الأربعاء، 26 يوليو 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2256 du 26.07.2006

 archives : www.tunisnews.net


المؤتمر من أجل الجمهورية: بيان في الذكرى الخامسة للتأسيس المجلس الوطني للحريات بتونس: إبعاد مساجين موقوفين عن عائلاتهم ومصير مجهول لآخرين الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع جندوبة: بيــــــان إتحاد أصحاب الشهادات العاطلين ن العمل: بـــلاغ إعلامــــي موقع « المؤتمر من أجل الجمهورية : الاعتداء على أم زياد اعتداء على شرفنا جميعا الموقف: وراء القضبان: السجين جلال الكلبوسي الحبيب مباركي: مأساة مساجين الرأي في تونس:  الـصّـحّـة والـتّـغـذيــة: شهادة السجين هشام جـرايـة محمد الفاضل: الهاشمي المكي في ذمة الله « والبقية من السجناء السياسيين مصيرهم  في ذمتكم » افتتاحية الموقف: استخفاف بمشاعر التونسيين الموقف: قصة أغرب من الخيال: ملياردير تونسي يختفي في ظروف غامضة الموقف: الديمقراطي: اجتماع تضامني مع المقاومة محمد العروسي الهاني: رسالة مفتوحة للتاريخ رقم 7 محمد القوماني: صمود المقاتلين.. من صمود المثقفين المنجي الفطناسي: هل للدكتاتور أحاسيس و مشاعر؟ د خالد شوكات: الطبيعة الاستيطانية للدولة العبرية مثقفـون وسياسيـون تونسيـون لـ « الصبـاح »: »لا نثــق فـي جـدوى تحركـات رايس وحلفاء إسرائيـل » هادي يحمد: الطريق إلى بيروت.. رحلة على خط الموت إسلام أون لاين: مقاتلون سنة إلى جانب حزب الله في الجنوب فهمي هويدي: هل يعيد التاريخ نفسه؟ ابراهيم يسري : حزب الله يحدث تغييرا استراتيجيا هاما في العالم العربي حسن نافعة:   قراءة في الطبعة الأخيرة من مشروع الشرق الأوسط الجديد القدس العربي : الداعية السعودي محسن العواجي يعلن تأييده لحزب الله ولمقاومته البطولية ويدعو لمناصرته بكل وسيلة مشروعة الراية القطرية: »تلفزة تونس« ثاني قناة جديدة خاصة     القدس العربي: مهرجان الرباط يلغي مظاهر الفرح تضامنا مع لبنان وفلسطين القدس العربي: الأردن: إلغاء المهرجانات والفعاليات الفنية الشرق الأوسط : 70 ألف شخص حضروا حفلتي ماريا كاري في تونس الشروق: « ماريا كاري » غادرت تونس مباشرة بعد انتهائه: أكثر من 35 ألف متفرج في حفلها الثاني و »شاكيرا » حاضرة بالغياب


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

 لمشاهدة الشريط الإستثنائي الذي أعدته « الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين »  

حول المأساة الفظيعة للمساجين السياسيين وعائلاتهم في تونس، إضغط على الوصلة التالية:

 


 

بيان في الذكرى الخامسة للتأسيس

يحتفل النظام التونسي اليوم على عادته بعيد جمهورية وهمية تضاف إلى الإنجازات الوهمية الأخرى من ديمقراطية وحقوق إنسان ونمو اقتصادي وفرحة حياة وإجماع الشعب ونخبه على رجل التغيير،الخ. وليس الأمر غريبا على نظام كل شيء فيه مزيف من الألف إلى الياء ،وإنما الغريب، أن حتى النخب المسيّسة لا تنتبه لكون الجمهورية مفقودة في بلادنا لفقد شرطها الأساسي وهو سيادة الجمهور. هذه السيادة التي تمارس عبر تمتع الشعب بكامل حقوقه وحرياته السياسية ومنها حقه في تقييم من يحكم باسمه في إطار انتخابات جديرة بالاسم، هي التي صادرها دكتاتور أبّد نفسه في الحكم وأعطى لنفسه العصمة البابوية ويمارس السلطة حسب عقلية الراعي في رعيته وهو السبب الرئيسي في انتشار الفساد من قمة الدولة إلى قاعدتها ومن كل مؤسسات الدولة إلى المجتمع . إن ما نعيش في ظله لا علاقة له بالجمهورية وإنما نحن تحت تسلط نظام هجين جعل لخدمة ملك سوقي يتشوق للملكية ولا يجسر عليها، ويتغطى بالنظام الجمهوري لإخفاء نزعته الملوكية، مثلما يتستر بالديمقراطية للتغطية على دكتاتوريته. لذلك تأسس حزبنا في مثل هذا اليوم ليدعو لإقامة جمهورية في تونس تخدمها دولة ديمقراطية ويحرسها مجتمع ديمقراطي ودعا ولا يزال يدعو الطبقة السياسية ونخب المجتمع لجعل 25 جويلية يوم المطالبة بالجمهورية لا يوم الاحتفال بها. إن النضال من أجل الجمهورية هو اليوم في بلادنا نضال من أجل الديمقراطية ولن تتحقق لا الأولى ولا الثانية إلا بالقطع مع نظام الفساد والتزييف والقمع الذي يشكل الرئيس المزيف للجمهورية المزيفة حجر الرحى فيه. و المؤتمر من أجل الجمهورية مصمم أكثر من أي وقت مضى على استنهاض الهمم والعمل على بث فكرة وروح المقاومة والانخراط في كل المعارك السياسية المقبلة إلى أن تتحقق أهداف شعبنا في ممارسة حقه في تقرير مصيره. لذلك يدعو مجددا التونسيين والتونسيات، في هذه الأيام العصيبة التي يعطي فيها الشعب الفلسطيني واللبناني أروع مثل عن روح المقاومة ، والنظام كل علامات التواطؤ مع جلاديهما ، إلى تطليق الخوف والانتظارية واللامبالاة لتلتهب فيهم جذوة قيم العروبة والإسلام حتى تتحقق المشاريع العظمى التي نتوارثها جيلا بعد جيل والهدف واحد لا غير أن يعيش يوما أطفالنا وقد تخلصوا من لعنة الاستبداد. عن المؤتمر من أجل الجمهورية د. منصف المرزوقي (المصدر: موقع « المؤتمر من أجل الجمهورية بتاريخ 25 جويلية 2006)


المجلس الوطني للحريات بتونس
تونس في 26 جويلية 2006  

إبعاد مساجين موقوفين عن عائلاتهم ومصير مجهول لآخرين

      نقل عدد من المساجين الموقوفين في القضايا المعروضة بمقتضى قانون مكافحة الإرهاب من سجن 9 أفريل بتونس. وتم توزيعهم على عدة سجون داخل البلاد تبعد عن محلات سكناهم وعن مقر محكمة تونس المتعهدة بملفات قضاياهم. وقد أجريت هذه النقل دون إعلام العائلات التي فوجئت عند تحوّلها لزيارة أبنائها الموقوفين بخبر نقلهم، وذلك في مخالفة صريحة من إدارة السجن للقانون التونسي الذي ينصّ على إيقاف المتهم بسجن يقع ضمن الدائرة الترابية للمحكمة مرجع النظر. ومخالفة للقانون المتعلق بالنظام السجني والذي ينصّ في الفصل 14 على أنّه « يتعيّن على إدارة السجن إعلام أحد أصول أو فروع أو إخوة أو زوج السجين حسب اختياره، وذلك بمجرد الإيداع، وكلما تم نقله من سجن إلى آخر. » يذكر أنّ مقرات سكنى هؤلاء المساجين توجد ببنزرت وتونس وأريانة، غير أنّه تم إبعادهم إلى أقصى الجنوب في مدنين وقابس. كما نقل آخرون إلى سجون أخرى بالجنوب وبالوسط. وقد عرف من بين من لحقهم هذا الإجراء كل من : علي الحرزي ( سجن حربوب، 500 كلم في أقصى الجنوب التونسي بمدنين) وشقيقه إبراهيم الحرزي (سجن قابس) ومحجوب الزياني (سجن صفاقس)، وسفيان الرزقي (سجن سيدي بوزيد) وهشام المنّاعي (سجن المهدية)، ومحمد العبّاشي (سجن القيروان)، وطارق الهمامي (سجن المهدية) ونادر الفرشيشي (سجن المنستير) وعبد الباري العايب (سجن القصرين) وأيمن غريب (سجن السرس) وماهر بزيوش (سجن صفاقس) وخالد العرفاوي (سجن المنستير) وأنيس الكريفي (سجن المنستير). وجميع هؤلاء ينتظرون بداية محاكمتهم.
والمجلس الوطني للحريات : –       يحتجّ على الظروف المخالفة للقانون التي تم فيها نقل هذه المجموعة من المساجين. يعتبر هذه النقل إجراء تعسّفيا يضرّ بعائلات هؤلاء المساجين ماديا ومعنويّا ولا يمكّنهم من المواظبة على الزيارة ومعرفة أحوال أبنائهم. كما يضرّ ذلك بوضعية الدفاع في هذه القضايا التي لا تزال محل نظر إذ يقطع صلتهم بمنوّبيهم بأسلوب تعجيزيّ.

انقطاع أخبار السجينين السياسيين محمد العكروت وعبد اللطيف بوحجيلة

منع السجين عبد اللطيف بوحجيلة المحكوم بـ11 سنة سجنا منذ 1998 من الزيارة لثلاثة أسابيع متتالية. وكان قد أعلم والده في زيارة يوم 4 جويلية بأنّه سيدخل في إضراب جوع في صورة عدم تمكينه من حقه في ممارسة الرياضة. كما انقطعت أيضا أخبار السجين محمد العكروت الذي يقضي عقوبة بـ30 سنة سجنا منذ 1991 بعد منع عائلته من زيارته منذ 3 أسابيع. وكان العكروت قد دخل في إضراب عن الطعام يوم 6 جوان 2006 مطالبا بحقّه في المعالجة وإطلاق سراحه.

تضييقات على السجين الموقوف زياد الغضبان

دخل السجين زياد الغضبان الموقوف بمقتضى قانون مكافحة الإرهاب والمقيم في سجن برج العامري في إضراب عن الطعام منذ يوم 24 جويلية 2006 احتاجا على المضايقات التي يتعرض لها من قبل إدارة السجن وسجناء الحق العام المحرضين عليه. وقد امتنع عن استلام المؤونة التي جلبتها له والدته وأعلمها بأنّه تلقّى تهديدا من أعوان السجن بتلفيق قضية أخلاقية له.

والمجلس الوطني للحريات: –       يعبّر عن مخاوفه على حياة السجينين محمد العكروت وعبد اللطيف بوحجيلة ويحمّل السلطات التونسية مسؤولية أيّ مكروه قد يصيبها. –       يطالب بوقف سياسة التنكيل التي تمارسها إدارات السجون ضد المساجين السياسيين بهدف تخويفهم وتحطيم معنوياتهم. عن المجلس الناطقة الرسمية سهام بن سدرين

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع جندوبة

 

جندوبة في  21  جويلية  2006

بيــــــان

 

اليوم الجمعة 21 جويلية 2006 علي الساعة منتصف النهار تجمع عدد غفير من النقابيين و الحقوقيين

 و ممثلي الأحزاب السياسية و كل مكونات المجتمع المدني المناضل بدار الاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة احتجاجا علي العدوان الصهيوني الإمبريالي علي شعبنا العربي في لبنان و فلسطين والعراق و رفعوا شعارات تدين هذا العدوان و تساند المقاومة الباسلة.

إلا أن حشودا غفيرة من أعوان الأمن بالزى المدني والرسمي و بجميع أصنافها حاصرت مقر الاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة و منعت المتجمعين من الخروج للتظاهر باستعمال العنف و القوة.

 

كما وقع منع بقية المتظاهرين من الالتحاق بالمتجمعين و حوصرت المدينة و منع المناضلون القادمون من المدن المجاورة ( بوسالم, طبرقة, غارالدماء, عين دراهم…… ) من دخول مدينة جندوبة.

 

و وقع جر الأخ الهادي بن رمضان رئيس فرع جندوبة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان من يديه ورجليه و احتجازه بالحافلة المخصصة لنقل أعوان الأمن لمدة نصف ساعة, و بتدخل الأخ المولدي الجندوبي الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة تم الإفراج عنه.

 ودام الحصار و التظاهر ساعتين.

 

وبناء علي ما تقدم فان فرع جندوبة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان يعبر عن

 

-إدانته بشدة للغزو الإمبريالي الصهيوني علي شعبنا العربي في لبنان و فلسطين و العراق بتواطؤ

 و صمت الأنظمة العربية بل وصل الأمر ببعضها الي تحميل مسوولية هذا الغزو إلى المقاومة

 و قمع شعوبها و منعها من حرية التعبير و التظاهر.

 

– تضامنه مع الشعب العربي في نضاله من اجل صد العدوان و تحرير الأرض.

 

-كما يؤكد أن القمع الذي تعرض له المناضلون اليوم بجندوبة، و يوم 17 جويلية بتونس، هو جزء لا يتجزأ من المخطط الإمبريالي الصهيوني لقمع كل نفس مقاوم يرفض الغزو و كل شكل من أشكال الاستعمار.

 

إن تحرير الشعوب يمر حتما بفرض الحريات العامة و الفردية بما فيها حرية التعبير و حق التظاهر السلمي و التنقل و التي تعتبر من المبادئ الأساسية التي تناضل الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان من اجل تحقيقها

 

عن هيئة الفرع

الرئيس

الهادي بن رمضان

 


 

إتحاد أصحاب الشهادات العاطلين ن العمل

بـــلاغ إعلامــــي

                                                                                            تونس في 26/07 / 2006

إجتمع أعضاء الإتحاد يوم الإربعاء 19 /07 /2006 لتدارس الوضعية التنظيمية للمنظمة والتحضير للإيداع القانوني. هذا وقد تم إنتخاب احد عشر(11) عضوا من أعضاء الإتحاد الحاضرين لتمثيل التنسيقية الوطنية الى حدود الجلسة العامة التأسيسة:

 • منسقا عاما وطنيا : سالم العياري

 • مساعد منسق عام مكلفا بالنظام الداخلي: فلة الرياحي

 •عضوا مكلفا بالإعلام: الحسن رحيمي

 •عضوا مساعدا مكلفا بالإعلام: مسلم الفرجاني

 •عضوا مكلفا بالتمويل و المالية: خميس المقصودي

 •عضوا مساعدا مكلفا بالتمويل و المالية: وليد حمام

 •عضوا مكلفا بالجهات: شريف الخرايفي

 •عضوا مكلفا بالتوثيق: الأسعد الغرياني

 •عضوا مكلفا بالبحث والدراسات: وليد الطرخاني

 •عضوا مكلفا بالبحث والدراسات: عادل بن الحاج حسن

 •عضوا مكلفا بالعلاقات الخارجية: عفيف الهادفي

 هذا و يؤكد الإتحاد أن قضيته تستمد شرعيتها من الحق في العمل والحياة الكريمة ونزع وهم الحلول الفردية و التسرب من داخل الصفوف ويوجه الدعوة الى كل المعطلين عن العمل لمساندة الإتحاد في محطاته النضالية وفي حق المنظمة في العمل الحر ويوجه دعوة عاجلة لكل القوى الوطنية المناضلة و الصادقة من أجل الإلتفاف حول عدالة قضيتنا و ندعو أبناء الشعب الكادح و المفقر إلى توحيد الصفوف للدفاع عن حقها المشروع في العمل.

         

التنسيقية المؤقتة

الحسن رحيمي         21918197

سالم العياري           97433958

                                                فلة الرياحي             21591905   

                                               الشريف خرايفي         20850131


 
التنسيقية الوطنية لإتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل
 
بـــلاغ إعلامــــي
تونس في 26 /07 /2006                 بعد جملة النضالات التي خاضها إتحاد أصحاب الشهادات عن العمل من أجل حق الشغل وبعد مصادقة اعضاء الإتحاد على القانون الاساسي والنظام الداخلي كورقة تنظيمية تنظم وتؤطر عمل المنظمة يسر التنسيقية الوطنية إعلان الرفاق وأصحاب الشهادات المعطلين عن العمل وكافة مكونات المجتمع المدني أن الإتحاد سيقوم بتقديم ملف الإيداع القانوني للمنظمة يوم الخميس 27 /07 /2006 لدى السلطات المعنية من أجل حق المنظمة في العمل الحر كحق يضمنه الدستور ومن أجل حق المعطلين في العمل والحياة الكريمة، هذا ويهيب الإتحاد بكل الأحرار والوطنيين بالبلاد مساندته من أجل رفع المظلمة على جيل كامل هو في أمس الحاجة لمساندتهم. لن يكلفنا النضال أكثر مما كلفنا الصمت. التنسيقية الوطنية لإتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل


 

بـــلاغ إعلامــــي

                                                                                                    تونس في 20 06  2006

        في خضم الصراع المباشر بين دوائر الإمبريالية العالمية و عملائها من حكومات و بين أبناء الشعوب الفقيرة الكادحة، و تحت حالة الحصار الاقتصادي و الاجتماعي الذي يعيشه مجتمعنا المسحوق و المفقر و رفضا لمشاريع التهميش و التعليب المفبركة أمريكيا و أوروبيا و اعترافا بحق المواطن في العمل حفظا لحد أدنى من كرامته، يسعى الشباب المتخرج في تونس -انطلاقا من إيمانه العميق بقدرته على الفعل الايجابي و التأثير و المشاركة الفعالة في صياغة برامجه القطاعية و العامة- إلى خلق حركة رفض للواقع المفروض تساهم في إذكاء الحراك و النضال الاجتماعي بتونس.

       و من هذه المنطلقات و مع استفحال أزمة أصحاب الشهادات و تزايد أعدادهم و تفاقم وضعيتهم الاجتماعية، بعد تخلي السلطة عن مهمتها في توفير الشغل لكل فرد و خاصة حاملي الشهادات، تأسس بتاريخ 25 ماي 2006 بتونس « اتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل » للدفاع عن حق المعطلين في الشغل و طرح بدائل واقعية للمشاريع الارتجالية و المفرغة التي تتبناها السلطة.

و منذ تأسيسه على يد مجموعة من المناضلين حاملي الشهادات قام الإتحاد بخوض عدة معارك نضالية من أجل تحقيق أهدافه الأساسية و المعلنة في بيانه التأسيسي و قد تمثل أهمها في:

·         إصدار البيان التأسيسي و توزيعه على المعطلين و الجهات و بعض مكونات الحركة الديمقراطية في تونس(25 ماي 2006).

·         تقديم مراسلة ملحقة بقوائم اسمية بأصحاب الشهادات المعطلين لوزارة التربية و التكوين رغم رفض الإدارة الاعتراف بالاتحاد(26 ماي 2006 )

·        تمكن أعضاء الاتحاد من تقديم مراسلة باسم وزير التشغيل بعد اعتصام دام ساعة أمام مدخل الوزارة رغم التواجد الأمني المكثف أمام وزارة التشغيل (27 ماي 2006 )

·         مقابلة أحد مسئولي وزارة التشغيل و الإدماج المهني لمراجعة و مناقشة المطالب و الملفات التي قدمت سابقا(30 ماي 2006 ).

·         تقديم مراسلة باسم وزير التعليم العالي تتناول وضعيات عدد من المعطلين عن العمل الذين قدموا ملفاتهم للإتحاد(30 ماي 2006 ).

·         إغلاق وزارة التربية و التكوين في وجه أعضاء الاتحاد و المواطنين واستدعاء قوات البوليس و عليه قررت الهيئة التأسيسية و أعضاء الاتحاد الحاضرين الاعتصام أمام المدخل الرئيسي للوزارة بعد اعتداء موظفي الإدارة و البوليس على الرفيق سالم العياري و مطالبتهم بمقابلة المسئولين. وقد رضخت الوزارة لمطلبهم ووافقت على تحديد موعد لمقابلة أعضاء الهيئة(01 جوان 2006 ).

·         اعتقال 14 عضوا من أمام وزارة التعليم العالي واقتيادهم إلى منطقة البوليس حيث ساومتهم الوزارة بين الإمضاء على التزام بترك النشاط داخل الاتحاد والعمل وبعد تمسكهم بالاتحاد ورفضهم التوقيع تم إطلاق سراحهم ومواصلة اعتقال الرفيق سالم العياري ومقايضته بين العمل وحل الاتحاد قامت المجموعة التي أطلق سراحها وبمساندة بعض الحساسيات النقابية والسياسية بالاعتصام داخل المنطقة من أجل إطلاق سراحه وبعد تأكدهم من استماتته في عدم التوقيع على وثيقتهم تم إطلاق سراحه بعد ثماني ساعات من الاعتقال مع تهديده بسجن الجميع لنشاطهم داخل منظمة غير معترف بها(05 جوان 2006 ).

·        تجمع أعضاء الاتحاد بساحة محمد علي لمساندة إضراب المعلمين وتوزيع بيان مساندة على الحضور كما قام بعض أعضاء الاتحاد برفع لافتة تحمل اسم الاتحاد وشعار « حق العمل قبل كل الحقوق »

     (07 جوان2006 ).

·        تدخل البوليس بالقوة لفض الاعتصام الذي أعلنه أعضاء الاتحاد بعد تنصل مسئولي وزارة التربية من الموعد المتفق عليه بتاريخ 01 جوان 2006 (08 جوان 2006 ).

·        اعتصام بثلاث ساعات، تدخل البوليس لتعليقه بالقوة من أمام مقر الإدارة الجهوية للتعليم حيث اعتدى البوليس على أغلب أعضاء الاتحاد بعد تنظيمهم لمسيرة حاملين شهاداتهم الجامعية فوق رؤوسهم والتي افتكها البوليس ومزقها(14 جوان 2006 ).

·        20 جوان 2006: تدخل البوليس و اعتداءه بالقوة المفرطة على أعضاء الإتحاد لمنعهم من الدخول لوزارة التربية و التكوين و اعتداءه بالعنف اللفظي و الجسدي على الرفيقة فلة الرياحي(20 جوان 2006 )

·        26 جوان 2006 المشاركة في الحركة الاحتجاجية التي دعت إليها نقابة التعليم الثانوي من أجل الدفاع عن حقوق المربين, مع المشاركة في المسيرة وتم توزيع بيان مساندة

·        27 جوان 2006 توجهت التنسيقية الوطنية المؤقتة بمراسلة إلى كل من وزارة الفلاحة و التنمية المائية و وزارة التجهيز من أجل حل ملفات التشغيل الراجعة إليها بالنظر, وتم الحصول على وصل استلام من كلا الوزارتين. 

·        01 جويلية 2006 إعتصام أمام الإدارة الجهوية بتونس شهد تدخل بوليسي سافر لفضه ولكن مناضلي الإتحاد وبعد تأكدهم من رفض المندوب مقابلتهم قاموا بالتظاهر في الشارع رافعين شعارات التشغيل وأمام تعطل حركة المرور تمكن المواطنون من فهم حقيقة ما يجري وأيدوا الإتحاد في تحركانه.

·        10 جويلية 2006 اعتقال سالم العياري عضو التنسيقية المؤقتة للإتحاد من مقهى بالعاصمة واتهامه بجملة من التهم تتعلق بنشاطه داخل المنظمة كما اعتصم مناضلو الإتحاد داخل منطقة باب بحر من أجل إطلاق سراحه وقد تم هذا بعد 12 ساعة من الاعتصام.

·        13 جويلية 2006 مقابلة المسؤولة عن الإنتدابات بوزارة التربية والتكوين وتحديد موعد آخر بتاريخ 03 أوت كتاريخ نهائي للنظر في الملفات التي قدمها الإتحاد في مناسبات سابقة

·        24 جويلية 2006 مقابلة مدير مكتب وزير التشغيل والذي تدارس مع عضوي الإتحاد الحسن رحيمي وسالم العياري الملفات التي سبق وقدمت للوزارة هذا وقد أعلماه بمواصلة النضال بكل الأساليب بعد تملصه من دراسة الملفات بذريعة أن هذه الوزارة لا دخل لها بالتشغيل ولا تمثل سوى وسيط بين طالبى الشغل وأصحاب المؤسسات.

وبعد هذه التحركات التي جابهتها المؤسسات المعنية بالتشغيل باللامبالاة وإحالة كل الملفات إلى وزارة الداخلية والتنصل من مسؤولياتها يعلن مناضلو اتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل الآتي:

·        تمسكهم باتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل.

·        مواصلتهم النضال بكل الوسائل المشروعة من أجل حق الجميع في الشغل.

·        مساندتهم اللامشروطة لكل التحركات المنادية بحق المواطن في العيش الكريم ومن بينها اللجان الجهوية المناضلة من أجل التشغيل ويدعوها إلى توحيد الصفوف.

 

لن يكلفنا النضال أكثر مما كلفنا الصمت.

عن التنسيقية المؤقتة

الحسن رحيمي         21918197

سالم العياري           97433958

                                                فلة الرياحي             21591905   

                                               الشريف خرايفي         20850131

 


الاعتداء على أم زياد اعتداء على شرفنا جميعا

د.منصف المرزوقي الثلاثاء 25 تموز (يوليو) 2006. يوم الجمعة الفارط تعرضت أم زياد لاعتداء جسدي بالضرب ولفظي بالغ البشاعة منه التهديد بالاغتصاب من قبل مجموعة من المنحرفين أشاروا لسائق سيارة الأجرة التي أركبوها فيها بالقوة أنها عاهرة ومستباحة. ولهذا الاعتداء جملة من المكونات يجب أن توضع أمام العين فلكلها مدلولات بالغة الخطورة تتجاوز أم زياد. المكون الأول لهذا الحادث شخص المعتدى عليه. ففي أي بلد خارج تونس بن علي، كما يكتب المرتزقة ، مكان هذه المرأة على رأس وزارة، أو جامعة، أو مؤسسة ثقافية… وعند مرورها يقف الرجال والنساء إكراما وتبجيلا ومحبة لمربية أجيال وأم وجدة ومناضلة وكاتبة من الطراز الأول يحق لتونس أن تفاخر بها وأن تعتبرها من خيرة ما أنجبت. المكون الثاني للحادث هو أسبابه وظروفه . فأم زياد وقعت بين براثن وألسن المجرمين وهي تتوجه لبيت محاصر من قبل البوليس منذ قرابة الثماني سنوات، لا لأنه مخبأ مخدرات أو أسلحة وإنما لأنه مكتب منظمة تدعو لاحترام حقوق الإنسان اسمها المجلس الوطني للحريات في تونس. المكون الثالث للحادث أن من اعتدوا على أم زياد أشخاص حذر حتى البوليس السياسي المخضرم مناضلتنا الكبيرة من شرهم ….مما يعني أننا أمام جهاز مستقل حتى عن البوليس السياسي وقد يكون مليشيات خاصة » للعائلة المالكة « …مما يعني أن تحلل وتفكك الدولة في تزايد مستمر …مما يعني أن مصطلح دولة العصابات قد تقادم لأننا دخلنا مرحلة دولة العصابات داخل العصابات. المكون الرابع للحادث أن أم زياد لم تتجه لأقرب مركز الشرطة لأنها تعرف عبث الأمر…أن أي حاكم تحقيق لم يأمر بفتح تحقيق في القضية …أن أحكاما بالغة الصرامة لم تصدر في حق من تطاولوا على امرأة لا تطاول عليها …كل ذلك لأن العدل أساس العمران لكنه ليس أساس الهمجية و الهمج هم الذين يحكموننا اليوم. المكون الخامس للفضيحة أن العملية مرت وكأن شيئا لم يكن. بلعت المرأة دموعها والتجأت لبيتها لتجده محاصرا هو الآخر بجحافل البوليس وانكفأت على مشاعر الحزن والإهانة …كل هذا لأننا اليوم قوم لم تعد في بني عمه رماح. عفوا يا أم زياد عما لحقك من … إهانة؟ …لكنك فوق كل إهانة وإنما من أهينوا كل من استسلموا لنظام أعطى لنفسه الحق أن يستبد أسوأ ما فيه بأحسن ما في المجتمع. وإنها لتراكمات فوق تراكمات فوق تراكمات …إلى أن. فصبرا وعفوا ومعذرة. (المصدر: موقع « المؤتمر من أجل الجمهورية بتاريخ 25 جويلية 2006)  

 

مجلس الحريات  بطالب بوقف العدوان على فلسطين ولبنان

طالب المجلس الوطني للحريات بالعمل من أجل كف العدوان على فلسطين ولبنان ومحاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين. وطالب في بيان له المجتمع الدولي بوقف تقتيل المدنيّين في لبنان. ودعا منظمة الأمم المتحدة التي لم تتردد من قبل في اتخاذ حصار شامل وقاس ضد الشعب العراقي إلى القيام بدورها واتخاذ عقوبات صارمة على إسرائيل ومحاسبة مرتكبي جرائم الحرب وإحالتهم على المحكمة الجنائية الدولية. كما دعا  إلى تفعيل آليات الشرعية الدولية لإجبار إسرائيل على الالتزام بالقانون الدولي وكف عدوانها والتعويض عن الخسائر التي ألحقتها بلبنان. وطالب الحكومات العربية بالوقوف بجدية لحماية الشعبين الفلسطيني واللبناني وتسخير الإمكانيات اللازمة لتلبية حاجياتهم الملحّة عوض التجنّد لقمع تعبيرات التضامن الشعبي. وندّد المجلس بما وقع في العاصمة من منع لمظاهرة سلمية انطلقت من ساحة المقر المركزي لاتحاد الشغل وقع التصدّي لها باستخدام العنف الشديد، ممّا أدّى إلى إصابة 7 نقابيين.
 (المصدر: صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد   369  بتاريخ 29  جويلية 2006)  


الحمروني في القفص الذهبي

زف زميلنا محمد الحمروني في حفل بهيج أقيم بقاعة « السهرية » بضاحية قمرت مساء السبت الماضي إلى عروسه المهذبة وسط فرحة الاصدقاء والأقرباء والزملاء. هنيئا للزميل محمد بدخوله القفص الذهبي وتمنياتنا له ولحرمه بدوام السعادة.

تضامن ينظم فرع رابطة حقوق الإنسان بالمنستير يوما تضامنيا مع مجموعة الشبان المعتقلين اخيرا وضحايا قانون مكافحة الارهاب وذلك يوم الخميس 28 جويلية القادم في مقر حركة التجديد بقصيبة المديوني.

 (المصدر: صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد   369  بتاريخ 29  جويلية 2006)


أخبار حريات
فشل
لم يحضر الجلسة العامة الخارقة للعادة التي دعا إليها المكتب التنفيذي المنصب لجمعية القضاة سوى 85 قاضيا من جملة 1700 لتنقيح القانون الأساسي للجمعية والذي يشترط وجوبا حضور ثلثي القضاة على الأقلّ أي 1130 قاضيا، وهو ما اضطر إلى تأجيلها.
ويكشف هذا العزوف عن العزلة الخانقة التي يعيشها المكتب المنصب رغم الضغوطات التي مورست على القضاة من أجل حضور الجلسة المذكورة وذلك ترغيبا وترهيبا.
فأية مصداقية لتنقيح لا يشارك فيه القضاة بالعدد المطلوب؟ وأي تنقيح يضيق الخناق على حق الترشح وينسف تمثيلية الجهات ليقصرها فقط على إقليم تونس.
طرد
اتصل بنا صالح السعداوي صاحب بطاقة تعريف رقم 02654730 ليؤكد أن ابنه برهان السعداوي تخرج من المعهد الأعلى للدراسات التكنولوجية وشارك في مناظرة تابعة للشركة التونسية للكهرباء والغاز اقليم القصرين ونجح الأول عن الدفعة. وتم انتدابه بصفة رسمية وبعد ستة أشهر من العمل منحه رئيسه المباشر أحسن عدد في منحة الإنتاج وبعد ذلك بشهر واحد تم فصله عن العمل بسبب أن والده كان محاكم من أجل الانتماء إلى جمعية غير مرخص فيها.
جواز سفر1
رفضت وزارة الداخلية تسليم جوزا سفر للبروفيسور منصف بن سالم بدون تقديم أي تبرير. وهو محورم من جواز السفر منذ عشرين عاما كاملة. وآخر مرة تقدم فيها بمطلب إلى المصالح المعنية كان يوم 18 أفريل 2006.
والجدير بالذكر ان ابنته مريم بن سالم منعت أيضا من تسليمها جواز سفرها الذي تقدمت بمطلب للحصول عليه في فيفري 2006. وقد تم استدعاء البروفيسور وابنته للإمضاء على محضر رفض دون تسليمهم وثيقة مكتوبة في ذلك فرفضا الامضاء وقاما بتقديم قضية في المحكمة الإدارية. جواز سفر2 امتنعت السلطات عن منح الناشط الطلابي عبد الحميد الصغير جواز سفره رغم تقديمه العديد من الطلبات و لكن دون جدوى وهو ما اضطره إلى الاعتصام يوم 12 جويلية 2006 بمقر مركز الأمن الجامعي  بكلية العلوم للمطالبة بتمكينه من جواز السفر لكن وقع الاعتداء عليه بالعنف.
كتاب جديد
صدر لعالم الاجتماع التونسي محمود الذوادي كتاب جديد عن دار الكتاب الجديد ببيروت تحت عنوان  » الثقافة بين تأصيل الرؤية الاسلامية واغتراب منظور العلوم الاجتماعية ».  ويباع الآن في المكتبات التونسية. اعتداء   قال السجين السياسي السابق السيد حسونة بن محمد بن عبد الله النايلي أنه تعرض للاعتداء بالعنف الشديد من قبل رئيس الفرقة المختصة بمقر منطقة الحرس بسوسة يوم الاثنين 10 جويلية 2006 وأن الاعتداء تسبب له في فقدان السمع بأذنه اليسرى انتقل على إثرها إلى المستشفى الجامعي فرحات حشاد بسوسة لتلقي العلاج اللازم. 
 
 واستظهر بشهادة طبية تفيد حصول ثقب بطبلة الأذن اليسرى نتج عنها صمم ونزيف و طنين متواصل كما منحه الطبيب راحة ب15 يوما. وقد كلف أحد المحامين بتقديم شكاية لوكالة الجمهورية ضد المعتدي .
وحصل هذا الاعتداء عندما كان السيد حسونة النايلي موجودا بمقر منطقة الحرس ليسجل حضوره امتثالا للمراقبة الادارية. مع الإشارة إلى أن السيد حسونة النايلي قضى بالسجون التونسية فترة تقارب الخمسة عشر عاما تنفيذا لأحكام صادرة ضده من أجل الانتماء إلى حركة النهضة. مقابلة
تمكن وفد من الأساتذة المعطلين عن العمل يوم  14 جويلية  2006  من مقابلة السيدة ليلى البوزايدي المسؤولة عن إدارة التعليم الثانوي في  وزارة التربية والتكوين حيث احتجا على الطرق غير القانونية  في انتداب الأساتذة وعمليات الإقصاء التي تتم في مناظرة الكاباس مما يشكل ضربا لشفافية المناظرات ومصداقيتها، و قد وعدت المسؤولة المذكورة بالتفاعل الجدي و الايجابي مع هذا الملف. وتكون الوفد من السيدين محمد مومني وسالم العياري. (المصدر: صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد   369  بتاريخ 29  جويلية 2006)


رحيل الهاشمي المكي

نعى فرع رابطة حقوق الإنسان ببنزرت والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين السجين السياسي السابق الهاشمي المكي الذي وافاه الأجل المحتوم يوم السبت 15 جوان الماضي بعد صراع  مرير مع المرض.

وكان الراحل قضى 15 سنة في السجن ضمن سجناء حركة « النهضة » و أطلق في شهر فيفري الماضي اثر إصابته بسرطان الرئة و استفحال المرض في جسمه و اقتناع إدارة السجون انه أصبح حالة ميئوسا منها.

وعانى الهاشمي المكي لمدة أشهر طويلة من الآلام الشديدة وكان صابرا إلى أن وافاه الأجل المحتوم.

و بموته يكون ضحية جديدة من ضحايا السجون التونسية الذين قضوا نحبهم على امتداد الخمس عشرة سنة الماضية دون أن تحرك السلطة ساكنا رغم المناشدات الوطنية والدولية العديدة لإطلاق المساجين السياسيين و إنهاء معاناتهم ومعاناة أهلهم.

 

(المصدر: صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 369 الصادر يوم الجمعة 29 جويلية 2006)

 

نعي

تنعي جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي المناضل السياسي الهاشمي المكي من جامعة بنزرت.

 

سجين في خطر

أكدت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أن عائلة السجين السياسي السيد محمد العكروت لم تتمكن من زيارته و هي تخشى أن يكون أصابه مكروه  بعد الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام . وتوجه نجله بنداء لإغاثته والاستجابة لمطالبه وأعلم السلطات بوضعه الصحي المتدهور . وطالبت الجمعية تطالب بالإفراج عنه خاصة أنه قضى بالسجن أكثر من 15 سنة .  

إضراب مفتوح دخل السجين السياسي السيد محمد القلوي في إضراب مفتوح عن الطعام بسجن قابس منذ يوم الثلاثاء 11 جويلية 2006 و ذلك للمطالبة بالنقلة إلى تونس والحصول على ملف قضيته من المحكمة العسكرية وتحسين إقامته. و يقضي السيد القلوي حكما مؤبدا خفض لـ 30 سنة و هو يرى أنه قد حوكم مرتين من أجل نفس الأسباب. و تعاني عائلته الأمرين لزيارته خاصة أن الزيارة مفصولة عن إيصال القفة و هو ما يضطر ذويه لقضاء أكثر من يوم للزيارة و تقديم القفة.  

التليلي يُـضـرب عن الطعام

أكد السيد مصطفى التليلي شقيق السيد عبد الرحمن التليلي (63 عاما) الأمين العام السابق للاتحاد الوحدوي الديمقراطي في مكالمة هاتفية مع « الموقف » أن الأخير يخوض اضرابا مفتوحا عن الطعام لليوم الحادي عشر على التوالي في سجنه بالعاصمة احتجاجا على عدم نقله للمستشفى للتدواي. ويعاني السيد عبد الرحمن التليلي من مرض السكري لكن الذي يتولى علاجه هو طبيب السجن الذي هو غير مختص مما اضطره لشن إضراب عن الطعام منذ السادس من جويلية. وقال شقيقه إن صحته تدهورت بشكل سيء وأصبحت مقلقة جدا وهو مهدد بالموت بين لحظة وأخرى. ويقضي السيد عبد الرحمن التليلي حكما بالسجن لمدة تسعة أعوام منذ سبتمبر 2003 بتهم متصلة  بإدارته لديوان الطيران المدني والمطارات.

 

(المصدر: صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 369 الصادر يوم الجمعة 29 جويلية 2006)

 

فقدان 17 مهاجرا افريقيا قبالة السواحل التونسية

تونس (رويترز) – قالت مصادر أمنية يوم الاربعاء ان 17 مهاجرا افريقيا فقدوا بينما نجا ثمانية اخرون قبالة سواحل المهدية الواقعة شرق العاصمة بعد غرق مركبهم خلال عملية تسلل باتجاه سواحل ايطاليا. واضاف المصدر الذي رفض نشر اسمه ان « وحدات خفر السواحل التونسية أنقذت يوم الثلاثاء ثمانية أشخاص بعد أن تلقت نداء استغاثة بينما لا يزال 17 اخرين في عداد المفقودين اثر غرق قاربهم المتجه لجزيرة لمبدزا الايطالية نتيجة هبوب رياح قوية ». وقال المسؤول ان القارب المتهالك انطلق من السواحل الليبية قبل ثلاثة أيام وعلى متنه 25 مهاجرا من جنسيات افريقية لم يحددها وفقا لتصريحات الناجين. وتأتي هذه العملية مع تزايد محاولات الهجرة السرية من شواطىء شمال افريقيا منذ استقرار العوامل الجوية. وأشار الى أنه لم يتسن العثور على أي ناج اخر رغم مشاركة طائرة عسكرية وسفينتين في عمليات البحث المتواصلة. وكثفت تونس من جهودها للحد من تدفق المهاجرين غير الشرعية على اوروبا وفرضت عقوبات صارمة وغرامات مالية طائلة على كل من يضبط من مشاركين ومنظمين لهذه الرحلات التي تتسبب لها في احراج مع جيرانها الاوروبيين. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 26 جويلية 2006)

 

 


وراء القضبان

السجين جلال الكلبوسي

هو جلال بن إبراهيم الكلبوسي من مواليد 28 أكتوبر 1958 في مدينة منزل بورقيبة بولاية بنزرت . حكوم بـ 26 سنة سجنا بتهمة الانتماء إلى جمعية غير مرخص فيها. و ظل في الإختفاء من سنة 1992 إلى سنة1995  تاريخ إلقاء القبض عليه.
 ومثلما جرى على سجناء قضيته، إنتقل جلال الكلبوسي إلى أغلب السجون التونسية، من السجن المدني بتونس بـ 9 أفريل، إلى سجن القصرين فسجن الهوارب بالقيروان ثم سجن برج الرومي ببنزرت ومنها إلى سجن الكاف ومن بعده إلى برج العامري ليعود مجدداً إلى بنزرت في سجن الناظور ثم إلى سجن برج الرومي .
كانت فترة اختفاء جلال، أكثر أيام العائلة شدة وقسوة، إذ لم تنقطع المداهمات اليومية طوال فترة إختفائه، وقد تعرضت العائلة خلال تلك المداهمات إلى أشد الإعتداءات إذلالاً وأكثرها إنتهاكاً للحرمات.
ومن الـ 26سنة سجن قضى جلال الكلبوسي منها أحد عشر سنة، ومع التخفيف الذي يستفيد منه السجناء من حين إلى آخر سيكون على جلال  أن يقضي سبعة سنوات أخر حتى يعود طليقاً إلى أبنائه: إبراهيم (17سنة ) الإبن الأكبر والبنية الذكية (ريم11 سنة) التي كانت ثمرة زيارات أبيها المتعجلة أيام إختفائه.
غير أن السبعة سنوات المتبقية تعني بالنسبة لريم أن الصبا سينقضي كما إنقضت الطفولة قبلها، دون أن تفوز بمعانقة أبيها ، وربما سيغادر الرجل سجنه ليجد إبنته قد غادرت بدورها بيته إلى بيت زوجها.
اُدخلت ريم إلى المستشفى في مناسبتين،السنة الماضية2005 والسنة الحالية2006، بعد أن إشتكت من آلام في رجليها، لم تعد تقوى بسببها على المشي ، وفي المناسبتين وبعد الفحوص والتحاليل والصور الإشعاعية كان الأطباء يؤكدون في كل مرة أنه لا وجود لأي أسباب  عضوية وراء تلك الحالة ، وأن العلاجات النفسية وحدها كفيلة ربما لتتدارك ريم حالتها تلك. 
والواقع أن المفارقة التي لم يستوعـبها العقل الكبير لريم الصغيرة كانت تلخصها في أسئلتها البسيطة هذه:
أنا عمري 11سنة وأبي قضى في السجن 11سنة هل علي أن أنتظر معه 7سنوات أخر ليخرج، كم سيكون عمري حينها ؟ هل سأكون في حاجة إليه وقتها ؟  لماذا لايأتيني أبي إلى المدرسة ويعود بي  إلى المنزل مثلما يفعل الأباء مع صديقاتي ؟ لماذا لا يتركوني مع أبي في الزيارة، بدل الربع ساعة، أربعة ساعات مثلاً أو يوم كامل حتى؟ أم أن ذلك حرام؟ لماذا لايخففون عنه ، خمسة سنوات أو سبعة سنوات ؟ هل حرام أن يُخففوا عن أبي عدة سنوات دفعة واحدة ؟
تلك هي الأسئلة البسيطة التي لم يعثر لها عقل ريم على إجابات شافية، فصنعت في قلب ريم الصغيرة تعقيدات نفسية، جعلت من تلك الأسئلة إبراً تنغرز بجسمها وساقيها فتقعدها عن المشي في كل سنة مرة أو مرتين.
(المصدر: صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد   369  بتاريخ 29  جويلية 2006)

 

مأساة مساجين الرأي في تونس

 الـصّـحّـة والـتّـغـذيــة

شهادة السجين هشام جـرايـة:

( خمس عمليات جراحية متتالية!!!!! )  

في بداية صائفة 1997 أحسست بآلام في مستوى مرفقي الأيسر وبعد انقطاع دام طيلة الصائفة عاودتني الآلام أثناء إقامتي بسجن مرناق ( الذي انتقلت إليه في 25 جويلية 1997) و قد تفاقمت الآلام وتعاظم انتفاخ يدي و لم تنفع الأدوية التي قدمت لي في السجن (ضمادات و مضادات حيوية …) ورغم مطالبة طبيب السجن بإجراء صورة بالأشعة لذراعي فقد ووجهت بمماطلة اضطرتني إلى القيام بتحركات (رفض الدخول إلى الغرفة …) فلم يزد

مدير السجن المدعو فؤاد والي

على أن قال لي: « أثناء شهر نوفمبر لا يمكن إخراجك لأننا منشغلون بالتحضير لاحتفالات 7 نوفمبر؟ » ولم يتم نقلي إلى المستشفى إلا يوم 14 نوفمبر 1997. وقد استغرب الطبيب المقيم (قسم الجراحة العامة 21) بقائي على هذه الحالة أكثر من شهرين و قرر إجراء عملية على الفور ( تمت حوالي الساعة 11.00 ليلا ) وقد أعدت إلى السجن بعد 4 أيام لتبدأ المتاعب من جديد و الجرح مفتوح بطول 10سم/عرض 2سم, وأثناء كل عملية تبديل للضمادات يقابلني العون/ الممرض بالتجهم والتأفف و يتعلل مرة بفقد الدواء المطهر وأخرى بنفاذ الضمادات… وعند نقلي إلى سجن تونس يوم 7 فيفري 1998 رفضت الإقامة في الغرف المكتظة (حيث ينام المساجين متلاصقين بمعدل 3 مساجين في سريرين ) فتعرضت للعقاب بالسجن المضيق حيث قيدت ليلة كاملة في إحدى النوافذ , و لكن بعد إصراري تم تمكيني من فراش فردي في غرفة أخرى ,ثم واصلت العلاج لمدة 5 اشهر إلى أن ظهرت بوادر الانتفاخ من جديد بساعدي الأيسر, و بعد مماطلات عديدة أحلت على نفس القسم فأجريت لي عملية جراحية يوم عيد الأضحى في سنة 1998 , ولم تنجح هذه العملية –لسوء مداواتي بالسجن- فأعدت من جديد يوم 30 ماي 1998 و كان طول الجرح أكثر من 15 سم وعرضه 3 سم و قد أعدت إلى السجن بعد يومين ليمدد العلاج أربع اشهر, و لكن انتفخت العقد اللمفاوية Ganglions بشكل كبير (وصلت إلى قطر 5 سم ؟)و سببت لي آلاما مبرحة مما استوجب إجراء عملية رابعة يوم 23 جوان 1998 لكن لم ينفع أي دواء و لم يندمل الجرح طيلة 5 اشهر, ووصلت حالتي الصحية التدهور باستمرار وفقدت 20 كغ من وزني إضافة إلى أن التغذية كانت رديئة جدا ولم أمكن من حمية غذائية خاصة رغم كل طلباتي, و في بداية شهر نوفمبر 1998 بدأت أحس بآلام في جنبي الأيسر غير أن طبيب السجن وصف لي دواء لا علاقة له بالمرض (Bisolvan) و كذلك في المرة التالية حيث وصفت لي أدوية أخرى لم تنفع شيئا ( oxytètracycline و clamoxyl ) و قد أشار عليا زميلي في الزنزانة بضرورة تصوير جنبي لان الأعراض مشابهة لما تعرض له سابقا وتبين انه مرض السل, و فعلا تم ذلك بعد إلحاحي الشديد فأحلت على المستشفى حيث تم – بعد التصوير- سحب 2.5 لتر من جنبي الأيسر وتبين أني مريض بالسل و بقيت بالمستشفى 12 يوما استعملت أثناءها دواء ساهم في تحسن حالتي و بعد رجوعي إلى السجن عانية كثيرا من تردي نوعية الأكلة , بل كان الرد عليّ لما اشتكيت إلى

نائب المدير هشام العوني

من سوء الأكلة يوم عيد الفطر بان ألقيت في السجن المضيق بتهمة « التحريض » . وبالإضافة إلى الإهمال الصحي فان المساجين يتلقون غذاء يكفي- بالكاد- لسد الرمق. أما التغذية المتكاملة و المتوازنة فلا وجود لها, و ذلك بشهادات الأطباء الذين يفسرون عديد الأمراض التي يتعرض لها المساجين بسوء التغذية, و كذلك بإقرار عديد المديرين الذين لا ينكرون ضعف القيمة الغذائية للأكلة و لكن يتعللون بضعف الميزانية المخصص لها ( 450 مليم كلفة الغذاء اليومي للسجين), و عدم إمكانية توفير اللحوم دوريا أو تنويع الأكلات, غير أن الواقع يشهد-لا فقط بضعف القيمة الغذائية للأكلة بل برداءتها كما وكيفا حيث تغيب اللحوم بأنواعها لأسابيع طويلة وطبخ الخضر (البطاطا مثلا) دون إزالة قشورها , أما البقول ( العدس مثلا) فتصب في آنية الطبخ دون إزالة الحصى منها, أما الدجاج- ففي المرات النادرة التي يقدم فيها- تكون بقايا الريش بادية عليه. وهذه بعض الشهادات على هذه الوضعية:

و هذا غيض من فيض
و هذا مثل حي: الشهيد الهاشمي المكي الحبيب مباركي – سويسرا البريد الالكتروني: mbarkiha@yahoo.fr

 

الهاشمي المكي في ذمة الله « والبقية من السجناء السياسيين مصيرهم  في ذمتكم »

محمد الفاضل
يوم الأربعاء 2006.03.14 فك أعوان السجن أصفاداً من رٍجْلٍ الهاشمي المكي ، كانت مشدودة إلى سريره في مستشفى عبد الرحمان مامي بريانة، و قيل له يومها :  قد مُنحتَ حريتـَك فارجع إلى أهلك… وعند منتصف نهار يوم السبت  2006.07.15 إنفكت روح الهاشمي من جسدها ليقال لها:(

يَا أيّتُهَا النَّفْسُ المُطْمَئِنَّةُ* إرْجِعِي إٍلى رَبٍكِ رَاضِيةً مَرْضِيَةً)

[الفجر – 27 و28]. فالعفو عن الهاشمي  وإطلاق سراحه من السجن ،كان يراد أن يقدم حينها  على أنه تكرماً ورحمة ،لكنه لم يَمْنحه في واقع الأمر من الحرية إلا نَكـَدَها ،إذ مضى مذ يومها يُصارع بجسده النحيف آلاماً، إنتشر في  جنباته الورم الخبيث فأنهكه ، لولا أن أدركه عفو إلهيٌّ ، سيمْنَح روحه  من نعيم مطلق الحرية  أبدَها  ونحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً .

لم يكن للهاشمي المكي[1] المولود في منزل بورقيبة بولاية بنزرت في 1958.12.22  من ذنب، سوى أنه منذ شبابه الأول في أول سبعينات القرن الماضي قد انخرط فيما عُرف وقتها بالجماعة  الإسلامية التي  كانت تعمل على الدعوة إلى الإلتزام بالإسلام الوسطي وقد عُرف بين أصدقائه وزملائه في الشغل  بلطفه وحلمه ودماثة أخلاقه،و تقلد على إمتداد تجربته في العمل السياسي لاحقاً، في مناسبتين، مسؤولية قيادة منطقة بنزرت : سنة 1987(حركة الإتجاه الإسلامي )  وسنة 1991 (حركة النهضة). لكنه  سيلجأ إلى الإختفاء حين ستـَشن أجهزة تلك الحكومة، في أول تسعينات القرن الماضي، حملة إعتقالات في صفوف أبناء الحركة ، قياداتها وقواعدها . تاركاً خلفه ، طوال السنوات الأربعة من الإختفاء، زوجته وأطفاله الثلاثة ، يواجهون صنوفاً من التنكيل والإنتقام . وفي سنة 1995ألقي عليه القبض ليتعرض للتعذيب ، بحرق الأصابع بالنار وكيّ المناطق الحساسة من  الجسد ، بأعقاب السجائر و التعليق في « وضع الدجاجة » ثم إغراقه مقيداً، إلى حد الإغماء ، في برميل من الماء الوسخ بقيىء من سَبٍـقَه . ولقد أدى إغراقه في الماء  بعد أن قُيدت إلى الخلف يداه ورجلاه ، إلى فقدان ذاكرته بصورة كلية ، فتم إيداعه السجن ، حين فشلت محاولات إسعافه بعد وضعه في غرفة الإنعاش بمستشفى المرسى ، ثم نُقل إلى السجن المدني ببنزرت ومنه لاحقاً إلى السجن المدني بتونس .
ظل الهاشمي المكي فاقداً للذاكرة لمدة سنتين كاملتين، ورغم إلحاح الدفاع( الأستاذ لطفي شقرون) في طلب عرض موكله على الفحص الطبي، ورغم أن الهاشمي وقتها كان يجيب بكلمة واحدة:( لا أعلم…) على كل سؤال يوجّه إليه ، فقد أصرت المحكمة أن لاتُسْعف الهاشمي بالعلاج اللازم وجيىء به  ليمثُل أمامها فاقداً لذاكرته بصورةً كلية ، وقضت المحكمة في حقه رغماً عن ذلك بـ37سنة سجن وثلاث أشهر، هي حصيلة أحكام ستة ، لقضايا متكررة.
لم يكن حال الزوجة ، سواء زمن إختفاء الهاشمي  أو زمن سجنه ، بأحسن مما هو عليه ، فقد دَفعت الزوجة السيدة صبيحة الطياشي[2] ، عقاب إختفاء زوجها ، تعذيباً وتنكيلاً، لاتزال إلى اليوم، تعاني مخلفاتها بين آلام في مستوى الأذن وآخرى في مستوى الظهر.ثم نصبوا لها المحكمة لتقضي بسجنها سنتين وخمسة أشهر مع تأجيل التنفيذ بتهمة التمويل والإنتماء ، وأشبعوا والدها الشيخ المسن حتى وافته المنية حسرة و كمداً  على إذلاله و عائلته كما طرحوا والدتها المسنة أرضاً وأشبعواها ركلاً في كل مرة كانت تقف لتمنعهم من إذاية إبنتها . أما الأطفال فقد كان الترويع الذي تعرضوا له خلال المداهمات ، سبباً في أن يصيب بعضهم داء (البوصفير) ويورث في نفوسهم البريئة   طعماً مريراً لطفولة ليست تدري أي ذنب إجترحت ليشملها العقاب  .
فالصغرى هٍبَة التي لا تتذكر شيئاً عن والدها ، وكان يقال لها دائماً أن والدها مسافرٌ خارج البلاد . سيكون يوماً عصيباً عليها أن تلتقي، لأول مرة في السجن ، أباً لم يستطع التعرف إلى إبنته ، ويعتذر إلى الزوجة لعدم تذكرها .
أما حامد أوسط أبناء الهاشمي فإنه لايذكر أباه أيضا إلا  من خلال ما خلفته الذاكرة من أطياف جميلة غير أنها  سريعة و خاطفة ، لكنه يذكر جيداً وجوهٌ قبيحة لرجال كانوا  يداهمون منزل أبيه  في كل آن وحين ، حاملين في وجهه الأسلحة النارية و  كلابهم المسعورة ترافقهم ،يبحثون عن أبيه في كل مكان وفي كل شيء حتى في بعض العلب المنزلية الصغيرة .
لكن ضحى ، كبيرة بنات الهاشمي ، تذكر جيداً ما يتذكره أخويها وزيادة ، لكن أكثر ما تذكره ،أن أباها كان يهوّن عليها غيابه عنهم، حين تزوره في السجن بالقول ، أنه سيكون إلى جانبها عند نجاحها في السنة السادسة إبتدائي، ليحتفل معها بالنجاح ، لكن تمر السنين ، ولا يتمكن الهاشمي من الاحتفال بنجاح إبنته في بيته، ودون أن ييأس  من أن يهوّن الأمر مرة أخرى على طفلته ،  كان يجدد لها وعده أنه لن يدع الإحتفال بنجاحها في الباكالوريا يفوته ، لكن مرة أخرى و بعد سبعة أعوام، لن يكون بمستطاع الهاشمي أن يفي بوعد قطعه إلى إبنته، إذ لايزال هناك من يصر على  إبقائه وإخوانه في السجن. وسيعتذر إليها ثانية، ولكن ربما سيطمع في مناسبة لاحقة يحتفل فيها الهاشمي مع أفراد عائلته حين تتخرج ضحى من الجامعة، أو هو يحتفل معهم بزفافها… من يدري ؟
لكن الهاشمي مرة أخرى لن يفي بوعده، لا بهذه ولا بتلك، لأنه سيكون عليه أن يغادرنا جميعاً فور سراحه من السجن بأربعة أشهر.
     سيُقال لنا عظم الله أجركم و يرزقكم الله وذويه جميل الصبر والسلوان وسنقول: شَكَر الله سعيكم. وسيقال لنا أيضاً: كل نفس ذائقة الموت وسنقول: حسبنا الله ونعم الوكيل والحمد لله على كل حال.
لكن حين نطلب تعليل مصابنا في الهاشمي المكي الذي لم يتم بعد السنة 48من عمره ، سيقال لنا أن الأمر كان قدراً مقدوراً وأن مرد الأمر كله إلى الله ،  كما لو أن التونسيون يحتاجون أن تذكّرهم السدنة بأوليات عقيدتهم . لكنهم سيتخلون عن أوليات عقائدهم تلك حين يتعلق الأمر بالحديث عن معدلات الحياة في تونس فتلك مكاسب التنمية عندهم ولن يتورعوا أن ينسبوا إلى أنفسهم فعل الموت والحياة ، وسيقولون  بكل زهو أن إرتفاع معدلات الحياة في تونس يعود إلى العناية الصحية الفائقة والرشيدة التي توليها حكومتنا الطيبة إلى مواطنيها وهم   يردون الأمر كله إليهم دون غيرهم. وإذا كانت رعاية الحكومة ، صحة مواطنيها قد بلغ حد تغيير أقدار مواطنيها والترفيع في معدلات أعمارهم  ليبلغ 76سنة ، فقد كان يجدر بعنايتها هذه، منذ وقت أن تتفضل أيضاً بتحسين معدلات الحياة في السجون التونسية التي لم يعد يتعدى معدل الحياة فيها 45سنة( معدل تقديري).فإن كانت الحكومة تدري أن الظروف السجنية  في تونس مدمِرة لحياة السجناء فتلك مصيبة ،وإن كانت لاتدري فالمصيبة أعظم  . ولا يليق بعاقل أن يزعم أن الحكومة التي لاتخفى عليها خافية في أرض الواقع ولا في سماء الإتصالات أو المساحات الإفتراضية ،أن يكون قد غاب عنها ما لم يغب عن تقارير الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين ،من أن مايزيد عن الأربعين من السجناء السياسيين  قضوا إما في السجون أو خارجه بعد سراحهم نتيجة الإهمال الصحي .
سيقال أيضاً أن لكل أجل كتاب، وسنقول أن عالم الشهادة، عالم محكوم بمنطق الأسباب والمسببات، وما أصاب الهاشمي كان قد تقاطرت و تراكمت به الأسباب. لتُنشِأ فعلاً مادياً  للقتل مع سابقية الإصرار والترصد . قد يكون فعلاً للقتل مركب، يختفي خلفه أيضاً فاعل مركب ، يعي ما يفعل حين يفتت فعله و يعدد الفواعل وينوعها  إلى : مداهمات وإعتداءات وإنتهاكات وأحكام شبيهة بما صدر عن محاكم التفتيش وأنشطة لاإنسانية في  أقبية مُظلِمة وأنظمة سِجنية خلف القضبان ،تفنى فيها أعمار أقوام دخلوها في عنفوان الشباب وأول الكهولة . فحين يُفتت الفاعل المركب فعله و هُويتَه ، فإنه يطمس بذلك الأسباب والمسببات، ويرحّل منطق الأشياء من عالم الشهادة إلى عالم الغيب ،وسيواجهك القائمون على الأمر بعد ذلك بقدرية رعناء ربما كفروك بموجبها لو إدعيت في يوم أن هناك غير الله فاعل أنهى حياة الرجل .
لم يغادر الهاشمي قبل أن يسجّل وصيته مذكراً أن من بين من قضى من إخوانه في السجون كان : سحنون الجوهري ومبروك الزرن وحبيب الردادي وعز الدين بن عايشة ولخظر السديري ولطفي العيدودي ومبروك الرياحي وعبد المجيد بن طاهر…..
كما أن الهاشمي لم يغادر أيضاً قبل أن يسدي إلى الخيرين من الشكر ماهم حقيقون به ، وقبل أن يناشد مكونات المجتمع المدني في تونس جميعها للإسراع  قبل فوات الأوان،إلى إنقاذ إخوان له، تركهم وراءه، لا تزال تَفـتِـك الأمراض الخبيثة منهم باللحم والعظم، فذكر دون حصر بعضهم : حمادي عبد الملك وطارق الحجام وبن عيسى العامري ومنذر البجاوي وفتحي الورغي وفتحي العيساوي …. ولابد أنه قد غفل عن ذكر الباقين…
لقد أفن الهاشمي، شهوره الأربعة التي قضاها بيننا يبلّغ إلينا رسالة مفادها: أنه سيكون في ذمة الله قريباً، و لكنه ، في حرقة سيدع « 

البقية من السجناء السياسيين مصيرهم في ذمتكم

« 

ــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] جميع الوقائع والمعطيات التي أوردناها في هذا المقال إستفدناها من شهادات إستمعنا إليها من الأخ الهاشمي المكي ومن زوجته وأبنائه إثر خروجه من السجن . [2] السيدة صبيحة الطياشي  زوجة الهاشمي المكي هي شقيقة السيدة مبروكة الطياشي زوجة السجين السياسي إبراهيم الدريدي الذي لايزال يقضي حكماً بـ52سنة سجن. وقد أصابها أيضاً من العقاب ما أصاب شقيقتها . (المصدر: صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد   369  بتاريخ 29  جويلية 2006)

افتتاحية

استخفاف بمشاعر التونسيين

الصهيوني أنريكو ماسياس في طبرقة في أوج العدوان على لبنان، وهو المعروف بمناصرته المكشوفة لجيش الإحتلال الإسرائيلي الذي يدك لبنان منذ ثمانية أيام بلا هوادة، وشوارع العاصمة وجدرانها مغمورة باللافتات الإشهارية للمغنية ماريا كاراي وحفلها الذي سُخَرت له وسائل الدولة وأجهزة الإعلام بالكامل (لأن الوسيط  من أبرز المتنفذين)، وحفلات الرقص والغناء تملأ البلاد طولا وعرضا وكأن الوضع العربي عادي جدا.
إنها مفارقة تدل على مدى الإستخفاف بمشاعر التونسيات والتونسيين الذين لم يتركوا لحظة إلا وعبروا خلالها عن أساهم لما يحدث لأشقائهم في لبنان وفلسطين وشعورهم بالإحباط للعجز عن أي فعل ملموس لمناصرتهم. وما الإقدام على دعوة المغني ماسياس المشهور بانحيازه المطلق للصهيونية في هذا الظرف بالذات، ورغم الإحتجاجات المتوالية  سوى تحد كبير للعواطف الوطنية وإصرار على المضي في خط التطبيع بأي ثمن.
لقد دُعي ماسياس إلى الجزائر في السنة الماضية لكن الدعوة كانت مثارا لاحتجاجات واسعة أدت إلى كشف النقاب عن وجهه الحقيقي لمن لا يعرفه، وأصبحت بمثابة لقاح ضد السموم الصهيونية المغلفة بالحوار الحضاري والدعوات المخاتلة للسلام. كما أن الهالة التي أحيطت بها ماريا كاراي تبرهن على الإستمرار في سياسة تمييع الشباب وإلهائه عن قضايا بلده وأمته من أجل الجري وراء السراب. ويبدو أن الفراغ الثقافي والروحي لدى الشباب يناسب السلطة، فهو  أفضل لديها من الوعي الفكري والإلتزام بقضايا الحرية والتقدم والتنمية لأن مثل هذا الوعي يفرز شبابا مشاكسا هي في غنى عنه.
ومهما كانت  المنطلقات والمبررات فإن سقوط مئات الشهداء يوميا مثل أوراق الخريف، وخاصة من الأطفال والنساء والشيوخ يفرض قليلا من الإحترام للمشاعر الإنسانية والكف نهائيا عن المظاهر الإحتفالية المستفزة لوجدان الشعب المتألم.
الموقف   (المصدر: صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد   369  بتاريخ 29  جويلية 2006)
 


قصة أغرب من الخيال

ملياردير تونسي يختفي في ظروف غامضة

اسمه محمد بن مصطفى العلاني مولود في 26 سبتمبر 1965 أصيل مدينة القيروان. رجل أعمال موهوب استطاع الحصول على ثروة طائلة في زمن وجيز بسبب نبوغه واشتغاله في البورصة العالمية. له مكتب ببحيرة تونس ومكتب بجينيف وشركاء بالولايات المتحدة الأمريكية. وله ممتلكات عينية ومنقولة بكل من تونس ونابل.
لم يكن يدور بخلد والدته زهرة بن معاوية ولا ببقية أفراد عائلته ولا بأصدقائه أن يكون مصير رجل الأعمال التونسي والذي اعتبره كل من عرفه ثروة وطنية أن يختفي فجأة ودون سابق إنذار. تقول والدته لل »موقف » انه مضى على اختفاء ابنها حوالي العامين الكاملين. وتضيف « طيلة هذه المدة لم نذق خلالهما طعم الراحة والاستقرار، ولم ننعم فيهما بيوم من الراحة وكنا عرضة للتحيل والاستغلال من بعض ذوي النفوس المريضة الذين استغلوا حرقتنا وتلهفنا لمعرفة أي خبر عن ابننا المختطف للحصول على أموال طائلة بلغت عشرات آلاف الدنانير ».
القصة كما ترويها والدته بدأت منذ يوم 21  جوان 2004 عندما كان مسافرا إلى جينيف وفي الوقت الذي أعلمهم بأنه عائد إلى تونس انقطع هاتفه الجوال فجأة. وتواصل والدته الحديث  » حوالي الساعة الثالثة بعد الزوال انقطع هاتفه الجوال 98426831 وكان الردّ الآلي يأتينا باللغة السويسرية الألمانية حتى منتصف الليل ثم أصبح الرد الآلي من اتصالات تونس والتي تجيب بالعربية وهو ما يعني أن ابني عاد إلى تونس في تلك الليلة ولكننا انتظرناه بفارغ الصبر منذ سنتين فلم يعد إلى البيت ».
بدأت شكوك عديدة تراود العائلة وبدأت تتصل بالسلطات التونسية والسويسرية والفرنسية علها تجد خيطا يدلهم على مكان ابنهم ولكن كل الخيوط كانت غامضة ولا تزيد الأمر إلا تعقيدا. فالسلطات التونسية نفت وجود العلاني على أرضها فتوجهت العائلة إلى سويسرا للبحث عنه. وفتح بحث قضائي لدى السلطات السويسرية التي قالت بعد التحريات التي قامت بها أن العلاني موجود في تونس وبالنسبة لهم لم يعد مفقودا. أما السلطات الفرنسية والتي يحمل الرجل جنسيتها إلى جانب الجنسية التونسية فقالت حسب معلومات استخباراتية للعائلة أنه موجود بتونس. لا يفوتني هنا أن ألفت انتباه القارئ إلى أن شقيقته ليلى سافرت إلى جينيف وحاولت العثور على أي أمل أو أي خيط يقودها إلى الحقيقة ولكنها لم تعثر بالتعاون مع الأمن السويسري إلا على حافظة أوراقه في قمامة بأحد الشوارع القريبة من المطار، ولكنها لم تعثر على جوازي السفر التونسي والفرنسي. وتستنتج أمه من ذلك أن ابنها اختطف بطريقة ما وادخل إلى تونس وتسوق أدلة كثيرة على ذلك.
تؤكد والدته أنها كانت وجميع أفراد العائلة يخشون من النجاحات المتكررة لأبنها على المستوى المادي حيث أصبح بفضل نبوغه وعلاقاته الواسعة مع رجال الأعمال في أمريكا وسويسرا مليارديرا في ظرف وجيز كما أن علامات الثروة ظهرت عليه فامتلك مثلا سيارة هي الاولى من نوعها في تونس كما أصبح يمتلك يختا هو إلى حدّ الآن يرسو بميناء حلق الوادي وبيتا فخما في نابل تقدر قيمته بمليار.
تسكت والدته هنيهة ثم تضيف  » لم نكن مخطئين في تخوفنا فقد زاره بعض الرجال في مكتبه بالبحيرة مقدمين أنفسهم على انهم من كبارات البلد طالبين مشاركته في اعماله وامواله. وقد تشاجر يومها معهم رافضا مشاركتهم وانتهى الامر بتهديده بعواقب وخيمة. وهذا حدث قبل أسبوع واحد من اختفائه. وبعد هذه الحادثة كنا نحس بتوتر كبير يعيشه ولدي حتى اختفى « .
منذ هذه الحادثة أي قبل عامين دخلت العائلة في دوامة من الحيرة والشكوك وزاد في حيرتها اتصال مجهولين بها مؤكدين وجود معلومات لديهم عن محمد العلاني طالبين اموالا طائلة مقابل هذه المعلومات. وبسبب لهفة العائلة على معرفة أي خبر فقد سلمت أموالا لكل من ادعى انه يعرف مكان محمد ومن بينها إمرأة استظهرت بصورة حديثة له عبر الهاتف في مكان مجهول قالت انه محتجز فيه، وعاينها أفراد العائلة مقابل 20 ألف دينار.
هذه المأساة المتواصلة تسببت في وفاة والده السيد مصطفى العلاني يوم 17 فيفري 2005  وهو يتحسر على فقدان فلذة كبده. وتتساءل والدته كيف يمكن أن يختفي رجل معروف ولمدة سنتين دون وجود خيط واحد منطقي لاختفائه ؟ ولماذا كل هذا الغموض الذي لف قصة اختفاء ابنها ؟ وتوجهت السيدة زهرة بن معاوية عبر « الموقف » إلى السلطات العليا وإلى كل المنظمات الإنسانية للتدخل العاجل لإنهاء هذه المأساة مؤكدة أن ابنها حي يرزق وهي تأمل في رؤيته في أقرب وقت.
 
(المصدر: صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد   369  بتاريخ 29  جويلية 2006)
 

 

الديمقراطي: اجتماع تضامني مع المقاومة

نظم الديمقراطي التقدمي يوم الاثنين 16 جويلية اجتماعا تضامنيا مع الشعب اللبناني أمام ما يتعرض له من عدوان سافر على أرضه وشعبه وبنيته التحتية. وافتتح الاجتماع الأستاذ رشيد خشانة الذي أكد أن هذا العدوان يتم أمام مرأى ومسمع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي والذي يفترض منهم أن يدافعوا عن المدنيين. ويتزامن هذا العدوان مع كارثة إنسانية بكامل المقاييس في غزة. وفي نفس التوقيت سجل غياب الموقف العربي وضعفه بل أن البعض من هذه الانظمة حمل المقاومة مسؤولية ما حدث. أما اجتماع وزراء الخارجية العرب فكان مشهدا مضحكا انتهى بتخليهم عن واجبهم القومي والعربي.
وعبر العميد بشير الصيد عن استغرابه من صمت الشارع العربي وتراجع المد القومي والإسلامي والتقدمي في مساندة القضايا العربية العادلة. وقال انه ينبغي أن نبحث عن سبب هذا الصمت والتراجع ومن بينها غياب الديمقراطية والحريات في الوطن العربي التي تسببت في شلل الشعوب العربية. وأضاف « أن الوطن العربي في حاجة إلى معركتين معركة التحرر والتحرير ومعركة الديمقراطية. فكل المصائب التي تحصل سببها غياب الحرية وتواصل حكم الأنظمة الفاسدة والتي فقدت شرعيتها ولا همّ لها إلا قمع شعوبها ». أما الأستاذ احمد الخصخوصي فقال أن جوهر المشكل انه موكّل علينا ولسنا في حلّ من أمرنا فاستقلالنا إذا فيه شكّ. والدليل على ذلك انه كلما توفر هامش من الحرية في بلد عربي ما إلا وازدهرت فيه المقاومة. من جهته قال الأستاذ عبد الرؤوف العيادي أن أوضاعنا آلت إلى ضعف في الهمة وردة معنوية كبيرة. ولكن هذا لا ينفي أن هناك مقاومة شريفة وبطولية في عدة جبهات. فاسرائيل اليوم تهدد بالحرب البرية ولكنها لن تفعل ذلك جبنا منها ولانها تدرك قوة المقاومة معنويا على الأقلّ ولأنها استفادت من الدرس الأمريكي في العراق. وأضاف  » اعتقد ان المعركة غير متكافئة لكن المعركة بالمقاس المعنوي هي لفائدة الأمة ». كما أكد ان الأنظمة العربية الآن تقيم حلفا مع الاستعمار الامريكي والصهيوني في إطار ما يسمى بالعهد الدولي لمكافحة الارهاب. ويحال مئات الشبان الآن على المحاكم لمجرد التفكير في الالتحاق بالمقاومة في العراق او فلسطين. ودعا إلى تركيز ثقافة المقاومة وفي المقدمة مقاومة الاستبداد.
وقال الاستاذ احمد نجيب الشابي أنه كان من المفروض اليوم ان تخرج الآلاف المؤلفة في تظاهرات سلمية تعبر عن وجداننا وتسند شعبنا اللبناني المقاوم في وجه حملات التدمير. وكان من المفروض أن تتاح لهذا الشعب الأبي تلبية نداء الواجب إن لآخرتنا أو لدنيانا كما قال الشيخ حسن نصرالله.
ثم أشار إلى ان الدم الفلسطيني لم يجف يوما واحدا منذ قيام دولة اسرائيل بل قبل قيامها بعشرين سنة. فالمطلوب منهم التخلي عن حقهم في العودة وحقهم في الكرامة وحقهم في العيش. لقد انقلبت المفاهيم واصبح الحق هو القوة والغصب وما على الضعيف إلا أن يقبل بإرادة الغاصب. هذه هي المنظومة الدولية التي تصاغ اليوم.
قم اضاف  » نحن كعرب طحننا الظلم والعفن ولكننا امة أبيّة لا تقبل بهذا المنطق ونقول بان اسرائبل حقيقة استعمارية قامت على أساس اجتثاث شعب من أرضه. فنحن الذين جربنا الاستعمار في تونس والجزائر ومصر نقول بان الفلسطينيون لهم الحق الأبدي في العودة وما بقيت فلسطيني واحد وما بقي عربي واحد فإننا لن نتنازل ».
واكد الأستاذ الشابي ان حزب الله أخذ المبادرة لتحرير سجنائه وأرضه وللتخفيف عن اخوانه الفلسطينيين ولذلك نحن مع حزب الله ومع المقاومة اللبنانية قلبا وقالبا. قم أضاف « إما أن تتحقق الاجندا الإسرائيلية أو الإرادة العربية. فاسرائيل اليوم ليست في منأى عن الحجر العربي. واسرائيل تدرك أن فرصتها لتجريد العرب من سلاحهم البسيط حانت. فهل نسمح لاسرائيل بأن تحقق اجندتها؟ إن المطلوب أن نقف كرجل واحد مع المقاومة ومع الحقّ ». محمد فوراتي (المصدر: صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد   369  بتاريخ 29  جويلية 2006)

بسم الله الرحمان  الرحيم
و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين

تونس في 26/07/2006

 

بقلم محمد العروسي الهاني

مناضل دستوري تونسي

 

 

الرسالة رقم 7

رسالة مفتوحة للتاريخ رقم 7

إلى سامي و عناية رئيس الدولة التونسية حول موضوع التأشيرة القانونية لجمعية الوفاء للمحافظة على تراث الزعيم الحبيب بورقيبة و رموز الحركة الوطنية

 

بكل تقدير و إحترام و بإخلاق عالية و تربية إسلامية ووطنية نرفع إلى سامي و عناية سيادة رئيس الجمهورية. أسمى آيات التهاني بعيد الجمهورية المجيد 25 جويلية 1957 الذكرى 49 لهذا الحدث الوطني الهام و الممتاز حدث إعلان ميلاد الجمهورية التونسية لأول مرة في التاريخ على إمتداد 3000 سنة لم تشهد تونس ميلاد جمهورية تونسية لها دستورها الرائد و مؤسستها الدستورية إلا في 25 جويلية 1957 على يد المصلح الكبير و المناضل الأكبر و الزعيم الأوحد المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة رحمة الله الذي خلد التاريخ ذكره و الذي ترك بصماته و إنجازاته شامخة و قوية و أنجز الشيء العظيم و إنجازاته العظمى لا ينكرها إلا جاحدا حقودا : و بهذه المناسبة أنوّه بخطابكم يوم 25 جويلية 2006 بمناسبة إحياء الذكرى 49 لعيد الجمهورية المجيد 25 جويلية 1957 هذا الخطاب الذي ذكرتم و أشدتم فيه بخصال و مناقب الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة رحمه الله الذي إسترجع الأرض من المغتصب الإستعماري و دحض العدو إلى غير رجعة . و حرر البلاد و العباد و بنا الدولة العصرية و أنجز الجمهورية و مؤسستها الدستورية و حرر دستورها الرائع بفضل رجال برره  مخلصين معه أوفياء لمنهجه و أسلوبه صادقين معه طاهرين ملتزمين لا يفكرون إلا في البناء و التعمير و الإنجاز و بذلك أنجزوا الشىء الكثير و حققوا مع قائدهم أعظم الإنجازات و أكبرها.

و أنجزوا الجلاء العسكري و الجلاء الزراعي الفلاحي لإستكمال السيادة التونسية عام 1964 بحمد الله و عونه و توفيقه.

و من أعظم المكاسب الإجتماعية مجلة الاحوال الشخصية و تحرير نصف المجتمع.

 

يوم 13 أوت 1956 يوم الثورة لتحرير نصف المجتمع المرأة

إصدار مجلة  الأحوال الشخصية الرائدة المستمدة من الشريعة و الإجتهاد في مفهوم الآية القرآنية في سورة النساء فإن خفتم أن لا تعدلوا فواحدة صدق الله العظيم  

ثم جاءت المكاسب الإجتماعية تلو الأخرى في منظومة رائعة و في طليعة المكاسب ثورة التعليم و تعميمه و مجانيته.

 و هو أكبر مكسب و أعظم رهان على الإطلاق و العالم كله يشهد بهذه المكاسب الرائدة الهامة و الخطوات العملاقة التي قام بها الرمز العملاق المجاهد الأكبر الرئيس الحبيب بورقيبة رحمه الله

 

سيادة الرئيس

 

إيمانا بهذه الثورة العارمة و المكاسب التي لاتغطيها شجرة في الغابة لأنّ بورقيبة هو الغابة لا تغطيها شجرة.

و تقديرا و إكبارا و تخليدا لمكاسب هذا الرمز و تضحياته و كفاحه الطويل فقد فكرنا منذ يوم 22 ماي 2005 في تكوين جمعية الوفاء للمحافظة على تراث الزعيم بورقيبة وأرثه السياسي و الوطني

 

و قد وجهنا إلى سيادتكم عديد الرسائل في الغرض و إلتمسنا من سيادتكم إعطاء إذنكم للمصالح المعنية قصد منحنا التأشيرة القانونية للجمعية بعد ان حاولنا مع الولاية بتونس العاصمة و لكن دون جدوى ووجدنا الأبواب موصدة و كل التوضيحات أشرنا إليها في الرسائل الموجهة إليكم منذ يوم 13 جوان 2005 إلى آخر رسالة مفتوحة عبر الأنترنات يوم 19 جوان 2006 الرسالة رقم 6 .

 

و الغاية من نشرها بموقع الأنترنات تونس نيوز لمزيد التأكيد من الإطلاع عليها بإعتبار الأنترنات هامة و محل عناية كل الرؤساء في العالم و المجتمعات الحيّة و الامم المتحضرة هذا من جهة و من جهة أخرى نظرا لما حصل لنا من قناعات بأنّ الرسائل منذ عام 1999 لم تعد تصل إلى سيادتكم و لنا تجربة و متابعة من عام 1992 إلى 1999 كما اشرت في الرسالة المؤرخة في 23 جويلية 2006 بمناسبة عيد الجمهورية المجيد.

وأنّ أحسن فترة و جدنا فيها المتابعة للرسائل هي فترة السيدان محمد الجري و محمد جغام و هذا نقوله للتاريخ و لا نخشى إلا من  الله .

قال تعالى : يوسف أيها الصديق إفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهنّ سبع عجاف و سبع سنبلات خضر و أخرى يابسات لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون. – قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلنّ ما قدمتم لهنّ إلا قليل مما تحصلون ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس و فيه يعصرون.صدق الله العظيم.

  

وفعلا جاء السبع السمان من 1992 إلى 1999 ثم جاء السبع العجاف حسب تصوري من 2000 إلى 2006 و لعلّ هذا العام يغاث فيه الناس و يأخذون حقوقهم و يتحصلون عليها و يحققون اهدافهم و غاياتهم النبيلة و  تشهد الساحة صحوة شاملة يرفع فيها كابوس إخفاء الرسائل و هي ظاهرة خطيرة لم نعرفها من قبل و لعلّ الله أراد خيرا بنا و بتونس إذ قال الله تعالى لعلّ الله يحدث بعد ذلك أمرا و قال جلّ جلاله و من يتقي الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب صدق الله العظيم و قال أيضا إنّ مع العسر يسرا صدق الله العظيم

 

سيادة الرئيس رسائلنا تدل عل مصدقيتنا ووضوحنا في آداء الامانة و صدق الرسالة

وقد وجهت إلى سيادتكم منذ يوم 26/12/2005 إلى يوم 26/07/2006 في سبع أشهر كاملة سبع رسائل على النحو التالي:

1-   رسالة يوم 26/12/2005 حول تطوير هياكل التجمع ومزيد الديمقراطية داخل التجمع

2-   رسالة يوم 9/02/2006 حول تطوير الإعلام و حرية الراي

3-   رسالة يوم 15 جوان 2006 حول ذكرى تونسية الإدارة الجهوية لسلك الولاة و العتمدين 23 جوان 1956 

4-   رسالة يوم 19 جوان 2006 حول التذكير برسالة 13 جوان 2005 عن طريق البريد المضمون

حول الحصول على التأشيرة القانونية لجمعية الوفاء للمحافظة على التراث البورقيبي وأرثه السياسي الوطني

5-   رسالة يوم 10 جويلية 2006 حول وضعية الصحافة الحزبية و التقاعد المبكر لعدد هام من الصحافيين و الفنيين و الأعوان 167 فردا.

6-   يوم 15 جويلية 2006 حول مقترحات عملية بمناسبة عيد الجمهورية 25 جويلية 1957.

7-   والرسالة الحالية 26/07/2006 حول التذكير بموضوع التاشيرة القانونية لجمعية الوفاء للمحافظة على تراث زعيمنا المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة و رموز الحركة الوطنية و قد شرعنا في إحياء ذكريات رجال برره ناضلوا مع الزعيم الراحل رحمهم الله

سيادة الرئيس جاء في خطابكم يوم عيد الجمهورية الحرص الدائم على الإرتقاء بالخطاب الإعلامي و تطويره و لا وجود لمحظورات أو محرمات في ما يتناوله الإعلام من قضايا و ملفات

إنّ ما جاء في خطابكم شىء جميل و قد سمعناه منذ عام 2000 في ذكرى 3 ماي العيد العالمي للصحافة في حوار شيّق و لكن و الله العظيم يا سيادة الرئيس إنّ الإعلام المرئي و المسموع و المكتوب لازال على وضعه لم يتطور بل العكس هناك تراجع ملحوظ ففي التلفزة الوطنية الذي تتطور فيها هو الغناء و الرقص و المسلسلات و الغناء المبتذل و العراء و في الإذاعة و خاصة الإذاعة الجديدة المكلفة بالثقافة حدث و لا حرج أشياء يشمئز الإنسان من الإستماع إليها و متابعتها… و في الصحافة المكتوبة تقلص المشهد الإعلامي الحرّ و حرية الراي و التعبير و ذكر الحقائق و نقاط الضعف و النقد البناء و ذكر الإيجابي في تاريخ رموز الحركة الوطنية و في طليعتهم الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله بل العكس برزت فكرت جديده الإساءة إلى الزعيم الراحل و التحامل عليه و الإفتراء على التاريخ.

و حرم الاحرار من الرد و التعقيب و التوضيح…في الصباح و الشروق و الحقائق و الحرية.

الهجرة إلى مواقع الأنترنات جاء نتيجة الكبت الإعلامي

إنّ الإلتجاء إلى موقع تونس نيوز موقع الحرية و الكلمة الهادفة و موقع الراي الحر و التعبير  الحر و الديمقراطية الحق جاء نتيجة الإقصاء و التهميش و غلق أبواب الصحافة المكتوبة و المرئية و المسموعة فحدث و لا حرج و هذا ما جعل المواطنين يهاجرون إعلام وطنهم و يبحثون على قنوات عربية أكثر مصداقية و شمولية و هذا ما حصل فعلا و الكثير من الكفاءات و اصحاب الرأي الحر و عدد هام من المواطنين و المواطنات من تونس يفوق 75 بالمائة من الذين يملكون  جهاز تلفزي مجهز بالهوائي يتابعون قنوات الجزيرة

و العربية و المنار و إقرأ و غيرها و بعضهم يتابع قنوات أجنبية لماذا الجواب واضح هجرة من أجل البحث على الحقيقة و الإعلام الحر النزيه و الإصغاء إلى حوارات حرة ذات مستوى رفيع للغاية تسلي النفس و تسموا بها و ترفع المستوى الأدبي و المعنوي وإنّ ما ورد في خطابكم حول الإعلام و تطويره شىء هام و عسى أن تكون نصف سنة 2006 موعد الإنطلاق لمؤشر إيجابي جديد للإعلام و علامة بارزة للشروع في إرساء  إعلام حر و نزيه يحترم رأي المواطن و يفسح المجال للحوار الحر و التعبير وإنّ أوكد الواجبات في هذه المرحلة  للإعلام الحر و أن 94 مقالا التي حظيت بالنشر في موقع الانترنات تونس نيوز منذ يوم 25 جويلية 2005 إلى اليوم  في ظرف عام جلها عرض على الصحف المحلية التونسية ورفضت نشرها بينما هي ليست محظورة أو من المحرمات كما أشرتم في خطابكم الاخير وإنّ مقالاتي الـ94 نشرت كاملة دون رقابة ذاتية أو المقص المعمول به في صحافتنا مع الأسف الشديد أين التطور في الإعلام يا ترى…

قال الله تعالى : ياأيها الذين آمنوا إتقوا الله وقولوا قولا سديدا

صدق الله العظيم

ملاحظة هامة :

إنّ جملة الرسائل الشخصية و المفتوحة التي وجهت لسيادتكم منذ عام 1990 إلى اليوم 35 رسالة منها 7 عن طريق الانترنات تونس نيوز وقعت الإستجابة لسبعة منها من عام 92 إلى 99 و رسالتين وقعت إحالتهما على ولاية صفاقس للدرس لست أدري لماذا … و المشاغل تهم جهتي منطقة الحجارة فقبرت.. و رسالتين لمتابعة مسؤول مستشار

أول و كان الخيال اوسع من تحقيق النتائج و الكلام المعسول  أطنان … و لكن الوعود سراب في سراب

سامحه الله

قال الله تعالى:  يحسبه  الضمآن ماء صدق اله العظيم

 

                       محمد العروسي الهاني

                مناضل دستوري تونسي

كاتب عام جمعية المحافظة على التراث البورقيبي

 


 

صمود المقاتلين.. من صمود المثقفين

محمد القوماني
 ليس أخطر على مصير فلسطين ومستقبل العرب عامة من هذا التراجع الخطر في الوعي القومي العربي، بل هذا الإختراق الثقافي الأمريكي والصهيوني للوعي والخطاب العربيين رسميا وشعبيا، وخاصة على مستوى المثقفين اعتبارا لمكانتهم في المجتمع ودورهم القيادي  والتوجيهي.
إن الأزمات والمراحل الفارقة التي تجتازها أمتنا في مواجهة الإمبريالية والصهيونية، على غرار ما يحصل هذه المدة من تقتيل وحرب إبادة ضد الشعبين اللبناني والفلسطيني واستهداف للمقاومة الباسلة، بقدر ما تفرضه علينا من تجند ويقظة وتعبئة من أجل تقديم الدعم السياسي والمادي لأشقائنا وإسناد الخطوط الأولى في معركتنا المشتركة، فإن تلك الأولوية لا تحجب حاجتنا في مثل هذا الظرف إلى التحليل والحوار والقراءة العميقة للأحداث ودلالاتها حتى يضطلع كل واحد منا بدوره من موقعه. وأحسب أن وقوف النخب خاصة، على الأسباب العميقة التي تقف وراء هذا الضعف، بل الانهيار في المواقف العربية الرسمية والشعبية في قضية الحال، من أوكد دروس هذه المواجهة المفتوحة.
تكفي المقارنة بين ثبات الإدارة الأمريكية والحكومات الغربية على موقف الانحياز، بل الدعم المباشر لإسرائيل على مختلف الأصعدة وفي جميع المحافل وفي كل المواجهات، وتراجع التضامن العربي الرسمي والانخراط في معركة تحرير فلسطين إلى حد التآمر على المقاومة وتمرير مخططات العدو في تصفية القضية، تكفي تلك المقارنة لإدراك ثبات المرجعية الأمريكية والغربية عموما، في توجيه بوصلة سياسة الدعم للكيان الصهيوني الذي غرسوه في قلب الوطن العربي، ولا يزالوا  يدركون النتائج الإستراتيجية والحصاد اليومي الذي يجنونه من تقاطع مصالحهم مع هذا الكيان على مختلف الأصعدة. وفي المقابل ضياع البوصلة العربية وتراجع الوعي بطبيعة المشروع الصهيوني، إلى حد حصر الصراع بينه وبين فصائل من المقاومة الإسلامية، والجنوح إلى سياسات قُطرية قاصرة لا تلبث أن تتحول إلى جزء من المخطط الامبريالي الصهيوني.
فالأنظمة العربية التي فقدت كل شرعية داخلية في حكم شعوبها وتوسّعت الهوة بينهما، وخبت فيها كل الأحلام الوطنية والقومية، وصارالإستمرار في الحكم من خلال أشخاصها و توريثه لنسلها همّها الأكبر، هذه الأنظمة للأسف ترفض كل مراجعة أو إصلاح لنهجها و تصالح مع شعوبها ، و تخيّر على ذلك الاستقواء على الشعوب بالدعم الخارجي واسترضاء القطب الأمريكي الأوحد بالقبول باملاءاته و خدمة طفله المدلل إسرائيل عبر الترويج لحلول الاستسلام والهرولة للتطبيع والتحمس لتصفية المقاومة تحت لافتة محاربة الإرهاب .
وفي صلة مباشرة بأحداث الساعة لا يخفى على أي متابع ما تعمل من أجله الرسمية العربية و النخب المتواطئة معها وهو تجريد حزب الله من سلاحه واجلائه من الجنوب، فلا يبقى لبنان شوكة في خاصرة العدو الصهيوني ولا يفتح حدوده لأية مقاومة  لبنانية أوغيرها، ولا يملك أية قدرة عسكرية على حماية أراضيه ، ويظل مرتعا للمخابرات الإسرائيلية و عملائها ومجالا لاختراقات قواته العسكرية الجوية والبحرية والبرية ، كل ذلك يتم باسم استقرار لبنان وحماية مصالحه وتفرّغه للإعمار و التنمية، ووضع حدّ للفاتورة الباهظة التي دفعها ثمنا لفلسطين!. وما يُراد للبنان في الحقيقة ، ليس سوى صورة لما يُراد لكل بلد عربي ، قريب أو بعيد من  خطّ المواجهة مع إسرائيل ، في ظل الرؤية القُطرية المقيتة التي يسهل التقاطها في وسائل الإعلام ، من خلال التصريحات الرسمية والحوارات بين النخب، بما في ذلك رموز من المعارضة.
 فالأنظمة العربية لا تكتفي بتخليها عن واجبها القومي و دورها في تحرير أرضنا المحتلة ، ولا تدرك، أو تبدو كذلك، المخاطر التي تتهدد أقطارنا ، بل لم تعد تخجل من تآمرها العلني على المقاومة الشعبية ، وإعطاء التغطية السياسية للعدوان الأمريكي والإسرائيلي ، وممارسة أقصى الضغوط حتى على الفلسطينيين أنفسهم من أجل تخليهم عن خيار المقاومة ومحاصرة فصائلها وفي مقدمتها حركتي حماس والجهاد. وبالتوازي تمعن تلك الأنظمة في قمع أي نفس للمقاومة بين مواطنيها و تمنع بالحديد و النّار كل مظاهر التضامن الشعبي مع الأشقاء والاحتجاج على المجازر بحقّهم. وكم يبدو الأمر عجيبا حين تتخلى الأنظمة العربية عن واجباتها القومية ثم تنبري للتصدي للتدّخل الإيراني في لبنان وفلسطين والعراق ، مع أن الطبيعة كما يقال تكره الفراغ ، ومع أن إيران دولة إسلامية لا تخفى مصالحها ، يمكن أن تكون بل يجب أن نعمل على أن تكون قوة لصالح الحق العربي والمصلحة العربية و ليس العكس.
وإذا بدا الموقف الرسمي مألوفا و مفهوما ، وإن كان محزنا وغير مقبول، ولا يجب التعاطي معه من موقع السلبية والتسليم بالأمر الواقع ، فان الخطر يتعاظم باستحضار الموقف الشعبي الذي لا يرتقي لمستوى التحديات ، ونروم في تفسيره التذرع بقمع الأنظمة وقلّة الحيلة والوسيلة ، ونقنع بالعواطف الجياشة ، ونستسلم للإنتظارية التي لا تغيّر من واقع الأمور شيءا، وكثيرا ما تكون عزاء للعاجزين، مع أننا نردّد الأثر  » لو تعلقت همّة المرء بما وراء العرش لناله ».
وإذا كان المجال لا يتسع لتفكيك هذا الموقف السلبي والوقوف على جميع أسبابه وفحص آليات النهوض به، فإني أعدّ ذلك من أوكد واجبات النخب، وأكتفي بالتوقف هنا على مخاطر الاختراق الثقافي للوعي والخطاب الذي يفسر جزءا مما نحن فيه.
ففي ظل الخيبات المتتالية بدءا بنكسة 1967 وانتهاء بسقوط بغداد واحتلال العراق سنة 2003، وتراجع تأثيرات الأيديولوجيات  اليسارية والقومية والإسلامية،اكتسحت الساحة السياسية والثقافية والإعلامية مفاهيم ومفردات مثال السلام والاعتدال والتسامح والاستقرار والإرهاب وتقدير موازين القوى والواقعية والعولمة ونهاية الأيديولوجيات  والنضال المدني والمجتمع الدولي… وكلها كلمات حق يراد بها باطل. وغابت في المقابل مصطلحات ومفردات أخرى مثال المشروع القومي والعدو والجهاد والتحرير والوحدة والاستقلال الوطني ومقاومة الامبريالية والثقافة الوطنية والأممية وطبيعة المعركة  والسرطان الصهيوني… وهي جهاز مفاهيمي لئن احتاج إلى المراجعة والتطوير، فانه لا تُعدم فوائده.
و كان من نتائج  » الثقافة الجديدة  » الخلط في المفاهيم و تشويش الوعي أو فقدانه، و ضياع البوصلة في اتجاهات الرأي العام. فتغذى الإحباط ودبّ الوهن وضعفت الإرادة وضاعت الأهداف الإستراتيجية وغلبت الفردية وجنح الناس إلى الخلاص الفردي وضمُر الشعور القومي والإسلامي، وانحسر الاهتمام بالشأن العام، وانسدّت الأفاق، وكانت الآلة الإعلامية المعادية تشتغل في الأثناء على بثّ الفُرقة والطائفية وتغذية الاحتقان والتشكيك في الذّات وشلّ الإرادة وتعميق الفجوات وتشجيع الاستقطاب والتكفير والنزعات الاستئصالية… فاتسعت الهوّة بين الحكّام و المحكومين، ونجح العدوّ في ضرب بعضنا ببعض ، وصار القبول بالتطبيع مع الكيان الصهيوني أسهل من التقريب بين الفرقاء الأيديولوجيين والسياسيين من الإسلاميين وخصومهم خاصة. فلا عجب بعد ذلك أن تنتصر القُطرية ويضيع الحلم القومي و تبتعد آمالنا في الوحدة، في مرحلة تكثفت فيها التكتلات بأنواعها. وضاعت في الأثناء فلسطين و أطلّ الاستعمار برأسه من جديد، و احتلت أراض عربية أخرى و عجز الموقف الرّسمي و الشعبي عن إيقاف الانحدار.
هذه اللوحة القاتمة ، ليست سوى جانبا من الصورة. فنحن أمّة كما قال الشاعر  » لو جهنّم صُبت على رأسها .. واقفة « . ففي ظل موازين القوى المختلة، وبإمكانيتنا المتواضعة ،استطعنا أن نحقق انجازات لا يُستهان بها. فنجحت حركات التحرير الوطنية في إجبار الاستعمار على تغيير سياساته و تحقيق الاستقلال، وأسهم المجاهدون العرب في طرد الإتحاد السوفياتي من افغنستان، ونجحت المقاومة في دحر إسرائيل عن جنوب لبنان وتحريره ،وتوجّه المقاومة في العراق اليوم الضربات الموجعة لأمريكا وحلفائها ممّا سيضطرّهم للخروج عاجلا أو آجلا، وتقف المقاومة الفلسطينية الباسلة في وجه آلة الدّمار الصهيونية التي فشلت في إخماد صوتها . وعلى الواجهة الأخرى، فان الفكر العربي المعاصر راكم منذ هزيمة 67 من الإنتاج والنقد ، وحقق من التقارب بين مختلف توجهاته ، ووضع من المشاريع ما يجعلنا نتطلع إلى مستقبل أفضل . فما ينجزه المقاتلون والمفكرون يجعلنا نتفاءل و لانتشاءم.  فهل تنجح نخب هذه المرحلة في مراجعة المشهد العربي، والاعتماد على الإنجازات المُحققة ، والاستفادة من الظرفية الدولية السانحة  الآخذة في التغيّر في غير صالح القطب الأمريكي، لتصوّب وعيها و تتصدى للاختراق الإعلامي الأمريكي والصهيوني، وتحدّد أولوياتها ، وتجمع كلمتها وصفوفها على برنامج عملي مشترك، وترعى الاختلاف النظري والتعايش الديمقراطي بينها ، وتستنهض الهمم وترقى لمواجهة التحديات ؟ فصمود المقاتلين من صمود المثقفين .         (المصدر: صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد   369  بتاريخ 29  جويلية 2006)  

حساب أمريكي!
صالح سالم قريرة ـ تونس لقد قدم النظام العربي الرسمي خدمة جليلة لاسرائيل فأعطاها ورقة خضراء لتشن عدوانها فاستغل ذلك الغرب أمريكا وبريطانيا بالتحديد. ألم يقل بوش ان بيننا وبين حزب الله دما؟ ها هو بوش ينتقم من حزب الله. وها هي اسرائيل تدمر كل شيء بالنيابة عنها. أما النظام العربي فيقول ان هؤلاء مجموعة من المغامرين. لقد أظهرت هذه الحرب مدي وحشية الصهاينة ومدي ومستوي الأرهاب الأمريكي. وان الولايات الأمريكية هي الداعمة بالمال والقول للارهاب الأسرائيلي والدولي. (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 26 جويلية 2006)

هل للدكتاتور أحاسيس و مشاعر؟

المنجي الفطناسي نقلت وكالات الأنباء أن الرئيس التونسي بن علي أعرب عن شعوره بالقلق إزاء ما يحدث من عنف متبادل في الشرق الأوسط (مسكين متقلق). ما يلحظه المرء في كلام بن علي أنه: _ استعمل المصطلح الإستعماري (الشرق الأوسط) الذي استحدث عمدا لطمس معالم تلك الرقعة الجغرافية وتجريدها من صفتها العربية والإسلامية وتثبيت دولة الكيان الصهيوني فيها. _ وأنه سوى من خلال قوله العنف المتبادل بين العدو الغاصب للأرض والذي يرتكب أبشع جرائم القرن العشرين وبين المقاوم الشريف الذي يدافع من أجل تحرير أرضه وشعبه وهذا حق مشروع كفلته كل الشرائع السماوية والدساتير والمواثيق الإنسانية. _ وأنه انتقل من مرحلة الإستنكار والشجب والتنديد إلى مرحلة أخطر وأنكى وهي مرحلة الصمت الرهيب والتواطئ بالكامل مع أعداء الأمة من أجل تصفية حركات المقاومة التي أصبحت تشكل عبئا ثقيلا على الأنظمة العربية وتسبب لها كثيرا من الحرج. فضربات المقاومة الموجعة وعملياتها الناجحة التي حققت من الإنجازات ما لم تحققه الجيوش العربية مجتمعة كشفت زيف وجبن وخيانة وعمالة بن علي وأمثاله وأثبتت أنهم يعملون جاهدين مع أسيادهم لإيجاد (شرق أوسط جديد) راكع خانع مستسلم خال من المقاومة ومهزوم على جميع المستويات. هذا التواطؤ المفضوح جعل الشعوب تنبذهم جميعا ولا تعترف إلا بقائد واحد وهو المقاوم. أقول لو كان لبن علي مشاعر لما ترك قناة7 ترقص وتغني وتنشر المشاهد المخزية الهابطة طوال اليوم والشعبين الشقيقين يتعرضان لحرب إبادة. لو كان لبن علي مشاعر لسمح للجماهير بالخروج إلى الشوارع في مظاهرات عارمة في كل شبر من تراب الجمهورية للتعبيرعن غضبها واستيائها من العدوان الغاشم على لبنان وفلسطين، ولسمح لكل مكونات المجتمع المدني بتنظيم حملات تبرع وجمع للمساعدات لإخوانهم المنكوبين. لو كان لبن علي مشاعر لقطع جميع علاقاته السرية والعلنية مع الصهاينة ولاعتذر للطفلة هدى ولكل أطفال فلسطين ولبنان عن دعوته لأخيه شارون في مؤتمر المعلومات الذي انعقد قبل أشهر بتونس، ولطالب غيره من حكام العرب بإلغاء اتفاقيات الذلة والمهانة وطرد سفراء العدو وذلك أضعف الإيمان. لو كان لبن علي مشاعر لسارع بإطلاق سراح المساجين السياسيين المحرومين من حق الحياة منذ عشرات السنين في سجون تونس مثلهم كمثل إخوانهم الأسرى والمعتقلين الفلسطينين والعرب في سجون الإحتلال مع فارق واضح في الظروف. ففي سجون العدو الصهيوني لا يدنس المصحف الشريف وفي سجون بن علي يدنس. وفي سجون الإحتلال يواصل الطالب دراساته العليا ويحرم من ذلك في سجون بن علي. وفي سجون الإحتلال يسمح للسجين بالإتصال بوسائل ألإعلام وقد رأينا قناة الجزيرة تحاورهم في أكثر من مرة في حين أن هناك من المساجين في تونس من لم يرى التليفزيون لمدة خمسة عشر سنة. وفي سجون الإحتلال يشارك السجين في العملية الإنتخابية وقد راينا مساجين حماس وفتح يصوتون لصالح مرشحيهم.في حين أن في تونس ليس هناك انتخابات أصلا. وفي سجون الإحتلال يمارس السجين حريته الدينية من صلاة الجماعة والجمعة وقيام الليل وتلاوة الأوراد وإلقاء الدروس والمحاضرات ومطالعة الكتب في حين أن كل هذا ممنوع في سجون بن علي. وفي سجون الإحنلال يتمتع السجين بحق العلاج في حين يهمل المريض في سجون بن علي حتى الموت. هذا ما شاهدته في إحدى القنوات الألمانية التي بثت ريبورتاجا قبل ثلاثة أسابيع عن أوضاع المساجين الفلسطينيين داخل سجون الإحتلال. أخيرا أسأل بن علي أين فرق الموت التي استعملتها في مداهمة الآمنين وترويعهم في آخر ساعات الليل والتي عذبت بها الأبرياء حتى الموت داخل الزنازين والتي بأوامرك مزقت الحجاب لباس الحشمة والحياء في الشوارع واعتدت بالعنف على الشرفاء في الداخل والخارج. أين هي الآن لماذا لا نراها تصد العدوان ولماذا لا نراها تذود عن حمى الأمة؟ أسد علي وفي الحروب نعامة. فلا نامت عين الجبناء (المصدر: موقع الحوار.نت بتاريخ 26 جويلية 2006)  
 

الطبيعة الاستيطانية للدولة العبرية

GMT 6:15:00 2006 الثلائاء 25 يوليو
د خالد شوكات قال ابراهام بورغ رئيس الكنيست الإسرائيلي السابق، في مقال ذاع صيته قبل ثلاث سنوات، أن إسرائيل قد أضحت دولة تقودها عصابات، في إشارة إلى معسكر الحكم القوي داخلها، الذي أصر على عدم فهم المرحلة التاريخية، و تشبث بمنطق القوة ذاته الذي تأسس على قاعدته المشروع السياسي للصهيونية، وقد تنبأ بورغ حينها – في صراحة قل نظيرها لدى القادة السياسيين- باضمحلال الدولة العبرية ما لم يسارع ربابنتها إلى توجيه السفينة نحو ضفة السلام. تقدير بورغ هذا يزداد مصداقية، عندما يتابع المحلل تطورات الهجمة الإسرائيلية على لبنان، حيث تظهر بوضوح عدم رغبة قادة إسرائيل في تحويل كيانهم إلى حالة طبيعية تبحث عن علاقات عادية مع دول الجوار، و لعله العجز عن إيجاد مصادر حقيقية لشرعية الوجود، وميل إلى الاستعاضة عن همة وتضحيات البحث عن سلام صعب، بتجديد مصدر الشرعية « الوهمي » القديم، أي القوة وبعث الروح في عقيدة المجتمع الإسرائيلي العسكرية، والاستعانة بعقدة الخوف من الاندثار، على الرغم من إدراك لدى البعض بأن أول علامات الاندثار الخوف منه.

إسرائيل المدججة بأقوى أنواع الأسلحة، تظهر على شاشات التلفزيون العالمية مذعورة، وعلى الرغم من أن عدد قتلاها أقل، وعدد طائراتها أكثر، إلا أنها تبدو الأضعف، وعندما تصر على تحميل شعب بأكمله مسؤولية ما فعلت جماعة منه، وتضرب بلا تمحيص المنشئات والمباني والجسور والمطارات والمدارس والمستشفيات على عواهنها فإنها بلا شك في طريقها إلى خسارة الحرب، فالحروب الحقيقية المشرفة لا تربح بهذه الطريقة، والعاجز وحده من يتصرف على هذه الشاكلة.
إسرائيل تعري نفسها وتكشف المزيد من عوراتها، وهي ترمي بنفسها مجددا في المستنقع اللبناني، ولبنان خلافا لبقية دول المواجهة العربية، قوي بضعفه، وقوي بديمقراطيته، وهو وحده من جرب كسر شوكة الجيش الإسرائيلي، وهو وحده من كسر مقولة الجندي الذي لا يقهر، ولهذا فستزداد إسرائيل تورطا وتراجعا في قادم الأيام، و سيكون من الشاق عليها أن تلأم جرحا عانت طويلا حتى تجد فرصة لمداواته، ولئن بدا أنها ستنتصر في المعركة باحتلال جزء من لبنان أو حتى كله، فإنها ستخسر حتما لأنه لن يكون لديها القدرة على إعدام اللبنانيين جميعا، بل سيصعب عليها حتى إعدام الشيعة منهم، وثلاثة أرباعهم على ولاء معروف لحزب الله.
المؤكد أن عملية حزب الله لم تكن تهدف فقط إلى تبادل الأسرى مثلما أعلن الشيخ حسن نصر الله، فاللعبة في المنطقة ليست بهذه البساطة، غير أن إسرائيل سقطت في فخ الاستفزاز، أو وجد بعض قادتها الأغبياء والكسلاء في الأمر فرصة لتقوية مفاهيمهم السياسية البالية داخليا وخارجيا، فالحرب التي قيل أنها قد أعلنت على الإرهاب، إنما كانت عمليا حربا على الديمقراطية الأولى في العالم العربي، والحرب التي قيل أنها تستهدف حزب الله وروابطه الإيرانية والسورية، إنما دك بمدفعية ثقيلة حركة 14 اذار ومعها تطلعات غالبية اللبنانيين، إلى لبنان جديد، ديمقراطي ومستقل وحر، لا يحارب أو يسالم بالنيابة عن غيره، ولا يدفع مواطنوه ثمن مغامرات أنظمة متعفنة في محيطه. إن المتأمل في الحصيلة الأولية للحرب الهمجية التي تخوضها إسرائيل، سيلاحظ بيسر كيف تمد الدولة العبرية طوق النجاة لنظام بشار الأسد، وكيف تنتصر بالجرائم التي تنفذها بالقنابل الموجهة وبطائرات أف 16 عالية الجودة، إلى تدعيم مصداقية شعارات الغوغائية والمزايدة، وإلى إضعاف المطالب الديمقراطية والإصلاحية والتحررية، ليس في لبنان فحسب، إنما في سائر الأقطار العربية.
قالت روني بن عيفرات، داعية السلام ونصيرة الحق الفلسطيني المعروفة، ذات مرة، أن أكبر عدو لإسرائيل في العالم العربي، هو الديمقراطية، ولهذا فلا غرابة من أن تسعى الدولة العبرية إلى التآمر باستمرار على أي تجربة ديمقراطية في العالم العربي، وقد كانت تجربة لبنان قاب قوسين أو أدنى من النجاح، لو لا الرعب الذي دب في قلوب الساسة النافذين في تل أبيب، ويقينهم بأن أمنهم القومي في خطر، فأي أمن قومي هذا الذي تهز أركانه بضعة صواريخ كاتيوشا، وأي دولة هذه التي تخوض حرب وجود ضد ميليشيا، إنها بلا شك – وبمنطق التاريخ- دولة آيلة للسقوط رغم عنجهيتها الظاهرة والمفتعلة.
إسرائيل دولة تعيش على إنتاج الخوف، وقادتها المتعاقبون، من بن غريون إلى أولمرت، لا يرون في غير تغذية مشاعر الرعب من الأعداء المتكالبين حسب زعمهم، سبيلا لتوحيد أمتهم المصطنعة، ولهذا فإنهم ما فتئوا يفتعلون حربا بعد حرب، ويخوضون صراعا إثر صراع، ليستمر مواطنوهم جنودا وجنود احتياط، في حالة لا وجود لها في العالم بأسره، وإلا ما تفسير أن يجري الرد على عملية اختطاف جنديين بمواجهة عسكرية مفتوحة، و ما مرد أن تعلن في البلاد حالة تعبئة عامة وكأنها مهددة بغزوة خارجية ماحقة.
الحملة الإسرائيلية على لبنان، تثبت أن عملية التواصل بين الدولة العبرية والأطراف العربية، ليست مجدية، حتى وإن كان الطرف المقابل حكومة ديمقراطية منتخبة، كهذه التي يقودها فؤاد السنيورة، أو كتلك التي قادها في الأراضي الفلسطينية محمود عباس أو أحمد قريع، فقادة إسرائيل مولعون بتقديم الأدلة المتتالية على أنهم لا يريدون سلاما، وأنهم مغرمون بتأليف الأعداء لا كسب الأصدقاء، وأنهم لا يمتلكون للمستقبل نظرية للصداقة والإخاء، إنما خططا لإبقاء العقل العسكري متوهجا ومستعدا.
إن الدولة التي تسعى إلى تأمين مستقبلها ببناء الجدران وأسوار الأسلاك الشائكة من حولها، على نمط خطط الحماية في القرون الوسطى، لمدعاة للسخرية، فقد كان الأجدى بقادتها تطبيق قرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمتها قرار التقسيم الأممي الذي اعترف لها بالحق في الوجود، لكن قادة الحركة الصهيونية لا يؤمنون فيما يبدو بقوة وإلزامية ومصداقية القانون الدولي، ويحبذون بدلا عن ذلك قوة السلاح والدعم الخارجي و خوف مواطنيها من هجمات العرب البرابرة كما تصورهم دائما الأدبيات ووسائل الإعلام الإسرائيلية.
ولا يعلم على وجه الدقة، كيف يقرأ قادة الحركة الصهيونية التاريخ، فالنماذج التاريخية للدول تثبت أنه من الصعب إقامة دولة على أساس عقيدة عسكرية محاربة لأكثر من مائة عام، وأن الجدران والأسوار العالية لم تحم مدينة من السقوط لمدة تفوق نصف قرن، وأنه ليس ثمة دولة في السيرة البشرية، عاشت معادية لكافة جيرانها، لمدة زادت عن ثلاثة أرباع القرن.
إسرائيل تعمق كراهية العالم العربي والإسلامي لها، بل إن المتابع لتغطية وسائل الإعلام الغربية لوقائع الحرب اللبنانية، يمكنه المجازفة بالقول أن إسرائيل تعمل جاهدة على تقليص هامش التعاطف الغربي معها، حتى أن سبرا لآراء الأوربيين أكد قبل سنة اعتقاد ما يقارب سبعين بالمائة من هؤلاء أن الدولة العبرية المصدر الرئيسي لزعزعة الأمن الدولي، فهل بالمقدور بعد كل هذا تخيل مستقبل آمن ومضمون لهذه الدولة الغريبة.
مشكلة القادة الإسرائيليين، أنهم يخافون على مواطنين من مرض اسمه « السلام »، وأنهم يرون أن هذا المرض قد يفرض عليهم وتيرة حياة طبيعية، يرحل بموجبها ملايين اليهود الشرقيين إلى بلادهم الأصلية القريبة، ويعود فيه اللاجئون الفلسطينيون إلى بلادهم السليبة، فالحلم الجميل بدولة عادية – كسائر دول الدنيا- قد ينقلب إلى كابوس يجعل من المستحيل أن لا تقود الدولة أغلبية فلسطينية، وأن يعود اليهود مجددا إلى وضع الأقلية.
لهذا السبب ربما، فإن الأمل معقود لدى خلفاء بن غريون على الحروب فقط، بالسعي إلى إطالة آمادها إلى أقصى حد ممكن، وافتعالها المتكرر إن لزم الأمر، فالأزمات الخارجية الكبرى تطرد شبح الأزمات الداخلية وتدير عجلة الاقتصاد العسكري وتخلق فرص عمل للعاطلين وتستحث المتبرعين الخارجيين على التبرع أكثر، فضلا عن كونها تغذي عقيدة المتطرفين الدينيين من الأعداء والأصدقاء على السواء، وتزيد من قناعاتهم الراسخة بأن قومة السيد المسيح قاب قوسين أو أدنى.
الحسابات الإسرائيلية في لبنان خاطئة، وسيعلم قادة الدولة العبرية قريبا أي أضرار بليغة ألحقوها بمصالح دولتهم ومواطنيهم، خصوصا ما يتعلق بمستقبل أطفالهم، الذي لا يمكن أن تؤمنه الطائرات المقاتلة والدبابات الزاحفة مهما كانت متطورة، وقد كان حريا بهؤلاء قراءة تاريخ المشاريع الاستيطانية، ليعلموا أن إسرائيل بفعلهم ما تزال مشروعا استيطانيا، يتصرف أهله وأولي الأمر فيه كما تصرف المستوطنون من قبل في الجزائر و زمبابوي وجنوب أفريقيا، وكانت النهاية لأهل الذكر معروفة.
كاتب تونسي (المصدر: موقع إيلاف بتاريخ 25 جويلية 2006)  

 
مثقفـــــــون وسياسيــــــون تونسيـــــــون لـ « الصبـــــاح »:

« لا نثــق فـي جـدوى تحركـات رايس وحلفاء إسرائيـل »

« الوساطة الديبلوماسية ينبغي أن تقوم بها أطراف محايدة وواشنطن طرف في الحرب »

تونس ـ الصباح ماهو موقف المثقفين والسياسيين في تونس من المستجدات على الساحتين الفلسطينية واللبنانية في ظل تصعيد شراسة القصف الاسرائيلي للمدنيين والتجمعات السكنية في فلسطين المحتلة ولبنان الجريح؟ وهل يؤمنون بنجاعة الجهود الديبلوماسية التي تقوم بها منذ أيام الولايات المتحدة الامريكية وبعض العواصم الاووربية منها فرنسا التي ترأس مجلس الامن الدولي حتى موفى الشهر الجاري؟ طرحت هذين السؤالين على عدد من المثقفين والسياسيين التونسيين فكانت أجوبتهم كما يلي: * عبد الرحمان كريم (محامي ونائب رئيس رابطة حقوق الانسان سابقا): « رايس ليست محايدة » ـ لست متفائلا بنتائج تحركات وزيرة الخارجية الامريكية رايس ولا بغيرها من التحركات الديبلوماسية.. اذا لم تمارس العواصم الغربية ضغوطات حقيقية لوقف العدوان على الشعبين الفلسطيني واللبناني فورا.. والوساطة ينبغي أن تقوم بها أطراف محايدة وليس واشنطن التي تعتبر طرفا في الصراع.. ان المقاومة اللبنانية والفلسطينية للاحتلال الاسرائيلي قدمت درسا لاسرائيل ولحلفائها فحواها ان ارادة الشعوب لا تقهر.. وتظاهر الجماهير في تونس وفي العالم العربي.. * خديجة مبزعية (برلمانية وقيادية في حزب الوحدة الشعبية)): « الحل بيد الشعوب المحبة للسلام » ـ لا أنتظر الكثيرمن تحركات وزيرة الخارجية الامريكية ومن اتصالاتها الديبلوماسية غير مزيد تكريس الانحياز لاسرائيل.. والحل هو في وقفة الشعوب العربية والشعوب المحبة للسلام في العالم بقوة مع الشعبين الفلسطيني واللبناني.. مثلما كشفته المسيرة الشعبية الكبيرة التي نظمت بتونس بمشاركة ممثلين عن كل الاحزاب والتيارات السياسية والفكرية.. بما يكشف اجماعا وطنيا على ادانة العدوان وتمسكا بخيار السلام»..
*العروسي النالوتي (اعلامي وقيادي في حركة الديمقراطيين الاشتراكيين): « واشنطن ليست محايدة حتى تقوم بوساطات » ـ لا ينبغي أن نراهن على الاوهام.. وعلى وعود وزيرة الخارجية الامريكية.. فالادارة الامريكية هي الطرف الاقوى الذي يدعم الاحتلال الاسرائيلي وأعطى الضوء الاخضر لحكومة تل ابيب كي ترتكب خلال هذه الصائفة مجازرها في قطاع غزة وفي كامل الضفة الغربية ثم في لبنان.. الديبلوماسية يمكن أن تؤتي ثمارها اذا كان من يقوم بها محايدا نسبيا وليس طرفا مباشرا في الحرب والنزاع.. * رضا بن حسين (برلماني من حركة الديمقراطيين الاشتراكيين): « متى احترمت اسرائيل قرارات الامم المتحدة؟ »
ـ لا أتوقع أي نجاح للتحركات الديبلوماسية التي تقوم بها رايس وحلفاؤها.. اذا لم تقترن بتحركات قوية من قبل الدول العربية وبضغوطات أكبرمن الشارع العربي.. وعلى واشنطن أن تفهم حقيقة المشاعر العربية والاسلامية والشعبية العالمية ضد سياستها الخارجية المنحازة بشكل مؤسف لاسرائيل.. وهو معطى ساهم في اجهاض مسار السلام وشجع المتطرفين الاسرائيليين على التمادي في مسلسل تقتيل المدنيين الفلسطينيين واللبنانيين وفي تهديد سوريا وايران والاستهتار بالقرارات الاممية.. * عبد الكريم العلاقي (جامعي ونائب رئيس رابطة حقوق الإنسان سابقا): « اختلال ميزان القوى العسكري » ـ للاسف فان فرص نجاح الجهود الديبلوماسية ضئيلة جدا بسبب التعنت الاسرائيلي واختلال ميزان القوى العسكري وتمادي الخارجية الامريكية في الانحياز لسلطات الاحتلال الاسرائيلي.. والرسالة السياسية من المسيرات الشعبية التي نظمت في تونس والعالم العربي والعالم أجمع هي معارضة خيار الحرب والاعتراض على العدوان على الشعبين الفلسطيني واللبناني.. وعلى ممارسة اسرائيل لارهاب الدولة ضدهما تحت يافطات مختلفة.. بدعم مباشر وضمني من واشنطن وبعض حلفائها.. ان السلام الشامل والتسوية التي تأخذ بعين الاعتبار كل الملفات هي مفتاح أي تحرك ديبلوماسي ناجع.. لأن المطلوب هو حماية كل شعوب المنطقة وضمان أمنها وليس مجرد التفكير في أمن شمال اسرائيل.. * السيدة الهمامي (ناشطة في الاتحاد الوطني للمرأة): « متفائلة رغم كل شيء » ـ أنا بطبعي متفائلة.. وان شاء الله نسمع أخبار سارة بعد الزيارات الماراطونية لفلسطين المحتلة ولبنان.. وسواء جاء الحل على يدي السيدة رايس أو غيرها فشعوب المنطقة مسالمة ومعارضة للحرب.. وتريد السلام الشامل والدائم.. وليس مجرد خطوات مرحلية للتهدئة.. وأنا سعيدة جدا بالاجماع في تونس حول إدانة العدوان والدعوة الى وقف فوري لاطلاق النار.. * فيصل التريكي (محامي وبرلماني): « لا استقرار دون تسوية كل الملفات في نفس الوقت » ـ لا انتظر أية نتيجة ايجابية لصالح العرب واللبنانيين والفلسطينيين على يدي السيدة رايس.. فالادراة الامريكية منحازة دوما لاسرائيل بشكل مفضوح ومبالغ فيه.. ورغم مساندتي الكاملة للمقاومة فاني أتوقع أن تكون عاقبة الاحداث الحالية  وخيمة بالنسبة للعالم العربي.. أي القضاء على المقاومة الوطنية للاحتلال الاسرائيلي.. ورغم اختلافي مع بعض توجهات حزب الله اعتقد انه أحسن بتحركه الحالي لأنه خفف من الضغط  الاسرائيلي على الشعب الفسلطيني زمن تواطؤ جهات عالمية عديدة مع اسرائيل.. والحل في نظري هوالربط بين كل الملفات في المنطقة بما في ذلك تسوية معضلة احتلال فلسطين والجولان السوري وبقية الاراضي المحتلة في لبنان والاردن.. مع اطلاق اسرائيل لالاف الاسرى الفلسطينيين واللبنانيين.. وتسوية الملفات العالقة ومنها عودة ملايين اللاجئين والنازحين وغلق المستوطنات وتحرير القدس المحتلة.. أما اذا كان هدف التحركات الامريكية ضمان امن شمال اسرائيل فقط فالنتيجة ستكون عكسية.. * كتاب وفنانون تونسيون: « سنظل من دعاة السلام » من جهة أخرى اتصلنا ببيان أصدره عدد من الفنانين والشعراء والكتاب التونسيين يدين العدوان الاسرائيلي على الشعبين الفلسطيني واللبناني و«المشاركين في هذه الجرائم البشعة التي تهدف الى القضاء التام على على كل صوت وعرق نابض وفكر مقاوم مهما كان انتماؤه» واعتبر البيان أن هذه «الهجمة الشرسة ستأتي على الاخضر واليابس ولن تستثني قطرا أوشعبا أو نظاما ان حققت غاياتها القذرة في لبنان فالامر جلل ولا بد من وقفة حازمة بوجه الغول الضامئ..». وتمسك الموقعون على البيان بخيار السلام واعلنوا انهم سيظلون دعاة له.. ومن بين الموقعين على البيان الشعراء شمس الدين العوني ومحمد الهادي الجزري وسمير العبدلي وشوقي العبديلي وحافظ محفوظ والروائي ظافر ناجي والممثلة وجيهة الجندوبي.. كمال بن يونس (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 26 جويلية 2006)


 

حزب الله: جاهـزون للقتال لمدة سنتين

بيروت – هادي يحمد كشف المسئول الإعلامي لحزب الله « غسان درويش » في لقاء خاص مع « إسلام أون لاين.نت » الثلاثاء 25-7-2006 أن المقاومة الإسلامية في لبنان وضعت « خطة حرب » طويلة الأمد ضد إسرائيل قد تصل إلى سنتين، ولم يستبعد أن تصل صواريخ المقاومة -التي تصل إلى شمال إسرائيل حاليًّا- إلى تل أبيب في المراحل المقبلة من المعركة. وبلهجة لا تقل ثقة عن اللهجة التي يتحدث بها الأمين العام للحزب حسن نصر الله منذ بدء المواجهة قبل أسبوعين، تحدث درويش عن سيطرة الجيش الإسرائيلي على بلدة مارون الراس والمعارك الدائرة حاليًّا في قرية « بنت جبيل » الحدوديتين بعد 15 يومًا من بداية العدوان الإسرائيلي على لبنان فقال: « نحن إزاء معركة برية غير تقليدية؛ لأننا لسنا جيشًا نظاميًّا، ولكننا نستخدم فيها كل وسائل التكتيك العسكري المبني على استدراج العدو وضربه وتكبيده خسائر فادحة، وهو ما عرفته معركة مارون الراس وبنت جبيل وسيعرفه العدو في أي منطقة يحاول الدخول إليها، وبالتالي فإن استدراج العدو برًّا كانت غايتنا منذ البداية مع علمنا بتفوقه الجوي ». وأضاف درويش: « مقاتلونا ينتظرون المعارك البرية بفارغ الصبر؛ لأنها معركة متكافئة نسبيًّا بالرغم من سيطرة العدو على الأجواء ». وحول إمكانية استخدام صواريخ قد تصل إلى « تل أبيب » كما سبق أن ألمح حسن نصر الله، قال غسان درويش: « نحن في بداية المعركة والحزب لم يكشف جميع أوراقه بصواريخ تصل إلى تل أبيب وأبعد منها ». وبين أن « للحزب تحصينات على الأرض لم يعهدها العدو من قبل وهو ما يكشف حجم الخسائر التي تكبدها حتى الآن ». وتابع قائلاً: « معركة مارون الراس كانت اختبارًا كافيًا للإسرائيليين لمعرفة حجم الخسائر التي من المنتظر أن يتلقوها على أيدي مقاتلي المقاومة؛ لذلك فإن العدو اكتشف أن عليه أن يعيد كل حساباته؛ لأن الأمر لا يتعلق بنزهة أو اجتياح بدون تكلفة ». وقتل 6 جنود إسرائيليون على الأقل ودمرت 5 دبابات في معارك ضارية شهدتها بلدة مارون الراس في الأيام الثلاثة الماضية. مفاجآت قادمة وحول المفاجآت التي يخفيها حزب الله حتى الآن، قال المسئول الإعلامي للحزب: « الحرب لا تزال في بدايتها ونحن وضعنا منذ مدة خطة حرب ضد العدو الصهيوني قد تدوم أشهر وقد تصل إلى سنة أو سنتين، وفيها لنا كل مقومات الصمود ولنا مخازننا وصواريخنا التي لم يرَ منها الإسرائيليون إلا الشيء القليل حتى الآن ». وحول تفاصيل هذه الخطة، قال درويش: « الخطة لها أبعاد أمنية واجتماعية وعسكرية وإغاثية ضبطنا فيها خطط التحرك الميداني ومواجهة العدوان ووسائل الاتصال، وساعدتنا المواجهات السابقة مع العدو الصهيوني على ضبط كيفيات التحرك والاختراق ونقاط الضعف والقوة، وبالتالي نستطيع القول إننا أكثر من أي وقت مضى على جاهزية كاملة لمواجهة العدوان وإدارة المعركة بكفاءة ». وكشف المسئول الإعلامي لحزب الله أن الحزب يدير أيضًا المعركة الاستخبارية بكفاءة كاملة، حيث كشفنا العديد من الشبكات العميلة المتعاونة، هذا فضلاً عن فشل إسرائيلي كلّي في الوصول أو استهداف قادة حزب الله. تل أبيب.. الهدف المقبل وحول اعتزام حزب الله استعمال صواريخ قد تصل إلى مدينة « تل أبيب » قال غسان درويش: « لدينا الإمكانات لضرب تل أبيب وأبعد من تل أبيب، ونحن نخبئ للعدو مفاجآت لن يتوقعها، وأجرينا طوال السنوات الماضية مناورات على حرب طويلة الأمد لن يستطيع الإسرائيليون التحكم في مجرياتها ». وحول قضية الأسرى الإسرائيليين، قال المسئول الإعلامي لحزب الله: « هذا أمر محسوم وحسمه سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله عندما قال إنه لو جاء الكون كله فلن يصل إلى الأسيرين (الجنديان الإسرائيليان) بغير طريق التفاوض غير المباشر والتبادل مع الأسرى اللبنانيين والعرب والفلسطينيين ». وبيّن المسئول الإعلامي أن عملية « الوعد الصادق » التي أسر خلالها الجنديين يوم 12-7-2006، كان « مخططا لها بإحكام ولم تكن مجرد مغامرة لم يحسب لها الحزب حسابها »، في إشارة ضمنية إلى انتقادات بعض الدول العربية للعملية ووصفها لها بالمغامرة غير المحسوبة. وذكر غسان درويش بأن الحزب كان قد أعلن مرارًا منذ بداية العام الجاري -على لسان أمينه العام وقادته- عن نيته اختطاف جنود إسرائيليين والحكومة وكل القوى السياسية تعلم هذا الأمر ». وأضاف درويش « إذا ترافق نجاح هذه العملية مع المعاناة التي يعانيها إخواننا الفلسطينيون فهو زيادة في الخير والنصر الذي حققناه لتخفيف المعاناة عنهم ». وحول مسار المعارك وهامش التحرك العسكري للمقاومة إزاء الجيش الإسرائيلي قال المسئول الإعلامي لحزب الله: « إن العدو الذي بدأ الحرب لن يستطيع التحكم في مسارها ولا توقيفها متى شاء ». وقتل حزب الله منذ بداية المواجهات يوم 12 من يوليو الجاري 41 إسرائيليًّا، بينهم 22 عسكريًّا على الأقل، بينما ارتفع الثلاثاء 25-4-2006 إجمالي عدد الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي على لبنان إلى 413 شهيدًا أغلبهم من المدنيين بجانب عدد من مقاتلي حزب الله يقدر بأكثر من عشرين. (المصدر: موقع إسلام أون لاين.نت بتاريخ 26 جويلية 2006)

 

الطريق إلى بيروت.. رحلة على خط الموت

 

بيروت- هادي يحمد- إسلام أون لاين.نت من أي الطرق يمكن أن نصل إلى بيروت؟.. ذلك هو السؤال الذي يطرحه بعض الصحفيين الذين يصلون هذه الأيام إلى العاصمة السورية دمشق لدخول لبنان برا.. فأمام موجة الخروج والهروب الجماعي تحت القصف الإسرائيلي لمختلف أنحاء لبنان أصبح الطريق الذي يتجه إلى بيروت طريقا محفوفا بالخطر والسيارات المحترقة وأصوات الطائرات الحربية الإسرائيلية التي لا تفرق بين سيارات المدنيين والأهداف العسكرية. كان من المفترض أن أدخل لبنان من الشمال عن طريق مدينة طرطوس ومنها إلى المنطقة الحدودية الشمالية للبنان لأنزل بعدها على طرابلس ومنها إلى بيروت باعتبارها مناطق أكثر أمنا من غيرها، غير أن سائق سيارة الأجرة الدمشقي « ناجي » أخبرني أنه « لا فائدة من إطالة المسافة؛ فالطائرات الإسرائيلية تصل إلى مختلف النقاط وتقصف لبنان شمالا وجنوبا، وبالتالي فإنه إذا كان لا مفر من الدخول ومن المخاطرة فمن الأفضل الدخول من النقطة الحدودية الرئيسية التي تبعد 60 كلم فقط من العاصمة السورية دمشق ». أقنعني « ناجي » بالعدول عن دخول لبنان من الشمال والمضي في دخولها من الشرق من النقطة الحدودية الرئيسية « جديدة يابوس » والتي سبق أن قصفتها الطائرات الإسرائيلية من الجانب اللبناني، كما قصفت العديد من السيارات المدنية والحافلات في طريقها المؤدي لبيروت، فضلا عن تدمير جسر « ستراد صوفر » بالكامل، والذي يعد من أكبر الجسور التي بنتها لبنان بعد انتهاء الحرب الأهلية في فترة البناء. رحلة المجازفين السؤال هنا في النقطة الحدودية والذي يطرحه المجازفون بدخول لبنان في اليوم الحادي عشر من العدوان الإسرائيلي على لبنان هو: « هل هناك قصف على الطريق اليوم أم لا؟ ».. سؤال مضحك مبك لا علاقة له بالتأكيد بالسؤال الباريسي اليومي المترف « كيف حال الطقس غدا هل هو مشمس أم لا؟ ». أبو حاتم الذي تكفل بإيصالنا إلى بيروت في سيارته بمبلغ مالي مغر؛ لأنه -حسب رأيه- « يحمل كفنه على كتفيه » أجاب على سؤال القصف اليومي: « لا.. لا يوجد قصف اليوم.. بس هؤلاء الإسرائيليين.. لا يؤمن لهم جانب!! ». أمام قصف الطريق الدولي دمشق بيروت اتبع غالبية الهاربين من بيروت ولبنان عامة طرقا جانبية وفرعية جبلية تمر عبر مدينة « زحلة » والمرتفعات الجبلية التي تحيط بها والتي يصل ارتفاع بعضها كقرية « مجدل ترشيش » إلى 1452 مترا، كما تتصل زحلة والتي يسميها اللبنانيون « عروس لبنان » بالعديد من القرى المسيحية الأخرى مثل « عينطوره » و »المروج » و »العيرون » و »الدوار » و »بكفيا » و »أنطلياس ». تفطنت بعد بضعة كيلومترات من انطلاق سيارة « أبو حاتم » أن لونها أصفر بلون علم حزب الله المستهدف الرئيسي من القصف الإسرائيلي فزاد خوفي، غير أن الخوف كان موزعا بين ركاب السيارة الأربعة؛ فأبو حاتم يزيد من سرعته ويتجاوز بقوة كلما اقتربت سيارته من شاحنات النقل العمومية الكبيرة في طريقه باعتبارها قد استهدفت من قبل ومستهدفة من قبل الطيران الإسرائيلي الذي يشتبه في أنها تحمل شحنات أسلحة للمقاومة على الرغم أن كل الشاحنات التي ممرنا عليها تحمل خضرا وأغذية تركها حاملوها مكشوفة تحت السماء الزرقاء عمدا حتى « تتأكد الطائرات الإسرائيلية » أن الأمر يتعلق بـ « بطاطا » و »غلال » و »خضر » لإغاثة اللبنانيين المشردين والهاربين من جحيم الجنوب. سورة « ياسين » وإضافة إلى سرعة أبو حاتم المفرطة كلما اقترب من الشاحنات الثقيلة كانت « كريمة » السورية والجالسة في المقعد الخلفي والعائدة إلى زوجها اللبناني في بيروت تقرأ « سورة ياسين » بصوت مسموع. أما « إيلي » الماروني العائد إلى مدينته « أنطلياس » فلم يتوقف منذ بداية الرحلة عن دعوة السائق أبو حاتم إلى إخراج قطعة قماش بيضاء حتى نتجنب « سوء فهم الطائرات الإسرائيلية ». وبعد تردد ونقاش اضطر « أبو حاتم » إلى إخراج « الراية البيضاء » من النافذة الخلفية من السيارة، غير أنه أدار في نفس الوقت عقارب المذياع إلى « إذاعة صوت النور » التابعة لحزب الله، حيث انطلق صوت المذيعة تشيد بإنجازات المقاومة الإسلامية وقصفها لشمال الدولة العبرية بصواريخ الكاتيوشا وتدميرها لدبابات « الميركاف » التي تفاخر بها إسرائيل، كما أشادت المذيعة بحسن نصر الله متغنية « يا سيد الساحات.. يا أبو هادي.. يا نصر الله ». في منتصف الطريق وعلى هضبة تشرف على مدينة « شتورة » كان دخان كثيف يرتفع من بعض مناطقها التي تتعرض إلى القصف، وأمام صوت أزيز الطائرات الحربية الإسرائيلية قرر « أبو حاتم » التوقف وأنزلنا في استراحة على الطريق إلى حين هدوء الأوضاع أمام طريق خال تقريبا إلا من بعض الهاربين من بيروت والجنوب اللبناني الرافعين أحيانا لأعلام بلدانهم الأصلية وأحيانا أخرى للرايات البيضاء. بعودة الهدوء إلى الطريق أعاد « أبو حاتم » تشغيل السيارة وانطلق صوت إذاعة صوت النور مجددا، فيما تنفس « إيلي » الصعداء حينما وصلنا إلى مدخل مدينة « أنطلياس » المشرفة على زرقة مياه البحر المتوسط والتي لا تبعد إلا بضعة كيلومترات عن بيروت، وقال بزفرة فرح « نجينا ».
 (المصدر: موقع إسلام أون لاين.نت بتاريخ 24 جويلية 2006)


فاطمة سنة أولى نزوح.. مريم سنة خامسة!

بيروت- هادي يحمد- إسلام أون لاين.نت اسمها « فاطمة » وسنها خمسة أشهر فقط، ولكنها سجلت في ثانوية « رينيه معوض » بالعاصمة اللبنانية بيروت.. حيث افترش لها مكان تحت سابورة الفصل الذي دخلته كلاجئة من جملة آلاف النازحين من الجنوب اللبناني؛ هربًا من القصف الإسرائيلي المستمر لليوم الثاني عشر على التوالي. عنوان فاطمة الجديد في بيروت والنازحة بصحبة عائلتها من قرية « دير قانون » هو « الفصل 13-الصف الثامن الأساسي ». وتقول « زهرة زلزل » والدة فاطمة لموفد إسلام أون لاين.نت إلى لبنان: « غادرت دير قانون منذ عشرة أيام أي مع بداية القصف الإسرائيلي بصحبة شقيقتي وأبنائها، واستغرق وصولنا إلى بيروت حوالي 6 ساعات هي عبارة عن 70 عاما من الانتظار على الطرق المتقطعة والمقصوفة من قبل الإسرائيليين ». وأضافت زهرة (42 عاما): « لم تمنع الأعلام البيضاء التي رفعها البعض باعتبارهم مدنيين إسرائيل من قصفهم وإخراجهم جثثا متفحمة من سياراتهم التي فروا فيها ». وأضافت زهرة بينما التف حولها أبناؤها الخمسة: « نحن محظوظون، إننا وجدنا سقفا يؤوينا فقد ساهم خروجنا في الأيام الأولى من القصف في تسجيلنا في هذه المدرسة التي لكل عائلة تؤويها قصة ومعاناة ». غير بعيد عن الفصل الذي تقطنه عائلة فاطمة هناك مساحة صغيرة منه تنام العجوز مريم شرف الدين (75 سنة) في القاعة « رقم 8 » من الصف الثانوي بصحبة عائلة شرف الدين النازحة من قرية « الطيبة » الحدودية. وتحدث عباس عن أزمة والدته مريم الصحية قائلا: « أمي المسنة مريضة بالسكر، وتعيش اليوم نزوحها الخامس من الجنوب اللبناني منذ بدأت الهجمات الإسرائيلية على الجنوب ». وأضاف عباس « لقد فقدت زوجها وابنها في أول الهجمات الإسرائيلية لجنوب لبنان سنة 1975، وهي اليوم ترى أحفادها يعيشون الوضع نفسه بعد أكثر من 30 سنة ». فيما تغط العجوز مريم في نوم عميق غير آبهة بضجيج أطفال اللاجئين من حولها، قالت حفيدتاها « فرح ومروة » إنهما البارحة وصلا إلى بيروت والبارحة فقط عرفا طعم النوم بعد عشرة أيام قضياها على صوت الصواريخ والطائرات وأصوات التفجيرات التي لم تتوقف. « كلنا مع المقاومة » لم تمنع الظروف القاسية التي يعيشها النازحون من الجنوب اللبناني، والنقص في الغذاء والأدوية في مدرسة « رنيه معوض » التي تضم 650 نازحا من قرى الجنوب من متابعتهم لآخر الأحداث في قراهم التي تركوها. ويقول حسين –أحد هؤلاء النازحين-: « بيتنا ما زال صامدًا في قرية هونين قضاء النبطية »، كما لم يخفي آخرون تفاؤلهم بما يجري على الرغم من التهجير والنزوح، وأكدوا متابعتهم لكل صغيرة وكبيرة للمعارك الجارية في الجنوب وآخر أخبار النقاط الجديدة للقصف الإسرائيلي، فبعكازها الخشبي تجلس « زهرة » (69 سنة) تستمع إلى راديو صغير وضعته على طاولة في الممر المؤدي إلى الفصول الدراسية – آخر الأخبار، واتجهت إلينا ملوحةً بعلامة النصر قائلة: « إحنا كلنا مع المقاومة ». الكثيرون رفضوا تصويرهم والحديث عن قصص نزوحهم، حيث اعتبروا ذلك « أمرا مهينا لهم »، بينما تقول « نقية بزة » البالغة من العمر (48 سنة) والقادمة من قرية « بنت جبيل » الحدودية لموفد إسلام أون لاين: « صورنا إذا شئت فلم يعد لنا ما نخسره، فلقد خسرنا كل شيء، وليرى العالم مشاهد أخرى من قصص مأساتنا التي لن تنتهي، طالما أنه ما زالت الخنازير (تقصد الإسرائيليين) على حدودنا »، وتقاطعها حفيدتها « نجوى » (5 سنوات) قائلة: « لما نعود على قريتنا ها نقصف الإسرائيليين مرة أخرى حتى يخرجوا من ديارنا ». لا يخفي النازحون من الجنوب اللبناني رغبتهم وإصرارهم على العودة إلى قراهم بعد وقف إطلاق النار، فعلي الشاب الذي لم يتجاوز سنته السادسة عشرة يقول: « لن نفرط بشبر واحد من أرضنا »، بينما تقول « زهرة زلزل » والتي انهمكت في ترتيب ملابس أطفالها الخمسة على مقاعد الدراسة: « ليس لنا مكان آخر، وسنعود إلى ديارنا في دير قانون بالقوة طالما ما فيش قانون عالمي يحمينا ». وبلغ عدد النازحين من الجنوب اللبناني ومن الضاحية الجنوبية لبيروت منذ بداية العدوان الإسرائيلي على لبنان يوم 12 يوليو الجاري حوالي نصف مليون نازح وقع استيعاب غالبيتهم في العاصمة بيروت وضواحيها الشمالية والمدارس العمومية ومواقف السيارات والمراكز الاجتماعية.
(المصدر: موقع إسلام أون لاين.نت بتاريخ 24 جويلية 2006)


 

هل يعيد التاريخ نفسه؟

فهمي هويدي (*)

 

كل ما نشاهده حولنا الآن غير قابل للتصديق: الجسارة والتخاذل والهمجية والتآمر والنذالة:

 

(1)

 

لسنا وحدنا الذين فوجئنا بما جرى في فلسطين ولبنان. ذلك بأنه ما خطر ببال أحد، في زمن الانبطاح والانصياع، أن تنشق الأرض العربية ليخرج من رحم الانكسار والهوان قوم منا لكنهم ليسوا مثلنا. أعني أولئك الشباب الذين رفضوا كل ما استسلمنا له فنفضوا الوهن واستحضروا عزائمهم، بعدما اشتروا آخرتهم بدنياهم، فكان الذي كان مما يعرفه الجميع من مباغتة العدو في مكامن صلفه وغروره، الأمر الذي انتهى بقتل بعض جنوده وأسر ثلاثة منهم.

 

معلوم صدى ما جرى في أوصال الأمة العربية، ليس فرحاً بقتل أو اسر بطبيعة الحال، ولكن حفاوة ببزوغ ضوء في الأفق المعتم، وثغرة في جدار اليأس والقنوط، وانتفاض على مسلسل الإذلال والقهر، غير أن صدى المفاجأة في اوساط النخبة العسكرية “الاسرائيلية” لم يكن أقل أهمية. نعم، تحدثت الأغلبية المتشنجة عن ضرورة “تأديب” العرب وسحق أولئك النفر الذي اجترأوا على المساس بشرف الجيش الذي ادعوا أنه لا يقهر، لكن المشهد لم يخل من أصوات لمست الحقيقة وعبرت عنها بصورة أو أخرى. فالجنرال شلومو غازيت الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية (أمان) وصف عمليتي المقاومة في فلسطين ولبنان بأنها أصابت “اسرائيل” ب “الخزي”، ودعا حكومة بلاده إلى التخلي عن الغرور والعمل على التوصل إلى تسوية سياسية مع الدول العربية، قبل أن تتطور الأمور إلى ما هو اسوأ (الإذاعة “الاسرائيلية” 15/7). موشيه ارينز وزير الحرب الأسبق حذر في تصريحات له في إذاعة صوت الجيش (مساء 14/7) من تنامى دور المقاومة الإسلامية في العالم العربي، على النحو الذي قد يؤدي إلى تهاوي قدرة الردع “الاسرائيلية” في مواجهة العرب والمسلمين، وقال: إنه يجب سحق تلك القوى “حتى لا يتجرأ علينا الجميع، وحتى لا نصبح أضحوكة أمام العالم”.

 

أما الجنرال عامي ايالون الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات (الشاباك) وقائد البحرية السابق (حالياً يمثل حزب العمل في البرلمان)، فقد اعترف بالتفوق الذي حققته المقاومة في العمليتين على الصعيدين المعلوماتي والمهني. وقال إنهما من نوع عمليات “الكوماندوز” الخطيرة. وإنه كعسكري مخضرم كان سيشعر بالفخر لو أنه هو الذي قادهما.

 

(2)

 

من زاوية أخرى أوسع، فإن ما جرى كان بمثابة ضربة موجعة لحسابات الإدارة الأمريكية، بعد احداث سبتمبر عام ألفين. وهي الحسابات التي قامت على ضرورة إعادة تشكيل المنطقة في ما سمي مشروع الشرق الأوسط الكبير، لترويضها وتهذيبها، ولادماج “إسرائيل” بصورة نهائية في نسيجها العام. (قبل أسبوع من عملية حزب الله، كان وزير الخارجية التركي عبدالله جول في واشنطن لتوقيع بروتوكول بمقتضاه تقوم أنقره بدور رئيسي نشط في تنفيذ المشروع). ذلك أن الإدارة الأمريكية بعدما اطمأنت إلى استمرار مسلسل التنازلات في فلسطين، وبعدما احتلت العراق لتأديب نظامه المتمرد، وبعدما طردت السوريين من لبنان واستصدرت من مجلس الأمن القرار 1559 الذي يقضي بنزع سلاح حزب الله، تمهيدا لضم لبنان إلى معسكر التطبيع، بعدما توهمت واشنطن أن مخططاتها في المنطقة العربية تمضي في الطريق المرسوم لها، إذا بها تفاجأ بأن كل تلك المخططات انقلبت رأسا على عقب. فالعراق تحول إلى مصيدة للسياسة الامريكية، وبركة وحل لا تعرف كيف تخرج منها. والشعب الفلسطيني صوت لصالح حركة حماس، التي لم تعترف ب “إسرائيل” ولا بالتنازلات المجانية التي قدمت لها. ومن ثم فإنها أعادت القضية إلى نقطة الصفر، وأعادت شعار المقاومة إلى الواجهة مرة أخرى. وحزب الله في لبنان صار قوة يتعذر نزع سلاحها، ومنذ بداية العام وأمينه العام السيد حسن نصر الله يتحدث عن ضرورة استعادة الاسرى اللبنانيين المحتجزين في اسرائيل، ويجهر بأن رجاله لن يترددوا في خطف الجنود “الإسرائيليين”، لاجبار تل ابيب على مبادلتهم بأسراهم. بل ذهب الحزب إلى حد القيام بعملية نوعية ادت إلى قتل 8 جنود “اسرائيليين” وأسر اثنين منهم. ذلك كله أصبح يعني شيئا واحداً، هو فشل السياسة الأمريكية في المنطقة، ومعها المخططات والطموحات “الاسرائيلية”. وككل القوى الباطشة والمغرورة، فقد كان اشهار العصا الغليظة هو الحل، فتحولت آلة الموت والخراب لتضرب غزة ولبنان، في حين أن العراق اخذ نصيبه من الاثنين وزيادة. بكلام آخر  أصبح اسقاط حكومة حماس وتجريد حزب الله من سلاحه تمهيداً لتحجيم دوره ومن ثم حرمانه من القدرة على الممانعة فضلا عن المقاومة، هاتان المهمتان أصبحتا على رأس اولويات السياسات الأمريكية “والإسرائيلية” في المنطقة. والنجاح في انجازها إذا تم، يصبح بمثابة ضرب عصفورين بحجر واحد، فمن ناحية يسهم في احكام حلقات اخضاع العالم العربي، ومن ناحية ثانية فإنه يعوض الولايات المتحدة عن فشلها المهين في العراق، بما يسمح لها أن تدعي امام الرأي العام الأمريكي أن انتصاراتها في الشرق الأوسط مستمرة.

 

لأجل ذلك كان لابد من ضرب غزة ولبنان بلا رحمة، وقصفهما بكل ما في ترسانة السلاح “الإسرائيلية” من قوة تدمير (باستثناء السلاح النووي الذي لا تحتاج إلى استخدامه في هذه المرحلة). وكان مفهوماً أن تقف الولايات المتحدة بالكامل في المربع “الاسرائيلي”، وأن تؤخر قدر الإمكان إصدار مجلس الأمن لأي قرار يوقف اطلاق النار، وأن تقود واشنطن حملة تمكين “إسرائيل” من إشاعة أكبر قدر من الدمار والخراب لتركيع الفلسطينيين واللبنانيين، وصولاً إلى تحقيق المراد من العملية.

 

كان طبيعياً في هذا السياق أن يتم تجاوز موضوع الأسرى “الإسرائيليين”، وأن تنحى جانباً فكرة مبادلتهم بالفلسطينيين واللبنانيين، التي تمت في حالات سابقة، لأن الأهداف المرجوة أكبر وأبعد من مجمل ملف الأسرى، وهو ما وضع الجميع أمام موقف عبثي، بدأ في ظاهره بأسر ثلاثة جنود “إسرائيليين” في مواجهة عسكرية وانتهى برد “إسرائيل” بجنون شمل ضرب محطات المياه والكهرباء والجسور وتدمير البيوت ومقار الوزارات وخطف الوزراء وقتل المصيفين على شاطئ غزة، وقصف دار للأيتام في إحدى قرى النبطية بجنوب لبنان.

 

(3)

 

فجر الاربعاء 12/7 (يوم عملية حزب الله) ألقى سلاح الجو “الإسرائيلي” قنبلة بوزن طن على منزل من طابقين في غزة، يملكه المحاضر في الجامعة الإسلامية الدكتور نبيل إبو سلمية. أدت إلى قتل الرجل وكل أفراد أسرته، وإصابة نحو أربعين آخرين، وتدمير عشرة منازل مجاورة بشكل جزئي، بعد ذلك باسبوع ألقى “الإسرائيليون” 23 طناً من المتفجرات على أحد المباني في ضاحية بيروت الجنوبية، أحدثت دماراً هائلاً وتعذر حصر الضحايا الذين تحولوا إلى أشلاء صغيرة تحت أنقاض المباني التي سويت بالأرض.

 

ولم تكن من قبيل الحوادث الاستثنائية، ولكنها نموذج للوحشية والبربرية والحرب اللاأخلاقية ،التي ظلت تتكرر بصفة يومية طيلة الأسابيع الماضية.

 

لم يكن ذلك مستغرباً من “إسرائيل”، وسجل مجرمي الحرب الذين يقودونها منذ إنشاء الدولة في عام 48 حافل بمثل هذه الممارسات. لكن المذهل والمدهش حقا أن دول العالم الغربي بأسره باستثناء ثلاث هى ايطاليا وفرنسا وإسبانيا لم تكتف بموقف المتفرج مما يحدث فحسب، ولكنها- وعلى رأسها الولايات المتحدة بطبيعة الحال- باركت حملة القتل “الإسرائيلي”، وشجعته وتواطأت على تمكين “إسرائيل” من تحقيق أهدافها، وهو التواطؤ الذي كان مجلس الأمن إحدى أدواته، وهو ذاته المجلس الذي انتقل بكامل أعضائه لمعالجة مشكلة دارفور، وكان ظاهر الحزم في التعامل مع المسؤولين عن الجرائم التي أرتكبت بحق شعبها.

 

كان واضحاً لكل ذي عينين أن الدم العربي وحده الأرخص، وأن العرض والارض والزرع والضرع في العالم العربي هي المستباحة، ومن سخريات القدر أن السيدة كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية اعتبرت أن شلال الدم النازف في بلادنا وأن الدمار الحاصل فيها هما من ارهاصات ميلاد الشرق الأوسط الجديد (هكذا قالت في مؤتمرها الصحافي يوم الجمعة 21/7)، من تلك المساخر أيضاً أن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، اقترح إرسال قوات دولية على الحدود بين لبنان و”إسرائيل”، وحين سئل عما إذا كان سيطالب بإرسال قوات مماثلة لإقامة منطقة عازلة بين الفلسطينيين و”الإسرائيليين” في غزة، فإنه تلعثم ولم يرد، لأن المطلوب هو تكبيل حزب الله في لبنان وإطلاق يد “إسرائيل” في فلسطين. أما أم المساخر فهي التصريحات التي اطلقتها الممثلة الفرنسية العنصرية بريجيت باردو، التي لم يقلقها في كل ما يجري سوى معاناة الحيوانات من القصف في بيروت، فتبرعت بخمسة آلاف يورو لإحدى جمعيات الرفق بالحيوان في لبنان مساهمة منها في رعاية وإنقاذ تلك الحيوانات.

 

(4)

 

الأصداء في العالم الغربي لم تكن مفاجئة، وبعضها كان متوقعاً، أما الأصداء في العالم العربي فإنها بدت شاذة ومستغربة. لست أعني فقط الاجتماعات العديدة التي عقدها الزعماء الغربيون لبحث أزمتنا، وأحدثها لقاء روما الذي يلتئم غداً، في حين أن العالم العربي لا يزال يتلكأ ويسوّف في عقد القمة، إنما أتحدث أيضاً عن التصريحات الرسمية وما عبر عنه بعض المثقفين العرب. فمن انتقاد لحزب الله وغمز في قناته، إلى تجاهل للخلفيات التي سبقت الإشارة إليها، والادعاء بأن ما قامت به عناصر الحزب ليس سوى محاولة إيرانية لتصفية الحسابات مع الولايات المتحدة. وهو ما أعطى انطباعاً بأن هؤلاء يعتبرون العدو هو إيران وليس “إسرائيل”.

 

في كل الأحوال فقد بدا أن تلك الأصوات لم تأخذ موقفاً حازماً رافضاً للهجمة “الإسرائيلية” والغطاء الأمريكي لها، الذي يفضح التواطؤ المسبق. وهو ما استقبلته دوائر عدة بحسبانه موالاة للولايات المتحدة وقبولاً ضمنياً بالعدوان “الإسرائيلي”. وليس سرًا أن “إسرائيل” بدت سعيدة بذلك الموقف. عبر عن ذلك روني بارعون وزير داخليتها، الذي صرح في حديث له بثته الإذاعة “الإسرائيلية” في 15/7 بقوله إننا فوجئنا بالنقد الذي وجهته بعض العواصم العربية لحزب الله.. وأن معظم الحكومات العربية تؤيد ما نقوم به ضد الحزب في لبنان.. وأن المسؤولين العرب يدركون جيداً أن معركتنا ضد المتطرفين الإسلاميين في لبنان وغزة هى ذات المعركة التي يخوضونها في أقطارهم.

 

عزز من ذلك الانطباع أن وزيرة الخارجية الأمريكية في تأييدها المستمر لجرائم الحرب التي تمارسها “إسرائيل” في لبنان وفلسطين عبرت أكثر من مرة عن تقديرها وشكرها لموقف بعض العواصم العربية من الأزمة. وربما كان ذلك ما دعا السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، إلى القول في حواره مع قناة “الجزيرة” أن مواقف بعض الدول العربية شجعت “إسرائيل “على الاستمرار في عدوانها.

 

هذا المشهد أعاد إلى ذاكرتي ما حدث أبان القرن العاشر الميلادي، حين تمزقت الاندلس بين “ملوك الطوائف” المسلمين، الذين تباينت مواقفهم إلى الحد الذي دفع بعضهم إلى الاستعانة بملوك النصارى في صراعهم مع بعضهم، في قرطبة وقشتالة وبلنسية وغيرها. وبطبيعة الحال فإن ملوك النصاري لم يترددوا في تقديم ما طلب منهم من عون مقابل بعض الغنائم التي دأبوا على تحصيلها، الأمر الذي انتهى بتآكل الممالك الإسلامية وسقوطها في أيديهم واحدة تلو الأخرى ومن ثم اندثار دولة الإسلام في الأندلس.

 

ترى هل يعيد التاريخ نفسه، بحيث تلقي المقادير في وجوهنا بمشهد آخر من المشاهد غير القابلة للتصديق؟

 

(*) كاتب ومفكر من مصر

 

(المصدر: صحيفة الخليج الإماراتية الصادرة يوم 25 جويلية 2006)


حزب الله يحدث تغييرا استراتيجيا هاما في العالم العربي

ابراهيم يسري (*) قد نتمشي ـ لمجرد المناقشة ـ مع بعض كتابنا ومفكرينا العرب في تشاؤمهم، وسنفترض صحة ما أفادت به وكالات الأنباء بعد ظهر السبت 21 تموز (يوليو) وقت كتابة هذه السطور من أن علي الحدود الاسرائيلية ـ اللبنانية تحركت الدبابات الاسرائيلية ومئات الجنود داخل وخارج لبنان يوم السبت 21 تموز (يوليو) واستولوا علي مركز مراقبة خاص بالأمم المتحدة واشتبكوا مع جنود حزب الله في الأرض والبحر والجو كجزء من هجوم بري محدود. وأنهم استولوا مدعمين بقذائف المدفعية علي قرية مارون الراس، وسنفترض أن اسرائيل قامت عند قراءة هذا المقال بغزو بري واسع للبنان، وأنها قد تتوصل الي تحقيق هدفها في ايقاع الهزيمة بحزب الله ودفعه الي جنوب نهر الليطاني وتنفيذ القرار 1559، ولكن هذا لا يمنع من بزوغ معالم انقلاب استراتيجي هام يغير كل التوازنات والمفاهيم التي حكمت الصراع العربي ـ الاسرائيلي طوال ما يزيد عن نصف قرن من الزمان، وأن يوم 12 تموز (يوليو) 2006 يمثل حدا فاصلا بين عهدين مختلفين تماما علي نمط ما أتي به 11 ايلول (سبتمبر) 2001 من زلزال قوي غير معظم معطيات المجتمع الدولي. ورغم أن الوقت ما زال مبكرا لاستشراف ورصد التغييرات الاستراتيجية التي أتانا بها 12 تموز (يوليو) 2006، الا أنه لا مناص من البدء فورا في حسابها علي الساحة العربية حتي نجد لها ما يناسبها من تغييرات مماثلة في ممارسة صراعنا الطويل مع الدولة العبرية بدعم الولايات المتحدة وأوروبا. ان تصدي حزب الله لمواجهة الدولة العبرية ونجاحه في ايقاع هزائم عسكرية بها مثل تدمير بارجة واقتحام وحدة عسكرية، واشتباكه مع محاولات التسلل للأرض اللبنانية عشرات المرات، مما يشير الي توصله الي أداء عمل عسكري غير مسبوق ونجاحه في أن يكون ندا في المواجهة العسكرية التي فرضتها عليه اسرائيل، وتمكنه لأول مرة في تاريخ الصراع العربي ـ الاسرائيلي من توصيل صواريخه الي المثلث السكاني الاسرائيلي وايقاع بعض الخسائر به ودفع 2 مليون اسرائيلي الي العيش في الملاجئ لأول مرة منذ قيام اسرائيل وهو ما لم تنجح اي دولة عربية في تحقيقه من قبل، وهو بذلك ينهي والي الأبد قناعة كانت سائدة منذ عام 1948 بأن الجيش الاسرائيلي لا يقهر والتي حطمت مصر جزءا منها في سنة 1973 وقام حزب الله بالقضاء عليها قضاء مبرما. وقبل أن نمضي في عرضنا فمن المهم أن نتفق علي ما لم يعد سرا بعد أن تردد من مصادر أمريكية وأوروبية واسرائيلية من أن اسر الجنديين الاسرائيليين لم يكن السبب الأهم في شن الحرب علي لبنان وانما استخدم كذريعة لتبرير الهجوم المدمر علي الأرض اللبنانية كلها وتدمير مدنها وقراها وبنيتها التحتية، فحقيقة الأمر أن أولمرت تلقي الضوء الأخضر وربما التعليمات من الرئيس بوش بالبدء فورا في عملية عسكرية تستهدف القضاء علي حزب الله وتنفيذ القرار 1559 وتحويل لبنان الي دولة مطيعة كالعراق تدور في فلك واشنطن وتسهم في تحقيق مشروع الشرق الأوسط الجديد بعد أن باء بفشل ذريع. وقد كشفت صحيفة واشنطن بوست الامريكية عن أهداف اسرائيل الحقيقية من الهجوم الشرس علي اللبنانيين العزل فقالت ان العملية الاسرائيلية في لبنان تتم بدعم امريكي وتهدف الي انهاء التهديد الامني الذي يمثله حزب الله لاسرائيل واغتيال زعيمه حسن نصر الله. وبنفس السياق زعمت صحيفة صاندي تايمز ان الجيش الاسرائيلي ارسل فرق اصطياد الي داخل لبنان لملاحقة نصر الله. اما بالنسبة للاستراتيجية الامريكية، فحسب الصحيفة أن العملية الاسرائيلية تهدف لخنق ما تسميه محور: حزب الله ـ حماس ـ سورية وايران والذي تعتقد الولايات المتحدة انه يقوم بحشد الامدادات من اجل تغيير شكل الشرق الاوسط. وقالت الصحيفة انه علي الرغم من الغضب الشعبي من اسرائيل والدعم لحزب الله الا ان واشنطن تعتقد ان لديها دعم الانظمة العربية من خلف الابواب المغلقة. ونقلت الصحيفة عن مسؤول امريكي ان الانظمة العربية المحافظة تخشي من النظام الايراني القوي، وقوة حزب الله في جنوب لبنان وحماس في غزة ونظام بشار الاسد في سورية. وقال المسؤول ان الانظمة العربية تحاول السير بحذر وتحييد غضب الشارع للتخلص من حزب الله وحماس. ويؤيد ذلك ما جاء علي الجانب الاسرائيلي في صحيفة هآرتس 18 تموز (يوليو) بقلم زئيف سشيف من تحليل جاء فيه أن اسرائيل تواجه خطر الحرب علي ثلاث جبهات اذا ساعدت سورية استراتيجيا حزب الله في لبنان. هنا تواجه اسرائيل منظمتين ارهابيتين ودولتين صنفتهما امريكا كمحور للشر. وأنه لا بد من أن تحمل اسرائيل لبنان مسؤولية ما يحدث ضدها علي الحدود اللبنانية. وسيتألم لبنان من الضربات الاسرائيلية ضد البني التحتية اللبنانية ولكن لا ننسي أن الحكومة اللبنانية رفضت تنفيذ القرار 1559 الذي يدعو لنزع سلاح المليشيات. وأن حماس وحزب الله وضعا قواعد اللعبة عندما أسرت الأولي جنديا اسرائيليا وأطلقت الثانية صواريخها عبر الحدود اللبنانية داخل اسرائيل. واذا لم تنجح اسرائيل في التعامل مع هذا الوضع فان وضعها العسكري والاستراتيجي سيتغير وستفقد قدرتها علي الردع في مواجهة حرب العصابات. وقالت انه كان من المتوقع عندما بدأت اسرائيل توغلها في غزة أن يسارع حزب الله لمساعدتها بفتح جبهة الشمال علي اسرائيل، ولكن هذه الفرضية تم استبعادها من قبل المحللين العسكريين، ولذلك لم يتم اتخاذ أي اجراء احترازي ضدها. والآن يتوجب علي رئيس الأركان أن يدرس جيدا ما يحدث من تطورات أثناء قيادته للحرب، ونرجو أن يكف زعماء اسرائيل عن استخدم الألفاظ المستفزة والتهديدات المبالغ فيها كما فعلوا في الأسبوعين الأولين من الحرب حتي تتفادي فتح جبهة ثالثة ما لم تستفز سورية اسرائيل .. واعترفت بأنه لسنوات عديدة استخفت اسرائيل بصواريخ حزب الله واعتقدت أنها ستصدأ في مخابئها، كما لم تعبأ باتخاذ حزب الله مواقع ملاصقة للحدود، وعلي اسرائيل ألا تسمح بعودة حزب الله لمواقعه علي حدودها وهو اجراء تكتيكي دفاعي ضروري. واتجهت الدوائر الرسمية والاعلامية الغربية الي القاء المسؤولية علي سورية وايران كما جاء صراحة علي لسان كبار المسؤولين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية، وقيل عن اهداف ايران حسب جريدة نيويورك تايمز يوم 19 تموز (يوليو) 2006 بقلم الين سيولينو ان لديها هدفين من تأييد حزب الله أولهما هو لفت النظر عن أزمة ملفها النووي مع الغرب والثاني هو تثبيت وضعها كقوة اقليمية هامة في المنطقة ولا يمكن استبعادها من معادلات التسوية للنزاع العربي الاسرائيلي. تري الصحيفة أن ايران تقامر بمقولة انه لا يمكن شن الحرب ضدها.. ويبدو أنها تعد نفسها للقيام بدور هام في حل الأزمة اللبنانية ـ الاسرائيلية كما يستشف من تصريحات منوشهر متقي وزير الخارجية الايراني وتستمر ايران في لهجتها الحادة المعادية لاسرائيل .. وتوقعت أن تصاب ايران بخيبة أمل اذا سحقت اسرائيل حزب الله. وذكرت بأن مرشد الثورة سخر من دعوة بوش لنزع سلاح حزب الله واستبعد حدوث ذلك. ومع دعم الصحيفة للحرب المجرمة ضد لبنان الا أنها حذرت اسرائيل من حرب استنزاف طويلة. ويبدو ان اسرائيل متنبهة لهذا الخطر حسبما قالت الصحيفة من أنه في اجتماع مجموعة الأمن المصغرة يوم 20 تموز (يوليو) حذر دان هالوتز رئيس الأركان من أن حزب الله يهدف الي جر اسرائيل لحرب استنزاف في لبنان بينما تهدف اسرائيل لشن حرب قصيرة وقوية. وقال هالوتز ان الجيش ينوي دخول لبنان ولكن في مرحلة لاحقة. ومع تأييد الأوساط الأمريكية والأوروبية للعملية التدميرية البربرية التي تقوم بها اسرائيل في لبنان، الا أنها حذرت من الاستخدام المفرط للقوة نيويورك تايمز 19 تموز (يوليو) 2006 )ورددت الموقف يوم 17 قبل تفاقمه بزيادة القتل والتدمير( وصلت الخسائر 330 قتيلا و1100 جريح في مقابل 32 اسرائيليا منهم 17 من العسكريين. دمرت اسرائيل 55 جسرا. نصف مليون من النازحين توجه 130 الفا الي سورية)، لدرجة أن السنيورة اعترف بأن هذه الحرب ليست ضد حزب الله بل ضد لبنان، وقد أدت هذه الأرقام الي اتهام فرنسا والاتحاد الأوروبي لاسرائيل بالاستخدام المفرط غير المتناسب للقوة والعقوبات الجماعية، خاصة مع حجم التدمير الهائل للبني التحتية اللبنانية والفلسطينية. ودافعت تزيبي ليفيني وزيرة الخارجية الاسرائيلية بأن التناسب لا ينبغي أن يحسب علي الأحداث بل قياسا علي حجم التهديد الذي تواجهه اسرائيل، وهو أكبر وأخطر من خطف جنديين، فاسرائيل تواجه وضعا اقليميا خطيرا يبدأ بسورية وايران وينتهي بحماس وحزب الله .. وحول اصابة المدنيين نوهت وزيرة الخارجية بأن الارهابيين يختفون وسط تجمعات مدنية ومن الصعب تفادي سقوط ضحايا مدنيين، كذلك تفيد مصادر استخباراتية أن عددا من المدنيين الجنوبيين يحتفظون بصواريخ كاتيوشا تحت اسرتهم .. وقالت ان أولمرت يحاول استرجاع مصداقية الردع الاسرائيلي .. وتقول وزيرة الخارجية ان من يؤيدون تسوية معقوله هم اضعف القادة مشـــيرة الي السنيورة ومحمود عباس . وكتب شامويل روزنر في 14 تموز (يوليو) يصف الشعب الاسرائيلي بأنه متوتر ومتصلب ويشعر بانه خدع، ومع ذلك فهو يطالب قادته باستخدام كل ما لديهم من وسائل لحمايته لضمان عدم تكرار ذلك مرة أخري وطالب البعض بتدمير لبنان ودمشق وطهران. لقد اختطف جنود اسرائيليون في تشرين الاول (اكتوبر) 2000 في منطقة هار دوف وقرر ايهود باراك ألا يصعد الموقف وتكرر هذا الموقف ممن خلفوه بما فيهم شارون مفضلين عدم فتح جبهة ثانية في الشمال، ولكن أولمرت قرر أن يواجه الأمر للقضاء علي هذا الخطر تماما حيث يطالب رجل الشارع زعماءه باتخاذ اجراءات عسكرية صارمة ويسجل عليهم أن خطف الجنود في غزة ولبنان يمثل خطأ عسكريا ظاهرا. وحول صمود حزب الله أذاعت اسوشييتد برس تقريرا بقلم ايديث ليدر ـ جاب روس ـ في 21 تموز (يوليو) 2006 جاء فيه أنه بعد 10 أيام من القصف العنيف للبنان يبدو أن اسرائيل قررت أن الوسيلة الوحيدة لازاحة حزب الله بعيدا عن حدودها هي شن توغل علي نطاق واسع، غير أن تصاعد الخسائر البشرية ونزوح مئات الآلاف من اللبنانيين قد يحدان من الوقت الذي يمكن أن تحقق فيه اسرائيل هدفها حيث يتضاءل سكوت المجتمع الدولي عن المذابح والتخريب. وتأيد ذلك في مقال بصحيفة هآرتس يوم 19 تموز (يوليو) 2006 بقلم آموس هاريل وآفي اسخاروف بعنوان القوات البرية تقوم بضربات محدودة في لبنان وتشتبك في قتال عنيف مع حزب الله في منطقة موشاف افينيم شمال صفد. وتفيد مصادر وزارة الدفاع أنهم بحاجة الي 10 ـ 14 يوما لانهاء العملية العسكرية وأن مصدرا عسكريا صرح بأن اسرائيل تهدف الي اضعاف حزب الله فقط لأن القضاء عليه نهائيا غير ممكن. وذكر بأن العمليات العسكرية تكلف اسرائيل 50 مليون شيكل في اليوم. كما تتكبد اسرائيل خسائر كبيرة من توقف المصانع في حيفا وغيرها مما دفع وزير الدفاع الي التنبيه بتوفير الحماية للعمال حتي تستأنف المصانع انتاجها. ونقلت عن خبير عسكري اسرائيلي بارز ان مساعي اسرائيل لسحق حزب الله يعوقها افتقارها للقنابل التي تلقي من الجو والقادرة علي اختراق مراكز قيادة الحـــزب المحصنة تحت الارض. وقال ألون بن دافيد محلل شؤون اسرائيل بمجلة جين ديفينس ويكلي انه في الوقت الذي تسهم فيه القوة الجوية الاسرائيلية في وقف بعض من عمليات اطلاق الصواريخ عبر الحدود من جانب حزب الله فانها تفشل في محاولتها تعقب وقتل قادة الحزب الذين تحصنوا تحت الارض. وقال بن دافيد لـ رويترز الكثيرون من زعماء حزب الله مختبئون في حصون تحت الارض.. ولا تملك اسرائيل العتاد اللازم للوصول اليهم. واضاف يمكن أن يكون ذلك عائقا أمام الهجوم. وجاء في صحيفة هآرتس يوم 20 تموز (يوليو) في مقال بقلم آري شافيت أنه رغم التهويل الاعلامي، حتي لو أمكن معرفة مكان حسن نصر الله وقتله، لكن علي الأقل احتفظ حزب الله بثلثي أسلحته. وقال ان السيناريو المتشائم أن يعجز جيش اسرائيل عن تدمير صواريخ حزب الله، وأن يخرج حسن نصر الله من مخبئه ليهدد اسرائيل مرة اخري. والسيناريو المتفائل هو القضاء علي قوة الصواريخ لدي حزب الله وابعاد حزب الله عن الحدود، ولكن سينبت حزب الله من جديد من بين الركام خلال شهرين. والدرس الذي سيتعلمه الشرق الأوسط هو أن مجموعات صغيرة من المؤمنين المنضبطين قادرة علي مواجهة اسرائيل، واستخلص نتيجة هامة هي ان عدم خضوع حزب الله للردع الاسرائيلي هو شهادة علي ضعف اسرائيل. وأكد أنه لم يحرز الضرب الجوي الا مكاسب صغيرة، واذا لم يحرز مكاسب كبيرة مقنعة فهذا أمر سيئ بالنسبة لاسرائيل. واعترف آموس هاريل بمقاله في جيروسالم بوست يوم 20 تموز (يوليو) أي قبل الزعم بالاستيلاء علي مارون الراس بيوم واحد بأن اليوم السابق كان يوما سيئا لاسرائيل. لم تنجح محاولة توغلهم في منطقة مارون الراس لتدمير منصات صواريخ الكاتيوشا وتكبدوا خسائر بشرية. ونأخذ من هذا ثلاث دلالات: أن حزب الله مثل اسرائيل كان يعد نفسه لهذه المعركة، لا يمكن أن نكسب المعركة بالتفوق الجوي، أن علي الحكومة أن تفكر في غزو بقوات كبيرة في المستقبل، وقال ان اسرائيل وقعت في فخ وأن دبلوماسيين غربيين يعتقدون أن اسرائيل أوقعت نفسها في فخ فلا يمكن وقف القتال دون أن تحرز الحكومة مكاسب من حربها، ولكن اطالة زمن الحرب تقلل من التأييد الغربي الذي تلقاه حاليا. وأثناء كتابة هذه السطور ورد النبأ الآتي من الأسوشييتد برس الساعة السابعة من مساء يوم 22 تموز (يوليو) الجاري والذي هللت له اسرائيل وأمريكا: علي الحدود الاسرائيلية اللبنانية تحركت الدبابات الاسرائيلية ومئات الجنود داخل وخارج لبنان يوم السبت 21 تموز (يوليو) واستولوا علي مركز مراقبة خاص بالأمم المتحدة واشتبكوا مع جنود حزب الله في الأرض والبحر والجو كجزء من هجوم بري محدود. واستولي الجنود الاسرائيليون تساندهم قذائف المدفعية علي قرية مارون الراس. وردا علي ذلك قام جنود حزب الله باطلاق القذائف علي قاعدة نوريت العسكرية قرب الحدود اللبنانية مما أسفر عن جرح جندي اسرائيلي قرب مدينة افينيم وذلك بواسطة قناصة علي الجانب اللبناني وهي المرة الأولي التي يصاب فيها جندي اسرائيلي داخل وحدة عسكرية منذ بداية الحرب يوم 12 تموز (يوليو) . ورغم كل ما يقال عن عدم تناسب القوة بين حزب الله والدولة العبرية، وما ينشر عن توغلات في الأرض اللبنانية، بل وعن هزيمة مؤقتة لحزب الله، فاننا نقول مع الضمير العربي المتفائل بأن الثابت أن 12 تموز (يوليو) سيعرف بالتاريخ الذي بدأ فيه تحرير المنطقة العربية من الرجس الأمريكي الاسرائيلي والذي غير كل التوازنات الاستراتيجية في المنطقة ربما علي النحو الذي كان لتاريخ 11 سبتمبر في نيويورك وقد يسطر في تاريخ المنطقة كبداية لنهاية الدولة العبرية، بعد أن زالت هيبتها وأثبتت المقاومة في فلسطين ولبنان: * فقد عزل حزب الله وقبله حماس والمقاومة العراقية النظام الرسمي العربي خارج جهود التحرير والتصدي للأعداء، واثبت أن الشعوب قد تولت أمورها بيدها ولم تعد تؤمن بقدرات حكامها بعد أن أخذوها من فشل الي فشل ومن تنازل الي تنازل، وبعد أن كشفت الشعوب تآمر بعض الأنظمة الرسمية ضد دول عربية شقيقة وسارت في الخط الذي رسمته الولايات المتحدة والدولة الصهيونية. * أن المشروع الاستعماري ابتداء من مشروع هرتزل بلفور في فلسطين الي مشروع الشرق الأوسط الكبير، لم يصل الي تحقيق أهدافه، لأن الشعوب العربية رغم ما تعانيه من ضعف وفرقة، ورغم تخاذل النظام الرسمي العربي عن المضي في طريق التحرير، قد تصدت لهذه المشروعات وأفشلتها من بن غوريون الي ايدن وبوش وبلير ودول أوروبا. ومن هنا يسجل لحزب الله أنه كان الأداة الفاعلة لوضع المشروع الأمريكي الأوروبي المسمي بالشرق الأوسط الكبير والمتحالف مع المشروع الصهيوني أمام تحديات لا قبل له بها. * أن التوازنات والتحالفات الاقليمية التي حكمت المنطقة خلال عقود قد تغيرت، وشكلت ضربة حزب الله ايا كانت نتائجها تحالفات وتوازنات جديدة بشكل جديد بين شعوب مقاومة ودول مؤيدة لها، فقد بدأ تحالف بين شعبي فلسطين ولبنان مؤيدا برجل الشارع العربي من الرباط الي الخليج وبين ايران وسورية، واحتل حسن نصر الله بقي ام استشهد، انتصر أو هزم مكان عبد الناصر كزعيم للمنطقة وليس للعرب فقط . * أن أسلوب المقاومة الشعبية التي تقوم قواتها ومليشياتها بالتصدي للمشروع الصهيوني الغربي، هو أنجح الوسائل لتوجيه ضربات عربية قاصمة لهذا المشروع دونما حاجة لتورط الدول العربية في مواجهة تخشاها. * أن حزب الله قد أوقع باسرائيل هزائم عسكرية مهينة لم تتذوقها من حروب الأنظمة العربية وجيوشها من قبل، وأهمها هو توصله الي ضرب اسرائيل في مقتل ألا وهو ايقاع ضربات موجعة بالمثلث السكاني والصناعي الاسرائيلي الذي ظل آمنا منذ قيام الدولة العبرية عام 1946، وأحدث خوفا وهلعا لدي السكان لم يسبق لهما مثيل مما يهز الثقة في نظرية التفوق الاسرائيلي. * برز في المنطقة تحالف جديد يتكون من منظمات المقاومة في فلسطين ولبنان مدعوما من سورية وايران اكتسب تأييدا واسعا في الشارع العربي من المحيط الي الخليج اختفت فيه التحيزات الطائفية تماما، فهتف الناس في مصر وغيرها من الدول لزعماء هذا التحالف الجديد. * اثبت تاريخ الصراع أن اسرائيل تتلقي دائما الضربات الموجعة من منظمات المقاومة، فكانت خسائرها جسيمة من مجموعات المقاومة التي قادها البطل أحمد عبد العزيز أقسي مما أوقعه بها الجيش المصري، وتوالت خسائرها الجسيمة رغم القهر وعدم تناسب القوي علي يد منظمات المقاومة الفلسطينية وها هو حزب الله يكمل المعادلة مما يبعد النظام الرسمي العربي تماما عن اي اسهام من هذا القبيل. (*) كاتب من مصر (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 26 جويلية 2006)  


قراءة في الطبعة الأخيرة من مشروع الشرق الأوسط الجديد
حسن نافعة (*) بينما كانت كوندوليزا رايس تدلي بحديثها في أول مؤتمر صحافي لها عن انفجار الوضع في لبنان، كانت رائحة الموت تنبعث من كل مكان في هذا البلد الجريح، وكانت أشلاء الأطفال والنساء والشيوخ لا تزال مبعثرة فوق وتحت ركام البيوت المدمرة جراء القصف المتواصل للطيران الإسرائيلي. وبينما كانت القلوب الوجلة تترقب ما ستقوله وزيرة الخارجية الأميركية على أمل أن تجد فيه ما يبشر بقرب انتهاء تلك المجزرة الرهيبة، إذا بكوندوليزا رايس، والتي يعتبرها البعض أكثر الوجوه اعتدالاً في أكثر الإدارات تطرفاً في التاريخ الأميركي، تعلن بهدوء واطمئنان غريبين أن «شرقاً أوسط جديداً يتخلق الآن في رحم الأزمة اللبنانية» قبل أن تضيف «إن الوقت لم يحن بعد للحديث عن وقف لإطلاق النار». ولم يكن لما قالته هذه السيدة، والتي يطل من بين كتفيها رأس يشبه أحياناً رأس أشد أنواع الأفاعي فتكاً، سوى معنى واحد وهو أن حرب إسرائيل على لبنان هي حرب الولايات المتحدة، وأنها لن تسمح بوقفها قبل أن تحقق أهدافها، وأنه ليس أمام المجتمع الدولي وشعوب المنطقة من خيار آخر سوى تحمل آلامها، مهما كانت موجعة، لأنها ليست سوى آلام ولادة متعثرة لشيء رائع اسمه «الشرق الأوسط الجديد». وليست هذه هي المرة الأولى التي تتحدث فيها الإدارة الأميركية عن «شرق أوسط جديد». فلا شك أن القارئ الكريم يذكر أنه سبق للإدارة نفسها أن بشرت شعوب المنطقة قبل سنوات بشرق أوسط ديموقراطي خال من الاستبداد والفساد. ولأن لبنان الذي تشن عليه الحرب الآن من أجل توليد النظام الشرق أوسطي الجديد كان، ولا يزال، أكثر البلدان العربية ديموقراطية، فقد اختلط الأمر على كثيرين ممن قرأوا الطبعة السابقة من المشروع الأميركي ذاته ولم يعد بوسع أحد أن يدرك بالضبط ماهية هذا «الشرق الأوسط الجديد» الذي تسعى الولايات المتحدة لتحقيقه، وأوجه الاختلاف بينه وبين مشروع الشرق الأوسط «الموسع» أو الكبير، لدرجة أن البعض بات يتصور أن السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط دخلت منعطفاً جديداً. غير أنني أعتقد أنه لم يطرأ على سياسة الإدارة الأميركية الحالية تجاه الشرق الأوسط أي تغيير. فالشرق الأوسط الجديد الذي تبشر به كان ولا يزال مجرد فكرة جوهرها استئصال النظم والقوى والأفكار المعادية للسياسات الأميركية والإسرائيلية والتمكين للنظم والقوى والأفكار المؤيدة لهذه السياسات. وبينما بقي جوهر الفكرة كما هو من دون أي تغيير فإن وسائل وأساليب تحقيقها كانت ولا تزال قابلة للتعديل والتغيير وفق تطور وملابسات الظروف المتجددة. الشرق الأوسط في الإدراك الأميركي، كان ولا يزال مجرد «موزاييك» من قوميات وأعراق وأديان وطوائف متصارعة اضطر بعضها للانضواء قسراً تحت لواء دول بعينها بقوة الاستبداد وليس بتوافق الرضا. ولم تكن تلك الصورة النمطية هي الصورة السائدة في إدراك الإدارة الأميركية وحدها وإنما أيضاً لدى النخب السياسية كما تعبر عنها منتديات البحث المؤثرة على مراكز صنع القرار. وتأسيساً على هذه الصورة النمطية تصورت الإدارة الأميركية الحالية أن التنوع والانقسام الإثني والطائفي والمذهبي في العراق سيتيح أمامها فرصة ذهبية لإقامة «نموذج ديموقراطي» لدولة فيديرالية تخلو من سلطة مركزية قوية وتقبل بتواجد أميركي تجسده قواعد عسكرية تنتشر في طول البلاد وعرضها. ساعد على تعميق هذا التصور تعاون فصائل كردية وشيعية مهمة معها في مرحلة التخطيط للحرب على العراق واحتلاله أملاً في إسقاط نظام صدام. لذلك لم يكن غريباً حين راحت الإدارة الأميركية، عقب نجاحها في إسقاط نظام صدام حسين، تتحدث عن التحول الديموقراطي في مشروعها الأولي عن «الشرق الأوسط الكبير» أو «الموسع». بل إنها بدت من فرط حماسها غير عابئة حتى باحتمال وصول تيار الإسلام السياسي للسلطة لدرجة أن كوندوليزا رايس لم تتردد في وصفه بسيناريو «الفوضى الخلاقة». كان بعض المحللين العرب رأى في هذا التوجه دليلاً على أن الإدارة الأميركية قررت أن تلقي بثقلها وراء القوى المطالبة بإحداث تحول ديمقراطي حقيقي في منطقة الشرق الأوسط. غير أن هذا الاستنتاج، وكما سبق أن نوهنا في مقالات سابقة، كان خاطئاً من أساسه. اذ سعى هذا التوجه، في تقديري، الى تحقيق هدفين. الأول: ابتزاز النظم العربية، خصوصا الموالية للولايات المتحدة، لحملها على تقديم المزيد من التنازلات لتأمين مظلة لسياستها في العراق ولسياسة إسرائيل تجاه القضية الفلسطينينة. والثاني: التأثير على المجتمع المدني العربي لضمان ولاء القطاعات ذات التوجه الليبرالي ودعم مواقعها وتأثيرها، ولدغدغة مشاعر الأقليات وتشجيعها على تحدي الأنظمة القائمة. بعبارة أخرى يمكن القول إن الديمقراطية التي سعى مشروع الشرق الأوسط الكبير للتمكين لها كانت مشروطة بإفراز نظم تضمن الولاء المطلق للسياسة الأميركية وتقوم على توازنات طائفية، بحجة حماية حقوق الأقليات. وقد تصورت الإدارة الأميركية أن بإمكانها تطبيق هذا النموذج في العراق ثم تعميمه بعد ذلك على «الشرق الأوسط الكبير». غير أن المشروع الأميركي في العراق يتعثر تحت ضربات المقاومة العراقية، من ناحية، وتعقد الوضع الطائفي وارتباطه بالوضع الإقليمي، من ناحية أخرى. وعندما أيقنت الإدارة الأميركية أن مشروعها في العراق وصل إلى مأزق لم يكن أمامها سوى الاختيار بين طريقين. الأول: الانسحاب من العراق والتسليم بهزيمة مشروعها هناك والذي اعتبرته نقطة الانطلاق الرئيسي نحو مشروع الشرق الأوسط الكبير، والثاني: المضي قدماً في تنفيذ المخططات الموضوعة، لكن باستخدام أساليب ووسائل جديدة تعتمد على تغيير نمط التحالفات وليس السياسات. ولأن الخيار الأول لم يكن وارداً في عقل إدارة يمينية متطرفة تفكر بطريقة أيديولوجية وليس براغماتية، فلم يبق لها سوى الخيار الثاني، أي إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط اعتماداً على تغيير نمط التحالفات وليس نمط السياسات. لكن هذا الخيار واجهته معضلة كبيرة منذ البداية. فعلى أي أساس يمكن أن يستند نمط التحالفات الإقليمي الجديد؟ وكيف يمكن أن يكون لإسرائيل دور رئيسي فيه؟ وكان الحل الذي توصل له العقل الاستراتيجي الأميركي: تفجير الخلافات السنية – الشيعية. والواقع أنه يصعب على المتابع لتطور الأحداث التي شهدتها المنطقة أخيراً عدم الربط بين ما يجري في لبنان اليوم وتصاعد الأزمة بين إيران والولايات المتحدة، خصوصاً حول ملف إيران النووي، وأوضحت الأزمة الأخيرة عدداً من الحقائق الجديدة نبرزها كالآتي: 1- أن الحرب التي تشنها إسرائيل على لبنان حاليا تبدو أميركية أكثر منها إسرائيلية أو على الأقل حرباً أميركية – إسرائيلية مشتركة. فدور الولايات المتحدة فيها لم يقتصر على منح الضوء الأخضر لها، وإنما كان دور المحرض عليها، والراعي لها، والملتزم بتهيئة المسرح العالمي والإقليمي الداعم لها والضامن لتحقيق النتائج المرجوة منها. ولم يسبق أن اختلط الدور الأميركي بالدور الإسرائيلي في حرب مفتوحة ضد دولة عربية بمثل هذا القدر من الوضوح في تاريخ الصراع العربي- الإسرئيلي. 2- إن السلوك الإسرائيلي فيها تجاوز كل ما يمكن تصوره من خطوط حمراء. اذ راحت هذه الدولة المارقة تتصرف كوحش كاسر يتحرك بحريّة في غابة لا تحكمها قوانين وليس في مجتمع دولي فيه محكمة جنائية أحد أهم وظائفها محاكمة مجرمي الحرب. ومن الواضح، في سياق كهذا، أن الهدف الرئيسي الذي تسعى إليه الولايات المتحدة من وراء هذه الحرب هو منح إسرائيل الفرصة كاملة لتدمير البنية العسكرية لحزب الله ثم الاستدارة بعد ذلك لتصفية حماس وإسقاط حكومتها، وتشكيل تحالف دولي وإقليمي قابل لإغراء سورية بالانضمام إليه، يعمل على عزل إيران وتقليص نفوذها في المنطقة تمهيدا لتصفية نظامها إن أمكن. وهذا هو «الشرق الأوسط الجديد» الذي تعتقد الولايات المتحدة أنه سيولد من رحم الأزمة اللبنانية. وإذا صح هذا التحليل فمن الواضح أن الولايات المتحدة لم تتعلم شيئاً أو تستوعب شيئاً، وأن فهمها لحقيقة ما يجري في هذه المنطقة مشوه إلى درجة مرعبة. ففي تقديرنا أن هذه الاستراتيجية، إن صح أن نسمى هذا العبث الوحشي استراتيجية، قامت على افتراضات تبدو جميعها خاطئة. الافتراض الأول: أن بمقدور إسرائيل استئصال حزب الله وتدمير بنيته العسكرية. الافتراض الثاني: أن تدمير لبنان سيخيف الشعب اللبناني وسيدفعه لتحميل حزب الله مسئولية ما حدث وبالتالي الالتفاف حول عنقه وخنقه. والثالث: أن الخوف من «الخطر الشيعي» ومن تزايد النفوذ الإيراني في المنطقة يكفي وحده أساساً لتشكيل حلف أميركي – عربي – إسرائيلي في مواجهة إيران. فحزب الله فكرة أساسها المقاومة وستستمر ما بقي الاحتلال والتوسع الإسرائيلي سواء حملها حزب الله أو غيره. مستحيل القضاء على فكرة خصوصاً إذا ارتبطت بمقاومة الاحتلال. والقوى الوطنية في لبنان وفي العالم العربي هي التي التفت حول حزب الله وساندته، باعتباره حزبا مقاوماً وليس حزباً شيعياً. والحلف الذي تتصور الولايات المتحدة أن بإمكانها تشكيله هو مجرد وهم في ذهن إدارة أميركية متطرفة إلى حد المرض. أدرك تماما أن من الظلم تحميل الشعب اللبناني وحده فاتورة تخاذل عربي شامل على مستوى الحكومات وربما الشعوب العربية كلها. لكن من حق الشعب اللبناني أن يفخر بأنه أفرز مقاومة تمكنت من التصدي لأقوى جيش في المنطقة. وحين يتوقف العدوان الإسرائيلي – الأميركي على لبنان شعباً ودولةً، وهو حتماً سيتوقف، سيدرك الذين خططوا له أن الشرق الأوسط الذي ولد من رحمه ليس هو الشرق الأوسط الذي كانت تأمل الولايات المتحدة الأميركية في أن تراه مجسداً على الأرض، بصرف النظر عن النتائج العسكرية لهذا العدوان. (*) كاتب واكاديمي مصري. (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 26 جويلية 2006)  


 

الداعية السعودي محسن العواجي يعلن تأييده لحزب الله ولمقاومته البطولية ويدعو لمناصرته بكل وسيلة مشروعة

اصلاحيو ومثقفو المملكة يحملون اسرائيل مسؤولية العدوان علي لبنان ويطالبون الحكومات والشعوب العربية باستخدام كل مقومات الأمة للضغط علي الدول الكبري وايقاف المجازر الوحشية التي ترتكبها إسرائيل في فلسطين ولبنان لندن ـ القدس العربي ـ من احمد المصري: خرج الداعية السعودي الدكتور محسن العواجي عن صمته، وأعلن موقفه بعد 13 يوما من العدوان الإسرائيلي علي لبنان، مؤكدا تأييده لحزب الله ولمقاومته البطولية، وداعيا الي مناصرته بكل وسيلة مشروعة. وقال د. العواجي في مقال بثه موقعه الإلكتروني الإثنين: مهما كان الخلاف التاريخي بيننا (سنة وشيعة) فإنه لا يليق بالمسلم أن يقف موقف المتفرج أو المحايد مما يجري من عدوان صارخ علي لبنان. وأعرب عن اعتقاده بأنه لا يوجد تعارض بين من يري وجود مخالفات للشيعة فيما يتعلق بالعقائد والعبادات ومناصرة المقاومة المسلحة لحزب الله في لبنان بكل وسيلة مشروعة.
ورغم إقرار د. العواجي بأن المعركة ليست محصورة بين طرفي الصراع المباشرين وحدهم، وأنها بداية ونهاية منازلة بين الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، ودوافعها أكبر من لبنان وسورية ، فإنه يؤكد أن الحياد في هذه الأزمة يبقي مرفوضا مهما كانت مبرراته، إذ لا سواء بين الفئتين . ويشدد في المقال الذي يحمل عنوان اللهم انصر المقاومين الأبطال، واشدد وطأتك علي المعتدين الأنذال علي أنه من السذاجة النظر الي حزب الله في هذه الأزمة تحديدا نظرة طائفية مجردة، ولا سيما أنه تحت قيادة حسن نصر الله الداهية سياسيا والشجاع ميدانيا مهما اختلفنا معه، رجل السياسة أكثر منه رجل الدين .
واستطرد د. العواجي قائلاً: الحقيقة التي لا مناص منها هي أن حزب الله في لبنان اليوم في عين الشارع الإسلامي شكل رأس حربة فعالة تثخن العدو وتقاوم زحفه ببسالة، وهذا العدو الذي أجمع المنصفون في العالم بأنه عدو مغتصب محتل، لا يراعي عهدا ولا ذمة. وفي تعليقه علي الموقف السعودي الرسمي من هذه المواجهة قال د. العواجي: لا أريد أن أتوقف عند الانتهازية الإعلامية لتوظيف ما صرح به المصدر المسؤول السعودي، فكل مسؤول عما يقول ويفعل، فلنتجاوزهما الي الحديث عن ترتيبات مستقبل المنطقة. وكانت الرياض قد انتقدت عملية حزب الله التي أُسر فيها جنديين إسرائيليين، وقتل 8 آخرين، في غارة علي الحدود يوم 12 يوليو الماضي، واعتبرتها مغامرة غير محسوبة تسببت في العدوان الإسرائيلي.
وعلق د. العواجي علي تصريحات الرئيس الأمريكي جورج بوش ووزيرة خارجيته كوندوليزا رايس بأن وقف إطلاق النار في لبنان لم يحن بعد، لأننا في مرحلة مخاض لشرق أوسط جديد، قائلاً: كيف ينام عاقل والغنيمة تُنتهب، ولا أقول تقتسم خلال أيام قلائل. ومضي محذرا من أن الترتيبات التي ظهرت فجأة لشرق أوسط تُسحق فيه حركة حماس الفلسطينية الناجحة فكريا وشعبيا، وتقلم فيه أظافر إيران الأخطبوطية في المنطقة، ليست أمرا من السهولة تحقيقه مهما كانت قوة الترسانة الأمريكية، بل يكاد يكون ضربا من الجنون الذي قد يجر علي المنطقة، إن لم يكن علي العالم، حرباً إقليمية . وهذا هو أول مقال يكتبه د. العواجي بعد المقال الذي حمل فيه بشدة علي ما وصفه بالتوجهات التغريبية والتحررية لوزير العمل السعودي الدكتور غازي القصيبي، وتم اعتقاله علي خلفيته نحو أسبوعين في اذار (مارس) 2006.
ولم يكن د. العواجي هو فقط من خرج عن صمته، حيث بدأ عدد من العلماء السعوديين يعلنون عن مواقفهم من العدوان الإسرائيلي، داعين الله أن ينصر حزب الله علي الصهاينة المجرمين . فقد أعلن الشيخ محمد بن يحيي النجيمي، أستاذ الفقه المقارن في المعهد العالي للقضاء بالرياض، تأييده الكامل لحزب الله ولمقاومته البطولية. وقال خلال حديث بثته قناة المستقلة السبت الماضي: إنه لولا حزب الله لما كانت بيروت إلا نسخة مصغرة من مستوطنات إسرائيلية كما هو الحال في الجولان والضفة الغربية المحتلة. وبين الشيخ النجيمي أن ما تقوم به إيران من دعم سياسي لحزب الله هو واجب علي كل مسلم. وقال: إن إيران ربما تدعم حزب الله سياسيا وهذا واجب علي كل مسلم، لكنها لا تدعمه لا بالسلاح ولا بالمال. وبدوره دعا الشيخ موسي القرني رئيس قسم أصول الفقه بالجامعة الإسلامية سابقاً، خلال حديثه علي قناة اقرأ الي نصرة حزب الله، مشددا علي أنه يجب علي المسلمين نصرة حزب الله لأنه يجاهد الصهاينة المجرمين . الشيخ سلمان العودة، المشرف العام علي مؤسسة الإسلام اليوم ، دعا بدوره الي توحد الصف أمام إسرائيل. وقال في حلقة الجمعة الماضية من برنامج الحياة كلمة الذي تبثه قناة إم بي سي إن حق الأزمة أن نؤجل خلافاتنا لوقت آخر .
ومضي قائلاً: إننا نختلف مع حزب الله، وهو خلاف جوهري وعميق كما هو خلافنا مع الشيعة الذي لا يمكن أن يلغي، لكن هذا الوقت ليس وقت الخلاف والشقاق، فعدونا الأكبر هم اليهود والصهاينة المجرمون الذين لم يفرقوا في عدوانهم حتي بين الأطفال والمحاربين. كما استنكر إمام المسجد الحرام في مكة المكرمة الشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس خلال خطبة الجمعة الماضية صمت العالم إزاء الاعتداء الإسرائيلي علي لبنان، الذي اعتبر أنه قد يجر المنطقة برمتها الي شفير بركان ثائر يقضي علي الأخضر واليابس.
من جانبه شجب الشيخ جعفر النمر الهجوم الذي تعرضت له المقاومة الاسلامية في لبنان من مقدم وضيف أحد البرامج الدينية علي قناة (MBC) السعودية مساء الخميس الماضي. وكانت القناة قد استضافت ضمن برنامج الاستفتاءات الدينية الشيخ عبد المحسن العبيكان عضو هيئة كبار العلماء في السعودية والذي ظهر بمواقف متطابقة مع المؤسسة الرسمية السعودية من حيث تحميل المقاومة مسؤولية الحرب القائمة.
واستغرب الشيخ النمر استغراق الشيخ العبيكان في استنكاره لـ خطأ المقاومة اللبنانية في بدء الحرب وبموازاة ذلك لم يستنكر إلا نزرا الهجمة البربرية لاسرائيل . واستنكر النمر اتهام المقاومة الإسلامية ومن ورائها الشيعة بالممارسة الطائفية في العراق. مذكرا بأن الشيعة كانوا ولا يزالون الضحية الكبري للارهاب التكفيري. واختتم بالقول ونحن اذ نسطر هذا كله لننبه قادتنا وولاة أمورنا بوجوب الأخذ علي أيدي هذا الفكر المتطرف الذي لا يفتأ يبث سمومه في جسم الأمة ليزيده تمزيقا في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها الأمة.. .
كما أعرب عدد من مواطني المنطقة الشرقية بالسعودية والمهتمون بالشأن المحلي عن معارضتهم الشديدة واستيائهم من فتوي الشيخ عبد الله الجبرين التي تناقلتها كثير من مواقع الانترنت ومحطة فوكس نيوز الامريكية والتي تصدرت الصفحات الأولي للصحافة الاسرائيلية. وقال مخلف بن دهام الشمري: نحن نحتج علي هذه الفتوي وخاصة أنها أتت في وقت حرج نحن أحوج ما نكون لتوحيد الجبهة الداخلية خلف قيادتنا الرشيدة التي أشارت في أكثر من مناسبة الي عدم التنابذ بالالقاب أو المذاهب. في حين عبر الدكتور سليمان بن عبدالله السليمان عن دهشته لصدور مثل هذه الفتوي التي تفسح المجال للأعداء للتغلغل في صفوفنا .
وأضاف محمد بن قطيم الدوسري بأننا في المنطقة الشرقية وكافة أرجاء الوطن بلد واحد وكلنا مسلمون وهذه الفتوي وأمثالها لا تجلب لنا الا مزيدا من الفرقة، كما أنها ترسل رسالة لا تجلب لنا إلا مزيدا من الاحراج في المحافل الدولية وبين المسلمين عامة وكافة الطوائف والمذاهب . كما طالب هؤلاء الي وقف هذه الفتاوي العشوائية والتي لا تخدم الدين ولا وحدة الصف ولا المصلحة العامة. وكان التزام العلماء السعوديين الصمت وامتناعهم عن إعلان مواقفهم تجاه العدوان الإسرائيلي مثارا للتساؤلات داخل أوساط طلبة العلم السعوديين.
ومنعت السلطات السعودية المواطنين الشيعة من التظاهر لصالح لبنان يوم الجمعة الماضي في مدينة صفوي الواقعة علي الساحل الشرقي للبلاد. وقال شهود عيان ان عشرات الباصات والسيارات الأمنية ومئات الجنود قاموا بتطويق مداخل المدينة ومنعوا الناس من التجمع أمام حسينية الرسول الأعظم في الديرة، مكان انطلاق المسيرة.
وقال أحد المنظمين للمسيرة انهم سيعلنون عن انطلاق مظاهرة جديدة في مكان مختلف خلال هذا الأسبوع. من جهة أخري شهدت مدينة العوامية المجاورة مساء الخميس الماضي تجمعا صامتا لأجل لبنان إستمر لمدة ساعة وانتهي بهدوء. وأرجع أحد المتابعين لواقع الأوساط العلمية السعودية ذلك الي تجربة بعض الدعاة في تسعينيات القرن الماضي بعد أن أعربوا عن رفضهم للموقف السعودي الرسمي الذي سمح بدخول قوات أمريكية للأراضي السعودية من أجل المشاركة في إنهاء الاحتلال العراقي للكويت، حيث تعرض العديد منهم للاعتقال. كما عزا هذا الصمت الي أن حزب الله الشيعي ليس محبذا كثيرا ولا يحظي بجماهيرية كبيرة بين الدعاة السعوديين الذين تربوا علي المنهج السلفي. من جانبهم استنكر أكثر من 160 مثقفا من مناطق مختلفة في السعودية الأعمال الوحشية التي تقوم بها الآلة العسكرية الإسرائيلية، مطالبين بالإيقاف الفوري للعدوان العسكري الإسرائيلي علي أراضي وشعب لبنان.
وقد حفلت وسائل الإعلام السعودية مؤخراً بمقالات وآراء وتحليلات ومواقف متعددة، وكان من أبرز أشكال التعبير ما صدر من بيانات تندد بالعدوان وتطالب الحكومات والشعوب العربية بموقف حازم حيال ما يجري من مجازر. وفيما يلي نص البيان:
————————————————————————-

بيان من مثقفين سعوديين لإدانة الأعمال الوحشية الإسرائيلية ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني

في غياب الحد الأدني من التنسيق والتضامن بين الحكومات العربية والقوي الشعبية، وفي ظل انتهاك الشرعية والقانون الدولي القائمين علي مبادئ احترام سيادة الدول وصيانة أراضيها وحقوق مواطنيها، فإن إسرائيل وبدعم كامل من الولايات المتحدة الأمريكية تنفرد بلعب دور اللاعب المهيمن والوحيد في التعاطي مع قضية الشعب الفلسطيني من خلال مصادرة حقوقه المشروعة، والاستمرار في احتلال أراضيه، وممارسة سياسة الحصار والتجويع والاغتيالات والقتل والاعتقالات الجماعية العشوائية، كما تستمر اليوم في انتهاك سيادة لبنان وتدمير بنيته التحتية وتقتيل وتشريد مواطنيه، دون أدني خوف من أي رد فعل للنظام الرسمي العربي أو الشرعية الدولية.
وفي ذروة تصاعد الممارسات العسكرية الهمجية ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني، فإننا لا نملك إلا التعبير عن مشاعر الألم والغضب التي يستشعرها الشارع العربي في كل مكان، ونعلن عن استنكارنا وتنديدنا بالأعمال الوحشية التي تقوم بها الآلة العسكرية الإسرائيلية ضد أشقائنا، وعن تأييدنا ومساندتنا للشعبين العربيين الشقيقين في هذه الظروف المأساوية التي يتعرضان فيها للقتل والتدمير، كما نطالب بالإيقاف الفوري للعدوان العسكري الإسرائيلي علي أراضي وشعب لبنان الشقيق.
إن ما يتعرض له الشعبان الشقيقان من اعتداءات مدمرة تستدعي مطالبة الحكومات والشعوب العربية بمساندة الشعبين الفلسطيني واللبناني ودعم حقوقهما المشروعة، والعمل علي استخدام كل مقومات الأمة الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية والثقافية من أجل الضغط علي الدول الكبري لإيقاف المجازر الوحشية التي ترتكبها إسرائيل في فلسطين ولبنان، والعمل علي تجاوز احتكار الولايات المتحدة وإسرائيل لأجندة ملف القضية الفلسطينية، ونقله الي الأمم المتحدة، لضمان تطبيق عادل لقرارات الشرعية الدولية.
إن الظروف المأساوية والتحديات الكبيرة التي يعيشها العالم العربي تتطلب من حكوماته وكافة قواه الحية أكثر من أي وقت مضي، استعادة روح العمل العربي المشترك، والاتفاق علي الحد الأدني من التضامن والتنسيق من أجل ردع العدوان، واستعادة الحقوق العربية المشروعة، مما يتطلب تقوية الجبهات الداخلية وذلك بإرساء أسس الديمقراطية وتوفير الحريات العامة وإطلاق مبادرات الشعوب وقواها الفاعلة، والحفاظ علي سيادة أراضيها واستقلالها، وكرامة شعوبها اللائقة بها بين الأمم . أسماء الموقعين علي البيان: د. أحمد العويس أكاديمي وكاتب، د. إبراهيم عباس نتو، أكاديمي سابق وكاتب، أحمد الملا صحافي وشاعر، د. أميره كشغري أكاديمية وكاتبة، العباس محمد معافي كاتب قصة، د. بكر حسن، أكاديمي سابق، د. بيان عبدالله عبدالباقي طبيبة، د. تيسير باقر الخنيزي، اكاديمي وباحث اقتصادي، د. توفيق السيف، باحث وناشط اجتماعي، جعفر الشايب، كاتب ورئيس المجلس البلدي في محافظة القطيف، حمد إبراهيم الباهلي كاتب، حمد علي آل هتيلة اليامي مهندس وباحث، د. خالد الدخيل أكاديمي وكاتب، خالد الغنامي باحث وكاتب، خالد سعيد الناجي، مهندس، الشيخ حسين البيات، حصة الغانم، السيد حسن السيد باقر العوامي، كاتب وناشط اجتماعي، جواد محمد أبو حليقه رجل أعمال، ريما المعجل، زكي الميلاد، رئيس تحرير مجلة الكلمة، زكي منصور ابو السعود، مصرفي، المحامي، سليمان إبراهيم الرشودي، سليمان عبدالله السياري، سعود خليف البلوي، كاتب، سارة الباهلي، سعيّد بن هادي يحي آل منصور موظف، سعاد عباس الخنيزي، معلمة متقاعدة، شتيوي عزام الغيثي كاتب، الشيخ حسين عبد الله العلق، شاكر عبد الله الشيخ، صحافي وشاعر، صالح عبد الرحمن الصالح أديب وكاتب، صالح أبو حنية رئيس سابق لجمعية الثقافة والفنون، صالح علي عامر آل سالم أخصائي نفسي، صالح مصلح هادي آل عباس عاطل عن العمل، صباح علي القاسم، طلال الطويرقي شاعر، طلق المرزوقي، أديب، د. عالي القرشي أكاديمي وكاتب، المحامي، عبد الله محمد الناصري، عبد الله علي فاران ناشط اجتماعي، عبد الله عبد الباقي ناشط اجتماعي، عبدالله محمد الفريحي تربوي، عبد الله علي النمر، السيد عدنان السيد محمد العوامي، باحث وشاعر، عبد الوهاب محمد العريض صحافي وشاعر، عبد الرحمن الشهري، كاتب وشاعر، د. عبدالرحمن سليمان الطريري، عبدالرحمن علي العلولا، عبدالرحمن عبدالعزيز الحصيني، عبدالرحمن محمد العنيزان، عبدالعزيز الخليفة، عبدالسلام إبراهيم الحميد، قاص وكاتب، عبد العزيز المسعود رجل أعمال، عبدالعزيز إبراهيم السويلم، د. علي محمد الرباعي كاتب وشاعر، علي الدميني أديب وشاعر، علي محمد العنيزان رجل أعمال، علي الصفيان رجل أعمال، علي مهدي آل حطاب اليامي، ناشط حقوقي، عقل إبراهيم الباهلي رجل أعمال، علي بافقيه، شاعر وكاتب، عمر البابطين، د. عادل سلمان الغانم، طبيب، غرم الله الصقاعي أديب، د. فائقة محمد بدر، أكاديمية، د. فوزيه عبد الله أبو خالد، أكاديمية وأديبة، فوزيه محمد العيوني، تربويه وناشطة حقوقية، فوزي الدهان شاعر، فواز عبدالله الناصري، طالب، فرح الباهلي، فتحي باقر الخنيزي، مدير مدرسة، فؤاد عبد الواحد نصر الله، تربوي وصحافي، فؤاد علي المشيخص، قيس العبد الباقي، مهندس، قطيف عبدالله الجشي، مصرفي كامل الشيخ عبد الحميد الخطي، باحث تاريخي، محمد سعيد طيب ، مستشار قانوني وكاتب، د. محمد عودة العنزي: طبيب استشاري وناشط في الشأن العام، د معجب الزهراني، أكاديمي وكاتب، د . مبارك راشد الخالدي أكاديمي وأديب، محمد زايد الألمعي أديب وكاتب، محمد محفوظ، باحث وكاتب، محمد خضر الغامدي ـ شاعر، ريم سمير البيات موظفة، محمد حمد حسين الصقور، أخصائي نفسي، محمد علي العماري، محمد الحرز أديب وكاتب، محمد باقر النمر، منار العتيق، محمد عبد الغفور، د. عبدالرحمن سليمان الطرير، مسفر الغامدي، شاعر، مالك محمد الناصر، اقتصادي، مليحة علي ابوالسعود، معلمة، منيع محمد الفريحي، منصور عبد الجليل القطري كاتب وباحث، مشاعل البكر، د. كامل علي العوامي ، طبيب، نجيب عباس الخنيزي باحث وكاتب، نورة عبدالله الغانم، د. نبوغ عبد الله عبد الباقي، طبيبة، نبيه عبد المحسن الابراهيم عضو المجلس البلدي بالقطيف، نادر عبد الله السويكت، نضال محمد الفرج، نوار الباهلي، وجيهة الحويدر كاتبة، وائل عبد الرسول العلقم ، مهندس بترول، هاشم مرتضي الحسن ناشط اجتماعي، عبده خال، روائي وكاتب، صالح محمد الخليفة، مهندس، فائق الهاني، صحافي، أماني علوي آل اسعد، احمد محمد فاران، احمد علي كاظم، باسمة العريض، بتول باقر الخنيزي، بديعة كشغري شاعرة وأديبة، بشري محمد السادة، جعفر كاسب تحيفة، جهاد عبد الإله الخنيزي، كاتب، جمال محمد قريش موظف، حبيب علي الشلاتي، حسين علي العوامي صحافي، د. حنان عبد الله الشيخ طبيبة، حمد الحمدان ناشط اجتماعي، ذاكر احمد حبيل، كاتب، زكريا سعيد الشبر، زهراء الضامن فنانة تشكيلية، سعيد حسن آل موسي، موظف، سعود محمد فاران، سعيد محمد الصادق، سعيد صالح الشيخ، ساره احمد كاظم، سلوي منصور أبو السعود، عاصف هاشم الحسن مصرفي، عادل احمد الصادق موظف، عباس علي فريد، عبد الله محمد فاران، عبد الجليل عيسي القصاب، علي محمد فاران، فاطمة سعيد اليوسف، فتحية جعفر البراهيم، مني عبد الحميد الجشي، معلمة، مرتضي هاشم الحسن ، مصرفي، محمد عبدالله المرهون، محمد السنان، محمد حسن العبد الباقي، مصطفي علي فاران، مريم صالح مرهون، نبراس عبد الله عبد الباقي، نجيبة نعمة السادة، ياسين مكي آل أسعد رجل أعمال، ياسمين شبر هاشم الشبر، عادل الجشي، عبد الرزاق البيش، نادر الزائر، رجل أعمال، ليلي الكاظم، أخصائية نفسية، د. أماني النمر، أكاديمية، عباس الفرج، مهندس، مها القنيبط، د. هتون الفاسي، أكاديمية وكاتبة. (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 26 جويلية 2006)
 

»تلفزة تونس« ثاني قناة جديدة خاصة

 

تونس-الراية- إشراف بن مراد

 

من المنتظر أن يحتفي الاعلام التونسي بقدوم قناة جديدة خاصة، تحمل اسم »تلفزة تونس 1« (TT1)، اختير لها شعار »رؤية أخرى«، ويؤكد القائمون عليها أنها قناة تونسية 100% وأنها ستتجه بقدر كبير إلى مشاغل وانتظارات الفئة الشبابية وخاصة في المهجر. كما انها ستتعاون مع عدة شبكات معروفة أوروبية وعربية لاقتناء جزء هام من المادة التلفزية،

 

ومن المتوقع أن ينطلق البث الرسمي العام القادم في موعد مؤقت هو 20 ـ 21 مارس، الذي يوافق عيدي الاستقلال والشباب. وذلك بعد فترة بث تجريبي يتواصل بين 3 و4 أشهر.

 

والجدير بالذكر إن البث سيكون في مدة أولى رقميا فضائيا على هوتبيرد ونايلسات ثم يتحول الى هرتزي ارضي.

 

وسيغطي تقريبا البلاد التونسية وجزءا من المنطقتين العربية والأوروبية، وقد نفى السيد فيصل الحبيب المدير التنفيذي للقناة، أن يكون تمويل القناة فرنسيا أو أن تكون مرتبطة بوكالة الفرنكفونية عبر علاقات خاصة بقناة TV5  أو غيرها، مؤكدا أن »تلفزة تونس 1« قناة تونسية بالكامل تمويلا وإدارة وعملا.

 

وقد قدرت كلفة التجهيز والأعباء الأولى لبعث القناة بنحو 7 إلى 8 ملايين دينار.

 

(المصدر: صحيفة الراية القطرية الصادرة يوم 26 جويلية 2006)

 

بعد أسبوعين من الحرب المدمرة في لبنان (وأربعة أسابيع فلسطين) بدأت البلدان العربية تُلغي الواحدة بعد الأخرى مظاهر الفرح والمهرجانات الفنية الصيفية تضامنا مع الشعبين الشقيقين في هذه المحنة العصيبة أما تونس الخضراء فلا تزال غير معنية بالموضوع. فهل أصبح من المحظور على « بلد الفرح الدائم » أن يتضامن حتى بأضعف الإيمان مع مأساة أشقائه العرب والمسلمين؟؟

مهرجان الرباط يلغي مظاهر الفرح تضامنا مع لبنان وفلسطين

                        

قرر منظمو الدورة 12 من مهرجان الرباط التي بدأت الثلاثاء وتنتهي في الرابع من الشهر القادم إلغاء جميع مظاهر الفرح والاحتفال من البرنامج العام للمهرجان، تضامنا مع الشعبين اللبناني والفلسطيني اللذين يواجهان عدوانا إسرائيليا. وتضمن بلاغ أصدرته إدارة المهرجان بهذا الخصوص « تقرر إلغاء جميع الأنشطة التي تعكس جميع مظاهر الفرح والاحتفال من البرنامج العام للمهرجان والاحتفاظ فقط بفضاءات الحوار الثقافي والمسرح والسينما تضامنا مع الشعبين الفلسطيني واللبناني اللذين يمران بمحنة قاسية نتيجة لهذا العدوان ». وسيفتتح المهرجان بعرض الفيلم المصري حليم وستعرض بالإضافة لذلك الأنشطة السينمائية ويفتح المجال للنقاش في أمور العمل المسرحي والحوار الثقافي. ويشارك في المهرجان 18 دولة تنتمي إلى ضفتي البحر االأبيض المتوسط بالإضافة إلى دول آسيوية وجنوب أفريقيا والمغرب البلد المنظم. وناشدت إدارة المهرجان « جميع القوى المحبة للسلام في العالم التدخل من أجل إجبار الكيان الصهيوني على الإيقاف الفوري لهذا العدوان ». المصدر: رويتر (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 26 جويلية 2006)  
———————————————————————————-

الأردن: إلغاء المهرجانات والفعاليات الفنية

عمان ـ القدس العربي ـ من يحيي القيسي: بدا صيف عمان هادئا ومترقبا للأحداث الكبري التي تعصف بالبلد العربي الجريح لبنان، وتلك الهجمة الوحشية التي يتعرض اليها، وتراوحت ردود الفعل بين كتابة المقالات والاعتصامات والمظاهرات وجمع التبرعات، والغاء النشاطات الفنية، كما أكد العديد من المثقفين والمبدعين الأردنيين استنكارهم للصمت العربي ازاء ما يجري، وطالبوا بأن يكون الرد علي قدر الحدث الجلل سواء في غزة أو في لبنان علي السواء، وبخصوص المهرجانات فقد علقت اللجنة العليا لمهرجان جرش فعاليات الدورة الحالية الي اشعار آخر بعد أن كان من المقرر أن تقام خلال الفترة من 26 تموز (يوليو) الجاري وحتي العاشر من الشهر المقبل احتفاء بمرور ربع قرن علي انطلاقه، وأشارت اللجنة في بيان صحافي الي انه نظرا للظروف الاستثنائية الصعبة التي تمر بها المنطقة والعدوان علي لبنان الشقيق، ولما كان مهرجان جرش للثقافة والفنون منتميا للجسم الثقافي العربي بخاصة والانساني بعامة ومنسجما مع نبض الناس وهواجسهم ومعبرا عنهم ولهم، قررت اللجنة العليا تأجيل المهرجان هذا العام وهذه هي المرة الثانية التي يتم فيها تأجيل مهرجان جرش أو الغاؤه، فقد سبق أن أجل في عام 1982 الذي شهد عدوانا اسرائيليا أيضا علي لبنان. من جهتها قررت بلدية اربد الكبري ايقاف جميع النشاطات الفنية المدرجة علي جدول الاحتفالية الخاصة بمرور 125 عاما علي تأسيس البلدية والابقاء فقط علي النشاطات الفكرية والثقافية حسب ما صرح بذلك مدير الدائرة الثقافية في البلدية الروائي هاشم غرايبة مشيرا الي الاوضاع الراهنة التي يشهدها لبنان الشقيق وتضامنا مع الشعبين اللبناني والفلسطيني لما يتعرضان له من عدوان غاشم بآلة الحرب الاسرائيلية . أما المهرجانات الأخري التي أقيمت خلال الأسبوع المنصرم وأبرزها مهرجان الفحيص فقد تأثر بوضوح مع غياب الفنانين اللبنانيين في الأيام الأولي، بعد تعذر وصولهم بسب تدمير مطار بيروت والطرق البرية، كما تغيب عدد من أبرز الشعراء اللبنانيين أيضا عن الحضور، أما القرية العالمية التي تقام للسنة الثالثة علي التوالي فقد تأثرت في برنامجها الفني الذي خصص له مسرح يتسع لبضعة آلاف نتيجة لغياب معظم الفنانين اللبنانيين المشاركين ومن تضامن معهم من العرب… (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 26 جويلية 2006)

70 ألف شخص حضروا حفلتي ماريا كاري في تونس

 لندن – «الشرق الأوسط» أحيت المغنية الأميركية ماريا كاري الليلة قبل الماضية حفلة غنائية ثانية في تونس حضرها حوالي 40 الف شخص في استاد العاصمة التونسية الاولمبي في بداية جولتها الفنية الجديدة، وهي الاولى منذ 2003. وكانت النجمة الاميركية قد احيت السبت امام 30 الف مشاهد حفلتها الاولى في تونس، وذلك في اول ظهور لها في القارة الافريقية. وتوافد الحضور، ومعظمهم من الشبان، حسب «ا.ف.ب»، الى الاستاد في الحفلتين قبل الموعد الرسمي لبدء الحفل بخمس ساعات غير عابئين بحرارة الطقس الشديدة. وقدم اغلبهم بالسيارات والقطارات من جميع مناطق البلاد وكذلك من فرنسا وانجلترا وايطاليا والبرتغال وإسبانيا لحضور الحفلين الوحيدين اللذين تقيمهما المغنية الاميركية في تونس بانتظار جولتها الغنائية التي ستقودها في اغسطس (آب) المقبل الى عدد من المدن الاميركية وكندا. وكانت كاري قد طلبت من منظمي زيارتها قد طلبت ألا يكون في استقبالها في المطار سوى الاطفال. وقالوا «من الاشياء الطريفة في شروط هذه المغنية أن يكون عشرات الأطفال فقط في استقبالها عند وصولها الى مطار تونس قرطاج». واضافوا «اشترطت ايضا في العقد الموقع ان تفرش لها بسط حمراء وأن توضع لها ورود المارغريتا في الفندق الذي ستقيم فيه». كما أخبرتهم أنها ستمتنع عن الكلام قبل 24 ساعة من الحفل الأول وان كل تعاملاتها مع المحيطين بها ستكون مكتوبة طبقا للعقد. وطلبت أيضا حماما بمواصفات خاصة جدا حددتها بوضوح. (المصدر: صحيفة الشرق الأوسط الصادرة يوم 26 جويلية 2006)  


« ماريا كاري » غادرت تونس مباشرة بعد انتهائه:

أكثر من 35 ألف متفرج في حفلها الثاني و »شاكيرا » حاضرة بالغياب

* تونس ـ الشروق : خلافا لما كان متوقعا استقطب الحفل الثاني للنجمة العالمية «ماريا كاري» عددا غفيرا من الجماهير قيل انه تجاوز العدد الجملي لمتابعي الحفل الاول والأكيد أن جمهور ليلة الاثنين كان بين 35 و40 ألف متفرج جاؤوا من كل حدب وصوب يمثلون كل الفئات والأعمار.
انطلق الحفل الذي حضره ايضا عدد كبير من الاجانب من جنسيات ايرلندية وفرنسية وانقليزية وكندية وجزائرية بوصلات موسيقية من مجموعات «ديدجي» ثم جاء دور منشطة اذاعة الشباب جيهان التركي التي تكلمت بالعربية، والانقليزية وأثنت على وسائل الاعلام وخاصة اذاعة «موزاييك» التي كانت الداعم الاكبر والأقوى للحدث الفني. « لوك » جذاب هذه الفقرات لم تمنع الجمهور من الاحساس بثقل الانتظار مما دفعه الى الانتقال يمنة ويسرة في الملعب الاولمبي بالمنزه ومحاولة اختيار الأماكن الاكثر مناسبة لمشاهدة الحفل رغم ان الكثيرين ندموا على عدم اقتطاع التذاكر المخصصة لأرضية الملعب اذ تبين انه المكان الافضل لمتابعة المغنية في حركاتها وسكناتها عن قرب، وبدأ الحفل الثاني في الحادي عشر ليلا حيث أطلت علينا الفنانة العالمية بـ «تي شورت» أسود وكاب من نفس اللون فكانت رمزا للاثارة والفتنة وزادها الحضور الركحي الباهر رونقا وجمالا ألهب مشاعر الجماهير التي رفعت الهواتف الجوالة وأضاءت بها الملعب الاولمبي بالمنزه من كل جوانبه.
«ماريا» التي كانت تضع نظارتها السوداء المعروفة رافقتها مجموعة راقصة وعدد من نجوم «الديدجي» و»الغوسبيل» ليتحول الحفل الى فرجة ممتعة تجاوب معها الجمهور بالرقص والغناء والصياح. وقد فوجئت شخصيا بأن مجموعات كاملة من الشبان والمراهقين رددوا الاغاني عن ظهر قلب وخاصة عندما أدت ماريا أغنيتها الشهيرة «my all». وكانت الرغبة في التواصل مع الآخر أقوى بكثير من العجز عن فهم معاني الكلمات والجمل. شاكيرا حضرت بالغياب وتواصل الحفل بمقاطع موسيقية وغنائية أخرى اقترحتها صاحبة «الصوت الذهبي» على محبيها الذين أعجبوا كثيرا بوصلات «Rythm and blues» والأغنية التي عرفت بها «ماريا» وأعددتها خصيصا لضرتها «شاكيرا» التي يبدو أن نجاحها يقلق «ماريا كاري»، وهذا سر التنافس بين كبار الفنانين الذين يجتهدون في انتاج اغان جديدة لدحر الاصوات الاخرى لكن دون تجاوز حدود المنافسة الشريفة والمدروسة.
وغنت ماريا أيضا للعشق والحرية والمساواة دون أن تتغافل عن شكر الجمهور التونسي أثناء تدخلاتها المقتضية في الحفل. وفي القسم الثاني من السهرة سارعت «ماريا» الى ارتداد فستانها الاسود المعتاد، وأدت وصلة جديدة من أغنيها لتختم باحدى أشهر اعمال الكليب الاخير الذي باعت منه ملايين من النسخ في أنحاء العالم. ساعة و20 دقيقة غنت خلالها «ماريا كاري» بشكل مسترسل لتودع جمهورها التونسي على أمل لقاءات جديدة في قادم السنوات. وقد غادرت «ماريا كاري» تونس مباشرة بعد انتهاء حفلها الثاني بالملعب الاولمبي بالمنزه. * أبو نزار هوامش من الحفل :

أطفال وحوامل في الموعد و »التصوير المنظم » أكبر اشكالية

* أعداد غفيرة من الأطفال كانت في الموعد وكذا الحوامل والكهول والاولياء رافقوا أبناءهم سواء طوعا أو كرها. * الغلاء المشط لأسعار المشروبات والمأكولات كان أكبر مشكلة تذمر منها المتفرجون خاصة اذا علمنا ان قارورة الماء» الصغيرة بيعت بدينار، وقاروة المشروبات بيعت بدينار وقارورة المشروبات الغازية بدينارين وعلبة السجائر بـ3 دنانير فيما أكثر. * الاشكاليات في التصوير سجلت حضوها أيضا في الحفل حيث أصر الطرف الامريكي على التطبيق الصارم للاجراءات التي تمنع المصورين من التحرك بحرية في الملعب وأخذ ما يرغبون فيه من مشاهد وصور. * «ماريا كاري» تأخرت في الغناء أثناء الحفل الاول والثاني وذلك خلافا لـ»مايكل جاكسون» مثلا الذي كان ملتزما بالتوقيت في حفلته الشهيرة بتونس. * الركح المخصص للحفل كان مميزا ومن أعلى طراز لكن المشكلة ان الشاشات الكبيرة لم تكن في المكان المناسب ولم تساهم كثيرا في عملية الفرجة. * بعضهم أكدوا ان اقامة حفلين لماريا كاري لم تكن فكرة جيدة وكان الاجدر الاكتفاء بحفل واحد يجمع الآلاف من الجماهير ويكون حدثا فنيا أسطوريا بأتم معنى الكلمة.

بعد نجاح حفليها بالمنزه.. هل تعود «ماريا كاري» مرة أخرى الى تونس ؟

تونس ـ الشروق : بعد نجاح حفليها الكبيرين بملعب المنزه يومي السبت والاثنين يقال ان امكانية عودة «ماريا كاري» الى تونس واردة نظرا لما حظيت به من حفاوة ببلادنا وتجاوب الجمهور معها ورغبتها في تكرار تجربة تعتبرها من أهم محطاتها الفنية.
وتكتسب هذه الامكانية شرعيتها من النجاح التنظيمي والتقني والفني للحفلين المذكورين لاسيما وان تونس التي استضافت في السابق «مايكل جاكسون» و»ستينغ» قادرة على تنظيم أكبر الحفلات والتظاهرات الفنية يؤثثها أشهر الاسماء العالمية مثل «شاكيرا» و»بافاروتي» و»بريتني سبيرز».
ويبقى التجسيم رهين البرنامج الفني لماريا كاري وأصدقائها من كبار الفنانين الذين وجدوا في تونس الظروف الملائمة لإنجاح حفلاتهم الفنية.
ويذكر ان «ماريا كاري» كانت سعيدة جدا وهي تغني في الملعب الاولمبي بالمنزه وتحدثت كثيرا عن طيبة التونسيين وحفاوتهم واستقبالهم الرائع للضيوف مما حدا بها الى قبول دعوة على العشاء بأحد الفضاءات بالمنار حيث تناولت أكلتها المفضلة البيتزا، وأكدت ان الوقت لم يكن كافيا هذه المرة لاكتشاف تونس عن قرب وربما سمحت لها الفرصة بتحقيق هذا الحلم في مناسبة قادمة. * أبو نزار (المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 26 جويلية 2006)  

 


Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.