TUNISNEWS
7 ème année, N° 2452 du 07.02.2007
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: بلاغ الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان –فرع القيروان: بيــــــــان نـواة: إعادة إلقاء القبض على قابيل الناصري…الإبن الرابع جريدة « الصباح »:محاكمة 8 شبان بتهمة الانضمام إلى تنظيم إرهابي يو بي أي: أحكام بالسجن بين 5 و 11 عاما بحق تونسيين اتّهموا بالاٍرهاب يو بي أي: حزبان تونسيان يستنكران بشدّة الحفريات الإسرائيلية قرب المسجد الأقصى الحياة: تساؤلات المستقبل في تونس بعد المواجهات الأخيرة الشروق: كــل القضايـا الخلافيــة مطروحة للنقاش عند بن علـــي الشرق الأوسط: وزير ليبي يرد على نظيره الجزائري بشأن قضية التأشيرة:مسؤول مغاربي ينتقد القرار «الارتجالي» بفرض تأشيرة على المغاربيين يو بي أي: تحليل: ليبيا تدقّ آخر مسمار في نعش اتحاد المغرب العربي جريدة « الصباح »:صناديق البريد في الأنهج والشوارع أخبار تونس: بمناسبة إحياء الذكرى التاسعة والأربعين لإحداث ساقية سيدي يوسف: الرئيس بن علي يوجه برقية تهنئة إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة و ا ج: ذكرى أحداث ساقية سيدي يوسف – الرئيس بوتفليقة يبرق للرئيس التونسي بمناسبة الذكرى 49 رويترز: مجلة تونسية تقول ان أكبر معمر في العالم تونسي الجنسية الصباح:المثقّفـون فــي «خمسـون»: البعـد العالمـــي والخصوصيــــة التونسيــــــة الصباح: في دراسة حول قطاع النسيج بتونس والمغرب ومصر والأردن: القرب من السّوق الأوروبية منقذ البلدان المتوسطية من أسعار دول آسيا الزّهيدة الصباح:في إحصاءات أوروبية أولية حول الاستثمار الأجنبي المباشر بدول جنوب المتوسط:إسرائيل تحـتكر اهتمام المستثمرين الأجانب وتستقطب 13 مليار دولار! سويس إنفو:المفوضية العليا للاجئين:لاجئو العراق يواجهون كارثة انسانية سويس إنفو:أمريكا أرسلت الكثير من الأموال إلى بغداد قبل تسليم السيطرة للعراقيين محمد العروسي الهاني: وقع وتأثير حرية التعبير مهما طال الزمان لها تأثيرها ولا بد لها من مفعول إيجابي حسين المحمدي :مؤتمر دولي حول الإرهاب في تونس…تكريما لرجال القاعدة مغاربيا؟ الهادي المثلوثي: إلى من لم يستوعب الدرس توفيق المديني: تطورالعلاقات الإفريقية – الصهيونية برهان غليون: لم أتهم الجزيرة ولا علماء الدين
(Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows (
أطلقوا سراح الأستاذ محمد عبو
أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين
33 شارع المختار عطية تونس 1001
الهاتف /الفاكس:71354984
Email: aispptunisie@yahoo.fr
07/02/7200
بلاغ
أعلمنا السيد محمد بن سعيدان الناصري أن أعوانا من فرقة أمن الدولة دخلوا منزله عنوة يوم الثلاثاء 06 فيفري 2007 و اختطفوا ابنه السجين السياسي السابق السيد قابيل الناصري من بين أفراد عائلته علما بأن إخوة قابيل الثلاثة حسان و حسني و عقبة وقع اتهامهم بتبني الفكر السلفي و هم بحالة إيقاف منذ فترة طويلة و أن اثنين منهما هما حسني و عقبة سيمثلان أمام الدائرة الجنائية يوم 13 فيفري 2007 لمقاضاتهما من أجل ذلك بينما وقعت إحالة أخيهما حسان الذي لم يتعدّ عمره سبعة عشر عاما على محكمة الأحداث.
و قد أصيب الأب بخيبة أمل و أصبح يعيش بحالة فزع منذ إيقاف ابنه الرابع بطريقة فضة و أقبل الجيران لمواساته واعتصموا معه بمنزله الكائن 14 بنهج السينيغال عدد 14 حي النجاح منزل بورقيبة كما تحول عدد من الحقوقيين المناضلين في شتى الجمعيات الحقوقية إلى المنزل لمواساة العائلة في مصابها خاصة و أن الأب يعتبر التهمة الموجهة لأبنائه تتعلق بعقيدتهم و ممارستهم لشعائرهم الدينية.
و قد سبق للشاب قابيل الناصري أن قضى حكما بالسجن لمدة سنتين و ثمانية أشهر و بالمراقبة الإدارية لمدة خمسة أعوام في ما عرف بقضية أريانة. و هي المجموعة التي تمت محاكمتها على خلفية نية إلتحاقها بالمقاومة العراقية. و تم الإفراج عنه في بداية شهر نوفمبر من سنة 2005 بمقتضى قرار سراح شرطي مع مجموعة من السجناء السياسيين إثر شنهم إضراب عن الطعام قبيل قمة المعلومات التي عقدت في تونس.
و بعد إطلاق سراحه وجد قابيل الناصري نفسه عرضة لملاحقات واعتداءات أعوان الفرقة المختصة ببنزرت الذين طلبوا منه الحضور بصفة دورية لمركز الأمن بدعوى الخضوع للمراقبة الإدارية. إلا أنه رفض الخضوع لهذا الإجراء التعسفي. بناء على هذا أصدر قاضي ناحية منزل بورقيبة يوم 4 جانفي 2006 حكما يقضي بسجنه مدة ثلاثة أشهر نافذة من أجل عدم الامتثال للتراتيب المتعلقة بالمراقبة الإدارية. و قد دخل قابيل في إضراب عن الطعام يوم 30 جانفي المنصرم للتنديد بالمضايقات التي يتعرض لها و كل أفراد عائلته التي تعرضت لعديد المضايقات من قبل فرقة أمن الدولة.
رئيس الجمعية
الأستاذ محمد النوري
أطلقوا سراح الأستاذ محمد عبو
أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين
33 شارع المختار عطية تونس 1001
الهاتف /الفاكس:71354984
Email: aispptunisie@yahoo.fr
07/02/7200
بلاغ
علمت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أن السجين السياسي السيد عبد اللطيف بوحجيلة يواصل إضرابه المفتوح عن الطعام منذ نوفمبر 2006 للمطالبة بإطلاق سراحه و قد عمدت السلطات السجنية إلى حقنه بمواد مغذية مرارا عديدة رغم إرادته و تخشى عائلته من أن يكون قد أصابه مكروه إذ لم تتمكن من زيارته منذ خمسة أسابيع لأن إدارة السجن امتنعت من تمكين أفراد العائلة من الزيارة دون ذكر سبب لذلك علما بأن السجين السياسي السيد عبد اللطيف بو حجيلة محاكم منذ 1998 بإحدى عشر سنة قضى منا ثماني سنوات بمختلف السجون التونسية وقد كانت أجريت عليه عملية جراحية لاستئصال أورام من الكلى و يشكو من مرض القلب و ضيق التنفس.
رئيس الجمعية
الأستاذ محمد النوري
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان –فرع القيروان
القيروان في 7 فيفري 2007
بيــــــــان
تعرض الأستاذ السيد الفارسي ، وهو كاتب عام لنقابة التعليم الثانوي بحاجب العيون ل »لإيقاف التحفظي » عن العمل ، وذلك اثر نقاش دار بينه وبين المدير الجهوي للتعليم بالقيروان لما كان هذا الأخير بصدد تنصيب مجلس المؤسسة بقاعة الأساتذة – في غياب الأساتذة – حيث حاول السيد الفارسي شرح الموقف النقابي الرافض لهذا المجلس بصيغته الحالية وذلك إلى حد استكمال التفاوض بين وزارة التربية والنقابة العامة للتعليم الثانوي.
وفرعنا الذي يستغرب التهم الموجهة للسيد الفارسي ومنها خاصة »اقتحام قاعة الأساتذة » والحال انه أستاذ يدخل القاعة متى شاء دون حاجة لاقتحامها ، يعبر عن مساندته لحق السيد الفارسي في التعبير عن رائه في كل ما يخص المؤسسة التربوية وكذلك حقه في ممارسة النشاط النقابي المضمون دستوريا وقانونيا .
كما يقف فرعنا إلى جانب أساتذة معاهد حاجب العيون الذين يدافعون عن حق زميلهم في العودة للعمل فورا وكذلك يعبر عن تضامنه مع كل التحركات التي اقرها المجلس الجهوي المنعقد بحاجب العيون بحضور النقابة العامة والاتحاد الجهوي للشغل والنقابة الجهوية .
كذلك نعتبر أن التصرفات التي أقدمت عليها هياكل وزارة التربية والتكوين والتي ترفض التعامل مع الهياكل النقابية الممثلة للأساتذة و التي تريد تكريس الأمر الواقع بالقوة والردع والحرمان من حق الشغل هي تصرفات منافية لأبسط الحقوق المدنية ، كما أنها تزيد من واقع الاحتقان داخل المدارس والمعاهد وتخالف ما يطمح له المواطن في مؤسسة تربوية تنشر داخلها قيم احترام الرأي والحوار البناء وتنبذ سلوك الردع والتجاوز والغطرسة .
عن هيئة الفرع
مسعود الرمضاني
إعادة إلقاء القبض على قابيل الناصري…الإبن الرابع
محنة عائلة الناصري
لقد تم اليوم إلقاء القبض على السجين السياسي السابق قابيل الناصري بعد أن قام أعوان من البوليس السياسي و الشرطة بانتهاك حرمة منزله العائلي بالقفز على السور واقتياده عنوة بعد أن قاموا بإهانة والديه و بث الرعب في المنزل.
و قد سبق للشاب قابيل الناصري أن قضى حكما بالسجن لمدة سنتين و ثمانية أشهر و بالمراقبة الإدارية لمدة خمسة أعوام في ما عرف بقضية أريانة. و هي المجموعة التي تمت محاكمتها على خلفية نية إلتحاقها بالمقاومة العراقية. و تم الإفراج عنه في بداية شهر نوفمبر من سنة 2005 بمقتضى قرار سراح شرطي مع مجموعة من السجناء السياسيين إثر شنهم إضراب عن الطعام قبيل قمة المعلومات التي عقدت في تونس.
و بعد إطلاق سراحه وجد قابيل الناصري نفسه عرضة لملاحقات واعتداءات أعوان الفرقة المختصة ببنزرت الذين طلبوا منه الحضور بصفة دورية لمركز الأمن بدعوى الخضوع للمراقبة الإدارية. إلا أنه رفض الخضوع لهذا الإجراء التعسفي. بناء على هذا أصدر قاضي ناحية منزل بورقيبة يوم 4 جانفي 2006 حكما يقضي بسجنه مدة ثلاثة أشهر نافذة من أجل عدم الامتثال للتراتيب المتعلقة بالمراقبة الادارية.
و قد دخل قابيل في إضراب عن الطعام يوم 30 جانفي المنصرم للتنديد بالمضايقات التي يتعرض لها و كل أفراد عائلته التي نكلت بها أيادي الفرقة الأمنية : فقد تم اعتقال إخوته الثلاث حسان و عقبة وحسني بموجب قانون مكافحة الإرهاب. ففي حين قـُضي على شقيقه الأصغر حسان، الذي لم يتجاوز سن العشرين، بثماني سنوات سجنا، لا يزال شقيقاه عقبة وحسني موقوفان في انتظار المحاكمة. هذا وتجدر الإشارة إلى ان صهرهم السيد بشير الفاتحي كان قد أمضى حكما بالسجن قبل أن يتم إطلاق سراحه.
وكانت عائلة الناصري التي حرمت من أبنائها الأربع قد خاضت العديد من إضرابات الجوع للمطالبة بإطلاق سراح أبنائها، و رفع المظلمة المسلطة عليهم، و للاحتجاج على سوء المعاملة التي يتعرض لها أبناؤهم داخل السجون التونسية.
قابيل الذي لم يـُمضي يوما على استجابته لطلب التوقف عن إضراب الجوع الذي تقدم له به وفد من مناضلي الجهة (الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين، فرع بنزرت للرابطة التونسية لحقوق الإنسان، جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي) خلال زيارة قاموا بها لمنزله البارحة إختطفه اليوم رجال الفرقة المختصة ببنزرت ليلحقوه ببقية إخوته و ليحرموا عائلة الناصري من أبنائها الأربع.
نواة
6 فيفري 2007
(المصدر: موقع نـواة بتاريخ 6 فيفري 2007)
محاكمة 8 شبان بتهمة الانضمام إلى تنظيم إرهابي
نظرت الدائرة الجنائية الثانية في جلستها المنعقدة يوم 6 فيفري 2007 في قضية تتعلق بتهمة الدعوى الى الانضمام لتنظيم ارهابي وارتكاب جرائم ارهابية واستعمال كلمة ورمز وقد مثل امام الدائرة 7 متهمين بحالة ايقاف اما المتهم الثامن فقد احيل بحالة سراح لكنه لم يحضر يوم الجلسة. وبالرجوع الى الوقائع فان الابحاث في هذه القضية انطلقت من طرف اعوان ادارة امن الدولة حيث تمكنوا من ايقاف 7 شبان في مقتبل العمر اشتبه في انضمامهم الى تنظيم ارهابي. وقد كشفت التحريات عن تورط شخص ثامن مع المجموعة المذكورة. وبعدما ختم باحث البداية التحرير عليهم احيلوا صحبة ملف القضية على انظار هيئة المحكمة الابتدائية بتونس فاصدرت النيابة العمومية بطاقات ايداع بالسجن ضد سبعة فيما ابقت الثامن بحالة سراح. وقد وجهت لهم دائرة الاتهام تهما تتعلق بقانون الارهاب. وبمثول المتهمين امس ذكرهم القاضي بوقائع القضية والتي تشير الى انهم سافروا الى سوريا ومنها الى العراق حيث تلقوا تدريبات على اسلحة (الكلاشنكوف) والرشاشات في معسكر بالبلد المذكور وكان ذلك سنة 2003 ولما سقطت بغداد عادوا الى سوريا ثم الى بلد مجاور لتلقي تدريبات عسكرية والعودة بعد ذلك للقيام باعمال تخريبية بتونس ولكن اعوان امن الدولة احبطوا مخططهم. وباستنطاقهم تبين ان احدهم درس الطب واخر تقني سامي واخر تاجر والبقية يمتهنون مهنا مختلفة وقد اجمعوا على انكار التهم المنسوبة اليهم ونفوا انضمامهم الى اي تنظيم ارهابي ولاحظ احدهم انه فعلا تحول الى العراق باعتبار انه يعمل تاجرا ويتنقل بين العراق وتركيا وسوريا وذكر انه في العراق طلب منه المشاركة في الدفاع عن تلك الارض كدرع بشري ونفى تلقيه اي تدريبات عسكرية. ونفى البقية انضمامهم الى تنظيم ارهابي او استعمالهم رمزا اواسماء لغاية التعريف بتنظيم ارهابي ونفوا تلقيهم اية تدريبات اوتخطيطهم للقيام باعمال تخريبية بالبلاد التونسية. ورافع المحامون وقد ارتكزت مرافعتهم على طلب البراءة في حق جميع المتهمين. وقد حجزت المحكمة القضية للتصريح بالحكم اثرالجلسة. صباح ـ ش (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 7 فيفري 2007)
أحكام بالسجن بين 5 و 11 عاما بحق تونسيين اتّهموا بالاٍرهاب
تونس / 7 فبراير-شباط / يو بي أي: قضت محكمة تونسية بسجن ثمانية تونسيين لمدة تتراوح مابين 5 و11 عاما بتهمة الدعوى اٍلى الاٍنضمام لتنظيم اٍرهابي واٍرتكاب جرائم « اٍرهابية« .
وقالت المحامية راضية نصراوي اليوم الأربعاء ليونايتد برس أنترناشونال اٍن هذه الأحكام صدرت في ساعة متأخرة من مساء أمس عن الدائرة الجنائية الثانية التّابعة للمحكمة الاٍبتدائية بتونس العاصمة.
وأوضحت أن المعنيين بهذه الأحكام هم سبعة شبّان سبق أن اٍعتقلتهم السلطات الأمنية،بينما المتّهم الثامن لم يحضر جلسة أمس حيث يتمتّع باطلاق سراح المشروط.
وأضافت أن المتّهمين أنكروا التّهم الموجهة لهم ،كما نفوا أمام القاضي اٍنضمامهم لأي تنظيم اٍرهابي،أو تلقيهم تدريبات عسكرية والتّخطيط لتنفيذ أعمال تخريبة في تونس.
وبحسب مصادر متطابقة،فاٍن هؤلاء الشبان سبق لهم أن سافروا اٍلى سورية عام 2003 ، ومنها تحوّلوا اٍلى العراق حيث تدرّبوا هناك على اٍستخدام الأسلحة،ثم عادوا اٍلى تونس بعد سقوط بغداد.
ولاحظت أن هذه المحكامة تأتي بعد أقل من أسبوعين من محاكمة مماثلة شملت 23 شابا تونسيا،حيث صدرت بحقّهم أحكام بالسجن تراوحت بين 5 و9 أعوام ،وذلك عملا بقانون مكافحة الاٍرهاب.
وكانت تونس أقرّت قانون مكافحة الاٍرهاب في العاشر من كانون الأول/ديسمبر من العام 2003 تحت اٍسم القانون المتعلّق بدعم المجهود الدولي لمكافحة الاٍرهاب ومنع غسل الأموال،حيث تمّ بموجبه متابعة ومحاكمة أكثر من 500 شاب تتراوح أعمارهم ما بين 25 و28 عاما بموجب هذا القانون، حيث صدرت أحكام ضد البعض منهم بالسجن لمدة تتراوح ما بين ثلاث وخمس سنوات.
حزبان تونسيان يستنكران بشدّة الحفريات الإسرائيلية قرب المسجد الأقصى
تونس / 7 فبراير-شباط / يو بي أي: أثارت الحفريات وأعمال التّنقيب الإسرائيلية بالقرب من مدخل الحرم القدسي الذي يضم المسجد الأقصى اٍحتجاج واستنكار الأحزاب السياسية التونسية التي وصفتها بالاٍعتداءات على ثالث الحرمين الشريفين.
وقال منذر ثابت الأمين العام للحزب الاٍجتماعي التّحرري (حزب معارض معترف به)اليوم الأربعاء ليونايتد برس إنترناشونال اٍنّه « يستهجن بشدّة الاٍعتداءات الإسرائيلية المتكررة على المسجد الأقصى ،وما رافقها من أساليب ملتوية وحجج واهية « .
واعتبر ثابت أن المحاولة الأخيرة لتدنيس المقدّسات ما هي اٍلا « حلقة جديدة في سياق التّعدي الفاضح على إرادة الشعب الفلسطيني ،وصفحة جديدة في سجل إسرائيل الزّاخر بإجراءات التّعدي الصارخ على مشاعر المسلمين« .
وكانت جرافتان اٍسرائيليتان قد شرعتا أمس في عمليات حفر وهدم بالقرب من حائط البراق بجانب المسجد الأقصى، قالت هيئة الأثار الاٍسرائيلية إنها تندرج في اٍطار بحثها وتنقيبها عن الأثار.
ودعا ثابت » الضمائر الحية والقوى الديمقراطية والاٍنسانية، وكافة مكوّنات المجتمع الدولي اٍلى تفعيل وقفتها التّضامنية مع الشعب الفلسطيني ،ودعم مسيرته النّضالية حتى تحقيق حلم دولته المستقلة،ولتبقى القدس رمز التّسامح بين الأديان« .
ومن جهته وصف حزب الوحدة الشعبية التونسي(حزب معارض معترف به) الحفريات الاٍسرائيلية في محيط المسجد الأقصى بأنها اٍستفزازية،وتندرج في اطار مخطط صهيوني متكامل الأبعاد هدفه تهويد القدس الشريف.
وأشار في بيان وزّعه اليوم الأربعاء حمل توقيع أمينه العام محمد بوشيحة اٍلى أنه يتابع ببالغ الاٍنشغال هذه الحفريات التي تستهدف فرض سياسة الأمر الواقع على الفلسطينيين والعرب من خلال اٍستغلال الوضع العربي الراهن الذي يتّسم بتشتت الصف العربي رسميا وشعبيا،وبروز بوادر اٍقتتال فلسطيني-فلسطيني.
واستنكر حزب الوحدة الشعبية هذه الحفريات التي « تندرج في اٍطار سياسات متعاقبة هدفها طمس الملامح الهوية الثّقافية والحضارية لفلسطين اٍنسجاما مع الأساطير والأكاذيب التي تريد الصهيونية أن تبرر من خلالها جرائمها في الحق الفلسطينيين والعرب« .
ودعا بالمقابل القوى الفلسطينية اٍلى الاٍبتعاد عن كل مظاهر التّوتر ،واٍلى التّمسك بالثّوابت الوطنية ،والنظام العربي الرسمي اٍلى التّنديد بالاٍستفزازات الاٍسرائيلية التي تنمّ عن الطبيعة العدوانية والاٍستعمارية للكيان الصهيوني.
وكانت الحفريات الاٍسرائيلية التي تواصلت اليوم قد أثارت غضب الفلسطينيين والعرب ، حيث اعتبرها العاهل الأردني الملك عبد الله قد تخرج عملية اٍحياء محادثات السلام بين العرب واٍسرائيل عن مسارها،بينما اٍستكرها العاهل المغربي الملك محمد السادس الذي يرأس لجنة القدس وقال اٍنها » تستهدف طمس معالم ورموز اٍسلامية وحضارية« .
يشار اٍلى أن اٍفتتاح اٍسرائيل المدخل الذي يقع عند النفق الأثري بالقرب من الحرم الشريف عام 1996 قد أثار اٍحتجاجات فلسطينية وأدى اٍلى وقوع اٍشتباكات قتل فيها 61 عربيا و15 جنديا اٍسرائيليا.
كما أثارت زيارة رئيس الوزراء الاٍسرائيلي السابق ارييل شارون للحرم القدسي عام 2000 الاٍنتفاضة الفلسطينية التي حملت اٍسم اٍنتفاضة الأقصى،علما وأن اٍسرائيل سبق لها أن ضمّت القدس بعد حرب 1967 في خطوة مازالت لا تحظى بأي اٍعتراف دولي.
تساؤلات المستقبل في تونس بعد المواجهات الأخيرة
صلاح الدين الجورشي (*) بعد توالي الإرهاصات، حصل في تونس ما كان يخشاه الكثيرون، حيث أعلن وزير الداخلية عن تمكن مصالح الأمن من القضاء على «مجموعة سلفية إرهابية». وعلى رغم أن التحقيق لا يزال متواصلا مع العناصر المسلحة التي تم اعتقالها بعد مرور أكثر من شهر على الأحداث، إلا أن معطيات عديدة تؤكد أن عددا من الشبان لجأوا إلى حمل السلاح في وجه السلطة، وكادوا أن يعيدوا إنتاج المشاهد نفسها التي عرفتها الجزائر والمغرب وموريتانيا ومصر والسعودية واليمن والأردن وغيرها من البلدان. وعلى رغم أن الأمن التونسي تمكن من إجهاض هذه العملية قبل تنفيذها، إلا أن ذلك لا يلغي القول بأن تونس انضمت عمليا إلى قائمة البلدان التي أصبحت مستهدفة من قبل ما يسمى «شبكات الإرهاب الإقليمية والدولية». والسؤال الذي لا يزال ينتظر الإجابة: بعد تصفية هذه المجموعة كيف سيتصرف النظام التونسي مستقبلا؟ مر المشهد الديني في تونس بتقلبات عدة خلال الخمسين سنة الماضية. فبعد الاستقلال، انقرض التعليم الزيتوني، وانحصرت ظاهرة التدين في صفوف الجيل الأول الذي ولد بعد الاستقلال، حيث فورة التحديث وصعود التيارات اليسارية والاشتراكية. في مطلع السبعينات شهدت تونس ميلاد حركة إسلامية على نمط «الإخوان المسلمين»، وعودة قطاع متزايد من الشباب إلى تدين ذي مضمون سياسي. وفي الثمانينات استطاعت النخبة الحديثة أن تؤثر نسبياً في خطاب الحركة الإسلامية التي تحولت مع الثمانينات إلى قوة ضاربة تهدد التوازنات السائدة، مما دفع بنظام الحكم إلى تبني نوع من صيغة «التصالح» مع خطاب الهوية، لكن سرعان ما انكمشت الظاهرة الدينية المسيّسة أو الاجتماعية طيلة التسعينات نتيجة الصدام العنيف الذي حصل بين السلطة وحركة النهضة، وتطبيق ما سمي بسياسة «تجفيف المنابع». مع مطلع الألفية الثانية، وتداعيات الحادي عشر من سبتمبر، شهدت تونس موجة تدين عارمة، لكنها مقطوعة الصلة أو تكاد بما سبقها من حيث طبيعة الخطاب ونوعية الثقافة. أما الخطاب فهو مجاف للديموقراطية أو غير معني بقضايا الإصلاح السياسي. وأما الثقافة الدينية فهي شديدة السطحية، تتشبث تحت غطاء السلفية وإصلاح العقيدة بكل ما هو شكلي وجزئي، معتبرة حجاب المرأة وأنماطاً من السلوك والتعبد وفتاوى الشؤون الفردية ذات أولوية قصوى. لكن بعد أن تحول العراق إلى مثال مرعب لسياسة «الفوضى غير الخلاقة» التي بشرت بها الإدارة الأميركية شعوب منطقة الشرق الأوسط، اكتسبت ظاهرة التدين الجديدة مزيدا من التعقيد، مما حولها إلى ظاهرة مركبة. حافظت ظاهرة التدين الجديد على عفويتها وعلى طابعها السلمي، وبذلك بقيت في عمومها ذات دلالات ثقافية واجتماعية محافظة. لكن جزءاً من الظاهرة، وتحديدا داخل دائرة أوساط شبابية، يفتقر للتجربة والخبرة والثقافة السياسية، ويتأثر بما يشاهده يوميا من مظاهر لا عقلانية لسياسة الولايات المتحدة الأميركية داخل العراق وفي المنطقة، مما نمى الرغبة لدى عدد من افراد هذه الفئة القليلة في الالتحاق بالمقاومة العراقية، وهي رغبة أخذت تتصاعد وتتسع تدريجيا. وهكذا شهدت السنتان الماضيتان محاولات كثيرة قام بها بعض الشبان، سعيا منهم للالتحاق بصفوف من يعتقدون بأنهم يشكلون «كتائب الجهاد». وقد كلفتهم هذه الرغبة الكثير، حيث يقبع حاليا المئات منهم في السجون التونسية بتهم لها صلة بقانون مكافحة الإرهاب. كما أن العشرات قضوا نحبهم في عمليات انتحارية نفذت داخل العراق، وفق ما ورد في أحد تقارير الجيش الأميركي. لكن هؤلاء الذين لم تتم مراعاة ظروفهم النفسية ولا سنهم أو تفاعلهم الطبيعي مع مأساة العراق، يتميزون بكونهم لم يفكروا في ممارسة العنف الداخلي، ولم يعرف عنهم أي سعي نحو رفع السلاح في وجه نظام الحكم. المستوى الثالث الذي أخذ يتشكل في إطار ضيق ومحدود حتى الآن، هو جنوح عدد قليل من الشبان التونسيين، نحو الالتحاق بصفوف تنظيم «القاعدة»، والتماهي مع خطابها ومنهجها في التغيير السياسي. هؤلاء لا يميزون بين ما يجري في العراق أو أفغانستان والصومال وبين ما يحصل في تونس. وهم يعتبرون أن العمل المسلح ضد النظام «جهاد». هؤلاء صنف جديد من «الجماعات» لم تعرفه الساحة التونسية من قبل. ولهذا السبب فوجئ الجميع بالمجموعة التي اشتبكت مع أجهزة الأمن والجيش، وسقط منها حسب الجهات الرسمية التونسية 12 قتيلا، وكثرت التساؤلات عن هويتهم الأيديولوجية وأهدافهم وارتباطاتهم الإقليمية والدولية. هنا يخشى أن تكون هذه المجموعة، إن ثبت كل ما يقال عنها، قد قررت الانتقال من «السلفية» كحالة ثقافية ودينية لازمت التاريخ الإسلامي، وإن اكتسبت في السنوات الأخيرة مضمونا موغلا في المحافظة والتشدد، إلى نشاط قتالي يضع حدا للخيار السلمي، ويمكن أن يعرض السلم الأهلي في تونس للخطر. فإن صح ذلك، تكون الحالة الدينية في تونس قد أصبحت ملغومة من داخلها، وهو أمر يتطلب خبراء في فك هذا النوع من الألغام، حتى لا تنفجر في وجه الجميع. في هذا السياق تجدر الإشارة إلى الجوانب التالية: * يقدر نشطاء حقوق الإنسان عدد المعتقلين في السجون التونسية الذين وجهت اليهم تهم لها صلة بقانون «مكافحة الإرهاب» بأنه يتراوح ما بين 850 وألف معتقل. أما الذين تم استجوابهم ثم أطلق سراحهم فقد يتجاوزون الثلاثة آلاف شخص. وتخشى الأوساط الحقوقية من أن تشهد الأيام والأسابيع القادمة توسعا في مجال الاعتقال التحفظي، وذلك في ضوء تواتر الأخبار والوقائع. وهذا من شأنه أن يحول المسألة إلى ظاهرة تمس قطاعا واسعا من الأسر والشرائح الاجتماعية، ولا تبقيها في دائرة مجموعات صغيرة ومعزولة. كما أن الخلط بين من حمل السلاح وبين من يؤمن بأفكار محافظة من شأنه أن يزيد المسألة تعقيدا، ويجعل من الصعب التعامل معها مستقبلا. * الوضع التونسي ليس منفصلا عما يشهده العالم العربي والإسلامي من تطورات خطيرة. وإذا كان المشرق العربي قد استشرت فيه ظواهر التفكك والتأزم، فإن المتأمل في أوضاع منطقة المغرب العربي يستشعر بأنها مرشحة لتشهد مزيدا من تكرار محاولات تشكيل مجموعات قتالية مرتبطة أيديولوجيا وربما تنظيميا بدوائر لها صلة بتنظيم «القاعدة». فاعتقال أو قتل عناصر متشددة هنا أو هناك، لا يعني شيئا كثيرا عند هذه الجماعات التي تمجد الموت، وتعمل من أجل توسيع دائرته. وما جرى في المغرب دليل على ذلك، إذ على رغم فشل عملية الدار البيضاء قبل ثلاث سنوات وتداعياتها السلبية على أكثر من صعيد، ها هي المحاولة تتكرر في الاتجاه نفسه وبالإصرار نفسه. * جماعات ما يسمى «السلفية الجهادية» لا تقف عند حدود عدم الاعتراف بالتعددية السياسية والفكرية لمختلف الأحزاب والتيارات الموصوفة بـ «العلمانية»، ولكنها لا تؤمن أيضا بمشروعية الاختلافات التي تشق صفوف الإسلاميين. فالسلفيون التونسيون لا يعترفون بحركة النهضة، ويرون فيها حركة سياسية تخلت عن «ثوابت الإسلام» واستبدلتها بخطاب ديموقراطي علماني، من دون أن تجني شيئا من وراء ذلك. كما أن الكثير منهم يجهل تاريخها وأدبياتها وحتى بعض رموزها. وبما أن السجون قد جمعت بينهم في الفترة الأخيرة، فقد اكتشف كل واحد منهم أنه غريب عن الآخر، ولا يجمع بينهم إلا قليل من المعتقدات. وهذا يعني أن المرشحين ليرثوا حركة النهضة جاءوا على أقصى يمينها. * الكرة الآن في ملعب النظام التونسي. والجميع يترقب الطريقة التي سيتعامل بها سياسيا مع هذه المستجدات. هل سيرى فيها مسألة عرضية تمت السيطرة عليها أمنيا، وبالتالي لا يوجد أي داع لتغيير أسلوب التعامل مع المعارضة ومنظمات المجتمع المدني «المشاكسة»؟ وهو ما يجعله يحتفظ بأسلوب العصا الغليظة بالنسبة الى الاسلاميين، بعد نجاحه في تقزيم حركة النهضة طيلة المرحلة الماضية، وتفكيك أواصرها وشل فعالياتها. هذا سيناريو من شأنه أن يزيد من فتح الأبواب أمام المغامرين. أما السيناريو الثاني، الذي يتمناه الكثيرون، فيتمثل في إطلاق قدر من الحريات، والاستفادة من تجارب دول الجوار. تجربة النظام المغربي الذي تمسك بالخيار الديموقراطي رغم تفجيرات الدار البيضاء. وتجربة الجزائر، حيث أدت صيغة الوئام المدني إلى تطويق النشاط المسلح، وإضعافه بشكل كبير. وتجربة موريتانيا التي رغم حرمان الإسلاميين من حق تشكيل حزب سياسي، إلا أن هامش الحركة لا يزال واسعا جدا أمامهم. وأخيرا التجربة الليبية التي – رغم صراع مرير استمر أكثر من ثلاثين عاما بين النظام وخصومه من الإسلاميين – فها هو بعد إطلاق سراح الدفعة الأخيرة من سجناء الإخوان المسلمين، يجتهد سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي ذو التوجه الإصلاحي في تفكيك لغم «الجماعة الليبية المسلحة». (*) كاتب وصحافي تونسي (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 7 فيفري 2007)
منذر ثابت لـ «الشروق»:
كــل القضايـــــا الخلافيـــــــة مطروحة للنقاش عند بن علـــــــي
* تونس ـ الشروق: دأبا على سنة الاستماع إلى مكوّنات المشهد السياسي الوطني والاستئناس بآرائهم ومقترحاتهم وتواصلا لعدد سابق من اللقاءات مع الأمناء العامين لأحزاب المعارضة التقى رئيس الدولة أوّل أمس السيد منذر ثابت الأمين العام للحزب الاجتماعي التحرري. ثابت قال لـ «الشروق» إنّه خرج من لقائه مع رئيس الدولة أكثر إيمانا وتطلعا بمستقبل فيه المزيد من التقدّم للبلاد. في ما يلي حوار خصّ به السيد منذر ثابت «الشروق» متحدثا عن أهم مضامين اللقاء وأبرز الدلالات والمعاني. * حظيتم بلقاء رئيس الدولة لأوّل مرّة منذ توليكم الأمانة العامّة للحزب الاجتماعي التحرري.. ما هي أبرز انطباعاتكم في أعقاب اللقاء؟ ـ وجدت الرئيس حداثيا في أفكاره وفي مواقفه متفتحا على كل الأفكار والتصورات، مرنا في التفاعل مع محدثه، له مسافة نقدية مقنعة تجاه الأحداث والقضايا وينظر إلى المستقبل بنظرة واقعية. وما لفت انتباهي لدى سيادته أنه متجاوز لمنطق الرضى عن النفس الذي غالبا ما يميز مسلكية رجل السلطة، فأهمية المنجز لديه حافز لرفع التحديات الهامة وضمان مستقبل مستقر وواعد، كما أن المسألة الديمقراطية تمثل لدى سيادته قناعة حقيقية بحيث أنها في فكره تتعدى مستوى الحوار، وقد أكّد سيادة الرئيس في هذا الصدد أنّه ضدّ منطق الإقصاء والتهميش وأنّه مع تشريك أوسع قطاعات المجتمع المدني والسياسي في كل ما يتعلق بالشأن العام، لكنّه في المقابل شدّد على مركزية الثوابت الوطنية التي يعتبرها مقدسات ويعتبر أنّ الوفاء لدماء الشهداء مسألة لا تقبل المضاربة أو المساومة خاصّة أنّ منطق الهيمنة يسود المحيط الدولي. كما وجدت لدى رئيس الدولة إيمانا عميقا بأهمية أن يكون الجميع في مستوى المسؤولية التاريخية تجاه مشاغل الوطن الحقيقية. وأكد سيادته أن السلطة مستعدة لكل الحلول الديمقراطية التي تحترم الثوابت مؤكدا يقينه بوجود أطراف تفتعل الاشكاليات وإيمانه بأنه ليس هناك أفكار وأحكام مسبقة في كل الملفات والقضايا المطروحة بما فيها قضية الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان التي عبّر رئيس الدولة عن اعتزازه بها كمكسب وطني، بل هناك ثوابت لابدّ من صيانتها لضمان بناء متين للمستقبل، فكل القضايا الخلافية ـ لدى سيادته ـ مطروحة للنقاش لأن المصلحة العليا لتونس تبقى فوق كل الاعتبارات. * إلى جانب المسألة الديمقراطية ومركزية الثوابت الوطنية… ما هي المسائل الأخرى التي تم التطرّق إليها خلال اللقاء؟ ـ قضية تطوير المشهد الإعلامي وخاصة المشهد السمعي والبصري أخذت حيزا مهما من اللقاء، وأشار سيادته بأن العناصر الإيجابية الموجودة في المرحلة الراهنة تبقى دون المطلوب، وهو يؤكّد أنّه لا وجود لأي موانع لإقرار المزيد من التعدّدية على المشهد الإعلامي عبر تعدد القنوات التلفزية والإذاعيّة. رئيس الدولة يعتبر أن حلّ معضلة الإعلام يمرّ عبر إقرار التعددية في وسائل الإعلام وإقرار المنافسة بينها كما أن جودة الانتاج الإعلامي لا يحتاج إلى قرار بل يحتاج إلى مبادرة ويحتاج إلى حالة تعددية تفرز النوع. كما يعتبر سيادته أن التوصل إلى مشهد إعلامي مقنع يقي الرأي العام مما تروّجه فضائيات الايديولوجيا الدعائية الهادمة تحد كبير. بالإضافة إلى ذلك وجدت لدى سيادته انشغالا حقيقيّا بقضيّة الشباب من مختلف المستويات وخاصة من حيث ضمان تشريكه وتثقيفه وتأطيره وفي المقام الأوّل قضية التشغيل، وفي هذا الصدد يرى الرئيس أن تأطير الشباب مهمة مشتركة من أجل ضمان وقايته من الهامشية الفكرية، وقد عبّر سيادته عن تأسفه لوجود شباب ينزلق في مطبات الانحراف وقال أنه علينا جميعا أن نعالج الظواهر الشبابية ونتعاطى معها بكل واقعيّة مشددا على ضرورة التوقي من المخاطر الموجودة على شبكة الانترنات مشيرا إلى أنه يوجد على هذه الشبكة ما هو كفيل بتدمير مستقبل شعب شاب كالشعب التونسي. كما وجدت سيادته مهتما بنشاط حزبنا مؤكدا على ضرورة الحرص على توخي العمل الجاد من أجل معالجة الإرث المثقل بالتفكك الذي طبع نشاط الحزب في الفترة الماضية. وعبر لي سيادة الرئيس عن رضاه بما شرعت فيه القيادة الجديدة للتحرري من عملية بناء وتصحيح مشجعا وداعما لمزيد تطوير الصورة الجديدة التي بدأت ترسم حول الحزب كحزب وطني ديمقراطي معتدل يراهن على الحوار والوفاق ويفسح المجال للطاقات الجديدة لأن تبرز وتعبر عن ذاتها من خلال الأطر الحزبية. وأكّد سيادته على ضرورة الإقناع والتفاعل مع الرأي الآخر وعدم التسرع في اتخاذ المواقف والقرارات لأن الحكمة في أن يأتي الآخر إلى مواقفك وهو مقتنع بصحتها وصوابها. * أجرى الحوار: خالد الحداد (المصدر: صحيفة « الشروق » (يومية – تونس) الصادرة يوم 7 فيفري 2007)
وزير ليبي يرد على نظيره الجزائري بشأن قضية التأشيرة مسؤول مغاربي ينتقد القرار «الارتجالي» بفرض تأشيرة على المغاربيين
الجزائر: بو علام غمراسة انتقد أمين عام «مجلس شورى اتحاد المغرب العربي» بشدة، قرار السلطات الليبية فرض التأشيرة رعايا دول الاتحاد، ودعا الزعيم الليبي معمر القذافي إلى العدول عن الإجراء الذي كان وزير الداخلية صالح رجب، قال إنه سيدخل حيز التنفيذ قريبا، ويهدف إلى «محاربة الهجرة السرية». وقال سعيد مقدم أمين عام المجلس، إنه «يأسف كثيرا للقرار (فرض التأشيرة) غير المسؤول وغير الناضج وغير المبرر، الذي صدر عن الجماهيرية الليبية والذي فاجأنا كثيرا»، مشيرا إلى أن فرض التأشيرة على مواطني دول الاتحاد «نعتبره عرقلة لحرية تنقل الأشخاص والبضائع في الفضاء المغاربي الواسع، ونلتمس من القائد الليبي التراجع عنه». وبشأن المبررات التي ساقها الليبيون بشأن التأشيرة، قال أمين عام مجلس الشورى الذي يوجد مقره بالجزائر، لـ«الشرق الأوسط»: «لقد صادق قادة الدول الخمس على معاهدة تأسيس الاتحاد (بمراكش في 1989) وكان القذافي واحدا منهم، حيث وافق على الانضمام إلى تكتل جهوي وبالتالي على قوانينه، فالمعاهدة إذن أسمى من القوانين الوطنية، وإذا تجاوزها يعني أنه تنصل من تعهداته». وكان وزير الداخلية الليبي صالح رجب قال الأربعاء الماضي، على هامش اجتماع وزراء الداخلية العرب بتونس، إن ليبيا قررت فرض تأشيرة الدخول إلى أراضيها على كل الأجانب، وأن ذلك يشمل أيضا دول المغرب العربي ومصر. وقال إن القرار «سيادي يهدف إلى محاربة الهجرة السرية». لكن وزير الخارجية الليبي محمد عبد الرحمن شلقم قال الليلة قبل الماضية، في تصريحات لقناة الجزيرة، إنه سيتم إعفاء التونسيين من شرط التأشيرة، مشيراً الى أن تونس من الشركاء الاقتصاديين الرئيسيين لليبيا، وهناك ما يصل الى 30 الف شخص يعبرون الحدود بين البلدين. وأعلنت مصادر قريبة من الحكومة الجزائرية، أن الجزائر ستواجه القرار وفق مبدأ المعاملة بالمثل. كذلك، قال وزير الداخلية الجزائري نورالدين يزيد زرهوني اول من امس، ان القرار الليبي ستكون له تداعيات على اتحاد المغرب العربي. وفيما بدا ردا على هذا التعليق، قال شلقم الليلة قبل الماضية: «قبل ان يتحدث الوزير عن العواقب، من الأحسن الاشارة الى ان الحدود بين الجزائر والمغرب ما تزال مغلقة». (المصدر: صحيفة « الشرق الأوسط » (يومية – لندن) الصادرة يوم 7 فيفري 2007)
تحليل: ليبيا تدقّ آخر مسمار في نعش اتحاد المغرب العربي
من الجمعي قاسمي
تونس / 7 فبراير-شباط / يو بي أي: لم يكن ينقص أجواء التّشاؤم التي تخيّم على العواصم المغاربية بسبب تراجع فرص تفعيل اتّحاد المغرب العربي،سوى القرار الليبي الأخير بشأن فرض التّأشيرة على رعايا دول هذا الاٍتّحاد الذي يعاني من التّعطيل منذ عام 1994.
وبالتّزامن مع هذا القرار الليبي الذي فاجأ الأوساط الرسمية والشعبية في منطقة المغرب العربي،عادت جبهة البوليساريو اٍلى التّهديد باللّجوء إلى السلاح لاٍحباط تمرير المشروع المغربي بشأن الحكم الذاتي للصحراء الغربية،الأمر الذي دفع أغلب المراقبين إلى وصفه بأنه آخر مسمار يدق في نعش الاٍتّحاد المغاربي .
ولم يتردّد محمد بوشيحة الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية التونسي (حزب معارض معترف به) في الإعراب عن اٍستغرابه من القرار الليبي،لاٍعتبارات عديدة منها توقيته الذي جاء في مرحلة دقيقة تمرّ بها المنطقة المغاربية.
وقال بوشيحة ليونايتد برس أنترناشونال اٍن هذا القرار الذي يأتي في الوقت الذي تتولّى فيه ليبيا رئاسة اٍتّحاد المغرب العربي « لا يخدم شعوب المغرب العربي،بقدر ما يساهم في مزيد تعطيل مسيرة بناء اٍتّحاد المغرب العربي،ويكرّس من عوامل الفرقة بين شعوبه وأقطاره« .
وكانت ليبيا قد تسلمت قبل أكثر من عامين رئاسة اٍتّحاد المغرب العربي من الجزائر التي تولت هذه الرئاسة منذ عام 1994 تاريخ اٍنعقاد آخر قمة بتونس،حيث فشلت في عقد قمة منذ ذلك الوقت بسبب تجميد المغرب لعضويته في الاٍتّحاد عام 1995 ،وبسبب طلب العقيد القذافي الذي رفضت بلاده تسلم رئاسة الاٍتّحاد،تأجيل القمة مرتين.
و ساهمت هذه التّطورات التي تعكس حجم الخلافات بين دول الاٍتّحاد (تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا وليبيا) في تعثر مسيرة هذا الاٍتّحاد الذي تأسس في السابع عشر من فبراير/شباط من عام 1989 ليكون تكتّلا اٍقتصاديا قويا قادرا على تمكين دول المنطقة من مواجهة تحديات العولمة.
كما أعرب بوشيحة عن أسفه لهذا القرار ،واٍعتبر أن إعادة النّظر فيه ضرورية من أجل تمتين عرى التّعاون والصّداقة والاٍندماج الحقيقي بين سكان المغرب العربي،ومن أجل الدّفع قدما باٍتّجاه بناء مغاربي موحّد يكفل لهذه المنطقة مكانة بين الأقطاب العالمية الأخرى.
وكان وزير الأمن العام الليبي صالح رجب المسماري قد أعلن في مطلع الشهر الجاري أن ليبيا ستفرض قريبا تأشيرة دخول على كل الرعايا العرب في خطوة قال اٍنها تستهدف محاربة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.
وقد أثار هذه الإعلان ردود فعل متباينة،حيث في الوقت الذي لزمت فيه أغلب العواصم المغاربية الصمت،اٍعتبره وزير الداخلية الجزائري نورالدين يزيد زرهوني يضر بالجهود الهادفة اٍلى تعزيز الروابط بين دول اٍتحاد المغرب العربي.
وقال زرهوني في تصريح نشرته الصحف الجزائرية أمس الثلاثاء « إذا كانت ليبيا ترى أن القرار ضروري لأمنها فهذا قرار سيادي،ولكن هذا الأمر قد تكون له تداعيات على المقاربة المشتركة لبناء المغرب العربي. ».
ورغم أن وزير الداخلية الجزائري قد أشار بوضوح اٍلى أن بلاده لن تردّ بالمثل على القرار الليبي قبل التّأكد منه عبر القنوات الدبلوماسية،فاٍن ذلك لم يمنع وزير الخارجية الليبي محمد عبد الرحمن شلقم من الردّ عليه بالقول « قبل أن يتحدّث الوزير عن العواقب من الأحسن الإشارة اٍلى أن الحدود بين الجزائر والمغرب ما تزال مغلقة« .
وأضاف شلقم الذي دافع عن قرار بلاده،أنه سيتم اٍعفاء التونسيين من شرط التأشيرة لأن « تونس من الشركاء الاٍقتصاديين الرئيسيين وهناك ما يصل اٍلى 30 اأف شخص يعبرون الحدود بين البلدين« .
ودفع هذا السّجال المرشّح للمزيد من التّفاعل،المراقبين إلى إثارة الكثير من علامات الاٍستفهام حول طبيعة العلاقات بين الجزائر وليبيا،على ضوء التّقارير التي تشير إلى نوع من الفتور بين البلدين بسبب موقف العقيد القذافي الداعي اٍلى إنشاء فيدرالية للطوارق في الصحراء الكبرى،وهو الموقف الذي يبدو أنه أثار حفيظة الجزائر.
وترى الجزائر التي لم تخف غضبها من هذا الموقف أنها لم تشهد أي تمرّد من الطوارق الذين يعيشون فيها ويحملون جنسيتها،كما تقول اٍنها الوسيط الدائم بين طوارق الدول المجاورة وحكوماتهم.
وبالتّوازي مع هذا السّجال،جاءت التّهديدات الجديدة لجبهة البوليساريو باللّجوء إلى السلاح لإفشال تمرير مشروع الحكم الذّاتي المغربي في الصحراء الغربية ليعكس عمق الأزمة التي يتخبّط فيها اٍتّحاد المغرب العربي الذي سيحتفل بذكرى 18 لتأسيسه بعد عشرة أيام.
وكان محمد سالم ولد السّالك وزير خارجية جبهة الساقية الحمراء ووادي الذّهب (البوليساريو) ، قد هاجم بشدة هذا المشروع المغربي الذي نال ثقة فرنسا ،واٍعتبره لاغيا وباطلا لأنه ينتهك الشرعية الدولية .
كما هدّد ولد السالك الذي اعتبر أن اٍستقرار منطقة المغرب العربي يمر من خلال إعطاء الشّعب الصحراوي حقوقه،باللجوء إلى كل الوسائل بما فيها السلاح في حال تمادي المغرب في رفض الاٍعتراف بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.
ولم تفلح الاٍتّصالات المكثفة التي شهدتها العواصم المغاربية منذ عام 1994 في تجاوز هذه الخلافات والتوترات التي تعرفها العلاقات الثنائية بين الدول الأعضاء ،وخاصة منها الخلاف المغربي-الجزائري حول الصحراء الغربية،والتوتر بين ليبيا والجزائر،وذلك على الرغم من تأكيد كافة العواصم المغاربية على أنها تعتبر الاٍتّحاد المغاربي\ »خيارا استراتيجيا« .
لذلك،يرى مراقبون أنه على ضوء بقاء القمة المغاربية معلقة منذ العام 1994،وعدم توصل القادة المغاربة اٍلى صيغة لكسر الحاجز الذي يحول دون اٍجتماعهم لتسوية النّزاعات والخلافات التي تقف حجر عثرة في طريق تفعيل الاٍتّحاد المغاربي،فاٍن القرار اللّيبي الأخير قد يكون بمثابة المسمار الأخير في نعش هذا الاٍتّحاد الذي تحوّل من مطلب شعبي مغاربي اٍلى مطلب أوروبي وأمريكي أملته التّطورات الاٍقتصادية الدولية المتسارعة.
صناديق البريد في الأنهج والشوارع
رغم التحولات النوعية التي شهدها قطاع البريد في جملة من المستويات على مستوى الخدمات والمكاتب البريدية وغيرها من الجوانب التي اتسمت بالحداثة والسرعة في الانجاز واعتماد الاعلامية وامتلاك ناصيتها في نسبة كبيرة من الخدمات المسداة للمواطنين.. رغم كل هذا فإن البريد لم يعط العناية الكافية لصناديقه الموضوعة في الشوارع والأنهج، بل أنها حافظت على طابعها القديم، مما جعلها لا تشاهد أحيانا وسط الأنهج. فهل تتولى مصالح البريد الاهتمام بهذا الجانب وتطوير هذه الصناديق وذلك بابراز أماكنها واعطائها شكلا آخر يتناسب وقيمة الخدمات التي تسديها للمواطنين؟ انتداب مفتشي شرطة تعتزم وزارة الداخلية والتنمية المحلية فتح مناظرة الدخول إلى المدرسة الوطنية لتكوين مفتشي شرطة لانتدابهم في مرحلة موالية بسلك الأمن الوطني والشرطة وذلك بعنوان السنة الدراسية 2008-2007 وتهم المناظرة الذين أتموا السنة الرابعة من التعليم الثانوي وفق التشريع الجاري به العمل أو السنة السابعة من التعليم الثانوي وفق نظام التعليم السابق وكذلك المحرزين على شهادة تكوين منظرة بهذا المستوى والمتحصلين على شهائد في مجال الاعلامية والرياضة واللغات وتتراوح أعمارهم بين 20 و24 سنة وقد حددت فترة قبول الترشحات بين 5 و24 فيفري الجاري. القروض الشخصية بعد ما راج من أخبار حول التوجه نحو مراجعة شروط إسناد القروض الشخصية المسندة من صندوق التقاعد والحيطة الاجتماعية بضبط المهلة الفاصلة بين الحصول على قرض وآخر بسنتين أفادتنا بعض المصادر المطلعة أن المراجعة غير واردة وغير مطروحة وتتم الموافقة على هذه القروض وفق المقاييس المتداولة. 120 فرصة استثمارية اكثر من 120 فرصة استثمارية سيتم عرضها خلال الملتقى الجهوي الاول للاستثمار واحداث المجمعات في قطاع الصناعات التقليدية بولاية صفاقس الذي سينظمه مركز اعمال صفاقس مع الديوان الوطني للصناعات التقليدية. وفيات الامهات تشير احصائيات وزارة الصحة العمومية لسنة 2006 الى ان نسبة وفيات الامهات تقدر بحالي 43 على كل مائة الف مولود حي وهو رقم مرتفع اذا ما اخذنا بعين الاعتبار توفر البنية التحتية للخدمات الصحية وسهولة الوصول اليها وعيادات مراقبة الحمل (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 7 فيفري 2007)
بمناسبة إحياء الذكرى التاسعة والأربعين لإحداث ساقية سيدي يوسف
الرئيس بن علي يوجه برقية تهنئة إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة
بمناسبة إحياء الذكرى التاسعة والأربعين لإحداث ساقية سيدي يوسف غدا الخميس 8 فيفرى الجاري وجه الرئيس زين العابدين بن علي إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية الجزائرية برقية في ما يلي نصها : » يطيب لي ونحن نحيي الذكرى التاسعة والأربعين لإحداث ساقية سيدي يوسف المجيدة أن أعرب لفخامتكم باسمي وباسم الحكومة والشعب التونسي عن اخلص مشاعر الإخوة والتقدير وأطيب التمنيات لكم بموفور الصحة والسعادة وللشعب الجزائري الشقيق باطراد التقدم والازدهار في ظل قيادتكم الحكيمة. وإذ نقف اليوم إكبارا وإجلالا لأرواح شهدائنا الأبرار الذين ضحوا بحياتهم في سبيل الحرية والكرامة نبارك باعتزاز مسيرة التكامل والتآزر بين بلدينا ونثمن الإرادة الخيرة التي تحدونا جميعا لمواصلة دعم وتوطيد عرى التعاون والتضامن بين شعبينا الشقيقين. ان امتزاج دماء الشعبين التونسي والجزائري في أحداث الساقية سيظل على الدوام علامة مضيئة في تلاحم النضال المشترك ونبراسا تقتدي به أجيالنا القادمة في عملها الدؤوب لبناء الغد الأفضل. و لا يسعني بهذه المناسبة الخالدة إلا أن أؤكد لفخامتكم مجددا عزمنا الراسخ على مواصلة العمل سويا من اجل مزيد تمتين العلاقات الأخوية المتميزة بين بلدينا والارتقاء بها إلى أرفع مستويات التكامل والاندماج لتحقيق طموحات شعبينا الشقيقين والمضي قدما نحو استكمال بناء صرح اتحاد مغربنا العربي لما فيه خير ومصلحة شعوب المنطقة. وتفضلوا فخامة الرئيس والأخ العزيز بقبول خالص عبارات الود والتقدير ». (المصدر: موقع « أخبار تونس » (رسمي) بتاريخ 7 فيفري 2007)
ذكرى أحداث ساقية سيدي يوسف:
الرئيس بوتفليقة يبرق للرئيس التونسي بمناسبة الذكرى 49
الجزائر – و ا ج – بعث رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة برقية إلى الرئيس التونسي زين العابدين بن علي بمناسبة إحياء البلدين للذكرى 49 لاحداث ساقية سيدي يوسف أكد من خلالها بان تلك الأحداث تشكل وقفة يستلهم منها الشعبان الشقيقان « عبرا في التضامن و التآزر » .
وجاء في برقية رئيس الجمهورية: » يطيب لي بمناسبة إحياء شعبينا الشقيقين للذكرى التاسعة والأربعين لأحداث ساقية سيدي يوسف الخالدة في سجل تاريخ كفاحنا المشترك أن أزف باسم الجزائر شعبا وحكومة وأصالة عن نفسي أطيب التهاني الأخوية الصادقة إليكم وإلى سائر أبناء الشعب التونسي الشقيق داعيا المولى جل وعلا أن يديم عليكم نعمة الصحة والهناء وأن يمد شعب تونس الحبيب يد العون لمواصلة الرقي والإزدهار تحت قيادتكم الرشيدة ». – وأضاف الرئيس بوتفليقة- » إننا لنقف بهذه المناسبة الغالية إجلالا وترحما على أرواح شهدائنا الأبرار الذين امتزجت دماؤهم الزكية في تلك الملحمة البطولية وفي ذلك اليوم المشهود « .
واستطرد رئيس الدولة قائلا » إنها وقفة يستلهم منها شعبانا الشقيقان عبرا في التضامن و التآزر ويجددان العهد على تمتين عرى الإخاء والتعاون القائمة بين بلدينا بما يخدم تنمية كل منهما ويحقق التكامل بينهما ». وأضاف رئيس الجمهورية في هذا الصدد « إننا وفاء منا لتضحيات شهدائنا الابرار نجدد حرصنا الكبير وعزمنا الراسخ على تثمير الروابط التاريخية بين الجزائر وتونس ». وخلص الرئيس بوتفليقة في برقيته » أدعو الله القدير ان يكلل جهودكم الموصولة بالنجاح وأن يسدد خطاكم لما فيه خير الشعب التونسي الشقيق وعزته« .
(المصدر: وكالة الأنباء الجزائرية بتاريخ 7 فيفري 2007)
الرابط: http://www.aps.dz/ar/pageview.asp?id=146680
مجلة تونسية تقول ان أكبر معمر في العالم تونسي الجنسية
تونس (رويترز) – طالبت مجلة تونسية يوم الاربعاء موسوعة جينيس للارقام القياسية باعادة النظر في معلوماتها بخصوص أكبر معمر في العالم زاعمة انه تونسي وعمره 127 عاما. وقالت مجلة الملاحظ الاسبوعية « علي بن محمد العامري من جهة مارث بالجنوب التونسي هو الأكبر سنا في العالم وعمره 127 عاما ومازال بصحة جيدة وقادر على المشي وذاكرته حية ». ودعت المجلة موسوعة جينيس التي تقول ان الامريكية اليزابيث بولدون (116 عاما) هي أكبر معمرة الى تصحيح معلوماتها. ونقلت الملاحظ عن العامري قوله أن السر في بلوغ هذا السن مع الاحتفاظ بصحة جيدة هو ممارسة المشي اضافة الى انه يقطن على ضفاف البحر ويكثر من تناول الاسماك. وبوفاة الاكوادورية ماريا اسثر دي كابوفيلا عن 116 عاما صنفت الامريكية بولدون أكبر معمرة في موسوعة جينيس. (المصدر: وكالة رويترز بالعربية بتاريخ 7 فيفري 2007)
اللجنة المشتركــة التونسية-القطرية تجتمـــع قريبـــا في الدوحـــــة..
تونس- الصباح قالت مصادر مطلعة لـ«الصباح» إن تونس وقطر تتهيآن منذ فترة لعقد اجتماعات اللجنة العليا المشتركة في الدوحة.. وأوضحت مصادرنا التي فضلت التكتم على هويتها، أن الاجتماعات ستعقد بإشراف وزيري خارجية البلدين، حيث سيترأس الوفد التونسي إلى قطر، السيد عبد الوهاب عبد الله، وزير الشؤون الخارجية.. ومن غير المستبعد، أن يتم خلال هذه الاجتماعات، التوقيع على اتفاقيات لتعزيز العلاقات الثنائية، سيما في القطاعات الاقتصادية والتجارية.. اللافت للنظر، أن اجتماعات اللجنة المشتركة، ستلتئم في غياب تمثيل ديبلوماسي تونسي في الدوحة، بعد قرار تونس قبل أكثر من شهرين، سحب تمثيلها الديبلوماسي بسبب أحد برامج قناة «الجزيرة» الذي اعتبرته الحكومة تحريضيا.. وكانت اتصالات ثنائية حصلت بين الحكومتين لاستئناف العلاقات الثنائية، لكن تطورات عديدة حصلت ربما كانت سببا في تأجيل فتح السفارة التونسية في الدوحة.. ولا يستبعد أن تكون اجتماعات اللجنة العليا التونسية-القطرية في الدوحة، مناسبة لعودة التمثيل الديبلوماسي التونسي إلى قطر.. من جهة أخرى، ينتظر أن تناقش اللجنة العليا المشتركة، ملف مصفاة الصخيرة ، التي عبرت مؤسسة قطر للبترول عن نيتها الدخول كمستثمر ثان إلى جانب ليبيا، حيث يفترض أن تحسم اجتماعات اللجنة هذا الموضوع بصورة نهائية.. صالح عطية (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 7 فيفري 2007)
المثقّفــــون فــي «خمســـون»: البعـــد العالمـــي والخصوصيــــة التونسيــــــة
في مسرحية «خمسون» او «أجساد رهينة» رؤية للجانب المعارض من المثقفين التونسيين على مدى الخمسين سنة الماضية يمكن ترجمتها الى ثلاثة اجيال متعاقبة، الجيل الاول من المثقفين الذين رافقوا بناء الدولة الحديثة ولم يلتزموا بطروحاتها ورؤيتها لصياغة مجتمع تونسي جديد على اثر حصول البلاد على استقلالها والجيل الثاني الذي ظهر في النصف الثاني من الستينات وانضم الى الفكر الماركسي او التروتسكي او الماوي، او التحق بالحزب الشيوعي الذي يميل الى اشتراكية الاتحاد السوفياتي وقد شكل اليسار التونسي في منظمات وجمعيات ابرزها الافاقيون اما الجيل الثالث الذي تبلور في الثمانينات والتسعينات يجمع مثقفين يساريين او مثقفين اسلاميين بعضهم اختار طريق التطرف الديني وبعضهم الاخر تبني العمل المسلح وارتحل الى افغانستان وبعض ثالث تحول الى ارهابي رأينا افرادا من هذا النوع يتحرك فجأة في تونس في الاسبوع الاخير من شهر ديسمبر ويستعمل السلاح فلاقى التصدي على جميع المستويات ومن طرف كل القوى الفاعلة. واذا ما تأملنا في المسار العام للمسرحية وفق طرحها الفكري والسياسي فاننا نجد ان تونس ليست متفردة بذلك بل ان كل البلدان العربية قد مرت من هذا الدرب، فما اليسار الا حركة ايديولوجية اشتراكية عالمية ذات تلوينات مختلفة لارتباطها بالمناهج الفكرية على الطريقة السوفياتية او على الطريقة الصينية وربما كانت مرتبطة بالفكر الماركسي الصفوي. وما الحركات الاسلامية بكل توجهاتها الاصولية او المتطرفة او الارهابية الا ذات ابعاد عالمية اتخذت مراجع لها من سيد قطب الى اسامة بن لادن او من «الاخوان المسلمين» الى القاعدة. وبالتالي فان المسرحية لا تبحث فقط في اوضاع المعارضات التونسية بل هي تعطي فكرة عن اوضاع المعارضات العربية وربما الافريقية والآسيوية دون ان ننسى ان الغرب ايضا عرف نفس المسار منذ الحرب العالمية الثانية الى اليوم مع اختلاف في طرق المواجهة والتصدي من جانب السلط الحاكمة التي باعتمادها الديموقراطية تمكنت من تدجينها او فسح المجال امامها للوصول الى الحكم او ممارسة الشراكة السياسية معها. وبالتالي فان الادانة الجماعية التي نستشفها من المسرحية لا تعني فقط ادانة توجهات اليسار والتطرف الديني التي ظهرت في تونس بل تعني ادانة نفس التوجهات المماثلة او الشبيهة بها التي ظهرت في البلاد العربية وفي الكثير من بلاد العالم والفشل الحاصل لم يسجل تونسيا بل هو فشل عالمي مرتبط باسباب تتبلور وفق مصالح القوى العظمى هذه التي بنفوذها الكبير وقوتها الاقتصادية والعسكرية قادرة على ان تصنع الحركات السياسية بكل انواعها وقادرة على توجيهها وتنميتها ومساندتها وضربها ايضا عندما تنتهي منها وترى انها لا تستجيب لمصالحها كما انها هي التي تصنع المفاهيم وتصنع المصطلحات لكل العالم. وما جرى في البلاد العربية وفي البلاد الافريقية كما هو واضح لكل العيان هو الذي جرى في تونس مع اختلافات بسيطة ناتجة عن اختلافات اجتماعية واقتصادية هي التي تكون وراء بلورة الاولويات وصياغة الحلول والتحركات. لكن المسرحية لم تبحث في البعد العالمي لمجريات الامور في تونس، وقد لاحظنا ان المسرحية لا تدين القوى العظمى المتسببة في الكثير من المآسي، ولم تشر بوضوح الى دور الغرب والولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي سابقا في ظهور اليسار ونموه ثم تركه يتخبط في الضياع لصالح الحركات الاسلامية التي ساعدت على نشأتها ونموها عالميا الولايات المتحدة لتضرب بها الاتحاد السوفياتي وتضرب بها مختلف الحركات اليسارية بما فيها اليسار العربي المؤمن بالوحدة العربية من وجهة نظر اشتراكية او وجهة نظر ليبرالية ثمخ انقلب عليها بعد ان هنئت بسقوط الاتحاد السوفياتي وبعد ان احست انها اصبحت خطرة جدا على الانظمة السياسية الحاكمة التي تساندها.. وعلى اسرائيل وعلى الولايات المتحدة الامريكية نفسها. ولم نحس بان المسرحية تدين الخارج الاوروبي والخارج الامريكي باستثناء في لحظة واحدة لما اوضحت ان «أمـل» ابنة اليساري المنهار تبنت الفكر المتطرف في فرنسا وتلقت دروسها الاولى من فرنسي مسلم تحول الى حركي متطرف.
وحتى عندما اشارت المسرحية الى ان التطرف الديني في البلاد العربية والاسلامية لم يشتد عوده الا بعد ان زار شارون رئيس الحكومة الاسرائيلية قبل سنوات قليلة القدس ووطأت قدماه ارض بيت القدسي تحديا لمشاعر كل المسلمين.
والحقيقة ان التطرف الديني لم يقو جانبه الا بانسداد افق القضية الفلسطينية وانسداد كل الابواب لفشل المفاوضات السلمية العلنية والسرية وهو ما يعني تواصل الاحتلال الاسرائيلي للأرض الفلسطينية العربية. كما انه لا يمكن بحال ان تنسى المسرحية ولو بشكل تلميحي ان العراق لم يكن فضاء للارهاب ولا للتطرف من اي جهة كانت الا بعد ان ذهبت اليه الولايات المتحدة ودمرت دولته القائمة واحتلته وعملت بشكل او بآخر على تقسيمه سياسيا وفكريا واثارة النعرات المذهبية والطائفية العرقية التي تمكن النظام العراقي اللائيكي من تجميده عشرات السنين. والولايات المتحدة فعلت ذلك بعد ان كانت المساند الرئيسي للرئيس صدام حسين كما هي المساند الرئيسي للكثير من الانظمة العربية. ولذا فان ادانة الارهاب يجب ان يكون لادانة كلية لاي جهة تمارسه وفي كلمة كان لا بد من ادانة اسباب الارهاب، وكل الذين يقفون وراءه وسعوا الى مساندته وتنميته بالاحتلال وبسياسة القمع والاذلال. قد يقول قائلا: انت تطالب بمسرحية اخرى فأقول: ابدا فلقد كانت «خمسون» زاخرة بالكلام وبالحكايات والسرد والوصف والرواية.. وكان يمكن من داخل هذا الكلام ان نحس بان الاحتلال هو أساس كل المصائب وليس فقط زيارة شارون.. او تشويه صورة الرسول (ص) في اعمال كاريكاتورية. كما ان المسرحية ادانت اليسار والحركات الاسلامية بكل انواعها يمينا ويسارا تطرفا وارهابا.. ولكن كان عليها ان تدين المثقفين الذين يتظاهرون بالعلمانية والعقلانية في كتبهم وفي ابداعاتهم ولهم ارتباطات بالخارج ويتحركون وفق مصالح الولايات المتحدة واسرائيل فهؤلاء ايضا هم اليوم من قبيل التطرف، وهم مساهمون بشكل او بـآخر في تدمير شعوبهم من الداخل وفي تغطية حقائق الاحتلال بل هناك من يستعدي الخارج على وطنه ويركب الدبابات والطائرات الاجنبية لاسقاط نظام بلده وادخال البلبلة في شعبه وهو ما حدث في العراق الجريح وهو ما يمكن ان يحدث في اي بلاد عربية اخرى لوجود اولئك الذين لا يقلون خطرا عن المتطرفين الدينيين وان التحفوا بفكر يدّعي العقلانية ولا هو بعقلاني. وتبقى المسرحية متميزة. محمد بن رجب (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 7 فيفري 2007)
في دراسة حول قطاع النسيج بتونس والمغرب ومصر والأردن:
القرب من السّوق الأوروبية منقذ البلدان المتوسطية من أسعار دول آسيا الزّهيدة
تونس ـ الصباح: عرفت كل من تونس والمغرب ومصر والاردن على اثر انهاء العمل بالاتفاقيات متعددة الالياف مع السوق الاوروبية في جانفي 2005 تراجعا في صادراتها من النسيج نحو هذه السوق بسبب دخول المنتوجات الاسيوية وخاصة الصينية والهندية في منافسة مباشرة مع منتوجات هذه الدول على مستوى الاسعار. ويلعب قطاع النسيج دورا رئيسيا في حركية التجارة الخارجية لتونس والاردن والمغرب ومصر والتي لديها اتفاقيات شراكة مع الاتحاد الاوروبي وقد انكب البنك العالمي من خلال دراسة صدرت مؤخرا على تقسيم نقاط قوة وضعف قطاع النسيج بهذه البلدان الاربعة امام المنافسة الآسيوية في السوق الاوروبية وعلى متابعة لتطور اداء صادرات النسيج نحو السوق الاوروبية. وتكمن نقاط قوّة المنتوجات الآسيوية للنسيج في تنافسيتها على مستوى الأسعار أمام منتوجات تونس والمغرب حيث أنّ تكلفة اليد العاملة في هاتين الأخيرتين تصل إلى أربع أضعاف تكلفة اليد العاملة بالصين أو بالهند هذا إلى جانب ارتفاع أسعار القماش الناتج عن حماية متشدّدة للصناعة المحلية وعدم اندماج السوق التونسية والمغربية مع تلك الأوروبية ويعني ذلك إزالة الحواجز الديوانيّة أمام سلع كلّ من الطرفين. في المقابل يتقارب معدّل كلفة اليد العاملة بقطاع النسيج في تونس والمغرب مع دول أوروبا الشرقية الخارجة عن الاتحاد الأوروبي مثل تركيا ورومانيا وبلغاريا، إلاّ أنّ هذه الأخيرة لاقت نجاحا في تنمية صادراتها من منتوجات النسيج في سوق الاتحاد الأوروبي وذلك بفضل الإصلاحات الاقتصادية المنجزة في هذه البلدان والتي تهدف إلى تعميق الاندماج الاقتصادي مع الاتحاد الأوروبي مقابل تطوّر بطيء للإصلاحات الاقتصادية لكل من تونس والمغرب حسب البنك العالمي. وعلى عكس تونس والمغرب، تتقارب تكلفة اليد العاملة في قطاع النسيج بالأردن ومصر مع اليد العاملة الآسيوية إلاّ أنّ العامل المشترك بين تونس والمغرب ومصر والأردن الذي يعيق تنافسية منتوجاتها من النسيج يتمثّل في التكلفة المتأتية من اللوجيستيك والمتمثّلة في ارتفاع أسعار النّقل عند التصدير وتوريد المواد الأوّلية هذا إلى جانب طول استغراق الإجراءات الإدارية للخدمات الديوانيّة والموانئ حسب البنك العالمي. فعلى سبيل المثال يتمّ وسق ما بين 50 و60 بالمائة من الصادرات الصناعية للأردن عن طريق ميناء حيفاء بإسرائيل وليس بميناء العقبة بالأردن وذلك رغم أنّ تكلفة الخدمات بإسرائيل أعلى من تلك في الأردن ب40% إلاّ أنّ المصدّرين الأردنيين يفضّلون عبور سلعهم عن طريق ميناء حيفاء لأنّ المدّة التي تستغرقها البضاعة بهذا الميناء منذ وصولها وإلى غاية شحنها في السّفن تدوم ما بين 17 و22 يوما مقابل معدل ما بيل 30 و33 يوما بميناء العقبة بالأردن. ويساهم تشدّد الاتحاد الأوروبي في تحديد منشأ المنتوجات الصناعية في الرّفع من تكلفة انتاج النسيج والانتاج الصناعي عموما بالنسبة للمنتوجات المروّجة بالسوق الأوروبية القادمة من تونس والأردن والمغرب ومصر فقاعدة المنشأ المعمول بها على ضوء اتفاقيّة الشّراكة الأورومتوسطيّة تحدّ من عملية البحث عن مواد أوّلية بأسعار تنافسيّة من بلدان غير تلك المنضمّة إلى اتفاقيّة الشراكة الأورومتوسطية للتبادل الحر. وتسعى حاليا تونس والمغرب إلى التفاوض بشأن التخفيف من شروط قاعدة المنشأ للرّفع من تنافسية المنتوجات المحلية بالسوق الأوروبية حسب ذات الدراسة. استغلال القرب الجغرافي شهد قطاع توزيع منتوجات النسيج بالاتحاد الأوروبي في السنوات الأخيرة تغيرا جذريا في طرق التزوّد فبعد أن كانت المحلاّت التجاريّة تعدّ مخزونا من البضاعة قبل بداية الموسم عن طريق إصدار طلبيّات ضخمة ممّا يكلّفها أعباء الخزن وخسارة في حال نهاية الموسم دون نفاذ المخزون أصبحت مسالك التوزيع بالسوق الأوروبية تمرّر طلبيات صغيرة ومتتالية على منتوجات النسيج وهو ما يتطلّب مرونة وسرعة تلبية الطلبات وآجال تسليم قصيرة للبضاعة وهذه الشروط قد يوّفرها عامل القرب الجغرافي لتونس والمغرب ومصر والأردن من السوق الأوروبية على عكس البلدان الآسيوية. وللاستغلال الأمثل لعامل القرب الجغرافي يقترح البنك العالمي على تونس والمغرب ومصر والأردن مزيد إدخال الإصلاحات على القطاع اللوجستيكي على غرار خدمات الموانئ والديوانة والنقل البحري. ومزيد الاندماج الجغرافي بالتكثيف في إقامة اتفاقيات مناطق التبادل التجاري الحر مع الدول المجاورة وخاصة التي لها اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوروبي. نبيل الغربي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 7 فيفري 2007)
في إحصاءات أوروبية أولية حول الاستثمار الأجنبي المباشر بدول جنوب المتوسط:
إسرائيل تحـتكر اهتمام المستثمرين الأجانب وتستقطب 13 مليار دولار!
تونس – الصباح تشير توقعات أوروبية أولية اصدرتها مؤخرا مؤسسة تابعة للاتحاد الاوروبي مختصة في النهوض بالإستثمار الأجنبي الى ان الدول المتوسطية العشرة شريكة الاتحاد الاوروبي (الجزائر، المغرب، تونس، مصر، لبنان، الأردن، اسرائيل، تركيا، سوريا والسلطة الفلسطينية) سجلت نموا في الإستثمارات الأجنبية العام الماضي الى 43.5 مليار دولار مقابل 30 مليارا العام السابق. وتستأثر اسرائيل بثلث هذه الإستثمارات تقريبا حيث انه وبدون اعتبار اسرائيل فإن هذه الأموال ارتفعت فقط الى 30.3 مليار دولار مقابل 24.5 مليار دولار سنة 2005، حسب ارقام ذات المصدر الذي استعان بتقريرالكنوساد (هيئة الامم المتحدة للتجارة الخارجية والتنمية) الأخير حول الإستثمار الأجنبي في العالم. وهو ما يدعو الى التساؤل حول مدى نسبية عامل الامن و الإستقرارالذي يشترطه المستثمر الأجنبي عند أخذ قراره الإستثماري. وحسب ذات المصدر فإن تونس تاتي ضمن المجموعة الأخيرة المستقطبة للإستثمار الأجنبي المباشر العام الماضي بنحو 1.15 مليار دينار (نحو 780 مليون دولار) مع سوريا (500 دولار). في المقابل قد تناهز رؤوس الأموال التي استقطبتها المغرب العام الماضي الـ2.3 مليار دولار.وتترأس القائمة اسرائيل بحجم استثمارات تناهز الـ13.2 مليار دولار. ويشهد الاستثمار الأجنبي المباشر في الدول المتوسطية العشرة شريكة الاتحاد الاوروبي نموا متسارعا في السنوات الثلاث الأخيرة فسّره خبراء أوروبيون في دراسة حول الإستثمار الأجنبي بالمنطقة بإغراءات مشاريع الطاقة المستقبلية بالمنطقة، بتوفر الأموال العربية بفضل عامل البترول او ما يعرف «بالبترودولار» وتغيير وجهتها بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 الى الأسواق الناشئة بعد ان كانت متمركزة في الأسواق الاوروبية والامريكية وبتنامي وعي المستثمرين بآفاق الأعمال بالدول الصاعدة بالإضافة الى مشروع ترشح تركيا لعضوية الاتحاد الأوروبي وما يعنيه ذلك من فرص تحرير الإقتصاد التركي وما لذلك من وقع ايجابي على مناخ الأعمال بهذا البلد الذي يعتبرمزودا استراتيجيا للسوق الأوروبية الهامة فضلا عن تحسّن مؤشّر مستقبل الأعمال بالمنطقة المتوسطية مستفيدة من اتفاقيات الشراكة مع الاتحاد الأوروبي وآفاق اقامة منطقة تبادل بين دول الاتحاد الأوروبي وشركائه جنوب المتوسط محرّرة من الحماية الجمركية بحلول 2010. ويلاحظ ان مصادر الإستثمار الأجنبي المباشر الجغرافية بالمنطقـة هي اوروبية رغم منحى التقهقـر الـذي طبـع هـذا المصـدر منـذ سنتـين (42 بالمائة للاوروبيين من إجمالي قيمة الإستثمارات الأجنبية المباشرة بالمنطقة في السنتين الأخيرتين مقابل 50 بالمائة في العامين السابقين) كما ان هناك تغيّرا في تركيبة باقي مصادر الإستثمارات المباشرة ليصبح العرب الخليجيين ثاني المستثمرين بالمنطقة متقدمين بذلك على الولايات المتحدة. وتستأثر إسرائيل وتركيا بصفة عامة لوحدهما بنصف هذه الإستثمارات لتاتي بعدها دول المشرق تليها الدول المغاربية على مستوى قيمة الإستثمارات. ويهتم المستثمرون خاصة بمجالات الاتصالات والطاقة وفي درجة ثانية بالمشاريع البنكية والسياحية والعقارية والصناعات الكيميائية. وما يثير الإنتباه التقارب التدريجي بين حصص الاستثمارات الأجنبية المباشرة على مستوى العدد في منطقة اوروبا الشرقية (10 دول) المنضمة الى الاتحاد الأوروبي والمنطقة المتوسطية فبعدما كانت حصة المنطقة الأولى 72 بالمائة والثانية 28 بالمائة عام 2002 تطورت هذه الحصص الى 54 بالمائة لاوروبا الشرقية و46 بالمائة للمنطقة المتوسطية وهو ما يؤكد ان اوروبا الشرقية و بعد انضمامها الى الاتحاد الأوروبي اصبحت اقل استقطابا للاستثمارات الأجنبية التي تبحث عن كلفة المشاريع الدنيا. حالة فريدة ويمكن اعتبار اسرائيل حالة فريدة في المنطقة المتوسطية حيث تطغى على محفظة استثماراتها الأجنبية المباشرة مشاريع التكنولوجيا الحديثة وصناعة الأجهزة المعلوماتية والمكونات الإلكترونية والتي يتم تمويلها عبر اقتناءات المستثمرين الأمريكيين للشركات الإسرائيلية المختصة في الصناعات التكنولوجية والمحدثة عن طريق آلية تمويل «السيكار» (شركات استثمارية ذات رأسمال مخاطر) وهي شركات استثمارية تدخل في رأسمال مشاريع التكنولوجيا في بدايتها على ان تخرج منها عند تثبيت خطى هذه المشاريع ببيع مساهماتها بهذه المشاريع الى العموم في البورصة. نوعية هذه المشاريع المزدهرة في اسرائيل الى حد مقارنتها بعدد السكان توحي لقراءة اكثر عمقا لهذا الإختيار الإستراتيجي حيث ان التمكن من التكنولوجيا والإستفادة القصوى من آليات التمويل (السيكار) المشجعة على إقامة مثل هذه المشاريع التكنولوجية وتسخير الميزانيات اللازمة (4.8 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي الإسرائيلي) لتطوير التكنولوجيا الحديثة يعكس الى حد كبير مدى الاهتمام بالمستقبل والتسابق على افتكاك المكانة التي تجعل من المالك للتكنولوجيا الحديثة والمتمكن منها المسير والمسيطر على اقتصاديات الرقعة الجغرافية التي ينتمي اليها على الأقل الى حد السيطرة على العالم وهو حال الولايات المتحدة هذه الساعة.. وربما حال اسرائيل لكن بصفة ضمنية. وتاتي اسرائيل في المرتبة السادسة عالميا على مستوى الوجهات المفضلة للمشاريع التكنولوجية المحوّلة لموقع الانتاج بعد ايرلندا، الهند، بريطانيا والمانيا حسب أحدث الإحصائيات المتوفرة عن منظمة التجارة العالمية. وتمثل التكنولوجيا العالية 12 بالمائة من ناتج اسرائيل المحلي ويتم تصدير 80 بالمائة من منتوجات هذا القطاع. ويتمثل أبرز المستثمرين باسرائيل في الولايات المتحدة، بريطانيا، المانيا، فرنسا وسويسرا. وتتمثل ابرز الشركات التكنولوجية القائمة باسرائيل في « انتال »، «سيمنز»، «ا-ب-م»، «موتورالا»، «سيسكو»، «غوغل» و«ميكروسوفت» استراتيجية وحسب ذات المصدر فإن تونس تستأثر بالنسبة العليا في الإستثمارات التي تقل قيمتها عن الـ50 مليون أورو الى 80 بالمائة مقابل 76 بالمائة في المغرب، 75 بالمائة للسلطة الفلسطينية، 66 بالمائة في اسرائيل، 63 بالمائة في سوريا، 62 بالمائة في الجزائر، 58 بالمائة في الأردن، 52 بالمائة في تركيا، 46 بالمائة في لبنان و44 بالمائة في مصر وذلك في الفترة 2003-2005. وتكمن ميزة الإستثمارات الأجنبية في تونس بتنوع مجالاتها وهو ما يؤشر الى تنوع تركيبة الإقتصاد التونسي وعدم اقتصاره على قطاع واحد وهو ما يفتح المجال الى عدد اكبر من الإستثمارات الأجنبية التي تتطلع الحكومة التونسية الى ان ترتقي الى 5 بالمائة من الثروات التي ينتجها الإقتصاد الوطني مقابل ما يناهز 3 بالمائة حاليا. ولعل من اهم ما يقال عن مخطط الإستثمار الأجنبي في تونس هو الإستراتيجية الإستثمارية المتبعة عبر التكوين والإنتقال الى التكنولوجيا رغبة من الحكومة في جذب انشطة البحث والتطوير للشركات العالمية الى تونس وهي رؤية تترجم استباقا لعوامل القوة الإقتصادية مستقبلا… عائشة بن محمود (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 7 فيفري 2007)
تونس في :06 فيفري 2007 سيمينار الذاكرة الوطنية:
مع سي عبد العزيز بوراوي, أحد الرواد النقابيين الأوائل (الحلقة الثانية)
عندما أجرينا مع السيد عبد العزيز بوراوي, أحد رواد الحركة النقابية, الحلقة الأولى يوم السبت 27 جانفي 2007, تبين لنا مدى كثافة المعلومات ودقتها والتي أدلى بها حول بدايات الحركة النقابية في بلادنا وتم ذلك طوال أربع ساعات وقد توقف السيد بوراوي حول أنشطة المنظمة العمالية حتى اغتيال الزعيم فرحات حشاد. ونظرا للأهمية البالغة لرصيد المعلومات التي لم يدلي بها بعد حول الأحداث النقابية والمخاضات العسيرة التي عرفتها البلاد, ارتأينا دعوة السيد بوراوي في حلقة ثانية لسمينارات الذاكرة الوطنية للحديث حول تداعيات اغتيال الزعيمين فرحات حشاد والهادي شاكر, ثم ملابسات إعلان الاستقلال والتوقف مليا حول هذا العام العظيم سنة 1955, كما جاء في إحدى تعليقاته, ثم الانشقاق الحاصل في صلب الحركة النقابية وإعلان الوفاق سنة 1957, ولا شك أن هاته الأحداث الجسام التي عاشها السيد بوراوي, تكتسي استثناء بارزا في صيرورة المنظمة الشغيلة ومنعرجاتها الفاصلة يومئذ. ومن هذا المنطلق فإن ما سوف يدلي به السيد عبد العزيز بواروي حول هاته الملفات, سيمدنا بمعلومات فاعلة ومهمة جدا, شأنها شأن الحلقة الأولى, باعتباره أحد الفاعلين الحاسمين في هاته الفترة الدقيقة في مسارات الحركة النقابية في بلادنا. والدعوة مفتوحة للجميع ابتداء من الساعة التاسعة صباحا في المقر الجديد بالمؤسسة المذكور أسفله. الأستاذ عبد الجليل التميمي