسكنا بخصوصياتنا الحضارية وفي مقدمتها ديننا الاسلامي الحنيف الذى نقيم بيوته ونرعاها بسائر جهات البلاد ونحرص على ان تبقى تونس دائما منارة اسلامية مشعة بروح التفتح والوسطية والاعتدال التي تميزت بها المدارس الفقهية التونسية العريقة في القيروان وفي الزيتونة عبر العصور. وسنواصل دعم الاجتهاد وتنظيم الندوات والمشاركة في كل اللقاءات التي تخدم الصورة المشرقة للاسلام في العالم وتكرس تعاليمه السمحة وروحه المعتدلة وقيمه الخالدة. ايها المواطنون ايتها المواطنات ان تونس ستبقى مثلما كانت دائما منحازة الى قضايا العدل والسلم في منطقتنا وفي العالم وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي نعتبرها قضيتنا الاولى داعمين كل الجهود لاقامة السلام العادل والشامل في المنطقة. كما سنحرص على مزيد توطيد اسس التعاون والشراكة فى مختلف فضاءات انتمائنا الاقليمي ولا سيما منها الاتحاد المغاربي الذى نعتبره خيارا مصيريا لشعوبنا اضافة الى تعزيز العمل العربي المشترك واحكام مجالات التشاور والتنسيق في اطار منظمة المؤتمر الاسلامي. وسنواصل دعمنا لمسيرة الاتحاد الافريقي التي حققت الى حد الان خطوات مشجعة. كما سنمضى قدما في تطوير شراكتنا مع الاتحاد الاوروبي والمساهمة في الجهود الرامية الى الاستفادة من الاندماج والتكامل داخل الفضاء المتوسطي. وسنركز سعينا كذلك على دفع علاقات الصداقة مع دول القارتين الامريكية والاسيوية بالرفع في نسق التبادل التجارى وتعميق التعاون في مجالات الاستثمار والتكنولوجيات الحديثة. ونحن نساند كل المساعى الدولية الهادفة الى تطوير المنتظم الاممى والرفع في نجاعة تدخلاته من اجل تكريس عادل ومتوازن للشرعية الدولية وترسيخ دائم وشامل للسلم والامن في العالم. ايها المواطنون ايتها المواطنات اننا نقبل على مرحلة حاسمة في تاريخ تونس الحديث. نقبل عليها بكل ثقة وتفاؤل معتزين بمكاسبنا وانجازاتنا معولين على شعبنا بكل فئاته وجهاته. واذ اجدد الشكر لكل من ساندنا فانى على يقين بان ما يحدونا جميعا من مثابرة على العمل والبذل ومن تفان دائم في حب تونس والولاء لها وحدها دون سواها سيكونان لنا خير حافز الى بناء المستقبل الافضل لشعبنا ولاجيالنا الصاعدة. اننا من اجل تونس نجدد العهد ونقبل على البذل والتضحية. ومن اجل التونسيين والتونسيات كافة وضعنا هذا البرنامج وبهم جميعا نثق بالنجاح ونتفاءل بالمستقبل. فلنكن معا على العهد لرفع التحديات وتحقيق الطموحات وبالله التوفيق. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ».
(المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (حكومية – تونس) بتاريخ 10 أكتوبر 2009) الرابط:http://www.tap.info.tn/ar/index.php?option=com_content&task=view&id=6542&Itemid=83  

تونس – « انتخابات » 25 أكتوبر 2009 : لا للمهزلة الانتخابية… تسقط الرئاسة مدى الحياة…

 


أسدل الستار على تقديم الترشحات لـ »الانتخابات » الرئاسية والتشريعية التي ستجري في تونس يوم 25 أكتوبر الجاري. وقد جاء الإعلان عن المترشحين للرئاسية وعن القوائم النهائية التي ستشارك في التشريعية ليؤكد ما كنا بيناه من مصادرة لحق الترشح ومن تحكم السلطة في العملية الانتخابية من أولها إلى آخرها. لم يبق في « سباق » « الانتخابات » الرئاسية إلا من حدّدهم بن علي ليكونوا غطاء لمسرحية انتصاره « الانتخابي » انتصارا ساحقا. فبعد غلق الباب أمام ترشح ممثل الحزب الديمقراطي التقدمي الأستاذ أحمد نجيب الشابي وإعلانه الانسحاب، تمّت إزاحة الدكتور مصطفى بن جعفر الأمين العام للتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات. أمّا مصير ترشح السيد أحمد إبراهيم عن المبادرة الوطنية فلن يكون أحسن من مصير مرشح حزبه في انتخابات 2004 السيد محمد علي الحلواني والذي لم يحصل سوى على 0.95% من الأصوات! هكذا إذن لن يختلف سناريو رئاسية 2009 عن سابقاتها. أمّا بخصوص « الانتخابات » التشريعية فقد عمدت السلطة إلى إسقاط أغلب القوائم المعارضة والمستقلة ولم تبق إلا على القسط الذي يوفر لها استكمال سياستها في التظاهر بديمقراطية كاذبة، أي الإبقاء على جزء محدود من قوائم بعض أحزاب المعارضة في الدوائر الأقل ثقلا إلى جانب قوائم أحزاب الموالاة. إن تلك الاختيارات خضعت إلى إرادة السلطة السياسية في سعيها إلى تحجيم مشاركة هدا الطرف وتضخيم مشاركة الطرف الآخر. « وعادت حليمة إلى عادتها القديمة »، إذ استعملت السلطات المركزية والمحلية نفس الأساليب السابقة في ترهيب المترشحين وإهانتهم والإعتداء على بعضهم وإسقاط الترشحات تحت عدة ذرائع ورفضها تقديم وصول الترشح وإخضاع المترشحين والمعارضين لمراقبة البوليس وتعريضهم لتحرشات وتهديدات وتشويهات عناصر الحزب الحاكم. كما بينت الأحداث الأخيرة أن الأطراف التي أرادت المشاركة في هذه الانتخابات، من مواقع خارجة عن الديكور الرسمي، لم ولن تتوفر لها فرصة حقيقية ولو جزئية لتفعيل مشاركتها. فالحصار المضروب عليها شبه كامل وليس في مقدورها الاتصال بالمواطنين أو إيصال صوتها إليهم. أما قائمات التجمع الدستوري الديمقراطي فإنها ذات اليد الطويلة، فلا أحد يمكنه مراقبة احترامها للقوانين ولا أحد يمكنه الطعن في أحد عناصرها بل إن الإدارة وأجهزة الدولة كافة مسخرة لخدمتهم. أما الموقف الرافض للمهزلة الانتخابية الحالية والمنادي إلى مقاطعتها سواء من قبل قوى سياسية منظمة أو من قبل معارضين مستقلين فإنه يتعرض إلى التضييق والملاحقة البوليسية. من ذلك ما تعرض له السيد حمّه الهمامي الناطق الرسمي باسم حزب العمال الشيوعي التونسي من منع من السفر ومن اعتداء بالعنف على إثر تعبيره عن موقف حزبه من هذه الانتخابات وما تعرّض له الأستاذ رؤوف العيادي القيادي في حزب المؤتمر من أجل الجمهورية حيث وقع سكب سائل شديد الانفجار في خزان وقود سيارته. فكلما اقترب تاريخ الانتخابات التشريعية والرئاسية إلا واشتدت وتيرة القمع والانتهاكات البوليسية. وعلى صعيد آخر، تجري هذه العملية الانتخابية في حالة حصار تام للإعلام والسيطرة المطلقة على الإذاعة والتلفزة التي تستعملها السلطة منذ 22 سنة للدعاية لسياساتها والتحريض على خصومها. وتتواصل محاصرة المقرات الحزبية والجمعياتية ومنع التجمعات والتظاهر والتنقل ناهيك عن تمادي السلطة في التشهير بالمعارضين والتنكيل بهم وهتك أعراضهم. أمّا من جهة الشعب التونسي، فمعظمه يبدي لامبالاة كاملة إزاء هذه الانتخابات لإدراكه أن نتائجها محددة مسبقا. ومن سمات المهزلة الانتخابية أنها تجري بمعزل عن المشكلات الاجتماعية الحقيقية التي يعاني منها الشعب التونسي: نسب عالية للبطالة وارتفاع نسبة الفقر وتدهور المقدرة الشرائية وفشل تام لبرامج السلطة التنموية ممّا أدي إلى عجز مناطق بأكملها عن تحقيق العيش الكريم. أمّا الذين تجرؤا من نقابيي ومناضلي الرديف على مقاومة الحيف والفقر والتهميش والمحسوبية فإنهم لا يزالون يقبعون في السجون. إن الائتلاف من أجل مقاطعة انتخابات أكتوبر 2009 في تونس يؤكد على ضوء الأحداث الأخيرة على: 1- إن الانتخابات التشريعية والرئاسية الجارية ليست إلا عملية استيلاء جديدة على الحكم في تونس وتواصل للحكم الفردي والرئاسة مدى الحياة. 2- أن مشاركة الأحزاب الإدارية لا يعدو أن يكون سوى ديكور منظم من قبل السلطة. 3- إن المشاركة من قبل بعض الأطراف الديمقراطية لا تأثيرها لها في مجريات العملية الانتخابية، إننا ندعوها مجددا إلى مراجعة موقفها والالتحاق بصف مقاطعة المهزلة الانتخابية. 4- إن المقاطعة تفضح السلطة وتكشف مهزلتها بالكامل وتمثل الموقف الذي يتماشى والواقع السياسي الراهن. وبالمقابل، لن تمثل المشاركة إلا ورقة التوت التي يحاول عن طريقها النظام الاستبدادي ستر عوراته. 5- إننا سنواصل النضال من أجل فضح هذه المهزلة الانتخابية ورفض الرئاسة مدى الحياة ومن أجل تونس الشغيلة، تونس الديمقراطية وتونس التحرر من الاستبداد والاستغلال.  عاشت نضالات الشعب التونسي من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية.  من أجل برلمان حرّ وديمقراطي.  تسقط الرئاسة مدى الحياة.  
باريس في 6 أكتوبر 2009
الائتلاف من أجل مقاطعة انتخابات أكتوبر 2009 في تونس
(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ  12 أكتوبر2009)  

بن علي يتعهد بمزيد من الإصلاحات في افتتاح حملته الانتخابية

تونس (رويترز) – تعهد الرئيس التونسي زين العابدين بن علي – الذي يخوض هذا الشهر سباق الانتخابات الرئاسية – يوم الاحد 11 أكتوبر 2009 بتوسيع الحريات والديمقراطية في البلاد واتاحة المزيد من فرص العمل امام الشبان اذا اعيد انتخابه لفترة ولاية رئاسية خامسة. ويعتقد على نطاق واسع ان بن علي (73 عاما) امامه طريق مفتوح للفوز بولاية رئاسية خامسة حينما تجري الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 25 من الشهر الحالي. ويخوض السباق ثلاثة معارضين لمنافسة الرئيس في انتخابات الرئاسة المقبلة وهم أحمد ابراهيم مرشح حركة التجديد اليسارية ومحمد بوشيحة مرشح حزب الوحدة الشعبية واحمد الاينوبيلي مرشح حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي وهو ذو توجه قومي. وقال بن علي متحدثا أمام الاف من انصاره برادس في خطاب افتتح به حملته الانتخابية « ستكون الفترة القادمة مرحلة دعم أكبر من الدولة للاحزاب السياسية ولصحافتها وصحافة الرأي بصورة عامة ». وأضاف « سنعمل خلال الفترة القادمة على بذل مزيد الجهود لتطوير اداء الاعلام وتنويعه ..وحتى يتطرق الى المواضيع بأكثر جرأة ». ومضى يقول « كما سنعمل على ترسيخ مقومات الديمقراطية المحلية وتوسيع مجالات الشراكة بين الدولة والمجتمع المدني ». وتواجه تونس انتقادات واسعة بالتضييق على المعارضين وتشديد الرقابة على الصحافة وحرية التعبير. ويقول مؤيدو بن علي انه حقق رخاء اقتصاديا واجتماعيا في البلاد التي يبلغ عدد سكانها حوالي عشرة ملايين نسمة. لكن منتقدي حكومة بن علي يقولون انه يتعين عليه فعل الكثير في مجال الديمقراطية وتوسيع حرية التعبير والصحافة. وتعهد بن علي باتاحة مزيد من فرص العمل أمام الشبان وقال « سنعمل على تغطية الطلبات الاضافية للسنوات الخمس القادمة باحداث 425 الف موطن شغل بما يقلص نسبة البطالة بنقطة ونصف مع نهاية الفترة ». وتعتبر بطالة خريجي الجامعات الذي يبلغ عددهم 80 الف شاب سنويا من اهم المعضلات التي تؤرق حكومة بن علي. وتسعى الحكومة الى جذب مزيد من الاستثمارات لتسريع وتيرة النمو الاقتصادي وتخفيض نسبة البطالة التي تصل الى نحو 14 بالمئة. لكن بن علي شدد على ان توفير فرص العمل سيكون اولويته خلال السنوات الخمس المقبلة وقال ان « شعار الخماسية المقبلة لا اسرة تونسية دون شغل او مورد رزق لاحد افرادها على الاقل قبل 2014 ». وقال انه سيعمل على تحقيق مستوى أفضل لمعدل الدخل الفردي يصل الى نسبة 40 بالمئة اي ليبلغ 7 الاف دينار عام 2014 . ويحكم بن علي تونس منذ 1987 خلفا للرئيس الراحل الحبيب بورقيبة. من طارق عمارة (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 11 أكتوبر 2009) http://journaliste-tunisien-21.blogspot.com/2009/10/blog-post_12.html


لتحرير بيانه المحجوز من الأسر: خارطة طريق لأحمد إبراهيم!؟


الساعة تجاوزت التاسعة و20 دقيقة من مساء هذا الإثنين الثاني عشر من أكتوبر 2009. الهيئة السياسية لحركة التجديد مازالت مجتمعة لبحث مسألة البيان الانتخابي الأزرق المحجوز لمرشحها للانتخابات الرئاسية السيد أحمد إبراهيم. أي أن الحملة طوت يومين من مسارها ولا يزال مرشح المبادرة الديمقراطية محروما من التواصل مع الناخبين، في إطار انتخابات صمّ آذاننا أزيز الحلف بأغلظ الأيمان على نزاهتها!؟ لماذا كل هذا التعطيل؟ الجواب بسيط: الإدارة تريد « تهذيب » بيان السيد أحمد إبراهيم حتى يكون متناسقا مع بقية البيانات المنافسة المنتقاة بعناية شديدة. عناية لا يستقيم معها البحث عن التميز، أو طرح القضايا الحقيقية التي تشغل بال الرأي العام وفي مقدمتها قضية الفساد المرتبط بالعائلات المتنفذة وملف المحاباة والمحسوبية!؟ زياد الهاني وإليكم في ما يلي نص بيان السيد أحمد إبراهيم. وقد تمّت كتابة الفقرات المطلوب تعديلها باللون الأحمر  
 
البيان الانتخابي للأستاذ أحمد إبراهيم

مرشح « حركة التجديد/المبادرة الوطنية من أجل الديمقراطية والتقدم » إلى رئاسة الجمهورية صوت المعارضة الجديّة  

 
أيها التونسيات، أيها التونسيون، أتشرف بالتقدم إليكم بصفتي مترشحا إلى رئاسة الجمهورية من موقع المعارض الواضح والحازم والجريء، والمعارض المسؤول والرصين في نفس الوقت. أتقدم إليكم بعزم قوي على أن أعطي لهذه الانتخابات الرئاسية بعدا تعدّديا وتنافسيا، وأن أعرض عليكم وجهة نظر أخرى في تشخيص مشاكل التونسيين ورفع التحديات التي تواجه بلادنا، وأن أطور بالحوار معكم مقترحات وحلولا تعبر عن آمالكم وطموحاتكم للعيش مرفوعي الرأس كمواطنين أحرار في مجتمع عادل. أتقدم إليكم وأنا واع مثلكم تمام الوعي بصعوبة الظروف التي تجري فيها الانتخابات،

وبانحسار مجال المنافسة الحرة، وبغياب تكافؤ الفرص بين المترشحين. وإني أعول على وقوفكم معي وقفة حازمة ضد التصور المتخلف للانتخابات السائد لدى بعض قوى الشد إلى الوراء وسجناء عقلية الحزب الواحد، الذين يريدون إيهامكم بأنه لا يوجد أمامكم إلا خيار واحد، ويسعون إلى أن يجعلوا من هذه الانتخابات كسابقاتها مجرد تزكية وتبرير آلي لإبقاء الأمور كما هي عليه.

أخواتي الناخبات، إخواني الناخبين

إن أوضاع البلاد، كما يعلم كل تونسي وكل تونسية، تتسم بتراكم المشاكل التي يتحمل أعباءها بدرجات متفاوتة جل فئات الشعب- باستثناء أقلية تستغل مواقعها وقربها من مراكز القرار لتكديس الثروات بسرعة لافتة للانتباه على حساب الصالح العام.

أما أغلبية التونسيات والتونسيين، فإنهم يعيشون حالة من الحيرة إزاء تواصل آفة البطالة لدى ما يقارب ثلث الشبان وتفاقمها لدى حاملي الشهادات العليا، وانعدام تكافؤ حظوظ التنمية بين جهات البلاد، وانحدار مستوى التعليم في مختلف مراحله، وتقلص إمكانيات العلاج والرعاية الصحية لأعداد متزايدة من العائلات، وضعف نجاعة وسائل مقاومة الفقر، وتآكل المقدرة الشرائية لذوي الدخل المتواضع، وغياب نظام جبائي عادل ينصف الأجراء وأصحاب الحرف وصغار ومتوسطي التجار والصناعيين، وتدهور الخدمات في النقل العمومي، إلخ. هذا إلى جانب دواعي الانشغال المشروع أمام هشاشة الشغل وتفشي نظام المناولة وظواهر التسريح الجماعي للعمال، وغير ذلك من المشاكل المتراكمة التي يتطلب حلها توجهات مغايرة للتوجهات الحالية ومعالجة مغايرة للمعالجة التي توختها السلطة حتى الآن. أيها التونسيات، أيها التونسيون، إنه من حقكم أن تتساءلوا عن أسباب استمرار الأمور على هذه الحال، ومن حقكم أن تعبروا عن عدم رضاكم على ذلك وان تطالبوا كل مترشح لنيل أصواتكم بأن يعرض عليكم بصراحة وباحترام كامل لذكائكم ونضجكم الحلول التي يقترحها بعد أن أظهرت الحلول القديمة محدوديتها وعدم نجاعتها. وفي ما يخصني فإني اعتقد اعتقادا راسخا بأن بلادنا لها من الإمكانيات والطاقات ما يسمح لها بدعم الإيجابيات والمكتسبات وتطويرها ومواجهة تحديات التنمية الشاملة والعادلة في ظروف أنسب وبحظوظ نجاح أقوى إذا

عرفت كيف تغيير نمط الحكم الحالي وما يتسم به من انفراد بالرأي والقرار وهيمنة الحزب الحاكم على الدولة والمجتمع بعيدا عن كل مساءلة أو محاسبة، ومن تضييق على القوى الحية لمنعها من المشاركة الفعلية في رسم الاختيارات ومراقبة تنفيذها.

أولا: مقاربة مغايرة في مواجهة تحديات التنمية الاقتصادية • فإلى جانب ما تقتضيه مواجهة تبعات الأزمة الاقتصادية العالمية من سياسة مبنية على حفز كل الطاقات في إطار حوار وطني مفتوح، حر وصريح، هنالك نقاط ضعف سابقة لتلك الأزمة، من أهمها الركود المتواصل للاستثمار الذي يستوجب إرساء مناخ جديد كفيل بإرجاع الثقة لدى جميع مكونات العملية الاقتصادية، من المستثمر إلى العامل، وذلك بضمان الشفافية الكاملة في المعاملات وقواعد المنافسة الشريفة دونما احتكار أو تحيّل أو تدخل، على أساس علوية القانون على الجميع، مهما كان قربهم أو بعدهم من السلطة. • كما يستوجب النجاح في عملية التنمية الشاملة القيام بإصلاح جبائي يخفف العبء على الأجراء ومتوسطي الدخل ويكون أكثر حزما إزاء أصحاب الثروات الكبيرة، وسن سياسة تشجيع جديدة للفلاحين خاصة في مجال إنتاج الحبوب والمواد الأساسية الكفيلة بتحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي، وقيام الدولة بدورها الاستراتيجي، خاصة في القطاعات الحيوية، لتحقيق التنمية المستديمة وحماية المحيط وضمان التوازن التنموي وتكافؤ فرص الاستفادة من المجهود الوطني بين جميع جهات البلاد دون تفضيل أو تهميش لأي منها. وفي هذا الصدد أقترح اعتماد مثال جديد للتهيئة الترابية يرمي بالأساس إلى إخراج المناطق المحرومة في غرب البلاد جنوبا وشمالا من العزلة والتهميش على كافة الأصعدة. ثانيا: معالجة المشاكل الاجتماعية في اتجاه العدالة • إعطاء الأولوية المطلقة لمواجهة البطالة وذلك بإقرار إصلاحات فورية، إلى جانب الإصلاحات الاقتصادية القادرة على الرفع من فرص التشغيل، وذلك

بضمان الشفافية في جميع المناظرات بالوظيفة العمومية ومؤسسات القطاع العام، وتأهيل مكاتب الشغل، التي يجب أن تتم عبرها كل عمليات الانتداب حسب مقاييس عادلة وواضحة لا عن طريق التدخلات والولاءات وشتى أنواع « الأكتاف ».

• الوقوف وقفة حازمة حتى يسترجع التعليم بريقه ويستهوي من جديد الشبان والعائلات والمدرسين ويستعيد وظيفته الأساسية في الارتقاء بالشاب في درجات العلم وأيضا في السلم الاجتماعي بالتحصيل على عمل محترم يتناسب مع كفاءته وما بذله وبذلته عائلته من مجهودات وتضحيات. كما أنه من الضروري أن تعاد للجامعة هيبتها باسترجاع حصانتها واستقلاليتها في تسيير جميع شؤونها من طرف أساتذتها وطلبتها عبر ممثلين يختارونهم عن طريق الانتخاب وتضمن في رحابها حرية الرأي والتعبير والبحث. • الانكباب الجدي على قطاع الصحة في اتجاه تأهيل المنشآت العمومية الموجودة وتجهيز الجهات المحرومة بالخصوص في الشمال والوسط الغربي وفي الجنوب، بمراكز استشفائية جهوية تتوفر فيها التجهيزات العصرية وفرق طبية متكاملة من مختلف الاختصاصات، وإرساء تغطية صحية شاملة تضمن العلاج الضروري للفئات المتوسطة والضعيفة والمهمشة.

• الحد من الفوارق الاجتماعية بتنشيط سياسات مقاومة الفقر واعتبار ذلك حقا للمواطنين على مجتمعهم لا هبة يوظفها الحزب الحاكم والإدارة كأداة للمراقبة والابتزاز

،وبعث صندوق للتأمين ضد البطالة لصالح ضحايا التسريحات الاقتصادية، واتخاذ إجراءات جدية لتحسين القدرة الشرائية لضعاف الحال من صغار الأجراء عبر الترفيع في الأجر الأدنى، ومراجعة سلم الأداءات لكافة الأجراء والزيادة في المنح العائلية التي لم يتغير مقدارها منذ عقود. • تحمّل الدولة لمسؤوليتها في الاعتناء بالتونسيين بالخارج بحماية حقوقهم الاجتماعية والسياسية والثقافية في بلاد الهجرة ضد ظواهر الميز العنصري والتكفل بتعليم أبنائهم في معاهد تونسية حفاظا على هويتهم الوطنية وضمان حقهم كمواطنين في التمثيل بمجلس النواب. ثالثا: من أجل إنجاز نهضة ثقافية وحضارية • وضع سياسة جدية للقضاء على الأمية، ومقاومة التصحر الثقافي بتشجيع الإبداع والمبدعين، وخلق مناخ محرر من جميع أشكال البيروقراطية والرقابة، وضامن لحرية التفكير والتعبير والنشر، ومشجع على الاجتهاد والإبداع في جميع مجالات العلوم والمعارف والفنون. • دعم وتطوير المكاسب التقدمية التي أنجزت في مختلف المجالات، خاصة في اتجاه تدعيم حقوق النساء وتطويرها وإقرار المساواة الكاملة غير المنقوصة بين المرأة والرجل في كافة مجالات الحياة والعمل على تعميق تلك المكاسب وتطويرها وحمايتها من مخاطر الارتداد تحت تأثير القراءات المنغلقة للإسلام ومنزلقات توظيف المشاعر الدينية واستعمالها لمناهضة الحداثة وطمس الفكر النير والعقلانية وروح التسامح في تراثنا العربي الإسلامي. • إطلاق حملة وطنية لإعادة الاعتبار لقيم الحرية واحترام الآخر وإشاعة قيم العمل والتضامن، ونظافة اليد والتفاني في خدمة الصالح العام، ومقاومة ظواهر الرشوة والإثراء السريع المبني على الطرق الملتوية والمحسوبية. وفي هذا المجال، فإنه من الضروري أن يتم تفعيل قانون أفريل 1987 القاضي بأن يصرح كل مسؤول إبان تقلد المسؤولية بجميع أملاكه، وهو قانون بقي مع الأسف حبرا على ورق ويجب تطبيقه وتوسيعه ليشمل عائلة المسؤولين وأقاربهم. رابعا: إنجاز الإصلاح السياسي الشامل هو المدخل لمعالجة كل القضايا الأخرى • من الواضح أن عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية مرتبطة ارتباطا وثيقا بالمناخ السياسي في البلاد. ومن المتأكد أن إصلاحات جذرية كالتي اقترحها لا يمكن أن يتم إقرارها وإنجاحها إلا في ظل أوضاع تتوفر فيها مقومات الحكم الرشيد ومناخ عام يشعر فيه المواطن بأن حاضر بلادنا ومستقبلها رهين إرادة أبنائها. • إن إرجاع الثقة إلى المواطن يتطلب إجراءات انفراجية عاجلة تعيد الأمل إلى النفوس، مثل إطلاق سراح مساجين الحوض المنجمي وإصدار عفو تشريعي عام على جميع من حوكموا بسبب آرائهم، وحل القضايا المتعلقة باستقلالية مكونات المجتمع المدني كقضية رابطة حقوق الإنسان ونقابة الصحفيين وجمعية القضاة إلخ… • كما أن ذلك لا يمكن أن يتم إلا عبر إصلاحات جوهرية وشاملة منها: احترام الحريات الفردية والعامة وحرية التعبير والتنظم والاعتراف بالأحزاب المدنية التي طلبت ذلك، ووضع حد بصفة جذرية لهيمنة الحزب الحاكم على أجهزة الدولة، والتكريس الفعلي لفصل السلطات ووضع حد لانخرام التوازن بينها لصالح السلطة التنفيذية وإعطاء دور حقيقي للبرلمان وضمان استقلال القضاء وتحرير الإعلام من هيمنة السلطة وتحويله إلى إعلام عمومي يعبر تعبيرا صادقا عن ثراء المجتمع بمختلف تلويناته وطموحاته ورؤاه. أخواتي الناخبات، إخواني الناخبين إني إذ أدعوكم لدعمي في هذه الانتخابات والتصويت لفائدتي، فإني التزم بالعمل على تكريس مثل هذه الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحضارية في أقرب الآجال حتى تكون بمثابة الإشارة الواضحة إلى أن شعبنا قد فتح صفحة جديدة من تاريخه، صفحة نخط سطورها معا ونضمّنها أهدافا تكون في مصلحة عموم الشعب لا أقلية محظوظة، وتعزز سيادة بلادنا وتبوّئها المكانة التي هي أهل لها بين بلدان العالم، وتكسبها التأثير الإيجابي في اتجاه نصرة القضايا العادلة وفي مقدمتها قضية التحرر الوطني في فلسطين والعراق، وفي اتجاه تحقيق طموحات شعوبنا في بناء وحدة المغرب العربي على أسس ديمقراطية تجمع طاقاتها وتحترم خصوصياتها وتجعل من مغربنا قوة فاعلة إقليميا وعالميا. صوّتوا لأحمد إبراهيم مرشح « حركة التجديد/ المبادرة الوطنية من أجل الديمقراطية والتقدم » في الانتخابات الرئاسية وصوتوا القائمات الزرقاء في الانتخابات التشريعية صوتوا لإنجاج أهداف الإصلاح الشامل في خدمة الوطن والشعب صوتوا للّون الأزرق صوتوا للمعارضة الجديّة

 
 
(المصدر: موقع زياد الهاني الإلكتروني ( تونس ) بتاريخ  12 أكتوبر 2009)
 


لماذا أصوت لأحمد إبراهيم ؟

      


بصفتي تونسيا مقيما بالخارج: أريد أن تؤخذ اهتماماتي بعين الاعتبار و أن تكون مشاغلي في صلب الحياة السياسية في تونس   * يقترح أحمد إبراهيم إعطاء التونسيين بالخارج (حوالي 10 /1 من مجموع التونسيين ) حق الاقتراع في الانتخابات التشريعية لانتخاب نوّاب يمثّلونهم في مجلس النوّاب   بصفتي تونسيا مقيما بالخارج : أريد أن تقدّر إسهاماتي الثقافية والاجتماعية حقّ قدرها وأن لا يقتصر دوري على جلب العملة الصّعبة   * يقترح أحمد إبراهيم تعزيز المكانة الثقافية والاجتماعية للجالية التّونسية بالخارج الّتي تّلعب دورا أساسيا في الاقتصاد الوطني و أن تكون الهجرة جسرا حضاريا بين الضفتين   بصفتي تونسيا مقيما بالخارج: أريد أن تكون معاملتي كمواطن بكلّ عدالة وفي نطاق احترام كرامة الفرد   *يدافع أحمد إبراهيم عن حقّ التّونسيّين بالخارج في أن يعاملوا باحترام و دون تمييز من طرف السلطة التونسيّة والمصالح القنصلية وفي حقّهم أن تدافع عنهم الدولة التونسية أمام السّلط الأجنبية بمكان أقامتهم    بصفتي تونسيا مقيما بالخارج: أريد أن أكون فخورا بالانتماء إلى بلد ديمقراطي بحقّ يضمن حرّية التّعبير والعدالة الاجتماعية   ينادي أحمد إبراهيم باعتماد الشّفافية وبإرساء قضاء مستقل و إعلام حر    *   لكل هذه الاختيارات فأنّي أصوّت و أدعو للتصويت لأحمد إبراهيم رئيسا لتونس       لا تتخلوا عن الأمل   كونوا في الموعد من 17  إلى 24  أكتوبر صوّتوا لأحمد إبراهيم   لمراسلتنا : avecahmedbrahim2009@gmail.com المدونة : http://www.avec-ahmed-brahim-2009.blogspot.com مجموعة فايسبوك « Soutien au candidat Ahmed Brahim » حرره ووزعه لجنة مساندة أحمد إبراهيم بباريس، فرنسا  

دعــــــــــــــــــــوة  

يتشرّف حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي وأمينه العام الأخ أحمد إينوبلي بدعوتكم لحضور الاجتماع العام لافتتاح حملته للانتخابات الرئاسية والتشريعية وذلك يوم الأربعاء 14 أكتوبر 2009 على الساعة الخامسة والنصف مساء.   المكــان: قاعة ابن رشيق شارع باريس تونس.   وعلى أمل تشريفكم لنا بقبول الدعوة فإننا نرفع إليكم أسمى معاني الاحترام والتقدير.     الأمين العام أحمد إينوبلي

الاجتماع الاقليمي لاتحادات الصحفيين في الشرق الاوسط العالم العربي:
البيان الختامي والتوصيات

عمان من 5-7 تشرين اول/اكتوبر  2009 التقى الصحفيون ممثلوا اتحادات، ونقابات، وجمعيات الصحفيين من كل انحاء المنطقة في عمان لمدة ثلاثة ايام لمناقشة التحديات الراهنة التي تواجه المهنيين الإعلاميين ومنظماتهم الصحفية. وقام المجتمعون بمراجعة عمل الاتحاد الدولي للصحفيين وأعضائه في المنطقة وما حصل من تطورات على محاور العمل الخمسة التي تم الاتفاق عليها في لقائي بيروت (سنة 2006)، والجزائر (سنة 2007)، والدار البيضاء (2008). وقد تمت مراجعة تأثير نشاطات الاتحاد الدولي للصحفيين حيث رحب المشاركون بشكل عام بازدياد الانشطة العملية للاتحاد، واشاروا إلى قيمة هذه التحركات، ومساهمتها الإيجابية في تقوية النقابات والجمعيات الوطنية للصحفيين والوضع المهني للصحفيين. وقد اتفق المجتمعون على على تعزيز عملية تقييم عمل الاتحاد الدولي للصحفيين في المنطقة والقيام باجراء دراسة مسحية لتقييم نشاطات الاتحاد تكون جاهزة عند انعقاد الاجتماع الاقليمي المقبل.  وقام المجتمعون بمراجعة برامج العمل التالية: 1- مساواة النوع الاجتماعي. 2- التضامن في وقت الازمات. 3- مبادرة الصحافة الاخلاقية 4- كسر القيود – حملة لحكومة منفتحة ولإصلاح قانوني.  
5- حرية النقابات والحقوق الاجتماعية. 1- مساواة النوع الاجتماعي. قام المجتمعون في يومهم الاول بمناقشة قضية مساواة النوع الاجتماعي داخل العمل النقابي وفي قطاع الاعلام. واتفقوا على برنامج العمل والتوصيات التالية: ـ وضع آليات عملية لدعم مبادرات تساعد في وصول الاعلاميات إلى المناصب القيادية داخل النقابات والجمعيات والروابط والاتحادات والمؤسسات الإعلامية؛ ـ الرفع من عدد الدورات التكوينية لصالح الإعلاميات؛ ـ الرفع من عدد الدورات التكوينية المهتمة بقضايا النوع الاجتماعي لصالح الإعلاميين والإعلاميات؛ ـ وضع آليات عملية لتوفير كافة اشكال الحماية للاعلاميات اثناء ادائهن عملهن. ـ إدماج مقاربة النوع الاجتماعي في كل القوانين والأنظمة واللوائح التفسيرية والمواثيق المؤطرة لعمل النقابات والجمعيات والروابط والاتحادات والمؤسسات الإعلامية، (قوانين أساسية وداخلية، مواثيق الشرف، الاتفاقيات الجماعية، مواثيق التحرير…)؛ ـ تنظيم جائزة صحفية للمواد الإعلامية التي تحترم مقاربة النوع الاجتماعي؛ ـ تحديث التقرير الإقليمي، مع مراعاة مقاربة النوع الاجتماعي. ـ تحفيز الجمعيات والنقابات والاتحادات والروابط على تأسيس هيئات تهتم بالنوع الاجتماعي والإعلام؛ ـ وضع آليات لضمان المساواة في الأجور وبنود عقود العمل وشروطه، مع توفير الحماية اللازمة لمن يتوفرون على عقود وظروف عمل هشة؛ ـ إشراك الصحافيات في مختلف مراحل وضع سياسة المؤسسة الإعلامية ومواثيق التحرير؛ ـ دعوة النقابات والروابط والجمعيات والاتحادات إلى الاهتمام بظاهرة تسرب الإعلاميات وتغييرهم لمهنتهن؛ ـ التركيز على عمل الصحفيات في مناطق الصراع والحروب؛ ـ دعوة مجلس النوع الاجتماعي بالفيدرالية الدولية للصحفيين إلى توفير الدعم اللازم للنقابات اعضاء الاتحاد الدولي في هذا المجال، دون أن يحاول فرض أجندته الخاصة عليهم.   2- التضامن في وقت الازمات. وجه المجتمعون رسالة فخر وتقدير لذكرى عشرين من شهداء الصحافة في المنطقة الذين قتلوا اثناء تأديتهم واجبهم المهني، بحسب ما ذكره تقرير الاتحاد الدولي للصحفيين، اثناء سنة 2008. وقد جدد المجتمعون تضامنهم مع كل الصحفيين الذين وقعوا ضحية للعنف، وادانوا كل عمليات القتل والترهيب الموجهة للصحفيين الفلسطينيين من قبل جيش الاحتلال الاسرائيلي. كما ولاحظ الاجتماع نتائج وخلاصات الزيارة التضامنية المشتركة التي قام بها الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب إلى غزة.حيث قامت البعثة بادانة انتهاكات القانون الدولي من قبل اسرائيل اثناء اجتياحها لقطاع غزة، والهجمات العسكرية على الإعلام في غزة، وفرض الحصار الإعلامي على القطاع من خلال منعها دخول الصحفيين إلى غزة اثناء الاجتياح. واكد المجتمعون ضرورة ان يتخذ الاتحاد الدولي موقفا واضحا من الجرائم الاسرائيلية ضد الانسانية والصحفيين من خلال مقاضاة اسرائيل في الهيئات والمؤسسات الدولية وتعرية جرائمها في مختلف المحافل واعادة النظر في تعامل الاتحاد الدولي للصحفيين مع اسرائيل ونقابتيها على اساس التزامها بحقوق الانسان والحريات الاعلامية والمواثيق الدولية. كما ويطالب المجتمعون جميع الاطراف الفلسطينية باحترام حرية العمل الصحفي وحرية الرأي والتعبير وحرية العمل النقابي في فلسطين، ويؤكدون ضرورة فتح جميع المؤسسات الإعلامية المغلقة واطلاق الصحفيين المعتقلين والموقوفين ووقف ملاحقتهم. وقد ناشد المجتمعون الاتحاد الدولي للصحفيين بان يقوم بزيادة جهودهم لمساند الصحفيين الذين يقعون ضحايا للعنف وعائلاتهم، كما ودعوا إلى بذل المزيد من الجهود لتحسين ظروف السلامة المهنية للصحفيين بما في ذلك التدريب على السلامة المهنية وتوفير معدات السلامة. كما اتفق المجتمعون على تنظيم مساعدة عاجلة وعملية للصحفيين العاملين في ظل الحروب والنزاعات وخاصة في العراق، وفلسطين، والصومال حيث تقوم الحرب والتوترات الاجتماعية تعمل على عرقلة تطور الاعلام الحر والصحافة المستقلة. كما ولاحظ المجتمعون وعبروا عن عدم رضاهم من تدهور وضع الصحافة في ايران حيث تم اغلاق مقر جمعية الصحفيين الايرانيين واعتقال العشرات من الصحفيين، واضطرار عدد آخر إلى مغادرة البلد. كما وعبر المجتمعون عن تضامنهم الكامل مع زملائهم الايرانيين ويدعون السلطات الايرانية الى رفع الحظر الذي ضربته على نقابة الصحفيين الايرانيين واطلاق سراح كافة الصحفيين المعتقلين ووقف كل المضايقات ضدهم. ولاحظ المجتمعون ايضا وضع الصحافة في اليمن حيث عانت عدد من الصحف من الاغلاق وفي الوقت الذي نثمن فيه جهود النقابة من اجل اصدارها. وتمت ادانة سجن واختفاء اربعة صحفيين يمنيين في الفترة الاخيرة. وقد لاحظ المجتمعون تعرض الإعلام في عدد آخر من دول المنطقة على ضغوطات غير مقبولة من قبل السلطات او المحاكم القضائية. وقد جدد المجتمعون دعمهم لحملة الاتحاد الدولي للصحفيين العالمية ضد افلات قتلة الصحفيين من العقاب، وعمل هذه الحملة من اجل تحسين ظروف السلامة المهنية في المنطقة. وقد لاحظ المجتمعون باسف عدم انعقاد المؤتمر العام لنقابة الصحفيين الفلسطينيين الذي تم الاعلان عن نية عقده، اثناء لقاء الدار البيضاء، في نهاية عام 2008. بالإضافة إلى ملاحظة الأزمة داخل النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، حيث قدم ممثلوا النقابة تقريرا عن حصول انقلاب داخلي مدعوم من قبل الحكومة. وقد عبر المجتمعون عن دعمهم لوحدة النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين وحثوا على عقد مؤتمر استثنائي موحد لهذه النقابة في اقرب الآجال. كما وطالب المشاركون في الاجتماع الحكومة التونسية باحترام تعهداتها الدولية وقف الاعتداء على الصحفيين وممثليهم. وقد اعلن مجموعة من النقابات الاعضاء عن نيتها بارسال وفود إلى فلسطين وتونس تهدف إلى تشجيع القيام بتوافقات عملية لايجاد حلول للأزمات الراهنة بما في ذلك تنظيم المؤتمرات العامة، ورحب المجتمعون بهذه المبادرات.   واستمع المشاركون إلى تقرير عن تأسيس نقابة الصحفيين في موريتانيا قدمه نائب رئيس النقابة وقد اعلن الاتحاد الدولي للصحفيين عن استعداده لدعم القدرات المهنية والنقابية للصحفيين الموريتانيين. 3- مبادرة الصحافة الاخلاقية وقد رحب المجتمعون بمبادرة الصحافة الأخلاقية والعمل الذي تم انجازه منذ اطلاق هذه المبادرة اقليميا في دبي سنة 2009. حيث تم تأسيس اربع لجان وطنية للصحافة الأخلاقية في السودان، والعراق، والبحرين، واليمن. بالإضافة إلى افتتاح مكتب اقليمي في نيسان/ابريل 2009 في البحرين حيث تم تأسيس اللجنة الاستشارية الاقليمية لمبادرة الصحافة الأخلاقية. وقد تم الاتفاق على عدد من التوصيات والتحركات من اجل تطوير مبادرة الصحافة الأخلاقية بما في ذلك: –  تأسيس جائزة اقليمية للصحافة الأخلاقية. – تطوير نماذج تدريب على الصحافة الاخلاقية. – تنظيم اجتماع اقليمي حول هياكل التنظيم الذاتي للمهنة. – تقوية الاتصالات والتواصل في عمل المبادرة بما في ذلك تأسيس موقع باللغة العربية لمبادرة الصحافة الاخلاقية. – بناء مصادر وقدرات اقليمية قادرة على تقديم تدريب في مجال الصحافة الاخلاقية معتمدة على ارفع المقاييس والمواصفات الدولية. 4- كسر القيود – حملة لحكومة منفتحة ولإصلاح قانوني تبنى المجتمعون اهداف الحملة والخطوات التي تم انجازها لغاية الان من اجل تحقيق هذه الاهداف بما في ذلك تقريري كسر القيود اللذان تم انجازهما لغاية الآن. واتفقوا ان هناك للقيام بمراجعة اضافية للحملة. وتم تبني مقترحات اضافية لتقوية هذه الحملة بما في ذلك: –  تقديم التقرير إلى مجلس حقوق الانسان التابع لمنظمة الامم المتحدة. – ضمان ان يشارك ممثلي نقابات الصحفيين في المؤتمرات الدولية حول حقوق الانسان مثل مؤتمر « تبادل حرية التعبير ». – تطوير وتحديث موقع الاتحاد الدولي للصحفيين ليكون اكثر تفاعلية وليفتح المجال لإظهار عمل اتحادات الصحفيين في مجال حرية الصحافة. – العمل على تنظيم تحركات عاجلة وانتاج تقارير دورية وتحديثات حول حرية الصحافة إلى جانب التقرير السنوي. – تطوير آليات الاتصال لزيادة سرعة الردود والتفاعل من قبل النقابات بما يتعلق بحالات فردية او حملات تعمل النقابات على تنفيذها. – مواصلة تطوير برامج التدريب الوطنية والإقليمية مع النقابات الأعضاء. – الطلب من اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للصحفيين مراجعة سياسة الشراكة الخاصة بها مع المنظمات غير الحكومية. وقام المجتمعون بمطالبة كل الحكومات باطلاق سراح الصحفيين المسجونين حالا ودون تأخير. 5-  حرية النقابات والحقوق الاجتماعية. قام المجتمعون بدعم برنامج الاتحاد الدولي للصحفيين لدعم بناء القدرات النقابية ورحبوا بالدراسة الاقليمية حول وضع النقابات. كما ورحبوا بدعوة اتحاد النقابات العمالية العالمية للتعاون مع حملته حول الحقوق النقابية بالإضافة الي الاستفادة من المكتبة الاكترونية والمرصد الاقليمي لانتهاكات الحقوق النقابية والاعتداء على النقابات والنقابيين. وقام المجتمعون بتبني التوصيات التالية: –  تنظيم ورشة عمل نقابية في الأشهر القادمة لتطوير الاستراتيجيات الوطنية والاقليمية المتعلقة ببناء القدرات النقابية تتضمن: اعداد مواد نقابية تقوية بنى النقابات، وشرعية التمثيل النقابي داخل اماكن العمل. تعزيز الديمقراطية الداخلية للنقابات التمويل والاستقلال الذاتي – تطوير مواد ومصادر بشرية عربية بالتعاون مع الاتحاد العالمي للنقابات العمالية والمراكز النقابية الاقليمية.                                كما واتفق المجتمعون على ان يقوم الاتحاد الدولي للصحفيين بتطبيق معايير اكثر صرامة في قبول الاعضاء الجدد لعضوية الاتحاد الدولي للصحفيين لضمان امتثالهم لمقاييس الاتحاد الدولي للصحفيين. التنظيم المستقبلي للمجموعة واتفق المجتمعون، دون اعتراض، على  تأسيس مجموعة عربية داخل الاتحاد الدولي للصحفيين. وطالب المجتمعون الاتحاد الدولي للصحفيين بضرورة احترام الاتفاقيات الموقعة مع اتحاد الصحفيين العرب خصوصا فيما يتعلق بالحفاظ على وحدة النقابات العربية والتنسيق والتعاون بين الجانبين وتأكيد تطبيق ما جاء في اتفاقات الرباط وروما وبروكسل، مع الدعوة الى استمرار الحوار في اطار الاحترام المتبادل بين الاتحادين. على ان لا يكون ذلك مدخلا لاي طرف (الاتحاد الدولي للصحفيين او اتحاد الصحفيين العرب) بالتدخل في شؤون كل نقابة وطنية في علاقاتها الدولية والاقليمية والعربية. وقام عبر الوفد الصومالي عن معارضته لهذا الجزء من التوصيات    واخيرا، تقدم  المجتمعون بجزيل الشكر والتقدير لنقابة الصحفيين الاردنيين ومنظمة فريدريك ايبرت على دعمهم وضيافتهم  لهذا الاجتماع.
(المصدر: موقع زياد الهاني الإلكتروني ( تونس ) بتاريخ 12 أكتوبر 2009)
 

حتى تكتمل الصورة

الأخ العزيز خالد الطراولي  
لقد اطلعت على مقالكم المعنون  »  بعد قراءة كتاب « حاكمة قرطاج »… موقفك من ثلاث…  » الصادر بموقع الحوارنت بتاريخ 06 . 10 . 2009 والذي أبديتم فيه فيضا من مشاعر الحزن والدهشة والإندهاش  لما ورد في الكتاب من أسرار مثيرة وخطيرة تتعلّق بزوجة الرئيس التونسي بن علي وإن كان المشهد أحيانا عصيّا على الوصف وقد لا تكفي  مشاعر الحزن والأسى  التي تهيمن على القلب والعينين للتعبير عن تلك المشاعر، إلا أنّ ذلك لا يمنعنا من التوجه لكم بأسمى عبارات الشكر لكلّ كلمة وكل جهد بل لكلّ حرف وكلّ معنى حافز تبذلونه بإخلاص ليصل إلى كلّ قلب وكلّ ضمير حيّ في البلاد وحتى تكتمل الصورة نستسمحكم التوقف قليلا عند أهم الأحداث الواردة بالكتاب بشيء من التفصيل حتى يتمكّن زوار الموقع ومتصفحيه داخل البلاد وخارجها من معرفة أهم ّ الحقائق المثيرة الواردة بالكتاب  وفي انتظار ردّكم ونحن لا نشك في استجابتكم السريعة لمطلبنا نتمنى لكم مزيدا من التألّق والإبداع   نورالدين الخميري ـ ألمانيا   12 . 10 . 2009  

فرنسا تتراجع عن طرد طبـّاخ تونسي المهاجر منح اقامة بثلاثة اشهر قابلة للتجديد ولكنه ممنوع من العمل

 


الأسبوعي- القسم القضائي … وأخيرا رضخت السلطات الفرنسية للضغوطات التي مارستها هيئات وجمعيات حقوقية ووسائل الإعلام وأطلقت سراح المهاجر التونسي خذر حدّاد (41 سنة) بعد فترة من اعتقاله بمركز الإيقاف التحفّظي بليون استعدادا لترحيله نحو تونس لعدم حصوله على وثائق الإقامة. وقالت صحف فرنسية أن السلطات المعنية أطلقت سراح المهاجر التونسي ومنحته شهادة إقامة وقتية مدة صلوحيتها ثلاثة أشهر على أن يتقدّم خلال هذه المدة بطلب للحصول على إقامة دائمة ولكن ليس بإمكان خذر العمل وهنا قال الناطق الرسمي باسم جمعية «الحق أولا» التي كان لها الفضل في انقاذ المهاجر التونسي من الترحيل نحو وطنه في اجتماع حضره نحو 100 شخص احتفالا باسترجاع خذر حريّته «هذا الإجراء يمكّن خذر من حرية التنقل بالتراب الفرنسي ولكن لا يمكّنه من العمل خلال هذه الفترة». وكان أعوان الأمن أوقفوا المهاجر التونسي الذي كان يعمل طباخا بسانت سوفير دي مونتافو ألقوا القبض على خذر يوم 21 أوت الفارط واقتادوه إلى معتقل بليون استعدادا لترحيله نحو تونس ولكن عدّة منظمات وجمعيات حقوقية تعني بحقوق المهاجرين نظّمت اجتماعات واعتصامات للتنديد بعملية الإيقاف والمطالبة بإطلاق سراح المهاجر التونسي وهو ما كان فعلا بعد أسابيع من الاحتفاظ به واستعاد خذر حريّتة في انتظار أن يستعيد عمله. المكشر (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 12 أكتوبر  2009)  

 زوجته تآمرت عليه مع صديقها: طبيب تونسي يتعرّض للتحيّل ولاختطاف إبنته، والـF.B.I على الخط

 


تونس ـ (الشروق): تعرّض طبيب تونسي ومدرّس بكليات الطب بتونس وسوسة والمنستير الى عملية تحيّل تواطأت فيها زوجته مع شخص أمريكي الجنسية، وانتهت العملية باختطاف ابنته مريم وإخفائها في الولايات المتحدة الامريكية، مما جعل مكتب التحقيقات الفيدرالي الـ FBI يدخل على الخط. تعرّف المتضرر وهو طبيب بالمستشفيات العمومية ويدرّس بكليات الطب بتونس وسوسة والمنستير على فتاة تدرس بكلية الحقوق، فتوطدت العلاقة بينهما واتفقا على الزواج. تزوّجا وأقاما بتونس العاصمة، وأنجبا بنتا سمياها مريم توافقا مع اسم والدة الأب. قرر الزوج أن يُدخل زوجته الى ميدان الاعمال وفعلا ساعدها لتعمل في المجال العقاري، فيما كان هو مهتمّا بأبحاثه العلمية وعلاج مرضاه، وكانت البنيّة تكبر، حتى بلغت سن الدراسة، وقد تميزت، حسب بطاقات أعدادها، في كل المواد، إلا أن الخلافات تسربت الى هذه العائلة، بعد أن اختارت الزوجة الانفصال عن زوجها والتعرّف على شخص آخر تونسي ولكنه متحصل على الجنسية الامريكية، وفعلا فلقد صدرت ضدها أحكام في قضايا أخلاقية قبل أن تصل العلاقة بين الزوجين الى نهايتها فانفصلا بالطلاق واختار كل منهما طريقا لحياته. الحكاية لم تنته عند هذا الحد، إذ تزوجت المطلقة من غريم طليقها، وهو تونسي حاصل على الجنسية الامريكية وينشط في مجال الاعمال والمال، إلا أن الزوجين الجديدين سرعان ما تورطا في أعمال تحيّل، حيث تحيّلت الزوجة على طليقها ونهبته مبلغا تجاوز 300 ألف دينار، بعد أن باعت جزءا من ممتلكاته، فيما تحيّل الزوج الجديد على والديه وعلى أشخاص آخرين ونهب منهم ما يفوق الخمس مائة ألف دينار، وتورّطا بذلك أمام القضاء الذي أصدر ضدهما أحكاما بلغت 27 سنة سجنا في سلسلة من القضايا. أثناء ذلك، وبينما كان الأب مرفوقا بابنته لقضاء عطلة الصيف في أوت من سنة 2008 بالوطن القبلي، تمكنت طليقته من الوصول اليها، وتعمّدت اختطافها، على حد قول الأب، ثم سافرت وزوجها الجديد بها الى تركيا، ومن اسطنبول الى الولايات المتحدة الامريكية حيث أقاموا هناك. بحث الأب عن ابنته في كل مكان، وواصل القيام بكافة الاجراءات القانونية والقضائية الى أن تحصل على حكم بحضانة البنت ثم حكم ضد طليقته من أجل الفرار بمحضون، وصدرت أحكام بالسجن ضدها في قضايا مختلفة بما فيها قضايا متعلقة بالتحيّل. واصل الأب بحثه عن بنيّته مريم الى أن بلغته معلومة عن وجودها في الولايات المتحدة الامريكية، فاتصل بكافة الجهات المعنية، كما اتصل بمكتب التحقيقات الفيديرالي، الـ FBI، وطلب مساعدته على إيجاد ابنته في الولايات المتحدة. وفعلا أجابوه بعد فترة بوجودها رفقة الأم وزوجها في ولاية لوس أنجلس فأبلغهم بأن ابنته مختطفة وطلب مساعدته على إرجاعها الى تونس، ولاتزال الابحاث متواصلة. مكتب التحقيقات الفيدرالي لا يمكنه حسب والد الطفلة تسليمها اليه نظرا لوجود إشكال متعلق بالتنفيذ، إذ أن لكل ولاية في الولايات المتحدة نظامها الخاص، هذا فضلا عن أنه لا وجود لطلب من الانتربول بتسليم الطفلة، الأب تمكن عبر الـ FBI من الحصول على رقم هاتف طليقته في لوس أنجلس فطلبت منه أن ينسى البنت، وأبلغته بأنها بصدد تغيير لقبها العائلي ليكون باسم الزوج الجديد، قبل أن تقفل الخط الهاتفي. بالنسبة الى والد الطفلة، وجد نفسه أمام شعور قاس وقاتل، كيف يدخل شخص غريب على عائلته، ليشتتها ويدمّرها ثم يفتك زوجته وابنته، ثم يعطيها لقبه غصبا عنه. الأب يطلب التدخل لفائدته ومساعدته على إرجاع ابنته مريم البالغة الآن من العمر ثماني سنوات، والتي انفصلت عن دراستها دون رغبة منها، رغم تميّزها في كل المواد. وأضاف محدثنا، الذي اضطر، في أكثر من لحظة الى البكاء، قائلا لقد اشتقت لابنتي، التي ودّعتني دون أن تعلم بكلمات خطّتها بأصابعها الصغيرة «بابا حبيبي» و«رضاك يا بابا شكرا على ما فعلته من أجلي…». ضياع الطفلة مريم أثّـر كثيرا على والدها، الذي لم يبق له، كما يقول، إلا الجهات المعنية لمساعدته من أجل استرجاع ابنته وإعادة «الحياة» اليه، وختم لقائي به بالقول: «لقد اشتقت كثيرا لابنتي». منجي الخضراوي  
(المصدر: جريدة « الشروق  » (يومية – تونس) الصادرة يوم 11 أكتوبر 2009)  

ممثل مشهور يفـوزبــ 186 ألف دينار

 


علمنا من مصادر وثيقة ومتأكدة بأن ممثل مشهور بأدواره التلفزية البطولية قد فاز في المسابقة الأخيرة للبرومسبور بمبلغ مائة وستة وثمانين ألف دينار (186) وحتى لا يظهر هذا النجم التلفزي وصاحب إحدى الشركات المسرحية في الصورة عمد إلى منح توكيل إلى أحد أقربائه لتسلم الشيك من إدارة البرومسبور. وحسب مصدرنا فإن هذا الممثل النجم معروف بولعه وغرامه باللعب البرومسبور وهو محظوظ في هذه اللعبة على عكس اللعبة المسرحية التي ما تزال مواهبه محدودة فيها بعكس أدواره التلفزية… بقي السؤال الذي يفرض نفسه والذي يطرح بإلحاح عن هذا الخبر شبه الرياضي هو لماذا يتعامل صديقنا الممثل بسياسة الكتمان مع هوايته الخفية؟ (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 12 أكتوبر  2009)  

سيف الاسلام القذافي على ابواب قمة هرم السلطة في ليبيا

طرابلس- أ ف ب- عفاف القبلاوي رشحت القيادات الاجتماعية الشعبية سيف الاسلام القذافي ليصبح « منسقا عاما » لها، وهو منصب يتمتع بصلاحيات الاشراف على البرلمان والحكومة، بعدما طالب والده الزعيم الليبي معمر القذافي بايجاد منصب رسمي له. وجاء ترشيح سيف الاسلام لهذا الموقع الذي يعادل منصب رئيس للدولة في اجتماعات عقدتها القيادات الشعبية الاجتماعية في جميع انحاء ليبيا للوصول الى صيغة تمكنهمن الوصول الى رأس مؤسسات الدولة. وشهد عدد من المدن الليبية اجتماعات لهذه القيادات بينما تواصل اخرى مناقشاتها. واقترحت هذه القيادات التي تتكون من وجهاء القبائل والمناطق الذين يعدون نظريا اصحاب أعلى سلطة تنفيذية في ليبيا تسمية سيف الاسلام « منسقا عاما » لها . وعزت مطالبة القذافي بتولي نجله منصبا رسميا الى « استيائه من الفساد الذي تفشى في اجهزة الدولة وتخاذل القيادات الاجتماعية في الامساك بزمام المبادرة وعدم القيام بواجبها ». ويفترض ان يصادق مؤتمر الشعب العام (البرلمان) على تعيين سيف الاسلام في هذا المنصب. وكان معمر القذافي طالب بايجاد منصب رسمي لنجله سيف الاسلام حتى يتمكن من تنفيد برنامجة الاصلاحي الذي يدافع عنه منذ 2007. لكن خططه التي تتضمن تمرير مشروع دستور واطلاق خطة تنموية اقتصادية بقيمة سبعين مليار دولار وتحرير الصحافة من سيطرة الدولة وقيام مؤسسات مجتمع مدني قوي، تصطدم بمعارضة الحرس القديم مما حمله على اعلان انسحابه من الحياة السياسية في آب/اغسطس 2008. ورأى المهتمون بالشأن الليبي في قرار القيادات الشعبية الاجتماعية خطوة تمهد له لخلافة والده بعد ان اصبح الشخصية الاكثر تميزا في الحياة الليبية العامة. لكن ابراهيم ابو خزام عضو حركة اللجان الثورية وهي معقل للحرس القديم الذي ينظر بعين من الريبة الى الاصلاحات التي ينوي سيف الاسلام القيام بها، استبعد ان يكون حصوله على منصب رسمي خطوة على طريق خلافة والده. وقال هذا الاستاذ الجامعي ان « القيادة لا تورث. القائد ليس لديه وظيفة محددة ورسمية فهو يؤدي دوره ويختفي ». ولا يشغل سيف الاسلام القذافي (37 عاما) اي منصب رسمي لكنه قام باكثر من وساطة بين ليبيا والغرب ابرزها دوره في قضية الفريق الطبي البلغاري الذي اتهم بنقل فيروس الايدز لاطفال ليبيين. كما تدخل مرارا في مفاوضات دولية عبر مؤسسة القذافي الخيرية التي يترأسها. من جهته، يرفض العقيد معمر القذافي صفة الرئيس ويؤكد انه لا يحكم بل يقود الثورة في ليبيا. وسن الزعيم الليبي نظام « الديموقراطية المباشرة » وفق نظريته التي تمكن الشعب من الحكم بالاعتماد على المؤتمرات واللجان الشعبية التي تقوم بتعيين تشكيلة الحكومة. وبالرغم من موقف اللجان الشعبية من اصلاحات سيف الاسلام، قلل ابو خزام من امكانية حصول مواجهة بينها وبين نجل الزعيم الليبي في حال توليه منصبا. وقال « لا اعتقد انه سيصطدم بحركة اللجن الثورية لكنه محتاج الى حوار معها لتطوير الحركة ويستطيع ذلك ». واضاف ان اللجان « مستعدة للحوار ومن مصلحته ومصلحتها ان يتم الحوار لان الحركة ما زالت ضرورة في هذا المجتمع ». وقال دبلوماسي غربي رفض الكشف عن اسمه ان صعود سيف الاسلام الى قمة هرم الدولة « خطوة متوقعة لكن طريقة اتخاذها هي التي كانت مفاجئة ». واكد انه ينظر اليها « بتفاؤل من الناحية الاقتصادية لانها ستعطي استقرارا للشركات الاجنبية الموجودة في ليبيا والراغبة في الاستثمار مما يسهل العملية الاقتصادية فيها ». من جهته، رأى شكري غانم، رئيس الوزراء السابق والمقرب من سيف الاسلام ان « تنصيب سيف سيكون لة ثأتير كبير على الاقتصاد في البلاد لانه يؤيد دعم الجهد الفردي وان تكون الدولة الحكم والمنظمة وتبتعد عن دور الدولة الراعية ». واضاف ان « البلاد في الاساس تحتاج الى ترتيب البيت الداخلي ليشكل قاعدة قوية للنمو الاقتصادي والاستفادة من امكانياتها الطبيعة مثل النفط ». واعترف غانم بان « العملية لن تكون بسيطة ومفروشة بالورود » متوقعا « مواجهة » بين سيف الاسلام « واصحاب المصالح والراغبين في السلطة ». من جهته، قال فايز سويري، رئيس تحرير صحيفة ليبيا اليوم الالكترونية ان « الوضع الراهن في ليبيا هو عبارة عن حكومة بدون صلاحيات ». واضاف « للخروج السلس من هذه الازمة دون المساس باستقرار البلد لا بأس بان يكون لسيف الاسلام منصبا تنفيذيا يخرج به البلاد من أزمتها الراهنة ». اما صلاح الشلوي القيادي السابق في الاخوان المسلمين، فقال في مقال لصحيفة المنارة الالكترونية ان الليبيين سيجدون انفسهم « امام ظاهرة جديدة غير مسبوقة تتمثل في وجود قيادتين من الضروري ان يتعايشا معا من خلال معادلة واضحة للتوازن السياسي بما يكفل فعلا للقيادة الجديدة دورا وظيفيا مبررا ويمكنها من القيام بالمهام التي تراد لها ». (المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب بتاريخ 12 أكتوبر 2009)  

رجل يعتقد انه ليبي يفجر نفسه أمام معسكر للجيش الايطالي بميلانو

 


روما- فجر رجل يعتقد أنه ليبي الجنسية قنبلة صباح الاثنين أمام مقر معسكر للجيش الايطالي بميلانو، ما أدى إلى إصابته مع جندي ايطالي بجروح. ونقلت وكالة أنباء (اكي) الايطالية عن مصادر في الفرقة المدفعية الأولى قولها أن الجريح الأول رجل أجنبي في الخامسة والثلاثين من العمر ربما كان ليبيا، وصل أمام بوابة المعسكر وهو يحمل مغلفا يحتوي على قنبلة صغيرة، أما الثاني فهو عسكري من أفراد الحراسة. وأضافت أن الأول في حالة خطيرة جدا، وأن رجال الإسعاف حملوه إلى مستشفى قريب بعد إجراء الإسعافات الأولية، أما العسكري فقد أصيب بشظية وجروح بسيطة في الوجه، ورفض الإخلاء وهو في حالة جيدة ويدلي بمعلوماته للمحققين. وقالت المصادر أن منفذ العملية اقترب من بوابة المعسكر وفجر القنبلة التي كان يحملها بعدما صرخ: أرحلوا عن أفغانستان. ويشار إلى أن ايطاليا تنشر 3250 جنديا في أفغانستان. وذكرت (اكي) أن موقع الحادث يعج برجال الشرطة والدوريات العسكرية، مشيرة إلى أن المعسكر كان في طور الإخلاء، وأن المكان ربما كان سيستضيف مسجدا. وفي غضون ذلك أدان رئيس المعهد الإسلامي في ميلانو عبد الحميد الشعري الهجوم. وقال الشعري، الليبي الأصل، لوكالة (اكي) أنه ينبغي إدانة العنف دائما، مؤكدا أن الجالية المسلمة في ميلانو لا تمتلك أي شعور بالعدائية حيال التواجد العسكري الايطالي في أفغانستان، لكنه لم يستبعد أن يكون الحادث مرتبطا بسلوك شخص مجنون. أما بشأن جنسية منفذ الهجوم (كونه أحد مواطنيه)، فقد أعرب الشعري عن دهشته، مبينا عددنا قليل جدا هنا في ميلانو، فنحن لا نتعدى المائتين. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 12 اكتوبر  2009)  


اجتماع الرباط وعلامات الساعة

صلاح الجورشي    مرة أخرى تتعرض علاقة الحكومات العربية بالمجتمع المدني إلى اختبار مدى قدرتهما على إدارة حوار يفضي إلى نوع من الوفاق. حدث ذلك بمدينة الرباط المغربية، بمناسبة انعقاد الورشة الإقليمية لما يسمى بمنطقة الشرق الأوسط الموسعة وشمال إفريقيا حول «الديمقراطية والحكامة المحلية»، وذلك في إطار الإعداد لورش منتدى المستقبل لسنة 2009 الذي سينعقد من جديد بالمغرب يومي 4 و5 نوفمبر القادم، والذي سيجمع وزراء الخارجية لمجموعة الدول الثماني إلى جانب نظرائهم بالعالم العربي. وقد نظمت الورشة بالتعاون بين (المنظمة المغربية لحقوق الإنسان) والجمعية الإيطالية (لا سلام بدون عدالة). وكان الهدف من الورشة حسب ما ورد في نص الدعوة «التداول في قضايا وتحديات الديمقراطية والحقوق الإنسانية»، إلى جانب «تقييم مستوى التمتع بالحقوق الإنسانية ذات الصلة بحرية التعبير والتجمع والمشاركة في إدارة الشأن العام» وتبادل الرأي في «قضايا المصالحات والسلم المدني»، وأخيراً «التداول حول شراكة متكافئة بين فاعلين حكوميين وغير حكوميين لإقرار مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان». ولتعميق الحوار حول هذه المحاور تمت دعوة مندوبات ومندوبين حكوميين من المنطقة العربية ومجموعة الدول الثماني وشركاء آخرين، إلى جانب ممثلي المجتمع المدني و «المؤسسات العالمية والجهوية وفاعلين في مجال الديمقراطية». وقد انطلقت الورشة منذ البداية في أجواء اعتبرت إيجابية، حيث عبر الحكوميون وغير الحكوميين عن أملهم في أن يسهم الحوار بينهما في تحقيق شراكة. ودعوت أنا شخصيا إلى ضرورة إنهاء حالة الاشتباك والشك المتبادل بين الحكومات ومنظمات المجتمع المدني، والتحول بسرعة إلى مستوى التعاون والشراكة، خاصة أن هذه المنظمات قد أدركت في السنوات الأخيرة أنها ليست بديلا عن المعارضات، وأن دورها مختلف بالتأكيد عن دور الأحزاب. وعندما تم الانتقال من مستوى التعبير عن النوايا إلى مستوى مناقشة القضايا والحالات، أخذت الهواجس والشكوك تخيم على أجواء الورشة، التي لم تحضرها وسائل الإعلام المحلية أو العربية والأجنبية حفاظا على الأجواء الداخلية للورشة. وبدأ تململ ممثلي الحكومات من سفراء ومسؤولين سامين بوزارات الخارجية، عندما قدمت ورقة تحت عنوان «الديمقراطية واحترام الحقوق الإنسانية ذات الصلة في شمال إفريقيا والشرق الأوسط الموسع». وهي محاولة لرصد حالة الحريات في المنطقة، ورغم أن صاحب الورقة كان حذرا في استعراض الأمثلة، معتمدا على تقارير بعض المنظمات الدولية، فإن الردود جاءت نافية لحصول التجاوزات المذكورة في التقرير، أو متهمة صاحبه بالاختزال والانتقائية. ورفض أحد السفراء تحويل منتدى المستقبل إلى مرصد لقياس عملية الإصلاح في المنطقة, كما أن هناك نزعة ملحوظة من قبل الحكومات العربية نحو رفض تقييدها بأجندة زمنية تلتزم فيها بتنفيذ خطوات محددة لدعم الحريات وتوسيع الممارسة الديمقراطية, فهي تقبل فقط بإصدار إعلانات أو بيانات عامة تؤكد من خلالها على إيمانها بالإصلاح والتحديث, كما فعلت في أعقاب قمة تونس. بعد ذلك انفجر ممثلو الحكومات عندما تم الشروع في استعراض التوصيات التي أسفرت عنها لجان العمل, وبدون ترتيب مسبق، كانت ضربة البداية مع لجنة نزاهة الانتخابات، التي أكدت على ضرورة المراقبة الدولية، وعدم إضفاء الشرعية على أي انتخابات لا تحترم القواعد الديمقراطية، وتقييد ترشح الرؤساء بدورتين فقط. عند هذا الحد، لم يعد بإمكان المشاركين من الرسميين أن يستمعوا لتوصيات بقية اللجان، وهي لجنة الحق في تأسيس الجمعيات والتظاهر، ولجنة المصالحة والسلم، ولجنة حرية الرأي والتعبير. واعتبروا ما استمعوا له «مزايدة»، وقال أحدهم: لم نأت هنا للقيام بدور «شهود زور»، وكاد الاجتماع أن ينفجر، لولا تدخل الكاتب العام لوزارة الخارجية المغربية، الذي اقترح حلا وسطا، سرعان ما أيده بعض ممثلي منظمات المجتمع المدني، من بينهم د.سعدالدين إبراهيم الذي قال مازحاً «من علامات الساعة أن أتفق مع سفير بلادي مصر على رأي واحد». الحوار بين منظمات المجتمع المدني والحكومات خيار استراتيجي لا فكاك منه، إذ كلاهما في حاجة إلى الآخر، ذاك هو مسار التاريخ المعاصر. لكن يبدو أنه -خلافا لما تحقق في كثير من بلدان كثيرة- فإن بناء الثقة بين الطرفين في العالم العربي سيحتاج إلى وقت أطول في انتظار استكمال بناء الدولة الديمقراطية.    ( المصدر : جريدة العرب ( يومية – قطر) بتاريخ 12 أكتوبر 2009 )

نهاية عباس

عبد الحليم قنديل   لو كان لدى الرئيس الفلسطيني محمود عباس بقية من حياء إنساني، ولا نقول شعورا وطنيا، لكان قد أعلن استقالته على الفور، وإثر انكشاف تورطه المزري في قبول طلب تأجيل نظر تقرير القاضي غولدستون في المجلس الدولي لحقوق الإنسان. ونعرف أن عباس لن يستقيل، فأمره ليس في يده، ولا يستطيع أن يستقيل بغير أمر مباشر من الأمريكيين والإسرائيليين، وهم يريدونه أن يبقى، فلا أحد من قادة الشعب الفلسطيني يملك أن يخدمهم بأكثر مما يفعل عباس، وقد سيطروا عليه تماما بلغة السياسة وبلغة المخابرات، فقوات عباس في الضفة الغربية تحت إمرة الجنرال الأمريكي دايتون، وأعوان عباس الكبار ‘جماعة إسرائيلية’ بالمعنى الحرفي، وقد فضحت الصحافة الإسرائيلية عباس، وجردته تماما من كل معنى فلسطيني، والأخطر ما جرى من إذلال علني لعباس نفسه، والتهديد بإذاعة شريط فيديو لعباس مع الجنرال باراك وزير الدفاع الإسرائيلي، وفيه يطلب عباس ـ بإلحاح ـ أن تواصل إسرائيل الحرب على غزة، وحتى إفنائها بالكامل، وإسقاط سلطة حماس، وشريط فيديو آخر لاحد رجال عباس، وهو يطلب من معاون لباراك اقتحام مخيمات غزة، وقتل جميع سكانها لأنهم انتخبوا حماس، ولم يجرؤ عباس ـ بالطبع ـ أن يتحدى الإسرائيليين، ولا أن يطالبهم بالكشف عن أشرطة الفيديو المشار إليها في صحيفة ‘معاريف’، فهو يعلم ـ على ما يبدو ـ أنها الحقيقة، وإن لم يتوقع أن يصور الإسرائيليون جريمته، والواقعة أبشع من محضر الاجتماع الذي كشف عنه فاروق القدومي قبيل مؤتمر فتح الأخير، والذي يوحي بتورط عباس في حث الإسرائيليين ـ زمن حكومة شارون ـ على ارتكاب جريمة اغتيال الرئيس عرفات بالسم البطيء . وقد وصلت الفضيحة إلى غايتها بتنصل كل الأطراف من فعلة عباس، عمرو موسى ـ أمين الجامعة العربية ـ استنكر بشدة تورط سلطة عباس، وحتى الحكومة المصرية ـ حليفة عباس الأولى ـ تبرأت من تصرفه، وإحسان أوغلو ـ أمين منظمة المؤتمر الإسلامي ـ ألقى باللوم على سلطة عباس، والتي أضاعت فرصة سانحة لإدانة إسرائيل دوليا، والتمهيد لمحاكمة قادتها بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية رصدها تقرير القاضي غولدستون، وقد كان ذلك ممكنا بسهولة في خرائط تصويت المجلس الدولي لحقوق الإنسان بجنيف، وكان ممكنا أن نضغط بقرار دولي على مجلس الأمن، وهو ما لا يمكن الحصول عليه بتطوع ليبيا بطلب عرض تقرير غولدستون على مجلس الأمن مباشرة، وحيث الفيتو ـ الأمريكي والبريطاني والفرنسي ـ جاهز لوأد أية إجراءات، وهو ما يكشف عبث المناورة التي أقدم عليها عباس، وتظاهره بالذهاب إلى مجلس الأمن سترا لفضيحته، فقد ضاعت الفرصة الذهبية بخضوع عباس للأمر الإسرائيلي المباشر، وهو ما كان موضع استنكار واحتقار حتى من ريتشارد فولك المقرر الدولي الخاص لحقوق الإنسان الفلسطيني، والرجل ـ بالمناسبة ـ أمريكي ويهودي، ورأى أن عباس قايض على حقوق ومصالح وعذاب الشعب الفلسطيني، ومقابل مصلحة شخصية. ونتصور أنه لم تعد من قيمة ـ بعد ما جرى ـ لاتفاق المصالحة الذي أعدته القاهرة، ولا للتوقيع عليه من عباس وحماس إن جرى، فلم نعد ـ بعد كل ما تكشف ـ بصدد انقسام وطني فلسطيني، بل بصدد طرف خان الشعب الفلسطيني وباع دمه، والمصالحة معه صارت في وضع الخيانة هي الأخرى، والتطورات على الأرض تجعل التفاهم مستحيلا، وحتى لو جرى توقيع ألف اتفاق، فأغلبية حماس في المجلس التشريعي طلبت عزل عباس ومحاكمته، وأهالي الضحايا والشهداء الفلسطينيين بدأوا في إجراءات محاكمة عباس دوليا كمجرم حرب شريك للإسرائيليين، ولم يعد لوجود عباس أي معنى فلسطيني، فقد انتهت ولايته إجرائيا وانتخابيا منذ أوائل العام 2009، ثم أن وجوده على رأس حركة ‘فتح’ يصمها بالعمالة للإسرائيليين، ويهدر شرعيتها التاريخية، فلم تعد من جماعة فلسطينية واحدة، لا في حماس ولا في الجهاد الإسلامي، ولا في الجبهة الشعبية ولا في الجبهة الديمقراطية ولا في المبادرة الوطنية، ولا في منظمات الداخل والخارج الفلسطيني، لم يعد هناك من جهة فلسطينية ذات شأن ـ كبر أم صغر ـ تخلفت عن إدانة عباس ووصفه بأقسى النعوت، لم يعد هناك من حركة حجبت رأيها سوى حركة فتح، والتي قدمت طوال تاريخها عشرات الألوف من الشهداء والأسرى، وانتهت قيادتها إلى بؤس مطلق، وسيطر عليها عباس وتآمر على تضحياتها الجليلة، وجعل من نفسه عبدا مطيعا لإرادة نتنياهو، ويستمتع الإسرائيليون بإذلاله، وإلى حد أن جورج ميتشل ـ مبعوث أوباما ـ طلب من الإسرائيليين تقديم أي شيء لحفظ ماء وجه عباس، وامتنعت الحكومة الإسرائيلية، فقد أصبح عباس أسيرا لرغباتها بلا ثمن، وأصبح وضع سلطته شبيها بوضع جمهورية سعد حداد المقبورة في الجنوب اللبناني، والتي حاربت مع قوات الجيش الإسرائيلي ضد المقاومة اللبنانية، وإلى أن خرجت قوات الجيش الإسرائيلي ذليلة مدحورة من الجنوب، وأخذت معها خلفاء ورجال سعد حداد كلاجئين إلى إسرائيل، وهو ذات المصير الذي ينتظر جمهورية عباس، والذي خرج عنه بعض معاونيه كنبيل عمرو القيادي بحركة فتح، واتهم عباس بمسؤوليته وحده عن الموافقة على طلب تأجيل نظر تقرير غولدستون، وسخر من حكاية ‘لجنة التحقيق’ التي أمر عباس بتشكيلها في تحايل عبثي مكشوف. وقد يصح أن نطالب الشرفاء في حركة فتح بأن يتحركوا، وأن يزيحوا وصمة عباس من تاريخ حركتهم، وأن يغسلوا العار الذي لحق باسمهم، أن يقيلوا عباس، أو أن يعلنوا براءتهم من أفعاله وجرائم أعوانه، فهذا وحده السبيل لإنقاذ ما تبقى من مستقبل لحركة الرصاصة الفلسطينية الأولى، وإلا حق فيهم حكم التاريخ، وانتهوا إلى اللعنة وسوء الخواتيم، فكيف يكون عباس ‘فتحاويا’ وبأي معنى؟، بينما دستور فتح ونظامها الأساسي ينص على الثورة الشعبية المسلحة، وعلى تحرير فلسطين من النهر إلى البحر، وعلى مقاومة وإسقاط أي اتفاق أو قرار دولي ينتقص من حق الفلسطينيين في كامل التراب الفلسطيني، بينما عباس ضد المقاومة بالسلاح، وضد أي انتفاضة أو تحرك جماهيري فعال لإزاحة الاحتلال، ويعتقل المقاومين بالمئات وبالآلاف، ويواصل اتصالاته بالإسرائيليين رغم اعتداءاتهم البشعة المتكررة على المسجد الأقصى، ونشر قطعان اليهود المتطرفين في باحة الأقصى، وشن الحرب على الفلسطينيين المقدسيين، وعلى الفلسطينيين من عرب 48، وعلى الحركة الإسلامية وعميدها الشيخ رائد صلاح، وعباس في شغل عن ذلك كله، فهو مأمور بطاعة الإسرائيليين فيما يريدون، وإذا كان ـ هذه المرة ـ قد أنقذ إسرائيل من تقرير إدانة دولي، فما الذي يمنع من توقع كوارث أكبر إذا بقي عباس، ومن نوع التفريط في القدس وحق عودة اللاحئين الفلسطينيين بالتأكيد، والموافقة الضمنية على توحش الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية، وعلى الحصار القاتل لأهل غزة، والتورط في حث الإسرائيليين على شن حرب جديدة تحرق اليابس بعد دمار الأخضر في غزة، فقد أصبح عباس في وضع بالغ التردي، وصارت طاعة إسرائيل عنده أوجب وأجل من طاعة الله. لقد انتهى عباس معنويا، وتحول إلى وزير في الحكومة الإسرائيلية وليس رئيسا لفلسطين. ‘ كاتب مصري (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 12 اكتوبر  2009)

حين يمشي العار عاريا 2/2

د. عزمي بشارة  
حين اتخذ القرار للتصرف في جنيف كما تصرفت سلطة أوسلو كان من أقدم عليه على علم أنه يدق المسمار الأخير في نعش التضامن الدولي بمعناه المألوف. لقد تعرض التضامن الدولي لإرباك الأسئلة التي أثارها اتفاق مثل أوسلو، في اتفاق مع المحتل قبل التوصل حل. فهل النضال مستمر لأن الاحتلال مستمر، أم أن المفاوضات تعني أن الأمر بات منوطا بـ »اتفاق الطرفين »؟ ثم أعادت الانتفاضة الثانية للتضامن بعض الحياة. ولكن الانشقاق الفلسطيني وسلوك سلطة أوسلو تجاه حرب غزة عاد يربكه. رغم هذا كله حشدت كافة المؤسسات والحركات الشعبية ونصف الشعبية المتضامنة بقضها وقضيضها وشراذمها ما تبقى من نَفَس لتجنيد التضامن مع الشعب الفلسطيني رغم الانشقاق في صفوفه، وكان تقرير غولدستون حصيلة التضامن الشعبي المدني الضاغط والتحركات الدولية. فمن سوف يتضامن بعد يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول المشؤوم في جنيف، وكيف سيتضامن، ولماذا؟ من اتخذ القرار تصرف كمن ليس بحاجة للتضامن بل كأنه جزء من النظام الدولي. والتضامن يحرجه أصلا. فمن يعتقد أنه في صف واحد مع البيت الأبيض، أو أنه من « خش البيت الأبيض » كما يخيل له لا يبغي تضامنا، والمتضامنون بالنسبة له أقرب للخصوم منهم للأصدقاء خاصة حين يتضامنون مع قطاع غزة مثلا. في حين يقف هو في جانب الحصار على القطاع لإفشال خصم سياسي فلسطيني له. لقد ودَّع هؤلاء حركة التحرر قبل التحرر. باي باي يا حركة التحرر. كانت هذه الأمور واضحة لمن يريد أن يرى، ولكن مسلك جنيف كان أبلغ تعبير عن هذا الفراق بين النخبة السياسية الفلسطينية ومنطق التحرر والتضامن بشكل يفرض نفسه حتى على من لا يريد أن يرى. الدولة الفلسطينية وحق العودة كنموذج: تضيع الصورة الشاملة ويضيع الجوهر في تفاصيل التحركات السياسية وتفاصيل التسوية التي تسيطر على الخبر. وهذا بالضبط ما يجب أن يتجاوزه الإعلام المسؤول الذي يتوخى الموضوعية، لا أن يساهم فيه. تتميز المرحلة الراهنة على الساحة الدولية بمجموعة تحركات سياسية في مرحلة أوباما تهدف إلى تحريك عملية السلام أكثر مما تهدف إلى السلام العادل ذاته. مع تحفظ أن مؤتمرا قد يعقد بعد أشهر ثلاثة، بحسب مسؤولين عرب، يعيد « أمجاد » كامب ديفد الثانية، ولكن بدون ياسر عرفات الذي يرفض التنازل عن القدس، ومع نتنياهو الذي نعتمد على وطنيته الإسرائيلية كي يرفض المقترحات إياها، التي رفضها عرفات. فهو يرفض حتى أقل منها. ولا تخرج الإدارة الأميركية الحالية في سلوكها عن القواعد التي أرستها الإدارات الأميركية السابقة بخصوص ما يسمى بـ »عملية السلام ». ورغم أن هذه الإدارة هي نتاج فشل سياسات المحافظين الجدد، بما في ذلك التنازل عن خطاب تصدير الديمقراطية والاعتراف بالفشل في العراق، إلا أن وضع الدول العربية السياسي لم يمكّنها من استغلال ضعف هذه الإدارة في السياسة الخارجية. وهي -أي الدول العربية- وخاصة أقطاب ما يسمى بمحور الاعتدال، غير راغبة أصلا بخوض صراع بشأن فلسطين، بل تكتفي بالاحتفاء بتخلي هذه الإدارة عن خطاب نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان. ومن هنا يصعب الفهم لماذا لا يُترجَم ضعف الإدارة الأميركية وتراجعها بصيغة ضغط عربي عليها. ويظهر أن بعض العرب قد ضغطوا عليها كي تتراجع عن فكرة تجميد الاستيطان وتركز جهودها على تجديد المفاوضات للحل الدائم. « ففي إطاره تحل قضية الاستيطان أصلا » كما يقولون. وحتى في العراق، حيث موطن ضعف السياسات الأميركية في المنطقة، لم يتمكن النظام الرسمي العربي من ترجمة هذا الضعف السياسي الأميركي الناجم عن إنجازات المقاومة إلى سياسة عربية تجاه هذا البلد تضع الأجندات العربية والحرص العربي على عروبته على طاولة الولايات المتحدة وإيران وتركيا. ومن هنا، وبينما ثرثر العرب بـ »خيال شرقي جامح » (بلغة المستشرقين) عن ضغط أميركي على إسرائيل، لم يخرج التحرك الأميركي عن الروتين المعروف. وقد تلخَّصت المفاوضات خلال زيارات ميتشل المكوكية عن أمرين الأول: طلب التطبيع مع إسرائيل على شكل مبادرات حسن نية عربيا، والثاني، الضغط على الدول العربية من أجل المساهمة في تمويل سلطة أوسلو، الممولة أوروبيا بشكل رئيسي، وذلك لتوريط الموقف العربي رسميا بالانحياز الكامل لها ضد سلطة غزة. ويحاول أوباما بواسطة التحركات الأخيرة أن ينهي ما بدأه بوش وكلينتون في إقناع إسرائيل والعالم العربي بتحويل مشروع الدولة الفلسطينية إلى صفقة شاملة، أو « اتفاق رزمة ». وهذا يعني قيام دولة فلسطينية في مقابل تنازل العرب عن قضية اللاجئين وحق العودة وعن الانسحاب الكامل إلى حدود 4 حزيران عام 1967، بما في ذلك شرقي القدس. وهذا لا يعني فقط التنازل عن قضية فلسطين بالمعنى التاريخي المعروف، بل يعني أيضا التنازل حتى عن سقف مبادرة السلام العربية. أما إسرائيل فباتت تقبل بالمعادلة هذه منذ شارون، ولكنها تحاول أن تحصر الدولة العتيدة في أصغر مساحة ممكنة من الأرض، وبأقل سيادة ممكنة. وتقوم إسرائيل باستغلال تنازل السلطة الفلسطينية والنظام الرسمي العربي عن كافة أدوات إدارة الصراع، عدا المفاوضات ذاتها، لفرض « سلام الأمر الواقع » على الأرض، بما فيه تحويل ظروف معيشة السكان والحواجز وغيرها إلى الأمر الرئيسي، واستغلال مفهوم حل الدولتين لتمرير اعتراف عربي بيهودية إسرائيل، بما يتضمنه هذا الاعتراف من: 1- التنازل عن حق العودة. 2- الاعتراف بالصهيونية بأثر رجعي. 3- الاعتراف بإسرائيل ليس كأمر واقع، بل الاعتراف بحق إسرائيل التاريخي والأخلاقي، وعمليا الاعتراف بصوابية الموقف الإسرائيلي وخطأ الموقف العربي تاريخيا، وبأثر رجعي. ولقد اختارت الولايات المتحدة إزاء ذلك أن تُظهِرَ تميّز الإدارة الجديدة بمطلب تجميد الاستيطان الموجه لإسرائيل. وتبعها العرب بمن فيهم الفلسطينيون، بطرح هذا المطلب. والحقيقة أن المراجعة لتاريخ بناء المستوطنات تثبت أن أغزر السنوات بناءً هي السنوات التي أعلن فيها التجميد. والحقيقة أن كل من يعرف إسرائيل وسياساتها يدرك أن سياسات « التخطيط والبناء » هي نشاط مركزي لدولة قامت على التخطيط والبناء. وهي تخطيط لأكثر من عشرين عاما مسبقا. وأن أي تجميد يستثني البناء المخطط له قبل التجميد يعني استمرار البناء لعشرين عاما أخرى. ولكن الحكومة الإسرائيلية لم تتحمل حتى التجميد الشكلي، لأن الحكومة الإسرائيلية الحالية، خلافا لسابقتها، تستند إلى قوى ترى أن مجرد الإعلان عن تجميد الاستيطان -حتى لو كان إعلانا كاذبا- يتضمن تنازلا مبدئيا. فعلى إسرائيل برأي اليمين أن تعلن عن حقها الشرعي بالاستيطان، لا أن تخفيه أو تقوم به سرا. والواضح أن النقاش الذي جرى في إسرائيل لم يكن موضوعه هو التجميد (إذ لا تجميد) بل إعلان التجميد من عدمه. ومن هنا فإن دخول الإعلام العربي في هذه التفاصيل وتعويم المزاج السياسي العربي على هذه الموجة (موجة تجميد الاستيطان) هو أمر محزن وكارثي ويُنسِي الناس أن الاستيطان جار، وهو على أشده في القدس حاليا، وأن الحصار على غزة مستمر كاستمرار للحرب بوسائل أخرى. ونعود إلى جوهر الطرح الذي ما زال تنفيذه يصطدم بالمطامع الإسرائيلية أعلاه. ونسأل السؤال التالي: ماذا بالنسبة لحق العودة؟ لا بد من التأكيد أولا على أن حق العودة لا ينبع حتى من قرار دولي، وأن الشعب الفلسطيني ومجمل الأمة العربية تتمسك به حتى دون قرار دولي، فما بالك والقرار الدولي قائم؟ لا يمكن تحقيق حق العودة من خلال تسوية مع إسرائيل، بل في إطار تراجع أو اندحار إسرائيلي، في سياق الصراع العربي الصهيوني. ولكن إذا تنازل العرب عن هذا الصراع سلفا، بل وحتى عن خطة للصراع، فهذا يعني التنازل عن حق العودة. وما ترْك حق العودة للفلسطينيين، كشأنٍ فلسطيني، إلا تنازل عنه. فحتى لو وُجِدَت منظمة التحرير كمنظمة مناضلة، وحتى لو كانت السلطة الفلسطينية « سلطة مقاتلة على أي منطقة تحرر » لا يمكنها تحقيق حق العودة في سياق تفاوضي مع إسرائيل، لأن الأخيرة باختصار وببساطة تعتبره نفيا لها. ومن هنا نجد أن الكثير من العرب قد انتقل من خطاب تحقيق حق العودة في سياق الانتصار على إسرائيل، إلى مقولة رفض التوطين في سياق التسوية. وغالبا ما يعني رفض التوطين توطينا، و »لكن ليس عندنا »، أو « ليس في بلدنا » بالمنطق القُطْري أو الطائفي البغيض. وهو في الواقع موقف عنصري يمس بالانتماء العربي الواحد مثله كمثل الطائفية وغيرها. فالكلام عن رفض التوطين في دول حققت السلام مع إسرائيل دون أن تضع حق العودة جزءا من اتفاق السلام، والحديث عن رفض التوطين في دول أخرى ترهن السلام باستعادة أراضيها التي احتلت عام 1967 وبعده، لا يعني حق العودة. فبأي معنى يتم التعبير عن رفض التوطين، ومن تطالب هذه الدول بحق العودة، إذا لم يكن شرطا في اتفاقياتها للسلام مع إسرائيل؟ هل يُترَك حق العودة لسلطة عباس-فياض. لقد تنازلت عنه الأخيرة منذ فترة طويلة، وحتى لو لم تتنازل عنه لا يمكنها فرضه في سياق علاقتها المتبادلة مع إسرائيل. إن التنازل عن حق العودة كشرط للسلام مع إسرائيل في حالة دول وقعت اتفاقيات سلام، ودول أخرى لا تشترط توقيعه في المستقبل بممارسة هذا الحق، بل تريد توقيع سلام كهذا بناء على استرجاع أراضيها التي احتلت عام 1967، يجعل حق العودة مسألة عالقة بينها وبين الفلسطينيين المقيمين على أرضها، وليس بينها وبين إسرائيل، مما سيقود إلى تحريض عنصري لا أكثر ولا أقل… وهو ينسجم ضمن نشر العقلية الطائفية والجهوية والإقليمية والقبلية في إطار الثقافة السياسية للدولة العربية القطرية القائمة وأنظمتها وأسرها الحاكمة. كيف تكون الدولة الفلسطينية صفقة شاملة أو اتفاق رزمة؟ هنا ندخل طبعا مجال الخيال الأميركي-العربي بغض النظر عن الموقف الإسرائيلي. ويذهب هذا الخيال الأميركي إلى أن واقعية العرب سوف تقودهم إلى قبول تبادل الأراضي دون عودة إلى حدود عام 1967، وأن قضية القدس تحتاج إلى « حلول إبداعية » للأماكن المقدسة دون انسحاب إسرائيلي من القدس العربية، وأن قضية اللاجئين تحل تلقائيا بوجود دولة فيتحولون من لاجئين إلى مغتربين، من تابعية هذه الدولة في دول أخرى فيحملون جوازات سفر دولتهم الفلسطينية. وطبعا بموجب هذا الخيال الواقعي يبقى الكثير من القضايا، ولكن وضعهم القانوني على الأقل يجد له حلا، وذلك دون عودة ودون توطين. وهذا هو التحدي الحالي… وما جرى من مخاز في جنيف وفي نيويورك، يجري في خدمته كغاية تبرر الوسائل غير المسبوقة. هنالك من صار يعتبر نفسه جزءا لا يتجزأ من صلب النظام الدولي القائم. فهو لم يعد خارجه كما في حالة الكفاح المسلح، ولا على هامشه كما في حالة الانتفاضات وسلطة ما بعد أوسلو. ومن هنا يتوقع هذا المغتبط بانتمائه إلى النظام الدولي أن ينجح مسعاه للدولة. وهنا مصدر الاستخفاف بما تعتبره حركات التحرر عادة في صلب خطابها، مثل تعبئة العالم ضد جرائم الاحتلال لتقييد يديه في المستقبل على الأقل مثلا. وهنا أيضا يكمن مصدر التخلي عن مجرد فكرة الصراع مع الدولة الاستعمارية. فهؤلاء يعتبرون أنفسهم ندا افتراضيا للدولة الاستعمارية في خطاب الدولة، يتبنون مصطلحات الدول ولغتها الواقعية واستخفافها بالعدل والإنصاف والحقوق… لقد حلّوا على منطق الدول من آخره، فاستخفوا بجرائم الحرب وبذلك التصويت في جنيف. فسدوا ماليا، وينسقون أمنيا مع الاحتلال، وأقاموا كيانا قمعيا ميليشيّا، يمنع حتى التعبير « عن تضامن » الناس مع أنفسهم، ويشاركون بالحصار ضد شعبهم، وصاروا يتصرفون كجزء من النظام الدولي الذي يكذب بشأن جرائم الحرب. وكل هذا الانحلال في أوساط لا يمكنك أن تعظها لأنها كانت هناك. وتعتبر نفسها نضجت، وتعتبرك ساذجا. فهي تنتمي لجيل عرف حركة التحرر، وقد حل بها هذا الانحلال قبل أن تقود دولة. وهذا تميزها الذي لا ينافسها فيه أحد. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 11 اكتوبر2009)  

ماذا قالت الجماهير لقيادات رام الله؟

بلال الحسن  
من واجب كل مسؤول فلسطيني، أن يراقب رد الفعل الشعبي، العربي أولاً ثم الفلسطيني، استنكاراً لموقف السلطة الفلسطينية، الذي طلب وقف النقاش في جنيف حول تقرير ريتشارد غولدستون عن جريمة « إسرائيل » في غزة. لقد تحول كل بيت عربي، وكل بيت فلسطيني إلى خلية غضب، واحتجاج، ونقمة، وإدانة، ودعوة للعمل والتحرك المضاد. المضاد للسلطة الفلسطينية ونهجها التفاوضي. رد الفعل الشعبي هذا، والعربي منه قبل الفلسطيني، يقول لكل مسؤول في السلطة في رام الله، إن الجماهير مستنفرة، ومتهيئة للتحرك، عندما يكون هناك استعداد للتراخي، أو للتراجع، أو للتنازل، في كل ما يخص القضايا الأساسية، أو المصالح الأساسية المرتبطة بقضية فلسطين. ويكفي أن ينظر المسؤول الفلسطيني حوله، مبتدئاً من رد فعل حلفائه وأتباعه في رام الله، حتى يكتشف مدى الغضب، ومدى الاستعداد للتمرد المحيط به. فإذا خرج من هذه الدائرة التي هي دائرة نفوذه، إلى الدائرة الشعبية في الأردن مثلاً، أو الدائرة الشعبية في مخيم اليرموك بدمشق، أو مخيم النيرب في حلب، لوجد أن دائرة الغضب أكبر وأكبر. وحين يترك المراقب بيوت المخيمات الفلسطينية، منتقلاً إلى بيوت المواطنين العرب، سيفاجأ بأن رد الفعل العربي لا يقل غضباً أو شراسة عن رد الفعل الفلسطيني، وسيكتشف كم أن القضية الفلسطينية عميقة في النفوس، رغم كل المحاولات التي بذلت في السنوات الأخيرة لفك الارتباط بين القضية الفلسطينية والقضية العربية. وإذا كان رد الفعل هذا قد برز في وجه موقف فلسطيني متراخ إزاء تقرير دولي يدين « إسرائيل » في حربها ضد غزة، ويدعو إلى محاكمة قادة « إسرائيل » بسبب ذلك، فكيف سيكون الحال لو أن مسؤولاً فلسطينياً بادر إلى إعلان التخلي عن حق العودة مثلاً، هذا الحق الذي يمثل حوالي 6 ملايين لاجئ فلسطيني منتشرين في العديد من أصقاع العالم؟ إن بوادر التخلي عن حق العودة في أوساط السلطة الفلسطينية قائمة وواضحة، ويعبر عنها الرئيس محمود عباس شخصيا حين يقول: إن معالجة قضية اللاجئين ستتم بثلاث طرق: عودة جزء من اللاجئين إلى « إسرائيل ». وعودة جزء آخر من اللاجئين إلى الوطن. ومنح من يتبقى من اللاجئين جوازات سفر تابعة لدولة رام الله تحل مشكلة اللاجئين مع الدول المضيفة لهم، أي مع العرب وليس مع « إسرائيل ». وحين يظهر أن هذا الكلام سيتحول إلى خطة عمل، وإلى اتفاق مع « إسرائيل »، وإلى بنود في معاهدة رسمية توقع، فمن المؤكد أن رد الفعل الشعبي الفلسطيني والعربي، على مثل هذه الجريمة الجديدة، سيكون أكبر من رد الفعل على التخلي عن تقرير غولدستون. وكما تتجمع نذر العاصفة، فإن نذر العاصفة الفلسطينية، ضد قيادة متخاذلة، قد بدأت تتجمع. الموقف المتراخي من حق العودة، والذي حرك تشكيل لجان حق العودة في العالم كله، غيمة سوداء قاتمة تنذر بالعاصفة لمن لديه عيون تفحص وترى. والهبة الشعبية الفلسطينية والعربية الشاملة ضد التخلي عن تقرير غولدستون، غيمة ثانية سوداء قاتمة تنضم إلى الغيمة الأولى، وتنذر باقتراب العاصفة. وتلوح في الأفق غيوم أخرى، غيوم تقترب سريعاً، وهي في اقترابها تكبر وتتضخم. غيمة ثالثة ضخمة اسمها المستوطنات الإسرائيلية التي تقدم عليها « إسرائيل » بطريقة استفزازية، تتحدى فيها كل فلسطيني وكل عربي. وقد تخلت السلطة الفلسطينية عن مطلب وقفها بإيماءة واحدة من الرئيس الأميركي. واعتبر الأمر ببساطة نصراً ل »إسرائيل ». غيمة رابعة ضخمة تتجمع في القدس، تتحدى كل فلسطيني وكل عربي وكل مسلم، وبوقاحة إسرائيلية من نوع خاص، تصل إلى حد تنظيم إخراج عائلة من بيتها ليدخلها في اللحظة نفسها أفراد عائلة إسرائيلية. يصف كاتب فلسطيني يقيم تحت سلطة دولة « إسرائيل » (ونختاره بهذه الصفة عن قصد)، يصف استيطان القدس كما يلي: «المسألة لم تعد قصراً على حي من أحياء القدس، بل يطال الاستهداف كل نقطة في المدينة المقدسة، ووفق خطة ممنهجة ومدروسة، وذات رؤى وأبعاد استراتيجية، يتم رسمها لعشرات السنوات القادمة. فالاحتفال بوضع حجر الأساس للمرحلة الثانية من مستوطنة «تسيون زهاف» في جبل المكبر، سبقه الإعلان عن إقامة (104) وحدات سكنية إضافية في مشروع مستوطنة «معاليه زيتيم» في حي رأس العامود في سلوان. وترافق ذلك أيضاً مع تسليم عشرات العائلات الفلسطينية في قرية عناتا شمال شرق القدس، إخطارات بمصادرة مئات آلاف الدونمات من أراضيهم لصالح المشاريع الاستيطانية.. إلخ». القدس، الاستيطان، حق العودة، تقرير غولدستون، كلها غيوم تتجمع في السماء الفلسطينية، منذرة بالعاصفة الكبيرة القادمة على المنطقة. عاصفة سيكون لها عنوانان صاخبان: العنوان الأول: سقوط قيادة السلطة الفلسطينية في رام الله، أو بقاؤها مع سبق الإصرار، لتكون نسخة مكررة، ولكن مكبرة، عن ما عرف باسم (روابط القرى) في منتصف السبعينيات، تلك التجربة التي أرادت « إسرائيل » من ورائها إلغاء التأييد الشعبي للقيادة الوطنية الفلسطينية، لصالح قيادة محلية تتمتع برعاية « إسرائيل »، وقادرة على تقديم الخدمات اليومية للفلسطينيين (أذونات السفر، وأذون البناء.. إلخ). وهي قيادة محلية قاطعها الجمهور الفلسطيني، ثم غابت عن الوجود، لأنها أصبحت مدانة ومرفوضة. العنوان الصاخب الثاني للعاصفة الفلسطينية القادمة، هو حتمية نشوء قيادة فلسطينية جديدة، قيادة تعلن تمسكها بالحقوق الوطنية الفلسطينية الأساسية. قيادة تقطع الصلة مع نمط المفاوضات السائد مع « إسرائيل »، ومع نمط الرعاية الأميركية المنحازة دوماً ل »إسرائيل ». قيادة تمثل شعبها ولا تحرص على إرضاء أحد غيره. إن بروز هذه القيادة أمر بديهي كما هو أمر ضروري. وفي سياق احتمال بروز قيادة فلسطينية جديدة في الخارج، لا بد أن نلاحظ الوضع القيادي للفلسطينيين في الداخل (فلسطينيي 1948). فقد أصبح لهؤلاء الفلسطينيين قادتهم وأحزابهم وجمعياتهم وهيئاتهم القيادية. وهم ناشطون الآن في الدفاع عن القدس، وعن المسجد الأقصى. وتتابع « إسرائيل » هؤلاء القادة ساعية لإدانتهم وسجنهم (عزمي بشارة ـ الشيخ رائد صلاح). ولكن الأهم من كل هذا أنهم ينشطون في الداخل (عكا)، ويعقدون لقاءات شعبية موسعة، تحت شعارات (نعم لمحاكمة مجرمي الحرب. لا لنهج التغطية عليهم. لنحم القدس. لنحم الثوابت الوطنية). إن هذا النشاط حول القدس، وضد المستوطنات، وضد سياسة السلطة الفلسطينية، يمثل وحدة في الموقف تشمل الشعب الفلسطيني كله، ضد كل محاولات « إسرائيل » لتجزئة الشعب الفلسطيني، وتجزئة مطالبه، وتجزئة الحلول بشأنها. وحين يتحدث كثيرون عن احتمال بروز انتفاضة فلسطينية ثالثة، فإن الانتفاضة الثالثة لن تكون هذه المرة بعيدة عن فلسطينيي 1948، بل ربما يكون لهم دور قيادي فيها. ولعل أبسط مثل يشير إلى ذلك، أنه حين يحل يوم الجمعة، ويستعد سكان القدس لأداء الصلاة في المسجد الأقصى، تستنفر « إسرائيل » جنودها وشرطتها وجهازها القمعي كله، من أجل منع سكان القدس من التوجه إلى أداء الصلاة، ولا تستثني من ذلك إلا من هم فوق الخمسين. هنا يتقدم فلسطينيو 1948، ويذهبون إلى المسجد بالعشرات، حيث لا تستطيع « إسرائيل » منعهم، فيملأون القاعات والردهات والساحات بآلاف آلاف المصلين، في منظر ينعش قلوب العرب ويدمي قلوب الإسرائيليين. إن هذه المبادرة التي تبدو بسيطة، هي في العمق مواجهة (أسبوعية) مع « إسرائيل »، تؤكد أن أهل حيفا ويافا لا يختلفون بشيء عن أهل جنين ونابلس، وأنه حين تسد « إسرائيل » الطريق أمام فلسطينيي الضفة الغربية يتقدم فلسطينيو الوطن الأم لأداء الدور الوطني المطلوب، وهو دور سيتنامى بالضرورة حتى إلى مستوى الإسهام في الانتفاضة المقبلة. إن « إسرائيل » تعربد الآن، وتحميها واشنطن، وتشعر بالسرور حين تجد أمامها قيادة فلسطينية خانعة. ولكن النذر تشير إلى أن كل شيء قد يتغير في الأيام القادمة، وتعود القضايا الوطنية لتسير في نهجها الصحيح. (المصدر: صحيفة « الشرق الأوسط » (يومية – لندن) الصادرة يوم 12 أكتوبر2009)  

درس ‘عثماني’ للعرب

عبد الباري عطوان  
إقدام الحكومة التركية على الغاء مناورات جوية، كان من المقرر ان تستضيفها أنقرة، وتشارك فيها طائرات اسرائيلية وامريكية، يجب النظر اليه من زاويتين اساسيتين، الاولى لها علاقة بالموقف التركي الغاضب من الحرب الاسرائيلية الوحشية على قطاع غزة مطلع العالم الحالي، والاقتحامات الاسرائيلية الاستفزازية لباحة المسجد الأقصى، اما الثانية فلها علاقة بالاستعدادات الاسرائيلية الامريكية المتصاعدة لفرض عقوبات اقتصادية خانقة على ايران، تمهيداً لتوجيه ضربة عسكرية جوية لها لتدمير برنامجها النووي. السيد رجب طيب اردوغان رئيس الوزراء التركي يضيف بهذه الخطوة، التي اتخذها شخصياً، تأكيداً جديداً على مواقفه المساندة للحق العربي الاسلامي في فلسطين المحتلة، وادارة ظهره وحكومته لأوروبا التي اغلقت الباب بطريقة مهينة امام بلاده للانضمام الى اتحادها. الزعيم التركي الذي احتج بقوة على المجازر الاسرائيلية في قطاع غزة، وانسحب من جلسة لمنتدى دافوس، رداً على اكاذيب شمعون بيريس رئيس اسرائيل حولها ، لا يريد ان تطير الطائرات العسكرية الاسرائيلية نفسها التي مزقت اجساد اطفال غزة بقنابلها وصواريخها في سماء الامبراطورية العثمانية، وان يحتكّ طياروها المتهمون بارتكاب جرائم حرب بنظرائهم الاتراك. اردوغان يوجه رسالة قوية مزدوجة الى كل من اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية في الوقت نفسه، تقول مفرداتها ان تركيا تتغير، وبسرعة كبيرة، وتتجه نحو فضائها الطبيعي الحميم الدافئ، اي المشرق العربي الاسلامي، الذي ابعدها عنه كمال اتاتورك، لهثاً خلف سراب الانتماء الاوروبي المخادع. فالرجل لم يغتصب السلطة في بلاده من خلال انقلاب عسكري، او يدين بوجوده فيها الى الدعم المالي او العسكري الامريكي، مثل معظم اقرانه في العالم الاسلامي، والعربي على وجه الخصوص، وانما وصلها عبر صناديق اقتراع في انتخابات تشريعية نزيهة، واحتكم دائماً الى الدستور والقانون، وسخّر نفسه وحكومته لبناء قوة اقليمية مهابة الجانب، وخدمة رأي عام ضاق ذرعاً بالاستفزازات الاسرائيلية المتواصلة لمشاعره الاسلامية الاصيلة، والعنصرية الاوروبية التي اغلقت ابواب اتحادها في وجه بلاده، بينما غفرت ذنوب دول كانت حتى الامس القريب في خندق حلف وارسو الاشتراكي المعادي. ‘ ‘ ‘ الحزب الحاكم (العدالة والتنمية) قدم تجربة اقتصادية اصبحت نموذجاً يحتذى، فالناتج القومي الذي يصل الى 900 مليار دولار سنوياً (حسب تقديرات عام 2008) جعل تركيا تحتل المركز السابع عشر اقتصادياً على مستوى العالم، رغم انها ليست دولة نفطية، ويصل حجم صادراتها (صناعية وزراعية) الى حوالى 140 بليون دولار (تحتل المكانة 32 على مستوى العالم في حجم الصادرات). هذه الانجازات القوية هي التي دفعت اردوغان لكي يخاطب ايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي، وتسيبي ليفــني وزيرة خـــارجيته اثنـــاء حرب غزة بقوله انه زعيم احفاد العثـــمانيين وان ما تفـــعله قواتهــما في قطاع غزة هو بقعة سوداء في تاريخ الانسانية لن يسكت عنها التاريخ. واردف قائلا ‘اسرائيل ستغرق في دموع الاطفال والنساء والمظلومين، ضحايا هذه المجازر في غزة’. مثل هذه المواقف الرجولية التي لم يقدم على مثلها اي زعيم عربي، هي التي جعلت عشرات الآلاف من الاتراك يهرعون الى مطار إسطنبول لاستقبال زعيمهم الذي لم يتردد في مواجهة بيريس في دافوس بقوله ‘اسرائيل تعلم جيدا كيف تقتل الاطفال’. العلاقات التركية مع اسرائيل، خاصة في المجالات العسكرية، كانت دائما البقعة السوداء التي يستغلها اعداء اردوغان للتشكيك في مواقفه الداعمة للحق العربي في فلسطين، ومنعه الطائرات الاسرائيلية من المشاركة في المناورات العسكرية السنوية فوق الاراضي التركية، جنبا الى جنب مع نظيراتها الامريكية والتركية، هو الرد على كل المشككين، وتقزيم عملي لمثل هذه العلاقات التي قامت على اي حال في ازمان الحكومات التركية السابقة، ذات الطابع العلماني. واللافت ان هذه الخطوة تأتي في اطار استراتيجي، وليست في اطار خطوة استعراضية تكتيكية. فقد اسست حكومة اردوغان لعلاقات وثيقة مع سورية وايران، والغى الرئيس التركي عبدالله غول زيارة رسمية الى اسرائيل، لان حكومتها رفضت السماح له بزيارة قطاع غزة، وتفقد جرائم الحرب الاسرائيلية فيها، والالتقاء بقادة حركة ‘حماس’. تركيا تريد ان تقول لاسرائيل بلغة واضحة حاسمة بانها لن تقبل بأي حرب ضد جارتها ايران، ولن تسمح لطائراتها بالتحليق قرب الحدود الايرانية ـ التركية اثناء التدريبات العسكرية التي كانت ستبدأ اليوم الاثنين. ومن المؤكد ان السيد اردوغان الذي سيزور طهران هذا الاسبوع سيحمل معه تأكيدات بان تركيا ربما لن تشارك في اي حصار اقتصادي يتم فرضه على ايران في المستقبل المنظور. ‘ ‘ ‘ المؤلم ان هذه المواقف التركية المثيرة للاعجاب تتم في ظل ‘حالة موات’ عربية على الاصعدة كافة، وفي ظل تبلور محور عربي ـ اسرائيلي ضد ايران يضم ما يسمى بدول الاعتدال. فبنيامين نتنياهو الذي يقرع طبول الحرب لتدمير المفاعلات النووية الايرانية يتحدث علانية عن ارضية مشتركة مع دول عربية ‘معتدلة’ تلتقي مع اسرائيل في قلقها من هذه المفاعلات. والمؤلم اكثر ان هذه المواقف التركية المشرّفة تتزامن مع إقدام السلطة الفلسطينية في رام الله على سحب مشروع قرار التصويت في اجتماع مجلس حقوق الانسان العالمي، في دورته الاخيرة في جنيف، على تقرير القاضي اليهودي الصهيوني ريتشارد غولدستون، الذي يدين اسرائيل بارتكاب جرائم حرب ضد الانسانية اثناء عدوانها على قطاع غزة. الشعوب تدعم القيادات التي تحفظ كرامتها، وتحقق تطلعاتها في الحرية والنهوض الاقتصادي والسياسي والعسكري، وتقف في وجه الظلم والقهر، وهذا ما يفسر التفاف الشعب التركي في معظمه خلف القيادة الحالية، وتعزيز وجودها في قمة السلطة، من خلال عملية ديمقراطية نزيهة، بل هذا ما يفسر ايضا احتلال السيد اردوغان المكانة الأبرز، وربما الوحيدة، في قلوب مئات الملايين من العرب والمسلمين لانه امتلك الشجاعة والشهامة الكافيتين ليقول لاسرائيل ما قاله في وضح النهار، ولينتصر للضعفاء والمضطهدين المحتلين الذين تخلى عنهم من يدّعون انهم عرب ومسلمون. الطائرات الاسرائيلية التي القت قنابل الفوسفور على اطفال غزة لن تحلق بعد اليوم في اجواء تركيا المسلمة، وصفحة التعاون العسكري التركي ـ الاسرائيلي قد تكون طويت الى الابد. فإسرائيل باتت مكروهة، مدانة، وانفضاض العالم من حولها يتسارع، بعد ان مزق شهداء قطاع غزة، من الاطفال والنساء ‘القناع الحضاري’ الزائف، المخادع، الذي اخفى وجهها العنصري الدموي البشع. لعنة هؤلاء جنبا الى جنب مع لعنة اطفال قانا وصبرا وشاتيلا، وكل الضحايا الآخرين، ستظل تطارد مجرمي الحرب الاسرائيليين الى الابد. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 12 اكتوبر  2009)  

  جدل أميركي في الذكرى الثامنة لحرب أفغانستان


 
توفيق المديني   عندما أعلن الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش أن «الحرب على الإرهاب» هي أول حروب الالفية الثالثة , فعل ذلك بغبطة شديدة  , معتقدا في قرارة نفسه أنه يبلغ البشرية جمعاء  البشارة التي تنتظرها منذ  مطلع التاريخ. فهو أراد أن يقول إن الحرب هي الرسالة التاريخية  للولايات المتحدة الأميركية  منذ نشأتها, باعتبارها  أمة  قامت أساسا على الحروب,و لا يمكن لها  أن تستمر في هيمنتها  على العالم  إلا  بخوض الحروب في الخارج.و أن الله قد قيض لأمريكا في شخصه , بعد طول انتظار, الرسول الذي  سيقودها إلى بلوغ« بشارة الرب». و من وجهة النظر هذه, فإن موقف الرئيس بوش بشأن الحرب يدخل في صدام الحضارات , حتى و إن نفي ذلك باستمرار. ان اللحظات التي تمر الان  حاسمة في تاريخ القرن الحادي و العشرين. فالحرب  الحتمية ضد الإرهاب و التي تتمحور حول الخطر الاسلامي كما يدعون, كان على الاميركيين أن يفتشوا عن الاسباب و الدوافع  التي قادت إلى أحداث 11أيلول /سبتمبر, و العمل على ازالتها, لا أن يقلدوا مجريات  آلية شهرآب 1914 « اشعال نار   الحرب العالمية الاولى على خلفية قتل الارشيدوق ولي عهد النمسا». وهكذا هيمنت أجواء الحرب الأميركية على « الإرهاب » من خلال عملية حشد الجيوش التي قامت بها حكومة الولايات المتحدة الأميركية و اتباعها الدوليون ، و هي اكبر عملية حشد قامت بها حكومة الولايات المتحدة الأميركية بعد حرب الخليج الثانية ، و اكبر عملية حشد عسكري دولي ، منذ الحرب الفيتنامية . و واضح من عملية الحشد الضخمة ، المعززة بكل أنواع الأسلحة ، أن الولايات المتحدة مستعدة لخوض حرب طويلة ، لا لتوجيه ضربة عسكرية ، ضد المنظمات الارهابية ذات البعد العالمي, و الدول الراعية لها فقط, و انما  ضد الدول المعادية للولايات المتحدة أيضا , و التي تملك أسلحة دمار شامل  و تنتجها. وبعد ثماني سنوات من الحرب الأميركية ضد أفغانستان، لا تزال هذه الحرب تحتل مركز الصدارة في  الجدال الداخلي والسياسي الأميركي، باعتبارها التحدي الأمني الأبرز أمام ادارة أوباما، والجبهة الرئيسة لمواجهة تنظيم «القاعدة» وإضعاف نفوذه ولاسيما على الحدود الأفغانية – الباكستانية. وتحاول إدارة أوباما تسويق الحرب وربطها مباشرة بالأمن القومي الأميركي، مع تأكيد أوباما في مقابلة مع شبكة «سي بي أس» أخيراً أن انجاح المهمة في أفغانستان يرتبط فعلياً بمنع اعتداء ارهابي آخر على الأراضي الأميركية، فيما تتراجع نسب التأييد للحرب في أوساط الرأي العام الأميركي، اذ يرى 53 في المئة من الأميركيين أن الأمور تسير في شكل سيئ هناك ويحبذ 41 في المئة الانسحاب مقابل 29 في المئة مع زيادة عدد القوات (استطلاع سي بي أس.( وهكذا احتدم النقاش في العاصمة الأميركية و اشنطن  عشية الذكرى الثامنة للحرب الأميركية ضد افغانستان ، ذلك أن الرئيس الأميركي باراك أوباما لا ينوي  أن يميل لتبني الخط الذي يدافع عنه الجنرال ستانلي ماكريستال قائد القوات الأطلسية في أفغانستان ، ويحظى فيه بدعم ضمني من وزير الدفاع روبرت غيتس والقيادة العسكرية والى حد أقل من وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، حيث  يؤيد هذا الخط استراتيجية مشابهة لحرب العراق، تعتمد على تعزيزات مرحلية قوامها 40 ألف جندي وتوسيع المهمة لحشر «طالبان» وتنظيم «القاعدة» وبناء القوات الأفغانية. في الوقت الذي أكد أ فيه  المحللون في الغرب على أن الحرب الدائرة في أفغانستان بين القوات الأميركية و الأطلسية من جهة وقوات حركة «طالبان» من جهة أخرى،متماثلة إلى حد كبير مع الحرب في فيتنام ، من أوجه عديدة ، كون المقاومة المسلحة في البلدين الآسيويين تواجه عدواً مشتركاً هو أميركا ، علما أن فيتنام و أفغانستان كلتاهما هزمتا قوتين استعمارتين أوروبيتين في حرب عصابات هما فرنسا و بريطانيا، قبل التدخل العسكري الأميركي، ارتفعت الأصوات في واشنطن المعارضة  لخطة ماكريستال من تكرار سيناريو حرب فيتنام، ووقوع أوباما في الخطأ الذي وقع فيه الرئيس السابق ليندون جونسون حين زاد عدد القوات هناك عام 1964 وتخبط في حرب استمرت عقداً ونصف عقد وذهب ضحيتها أكثر من ثلاثة ملايين مدني وحوالى ستين ألف جندي أميركي. الحرب في افغانستان، بعد 8 أعوام من شرارتها الاولى، تبدو وكأنها بدأت للتو. اكثر من 380 جنديا للتحالف الدولي قتلوا خلال العام القياسي الحالي 2009، بينهم اكثر من 235 أميركيا، من أصل حوالى 1450 جنديا أطلسيا، بينهم 870 أميركيا، قضوا منذ الساعة الخامسة بتوقيت غرينيتس في السابع من أيلول العام 2001. فالولايات المتحدة الأميركية التي تمارس هيمنة مطلقة على مسار الأحداث في أفغانستان منذ أحداث 11 سبتمبر 2001، أسهمت في خلق وعي قومي أفغاني  حاد على مرّ سنوات الاحتلال –هو وريث ل«مملكة أفغانستان»التي عجزت القوى الامبراطورية الأوروبية على احتلالها. ثم إن الرئيس الأفغاني حميد كرزاي الذي يعتبر رجل أميركا ، قد بدأ ينتهج منذ سنة 2008 سياسة وطنية ، في محاولة منه لإيجاد قوى موازية للتأثير الذي تمارسه كل من واشنطن و لندن ، اللتين تعتبران بسبب تدخلهما المباشر قوتي احتلال في نظر الشعب الأفغاني.وقد استفادت من هذا الانفتاح الذي مارسه كرزاي ثلاث قوى إقليمية : روسيا و إيران و الصين ، الأمر الذي جعل الجيوبوليتيك الأفغاني متعدد الأقطاب. وتعتبر روسيا دولة آسيوية لها طموحات إقليمية مشروعة، إذ خاضت  صراعاً مريرا ضدالإمبراطورية البريطانية للسيطرة على أفغانستان طيلة القرن التاسع عشر، ولكن من دون فائدة.و تحقق الغزو السوفياتي لأفغانستان في 27 ديسمبر 1979، ولكنه تحول إلى كارثة أسهمت في انهيار الاتحاد السوفياتي لاحقا. ويمكن لهذه الخريطة  الجيوبوليتيكية الجديدة أن تسهم في إيجاد مخرج للأزمة الأفغانية ، التي يبحث عنها الأميركيون والحلف الأطلسي والأمم المتحدة، وذلك عبر فتح باب الحوار مع حركة «طالبان»، أو«المعتدلين »منها، الأمر الذي سيتطلب تدخل كل من المملكة العربية السعودية وباكستان. ولما كانت القومية الأفغانية تعتبر باكستان  خصماً بسبب تدخلها المستمر في الشؤون الأفغانية،فإن المملكة السعودية  نظراًلصداقتها  لباكستان ،و مساندتها لنظام «طالبان»في السابق ، ومكانتها في العالم الإسلامي ،  يمكن أن تلعب دور الوسيط، في ظل تعقد الجيوبوليتيك الأفغاني. فهل حان الوقت لانطلاق الحوار حول تحقيق السلام، والتحرر من النفاق الغربي؟  الرئيس الأميركي باراك أوباما منذ توليه سدة الرئاسة في  البيت الأبيض تتحكم فيه عقلية «الصفقة الجديدة» الكونية ، والدعوة إليها في أقطار العالم الأربعة، في رمال الخطابة، لكنه عجز عن تجسيد القطيعة  مع عقيدة الرئيس السابق بوش الأحادية .. وإلى اليوم، اقتصر مفعول القطيعة على الإعلان وحده. والسؤال في 1979 (في عهد كارتر) شأنه في 2009، واحد: ما السبيل الى دوام الهيمنة الأميركية حين أفق العولمة لم يخرج من الضباب، ولم يكتمل بعد؟ ويجيب بريجينسكي بمعارضة منطق «السيطرة» بمنطق «القيادة» والريادة: ويقضي المنطق هذا بالاستتباع من طريق الاشتمال وليس من طريق التسلط، كما يقضي باستبدال الإملاء المباشر والغلبة بنظام وسيط من التحالفات، على حد قول جان- فرنسوا كولوزيمو في صحيفة« لوفـيغارو» الفرنسية، 23/9/2009. أما وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس، فقد قال في مقابلة مع محطة «سي ان ان» الاميركية خلال لقاء في جامعة جورج واشنطن ،أن  انتصار «حركة طالبان  » في افغانستان سيتيح لتنظيم «القاعدة» تعزيز قبضته على ذلك البلد ويوفر له رسالة تقوي صورته وأيديولوجيته..وعلى رغم ان من غير المعروف اذا كانت «القاعدة» ستنقل مقر عملياتها من شمال غربي باكستان وتعود الى افغانستان في حال سيطرت «طالبان» على كابول، قال غيتس ان هزيمة القوات الاميركية وقوات الحلف الاطلسي ستشكل انتصاراً كبيراً لـ «القاعدة». إن مصلحة العالم العربي و الإسلامي هي الوقوف إلى جانب شعب أفغانستان و قواه الوطنية و الديمقراطية و الإسلامية ، و المطالبة بوقف هذه الحرب الأميركية –الأطلسية بكل أشكالها ، ليستطيع الشعب الأفغاني بناء مجتمعه ضمن إطار الظروف الملائمة له . و علينا أن ننتبه إلى مخاطر استسهال دخول قوات أي بلد  إلى بلد آخر مهما كانت نظرتنا إلى نظام حركة طالبان الحاكم في أفغانستان . إن هذا يجعل أقدار الأوطان مرهونا بقرارات القوى الخارجية. و تستطيع بعض الدو ل العربية و الاسلامية المناهضة للحركات الإسلامية المتشددة ألا تعير هذه القضية أي اهتمام . و لكنها غير معنية فعلا بقضايا تحرر الأمم ، و بالعلاقات الدولية الديمقراطية الحقة . و إذا كانت هناك ظروف صعبة فرضت على الاتحاد السوفياتي السابق أن يدخل أفغانستان حين سعت الولايات المتحدة الأميركية لنقل المعركة الدينية إلى داخل الاتحاد السوفياتي ، الأمرالذي جعل هذا الأخير يوجه الضربة عبر نقل المعركة الاشتراكية إلى داخل مجموعة دول إسلامية متخلفة ، مثل باكستان و إيران في عهد السبعينات . فليس معنى ذلك أن نعتبر خرق القاعدة صحيحا، و أن نجعل منه قاعدة .   (المصدر:صحيفة الشرق (يومية-قطرية) ، رأي،بتاريخ 12 أكتوبر 2009 )  

 
إرث ديوجين……………..و الليبراليون العرب

صالح النعامي  
لم يفلح مشهد العرق وهو يتصبب من جبين الاسكندر الأكبر واللهفة التي كانت بادية عليه في ترك انطباع كبير في نفس ديوجين الذي ظل يستمتع بأشعة الشمس غير آبه بآلاف الجند الذين أحاطوا بالصخرة التي كان فيلسوف الحقيقة يستلقي عليها على شاطئ البحر الأدرياتيكي في مدينة  » كورنت  » المقدونية. أعتقد الاسكندر ذلك القائد العسكري الذي احتل المدينة للتو والذي لم يخلد التاريخ قائداً بحجمه أن الفيلسوف والشاعر ديوجين سيطير فرحاً عندما يعلم أن اعظم ملوك العالم و  » فاتح  » مدينته الجديد  قد جاء لمقابلته والتعرف عليه. كتم الاسكندر الذي كان معروفاً بحبه الجم للفلاسفة والشعراء غيظه لعدم اكتراث ديوجين لمجيئه، لكنه حافظ على برودة اعصابه، ووجه حديثه اليه قائلا  » بامكانك أن تطلب مني ما تشاء وأنا سأكون رهن اشارتك، لا تتردد  » . أشاح الفيلسوف الكبير بوجهه نحو أمواج البحر المتلاطمة، وقال للاسكندر  » فقط لا تحجب عني الشمس !!!!  » . كان الاسكندر الأكبر يطمح أن تترك مبادرته لزيارة ديوجين أثرها في نفس الشاعر الكبير مما يدفعه الى نظم القصائد بالاشادة بعظائم الامور التي كان يقدم عليها ذلك القائد العسكري الكبير، كان يطمح أن ينظم ديوجين قصائد تخلد ذكره كما خلدت قصائد هوميروس بطولات اخيل في الالياذة .  كما تذكر كتب التاريخ لم يعاقب الاسكندر ديوجين على استعلائه الفظ على عرضه  المغري، فلم يكن منه إلا أن لوى عنق فرسه وانطلق لكي يستمع الى عشرات القصائد التي نظمها الشعراء من مقاولي المديح الكاذب. ما صدر عن ديوجين يصلح لتذكير بعض  » الليبراليين العرب « ، الذين نذروا مداد أقلامهم لمهاجمة كل ما يشكل مصدر قوة للأمة، وتبنوا الدفاع عن كل ما يضمن بقاء تخلفها طمعاً في  » العلف « .  فلا تخلو كتاباتهم من التعرض للإسلام والعروبة، في الوقت الذي يسبحون فيه بحمد أمريكا والأنظمة العربية القمعية، فهؤلاء من أصحاب القرائح المستأجرة لا يجيزون الخروج عن النص الذي يحدده اعداء الأمة. فهم يلومون الشعب الفلسطيني لأنه يرفض العروض  » السخية  » التي يقدمها جلادوه من الصهاينة الذين يسيمونه سوء العذاب، ويسخرون من كل من يريد أن يتحدى واقع البؤس الذي يحياه الناس في بلداننا لبعث الخور في نفوس كل من يتمرد على شروط الاجحاف الذي يتم فرضها على الأمة……..فكل ما يعني هؤلاء هو العلف الذي يلوح به الحكام ليسيل به لعاب هؤلاء فيستحيل لديهم الحلال حراماً والحرام حلالاً.    طالع بقية المقالات على موقع صالح النعاميwww.naamy.net   بريد الكتروني Saleh1000@hotmail.com هاتف : 00970599404726

 

 

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.