في كل يوم، نساهم بجهدنا في تقديم إعلام أفضل وأرقى عن بلدنا، تونس
Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia
|
TUNISNEWS
9 ème année, N 3417 du 30.09 .2009
archives : www.tunisnews.net
منظمات حقوقية تونسية: بيان مشترك
مراسلون بلا حدود:عندما تلجأ الشرطة إلى العنف لإسكات المعارضين
الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس :الإعتداء على الهمّامي دليل على تدني سقف الحريات الأساسية
كلمة:الإعتداء بالضرب المبرح على الناشط حمة الهمامي بمطار تونس قرطاج
سليم بوخذير :أخيرا سهام بن سدرين في تونس
غرة أكتوبر 2007/2009 = ذكرى تأسيس منظمة حرية وإنصاف:أخبار الحريات في تونس
حــرية و إنـصاف:حتى لا ننسى .. مجزرة حمام الشط
عماد الدائمي:خبر عاجل
الحوار.نت:المخابرات السودانية تستدعي السيد حمادي الغربي
عاجل : قرصنة موقع المؤتمر من أجل الجمهورية نصبنا لهم فخا فوقعوا فيه
لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس:محنة المحجبات التونسيات تشتدّ والإنتهاكات بحقهم تتواصل
جمعيّة مرحمة :حملة لإغاثة منكوبي الأمطار الطوفانية بالرديّف
طلبة تونس :نــــداء عاجـــل
الحزب الديمقراطي التقدمي جامعــــــة بنــــــزرت :دعــــــــــــــــــــــــوة
السبيل أونلاين:إسقاط إحدى عشرة قائمة انتخابية لـ »حركة التجديد »وعشر تحصل على الوصل
إيلاف:المعارضة التونسية تتهم السلطات بتعمد إسقاط قوائمها
معزّ الجماعي : إقالة والي قابس بعد تهديد الأهالي بمقاطعة الانتخابات
وات:تعيين واليين على رأس ولايتي تطاوين وقابس
وات:السيرة الذاتية لوالي تطاوين الجديد
وات:السيرة الذاتية لوالي قابس الجديد
الشروق:وجوه لن نراها في البرلمان القادم
الهدهد:لا حريات ولا ترقيات…الإمتناع عن تأييد الرئيس أطاح بالنقابة الشرعية للصحافيين التونسيين
المرصد:تعليق النقابة الجهوية للتعليم الاساسي ببنزرت على البيان النقابي الذي نشرناه بالمرصد بتاريخ 27 / 9
المولدي الزوابي :احتجاجا على تنصل الإدارة من تعهداتها مساجين حق عام مسرحون ينظمون اعتصاما
كلمة:تواصل إضراب سائقي سيارات الأجرة بقفصة
معزّ الجماعي :مواطنون يرفضون بيع أراضيهم بمبالغ زهيدة لفائدة مشروع سياحي
مقتطف يهمّ تونس من المراجعة الدورية لموقع CNN بالعربية لآخر الظواهر على الفايسبوك عرض: مصطفى العرب
عماد الدّين الحمروني:الحركة الإسلاميّة في تونس هواجس الحاضر و آفاق المستقبل
الصباح:نطلق اختباراتها بعد غد :88 ألفا و600 مترشح لمناظرة «الكاباس»
الصباح:في غياب قانون ينظمه:الإشهار يغزو البيوت ويتطاول على الجيوب
الصباح: في منزل شاكر بصفاقس:طالب يقتل والدته بثلاثين طعنة اثر خلاف حول الميراث
الصحبي عتيق:الإفتاء بين الفوضى والتهميش
رياض الشعيبي:لماذا تقصى الحركة الإسلامية في البلاد العربية؟
(Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
جويلية 2009
منظمات حقوقية تونسية
تونس في 30/09/2009 بـــــــــــيان مشترك
تعرض السيد حمة الهمامي الناطق الرسمي باسم حزب العمال الشيوعي التونسي – المحظور- إلى سلسلة من الاعتداءات البدنية والمعنوية مساء يوم الثلاثاء 29 سبتمبر 2009 بمطار تونس قرطاج الدولي لدى عودته من فرنسا حيث أجرى حوارات تلفزية حول الانتخابات العامة الرئاسية المقبلة والظروف التي تجري فيها وموقف حزبه منها. وقد ذكر السيد حمة الهمامي أنه بمجرد إنهاء الاجراءات الجمركية باشر أعوان البوليس السياسي بالزي المدني والرسمي الاعتداء عليه بالعنف البدني على كامل أنحاء جسمه وكذلك بالسب والشتم والكلام البذيء، وقد اقتيد عنوة إلى أحد المكاتب وتواصلت الاعتداءات عليه مما تسبب في تحطم نظاراته الطبية والاستيلاء منه على مبلغ مالي. وببهو المطار تواصلت ضده نفس الاعتداءات من طرف أعوان آخرين كما شملت الاعتداءات زوجته الأستاذة راضية النصراوي رئيسة الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب التي حطم الأعوان هاتفها الجوال، وامتدت الاعتداءات إلى خارج المطار وحاول أعوان البوليس السياسي منع الزوجين من امتطاء سيارة أجرة. ويذكر أن الأستاذة النصراوي فوجئت صباح نفس اليوم بتمزيق إطارات سيارتها الأربعة بواسطة آلة حادة كانت رابضة أمام العمارة و التي تقيم بها.
إن المنظمات الحقوقية الموقعة أدناه:
1) تدين بشدة ما تعرض له السيد حمة الهمامي وزوجته الأستاذة راضية النصراوي من اعتداءات من قبل موظفين من المفروض فيهم تطبيق قوانين البلاد لا دوسها. 2) تعتبر أن ما تعرض إليه السيد حمة الهمامي يشكل نوعا من الانتقام لإدلائه بآراء مخالفة حول الوضع السياسي بالبلاد. 3) تطالب السلطات بالكف عن مثل هذه الاعتداءات التي سبق وأن طالت عديد النشطاء كما تطالب بفتح تحقيق جنائي جدي ونزيه وإحالة الموظفين المسؤولين على الاعتداء أمام القضاء. الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب منظمة حرية وإنصاف الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين المجلس الوطني للحريات في تونس الودادية الوطنية لقدماء المقاومين المرصد الوطني للحقوق والحريات النقابية المرصد الوطني للصحافة والإبداع والنشر
تونس 30.09.2009 عندما تلجأ الشرطة إلى العنف لإسكات المعارضين
« لم يعد يحق لنا بالكلام في تونس. عندما نجرؤ على انتقاد النظام في وسائل الإعلام الأجنبية، يعاقبوننا بالاعتداء الجسدي علينا. وقد أصبحت هذه الممارسات العملة السائدة في البلاد. ولم يعد من حاجة إلى زج الناس في السجن حالياً ». هوذا التصريح الذي علّقت به راضية نصراوي في اتصال مع مراسلون بلا حدود إثر الاعتداء على زوجها حمة همامي المنتمي إلى صفوف المعارضة أيضاً في مطار تونس في 29 أيلول/سبتمبر. وأضافت قائلة: « توجهت إلى المطار لأقلّ زوجي من المطار إثر عودته من فرنسا حيث أجرى مقابلة في 25 أيلول/سبتمبر الماضي مع قناة الجزيرة انتقد في خلالها النظام وآليات تنظيم انتخابات 25 تشرين الأول/أكتوبر ووضع حقوق الإنسان في تونس. وقد استعادت قناة فرانس 24 تصاريحه في المساء التالي. توجهت بسيارة أجرة لأن إطارات سيارتي الأربعة قد ثقبت في الليل. ولدى وصولي، انتابني الشك بوجود حاجز للشرطة يراقب الداخلين إلى المطار. فقلت في نفسي: « يبدون متأهّبين قليلاً، لعلهم يخشون أن يحضر ناشطون لاستقبال حمة. وفي بهو المطار، لاحظت أن عدد عناصر الشرطة أكبر من عدد المسافرين. فاتصلت بزوجي لأبلغه ولكنه أعلمني بأنه يمر بالجمارك وأنه ملاحق. ومن ثم، حاولت الاتصال به غير مرة ولكنني عبثاً فعلت. كان المطار قد بدأ بأن يفرغ من المسافرين حتى رأيت حمة يصل، وفمه ينزف ونظارتاه مكسورتان والكدمات تعلو وجهه وحوالى عشرين شرطياً يحيطون به فيما يستمرون في ضربه وإهانته. ومع أنني أخذت بالصراخ، إلا أن السيّاح قد غابوا عن المطار. عندئذ، دنا شرطي مني وانتزع هاتفي الجوّال من يدي ورماه بعنف. عندما عدنا إلى المنزل، علمنا بأن السلطات التونسية أبلغت فرانس 24 بأن حمة عاد إلى دياره بسلام ». إن راضية نصراوي محامية وناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان في تونس. ويعدّ زوجها حمة همامي، وهو المدير السابق لجريدة ألترناتيف (البدائل) المحظورة في البلاد، الناطق باسم حزب العمّال الشيوعي التونسي.
الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس
الإعتداء على الهمّامي دليل على تدني سقف الحريات الأساسية
تعرض السيد حمة الهمامي الناطق الرسمي باسم حزب العمال الى اعتداء همجي في مطار تونس قرطاج من قبل أعوان البوليس السياسي الذين كانوا في انتظاره أثناء عودته يوم أمس الثلاثاء من باريس. ويأتي هذا الإعتداء على خلفية التصريحات التي أدلى بها السيد الهمامي لقناة » الجزيرة مباشر » و »قناة فرانس 24″ والتي دعا فيها الى مقاطعة ما سماه بالمهزلة الإنتخابية لإفتقادها للشروط الدنيا للإنتخابات الحرة والنزيهة. وأن الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس إذ تحيي شجاعة السيد حمة الهمامي في التعبير عن موقفه من المحطة الإنتخابية القادمة، فإنها تعتبر جريمة الإعتداء الهمجي عليه دليلا آخر يؤكد ما أعلنته المنظمات الحقوقية الدولية والوطنية من تدني سقف الحريات الأساسية في تونس ومنها حرية التعبير وتحمل السلطة المسؤولية الكاملة عن التدهور الخطير في أسلوب التعاطي مع المعارضين السياسيين وأصحاب الرأي. الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس المنسق علي بن عرفة لندن 30 سبتمبر 2009
الإعتداء بالضرب المبرح على الناشط حمة الهمامي بمطار تونس قرطاج
سليم بوخذير
إعتداء أرعن خطير إقترفته السلطات التونسية منذ حين على الناشط الحقوقي حمة الهمامي إثر مشاركته في برنامج على قناة « الجزيرة مباشر » ، حيث إنهال عدد كبير من البوليس التونسي عليه بالضرب المبرح فور وصوله إلى مطار تونس قرطاج الدولي عائدا من باريس . وقال حمة الهمامي لِ »كلمة » منذ حين بواسطة الهاتف : »لقد عبرْتُ الجمارك وبعدها فوجئت بعدد كبير من أعوان البوليس ينهالون عليّ ضربا دون أية رحمة وكسروا نظاراتي وأصابوني » . وتابع « أفرغوا المطار وحاصروه فور وصولي ثم إنهالوا علي ضربا » . وقال : »هذه هي طريقة الحكومة التونسية في الرد على ما ذكرته في البرنامجيْن من رأي في الإنتخابات المزعومة التي تنوي الحكومة إقامتها في 25 أكتوبر – تشرين الأول المقبل » . وكان الأستاذ حمة الهمامي مدير صحيفة « البديل » الممنوعة والناطق الرسمي لحزب العمال الشيوعي التونسي والناشط الحقوقي المعروف ، قد نزل ضيفا على برنامج « مباشر مع » على قناة « الجزيرة مباشر » مساء الجمعة 25 سبتمبر – أيلول الجاري منتقدا الإنتخابات القادمة في تونس وأوضاع الحريات العامة وتعديات النظام التونسي المتكررة على حقوق الإنسان . ومساء السبت 26 سبتمبر – أيلول إستضافته قناة « فرانس 24 » في إحدى نشرات الأخبار وتحدث منتقدا نظام الجنرال بن علي . وقبل وصول الأستاذ الهمامي إلى المطار بدقائق ، كانت زوجته الأستاذة المحامية والحقوقية راضية النصراوي أبلغت « كلمة » بمحاصرة المطار بعدد كبير من البوليس وتعرض سيارتها إلى ثقب عجلاتها الأربعة . (المصدر: « كلمة » (محجوبة في تونس) بتاريخ 29 سبتمبر 2009)
أخيرا سهام بن سدرين في تونس
من المنتظر أن تصل غدا الخميس غرة أكتوبر 2009 الصحفية الحرة الزميلة سهام بن سدرين إلى مطار تونس – قرطاج الدولي على الساعة الخامسة والنصف مساء تقريبا عائدة من المهجر بعد أشهر من الغياب عن العزيزة تونس .
وتحف بعودة الزميلة سهام مخاطر التعرض إلى أي نيل محتمل من سلامتها الجسدية بعد أن حولت حكومة الجنرال بن علي عودة معارضيها من الخارج إلى مواعيد ل »حفلات » الضرب والإهانة مثلما حصل أمس للأستاذ حمة الهمامي الناطق الرسمي لحزب العمال الشيوعي التونسي وقبله لكثيرين بينهم الأستاذين عبد الرؤف العيادي وراضية النصراوي . وكانت حكومة هذا الجنرال قد سجلت تتبعا عديا ضد رفيقة النضال سهام بن سدرين منذ أواخر جانفي الماضي بدعوى أنها أطلقت بث إذاعة « كلمة » من تونس والحال أنها تبث من خارج البلاد . عودة هانئة هنيئة للزميلة سهام بإذن الله ، وعاشت حرية التعبير وفرسانها البررة .. القلم الحر سليم بوخذير
الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 11 رمضان 1430 الموافق ل 30 سبتمبر 2009 غرة أكتوبر 2007/2009 = ذكرى تأسيس منظمة حرية وإنصاف
أخبار الحريات في تونس
1) حتى لا يبقى سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء القضبان: لا يزال سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء قضبان سجن الناظور يتعرض لأطول مظلمة في تاريخ تونس، في ظل صمت رهيب من كل الجمعيات والمنظمات الحقوقية، ولا تزال كل الأصوات الحرة التي أطلقت صيحة فزع مطالبة بالإفراج عنه تنتظر صدى صوتها، لكن واقع السجن ينبئ بغير ما يتمنى كل الأحرار، إذ تتواصل معاناة سجين العشريتين في ظل التردي الكبير لوضعه الصحي والمعاملة السيئة التي يلقاها من قبل إدارة السجن المذكور. 2) النطق بالحكم إثر الجلسة في إحدى قضايا قانون »الإرهاب »: نظرت الدائرة الجنائية الرابعة بالمحكمة الابتدائية بتونس برئاسة القاضي محرز الهمامي في القضية عدد 18429 التي أحيل فيها (بحالة إيقاف) كل من أيمن بن منصور وعبد المطلب بن مرزوق ورضا بن راشد وخليل بن محمد وماهر الجديدي وطارق التقاز من أجل تهمة عقد اجتماع غير مرخص فيه ومالك الشراحيلي (بحالة فرار) من أجل تهم الانضمام إلى تنظيم إرهابي والدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية واستعمال اسم حركي وجمع أموال، وقد قرر القاضي التصريح بالحكم إثر الجلسة. 3) النيابة العمومية تستأنف قرار ختم البحث ضد مجموعة بنزرت: قررت النيابة العمومية استئناف قرار ختم البحث الذي أصدره قاضي التحقيق بالمكتب السادس بالمحكمة الابتدائية بتونس في قضية مجموعة بنزرت المتكونة من الشبان رفيق اللافي و محمد اللافي وسليم التراس و مروان الباشطبجي و محرز علاية. 4) حمزة الصفاقسي من جديد رهن الاعتقال: اعتقل أعوان البوليس السياسي من جديد الشاب حمزة الصفاقسي منذ 13 أوت 2009 واقتادوه إلى جهة مجهولة، ولا تزال عائلته تجهل سبب ومكان احتجازه علما بأنه يعاني من مرض نفسي نتيجة التعذيب والمعاملة السيئة التي لقيها بالسجن في المرة الأولى وأنه بناء على طلب من عائلته أذنت وكالة الجمهورية بعرضه على طبيب مختص بمستشفى الرازي. يذكر أن حمزة الصفاقسي قضى بالسجن ما يزيد عن سبعة أشهر وأن شقيقه بلال الصفاقسي ما زال بالسجن لقضاء مدة 5 سنوات من أجل تهم لها علاقة بقانون »الإرهاب » اللادستوري. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 11 شوال 1430 الموافق ل 30 سبتمبر 2009
حتى لا ننسى .. مجزرة حمام الشط
تمر اليوم أربع وعشرون (24) سنة على المجزرة الغادرة التي ارتكبتها الطائرات الصهيونية في حمام الشط وذلك يوم غرة أكتوبر 1985 والتي امتزجت فيها الدماء التونسية بالفلسطينية وسقط فيها ستون (60) شهيدا.
ومنظمة حرية وإنصاف وهي تقف إجلالا وإكبارا لشهداء هذه المجزرة:
1) تعتبر أن تاريخ الكيان الصهيوني هو تاريخ مجازر وجرائم حرب متواصلة إذ تشن حرب إبادة معلنة ضد الشعب الفلسطيني وغيره من الشعوب العربية منذ 61 سنة. 2) تطالب السلط التونسية بعدم نسيان ما ارتكبه هذا الكيان الغادر من جريمة حرب في حق تونس وعدم التطبيع معه ومتابعة مرتكبي هذه الجريمة في إطار المحاكم الدولية. 3) تعتبر صمت المجتمع الدولي وبعض المنظمات الحقوقية والانسانية عن مثل هذه الجرائم هي التي زادت في إمعان الكيان الصهيوني في ارتكاب مثل هذه الجرائم وآخرها ما قامت به في عدوانها الأخير على غزة الذي خلف وحده 1500 شهيدا وأكثر من 5000 جريح دون محاكمة أو متابعة.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة المكلف بملف قضايا التحرر في الوطن العربي وفي العالم الأستاذ حاتم الفقيه
خبر عاجل
ليلى بن علي تكلف محاميتين فرنسيتين من أصل تونسي لرفع قضية عاجلة للمطالبة بالوقف الفوري لتوزيع كتاب « حاكمة قرطاج » للكاتبين الفرنسيين نيكولا بو وكاترين قراسيه. والقضاء الفرنسي ينظر في القضية غدا الخميس. وقد دعت السفارة التونسية في باريس جحافل الدساترة المغلوب على أمرهم للتظاهر صباح الغد أمام مقر دار النشر « لا ديكوفارت » . عماد الدائمي
المخابرات السودانية تستدعي السيد حمادي الغربي
اتصل بي للتو الأخ حمادي الغربي المقيم بالسودان منذ عقدين من الزمن وأعلمني أن المخابرات السودانية زارته اليوم الثلاثاء 29 سبتمبر 2009 الموافق ل 10 شوال 1430 في بيته وطلبت منه الحضور إلى مقرها غدا الإربعاء محملا بكل مقالاته التي كتبها على النات وبجواز سفره. يبدو أن هناك طبخة تعد بين النظامين التونسي والسوداني تحت مظلة اتفاقية وزراء الداخلية العرب ( سيئة الذكر ) لإسكات صوت الأخ وربما إخراجه من السودان. نتمنى من النظام السوداني المسلم أن يتصرف بحكمة ووعي وخوف من الله ومسؤولية تجاه الأخ مراعيا حقوق الإستجارة التي كفلها الإسلام حتى للمشرك ، وآداب الضيافة التي تقتضي الحفاظ على حياة الضيف مهما كانت هدايا وعطايا وحوافز قريش كما فعل النجاشي مع صحابة رسول الله ، وأن لا يخضع ولا يستجيب لضغوطات وابتزازات النظام التونسي ( المرتد عن الإسلام والعدو الأول للسودان وأهله بسبب تطبيقهم للشريعة وإيوائهم للمظلومين والمستضعفين الفارين من الإستبداد ) كما فعلت أوروبا الغير المسلمة التي رفضت تسلميه اللا جئين الذين طالب بهم مرارا وتكرارا وصفعته باستمرار على وجهه القبيح. نداء إلى كل العلماء والدعاة والمناضلين الذين تربطهم صلة بحكومة الخرطوم أن يتدخلوا بسرعة لمساعدة الأخ على تجاوز هذه الأزمة وتفويت الفرصة على أعداء تونس . ونداء ثان إلى كل ألإخوة حتى الذين يختلفون معه في الرأي أن يدعوا له بأن يحفظه الله من مكر وكيد وإجرام أبالسة قرطاج. المنجي الفطناسي / ألمانيا (المصدر: « الحوار.نت » (ألمانيا) بتاريخ 29 سبتمبر 2009)
عاجل : قرصنة موقع المؤتمر من أجل الجمهورية نصبنا لهم فخا فوقعوا فيه
أقدمت ميليشيا الأنترنت التابعة لوزارة الداخلية هذا اليوم على قرصنة موقع المؤتمر من أجل الجمهورية. وجاء هذا الاعتداء الجبان على اثر البيان القوي الذي أصدره الحزب مساء الأمس حول العدوان الآثم الذي تعرض له المناضل حمة الهمامي في مطار تونس قرطاج. ونظرا لمعرفتنا للعقلية المريضة للأجهزة الأمنية وبنزوعاتها الغريزية الانتقامية فقد توقعنا وقوع الاعتداء وقمنا مباشرة اثر اصدار البيان بحفظ نسخة كاملة من الموقع. وسنضع هذه النسخة على الشبكة بعد اطلاع أكثر ما يمكن من تونسيين على معالم هذه الجريمة البشعة. عماد الدائمي ـ مسؤول الموقع ونرجو منكم اعادة نشر الرسالة التي وجهتها للقرصان على اثر آخر اعتداء تعرض له الموقع بتاريخ 10 سبتمبر 2007. مع كل الشكر قرصنة موقع المؤتمر من أجل الجمهورية صمدنا سنوات عديدة وانتصروا علينا هذه المرة. الفرق بيننا أننا نناضل مكشوفي الأوجه رافعي الرؤوس منتصبي الهامات وهم يغدرون ليلا متخفين وراء حجب و ستائر وأقنعة. لا شك أنهم ثملوا طربا لنصرهم المبين، ولربما نالوا المنح والترقيات من ُمصدر الأوامر على إنجازهم الخارق الذي ينضاف إلى سجل الغزوات الخالدة … ولكنهم بالتأكيد يشعرون في لحظات الخلوة بالنفس بالخجل والحياء من صنيع اقترفوه دونما اقتناع لإرضاء قرصان حقيقي قرصن أذهانهم وإراداتهم واستملك قناعاتهم وحياتهم … إن حالهم كحال قاتل الروح لارضاء نزوة الآخرين … لا هو استفاد من قتل المؤودة التي ستسأل يوما « بأي ذنب قتلت » ولا هو احتفظ ببراءته وربح راحة نفسه … أسفي عليك، أخي، أيها الذي أمضيت عقدين من عمرك تقرأ وتكتب وتتعلم الكلمة، وأمضيت ليال طوال من الابحار على الشبكة الافتراضية تنهل من معارف الكلمة، حتى صرت خبيرا تتقن فن صناعة الكلمة ونشرها، كيف تتحول الى سفاح مأجور للكلمة، تجزرها دون أن تقرأها أو تتمعن فيها.. كل هذا لماذا؟ لأجل راتب مهما علا يدخل الحساب أول الشهر بمهانة وذل ويخرج منه آخره دونما بركة ولا إفادة … ألم يكن بإمكانك أيها الخبير، القادر على اقتحام الحدود وتدمير التحصينات ومغالبة الجبابرة أن تكسر القيود التي تكبلك قبل غيرك، وأن تجد مورد رزق أشرف ترفع به رأسك ولا تستحي أن تجهر به لأبنائك ، من مثل صناعة الكلمة ومحاربة القرصنة وتعليم الأجيال القادمة كيف تحمي نفسها من كيد الظلمة … أخي، أدعوك بكل ود أن تخلع القناع والقفاز وأن تقلع فورا عن كبيرة الوأد والاغتيال، فان استجبت فمرحبا بك في مستقبل بناء الكلمة الصادقة في بلدنا، وان أبيت فتبوأ مقعدك بين الجلادين والسفاحين والمجرمين. وان كان المثل التونسي يقول « يا قاتل الروح فين تروح » فأنا أقول لك « يا قاتل الكلمة أين تروح ». عماد الدائمي مسؤول موقع المؤتمر من أن أجل الجمهورية 10 سبتمبر 2007
بسم الله الرحمان الرحيم لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس تونس في 29.09.2009
محنة المحجبات التونسيات تشتدّ والإنتهاكات بحقهم تتواصل
تحث أحد الطلبة بكلية الحقوق بصفاقس(جنوب) إلى لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس حول ما تتعرض له المحجبات في المعاهد الثانوية والكليات بمدينة ، وأكد لنا أن حارس كلية الحقوق المدعو الحبيب البناني أقدم على ايقاف طالبة محجبة ، يوم الاثنين 28 سبتمبر 2009 ، بسبب إرتداءها الحجاب ، ومنعها من دخول الكلية لمزاولة دراستها مما استوجب تدخل بعض الطلبة المناضلين . وتتبنى إدارة كلية الحقوق بصفاقس حملة تستهدف المحجبات . ونحن نتابع تطورات الحملات المسعورة التى تشن على الفتيات المحجبات في مختلف المؤسسات التعليمية بالجهة . وفي جهة نابل (شمال) عمدت المدعوة قمر بوسن الخضار مديرة المدرسة الاعدادية بطحاء الشهداء بطرد التلميذات المحجبات ، مما إضطر أوليائهن إلى إصطحابهن للمدرسة ورغم ذلك أصرّت المديرة على أن تكشف التلميذات رؤوسهن . وفي نابل أيضا يقوم أعوان البوليس (من بينهم المدعوة أميمة بنت حسونة السالمي ) باعتراض المحجبات والملتحين بالسوق الأسبوعية للمدينة ، والتى تنتصب كل يوم جمعة ، قصد التحري معهم وإجبار الرجال على توقيع على إلتزام بحلق اللحية ، كما تجبر النساء على توقيع إلتزام بالتخلي عن الحجاب . ولجنة الدفاع عن المحجبات بتونس ، تعبّرعن سخطها الشديد، تجاه الممارسات المشينة التى تمارس بحق الفتيات المحجبات في كل من كلية الحقوق بصفاقس وبالمدرسة الإعدادية بطحاء الشهداء وبمدينة نابل وغيرها من مناطق البلاد ، وتؤكد أن الحملات على المحجبات في الجامعات والمعاهد الثانوية على أشدها ، وتطالب كل من له مسؤولية إدارية أو بيداغوجية في سلك التعليم أن لا يتطاول على حقوق المحجبات في التمسك بحجابهن ومزاولة دراستهن بحرية كاملة ، كما تطالب إدارات التعليم المختلفة وعلى رأسهم الوزارة ذات العلاقة ، التدخل لوقف التجاوزات التى تحدث في المؤسسات الراجعة إليها بالنظر ، وتحمّل أصحاب القرار السياسي والإداري والأمني المسؤولية المباشرة عما يحدث من إنتهاكات. تدعو السلطات التونسية إلى معاملة الفتيات المحجبات معاملة كريمة ، بدل الإنتقاص من حقهن في التعليم وهن يرتدين اللباس الاتي احترنه ، وتؤكد ان الذرائع تهاوت أمام حقيقة أن الحجاب إختيارا واعيا ومسؤولا منهن ، وما على أصحاب الشأن إلا التسليم بحقهن في إرتداءه ووقف ملاحقتهن والتعرض لهن. تطالب العلماء والدعاة والإعلاميين في العالم الإسلامي بالتصدي للحرب المفتوحة التى تشنها السلطات على الحجاب والمحجبات وتدعوهم إلى إتخاذ خطوات عملية لنصرتهن والعمل لصالح قضيتهن ، وتطالب الهيئات والشخصيات الحقوقية داخل تونس وخارجها ، بمكاتبة السلطات التونسية بشأن خروقاتها السافرة بحق المرأة التونسية المحجبة .
عن لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس البريد :
protecthijeb@yahoo.fr
حملة لإغاثة منكوبي الأمطار الطوفانية بالرديّف
ساهموا معنا في حملة التضامن و الأمل لتخفيف المعاناة عن إخوانكم في مدينة الرديف بتونس قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة رواه مسلم تعرضت كما تعلمون مدينة الرديف من ولاية قفصة بالجنوب التونسي والتي تعدّ 27.000 نسمة ليلة الثلاثاء 22 سبتمبر 2009 إلى أمطار غزيرة وصلت إلى ما يفوق 164 مم مصحوبة برياح عاتية، حيث عمّت السيول الجارفة كل المدينة، وقد خلّف هذا الإعصار 22 ضحية وفقدان العشرات وعدد من الجرحى والمصابين ، وخسائر مادية شملت المنازل والمحلات التجارية… -عدد المنازل التي جرفتها السيول أو حطمت جزءًا منها أو هي الآن على وشك السقوط ناهز 2000 مسكنا، علما وأن المدينة تعدّ 5000 عائلة وفقا للإحصائيات الأخيرة. -عدد المواشي والدواب يفوق 750 رأسا… -السكك الحديدية الرابطة بين مدينة الرديف والمتلوي مقطوعة منذ ليلة الثلاثاء. و جمعيّة مرحمة إذ تبتهل إلى الله العليّ القدير أن يرحم موتاهم و يشفي جرحاهم و يواسي برحمته مبتلاهم فإنّها توجّه نداء إلى أهل البرّ الإحسان – و كلّ مسلم هو أهل لذلك – أن يسارعوا في نجدة إخوانهم وتقديم العون لهم مصداقا لقول حبيبهم محمّد صلّى الله عليه وسلّم ﴿ مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ﴾ » إنّ لله عبادا اختصّهم بقضاء حوائج النّاس حبّبهم في الخير و حبّب الخير إليهم إنّهم الآمنون من عذاب يوم القيامة » حديث شريف Marhama,Ev .Maxstr.61A,53111.Bonn.DE SPARKASSE KOELNBONN BLZ. 37050198 –Konto-Nummer.2502037 IBAN: DE 22370501980002502037 SWIFT- BIC: COLSDE 33 Ver. RDAEIF
إلى كل الإخوة الطلبة و إلى أهل الخير من أبناء شعبنا : في هذا الظرف الصعب الذي يعيشه أهلنا خاصة في الرديّـف و في العديد من مناطق البلاد الأخرى المنكوبة بسبب الفيضانات و الأحوال الجوية القاسية التي مرت بها خلال الأيام الفارطة و التي لا تزال آثارها بادية للأعين نتقدم بهذا النداء إلى كل الزملاء الطلبة و إلى أهل الخير من أبناء شعبنا للتخفيف على أهالينا في المناطق المنكوبة في مصابهم و ذلك بالمساهمة الفعّالة في تقديم المعونات المادية و المعنوية للمتضررين و نقترح لذلك : – تخصيص مقدار مالي بعشرة دنانير – التبرع بالألبسة و الأغطية و الأدوية – جمع أكثر ما يمكن من الأدوات المدرسية قصد توزيعها على التلاميذ و الطلبة المتضررين – القيام بزيارات ميدانية إلى المناطق المتضررة و مواساة الأهالي أيها الإخوة الطلبة : هبّوا إلى نجدة زملائكم الذين فقدوا المسكن و الأثاث و الأدوات المدرسية و المحاصيل الزراعية لعائلاتهم …. و قبل كل ذلك فقدوا أعزّاء عليهم جرفتهم المياه أو سقطت على رؤوسهم المباني …. أيها الإخوة الطلبة : بادروا إلى جمع التبرعات في المعاهد و الكليات و المبيتات و قوموا بتنظيم توزيعها على المتضررين فهم ليسوا بعيدين عنكم …. و استعملوا الهاتف الجوّال و الإنترنت و الإتصال المباشر لتقديم المساعدات …. و في الأخير : يقول الرسول صلّى اللّه عليه و سلّم : – » من أصبح و لم يهتمّ بأمر المسلمين فليس منهم » – » من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس اللّه عنه كربة يوم القيامة » – » و اللّه في عون العبد ماكان العبد في عون أخيه » مجموعة من الطلبة تونس في 28 سبتمبر 2009
الحزب الديمقراطي التقدمي جامعــــــة بنــــــزرت دعــــــــــــــــــــــــوة
تتشرف جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي بدعوتكم لحضور الاجتماع الذي تنظمه حول الانتخابات التشريعية 2009 تحت إشراف عضو المكتب السياسي للحزب والأمين العام المساعد السيد رشيد خشانة وذلك يوم السبت 3 أكتوبر 2009 على الساعة الثالثة بعد الزوال بمقرها. حضوركم إثراء للنقاش
إسقاط إحدى عشرة قائمة انتخابية لـ »حركة التجديد »وعشر تحصل على الوصل
السبيل أونلاين – تونس قال مصدر متابع أنه تم إسقاط إحدى عشرة قائمة انتخابية لـ »حركة التجديد » من اصل 26 قائمة ، رغم أن جميع المترشحين مرسمون بالقائمات الانتخابية ودونوا في ملفات الترشح أسماء مكاتب الاقتراع التي هم مسجلون فيها وأرقامها. واسقطت القائمات في كل من تونس1 وتونس2 ومنوبة وصفاقس1 وصفاقس2 وقفصة و المنستير والقيروان و مدنين و الكاف و سيدي بوزيد . ولم يُعط الوُلاة في الدوائر المعنية أي تعليل يُبرر طعنهم في القائمات التي قدمتها الحركة، و قرّر الطعن في قرارات الإسقاط لدى المجلس الدستوري. و لم تتحصل على الوصل النهائي إلا عشر قائمات من بين ستة و عشرين وهي أريانة و بن عروس و نابل و زغوان و سوسة و القصرين و باجة و جندوبة و توزر و قابس. في حين مازالت قائمة سليانة تنتظر رغم انقضاء اجل الأربعة أيام و كذلك الشأن بالنسبة لقائمات المهدية و تطاوين و بنزرت و قبلي. وقال المصدر ان الهيئة السياسية لـ »حركة التجديد » دعت لعقد اجتماع طارئ مساء الأربعاء 30 سبتمبر 2009 في المقر المركزي برئاسة الأمين الأول احمد إبراهيم يخصّص للنظر في تعمّد السلطة إسقاط قائماتها الانتخابية، و الانعكاسات الخطيرة لهذا القرار على الانتخابات ذاتها. (المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 29 سبتمبر 2009 )
المعارضة التونسية تتهم السلطات بتعمد إسقاط قوائمها
تونس: اتهمت حركة التجديد التونسية (الحزب الشيوعي سابقا) المعارضة ،السلطات التونسية بتعمد إسقاط 11 قائمة من أصل 26 قائمة التي كان قد تقدم بها لخوض الإنتخابات التشريعية المقرر تنظيمها في الخامس والعشرين من الشهر المقبل. وقالت حركة التجديد في بيان تلقت يونايتد برس أنترناشونال اليوم الأربعاء نسخة منه،إن القوائم التي قدمتها في الدوائر الإنتخابية تونس1 وتونس 2،ومنوبة ، وصفاقس 1،وصفاقس 2، وقفصة، والمنستير، والقيروان، ومدنين، والكاف، وسيدي بوزيد، أُسقطت جميعها. وأضافت حركة التجديد التي يرأسها أحمد إبراهيم الذي ترشح لخوض الإنتخابات الرئاسية التي ستجري متزامنة مع الإنتخابات التشريعية، أن الوٌلاة(محافظون) في الدوائر المعنية، »لم يقدموا أي تعليل يُبرر الطعن في القائمات المذكورة ». وكان الحزب الديمقراطي التقدمي الذي ترأسه مية الجريبي اتهم هو الآخر قبل ثلاثة أيام السلطات في بلاده بتعمد إسقاط 20 قائمة من القائمات الـ26 التي تقدم بها الإنتخابات التشريعية المرتقبة، دون إعطاء أي تفسير. يشار إلى أن الإنتخابات التشريعية التونسية ستجري بالتزامن مع الإنتخابات الرئاسية في 25 أكتوبر المقبل،وقد أعلنت كافة الأحزاب التونسية عزمها المشاركة فيها للظفر بمقاعد برلمانية. (المصدر: « إيلاف » (بريطانيا) نقلا عن وكالة يو بي آي للأنباء بتاريخ 30 سبتمبر 2009)
إقالة والي قابس بعد تهديد الأهالي بمقاطعة الانتخابات
معزّ الجماعي علمت « كلمة » أن وزارة الداخلية أقدمت صباح اليوم 29 سبتمبر على إقالة « عبد الكريم مصباح » والي جهة قابس من منصبه دون تكليفه بأي مهام أخرى . وذكرت مصادر مطلعة في تصريحات خاصة براديو كلمة أن قرار هذه الإقالة جاء بناءا على تقارير رفعتها الفرق الأمنية المختصة إلى الوزارة تفيد بأن عدد كبير من أهالي منطقة « جارة » و معتمدية « الحامة » قرروا مقاطعة الانتخابات التشريعية والرئاسية لعدم وجود أي عنصر يمثلهم في قائمة الحزب الحاكم المترشحة في دائرة قابس. وأضافت أن وزارة الداخلية حملت مسؤولية عدم التوازن الجهوي في القائمة المذكورة إلى الوالي بحكم إشرافه على إعداد القائمة. وأكدت ذات المصادر أنه من المنتظر إقالة كاتب عام لجنة تنسيق « التجمع » في الجهة خلال الساعات القليلة القادمة . و من جهة أخرى علمنا أن الحزب الحاكم تدارك هذه المشكلة و أدخل تعديلات على قائمته لتركيز التوازن الجهوي بإدراج (السيدة الناصفي وعزالدين الصميدي) عوضا عن (حياة عبد الدائم و بوبكر بوصبيع). و أفادت مصادر سياسية في الجهة أن الحزب الحاكم قدم قائمته الجديدة عشية اليوم إلى المتعمد الأول وتمكن من الحصول مباشرة على الوصل النهائي و هو ما يخالف كل فصول المجلة الإنتخابية. (المصدر: « كلمة » (محجوبة في تونس) بتاريخ 29 سبتمبر 2009)
تعيين واليين على رأس ولايتي تطاوين وقابس
.. ومن جهة أخرى أعلن وزير الداخلية والتنمية المحلية أن سيادة الرئيس قرر إجراء حركة جزئية في سلك الولاة تم بمقتضاها تعيين السيد النورى بنسعيد (*) واليا على تطاوين والسيد المقداد ميساوي (**) واليا على قابس. كما قرر رئيس الدولة نقلة السيد محمد رضا بالحاج بمثل خطته من ولاية تطاوين الى المصالح المركزية بوزارة الداخلية والتنمية المحلية. (المصدر: « وات » (وكالة الأنباء الرسمية – تونس) بتاريخ 29 سبتمبر 2009)
(*) السيرة الذاتية لوالي تطاوين الجديد
تونس (وات) – ولد السيد النورى بنسعيد الذي عين واليا على تطاوين في 10 أكتوبر 1954 بجندوبة. وكان يشغل خطة معتمد أول بولاية تطاوين منذ شهر مارس 2008 حتى تعيينه اليوم الثلاثاء واليا. وهو متحصل على الإجازة في اللغة والآداب الفرنسية مع شهادة جامعية في علم الاجتماع. وكانت له عدة أنشطة حزبية وجمعياتية حيث شغل خطة كاتب عام مساعد للجامعة الدستورية المهنية بجندوبة وخطة رئيس اللجنة الثقافية بجندوبة. كما اضطلع بخطة مساعد رئيس بلدية جندوبة قبل أن يتحمل مسؤولية رئيس بلدية الجديدة بولاية أريانة. وهو متحصل على وسام الشغل سنة 2005 ومتزوج وأب لابنين. (المصدر: « وات » (وكالة الأنباء الرسمية – تونس) بتاريخ 29 سبتمبر 2009)
(**)السيرة الذاتية لوالي قابس الجديد
تونس (وات) – ولد السيد المقداد ميساوى الذى عين يوم الثلاثاء واليا على قابس في 22 جوان 1954 بمنطقة بوزقام من ولاية القصرين. وكان يشغل خطة كاتب عام لولاية سوسة حتى تعيينه هذا. وهو متحصل على الإجازة في العلوم الاقتصادية سنة 1980. واضطلع بعديد المسؤوليات على الصعيدين الحزبي والجمعياتي حيث شغل خطة كاتب عام اللجنة الجهوية للطلبة بولاية القصرين وكاتب عام المكتب الجهوى للتربية والأسرة كما كان عضوا بالمكتب الوطني للطلبة الدستوريين. وشغل خطة كاتب عام مساعد للجنة تنسيق التجمع الدستوري الديمقراطي. وتولى أيضا خطة مساعد رئيس بلدية القصرين فضلا عن عضويته في مجلس النواب. وهو متزوج وأب لأربعة أبناء. (المصدر: « وات » (وكالة الأنباء الرسمية – تونس) بتاريخ 29 سبتمبر 2009)
وجوه لن نراها في البرلمان القادم
بدأت صورة المجلس النيابي لفترة 2009 ـ 2014 في التوضّح بنسبة كبيرة بعد إعلان التجمّع الدستوري الديمقراطي عن قائمة أعضاء قائماته في الانتخابات التشريعيّة المقرّر انعقادها يوم 25 أكتوبر القادم، وهم الأعضاء المنتظر وصولهم جميعا الى عضوية مجلس النواب بحكم موازين القوى المعلوم والذي لا يُعطي فرصا كبيرة لقائمات أحزاب المعارضة والقائمات المستقلة للفوز على مستوى المنافسة الجهويّة (القائمات). إعداد:خالد الحداد من الآن وعلى ضوء ما توفّر من بيانات فإنّ عدّة أسماء ووجوه لن تكون حاضرة في المشهد النيابي القادم وهي الّتي كان لها حضور مهمّ خلال الفترة النيابيّة المنقضية وتمّ إسقاطها من قائمات الحزب الحاكم، إلى ذلك يُمكن رصد حضور ممثلي أحزاب المعارضة على خلفية قراءة في القائمات الّتي تقدّمت بها الأحزاب للمنافسة الانتخابية على المستوى الوطني والّتي تحوزُ خلال هذه السنة على نسبة 25 % من مجموع المقاعد البرلمانيّة أي ما يُعادل 53 مقعدا. القائمات الّتي تقدّم بها التجمّع الدستوري الديمقراطي ما تزال تثير البعض من التعاليق وردود الأفعال المختلفة، فقد سقط من غربالي «الجهات» و«الديوان السياسي» عدد هام من أعضاء مجلس النواب المتخلّي وعلى رأس قائمتهم السيّد عفيف شيبوب النائب الأوّل لرئيس مجلس النواب والذي كان بأداء رفيع وتمكّن من حسن إدارة عدد من الجلسات عند انشغال رئيس المجلس السيّد فؤاد المبزّع بأنشطة أخرى موازية، وعُرف عن شيبوب الصرامة وكذلك أجواء مرحة في طريقة التسيير وتمرير الكلمة من نائب إلى آخر، هذا بالإضافة إلى الغياب المؤكّد لكلّ من السادة فؤاد القرقوري وعبد الرحمان البوحريزي ومنصف البلطي ومحمّد العويني وهم رؤساء أهم لجان برلمانية، وعُرف بالخصوص عن العويني والقرقوري والبوحريزي ردودهم الدائمة على نواب المعارضة ودفاعهم «المستميت» عن طروحات الحزب الحاكم خاصّة في القضايا السياسيّة والحقوقيّة والّتي يُشاركهم فيها على وجه الخصوص النائب محمّد الحبيب عويدة الذي غادر هو الآخر ترشيحات التجمّع لهذه الانتخابات، وممّا يُذكر للنائب القرقوري صدامهُ العنيف مع أحد نواب المعارضة وحالة التوتير الّتي وقعت داخل قاعة المجلس نتيجة المقولة الّتي ذكرها حينها (إن أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمرّد) والّتي أدّت إلى انسحاب كامل نواب المعارضة عن الجلسة وتمّ حينها متابعة المسألة في أعلى المستويات وتمّ تقديم ما يُشبه الاعتذار للمعارضة واعتبرت ألفاظ النائب خارجة ومتجاوزة لخطاب الحزب الحاكم ومتعارضة مع التوجّه السياسي الداعم لروح التعايش داخل المجلس النيابي. صخب الصّمت إلى ذلك ستغادر عدّة أسماء تجمعيّة المجلس «في صمت» منهم على وجه الخصوص عدد من أعضاء الحكومة الحالية (بالريش والميلادي والتارزي) إلى جانب وجوه أخرى على غرار عبد الباقي باشا الرئيس السابق للاتحاد التونسي للفلاحة والصيّد البحري والذي يبدو أنّه على أبواب «التقاعد السياسي» بعد عقود من الجهد والمثابرة والسادة التيجاني الحداد وعبد السلام العفاس وعمارة العباسي وآمال بن جماعة وعامر البنوني وعبد الرزاق غزيّل ومحمّد الهادي الوسلاتي، كما سيفتقدُ المجلس طرافة النائب صالح التومي و«صرامة وجدّية» النائبة شاذلية بوخشينة والّتي لم يمنعها كونها نائبة عن الحزب الحاكم من التدخّل الجيّد والمنتقد في العديد من الحالات علّ أبرزها ذلك الذي دوّنتهُ ذاكرة المجلس في قطاع الثقافة من تصادم «عنيف لها» مع وزير الثقافة السابق السيّد محمّد العزيز بن عاشور في إحدى اللجان حول ملف «الكتب الصفراء وكتب الشعوذة». تمثيل معارض غائب على الضفّة الأخرى أي على مستوى التمثيل النيابي المعارض، سينسحبُ من تركيبة مجلس النواب المقبل الأستاذ أحمد الإينوبلي الأمين العام للاتحاد الديمقراطي الوحدوي بسبب تقدّمه للانتخابات الرئاسيّة المقبلة والّتي تمنعُ عنه التقدّم للسباق التشريعي، وستكون نسبة التجديد لدى هذا الحزب عالية بسبب عدم تواجد عدد من نوابه للفترة المنقضية على رأس القائمات المقدّمة للتشريعيّة المقبلة ومنهم على وجه الخصوص عبد الكريم عمر الذي ما تزال أسباب عدم ترشحّه هذه السنة غامضا إلى جانب عبد الملك العبيدي الذي تمّ «طرده» من الحزب على خلفية الصراع الذي انفتح مع قيادة الحزب في أعقاب المجلس الوطني الاستثنائي الّّذي صعّد حينها الأستاذ الإينوبلي للأمانة العامة بالنيابة والذي ازداد حدّة بعد مؤتمر جربة، علما أنّ العبيدي كوّن ما يُشبه الثنائيّة «المعارضة» للوحدوي الديمقراطي داخل البرلمان برفقة المرحوم مصطفى اليحياوي الّّذي سيفتقد المجلس بحق مداخلاته المتميّزة في مناقشة لا فقط المضامين السياسيّة بل كذلك النصوص القانونيّة من جهة ملاءمتها للدستور التونسي وما إلى ذلك من القضايا المهمّة وقد دأب الثنائي العبيدي ـ اليحياوي على انتقاد فلسفة التسيير داخل حزبهم السابق وأداء المعارضة وعلاقتها بالسلطة والحزب الحاكم، وأبرز هذا الثنائي بدرجة كبيرة أنّ الخروج عن «العقال الحزبي» يُمكنهُ أن يُثري كثيرا المشهد البرلماني بصعود «صوت ثالث» لا هو من الحزب الحاكم ولا هو من المعارضة البرلمانيّة المتحزّبة. انسحاب واستقالة كما خرج عن تمثيل الوحدوي كلّ من عمّار الزغلامي الذي كان وجوده بمثابة «التكريم والتشريف» له بحكم عامل السن وكونه الوحيد المتبقي من مؤسسي الحزب، وأمام رفض القيادة الحالية للحزب وهياكله تجديد تواجد الزغلامي داخل المكتب السياسي ولاحقا ضمن رؤساء القائمات الانتخابيّة للتشريعيّة المقبلة أعلن الزغلامي استقالته من الحزب متّهما إيّاه بالحياد والتخلّي عن مبادئ وشعارات التجديد وبالخطيّة السياسيّة الّتي تتعارض مع مبدإ التجميع الذي انبنى عليه بعث الحزب مباشرة إثر التغيير السياسي في تونس سنة 1987، وكان لمداخلاته في المجلس أوجه عديدة من الطرافة مع تركيز هام على لغة وألفاظ وعبارات النصوص القانونيّة المقدّمة للمصادقة البرلمانيّة ومدى تلاؤمها من اللغة العربيّة الفصحى بالإضافة إلى «السنّة» الّتي كان يتّبعُها هذا النائب في ذكر أبيات من الشعر العربي تقريبا في كلّ مداخلته ولوحظ ولعهُ الشديد بالمتنبي والشابي وعدد آخر من الشعراء والأدباء كذلك. كما لن تكون النائبة مفيدة لعبيدي حاضرة في افتتاح الفترة النيابية الجديدة بسبب تغيّبها عن رئاسة قائمات الحزب الحالية، وكان لهذه النائبة البعض من الحضور على مستوى مجلس النواب وفي إطار العلاقات الخارجيّة للمجلس ولكن يُعاب عليها أنّها لم تقدّم الكثير لحزبها إذ رغم وجودها لفترتين نيابيتين متتاليتين (10 سنوات) فهي لم تتمكّن من بعث جامعة لحزبها على مستوى الدائرة الانتخابية المتقدّمة عليها (سليانة) وأثار عدم «التجديد للعبيدي الكثير من الجدل داخل الحزب ولكنّ المكتب السياسي أصرّ على رفض التجديد رغم بعض الليونة الّتي أبداها الأمين العام للحزب. وبخصوص ممثلي حركة الديمقراطيين الاشتراكيين فلن يكون هناك تغيير يُذكر إذ جدّد جلّ النواب السابقين ترشحهم ومن المنتظر أن تكون أسماء مثل اسماعيل بولحية ومحمّد رجا ليتيّم والعروسي النالوتي والصحبي بودربالة والطيّب المحسني ورضا بن حسين حاضرة كعادتها هذا إذا لم تحدث المفاجأة الانتخابيّة يوم 25 أكتوبر القادم، وربّما ستكون (ح د ش) من أكثر المستفيدين بحكم تأهّلها من الآن الى تقديم أداء جيّد خلال الفترة النيابية القادمة خاصّة على مستوى قدرتها على تشكيل مجموعة برلمانيّة على ضوء ما توفّرُهُ التنقيحات الجديدة للنظام الداخلي للمجلس. وربّما سيكون هناك غياب لوجه طريف من (ح د ش) هو مختار العينوس الّّذي لم يحصل على ثقة الحزب للتجديد لدورة أخرى لحساب دائرة القيروان. رقم قياسي وانسحابات وعلى العكس من ذلك من المنتظر أن يشهد «التمثيل النيابي» لحزب الوحدة الشعبيّة تغيّرات عديدة وهو الحزب الذي عرف رقما قياسيّا في عدد الانسحابات والاستقالات من نوابه على مدار الفترة البرلمانية المنقضية إذ دخل الحزب سنة 2004 بـ11 نائبا وخرج سنة 2009 بـ 7 نواب فقط ممثلين وطارحين لبرامجه وأفكاره بعد انسحاب كلّ من النواب الآتي ذكرهم عن الالتزام الحزبي للشعبية :سهيل البحري وعبد الحميد بن مصباح وخديجة مبزعية ومصطفى بوعواجة الذي عُرف عنه انتقاده الدائم لحزبه السابق وتهجّمه الشديد على قيادته،في حين عُرف عن بن مصباح والبحري تدخلات هادئة والتزمت النائبة مبزعيّة الحديث عن الوضع بخصوص رابطة حقوق الإنسان والّتي هي عضو في هيئتها المديرة، علما أنّ مبزعيّة وبوعواجة ستكون لهما فرصة للبقاء في المجلس ولكن تحت يافطات أخرى على اعتبار ترشّح الأولى لتشريعيّة 2009 بلون حزب الخضر للتقدّم (رئاسة قائمة قابس) وترشّح الثاني بلون التكتّل الديمقراطي للعمل والحريات (رئاسة قائمة قابس)، كما سيتغيّب عن التمثيل «الشعبي» خلال الفترة المقبلة كلّ من الهاشمي الصالحي وخالد بن منصور اللّذين رفض الحزب التجديد لهما هذه السنة. إدريس…مفاجأة آخر لحظة وربّما من أكبر ما جادت به فترة تقديم القائمات الانتخابية للتشريعيّة المقبلة والّتي تنتهي آخر مراحلها غدّا بتوضّح مصير كلّ القائمات ومعرفة العدد النهائي للوصولات الإداريّة القانونيّة لكلّ حزب هو «السقوط النهائي لقائمة صفاقس 1» لحركة التجديد والّتي عيّن لرئاستها النائب المتخلي محمّد ثامر إدريس، فقد تقدّم إدريس بقائمته يوم الأربعاء الفارط وبتمام اليوم الرابع أي يوم الأحد الفارط تلقى المعني إشعارا بإسقاط قائمته لعدم مطابقتها للضوابط القانونيّة وهو ما لم يُمكّنه من التدارك وتقديم قائمة جديدة على اعتبار انتهاء الآجال القانونيّة لتقديم الترشحات (السبت 26 سبتمبر)، وفي انتظار ما يعتزمُ هذا النائب إجراءه للتظلّم لدى المجلس الدستوري فإنّ عدم تواجده في الانتخابات التشريعيّة المقبلة سيحرم المجلس النيابي من فرصة مواصلة الاستفادة من أداء «شجاع» ومتميّز لهذا النائب المعارض الذي عُرف بمداخلات جريئة جدّا ويُحسبُ له تقديم الإضافة المأمولة ودقّة إعداده لمداخلاته خلال مختلف الجلسات. (المصدر: النشرة الإلكترونية لجريدة الشروق التونسية يوم الاربعاء 30 سبتمبر 2009)
لا حريات ولا ترقيات… الإمتناع عن تأييد الرئيس أطاح بالنقابة الشرعية للصحافيين التونسيين
تونس – الهدهد – ما زالت أزمة نقابة الصحافيين التونسيين تتفاعل باتجاه تصعيد جديد يعقب عقد المؤتمر الاستثنائي الشهر الماضي الذي شهد تغيرات دراماتيكية تم خلالها ابعاد المستقلين من قيادتها وأدخلها إلى صف المنظمات «الأهلية»، ما أثار جدالاً مهنياً أدى إلى انقسام في الجسم الإعلامي التونسي. وقد اندلعت أزمة نقابة الصحافيين في تونس مع صدور التقرير الذي أعده مكتب النقابة في مطلع أيار (مايو) الماضي حول أوضاع الإعلام المحلي، وانتقد فيه ما اعتبره انتهاكات للحريات الصحافية في البلاد، مطالباً في الوقت نفسه بتحسين الأوضاع الاجتماعية للصحافيين، خصوصاً في مؤسستي الإذاعة والتلفزيون العموميتين اللتين قال إن عشرات المحررين والفنيين العاملين فيهما لم يحظوا بالترقية منذ سنوات، وظلوا في وضع هشّ لأنهم يُعاملون بوصفهم موقتين. وأثار التقرير زوبعة حرّكت أمواجها ضفاف بحيرة الإعلام، بعدما ظلت راكدة سنوات. وانبرت الصحف الحكومية تنتقد رئيس النقابة ناجي البغوري متهمة إياه بتسييس العمل المهني. ويعمل البغوري في جريدة «الصحافة» الحكومية، وهو لا ينتمي إلى أي حزب سياسي. إلا أن غالبية أعضاء النقابة الذين عقدوا اجتماعات عدة في الأسابيع الماضية أبدوا تأييدهم خط القيادة وبرأوا البغوري من الاتهامات الموجهة إليه. ويعتقد مراقبون بأن «القشة التي قصمت ظهر البعير» ودفعت «جناح المنسجمين» إلى اتخاذ قرار التخلص من النقيب والمستقلين في القيادة تمثلت بالموقف الذي اتخذته النقابة من الانتخابات الرئاسية المقررة في 25 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، والتي يُرجح أن يفوز فيها الرئيس الحالي زين العابدين بن علي بولاية خامسة تستمر خمس سنوات. وأعلنت النقابة أنها محايدة في هذه المنافسة بين بن علي ومنافسيه، مؤكدة أنها «مـنظمة مـهنية لا تـتعاطـى فـي الـشـأن السياسي». غير أن هذا الموقف لم يُرضِ الصحافيين القريبين من الحكم الذين حضوا النقابة على النسج على منوال منظمات مهنية أخرى، أسوة بالصناعيين والكتاب والنقابات العمالية التي أعلنت تأييدها لبن علي. وحـاول وسطاء إقناع البغـوري والأكـثـرية الـمـؤيـدة له في قـيادة النقابة بـمراجعة موقفهم المعلن لقاء إنهاء الأزمة، إلا أن الإصرار على الحياد اعتُبر لدى الأوساط الحكومية خروجاً عن خط الوفاق الذي قالت الصحف الرسمية إن القيادات الصحافية السابقة التزمته ولم تحد عنه منذ سنوات. وكانت تعليقات الصحف تشير إلى جمعية الصحافيين التونسيين التي تأسست في مطلع الستينات، والتي التزمت قياداتها خط الوفاق والانسجام، عدا فترة قـصيرة في الثمانينات ابتـعدت خـلالها مسافة عن دائرة الموقف الرسمي. وبعدما تراجعت هيبة الجمعية في الوسط الإعلامي خلال السنوات الماضية وغادرها الإعلاميون ليحاولوا تأسيس نقابات بديلة، فيما قرر الإتحاد الدولي للصحافيين (مقره بروكسيل) تعليق عضويتها في الاتحاد بسبب ما اعتبره تقصيراً في الدفاع عن الحريات الصحافية، اتخذت الأكثرية في إحدى الجمعيات العمومية التي عقدتها الجمعية قراراً بتأسيس نقابة تحل محلها. وانبثقت من المؤتمر التأسيسي للنقابة العام الماضي قيادة سيطر عليها المـسـتقلون للمرة الأولى منذ 20 سنة، ما شكل مفاجأة ليس للوسط الحكومي فقط وإنما للصحافيين أنفسهم. وأتى انتخاب البغوري نقيباً وهو الذي كان يشكل أقلية في الجمعية السابقة عنواناً على التغيير في القطاع الإعلامي. من هذه الزاوية يمكن فهم القطيعة التي قررتها وزارة الإتصال (الإعلام) مع قيادة النقابة بعدما حاورتها فترة قصيرة للبحث في الملفات الاجتماعية العالقة. ومع استفحال الأزمة، قطعت الوزارة المساعدة عن النقابة، فيما قاطعت الصحف الرسمية البغوري وبدأ الإعداد لمؤتمر استثنائي يبت الصراع في الساحة الإعلامية بين تيار الاستقلال والتيار المحافظ، وهو المؤتمر الذي عُقد الشهر الماضي في غياب رموز التيار الاستقلالي وممثلي المنظمات الدولية والنقابات العربية عدا نقيب الصحافيين في المغرب. وكان لافتاً أن المؤتمر الاستثنائي الذي لقي تسهيلات لوجستية من السلطات أرسل برقية تأييد للرئيس المرشح بن علي، فيما أفرزت الانتخابات قيادة يدافع أعضاؤها عن التقارب مع الأوساط الرسمية وتفادي الصدام معها. إلا أن الفريق الذي يقوده البغوري اعتبر المؤتمر غير شرعي لأنه لم يجمع ثلثي الأعضاء، بحسب ما تنص على ذلك شرعة النقابة، ولم تتم الدعوة إليه طبقاً للشروط القانونية. وأيده في هذا الموقف الاتحاد الدولي للصحافيين الذي اعتبر ما حصل في النقابة التونسية «انقلاباً على الشرعية». وأعلن البغوري أنه ما زال يمثل القيادة الشرعية للنقابة مع أربعة من أعضاء المكتب المنتخب، مؤكداً استعدادهم لعقد مؤتمر استثنائي «يتم الإعداد له طبقاً للأصول». واتهم في مؤتمر صحافي عقده في مقر «جمعية النساء الديموقراطيات» بعدما حل أعضاء القيادة الجديدة في مكاتب النقابة وغيروا أقفالها، السلطات بتوجيه «الانقلاب» ضد التيار الاستقلالي للتخلص منه. لقد أصبح المشهد الإعلامي التونسي موزعاً بين رأسين لجسم واحد، فيما انسحبت غالبية الصحافيين من الملعب، في عودة إلى مناخ التسعينات الذي اتسم بخمول الجسم الصحافي، في حين ما زالت القيادة الجديدة تتطلع إلى الاجتماع المقبل للمكتب التنفيذي للاتحاد الدولي للصحافيين الذي يتردد أنه يعتزم العودة إلى تعلـيق عـضـوية الـنقـابة التـونـســية فـي الاتـحـاد. (المصدر: « الهدهد » (اليكترونية عربية – لندن) بتاريخ 30 سبتمبر 2009) الرابط: http://www.hdhod.com
احتراما لحق الرد ننشر تعليق النقابة الجهوية للتعليم الاساسي ببنزرت
على البيان النقابي الذي نشرناه بالمرصد بتاريخ 27 / 09 / 2009
والذي تعرض الى حركة نقل المعلمين في جهة بنزرت.
بيــــان إلى الرأي العام النقابــــــي ساق الكذب لا يمكن أن تكون إلا عرجاء
انطلقت الجلسة التمهيدية لحركة النقل الإستثنائية بتحديد المعطيات العامة وبحضور كافة أعضاء النقابة الجهوية وقد كانت المعطيات كالآتي : شارك في الحركة النظامية 1022 معلمة ومعلما تحصل منهم 334 على مراكز نتج عن الحركة النظامية 118 معلمة ومعلم زائدون عن النصاب نتيجة عدم تحصلهم وتراجع في هرم عدد التلاميذ المطالب المقدمة على الطرف النقابي كانت في حدود 170 يوم الجلسة الأولى . الإتفــــــــاق الأولــــــــــــي : 1- امتصاص الزائدون عن النصاب والأولوية في مدارسهم . 2- إذا تعذر وجود مركز في مدرسة الزائد عن النصاب ينتقل إلى مركز أحسن . 3- يقع اعتبار المجموع + الحالة الصحية أو الإجتماعية . 4- الحرص على مبدا ان تشمل الحركة كافة النقابات الأساسية . 5- يقع إعادة ترتيب المطالب على أساس الجهة وليس على أساس المعتمدية ( لذا لا يعتمد ترتيب مطالب النقابات الأساسية والتي تعتمد المطالب المقدمة على مستوى المعتمدية . انطلقت الجلسات مع الإدارة وقد توصل الطرف النقابي إلى تلبية 158 مطلبا في مرحلة أولى ثم 21 نقلة أخرى بالإظافة إلى 118 معلمة ومعلم زائدين عن النصاب حافظوا على مراكزهم أو تحسنت . وقد عبرت نقابات الجهة المشاركين في ندوة الإطارات الأحد 27 سبتمبر 2009 عن رضاهم إزاء نتائج الحركة باستثناء قلة عبرت عن تساؤلها عن عدم تلبية بعض مطالب فوقع إعلامهم أن الحالات المتبقية أغلبها وقع الإستجابة لطلباتها ضمن 21 حالة . ·السيدة حبيبة الطبربي : تحصلت على مركز بمدرسة حي الواحة ضمن ال21 نقلة الأخيرة . السيد صالح الهمامي كان قد اتصل بالكاتب العام للنقابة الجهوية معبرا عن عدم استعداده للعمل بمدرسة تاغرمان مفضلا مدرسة بني نافع بالحي الذي يقطنه وكان ذلك أمام نقابي وقد حلت وضعيته حسب رغبته. ·السيدة سناء بوصبيح فقد تحصلت على مدرسة بمنزل عبد الرحمان من معتمدية منزل جميل عن طريق الإدارة الجهوية ولم يكن بيد النقابة الجهوية سوى مطلب واحد إلى السيدة أحلام الحشاني وقد وقعت نقلتها إلى مدرسة أسد ابن الفرات عن طريق النقابة . بهذا نكون قد أنرنا الرأي العام النقابي بسير الحركة الإنسانية حتى نلجم أفـــــــواه رهــــــط مـــــن الناس » أكل الغلة وسب الملة » ورهط ثان انتفض في رعشة أخيرة وهو ينتحر نقابيا وثالثا غرس الرأس في الرمل وحافظ على دوره التاريخي نميمة ، كذب …. ولنا عودة بالتفصيل . النقابة الجهوية للتعليم الأساسي بنزرت مراسلة خاصة بالمرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicals
احتجاجا على تنصل الإدارة من تعهداتها مساجين حق عام مسرحون ينظمون اعتصاما
المولدي الزوابي نظّم عشرات مساجين الحق العام المسرحون وقفة احتجاجية أمام مقر ولاية جندوبـة يومي الاثنين والثلاثاء المنقضيين، احتجاجا على تنصل السلط الجهوية من المواعيد والالتزامات التي تعهدت بها لفائدتهم في جلستها التي عقدتها معهم في وقت سابق من الشهر الجاري بمقر الولاية بحضور المعتمد الأول و ممثلين عن جمعية المساجين المفرج عنهم وممثلين عن الجمعيات التنموية وخلية البنك التونسي للتضامن ومكتب التشغيل. وقال عدد من المشاركين في الاعتصام الذي شفع بحضور أمني لافت بالزي المدني والرسمي إنّ تحركهم رد فعل على مماطلة والي الجهة وتنكره لوعود ضربها من أجل تمكينهم من قروض لا تتجاوز 1500 دينار للسجين الواحد وذلك من أجل خلق موطن شغل أغلبها في أنشطة تجارية صغيرة. يشار إلى أنّ قيادات أمنية بارزة كانت تابعت هذا التحرك وحذّرت المعتصمين من الإدلاء بتصريحات لمندوب كلمة أو التعامل مع المحامي رابح الخرايفي اللذين كانا على عين المكان، الأمر الذي لم يرضخوا له. (المصدر: « كلمة » (محجوبة في تونس) بتاريخ 29 سبتمبر 2009)
تواصل إضراب سائقي سيارات الأجرة بقفصة
تواصل لليوم الثاني على التوالي أمس الثلاثاء إضراب سائقي سيارات الأجرة بين المدن بولاية قفصة من أجل إيجاد محطة خاصة بهم. ولم تكلل المساعي التي يجريها السيد لطفي علي الكاتب العام للاتحاد الصناعة والتجارة بأي حل مع السلطات المحلية. وحسب بعض سواق الأجرة فإنّ الوالي اتصل بهم وخيّرهم بين أمرين إما العودة إلى محطة وادي بياش التي يرفضونها أو التنازل عن رخصة النشاط. (المصدر: « كلمة » (محجوبة في تونس) بتاريخ 29 سبتمبر 2009)
مواطنون يرفضون بيع أراضيهم بمبالغ زهيدة لفائدة مشروع سياحي
معزّ الجماعي يواجه مشروع المنطقة السياحية في منطقة « الليماوة » بقابس عدة صعوبات ومشاكل عطلت انطلاق أشغاله. و في هذا السياق ذكرت مصادر مطلعة في تصريحات خاصة براديو كلمة أن السلطة عجزت عن الوصول إلي حلول مع أهالي المنطقة المذكورة من أجل إقناعهم ببيع الأراضي التي حددتها وزارة السياحة لإنجاز المشروع. و من جهة أخرى أفاد أصحاب الأراضي أن السعر الذي عرضته السلطة مقابل شراء المتر المربع الواحد لم يتجاوز 3 دنانير وهو ما لا يتناسب مع الثمن المطالب به على حد قولهم. و أضافوا أنهم لاحظوا أن السلطة تتفاوض معهم نيابة عن رجال أعمال المعروفين في مجال العقارات في إشارة غير مباشرة إلى أصهار الرئيس « بن على » . (المصدر: « كلمة » (محجوبة في تونس) بتاريخ 29 سبتمبر 2009)
مقتطف يهمّ تونس من المراجعة الدورية لموقع CNN
بالعربية لآخر الظواهر على الفايسبوك عرض: مصطفى العرب
مصطفى العرب « … ومن تونس، اجتمع أكثر من 22 ألف مشترك على صفحة مجموعة تناولت ظواهر لممارسات يقوم بها البعض في البلاد، ويطلق عليها الشعب التونسي وصف « البهامة » المشتق من البهائم، وهي ممارسات سلبية أو منفرة بشكل عام، لا تنسجم مع تاريخ البلاد أو طبائع مجتمعها، وحاول المشتركون تعريف الظاهرة وتحديد طرق علاجها. وعرفت المجموعة المسماة « ضد البهامة في تونس » عن نفسها بالقول: « نظرا لتفشي ظاهرة البهامة واكتساحها لأسواقنا الداخلية، وبالتالي انتشار مظاهر العوج والتصطيك والقفة بشتى أنواعها وتسببها في إيقاع عدد كبير من الضحايا بالذبحة الصدرية، وكذلك ارتفاع في عدد المرضى بالسكر، فإننا قررنا إنشاء هذه المجموعة لفضح الممارسات ونقدها. » وقال المشترك وائل خلولي: « أنا أرى أن البهامة لا تتمثل في أن يقوم شخص بأمر خاطئ، الخطأ هو من طبيعة الإنسان، أما البهيم من وجهة نظري فهو إلي يعرف روحو غالط ويكمل في الغلط. » بالمقابل، قال مقبل خليفة: « هناك فرق بين السبب الجذري للبهامة ومظاهر البهامة، يعني أعراضها ونتائجها. فالمرض هو حمل البعض لوجهة الغرب في الحياة يعني تقمص شخصية علمانية.. لذا فالمرض فكري علينا العودة إلى أفكارنا الصافية ونتخذ عقيدتنا منهجا في الحياة، وعندها تكون لدينا شخصيات إسلامية متجانسة وسليمة. » ويوضح المشترك محمد تيتو: « عندما تحدثنا عن البهامة، تحدثنا عن مجموعة من الممارسات، وكما ذكرنا في توبيك (موضوع) سابق إنو الممارسات هذه غريبة عن أيديولوجيتنا ومقومات هويتنا، ولكنها تكرست وتجذرت وبدأت تأخذ مفهوم الثقافة.. فتسميتها بالبهامة القصد احتقارها وتكريه الناس فيها. »
(المصدر: موقع CNN بالعربية (دبي) بتاريخ 30 سبتمبر 2009) الرابط:
http://arabic.cnn.com/2009/entertainment/9/30/facebook.30sep/
الحركة الإسلاميّة في تونس هواجس الحاضر و آفاق المستقبل
مثّلت تونس ومنذ الفتح المبارك منارة الإسلام في إفريقيا و جنوب أوروبا و خزّان مهم للعلم و الجهاد، ساهم أهلها في تأسيس الدّول الأهم في التاريخ الإسلامي ، دولة الفاطميّين و دولة الموحّدين و دولة الحفصيّين و دولة الحسينيّين و كانت القيروان و تونس من المدن التي أثّرت في بناء حضارة الأندلس الإسلاميّة و إزدهار و نهضة مدن مثل صقليّة وسردانيا والبندقيّة و أهلها مزيج من كل هذه الشّعوب من أوروبيّين و بربر و عرب و فرس و أتراك ، إنصهروا جميعا في مبنى فكري و عقائدي واحد الإسلام و عبّروا عنه بثقافاتهم المتعدّدة و أذواقهم المتنوّعة و ظهرت بوادر الإنتماء الوطني كشعب و حكم و ثقافة وأرض مع حمّودة باشا الحسيني (1782ـ1814) وهو أوّل من جنّد العرب بدلا من الإنكشاريّة و أصبحت في عهده اللّغة العربيّة هي اللّغة الرّسميّة، وكانت هذه الفترة من تاريخنا المجيد ، بداية الإستقلال الوطني و بناء إدارة وإقتصاد مستقل عن الغرب. إنّ قانون تحريم الرّق ومنع العبوديّة و ضمان الحقوق و الحريّة الذّي صدر في سنة 1846 و عهد الأمان الصّادر في سنة 1857 الذي ينصّ على العدل بين الرعيّة و حقوق الأجانب و الأقليّات ، إضافة إلى إصدار أوّل دستور لدولة إسلامية سنة 1861 يبرز أصالة الإصلاح و التّجديد في الفكر الإسلامي التّونسي و من أهم روّاد الحركة الإصلاحية الإسلاميّة و آباء الشخصيّة التونسيّة الحديثة، العلاّمة خير الدّين باشا التّونسي، و العلاّمة الشيخ الجليل محمود قبادو التونسي والأستاذ العلاّمة أحمد بن علي الضياف و الشيخ الفقيه محمد بيرم التونسي و كلّ هؤلاء لم يكونوا لا علمانيين و لا لائكيّين بل من أبرز علماء المسلمين ، الذّين إتخذوا القرآن الكريم والسنّة النّبويّة المطهّرة والعقل أهم روافد فكرهم الإجتهادي المجدّد القائم على المقاصد الشّرعيّة و المصلحة الوطنيّة. الحركة الإسلاميّة في بلادنا أصيلة ، أصالة أرضنا خاضت من أجل تونس المسلمة مصاعب و محن كثيرة و كبيرة و قدّمت العديد من العلماء والفقهاء لبناء دولة مسلمة عزيزة و قويّة في مواجهة الغرب الذي بدأ نفوذه يقوى في منطقة الشّمال الإفريقي مع بداية 1837 و رغم كلّ المحاولات الصّادقة و المخلصة لإصلاح الحكم و الدّولة و بناء قدرات عسكريّة ذاتيّة مثل تأسيس مكتب العلوم الحربيّة وإستيعاب التحديث الغربي و الحث على الربط بين التّقدّم العمراني و بين العدل و الحريّة ، إستطاع الغرب الإستعماري ، إستباحت أرضنا و عرضنا و أقام فينا ردها من الزّمن حاول طمس هويّتنا وثقافتنا إلى جانب الإستيلاء على خيراتنا و مواردنا الطبيعيّة و تحويلنا إلى شعب بلا تاريخ !! مثّلت الحركة الوطنية الحديثة مطلع القرن الماضي أهم وريث لحركة الإصلاح الإسلاميّة واستطاعت إحياء الإنتماء الوطني و الحس الدّيني و بعث الرّوح الوطنيّة الإسلاميّة و بداية بلورة مشروع وطني جامع و من أهم مكوّناتها الحزب الحر الدستوري التونسي و الإتّحاد العام التّونسي للشّغل فالأوّل مدعوم من التّجّار و العائلات القريبة من الباي و مشايخ من جامعة الزّيتونة و مثقّفين درسوا في فرنسا و ألمانيا و مصر و سوريا ، متأثّرين بأفكار الثّورة الفرنسيّة من جهة و أفكار السيّد جمال الدّين الأفغاني و الشيخ محمد عبده و يحملون المشروع البورجوازي المحافظ، أما الطّرف الثّاني الإتّحاد، فهو مدعوم من العمّال و الفلاّحين و الفقراء و هم أكثر أهل تونس خارج العاصمة و بعض مناطق السّاحل و أكثر أتباع الزّوايا من مشايخ و مريدين ، و تأثّر القائمين عليه بالثّورة البولشيفية و الفكر و الفلسفة الألمانية من جهة و بالحركة الفكرية و العمّالية في أمريكا خصوصا ، و كان هناك تداخل كبير بين التنظيمين وتنسيق في مجال مقاومة الإحتلال. لم يكن في تونس إلى حدود ما بعد الحرب العالميّة الثّانية من ينظّر للفكرة العلمانيّة رغم محاولات الإحتلال الفرنسي نشر ثقافته و لغته و تشجيع حركات التّنصير من جهة وتأسيس جمعيّات و صحف يساريّة إلحاديّة من جهة أخرى ، بل كان الخطاب الوطني، خطابا إسلاميّا قوميّا لا لبس فيه ممّا حدى بالمحتل إلى التّركيز على إعداد نخب من العائلات المترفّهة و من مناطق المدن السّاحليّة أين يقطن العديد من المستوطنين الأجانب، تؤمن بالحياة البورجوازية على الطّريقة الفرنسيّة و تقسيم البلاد إلى منطقة إداريّة و أخرى عسكريّة و عمل على تصفية الرّموز الوطنيّة الثّوريّة وإضعاف دور المؤسّسة الدّينيّة الرّسميّة و الشّعبيّة. جاء الإستقلال وتأسيس الجمهوريّة و بناء الجامعة الوطنيّة ، كثمار جهاد مرير خاضه شعبنا بقيادة الحركة الوطنيّة و نتاج مهمّ لحركة الإصلاح الإسلامية التّونسيّة التّي ظهرت في أواسط القرن التّاسع عشر. أردنا من هذا المدخل التّاريخي إثبات أصالة الحركة الإسلامية التّونسيّة ودورها في بناء دولة تونس الحديثة ومساهمتها الكبيرة في بلورة المشروع الوطني الجامع ، إنّ تاريخ تأسيس الحركة الإسلامية الإصلاحية في بلادنا يعود إلى أكثر من قرنين وهي الوالدة الشّرعيّة للدّولة التّونسيّة الحديثة.دار حراك و صراع كبير بين أجنحة الحركة الوطنيّة، دفعت ثمنه المؤسّسة الدّينيّة التّي كانت الحلقة الأضعف في مجتمعنا و قيادات عمّاليّة و فكريّة حاولت بجد فك الإرتباط الإقتصادي والثّقافي بالإستعمار الفرنسي، ممّا فسح المجال أمام شخصيّات نمت و شبّت في أحضان الوجوديّة الإباحيّة والإشتراكيّة الإلحاديّة في الغرب ، إلى الظّهور و البروز كبديل لروّاد الحركة الوطنيّة على السّاحة السّياسيّة والثّقافيّة و بدأت منذ نهايةالخمسينات الإعداد للإجهاض على مقوّمات الشّخصيّة والهويّة التونسيّة و من المفارقات الكبرى ساعدت الحركة القوميّة البعثيّة والنّاصريّة في تعريب هذا المشروع الإستئصالي من جهة و أدّت جهالة الحركة السّلفيّة الحديثة إلى التّسريع في إنجازه من جهة الأخرى مثّلت الذّاكرة الجمعيّة للتونسييّن الملجأ الوحيد ضد حركة الردّة بشقّيها العلماني و السّلفي و التّي يسمّيها العلمانيّون فلكلورا و السّلفيّون شركا ، وإستطاع شعبنا الصّمود رغم شدّة التجاذبات وغياب المرجعيّات الدّينيّة المنتمية إلى تاريخها الوطني ، و إستفاد أكثر من تناقضات الفريقين وبقي الصّراع نخبويّا بين أطراف إستوردت ثقافة و نمط تفكير غريب عن ثقافة وهوية شعبنا مثّلت حركة السّابع من نوفمبر 1987 التّي قادها السيّد زين العابدين بن عليّ ، فرصة كبيرة لإعادة التّوازن الإجتماعي و الإقتصادي داخل المجتمع التّونسي و تصالحا قويّا بين الدّولة و الشّعب و لكن جرت الرّياح بما لا تشتهي سفن التّغيير، لحقد المتفرنسين و جهل و حمق المتديّنين، للأسف وقع ضرر كبير تقع مسؤوليته على العديد من الأطراف و لتجاوزه يجب الإقرار بالأخطاء أوّلا و العودة إلى اللّقاء و الحوار بين كلّ الأطراف خصوصا ، بين التّجمّع الدستوري الدّيمقراطي ،الأحزاب الوطنيّة والشخصيّات ذات الحضور الفكري والدّيني و الإتّفاق على ميثاق شرف يجنّب البلاد تجاذبات عنيفة و يمنع التدخّلات الأجنبيّة في الشّؤون الدّاخليّة و يقوي الإنتماء الوطني و يعزّز مكانة الدّولة و يحفظ منعتها و سيادتها. تمثّل الإنتخابات الرّئاسية و النّيابيّة القادمة فرصة لكلّ الوطنيّين الأحرار لإعادة إنتاج وفاق وطني يحمي ثوابتنا الوطنيّة و يعزّز ثقة شعبنا بنخبه السّياسيّة والإقتصاديّة و العلميّة و يعطي الأمل للأجيال الشّابة المتعلّمة للمشاركة في صنع القرار الوطني. إنّ على كلّ المتصدّين للشّأن السياسي في بلادنا و في هذه الأجواء الإقليميّة والعالميّة الصّعبة ، إدراك المرحلة التّاريخيّة التّي تمرّبها تونس و تحديد الأولويّات و التّشخيص الصّحيح للمصالح الوطنيّة والإبتعاد عن العمل الإنفعالي أو التّنظير الطوباوي و العمل على تصحيح الأخطاء و إنتهاج خطاب عقلاني يحترم الآخرين دون تجريح و لا تهويل . إنّ المشروع الوطني التونسي الجامع في حاجة إلى كلّ أبناءه دون إستثناء و لن يستطيع فريقا بمفرده الإستئثار به أو فرض رؤيته مهما ملك من قوّة و دعم دولي، فتونس لكلّ التّونسيّين
يتبع عماد الدّين الحمروني hamrouni.imededdin@gmail.com
نطلق اختباراتها بعد غد :88 ألفا و600 مترشح لمناظرة «الكاباس»
88 ألفا و600 مترشح لمناظرة «الكاباس» تونس – الصباح: في سابقة هي الأولى من حيث قياسية عدد المترشحين لمناظرات الكفاءة لاستاذية التعليم الثانوي. يتقدم بعد غد الجمعة 2 اكتوبر واليومين الموالين حوالي 88692 مترشحا لاجتياز الجزء الأول من الاختبارات الكتابية المتعددة الاسئلة للتنافس على الفوز بنحو 1400 مركز عمل مفتوح لتأمين الحاجيات من اطارات التدريس خلال السنة الدراسية 2011-2010 لانتداب اساتذة تعليم ثانوي واساتذة الثانوي التقني واساتذة التعليم الفني وذلك في 23 اختصاصا. ومما ساهم في ارتفاع عدد المترشحين للدورة الجديدة انضمام المحرزين على الشهادة الوطنية للاجازة اليها وهذا ما جعل عدد الترشحات المفتوحة عن بعد تتجاوز سقف 101 الف ترشح وهي ارقام تسجل عادة عند اجراء الامتحان الوطني للباكالوريا ويستغرق مارطون مناظرة الكاباس في مرحلتها الاولى ثلاثة ايام 2 و3 و4 اكتبر حسب الاختصاص موزعة على 112 مركز امتحان بمختلف الولايات ويستند توزيعها الجغرافي الى عدد المترشحين المنتسبين لكل ولاية وفي هذا السياق تستقطب صفاقس اكبر عدد من المراكز بالنظر لكثافة ملفات الترشح التي ينتمي اصحابها الى هذه الولاية مما يضفي بعدا لامركزيا في تنظيم المناظرة ليبقى الاعداد اللوجستيكي والمضموني للاختبارات من مشمولات الادارة المركزية للامتحانات. وتتوزع روزنامة الاختبارات على النحو التالي: اليوم الأول العربية – التربية المدنية – التربية التقنية – الالية – الكهرباء – علوم الحياة والارض – تقنيات البناء ويتعين على المترشحين في هذه الاختصاصات الحضور على الساعة الثالثة بعد الظهر اليوم الثاني التربية الاسلامية – الفرنسية – الانقليزية – التاريخ والجغرافيا المسرح – التربية الموسيقية. ويكون حضور المترشحين على الساعة الثالثة بعد الظهر. اليوم الثالث حصة اولى في العلوم الفيزيائية والتربية التشكيلية والحصة الثانية تتعلق بالاعلامية ــ الاقتصاد – الرياضيات – الالمانية – الايطالية الاسبانية والفلسفة ويتعين على كل المترشحين الالتحاق بالمراكز المحددة لهم في الاستدعاء ويتم سحبه بالدخول الى الشبكة التربوية للوزارة www.edunet.tn مراكز العمل حسب المواد للتذكير نشير الى ان مراكز العمل المقترحة حسب المواد تتوزع على النحو التالي: العربية 150 – الفرنسية 165 – الفلسفة 10 التربية الاسلامية 15 – التربية المدنية 20 – التاريخ والجغرافيا 55 – الرياضيات 67 – العلوم الفيزيائية 120 – العلوم الطبيعية 50 – التربية التقنية 100 – المواد التقنية اختصاص الية 25 – اختصاص كهرباء 20 – تقنيات البناء 50 – التربية التشكيلية 30 – التربية الموسيقية 45 – المسرح 100- الاسبانية 15 – الاقتصاد 10 التصرف 65 – الألمانية 15 – الايطالية 30 – الانقليزية المراكز الموجهة لوزارة التربية 90 ولوزارة التعليم العالي 20 – الاعلامية 80 بالنسبة لوزارة التربية و50 للتعليم العالي… على المستوى التنظيمي واعتبارا لقياسية عدد المترشحين فان الاستعدادات كانت استثنائية من حيث حجم مراكز الاختبار وقد حرصت وزارة التربية والتكوين على عدم التشويش على السير العادي للدروس بالمؤسسات التربوية التي تم اختيارها كمراكز اختبار باقرار اجراء حصص يومي الجمعة والسبت مساء وبرمجة حصتين صباحيتين يوم الأحد. فرص متكافئة ووفقا لما صرح به- للصباح – منجي العكروت مدير الادارة العامة للامتحانات فإن التجند تام لضمان افضل الظروف لسير الاختبارات مع تأمين فرص متكافئة امام الجميع بمختلف المراكز.. واورد ان ما بين 6 و7 الاف مراقب سيتولون عملية مراقبة سير الاختبارات من الجزء الاول من المناظرة. واوصى المتحدث المترشحين بالتزام التعليمات والضوابط المحددة لسير المناظرة من خلال الحضور في الموعد وتجنب التأخير وان يكونوا مصحوبين ببطاقة التعريف الوطنية وبالاستدعاء. وذكّر بوجوب الامتناع عن جلب الوثائق او استعمال اجهزة الاتصال العصرية وبخصوص مقاييس الاصلاح اكد العكروت ان الكلمة الفصل ستكون للالة ولن يكون للبشر اي دخل فيها بما يضمن موضوعية المقاييس والنتائج وعلى ذكر النتائج علمت – الصباح – ان موعد الاعلان عنها لم يحدد بعد. دعم الحظوظ مباشرة بعد الانتهاء من اجراء مناظرة الكاباس تدخل وزارة التربية والتكوين في الاعداد لانطلاق مناظرة لا تقل اهمية هي الأخرى عن الاولى من حيث عدد المترشحين وتتعلق بمناظرة الالتحاق بمعاهد التكوين في مهن التربية الموجهة للمعلمين التي تنتظم يوم الجمعة 9 اكتوبر وسيتقدم لها اكثر من 91 الف مترشح لالف مركز عمل وتجدر الاشارة الى ان عددا من المترشحين لمناظرة الكاباس جددوا ترشحهم للمناظرة الخاصة بانتداب المعلمين لدعم فرصهم في الظفر بوظيفة. منية اليوسفي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 30 سبتمبر 2009)
في غياب قانون ينظمه: الإشهار يغزو البيوت ويتطاول على الجيوب
تونس ـ الصباح: الاشهار يغزو بيوتنا.. يفتك بجيوبنا.. يتطاول على حقوقنا.. هذا «الغول» المارق عن القانون يترصدنا في كل مكان، في الشارع.. في المنازل… في مراكز عملنا.. وفي كل تفاصيل حياتنا.. اغراءات وألفاظ وصور تحتويها الملصقات والاعلانات الاشهارية الغازية لبيوتنا عبر الفضائيات والرسائل الواردة علينا دون استئذان ودون احترام أحيانا، تؤرقنا وتنزل على رؤوسنا متسللة الى جيوبنا دون أدنى احترام للقانون في كثير من الأحيان… من الألفظ الهجينة إلى الاشهار الكاذب تتواتر الاعلانات غير مراعية للاخلاق وللقانون. أينما ذهبت وجدتها. في الشوارع والطرقات ومحطات النقل.. ملصقات انتشرت هنا وهناك وفي كل مكان.. عن يمينك وعن شمالك ومن أمامك ومن خلفك.. وحتى من فوقك، اذا رفعت رأسك وجدتها «تتسلق» جدران العمارات والبنايات.. أما عن الومضات التلفزية التي اكتسحت قنواتنا الفضائية فحدث ولا حرج، لا سيما في المناسبات الاستهلاكية مثل رمضان والأعياد والعودة المدرسية.. يمطرنا أصحابها بوابل منها في كل لحظة وحين… إنها الاعلانات الاشهارية، معلقات وومضات ولافتات وحتى مسلسلات!! وبين الاشهار والاشهار تشاهد اشهارا آخر، كلها تغريك بعروضها ومنتوجاتها لاصطياد أكبر عدد ممكن من الحرفاء المشاهدين مهما كانت الطرق والأساليب تغذيها منافسة محمومة بين أصحاب هذه الاعلانات التي بدأت تكتسي أشكالا وألوانا جديدة ومختلفة في الاشهار والاغراء، والمستهدف الأول والأخير هو المستهلك، وإن دفع أحيانا الثمن غاليا… أغلى بكثير من أسعار هذه المعروضات. لا شك أن الاشهار حق مشروع لكل مستثمر وتاجر أو عارض خدمات، ولا شك أيضا أن هناك شروطا تنظم هذه العملية وتحفظ حق كل من العارض والوسيط ومختلف الأطراف الفاعلة خاصة فيما يتعلق بالالتزامات المادية في غياب واضح وغريب لحق المستهلك فيما يخص نوعية هذه الاعلانات وكمياتها. ولكن عندما تخرج هذه الاشهارات بأنواعها، كما وكيفا، شكلا ومضمونا عن نطاق المعقول والمتعارف عليه، فالأمر حينها يستدعي كثيرا من المراجعة والتحليل، إذ لا يخفى على كل من كانت له أدنى فراسة ما باتت عليه حال هذه الاعلانات اليوم، كثير من الاخلالات والتجاوزات لم يسلم منها إلا القليل، سواء من الناحية الاقتصادية أو الاخلاقية واللغوية… في غياب واضح للقانون والمتابعة التي من شأنها أن تجنب المتلقي (المستهلك) آثار هذه الومضات «المطولة» السلبية نوعيا وكميا لا سيما في ظل الاعداد اليومية المهولة التي يُمطر بها المستهلك وفي عقر داره عن طريق التلفزة والراديو… إخلالات بالجملة هذه الاخلالات والتجاوزات متنوعة منها الظاهر خاصة فيما يتعلق بحجم المادة الاشهارية المبثوثة يوميا ومنها الخفية والتي لا تتطلب كثيرا من الذكاء والفطنة لفضحها لاسيما فيما يخص بعض الاخلاقيات والسلوكات المندرجة ضمن الذوق العام، فإلى جانب بعض الاشهارات الكاذبة والتي تعتمد في عروضها عبارات من قبيل «الأولى في البلاد…» أو «انتخبت الأحسن أو الأجود…» نجد أخرى فيها من الاستخفاف بالمشاهد ما فيها تصل درجة الاستغباء كوصف مسحوق تنظيف أنه يقضي على 90% من الأوساخ، وسائل منظف آخر «ذكي» يقضي على 99.99% من الأوساخ!! فهل عجز مصنع هذا المسحوق أو ذاك عن القضاء على 0.1 أو 0,01% من الأوساخ؟ اشهار آخر وصل بأصحابه الى درجة التعهد بارجاع المنتوج اذا هو لم يعجب المستهلك!! ولكن السؤال كيف للمستهلك أن يعرف ذلك إلا بعد أن يأكله؟ وإذا أكله كيف سيرجعه لصاحبه ويسترجع ثمنه؟ أم هي حيل لا تنطلي حتى على الأطفال؟ بل الأخطر من كل ذلك والأدهى والأمر، أن يصل الأمر بهذه الاشهارات الى حد التشجيع على بعض الانحرافات والسلوكات غير الأخلاقية من قبل السرقة والكذب والأنانية وذلك بتزيينها في قالب من التفكّه والضحك…!! فهذه طفلة صغيرة تسرق قطعة حلوى بعد أن صرفت أنظار النساء عنها بالكذب والخداع… وهذه شابة تدعي ملكيتها لقارورة مشروبات غازية وتفتكها من يد صاحبها من فرط حبها لـ«ماركتها»، أما الآخر فهو أب يسرق «بشكوطو» أبنائه ويأكله…! أما ما يدعو للصدمة حقيقة، فهو طفل في السابعة تقريبا من عمره يتحدث عن أمه.. وما أدراك ما الأم.. فيقول «مرجتني مرجتني»… من فرط اهتمامها به، بل يتجاوز ذلك ليتمنى التخلص منها «وقتاش نكبر ونرتاح»؟!… هذا اضافة الى اعلانات أخرى فيها تستعمل عبارات مبتذلة وأخرى هجينة لا تلائم الذوق العام للمشاهد التونسي والجو العائلي، وهي أكثر من أن تعد على غرار «يكبّ سعدك»! و«ناكلولو راسو» والقائمة تطول، وهذا الى جانب التدهور الملحوظ للغة المستعملة في هذه الومضات عموما.. وما من شك أن لكل ما سبق عميق الأثر على المستهلك المتقبل لا سيما من فئات الشباب والمراهقين والاطفال في ظل التأثير الرهيب للصورة الرقمية وتكنولوجيا الاتصال عموما اليوم على المشاهد. المستهلك يدفع الثمن… مرتين! عن موقع المستهلك من هذه التجاوزات النوعية والكمية في الاعلانات الاشهارية ودور منظمة الدفاع عن المستهلك في ذلك، أفادنا السيد الحبيب العجيمي مسؤول بالمنظمة بأن الاخلالات موجودة وتجاوزت كل حد نوعيا من خلال المس بالذوق والأدبيات العامة وكميا حيث أصبحت هذه الاشهارات تشكل طفرة اعلامية لا سيما في المناسبات وخاصة شهر رمضان وهي ناتجة عن عدم ترشيد الاستهلاك وعدم تخصيص ومضات لتوعية المستهلك بمضار ومساوئ بعض المنتوجات وهو ما جعل من المستهلك يدفع الفاتورة مضاعفة ماليا وصحيا وحتى سلوكيا وأخلاقيا في ظل غياب رقابة ومتابعة للمواد الاشهارية المبثوثة التي قد تحمل رسائل غير مباشرة تؤثر في سلوك المستهلك وأخلاقياته. كما أفادنا بأن المنظمة طالبت منذ سنين بالانضمام الى اللجنة الوطنية للاشهار في صلب مؤسسة الاذاعة والتلفزة، إلا أن هذا الطلب قوبل بالتجاهل الى حد الساعة. كما أشار محدثنا الى فراغ في مستوى هيكلة قطاع الاشهار التنظيمية وغياب مراقبة للومضات الاشهارية ومدى تلاؤمها مع الذوق العام والعرف الاخلاقي والاجتماعي، وقد ألمح الى أن هذه المهمة من المفترض أن تكون من مشمولات المجلس الأعلى للاتصال، ودعا الى ضرورة وجود هيكل يمثل المستهلك باعتباره معنيا مباشرة بالأمر في صلب لجنة وطنية للاشهار حماية لحقوق المستهلك المادية والمعنوية وبعيدا عن الحسابات التجارية.. فراغ قانوني مستغرب أما فيما يخص الجانب القانوني في المسألة، فقد وضح لنا السيد عبد الكريم حيزاوي أستاذ بمعهد الصحافة أن هناك قانونا صدر في 25 ماي 1971 يتعلق بتنظيم قطاع الاشهار في تونس سن مهمة العون الاشهاري وشروطها في خطوة لتحرير القطاع وخوصصته، لكنه غير كاف مع ما يشهده القطاع اليوم من تطورات ومعطيات جديدة في ظل العولمة الاقتصادية وما أفرزته من وكالات اشهار ضخمة وعالمية يصل حجم معاملاتها الى ملايين الدينارات.. وهو ما جعل من هذا الاطار القانوني اطارا جزئيا لا يحتوي كل القطاع، فالاشهار السمعي البصري مثلا ليست له ضوابط قانونية ما عدا بعض التراتيب المدرجة بكراسات الشروط للقنوات الاذاعية والتلفزية الخاصة منها بند يحدد مدة البث الاشهاري بـ6 دقائق للساعة و8 دقائق كحد أقصى لكل مساحة بث حسب توزيعها على مدى اليوم، ولكن لا يوجد سند قانوني يراقب ويتابع الالتزام بهذه الاتفاقيات والشاهد ما نراه اليوم من استحواذ شبه مطلق للمواد الاعلانية على البرمجات التلفزية والاذاعية حيث حضرت المغريات المادية وغاب القانون والرقابة. والحل حسب محدثنا يكمن في ضرورة سن قانون توجيهي ينظم القطاع السمعي البصري بما فيه البث الاشهاري مع سن نظام عقوبات وآليات مراقبة متدرجة تشخص الخروقات والتجاوزات وتحيلها على القضاء بما ينصه القانون ومن المفترض أن تكون هذه الرقابة من مشمولات المجلس الأعلى للاتصال. أما عن لجنة مؤسسة الاذاعة والتلفزة فيبدو أنها قد اختفت، فغابت المراقبة وحتى التقييم وهو ما جعل من الاشهار اليوم اشهارا فوضويا غاب عنه القانون والتأطير. ظافر بالطيبي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 30 سبتمبر 2009)
في منزل شاكر بصفاقس: طالب يقتل والدته بثلاثين طعنة اثر خلاف حول الميراث
صفاقس ـ الصباح: سجلت مساء السبت الماضي بمنطقة منزل شاكر بصفاقس جريمة قتل فظيعة ذهبت ضحيتها امراة في الرابعة والخمسين من العمر على يد ابنها الطالب في الجامعة البالغ من العمر 24 سنة. وتفيد التواصيل التي جمعناها حول هذه الجريمة ان الضحية هي امراة توفي زوجها سنة 1996وترك لها ثلاثة ابناء ذكور هم جميعا طلبة في الجامعة كما ترك لها بعض الاملاك المختلفة ومنذ مدة برزت بينها وبين ابنها المتهم في جريمة الحال خلافات حول الارث اذ يبدو ان هذا الاخير قد طلب منها مجددا اقتسام التركة التي خلفها والده وانها قد تكون رفضت ذلك وقد يكون ساندها في موقفها بقية افراد العائلة. تفيد اولى المعطيات انه ليلة الواقعة كانت الضحية داخل بيتها صحبة ابنها بمفردهما ؛فتطرق الابن مجددا الى موضوع اجراء قسمة ميراث والده ومرة اخرى قد تكون الام تمسكت بموقفها الرافض وقد يكون الابن عمد الى الاعتداء عليها بالعنف ثم امسك بسلك كهربائي موصول بالتيار ولمسها به فصعقها الكهرباء مما احدث لها حروقا بكامل بدنها. ويضيف أحد أقرباء الهالكة أن المتهم قد يكون قد تسلح بسكين وطعنها به عدة طعنات قارب عددها الثلاثين في انحاء عديدة من وجهها الى الرجلين. ادونيس (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 30 سبتمبر 2009)
الإفتاء بين الفوضى والتهميش
الصحبي عتيق* بدأت الفتوى تثير الجدل بين الفقهاء والناس عامة، وقد برزت كثير من الفتاوى الغريبة وكثر الاختلاف بين أنظار الفقهاء وتراوحت الفتاوى أحيانا بين الخروج عن الاختصاص والافتقار إلى المعرفة وبين التوظيف والتلاعب ممّا يدفع للحيرة لدى المتديّنين التائقين إلى إفتاء يصدر عن علم و التزام أخلاقي وفهم لقضايا الواقع فيطمئن القلب و العقل و لا يوهّن من الإسلام أمام القوانين العالميّة بموقف لا يستند إلى النصوص القطعية والثوابت العقلية و لا يثير السخرية والتهكّم لدى الحاقدين على كلّ ما يمتّ للدّين بصلة فيحدث التباس بين شريعة الإسلام والآراء والتقاليد الخاصّة بزمن معيّن أو بيئة أخرى. فكثيرا ما يقع البعض في تحريف النصوص عن مواضعها أو جهل بمعانيها ومقاصدها أو اختطاف لحكم من حديث عابر والإعراض عن نصوص وآثار أخرى دون علم بالعلل القادحة في صحة الأحاديث خاصّة ودون علم بمقاماتها ومناسبات ورودها مما يُوقع في أغلاط فقهيّة كثيرة وفي حمل أدلة من السنة على غير وجهها ودون معرفة بأساليب اللّغة العربيّة وألفاظها الخاصة وأساليب معانيها « وما فطِرت عليه العرب من لسانها تخاطب بالعام يُراد به ظاهره وبالعام يُراد به العام في وجه والخاص في وجه وبالعام يُراد به الخاص، والظاهر يراد به غير الظاهر وكل ذلك يُعرف من أوّل الكلام أو وسطه أو آخره وتتكلّم بالكلام يُنبئ أوّله عن آخره وتتكلم بالشيء يُعرف بالمعنى كما يُعرف بالإشارة وتسمّي الشيء الواحد بأسماء كثيرة والأشياء الكثيرة باسم واحد ، وكل هذا معروف عندها لا يرتاب في شيء منه « (الشاطبي)…كما يفعل كثير من الشباب السلفي اليوم دون رجوع للمذاهب الفقهية ودون اعتماد للفقهاء عامة، وقد أشار الإمام القرافي في كتابه « أنواء البروق في الفروق » إلى أهمية التمييز بين الصفات التي عنها صدر قول أو فعل عن النبي صلى الله عليه وسلم وأكملها الإمام محمد الطاهر ابن عاشور في كتابه « مقاصد الشريعة الإسلامية » فأزال كثيرا من الحيرة وسوء الفهم.يقول الدكتور عبد الله دراز: « فالاختلاف منشؤه أحد أمرين :ضعف في اللغة العربية واستعمالاتها أو جهل بمقاصد الشريعة أو هما معا » والفتوى بما هي إخبار بحكم الشرع في كلّ المسائل الاجتهادية التي يكون للفقهاء النظر فيها في إطار الأدلة الشرعية تتميز بمنهجيّتها في تحليل الوقائع و المشكلات من الزاويتين : الزاوية الواقعية من حيث التعريف بالواقعة الحادثة في عصر ما تعريفا سليما يستند إلى فهم حقيقي و الزاوية المنهجية من حيث الاستدلال وتقرير الحكم الشرعي وتنزيله في الواقع ومراعاة تغيّر الزمان و المكان وعدم مخالفة النصوص القطعية من حيث الثبوت و الدلالة…. إنّ الإفتاء لم يكن مؤسّسة مهيكلة في تاريخ الإسلام السنّي بل كان عملا حراّ ولا يشترط فيه غير العلم والعدالة (الالتزام الأخلاقي) فلا وجود لرجال الدين »فالإسلام لا يعرف نظاما من الكهنوت ولا يملك سدنة من رجال الدين …فهذا مصطلح غريب عن روح الإسلام » (والتعبير للشيخ محمد عبده) بل علماء وفقهاء برزوا بعلمهم وأخلاقهم واستقلالية رأيهم، إلا أنّ مؤسسة الإفتاء بعد تقنينها أصبحت ملحقة بالسلطة السياسية واختزل دورُها في الإعلان عن دخول شهر رمضان أو شوّال أو ذي الحجة وانتهى تنظيمها إلى تهميش المؤسسة الإفتائية ولم يعد لها الحرية في التعبير وأصبحت تضمّ « علماء البلاط » وكثيرا ما يُزجّ بهم في معارك سياسيّة أو دفعهم إلى ساحات خاطئة. إنّ مؤسسة الإفتاء اليوم ليس لها استقلال اقتصادي مما يجعل أصحابها في كثير من الأحيان –شأنهم شأن كل الأطر المسجدية- أسرى لقمة العيش إلى جانب سوط الجلاد المرفوع وباب السجن المفتوح . إنّ حرية الإفتاء تعني حق تأويل النصوص الشرعية وحرية الاختلاف في الفهم و التنزيل.والتاريخ الإسلامي يشهد بتعدّد الأفهام للخطاب منذ قال عليه الصلاة والسلام بعد غزوة الخندق : » لا يصلينّ أحدُكم العصر إلا في بني قريظة » (الجامع الصحيح 3/119) فمنهم من صلاها لوقتها في الطريق ومنهم من صلاها قضاء بعد دخول حيّ بني قريظة. وتواصل الاختلاف بين الصحابة في مسائل كثيرة حتّى قال عمر بن الخطّاب-رضي الله عنه-: »ثلاث لأن يكون رسول الله بيّنهن أحبّ إليّ من الدنيا :الكلالة و الربا و الخلافة » أو ليست هذه المسائل رموزا لقضايا المسلمين الكبرى اليوم : الميراث و الربا(وقد تشعّبت أشكاله اليوم) و السلطة السياسيّة في الإسلام…وقد شغلت هذه القضايا عقل ذلك المحدَّث الملهَم وما زال المسلمون اليوم في حيرة و اختلاف في هذه القضايا. إنّ تأهيل الفكر الإسلامي للإجابة على قضايا المسلمين وإقامة واقعهم على هدي من الشريعة الإسلامية يتطلبان إيجاد منهج أصولي و إفتائي يملك من السعة والمرونة و القدرة على مجابهة التحدّيات المعاصرة و الوفاء بحاجات النهضة. و إنّ من لوازم التجديد في مختلف حلقات الثقافة الإسلامية أن يأخذ الاجتهاد و الإفتاء وجهات جديدة تفي بحاجات الواقع وتستوعب التطوّر الحاصل في الحياة المعاصرة. وهذا الاجتهاد لا يحصل إلاّ بالاعتماد على وسائل أقدر على فهم حقائق الكون و قوانين الاجتماع البشري والنفس الإنسانية وتوظيفها في فهم النصوص في إطار تحقيق المقاصد و الغايات الشرعيّة و إيجاد صور وأشكال لتحقيق القيم و الأحكام الإسلاميّة . ولقد نشأت قطاعات كبيرة من حياة المسلمين من خارج دائرة الوعي الإسلامي بعد أن شهد الفكر الإسلامي انحسارا وجمودا قابله تفوّق أوروبي امتدّ بتأثيره داخل الأمّة الإسلاميّة فأحدث اضطرابا و اختلالا في منهج تعاملها مع الوحي ،فشهد الفكر الإسلامي فراغات كبيرة خاصّة في الشؤون المتعلّقة بإدارة الحكم والسلطة السياسيّة عامّة والثروة و الملكيّة والمرأة و حقوق الإنسان إضافة إلى ما ورثناه من تراثنا من تضخّم لمسائل العبادات و الأحوال الشخصيّة من زواج و طلاق ورضاع و طهارة رغم ما اشتملت عليه من الضبط و التحديد التشريعي…فهذا التضخّم يشهد على الانحطاط و الانحراف الذي مسّ الحياة السياسية و الاجتماعيّة للمسلمين. إنّ هذا الإهمال أثّر على أدوات الاستنباط و قواعد الاجتهاد و الإفتاء و الانقطاع الذي حصل لاجتهادات عمر رضي الله عنه دليل على ذلك كما أنّ لإبعاد الفقهاء و العلماء على مواقع القرار و السلطة والإشراف دورا في تعطيل بعض أبعاد الإسلام ومقاصده. *كاتب و باحث من تونس (نشرت بالملحق الخاص برمضان لصحيفة « العرب » القطرية19رمضان1430،9سمتمبر2009)
لماذا تقصى الحركة الإسلامية في البلاد العربية؟
رياض الشعيبي – كاتب تونسي تزداد يوما بعد يوم القناعة لدى دوائر التفكير والتخطيط عند صناع القرار الغربي بضرورة الانفتاح على القوى الإسلامية الصاعدة في المجتمع العربي. فهذا المركز البريطاني للدراسات الإستراتيجية قد حذا حذو بعض أعضاء مجلس العموم الذين دعوا من قبل حكومتهم إلى المبادرة بإطلاق حوار مع حركة الإخوان المسلمين ومع حركة حماس. ومنذ سنوات نشر غراهام فولر نائب سابق لمدير المخابرات الأمريكية (CIA) كتابا عن الإسلام السياسي في العالم العربي، ينصح فيه حكومات المنطقة بفسح المجال لهذا التيار العريض ليعبر عن رؤاه ويواجه تحديات الواقع إذا ما أرادت السلطات المحلية تجنب موجة من التغييرات الفجائية والعنيفة أحيانا والتي يمكن أن تضع مستقبل المنطقة كله في خطر. بعض الساسة الغربين على غرار رئيس وزراء اسبانيا جاهروا أخيرا صراحة بالنداء لحوار مع حركات الإسلام السياسي. ومن قبل ذلك كانت جامعات غربية عريقة قد نظمت حلقات وندوات استدعت لها كبار مفكري وقيادات الحركة الإسلامية. الكنفدرالية الدولية لحقوق الإنسان ممثلة في رئيستها التونسية السيدة سهير بلحسين عزت انتشار العنف السياسي والتطرف الإيديولوجي في بلدها إلى غياب الديمقراطية وإقصاء الحركة الإسلامية المدنية وحملت الجهات الرسمية المسؤولية كاملة عن حالة الفلتان الأمني والاضطراب السياسي وما يمكن أن يؤدي إليه في المستقبل. مراكز الدراسات الإستراتيجية الدولية هي الأخرى وان كان بعضها قد وضع اشتراطات على تيار الإسلام السياسي حتى يتم إدماجه بشكل قانوني في الفضاء السياسي، مثل إدانة العنف والاعتراف بحقوق المرأة وتبني الديمقراطية والنضال المدني كأسلوب للتغيير، فإنها أصبحت تنظر بكثير من الاهتمام والايجابية لهذا الموضوع. إذ اعتبرت هذه المراكز أن تلك الشروط هي بمثابة النقاط الرمادية التي يتوجب على الحركات الإسلامية توضيحها، وقد تحقق ذلك من خلال الأدبيات الكثيفة التي صدرت في السنوات الأخيرة من اعلي المراجع الإسلامية وفي البرامج السياسية لأهم التنظيمات الإسلامية المدنية والتي تؤكد على التفاعل الخلاق بين الحداثة الأوروبية والهوية الإسلامية ابتداء بمسالة الديمقراطية والحريات ومرورا بقضايا المرأة وضبط مفهوم الجهاد وحتى التوافقات الممكنة في مسالة العلمانية. فما الذي يعيق إدماج الإسلاميين في المعترك السياسي في المنطقة العربية؟ من بداهة الحديث القول بالأسباب الذاتية والأخرى الموضوعية أو الخارجية لذلك لا فائدة من الاستسلام لمنطق الاستسهال والتبسيط في موضوع يكاد يكون العنوان الأبرز للقرن الفائت وهو مرشح ليبقى في مكانته تلك للقرن الذي نواجه مطلعه منذ حوالي عقد من الزمان. فالحركة الإسلامية تيار اجتماعي اخترق كل الحصون التقليدية التي وقفت صامدة أمام دعوات التحديث. مثلما تمكن من أن يمتد إلى أساسات الدولة العربية القطرية الحديثة ومؤسساتها ومنظومتها المفهومية والقيمية من دون رادع ولا عائق إلا رادع الاضطهاد وعائق الإقصاء. وعندما ظن المثقفون الحداثيون انه بمقدورهم إعادة إنتاج مجتمعاتهم مثلما فعل أسلافهم رهبان التنوير، لم يواجهوا فقط معضلة البنى الاجتماعية القديمة من جهة كونها قوى محافظة. بل أعمتهم المفاجأة طويلا وهم يواجهون قوى تغيير اجتماعي تمكنت من تجاوز مقولات التصنيف العقلاني المدرسي وهي على الرغم من ذلك محافظة في امتدادها التاريخي والثقافي. فهي من جهة ارتباطها التاريخي تأخذ موقعها في إطار النزعة الراديكالية المحافظة والتقليدية. أما من جهة منهجها التغييري ومضمونها الاجتماعي الوظيفي فإنها تتصدر رؤية تقدمية للتاريخ أكثر راديكالية من رؤى الحركات الثورية التقدمية التي أضحت جد تقليدية أمام تقدمية الحركات الإسلامية وحداثيتها. وهو الأمر الذي مكنها من فعل اجتماعي حقق لها امتدادات سريعة ونوعية سواء بين الجماهير العريضة أو لدى النخب الصاعدة. فهل أصبح نجاح الحركة الإسلامية هو ذاته السبب في إقصائها؟ بالنظر إلى الطبيعة الاستبدادية للأنظمة العربية يمكن أن يكون الجواب آليّ. لكن وان كان هذا الاستبداد حقيقة مرّة في واقع الشعوب العربية، إلاّ أن ظهور المنتظمات والقوى الدولية في الأزمنة الحديثة قد خلق واقعا جديدا من الاختراق السياسي والاقتصادي والثقافي الذي تفاقم إلى حد التدخل في تنظيم انتقال السلطة في مجمل الدول العربية. فأمام انحصار شعبية الأنظمة القائمة لصالح قوى التغيير لم تجد هذه الأنظمة غير مزيد من الارتهان والتفريط في استقلالية قرارها السيادي لصالح قوى خارجية تحت أقنعة شفافة أحيانا كصندوق النقد الدولي. ولكنها في مواقف أخرى كانت تتقبّل راضية أو كارهة توصية مكتوبة أو مشافهة أو مهاتفة ما يعطل الدساتير ويعلو على سلطانها. لقد قرأت الحركة الإسلامية الواقع وفكت رموزه، لذلك نراها تزهد في مخاطبة الأنظمة المحلية وتلتفت إلى من يملك السلطة الحقيقية في المنطقة وتخاطبه من دون وسائط فيما يهمّه من شأن هذه الحركات. فنحن نرى اليوم الاجتماعات مع مراكز الدراسات توضيحا للمواقف ورفعا للشبهات وطلبا لتنضيج الرؤى واستعدادا للتعايش. والنتيجة يراها اليوم تيار الإسلام السياسي ايجابية بما أن الدعوات ترتفع مطالبة بالانفتاح والحوار معه من طرف هذه المراكز وبعض صناع القرار. فهل نجحت بالفعل الحركات الإسلامية في رفع الشبهات حولها كمقدمة لإدماجها؟ تراوح أداء الحركة الإسلامية بين الراديكالية والإصلاح. فلئن تعالت دعوات الاعتدال في المنهج والوسائل والرؤى داخلها وفي فترات مختلفة من مسار تطورها إلا أن الصوت المسموع كان صوت التغيير الجذري الذي يدين الواقع بما فيه وما عليه. ويعود هذا التفاوت في حجم المسموع إلى سببين: الأول أن من طبيعة الإصلاح العمل الهادئ من دون كثير ضجيج ولا مشاغبة فلا ينتبه له إلا متأمل متأني أو متفكر رشيد وهو حال مازال بعيدا عن واقع الإعلام الدولي الذي يترنح بين الولاء للصهيونية العالمية وبين الإثارة المرتبطة بكثافة المبيعات. لكن هذا الإعلام اتخذ في كل الأحوال زاوية نظر معادية إلى حد بعيد للمشروع الإسلامي. أما السبب الثاني فيتمثل في فشل الحركة الإسلامية بشقيها الإصلاحي والجذري في تسويق خطاب وفيّ لحقيقة مواقفها. إذ نجد أن طابع الاستفزاز والإثارة والشعاراتية، كلها خصائص غلبت على أداء هذا الخطاب. هذا فضلا عن أن تفكيك وتحليل الخطاب الإسلامي قد سلّم بالكامل لمثقفين ونخب محلية أو خارجية هي بطبيعتها معادية للمشروع الإسلامي إلا ما ندر. لذلك كان لا غنى لهذه الحركات من أن تسلك سبيلا مباشرا توصل من خلاله للعالم خطابها كما تريد له هي أن يكون. إلا أن ذلك لم يغن عن مواجهة تحديات حقيقية لضعف في الموروث الفقهي والثقافي الإسلامي الذي عجز عن مجاراة الحوارات الإنسانية التي يشهدها الفكر العالمي في قضايا الحريات وحقوق الإنسان والحكم الرشيد ومصادر التشريع القانوني وفي مسائل التغيير الاجتماعي والتحدي التكنولوجي والنسوية وغيرها. فانكب رواد هذا التيار على مراكمات نظرية ونحت لتجارب ميدانية واستشراف لعهد لم يأت ولكن بشائره لا تخفى على كل متمحّص، تجاوزا لمعوقات ضعف الأثر الحضاري الراهن ولكن رغبة أيضا في المزامنة بين حاضر مستلب وماضي يأبى إلا أن يكون المرشد والهادي. ما تحقق من نظر وما تراكم من فعل وما بدا من ارتباط عضوي لها بمستقبل المنطقة يبدو كاف لهذه الجهات الدولية لإبراز موقف ايجابي من الحركة الإسلامية. ومع ذلك لا يجد هذا التيار مكانا له تحت الشمس. فهل من جدوى لمزيد البحث عن أسباب أخرى قد تعيق انخراط الإسلام الحركي في الفضاء السياسي؟ إن من طبيعة المشكل الحقيقي انه مشكل قابل للحل وان تعطل هذا الحل إلى حين. فلا جدوى إذن من سلوك نهج السفسطة الجدالية التي بات يطالعنا بها مثقفونا إطالة للحديث من دون جدوى وتغليبا للحجة على المنطق فان كان فيها منطق فانتصارا له على حساب الواقع الاجتماعي وصبغا للحقيقة العذراء برماد النظرية المجردة من كل مسؤولية. فهل يمكن بالفعل للواقع المحلي أن يكون عائقا أمام الاعتراف بالحركات الإسلامية؟ ما من شك في أن تركيبة النخب السياسية والاقتصادية والثقافية القائمة على شأن البلدان العربية هي تركيبة جدّ معقدة. تتداخل بينها المصالح وتتمتّن روابط المنفعة الضيقة والمتبادلة بين أطرافها وتتعاضد قوى المحافظة التي تستفيد من جمود الواقع المسمّى استقرارا واضطهاد الإنسان المسمى أمنا. لكن هذه النخب فشلت في المناسبات القليلة التي وقفت فيها أمام امتحان الجماهير في الاحتفاظ بأي من مكاسبها فما كان منها إلا الانقلاب عنفا وترويعا وإغراء وتشويها على قوى التغيير الإسلامي التي التحمت بإرادة الجمهور. لذلك لا يمكن لجماعات السلطة أن تقوى على صد الحضور الإسلامي، بل إن مصلحتها تقتضي فسح المجال لهذا الحضور القانوني لما للتيار الإسلامي من قدرة على تأطير الناس والابتعاد بهم عن السلوكات العنيفة وردود الفعل الفجائية. أما المجتمع الذي تضعف فيه آليات التاطير فهو المجتمع الذي يكون عرضة أكثر من غيره للهزات الاجتماعية والسياسية. ولا يبدو ذلك بخاف على عرّابي الأنظمة العربية الذين لا يعوزهم الذكاء ولا الفطنة. هل يعني ذلك أن الأنظمة العربية قد ترغب في الاعتراف بالتيار الإسلامي؟ لا أبدا. هذه الأنظمة لا تمتلك الإرادة لتريد أو لا تريد، هي أنظمة مستلبة بالكامل. فلا يزال إلى الآن قرار التعاطي مع الحركة الإسلامية قرارا دوليا، وهو ليس مرتبطا بالحرب العالمية على الإرهاب وان كان ذلك حدها الأقصى. إن الدوائر الفكرية الغربية تعي جيدا واقع الأنظمة العربية وضعفها الفاضح، وهي تعي إلى ذلك فسيفساء المعارضة المفتة وغير المنخرطة حقيقة في مشاغل الناس وهمومهم على الأقل من جهة مصداقية ادعاءاتها. كما أفضت دراساتها ومتابعاتها المسترسلة إلى أن الحركة الإسلامية هي القوة الأكثر تأثيرا في واقع الشعوب العربية. وان هذه الحركة وان تمكنت من تجاوز العوائق الفكرية والسياسية وحتى القانونية أحيانا التي تمنعها من التموقع داخل الفضاء السياسي، فإنها لا تزال تهدد مصالحها القديمة الاقتصادية والثقافية إضافة لتلك المرتبطة بالصهيونية. فحديث المبادئ والأفكار استحال في نهاية المطاف إلى حديث مصالح وتوازنات، الأمر الذي اضطر الغرب في مناسبات عديدة للتدخل لإفشال تجارب ديمقراطية جزائرية وفلسطينية ولبنانية وغيرها، لا لشيء إلا لأنها تجارب دفعت بالقوى الإسلامية للصدارة وبينت أن مصالح إستراتيجية غربية في الشرق الأوسط وفي المغرب العربي قد تتعرض للتصفية من قبل هذا التيار. فهل من المشروع أن تكون للغرب مصالح إستراتيجية في المنطقة العربية؟ إن الاستعمار الغربي للمنطقة العربية تاريخ لا يمكن التفصي منه، واستمرارية تأثيره على المنطقة واقع حي لا ينكره إلا جاهل أو منافق، ومستقبل هذا الحضور معقد إلى درجة يصعب تجاوزها، كما أنّ العودة إلى واقع ما قبل الحملات الاستعمارية وبداية السقوط الحضاري ليس إلا مجرد نوستالجيا (حنين مَرَضِيٍّ للماضي). فما الذي تستطيع أن تفعله الحركة الإسلامية حيال ذلك؟ شهد العالم العربي والإسلامي تحوّلين مهمّين طوال تاريخ علاقته بالعالم الغربيّ: بدا التّحوّل الأوّل من خلال الحملات الاستعمارية التي تهيّأ لها الغرب منذ أمد، وأحالها واقعا حتميا خلال القرن التّاسع عشر. أمّا التحول الثاني فتمثل في تأسيس منظمة الأمم المتحدة وما تبعها من تشكل للعلاقات الدولية واعتراف بالكيان الصهيوني وحملة إعلان استقلال الدول المستعمرة وبناء أنظمة سياسية في المستعمرات القديمة تبني شرعيتها على أساس علاقتها بالغرب والتزامها بالمحافظة على مصالحه. والواقع العربي مازال يحتفظ إلى الآن بهذا التصور القائم على المحافظة على مصالح الغرب والاستعداد للتعامل معها بكل ايجابية. لذلك كانت أول العقبات التي اصطدمت بها الحركة الإسلامية هي هذه المصالح بالذات، فمادامت غير قادرة على التعامل مع هذه المصالح مادام الاعتراض الغربي على تواجدها مستمرا. فهل تستطيع الحركة الإسلامية التعامل مع المصالح الغربية في المنطقة؟ قبل المسارعة بالإجابة نحتاج إلى تحديد نوعية هذه المصالح وطبيعتها. فالمصالح الغربية في المنطقة العربية ثلاثة أنواع تتفاوت أهميتها من قطر إلى آخر: 1. مصالح اقتصادية: تتمثل في الطاقة والمواد الأولية والموارد البشرية باعتبارها سوقا للشغل والاستهلاك والاستثمار. 2. مصالح أمنية: ترسّخت خلال الحرب الباردة ولم تنقص قيمتها بعد ذلك بل ازدادت بانتشار إيديولوجية القاعدة بالتوازي مع ما ينسب لها من أعمال عنيفة. 3. مصالح ثقافية وأحيانا فوق ثقافية باعتبار تعلقها بنمط التفكير والحياة. لقد حسمت القوى الإسلامية بعدها الوطني واعتبرت من مقاومة الاستعمار ورفض هيمنته على المنطقة محورها النضالي الأبرز، لذلك نراها تتموقع على في إطار معسكر الممانعة. كما نرى الحركة الإسلامية تعمل على تجذير هذا الخيار والتمكين له، لكن إلى الآن مازالت في أقطار عديدة مكتفية بالشعار دون البرنامج التنزيلي، بل وتواري عجزها عن انجاز هذا البرنامج بالاختباء وراء هذه الشعارات العامة. فهل من المصلحة العيش كمجتمع عربي مسلم خارج النظام الاقتصادي العالمي رغم أنّه موبوء بالظلم والاستغلال والربا الفاحش، وهل باستطاعتنا إغلاق أبوابنا ونوافذنا عن غزو الإعلام الغربي وتأثيره في نمط حياة شعوبنا، وهل من اللازم منازلة الغرب وحضارته أم الأجدر الاستفادة بما أنتجه من أفكار وأدوات ومناهج في غياب فعلنا الحضاري التاريخي؟ إنّ المفكرين والسياسيين الإسلاميين مدعوون لترتيب علاقة الحركات الإسلامية بالغرب والى إعادة فهم مصالحه في المنطقة ومراعاتها باعتبارها معطى موضوعي يستعصي إهماله أو التغافل عنه. فإذا ما أرادت الحركة الإسلامية أن تشغل حيزا من الفضاء السياسي في المنطقة العربية بعيدا عن الشعارات الثورية والمبادئ المبهمة فعليها أن تراعي منطق المصلحة المتبادلة عوض منطق الحد الفاصل.
(نقلا عن دنيا الوطن) http://pulpit.alwatanvoice.com/content-175516.htm