الأربعاء، 28 أبريل 2010

TUNISNEWS

 9ème année,N°3627 du 28 .04 . 2010

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادق شورو

ولضحايا قانون الإرهاب


مجموعة من المنفيين التونسيين:نداء الى الرئيس بن علي: « عاملونا علي قدم المساواة مع الصهاينة التونسيين »

سليم بن حميدان:محنة المهجرين التونسيين بين الخلاص الفردي والحل الشامل

أمسية تضامن(بباريس) مع معاناة المواطنين التونسيين الواقعين تحت إجراءات المراقبة الإدارية المؤبدة

السبيل أونلاين:عائلته أطلقت نداء الى كل الحقوقيين: السجين رفيق الطاهر علي يدخل في اضراب مفتوح من أجل اطلاق سراحه

الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين:ختم المرافعات في قضية طلبة بنزرت .. و البت في قضية السيد الازهر عبعاب

كلمة:إقرار بحكم بالحبس على ناشط من قفصة وإرجاء النظر في ملف الصحفي الفاهم بوكدوس

المرصد التونسي:من اجل اطلاق  سراح حسن بن عبدالله واغلاق ملف الحوض المنجمي نهائيا

اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي:بيان

الموقف:محاكمة جديدة في قفصة أما آن لصفحة الحوض المنجمي أن تطوى؟

القدس العربي:بن بريك: قضية سجني لفقتها أجهزة الأمن التونسية

الجزيرة نت:رفض صحفي واسع لتكريم رئيس تونس

سفيان الشورابي:اتحاد الصحافيين اجتمعَ وخطبَ وكرّم «بينوشيه العرب»!

زياد الهاني:ملف الفساد في مؤسسة « لابريس »: تململ في صفوف صغار المساهمين

كلمة:كمال مرجان في الولايات المتحدة ومطالب بالضغط على تونس في مجال حقوق الإنسان

افتتاحية « الموقف »فقدنا مذاق العمل السياسي
الشيخ الهادي بريك:الحكومة التونسية تُشيع الفاحشة في البلاد… نداء إلى علماء تونس والأمة !!!

أحمد نجيب الشابي:الأجـراء يدفعون ضريبة الأزمة الاقتصادية

الحزب الديمقراطي التقدمي مكتب العمل الاجتماعي :بيان بمناسبة 1 ماي

اللقاء الديمقراطي للتصحيح النقابي:بيان غرة ماي

فاطمة الشريف:بيان انسحاب من الجامعة العامة التونسية للشغل

عمال مؤسسة بينتون:حجة أخرى على الدور التخريبي والتآمري للمدير الجهوي للشغل بالمنستير السيد سعيد يوسف

المرصد التونسي:لائحة المجلس القطاعي الجهوي للتأطير و الإرشاد التربوي بمدنين

الصباح:محاكمة متهم آخر من أحباء الترجي

الموقف:العنف في الملاعب المنافسات الرياضية أصبحت متنفسا لمشاكل الجمهور

الإمارات اليوم:تونس تنفي ارتفاع استهلاك لحوم الحمير في البلاد
محمد الحمروني:هل أصبحت خصوبة التونسي موضع تساؤل؟

الصباح:لأول مرة في تونس والمغرب العربي..سفينة «ديزني ماجيك» في ميناء حلق الوادي

عبدالباقي خليفة :حداثوية المصدومين ..  3

الموقف:كتاب جديد يرصد مراجعات الحركات الإسلامية

منصف المرزوقي :هذه « الديمقراطيات » المبغّضة للديمقراطية

د. سعيد الشهابي:نحو حراك عربي على طريق الثورات الملونة

عبدالسلام المسدّي :اللغة والتحالفات الدولية

كمال عمران :الفكر الإسلامي المعاصر (الحلقة 4)

محمد كريشان:ماذا بعد فوز البشير؟

الجزيرة نت:السعودية تحجب موقعا للبرادعي


(Pourafficher lescaractèresarabes suivre la démarchesuivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)To read arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


 منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

أفريل 2010

https://www.tunisnews.net/15Avril10a.htm


مجموعة من المنفيين التونسيين:

نداء الى الرئيس بن علي: « عاملونا علي قدم المساواة مع الصهاينة التونسيين »


سيادة الرئيس بعد التحية والسلام نحيط سيادتكم علما أننا مجموعة من المواطنين التونسيين المقيمين بدول أوروبية مختلفة  كنَا قد غادرنا  بلدنا الحبيب تونس في بداية التسعينات بعد الحملة الأمنية الواسعة التي شنَتها مختلف الأجهزة الأمنية التونسية على خلفية المواجهة التي حصلت مع حركة النهضة. ورغم انه لم يكن لنا أيَ دور في تلك المواجهة ولم نسمع بها إلا من خلال وسائل الإعلام مثلنا مثل غيرنا من المواطنين التونسيين، فقد نلنا نصيبنا كاملا من العذاب وحرمنا طوال قرابة العشرين سنة من التواصل مع أهلنا وبلدنا تونس كما دفعت أسرنا في تونس فواتير باهظة جراء هذه المحنة وبلغت إجراءات التشفَي والتنكيل بنا وبأسرنا مراحل يعجز العقل عن تصوّرها ويعجز اللَسان والقلم عن وصفها. رغم كلَ ذلك، احتسبنا كلَ ما لحق بنا وأسرنا من أذى لله وقرّرنا العودة إلى بلدنا الحبيب تونس كل واحد بصفة فردية بعد قرابة العقدين من الغربة القسرية. ورغم تأكيد سيادتكم علي حق كل مواطن تونسي في الحصول علي جواز سفره دون شروط ومهما كان مكان تواجده، فإنَ السلطات القنصلية قد أحالتنا بمجرد الاتصال بها لإتمام إجراءات الحصول علي جوازات السفر إلى ما يسمّي « بالمبعوثين الأمنيين » وتمَت معاملتنا على أساس ما يسمّي « الحالات الخاصَة » رغم أنَ القانون لا يسمح بمثل هكذا اشتراطات مجحفة. وبمجرَد التقائنا بالمبعوثين الأمنيين، فوجئنا بهم يخيَروننا بين وسيلتين لتسوية أوضاعنا وحصولنا علي جوازات السفر  : الخيار الأوَل: وهو الأفضل والأضمن حسب رأيهم هو أن « نخدم وطننا تونس » ويكون ذلك عبر تحوَلنا إلى مخبرين سرَيين لدي جهاز أمن الدَولة التونسي والقيام بعمليَات تعقَب وتجسَس ونقل معلومات تتعلَق بنشاط وتحرَكات قيادات المعارضة  التونسية وخاصَة قيادة حركة النهضة في أوروبا وأكَدوا لنا أنَ قبولنا القيام بذلك سيحوَل الأحكام القضائية الصادرة بحقَنا في تونس إلى « أثر بعد عين  » وتتمَ تسوية أوضاعنا وحصولنا علي جوازات سفرنا في لحظات معدودات. أمَا الخيار الثاني إن نحن رفضنا الخيار الأوَل، فيتمثَل في الإمضاء علي بيانات وعرائض تدين حركة النهضة وتصمها بالعنف وخاصة بيان قديم  جدا تمَ نشره قبل أكثر من أربع سنوات للمدعو لزهر عبعاب وكذلك إعلاننا الاستقالة من حركة النهضة وضرورة نشر ذلك علي مواقع النات خاصَة موقع تونس نيوز كما أكدوا لنا أن هذا الخيار غير مضمون النتائج أي أنَه لا يترتَب عليه تسوية الوضعية  بصفة أكيدة.  سيادة الرئيس لقد تواترت  هذه الأيَام عبر  وكالات الأنباء أنباء وصول عشرات الآلاف من اليهود من مختلف دول العالم  لحضور ما يسمَى بموسم الحجَ الى معبد الغريبة بمدينة جربة التونسية مثلما يحصل كلَ سنة.  ويوجد من بين هؤلاء الزوَار يهود صهاينة تونسيين حاملون للجنسية التونسية وكذلك الجنسية الصهيونية « الإسرائيلية »، كما زار بلدنا تونس سنة 2005 نائب رئيس وزراء الكيان الصهيوني حاليا، ونائب وزير الحرب الصهيوني سابقا، الصهيوني التونسي سلفان شالوم { يحمل المجرم سلفان شالوم الجنسية والجواز التونسي الي جانب الجنسية والجواز الصهيوني}، وقد رجوتموه آنذاك أن يصطحب معه أمه ليتمكَن صحبتها من زيارة المنزل الذي ولد فيه في مدينة قابس، وهو ما تم بالفعل.   وهنا نسأل سيادتكم: هل أنَ القنصليات التونسية في أوروبا والكيان الصهيوني قد أجبرت هؤلاء التونسيين الصهاينة على العمل كمخبرين سريين لدي جهاز المخابرات التونسي والتجسَس علي جهاز الموساد الصهيوني مقابل حصولهم علي جوازاتهم التونسية والسماح لهم بزيارة تونس؟؟؟؟ هل طلب المبعوثون الأمنيون بالقنصليات التونسية من هؤلاء التونسيين الصهاينة أن يصدروا بيانات تدين دولة الكيان الصهيوني وجرائمها البشعة في فلسطين وفي لبنان وفي تونس – وأخيرا وليس آخرا – في دولة الإمارات العربية المتحدة؟؟؟؟ هل أجبر المبعوثون الأمنيون هؤلاء التونسيين الصهاينة علي الالتزام فور دخولهم إلي تونس بزيارة مكان محرقة حمَام الشط التي ارتكبها طيران الكيان الصهيوني بحقَ المئات من الأبرياء التونسيين والفلسطينيين والتباكي عليهم بزيارة ووضع إكليل زهور على النصب التذكاري الَذي لم يُبن بعد مثلما يجبرون هم كل زائر لكيانهم الغاصب علي زيارة نصب المحرقة؟؟؟ هل طلبوا منهم أن يعقدوا مؤتمرا صحفيا يدينون فيه جرائم حمام الشط وجرائم اغتيال القائد الفلسطيني الشهيد أبو جهاد التي ارتكبها جهاز كيانهم الغاصب الموساد؟؟؟ سيادة الرئيس لقد كلَفت زيارة المجرم التونسي سلفان شالوم الي تونس وجربة وقابس في سنة 2005 ميزانية الدولة  التونسية مئات الآلاف من الدنانير وشلَ للحركة الإقتصادية لمدة يوم كامل في مدينة قابس، بينما لن تكلَف عودتنا نحن أي ملَيم بل بالعكس سنصطحب معنا كل ما ادخرناه من أموال لتعزيز الدورة الاقتصادية في بلدنا الحبيب تونس كما أن زيارة الوفود الصهيونية  لبلدنا تونس بصفة دورية {ما بين 30 أبريل نيسان حتى 03 مايو أيار من كل سنة} ومنهم الصهاينة التونسيين يولَد حالة من الإحباط لدي جميع فئات الشعب التونسي وخاصَة فئة الشباب وما حادثة تفجير كنيس الغريبة عنَا ببعيد خاصَة وأنَ الكيان الصهيوني يُمعن هذه الأيام في التنكيل بأبناء الشعب الفلسطيني في القدس والخليل وغزَة وغيرها من الأماكن الفلسطينية بينما تمثَل عودتنا نحن ربطا لأواصر الأخوَة وإزالة لترسَبات الحقد والضغينة وصلة للأرحام وعاملا لتهدئة الخواطر. سيادة الرئيس نرجو من سيادتكم التدخَل  لإيقاف حالة التمييز التي نعامل بها خاصَة وأننا لم نرتكب أي جرم بحقَ بلدنا تونس. تقبَلوا فائق احتراماتنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مجموعة من المنفيين التونسيين بأوروبا


محنة المهجرين التونسيين بين الخلاص الفردي والحل الشامل


سليم بن حميدان   يحاول بعض المعنيين أو المهتمين بقضية المهجرين التونسيين تشويه مطلب الحل الشامل الذي ترفعه المنظمة الدولية للمهجرين التونسيين.   يتمثل هذا التشويه أساسا في تبرير »الخلاص الفردي » كحل وحيد ممكن لمحنة التهجير، واعتبار غيره من الحلول ضربا من الأوهام والعنتريات السياسية. ولتأكيد معقوليته كحل أوحد، يعلل أصحاب هذا الرأي موقفهم بحتمية التماثل بين حالتي الهجرة من البلاد والعودة إليها حيث أن تكون الثانية كالأولى منبثقة عن قرار فردي. يبدو هذا الرأي منطقيا في ظاهره غير أن تعقيدات القضية وكهوفها السرية تقول بخلافه تماما، وذلك للاعتبارات الآتية :    1- « السرية » أو المسكوت عنه في قرار الخلاص الفردي :   الخلاص الفردي، هجرة من البلاد أو عودة إليها، ليس قرارا أو فكرة مجردة بل هو مسار كامل تشكل فيه طرق التنفيذ وظروفه الموضوعية ركنا ركينا يميزه عن غيره من الحلول والمعالجات. وبالرجوع إلى سياقات الهجرة من البلاد وطرق تنفيذها نجد خيطا ناظما بينها جميعا، على تباين ظروفها وطرائقها : ألا وهو « السرية ». فقد اضطر أغلب المهجرين إلى مغادرة البلاد بطرق سرية حتى أن بعضهم لم يطلع بقراره هذا أقرب المقربين إليه (أهله وأبناءه) الذين تلقوا، بمزيج من فرحة وأسى، نبأ تواجد ابنهم أو عائلهم في بلد أجنبي بعد أشهر طويلة من اختفائه وانقطاع أخباره.   فإذا كان منطق « الخلاص الفردي » ينبني على لازمة التماثل بين مساري الهجرة والعودة، فإنه ينبغي  « منطقا » التمسك به في بعديه المتلازمين :            أ- قرار الهجرة كان فرديا = قرار العودة ينبغي أن يكون فرديا ب- طريقة الهجرة كانت بحكم الضرورة « سرية »  =  طريقة العودة يجب أن تكون هي الأخرى « سرية للغاية » !!!   إن استماتة أصحاب هذا الرأي في الدفاع عن قرار « الخلاص الفردي » وفصله عن حيثياته وطرق تنزيله، يهدف في الحقيقة إلى تبرير « ظاهرة السرية » في مسار العودة الفردية. ذلك هو المسكوت عنه قلما والمعمول به واقعا، وتلك هي للأسف الشديد حقيقة المشهد خلف الستار.   2- لا تناقض بين العودة الفردية والحل الشامل لمحنة التهجير:   إن اعتبار مطلب الحل الشامل غير واقعي في الظروف الراهنة لا يلغي معقوليته ولا مشروعيته ولا حتى « وجوبه ». فكل المطالب الحقوقية هي بالتعريف « غير واقعية » بمعنى أنها تنتمي إلى عالم الأمنيات لا الواقع. فمتى تحولت إلى واقع ملموس صارت تسمى مكاسب وذلك هو جوهر العمل الحقوقي وأساس مشروعيته في المجتمعات الإنسانية. تجدر الإشارة إلى أن مطلب الحل الشامل الذي تدعو إليه المنظمة الدولية للمهجرين التونسيين لا يعني العودة الجماعية بل يقصد منه عدم استثناء أي مهجر تونسي من حق العودة الكريمة والآمنة. ولذلك أعلمت المنظمة جميع المهجرين، أعضاء وغيرهم، تطوعها لمتابعة ملفاتهم ومساندتهم حقوقيا حتى حصولهم على وثائقهم الإدارية دون قيود أو شروط وعودتهم إلى بلادهم في أمن وكرامة. أما خلفية مطلب الحل الشامل فتتمثل في الاستجابة لرغبة عموم المهجرين تسوية وضعياتهم بشكل مشرف في إطار قانوني-سياسي وليس أمني-قضائي.   ولن يكون هذا الأمر ممكنا إلا بتوافر شروط ثلاثة :   1- إرادة رسمية حكيمة، متعالية على الأحقاد، تحترم كرامة الإنسان وتحسن استشراف المستقبل. 2- صمود المهجرين وعدم تساقطهم أمام ابتزاز الأجهزة الأمنية للقنصليات ورفضهم للمقايضات المخلة بحقهم الدستوري في المواطنة الكاملة والملوثة لشرفهم وتاريخهم. 3- التفاف وطني واسع ومكثف (عائلي-جهوي-حزبي-قطاعي …) حول مطلب العودة الآمنة والكريمة لجميع المهجرين التونسيين.   إن تحقق الشرط الأول رهين بقدرتنا على تحقيق الشرطين الآخرين بما يجسد فعلا قيم التضامن والتسامح والمسؤولية الوطنية.   هذا هو المعنى العميق للحل الشامل الذي يقي المهجرين التونسيين شبهة التسلل إلى الوطن عبر النوافذ الخلفية وتسلم حقوق المواطنة بأساليب الإرشاء السياسي.    المهجر، في 28 أفريل


أمسية تضامنية بباريس دعوة مفتوحة للجميـــــــــــــــــــــــــــــــع

(في حضوركم مساندة للضحايا وإسهام في تخفيف معاناتهم)  


أمسية تضامن مع معاناة المواطنين التونسيين الواقعين تحت إجراءات المراقبة الإدارية المؤبدة :  
الخميس 29 أفريل 2010 ابتداء من الساعة (18h30) Salle AGECA   rue Charonne 75011 Paris177 Metro Ligne 2 – Station Alexandre Dumas سيكون اللقاء فرصة لتقديم ومناقشة الكتاب / الوثيقة الصادر مؤخرا عن الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين بعنوان:  » مواطنون تحت الحصار، المراقبة الإدارية في تونس  » يهدف هذا اللقاء أساسا إلى إطلاع المهاجرين التونسيين بفرنسا والجاليتين العربية والإسلامية والرأي العام الفرنسي والدولي على معاناة سجناء الرأي السابقين والمعارضين السياسيين والمدافعين عن حقوق الإنسان في تونس (المراقبة الإدارية-الحرمان من الحقوق المدنية – الاضطرار للهجرة…). بإشراف : –         الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين –         جمعية التضامن التونسي –         جمعية صوت حر –         اللجنة العربية لحقوق الإنسان –         اللجنة من أجل احترام الحريات وحقوق الإنسان في تونس –         فدرالية التونسيين مواطني الضفتين –         المنظمة الدولية للمهجرين التونسيين وبحضور ضيوف من تونس: –         السيدة مية الجريبي : الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي –         الأستاذ سمير ديلو : رئيس الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين –         الأستاذ عبد الوهاب معطر : نائب رئيس الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين

(في حضوركم تأييد للقضية وإسهام في تخفيف معاناة أصحابها)

 


عائلته أطلقت نداء الى كل الحقوقيين   السجين رفيق الطاهر علي يدخل في اضراب مفتوح من أجل اطلاق سراحه

 


السبيل أونلاين – تونس – خاص   قال مصدر قريب من عائلة السجين السياسي منذ يوم 02 مارس 2010 ، المهندس رفيق محمد الطاهر علي ، أن عائلته علمت اليوم الثلاثاء 27 أفريل 2010 ، أن ابنها دخل اليوم في اضراب مفتوح عن الطعام .   وقرر رفيق الطاهر علي الدخول في اضراب عن الطعام من أجل المطالبة بإطلاق سراحه (بما أنه لم يرتكب أي مخالفة ضد القانون )، وأطلقت عائلته من أجل ذلك نداءها الى كل منظمات المجتمع المدني والى كل الأحرار في تونس ، والمهتمين بحقوق الانسان في العالم من أجل التحرك لتسوية وضعية ابنها خاصة وان رفيق قرر الدخول في اضراب مفتوح الى حين اطلاق سراحه .   وأكد المصدر في رسالة باللغة الفرنسية وصلت السبيل أونلاين اليوم الثلاثاء (27/04) أن محامي رفيق الطاهر علي أفاد بأن موكله « أنكر كل التهم الموجة له ، كما أنكر علاقته بأي عمل أو مجموعة ارهابية ، ومن خلال التحقيق لم يعثر على أي دليل ضده » .   واشار المصدر الى أن رفيق الطاهر علي مهندس ومدير مشروع مستشفى هانيبال في البحيرة (بتونس العاصمة) ، كان أعتقل من قبل أعوان بوليس بلباس مدني في بداية شهر مارس الماضي من مكان عمله وذلك تحت طائلة قانون مكافحة الارهاب .   وعبّر في الرسالة عن أمله في أن يتم اطلاق سراح جميع السجناء السياسيين في تونس وأن ينتهى قانون مكافحة الارهاب ، وشكر في ختام رسالته القائمين على السبيل أونلاين وكل مناضلي حقوق الانسان في تونس .   وهذا نص الرسالة :  
 
Je suis un proche de la famille de Mr Mohamed Taher ALI La famille ALI est informée aujourd’hui que leur fils, le prisonier polytique Rafik Ben Mohamed Taher ALI, entre à partir d’aujourd’hui (27/04/2010) engrêve de fain. Comme vous le saviez, Rafik, ingénieur et directeur de projet de la clinique Hanibal au Lac, a été enlevé au début du mois de Mars 2010de son travail par des agent de police en tenus civils et il est accusé pour des faits qui ent une liaison avec la loi d’antiterrorisme. D’après son avocat, Rakif a nié tous les accusations et il a nié sa relation avec tout act ou groupe terroriste et durant l’enquête aucune preuve n’a été trouvé contre RAfik (selon son avocat Rafik a décidé d’entrer en grêve afin que sa situation sera reglée et pour qu’il sera libéré puisqu’il n’a rien fait (contre loi C’est pour celà, la famille de Mohamed Taher ALI fait un appel à tout les associations des droits de l’homme et tous les hommes libres de la Tunisie et de tout le monde pour agir afin de régler la situation de son fils surtout que Rafik a décidé d’entrée en grêve sans arrêt jusqu’à sa libération S’il vous plait, passez cet appel de la famille ALI à tout le monde On espère que tous les prisonniers polytiques seront libérés et que ça suffit pour la loi de l’antitérorisme Merci pour les responsables du ASSABILONLINE et tout les combatants des droits d’hommes en Tunisie   Un proche de la famille ALI  
 
المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 27 أفريل 2010

الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين aispp.free@ gmail.com 43 نهج الجزيرة تونس تونس في 28 أفريل 2010         

كشف الحساب..لقضاء .. » يكافح الإرهاب « : ختم المرافعات في قضية طلبة بنزرت .. و البت في قضية السيد الازهر عبعاب


       * نظرت اليوم الأربعاء 28 أفريل 2010 الدائرة الجنائية 4  بالمحكمة الابتدائية بتونس برئاسة القاضي  محرز الهمامي  في القضية عدد 20169 التي يحال فيها كل من : محمد اللافي  و رفيق اللافي و مروان باش طبجي و سليم تراس و محرز علاية  ، و المحالين جميعا بحالة إيقاف من أجل تهم عقد اجتماعات غير مرخص فيها  و إعداد محل لعقد اجتماعات غير مرخص فيها و الدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية  و إلى الانضمام إلى تنظيم إرهابي و عدم إشعار السلط ذات النظر فورا بما بلغهم من معلومات حول ارتكاب جرائم إرهابية  ،  و قد خصصت جلسة اليوم لتلقي مرافعات هيئة الدفاع المتكونة من الأساتذة أنور أولاد علي و منير بن صالحة و نجاة العبيدي و  مها اللافي و سمير بن عمر و جمال بالطيب الذين ترافعوا أصالة و نيابة عن زملائهم الأساتذة أنور القوصري و سمير ديلو . و قد تعرضت هيئة الدفاع إلى الخروقات الشكلية و الاجرائية التي شابت سير الأبحاث في هذه القضية و طالبت على هذا الأساس بالحكم بعدم سماع الدعوى لبطلان الاجراءات  كما أبرز لسان الدفاع خلو الملف من أي قرائن مادية تثبت ارتكاب المتهمين للجرائم المنسوبة اليهم . و بعد اعذار المتهمين صرفت القضية للمفاوضة و التصريح بالحكم اثر الجلسة . و تجدر الإشارة  إلى أن الشبان المحالين في هذه القضية أصيلو جهة  منزل جميل ببنزرت و قد وقع إيقافهم في صائفة 2009 . * * نظرت اليوم الأربعاء 28 أفريل 2010 الدائرة الجنائية 4  بالمحكمة الابتدائية بتونس برئاسة القاضي  محرز الهمامي  في القضيتين عدد 20361 و 20362  التي أحيل فيها السيد الأزهر عبعاب  من أجل تهمة المشاركة في عصابة مفسدين قصد تحضير أو ارتكاب اعتداء على الأشخاص أو الأملاك.  و بعد المناداة على القضية وقع استنطاق المتهم الذي أنكر ما نسب إليه ، ثم ترافع عنه محاميه  الأستاذ يونس الجويني  الذي تعرض إلى تجرد التهم الموجهة إلى منوبه طالبا على هذا الأساس الحكم ببراءته  ، و بعد اعذار المتهم صرفت القضية للمفاوضة و التصريح بالحكم اثر الجلسة مع الإشارة إلى أن السيد الأزهر عبعاب ، و هو من العائدين إلى أرض الوطن بعد غيابه لسنوات طويلة ، اعترض على حكمين غيابيين قاضيين بسجنه مدة …. 24 عاما !!!! . عن لجنة متابعة المحاكمات السياسية الكاتب العام الأستاذ سمير بن عمر  

إقرار بحكم بالحبس على ناشط من قفصة وإرجاء النظر في ملف الصحفي الفاهم بوكدوس


حرر من قبل الهادي ردّاوي في الثلاثاء, 27. أفريل 2010 أقرّت محكمة الاستئناف بقفصة في وقت متأخر من ليل الثلاثاء 27 أفريل حكما بالسجن أربع سنوات وشهر مع النفاذ العاجل على الناشط حسن عبد الله أصيل الرديف، على خلفية ملف ما يعرف بوفاق الحوض المنجمي. في المقابل أرجأت نفس المحكمة النظر في قضية الصحفي الفاهم بوكدوس الذي يحاكم على خلفية نفس الملف إلى يوم 18 ماي المقبل بطلب من محامي الدفاع بسبب الحالة الصحية المتدهورة للمتهم الذي يرقد بالمصحة. وكان الاثنان قد اعترضا على أحكام غيابية صدرت في حقهما عندما لجآ إلى الاختفاء خشية الاعتقال. وقد تابع جلسة المحاكمة مراقبون محليون ومن خارج البلاد، في حين منع نشطاء من قفصة ونقابيون ومساجين سابقون حوكموا في نفس القضية من دخول المحكمة.  

 

(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 27 أفريل 2010)


المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية البريد الالكتروني marced.nakabi@gmail.com : تونس في 28 /04 / 2010

من اجل اطلاق  سراح حسن بن عبدالله واغلاق ملف الحوض المنجمي نهائيا

 


اقرت محمكة الاستئناف بقفصة في ساعة متاخرة من مساء امس الثلاثاء 27 /04 / 2010 الحكم الابتدائي الصادر في حق الناشط حسن بن عبد الله والقاضي بسجنه لمدة 4 سنوات  فيما تاجلت محاكمة الصحفي الفاهم بوكدوس بسبب وضعه الصحي . ان المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية  وبعد اقرار هذا الحكم القاسي في حق الناشط حسن بن عبدالله ومواصلة التتبعات في حق كل من الفاهم بوكس  ومحي الدين شربيب يعبر عن : – مواصلة  تضامنه المطلق مع الناشط حسن بن عبدالله – يضم صوته الى كل النقابيين  ونشطاء المجتمع المدني  المطالبين باطلاق سراح  حسن بن عبدالله  وايقاف كل التتبعات  ضد الفاهم بوكدوس  ومحي الدين شربيب – يامل من السلطة  تغليب صوت التعقل  واغلاق هذا الملف نهائيا عبر التراجع عن صيغة السراح الشرطي في حق بقية المسرحين من مساجين الحوض المنجمي وارجاعهم الى سالف عملهم . – فتح حوار جدي وشفاف مع مكونات المجتمع المدني في جهة الحوض المنجمي وتشريكهم في البحث عن حلول عملية  تضمن تنمية عادلة  تراعي متطلبات الجهة الاقتصادية  والاجتماعية  . ان  غلق ملف الحوض المنجمي نهائيا   وعبر حلول تستجيب لمطالب السكان في التشغيل والتنمية العادلة هو الكفيل وحده برفع كل مظاهر التوتر  والاحتقان في هذه المنطقة ويامل المرصد من كل الهياكل النقابية الوطنية والجهوية  وكل قوى المجتمع المدني مزيدا من الجهد في سبيل انجاح هذا المسعى. عن المرصد المنسق محمد العيادي  

 
المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux


اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي 27 افريل 2010 بيـــــان

صدر في ساعة متأخرة من مساء اليوم الحكم في قضية المناضل حسن بنعبدالله ، احد القيادات في التحركات الاحتجاجية في الحوض ألمنجمي, إذ  أقرت محكمة الاستئناف بقفصة الحكم الابتدائي بسجنه لمدة أربع سنوات. إلى ذلك تأجلت محاكمة الصحفي الفاهم بوكدوس الى يوم الثلاثاء  18 ماي 2010 بسبب وضعه الصحي. اللجنة الوطنية التي عبرت عن تضامنها مع السيد حسن بنعبدالله الذي دافع عن الحق في الشغل، تستنكر هذا الحكم وتعتبر الاستمرار في المحاكمات وإصدار أحكام قاسية لن يزيد الوضع في منطقة الحوض ألمنجمي إلا احتقانا.
اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي  


محاكمة جديدة في قفصة أما آن لصفحة الحوض المنجمي أن تطوى؟

 


محمد الهادي حمدة يمثل يوم 27 أفريل 2010 أمام نظر محكمة الاستئناف بقفصة الإعلامي الفاهم بوكدوس والناشط في مجال المعطلين من أصحاب الشهادات حسن بن عبد الله من أجل تهم ذات أحكام ثقيلة من شأنها قلب مسار الحياة لشابين في مقتبل العمر. يُذكر أن الإعلامي الفاهم بوكدوس كان يؤدي واجبا مهنيا ضمن قناة الحوار التونسي التي كان يعمل مراسلا لها بجهة قفصة. أما حسن بن عبد الله فهو من القيادات الشابة للمعطلين عن العمل من أصحاب الشهادات باعتباره منسق اللجنة المحلية بالرديف و عضو اللجنة الجهوية بقفصة. يحاكم الفاهم بوكدوس و حسن بن عبد الله في إطار ما سمي بـ »قضية الوفاق » التي حوكم في إطارها قادة الحركة الاحتجاجية التي كانت مدينة الرديف مسرحا لها من مطلع جانفي حتى جوان 2008 وكانت بشهادة جميع المراقبين و رجال القانون محاكمة غير عادلة و صدرت عنها أحكام ثقيلة و غير مبررة، ما جعل السلطة تطلق سبيلهم خلال نوفمبر 2009 و ذلك على خلفية الموجات المتعاقبة للتعاطف و المساندة الوطنية و الدولية، التي حظي بها المسجونون الموقوفون و الملاحقون و جملة أهالي المنطقة بالنظر لما تكبدوه من تبعات المعالجة الأمنية لقضايا اجتماعية بحت. لقد أشاع إطلاق المناضل عدنان الحاجي و رفاقه من السجن أجواء ايجابية في جميع الأوساط التونسية السياسية و الاجتماعية و الحقوقية و المهجرية خاصة بعد أن أقر الخطاب الرسمي على لسان رئيس الدولة بمسؤولية إدارة شركة فسفاط قفصة عن الإخلالات التي أدت إلى ردود الفعل المعروفة. كان منطلق انتفاضة الحوض المنجمي بالأساس احتجاج المعطلين السلمي  من أصحاب الشهادات وغير أصحاب الشهادات على حالة العجز التي تتخبط فيها الهياكل الرسمية في علاقة بمسألة التشغيل، وهو عجز يتمثل في تبني سياسات غير تشغيلية. وتبعا لذلك فهي لا تحظى بإجماع التونسيين بالضرورة ويشوبها التحيز و تفتقر للمعايير الموضوعية في توزيع القليل من مواطن الشغل. وكان حسن بن عبد الله واحدا من أولئك الذين كرسوا جزءا من جهودهم للمطالبة في الإطار السلمي والحضاري و ضمن فضاء من فضاءات أعرق منظمات البلاد (الاتحاد المحلي للشغل بالرديف) بالحق في الشغل بما يضمن الكرامة الإنسانية. وكان لابد للدوائر الرسمية و السلط العمومية في أعلى مستوى و للرأي العام الوطني من التونسيين في الداخل و الخارج أن يعلموا و يعاينوا بالصوت و الصورة حقيقة ما يقع في منطقة الحوض المنجمي بشكل عام حتى يتحمل كل طرف مسؤوليته. و كان لابد من الإعلامي الفاهم بوكدوس كي ينقل حقيقة الأوضاع التي سعت وسائل الإعلام التي تملكها الدولة والقطاع الخاص مع الأسف للتعتيم عليها و استبعادها من المجال الإعلامي، وحرمان الرأي العام الوطني من حقه في الإطلاع على ما يجري. ولو كانت هذه الاحتجاجات نالت حظها من التغطية في المنظومة الإعلامية الوطنية لما كانت هناك ضرورة لوجود الإعلام المستقل سواء كان خاصا أو عموميا. لقد كرست الاحتجاجات الاجتماعية بمنطقة الحوض المنجمي وضع عنواني التشغيل وتحسين نوعية حياة التونسيين مطلع الألفية الثالثة على جدول أعمال البلاد و ضمن دائرة اهتمام نخبها و في مقدمتهم نخبتها الحاكمة باعتبار مسؤوليتها السياسية على الحصيلة البائسة التي عاينها كل من زار المنطقة، فضلا عن أنها أفرزت ملفا حقوقيا مثقلا بهموم إعادة الاعتبار المهني و المعنوي و الأخلاقي لمن آثر الوفاء للوظيفة الطبيعية للنقابي و المثقف بشكل عام في انتصاره للقيم الايجابية و صدوره عن منظومة الدفاع عن الحق و العدل و الحرية ضمن سياق تونسي سمته الانغلاق و الجمود. وفرضت انتفاضة الحوض المنجمي حتى على أكثر تيارات التفكير استبعادا للمسألة الاجتماعية من دائرة الاهتمام فرضت عليها المراجعة و إعادة النظر و عدم الاكتفاء بالشق الحقوقي للملف، الأمر الذي يعكس حجم منسوب الاحتقان الاجتماعي الذي تعرفه بلادنا بعد ما يناهز ربع قرن من « الإصلاح الهيكلي » الذي كانت من نتائجه تشكل حالة غير مسبوقة من الاستقطاب الاجتماعي بين التونسيين وكان وراء تفشي العديد من مظاهر الهشاشة الاجتماعية و في مقدمتها بطالة حاملي الشهادات. ما كان يحق للقضاء التونسي بعد أكثر من نصف قرن على الاستقلال أن يجرّم المطالبة السلمية بالحق في الشغل و يجرّم الاستجابة لحق التونسيين في الاطلاع على ما يقع ببلادهم من زاوية لا تجد هوى لدى السلطة التنفيذية. و كان من الممكن أن تتشكل لجنة برلمانية تتولى التحقيق و الاستماع لمختلف الأطراف و يعرض الأمر على الرأي العام الوطني و من ثمة يحاسب المسؤولون الحقيقيون على ما وصلت إليه الأوضاع في المنطقة مثلما يقع في الدول المتقدمة التي تكرس تشريعاتها و مؤسساتها مبدأ المساءلة في إطار الشفافية. ويحول غياب الفصل بين السلط ببلادنا دون تمتع التونسيين بالولاية المتساوية للدولة على كل مواطن و في جميع مناحي الحياة كما يدفع التونسيون فاتورة باهظة جراء حالة التهميش التي تعيشها المؤسسة التشريعية ، بالنظر لافتقادها لأنظمة رصد و مراقبة و تحليل التأثيرات البعدية للتشريعات و القوانين التي تجيزها و الوقوف على مختلف أوجه القصور التشريعي خاصة في مادة التنمية البشرية. و حتى تتصالح الدولة مع ممثلي مجتمعها تقتضي المصلحة الوطنية طي ملف الفاهم بوكدوس و حسن بن عبد الله و كافة الملاحقين وإرجاع المسرحين من السجن لأعمالهم و تشغيل من لا شغل له وتعويض كل من مسه ضرر في علاقة بالاحتجاجات، و إعادة الأمور للحظة ما قبل الخامس من جانفي 2008 كمدخل لطرح مسألتي التشغيل و ضرورة تحسين نوعية حياة التونسيين على النقاش العام ضمن أوسع دائرة من دوائر الحوار الوطني قصد بلورة التوافقات الوطنية الضرورية لمعالجة الملفين. (المصدر: « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 543 بتاريخ 23 أفريل 2010)  


بن بريك: قضية سجني لفقتها أجهزة الأمن التونسية


تونس- أصر الصحفي التونسي المعارض توفيق بن بريك الذي أطلقت السلطات التونسية سراحه الثلاثاء على أن القضية التي تم تتبعه فيها لفقتها له أجهزة الأمن التونسية لمعاقبته على كتاباته شديدة الانتقاد للرئيس التونسي زين العابدين بن علي في مجلات فرنسية عشية الانتخابات التونسية التي أجريت في 25 تشرين أول/ أكتوبر 2009. وأنكر بن بريك، في مقابلة بمنزله بالعاصمة تونس مع وكالة الأنباء الألمانية، الأفعال المنسوبة إليه، وقال إن الشرطة زورت توقيعه أسفل محضر القضية. وأضاف: أنا صحفي مقلق (للسلطات) ومغضوب علي منذ سنوات بسبب كتاباتي لذلك لفقوا لي قضية وأرسلوني إلى واحد من أسوأ سجون البلاد معتقدين أني سأتوب هناك، واصفا المعاملة التي لقيها خلال فترة اعتقاله بأنها كانت سيئة جدا. وتابع بن بريك: كنت محبوسا مع 19 سجينا كلهم أميون حتى لا أستطيع الحديث في مواضيع السياسة مع أي منهم، كما حرموني من الورق والأقلام حتى لا أكتب. ونفى بن بريك أن يكون تطاول على رئيس بلاده في الصحافة الفرنسية وقال إن كتاباته وانتقاداته في هذا الشأن تنتمي إلى جنس الصحافة الساخرة التي يمارسها الصحفيون في مختلف دول العالم. وزاد: ساوموني على الخروج من السجن مقابل أن لا أمس مجددا في كتاباتي شخص الرئيس وعائلته لكني رفضت.. قائلا: سأواصل الكتابة كالمعتاد وأكثر، في هذا الجنس الصحفي وسأصدر كتابا حول تجربة السجن التي عشتها. وأوضح الصحفي المعارض أنه ينوي السفر- إن سمحت له السلطات- إلى فرنسا قبل الثالث من أيار/ مايو القادم للاحتفال مع أصدقائه الفرنسيين اللذين آزروه في محنته باليوم العالمي لحرية الصحافة. ومن جانبها انتقدت تونس الثلاثاء تصريحات أدلى بها وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير إثر إطلاق سراح بن بريك بعد أن أتم عقوبة بالحبس ستة أشهر نافذة في سجن سليانة (130 كم شمال غرب العاصمة تونس). وقالت وزارة الخارجية التونسية، في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه، من المهم تذكير السيد كوشنير أن الجرائم التي أدين من أجلها بن بريك بعقوبة السجن لم تكن لها أي علاقة بحرية الصحافة أو الرأي. وأعرب كوشنير الثلاثاء عن ارتياحه لخروج بن بريك من السجن وأكد تمسك فرنسا بحرية التعبير في كل أنحاء العالم. وذكرت الخارجية التونسية في بيانها أن بن بريك كان اعترف بأنه اعتدى بالعنف في الطريق العام على سيدة تدعى ريم النصراوي (28 عاما) وتهجم عليها بعبارات فيها مساس بالأخلاق الحميدة وأضر بسيارتها وأن النصراوي رفعت ضده دعوى قضائية وأن شاهدين حضرا الواقعة شهدا معها.  
(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 28 أفريل 200910)


رفض صحفي واسع لتكريم رئيس تونس   28/04/2010

 


الجزيرة نت-خاص تبرأ صحفيون وناشطون حقوقيون عرب من الخطوة التي أقدم عليها اتحاد الصحفيين العرب بمنح الرئيس التونسي زين العابدين بن علي درع الاتحاد، واعتبر بعضهم ذلك إعلانا لوفاة الاتحاد الذي وصفه آخرون بأنه ليس أكثر من ناد لممثلي وزارات الإعلام العربية. وأثارت خطوة الاتحاد استغراب واستهجان الصحفيين الذين يرون أن النظام التونسي واحد من أسوأ الأنظمة العربية في سجل حقوق الإنسان وفي اضطهاد الصحفيين. وقد سلم رئيس الاتحاد إبراهيم نافع الدرع في تونس الاثنين إثر انتهاء اجتماعات الأمانة العامة للاتحاد التي عقدت بتونس تقديرا لما قال الاتحاد إنه دور للرئيس التونسي في الدفاع عن الصحافة في الوطن العربي. ونقلت وكالة الأنباء التونسية عن نافع قوله عقب منحه بن علي درع الاتحاد إنه تحادث مع الرئيس التونسي عن مستقبل الصحافة العربية ودورها بخصوص القضايا الأساسية الراهنة في العالم العربي. ووصف ملحم كرم نائب رئيس الاتحاد بن علي بأنه « صديق الصحفيين العرب وصديق الإعلام في العالم والقائد الذي يشجع ويدعم الكلمة والحرية والديمقراطية ويعرف كيف يدخل القلوب بلفتته النبيلة إلى كل القضايا التي تعني الصحفيين ». رشوة وتبريرات وفيما أكدت مصادر صحفية في الاتحاد نفسه للجزيرة نت أن الرئيس التونسي قدم دعما ماليا للاتحاد الذي يعاني من أزمة خانقة، نفى الأمين العام للاتحاد مكرم محمد أحمد أن يكون تقديم درع الاتحاد جاء بعد أن تبرع الرئيس التونسي بمبلغ مالي للاتحاد، وقال إنه « مجرد إجراء بروتوكولي عندما يلتقي الاتحاد أيا من الرؤساء العرب، وهو جزء من تقاليد الزيارة وسبق أن قدم الاتحاد دروعا مماثلة لرؤساء آخرين. ونفي مكرم الذي يشغل أيضا موقع نقيب الصحفيين المصريين أن يكون منح الرئيس التونسي الدرع يحمل دلالة معينة ورأى أن ذلك « لا يمثل شهادة على تأييد أو معارضة لمواقف أي من الرؤساء العرب ولا يلغي أو يصادر موقفنا من حرية الصحافة في تونس ».  » جمال عيد: اللحظة التي كرم فيها اتحاد الصحفيين العرب الرئيس زين العابدين هي « لحظة إعلان وفاة » هذا الاتحاد  » براءة وفي أبرز ردود الفعل على هذه الخطوة، اعتبر رئيس الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان جمال عيد اللحظة التي كرم فيها اتحاد الصحفيين العرب الرئيس زين العابدين هي « لحظة إعلان وفاة » هذا الاتحاد. وأكد عيد في تصريح للجزيرة نت أن هذا التكريم « مدفوع الثمن » وأن حريات الصحفيين لا يمكن أن تتساوى مع هذا الثمن البخس الذي باع الاتحاد مواقفه به بتكريم « طاغية مستبد » دائما ما عرف بعدائه للصحفيين. انتقادات وفي الأردن أدان هاني الدحلة رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان-فرع الأردن بشدة « منح الدرع لرئيس دولة معروف بقمعه للصحفيين والحريات في تونس ». وأضاف في تصريح للجزيرة نت « لا أعتقد أن بن علي يستحق هذا التقدير من اتحاد الصحفيين العرب، وأرى أن منحه هذا الدرع يشجعه على المضي في انتهاكات الحريات وحقوق الإنسان ومنها حقوق الصحفيين في تونس ». أما أمين سر نقابة الصحفيين الأردنيين ماجد توبة فاستغرب بشدة أي قرار بمنح درع اتحاد الصحفيين العرب لأي حاكم عربي وتحديدا الرئيس التونسي الذي تدل « كل التقارير المحلية والدولية على وجود انتهاكات واسعة للحريات الصحفية في بلاده ». ورأى ميسرة ملص الناشط الحقوقي المعروف عضو لجنة الحريات في مجمع النقابات المهنية بالأردن أن « اتحاد الصحفيين العرب ما هو إلا منظمة خشبية مشكلة بغالبها من اتحادات تمثل الحكومات العربية وليس القطاع العريض من الصحفيين العرب المقموعين ».  » هاني الدحلة: لا أعتقد أن الرئيس زين العابدين بن علي يستحق هذا التقدير من اتحاد الصحفيين العرب  » ممثل لوزارات الإعلام ومن السودان، قال فيصل محمد صالح وهو عضو سابق في اللجنة التنفيذية لاتحاد الصحفيين السودانيين للجزيرة نت إن اتحاد الصحفيين العرب ليس مؤسسة صحفية حقيقية، « ولم يضع الحريات الصحفية وحقوق الصحفيين ضمن أولوياته التي يمكن أن يتوقف عندها ويدافع عنها ويتمسك بها ». وأضاف أن الاتحاد هو « ناد لممثلي وزارات الإعلام العربية » وأن علاقاته بالحكام العرب أهم لديه من حرية الصحفيين وحقوقهم. من جانبه اعتبر الحقوقي ساطع محمد الحاج أن المؤسسات الموجودة باستثناء اتحاد المحامين العرب لا تمثل إلا وجهات نظر المنظومة الحاكمة « ولا تمثل بالطبع شعوبها أو طموحاتهم ». أما الحقوقي معز حضرة فقال إنه لا يوجد من يشعر بالاندهاش لموقف اتحاد الصحفيين العرب، مشيرا إلى ما سماها بالمواقف المعروفة للاتحاد التي تتمثل في نصرة الأنظمة الشمولية ودعم الأنشطة المرفوضة لها. وتساءل الخبير الإعلامي محمد علي سعيد في تعليقه للجزيرة نت عن الجهات التي يسعى قادة اتحاد الصحفيين العرب للسخرية منها بمسلكه الجديد. وأضاف « باختصار هذه مهزلة لا تليق بمجتمع الصحافة والصحفيين ». وفي الجزائر اعتبر الأمين العام للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان عبد المؤمن خليل أنه « شيء مخز ومؤسف كثيرا أن يمنح اتحاد الصحفيين العرب مكافأة لمن يضطهد الصحفيين، والمحزن جدا أن تصادف هذه المكافأة يوم خروج الصحفي المناضل توفيق بن بريك بعد ستة أشهر من السجن ». (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 28 أفريل 2010)  

اتحاد الصحافيين اجتمعَ وخطبَ وكرّم «بينوشيه العرب»!


تونس ـــ سفيان الشورابي خيبة جديدة تضاف إلى رصيد «الاتحاد العام للصحافيين العرب»، هو الذي عوّد الإعلاميين على التخاذل عن الدفاع عن قضاياهم، تاركاً لمنظمات حقوقية أخرى أن تلعب هذا الدور. هيكل يشبه اليوم مؤسّسات جامعة الدول العربية في توجّهه البيروقراطي والتسلطي. إذ إنّ هياكل الاتحاد تجتمع دورياً، لتصدر قرارات هلامية وعامة، غافلةً عن واقع مزرٍ يتخبّط فيه الإعلاميون العرب. الأمانة العام لاتّحاد الصحافيين العرب عقدت نهاية الأسبوع الماضي اجتماعها السنوي في أحد الفنادق الفاخرة في تونس. هذا اللقاء مثّل فرصةً مناسبةً لأعضاء الأمانة الـ15 لإلقاء الخطب الرنّانة عن أهمية احترام حرية الرأي والتعبير وحماية حقوق الصحافيين المقموعين من دون تُترجم تلك المطالب بإجراءات عمليّة على الأرض. في اليوم الأول للاجتماع، تحدث الجميع عن ضرورة «إطلاق الحريات في العالم العربي». وقال رئيس الاتحاد إبراهيم نافع إنّ «الظروف الصعبة التي يعمل فيها الصحافيون العرب في ظل تشريعات وقوانين يحتاج معظمها إلى إعادة نظر شاملة كي تكون أكثر تحضّراً وحداثة وتتوافق مع مقتضيات عالم جديد أهم خصائصه حرية الرأي والتعبير…». خلال الاجتماع، استُعرض تقرير لأنشطة الاتحاد خلال الأشهر الستة الماضية وتقريره المالي بينما كان يُفترض أن يبحث المجتمعون وضع نقابتي الصحافيين في تونس وفلسطين وإيجاد حلّ سريع للأزمات التي تتخبطّان بها. لكن يبدو أن الرأي السائد اتجه نحو مزيد من التأجيل. إذ إنّ الخلاف بين المكتب التنفيذي الشرعي للنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين من جهة والمجموعة المنقلبة عليها المدعومة من السلطة من جهة أخرى، ما زال قائماً منذ تسعة أشهر. ولا يزال الاتحاد الدولي للصحافيين لا يعترف بالمجموعة المنقلبة ويتعامل حتى الآن مع الشرعيّين. رئيس الانقلابيين جمال الكرماوي قال خلال اجتماع اتحاد الصحافيين العرب «إذا كان لهم إيدن وايت (الأمين العام للاتحاد الدولي للصحافيين)، فنحن معنا إبراهيم نافع». هكذا، عمق الكرماوي المشكلة رغم التوجه التصالحي الذي أعرب عنه الشرعيّون، وخصوصاً بعد تقدمهم للحصول على الانخراط في الهيكل الانقلابي ودعوتهم إلى مؤتمر موحد يقضي على الانقسام. نقابة الصحافيين الفلسطينيين تعاني هي الأخرى إشكاليات عويصة. قبل أيام من انعقاد الاجتماع، وجّه عدد من الشخصيات الإعلامية الفلسطينية رسالةً إلى اتحاد الصحافيين العربي، داعياً إياه إلى «التوقّف ملياً أمام ملف نقابة الصحافيين الفلسطينيين» وعدم السماح بما جرى من انتخابات «زيفت خلالها إرادة الصحافيين بوضوح». وذكرت الرسالة وجود خروقات وانتهاكات شابت عملية انتخابات النقابة في رام الله في شهر شباط (فبراير) 2010. لكن يبدو أن الموضوع لم يجد حلاً لدى الاتحاد العربي الذي تحوّل إلى غطاء لتمرير عمليات احتواء الأنظمة لنقابات الصحافيين. وفي ختام الاجتماع، كرّم الاتحاد الرئيس التونسي زين العابدين بن علي تقديراً لـ«دعمه مسيرة الاتحاد العام للصحافيين العرب والدفاع عن الصحافة في الوطن العربي» ومُنح الرئيس التونسي درعاً سلّمه إياها إبراهيم نافع ونائب رئيس الاتحاد ونقيب الصحافيين اللبنانيين ملحم كرم. بن علي الذي لقّبته «الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان» بـ«بينوشيه العرب» تحوّل فجأة من قامع حربة الرأي والتعبير ومحاربها الأول إلى «صديق الصحافيين العرب وصديق الإعلام في العالم والقائد الذى يشجّع ويدعم الكلمة والحرية والديموقراطية». وقال الصحافي المستقل توفيق العياشي عن هذا التكريم إنّ «منح الدرع جاء معاكساً لكل ما أوردته التقارير الدولية والإقليمية عن حرية التعبير في تونس ووضعت نظامها في مراتب مُتأخرة جداً في مجال احترام حُرية الصحافة. وهو ما يؤكد أن اتحاد الصحافيين العرب هو أبعد ما يكون عن الدفاع عن الصحافيين وأقرب ما يكون إلى المنظمات الحكومية التي تدافع عن وجهات النظر الرسمية». إبراهيم نافع لم يكتف عند هذا الحد، بل شكر الرئيس التونسي لاستضافته الدورة الحالية للأمانة العامة، مهنئاً إياه بانتخابه في شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وهي انتخابات رافقها الكثير من الجدل والحديث عن وجود عملية تزييف وتزوير. البيان الختامي للاجتماع هاجم سجن الصحافيين من دون أن يتطرّق إلى حالة الإعلاميين المسجونين، ووعد بإصدار تقرير عن أوضاع الصحافيين في الوطن العربي خلال شهر حزيران (يونيو) المقبل. في هذا الوقت، تتزايد قناعات كثيرين بأنّ اتحاد الصحافيين العرب لم يعد له فاعلية مقارنة بجمعيات عربية ودولية أخرى صارت رأس الحربة في الدفاع عن الحريات الإعلامية في المنطقة. (المصدر: « الأخبار » (يومية – بيروت) بتاريخ 28 أفريل 2010)  


ملف الفساد في مؤسسة « لابريس »: تململ في صفوف صغار المساهمين

 


يشعر العديد من العمال مالكي الأسهم الصغيرة في مؤسسة – « سنيب لابريس » المصدرة لصحيفتي « لابريس » و »الصحافة »، بالاستياء للطريقة التي أدارت بها الإدارة العامة لحدّ الآن عملية مكافحة الفساد الذي ينخر المؤسسة في مستويات عديدة. ويتساءل هؤلاء عمّـا إذا كانت الإجراءات الأخيرة المتخذة ضد بعض الأعوان المتهمين بالفساد مجرد إجراءات محدودة لامتصاص الغضب في المؤسسة والتغطية على كبار الفاسدين الذين لم يقعوا تحت طائلة أية مساءلة، وخاصة منهم الذين غادروا المؤسسة. وهناك شعور عام بالامتعاض لعدم استجابة الإدارة العامة لما عبّر عنه الأعوان مرات متعددة من رغبة في تكليف هيئة تدقيق خارجي مستقلة تتولى التحقيق في التصرف في المؤسسة خلال السنوات الأخيرة. بما يضمن تحديد المسؤوليات بكل دقة، ومحاسبة المسيئين ومطالبتهم بإعادة الأموال التي نهبوها. فمؤسسة « لابريس » التي كان رصيدها يتجاوز 6 ملايين دينار وربحها السنوي الصافي يتجاوز مليوني دينار سنة 2004 قبل أن يتمّ إجبار المدير الإداري والمالي الأسبق السيد محمد صالح الدجبي من قبل المفسدين على مغادرتها مع التنكيل بمساعديه الأقربين، أصبحت اليوم تعاني عجزا يتجاوز 160 ألف دينار؟ ويتساءل صغار المساهمين الذين تم إقصاؤهم وحرمانهم من حقهم المكتسب في حضور الجلسات العامة للمؤسسة وفي أن يكونوا ممثلين في مجلس إدارتها، عن سبب عدم تحرك الإدارة العامة لحد الآن للمطالبة على الأقل باستعادة الأموال الموثقة التي تم نهبها والتي تعرض لها تقرير مراقبي الوزارة الأولى. ومن ذلك على سبيل المثال مطالبة الرئيسة المديرة العامة السابقة التي أثبت التقرير المشار إليه قيامها بالعديد من التجاوزات، بتعويض المؤسسة عن استغلالها لسيارة إدارية (فولسفاقن بولو عدد تسجيلها المنجمي: 335963 01) أكثر من ثلاث سنوات دون وجه قانوني. حيث أحالتها إلى زوجها الذي لا ينتمي إلى المؤسسة ليتصرف فيها، مع تمكينه من كمية غير محدودة من البنزين تراوحت بين 200 و300 لتر شهريا طيلة فترة بقائها على رأس المؤسسة، مع القيام بكل الإصلاحات المستوجبة فيها على حساب « لابريس ». وذلك رغم التنبيه عليها بأن تصرفها مخالف لمنشور السيد الوزير الأول في الغرض. وعوض محاسبتها على تصرفها الذي بدد أكثر من 20 ألف دينار فقط في السيارة التي سلمتها بشكل غير مشروع لزوجها وغير ذلك من التجاوزات، تمت نقلتها للعمل في وكالة الاتصال الخارجي، وكأن شيئا لم يكن؟ ويتطلع عمال المؤسسة إلى أن يتخذ مجلس الإدارة الذي يجتمع الخميس 29 أفريل 2010 قرارات جريئة في هذا الاتجاه. خاصة وأن الرئيس المدير العام الحالي وزع نسخة من تقرير الوزارة الأولى على كل واحد من أعضاء مجلس الإدارة. مما يؤشر على الأقل إلى وجود استعداد لديه للمضي في ملف الفساد قدما. وهم لا يستجدون في ذلك أحدا باعتبارهم أصحاب حق كمساهمين في أموال المؤسسة.
زياد الهاني علما بأنكم تتصفحون حاليا النسخة الخامسة والخمسين من مدونة « صحفي تونسي »، بعد أن قام الرقيب بحجب النسخة السابقة. تحيا تونس تحيا الجمهورية http://journaliste-tunisien-56.blogspot.com/2010/04/blog-post_28.html


كمال مرجان في الولايات المتحدة ومطالب بالضغط على تونس في مجال حقوق الإنسان

حرر من قبل التحرير في الثلاثاء, 27. أفريل 2010 قالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة هيومن رايتس ووتش إنّ على وزيرة الخارجية الأمريكية أن تؤكد علنا الرغبة في رؤية نهاية الاضطهاد للصحفيين المستقلين ونشطاء حقوق الإنسان، وتخفيف الرقابة على الإنترنت في تونس. وجاء كلام المتحدثة باسم المنظمة الأمريكية قبل يوم من بدء زيارة وزير الخارجية التونسي لواشنطن يوم الأربعاء هذا الأسبوع لعقد سلسلة من اللقاءات رفيعة المستوى مع مسؤولين أميركيين، منهم وزيرة الخارجية كلينتون، ومساعد وزير الخارجية لشؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان ومستشار الأمن القومي جيمس إل جونز. وقالت هيومن رايتس ووتش إنّ تونس مستمرة في إظهار عدم التسامح مع جميع أشكال المعارضة السلمية، رغم تكرر تصريحات الرئيس ابن علي بأنّ حقوق الإنسان هي من اهتمامات حكومته.  وطالبت المنظمة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن ترسل رسالة واضحة لوزير الخارجية التونسي كمال مرجان لدى التقائهما في واشنطن، مفادها أنّه يجب احترام حقوق الإنسان في تونس، على حد تعبير البيان الصادر عن المنظمة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 27 أفريل 2010)
 


افتتاحية « الموقف » فقدنا مذاق العمل السياسي

 


بقلم: مصباح شنيب يكاد المتابع للانتخابات البلدية لا يسمع لها همسا عدا ما يدور في أروقة لجان تنسيق الحزب الحاكم أو ما يترامى من أصداء ضعيفة باهتة لبعض القائمات التي تسعى بعض الأطراف هنا وهناك لتشكيلها إنقاذا لاستحقاق يوشك أن يعرف نفس المآل لسابقة في التشريعية و الرئاسية .و يبدو أن الأمور تجري كما هو مخطط لها بأن يمضي هذا الموعد دون ضجيج يذكر للحيلولة دون انفتاحه على ملفّات عديدة ليس من المفيد للسلطة فتحها الآن ، في ظل ظروف  يكتنفها غموض شديد حول المصير السياسي للبلاد في آخر ولاية للرئيس الحالي. و يبدو أنّ بعض البلديات قد تخلت عن تقليد راسخ دأبت عليه في المواعيد السابقة يتمثل في مباشرتها لأشغال لافتة على مستوى البنية و النظافة أياما قليلة قبيل يوم الاقتراع للإيهام بالدور الفعال الذي يضطلع به المجلس البلدي في تدبير الشأن المحلي ، و لا يندرج فعلها هذا إلا في ما اتفق عليه من التقليل من إثارة التطبيل حول استحقاق يراد له أن يمر بصورة سلسة . غير أن بعض أحزاب الديكور إشفاقا منها على الإخلال بواجبها في تزيين الحدث السياسي تجرأت ورفعت صوتها مهددة جامعاتها بالحل إن هي عجزت عن بناء قائمة تسهم بها في معترك انتخابي تكاد نتائجه تنطق قبل إعلانها و بقطع النظر عن رهانات الحكم من هذه الانتخابات التي يجمع المراقبون بأنها لن تغيّر شيئا من مشهد سياسي تفاقمت أدواؤه حتى بات عصيا على الحلحلة فإنّ التعاطي العام مع الاستحقاقات الدورية للانتخابات حافظ على نمطية مخيفة لم تجد معها بعض المبادرات شيئا بإدخال  » المعارضات » إلى المجالس البلدية أو إلى قبة البرلمان بقوة القانون المفصل أصلا على مقاس الولاء . ليس من شك في كون الإصلاح القانوني يساعد بشكل أو آخر على إرساء التعدّدية و تحقيق النقلة النوعية في المشهد السياسي ، بيد أن هذا الإصلاح لا ينفذ إلى عمق المجتمع إذا قابلته سلوكات ممانعة و منافية للقانون من قبيل إغلاق الفضاء العام و افتعال الذرائع لعرقلة عمل المعارضة عرقلة منهجيّة و لجم الألسنة عن التعبير الحرّ . إنّ جرعات الإصلاح التي تزعم السلطة في كل مرّة ضخّها في أوصال المنظومة القانونية ينتهي مفعولها بمجرد  ملامستها للواقع فتغدو إصلاحات قشريّة لا أثر لها في الجسم السياسي و ربما استفادت منها فئات من محترفي السياسة للصعود الشكلي إلى بعض المواقع موهمة نفسها بإنجاز دور مستحق في الحياة الوطنية يتمثل في المشاركة المسؤولة في تأثيث تصور السلطة لإنجاز انتقال ديمقراطي يكاد لا يرى لفرط مجهريته . و مثل هؤلاء تحتاجهم السلطة و يحتاجونها و للمجتمع فيهم رأي آخر  ليس من الصعب  إدراكه . إن انقضاء ما ينيف عن نصف قرن من انتصاب الدولة الوطنية دون التوفق إلى إحداث النقلة النوعيّة في المشهد السياسي لهو من علامات الهدر البارزة في حياتنا السياسية و لعلّ الصورة الأشدّ تجسيدا لذلك هو الاتفاق الضمني بين حساسيات سياسة كثيرة بأن الاستمرار في المشاركة في هكذا انتخابات إنما هو إمعان في إلحاق ندوب إضافية بجسم تعاورته السهام بعد السهام حتى غدا فاقدا للإحساس أو يكاد . ليس المطلوب – بلا ريب – تلاوة المراثي على السياسة المسجاة و لا رفع الصوت بالبكاء والعويل على الفرص المهدورة لأن حياة الشعوب مراوحة مستمرة بين النهضة و الكبوة و هي في تأرجحها بين هذين القطبين إنما تراكم شروط التحوّل نحو الغاية المنشودة التي تتساوي فيها مع تجارب أخرى استوعبت الدرس و ضربت صفحا عن نصائح أصحاب المصلحة في إبقاء الأوضاع على حالها . و لا نحسب أنّ جهة ما – أيا كانت سلامة تحليلها بقادرة على إقناع التونسيين بأنهم مازالوا صغارا عن الديمقراطية أو أن اقتراح هيئة مستقلة لإدارة الانتخابات هو مطلب راديكالي  وسقف عال تفصلنا عنه أبحر و جبال و لا نظن أن هناك عاقلا واحدا يستكثر  على التونسيين تحقق شروط دنيا لتأمين الانتقال الديمقراطي ، تلك الشروط التي بدونها لا يتحقق تعدد  و لا تنهض ديمقراطية و ليساءل تجارب الآخرين بداء من إفريقيا  جنوب الصحراء ووصولا إلى أعرق الديمقراطيات . إن المضي في مباركة السياسات القاضية ببقاء الحزب الحاكم مهيمنا على الحياة السياسية ومحتكرا السلطة على مدى عقود و عقود إنما هو سلوك يتنافى مطلقا و منطق الديمقراطية المؤسس على التداول إنّ سنّ القوانين بغاية إطالة عمر الحزب الواحد و بسط نفوذه على كل مفاصل الحياة العامة من البلدية إلى البرلمان إنما هو تشكيل لرؤية سياسية شمولية تتضارب تماما مع منطق الحكم الصالح و لا ينتج عنها بالضرورة إلا الترهل و ضعف البصيرة السياسية  و الانتشار الفوضوي لأمراض اجتماعية من محسوبية و سواها لن تنفك تهوي بالمجتمع إلى درك التفكك و الاضمحلال و لن تفتأ تنخر السلطة السياسية فتبتعد  عن الصواب يوما بعد آخر … و تأسيسا  على ما تقدّم فإن الانتخابات البلدية المنتظرة ستمرّ مثل طيف عابر، وسيكون من الصعب عليها تسجيل حضور ما في مجتمع أعياه التهريج و افتقد مذاق العمل السياسي إلى حين استرجاع عافيته . (المصدر: « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 543 بتاريخ 23 أفريل 2010)


الحكومة التونسية تُشيع الفاحشة في البلاد… نداء إلى علماء تونس والأمة !!!

 


بسم الله الرحمان الرحيم. حضرات المشايخ الكرام. 1 ــ الشيخ عثمان بطيخ مفتي تونس. 2 ــ الشيخ محمد المختار السلامي مفتي تونس الأسبق. 3 ــ الشيخ محمد الحبيب بلخوجة الرئيس السابق لمجمع الفقه الإسلامي بجدة. 4 ــ الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإسلامية التونسية. 5 ــ الشيخ الدكتور عبد المجيد النجار. 6 ــ الشيخ الدكتور أحمد جاب الله. 7 ــ الشيخ عبد الحميد الحمدي رئيس المجلس الإسلامي بالدانمارك. 8 ــ الشيخ محمد الهادي الزمزمي رئيس الهيئة العالمية للدفاع عن الإسلام بتونس. 9 ــ الشيخ الإمام يوسف القرضاوي. 10 ــ الشيخ الدكتور سلمان العودة. 11 ــ الشيخ نبيل العوضي. السلام عليكم جميعا ورحمة الله تعالى وبركاته. أما بعد. فلقد تواترت الأنباء في الأسبوع المنصرم بهجمة جديدة ضد حرمات الإسلام في أرض الزيتونة وإليكم بعضا منها: 1 ــ « كفرت بدين الله والكفر عند المسلمين حرام ». تلك هي أغنية فنان الجاز التونسي ظافر يوسف في مهرجان جاز قرطاج في الأسبوع المنصرم. المهرجان يرأسه السيد مراد المطهري. تفاجأ الجمهور بتلك الصفاقة غير المعهودة ولاذ بعضهم بالخروج. (ورد الخبر في الصحافة التونسية وعلى موقع براقش الإلكتروني). 2 ــ « ليست جميلة شقراء بل إنه رجل وسيم ». تلك هي آخر كلمة في مسرحية بعنوان الكوميدي لصاحبها بيار بالماد بالمسرح البلدي بالعاصمة التونسية حيث ظل الممثل يطوف بالمتفرجين على مغامراته الجنسية مع عشيقته ظنا منهم أنها أنثى حتى فاجأهم بقوله أنها ليست جميلة شقراء بل إنه رجل وسيم ثم اعترف أنه شاذ جنسيا ولا عيب في ذلك. (نقل التقرير الصحفي التونسي نبيل الباسطي في صحيفة الصباح التونسية التي يملكها صهر الرئيس التونسي صخر الماطري بتاريخ: 27 أبريل نيسان 2010). 3 ــ « هذه هي أول مرة في التاريخ العربي والإسلامي تعرض فيها الملابس الداخلية النسائية علنا ». ذلك هو تباهي وافتخار السيدة نزيهة نمري منظمة الدورة الأولى من صالون متوسطي للملابس الداخلية النسوية بتونس من 15 حتى 17 أبريل نيسان 2010. قدمت العرض عشر شابات تونسيات من صويحبات الأحياء الراقية بالعاصمة التونسية. (نقلت الخبر وكالة الأنباء الألمانية « د ب أ » وبعض الصحافة التونسية).  
حضرات المشايخ الفضلاء. تشهد تونس بفضل الله سبحانه منذ سنوات صحوة تديّن واسعة قيضها سبحانه لتكون هزيمة لخطة تجفيف منابع التدين التي تأسست عليها جمهورية العدوان ضد الإسلام لما بعد بورقيبة ولله الحمد والمنة سبحانه أن حفظ تونس مما تشهده كثير من البلدان العربية والإسلامية من ردود أفعال معروفة أسبابها ومعروفة عواقبها الوخيمة على البلاد والعباد غير أنّ التمادي من قبل الحكومة التونسية في الاستخفاف بالهوية الوطنية للتونسيين (العروبة والإسلام) قد يكون سببا مهما من أسباب الفتنة الداخلية المدمرة التي توهن ما بقي من عرى تكافل ووفاق سيما أن سد منافذ حريات التعبير يغذي تلك الحالة المحتقنة مما يعجل بإنفجارات لن يستفيد منها غير أعداء المشروع الإسلامي المعاصر بهويته الثقافية والحضارية. حضرات المشايخ الفضلاء. لا يفوتني أن أجدد لكم الشكر على جهودكم الطيبة رعاية للحالة التونسية التي تشكل نشازا عربيا وإسلاميا على امتداد نصف قرن كامل بل أزيد كما أناشدكم التدخل لدى من ترونه لذلك أهلا وبما ترونه صالحا لأجل تخفيف من معاناة الإسلام الجريح في تونس، التي احتضنت أول معلم ديني إسلامي دعوي علمي في الأرض بعد الحرمات الثلاث التي لا تشد الرحال إلّا إليها. وفقكم الله وسدد خطاكم. والسلام. ألمانيا، في 27 أبريل نيسان 2010. الهادي بريك ـ تونسي مقيم بألمانيا.


الأجـراء يدفعون ضريبة الأزمة الاقتصادية


أحمد نجيب الشابي ارتفع مؤشر الأسعار عند الاستهلاك إلى 5.2 نقطة مئوية خلال الثلاثية الأولى من هذا العام. أما المواد الغذائية التي تسهم في تركيبة هذا المؤشر بأكثر من الثلث فقد ارتفع مؤشرها بـ 8,3 نقطة مئوية. ولئن لم تعط نشرية المعهد الوطني للإحصاء لهذا الشهر تفصيلا عن مكونات هذا الارتفاع يجدر التذكير بأن أسعار المواد الغذائية سبق أن عرفت التهابا سنة 2008 زاد عن 16 بالمائة بالنسبة للحليب و12 بالمائة بالنسبة للزيوت و7,5 بالمائة بالنسبة للحبوب و6,6 بالمائة بالنسبة للخضر. ولارتفاع  الأسعار أسباب متعددة منها المستورد كغلاء أسعار الطاقة والمواد الغذائية ، أو تغير صرف العملة في الأسواق العالمية ومنها الظرفي وآخر بنيوي متعلق بإستراتيجية التنمية المتبعة في بلادنا. من الأسباب  الظرفية لارتفاع الأسعار هذه  السنة الإجراءات التي اتخذتها  الدولة لمواجهة تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية. إذ تراجعت صادرات البلاد في السنتين الماضيتين بنسب فاقت العشرين بالمائة وتدنى معدل التنمية إلى ما دون الثلاثة بالمائة، خلال العام الماضي. ولمواجهة تراجع الطلب الخارجي هذا وتأثيراته السلبية على التشغيل والتنمية، وفي محاولة منها للرفع من معدل النمو بنصف نقطة مئوية، قررت الدولة صرف نفقات عمومية تقدر بـ 1,4 بالمائة من الناتج الداخلي الخام لدعم المؤسسات المصدرة وإحداث مواطن شغل في القطاعات قليلة الاعتماد على التوريد. وإلى ذلك سلكت الدولة سياسة تشجع السيولة النقدية بما يجعل القطاع البنكي يسهم في دفع الاستثمار والاستهلاك لتنشيط الطلب الداخلي. كان متوقعا أن تؤدي هذه السياسات إلى تفاقم عجز الميزان التجاري من جهة وإلى عودة التضخم وهو ما تحقق فعلا، وبرز من خلال الأرقام عن ارتفاع مؤشر الأسعار لدى الاستهلاك العائلي. إلى هذه  الإجراءات التي عمقت عجز ميزانية  الدولة وساهمت في التضخم النقدي، وفي محاولة منها للتعويض عن تراجع مداخيل الدولة من الضرائب على الشركات بسبب فتور النشاط الاقتصادي، التجأت الدولة إلى الرفع من أسعار المحروقات والتخفيض من دعم المواد الغذائية مما فاقم ارتفاع مؤشر الأسعار عند الاستهلاك العائلي. ارتفاع الأسعار، ولئن كان ظاهرة سلبية تعمل كل المجتمعات على تفاديها، يتحول إلى كابوس حقيقي في البلدان التي لا تربط بطريقة أو أخرى سلم ارتفاع الأجور بمستوى ارتفاع الأسعار، ما يجعل الأجراء يدفعون من طاقتهم الشرائية ثمن هذا الارتفاع، وهو ما يقع بالذات في بلادنا التي لا تواكب فيها الزيادات السنوية في الأجر الأدنى نسبة ارتفاع الأسعار، والتي تخضع فيها بقية الأجور إلى مفاوضات اجتماعية تقع مرة كل ثلاثة سنوات. حجر الزاوية  في منوال التنمية المتبع في بلادنا منذ عقود والذي يقف وراء هذا  التباعد بين الأسعار والأجور  هو اختيار الدولة أن تحتل تونس الدرجة السفلى من سلسلة الإنتاج العالمية بحيث تتخصص  في نشاط المناولة والتركيب وإنتاج بضاعة  تكون كتلة الأجور قيمتها المضافة الوحيدة  وعنصر مفاضلتها الوحيد في الأسواق  الخارجية. هذه الإستراتيجية التنموية تقتضي إذن الضغط على الأجور وتشغيل يد عاملة قليلة المهارة، بخسة الثمن، يسهل الاستغناء عنها عند ظهور خلافات في العلاقات الشغلية. فضلا عن هذه النتيجة الاجتماعية الثقيلة على الأجراء، تنجم تشوهات اقتصادية تعيق عملية التنمية ليس أقلها انفصال قطاع المؤسسات المصدرة عن النسيج الاقتصادي المحلي بحيث لا تسهم هذه المؤسسات في دفع الطلب الداخلي ولا في نشر التقنيات الحديثة (نسبة اندماج المؤسسات العاملة في قطاع النسيج وفي الصناعات الميكانيكية والكهربائية الموجه للتصدير لا تتجاوز 3 بالمائة). و تسهم المؤسسات العاملة للسوق المحلية بدورها في تعميق هذه التبعية التكنولوجية  وفي ضعف نسبة اندماج الاقتصاد المحلي بتفضيلها الاعتماد في نشاطها الإنتاجي على توريد التجهيزات والمواد الأولية والبضاعة نصف المصنعة من الأسواق الخارجية بما يجعل من كتلة الأجور الكلفة الوحيدة التي تتحكم فيها والتي تضغط عليها لتحقيق أقصى الربح. في ظل خيارات موجهة بصفة رئيسية إلى السوق الخارجية كالتي تعتمدها الحكومة ، تصبح الأجور عبئا على الإنتاج عوضا عن أن تكون محفزا للاستهلاك المحلي، ودافعا بالتالي للاستثمار والنمو.  وفي ظل خيار كهذا تتعمق الفوارق الاجتماعية عند توزيع دخل قطاع الصادرات بين أجور بخسة تدفع لمئات الآلاف من العمال والعاملات ، وبين ثروات ضخمة تقتسم بين المستثمرين الأجانب ونظرائهم المحليين. وفي ظل مثل  هذه الخيارات المعتمدة على تصدير  عدد محدود من البضائع (ملابس، قطع  غيار، زيوت، فسفاط الخ..) إلى عدد محدود من البلدان (فرنسا، إيطاليا، إسبانيا، ألمانيا دون غيرها من بلدان العالم) يصبح تعويم العملة الوطنية وتراجع قيمتها عاملا مساعدا على التصدير ولئن ساهم بقسط غير قليل في ارتفاع الأسعار. وفي نطاق مثل  هذه الخيارات أيضا نفهم أن تتفشى بطالة حاملي الشهادات الجامعية وأن ينهار مستوى التعليم، رغم انتشاره كميا، إلى درجة أن ثلثي الشبان التونسيين في سن الخامسة عشرة يعدون في حالة أقرب إلى الأمية حسب نتائج الاختبارات الدولية، وأن يفشل تسعون بالمائة من المرشحين لشهادة شعبة الآداب من الباكالوريا في الحصول على المعدل في أي من اللغات العربية والفرنسية والانجليزية كما جاء في التقرير الرسمي المنشور بعنوان « الاستشارة الوطنية حول الشباب »، بما أن البلاد ليست في حاجة إلى التجديد والتطوير ولا إلى إنتاج بضاعة عالية القيمة المضافة وقادرة على المنافسة الدولية. لذلك وفي  انتظار أن يقرر ضمن قوانين البلاد الاجتماعية ربط سلم الأجور بمؤشر الأسعار ومراجعتها دوريا وفقا لارتفاع الأسعار، لا يمكن لبلادنا أن تسلك سياسة اجتماعية عادلة، تحد من التفاوت بين الطبقات والجهات، دون أن تغير منوال التنمية المتبع وأن تعتمد استراتيجيا تجعل من السوق المحلية حجر الزاوية في كل ما تقدم عليه من أنشطة وأعمال، ذلك أن اندماج السوق المحلية وانفتاحها على محيطها الإقليمي وعلى العالم الرحب هو الوحيد الذي يمكن أن يحفزها على توطين التقنية وعلى البحث والتجديد والرفع من القيمة المضافة لما تنتجه ودعم قدرتها التنافسية وعلى تشغيل اليد العاملة الماهرة التي تخرجها مؤسسات التعليم والتكوين فيها وعلى أن تجعل من ارتفاع القدرة الشرائية لمواطنيها حافزا على الاستثمار والتشغيل والنمو والرخاء. (المصدر: « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 543 بتاريخ 23 أفريل 2010)  


الحزب الديمقراطي التقدمي مكتب العمل الاجتماعي بيان بمناسبة 1 ماي

 


أيها الشغالون بالفكر و الساعد: تحل ذكرى 1 ماي لهذا العام في ظل تعمق المصاعب الاقتصادية و الاجتماعية التي تعيشها بلادنا بما يزيد من عسر و حياة الأغلبية الساحقة من التونسيين. إذ بلغ خيار الاعتماد على الطلب الخارجي إلى طريق مسدود، و مع تراجع الاستثمار و الصادرات و مداخيل السياحة و العمال التونسيين بالخارج تسارعت وتيرة غلق المؤسسات والتخفيض في الإنتاج و تسريح العمال و تفاقمت جراء ذلك أعباء الموازنة و الضمان الاجتماعي  و ازداد  تفشي البطالة نظرا لعجز نسق النمو الاقتصادي الحالي على استيعاب ارتفاع الطلب المتنامي على الشغل وتوسعت دائرة التشغيل الهش الذي طال الوظيفة العمومية وتواصل مسلسل حصد أرواح العديد من الشباب التونسي فيما بات يعرف بقوارب الموت و شهدت القدرة الشرائية للشغالين و ذوي المداخيل المتدنية المزيد من التدهور جرّاء ارتفاع أسعار  المواد الاستهلاكية و تزايد ضغوطات الإنفاق على الخدمات الأساسية و ارتفاع نسبة التداين الأسري. كما ازداد تدني مستوى الخدمات الاجتماعية و برزت إرادة اقوى للتفريط في مجانية التعليم و تفاقمت أزمة نظام أنظمة الضمان الاجتماعي على خلفية تواصل عجز المنظومة الاقتصادية على إحداث مواطن الشغل بالاقتران مع اختلال التوازنات المالية للصناديق الاجتماعية، في مقابل ذلك تزايد منسوب الاحتقان الاجتماعي في العديد من الأوساط و الجهات ليعبر عن نفسه في الكثير من المظاهر الاحتجاجية التي عرفت في بعض الحالات أشكالا مأساوية. ضمن هذا السياق يتطلع الشغالون التونسيون في حيرة و ترقب لنتائج الجولة الثامنة من « المفاوضات الاجتماعية » التي يعتزم الاتحاد العام التونسي للشغل خوضها في مناخ يحمل على الاعتقاد بأن نتائجها سوف لا تفي بتدارك انهيار المقدرة الشرائية و تحسين ظروف العمل و ذلك في ضوء الإعلان الرسمي عن تراجع نسبة النمو الاقتصادي و احتمالخضوعها للرهانات و الاستحقاقات السياسية و النقابية للمرحلة القادمة. من جانب آخر عرفت حالة الحقوق و الحريات و خاصة في أعقاب الانتخابات الرئاسية و التشريعية أكتوبر 2009 مزيدا من التدهور حيث تصاعدت وتيرة المحاكمات بغاية تجريم الإرادة المستقلة للمشاركة في العمل العام لتشمل الإعلاميين المستقلين و الطلبة النقابيين و بقي ملف الحوض المنجمي بعد إطلاق سراح قادة الحركة الاحتجاجية جرحا مفتوحا طالما لم تطو صفحة الملاحقات القضائية و الأمنية  و لم تقع إعادة الاعتبار المهني و الحقوقي و الاجتماعي لكل من شملهم التعسف من أهالي المنطقة كما تستمر حالة التضييق و المحاصرة لكل الهيئات المدنية و السياسية المستقلة للحيلولة دون بروز البدائل السياسية الجادة في سياق حالة من الغموض الذي يلف مستقبل تونس نظرا  لما يكتنف النهاية الدستورية للولاية الأخيرة للرئيس الحالي من تعتيم لذلك فإن الحزب الديمقراطي التقدمي  يجدد مطالبته بإخراج المسألة لدائرة الضوء و يطرح ضرورة التوافق الوطني على قواعد دستورية و تشريعية و سياسية  لانتقال السلطة بمشاركة كل التونسيين من أحزاب و جمعيات و شخصيات وطنية دون إقصاء أو استثناء و ذلك ضمن أوسع الدوائر الممكنة للحوار الوطني التي تتوج بندوة وطنية دستورية تحدد الأفق المستقبلي التوافقي لتطور البلاد و تؤهلها لرفع التحديات الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية القائمة الأمر الذي يتطلب الإسراع بسن الإجراءات الانفراجية الضرورية لفتح الفضاء العمومي أمام المشاركة السياسية في الإطار الشرعي. إن الحزب الديمقراطي التقدمي الذي رفع لواء التغيير و الإصلاح  يؤكد مجددا عدم جواز الفصل بين الحقوق المدنية و السياسية و بين الحقوق الاقتصادية و الاجتماعية و يرفض بشدة غياب التوازن في اهتمام السلطة بين المؤسسة الاقتصادية التي تتمتع بمختلف أصناف الإعفاءات و الامتيازات الضريبية و المالية و بين قوة العمل التي تجمد أجورها و تشدد عليها القبضة الجبائية عبر الخصم من المورد فضلا عن تراجع الإنفاق العمومي على الخدمات الاجتماعية فإنه يعلن يطالب الحكومة بالتعجيل في : 1 ـ إقرار الحد الأدنى للأجور في القطاعين الصناعي و الفلاحي بما لا يقل عن 420 د و ذلك بمعيار دولارين في اليوم للفرد الواحد على قاعدة معدل التركيبة العائلية ب 5 أفراد. 2 ـ الترفيع الفوري في الأجور و المرتبات في القطاعين العمومي و الخاص بنسبة 25 بالمائة و تعميمها على الجرايات. 3 ـ إقرار تكفل الدولة بخفض نسبة التداين الأسري بنسبة 50 بالمائة. 4 ـ الترفيع في مبلغ منحة انتفاع العمال عند التسريح لأسباب اقتصادية من 200 د إلى 300 د و الترفيع في مدة الانتفاع من سنة إلى سنتين على الأقل حتى توفر إمكانية إعادة الإدماج المهني. 5 ـ تحجير كافة مظاهر التشغيل الهش و تجريم عدم التصريح بالأجور الحقيقية للصناديق الاجتماعية. 6 ـ الترفيع في المدة القانونية للتتبع القضائي لديون الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي المحمولة على المشغّل من 3 إلى 10 سنوات بمفعول رجعي لا يقل عن 5 سنوات. 7 ـ إنهاء العمل بمساهمة الصناديق الاجتماعية في تمويل ميزانية وزارة الصحة. 8 ـ تخصيص نسبة 20 بالمائة من المقابيض الجبائية بعنوان الضريبة غير المباشرة لصالح الصناديق الاجتماعية. 9 ـ إقرار منحة البطالة للمعطلين من أصحاب الشهادات و تمتيعهم بمجانية العلاج حتى لحظة مباشرة العمل مع إعفائهم من دفع معاليم التنقل و المشاركة في المناظرات الوطنية. عاشت نضالات العمال التونسيين.   عن مكتب العمل الاجتماعي محمد الهادي حمدة  

بيان غرة ماي 2010 للقاء الديمقراطي للتصحيح النقابي بيان غرة ماي

 


أيتها النقابيات، أيها النقابيون أيتها العاملات، أيها العمال نحيي اليوم مع سائر عاملات وعمال ونقابيات ونقابيي العالم، عيد العمال العالمي في ظرف خاص يتميز أساسا بنتائج الأزمة الاقتصادية الرأسمالية العالمية التي هزت أركان أقوى اقتصاديات البلدان الرأسمالية الأكثر تقدما والبلدان والشعوب الضعيفة المرتبطة بها كبلادنا والتي كبدت الشغالين بالفكر والساعد خسائر مادية واجتماعية جديدة، فتفاقمت ظاهرة البطالة والتسريح وغلق المؤسسات لتمس الملايين في قطاعات النسيج والسياحة والصناعات الميكانيكية والخفيفة وفي قطاعات الخدمات وانتشر الفقر على أوسع نطاق وتردت المقدرة الشرائية وظروف الحياة وساءت خدمات الصحة والتربية والتعليم والنقل وسائر الخدمات العمومية الأخرى وشن هجوم كاسح على المكاسب التي أحرزتها الحركة العمالية وعلى الحق النقابي وتعقّدت ظروف النضال والاحتجاج والتكافل الجماعي وسادت حالة من الإحباط واللامبالاة. هذه هي الظروف الدولية والمحلية العامة التي تلقي بضلالها اليوم على بلادنا والتي، نظرا لهشاشة اقتصادنا وارتباطه بالرأسمالية المعولمة، ستعاني من نفس الانعكاسات بحجم أكبر ووتيرة أشد وقد ظهرت عديد المؤشرات على ذلك حيث تراجعت المؤشرات الاقتصادية العامة في مستوى الإنتاج والاستثمار والتسويق والادخار والاستهلاك حتى بات اقتصادنا مهددا بأزمة أشد ستسرّع أكثر في حملات الطرد وغلق المؤسسات كما جرى في منزل بورقيبة والشرقية وبن عروس وقابس وغيرها كما ستتسبب في مزيد تدهور المقدرة الشرائية للشغالين وستكون مناسبة سيستغلها الأعراف والإدارة أكثر ليشددوا في وتائر الاستغلال ومحاصرة النضال العمالي والتضييق على الحق النقابي. وكان يفترض أن يتهيأ الاتحاد العام التونسي للشغل، الذي راكم على مدى فترة طويلة من الزمن، منذ انبعاثه على يد حشاد إلى اليوم تجربة طويلة حافلة بالنضالات، لمواجهة هذه المستجدات وحماية منخرطيه من المخاطر التي تتهددهم، غير أنه، وللأسف، ما انفك يتراجع عن دوره ليتحول إلى جهاز إداري منغلق على نفسه ومنعزل عن العمال، جهاز يعيش على تصريف شؤون الصراعات الداخلية التي تحركها الرغبة الجامحة في التمسك بالكراسي وتأبيد التحكم في القيادة لجني الامتيازات والمنافع الشخصية المادية وغير المادية. أيتها النقابيات، أيها النقابيون أيتها العاملات، أيها العمال يستمر الاتحاد العام التونسي للشغل على إتباع نفس أشكال التنظيم والعمل والنشاط رغم التغيّرات العميقة التي طرأت على عالم الشغل ومحيط العمل وعلى التركيبة الذهنية العامة للشغالين والنقابيين. فالهيكلة التنظيمية للاتحاد ما تزال كما هي منذ أكثر من 40 سنة رغم النداءات المتكررة والوعود الكثيرة بمراجعتها بل ما انفكت تزداد مركزة حتى تحولت الهياكلالقطاعية والجهوية إلى ما يشبه المصالح الإدارية التابعة تفتقر لأبسط هوامش العمل والمبادرة. ولقد ساعد هذا النمط التنظيمي واستفحال نزعة التصرف الفوقي والفردي على سقوط الاتحاد تحت هيمنة خط بيروقراطي لا يعطي للهياكل ولا للقواعد أية أهمية أخضع القانون الأساسي والنظام الداخلي لهذا المنطق فأصبحت للمكتب التنفيذي وللأمين العام صلاحيات ليس للهياكل ذات القرار ( المجلس الوطني والهيئة الإدارية ) أية سلطة أو رقابة عليها. أما على مستوى التسيير والنشاط فقد استمرت بأشكال تقليدية بيروقراطية تجاوزها الزمن فتراجع مردود الهياكل خاصة بعد أن تم تجميد الأنشطة الجماهيرية ( اجتماعات عامة وتجمعات وإضرابات ….) وتم تحويل وجهة الاحتفالات بالمناسبات النقابية ( ذكرى تأسيس المنظمة، ذكرى اغتيال حشاد، غرة ماي …) إلى النزل السياحية والفضاءات المغلقة لإفراغ ساحة محمد علي ودور الاتحاد فأصبحت المنظمة عبارة عن جهاز ضخم يعمل بطرق إدارية فاقدة للحيوية الجماهيرية وهو ما يفسّر حالة العزوف العامة عن الانخراط وعن تحمّل المسؤوليات ولعله أيضا ما يفسّر محدودية تمثيل الاتحاد في القطاعات العمالية ( أقل من 10 %  في أحسن الحالات ). لقد أفرز انخراط الاقتصاد التونسي في نظام الاقتصاد الرأسمالي المعولم ( الخوصصة وهشاشة التشغيل والتراجع في المكاسب الاجتماعية ….) جملة من المصاعب الجديدة في وجه العمل النقابي والنقابيين وكان من المفترض أن تراجع المنظمة أساليب توجهها للعمال وطرق تأطيرهم وتنظيم نشاطاتهم بما يتماشى والظروف الجديدة ولكن القيادة التي لم يعد يهمها سوى مواقعها وكراسيها وامتيازاتها حافظت على أنماط العمل القديمة التقليدية. ولكي يتيسّر لها ذلك ضربت على النقابيين الذين يخالفونها الرأي حصارا، بتنفير العمال منهم على أنهم  » سياسيون « طورا وبأنهم  » يعادون الاتحاد  » طورا آخر هذا إذا لم تتدخل بأشكال مفضوحة لتدلّس المؤتمرات وتنقلب على إرادة القواعد بأشكال أخرى متعددة منها بالخصوص حملة التجميد والطرد من الاتحاد بافتعال ملفات أخلاقية ومالية مفبركة لتصفية خصومها. وللتغطية على ذلك تواصل القيادة صرف الأموال الطائلة لشراء الذمم وصناعة الأتباع ( منح ورحلات وسفرات للخارج وغض الطرف عن ملفات فساد مالي وتشجيع على الارتشاء وعقد الصفقات مع الأعراف ….) وتستمر في حشد الوشاة والمتملقين ضد النقابيين لبث حالة من الخوف والاستكانة فيما تجند أدوات الدعاية ( جريدة الشعب…) وتستغل كل المناسبات وتركب على بعض الملفات مثل ملف اغتيال حشاد لتزايد وتستثمر أمجاد وتضحيات الرواد والزعماء لتلميع صورتها. أيتها النقابيات، أيها النقابيون أيتها العاملات، أيها العمال إن  ملفات حارقة مطروحة اليوم على الاتحاد العام التونسي للشغل مثل ملف المفاوضات الاجتماعية للزيادة في الأجور وملف إصلاح أنظمة التقاعد والمناولة والمتاجرة باليد العاملة ومراجعة نظام الجباية والحق النقابي وظروف العمل وغيرها من القضايا ذات الصلة المباشرة بحياة العمال ومستقبل الأجيال والبلاد، ملفات تتعامل معها القيادة بكامل الاستخفاف والإهمال فيما تسخّر كل جهودها لإعداد العدة للانقلاب على مقررات مؤتمري جربة والمنستير بخصوص الترشح للمكتب التنفيذي أو ما يعرف بمسألة الدورتين والفصل العاشر من القانون الأساسي. لقد شنت القيادة منذ مستهل 2007 ومباشرة بعد مؤتمر المنستير حملة واسعة النطاق للانتقام من كل من تمسك ودافع على الفصل 10 المشار إليه وجندت لذلك لجنة النظام الوطنية لتجمد وتطرد النقابيين في كل من تونس والقصرين وقفصة وصفاقس وبنزرت ونابل … وأجّلت عقد المجلس الوطني للاتحاد مخالفة لقوانين المنظمة عسى أن تتوصل إلى تعديل موازين القوى وتوفر شروط مراجعة القانون الأساسي كي يتمكن أعضاء المكتب التنفيذي الحالي من الترشح مجددا وتأبيد وجودهم على رأس المنظمة وهو ما خلق جوا من الاحتقان دفع بالعديد من النقابيين إلى اللامبالاة وهو يؤشر في نفس الوقت، نتيجة حالة الغضب، على إمكانية تفجر الأوضاع الداخلية إما بظهور حركة تمرّد أو باللجوء إلى هجران الاتحاد والتفكير في بديل عنه أكثر التحاما بقضايا العمّال. أيتها النقابيات، أيها النقابيون أيتها العاملات، أيها العمال لقد أثبت هذا الخط البيروقراطي فشله على المستويين الداخلي والخارجي. فكما فشل داخليا في تسيير المنظمة بصورة ديمقراطية وفي توسيع تمثيليتها جماهيريا في صفوف الطبقة العاملة في القطاعين الخاص والعام وفي تحسين صورتها وتدعيم مصداقيته لدى المجتمع السياسي والمدني التقدمي والديمقراطي فقد فشل هذا الخط أيضا على المستوى الخارجي في الحفاظ على مكانة الاتحاد في المحافل النقابية الدولية والإقليمية والعربية وفي تمتين روابطه مع المنظمات النقابية ولا أدل على ذلك الهزيمة التي مني بها الاتحاد مؤخرا في مؤتمر الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب الأخير في السودان بسبب الخطاب المزدوج والرهانات الخاطئة للأمين العام والمكتب التنفيذي هذا علاوة ما أصبح عليه الاتحاد النقابي المغاربي من تصدّع وانقسام نتيجة مواقف وطرق تسيير أمينه العام ( عبد السلام جراد ). أيتها النقابيات، أيها النقابيون أيتها العاملات، أيها العمال تهرب القيادة باحتفالات عيد العمال العالمي هذه السنة إلى سوسة بنية إفراغ ساحة محمد علي وجريا على عادة طمس هذه المناسبة العزيزة على كل شغالي العالم وعمال تونس هروبا من احتجاج النقابيين وخوفا من النقد ورفضا لكل المساعي الجادة والصادقة لتصحيح أوضاع المنظمة التي باتت في حالة مرض وعجز. وأمام إصرار القيادة على مزيد تعفين أوضاع الاتحاد نعتقد أن تصحيح  مسار المنظمة أصبح مهمة ملحة وعاجلة وهي مسؤولية تلقى على عاتق كل النقابيين وتمرّ حتما عبر مواجهة الأطراف والعناصر المتنفذة في القيادة التي سخّرت الاتحاد لمصالحها ونحن على قناعة بأن هذه المهمة ليست بالمستحيلة إذا ما تحمّل كل من موقعه مسؤولياته مثلما يقتضيه واجب الوفاء للرواد الذين أسسوا الاتحاد والأجيال التي مرت عليه والتضحيات التي تكبدوها ومثلما يقتضيه واجب الوفاء لمصالح ومطامح العمال الذين يرون في الاتحاد السقف الذي يستظلون به درءا للمخاطر وحماية للحقوق وحفظا للمكاسب. عاش الاتحاد العام التونسي للشغل ديمقراطيا ومستقلا ومناضلا لا للفساد والتمعش من المسؤولية النقابية لا لمراجعة الفصل 10 من القانون الأساسي اللقاء الديمقراطي للتصحيح النقابي غرة ماي 2010     المصدر  :  منتدى » الديمقراطية النقابية و السياسية  » الرابط  : http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p  


بيان انسحاب من الجامعة العامة التونسية للشغل بيان انسحاب

لقد فرضت المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية العالمية تحولات جوهرية داخل البلاد وخدمة للمصلحة الوطنية وللعمل النقابي الجاد عمل ثلة من المناضلين والوطنيين النقابيين على مدى سنوات ومن اجل مفهوم متطور ومن اساليب حديثة تخدم مصلحة الشغيلة وتساهم في تطور المجتمع والبلاد في مواجهة القفزة التكنولوجية وما احدثته من تغيرات فكانت الجامعة العامة التونسية للشغل عملا ميدانيا وشفافا وديمقراطيا يضع جميع فئات المجتمع امام تحدي التطور المسؤول حقوقا وواجبات . وبعد انفراد المنسق العام للجنة الوطنية بالراي والتشاور والقرار بعيدا عن الاعضاء الاخرين وفي ظل تعتيم اعلامي لما يحدث في صلب الكنفيدراليةسواء عبر الاتصالات الداخلية او الخارجية يؤسفني اعلام بقية اعضاء اللجنة الوطنية بانسحابي الحالي من العمل النقابي الى ان ياتي ما يخالف ذلك وذلك احتراما للمبادئ التي انشئت من اجلها الكنفيدرالية ومن اجل احترامي لكل من انخرط في نقابات التعليم والفلاحة والمناجم… وحفاظا على مصداقيتي مع الجماعة التي عملت بكل ديمقراطية وشفافية ووطنية لا يمكنني الاستمرار في ظل غموض وانفراد بالراي والمعلومة والقرار من لدن المنسق العام للكنفيدرالية. وعلى بقية اعضاء اللجنة اتخاذ القرارات الصائبة النقابية والوطنية بعيدا عن الاتصالات الشخصية والممارسات التي لا تمت بصلة للعمل النقابي الذي عملنا من اجله سنوات . بكل اسف انسحب من الكنفيدرالية لغياب التشاور والديمقراطية ومصلحة الاخرين اذ لا يمكنني العمل مع المنسق العام للجنة الوطنية السيد الحبيب قيزة الذي يؤمن بالعمل الفردي لا الجماعي وهو ما يقوض الاسس التي انبنت عليها الجامعة العامة . فاطمة الشريف شاعرة وروائية وكاتبة عامة نقابية جهوية بالاتحاد العام التونسي للشغل سابقا عضو مؤسس بالجامعة العامة التونسية للشغل


حجة أخرى على الدور التخريبي والتآمري للمدير الجهوي للشغل بالمنستير السيد سعيد يوسف

تسربت اليوم معلومات تفيد بأن المدير الجهوي لاتحاد الشغل بالمنستير قد قرر إحالة أعصاء النقابة الأساسية لمؤسسة  » بينتون » على لجنة النظام بحجة تطاولهم على كاهية أعماله المدعو المنجي الشرفي رئيس مصلحة القطاع الخاص بنفس الادارة الجهوية. علما وأن النقابة المعنية لم يمض سوى شهر عن تركيزها وهي بالتالي تفتقد للتجربة الدنيا التي تخول للسادة القائمين غلى تسيير إدارة الشغل بالمنستير بمحاسبتها على ما يمكن أن تقترفه من #أخطاء كما لا يخفى على المتابع بأن نقابة بينتون هي بصدد معالجة ملف العاملين المطرودين واللذين اتخذت من أجلهما قرار الاضراب الذي كان مبرمجا ليوم 20/04/2010 ثم أجل بطلب من مدير الاتحاد الجهوي للشعل والبعض من أزلامه ليوم 29/04/2010  حتى يتركوا لادارة المؤسسة فرصة لاصلاح خطئها المتمثل في طرد العاملين دون إحالتهما على مجلس التأديب.وما يؤكد انخراط سعيد يوسف وذيله المنجي الشرفي في هذه المؤامرة قرارهم بإحالة أعضاء النقابة على لجنة النظام وفسحهم المجال أمام رئيس قسم تفقدية الشغل والمصلحة ليتولى بدوره ترهيب العمال وحملهم على الاستسلام للأمر الواقع وقبول قرار الفصل عن العمل -رغم اعتباطيته – مقابل الحصول على التعويضات المالية التي ستتكرم بها إدارة المؤسسة على هؤلاء المطرودين.. أولا تعد ‘حالة أعصاء النقاية في هذا الظرف بالذات ضوءا أخضر للقائمين عن المؤسسة بتصفية ملف المطرودين وفق مشيءة الادارة؟ ومن سيأطر العمال من أجل مواصلة الدفاع عن زميليهما؟ وأي ذنب اقترفه هؤلاء حتى تحيلوهم على لجنة النظام؟ وهل أن مجرد الاختلاف مع رغبتكم في الخنوع لارادة الأعراف يعد جرما يستوجب المثول أمام لجنة النظام؟ ثم هذه النقابة لم يمض على تكوينها سوى بضعة أسابيع وقد استجارت بالاتحاد أملا في أن يساعدها على تحقيق مطالبها المشروعة  ويوفر لها ولسائر عمال المؤسسة الحماية الضرورية وإلا لما جاؤوكم ولما انخرطوا لديكم؟ أي أن موقفهم منكم ÷و بالضرورة إيجابي، فماذا تغير في الأمر ليتحولوا إلى موقع التطاول عليكم؟  ختاما أملنا ما زال معقودا على بقية أعضاء المكتب التنفيذي ليخرجوا من سلبيتهم ويوقفوا هذه التصرفات الخرقاء كما أننا نأمل بأن قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل لا يمكنها أت تسكت على مثل هذه التصرفات وستتدخل في الوقت المناسب لارجاع الأمور إلى نصابها عن عمال مؤسسة بينتون

 


لائحة المجلس القطاعي الجهوي للتأطير و الإرشاد التربوي بمدنين


نحن أعضاء الفرع الجامعي للتأطير و الإرشاد التربوي بمدنين و الكتّاب العامون للنقابات الأساسية بمدنين المجتمعون اليوم الاحد 25 أفريل 2010 بمقر الإتحاد الجهوي للشغل بمدنين و بإشراف الاخ مسعود لبيض الكاتب العام المساعد المسؤول عن النظام الداخلي و بعد تدارس وضع القطاع على المستوى الجهوي و الوطني و إنسجاما مع ما صدر من لوائح عن الإجتماعات العامة للنقابات الأساسية بالجهة نعلن : 1-رفضنا لتنامي ظاهرة المنتفعين بالآلية16 بمهام تربوية و فنية و إدارية و هي بالأساس من مشمولات أبناء القطاع فإننا نؤكد على حقنا في التصدي لهذه الظاهرة بكل الوسائل المشروعة و نحمل الإدارة الجهوية و مديري المؤسسات التربوية مسؤولية ما ينجر عن ذلك من تبعات و ندعوهم للتقيّد بالمناشير المقنّنة لهذه الآلية ( المنشور عدد 36 المؤرخ في 7 سبتمبر 200 المتعلق بتنفيذ برامج الصندوق الوطني للتشغيل ). 2-و إذ نعبّر عن إستعدادنا للقيام بواجبنا في إنجاح كافة الإمتحانات الوطنية إلا ان استثنائنا من التمتع بمكاسب مادية و معنوية على غرار بقية الأطراف يضطرّنا إلى مقاطعة كافة الإمتحانات الوطنية دورة 2010 ما لم تتحقق مطالبنا المشروعة عاشت وحدة التأطير و الإرشاد التربوي من اجل واقع مهني أفضل عاش الإتحاد العام التونسي للشغل حرا مستقلا و مناضلا عن المجتمعين الكاتب العام للفرع الجامعي الكاتب العام المساعد المسؤول عن النظام الداخلي رضا بن زغدان مسعود لبيض — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  


محاكمة متهم آخر من أحباء الترجي


تونس-الصباح أحيل يوم أول أمس الإثنين على أنظار الدائرة الجناحية بالمحكمة الابتدائية بتونس متهم آخر في قضية أعمال العنف و الشغب التي جدت بملعب المنزه إثر لقاء الترجي الرياضي و حمام الأنف و ينضاف هذا المتهم إلى قائمة المتهمين الذين أحيلوا على المحكمة يومي الأربعاء و الخميس الماضيين و نشرت « الـصباح » أطوار محاكمتهم. و قد وجهت المحكمة للمتهم تهمة الإضرار عمدا بملك الغير و الإعتداء على الأخلاق الحميدة و إحداث الشغب. و عند إستنطاقه أنكر أن يكون قام بأعما ل عنف أو شغب بملعب المنزه  و نفى إقتلاعه أي كرسي من المدارج. و بعدأن سجلت المحكمة أقواله أجلت المفاوضة و التصريح بالحكم الى جلسة يوم 29 أفريل مع بقية المتهمين في  أعمال العنف و الشغب.  مفيدة القيزاني (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 28 أفريل 2010)


العنف في الملاعب المنافسات الرياضية أصبحت متنفسا لمشاكل الجمهور

 


أعادت الأحداث التي شهدها الملعب الاولمبي بالمنزه يوم 8 افريل الجاري أثناء مباراة كرة القدم بين الترجي الرياضي ونادي حمام الأنف ، إلى الواجهة موضوع العنف في ملاعبنا الرياضية خاصة انه سبق لسلطة الإشراف  أن أعلنت  على لسان وزير الشباب والرياضة في ندوة صحفية يوم 5 فيفري 2009 عن تشكيل « لجنة تنكب على دراسة هذا الموضوع وإيجاد جملة من الصيغ والقرارات الجديدة للحدّ من هذه الظاهرة ».  ورغم الأرقام المفزعة التي قدمها الوزير  حول الظاهرة وتناميها فإن نتائج اللجنة التي تم بعثها  لم تعلن إلى حدود اليوم ، ليعود الوزير مرة أخرى  في الأيام الأخيرة و يؤكد أمام مجلس النواب  أنه تم الإذن  بإعادة النظر في التشريعات الرياضية وتشكيل لجنة  لإعادة النظر في القوانين لمجابهة أعمال لا تقارن بما يحدث في دول أخرى. وفي انتظار هذه الولادة العسيرة لنتائج لجنة الوزارة، نحاول الوقوف على أبرز الأسباب التي تفسر انتشار ظاهرة العنف في ملاعبنا الرياضية من خلال استطلاع آراء مختصين ومتابعين ومتفرجين. وحسب  المعطيات التي قدمها الوزير حول العنف في الملاعب فإن هذه الملاعب تشهد إجراء  26550 مقابلة رياضية سنويا،  وانه خلال الموسم الرياضي2007 / 2008 تم تسجيل 797 تجاوزا غير رياضي وبلغت حالات العنف المتبادل بين اللاعبين 327 حالة  وتم الاعتداء على الحكام من قبل اللاعبين  بالعنف الجسدي في 68 حالة وبالعنف اللفظي في 221 مرة وسجلت حالات اعتداء  على المسيرين بالعنف المادي على الحكم في 17 مناسبة وفي 61 مرة بالعنف اللفظي. ويعزو بعض المتابعين للشأن الرياضي في بلادنا أسباب هذا العنف الذي بدأ في الاستشراء داخل ملاعبنا  إلى كون المنافسات الرياضية أصبحت متنفسا للعديد من الجماهير الرياضية للتعبير عن مشاكلهم الخاصة  اجتماعية كانت أم اقتصادية. كما يحمل هؤلاء المتابعون مسؤولية كبرى للإعلام الرياضي الذي تغلب عليه التغطية المثيرة وغير المنضبطة قبل المباريات من خلال التحيز لبعض الفرق دون غيرها . وحسب دراسة جامعية حول ظاهرة العنف في الملاعب  فإن الملاحظة العلمية الدقيقة تؤكد  لنا  إن هذه الظواهر ليست مجرد ظواهر مرضية ولا ميولات شخصية و لا هي نتيجة لتصرفات معزولة لأشخاص غير أسوياء، بل تصرفات محكمة التنظيم تخضع إلى مجموعة من القواعد و الاتفاقات و التقاليد فهي عبارة عن ثقافة فرعية ما فتئت تتطور يوما بعد آخر، نتيجة لرتابة العالم اليومي للمدرسة أو العمل أو حتى حالات البطالة. فالفرد الذي لا يحس برضا تام عن سير حياته اليومية أو الذي عجز على أن يحتل مركزا اجتماعيا معينا أو عجز عن فرض شخصيته في الواقع المعيشي يمكن أن يلتجئ إلى هذه الثقافة قصد التعويض. في المقابل ترى الدراسة أن هذا التعويض يبقى مرتبطا بالمدارج ومحدودا في فضاء الزمان والمكان و قلّما يخرج إلى الشارع و المجتمع بذلك الشكل الجريء و الخطر. أما بالنسبة للحلول التي اقترحتها الدراسة لمعالجة هذه الظاهرة فاهمها  دعوة شباب المدارج إلى إعادة النظر في مفهوم الرياضة باعتبارها ممارسة وليست مجرد بضاعة استهلاكية للفرجة والمتابعة لما في ذلك من فائدة بدنية و نفسية و تربوية، و الكف عن الاكتفاء بالفرجة و متابعة آخر أخبار اللاعبين و الملاعب و النجوم و المشاهير لأن روعة الرياضة في ممارستها. ويجمع المتابعون على انه لم يعد مسموحا إضاعة المزيد من الوقت لاتخاذ إجراءات جريئة ودقيقة لمعالجة الظاهرة، وحماية الرياضة ببلادنا  من ذلك الدعوة إلى مزيد الحزم تجاه مثيري الشغب داخل الملاعب ووضع حدّ للظهور الإعلامي المثير  لمسؤولي النوادي الذين يزيدون من توتير الأجواء بتصريحاتهم النارية. بعض الجماهير الذين سالناهم  حول الظاهرة رأوا فيها  جرعة زائدة من الحماس يبديها الأنصار تجاه فريقهم مما يدفعهم الى التصرف بشكل عنيف تجاه الفريق الخصم. ويضيفون بان لسوء التنظيم في ملاعبنا التي يشكو اغلبها من نقص في إجراءات الأمن دورا مهما في تفاقم الظاهرة، محملين المسؤولية  للجان الأحباء واللاعبين بإبراز الروح الرياضية بينهم والقبول بالنتائج المسجلة على الميدان. (المصدر: « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 543 بتاريخ 23 أفريل 2010)  


تونس تنفي ارتفاع استهلاك لحوم الحمير في البلاد


تونس – (وكالة الأنباء الألمانية – د ب أ) – نفى مصدر زراعي حكومي اليوم صحة تقارير صحفية حول ارتفاع استهلاك لحوم الحمير في تونس بشكل كبير، وخاصة في صفوف الفقراء في ظلّ ارتفاع أسعار لحوم الضأن. وقال المصدر في بيان بعث نسخة منه إلى وكالة الأنباء الألمانية إن « استهلاك لحوم الخيليات بمختلف أصنافها (الحمير والخيول) في تونس يعتبر هامشيا، مقارنة بباقي أصناف اللحوم » وأن نسبته لا تتعدّى 2ر0 % من جملة استهلاك التونسيين السنوي للحوم والأسماك » . وأضاف أن التونسيين يستهلكون سنويا 120 ألف طن من اللحوم الحمراء و99 ألف طن من الأسماك وأن الكمية الإجمالية للحوم الخيول والحمير التي تباع في البلاد لا تتعدى 700 طن في السنة. وأوضح أن « نسبة هامة » من الـ700 طن توجه إلى حدائق الحيوانات، فيما تباع الكميات المتبقية في محلات جزارة يقع أغلبها في العاصمة تونس وتحمل « إجباريا » لافتة تبرز تخصصها في بيع لحوم الخيول والحمير دون سواها. ولاحظ أن استهلاك لحوم الخيول والحمير في تونس « خيار لا علاقة له بمستوى الأسعار ولا بالقدرة الشرائية » للمواطنين، موضحا أن اقليات  دينية (لم يحدد هويتها) تعيش في العاصمة تونس « تستسيغ هذا النوع من اللحوم »، وأن بعض المصابين بمرض فقر الدم يستهلكون هذه اللحوم « لأغراض التداوي ». وذكر المصدر بأن « لحوم الخيليات مدرجة ضمن اللحوم وفقا لتصنيف منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية « ، وأن وزارة الزراعة التونسية تنظم بقرار أصدرته منذ سنة 1994 ذبح الخيول والحمير الذي يتمّ بمسلخ « شركة اللحوم » العمومية. وكان تقرير إخباري نشرته صحيفة أخبار الجمهورية الأسبوعية ذكر أن لحوم الحمير « تلقى رواجا كبيرا » في تونس وبخاصة في الأحياء الشعبية الفقيرة حول العاصمة تونس لرخص ثمنها الذي لا يتعدى 5 دنانير (حوالي 3 دولارات ونصف) للكيلو الواحد مقابل 14 دينارا تونسيا (أكثر من 10 دولارات) للحم الضأن. وورد في التقرير أن الجزارين الذين يشترون الحمير من سوق الدواب يبيعون أسبوعيا 13 طنا من لحم الحمير لسكان الأحياء الشعبية الفقيرة حول العاصمة تونس وأنهم « يربحون أضعافا مضاعفة مقابل هذه التجارة ». وأظهرت إحصائيات زراعية رسمية نشرت نهاية العام الماضي أن عدد الحمير في تونس بلغ 123 ألفا في حين لم يتعد عدد الخيول 26 ألفا والبغال 40 ألفا. (المصدر: « الإمارات اليوم » (يومية – أبوظبي)، بتاريخ 25 أفريل 2010)  


هل أصبحت خصوبة التونسي موضع تساؤل؟

 


محمد الحمروني قال تقرير رسمي إنه من المتوقع أن يبدأ عدد السكان في بلادنا في التناقص بحلول عام 2049. ووفق نفس التقرير ينتظر أن يبلغ عدد السكان أعلى مستوى له بقرابة 13 مليون ساكن خلال سنة 2049 لينخفض بعد ذلك حيث سيفوق عدد الوفيات عدد الولادات الذي من المنتظر أن يبلغ 102.100 نسمة وعدد الوفيات500. 157 نسمة. لكن مصادر « صحية » اعتبرت التقرير متفائلا وقالت في تصريحات للموقف إن أعداد التونسيين لن تتجاوز الــ 10 ملايين نسمة، وهو عدد السكان حاليا، وان هذا العدد سيتجه إلى التراجع بداية من السنوات القليلة القادمة أي بعد سنتين أو ثلاثة لا أكثر. واستندت هذه المصادر إلى التراجع الكبير المسجل في نسبة خصوبة التونسي، فمقابل معدل 7 أطفال لكل امرأة بعد الاستقلال، أصبح هذا المعدل لا يتجاوز  الـ 1.9 لكل امرأة. وهو ما تعكسه الإحصاءات الرسمية التي كشفت أن عدد المواليد الأحياء لكل 1000 امرأة في السنة تراجع من 214 ‰ سنة 1966 إلى 82 ‰ سنة 1995 إلى ما دون 20 ‰ وفق إحصاءات سنة 2007. وكان الإحصاء السكاني الذي اجري في أفريل 2004، كشف عن أن عدد التونسيين  لم يتجاوز 9 ملايين و910 آلاف نسمة، بانخفاض يزيد عن مليوني نسمة عن التوقعات، التي كانت سائدة قبل الإحصاء، وبزيادة ضعيفة بنحو مليون نسمة فقط عن إحصاء عام 1994، وهي زيادة محدودة جدا إذا قيست ببعض الشعوب العربية الأخرى. وفاجأ هذا المعطى المختصين الذين  كانوا يتوقعون أن يصل عدد التونسيين إلى 12 مليون ساكن خلال عام 2004. وكشف الإحصاء الأخير عن أن خصوبة المرأة التونسية باتت في حدود 1,9 أطفال للمرأة الواحدة، مثلها مثل المرأة الفرنسية تماما، وهي نسبة لا تسمح بالتجدد السكاني، إذ يقتضي ذلك أن تبلغ نسبة المواليد 2,1 لكل امرأة، حتى يتجدد المجتمع سكانيا ولا يصاب بالتهرّم. وتبلغ نسبة التونسيين ما بين 20 و59 عاما ما نسبته 55 في المائة من مجموع السكان. غير أن هذه النسبة تتراجع بسرعة، في اتجاه زيادة من هم فوق الستين، على حساب من هم في سن العمل والإنتاج. وانعكس هذا التراجع في الولادات في تناقص نسبة الالتحاق بالمدارس في السنوات الأخيرة في تونس. وفي آخر إحصاءات كشفتها وزارة التربية والتكوين أبرزت الوزارة تراجعا كبيرا في عدد التلاميذ في المدارس الابتدائية بما يفوق الـ 45000 تلميذ مقارنة بالسنوات الماضية. ولكن ما هي أسباب هذا التراجع في نسبة الولادات؟ غالبا ما يعود الصحافيون والباحثون في محاولتهم الإجابة عن هذا التساؤل للحديث عن عاملين أساسين الأول هو التوجه الذي اختاره الحكم في عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة الذي اعتمد سياسة تحديد النسل منذ سنة 1966 بهدف ضمان حياة أفضل للتونسيين. وقامت هذه السياسة بحظر تجاوز الأربعة أطفال في العائلة الواحدة، وتقنين الزواج ومنع تعدد الزوجات ومنح النساء حرية الإجهاض. والسبب الثاني هو تأخر سن الزواج من جهة وارتفاع نسبة العزوبة لدى الشبان والفتيات على حد السواء. ولكن أهل الاختصاص وخاصة منهم الأطباء المختصون في أمراض النساء والتوليد يؤكدون أن الأمر يتعلق فعلا بمشكل في خصوبة التونسي والتونسية، إضافة إلى الأسباب التي ذكرت آنفا. فتأخر سن الزواج يؤثر فعلا على خصوبة المرأة وقدرتها على إنجاب عدد كبير من الأطفال. ولكن الملاحظ هو أن عددا غير قليل من النساء اللاتي يفدن على عيادات هؤلاء الأطباء هن في سن ما بين 18 و 25 سنة. قبل سنوات كان نادرا أن يختار طلبة الطب التخصص في أمراض النساء والتوليد بسبب قلة الإقبال على الأطباء  من هذا الاختصاص في بلادنا، أما اليوم فان عيادات هؤلاء لا تكاد تخلو من المعايدين إلا في ساعات متأخرة من النهار … شابات وسيدات من مختلف الأعمار ينتظرن لساعات طويلة دورهن ترافقهن في ذلك في الغالب إحدى قريباتهن أو أزواجهن وهناك تسمع روايات مختلفة عن أسباب تأخرهن في الزواج. والملاحظ أن غالبيتهن يجدن صعوبة في الحمل بصفة طبيعية في السنتين التاليتين لزواجهن أي دون اللجوء إلى طبيب معالج أو دون اخذ الأدوية. واللافت أن غالبيتهن لا تعانين من مشاكل تتعلق بالعقم أو بخلل خلقي، بل إن غالبيتهن لا يعانين من أي موانع للحمل. احد الأطباء أعاد عدم حمل هذه الفئة من النساء إلى تراجع خصوبتهن بسبب ضغوط الحياة العصرية المختلفة ومنها ضغوط  العمل والتنقل والمشاكل اليومية التي بتن يعشنها وخاصة من يقطن منهن في المدن. والسبب الثاني هي الأمراض الجنسية المختلفة التي تفشت بسبب شيوع الممارسات الجنسية خارج الأطر القانونية وهذه الأمراض منها ما يقع اكتشافه ومعالجته، ولكنه رغم ذلك يترك أثارا على الخصوبة بالنسبة للجنسين، وان كان تأثيرها على النساء أكثر، ومنها ما لا يقع اكتشافه وهذا يهم خاصة بعض الأمراض الجنسية التي يمكن أن تتخفى بسهولة على غرار مرض « السيلان » الذي يمكن أن يؤدي إلى العقم بالنسبة للجنسين. وهناك سب ثالث وهو الأنماط الغذائية العصرية القائمة على اللمجة الخفيفة والتي تدخل في تركيبها العديد من المواد الكيميائية والهرمونية، وخاصة الدجاج والبيض والتي تؤثر بشكل كبير على التوازن الهرموني للجنسين ما يؤدي إلى التأثير على خصوبتهن، وهو ما يمكن أن نلحظه من خلال البلوغ المبكر للفتيات في سن الثامنة والتاسعة، والتغيرات السلوكية والفيزيولوجية لدى بعض الشبان الذين تبرز صدورهم ويتغير صوتهم الخ.. (المصدر: « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 543 بتاريخ 23 أفريل 2010)

لأول مرة في تونس والمغرب العربي..

سفينة «ديزني ماجيك» في ميناء حلق الوادي


تونس-الصباح رست يوم أمس بميناء حلق الوادي السفينة السياحية الأمريكية «ديزني ماجيك» التابعة للشركة العالمية ديزني المتخصصة في السينما والترفيه. وشهد ميناء حلق الوادي بالمناسبة أجواء تنشيطية واحتفالية فلكلورية بالأساس مع  تقديم عروض تنشيطية للأطفال سيما وأن نشاط السفينة يؤمن رحلات سياحية بحرية للعائلات صحبة أطفالهم. وتم كذلك  تأمين زيارات للمسلك السياحي الخاص بالرحلات البحرية وذلك على متن أكثر من 20 حافلة خصصت للغرض.  نظم أيضا بالمناسبة حفل استقبال على متن السفينة ألقى خلاله السيد مصطفي جبر مديرعام مساعد شركة حلق الوادي للرحلات السياحية كلمة ترحيب وشكر لطاقم السفينة وممثلي شركة ديزني، باسم السيد محمد صخر الماطري ، لاختيارهم حلق الوادي كأول ميناء في المغرب العربي  تزوره « ديزني ماجيك». وذكر السيد مصطفي جبر بالمناسبة بمكونات مشروع القرية السياحية التي ستؤمن ظروف استقبال وتنظيم أفضل لسفن وسياح الرحلات البحرية القادمين إلى تونس. القرية السياحية   تجدر الإشارة إلى أن سفينة «ديزني ماجيك» تزور  تونس  للمرة الأولى كما ينتظر أن تؤمن مستقبلا عددا آخر من الرحلات، وذلك  بعد  أن وفرت شركة حلق الوادي للرحلات البحرية  البنية التحتية الملائمة في الميناء لاستقبال هذه السفن العملاقة ناهيك وأن طول سفينة «ديزني ماجيك» يبلغ حوالي 294 مترا و طاقة استيعابها 3754 شخصا من بينهم 2809 سياح. وقد انتهت الشركة منذ السنة الفارطة من انجاز الجزء الأول من الرصيف البحري والمنتظر أن يصل طوله بعد استكمال بقية الأشغال خلال جوان المقبل حوالي 657 مترا. من جهة أخرى يضم  المشروع قرية سياحية متكاملة المرافق ستؤمن التنشيط والخدمات الضرورية للسياح القادمين على متن السفن والراغبين في البقاء في الميناء وعدم زيارة المسلك السياحي وعادة ما يتراوح عددهم بين 10 و15 بالمائة من العدد الإجمالي للركاب. وستوفر القرية في هذا الصدد مساحات للتنشيط وأكثر من 100 محل لبيع الصناعات التقليدية المختلفة والمصوغ التونسي إلى جانب احتوائها على سوق حرة ومطعمين وثلاثة مقاهي وحمام…الخ.. سيساهم  أيضا  الرصيف الجديد والقرية السياحية وزيادة عدد البواخر السياحية الوافدة على ميناء حلق الوادي،في زيادة  عدد السياح المقبلين على زيارة المسالك السياحية والمواقع الأثرية في تونس العاصمة والأسواق بالتالي المساهمة في الترويج للوجهة السياحية التونسية وتنشيط الحركة الاقتصادية وترويج منتوجات الصناعات التقليدية…  تنظيم الاستقبال ينتظر أيضا مع استكمال كافة مكونات المشروع أن يكون نشاط البواخر السياحية  مستجيبا للمواصفات العالمية المطلوبة في الموانئ الناشطة في مجال الرحلات البحرية .وذلك على مستوى الإجراءات الأمنية لكن أيضا على مستوى التنظيم المحكم لحركة خروج ودخول سياح الرحلات البحرية إلى  الميناء. وسيتم التحكم في نشاط  سيارات «التاكسي» التي ستؤمن نقل السياح خارج الميناء باعتماد منظومة اعلامية يحصل من خلالها السائح على تذكرة داخل القرية السياحية ليجد سيارة التاكسي المحددة في انتظاره في المأوى…   ويعول على مشروع القرية السياحية للمساهمة في مزيد تطوير نشاط الرحلات البحرية القادمة إلى تونس لا سيما وأن سياح الرحلات البحرية هم من ذوى الدخل المرتفع ويساهمون في تنشيط الحركة الاقتصادية وقطاع الصناعات التقليدية  إذ يبلغ معدل انفاق سائح الرحلات البحرية أكثر من 150 دولارا.. يذكر أن ميناء حلق الوادي يستقبل حوالي 98 بالمائة من نشاط الرحلات السياحية البحرية في تونس حيث بلغ عدد السياح الوافدين على الميناء خلال السنة الفارطة أكثر من 752 ألفا وينتظر أن يصل عددهم خلال الموسم الحالي إلى أكثر من 795 ألف سائح.  منى اليحياوي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 28 أفريل 2010)


حداثوية المصدومين ..  3

المصدوم لا يتصرف بعقل بل بذهول .. والمذهول غائب عن الوعي

وجاهز للتنويم المغناطيسي .. والخاضع للتنويم يتصرف بايحاء المنوم

عبدالباقي خليفة لا شك أن مصطلح  » الترويع والصدمة  » الذي استخدمه الاحتلال الأمريكي للعراق سنة 2003 م وكان من ضحاياه نحو مليون عراقي ، وتهجير نحو 4 ملايين نسمة ، وتدمير البنية التحتية ، والأراضي الزراعية ، والإرث الثقافي للعراق من حمورابي وحتى الصواف . قد فعل فعله من قبل في الأمة ، وتولد عن ذلك ظهور التيار الحداثوي التغريبي ، فقد بدأ عصر النهضة الاوروبية ، في وقت كانت الأوضاع في البلاد الاسلامية تسير نحو الانحدار ، ولم يساهم المسلمون في أي من الاكتشافات الحديثة ، من البخار والكهرباء واللاسكي وحتى السيارة والطائرة والكمبيوتر والانترنت ، فضلا الصناعات العسكرية والذرة وعلوم البيولوجيا وكل المنجزات التكنولوجية الحديثة . وقد تعرض المسلمون للغزو الغربي واحتلال أراضيهم وإذلال شعوبهم على يد الفرنسيين والبريطانيين والايطاليين والهولنديين والاسبان والبرتغاليين والروس والصينيين ، وأسهم ذلك في شعور كثير من المسلمين بالتخلف التقني ، وعوض أن يسعوا كما فعلت اليابان والصين بعد ذلك ثم الهند وكوريا الجنوبية وماليزيا الآن في كسب الخبرات التقنية ، راحو يقلدون الغرب في مظاهر حياته وبذخه ومباذله وحتى انحداره الاخلاقي ، والذي فسر على أنه أحد مظاهر ( الحداثة ) . بينما هو في الحقيقة أحد مظاهر الفراغ الناتج عن سقوط الكنيسة في الصراع الذي دار بين العقل الغربي والقيود الكنسية المخالفة للعقل والمنطق والبحث التجريبي . وظهرت ايديولوجية كاذبة ومتهافتة ومدمرة مفادها أن  » الانسان ينحدر اخلاقيا كلما تقدمت العلوم  » . في البلاد الاسلامية قلب الحداثيون المعادلة ولسان حالهم يقول  » لكي تتقدم العلوم يجب أن ننحدر اخلاقيا  » ومن المفارقات أن الحداثويين تغدغهم أحلام مستحيلة ، وتسكنهم أوهام اللحظة ، وينتظرون أن ينته أمر الاسلام كما انتهى اليسار في صراعه مع الرأسمالية ، أي انتهاء ثقافة عمرها 1431 عاما ، وأمة راسخة في قيمها ، ومتشبثة بأرضها ، وتتطلع لدورة حضارية جديدة تسود فيها من جديد . لذلك رأينا من يدعو على فضائية تونس 7 ل » فوضى اخلاقية  » ، ومن يدعو للقطع نهائيا مع التراث ، على فضائية  » دبي  » ومن دعيت للحديث عن  » زواج المرأة من 4 رجال  » فضائية ام بي سي . ولو عددنا الدعوات للانحدار تحت لافتة  » الحداثة  » لما كفانا هذا الحيز ، وإنما هي نماذج للذكر لا الحصر . ولم نر في المقابل الحداثويين يتحدثون كما سلف عن التقدم الصناعي والتقني عموما ، وتوطين التكنولوجيا . بل كل جهدهم منصب على محاربة قيم المجتمع ، والعمل على تغريبها ، وإغراق فكر المسلم في ثقافة الاستهلاك والتقليد الأعمى . فالفوضى الاخلاقية هدفها تهيئة المجتمع لاعادة التشكيل كما لو كان صلصالا ، وليس لديه قيما عليا لا يمكن للأغلبية أن تتعداها مهما بلغ الفرد من تهتك اخلاقي وخروج على الضمير الجمعي للأمة . فالفرد وحتى المجاميع المنحدرة اخلاقيا تدرك أن هناك قيما عليا ، وأنها مخطئة في تجاوزها ، وإذا ما شرعنت عملها باسم ( الحرية ) فترة فإنها ما تلبث أن تدرك أنها كانت على خطأ كبير . والدعوة للقطع مع التراث تتطلع للبدء من الصفر وهو نوع من الهذيان ، فالذين حاولوا في التاريخ البدء من الصفر تربعوا داخله ولم يجنوا من تصرفهم سوى قبض الريح . والتي دعيت للحديث عن زواج المرأة من 4 رجال ، تحلم بمجتمع مشاعي كالذي عمل  » مزدك  » لإقامته في ايران قبل 400 سنة من ميلاد المسيح عليه السلام . والذي دعا إليه الشيوعيون بطريقتهم الخاصة . فالمجتمع الذي يقبل بزواج المرأة من 4 رجال لا يوجد سوى  في ذهن تلك المريضة . فلا يوجد رجل في العالم سواء كان مسلما أو غير ذلك يقبل أن يشاركه رجل آخر في زوجته فضلا عن 3 رجال . وإنما يفعل ذلك مدمنوا المخدرات ، والزناة والزانيات فقط ، فأي مجتمع حداثوي يبشرون به ، وأي تعاسة وخراب ودمار يبشرون به مجتمعاتهم  . وفي المقابل هناك من ترضى بأن تشاركها زوجة أخرى  وأكثر ، والخبرات التاريخية للبشرية تثبت طبيعة هذه الحياة الاجتماعية قبل وبعد مجئ الاسلام . فتعدد الزوجات لم يسنه الاسلام ، وإنما ضبطه الشرع الحكيم ، ففي الديانات السابقة عدد الأنبياء  ، مثل ابراهيم ، وسليمان ، ويعقوب عليهم وعلى نبينا السلام وغيرهم . واليهود والنصارى والمسلمون وأصحاب الديانات الأخرى  يعرفون ذلك ويدركونه . فعن أي حداثة يتحدثون ؟!!! واليوم بات الغرب مدركا لخطأ تلك المقولة ، وبدأ يقحم الدين في كل شئ ، بما في ذلك السياسة . ولكن الكنيسة غير مؤهلة لملئ الفراغ مجددا بعد أن انحدرت هي الأخرى فيما كان سببا من أسباب سقوطها الأول . ففضائح الاعتداءات الجنسية على الأطفال ،( الكاثوليكية )  واعترافها بالزواج المثلي ، وظهور قساوسة من الشواذ جنسيا ، ( البروتستانتية ) واحتدام الصراع على النفوذ داخلها ( الارثذوكسية ) لم يدع مجالا للكنيسة بطوائفها الثلاث الكبرى فرصة للعب دور مستقبلي في الغرب ، والأمل أن يملأ الاسلام هذا الفراغ الكبير . يتبع بعون الله  


كتاب جديد يرصد مراجعات الحركات الإسلامية

 


صدر أخيرا الكتاب الشهري السابع والثلاثون (جانفي 2010) لمركز « المسبار » للدراسات والبحوث، ويتضمن شهادات ومراجعات عدد من الإسلاميين المعاصرين من دول المغرب العربي، تكشف بكل شفافية عن « النقد الذاتي الذي يكون شرارة المراجعات دائما ».  وقال رئيس المركز تركي الدخيل في تقديمه للكتاب: « يتابع هذا الإصدار إكمال ما بدأناه من دراسة وتحليل مختلف أبعاد ظاهرة مراجعات الإسلاميين، التي سبق أن أكدنا أنها صارت سمة هذه المرحلة من تاريخهم، ويبدو أنها ستستمر وتنتج لنا أجيالاً جديدة من الإسلاميين، منعتقة ومتحررة من التراث الأصولي الأحادي، إلى التعددية، ومن لغة السلاح إلى سلاح الكلمة، ومن تهميش المرأة والأقليات إلى حضورها وحقوقها، كما تقول بعض عناوين هذا الكتاب. ويركز هذا الإصدار على مراجعات الإسلاميين المغاربيين بشكل مخصوص، فهذه المنطقة البحثية المهملة التي لم تزل المعرفة بها قليلة في المشرق العربي، سعينا لاكتشاف حالاتها ومآلاتها، تحدياتها وردود أفعالها، تراجعاتها ومراجعاتها، عبر عدد من الدراسات التحليلية والشهادات الذاتية لعدد من قياداتها وأعضائها. ولكن حرصنا كذلك على إدارة المرآة في بعض الأجزاء، لنراها في مرآة تجربة المراجعات المشرقية من خلال شهادة أحد مؤسسي الإخوان المسلمين، وهو فريد عبد الخالق، الذي حمل لقب الدكتورا مؤخراً بعد أن ناقش أطروحته حول « الاحتساب »، وهو ابن أربعة وتسعين عاما، وكان من الرعيل الأول الذي أسس الإخوان المسلمين مع الشيخ حسن البنا، وإن استقل عنها بدرجة ما منذ سبعينات القرن الماضي. في البداية يقدم لنا الأستاذ صلاح الدين الجورشي دراسته حول « مراجعات الإسلامية المغاربية بين الجزئية والجذرية »، وفيها يؤكد على خصوصية التجربة المغاربية، رغم أنه يربطها كحالة بالحالة المشرقية والإخوانية، وهو يصنف مراجعات الإسلامية المغاربية بين مراجعات جزئية وأخرى جذرية، ويحاول تحليل أبرز تجلياتها داخل مختلف الحركات الإسلامية المغاربية، سواء السلمية التي اتجهت لمزيد من الاندماج السياسي والمدني، أو العنفية التي أقلعت عن العنف. ويستخدم الجورشي تعبير الحيرة التي تصيب الناس جميعا في لحظة من لحظات الصفاء مع النفس، أو عندما يجدون أنفسهم يواجهون اختبارات قاسية وصعبة، هذه الحيرة هي نقطة الضرورة في المراجعة، إنها يقظة العقل والضمير، وإن تأخرت. وتأتي الدراسة التالية للدكتور سعد الدين العثماني، الأمين السابق لحزب العدالة والتنمية المغربي، والحزب الإسلامي الأكبر الآن في المملكة المغربية، حول « حركة التوحيد والإصلاح: التحولات والمراجعات »، والتي يدخل إليها العثماني عبر مفهوم النقد الذاتي، ويؤكد أن هذا النقد للقناعات السابقة لا يعني دائماً خطأ الأفكار أو السلوكيات المطلوب التخلي عنها، بل قد يعني تاريخيتها، بكونها صالحة في زمن وظرف وعدم صلاحيتها في زمن وظرف مختلفين، ويقرأ العثماني تجربة حركة التوحيد والإصلاح التي تمثل الفضاء الاجتماعي والدعوي لحزب العدالة والتنمية في طريق المراجعات والنقد الذاتي، ويراها قد تطورت عبر الكثير من المراحل، وشهدت العديد من التغيرات والتطورات فكرياً وتنظيمياً وسياسياً. والدراسة التالية للكاتب والمحلل لطفي حجي، حول مراجعات حركة النهضة والتحديات التي طرحت عليها منذ البدء، ودفعت فصيلاً مهماً فيها لمغادرتها مبكراً، ويشير حجي إلى أن حركة النهضة التونسية تختلف عن الحركات الإسلامية الأخرى في العالم العربي، وذلك باختيارها منذ نحو ثلاثين سنة منحى سياسياً يدعو للتغيير السياسي، بعيداً عن شعارات الحركات الإسلامية الكلاسيكية في تطبيق الشريعة، والتركيز على مقولات من مثل الدولة الإسلامية والمجتمع المسلم، وفق مصطلحات وتصورات مستوحاة من فترات سابقة من تاريخنا الإسلامي، ولا تراعي التطورات السياسية والحقوقية، التي وصلت إليها البشرية عبر تراكم تجاربها. أما دراسة فاطمه حافظ « المرأة حضورا وحقوقا: مراجعات الإسلامية المغاربية » فركزت على بعد مهم في أي مراجعات إسلامية، وهو الموقف من المرأة ونشاطها السياسي والاجتماعي، هذا الحضور والتحقق والحق، من خلال رصدها لهذا الموضوع فكرياً وتنظيمياً في أدبيات وأنشطة عدد من الحركات الإسلامية المغاربية. ويقرأ رشيد الإدريسي مراجعات البديل الحضاري، إحدى الحركات الإسلامية المغربية المهمة والصاعدة، والتي خرجت من حركة أخرى تسمى حركة الاختيار الإسلامي، وبدأت كجمعية سنة 1995 ولم تتحول إلى حزب إلا عام 2002، لتطرح نفسها بديلاً وأيضاً حضارياً كما تتسمى « البديل الحضاري »، والذي ينطلق من مرجعية إسلامية مفتوحة ومدنية وسماحية في المقام الأول، وهي المراجعات والتطورات التي ترصدها لنا هذه الدراسة. ثم تأتي شهادة الأستاذ فريد عبد الخالق عن مراجعات جماعة الإخوان المسلمين المصرية، وهو من رعيلها الأول، والذي يلح دائما على ضرورة التطوير الفكري والسياسي داخلها وداخل الحركة الإسلامية بعموم، مؤكداً على الوفاق الوطني والسياسي مع الاتجاهات العلمانية الأخرى، من أجل دولة مدنية وليست دينية، ويؤكد عبد الخالق دائما أن بذور التجديد والمراجعة كانت موجودة في فكر حسن البنا وخطابه، الذي لم يكن حاسماً بأبديته بل كان مستعداً دائماً لتطوره. ويقرأ محمد زويل مراجعات الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة التي صدرت منذ شهور قليلة، مؤكدا على استعداد مبدئي لهذه الجماعة للمراجعة والخروج على خط القاعدة التي انتمت مجموعة من المقاتلة إليها سنة 2007، ولكن بعد إعلان الظواهري هذا الانضمام بقليل، وجدنا إعلانات مضادة تؤكد تحول قاعدة الجماعة وقياداتها المسجونين في السجون الليبية إلى اتجاه المصالحة والحوار مع النظام الليبي وهو ما انتهى بصدور مراجعاتها التي دعتها « دراسات تصحيحية » عدلت فيها من كثير من منظوراتها ومؤكدة على خطإ اجتهاداتها السابقة، وتحولها من مركزية الحاكمية وضيقها إلى فضاء النهضة والتنمية ومصطلحات جديدة لم يكن منتظرا أن تأتي من جماعة جعلت اسمها منذ البداية « الجماعة المقاتلة ». ثم يقدم كتاب المسبار شهادات تكشف المسار الفكري لأصحابها وكذلك لجماعاتهم، فنقدم شهادة للناشط السياسي الليبي عاشور الشامس، يحكي فيها تجربته في ليبيا من التغيير بالقوة إلى التغيير السلمي، كما يروى كذلك علي أبو زعكوك تجربته وتحولاته من لغة السلاح إلى سلاح الكلمة. إنها شهادات وصكوك اعتراف وشفافية تكشف عن الفرد داخل الجماعة، وعن الجدل المسكون والمختفي خلف رداءات الطاعة، وعن النقد الذاتي الذي يكون شرارة المراجعات دائماً. ويقرأ الحسن ولد مولاي محمد التجربة الإسلامية الموريتانية وأزماتها، التي كانت مخاض أزمات ومراجعات، من خلال تحليلاته وتجربته الذاتية في صفوفها. ويذكر أن الصفة الإسلامية كانت جزءاً واضحاً من هوية الدولة الموريتانية الناشئة منذ البداية، ووصفاً من أوصافها. ويتتبع لنا ولد مولاي بزوغ الحركة الإسلامية، وكيفية نشأتها، وأزمة إطارها المرجعي، وانتقالاتها وعلاقاتها بالتاريخ والأنظمة السياسية المتعاقبة في موريتانيا حتى الآن. وكعادة كتاب المسبار ورغبته في خدمة البحث العلمي، يُقدم ببليوغرافيا بأهم الكتابات العربية والأجنبية حول ملف العدد « المراجعات »، وكذلك الباب الثابت ذاكرة الكتاب ». (المصدر: « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 543 بتاريخ 23 أفريل 2010)  


هذه « الديمقراطيات » المبغّضة للديمقراطية


منصف المرزوقي كأنّ هناك لعنة مسلطة على مشروع الدمقرطة العربية الذي خرج في سبعينات القرن الماضي من رحم المجتمعات العربية وبدفع من نخبها العلمانية واليسارية، هو والمشروع الإسلامي تقريبا في نفس الفترة، كأحد ردّي الأمة على الهزيمة الكبرى للنظام السياسي العربي قبل وأثناء وبعد 1967. لا يستطيع المرء إلا أن يضحك ضحكة صفراء أمام قدرتنا الباهرة على إفراغ الديمقراطية من كل محتوى وعبقريتنا في تزييفها بضرب هذا المبدأ الأساسي أو ذاك. لنستعرض بعض  » الإنجازات ». 1- لا أحد يجهل, لا داخل تونس ولا خارجها, أن الانتخابات دوما تسعينية، أن الرئاسة مؤبدة، أن « الأحزاب المعارضة » الموالية نصفها بوليس والنصف الآخر انتهازيون، أن مقاعد « البرلمان » موزعة بينها حسب الولاء، أن الأحزاب الرافضة لكل شرعية للدكتاتورية ممنوعة وملاحقة، أن أحزاب ما بين المنزلتين تتحرّك داخل ربع سنتيمتر مربع من الحرية المراقبة، أن هناك سحقا للعظم لأبسط الحريات الفردية والجماعية. ومع هذا لا تتوقف الأبواق المأجورة بصفاقة منعدمة النظير عن التشدق بتعلّق النظام بحقوق الإنسان وسهره الحنون على مشروع ديمقراطي يتطوّر تحت بصر الجميع لكن في اتجاه المزيد من الظلم والفساد والقمع. نحن أمام وضع شبيه بمن يتوسط السوق في وضح النهار بطابعة قديمة ينسخ الأوراق النقدية تحت بصر البوليس والنظارة وبعدها يأخذ في تسريب « العملة  » وهذا على أشدّ القناعة ضحك على ذقون الزبائن. المطعون هنا مبدأ أن الديمقراطية ليست خدعة حرب ساذجة وإنما منظومة وآليات لتنظيم اللعبة السياسية مبنية على تعاقد جماعي بين الأطراف مع حدّ أدنى من الثقة والمصداقية. 2-إذا كان النموذج التونسي المطلق في التزييف الغبي، فالنموذج المغربي أحسن ما في السوق من التزييف الذكي. ففي المغرب جمعيات ونقابات لا تتحرك بالريموت كونترول وصحافة تتمتع بهامش محترم من الحريات وتستطيع التحدث حتى عن ثروة الملك. هناك أحزاب كبيرة وصغيرة تتنافس في انتخابات شبه حرة شبه نزيهة ثم تجتمع تحت قبة برلمان لتنبع عنها حكومة. المشكلة أن المسلسل البارع الذي يحاكي كل آليات الديمقراطية لا يؤدّي في آخر المطاف إلا لصنع آلة لا تصلح إلا للضجيج ونفخ الريح، فالحكومة لا تحرّك شيئا حيث تسود ولا تحكم، والسلطات الفعلية في يد الملك ومجموعة ضيقة محيطة به ليس لها أدنى مسؤولية إلا أمام سيدهم. الأخطر في هذا النموذج، الذي نجده أيضا في الأردن والخليج، أن هرم السلطة لا يتحكم فقط في كل ميادين السلطة السياسية، أي التشريعي والتنفيذي والفضائي، وإنما هو أيضا أول مقاول اقتصادي في البلاد. المطعون هنا مبدأ منع تجميع السلطات في يد واحدة ، لكن في هذه الديمقراطية الغريبة يقع الجمع ليس فقط بين كلّ السلطات السياسية وإنما أيضا بينها وبين السلطة الاقتصادية، وهو ما لا يوجد حتى داخل الاستبداد الفجّ كالذي تعرفه تونس أو سوريا. 3- وفي النموذج الموريتاني عايشنا الحلم الجميل لانتقال سلمي يسلّم بموجبه العسكر السلطة للمدنيين، وأفقنا منه على وقع البيان رقم واحد مجددا وإزاحة أول رئيس عربي مدني منتخب ديمقراطيا، مما أعاد للأذهان ما أردنا نسيانه وهو أن التجربة الديمقراطية التي سمح بها العسكر في موريتانيا سنة 2005 كانت والمسدس فوق صدغ المدنيين (إنه نفس الوضع الذي تعيشه الديمقراطية في باكستان والذي تحاول تركيا الخروج منه). المطعون هنا مبدأ علوية قوة الشرعية على شرعية القوة وأولوية المدني على العسكري. 4- خاصية النموذج اللبناني أن مهمة المؤسسات والآليات التشريع للتوازن الطائفي التي تسهر عليه أحزاب عائلية هدفها تقاسم النفوذ بين الأعيان والحفاظ على امتيازات الملل والنحل. المطعون فيه مبدأ أن ركيزة النظام السياسي هم الموطنون الأحرار من كل تبعية طائفية أو قبلية أو دينية والذين يتخذون مواقفهم على أسس سياسية بحتة لا كزبائن وجنود لشيوخ العشائر وأحبار الكنائس وبقية الوسطاء. 5- قد لا يوجد نموذج تجمعت فيه كل الموبقات قدر النموذج العراقي. فهذه ديمقراطية أفسد من أفسد الأنظمة الاستبدادية، وهي من صنع المحتل وطائفية على الطريقة اللبنانية بخطورة أكبر. يوهمونك بأن المشاركة الكبيرة في الانتخابات الأخيرة الدليل الساطع على نضج الديمقراطية في بلاد الرافدين، وهي مؤشر على الخوف من أن تفوز طائفة بغياب أخرى. لكن الأخطر غير كل هذا. لنذكّر أن الإضافة النوعية الكبرى للديمقراطية للأنظمة السياسية هي امتصاص العنف الجسدي بمقايضته بعنف رمزي. هكذا تتشكل الأحزاب كجيوش سياسية تتصارع والكلمات بمثابة اللكمات لتنضّم بينها « أم المعارك » التي يعدّ فيها كل جيش أنصاره بعد حشدهم في ساحة الوغى يوم الانتخابات، ثم يعلن صاحب أكبر جيش من المصوتين انتصاره ويعضّ الجيش المهزوم التراب لكنه يحافظ على دمه ويحافظ قائده على رأسه فوق كتفه. لهذا ثمة من عرّف الديمقراطية بأنها حرب لكن سلمية من نوع الرياضة والشطرنج. ما فعله النموذج العراقي عبر رغبة الثأر وقانون اجتثاث البعث ليس امتصاص العنف وإنما تغذيته. المطعون هنا الهدف الأسمى للديمقراطية أي حقن الدماء ليسيل بدلها الحبر واللعاب والعرق. – يعطينا النموذج السوداني مثالا آخر عن كيفية ضرب مبدأ القبول بالآخر والاعتراف بحقه في الاختلاف والصراع معه بالكلمات-اللكمات لا بالهراوات والسكاكين. ففي السودان حارب نظام عسكري انقلابي الطرف الآخر بلا هوادة وبكل الوسائل العسكرية بما أنه مسلّح (بينما يكتفي الاستبداد السوري أو التونسي بمواجهته بكل الوسائل البوليسية بما أنه اعزل) وعندما استحال النصر الجسدي نادى للانتخابات كآخر حلّ وحيلة ومن باب مكره أخاك لا بطل. ما يتناساه الكثيرون أن الانتخابات قطعة من « المحرك » ولا قيمة لها إن فصلت عن بقية « القطع » التي يشكّل عملها المتناسق المنظومة الديمقراطية وهي استقلال القضاء وممارسة الحريات الفردية والعامة وحياد إدارة تخدم الدولة والشعب لا نظاما ورئيسه. أما وقود « المحرّك » فالمبدأ المطعون هنا أي علوية قانون يسنه برلمان ممثل ويسهر على تطبيقه قضاء قادر على إحالة الرئيس أمام أي محكمة سودانية أو تسليمه للعدالة الدولية. أما في أقطارنا فلا قانون ولا من يحزنون وإنما انتخابات مهمتها التشريع لوضع قائم قبلها لا فيه حريات أو استقلال القضاء أو حياد إدارة. كيف نستغرب أن يعاد انتخاب البشير اليوم والبارحة بوتفليقة وولد بن عبد عزيز وكل أجهزة الدولة، ومنها القضاء المستغلّ، في خدمتهم. والآن لنتصور تأثير هذه « الديمقراطيات »–المسوخ في العقول والقلوب. من أين لنا لوم أغلبية العراقيين على بغضهم لديمقراطية تكلفت مليون قتيل و4 ملايين يتيم و1.5 مليون أرملة و4 ملايين لاجئ، وتنتج حكومة تتشكل في طهران وواشنطن. كيف لا نفهم تحسّرهم على أيام الطاغية رغم أنه هو الذي قادهم للهلاك لا لشيء إلا لأنه وفّر لهم على الأقل الخبز والأمن والعزة الوطنية. ثمة أيضا السخرية وهذه اختصاص المصريين أو التونسيين الذين أطلقوا على انتخابات الدكتاتورية منذ عهد بورقيبة اسم انتخابات الحنّة. فالأوراق الخضراء (بلون حزب معارض ذلك الزمان) المودعة في الصندوق كانت تنقلب بقدرة ساحر إلى حمراء عند الخروج منه (لون حزب السلطة). أما موقف المغاربة فتصاعد العزوف عن المشاركة في اللعبة الانتخابية بين الطبقات الوسطى والمتعلمة واقتصارها على الطبقات الفقيرة في الأرياف التي يستطيع النظام تجييشها بكل أصناف الوعد والوعيد. لكن حتى هذه الطبقات ستدير ظهرها للعملية عاجلا أو آجلا. لقائل أن يقول نحن هنا أمام ديمقراطيات يعلم الجميع أنها مزيفة، لكن ماذا عن التأثير الإيجابي للديمقراطيات الحقيقية؟ ألا تثير الإعجاب والسعي لتقليدها؟ المصيبة أن العرب لا يعرفون من هذه الديمقراطيات إلا الغربية وسياساتها المكيافيلية التي عمّقت عندهم قناعتين خاطئتين: الأولى أن الديمقراطية بضاعة يحاول الغرب فرضها علينا لتسويق مصالحه مما يجعل منها جزءا من مخطط الغزو الثقافي والاقتصادي والسياسي الشامل الذي نتعرض له في إطار مواصلة فرض تبعية لم ينهها ما سمّيناه بكثير من التفاؤل والمبالغة الاستقلال. الثانية أنها بضاعة مغشوشة يدجل بها علينا هذا الغرب، والدليل أن تصرفاته تناقض خطابه. هو يعترف بانقلاب جنرالات الجزائر ويرفض انتخابا نزيها في غزّة. هو يدين النظام الليبي كإرهابي ويتقبله بالأحضان عند دخوله بيت الطاعة لا يهمه ما يعانيه الشعب الليبي. هو يتشدق بحقوق الإنسان ويصنع شيئا ببشاعة غوانتانامو. هو يدين انتهاكات حقوق النساء في السودان ولا يضيره أن يكون حامي النظام السعودي الذي يعرف الجميع إنجازاته الباهرة في الدفاع عن حقوق المرأة والرجل على حدّ سواء. الغريب في الأمر أن العقل العربي الذي يرفض بشدة أن يحمّل الإسلام أخطاء وخطايا الأنظمة والمنظمات الناطقة باسمه، هو نفسه الذي لا يتورّع عن وضع كل أخطاء وخطايا الدول الخمسة على كاهل الديمقراطية وحقوق الإنسان. يمكنك أن تشرح ألف مرة للعرب أن الغرب ليس فقط حكومات أميركا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا المساندة للاستبداد العربي والتي تضرب المبدأ الأساسي في الديمقراطية هو عدم دعم الدكتاتورية.. أنه دول أخرى ومجتمعات مدنية هي حليفتنا في نضالنا من أجل الديمقراطية.. أنه مناضلو العفو الدولي الهولنديون أو الفرنسيون الذين كتبوا مئات الرسائل لإطلاق سراحي عندما ضيفتني الحكومة التونسية على نفقتها بضعة أشهر في أحد سجونها ولا زالوا حتى هذه الساعة يكتبون من أجل آلاف المساجين العرب وغير العرب.. أنه قيم محلية يحق لنا تركها وقيم عالمية وإنسانية يجب أن نأخذ بها لمصلحتنا.. أن الديمقراطية ليست خاصية ثقافية غربية وراثية وإلا لما كانت أشرس الدكتاتوريات في القرن العشرين ألمانية وإيطالية وإسبانية وحتى فرنسية لبعض سنوات.. أن أكبر الديمقراطيات وأمتنها الهند.. أن الديمقراطية تقنية حكم وليست دينا جاء لينافس الإسلام.. أنه علينا السطو عليها كما سطونا على الكهرباء والإعلام لتحسين عيشنا إلخ. كل هذا الخطاب العقلاني دون تأثير أمام مشاعر الحفيظة والريبة والاحتقار لكذب واضح ونفاق لا يحتمل من قبل أنظمة لا تقل ازدواجية الخطاب عندها عماّ نعرفه من أنظمتنا. صحيح أننا أمام صفاقة مثيرة لبالغ الاستنكار خاصة في ميدان حقوق الإنسان. يتباكون على حالات فردية ويدعون التدخل لصالحها في الوقت الذي يدعمون فيه بكل قواهم الماكينة الرهيبة التي تصنع مئات الآلاف من الضحايا المجهولين. حان الوقت أيضا لكي تعكف منظمات حقوق الإنسان العربية والأفريقية على أفظع انتهاك للكرامة البشرية بل وأفظع أنواع التعذيب في العالم، ألا وهو وضع آلاف المحكومين بالإعدام في أميركا والذين ينتظرون في أروقة الموت سنوات وأحيانا عقودا تنفيذ الحكم. تصوروا التعذيب اليومي والدمار النفسي لمن ينتظر الموت سنوات وعقودا قبل حقنه بالإبر وسط موكب طبي مثير للغثيان. هذا العالم موبوء بالهمجية البدائية لمن يقصون الرؤوس بالسيوف في الساحات العمومية، لكنه موبوء أكثر بالهمجية المتحضرة التي تعطينا عقوبة الإعدام في أميركا أبشع صورها. إن واجب منظماتنا وكل التي تعنى بكرامة الإنسان متابعة الظاهرة المشينة للبشرية جمعاء، وإصدار التوصيات للسلطات الأميركية بوضع حدّ لأقسى المعاملات وأكثرها دمارا وتنكيلا بالنفس البشرية، ومواصلة إدانتها إلى أن تكتسب يوما الحق المعنوي في تدبيج التقارير عن انتهاكات حقوق الإنسان في العالم. لم يبق إلا الحديث عن الديمقراطية الإسرائيلية لإتمام الصورة القاتمة. هي ليست فقط نظاما أكره بلد عند العرب وإنما أيضا المرآة التي ترجع لنا عجزنا وتفاهتنا. « هم » بإمكانهم استنطاق رئيس الحكومة بتهمة الفساد أو تعليق قضايا بأي وزير أو ابن وزير، ونحن نرى بأم أعيينا استفحال الفساد في كل مرافق الدولة وفي أعلى مستوى ولا نستطيع فعل شيء. هنا يتضافر الكبرياء القومي والكره الدفين لمن يفضح أعمق عيوبنا، لتصبح الديمقراطية نفسها مشمولة ببغض الآخر الظالم والذات العاجزة عن وقف الظلم. إذا حوصلنا مفعول كل هذه الديمقراطيات على العقول والقلوب العربية فإننا لا نجد إلا الصور والمشاعر والأفكار السلبية من كره أو سخرية أو ريبة أو مبالاة أو حفيظة أو رفض التشبه بمن يعتبر الخصم والعدو.. كل هذا في إطار الضغط المتعاظم للخيار الإسلامي واحتداد التنافس بين الخيارين رغم محاولة بعض العقلاء (يأمل كاتب هذه السطور أن يعدّ من بينهم) التقريب بينهما. يجعل هذه المناخ النفسي المشروع الديمقراطي الذي حملناه نحن الديمقراطيين العرب منذ السبعينات مثل جنين يلفظ في الرحم قبل ولادته أو يولد مسخا مشوها، أو إن ولد سليما فثمة حوله دوما من ينتظر خطاه الأولى للفّ حبل من الحرير حول عنقه.. أي أمل يبقى لنا في مثل هذه الحالة، وما معنى الإصرار على مشروع يبدو بلا مستقبل وقد تضافر ضده القدر والبشر؟ هل الخيار الوحيد أمامنا بين الاستبداد الفجّ أو الديمقراطية المغشوشة.. أم هل سيتطور فضاء الخيار ليصبح بين الاستبداد البدائي الذي نعرف والاستبداد المتطوّر الذي تعطينا الصين نموذجه المغري؟ أم حتى هذا سيصل متأخرا والكارثة العظمى التي نتخبط فيها تدفع بنا بأسرع ما نتصور نحو التحلل والفوضى؟ لهذا المقال الذي قسّم لجزأين لضروريات النشر بقيّة قادمة قد يجد فيها القارئ بعض الإجابات ومزيدا من الأسئلة المقلقة القلقة. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 28 أفريل  2010)
 


نحو حراك عربي على طريق الثورات الملونة


د. سعيد الشهابي 4/27/2010 السجال الذي يدور بين الحين والآخر حول غياب الممارسة الديمقراطية في العالم العربي يجري عادة ضمن أطر ثلاثة: الاول انثروبولوجي إثني يتناول العقل العربي انطلاقا من الارتباط الجغرافي بالصحراء وما ارتبط بها من بداوة وقبلية وعصبية وجهل. والثاني سياسي استراتيجي يتمحور حول وجود ‘فيتو’ غربي على الممارسة الديمقراطية في هذه البقعة من العالم بهدف منع وصول عناصر وطنية اسلامية الى الحكم تسعى لتقنين انتاج النفط وتسويقه، من جهة، وخشية بروز حكومات شرعية ترفض الاحتلال الاسرائيلي جملة وتفصيلا. والثالث ايديولوجي عقيدي يؤكد على ثنائية فكرية متوازية بين الاسلام والديمقراطية بشكل لا يسمح لهما بالالتقاء او التقاطع. وما اكثر النقاشات التي تحتدم حول التغيير السياسي المنشود، لتصطدم في النهاية بحواجز عملية تضع حدا للنقاش، فينفرط عقد المتساجلين دونما نتيجة. فقد عقدت الندوات والمؤتمرات، وكتبت الكتب، وطرحت البرامج التلفزيونية في القنوات شبه المستقلة، لمناقشة حالة الاستبداد التي تخيم على العالم العربي وتفرض عليه عددا من الأمور: اولها حالة الصمت القاتل الذي يحاصر الحريات ويصادر الارادات، وثانيها: القمع المتزمت الذي يتجاوز كافة القيم التي تدعو لاحترام حقوق الانسان وتروج لإنسانية المواطن وحقه المشروع في الحياة الكريمة، وثالثها: اوضاع التخلف التي اصبحت ملازمة بشكل حتمي للوضع العربي، وقضت على روح المبادرة والعطاء، وساهمت في ضعف الشعور بالانتماء لدى القطاعات المجتمعية الفاعلة التي بلغت حالة من اليأس لا تحسد عليه. ورابعها: المساومة على انسانية المواطن الفرد والمواطن المجتمع، وتحويلهما الى مخلوقات خلقت لتأكل، فاصبحت مسخرة للآخر، ومسلطة على بعضها بفعل المال والجاه الوهميين. وخامسها: فرض مفاهيم جديدة خاصة لـ ‘المواطنة الصالحة’ التي تقوم على اساس الانصياع والانحناء والمسايرة، وتسلخ عنها سمة ‘النقد’ التي هي احدى خصائص العقل البشري السوي، ومن اهم مستلزمات التغيير. لماذا هذا التخلف السياسي؟ وهل يمكن كسر دورة التراجع او احتواء ظاهرة الانحسار الناجمة عن غياب دور الفرد في صياغة مواقف الأمة؟ ان من النادر وجود شعب يخضع بشكل مطلق لنظام الحكم المهيمن عليه، ايا كان استبداد ذلك النظام او قمعه. فالحركة نحو التغيير مترافقة بشكل تلازمي مع المجتمع البشري الذي ما فتئ افراده يبحثون عن الكمال السياسي والمجتمعي. واستقراء الوضع الدولي يكشف بجلاء ديناميكية الروح الانسانية المتطلعة للكمال خصوصا في تجلياته السياسية. وخلال العقد المنصرم ظهرت دعوات التطوير السياسي في عدد من الدول التي تقوم انظمتها اساسا على الشراكة السياسية ضمن الأطر الديمقراطية. وفجأة تفتق العقل البشري عن عشقه لألوان الطيف في الفضاء السياسي. ففي العام 2001 قامت ‘الثورة البيضاء’ في صربيا لتسقط حكم الرئيس سلوبودان ميلوسوفيتش. وكانت الحركة الطلابية الصربية (أوتبور) رأس الحربة في تلك الثورة التي قامت ضد ميلوسوفيتش الذي تحول الى ديكتاتور مقيت. ففي تشرين الأول (أكتوبر) 2000م، أعلن ميلوسوفيتش فوزه في الانتخابات التي أجريت وقتها، ولكن المعارضة رفضت نتائج الانتخابات، واتهمت ميلوسوفيتش بتزويرها. تجاوب الشارع الصربي مع المعارضة، واكتظت شوارع العاصمة بلغراد بمئات الآلاف من الشعب الصربي ومن بينهم اعداد كبيرة من الطلاب، واضرموا النار في مبنى البرلمان. التزم الجيش والشرطة في صربيا الحياد مما اضطر ميلوسوفيتش إلى الاستسلام لـ (الثورة) الشعبية، وأعلن تنحيه، وهنأ فيوسلاف كوستونيتشا على فوزه بالرئاسة. كانت تلك هي الثورة الاولى في الالفية الجديدة، وساهمت الاجواء الديمقراطية في تسهيل مهمة الثوار ضد ميلوسوفيتش. التجربة الطلابية هذه انتقلت في غضون عامين الى جورجيا، فقامت في العام 2003 ‘الثورة الوردية’ التي جاءت بميخائيل ساكاشفيلي الى منصب الرئاسة واعدا شعبه بـ ‘غد تشرق فيه شمس الديمقراطية’. وكان الجورجيون قد أقاموا أول صلات مع الحركة الطلابية الصربية (أوتبور) في ربيع 2003، حينما زار عدد من نشطاء المجتمع المدني بلغراد في جولة تحت رعاية مؤسسة سوروس (التي أنشأها الملياردير جورج سوروس). وخلال أيام من عودتهم استيقظت تبليسي على حركة جورجية على غرار (أوتبور). وظهرت كتابات على الجدران وفي شوارع العاصمة تقول ‘كمارا!’ أو ‘كفى’ باللغة الجورجية لتظهر الضجر الشعبي من الرئيس السابق. وردت الحكومة باتهام الطلاب بالعمالة لروسيا، وداهمت مكاتب ‘كمارا’ واعتقلت النشطاء وهددت بإغلاق قناة روستافي-2 التلفزيونية التي كانت تبث إعلانات (كمارا)، وهي الإجراءات التي زادت في النهاية من شعبية الحركة التي أدت لصعود نجم ساكاشفيلي. ثم قامت الثورة البرتقالية في أوكرانيا ضمن ما اطلق عليه اسم ‘الثورات الملونة’. وقد اندلعت عبر سلسلة من الاحتجاجات والأحداث السياسية وقعت في ذلك البلد في أواخر تشرين الثاني (نوفمبر) 2004 حتى كانون الثاني (يناير) 2005، في أعقاب جولة إعادة التصويت على الانتخابات الرئاسية الاوكرانية 2004 التي قيل انها مشوبة بالفساد على نطاق واسع. وكانت العاصمة الاوكرانية كيي’، هي النقطة المركزية لتحركات آلاف المحتجين يوميا بسبب الصراع على السلطة مما أدى إلى دفع العملية السياسية إلى ما يشبه حالة الاختناق، بسبب التجاذبات بين طرفين، الطرف الأول: رئيس الجمهورية فيكتور يوشيشينكو، وحليفته زعيمة كتلة المعارضة البرلمانية (الأقلية) يوليا تيموشينكو. الطرف الثاني: رئيس الوزراء فيكتور يانوكوفيتش وحلفاؤه زعماء كتلة الأغلبية البرلمانية. وقد تم إلغاء نتائج الدورة الحاسمة الأصلية وأمرت المحكمة فى أوكرانيا بإقامة دورة ثانية حاسمة فى السادس والعشرين من كانون الأول (ديسمبر) 2004. وبسبب التدقيق الدولي المكثف، أثبتت النتائج الرسمية للدورة الثانية الحاسمة أنها حرة وقانونية لصالح يوشينكو بصورة واضحة. اما مصطلح ‘الثورة المخملية’ فقد استعمل في التسعينات عندما قام نشطاء المجتمع المدني في اوروبا الشرقية والوسطى بتنظيم اعتصامات سلمية للإطاحة بالانظمة الشمولية الحاكمة. وسميت الثورة المخملية أو الثورة الناعمة؛ وذلك لعدم تلوثها بالدم واستخدام العنف. هذه التحركات دعمت مفهوم المجتمع المدني ووضحت أهميته في رسم السياسات الخارجية والداخلية لهذه الشعوب، بدون حصرها في إطار حكومي. وأصبح دور المجتمع المدني كبيرا في مقاومة الاستبداد والطغيان من خلال الفعاليات السلمية. فالحاكم الذي يشعر انه مدين لشعبه بسبب انتخابه للمنصب، يختلف عن الحاكم الذي يعتقد ان الشعب مسخر له، وانه ليس حاكما فحسب، بل انه المالك للأرض والوطن، وان لديه السلطة المطلقة للتصرف ليس في المال العام فقط بل في الوطن كله. لم تتوقف حركة التغيير في المجتمعات التي تخلصت من الانظمة الشمولية، فقد تواصلت هذه الحركات تباعا طوال العقد المنصرم، بل ان بعضها لا يزال مستمرا. وفي الاسابيع الاخيرة استطاعت المعارضة في قرغيزستان، اجبار الرئيس السابق على الاستقالة. فقد خرجت قبل ثلاثة اسابيع مظاهرات واحتجاجات قتل فيها ما لا يقل عن 84 شخصا عندما تحول احتجاج ضد الرئيس كرمان بك باقييف الى معركة بالرصاص وسلب ونهب ليلا في العاصمة القرغيزية. وصوب جنود موالون لباقييف نيران بنادقهم تجاه حشد من آلاف المتظاهرين، الامر الذي ادى الى قتل الكثيرين. وقد اضطر الرئيس المخلوع للهرب الى كازاخستان المجاورة، ومنها بعث رسالة استقالة الى حكام البلاد الجدد. وتم تشكيل حكومة مؤقتة بقيادة روزا اوتونباييفا. اما المشهد الاخير في الثورات الملونة فما تزال فصوله تتواصل في تايلاند. ويحتل ‘أصحاب القمصان الحمراء’ الحي التجاري الفخم في بانكوك منذ مطلع الشهر. ويقول المحتجون ان رئيس الوزراء التايلاندي المولود في بريطانيا والذي تلقى تعليمه في جامعة أوكسفورد وصل الى السلطة بطريقة غير شرعية في أواخر 2008 وترأس ائتلافا كونه الجيش بعدما حلت المحاكم حزبا مواليا لتاسكين رئيس الوزراء السابق. وقد تحولت الاحتجاجات الى مواجهات دموية بين الجيش والمحتجين وأدت الى مقتل اكثر من 25 شخصا حتى الآن. وتعتبر انتفاضة ‘اصحاب القمصان الحمراء’ الأخطر في التاريخ المعاصر لتايلاند. هذا الاستعراض السريع للثورات الملونة يكشف حالة الحراك السياسي في المجتمعات المعاصرة. انه حراك ليس في مجتمعات محكومة باستبداد مطلق، بل في ظل انظمة تحكم بأنظمة تمارس شكلا من اشكال الديمقراطية. اهداف هذه ‘الثورات’ تقويم العمل السياسي في بلدانها وفق المنظومة الديمقراطية. وهي في أغلبها احتجاج ضد تزوير ارادة الناخبين، ولا تستهدف جوهر النظام السياسي. فالغالبية الساحقة من بلدان العالم محكومة بانظمة سياسية تمارس نسخا متعددة للمنظومة الديمقراطية التي تقوم على عدد من الأسس: اولها ان الشعب مصدر السلطات، فهو الذي يقرر نظام الحكم الذي يريد، وينتخب الحكومة التي يرتضيها. ثانيها: انها تقوم على تعدد الاحزاب، لمنع استبداد الحزب الواحد، وتقطع الطريق على الفئوية المقيتة. ثالثها: انها تقوم على اساس الايمان بالتبادل على السلطة، فليس من حق أحد البقاء على كرسي الحكم مدى الحياة، كما يحدث في كافة بلداننا العربية. رابعها: انها تمنع توريث الحكم، فليس من حق الحاكم المنتخب توريث السلطة لابنائه ابدا. خامسها: انها تعتمد مبدأ فصل السلطات، وان كل سلطة يفترض ان تكون مستقلة عن الاخرى، وبالتالي فلا مجال لاستبداد الحاكم الذي لا يمتلك السيطرة على بقية السلطات. بينما الحاكم في بلداننا العربية هو فوق السلطات جميعا، وليس محكوما بالقانون الذي يحكم بقية المواطنين. بل ان بعض حكام بعض الدول يتمتع بـ ‘ذات مصونة’ اي خارج اطار القانون، فلا تجوز مساءلته عما يفعل، ولا يتساوى مع الآخرين امام القانون. وفي ظل هذه الانظمة تغيب سمات ‘الوطنية’ التي تختصر في شخص الحاكم وحاشيته، فهو ‘الوطن’ وهو ‘القانون’ وهو ‘الدستور’ وهو ‘فوق السلطات جميعا’ بنصوص دستورية مكشوفة. انه صاحب الحق في التصرف بالمال العام، يوجه نسبة منه الى خزينة الدولة ويتصرف بالباقي كما يشاء. الحاكم عندنا هو الذي يمثل ‘سيادة’ البلد، وبالتالي فليس من حق أحد مساءلته حول التحالف مع القوى الاخرى او السماح للقوى الاجنبية بانشاء القواعد العسكرية على اراضي البلد الذي يحكمه. كما لا تجوز مساءلته من قبل المؤسسات التشريعية او الرقابية. هذا السلوك المفرط في الاستبداد والشمولية هو المسؤول عما آلت اليه اوضاع الأمة من شتات وتفكك وتمزق. وهو المسؤول عن حالة التخلف التي ترافق الشعور باللاوجود لدى المواطن، كما انه من اهم اسباب حالة الانحطاط السياسي والعلمي والنفسي والقيمي لدى قطاعات واسعة من ابناء الأمة بعد ان احست بالاحباط كحالة قاتلة للمجتمعات والأمم. أزمة الحريات عنوان عام لما تواجهه الامة من ازمات ومحن، وهي أزمة تتواصل بدون توقف خصوصا مع استمرار التدخل الاجنبي في شؤون هذه البلدان، من جهة، وتفرعن الكيان الاسرائيلي من جهة اخرى. وبالتالي فالمواطن العربي يجد نفسه في صراع متواصل مع نفسه عندما يصمت، ومع ضميره عندما ينطق بغير ما يؤمن به، لانه عاجز عن مواجهة هذا الظرف الاستثنائي الخطير الذي تضافرت فيه جهود المستبدين والمحتلين معا لمواجهته والتغلب عليه كإنسان برؤى وتطلعات وهموم. ان مشروع المواجهة مع الاستبداد صعب وطويل الأمد، اذ ان جذور ذلك الاستبداد مشرئبة في نفوس اصحابه، وممتدة الى نفوس الآخرين الذين استطاع النظام العربي تجنيدهم لتضليل الجماهير وتخديرها. وثمة تساؤلات عن الاسباب التي تدفع الشعوب الاخرى، برغم فقرها، للانتفاض ضد من يسعون لمصادرة حقها او تزوير ارادتها، بينما شعوبنا العربية تعيش سباتا عميقا تعجز عن الاستيقاظ منه. هل هي الثقافة الموروثة عبر الاجيال؟ ام هو قصور الوعي العملي لدى المواطن العربي العادي؟ أهو حالة من الجبن التي هيمنت على النفوس؟ ام استسلام لواقع تضافرت جهود اعداء الامة لابقائه متخلفا؟ وربما الامر الاخطر بروز مؤشرات غير قليلة، من اوساط دينية ومثقفة، تمارس التنظير للتعايش مع الاستبداد، الامر الذي يفت في عضد نشطاء التغيير ويدفعهم للتساؤل عن جدوى العمل التغييري الذي دفع رواده تضحيات كثيرة عبر العقود. مطلوب هزة ضميرية ونفسية وفكرية لتحريك اسباب التغيير وتوفير شروطه من خلال تغيير ما بالنفوس من ضعف وميل للتعايش مع الاستبداد. فاذا كانت الثورات الملونة قد تحركت احتجاجا ضد تزوير ارادة شعوبها، فإن ارادة شعوبنا مسحوقة من الاساس، ولا مجال لتفعيلها عبر صناديق الاقتراع التي ان وجدت اصبحت وسيلة تقنين للطغيان والاستبداد، وليس تعبيرا عن الحق الشعبي المشروع او الحرية المنشودة. مطلوب فك الارتباط بين اية جهة ايديولوجية او سياسية او دينية وانظمة الاستبداد. وما لم يحدث فك الارتباط هذا، فلن تتمتع الشعوب بحريتها يوما، وستظل ارادات الشعوب مقيدة ليس داخل زنزانات التعذيب فحسب بل في مقاعد مجالس الشورى الصورية التي توفر الشرعية للاستبداد، وتقدم شهادات زور لأنظمة القمع بانها حرة وديمقراطية وتقدمية، وما أكثر الامثلة التي تؤكد ذلك في بلداننا العربية.  » كاتب وصحافي بحريني يقيم في لندن  

(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 28 أفريل  2010)  

اللغة والتحالفات الدولية

عبدالسلام المسدّي 2010-04-28 إن الرصد الثقافي اليوم مهمة متحتمة على كل مفكر ملتزم برسالته الحضارية، من أي منهل اغترف، وفي أي جدول أنزلته أقداره المعرفية.. والمثقف العربي مسؤول في هذا الزمن التاريخي بأضعاف ما كانت عليه مسؤوليته أيام تحرير الأوطان، وأيام تشييد الدولة القُطْرية، وأيام التهاب الحميّات المذهبيّة. إن دخول مرحلة الحوار الثقافي بالنسبة إلينا -نحن حفدة العرب وورثة القيم- لا يبلغ سناه الأجدى، ولا تستصفَى ثمراته أو تستساغ أشراطه، إلا متى ولجناه من الباب الكبير: باب الوعي بتناقضاته التي هي من تناقضات المصالح بين الأمم، وباب الوعي بالمسافة الفارقة بين خطاب الثقافة وهي غاية في ذاتها وخطاب الثقافة وهي وسيلة تستدَرّ بها المنافع السياسية، وتقيّد على «فواتيرها» ضريبة التقنيات وديون الاقتصاد. فإن لم يكن لكل ما أسلفناه من فائدة فإنه ييسّر لنا التمييز بين حوار الثقافات حين يُتخَذ خطابا للهيمنة الثقافية عبر مسارب الاختراق، وبين مبدأ حوار الثقافات حين يكون بحق خطابا للسلم الثقافية فيما بين الإنسان وأخيه الإنسان، فإن لنا في ذلك لخيرا كبيرا. إن التمسك بحوار الثقافات، والسعي إلى إرسائه على قواعد النّديّة لَمطمحٌ نبيل، والذي يزيده نُبلاً وشرفاً ويجعله مثالا يقتدى به أن العرب يرفعون شعاره من موقع العزة الحضارية التي تمكنهم من كل مقومات الهوية الثقافية المتميزة. وهل من أمة أولى من أمة العرب بأن تعلن لواء المساواة الثقافية، والموضوعية الفكرية، والإيثار المعرفي، وقد أشهدوا التاريخ على فعلهم حين شيدوا حضارة كانوا فيها على مدى القرون سادة القول، وبلغوا فيها سنم الريادة، ولم يجنحوا خلالها في يوم من الأيام إلى الإقصاء، من أي نمط كان: لا الإقصاء العرقي، ولا الإقصاء المعرفي. ويكفي أن بينهم رواداً تألقوا على سنم الفكر الموضوعي برؤية إنسانية جامعة، وكان فيهم مَن صوّر من الحقائق الدائمة ما يحضنا على استذكار أقواله. وفي أوروبا حروب لغوية تشتعل على جبهتين: جبهات الداخل وجبهات الخارج، بلجيكا هي النموذج على جبهات الداخل، فقد تحولت عام 1993 من «مملكة بلجيكا» إلى دولة اتحادية تضم فلاندرا في الشمال وفالونيا في الجنوب. أهل فلاندرا يتكلمون الفلامنكية (الألمانية)، وأهل فالونيا يتكلمون الفرنسية. وما بينهما حرب كانت يومئذ باردة ولم يمض عليها عقد ونصف العقد حتى اشتعلت، فقد اندلعت في منتصف عام 2008 معركة سياسية أشرفت بالدولة البلجيكية الفيدرالية على التشظي والانفلاق، وكان مدارها أن ذوي الأصول الفلامنكية قد ضغطوا على القيادة السياسية كي تعجّل بالإصلاحات التي تخفف من سطوة الحكم المركزي، وتعطي لسلطة الأقاليم صلاحيات إجرائية نافذة، على رأسها توظيف جديد للتوازن اللغوي بين الفرنسية والفلامنكية… وظل هاجس تقسيم الدولة البلجيكية إلى دولتين يراود كل السياسيين بالمجاذبة أو بالتنافر. أما المملكة المتحدة البريطانية فهي تجمع النموذجين معا، على جبهات الداخل تخوض حروب الاستقلال ضد أيرلندا الشمالية وضد أسكتلندا وأخيرا ضد ويلز. وعلى جبهات الخارج تخوضها ضد أوروبا الموحدة لتحافظ على «الاستثنائية الإنجليزية» وسط اللغات الأوروبية، أما في أميركا الشمالية فإن «الإيبونيكس» أو الإنجليزية السوداء هي آخر صيحات الحرب. واللغة ليست كلها حروباً، بل هي تحالفات أيضا، فألمانيا وسويسرا والنمسا قررت تشكيل لجنة لتحديث اللغة الألمانية وهي قاسم مشترك بينها، واللجنة التي صرفت عشرات الملايين من الماركات قالت إنها قامت بإصلاحات كثيرة لتبسيط قواعد اللغة أمام الجيل الشاب… وقامت قيامة ألمانيا بمؤلفيها ومفكريها، شنوا حربا على الإصلاحات المزعومة. وحجتهم هي أن من يتعلمها سوف يحتاج إلى ترجمة نيتشه وهيغل وغوته وتوماس مان عن الألمانية. ولكن رغم ذلك فالتحالف مستمر. أما في أميركا اللاتينية فإن الاسم الحركي للتحالف اللغوي الجديد هو «ميركوس» ويضم هذا التحالف أربع دول هي: البرازيل، والأرجنتين، وباراغواي، وأوروغواي. وهذه السوق اللغوية المشتركة هي اقتصادية في الأساس، ولكنها قررت أن تتشارك في لغتيها الرئيسيتين: الإسبانية والبرتغالية وأن تعمل في المستقبل على لغة واحدة. وإذ نعلم أن التنافس اللغوي بين الإنجليزية والفرنسية قد اكتسى أصباغاً سياسية جديدة، فعلينا أن نعلم بأن ذلك ربما يدفع القطبين إلى مراجعة ميثاقهم المسكوت عنه، بحيث لم يعد الأميركان يتركون شأن المغرب العربي للنفوذ الفرنسي حسب قاعدة اقتسام فضاءات النفوذ. فإلى عهد قريب لم يكن أحد يتصور في المغرب أن اللغة الإنجليزية ستشق طريقها بسرعة مذهلة في بلد فرانكفوني سيطرت فيه اللغة الفرنسية على كافة مناحي الحياة لعدة سنوات؛ فقد كشفت إحصاءات أعلنتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي المغربية في ندوة عقدت عام 2000 بالرباط رصدت استعمال الإنجليزية في العالم، أن نحو 11 ألف طالب ينتمون إلى 15 جامعة مغربية، إضافة إلى 7 آلاف آخرين ينتمون إلى معاهد علمية، يدرسون اللغة الإنجليزية، وأن عدد مدرسي اللغة الإنجليزية أصبح يوازي عدد مدرسي اللغة العربية، ويزيد عددهم بكثير عن مدرسي لغات أخرى كالإسبانية والألمانية والإيطالية، وأن عدد مدرسي اللغة الفرنسية لا يزيد إلا قليلا عن مدرسي اللغة الإنجليزية. كما تشهد معاهد اللغات إقبالا كبيرا للمغاربة من مختلف الأعمار ذكورا وإناثا. وقد يكون من أوضح الشواهد على التموّج المزدوج بين حركة الفعل السياسي واستجابات الفعل اللغوي ما انقلب إليه الوضع في الاتحاد السوفييتي غداة التحول الذي أنجزه غورباتشوف عام 1985، فكل الجمهوريات المنضوية تحت الاتحاد كانت تعتمد اللغة الروسية لا غير، ثمّ بدأ الانفتاح السياسي فصدرت بين 1988 و1990 قوانين عرفت بالقوانين اللغوية، استرجعت بها المجموعات الإثنية لغاتها القومية داخل كل جمهورية استقلت عن الاتحاد، وكفت اللغة الروسية عن صفة اللغة الرسمية وغدت فقط لغة التواصل بين القوميات.   abdessalemmseddi@yahoo.fr (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 28 أفريل 2010)


الفكر الإسلامي المعاصر (الحلقة 4)

بقلم: كمال عمران (*) الموقف من التراث: فرض الموقف من التحديث والحداثة موقفا من التراث سلك إليه المفكرون مسالك شتى يتسنى أن نبوبها تبويبا يسمح باستكشاف الطريقة المتوخاة في الترابط بين التفكير في ظاهرة التقدم من ناحية  و في التفكير في ظاهرة التراث من ناحية ثانية. مفهوم التراث يمكن أن نعتبر ظاهرة التحديد والتعريف ميزة للفكر الإسلامي المعاصر، وقد اكتسى في العقود الأخيرة طابعا منهجيا لافتا اتخذ من المدخل الابستيمولوجي آلة وغاية ويمثل هذا الاتجاه محمد عابد الجابري في كتابة التراث والحداثة وثمة اتجاه آخر انطلق من خاصية اللغة واستأنس بالمعاجم وهو ما نجد له اثرا في كتاب لسعد غراب موسوم بـ»كيف نهتم بالتراث» ويوجد اتجاه ثالث لم يسع إلى تحديد مفهوم التراث بصفة مباشرة إلا أنّ النظر في طريقة التفكير وفي وسائل التعبيريفضي إلى موقف يستجليه القارئ وهذا ما نقف عنده في كتاب عبد المجيد الشرفي «الإسلام والحداثة». على أنّ البحوث في هذا الشأن كثيرة متنوعة واختيارنا على النماذج التي ذكرنا يقصد به الإشارة إلى الاتجاهات الكبرى وإلى المواقف الأساسية. أ- الحد اللغوي جعل محمد عابد الجابري المدخل اللغوي مطية لتحديد مفهوم التراث ابستيمولوجيا. جاء لفظ التراث في اللغة العربية من مادة (و- ر- ث) وقد جعلته المعاجم القديمة مرادفا لـ»الإرث» و»الموروث» وهي مصادر تحيل إلى ما يرثه الإنسان من والديه من مال أو حسب وقيم وسلوك… ولعلّ لفظ «تراث» هو أقل هذه المصادر استعمالا وتـداولا عند العرب الذين جمعت بيـنهم اللغة. واختار سعد غراب الاقتضاب فاكتفى بالإشارة إلى مصدر فعل أي ورث كما أثبته ابن منظور في لسان العرب فالتراث لغة هو ما يخلفه الرجل لورثته والتاء في تراث بدل الواو». لا يفيد الحد اللغوي إفادات جمّة تزيد الدلالة وضوحا خارج المعنى اللغوي الضيق وهو بعيد عن الأبعاد المتوفرة حول مفهوم التراث أو الموروث كما يستعملان في الفترة الراهنة وهذه إشارة إلى افتقار المعجم للدلالات الحديثة، فقد استعمل اللفظ في سجل فقهي  أو اجتماعي. ولا شيء في اللغة القديمة يحيل إلى المعنى المتداول في العصر الحديث عن التراث. ولهذه الملاحظة أهمية لأنها تفسّر في جانب كبير الأسباب التي جعلت العبارة تنزاح عن المحيط القديم لتفيد في المحيط الجديد معاني هي من صميم الحضارة المعاصرة.  فالتراث معنى لموروث هو سليل من الأجداد يطلق على نتاج الفكر العربي  وبالتالي البشري- السابق فهو معنى وليد دفعت إليه المعرفة الحديثة. ولا ضير أن نرمق في هذا المعنى علامة ثقافية هي التي أبقت على الجوار بين عبارتين هما التراث والموروث. فالتلازم بينهما أمارة على مكانة لما خلّفه السابقون تشي بها اللغة ذاتها وتعلنها على نحو إشكالي وقد وجدنا في عبارات لقسطنطين زريق استعملها في سياق كلامه  عن التاريخ استعارة ممكنة قد تؤدي من الدلالات ما يحيط بالتلازم المذكور وما فيه من التعقد. فثمة تراث عبء. وثمة تراث حافز. العبء سطا فيه التراث على الموروث فتمكن منه.  وعلا الموروث في الثاني على التراث  فجعله مطية لا غاية. جعل الاتجاه الأول التراث منحصرا في الموروث وأكد ضرورة الفهم والتنزيل وهو نوع من التفكير شمل حقول المعرفة والإبداع معا. فلا مكان للخروج عن التراث في التفسير وفي الحديث وفي الفقه وفي أصول الفقه وفي الكلام بالنسبة إلى العلوم الشرعية وقس على ذلك ما يعود إلى علوم اللغة من نحو وصرف وبلاغة والشأن ذاته بالنسبة إلى الأدب نثرا وشعرا فبدا سلطان التراث على الموروث محددا لمعنى وللطريقة وللسلوك الثقافي وهو ما نسميه التراث العبء إذ هو يحول دون إبصار الجديد أو التجديد فضلا عن التحديث أو الحداثة. وثمة اتجاه مخالف فهم من التراث أبعاده فجعلها قاعدة للتأصيل بقراءة الموروث وتفكيكه والتعامل معه على نحو ينزع عنه القداسة ويفرض عليه حيادا قريبا من الموضوعية وقفّى على أثر التأصيل بالتأسيس لرؤى جديدة ولمواقف حرية بأن تربط الإنسان المسلم بواقعه المعاصر وبأن توفر له أسباب الملاءمة بين الموروث والمستجد. والفرق الواضح القائم بين الاتجاهين هو أن الأول غفل عن وعي التاريخ وطفق يردّ الحاضر إلى الماضي توهما أن اللغة تسعفه وأن التقوى تنجده. أما الاتجاه الثاني فقد حرص على فهم التطور التاريخي وعلى توظيف الموروث في هذا المعنى. (*) أستاذ جامعي تونسي (المصدر: « الصباح » (يومية – تونس)، بتاريخ 28 أفريل 2010)


ماذا بعد فوز البشير؟


محمد كريشان 4/28/2010 لم يكن في فوز الرئيس السوداني عمر البشير أية مفاجأة فقد كان الأمر متوقعا بوجود منافسين له أو بغيابهم، بانتخابات حقيقية وذات مصداقية أو بواحدة على الطريقة العربية الأصيلة. ما كان لأحدهم أن تذهب به أحلام اليقظة إلى حد تخيل خسارة رئيس عربي لانتخابات هو مرشح فيها. إذن المسألة لم تكن أبدا فوز البشير أو خسارته الانتخابات لأن السؤال أسذج من أن يطرح، ولكن المسألة المهمة والأساسية هي ماذا سيكون عليه وضع البشير وبلاده الذي ربطها بمصيره في اليوم الموالي لهذا الفوز؟ لم ينعم البشير بليلة واحدة ينام فيها مبتهجا بنصره المتوقع فقد خرج المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو في ذات بوم إعلان النتائج ليقول إن فوز الرئيس السوداني في الانتخابات الأخيرة لن يغير طلب المحكمة مثوله أمام العدالة بسبب جرائم الحرب في دارفور. ويضيف من بات ذكر اسمه في الخرطوم ألعن من ذكر إبليس أنه ‘يتوقع من الحكومة السودانية أن تلتزم بالقرارات التي أصدرتها المحكمة بصرف النظر عن نتائج الانتخابات، فقرار المحكمة لا يرتبط بمسألة الانتخابات’، معتبرا أن ‘اختيار 68′ من السودانيين للبشير لن يغير من الوضع شيئا لأن الانتخابات تمت بموجب ما بت فيه الشعب السوداني بينما قرارنا صدر عن محكمة مختصة وقضاة مختصين في الجنايات التي ارتكبها البشير’. واعتبر أوكامبو في مقابلة تلفزيونية أن ‘الترحيب الأوروبي بنتائج الانتخابات لا يعني وجود صفقة مع البشير، مذكِّرا بأن الرئيس الأمريكي السابق ريتشارد نيكسون كان قد اعتقل بأمريكا رغم أنه فاز في الانتخابات آنذاك لأن المسؤولية الجنائية أمر يختلف عن مسألة الانتخابات’. ومع أن البشير قال في كلمته التي وجهها للشعب السوداني، بعد إعلانه رئيسا لأربع سنوات جديدة تضاف لأكثر من عشرين سابقة، أن أبوابه ستكون مفتوحة للقوى السياسية للحوار والتشاور لتأسيس شراكة وطنية تواجه تحديات المرحلة المقبلة، إلا أن ذلك لن يغير شيئا من واقع مذكرة الاعتقال الدولية الصادرة بحقه والتي ستظل تلاحقه كظله سواء في سدة الرئاسة أو بعيدا عنها، إذا ما قرر يوما ما أن يعود مواطنا عاديا بعيدا عن الاحتماء بالدولة السودانية وحصانة الرئاسة المفترضة أو المتخيلة. لهذا لم يكن غريبا أن تخرج بعض الأصوات السودانية المعارضة لتقول بعد إعلان النتائج أن البشير لا يمكن أن يحكم السودان بسبب أزماته الداخلية والخارجية، وأن البلاد الآن بأمس الحاجة إلى مخرج سياسي للملفات الحالية العالقة في دارفور وفي المحكمة الجنائية وفي علاقة الجنوب بالشمال. وعلى رأي أحد قادة حزب المؤتمر الشعبي المعارض فإن الحل السياسي قد يكون عبر حكومة انتقالية وإلا فإن ‘الولاية الجديدة للبشير ستكون نذير شؤم على السودانيين’. مخطئ من يعتقد أن لعنة الملاحقة الدولية للبشير قد خفت أو اختفت، وواهم من يخدعه تراجع الضجة الأولى عن ضرورة اعتقاله ومثوله أمام القضاء الدولي، فقد ظن كثيرون أن القائد الصربي البوسني رادوفان كاراجيتش قد نجا بجلده فإذا به وراء القضبان رغم هروبه لخمسة عشر عاما متخفيا بلحية طويلة كثة بيضاء واسم مزيف، كما أن الدور لن يتأخر كثيرا عن اعتقال رفيقه في الإجرام راتكو ملاديتش. لن يكون البشير استثناء أبدا ولن تنفعه شيئا تلك العصا التي يلوح بها دائما في وجه شعبه في حركة ذات رمزية عالية حتى وإن كانت مألوفة هناك لدى العسكر. أمر واحد محزن في كل هذه القصة أن السودان كله بات رهينة لدى الرجل. لا يهم إن قـُــسم أو فُــتت، المهم أن يبقى البشير رئيسا… مأساة حقا. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 28 أفريل  2010)
 

السعودية تحجب موقعا للبرادعي


الجزيرة نت-القاهرة قال نشطاء على شبكة المعلومات الدولية (إنترنت) في السعودية إن سلطات المملكة أغلقت موقعا إلكترونيا لدعم المرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية المصرية الدكتور محمد البرادعي، في ثالث حالة تضييق من دول عربية يتعرض لها أنصار المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقالت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان إن قيام حكومة السعودية بحجب موقع لا يحتوي على أي مادة لها علاقة بالسعودية ولا يتضمن أي دعاية للعنف أو مواد إباحية، « هو دليل واضح على عداء هذه الحكومة الأوتوقراطية لحرية التعبير ». ويتعلق الأمر بموقع « الجمعية المصرية للتغيير » وهي تجمع سياسي أسسه البرادعي بمشاركة العشرات من الشخصيات الوطنية المصرية وممثلي أحزاب سياسية للمطالبة بإجراء تعديلات دستورية أساسية تمهيدا لانتخابات رئاسية وبرلمانية تقول المعارضة إنها لن تجرى بنزاهة وفق الأطر الحالية. وفوجئ مستخدمو الإنترنت بالسعودية أثناء محاولتهم الدخول إلى موقع الجمعية المصرية للتغيير الذي أطلقه نشطاء مصريون في الولايات المتحدة، برسالة الحجب التي تبلغهم بعدم إمكانية زيارة الموقع والتي احتوت على عبارة « عفوا، هذا الموقع غير متاح ». التضييق الثالث وسبق أن أغلقت سلطات الإمارات العربية المتحدة لفترة وجيزة موقعا مصريا معارضا يبث من لندن بعدما وضع على صفحته الرئيسية دعوة لدعم البرادعي، كما رحلت الكويت عددا من المصريين أثناء اجتماعهم بأحد المطاعم العامة لمناقشة إمكانية تأسيس فرع لجمعية البرادعي. واعتبرت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان -في بيان حصلت الجزيرة نت على نسخة منه- القرار السعودي « مؤشرا خطيرا لمدى الاستهتار بحرية استخدام الإنترنت التي باتت من الحريات الأساسية ». وأعربت الشبكة العربية في بيانها عن أسفها الشديد من تزايد وتيرة حجب مواقع الإنترنت لدى الحكومات العربية وما يشكله من مصادرة غير مقبولة لآراء معارضي ومنتقدي تلك الحكومات ومن انتهاك صارخ لحقوقهم المشروعة في حرية الرأي والتعبير وتداول المعلومات ولا سيما عندما يتم الحجب من حكومة بغرض مجاملة حكومة دولة أخرى. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 28 أفريل  2010)

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.