الأربعاء، 31 مارس 2010

TUNISNEWS

 9ème année, N°3599 du 31.03.2010

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادقشورو

وللصحافي توفيق بن بريك

ولضحايا قانون الإرهاب


المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية :تقرير شهر مارس 2010

منظمة « مراسلون بلا حدود »قضايا ملفّقة وحملة تنكيل بالإعلام المستقل قضية جديدة ملفّقة

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:لطفي الداسي من جديد أمام القضاء ..بتهمة:   » التضامن  »  ..!

حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:السجين نزار الجميعي ..ضحية أخرى للإهمال ..

السبيل أونلاين:الشاب عصام بن جنات يتعرض للإيقاف وتوجه له الإهانات والشتائم

كلمة:رسالة إلى ساركوزي من أجل إطلاق سراح بن بريك

الطريق الجديد:شرطة الانترنات تغلق موقع « وات تي في » وتواصل الاستخفاف بذكاء التونسيين

كلمة:إحالة تلميذ علي قاضي الطفولة علي خلفية تحركات معهد 18جانفي

كلمة:القبض على قاتلي عوني الشرطة بمدينة سوسة

صفاقس : مسلسل التنكيل بمعلم يتواصل

 كلمة:مداهمات واعتقالات إثر عملية سطو على سائحين في جندوبة

صلاح الجورشي :هل شارك بورقيبة في اغتيال فرحات حشاد؟

الطريق الجديد:قضايا البلاد المصيرية لا يجوز أن تنفرد أية جهة بمعالجتها

الموقف:فتحي الرّحماني: هوامش على متن مشروع دستور الأستاذ أحمد نجيب الشّابّي

حركة التجديد:دعــــــــوة

النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بمكثر:و يتواصل تعنت الإدارة في معهد حشاد بمكثر

الاتحاد المحلي للشغل بمنزل بوزيان:إعــــــــــــلام

الاتحاد المحلي للشغل بمنزل بوزيان:بيــــــــــــــــان حول القدس

وات:الوزير الأول يستقبل المفوض الأوروبي المكلف بشؤون التوسعة وسياسة الجوار الأوروبية

وات:السيد ستيفان فول: « العلاقات بين تونس والاتحاد الأوروبي علاقات متينة ونموذج يحتذى بالنسبة لبلدان المنطقة الأخرى »

  

كمال بن يونس:تمهيدا لاتفاق «الشريك المميز» تونس تتقدم بوثيقة تعاون لبروكسيل

خميس بن بريّـك:تونس-الاتحاد الأوروبي: هل تتعثر المفاوضات بشأن الشريك المتقدم؟

الموقف:الجزائر كسبت « معركة الشعير » وتونس خسرتها

الصباح:5 آلاف طفل تونسي يعانون من السكري.. والإشهار أبرز المتهمين

فتحي العابد:أيام زمان

د. كمال عمران :الحي الشعبي… للإبداع (الجزء 2)

 نصرالدين السويلمي:الوجه الآخر « لأزمة » إسلام أون لاين..

عبدالسلام المسدّي :خلع الأبواب المفتوحة

محمد كريشان:ردود الافعال على مقترح عمرو موسى

منير شفيق :الصهيونية أمام مفترق طرق

القدس العربي:امريكي يعترف بالتخطيط لقتل مجموعة من السود بينهم اوباما


(Pourafficher lescaractèresarabes suivre la démarchesuivan : Affichage / Codage /ArabeWindows)To read arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


 

 منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

فيفري 2010


المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية البريد الالكتروني marced.nakabi@gmail.com تونس في  31 /03 / 2010

تقرير شهر مارس 2010


 تقديم : يشمل هذا التقرير على اهم الاضرابات والتحركات الاحتجاجية التي نفذها العمال والنقابيون في تونس طيلة شهر مارس  2010 وكذلك دعوات الاضراب خلال شهر افريل 2010 وقد قسمنا  ابواب هذا التقرير الى 6 ابواب رئيسية  وهي –         اضرابات –         اعتصامات ووقفات احتجاجية –         شارات حمراء ولفت نظر –         اضرابات في الافق –         نضالات من اجل حق الشغل –         المرصد  ونضالات خارج الحدود  وقد اعتمدنا في صياغة هذا التقرير على ما نشر في مختلف وسائل الاعلام الوطنية سواء كانت مكتوبة او الكترونية  وكذلك على مصادرنا الخاصة  وما وصل الينا مباشرة ونامل من الهياكل النقابية الوطنية والجهوية  تسهيل وصولنا الى المعلومة  . ان هذا التقرير هو باكورة جهد جماعي لنقابيين صادقين متطوعين  هدفهم نشر  اخبار االنضالات النقابية بدقة وشفافية  وتسهيل  وصولها الى قاعدة عريضة  من الراي العام  عبر استعمال امكانيات الفضاء الاعلامي الالكتروني الواعد في انتظار امكانية  طبع هذه التقارير  ان توفرت الفرصة . ونستغل هذه الفرصة لنشكر كل من امدنا  بمعلومة  ووضع ثقته في المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية. 1 – اضرابات *مركز الاعلامية بوزارة المالية : نفذ اعوان وموظفو مركز الاعلامية بوزارة المالية يوم 1 /03 / 2010 اضراب عن العمل للمطالبة بالزيادة في الاجور  وتسوية بعض الامور الترتيبية. * شركة اكسيكو للخياطة بالمنستير :  اضرب يوم 3 /03 / 2010 عمال وعاملات شركة اكسيكو للخياطة بجمال – المنستير للمطالبة بمنحة الانتاج لسنتي 2008 و 2009 وزي الشغل لسنوات 2007 – 2009 وملحق الزيادة في الاجور  اضافة الى صرف الاجور في موعدها . *المعهد الثانوي ببرقو- سليانة : نفذ اساتذة المعهد الثانوي ببرقو يوم 5 /03 / 2010 اضراب بساعة احتجاجا على تعرض استاذة الى اعتداء في محيط المعهد . *مؤسسات التعليم الثانوي بتاجروين : دخل يوم 09 /03 / 2010 اساتذة المدارس الاعدادية والمعاهد الثانوية في معتمدية تاجروين في اضراب عن العمل احتجاجا على تعرض الكاتب العام للنقابة الجهوية للتعليم الثانوي الى عنف لفظي وشتم من طرف احد مديري المدارس الاعدادية بالجهة. * مؤسسات التعليم الثانوي بمكثر:  نفذ اساتذة التعليم الثانوي بمكثر يوم 10 / 03 / 2010 اضراب بساعتين احتجاجا على ما يتعرض له الاساتذة من تشويه واعتداءات متكررة . * المعهد الثانوي 7 نوفمبر ببوعرادة – سليانة اضرب اساتذة المعهد الثانوي 7 نوفمبر بسليانة يوم 10 /03 / 2010 لمدة ساعة احتجاجا على اقتحام مخمور حرمة المعهد . *الشركة التونسية للتامين واعادة التامين  نفذ اعوان شركة ستار يوم 11 / 03 / 2010  اضرابا عن العمل للمطالبة باحترام الحق النقابي ومراجعة منحة التنقل للاعوان غير المكلفين بخطط وظيفية  وتنفيذ النقاط الواردة في محضر جلسة 30مارس و2 افريل 2009 . * المستشفى الجهوي بنقردان : نفذ اعوان المستشفى الجهوي ببنقردان اضرابا عن العمل يوم 15 / 03 / 2010 لمدة ساعة احتجاجا على تصرفات طبيب النساء تجاه ممرضة . * بلدية ام العرايس –قفصة : دخل يوم 29 /03 / 2010 عملة الحضائر ببلدية ام العرايس في اضراب بمقر العمل احتجاجا على المماطلة والتسويف في تسوية وضعيتهم وادماجهم حسب الاتفاقيات السابقة. 2 – اعتصامات ووقفات احتجاجية : * شركة المغرب للاغذية بقرمبالية : دخل عمال وعاملات شركة المغرب للاغذية بقرمبالية في اعتصام بمقر العمل ابتداء من يوم 2 /03 / 2010 للمطالبة بفتح المؤسسة من جديد بعد ان تم غلقها دون احترام الاجراءات القانونية الجاري بها العمل . * المدرسة الاعدادية خيرالدين باشا  بسيدي بوزيد : نفذ يوم 10 /03 / 2010 اساتذة المدرسة الاعدادية خيرالدين باشا بسيدي بوزيد اعتصاما بمقر العمل احتجاجا على قرار تحويل المؤسسة الى مدرسة اعدادية  نموذجية . * المدرسة الاعدادية بالروحية : نفذ اساتذة المدرسة الاعدادية بالروحية يوم 10 /03 / 2010 وقفة احتجاجية لمدة 20 دقيقة احتجاجا على تعرض استاذة الى عنف لفظي من قبل ولي تلميذ . * الادارة الجهوية للتكوين بسيدي بوزيد : نفذ اعضاء النقابة الاساسية للتعليم الثانوي بمنزل بوزيان رفقة بعض اعضاء النقابة الجهوية في اعتصام بمقر الادارة الجهوية للتكوين بسيدي بوزيد يوم 19 /03 / 2010 للمطالبة ببناء سور للمدرسة الاعدادية بهنشير القلال . * مؤسسة يونايتد فاشيان للنسيج بقصر السعيد : دخل عمال وعاملات مؤسسة يونايتد فاشيان للنسيج بقصر السعيد في اعتصام مفتوح بمقر العمل منذ يوم 23 /03 /2010 احتجاجا على طرد الكاتب العام للنقابة الاساسية و39 عاملة اخرى تعسفيا . 3 – شارات حمراء ولفت نظر * شركة تيماب تونس بقابس : حمل اعوان شركة تيماب تونس بقابس والمختصة في الصناعات الكيمياوية الشارة الحمراء يوم 1 مارس 2010 احتجاجا على ايقاف اطار سامي عن العمل بتهمة ارتكاب اخطاء مهنية . * بلدية نفطة : حمل يوم 04 /03 / 2010 عملة الحظائر ببلدية نفطة الشارة الحمراء احتجاجا على استثنائهم من تطبيق القرار القرار الرئاسي  المحدد لجدول زمني  لانتدابهم  . * بنك الدم بجندوبة : حمل اعوان بنك الدم بجندوبة الشارة الحمراء لمدة 3 ايام ابتداءا من يوم 09 / 03 2010 احتجاجا على عدم حصولهم على منحة التنقل لسنتي 2008 و2009 . * النقابة الاساسية للديوان الوطني للتطهير بنابل : اصدرت النقابة الاساسية للديوان الوطني للتطهير بنابل يوم 05 / 03 / 2010 بيانا في شكل لفت نظر احتجاجا على تصرفات المدير الجهوي تجاه الاعوان . * مؤسسة سان ماركو للخياطة بسيدي ثابت – اريانة : حمل عمال وعاملات مؤسسة سان ماركو للخياطة بسيدي ثابت الشارة الحمراء يوم 22 /03 / 2010 للمطالبة بتوزيع لباس الشغل وتمكين العملة من منحة الانتاج لسنة 2009 . * مؤسسة بينوتون للخياطة بالساحلين – المنستير : حمل عمال وعاملات مؤسسة بينوتون للخياطة بالساحلين الشارة الحمراء يوم 29 /03 / 2010 احتجاجا على طرد نائبين نقابيين من العمل لاسباب تادبية حسب الادارة . 4 اضرابات في الافق : *مؤسسة ستيل للخياطة بالقلعة الكبرى – سوسة : يدخل عمال وعاملات مؤسسة ستيل للخياطة بالقلعة الكبرى في اضراب يومي 1 و2 افريل 2010 للمطالبة باحترام الحق النقابي وصرف منحة الانتاج وخلاص معلوم الساعات الاضافية. *بلدية زغوان : يدخل اعوان بلدية زغوان في اضراب يوم 5 افريل 2010 للمطالبة بتسوية وضعية عملة الحضائر واحترام شروط حفظ الصحة والسلامة المهنية  وتوزيع لباس الشغل . * شركة مقاطع الوسط بالزربية – زغوان : يدخل عمال شركة مقاطع الوسط بالزريبة في اضراب يومي 6 و7 افريل 2010 احتجاجا على طرد نائبين نقابيين . *  الشركة التونسية الاندلسية للاسمنت الابيض بفريانة – القصرين : يدخل عمال الحراسة والمراقبة العاملين لفائدة الشركة التونسيةالاندلسية للاسمنت الابيض بفريانة في اضراب يوم 10 افريل 2010 للمطالبة بتمكينهم من الترقيات المهنية طبقا للاتفاقية المشتركة لقطاع الحراسة  ومراجعة احتساب اجورهم . * بلدية قصر قفصة : يدخل عمال بلدية قصر قفصة في اضراب يومي 13 و14 افريل 2010 للمطالبة بتسوية وضعية عمال الحضائر  وسحب التغطية الاجتماعية على كافة العملة  واحترام شروط حفظ الصحة والسلامة المهنية . * مركز الاعلامية بوزارة المالية : يدخل اعوان مركز الاعلامية بوزارة المالية في اضراب يوم 15 افريل 2010 للمطالبة بالزيادة في الاجور وتنفيذ الاتفاقيات السابقة. 5 – نضالات من اجل حق الشغل : تميز شهر مارس 2010 بقيام غزالة محمدي وزكية ضيفاوي  بحركة احتجاجية   للمطالبة بحقهما في الشغل :   طردت غزالة محمدي تعسفيا من عملها بجمعية التنمية بقصر قفصة منذ 30 أكتوبر 2008 على خلفية نشاطها الحقوقي  ومساندتها للحركة المطلبية الاجتماعية في الحوض المنجمي  ورغم محاولتها المتكررة للاتصال بالسلط الجهوية  والهياكل النقابية لمساندتها في مطلبها العادل بالعودة إلى سالف عملها إلا أن كل جهودها لم تثمر أي نتائج  وهو ما اجبرها على تنفيذ اعتصام يوم أمس 02 / 03 / 2010 أمام مركز  ولاية قفصة بعدما منعت من مقابلة المسؤول الأول  في الجهة . أما زكية الضيفاوي أستاذة التعليم الثانوي ومراسلة جريدة مواطنون فقد تم إيقافها على خلفية  تغطيتها لمسيرة نسائية سلمية نظمتها نساء الحوض المنجمي في 27 جويلية 2008 وحكم عليها بأربعة  أشهر ونصف سجنا نافذة وبعد خروجها من السجن لم تستأنف سالف عملها لان وزارة التربية عمدت إلى إصدار قرار شطبها من الوظيفة العمومية دون إحالتها على مجلس التأديب ورغم محاولتها المتكررة  لتجاوز هذه الوضعية  إلا أنها لم تصل إلي  نتائج تذكر وهو ما اجبرها على إعلان دخولها في إضراب جوع يوم 8 مارس 2010 تزامنا مع اليوم العالمي للمرأة للدفاع  للدفاع عن حقها في الشغل . 6 –  المرصد والنضالات العمالية والنقابية خارج الحدود : واصل المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية خلال شهر مارس نشر اخبار وبيانات منظمات نقابية صديقة من مصر والمغرب  والجزائر في كل فضاءاته الالكترونية  واصدر بيان تضامنيا مع معلمي الاردن الذين خاضوا اعتصاما لعدة ايام دفاعا عن حقهم في تكوين نقابة  وهذه مقتطفات من البيان الذي اصدره المرصد في هذا الشان : يتابع المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية بانشغال كبير تواصل اعتصام المعلمين في الأردن منذ يوم الأحد 12 مارس 2010 احتجاجا على التصريحات الصحفية لوزير التربية والتعليم المسيئة للمعلمين وللمطالبة بحقهم في تكوين نقابة تدافع عن مطالبهم وتعمل على تحسين أوضاعهم المادية والمعنوية. إن المرصد يعبر أولا عن تضامنه اللامشروط مع معلمي الأردن المعتصمين ويساندهم  في مطلبهم المشروع تكوين نقابة خاصة بهم ويعتبر أن تأخر السلطات الأردنية في الاستجابة إلى هذا المطلب المشروع يمثل انتهاكا خطيرا لكل المواثيق والقوانين الدولية الضامنة للحقوق والحريات النقابية ومنها الحق في تكوين النقابات بكل حرية . إن المرصد يدعو جميع الهياكل النقابية العربية والمناضلة وكل منظمات وهيئات المجتمع المدني وحقوق الإنسان إلى تبني مطلب معلمي الأردن في إنشاء نقابة خاصة بهم ويأمل أن تقدم هذه الهياكل والهيئات كل أشكال الدعم والمساندة لمعلمي الأردن لتحقيق هذا المطلب العادل. المرصد فضاء نقابي مستقل  مفتوح امام جميع النقابيين بدون استثناء ويمكن متابعة  منشورات المرصد على العنوان الالكتروني التالي : http://marced.maktoobblog.com وكذلك على صفحته على الفايس عبر مجموعة اصدقاء المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية على الرابط التالي : http://www.facebook.com/home.php?#!/group.php?gid=32103428086&ref=mf عن المرصد المنسق  محمد العيادي — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux


منظمة « مراسلون بلا حدود » تونس – 31 مارس 2010

قضايا ملفّقة وحملة تنكيل بالإعلام المستقل قضية جديدة ملفّقة

 


في السادس من نيسان/أبريل المقبل، تصدر محكمة الشابة (الواقعة على بعد 130 كلم جنوب شرق تونس العاصمة) حكمها في قضية مراسل « راديو كلمة » وأسبوعية « الموقف » نزار بن حسين المتهم بتكدير النظام العام وإهانة السلطات وانتهاك الآداب العامة. وهو معرّض للسجن لمدة عام مع النفاذ. وفي موازاة ذلك، لا يزال الصحافيون المستقلون يتعرّضون لضغوط جمّة. في هذا الإطار، أعلنت مراسلون بلا حدود: « إن هذه المحاكمة لتضعنا مجدداً أمام قضية ملفّقة. فقد رفعت الدعوى بحق الصحافي بموجب القانون العام في حين أن نشاطه المهني هو المستهدف. وسرعان ما انتهكت حقوق الدفاع التي يحظى بها شرعاً. لذا، نطالب القضاء التونسي بإسقاط كل التهم الموجهة إليه ». في 23 شباط/فبراير الماضي، استدعي نزار بن حسين للمثول أمام القضاء لمشاركته في اعتصام نظّمته جمعية طالبية في مدينة الشابة أمام مقر البلدية في 27 حزيران/يونيو 2009. وهي قضية استدعي بسببها في 27 حزيران/يونيو. ولكن استدعاء الصحافي يعود في الحقيقة إلى نشر موقع « راديو كلمة » الجزء الثاني (من أصل ثلاثة أجزاء) من تقرير أجري في مدينة حلق الوادي (الضاحية الشمالية لتونس) ويظهر نزع ملكية المالكين الأصليين لصالح استملاك مقرّبين من أسرة الرئيس التونسي بشكل غير شرعي. افتتحت محاكمة نزار بن حسين في 16 آذار/مارس الماضي أمام محكمة الشابة الإقليمية في جو يسوده التوتر بفعل تواجد عناصر الشرطة المكثّف. فقد قام هؤلاء بتطويق كل المنافذ المؤدية إلى المحكمة، ما حال دون وصول عدة محامين إلى الجلسة في الوقت المحدد تماماً كما الشاهد الأول. وحده الأستاذ القرفي وصل في الوقت المحدد. ولولا إصراره لما تمكن المتهم من دخول باحة المحكمة. وفي ظل هذه الظروف، طلب الأستاذ القرفي تأجيل الجلسة إلى 30 آذار/مارس ليتمكن محامون جدد من الاطلاع على الملف. في 30 آذار/مارس، عقدت الجلسة الثانية في ظل الإجراءات نفسها: تم تطويق المحكمة ومنع المحامين عن الوصول في الوقت المحدد. وأقدم عناصر من الشرطة على الاعتداء على شاهدي النفي ومنعهما عن بلوغ قاعة الجلسة. إلا أن خمسة محامين تمكنوا من الترافع. ومن المرتقب أن يصدر الحكم في السادس من نيسان/أبريل المقبل. تنكيل يومي بالصحافيين في 29 آذار/مارس 2010، تم اعتقال مراسل « راديو كلمة » في قابس (على بعد 400 كلم جنوب تونس العاصمة) والمسؤول عن مدونة « من أجل شعب تونسي حر » معاز الجماعي في منزل أحد أصدقائه. وأجبره عناصر الشرطة على دخول سيارة بالقوة. وقد أبلغ مراسلون بلا حدود بأنهم « ساروا لمدة ساعتين ونصف. ومن ثم، أخلوا سبيلي وسط لا مكان من دون أن يعلموني بموقعي » علماً بأنه تلقى تهديدات هاتفية مجهولة الهوية في 23 آذار/مارس الماضي إثر نشر تعليق نقدي يطال زوجة الرئيس ليلى بن علي على مدوّنته. فقد وجه المتصل تهديدات خطيرة ضده وضد شقيقته ما لم يتوقف عن التعامل مع « راديو كلمة ». وما كان من معز الجماعي إلا أن تقدّم بشكوى في هذه التهديدات في 30 آذار/مارس. في 26 آذار/مارس 2010، قامت الشرطة باعتقال مراسل أسبوعية « الطريق الجديد » التابعة لحركة التجديد أيمن الرزقي فيما كان يجري تحقيقاً حول منطقة قفصة عشية الانتخابات البلدية المرتقبة في التاسع من أيار/مايو. وكان برفقة محمود بن رمضان وهو أحد قادة الحركة عندما أوقفته الشرطة في أم العرايس (على بعد 450 كلم جنوب تونس) واحتجزته لمدة ساعة في المركز حيث خضع للاستجواب. وبعد إخلاء سبيله، لم يتمكن من استعادة آلة تصويره ومنحته الشرطة وصلاً مع وعد غامض بالاتصال به مجدداً في المستقبل لهذه الغاية. في 22 آذار/مارس 2010، منع وزير الاتصال أسامة رمضاني منظمة هيومن رايتس واتش عن تنظيم مؤتمر صحافي في العاصمة بمناسبة إطلاق تقريرها « سجن أكبر. قمع السجناء السياسيين السابقين في تونس » وهو تقرير يتناول التدابير القمعية التي تفرضها السلطات على السجناء السابقين. ولكن السلطات لم تتقدّم بأي سبب شرعي لدعم هذا القرار. وفي 24 آذار/مارس، عقدت المنظمة اجتماعاً إعلامياً في أحد مكاتب المحاماة. ولكن عناصر من الشرطة بلباس مدني قاموا بمنع صحافيين وناشطين حقوقيين عن الوصول إلى مكان الاجتماع. وحدهم دبلوماسي وثلاثة ناشطين حقوقيين تمكنوا من ذلك علماً بأن متابعة فعاليات الاجتماع كانت ممكنة عبر الإنترنت. ومن بين الصحافيين الذين أشاروا إلى منعهم عن الوصول، نذكر لطفي حيدوري مراسل « القدس » و »راديو كلمة » الذي منع عن الخروج من مدينة المروج (في الضاحية الجنوبية لتونس) في طريقه إلى العاصمة. وقام مراسل الجريدة المصرية « المصريون » سليم بوخذير بالملاحظة نفسها باعتبار أنه لم يسمح له بمغادرة منزله الواقع في حي السيدية. وطالت التدابير نفسها رشيد خشانة ومحمد الحمروني من أسبوعية المعارضة « الموقف ». وفي 23 آذار/مارس، منع مراسل قناة « الجزيرة » لطفي حجي عن التنقل في مدينة بيزرت. إن موقع « راديو كلمة – تونس » والجريدة الإلكترونية « كلمة » محجوبان في تونس. وفي 18 آذار/مارس الماضي، طرأ انقطاع في بث شركة يوتلسات على قمر هوتبيرد الصناعي لهذه الإذاعة. وقد توجهت مراسلون بلا حدود بكتاب إلى الشركة الأوروبية التي يقع مقرها في باريس في 19 آذار/مارس لتطلب منها التفسيرات الشافية ولكنها لما تتلقى أي إجابة منها. تذكّر مراسلون بلا حدود بأن مراسل قناة « الحوار التونسي » فاهم بوقدوس معرّض لقضاء أربعة أعوام في السجن لتغطيته تظاهرات شعبية في حوض قفصة المنجمي. وفي 11 كانون الأول/ديسمبر 2008، حكم عليه غيابياً بالسجن لمدة ستة أعوام مع النفاذ على خلفية اتهامه بـ « تكوين وفاق إجرامي من أجل الاعتداء على الأشخاص والممتلكات » و »نشر أخبار من شأنها أن تتسبب بتكدير النظام العام ». وفي 5 شباط/فبراير 2009، صادقت محكمة الاستئناف على الإدانة. وفي 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2009، مثل الصحافي حراً أمام محكمة قفصة واضعاً حداً لحوالى 17 شهراً من التخفي. وبما أنه كان غائباً في خلال المحاكمة، اعترض على أول حكم صدر بحقه. فإذا بالإجراءات تستأنف من البداية مبطلةً القرارات القانونية السابقة. واليوم، يحاكم بناء على الوقائع نفسها التي نسبت إليه في كانون الأول/ديسمبر 2008. وفي 13 كانون الثاني/يناير 2010، حكم عليه بالسجن لمدة أربعة أعوام مع النفاذ في محكمة قفصة وأجلت جلسة الاستئناف مرتين (في 23 شباط/فبراير و23 آذار/مارس) على أن تعقد الجلسة المقبلة في قفصة في 27 نيسان/أبريل. تذكّر مراسلون بلا حدود أيضاً بأن الصحافي توفيق بن بريق يقضي حالياً عقوبة السجن لمدة ستة أشهر مع النفاذ في قضية ملفّقة. فبعد احتجازه في 29 تشرين الأول/أكتوبر 2009 لنشر مقالات تنتقد نظام الرئيس بن علي في وسيلتين إعلاميتين فرنسيتين « لو نوفال أوبسرفاتور » وموقع « ميديابار »، يجدر إخلاء سبيله في نهاية شهر نيسان/أبريل. الرابط:http://arabia.reporters-sans-frontieres.org/article.php3?id_article=31705  


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس-  aispp.free@gmail.com تونس في 31 مارس 2010

لطفي الداسي من جديد أمام القضاء .. بتهمة:   » التضامن  »  ..!


نظرت الدائرة الجناحية 14 بمحكمة الإستئناف بتونس برئاسة القاضي محمد علي بن شويخة  اليوم الأربعاء 31 مارس 2010 في القضية  عدد 711 التي أحيل فيها  كل من لطفي الداسي و محسن الجندوبي و عبد الكريم عزيزة ومحمد غلاب و سامي الزعبوطي و محمد خليفي بتهمة جمع أموال بدون رخصة طبق أمر 08 ماي 1922  للنظر في استئناف الحكم الإبتدائي عدد 32454  الصادر في 04 جانفي 2010 الذي قضى  بسجن لطفي الداسي مدة شهر مع النفاذ والسجن غيابيا  في حق البقية مدة 3 أشهر، مع استصفاء المبلغ المحجوز (6 آلاف دينار) لفائدة صندوق الدولة . و قد تكونت هيئة الدفاع من الأساتذة نور الدين البحيري و نجاة العبيدي و سمير ديلو . و قد اقتصر الإستنطاق على سؤال المتهم حول مدى علمه بتجريم القانون لما قام به فأجاب بأن القانون لا يعاقب التضامن بين التونسيين و أنه لم يقم بجمع أي أموال بل اقتصر دوره على إيصال أموال إلى ضحايا الفيضانات بالرديف خاصة و أن الجمعية المعنية ( مرحمة ) معروفة دوليا و تمارس نشاطها في عشرات البلدان و هي إحدى الجمعيات المكونة للجنة مساندة أهالي الحوض المنجمي ، و ختم بالقول بأن كل اتصالاته بضحايا الفيضانات كانت تحت أنظار السلط الجهوية . و قد قرر القاضي تأجيل النظر في القضية لجلسة يوم 12 ماي 2010 استجابة لطلب هيئة الدفاع. والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين، إذ تطالب بوضع حد للمحاكمات السياسية فإنها تذكر بما طالبت به في الطور الإبتدائي من ضرورة إبعاد القضاء عن تجريم التضامن و التآزر بين المواطنين. عن  لجنة متابعة المحاكمات رئيس الجمعية الأستاذ سمير ديلو


الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 15 ربيع الثاني 1431 الموافق ل 31 مارس 2010

أخبار الحريات في تونس


1) تأجيل النظر في قضية لطفي الداسي ومن معه إلى جلسة 12 ماي المقبل: نظرت الدائرة الاستئنافية عدد 14 بمحكمة تونس برئاسة القاضي محمد علي بن شويخة صباح اليوم الأربعاء 31 مارس 2010 في الطلب الذي تقدمت به النيابة العمومية لاستئناف الحكم الابتدائي الصادر ضد السجين السياسي السابق السيد لطفي الداسي ومن معه من أجل تهمة جمع أموال بدون رخصة في القضية عدد 711، وقد حضر للدفاع عن المتهم المذكور الأستاذان نجاة العبيدي وسمير ديلو، وقررت المحكمة تأجيل النظر في القضية إلى جلسة يوم الأربعاء 12 ماي 2010. وباستنطاق السيد لطفي الداسي أكد أنه لم يجمع اموالا بل تلقى مبالغ مالية من جمعية مرحمة بقصد إعانة أهل الرديف المنكوبين جراء الفياضانات الأخيرة التي خلفت أضرارا كبيرة في الأرواح والممتلكات وأشار إلى أن هذا النشاط اندرج في إطار عمل لجنة الاغاثة المرخص لها من قبل السلطات المختصة في ولاية قفصة. وقد ذكر السيد داسي أن جمعية مرحمة جمعية خيرية مستقلة وقانونية تنشط في إطار القانون الألماني وأنها لا تمثل أي طرف سياسي. 2) حتى لا يبقى سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو عيدا آخر وراء القضبان: لا يزال سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء قضبان سجن الناظور يتعرض لأطول مظلمة في تاريخ تونس، في ظل صمت رهيب من كل الجمعيات والمنظمات الحقوقية، ولا تزال كل الأصوات الحرة التي أطلقت صيحة فزع مطالبة بالإفراج عنه تنتظر صدى صوتها، لكن واقع السجن ينبئ بغير ما يتمنى كل الأحرار، إذ تتواصل معاناة سجين العشريتين في ظل التردي الكبير لوضعه الصحي والمعاملة السيئة التي يلقاها من قبل إدارة السجن المذكور. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس- aispp.free@gmail.com تونس 31 مارس 2010

السجين نزار الجميعي .. ضحية أخرى للإهمال ..

 


لاتزال إدارة سجن المرناقية مصرة على تجاهل نداءات عائلة السجين نزار بن عبد الرحمان الجميعي المطالبة بتحسين ظروف إقامته و تمكينه من الدواء لمعالجة الآثار الصحية التي خلفها الإضراب عن الطعام الذي خاضه صحبة عدد من زملائه للإحتجاج على تعنيف أحدهم ، و قد اتصلت والدته السيدة نوبة الذوادي بالجمعية معربة عن مخاوفها على صحته بعد رفض إدارة السجن قبول الدواء الذي جلبته له بمناسبة الزيارة الأسبوعية يوم الإثنين 29 مارس 2010 رغم أنه يشكو من ضيق التنفس و ضغط الدم و من آلام مبرحة بالقدمين و التهاب جلدي . علما بأن السجين نزار الجميعي موقوف منذ أفريل 2009 بموجب قانون 10 ديسمبر 2003 لمكافحة  » الإرهاب  » و صدر ضده حكم ابتدائي بالسجن لمدة 12 سنة في القضية عدد 6/15178  و قد عينت جلسة الإستئناف ليوم 07 أفريل 2010 . وإذ  تدعو الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين إلى الإستجابة لطلبات السجين نزار الجميعي و عائلته وبتحسين ظروف إيداعه بالسجن و تمكينه من العلاج المناسب  ، فإنها تحمل السلطات المعنية المسؤولية كاملة عن المخاطر التي تتهدد صحته   ، كما تطالب بفتح تحقيق في الملابسات التي حفت بإضرابه عن الطعام و اللإجراءات المتخذة ضده على إثر ذلك . عن لجنة متابعة أوضاع السجون نائب رئيس الجمعية الأستاذ عبد الوهاب معطر


الشاب عصام بن جنات يتعرض للإيقاف وتوجه له الإهانات والشتائم


السبيل أونلاين – تونس – خاص اتصل بالسبيل أونلاين الشاب عصام بن جنات القاطن بحي التقدم بنابل وأعلمنا أن دورية للشرطة اعترضته  يوم الاثنين 29 مارس 2010 على الساعة التاسعة صباحا بينما كان في طريقه للعمل في منطقة المرازقة اين يعمل كحارس ، واقتادته الى مركز الشرطة بنابل ، ثم وقع نقله الى مقر فرقة « مكافحة الارهاب » وتعرض هناك الى الشتم والإهانات وسخروا من لحيته وقالوا له حرفيا « ما هذا الوسخ والخمج » ، وسجلوا بشأنه بطاقة ارشادات تركزت حول الصلاة . وفي حدود الساعة الحادية عشر والنصف نقلوه الى « فرقة الإرشاد » بمقر منطقة الامن بالصفصاف ، وهناك سجل بشأنه العون يوسف الفهري بطاقة ارشادات أخرى ،  وأطلق سراحه في حدود الساعة منتصف النهار والنصف .  
بالتعاون مع الناشط الحقوقي – سيد المبروك  
(المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 31 مارس 2010 )
 


رسالة إلى ساركوزي من أجل إطلاق سراح بن بريك


حرر من قبل التحرير في الثلاثاء, 30. مارس 2010
وجّه كلّ من فرانسوا جيز مدير منشورات لا ديكوفيرت وجون فرانسوا جوليار الأمين العام لمنظّمة مراسلون بلا حدود والكاتب جول بيرّو رسالة إلى الرئيس الفرنسي ساركوزي نشرها موقع جريدة لوموند، لتذكيره بالوضعيّة الحرجة للصحفي والكاتب التونسي توفيق بن بريك الذي يقضي عقوبة بالسّجن لستة أشهر من أجل جريمة خياليّة، حسب تعبير الرسالة. وطالب موجّهو الرسالة من الرئيس الفرنسي التدخّل العاجل من أجل إطلاق سراح بن بريك، مؤكّدين رفضهم أن تصبح فرنسا راضية بانتهاكات الحكومة التونسية لتعهّداتها الأوروبية والدّوليّة في مجال حقوق الإنسان. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 31 مارس 2010)


شرطة الانترنات تغلق موقع « وات تي في » وتواصل الاستخفاف بذكاء التونسيين

   


– أقدمت شرطة الانترنات يوم الجمعة 19 مارس على اغلاق موقع « التجديد تي في » القناة الالكترونية لحركة التجديد باغلاق كامل بوابة موقع « وات تي في » المحتضن للقناة والمختص في تبادل وتنزيل مقاطع الفيديو ونشرها بشكل واسع على بقية المواقع الاجتماعية على غرار » الفايسبوك » و »مايسباس » و »تويتر » وغيرها… فبعد اغلاق مواقع اخرى شهيرة في تبادل مقاطع الفيديو على غرار » اليوتيوب » و »الدايلي موشن » وقرصنة الصفحات الناشطة على شبكة الفايسبوك.ضاق الرقيب الالكتروني ذرعا بموقع « الوات تي.في » وقام بحجبه والحاقه بالمواقع والمدونات المنظوية تحت لواء الماركة التونسية المسجلة » صفحة 404 الكاذبة ». ويبدو أن شرطي الانترنات المعروف ب « عمار 404″ تلقى تعليمات من جهات تسهر على حرية التعبير في تونس باغلاق موقع تبادل الفيديو » وات تي.في » وهو عبارة عن بوابة توفر لمشتركيها امكانية انشاء مواقع فيديو خاصة بهم أو ما يعرف » بالوا ب تي في » وفي هذا الاطار تنزلت فكرة انشاء قناة « التجديد تي في » لتكون منبر حركة التجديد وتنقل نشاط وأخبار الحركة بالصوت والصورة عبر الشبكة العنكبوتية على موقع » الوات تي في » حسب العنوان الالكتروني التالي www.wat.tv/ettajdidtv وانطلقت هذه التجربة الاولى من نوعها بالنسبة للاحزاب السياسية في تونس منذ أكتوبر 2009 ونجحت إلى أبعد حد في تغطية الحملة الانتخابية الرئاسية والتشريعية لمرشحي حركة التجديد/ المبادرة. كاسرة بذلك الحاجز الاعلامي الذي حاولت المصالح الرسمية الساهرة على الاعلام في تونس أن تلف به تحركات مناضلي التجديد/المبادرة وخطاباتهم. ونذكر جيدا أن عددا من القنوات الفضائية الاخبارية العالمية نقلت صور » التجديد تي في » على محطاتها على غرار مسيرة مدينة صفاقس او تقديم ترشح أحمد ابراهيم للمجلس الدستوري بباردو و الحفل الختامي بقاعة ابن رشيق بالعاصمة…وواصلت » تجديد تي في » بثها بعد الحملة الانتخابية بتغطية مختلف ندوات الحزب وحلفائه ومتابعة أنشطة شبابه ومداخلات نوابه امام البرلمان وممثليه في مختلف المجالس العليا الاستشارية. قاطعة بذلك مع اساليب الاتصال الكلاسيكية. مما دفع ببعض الاحزاب الى محاولة النسج على منوال حركة التجديد وقناتها بما فيها الحزب الحاكم نفسه. وتأتي عملية الحجب هذه لقناة حركة التجديد في الوقت الذي كنا بصدد تنزيل حوار مع عضو أمانة الحركة الاستاذ جنيدي عبد الجواد تعرض خلاله لموضوع البحث العلمي والتكنولوجيا مركزا على نقاط غاية في الاهمية مثل تبخر ثلثي الميزانية المخصصة للبحث العلمي وطريقة التعامل البيروقراطي لوزارات الاشراف مع باحثينا واساتذتنا وغيرها من النقاط التي عوض أن تجيب عليها السلط الجد ديمقراطية.فضلت حجب كامل بوابة « وات تي في » اعتمادا على تقنية » ال404 الكاذبة ».فعندما يقوم جهاز رقابة في أي دولة من العالم باغلاق موقع انترنات أو مدونة او غيرها. تظهر للمبحر » صفحة 403″ والتي تفيد بأن الموقع تم حجبه. وهناك بعض الدول الصديقة والشقيقة في مجال الرقابة والحجب تعلم المبحرين بأنها قامت باغلاق الموقع وتذكر السبب مثل السعودية .قطر .ايران .اليمن.الامارات بل تذهب دول أخرى إلى تفسير حجبها للموقع بارفاق » صفحة 403″ بالنص القانوني المبرر لعملية الحجب على غرار ما تفعله تركيا…لكن أن يقوم جهاز حكومي بالحجب ثم يستحي من ذلك ويحاول الضحك على ذقوننا والاستخفاف بذكائنا ويعوض « صفحة ال403 » ب « صفحة ال404 » التي تفيد بأن العنوان الالكتروني المطلوب غير موجود أصلا على الانترنات.فهذه تبقى خاصية وماركة تونسية مسجلة. تواصل السلطات في استعمالها غير مبالية بما يثيره ذلك من سخط وسخرية في الآن نفسه…فهل من اساءة لسمعة البلاد اكبر من ان تظهر السلط المشرفة على الاعلام والانترنات نفسها في مظهرالرقيب العجوز الذي صار محل سخرية وموضوع تندر المدونين ومختلف مستعملي الانترنات. وهل من فائدة في استنزاف جزء هام من اموال المجموعة الوطنية لتخصيصها لمراقبة الانترنات واقتناء برمجيات الحجب بمئات الآلاف من الدولارات مثل برمجية « السمارت فيلتر » في محاولة يائسة لتدجين الشبكة العنكبوتية وتحويلها من انترنات وفضاء للابحار الحر إلى انترانات وسجن افتراضي كبير يغلق المواقع والمدونات ويقرصن « المايل » ويمطر حواسيبنا « بالفايروسات »…عوض استثماركل هذه الاموال لايجاد مواطن شغل لالاف المعطلين من خريجي الجامعة.وهل بهذه الطريقة يظن « عمار404 » أنه سيمنعنا من ايصال أفكارنا والتواصل مع قراءنا ومشاهدينا…نحن نشكر غبائك يا عمار الذي خلف الآلاف من المتعاطفين والمساندين…نحن نشكر الاشهار المجاني الذي تقدمه لكل موقع تغلقه بصفحتك الكاذبة ونبشرك بأن « التجديد تي في » غيرت البوابة وغيرت عنوانها على النحو التالي http//ettajdidtv.wideo.fr/ و في انتظار ان يؤكد « عمار404 » غباءه السياسي ويحجب الموقع الجديد سنواصل عملنا غير آبهين بشطحات عمار وفيلقه التخريبي.من أجل تقديم رسالة اعلامية تحترم ذكاء التونسيين ومن أجل المساهمة من موقعنا ورفقة جهود كل المدونين المدافعين عن حرية التعبير والابحار.في كسر قيود الرقيب أيمن الرزقي (المصدر: « الطريق الجديد » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 173 بتاريخ 27 مارس 2010)


إحالة تلميذ علي قاضي الطفولة علي خلفية تحركات معهد 18جانفي


حرر من قبل التحرير في الثلاثاء, 30. مارس 2010 أحيل يوم الثلاثاء التلميذ طارق بن نصر على المحكمة الابتدائية بصفاقس بتهمة « الإضرار بملك الغير » وذلك على خلفية الاحتجاجات التي شهدتها مدينة جبنيانة خلال شهر جانفي الماضي مساندة لناشطي إتحاد الطلبة المسجونين ضمن ما بات يعرف بقضية طلبة منوبة. وقد أحيل هذا التلميذ على القضاء بعد أن تقدم أحد أصحاب السيارات المتضررة بشكاية فى الغرض، لكنّ طارق بن نصر اعتبر التهم الموجهة إليه ملفقة بهدف التشفى منه علي خلفية مشاركته في الاحتجاجات. وقد أصدرت قاضية الطفولة في شأنه قرارا بإخضاعه للمراقبة لمدة غير محدودة، بعد جلسة أفادنا التلميذ بتعرضه أثناءها للعنف المادي واللفظي. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 31 مارس 2010)  


القبض على قاتلي عوني الشرطة بمدينة سوسة


حرر من قبل التحرير في الثلاثاء, 30. مارس 2010 علمت كلمة أنّ وحدات الأمن تمكنت خلال اليومين الأخيرين من إلقاء القبض على قاتلي عوني الشرطة بمدينة سوسة واسترجاع قطعة السلاح المستولى عليها. وبحسب مصادر خاصة فإنّ أحد الجناة ضبط وسط العاصمة وأنّ الثاني ينحدر من أحد مدن القيروان. وكان جريمة القتل قد تمت مساء الاثنين 22 مارس واستهدفت دورية اعتيادية للشرطة بمدينة سوسة.  وتشير المصادر أنّ المشتبه فيهما معروفان في أوساط الانحراف وقد يكونا ارتكبا الجريمة وهما تحت مفعول الكحول أو المخدرات. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 31 مارس 2010)

 


صفاقس : مسلسل التنكيل بمعلم يتواصل


استجاب عدد  كثيف من معلمي التعليم الإبتدائي بصفاقس لنداء النقابة الأساسية من أجل التجمع في الإدارة الجهوية يوم19 مارس الماضي على الساعة العاشرة صباحا احتجاجا على القرار الذي اتخذته الإدارة الجهوية للتعليم بإعادة إحالة السيد فتحي التليلي معلم تطبيق بمدرسة بغداد1 على مجلس التأديب يوم 22 مارس الجاري. وحضر التجمع كل من الكاتب العام للإتحاد الجهوي السيد محمد شعبان والسيد سمير الشفي عضو المكتب التنفيذي والكاتب العام للنقابة الجهوية للتعليم الإبتدائي وكذلك نقابيون من عدة قطاعات التعليم الثانوي والصحة الهادي شاكر . وألقى السيد محمد شعبان كلمة أكد فيها وقوف الإتحاد الجهوي مع قضية السيد فتحي التليلي وطالب النقابيين برص الصفوف والوحدة والدفاع عن كرامة النقابيين والمعلمين و تمسك الإتحاد بضرورة طي الملف وعبر عن استعداد الإتحاد للدفاع عن كرامة المعلمين بكل الطرق المشروعة . وقدم شعبان موقف الإتحاد للمدير الجهوي وحمل الإدارة الجهوية مسؤولية تدهور المناخ الاجتماعي . قضية السيد فتحي التليلي تضخمت وتشعبت من مجالس تأديب واجتماعات و تجمعات وعرائض بالمئات والتهديد بالإضراب … وهي في الأصل خلاف بسيط كان يمكن حله تحول إلى قضية تقارير وملفات تكيل له التهم منها رفض تحية العلم والتطاول على المدير والإدارة. وهي تهم اعتبر أغلب معلمي المدرسة في عريضة ممضاة أنها واهي ورأوا براءة الرجل من كل التهم المنسوبة اليه وهي تهم تهدف إلى التضييق على العمل النقابي باعتبار أن السيد فتحي التليلي نائب نقابي . كان يمكن حل الخلاف منذ البداية لو توفرت النوايا الصادقة وطبق الاتفاق الذي أبرمته النقابة الجهوية مع الطرف الإداري وذلك بغلق الملف نهائيا الآ ان مواصلة حلقات مسلسل خرق القانون والتعنت والتنكيل والهرسلة زاد من تفاقم المشكلة وساهم في تدهور المناخ الإجتماعي في قطاع التعليم الأساسي ففي بداية السنة الدراسية أمر السيد فتحي التليلي بتدريس سنة أولى ابتدائي وهذا الأمر مخالف لقرار المجلس البيداغوجي الذي أسند له سنة سادسة فرنسية وفي يوم 22 سبتمبر 010 استدعى مدير المدرسة أعوان الأمن لمنع السيد فتحي التليلي من دخول المدرسة وفي يوم 16 سبتمبر طلب السيد المدير الجهوي إحالته على مجلس التأديب ضاربا عرض الحائط الاتفاق المبرم مع الطرف النقابي . وقد انعقد مجلس التأديب يوم 15 ديسمبر 09 وقد تمسك نواب المعلمين ببراءة ة مندوبهم ورفضوا اقتراح الإدارة بنقلته إلى مدرسة أخرى ومنذ تاريخ انعقاد المجلس لم تصدر أي عقوبة ضده . وقد فوجئ السيد فتحي التليلي بإعلام من الإدارة الجهوية للتعليم تعلمه بالمثول مجددا أمام مجلس التأديب يوم 22 مارس 010 أي بعد قرابة 3 أشهر من انعقاد المجلس الأول بحجة أن انعقاد مجلس التأديب الأول غير قانوني بحجة أن الإدارة لم تحترم اجراءات  الإعلام بالمثول أمام المجلس في الآجال المحددة وهذا الخطأ تتحمله الإدارة وهي التي لم تحترم القانون . وقد أصدرت النقابة الأساسية للتعليم الابتدائي بيانا ممضى من الكاتب العام السيد نورالدين عزيز أكد فيه أن هذا القرار يتناقض مع قانون العقوبات للوظيفة العمومية الذي يمنع إحالة موظف على مجلس التأديب مرتين بنفس التهم خاصة بعد التئام المجلس بكل عناصره واتخاذ قراره وسقوط الدعوى بالتقادم. واعتبر أن انعقاد المجلس وكل ما يترتب عنه غير شرعي قانونا وأن بقاء الملف مفتوحا لمدة قاربت السنة هو تجاوز قانوني ومظلمة واستخفاف بالطرف النقابي وعبر البيان عن استعداد الإتحاد للدفاع عن كرامة منخرطيه  . مجلس التأديب يوم 22 مارس الماضي لم ينعقد بسبب عدم اكتمال النصاب فهل يغلق الملف أم يشهد قطاع التعليم الأساسي تحركات دفاعا عن كرامة زميلهم وعموم المعلمين؟
فتحي الشفي (المصدر: « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 539 بتاريخ 26 مارس 2010)

مداهمات واعتقالات إثر عملية سطو على سائحين في جندوبة


حرر من قبل التحرير في الثلاثاء, 30. مارس 2010 داهمت وحدات أمنيّة بالزي المدني والرسمي ليل الاثنين 29 مارس منازل عدد من أهالي قرى بغورة والثريات وبوهرتمة ووادي الشحم وغيرها في ولاية جندوبة. وجاءت هذه المداهمات الليلية بعد معلومات عن تعرض سائحين أجنبيّين إلى السطو باستعمال القوة وذلك بمنطقة بوهرتمة من معتمدية الفرنانة، حيث شرعت قوات الأمن في التمشيط والتفتيش شملت عشرات المساكن بالجهة واعتدت على بعض السكان واعتقلت البعض الآخر. ورجحت بعض المصادر أن يكون السائحان وهما رجل وامرأة، قد تعرضا إلى عملية تحويل وجهة من مخيّم بإحدى المناطق الغابية في نفس الليلة وتم الاستيلاء على هواتفهما الجوالة وجهاز تصوير ومبلغ مالي (127 دينار) قبل إخلاء سبيلهما.  وذكر شهود عيان أنّ المداهمات والتفتيشات جرت بعد منتصف الليل وفجر الثلاثاء بواسطة السلاح بعد أن خضعت البيوت لعملية تطويق بواسطة السيارات وخلع الأبواب، وأضافت ذات المصادر أنّ الشبان بصفة خاصة تعرضوا للتفتيش الدقيق كما تم الاعتداء عليهم بعد أن وضعت القيود في أيديهم.  وذكر البعض في حديث لراديو كلمة أنّ أعوان الأمن كانوا يعرضون الموقوفين على أنظار السائحين من أجل التعرف إلى المتورطين في عملية السطو.  ومن المرجح أن يكون السائحان فرنسيا الجنسية وصلا المنطقة الغابية في إطار السياحة البيئية التي تعرف بها الجهة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 31 مارس 2010)



هل شارك بورقيبة في اغتيال فرحات حشاد؟


صلاح الجورشي 2010-03-31
هذا السؤال قديم قدم الجريمة التي ارتكبت صبيحة الخامس من شهر ديسمبر 1954، لكنه عاد ليطرح من جديد بعد الشريط الوثائقي الذي بثته قناة «الجزيرة» عن عملية الاغتيال، وهو شريط تضمن شهادة مهمة ونادرة لأحد الفرنسيين كان يعمل ضمن أجهزة الأمن الاستعمارية، اعترف فيها بأنه أحد الذين نفذوا عملية تصفية الزعيم النقابي التونسي، بل وافتخر بما قام به قائلا إنه واجب، ولو عاد به الزمن من جديد وطلب منه ذلك مرة أخرى لفعل بدون تردد، ورغم هذه الشهادة، فهناك من لا يزال يصر على أن بورقيبة متورط إلى أن تثبت براءته. وبالعودة إلى مؤرخي الحركة الوطنية، يتضح أن الجهات الاستعمارية، بعد أن نفذت جريمتها دون أن تترك دليلا، حرصت على جعلها «جريمة كاملة» كما يقال في علم الإجرام، فروّجت أخباراً وسيناريوهات متعددة، بما في ذلك أن العملية كانت تصفية حساب بين المتنافسين على زعامة الحزب الدستوري بهدف الانفراد بقيادة الحركة الوطنية، لكن هذا السيناريو بالتحديد لم يكتب له الرواج المطلوب، لأن كل المؤشرات كانت تدل على أن المجرم واحد وليس متعددا، خاصة بعد أن تبنت عصابة «اليد الحمراء» مسؤوليتها عن الاغتيال. لست مؤرخاً، وكذا الشأن بالنسبة للذين يتمسكون بإلصاق التهمة بالرئيس السابق لتونس، لهذا وجب التحري قبل إطلاق التهم جزافا، خدمةً للحقيقة، والتزاما بالموضوعية، مهما كان الخلاف السياسي مع بورقيبة، وحتى نضع الأمور في نصابها، يمكن أن نفترض أن بورقيبة قد يكون استفاد فيما بعد من غياب شخصية قوية وساحرة وعميقة في وطنيتها من طراز حشاد، وذلك بعد وفاة المناضل الكبير د.محمود الماطري أول رئيس ينتخب للحزب الحرّ الدستوري الجديد، والذي لم يكن يخف اختلافه مع بورقيبة حول بعض المسائل الاستراتيجية، مما دفعه إلى تقديم استقالته من رئاسة الحزب، وإذ لو افترضنا أن حشاد الزعيم النقابي بقي حيا، وعاش مرحلة الاستقلال وبعده، لربما تغير التاريخ السياسي المعاصر لتونس، لأن حشاد قد يكون أكثر غيرة على استقلال الاتحاد العام التونسي للشغل، الذي كان بإمكانه أن يحدث التوازن بين السلطة التنفيذية والمجتمع المدني، ويحد من نزوع بورقيبة نحو الاستبداد بالرأي، لأنه عندما تستوي الرؤوس يتحول الحكم أو تنظيم آخر إلى منظومة يحكمه زعيم ملهم أو صاحب الشوكة. وهناك فرق بين أن يستفيد القائد السياسي من اختفاء بعض رفاقه الأقوياء وبين التورط في اغتيالهم، ولا يعني ذلك أن بورقيبة بريء من كل الدماء التي أهدرت، حيث لم يعد خافيا على المؤرخين إيعازه لبعض أعوانه بقتل غريمه القوي صالح بن يوسف، أما فيما يتعلق بحشاد، فهناك أكثر من سبب من شأنه أن يدفع بسلطات الاحتلال الفرنسي للعمل على التخلص منه، فهو الذي أعاد هيكلة الجسم النقابي، وحوله إلى قوة اجتماعية ضاغطة، وهو الذي عمل على الربط الاستراتيجي بين النضال الاجتماعي والنضال الوطني، وهو الذي بالتعاون مع الشيخ الزيتوني المستنير الفاضل بن عاشور عزَّزَ التكامل بين الهوية والدفاع عن استقلال البلاد. وهو الذي تحمل مسؤولية قيادة الحركة الوطنية في الفترة التي سجنت بقية القيادات الحزبية أو نفيت، وفي مقدتهم الحبيب بورقيبة. ولعل العامل الآخر الذي كان حاسما في اتخاذ قرار تصفيته هو الدور المهم الذي لعبه في دفع الولايات المتحدة الأميركية نحو دعم القضية التونسية، وتقديم السند المباشر والحاسم لبورقيبة في خطته التي كانت ترمي إلى إضعاف الموقف الفرنسي تجاه مطلب استقلال تونس. إن الصراع السياسي مع بورقيبة -مهما بلغت حدته وارتفعت كلفته- يجب ألا يسقط أصحابه في الغلو وشيطنة الخصم، وخلط الأوراق، إذ لكل بني آدم سيئاته وحسناته، ونقاط قوة مقابل نقاط ضعف، فالخصومة السياسية بين الإخوان المسلمين وعبدالناصر، والتي خلفت وراءها مآسيَ ضخمةً ومؤلمةً، جعلت الكثير منهم يُغالون في عدائهم له، فيكفّرونه، ويتهمونه بالعمالة والخيانة، ويشوهون كل ما يحسب له من إنجازات. فخصومة من هذا القبيل لن تساعد على الاستفادة من دروس الماضي، وفي نفس السياق لا يمكن أن ينكر شخص موضوعي الدور المهم والتاريخي الذي لعبه بورقيبة في عملية بناء تونس الحديثة، نعم كان أبويّـاً ومستبداً في أسلوب إدارته لشؤون البلاد والمجتمع، لكنه كان وطنيا وقائدا سياسيا كبيرا، وشخصية نافذة مكنته من كسب ولاء ومحبة قسم عريض من الشعب التونسي، يضاف إلى ذلك قدراته على استشراف المستقبل، وإيمانه بعدد من التوجهات الإصلاحية، التي وإن كانت تفتقر أحيانا للتأصيل النظري والتأسيس التاريخي، وتصدر عن خلفية متعالية أو مُهـمِّـشة للإسلام، إلا أنها كانت في صلب المشروع النهضوي تونسيا وعربيا وإسلاميا. صحيح أن بورقيبة لم يبنِ نظاما ديمقراطيا، وفي ذلك يتحمل مسؤولية تاريخية، لكنه وَفَّرَ بنية اجتماعية وثقافية من شأنها أن تساعد على بناء نظام ديمقراطي حقيقي. والآن، وبمناسبة ذكرى وفاة الرئيس بورقيبة رحمه الله، أصبح من الضروري على الجميع، بمن في ذلك الإسلاميون التونسيون وحتى من غير التونسيين، إعادة تقييم مسيرة هذا الرجل الذي أثر في الجميع، بمن في ذلك أشد خصومه، فالجميع من أبناء هذا البلد ومن نخبته لهم شيء ما من بورقيبة، حتى ولو أنكروا ذلك، إنه جزء حيوي من الذاكرة الفردية والجماعية، فذاك جزء من اكتساب الوعي التاريخي، لأن الذاكرة المثقوبة لا تساعد على فهم ما جرى، أو أن تؤسس لثقافة سياسية جدية وفاعلة وجامعة لكل مكونات المجتمع الواحد.    (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 31 مارس 2010)


قضايا البلاد المصيرية لا يجوز أن تنفرد أية جهة بمعالجتها

الجمعة 26 آذار (مارس) 2010  


نشرت « الطريق الجديد » في عددها الماضي نص النداء الذي بادرت حركة التجديد بتوجيهه إلى مختلف الأطراف السياسية والاجتماعية الوطنية من أجل قيام حوار وطني حول قضايا تهم مستقبل البلاد وفي مقدمتها آليات انتقال السلطة والتداول وفتح أفق الإصلاح السياسي في اتجاه إنجاز المنعرج الديمقراطي… وسعيا إلى إعلام القراء بتفاصيل هذا النداء من حيث محتواه ودواعيه وتوقيته كان لنا لقاء مع الأمين الأول للحركة الأستاذ أحمد إبراهيم الذي وافانا بحديث في ما يلي نصه:

الطريق الجديد: توجهت حركة التجديد بمناسبة عيد الاستقلال بنداء إلى إقامة حوار وطني حول قضية التداول على السلطة ومستقبل تونس, ما هي دواعي هذا النداء ولماذا الآن؟
أحمد إبراهيم: لو « كانت الدنيا دنيا » كما يقال لكان الحوار الوطني من التقاليد اليومية الراسخة في الساحة السياسية وفي المجتمع بوجه عام ولكانت كل المسائل، الساخنة منها والأقل « سخونة »، الوطنية منها والجهوية والمحلية ? وكذلك العربية والعالمية – موضوع نقاش طبيعي بين جميع الأطراف وجميع أطياف الرأي العام على شاشات التلفزة وعلى موجات الراديو وأعمدة الصحف وشبكات الانترنات… فالحاجة إلى الحوار في أجواء من التعدد والانفتاح هي حاجة دائمة إلا أنها لها صبغة أكثر إلحاحا وتأكدا من أي وقت مضى في هذه المرحلة بالذات نظرا لتواصل الانغلاق السياسي وحالة الركود والعطالة التي ينظاف إليها معطيان على درجة عالية من الأهمية: أولهما أنها مرحلة تتوافق مع الفترة الرئاسية الخامسة للرئيس زين العابدين بن علي وهي الفترة الأخيرة التي تنتهي في 2014 دون إمكانية ترشحه لفترة أخرى بالنظر إلى أحكام الدستور.
والمعطى الثاني أنها مرحلة تقع بين استحقاقين انتخابيين )2009 و 2014 ( وتحول فيها المقتضيات الدستورية القائمة عمليا دون إمكانية المنافسة وتعدد الترشح لرئاسة الجمهورية ( ذلك أن التعديلات التي وفرت ? ولو بحدود مجحفة ? إمكانية تقدم أكثر من مرشح في الاستحقاقات الرئاسية السابقة منذ 1999 )بما فيها الأخير( كانت تعديلات صالحة للاستعمال مرة واحدة ينتهي مفعولها بصفة آلية بعد الانتخابات لتترك المجال للفصل 40 من الدستور، أي لاشتراط تزكية المرشح من قبل ثلاثين نائبا أو رئيس بلدية، وهو أمر متاح للحزب الحاكم دون سواه…
ففي ظل هذه الأوضاع التي تفتقد إلى إطار سياسي تعددي وإلى إرادة واضحة للإصلاح السياسي وإعادة النظر جديا في المنظومة الانتخابية ، وفي ظل استمرار التكتم وغياب إعلام شفاف، من الطبيعي أن تتعدد التساؤلات وتتكاثر الإشاعات ويسود جو من الانتظارية والحيرة بل التخوف على مستقبل البلاد وحظوظ تطورها نحو الأفضل في كنف الاستقرار المبني على التكريس الفعلي لمبادئ وقيم النظام الجمهوري. لذلك كان هاجسنا الرئيسي هو وضع حد لهذه الحيرة وهذه التخوفات وهذا العموض إننا نعتبر أن القضايا المصيرية التي تهم مستقبل البلاد لا يجوز أن تنفرد أية جهة بمعالجتها بل يجب أن تطرح بكل صراحة وتكون موضوع حوار وطني حر ومسؤول يمكن من التوافق الديمقراطي على حل مؤسساتي لمسألة الانتقال السلس للسلطة التداول على السلطة وعلى الإصلاحات الجوهرية الكفيلة بتحقيق الانتقال الفعلي إلى نظام ديمقراطي. هذا هو باختصار فحوى النداء الذي اخترنا ذكرى الاستقلال مناسبة للتوجه به نظرا لما لهذه الذكرى من أبعاد رمزية لا تخفى على أحد.
الطريق الجديد: لقد كان النداء موضوع قراءات مختلفة: فبعضهم رأى أن النداء يهدف إلى توحيد صفوف المعارضة ورص صفوفها في المواجهة مع السلطة بينما قرأه آخرون على أنه يمثل يدا ممدودة إلى السلطة كي تبادر بفتح حوار وطني مع المعارضة ومع المجتمع… فما هي القراءة الصحيحة للنداء؟
أحمد إبراهيم: نداؤنا يهدف إلى خلق الظروف الملائمة لقيام حوار وطني وهذا يعني بداهة العمل معا على تجاوز منطق « المواجهة » وعلى إحلال مناخ من الانفراج والانفتاح على مختلف الرؤى والتوجهات والاستعداد للتفاعل الإيجابي بينها… هو نداء موجه لجميع العزائم الصادقة مهما كان موقعها وبطبيعة الحال فإن حظوظ نجاح الحوار المنشود مرتبطة بتوفر الإرادة السياسية لدى مختلف الأطراف الوطنية في المعارضة وخاصة لدى السلطة بحكم مسؤوليتها ودورها.  
الطريق الجديد: هل ثمة ردود فعل رسمية من السلطة أو من المعارضة أو من المجتمع المدني على النداء؟  
أحمد إبراهيم: قبل الجواب على هذا السؤال ألاحظ بكل أسف أن وسائل الإعلام الوطنية قد ارتأت كالعادة تجاهل مبادرتنا والتكتم عليها بحيث لم نجد صدى لندائنا لا في وكالة الأنباء الرسمية ولا في الصحف ناهيك عن الإذاعة والتلفزة، وهذا في حد ذاته مؤشر انغلاق لا مؤشر انفتاح ومن غير المعقول أن يتواصل مثل هذا التعتيم على مواقفنا في تونس… رغم ذلك أقول إن مبادرتنا ما زالت في بدايتها وقد نشرت في العدد السابق من الطريق الجديد كما لاقت رواجا لافتا للانتباه في وسائل التعبير المحدودة للمعارضة الديمقراطية وعلى الانترنات و »فيسبوك » كما اهتمت بها وسائل إعلام وقنوات أجنبية مثل « الجزيرة ». وإن لم نتصل بردود فعل رسمية إلى حد الآن، فإننا شهدنا بداية تجاوب مع ندائنا وشرعنا في تبادل الرأي حول موضوعه مع بعض الأطراف من بينها أصدقاؤنا وحلفاؤنا وسنواصل.
الطريق الجديد: يلاحظ أن النداء يكاد يقتصر على القضايا السياسية: هل هذا يعني أن الأوضاع الاقتصادية على ما يرام؟  
أحمد إبراهيم: لا، أبدا، ولكن « لكل مقام مقال » فالنداء موضوعه سياسي في المقام الأول واقتناعنا أن قيام مناخ من الحوار سيكون خطوة جدية نحو الإصلاح السياسي وبالتالي نحو إتاحة مشاركة كل القوى الحية في إيجاد الحلول للقضايا الاقتصادية والاجتماعية وتوفير حظوظ النجاح في تحقيق التنمية الشاملة، العادلة والمتوازنة وفي معالجة المشاكل الرئيسية القائمة وفي مقدمتها مشكلة البطالة.
الطريق الجديد: هل ستقوم الحركة بتحركات ومبادرات لتجسيم هذا النداء؟  
أحمد إبراهيم: طبعا. وكما سبق أن قلت، قد شرعنا في الاتصالات والمشاورات وننوي القيام بتحركات ومبادرات في اتجاهات مختلفة بهدف توسيع الاهتمام بالقضايا التي طرحناها ودفع النقاشات حولها حتى يكون ضمان مستقبل تونس شغلا شاغلا لشعبها ونخبه وقواه الحية على اختلافها باعتبار أن مصلحة بلادنا ومصيرها فوق الجميع أفراد ا أو ومجموعات أو أحزابا.  
الطريق الجديد: ختاما ماذا عن الإنتخابات البلدية؟
أحمد إبراهيم: نحن نقوم بمشاورات واسعة داخل الحركة ومع حلفائنا وأصدقائنا حول الموضوع، وقرّرنا معا دعم جميع المبادرات في اتجاه تكوين قائمات مواطنية. والإستعدادات جارية في هذا المضمار. أجرى الحوار: هشام سكيك

 


هوامش على متن مشروع دستور الأستاذ أحمد نجيب الشّابّي

 


اعتبر الأستاذ أحمد نجيب الشّابي في ديباجة مشروع الدّستور الذي عرضه على الرّأي العام ، ونشرته جريدة الموقف بتاريخ 25 ديسمبر 2009، أنّ الخلل في التجربة السياسيّة في تونس يعود إلى الانحراف في الممارسة والفجوة بين النظريّة والتطبيق. وقد توقّف الأستاذ فوزي بن مراد في قراءته لهذا المشروع، والمنشورة بجريدة الموقف بتاريخ   فاتح جانفي 2010 عند هذه الفكرة تحديدا، مستغربا محافظة الأستاذ نجيب الشّابّي على نموذج النّظام الرّئاسي رغم إدانته السياسيّة باستمرار لما أفرزه ذلك النّظام من حكم فرديّ مطلق، وتأكيده على ضرورة الانتقال الدّيموقراطي الذي لن يتحقّق في تونس إلاّ بإصلاحات دستوريّة وسياسيّة. لذلك ننطلق في عرض وجهة النّظر هذه من فرضيّة مدارها الأسئلة التّاليّة: هل هناك علاقة بين شكل النّظام السّياسي عندنا وحالة الانغلاق التي تميّز الحياة السياسيّة بعد أزيد من 50 سنة على الاستقلال وإعلان الجمهوريّة؟ وهل يحقّق مشروع الدّستور الذي طرحه الأستاذ أحمد نجيب الشّابّي الانتقال الدّيموقراطي المنشود في بلادنا؟ لست خبيرا في القانون ولكنّي أعتقد أنّ علاقة وثيقة تربط بين شكل النّظام السياسي وحاجات المجتمع إلى التنظّم، وأنّ أيّ نظام سياسي هو استجابة لتلك الحاجات سواء كانت واسعة تهمّ فئات متنوّعة، أو ضيّقة تتوافق مع توجّهات النخبة في مرحلة محدّدة من مراحل بناء الدّولة والمجتمع، ولن نعود إلى التذكير بالشروط التاريخيّة التي حفّت بصياغة أوّل دستور للبلاد التونسيّة، ولا إلى ما طرأ عليه من تعديلات متلاحقة ضيّعت مقاصده وأفسدت روحه، ولكنّنا نسلّم مع الأستاذ أحمد نجيب الشّابّي بحاجتنا إلى دستور جديد يحقّق الانفراج في الحياة السياسيّة، ويكفل الحقوق الأساسيّة، ويضمن الحريّات العامّة والفرديّة. غير أنّه بالعودة إلى الانتخابات الأخيرة الرئاسيّة والتشريعيّة التي دارت في أكتوبر الماضي، ندرك بكثير من اليسر المأزق السياسي الذي تعيشه البلاد، وفشل الدستور الحالي بتعديلاته المختلفة عن تلبيّة انتظارات النخبة وشرائح واسعة من المجتمع، فقد حصد رئيس الجمهوريّة في الانتخابات الأخيرة ما يناهز الـ 89% من عدد الأصوات، ولم يبق لمنافسيه غير الـ 11%، وبغضّ النّظر عن حيثيات هذه النّسب، فإنّه بإمكاننا ملاحظة أنّ هامش المعارضة في الرئاسيّة لم يتطوّر في خمس سنوات إلاّ بما نسبته 5%، فقد حصلت المعارضة في انتخابات 2004 على 6% ، يضاف إلى ذلك أنّ هذه النّسب توزّعت على منافسين يتفاوتون في قربهم وبعدهم عن السّلطة ومرشّحها للرئاسيات. بل إنّ بعض الأحزاب المحسوبة على المعارضة رشّحت بدورها مرشّح الحزب الحاكم، ومع هذا كلّه لابدّ من التأكيد على أنّه لا يمكن بحال من الأحوال الاطمئنان لنتائج الانتخابات التشريعيّة في قياس مدى تطوّر التجربة الديموقراطيّة لأنّها محكومة بقانون محاصصة يعطي مسبقا نسبة 75% للحزب الحاكم ولا يبقي إلاّ على هامش 25 % للمعارضة ووفق شروط انتقائيّة إضافيّة، لذلك فإنّ الانتخابات التشريعيّة لا تعكس المزاج العام لأنّ الحزب الحاكم يحصّن نفسه في مواجهة منافسيه بقوانين انتخابيّة تفصّل على المقاس، وبشرعيّة رئيس الدّولة وبرنامجه الانتخابي الرّئاسي والحال أنّ رئيس الدّولة يفترض أن يكون رئيسا لكلّ التونسيّين، وأنّ الرئيس في كلّ الديموقراطيات الحديثة يستمدّ شرعيته وقوّته من حزبه لا العكس.بما يعني أنّ الانتخابات التشريعيّة تظلّ ملحقة وتابعة للانتخابات الرئاسيّة. وإذا أضفنا إلى كلّ ما سبق تضخّم مؤسّسة الرئاسة عندنا، وغياب آليات المحاسبة السياسية والقضائيّة، وانعدام المساءلة البرلمانيّة، فإنّه بوسعنا أن نبحث عن مدى ملاءمة النّظام الرّئاسي لمقتضيات هذه المرحلة، دون تقويض لأسس النّظام الجمهوري، إذ أنّ دول العالم التي اختارت النّظام الجمهوري الرّئاسي مختلفة في تجاربها اختلافا كبيرا يعود إلى اختلاف خصوصياتها، فمن إطلاق لصلاحيات الرّئيس كما في النموذج الأمريكي إلى تقييده في نماذج أخرى، إلى درجة أصبح معها بعض خبراء القانون يتحدّثون عن نظام نصف ـ رئاسي أو رئاسي برلماني تتوزّع فيه الصلاحيات بين السلطتين التنفيذيّة والتشريعيّة، وهو النّموذج الذي قد يكون الأنسب في مراحل الانتقال الدّيموقراطي، لأنّه يحدّ من صلاحيات الرّئيس المطلقة دون أن يحوّله إلى منصب شرفي، ويفعّل دور البرلمان، ويضفي مزيدا من النّجاعة والمصداقيّة على الانتخابات التشريعيّة، ويجعل الحكومة مسؤولة أمام البرلمان بما يفعّل آليات المحاسبة والمساءلة والمتابعة. وبناء على ما سبق أعتقد أنّ النّظام الرئاسي المعمول به حاليّا والمنصوص عليه في الدّستور هو جزء من المشكل وليس جزءا من الحلّ إذا ما افترضنا أنّنا في مرحلة انتقاليّة تحتاج فيها بلادنا إلى إعادة نظر في تجربتها السياسيّة التي هيمن عليها الحكم الفردي لعقود، واستحال فيها تحقيق حياة سياسيّة سليمة هي جديرة بها، ولذلك نقترح الأفكار التاليّة: التحوّل من نظام رئاسي إلى نظام رئاسي ـ برلماني. رئيس الدّولة مكلّف بتعيين رئيس الوزراء من حزب الأغلبيّة أو من بين الشخصيات التي يقترحها البرلمان. رئيس الدّولة له صلاحيات عزل رئيس الوزراء. إذا كان مرشّحا حزبيّا يقدّم رئيس الدّولة استقالته بمجرّد انتخابه من رئاسة حزبه ليكون رئيسا لكلّ التونسيّين، وحتّى لا يستقوي الحزب المعنيّ بمؤسّسة الرئاسة. يمكن لرئيس الدّولة تسمية أو اقتراح وزارات السّيادة مثل الخارجيّة والداخليّة والدّفاع…. رئيس الوزراء يقدّم تشكيلة حكومته إلى البرلمان الذي يمنحها الثقة. رئيس الدّولة كما البرلمان لهما صلاحيات سحب الثقة من الحكومة. تقدّم الحكومة – في حال تمّ سحب الثقة منها- استقالتها إلى رئيس الدّولة الذي إمّا أن يوافق أو يدعو البرلمان إلى إعادة النّظر في قراره، أو تقديم مقترحات لحلّ الأزمة بين الحكومة والبرلمان. في حال قبول الاستقالة تتحوّل الحكومة إلى حكومة تصريف أعمال حتّى إجراء انتخابات جديدة وتشكيل حكومة أخرى. رئيس الدّولة يدعو- في حال حلّ البرلمان- إلى انتخابات تشريعيّة جديدة.   فتحي الرّحماني
 
(المصدر: « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 539 بتاريخ 26 مارس 2010)


دعــــــــوة

تتشرف حركة التجديد بدعوتكم لحضور الندوة التي تنظمها تحت عنوان   « الحوض المنجمي بين الواقع المعاش وآفاق التنمية »   بمشاركة ثلة من الباحثين الجامعيين والمحامين ومناضلي الحركة الاجتماعية بمنطقة المناجم وذلك يوم الجمعة 2 أفريل 2010 على الساعة الثالثة بعد الزوال بمقر الحركة، 7 شارع الحرية – تونس   الأمين الأول أحمد إبراهيم


مكثر في: 30 / 03 / 2010 و يتواصل تعنت الإدارة في معهد حشاد بمكثر

 


تواصل إدارة معهد حشاد بمكثر تعنتها لليوم الثاني على التوالي بخصوص فرض حضور المرشد التربوي بالمعهد على الأساتذة في مجالس الأقسام رغم ما صدر عنه من إهانات و تحريض و تشويه لسمعة الأساتذة و اعتداء بالعنف اللفظي الشديد عليهم و أمام التلاميذ. و يواصل الأساتذة رفضهم حضور مجالس الأقسام جنبا إلى جنب مع المرشد التربوي. و تبقى مجالس الأقسام معطلة. و يظل السؤال قائما: من المسؤول؟؟؟؟ هل أخطأ الأساتذة عندما رفضوا التعامل مع من أهانهم و اعتدى عليهم بشكل صارخ و مفضوح؟ أم هل أخطأت سلطة الإشراف بتواصل سكوتها على ما جرى، و كأن الأساتذة ليسوا في الإنسان الذي له كرامة و حقوق؟؟؟ أم هل هو التعنت اللامسؤول من قبل إدارة المعهد و إصرارها على إذلال الأساتذة و تركيعهم من غير ذنب اقترفوه؟؟؟ بلغنا من أطراف نقابية جهوية و وطنية أن سلطة الإشراف تعهدت عبر بعض مسؤوليها الجهويين و الوطنيين بتجنيب الأساتذة التعامل المباشر مع المرشد التربوي المعتدي، حتى تجري مجالس الأقسام بأقل ما يمكن من التوتـّر. لكن ما فاجأنا حقا هو إصرار إدارة المعهد على تصعيد الموقف و خلق التوتر بفرض المرشد التربوي على الأساتذة رغم إساءاته الغريبة. و لذلك واصل الأساتذة تمسكهم بموقفهم. لكن ما يبدو غريبا حقا هو: ما علاقة هذه الإدارة بسلطة الإشراف الجهوية و الوطنية؟ و لماذا لا تنفذ هذه الإدارة ما تعهدت به سلطة الإشراف؟؟؟ كأنّ هذه الإدارة غير معترفة بأيّ طرف غير ذاتها، و كأنها آلت على نفسها أن تجعل المعهد ملكية خاصّة تتصرف فيها على هواها، و كأنها لا تدرك أن الأساتذة بشر لهم حقوق و كرامة؟؟؟ إلى متى ستستمرّ هذه الفوضى في المعهد المذكور؟؟؟؟ و هل من مجيب؟؟؟ النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بمكثر الكاتب العام: عبدالله بنيونس — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux

الاتحاد الجهوي للشغل بسيدي بوزيد الاتحاد المحلي للشغل بمنزل بوزيان اللجنة المحلية لصد العدوان عن الامة العربية ودعم المقاومة بمنزل بوزيان منل بوزيان في :28/ 03/ 2010 إعــــــــــــلام  


أحيت اللجنة المحلية لصد العدوان عن الامة العربية ودعم المقاومة بمنزل بوزيان، وتحت إشراف الاتحاد المحلي للشغل بمنزل بوزيان وبمساندة من الإتحاد الجهوي للشغل بسيدي بوزيد، ذكرى يوم الأرض وذلك على امتداد كامل الأسبوع من 26 /03/ 2010 تحت اسم « اسبوع القدس » تضمن معرضا وثائقيا ( صور ونصوص ) تمحور حول الأبواب التالية: التأصيل التاريخي لذكرى يوم الأرض، الأراضي العربية  » المنسية » وهي المحتلة من قبل تركيا(لواء الاسكندرونة او عربستان)،وايران (الأحواز وجزر طنب الكبرى والصغرى وابو موسى)، واثيوبيا (اوغادن)واسبانيا (سبتة ومليليا)….،المسجد الأقصى، المقاومة العربية والإسلامية ،المجازر الصهيونية في حق الشعب العربي، وبابا خاصا بالطلبة المساجينوالمطرودين حيثلاقى هذا الركن استحسانا من فئة شبابية عريضة … كما تخلل هذا العرض حفل موسيقي احيته فرقة الكرامة . كما اصدرت اللجنة بيانا بالمناسبة ،يصلكم صحبة هذا نسخة منه. وبهذه المناسبة يقدم المكتب المحلي للشغل بالشكر والتقدير لكل الذين دعموا هذا العمل من هياكل،محلية وجهوية، وقواعد، لإنجاحه. والســـــــــلام الكاتب العام للإتحاد المحلي للشغل بمنزل بوزيان لطفي عباسيالمرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  


الاتحاد الجهوي للشغل بسيدي بوزيد الاتحاد المحلي للشغل بمنزل بوزيان منزل بوزيان في : 22/03/2010 بيــــــــــــــــان حول القدس

 


بسم الله الرحمان الرحيم، قال تعالى : « يريدون ان يطفئ نور الله بأفواههم ويأبى الله الا أن يتم نوره ولو كره الكافرون » صدق الله العظيم نحن أعضاء المكتب المحلي للشغل بمنزل بوزيان المجتمعين اليوم الإثنين 22/03/2010 بدار الاتحاد المحلي للشغل بمنزل بوزيان وبعد تدارسنا لما يجري، الآن، بالقدس والمتمثل فيما تقوم به العصابات الصهيونية من تهويد طمس للهوية العربية الإسلامية من خلال ضم مسجد بلا ل والحرم الإبراهيمي تحت أكذوبة « التراث اليهودي العالمي » حيث تتسارع وتيرة الاستيطان فيها وهدم المنازل كما هو جار في سلوان وراسخ نيس وحصار المدينة بالمستوطنات وسحب هويات المقدسيين لتفريغ المدينة من سكانها… فإننا نعبر عن : 1 – استنكارنا الشديد لكل ما يجري بمدينة القدس، مسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، بدعم من الإمبريالية الأمريكية، وبتواطؤ مفضوح من الرجعية العربية نعتبره حلقة من حلقات التآمر على العرب وتاريخهم وحضارتهم لتغيير الواقع الموضوعي بحجج وأكاذيب واهية وذلك لفرض الأمرا الواقع. 2 – إستغرابنا للصمت العربي الرسمي و لضعف موقف المنظمات الإسلامية العالمية التي تدّعي أحقيتها في الدفاع عن القدس العربية. 3 – رفضنا لكل ما يحاك من مؤامرات ضد امتنا العربية ، علنا او سرا ، واستعدادنا للدفاع عن هويتنا العربية الإسلامية بكل الوسائل المشروعة . كما ندعو الى : 1– مساندة المقاومة العربية والإسلامية ونصرتها لتحرير القدس وحمايتها . 2– تفعيل دور اللجان الجهوية لصد العدوان عن الأمة العربية ودعم المقاومة وكذلك اللجان المحلية بالإتحادات المحلية من خلال اقامة التظاهرات الثقافية والندوات الفكرية حول القدس وتنظيم المسيرات الداعمة للمقاومة في فلسطين. 3- تنظيم  » اسبوع القدس  » يتبناه الإتحاد العام التونسي للشغل يوسّع فيه دائرة الإهتمام والمساندة لملف بيت المقدس ، وتكوين لجنة دائمة خاصة بالمسجد الأقصى  » لجنة مساندة الأقصى » تقوم بكل ما يعاضد دور المقاومة (مزيد التعريف بالقدس وتاريخها، فضح المؤامرات ، الدعم المادي…)وذلك على المستوى الوطني والجهوي والمحلي. عاشت القدس حرة منغرسة في عمق التاريخ العربي، وشامخة في سماء العروبة والإسلام. عاشت المقاومة العربية في كل جزء عربي مغتصب، والمجد والخلود لشهداء امتنا . عاش الإتحاد العام التونسي للشغل نصيرا للأمة العربية والمقاومة المجيدة . عاش الإتحاد العام التونسي للشغل مساندا لحركات التحرر والإنعتاق في العالم. عن المكتب المحلي للشغل بمنزل بوزيان الكاتب العام لطفي عباسي — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  


الوزير الأول يستقبل المفوض الأوروبي
المكلف بشؤون التوسعة وسياسة الجوار الأوروبية

استقبل السيد محمد الغنوشي الوزير الاول يوم الثلاثاء 30 مارس بقصر الحكومة بالقصبة السيد ستيفان فول المفوض الاوروبي المكلف بشؤون التوسعة وسياسة الجوار الاوروبية. واكد السيد ستيفان فول عقب اللقاء الاهمية التي يوليها الاتحاد الاوروبي لدفع التعاون مع تونس في اطار سياسة حسن الجوار باعتبار ان تونس تعد اول بلد بجنوب المتوسط ابرم اتفاقية شراكة مع اوروبا. وابرز في ذات السياق الارادة التي تحدو الاتحاد الاوروبي للارتقاء بعلاقات الشراكة التونسية الاوروبية الى مستويات ارفع مشيرا الى المحادثات التي انطلقت في بروكسيل بهدف اعطاء تونس مرتبة الشريك المتقدم . واضاف المفوض الاوروبي ان العلاقات القائمة بين تونس واوروبا يمكن ان تكون مثالا يحتذى لبلدان المنطقة . وعبر عن اعجابه بالتقدم الذي حققته تونس في المجالات الاقتصادية والاجتماعية وحضر اللقاء بالخصوص السفير رئيس بعثة الاتحاد الاوروبي بتونس. (المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات – رسمية) بتاريخ 30 مارس 2010)  

السيد ستيفان فول: « العلاقات بين تونس والاتحاد الأوروبي
علاقات متينة ونموذج يحتذى بالنسبة لبلدان المنطقة الأخرى »

   


تونس (وات) – أكد السيد ستيفان فول المفوض الأوروبي المكلف بشؤون التوسعة وسياسة الجوار الاوروبية ارتياحه لمستوى العلاقات القائمة بين تونس والاتحاد الأوروبي التي قال إنها « علاقات متينة ونموذج يحتذى بالنسبة لبلدان المنطقة الأخرى ». وأوضح السيد ستيفان فول خلال لقاء جمعه يوم الثلاثاء بممثلي الصحافة بمقر المفوضية الأوروبية بتونس ان سنة 2010 تبدو منذ بداياتها سنة واعدة على صعيد العلاقات بين تونس والاتحاد الأوروبي مذكرا في هذا المضمار بالتوقيع صباح الثلاثاء على مذكرة تفاهم بشأن /البرنامج التوجيهي الوطني/ الجديد الذي يغطي الفترة من 2011 الى 2013 وذلك بموازنة قدرها 240 مليون اورو بالنسبة للتعاون الفني والمالي بين الاتحاد الأوروبي وتونس. وأشار في نفس السياق الى قيام تونس قبل عشرة أيام ببروكسال بتقديم مقترحها الرامي الى إرساء صفة « الشريك المتقدم » على مستوى علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي. وقال في هذا الصدد ان اللجنة الاوروبية « مستعدة للشروع في مناقشات معمقة بهدف التوصل إلى أهداف مشتركة تهيء الأرضية نحو بلوغ مرتبة /الشريك المتقدم/ في سياق سياسة الجوار الأوروبية » وهو ما يترتب عنه رسم أهداف مشتركة أكثر طموحا وتكريس التزام اقوى من قبل الجانبين. وأعرب السيد ستيفان فول في سياق متصل عما يحدوه من كبير عزم على العمل المثابر من أجل مزيد تعميق العلا قات المتينة بين تونس والاتحاد الاوروبي مؤكدا ان تونس تحتل دون شك مرتبة مميزة بفضل ما حققته من مكاسب اقتصادية واجتماعية وبفضل علاقات التعاون المتميزة التي تربطها مع مختلف شركائها على الصعيد الدولي. وأكد رغبة الاتحاد الأوروبي في التوصل الى تعاون سياسي متنام والى تأمين دعم أكبر لأولويات الإصلاح التي ضبطتها تونس موضحا أن التعاون بين الجانبين سيشمل ميادين ذات أولوية منها خاصة النهوض بالتشغيل ودعم الإصلاحات الاقتصادية وتعزيز تنافسية المؤسسات. وأضاف انه سيتم كذلك ايلاء اهتمام خاص لمسالة النهوض بالموارد البشرية والتعاون الفني بالنظر الى النتائج الايجابية والنجاحات المحققة بفضل برنامج التأهيل الذي اعتمدته تونس. وقال السيد ستيفان فول « أعود من زيارتي هذه إلى تونس وأنا على اقتناع تام بأننا قد أرسينا أسسا متينة من الثقة والتفاهم المشتركين وبان شروط قيام حوار بناء وطموح وجهته المستقبل قائمة ومتوفرة اليوم أكثر من أي وقت مضى ». (المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات – رسمية) بتاريخ 30 مارس 2010)  


تمهيدا لاتفاق «الشريك المميز»

تونس تتقدم بوثيقة تعاون لبروكسيل


اعداد كمال بن يونس  تونس-الصباح كانت الحصيلة المباشرة للزيارة التي أداها إلى تونس المفوض الاوروبي لسياسة الجوار والتوسعة السيد ستيفان فول Stefan Füle التوقيع على هبة سيمنحها الاتحاد الاوروبي إلى تونس قيمتها حوالي 480 مليون دينار تونسي (ما بين 220 و260 مليون اورو حسب تطور المحادثات).. ابرام الاتفاقية تم ظهر أمس بمقر وزارة التنمية والتعاون الدولي من قبل الوزير السيد محمد النوري الجويني والمفوض الاوروبي ستيفان فيل ..بحضور عدد من ممثلي وزارات الخارجية والتنمية والصناعة والتجارة وثلة من الاعلاميين والسفير مندوب الاتحاد الاوروبي أدريانوس  كوسنرجتر Adrianus Koetsenruijter.  وعلمت الصباح أن المبلغ الاجمالي للهبة الاوروبية سيخصص لتمويل عدد من الملفات من أبرزها التشغيل والاصلاحات الاقتصادية والتاهيل الصناعي كما سيرصد حوالي 15 مليون دينار لاصلاح قطاع القضاء . وسيصرف هذا المبلغ خلال المرحلة 2011ـ 2013 على مراحل ..وهو قابل للتعديل حسب الابواب والملفات التفصيلية التي سيناقشها الوزراء المعنيون ثنائيا مع المعني بالامر قطاعيا في مفوضية الاتحاد الاوروبي ببروكسيل. وقد التقى الضيف الاوروبي بعدد من كبار المسؤولين في تونس بينهم الوزير الاول السيد محمد الغنوشي ووزير الخارجية السيد كمال مرجان ووزيرالتنمية والتعاون الدولي السيد محمد النوري الجويني ووزير الصناعة السيد عفيف شلبي. ـــــــــــــــــــــــــــــ

النوري الجويني : وثيقة رسمية لتفعيل الشراكة الاقتصادية والسياسية

 

أورد السيد محمد النوري الجويني وزيرالتنمية والتعاون الدولي للصباح على هامش توقيعه مع المفوض الاوروبي اتفاقية «الهبة المالية الاوروبية» أن « مسار الشريك المميز بين تونس وبروكسيل بدأ عمليا..فقد قدمت تونس رسميا قبل 10 أيام الى الاتحاد الاوروبي وثيقة رسمية وشاملة تتضمن تصورات الجانب التونسي لتفعيل الشراكة الاقتصادية والسياسية في  مختلف القطاعات..وضمن رؤية شاملة للتعاون والحوار والشراكة ..» وهل حسمت الخلافات ذات الصبغة السياسية بين تونس والاتحاد الاوروبي التي قيل أنها حالت خلال الفترة الماضية دون التقدم في مسار « الشراكة المميزة «؟ الوزير محمد  النوري الجويني نفى وجود « خلافات مهمة بين تونس والاتحاد الاوروبي ..فالعلاقات كانت دائما مميزة اقتصاديا وسياسيا « ..لكن من الطبيعي أن توجد بين الشريكين بعض الاختلافات في وجهات النظر..والاختلافات تبقى دوما عنصر اثراء ويمكن البت فيها عن طريق الحوار..وهي لا تعني بالمرة وجود خلافات جوهرية وتناقضات ..والدليل هوالزيارة الناجحة التي أداها المفوض الاوروبي « ستيفان فيل» الى تونس وأدلى خلالها بتصريحات نوهت بتونس وقيادتها وشعبها ..وبالحوار السياسي والاقتصادي الذي أجراه خلالها مع السيد الوزير الاول السيد محمد الغنوشي ومع ممثلي الحكومة التونسية ..» وردا على سؤال حول طبيعة الاتفاقية التي وقعها أمس مع المفوض الاوروبي « ستيفان فيل» أورد السيد محمد النوري الجويني أن المبلغ المهم الذي قررت مفوضية الاتحاد الاوروبي تقديمه الى تونس دعما لسياسات الاصلاح الاقتصادي والادراي والقضائي فيها..»يؤكد تقديرها لتونس رئيسا وحكومة وشعبا ..وللتمشي الاصلاحي والعقلاني والرصين التي تتبعه..خدمة لمصالح الشعب التونسي أولا ..وللسلم والامن والتنمية الشاملة في المنطقة الاورومتوسطية ككل .. « وأعلن الجويني في تصريحه للصباح أن المبلغ الاجمالي للهبة الاوروبية سيقسم على عدد من القطاعات والملفات..من بينها التشغيل والاصلاح الاقتصادي والتاهيل الصناعي ..بحكم رهان الرئيس زين العابدين بن علي وفريقه الحكومي على رفع عدد من التحديات الاستراتيجية والهيكلية قبل موفى 2014 وعلى رأسها تحدي التشغيل ..بحكم انتماء أكثرمن نصف الشعب التونسي الى الفئة العمرية مادون الـ30 عاما ..أي أن نسبة طالبي الشغل ستظل  في ارتفاع خلال المرحلة القادمة ..بما يؤكد الحاجة الملحة لدعم الاستثمار الى تنويع شركاء تونس الاقتصاديين ..مع تحسين فرص الشراكة مع الشريك الاقتصادي الاول ..أي الاتحاد الاوروبي ..عبر صيغ عديدة من بينها الاستفادة من المميزات التي سيمنحها وضع « الشريك المميز « لبلادنا في مجالات التصدير والاجراءات الجبائية والاستثمار وحركة رؤوس الاموال والبضائع الوطنية في الاتجاهين.. من جهة أخرى اعتبر السيد محمد النوري الجويني أن « الشراكة المميزة بين تونس والاتحاد الاوروبي تخدم مصالح الشعب التونسي وكل شعوب المنطقة الاورومتوسطية ..وتخدم خيار التعدد الثقافي والمجتمعي وقيم الانفتاح التي تعارضها قوى الشد إلى الوراء  «.. ـــــــــــــــــــــــــــــ

المفوض الأوروبي «ستيفان فول» : ليست لدينا  شروط مسبقة في مفاوضاتنا مع تونس

 

 أعلن السيد ستيفان فول المفوض الأوروبي للسياسة الجوار والتوسعة في حديث للصباح أن « بروكسيل تلقت بارتياح الوثيقة الرسمية التي سلمتها لها تونس قبل 10 أيام حول تصورات الجانب التونسي لمرحلة « الشريك المميز « ..ووصف الوثيقة التونسية بـ» الشاملة والمهمة جدا « ..وأعلن أن التفاوض سيجري مستقبلا حول الافكار الواردة فيها ..لأنها المرة الأولى التي ترتقي فيها المحادثات الرسمية بين الجانبين حول « الشريك المميز « الى مرحلة الوثيقة المكتوبة التي تتضمن وجهة نظر شاملة سياسية واقتصادية وقضائية مع مقترحات عملية واضحة ..سيخدم تجسيمها خيار التعاون بين بروكسيل وتونس من جهة وبين الاتحاد الاوروبي والدول المغاربية ودول جنوب المتوسط ككل «.. وماذا عن الشروط التي تردد أن بروكسيل حاولت فرضها على تونس قبل بدء الطور الختامي من محادثات « الشريك المميز «؟ وهل صحيح أنه توجد خلافات سياسية مهمة بين الجانبين ؟ المفوض الاوروبي علق على هذين التساؤلين قائلا :» ليست لدينا أية شروط مسبقة  خلال محادثاتنا مع تونس ومفاوضاتنا مع سلطاتها ..قبل بدء المفاوضات حول حصول تونس على حقوق « الشريك  المميز « وبعد انطلاقاتها .. ولن تكون لدينا شروط مسبقة خلال محادثاتنا مع تونس خلال المرحلة القادمة ..فتونس بلد شريك ..تصدر قائمة دول جنوب البحر الابيض المتوسط في المصادقة على اتفاق برشلونة ثم في الانخراط في كل مبادرات الشراكة منذ مبادرات 1995 إلى سياسة الجوار وصولا إلى مسار « الشريك المميز « والمحادثات حول مختلف الجوانب الفنية والاقتصادية والسياسية للشراكة « .. وماذا عن « أجندا المحادثات الثنائية» حول الشريك المميز ؟ كم ستدوم ومتى ستنتهي ؟ إجابة المسؤول الاوروبي استبعدت التقيد بـ»روزنامة معينة لاكمال المحادثات ..» واعتبر أنها مفتوحة ويمكن أن تنتهي في أقرب مدة ينجح فيها المسؤولون في تونس وبروكسيل في اجراء المحادثات المطلوبة ..ومختلف الافكار التي تهم مستقبل الشراكة في كل المجالات والقطاعات ..انطلاقا  من الثوابت والقيم المشتركة « .. وتوقع المفوض الاوروبي لسياسة الجوار أن  » يخدم مسار انخراط تونس في طور متقدم من محادثات الشريك المميز خيار بروكسيل الذي يهدف إلى مضاعفة قيمة مبادلاتها وتعاونها مع كل الدول المغاربية والمتوسطية ..ضمن رؤية تنموية شاملة « .. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 31 مارس 2010)


تونس-الاتحاد الأوروبي: هل تتعثر المفاوضات بشأن الشريك المتقدم؟

 


بقلم: خميس بن بريّـك زار مفوّض الإتحاد الأوروبي لشؤون التوسيع وسياسة الجوار الأوروبية ستيفان فيولي تونس يومي 28 و29 مارس 2010. وتباحث مع الوزير الأول محمد الغنوشي عن العلاقات التونسية الأوروبية. ووقّع خلال زيارته مع وزير التنمية والتعاون الدّولي محمد النوري الجويني على مذكرة تفاهم لتمويل البرنامج الاسترشادي الوطني، بقيمة 240 مليون أورو. ويمتدّ هذا البرنامج ما بين عامي 2011 و2013. ويهتمّ بالنهوض بمسألة التشغيل، والضمان الإجتماعي، وتعزيز الإصلاحات الإقتصادية، والرّفع من القدرة التنافسية للمؤسسات الصغرى والمتوسطة، وتطوير الحكم الرشيد والتنمية المستديمة للبيئة… وعلى هامش هذه الزّيارة عقد ستيفان فيولي، يوم الثلاثاء (30 مارس 2010)، لقاء صحفيا كشف خلاله عن تقدّم تونس قبل 10 أيام بوثيقة إلى الإتحاد الأوروبي بشأن منحها صفة الشريك المتقدّم.  وقال إنّ الجهات الأوروبية المعنية بدأت في دراسة هذه الوثيقة، موضحا أنّ المفاوضات بين تونس والإتحاد الأوروبي بشأن وضعية الشريك المتقدم ستتواصل إلى غاية موفى هذا العام.  وأطلق الإتحاد الأوروبي في 11 مارس 2003 سياسة الجوار التي تندرج في اطار المشروع الأوروبي للسياسة الخارجية والأمن المشتركة في منطقة حوض المتوسط. ويهدف المشروع إلى إنشاء منطقة استقرار وأمن وازدهار مشتركة تتمتع بقدر عال من التعاون الإقتصادي والسياسي.  وتسعى تونس إلى الظفر بصفة الشريك المتقدّم لتعزيز مكانتها مع الاتحاد الأوروبي، وذلك لعدّة اعتبارات أهمّها المحافظة على مصالحها الاستراتيجية والإقتصادية مع حليفها الأول الاتحاد الأوروبي والتمتع بمزيد من التمويلات للقيام بإصلاحات داخلية.  لكنّ على الرّغم من أنّ الاتحاد الأوروبي يعتبر الشريك الأول لتونس، التي كانت أول دولة من الحوض الجنوبي للمتوسط توقّع اتفاق الشراكة والتبادل الحرّ مع الاتحاد الأوروبي، والذي دخل حيّز التنفيذ في مارس 1998، إلا أنها لم تتحصل بعد صفة الشريك المتقدّم ومازالت تقوم بمساعي في هذا الاتجاه.  وتقول بعض المصادر إنّ هناك تحفظات من الجانب الأوروبي على منح تونس هذه الصفة بسبب ما يشاع عن تدهور سجلها في حقوق الإنسان. ورجح البعض أن لا تسفر المفاوضات على نتائج بدعوى أنّ تونس لم تلتزم بالقيام بإصلاحات في السياسة.  وشهدت تونس موجة من الانتقادات على إثر سجن صحفيين إثنين أدانتهما المحكمة بتهم حق عام. وانتقدت أحزاب معارضة وجمعيات مدنية ما وصفته إنغلاقا في المناخ السياسي العام.  في المقابل، تنفي تونس وجود أية تحفظات أوروبية إزاء مطلبها. وتقول إن الاتحاد الأوروبي وافق على السير في المفاوضات. وتشير إلى أنّ خيار التمتع بصفة الشريك المتقدّم كان خيارها ولم يلزمها به أحد. وتعتبر أنّ مسألة حقوق الإنسان ليست من المسائل التي تحرجها أو تقف حائلا أمام بلوغها مرتبة الشريك المتقدّم. وتؤكد أنّ المناخ السياسي مفتوح وديمقراطي.  (المصدر: « واب ماناجر سنتر » (بوابة إخبارية اقتصادية – تونس) بتاريخ 31 مارس 2010) الرابط: http://ar.webmanagercenter.com  


الجزائر كسبت « معركة الشعير » وتونس خسرتها

 


أعلنت وزارة الزراعة الجزائرية عن نيتها تصدير 300 ألف طن من الشعير ومبادلتها بالقمح اللين. وستمكن الصفقة، وهي الأولى التي ستتم منذ أربعين عاما، الجزائر من تخفيض فاتورة استيراد المواد الغذائية بـ2 مليار دولار منها 1,5 مليار تخص القمح. وذكرت ذات المصادر أن محاصيل السنة الماضية من الحبوب فاقت الستة ملايين طن منها مليونين ونصف من الشعير، مع وجود مؤشرات عديدة على تحقيق إنتاج قياسي أيضا هذه السنة. ويؤكّد العارفون أن هذه المحاصيل لم تكن وليدة الصدفة أو نتيجة للظروف المناخية الملائمة فقط، فهذه الظروف لا تختلف كثيرا عما تم تسجيله ببلادنا من تساقطات مطرية، وإنما يعود بالأساس إلى اختيار حكومي عكسه المخطط الخماسي، والذي أولى قطاع الحبوب مكانة متميزة سعيا لتحقيق « الامن الغذائي » الذي تنشده. و من جملة المساحة المزروعة هذه السنة والتي لا تقل عن ثلاثة ملايين هكتار تم تخصيص ثلثها لانتاج الشعير. واكد وزير الزراعة الجزائري أن وزارته ربحت « معركة الشعير » بنسبة مائة بالمائة، ما مكن بلاده من توفير احتياطي لا يقل عن مليون طن من هذه المادة وهي كمية تلبي الطلب الداخلي لمدة ثلاث سنوات، بالإضافة إلى تسجيل فائض وصل سبعمائة ألف طن معدة للتصدير. لكن هذه المحاصيل القياسية لم تفت من عضد الوزارة لمواصلة مجهوداتها من أجل مزيد تطوير هذه الزراعة، إذ واصلت في ترقية الوسائل التحفيزية للمزارعين لتعاطي هذه الفلاحة. فقد وضعت تحت تصرف المزارعين كمية من الأسمدة الفسفاطية والآزوتية فاقت 350 ألف قنطار، في حين لم تتجاوز السنة الماضية كمية 85 ألف قنطار، بأسعار مدعومة. وبالنسبة لعملية التمويل، والتي تعتبر من أهم العوائق أمام الزراعات الكبرى في المغرب العربي عموما وذلك لأن أغلب المزارعين هم من صغار الفلاحين، فبادرت الحكومة بوضع أكثر من آلية لعل أهمها منظومة « بدر » للتمويل من البنك الريفي، إضافة إلى قرض « الرفيق » وهي قروض تمنح دون أي فوائد من أجل تجهيز الفلاحين بالآلات الميكانيكية العصرية لممارسة فلاحتهم. كما دعمت الوزارة المراكز التابعة لها القروض  أهم العوائق في أمّا تمويل الفلاح بالقروض، فقامت الوزارة كما أضافت الوزارة إلى حظائرها أكثر من 500 حاصدة جديدة يُتوقع أن تشارك في حصد محصول هذه السنة إضافة إلى 5 آلاف جرار سيتم اقتناؤها هذه السنة لتوضع على ذمة الفلاحين الذي لا يملكون هذه الآلات. كما تكفلت الوزارة بتسويق المنتوج في حال عجز المزارع عن القيام بهذه المهمة وذلك بشراء المحصول بأسعار مرتفعة لم يتم تخفيضها رغم التراجع الكبير في سعر الحبوب في السوق العالمية منذ أواخر 2008. إياك أعني وتطرح هذه النجاحات التي حققتها جارتنا الأقرب تساؤلات جدية حول سبب فشل منظومتنا الفلاحية في تحقيق نجاح بنفس النسبة في الزراعات الكبرى. وبعيدا عن التعلل بالمعطيات المناخية، فهي كثيرة الشبه، يكمن الفارق الأساسي في الخيارات الاقتصادية المتبعة ومدى الحرص على تحقيق الأمن الغذائي. ذلك أن محاصيلنا من الزراعات الكبرى لا تستقر على حال، إذ مازال ينطبق عليها مثل المزارعين من الأجداد « الحرث ثلاثة والصابة عام » أي كان التحديثات التقنية لم تفعل شيئا منذ أن كانت الفلاحة مرتبطة أساسا بمستوى الهطل المطري فقط. وإذا كان للظروف المناخية دورها الذي لا يمكن التقليل منه إلا أنه لا يمكن تحميله كل المسؤولية. فقد بدأت الجزائر معنا في نفس الوقت خطة لتطوير انتاج الشعير من خلال أشرفت عليه المنظمة العربية للتنمية الزراعية والصندوق العربي للإنماء الإقتصادي. وهدف هذا المشروع إلى اعتماد التقنيات الجديدة في زراعات الشعير ونشرها على الفلاحين. ومكنت هذه التقنيات من تحقيق نمو كبير في الإنتاج في كل من الجزائر وسوريا. أهم هذه التقنيات هي  التحليل المسبق للتربة لتبين تركيبتها ومدى ملاءمتها للزراعات الكبرى ونوعية الأسمدة التي تحتاجها. كما مكنت الجهود البحثية من تطوير صنف من الشعير يتحمل بشكل كبير الجفاف. مكنت هذه التطويرات سوريا مثلا من تحقيق نسب عالية من الإنتاج للهكتار في مناطق شبه جافة. ففي منطقة معردبسي تراوح محصول الهكتار الواحد بين 27 و 44 قنطارا، في منطقة لم يتجاوز فيها الهطل المطري 221 ملم سنويا. علما أن محصول الهكتار من الحبوب في المناطق الرطبة يتراوح عندنا بين 20 و 45 قنطارا!)). وهو ما يؤكّد جدية توجه كل من سوريا (التي حققت اكتفاءها الذاتي في إنتاج الحبوب رغم أن المساحة الفلاحية والظروف المناخية تكاد تتماثل مع بلادنا) وحكومة الجزائر في تطوير الزراعات الكبرى، وعدم جدية حكومة بلادنا في الذهاب في هذا الاتجاه لاختيارها التعامل مع هذا النمط كسلعة عادية وليس كمادة إستراتيجية زاد في أهمية الاعتناء بها خضوعها للمضاربات في السوق العالمية. فكيف يمكن تطوير منتوج الشعير إذا كانت أسعار الأسمدة من نار (فاقت آخر زيادة في مادة الفسفاط (DAP ) خمسين دينارا للطن (رغم الإدعاءات بتجميد أسعار الأسمدة)، أما الأدوية فحدث ولا حرج. كما لا تقل ساعة الحصاد عن ستين دينارا. وإذا أضفنا إلى ذلك تكلفة الزراعة من حرث وبذر، وصعوبة الحصول على قرض ميسر الشروط، مع انخفاض سعر الشراء من الفلاح، أدركنا بيسر أن حساب الحقل لن يتجاوز بكثير حساب البيدر، وهو سر عزوف الكثير من المزارعين عن تعاطي هذه الفلاحة خاصة وأن قرابة نصف منتجي الشعير هم من صغار الفلاحين (أقل من 5 هكتارات). وسبق للحكومة ان اعتمدت منذ بداية السبعينات وحتى أواسط الثمانينات خارطة فلاحية واضحة المعالم تعلقت بمبدأ التداول الزراعي و التحديد العلمي لمجال كل زراعة، وهو ما مكن من تحقيق مكاسب هامة سرعان ما تم التخلي عنها منذ تطبيق برنامج الإصلاح الهيكلي بدواعي غلاء كلفة المنتوج الفلاحي، ليتم الاتجاه عوضا عن ذلك نحو الفلاحة التصديرية (زراعة الورود والعطور…..) بنصيحة من البنك الدولي. لذلك لم تتجاوز المساحة المخصصة للزراعات الكبرى ثلث المساحة الجملية المستغلة في الفلاحة (مليون و 600 ألف هكتار سنة 2005) منها فقط 585 الف هكتار من الشعير رغم أن أغلب الخبراء في هذا الميدان يعتقدون أن المساحة الكبرى من الأراضي الفلاحية في الوسط والجنوب تصلح جيدا لزراعة هذه المادة لو تم اعتماد الطرق الجديدة سالفة الذكر. يذكر أن مادة الشعير إضافة إلى كونها مادة أساسية وأجدى للصحة من القمح اللين المستورد، تعتبر ركنا أساسيا في الأعلاف الحيوانية. وقد ساهم تدني منتوجنا من هذه المادة إلى توريد الجزء الأكبر من الأعلاف وهو ما رفع كلفة تربية الحيوانات يدفع ضريبتها صغار الفلاحين من جهة والمستهلك الذي صار اللحم عنصرا كماليا في غذائه بعد تجاوز ثمن لحم الضأن أو البقر حدود الخمسة عشر دينارا. لذلك استغرب المتابعون تأكيد وزير الفلاحة مؤخرا أن فلاحتنا لا تشكو أي أزمة (!) فأي أزمة أعمق من العجز عن استغلال كل الإمكانات الفلاحية بطريقة مجدية مثلما فعل جيراننا وأشقاؤنا؟ (المصدر: « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 539 بتاريخ 26 مارس 2010)


5 آلاف طفل تونسي يعانون من السكري.. والإشهار أبرز المتهمين


تونس-الصباح يعاني حوالي 5 ألاف طفل تتراوح اعمارهم بين 3 و7 سنوات من مرض السكري  هذا الداء الذي بلغت نسبة الاصابة به 7 بالمائة  بين التونسيين وذلك وفق ما ذكره الدكتور احمد غطاس رئيس جمعية مرضى السكري . ولاحظ خبراء في التغذية أن الارتفاع  في عدد الأطفال المصابين بمرض  السكري من صنف 2  يعود أساسا لاستفحال ظاهرة السمنة  حيث تكشف الأرقام ان نسبة السمنة عند الأطفال ما قبل 5 سنوات ارتفعت الى 5.6 بالمائة عند الذكور و 7.2 بالمائة عند الإناث حسب أخر الإحصائيات الصادرة لسنة 2006 . و تؤكد الدكتورة فايقة بن مامي بن ميلاد أستاذة مبرزة في المعهد الوطني للتغذية أن مرض السكري يزداد انتشارا يوما بعد يوم لدى جميع الفئات العمرية و لكن اللافت للانتباه حسب الدكتورة مامي أن مرض السكري من صنف 2 والذي يصيب عادة الكهول وكبار السن جراء السمنة وقلة النشاط البدني بدا في الانتشار خلال السنوات الأخيرة عند الأطفال و هو من أنواع السكري الأكثر خطورة لا سيما انه يمس القلب والشرايين مما يتسبب في مضاعفات حادة  نراها عادة عند الكهل وأصبحت تهدد  صحة الطفل بدوره. وحول أسباب انتشار هذا النوع من السكري في صفوف الأطفال توضح الدكتورة مامي أن التغذية المفرطة من العوامل التي تسهم في انتشار هذا المرض خصوصا تلك الغنية بالحريرات والدهنيات والسكريات، فالطفل يميل إلى الأنظمة الغذائية الغير صحية  كالأكلات الخفيفة والمشروبات الغازية والحلويات التي ساهم في تدعيمها الإشهار. و ترى السيدة مامي ان الإشهار في التلفزة يحث بصورة مباشرة الأطفال والمراهقين على استهلاك الأكلات الخفيفة والسكريات والدهون وذلك بسبب المعلقات الاشهارية التي غزت حتى جدران المدارس، فمع الإقبال على هذا النمط الغذائي وفي ظل قلة الحركة عند الأطفال الذين يقضون معظم أوقاتهم أمام شاشة التلفاز اثبتت البحوث العلمية ان  الأطفال  يقضون أكثر من 3 ساعات أمام جهاز التلفزة او الحاسوب وهو ما سهل انتشار هذا الصنف من مرض السكري في صفوف الأطفال. و بين خبراء في التغذية انه تحسبا  لانتشار هذا المرض تبقى التغذية المتوازنة والنشاط البدني من العوامل التي تسهم في حدة انتشاره وفي هذا الصدد تؤكد الدكتورة مامي انه من الضروري نشر ثقافة غذائية صحية في الأوساط المدرسية وتحفيز الأطفال على  ممارسة الرياضة. ولئن بينت الدكتورة أن التغذية المفرطة والإشهار وقلة الحركة من العوامل التي تسهم في بروز مرض السكر فان الدكتور احمد غطاس يبين أن العامل الوراثي له جانب كبير في بروز داء السكري لدى الأطفال  اخذا بعين الاعتبار العوامل الجينية و لان هذا الداء يصيب فئة عمرية خاصة يتساءل البعض عن سبل الإحاطة بهذه الفئة والتكفل بمصاريف العلاج لا سيما لتلك التي تستعمل حقن الأنسولين. و في هذا الصدد يوضح رئيس جمعية مرضى السكري أن الأطفال الذين  يعانون من هذا الداء يخضعون إلى عناية متكاملة حيث تعمل الجمعية بالتنسيق مع إدارة الطب المدرسي ووزارة الصحة و وزارة الشؤون الاجتماعية  على توعية الإطار التربوي من ذلك  تدريب معلمي التربية البدنية على كيفية التعامل معهم إلى جانب تامين رعاية تربوية ونفسية لهؤلاء الأطفال، علاوة على ذلك يتم تكوين الطفل المريض على المراقبة الشخصية إضافة إلى توعية والدته سواء في الجمعية أو خلال الفترة التي يقضيها في المستشفى إلى جانب تمتعهم بالة مجانية لقيس السكري و يضيف المصدر نفسه آن الأطفال يتمتعون برعاية طبية واجتماعية شاملة سواء كان ذلك في نطاق التكفل بمصاريف العلاج والمستلزمات العلاجية أو المراقبة الدورية.      و لعل المشقة التي يتكبدها طفل لم يتجاوز عمره الست سنوات يعاني من داء السكري تجعل البعض  يلجا  إلى التداوي بالأعشاب أو الى الأدوية التي تروج لها بعض الفضائيات ولاعتقاد عائلة الطفل في نجاعة هذه الوسائل في القضاء على هذا الداء.  منال حرزي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 31 مارس 2010)


بسم الله الرحمان الرحيم أيام زمان

 


كنّا.. وياما كنّا..!! أطفال صغار.. كنت أسرح برسْلة صغيرة من شياه يملكها والدي ذات ألوان مختلطة.. منها الأبيض والأسمر والأسود والمبقع.. وكنت أخالط أطفال رعاة آخرين مثلي.. وكان بعضهم لديه رسْلة غنم بيضاء.. وبعضهم لديه رسْلة غنم سوداء.. وبعضهم كان لديه بقرتين « هولندي ».. والهولندي تطلق على تلك الأبقار الغزيرة الحليب المرقّطة، وبعضهم كان لديه بعيرين.. وكانا لا يزاحمهما في المرعى أحد، لأنهما كانا يأكلان الشوك غالبا.. وكنا أنا وصالح بن عم والدي وأخته شهْلاء الأكبر منا سنا، نتخالط كثيرا في الرعي.. هما كانا لديهما كذلك ناقة وحوارها وبقرة وعجلها.. وكنت دائم الإحتكاك بهما. كان صالح وشهلاء يمتازان بلغة مميزة، كانا يرددانها فرادى حداءا للناقة بغية استقرارها واستدرارها لمزيد من الحليب، كنا نشربه بتلذذ، إذ يخرج من ضرع الناقة حلوا ساخنا منعشا مرويا لنا.. ما أطيب حليب النوق رغم أنني كبرت على حليب ولبن البقر والغنم..! خصوصا إن شربته في « سطْلة » من تلك التي كان يغلفها الصدأ.. وتستقر منذ قرون تحت إبط  شهلاء.. والسّطْلة تصغير لأسم السّطْل، وهي عبارة عن علبة صغيرة من النحاس لها عروتين، أو بدون عرى، تشبه السطل تماما. وكان غالبا ما ينفذ لدينا الماء.. بسبب سخونة الجو، وشدة العطش.. أو من كثرة عابري السبيل العطاشى.. وكان خير ما يمكن تقديمه لعطشان هو ماء من قربة راعي حلال.. وعند نفاذه كنا نذهب إلى الأحواض الموجودة على حافة « البير المالح » لملإ قربنا الصغيرة.. بعد أن يصدر الرعاة أو « الورّادون ».. هكذا كان يسمى البئر القريب من مرعانا لإشتمال ماءه على قليل من الملوحة.. وكانت تملأ الأحواض فيه مرتين في اليوم، مرة في الصباح ومرة في المساء لتشرب منها الدواب.. كنا نملأ القرب ثم نبدأ في خضها حتى نتعب.. إقتداءا بالمثل الشعبي السائر، والذي مازلنا نتداوله حتى اليوم، وكنت قد سمعت به أول ما سمعت به من فم رفاقي الرعاة.. وكان يقول: « خـُض.. المَيـِّّة ترجعلك صافية..!! ». بل كنا نأخذ الماء من الغدْرة أحيانا ونضع فيه بعض الحصى، أو نبتة الشيح ذات الرائحة الزكية والقوية.. وكنا ننتظر قليلا ليصفى الماء.. ثم نشربه زلالا صافيا.. هنيئا مريئا.. بالشفاء والهناء.. وبالصحة والعافية.. وكنا نجيب على السؤال بطمأنينة وصدق.. حينما يسألنا أحدهم: ـ كيف حال الصحة؟ ـ بخير والحمد لله! كانت..؟ الصحة فعلا بخير والحمد لله.. كانت صحتنا على ما يرام.. أتم التمام.. وكنّا.. وياما كنّا..!! أيتها البادية التي عرفتها في صغري.. أخبريني بربك أي سحر فيك مازال يأخذني إليك.. أتشهّلك وسخونتك التي تأتي زاحفة قبل الضحى.. فتنحرنا على الصباح.. أم سرابك الذي يبدأ مع شروق شمسك، فيجتاح أرضك التي قست علينا.. أم براءتنا وعوفويتنا.. التي قطفت من صفو ثمار تربتك.. ملقين كل همومنا بين كفيك.. كم رأيت في صدرك ثورات من حنان ترقصنا على تمتمات شفتيك.. كم كان يؤمّ صوتك لحن الصبا الحزين .. مستمدا الدمع من بكاء عيوننا.. أذكر كيف يطرق الإحمرار باب وجنتيك عند ذكر الحبيب عندك..! أيتها الأرض الريفية الجدباء عند الغريب.. المعطاءة المتجددة.. عند من فتح عينيه فوق راحتك.. وبين غبارك…!! لقد طال بي البعد.. واشتقت إلى التمرّغ فوقك وبين أحضانك.. لكن الزمان خاننا.. وغدر الهوى بنا.. ونسّانا أسامينا.. و.. كنّا.. وياما كنّا…!!  
فتحي العابد


الحي الشعبي… للإبداع (الجزء 2)


د. كمال عمران (*) الفرق بين الأحياء القصديرية و النوع الجديد من الأحياء الشعبية  وقد بعث في دولة الاستقلال يمكن أن نلخصه في نقاط ثلاث: 1 -جلّ السكان انطلقوا من مدينة تونس العاصمة ذلك أنّ أهل المدينة الأصليين قد آثروا الانتقال إلى الضواحي الكبرى ك :باردو ومنوبة وحمام الأنف والمرسى أوكالمدن القريبة :طبربة وزغوان … فعوّضهم القادمون من داخل الجمهورية من الجنوب (الدويريّة والمثاليث والهمامة…) أو من الوسط ( جلاص- فراشيش…) وبعض من الساحل أو من الشمال الغربي ( مقعد- الطرابلسي- عبيد.. ) إلى فترة وجيزة إذ سرعان ما  استبدل هؤلاء السكنى داخل العاصمة  بعد أن نالوا حظا ماديا ثم انتقلوا إلى محيط العاصمة تشييدا للأحياء الشعبية من قبيل الكبارية والكرم الغربي. 2 -اشتراء العائلات الزاحفة للأرض وتعميرها فنشأت الأحياء الجديدة من قبيل حيّ الخضراء وحيّ المثاليث ( أريانة ) ودوّار هيشر وحيّ التضامن وحيّ التحرير… 3 -جاءت البناءات خلال سنوات 1970 في هذه الأحياء قائمة على مواصفات حديثة وقد اعتاضت عن التشييد عبر المساهمة من خلال الطوب ( ومكونات هذا النوع من البناء يكون من خلال قوالب من الطوب ومعها جذور من الأشجار أفقية وفوقها «طولة» من القصدير  قديمة في غالب الأحيان- وفوقها بلاستيك ورقي وفوقها التراب والأعشاب ثم في آخر المطاف يوضع «الجير» الاصطناعي) بأساليب معاصرة وهي المعبّر عنها بالبناء عبر المواد الصلبة. وعلى هذا النحو شرع  في إنشاء تجارب تتعلق بالأحياء الشعبية بدءا بالكبارية والغاية إعادة إعمار الأحياء الجديدة لمن كانوا يقطنون الأحياء القصديرية ( قرابة 20 مسكنا بنيت في تلك الفترة) وبعيد الاستقلال كانت البلاد التونسية تضم 3.8 مليون نسمة وكان عدد المساكن لا يتجاوز 650000 كان نصفها تقريبا من البناءات القصديرية ولم يتمتع بالماء الصالح للشراب إلا 15 بالمائة وأما وسائل التطهير فلم تتجاوز 5 بالمائة. في حين بلغت نسبة التونسيين المالكين للكهرباء والغاز في 2004 98،8 في المائة و83،5 في المائة للمياه و53،4 للتطهير ولهذه النسب أهمية في تعمير الأحياء الشعبية وفي الارتقاء بها إلى مساكن وإلى أحياء تليق بما بلغته تونس من التّطّور. تمّ بعث إحياء جديدة تحت تسمية « الملجأ» وذلك على غرار البنايات في حي الكبارية أو سيدي فرج بباجة…ولم تعمّر تجربة الملجأ طويلا نظرا إلى الأزمة الاقتصادية الناجمة عن ظاهرة التعاضد ولقد عدلت الدولة التونسية عنها نهائيا. ثم بعثت الشركة الوطنية للبلاد التونسيةsnit للبت في مشاريع عمرانية على وجه أفضل.وقد انطلقت التجربة الجديدة مع حي التحرير ثم بعد السنوات السبعين وقع التفكير في إحياء الأراضي الصالحة لبناء الأحياء الشعبية من قبيل ما توفر حول وادي مجردة وكان لديوان إحياء أراضي وادي مجردةOMVVMدور في العملية العمرانية فنشأت أحياء من قبيل دوار هيشر وحي التضامن .كما نشأت وفي ظروف أخرى أحياء من قبيل اتساع الكرم الغربي وهنشير اليهودية والمثاليث. ويمكن أن نقارن بين أحوال دوار هيشر بين سنتي 1976 (على ضفاف وادي غيران) وسنة 1979 حيث تطورت الأحوال تطورا واضحا وواكبت التطور تشريعات خولت لمتساكني الأحياء الشعبية امتلاك الأرض والعقار وترتب عن التشريع حرص منهم على تحسين أوضاع العقارات التي يمتلكون. وقد حدث المنعطف المهم خلال التغيير وقد استعنا بتقرير من الديوان الوطني للتطهير أدركنا به التطور الهائل الذي مسّ الأحياء الشعبية فأصبح الشعبي مستفيدا بأسباب العيش الكريم وأضحى التطهير وهو آخر ما يمكن أن ينادي به المواطن نظرا إلى الصبغة الناجمة بعد الحاجة إلى الماء الصالح للشراب وللكهرباء والغاز فإذا بالتطهير يضفي على الأحياء طابعا اجتماعيا متسما بالجمالية فطابت الحياة داخل هذه الأحياء وارتقت المعيشة إلى نظام متكامل تطهرت فيه النفوس وأسباب الحياة اليومية إلى درجة يمكن أن نحدد جملة من الأسئلة تحيط بالظاهرة: 1 -أليست الأحياء الشعبية هي نوع من المستقبل للبلاد لما تنطوي عليه من ثراء في العباد وفي المخزون الثقافي وفي الطاقة على العمل .؟ 2 -أليست الأحياء الشعبية موطنا موضوعيا  بالقوة وبالفعل  لكل عمليات الإبداع ؟الإبداع الكامن في ثراء المواد الخام وهي تقوم في هذه الأحياء على التنوع وعلى التعايش بين الأقليات . 3 -أليست الأحياء الشعبية الملاذ الفصيح للقيم الأصيلة فالناس داخل الأحياء الشعبية بمثابة العائلة الواحدة يحمي القوي الضعيف والمقتدر المستضعف وشبه الغني المعوزين ولم لا نقول الذكور الإناث؟ 4 -أليست الأحياء الشعبية موطنا للأبطال في الرياضة وفي الأدب وكم من بطل أحرزت به تونس الميداليات والكؤوس وهو من الحي الشعبي؟ 5 -لو تعلقت الهمة بالمثال لرسمنا ضروبا منه من خريجي الأحياء الشعبية من قبيل نجيب محفوظ وعلى الدوعاجي والطاهر الحداد والنماذج طويلة في هذا الصدد؟ الحي الشعبي موضع للتطورات الهائلة التي دفعت بالشعب التونسي عبر آلية التضامن إلى الارتقاء بها إلى دعم الطبقة الوسطى ولقد كانت في تونس على الدوام الحافظ للتوازن في الهرم الاجتماعي؟ (*) أستاذ جامعي تونسي (المصدر: « الصباح » (يومية – تونس) بتاريخ 31 مارس 2010)  


الوجه الآخر « لأزمة » إسلام أون لاين..

 


نصرالدين السويلمي  ما هي حقيقة أزمة إسلام أونلاين؟ من المخطئ ومن المصيب؟ من مع ومن على؟ من الإيجابي ومن السلبي؟ من الصالح ومن الطالح؟… بمقدورنا أن نملأ من حرفي الـــ – ميم والنون – صفحات تؤيد، وصفحات أخرى موازية تشجب، من هنا حق القول أنّ الخوض في هكذا محور ليس بالممنوع ولا المكروه بل لعلّه واجب حتّمه صعود هذا المنبر الإعلامي إلى الواجهة الإعلاميّة وتحوّله من منبر منتج للخبر إلى مادة إخبارية.. لكن علينا أن نتعامل بحذر وانتباه ليتسنى لنا التفريق بين الخبر السليم الواصف للحالة بمصداقيّة ودقّة ونزاهة، وبين الردود العاطفيّة المتسرّعة أو تلك المتظلّمة التي قد يحملها شعورها بالغبن على ردود يغلب عليها التشنّج والمغالبة..  هذا المنبر الثقافي العلمي الدعوي التربوي الترفيهي… الذي يمرّ بمرحلة انتقالية تهدف إلى تطويره في رأي، وبأزمة تستهدف وجوده في رأي آخر، يحتّم علينا أن نتحرى ونجتهد ونتروى في أساليب التوصيف أولا، ثم في طرق التوصية ثانيا، ولأنّ كثيرا من الأقلام ذهبت بعيدا في انتصارها لشقّ على آخر، يستحب أن تساق حزمة من التساؤلات والمعطيات والإشارات، ليس الهدف منها تلغيم المحور محل التجاذب إنّما تهدف إلى فرملة بعض المشنّعين والذين ذهب بهم الأمر إلى تخوين وصهينة الطرف المالك والمموّل والراعي لشبكة إسلام أون لاين.. الجهات التي أطلقت إشارات التخوين تلميحا ثم تصريحا بنت اتهاماتها على مجموعة من المعطيات الواهية التي تستند إلى القراءات المسبقة واستنتاجات ما وراء السطور ثم قدّمت كل هذا في طبعة فصيحة الاتهام متلعثمة الأسباب والدوافع. *قبل التطرّق إلى عدّة جوانب وجبت الإشارة إلى أنّ حضانة موقع إسلام أون لاين من طرف جمعيّة البلاغ التي ترعاه بخلفيّة ثقافيّة ليست في الحقيقة إلا حضانة دعويّة تربويّة تدخل تحت خانة العمل الخيري ضخّت وتضخّ بموجبه الجمعية المذكورة الملايين من أجل أن تصل الشبكة المعنيّة إلى هذه المكانة المرموقة. * الهجوم المركّز الذي يستهدف مجلس الإدارة المؤقت يتمّ أساسا من جهتين: 1 – الجهة « المتضررة » ضررا مباشرا وهم الفريق العامل بمقر الشبكة بالقاهرة والذي يناهز عددهم 340 فردا، منهم ما لا يقل عن 300 قادرين على ضخّ آرائهم بكثافة عبر الشبكة العنكبوتية والذين يركّزون عادة على مستحقاتهم الماديّة ومستقبلهم المهني، ولا تفوتهم الإشارة من حين لآخر إلى مصلحة الموقع ومستقبله الدعوي. 2- المجموعة المنتصرة لجهة الشيخ يوسف القرضاوي مهما كان اسم الجهة الأخرى ومأتاها، وهؤلاء طغت عليهم « هضبة » العاطفة التي يكنّونها للشيخ العلامة، وغاب عنهم أنّ الرجل يخطئ ويصيب، ينجح في مهمّة ولا يوفق في أخرى، يصلح لمحاور وتصعب عليه غيرها… وبعض هؤلاء خلطوا بين أن يُعتبر العالم العامل الرباني حلقة في سلسلة الدعوة إلى الله وأن يكون هو بذاته الدعوة إلى الله!! وقد أفلت دعوة يعلق مصيرها بداعية إذا غاب غابت وإذا نام نامت وإذا مات ماتت. *هناك تساؤلات تطرح، لا للاتهام والتشكيك إنّما لتقريب الصورة وفي أقصاها لنقد حالة أو للتساؤل عن فحواها وأهدافها.. 1- ليس في الأمر شيء إن تساءلنا في ما إذا كان للإدارة المصرية السابقة والمباشرة للموقع علاقات خاصة بحزب الوسط كما أنّنا لن نستغرب التردد الدوري والمستمر لأعضاء الحزب المذكور على مقرّ إسلام أون لاين..فذلك يندرج في باب الخصوصيات. 2- اجتهاد هو موقف إدارة التحرير من انتخاب مكتب الإرشاد والمرشد.. وانقسام الإخوان.. وجحافل شباب الإخوان التي ستزحف على بيت المرشد.. وحبيب وأبو الفتوح اللذان يسيران على خطى أردوغان وغول.. والقطبيون.. وبقايا الجناح الخاص… 3- ضمن الاجتهاد الذي يذكر ويترك لأوانه ذلك التسابق نحو « التحرر » في عدّة أركان تمّ بعثها بقرارات منفردة ومحاولة فرض قناعات خاصة وترجمتها كمواد وأبواب في الموقع ووضع الآخرين أمام الأمر الواقع.. 4 – بما أنّ الاجتهاد مساحاته شاسعة فقد يدخل تحته السعي الحثيث لبعض المتنفذين في بناية 6 أكتوبر من أجل طي صفحة حركات الإسلام السياسي « البالية » لتستبدل بالإصلاحيين الجدد!!! ليس لأحد أن يحدد علاقات الاستاذ توفيق غانم مدير موقع إسلام أون لاين وله كل الحرية في نسج علاقة مع هذا أو ذاك بما فيهم قيادات من الحزب الوطني الحاكم أو حتى من لجنة السياسات، لكن ليس من حقه أن ينفرد باتخاذ قرارات مصيرية بمفرده وبمعزل عن الجهات الراعية والممولة بل وبأسلوب التجاهل المذل. 5- كذلك يدخل ضمن الاجتهاد اختزال موقع دعوي عالمي في مدينة 6 أكتوبر وضواحيها. 6- اجتهاد أن تصرف آلاف الجنيهات لعمل متواضع أنجزه أحد صحفيي الموقع بمصر بينما تقدم لصحفية في بلد عربي آخر 50 دولار على دفعتين وعلى مدى أشهر مقابل تحقيقات ميدانية تَطَلبتْ منها أسابيع عدة. 7- بعض البدويين في عالم المال والتسيير ظنّوا أنّ الملاليم المتأتيّة من عائدات الإشهار لإسلام أونلاين بالشيء الذي يذكر ولا يدركون أنّ مجمل هذه العائدات لا تغطي ثمن الكهرباء لقسم من أقسام الموقع. هذه بعض الإشارات علّها تحد من الإدانة النمطيّة الجاهزة وغير المراعيّة لأبسط قواعد الاجتهاد والبحث والتنقيب على الخبر، فالحقيقة ينعشها التحرّي وحسن التقصّي. الذين أطلقوا العنان لإدانة الجهة الراعية لإسلام أون لاين رغم ما قدّمته طيلة عشر سنوات، على حسن نيّتهم يُخيّل إليك وكأنّهم رعايا لدولة القانون والمؤسسات ينعمون بعدل عمر وتموّل مناشطهم من بيت مال المسلمين بإشراف الإمام علي، ونحن وهم والكثير من متساكني البؤرة العربيّة نتصيد أخبار بلداننا من قناة الجزيرة وصفحات إسلام أون لاين التي تموّل من ريع القطريين.. وحتى إن كان القطريون قد قرروا سحب تمويلهم لإسلام أون لاين والجزيرة وغيرها من المنابر، فليس لنا إلّا أن نشكرهم على ما قدموا لعلّه يحفّزهم على المزيد، ولعلّ الاعتراف بالجميل يشجّع السلطان قابوس حاكم سلطنة عُمان والشيخ حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين والشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح فيتكرّمون علينا بصحيفة أو موقع أو قناة حرّة نتحدث من خلالها عن مصائبنا وننعى فيها موتانا ونؤبّن عبرها ضحايا أرباب الجمهوريات التوريثيّة المتخذة. فيا معشر العرب لقد طحنتنا رحى مجلس قيادة الثورة والأحزاب الشمولية وبعد أن كنا نطمح للحكم الراشد ودولة العدل والتداول السلمي وحدائق الديمقراطية.. انتهى الحلم ولم يبق لنا ولكم إلّا بصيص أمل في هذه الآلات « آل نهيان وآل خليفة وآل سعود وآل صباح..  » فعضوا عليها بالنواجذ، لأنّ  ذلك هو ما جاد به زمانكم وهو مبلغ هممكم. (المصدر: « الحوار.نت » (ألمانيا – محجوب في تونس) بتاريخ 29 مارس 2010)  


خلع الأبواب المفتوحة


عبدالسلام المسدّي 2010-03-31 في أدبيّات الجدل عند العرب قولة شائعة تقوم على السجع ولكنها ليست رائقة في المسامع، كانوا يقولون: «بيان الواضحات من الفاضحات». ولكن الروّاد من أهل العلم والدراية في مجالات معرفية كثيرة كانوا يطلقون على ما لا يتسنى الاستدلال عليه هو «من المعلوم بالضرورة» وعند الفرنسيين عبارة شائعة تجري مجرى الأمثال يصفون بها من يبذل جهدا يريد به إثبات أمر هو عند الناس من المسلم به، فيقولون عنه إنه «يخلع الأبوابَ المفتوحة». لو قلنا إننا نعيش حربا ثقافية تتستر حينا وتتكشف أحيانا لظن القارئ بنا ظنا مرتابا، والحال أن هذا هو الذي نراه ونعيشه، هي إذن الحرب الثقافية الشاملة، اتكاء على خطاب متأدلج جديد. وهو بعيد قطعا عن صيحات الاستنفار التي تأتي تدرّعا من الخوف المتولد عن عقدة الاستنقاص الذاتي، وإنما هو ما هو لأن هذه الحرب الجديدة تعلن بنفسها عن نفسها أنها حرب، وتعلن بنفسها عن نفسها أنها ثقافية، فإن استسمحْنا القارئ في أن نخلع الباب المفتوح فيكفينا سردُ تلك العلامات البارزة المعلومة لدى الجميع والتي يُغني استذكارُها عن تفصيل مضامينها، فلنستعرض سريعا ما تجمّع منها في مسافة العقد الأول من هذا القرن الحادي والعشرين: أ – تصريح الرئيس بوش غداة أحداث 11 سبتمبر 2001 حين قال: إنها ستكون حربا صليبية. ب – تصريح حليفه سلفيو برلسكوني يوم 26 سبتمبر 2001 حين قال إن أفضلية الحضارة الغربية على الحضارة الإسلامية أفضلية مطلقة. ج – في 15 مارس 2004 فرنسا تسن قانونا يمنع التلميذات من ارتداء الحجاب في المدارس. د – في 30 سبتمبر 2005 تنشر الصحيفة الدنماركية جيلياندس بوستين الرسوم الساخرة من الرسول الكريم مصورة إياه متعمما بعصابة من المتفجرات الناسفة. هـ – في 12 سبتمبر 2006 يصرح بابا الفاتيكان بونوا السادس عشر قائلا إن كل ما جاء به محمد هو فظيع ولا إنساني، ومعلوم أنه لا يتكلم إلا باسم الكنيسة أي باسم كل المسيحيين، وفي الذاكرة أنه لم يُبدِ ندما ولا اعتذر عما قال. وحالما وصل نيكولا ساركوزي إلى سدّة الحكم (مايو 2007) بادر بإنشاء وزارة اعترض عليه فيها كثير من المثقفين الفرنسيين الشرفاء إذ رأوا فيها انزلاقا إلى ميز عنصري جديد يخص أبناء الجاليات العربية الوافدة خاصة من أقطار المغرب العربي، وقد سمّاها تحديدا «وزارة الهجرة والاندماج والهوية الوطنية والتنمية التضامنية». ز – الحرب الإسرائيلية الفظيعة على غزة من 27 ديسمبر 2008 إلى 18 يناير 2009 والتي وقف الغرب أثناءها موقف المؤيد بالتصريح أو بالصمت المتواطئ. ذ – في 29 نوفمبر 2009 جاء الاستفتاء السويسري على المآذن بعد أن روّج غلاة التعصب شعارهم الانتخابي بصورة امرأة ترتدي النقاب الأسود وحولها مآذن صُوّرت على شكل صواريخ متهيئة للاندفاع نحو السماء. وقد يكون من المتمم للصورة التي نحاول تجميع مقاطعها الإشارة إلى تصريح لتوني بلير على فضائية هيئة التلفزيون البريطاني (بي.بي.سي) بتاريخ 13 ديسمبر 2009 أكد فيه أن مشاركة حكومته في الحرب على العراق (مارس- أبريل 2003) وإسقاط النظام السياسي القائم فيه لم يكن مرتبطا بمدى وجود أسلحة للدمار الشامل، وأنه كان يمكن أن يُبحث عن مبرر آخر إذا لم توجد. إن الخوف من استشراء خطر الثقافة الغازية، وتعاظم نزعة الفكر الواحد، وتفاقم غريزة الحضارة الغالبة، لم يعد الآن هاجسا يراود رجال الفكر وحدهم، ولا قلقا نفسيا يساور المثقفين الواعين النيّرين بمفردهم، وإنما أصبح هاجسا يقاسمهم فيه رجال السياسة في كثير من أقطار البلاد النامية، وفي العديد من الدول العربية والإسلامية على وجه التخصيص. وهل من دليل على ذلك أقوى من أن المأزق المالي الحاد الذي اندلع في مؤسسة مصرفية مّا، في بقعة مّا من العالم، في أسبوع محدّد من أسابيع الزمن، في عام مّا من أعوام التاريخ المعاصر (2008) قد فرض على كل ساكنيّ الأرض بلا استثناء ثقافة جديدة هي ثقافة الأزمة، وثقافة الوعي بأن العولمة تفرض تقاسم الشرور ولا تتيح تقاسم الخيرات. وبنفس المنهج البانورامي بوسعنا أن نستشف كيف أن لهذه الحرب الثقافية مقصدا محددا، وكيف أن لها جسرا متحركا: فأما المرمى فهو نسف مقومات الذات، وأما المطيّة فهي تقويض أركان الهوية. هنا -على وجه الدقة والتعيين- تنبثق في وضوح صارخ مجموعة من الحقائق الجديدة التي يتولد بعضها من بعض بفعل المجادلة الذاتية. أولاها أن الثقافة العربية تأتي في مقدمة الثقافات التي تستهدفها الحرب الجديدة، وهذا الاستهداف يتستر -في مد وجزر بين الخلط الماكر والدس المفضوح- بستائر صراع القوميات، أو بأردية صراع المعتقدات. وثانيتها أن اللغة العربية الفصحى هي –في كل الاحتمالات ومع كل التقليبات– الرأس الذي يراد اجتثاثه بشكل قاطع لا رجعة فيه. إن السؤال المتعلق بمصير الثقافة العربية ربما كان فيما مضى، ومن خلال منعطفات زمنية وتاريخية مختلفة، ضربا من الاحتشاد الوقائي. وقد كان بالفعل كذلك منذ بداية النهضة العربية الحديثة، واستمر على ما هو عليه عندما جثم الاستعمار، ثم تمكن واشتد طيلة سنوات المقاومة والتحرير، ولكنه في هذا الزمن الجديد، ومع تفتق التاريخ عن الاستعمار الثقافي الجديد، قد غدا سؤالا راهنا، ضاغطا، حارقا، لا يحتمل التأجيل، بل أضحى من أمهات الأسئلة لأنه بثقله الرمزي يقوم مقام أركان الصراع الكلاسيكية كلها: السياسي والحربي والاقتصادي والفكري. غير أن بين المسألة الثقافية فيما سلف وما هي عليه الآن فروقاً بالغة الدقة ولاسيَّما في ارتباط القضية بخلفياتها السياسية والحضارية. فمن قبلُ –في حقبة الاستعمار التقليدي وما تلاه من موجات التحرر والانعتاق– كان الخطاب السياسي الرسمي لدى السلطات الاستعمارية يتفصّى من مسؤولية العداء الثقافي، ويتنصّل تبعا لذلك من كل المرامي الحضارية البعيدة، ويقدّم نفسه على أنه حركة تمدينيّة ذات مقاصد إنسانية نبيلة، وهكذا كان الخطاب الاستعماري خطابا تبشيريا يخاتل ليتستر على قناعات أصحابه بأفضليّتهم الثقافية. أما الحقيقة الجديدة –ولاسيَّما بعد انقلاب العالم الحر على قيمه التي أسسها منذ نهاية القرن الثامن عشر، وانتكاس مرجعياته التي كانت أعمدة لما أسماه بالمجتمع المدني– فتتمثل في تحول الخطاب الرسمي من خطاب يوازن بحذق سياسي بين المصرح به والمسكوت عنه إلى خطاب مجاهر، يعلن استعلاءه الحضاري، ويكاشف بتهجين الآخر، ولا يتردد في إبراز قناعاته التي تشرّع لأفضليته الثقافية بناء على دونيّة سائر الثقافات الإنسانية.   abdessalemmseddi@yahoo.fr (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 31 مارس 2010)


ردود الافعال على مقترح عمرو موسى


محمد كريشان 3/31/2010 لم يأخذ المقترح مداه من التدقيق والدراسة والتحليل ومع ذلك فـُـتحت النيران عليه من أكثر من جانب! لقد رأى هؤلاء أن عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية جاء شيئا فريا باقتراحه في قمة سرت الأخيرة إقامة ‘رابطة الجوار العربي’ التي تجمع الدول العربية ودول الجوار الأهم وأبرزها طبعا تركيا وإيران. ورغم أن موسى مهد لمقترحه هذا بأقصى ما اكتسبه من خبرة في الصياغات الدبلوماسية الحذرة، ومع أنه قدم له بضرورة إجراء حوار مع إيران لتبين مدى إمكانية ضمها لهذا التجمع، فإن ذلك لم يشفع له على ما يبدو. ورغم أن الدولتين العربيتين الأبرز في معارضة هذا المقترح، وهما السعودية ومصر وفق ما أشارت إليه أغلب التقارير الصحافية من سرت، أبدتا الكثير من التحفظ في صياغة مواقفهما العلنية من اقتراح موسى فإن ذلك لم يكن شأن الكتاب والمعلقين المحسوبين على المزاجين الرسميين لكل من الرياض والقاهرة. لم ينقل عن الأمير سعود الفيصل رئيس الوفد السعودي في القمة العربية سوى القول في الجلسة المغلقة إنه لا يعتقد أن الوقت قد حان ليرى العرب أن إيران غيرت موقفها تجاه الدول العربية. أما أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري فانتقل من موقف شديد من الفكرة إلى موقف أكثر مرونة. في البداية صرح لتلفزيون ‘الجديد’ اللبناني أن ‘المقترح لم يلق التوافق العربي وبالتالي عندما اعترضت بعض الدول وقالت إنه من المبكر التحدث في هذا الأمر نحي المقترح جانبا’ لكنه عاد بعد ذلك لينفي لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية أن تكون بلاده رفضت مقترح موسى قائلا إن ‘مصر رحبت وكذلك الدول العربية بفكرة وجود سياسة جوار عربية، لكن ما طلبناه هو أن يتم ذلك من خلال دراسة واضحة وتفصيلية وتحليلية لكيفية تحديد أسس الجوار وما هي الدول التي ستنضم إليه’. بالطبع هذه الكياسة السياسية في التعبير عن المواقف لا تلزم غيرهم من الكتاب والمعلقين فانطلق بعضهم ليعكس جوهر الاعتراضات الحقيقية على فكرة ‘رابطة الجوار العربي’ خاصة في جانبها المتعلق بالحوار مع إيران الذي اقترح موسى أن يقوم هو شخصيا باستطلاع حظوظه وآفاقه مع طهران . الزميل داود الشريان رأى في حوار من هذا القبيل ‘تسويغا للأطماع الإيرانية’ وأن حوار الغرب مع طهران يجري على المصالح وليس الحقوق كما يمكن أن يحصل للعرب إن هم فعلوا ذلك وقد سبق أن فعلوه مع إسرائيل. أما وزير الإعلام الأردني السابق صالح قلاب فرأى أن الفكرة أصلا ليست لموسى الذي ‘نسق في هذا الشأن مع بعض الدول العربية التي شكلت محورا قبل القمة يضم كلا من قطر واليمن والجزائر وليبيا وسورية (…) وهي محاولة لإدخال إيران المنطقة العربية بقرار صادر عن القمة العربية’. أما مصريا فكان رئيس تحرير ‘الأهرام’ الأشرس في نقد مقترح موسى فهو ‘في غير وقته’ ولذلك فقد ‘جمـــد’ لأن ‘إيران تقف موقفا عدائيا من الدول العربية في كافة تعاملاتها سواء في لبنان أو العراق أو فلسطين أو اليمن أو الخليج، إيران تأخذ العالم العربي وقضاياه الإستراتيجية كورقة لرهاناتها وتفاوضها مع الغرب والمجتمع الدولي بانتظار ملفها النووي ‘معتبرا أن ما جرى تم بتدبير من ‘جناح موال لإيران مثل سورية وقطر اللتين تتسببان في مشاكل لكثير من الدول العربية’ واصلا إلى حد اتهام سورية بأنها أصبحت ‘حصان طروادة لصالح إيران وهي التي تقف ضد وجود فيتو على إيران كان من المفروض أن يعلن من زمان’. وأمام تجاذبات من هذا القبيل، وقد يكون عبرت عن نفسها بشكل أقوى وأحد في الجلسات المغلقة والجانبية، لم يعد هناك من مخرج سوى إدخال مقترح موسى زقاق بيروقراطية العمل العربي المشترك عبر الطلب من الأمين العام ‘إعداد ورقة عمل حول المبادئ المقترحة لسياسة جوار عربية والآلية المناسبة في هذا الشأن’ كما جاء في البيان الختامي الذي وعد بعرض ذلك على وزراء الخارجية العرب في أيلول/ سبتمبرالمقبل تمهيدا لعرض الورقة على القادة العرب في قمتهم الاستثنائية المقررة قبل تشرين الأول/اكتوبر المقبل. يقول المصريون إبق قابلني’!! (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 31 مارس  2010)


الصهيونية أمام مفترق طرق


منير شفيق 2010-03-31 ما جرى ويجري من أزمة أميركية-صهيونية، وهي أزمة جدّية ولها أبعاد ولا شك، أنسى البعض ما بين الطرفين من علاقات عضوية واستراتيجية وتداخل، بل حرف البعض أن يرى أن الأزمة في أساسها أميركية-أميركية، لأن الصهيونية في هذه الأزمة تتشكل من طرفين اللوبي اليهودي الصهيوني الأميركي ومعه اللوبيات اليهودية الصهيونية في أوروبا والعالم عموماً من جهة، والقيادات اليهودية الصهيونية الإسرائيلية في الكيان الصهيوني المسمّى «دولة إسرائيل» من جهة ثانية. الطرف الصهيوني المتمثل في هذه اللوبيات هو اللاعب الأقوى في الأزمة بين الإدارة الأميركية وحكومة نتنياهو، فنقاط الضغط الممارسة، أو التي مورست دائماً، على الإدارة الأميركية والإدارات السابقة آتية من اللوبي اليهودي الصهيوني الأميركي في الكونغرس، وعالَمَي الإعلام والمال، ومن تغلغلوا مراكز القرار في عدد من مؤسسات الدولة والجامعات والجمعيات والأحزاب السياسية. هذا الطرف يملك قوّة تأثير في الانتخابات الرئاسية وانتخابات الكونغرس، وامتلك عصا إرهاب ضدّ كل من يتعرّض له تحت دعوى اتهامّه بمعاداة الساميّة، وفي المقابل ثمة مستوى من الهزال والنفاق والانتهازية لدى الأغلبية الساحقة من السياسيين الطامعين في الفوز بأي من الانتخابات الرئاسية، أو التمثيلية في الكونغرس، وهذه الظاهرة آخذة في التفشّي، بعد انتهاء الحرب الباردة، في عالم الديمقراطيات الأميركية والأوروبية مع غياب ظاهرة القادة التاريخيين وتنامي ظاهرة القادة ذوي الوزن الخفيف في أكثر المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية والإجتماعية، وفي الأحزاب الرئيسة بخاصة. لا مقارنة في مستوى الوزن والأهلية وحتى «الوطنية» (بمعناها الغربي الرأسمالي) بين تاتشر وبلير، أو بين جورج بوش الأب وجورج بوش الابن، أو بين كيندي وكلينتون، ناهيك عن العودة للخلف: إلى تشرشل وروزفلت، أو آتلي وبيفن. أو إذا شئت، مقارنة بين ديغول وساركوزي، أو أديناور وميركل وعليه قس في إيطاليا واليونان، أما إذا جئت إلى أوروبا الشرقية خصوصا بولندا فستجد أمامك كوارث من القادة الجدد حتى الفضيحة. من هنا يمكن القول إن نفوذ اللوبيات اليهودية الصهيونية أخذ ينتقل من دور ممارسة الضغوط إلى التغلغل في عدد من مراكز القرار. أي أصبح في الداخل، وليس من الخارج إلى الداخل فقط، بالنسبة إلى اتخاذ القرار المباشر، وقد يصل إلى طرق باب الرئاسة نفسها في الولايات المتحدة أو فرنسا مستقبلاً. وبالمناسبة فهذه المرحلة الأخيرة لم يلحظها المرحوم عبدالوهاب المسيري من حيث ملاحظة إمكان الانتقال من الدور الوظيفي للأقلية اليهودية إلى دور قيادي على أعلى مستوى يوظف غيره، فقد بقي متمسّكاً في تحليله الذي كان صحيحاً في المراحل السابقة فيما دخل بعد انتهاء الحرب الباردة في مرحلة جديدة. المكان الوحيد الذي بقي بعيداً من التغلغل المباشر، في داخله أو مراكز قراره، من قِبَل اللوبيات اليهودية الصهيونية هو الجيش في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية عموماً، وبالطبع فإن الجيش -ويشمل، في أغلب الأحيان، أجهزة الأمن والمخابرات- يمثل العمود الفقري للدولة الديمقراطية، بل أهم مراكز القرار فيها في قضايا الاستراتيجية والأمن القومي الأساسية. ولهذا فإن الجيش هو المرشّح للتدخل حين تذهب الظاهرة الجديدة المتمثلة في تغلغل الصهيونية في مراكز القرار الاستراتيجي والسياسي، ومن ثم تسخيره في مصلحة دولة الكيان الصهيوني بما يتعارض مع أولويات في استراتيجية الدولة ومصالحها العليا، وعلى مستوى الأمن القومي، وهو ما أخذ يبرز في الولايات المتحدة الأميركية تحت السطح في عهد المحافظين الجدد في إدارة جورج دبليو بوش، وفوق السطح منذ السنة الأولى من عهد أوباما. لقد أصبح تدخل جنرالات الجيش الأميركي على المكشوف في الأزمة الناشبة الآن بين إدارة أوباما وحكومة نتنياهو، وهنا يقف، في الواجهة، اللوبي اليهودي الصهيوني الأميركي الذي يدعم سياسات نتنياهو، أو يحاول تهدئة الأزمة في مصلحة نتنياهو وعدم الذهاب بها إلى مستوى ليّ ذراعه. هذه الأزمة، في الحقيقة، هي الثانية في عهد أوباما، إذ انتهت الأزمة الأولى، رغم تدخل الجيش، في مصلحة نتنياهو من خلال تراجع أوباما أمام ضغوط مراكز القوى الصهيونية، وذلك سواء أجاءت الضغوط من داخل الإدارة أم من الكونغرس أم خارجه، ومن ثم كان التخلي عن مشروع ميتشيل الأول، والقبول بمشروع نتنياهو فيما يتعلق بمستوى وقف النمو الاستيطاني في الضفة الغربية مع استثناء القدس والدخول في مفاوضات غير مشروطة. وقد أضرّ هذا التراجع بهيبة أوباما، وأدخل مشروع التسوية الذي أعطى له الجيش الأميركي أهمية خاصة في مأزق، إن لم يكن في الطريق المسدود، ولهذا فعندما بدأت عملية التسوية بالتحرك من خلال تراجع المفاوض الفلسطيني «محمود عباس» ودعم لجنة المبادرة العربية «عدا سوريا» له في العودة إلى المفاوضات غير المباشرة، دخلت التسوية في مأزق أشدّ، بسبب إعلان قرار إنشاء 1600 وحدة سكنية إستيطانية جديدة في شرقي القدس. والأنكى أن إعلان القرار المذكور من قِبَل حكومة نتنياهو جاء في أثناء زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن له من أجل دعم ميتشيل والمفاوضات غير المباشرة، الأمر الذي فجّر الأزمة الثانية وأخرج على لسان كل من بايدن نفسه ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون والناطق الرسمي باسم البيت الأبيض تصريحات شديدة الغضب على القرار المذكور الذي صفع وجه بايدن، مما اعتبر إهانة لأميركا، وبهذا ارتفع مستوى الأزمة الثانية إلى درجة حرجة قد تهدّد بما هو أسوأ. وهنا أخذ تدخل الجيش من خلال جنرالاته، ودعم وزير الدفاع روبرت غيتس لهم، يُرسل بإشارات يجب أن يفهمها اللوبي اليهودي الصهيوني الأميركي قبل نتنياهو وحكومته، فقد ذهب قائد «المنطقة الوسطى» الجنرال بترايوس إلى حد اعتبار عدم إيجاد حل للصراع في فلسطين مهدِّداً للأمن القومي الأميركي بل للدم الأميركي في جبهات الحرب في العراق وأفغانستان وباكستان. هنا لا بدّ لأوباما من أن يضع في صدره «قلب السبع» في مواجهة اللوبي الصهيوني الأميركي، فقد تحرّكت أميركا الأخرى عبر البنتاغون ولا بدّ من أن يتحرك معها كل السياسيين والمثقفين الذين انحنوا غير راضين، وربما ناقمين، أمام عاصفة اللوبي اليهودي الصهيوني وإرهابه، وقد انعكس ذلك، وبسرعة، على الرأي العام الأميركي، مما يهدّد، إذا ما استمرّ التمادي الصهيوني وتصاعدت الأزمة، بخروج ما هو مدفون من أحقاد قديمة وجديدة، قد تمسح دموع المحرقة بما هو أسوأ منها. والسؤال: كيف سيتصرّف قادة اللوبي اليهودي الصهيوني في أميركا أولاً وفي العالم ثانياً، وأخيراً وليس آخراً نتنياهو وحكومته؟ هل سيخافون، كشأن كل الطغاة، إذا تراجعوا من أن يجرّ ذلك إلى تراجعات أخرى، فيركبهم الغرور الممزوج بالقوّة والنفوذ إلى العناد والمكابرة، وعدم لحاظ ما أخذ يتحرّك من عوامل غضب مضاد؟ أم سيتراجعون جزئياً وشكلياً لتهدأ الأزمة دون أن يلبّوا المطلوب منهم، فيدخلون مع ميتشيل في لعبة الباب الدوّار لتدخل عملية التسوية في أزمة أشدّ من سابقتها، ثم لا ينقذهم إلاّ تحقيق الجيش لانتصار ملموس في واحدة من جبهات القتال، في الأقل، وهو ما لا مؤشر إليه. وخلاصة: إن عوامل تحقيق تسوية ما أصبحت أقوى من أية مرحلة سابقة، وفي المقابل، وللأسباب نفسها، تقف الصهيونية العالمية والإسرائيلية على أبواب أزمة لم تعرفها منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.    (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 31 مارس 2010)


امريكي يعترف بالتخطيط لقتل مجموعة من السود بينهم اوباما


3/31/2010 جاكسون ـ يو بي آي: اعترف امريكي بانه خطط لقتل 100 شخص أسود من ضمنهم الرئيس الامريكي باراك أوباما. وذكرت صحيفة ‘جاكسون سان’ أن دانيال كوارت (21 عاماً) من ولاية تنيسي الامريكية سيمثل أمام جلسة استماع في 8 تموز (يوليو) للنطق بالحكم بالسجن، الذي قد يتراوح بين 10 أعوام و75 عاماً. وأشارت الصحيفة إلى أنه في حال بدا أن قاضي المقاطعة جي دانيال برين ينوي الحكم عليه لأكثر من فترة تتراوح بين 12 و18 سنة، سيحق لكوارت الانسحاب من التسوية التي توصل لها مع الإدعاء من خلال الإقرار بذنبه. كما ستعقد جلسة استماع أخرى في 15 نيسان (أبريل) المقبل تتعلق بالقضية عينها، مع مشتبه به آخر هو بول سشليسيلمان من ولاية أركنساس الذي أبرم اتفاق تسوية أيضاً مع الإدعاء ليحكم لمدة 10 سنوات. وقد اعتقل الرجلان في 22 تشرين الأول (أكتوبر) 2008 واتهما بالتخطيط لعمليات سرقة في عدة ولايات، ولموجة قتل عشوائية تشمل باراك أوباما الذي كان مرشحاً للرئاسة الامريكية في ذلك الوقت. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 31 مارس  2010)

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.