الأربعاء، 24 ديسمبر 2008

TUNISNEWS

8 ème année, N° 3137du 24 .12.2008

 archives : www.tunisnews.net


 

المجلس الوطني من اجل الحريات في تونس: تسليم جائزة الهاشمي العياري لسنتي 2007 و2008

السبيل أونلاين:صيحة فزع من أجل إنقاذ حياة السجين البشير العبيدي

اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي: إعـــــــــــــــــــلام : الاعتداء على غزالة المحمدي

 المجلس الوطني للحريات بتونس : حلقة جديدة من الانقلاب على الشرعية داخل جمعية القضاة

المجلس الوطني للحريات بتونس : توصيات ندوة الرباط حول حرية التنظّم

الـتـنسـيـقـية الـمغـاربية  لمنظمات حقوق الإنــسان: بـــــــــــــــــلاغ

مغاربية: تقرير عربي ينتقد القيود على الحريات في المنطقة المغاربية

الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة قابس مكتب الشبـاب: بـــيــــان

الطالب محمد الزاهر : أحداث كلية العلوم لن توقف مسيرتنا و لن تفتّ في عزيمتنا

طالب بكلية العلوم بتونس: ثلاثة مقابل صفر فى كلية العلوم بتونس

طالب بكلية العلوم بتونس: ثلاثة مقابل صفر فى كلية العلوم بتونس

بسام المسلماني: حالة الحجاب في تونس عام 1430هـ / 2008م

سمير النفزي: امن الحدود  من امن الوطن : ماالذي يحدث في الحدود البرية بين تونس و ليبيا؟

خالد الحداد:كواليس سياسية

عماد الدين الحمروني: تهنئة بمناسبة ميلاد كلمة الله عيسى بن مريم عليه السلام

عبدالحميد العدّاسي : محاولة طمس الحقيقة بسجن شورو: الجزء الثالث والأخير

ياسر الزعاترة : الصادق شورو ونقاهة عابرة بين سجنين!

فتحي العابد : الدّهاليز المظلمة

خالد الكريشي: الحرية أولا وأخيرا التغيير هنا وهناك

مراد رقية: بلدية قصرهلال بلدية التجمع الدستوري الديمقراطي وكالة لبيع العقارات ذات المصلحة العامة

البديـل عاجل: المؤتمر السابع عشر لاتحاد الكتاب التونسيين أو طاحونة الشيء المعتاد

مركز الرباط للإعلام و التوثيق والبحوث و الدراسات: الكتاب السنوي لمدينة المنستير:الـمـنـستـيــر سنة1429 هــ  2008 م

أ ش أ: اختتام الدورة التدريبية الخاصة بمكافحة الإرهاب بتونس

يو بي أي: ارتفاع قيمة الواردات التونسية من الحبوب إلى أكثر من مليار دولار في 11 شهرا

رويترز:زيادة واردات تونس من القمح بنسبة 15 بالمائة في تسعة أشهر

رويترز: سوترابيل التونسية ترفع رأسمالها

الصباح: أي دور للمؤسسة التربوية في نشر ثقافة التسامح والتضامن بين الشعوب؟

محمد كريشان: رحيل رمز تونسي بارز

برهان بسيس: حرب في غزّة… سلام مع سوريا

عبدالسلام المسدّي  : المثقف ومناخاتنا السياسية

محمد المحسن: حين تحّل الهزيمة..محل الحرب على الإرهاب

العفيف الأخضر : نداء لإنقاذ الفلسطينيين من أنفسهم

د. أحمد القديدي:أوباما سيحكم قوة على منزلق تاريخي

رويترز: تقرير: الاسلاميون بالصومال يجب ان يكونوا طرفا في اتفاق للسلام


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة: 


المجلس الوطني من اجل الحريات في تونس CONSEIL NATIONAL POUR LES LIBERTES EN TUNISIE جائزة الهاشمي العياري 2007 و2008 Prix Hachemi Ayari 2007 et 2008

تسليم جائزة الهاشمي العياري لسنتي 2007 و2008

   

تونس في 24 ديسمبر 2008 تم بالرباط يوم 20 ديسمبر الجاري وخلال ندوة صحفية عقدها المجلس الوطني للحريات بمناسبة احتفال هذا الأخير بالذكرى العاشرة لتأسيسه والذكرى الستون للإعلان العالمي لحقوق الإنسان تسليم جائزة الهاشمي العياري لحقوق الإنسان لسنتي 2007 و2008. وتولى نائب رئيس لجنة جائزة الهاشمي العياري الأستاذ محمد المختار العرباوي الإعلان عن الأسماء المتوّجة بالجائزة. وقد أسندت جائزة سنة 2007 مناصفة بين الصحفي سليم بوخذير  والذي تسلّم الجائزة نيابة عنه لتعذر سفره بسبب حرمانه من حقه في جواز السفر محاميه الأستاذ عبد الرؤوف العيادي من يد السيدة سهير بلحسن، رئيسة الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان. ونشرية تونس نيوز (Tunisnews) والتي تسلم رمز جائزتها موفد جمعية أنصار الحرية بالسويد من يد كمال الجندوبي، رئيس الشبكة الأورومتوسطية لحقوق الإنسان. كما أسندت جائزة سنة 2008 للسيدة زكية الضيفاوي وقد تسلمتها من يد عبد الحميد أمين، منسّق التنسيقية المغاربية لحقوق الإنسان. وكانت لجنة جائزة الدكتور الهاشمي العياري لحقوق الإنسان المنبثقة عن المجلس الوطني من أجل الحريات في تونس، قد اجتمعت في 8 نوفمبر 2008 وقررت إسناد  جائزة لسنة   2007 إلى النشرية الالكترونية اليومية « تونس نيوز » لما قامت به من دور في كسر الحصار الإعلامي داخل تونس  وبصفة خاصة لمساهمتها المتميزة في خلق فضاء إعلامي وحواري للتونسيين يتحدّى وصاية الرقابة. وإلى سليم بوخذير لشجاعته في ممارسة دوره المهني بكل حرية رغم الكلفة القاسية التي تحمّلها كالسجن والحرمان من حقوقه الأساسية والملاحقة الأمنية اليومية. وأسندت جائزة 2008 للسيدة زكية الضيفاوي لما قدمته من تضحية وما تحمّلته من أذى وحرمان من الشغل من أجل التعبير عن مساندتها للقضايا العادلة لأهالي الحوض المنجمي. وكان قد تعذّر على رئيس لجنة جائزة الهاشمي العياري المناضل علي بن سالم التحوّل إلى الرباط بسبب الحجر التعسفي على سفره المفروض من القضاء.
عن المجلس الناطقة الرسمية سهام بن سدرين


صيحة فزع من أجل إنقاذ حياة السجين البشير العبيدي

السبيل أونلاين – خاص – من زهير مخلوف – تونس تعرض سجين الإحتجاجات الإجتماعية بالحوض المنجمي البشير العبيدي إلى أزمة صحية كان من عوارضها ضيق التنفس ونحول بالغ لجسده ، وقد نقل على عجل يوم السبت 20 ديسمبر 2008 من سجن القصرين إلى المستشفى الجهوي ، وهو الآن يقيم في الستشفي في ظروف إنسانية مهينة وسيئة ، فهو مقيّد من رجله بالسلاسل التى تحرمه من النوم بشكل طبيعي وتمنعه من قضاء الحاجة بسهولة ، ويرابط على باب غرفته عونين تابعين لسجن القصرين ، وتمنع عنه الزيارة .  وقد إمتنع المستشفي عن الكشف عن حقيقة مرضه ويتعمّد التكتم عن ذلك مما يضفي الكثير من الغموض حول حقيقة المرض ، ويعتقد أنه مصاب بسرطان الدم أو بالسلّ خاصة أنه فقد 25 كلغ من وزنه ، وهو منذ ثلاثة أشهر يسعل سعالا حادا وبإستمرار ولم تعد له شهية للأكل، وعند تمكنها أمس من زيارته أكدت لنا زوجته أنها لم تعرفه من شدة هزاله . وقد أكد الطبيب الذى باشره أن البشير العبيدى لم يعد بمقدوره المكثوث بالسجن ولو ليوم واحد ، وهو يحتاج إلى رعاية صحية فائقة بمستشفى مختص .  ونشير إلى أن النقابي البشير العبيدي ، أحد رموز قادة الحركة الإحتجاجية بالحوض المنجمي وقد شارك في الحوار بين السلطات والمحتجين ، وحوكم يوم 11 ديسمبر الحالي بـ 10 سنوات سجنا ، ومرّ بظروف سجنية جدّ سيئة فيها الإهمال الصحي المتعمّد والتنكيل وفقدان أبسط ظروف الإقامة والتغذية والتهوية السليمة .  فهل تتمادى السلطة في الإهمال الصحي المتعمّد وحرمان المساجين من أبسط ظروف الرعاية الصحية الضرورية ؟؟؟ ومتى توقف سياسة التنكيل بالمساجين والتشفي بهم ؟؟؟ وهل توقف السلطة سياسة القتل البطيء المتعمّد ضد مخالفيها في الرأي .. وهل يكون مصير البشير العبيدي مصير أربعة شهداء من أبناء الحوض المنجمي ؟؟؟  ( المصدر:السبيل أونلاين ، بتاريخ 24 ديسمبر 2008)

اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي 24-12-2008 إعـــــــــــــــــــلام

الاعتداء على غزالة المحمدي

تعرضت الآنسة غزالة المحمدي ، الناشطة السياسية والنقابية ، يوم أمس  للاعتداء بالعنف الشديد من قبل قوات الأمن بمقر ولاية قفصة بينما كانت تريد مقابلة الوالي أو المعتمد الأول، للمطالبة بإرجاعها  إلى عملها . الاعتداء الذي نتج عنه كسور بجسمها ونزيف بأنفها ، تسبب في نقلها إلى المستشفى حالا حيث قضت ليلة البارحة هناك. كما استوجبت حالتها الصحية راحة بشهر حسب الشهادة الطبية التي سلمت لها. اللجنة الوطنية تعبر عن تضامنها مع الآنسة غزالة المحمدي وتندد بالعنف الذي استهدفها وتطالب بتتبع مرتكبيه . عدنان ألحاجي يبعث برسالة إلى رئيس الدولة: اعلم السيد عدنان ألحاجي ، المناضل النقابي المحكوم بعشرة سنوات وشهر سجنا ، محاميه انه سيتوجه برسالة إلى رئيس الدولة يشرح فيها ظروف محاكمة 11-12-2008 ، معتبرا إياها تفتقر للشروط الدنيا للمحاكمة العادلة ، حيث حرم هو ورفاقه من إبلاغ صوتهم والدفاع عن أنفسهم وإظهار الكثير من الحقائق التي تبرئ ساحتهم من  كل التهم التي وجهت إليهم ،و مطالبا على هذا الأساس  بإطلاق سراحهم وإرجاعهم إلى سالف عملهم. عن اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي مسعود الرمضاني  


حلقة جديدة من الانقلاب على الشرعية داخل جمعية القضاة

تونس في 23 ديسمبر 2008   

بلغ إلى المجلس الوطني للحريات بتونس أنّ مؤتمر جمعية القضاة التونسيين قد انعقد يومي 21/22 ديسمبر الجاري بأحد نزل الضاحية الشمالية للعاصمة في ظلّ حضور مكثف للبوليس السياسي داخل قاعة المؤتمر وفي محيطها. ولم يقف الأمر عند هذا الحد فقد مارست السلطة القمع الاستباقي مثلما يحصل عادة للمناضلين والنشطاء وذلك عبر منع أعضاء المكتب الشرعي من القضاة من مغادرة منازلهم بضرب حصار أمني عليها بينما تم التصدي للقاضي أحمد الرحموني وهو في طريقه لحضور أشغال المؤتمر من قبل البوليس السياسي الذي أمره بالوقوف وأرغمه على الرجوع أدراجه تحت مراقبة أمنيّة، وهي سابقة تعتبر مؤشرا على مدى خطورة القمع الذي تتعامل به السلطة مع قضاة موكول لهم حسب الدستور تطبيق القانون وبسط سيادة أحكامه بالبلاد. كما علم المجلس أنّ رؤساء المحاكم ووكلاء الجمهورية تولّوا استدعاء القضاة لحضور المؤتمر وسلموهم شارات لذلك وصدر لهم التحذير بعدم التخلف عن الحضور في حين حرم القضاة المغضوب عليهم من الشارة المذكورة. والمجلس الوطني للحريات: إذ يعبّر عن تضامنه المطلق مع القضاة أعضاء المكتب الشرعي وكل القضاة رافعي لواء الاستقلالية فيما استهدفوا إليه من إقصاء وتعدّ على حقوقهم الأساسية في حضور أعمال مؤتمر الجمعية التي ينتمون إليها، -يعتبر أنّ المؤتمر المزعوم وما يتمخض عنه من قرارات وهياكل تبقى فاقدة للشرعية لا يمكن الاعتداد بها. -يؤكّد أنّ هذا المؤتمر لا يمثل إلاّ حلقة جديدة من الانقلاب الذي تقف وراءه وزارة العدل لتعزيز دور ما يطلق عليهم قضاة الإدارة « الموالين ». -ينبّه إلى خطورة أوضاع الحقوق والحريات بتونس بعد شلّ القضاء الذي من المفروض أن يلعب دورا في إعادة الأمور إلى نصابها ويشكّل ضامنا للحريات فتم الاعتداء على وظيفته حتى يتسنّى للحكم مواصلة سياسته القمعية وتنفيذ خياره الأمني حيال المجتمع وقواه الحيّة. عن المجلس الناطقة الرسمية سهام بن سدرين  


توصيات ندوة الرباط حول حرية التنظّم

   

 
بدعوة من التنسيقية المغاربية لمنظمات حقوق الإنسان والمجلس الوطني للحريات بتونس اجتمع ممثلو الهيئات الحقوقية والجمعوية من مختلف أقطار الدول المغاربية والهجرة في إطار اليوم الدراسي حول « حرية التجمع في المنطقة المغاربية » بالرباط يوم 20 ديسمبر 2008، وبعد استعراض وضعية حرية الجمعيات بالمنطقة والتداول بشأنها، يوصي المجتمعون بالعمل من أجل : -ملاءمة القوانين المحلية مع العهود والمواثيق الدولية ذات الصلة. -التنصيص على جزاءات بالنسبة إلى الموظفين الذين لا يطبّقون القوانين ويعطّلونها. – رفع جميع القيود والعراقيل التشريعية منها والإدارية التي تهدف إلى حرمان الجمعيات من التمويل أو تعطيله او عرقلة نشاطها. – إرساء قضاء مستقل قادر على بسط سلطة القانون ويشكّل الضمانة الأساسية التي لا غنى عنها لممارسة الحقوق وصون الحريات. -وضع حد لحالة الطوارئ المعلنة أو المكرسة في الجزائر وليبيا، وكذلك إلغاء القوانين  المتعلقة بدعم المجهود الدولي لمكافحة الإرهاب في تونس و المغرب و مريطانيا لما تضمّنه من أحكام تتناقض جوهريا مع حقوق الإنسان وخاصة تلك المتعلقة بشروط المحاكمة العادلة. -إلغاء التشريع الليبي المتعلق بحق التنظيم من حيث أنّه ينكر تماما هذا الحق على المواطن الليبي ويتهدده بعقوبة الإعدام إن هو مارس هذا الحق المشروع. -تجاوز العقبات التشريعية المتعلقة بقانون الجمعيات وذلك بحذف شرط الحصول على الترخيص المسبق من وزارة الداخلية وجعل القضاء وحده مختصا في النظر في مدى تطبيق شروط تأسيس الجمعيات تحاشيا لتجاوزات الإدارة التي كثيرا ما تكون في وضع التوظيف من قبل السلطة التنفيذية، وكذلك الشأن بالنسبة إلى قرارات حل الجمعيات التي يجب أن تكون من الاختصاص المطلق للقضاء. – تطوير آليات التضامن فيما بين منظمات المنطقة من أجل تفعيل سبل العمل الجماعي بينها في مجالات الإعلام والنضالات المشتركة ورصد الانتهاكات والمحاكمات عبر تكثيف جهود المراقبة لها وإعداد التقارير حولها بصورة دورية وذلك في اتجاه مواجهة تعسف الأنظمة.     عن المجلس الناطقة الرسمية سهام بن سدرين

الــــتـــنــســيــقــيــة الــمــغــاربية  لمــنــظــمــات حــقــوق الإنــســان بـــــــــــــــــلاغ حول أشغال الاجتماع الخامس لمكتب التنسيقية المغاربية لمنظمات حقوق الإنسان  
 
● انعقد يومي 19 و20 دجنبر 2008 بالرباط الاجتماع الخامس لمكتب التنسيقية المغاربية لمنظمات حقوق الإنسان. تم الاجتماع على هامش الندوة المنظمة يوم 20دجنبر بشراكة بين التنسيقية المغاربية لمنظمات حقوق الإنسان والمجلس الوطني للحريات بتونس حول حرية التنظيم بالمنطقة المغاربية . ● حضر اجتماع المكتب كل المنظمات العضوة في التنسيقية وهي: ·     الجمعية الموريطانية لحقوق الإنسان ·     الرابطة الموريطانية لحقوق الإنسان ·     الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ·     المنظمة المغربية لحقوق الإنسان ·     المنتدى المغربي من اجل الحقيقة والإنصاف ·     الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان ·     الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان ·     ائتلاف عائلات المختطفين بالجزائر ·     الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ·     المجلس الوطني للحريات بتونس ·     الرابطة الليبية لحقوق الإنسان ·     جمعية العمال المغاربيين بفرنسا ·     جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب / العاملة بفرنسا ·     اللجنة من اجل احترام الحريات وحقوق الإنسان بتونس ● وقد ضم جدول أعمال الاجتماع الخامس لمكتب التنسيقية النقط التالية : * كلمة تقديمية للمنسق، والتي تعد بمثابة تقرير أدبي عن أشغال التنسيقية منذ الاجتماع الرابع للمكتب المنعقد أيام 25/26/27 يوليوز 2008 بالجديدة/المغرب. * تقديم  اتفاقية الشراكة بين التنسيقية المغاربية الممثلة من طرف الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، والمنظمة غير الحكومية الاسبانية أكسور وكذا برنامج العمل السنوي الهادف إلى تفعيل اتفاقية الشراكة المذكورة من يوليوز 2008 إلى 31 مارس 2009 * التحضير لانعقاد مجلس التنسيقية المغاربية الثاني والتحضير لليوم الدراسي المقرر عقده بهذه المناسبة حول ” دورالتنسيقية المغاربية في حماية المدافعين عن حقوق الإنسان بالمنطقة المغاربية “ . * التباحث حول أوضاع حقوق الإنسان مغاربيا . * إصدار البيان الختامي لمكتب التنسيقية .      ● وقد جاءت أهم خلاصات ونتائج اجتماع المكتب كالتالي : * الاتفاق على عقد مجلس التنسيقية المغاربية الثاني – الذي يشارك فيه ثلاثة مسئولين قياديين من ضمنهم امرأة على الأقل، عن كل تنظيم حقوقي عضو في التنسيقية المغاربية – أيام 13/14و15 مارس 2009 بالمغرب . وسيتضمن جدول أعمال المجلس النقط التالية : – تقرير أدبي ومالي لعمل التنسيقية المغاربية منذ تشكيلها في 30 مارس 2006 – المصادقة على القانون الأساسي للتنسيقية المغاربية والشروع في مناقشة النظام الداخلي – الحسم في شان طلبات العضوية بالتنسيقية المغاربية. – برنامج عمل التنسيقية خلال السنتين بعد انعقاد المجلس. – أوضاع حقوق الإنسان مغاربيا ثم البيان الختامي. هذا وتقرر جمع المكتب في دورته السادسة صبيحة يوم 13 مارس لوضع الترتيبات بشان عقد مجلس التنسيقية المغاربية. * الاتفاق على عقد اللقاء الدراسي بشأن” دور التنسيقية في حماية المدافعين عن حقوق الإنسان“ يومي 13 و14 مارس. وقد كلفت لجنة خاصة بالتحضير لهذا اللقاء الدراسي. * الاتفاق على جولة للبلدان المغاربية – وفرنسا – يقوم بها منتدبون عن مكتب التنسيقية المغاربية قصد التعريف بها لدى مسئولي التنظيمات العضوة ولدى مجمل التنظيمات الحقوقية وكذا الرأي العام. كما سيتم العمل خلال الجولة على اللقاء مع السلطات الحكومية المعنية لتقديم التنسيقية المغاربية وأهدافها وكذا الانشغالات الحقوقية على مستوى كل بلد على حدة. وقد اقترح مكتب التنسيقية المغاربية تواريخ لهذه الجولة على أن يتم البث فيها مع قيادات التنظيمات الحقوقية بكل بلد معني بهذه الجولة. وفي جميع الأحوال سيتم العمل على انجاز الجولة قبل اجتماع مجلس التنسيقية المغاربية . * صياغة البيان الختامي على ضوء مناقشة الوضع الحقوقي مغاربيا . * وبالنسبة للندوة حول حرية التنظيم بالبلدان المغاربية والتي كللت بالنجاح، تقرر خلال اجتماع المكتب تشكيل لجنة لجمع مواد الندوة وتركيز خلاصات أشغالها والتوصيات المنبثقة عنها واقتراح آليات لتفعيلها. ● وقد انتهى اجتماع المكتب بعقد لقاء مع لجنة المتابعة للمنتدى الاجتماعي المغاربي قصد طرح عدد من القضايا تهم مشاركة التنسيقية المغاربية في تعزيز العمل المتعلق بتطوير المنتديات الاجتماعية وخاصة المنتدى الاجتماعي المغاربي. وقد تم الاتفاق على مواصلة النقاش بين لجنة المتابعة وسكرتارية التنسيقية حول مجمل المواضيع المطروحة.  عن مكتب التنسيقية المنسق:عبد الحميد أمين


تقرير عربي ينتقد القيود على الحريات في المنطقة المغاربية 2008-12-23

أصدر مركز القاهرة لدراسات حقوق الانسان تقريره الأول حول أوضاع حقوق الانسان في المنطقة المغاربية والعالم العربي.  

 
جمال العرفاوي من تونس العاصمة لمغاربية – 23/12/08  
[www.cihrs.org] التقرير الجديد يقيم وضع حقوق الإنسان والديمقراطية في 12 بلدا عربيا بما فيها تونس والجزائر والمغرب. أصدر مركز القاهرة لدراسات حقوق الانسان الأسبوع الماضي تقريره السنوي الأول المعنون « من تصدير الارهاب إلى تصدير القمع ». وأكد التقرير « أن وضعية حقوق الإنسان في العالم العربي، شهدت خلال العام 2008، تدهورا متزايدا، بل تصاعد الهجوم المضاد على المساحات المحدودة المتاحة للحريات العامة والسياسية في معظم البلدان ». المركز الذي تأسس سنة 1993 لتشجيع حقوق الإنسان والديمقراطية رصد 12 دولة عربية من بينها تونس والجزائر والمغرب. ولئن امتدح التقرير الأجواء التي جرت فيها الانتخابات المغربية الأخيرة التي اعتبرها « الأفضل نسبيا »، إلا أنه أكد أنها عكست في المقابل عدم ثقة المواطنين في قدرة الاحزاب السياسية أو البرلمان « على معالجة تردي الأوضاع المعيشية للسكان؛ طالما أن القرار الفعلي تهيمن عليه المؤسسة الملكية ». أما بالنسبة لنقل السلطة في تونس والجزائر، فقد أبدى التقرير تشاؤما. حيث أشار إلى الاستفتاء على الدستور في الجزائر الذي أفسح المجال أمام الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للحصول على فترة رئاسية ثالثة. أما في تونس، فقد قال التقرير إن النظام التونسي عمل على إقصاء رموز بعينها من خوض الانتخابات الرئاسية في أكتوبر المقبل « لتتحول الانتخابات الى ما يشبه الاستفتاء ». وقد أعلن إلى حد الآن ثلاثة مرشحين عن تقدمهم لمنافسة الرئيس زين العابدين بن علي الذي يحكم البلاد منذ 1987 من جهة أخرى، اتهم التقرير جامعة الدول العربية بالوقوف إلى جانب ما اعتبره نظم استبدادية. « فقد انضمت الجامعة إلى قادة الانقلاب العسكري في إهدارهم لحق الشعب الموريتاني في اختيار حكامه على أسس ديمقراطية…لقد تحولت الجامعة العربية إلى منصة للهجوم على حرية التعبير، وبخاصة في وسائط البث الفضائي والالكتروني ». وفي تصريح لمغاربية، تساءلت الطالبة مها بن نصرعن أهمية مثل هذه التقارير  » طالما أن المذنبين في منأى عن العقاب أو المحاسبة. فنحن لم نسمع من قبل بإحالة مسؤول في العالم العربي إلى القضاء بتهمة انتهاك حقوق الانسان ». أما حاتم الوسلاتي، الذي اطلع على ملخص للتقرير على شبكة الويب، فقد اعتبر أن مجرد الاشارة بالإصبع لمواطن الخلل ومن منظمات عربية « هو أمر جيد وخطوة هامة. فلطالما اعتبرنا انتقادات المنظمات الدولية لأوضاع حقوق الانسان تدخلا في شؤوننا. ولكن حين يأتينا النقد من داخل البيت فعلينا أن نفتح أعيننا لما يدور من حولنا من انتهاكات لحقوق الانسان ». متعلقات ومما يجدر ذكره أنه خلال مطلع العام الجاري أصدرت مؤسسة اتحاد الاذاعة والتلفزيون التابع للجامعة العربية مدونة سلوك للفضائيات العربية اعتبرها غالبية الفاعلين في الحقل الاعلامي العربي وسيلة لتقييد ومراقبة حرية التعبير. وقد رفضت الاقتداء بها عدة فضائيات من بينها قناة الجزيرة الفضائية. من جهة اخرى تعرض التقرير إلى أوضاع الحريات الدينية في العالم العربي مشيرا إلى حصول المزيد من الضغوطات في العديد من الدول وخاصة في الجزائر ومصر والمملكة العربية السعودية. التقرير اشتكى من سعي غالبية الأنظمة العربية التي فشلت في تنمية وتطوير مجتمعاتها إلى إقامة علاقات وتحالفات مع التيار الديني السلفي غير المعارض لها. واختتم التقرير « الأمر الذي يترتب عليه تعزيز التطرف الديني، وتوقع المزيد من التدهور في نطاق حقوق الإنسان ». موقع مغاربية كلّف مراسلين محليين تحرير هذه المادة. http://www.magharebia.com/cocoon/awi/xhtml1/ar/features/awi/features/2008/12
/23/feature-02

الحزب الديمقراطي التقدمي  جامعة قابس مكتب الشبـاب بـــيــــان  
تعرضت الناشطة السياسية صلب شباب الحزب الديمقراطي التقدمي الآنسة « غزالة محمدي » إلى الإعتداء بالعنف الشديد من قبل رئيس منطقة الشرطة بقفصة المدعو « فاكر فيالة » ، و هو ما إستوجب نقلها إلى المستشفى و مدها بشهادة طبية تتطلب منها الراحة لمدة 30 يوما بعد التأكد من إصابتها بكسر عميق على مستوى الأنف . و جاء هذا الإعتداء المتخلف على خلفية تجديد مطالبتها بحقها في الشغل بعد رفتها من العمل كإطار بنكي بجمعية التنمية بقفصة ، مع العلم أن الإعتداء يعتبر الثاني من نوعه ضد الأنسة « غزالة » من طرف نفس الشخص و كان الأول خلال يوم التصريح بالحكم في قضية قادة الحركة الإجتماعية بالحوض المنجمي . و بناءا على ما سبق ذكره فإن مكتب الشباب الديمقراطي التقدمي بقابس : – يدين الإعتداء الذي تعرضت له المناضلة « غزالة محمدي » ، و يعبر عن مساندته الغير مشروطة لها. – يطالب بالكف عن إستهدافها عل خلفية نشاطها السياسي و الحقوقي و مساندتها المتواصلة لأهالي الحوض المنجمي. – يطالب السلطة بفتح تحقيق في الحادثة و محاسبة المتورطين فيها. – يهيب بجميع الأحرار من الشعب التونسي التصدي للعصابة الأمنية في ولاية قفصة التي بقودها « فاكر فيالة » و « محمد اليوسفي » و أمثالهما .   منسق مكتب الشباب معز الجماعي  

أحداث كلية العلوم لن توقف مسيرتنا و لن تفتّ في عزيمتنا

 

أثبتت الأحداث التي شهدتها كلية العلوم بتونس يوم الخميس 18 ديسمبر من جديد و بما لا يدع مجالا للشك بأن شعارات  » الديمقراطية  » و  » حرية التعبير  » التي ترفعها السلطة و حزب الدستور ليست إلا هراء و كلام لا معنى له في ظل ما عايشناه في ذلك اليوم من إرهاب مليشيات السلطة و حزب الدستور الذين لم يتورعوا عن استعمال السلاسل و العصي للإعتداء على الطلبة الذين لم يكن ذنبهم الوحيد سوى الرغبة في اختيار ممثليهم في المجلس العلمي بكل حرية و دون وصاية من أحد و لكن خفافيش الظلام و من يأتمرون بهم أبوا إلا أن يفسدوا عليهم فرحتهم بتحقيق رغبتهم و خططوا – بعد أن تبينت لهم خسارتهم – لإلغاء الإنتخابات و إبقاء الطلبة بدون ممثلين يدافعون عن حقوقهم في المجلس العلمي    إن تلك الممارسات المتخلفة تزيد من قناعة من يقولون بأن لا فائدة من المشاركة في أي عملية إنتخابية لأن       » الديمقراطية في تونس  » موجودة في غرفة الإنعاش منذ زمان و أن  » حرية التعبير  » تم تحنيطها و بالتالي فإن المشاركة المزيفة و المغشوشة لا تخدم إلا السلطة و لا تساهم إلا في تنصيع صورتها المسودّة أصلا و هذا ما يدفع الكثيرين – ربما – إلى التفكير الجدّي في تجاهل الإنتخابات البرلمانية و الرئاسية القادمة التي لن تكون إلا مسرحية بإخراج رديء بسبب عدم توفر أدنى الشروط لحرية الإختيار    الغريب فيما حصل بكلية العلوم أن السلطة و حزب الدستور يملكان كل وسائل الدولة المادية و اللوجستية من بوليس و إذاعات و قنوات تلفزية و إدارة مجندّة 24 ساعة على 24 و رغم ذلك يلتجئان إلى الإرهاب المادي و التزييف لتحقيق إنتصارات موهومة لأنهم غير قادرين على إقناع الأغلبية الساحقة – و أؤكدالأغلبية الساحقة – من الطلبة على تبني شعاراتهما و برامجهما و يبقى على زملائنا الطلبة و في مختلف المواقع – و رغم ما حدث – أن يتجندوا لمزيد النضال و الإلتصاق بهموم الطلبة و جماهير شعبنا حتى تتحقق الحرية في بلادنا العزيزة و ننال حقوقنا المشروعة كاملة  و في الأخير تحية إلى كل الطلبة المسجونين من أجل أفكارهم و آرائهم و تحية إلى كل أبناء شعبنا الذين يناضلون من أجل حقوقهم الإجتماعية و السياسية و في مقدمتهم مساجين و معتقلي الحوض المنجمي  الطالب محمد الزاهر كلية العلوم بتونس السبت 20 ديسمبر 2008
(المصدر: موقع طلبة تونس بتاريخ 24 ديسمبر 2008)  

ثلاثة مقابل صفر فى كلية العلوم بتونس

عاشت الجامعة التونسية يوم  18 دسمبر علي وقع انتخابات الطلبة بالمجالس العلمية و كالعادة لم تمر هذه المناسبة إلا بالعنف و تجيش الملشيات و تكسير صناديق الاقيراع بكلية العتوم بتونس لقد ادخل الطلبة الدساترة ميليشية من البلطجية إلي الكلية على أنهم إداريين وهذا بالتنسيق مع آلة القمع الجامعي و إدارة كلية العلوم بتونس ونجحوا في تكسير صناديق الاقتراع رغم تصدي مجموعة    من الطلبةالأحرارللدفاع عن إرادة الطلبة و حقهم في اختيار ممثليهم في المجالس العلمية التي فاز بها الطلبة المستقلون بنتيجة ساحقة على حساب الطلبة الدساترة بثلاثة مقاعد مقابل صفر وتوزعت نتيجة الفرز الذي قام به الطلبة بأنفسهم على النحو التالي −المرحلة الأولى ׃ 43 صوت للطلبة المستقلون مقابل 35 صوت للطلبة الدساترة                        − المرحلة الثانية ׃ 77 صوت للطلبة المستقلون مقابل 33 صوت للطلبة الدساترة               
−  المرحلة الثالثة׃  18 صوت للطلبة المستقلون مقابل 12 صوت للطلبة الدساترة                              إذن على أي حوار مع الشباب يتحدث الحزب الحاكم و ميلشياته يقومون بتعنيف الطلبة وتكسير    إرادتهم أم إن حوار صندوق الاقتراع ليخدم مصالح الحزب الحاكم ثم إن شعار – من  الأنقاض إلي التحدي
– هل يتطابق مع الواقع المؤلم و خاصة واقع الجامعة التونسية الأسيرة التي يحكمها منطق القوة وليس قوة المنطق∙                                                            −هل إن الإنقاذ يعنى إغراق الجامعة في أزمة تمثيل نقابي و في صراعات لا حد لها؟  −هل إن التحدي هو تحدى إرادة الطلبة و تحدى القانون و شرعية صندوق؟                                 إذن كيف سيكون مستقبل الجامعة التونسية في ظل منطق العنف الذي يتناوب عليه النقابيون الراديكاليون و الطلبة الدساترة و أحيانا إبرام صفقات تخدم المصالح الضيقة و يروح ضحيتها الطالب تلك الورقة التي تتلاعب بها هذه الأطراف التي لاعترف إلا  بشرعية العنف  لا شرعية صندوق الاقتراع ∙                                                                                طالب بكلية العلوم بتونس
(المصدر: موقع طلبة تونس بتاريخ 24 ديسمبر 2008)


حالة الحجاب في تونس عام 1430هـ / 2008م

 

 
 
الرياض ـ بسام المسلماني في التقرير التالي نرصد حالة الحجاب في دولة تونس على مدار عام كامل كما وردت في الصحافة ووسائل الإعلام المختلفة: 4 يناير 2008 قام المدير العام للمدرسة العليا للتكنولوجيا والإعلامية بالشرقية ، ويدعى « محمود العويني » بمصادرة الهويات الطلابية لــ 25 طالبة محجبة ومنعهن من اجتياز الامتحانات . وقد رد على احتجاجهن على القرار الظالم متهكما ،بأن عليهن رفع شكوى للوزير كي يكف عن مضايقتهن »لجنة الدفاع عن المحجبات في تونس ».  25 يناير 2008 قامت عناصر من قوات الأمن التونسية بمنطقة حي الخضراء في العاصمة تونس بخلع حجاب الطالبة « حنان الكوكي » الطالبة بالمرحلة الثالثة  شعبة علم الوراثة بكلية العلوم بتونس من على رأسها بالقوة وإلقاءه أرضا على مرأى ومسمع المارة وذلك أثناء توجهها إلى الدراسة ثم قامت بجرها لإرغامها على الصعود إلى سيارة الأمن تحت وابل من التهديد والسباب « لجنة الدفاع عن المحجبات في تونس ». 31 يناير 2008، عمد مدير معهد ، بن عروس ، إحدى ضواحي العاصمة التونسية ، ويدعى « صلاح الدين القيطوني » إلى طرد 30 طالبة محجبة من مختلف القاعات والصفوف الدراسية أثناء الامتحانات ،وأجبرهن على ترك أوراق الامتحانات ،محاولا إجبارهن على خلع الحجاب .ثم استدعى الشرطة بعد احتجاج الطالبات وذويهن على الممارسات اللاانسانية التي تتعرض لها المحجبات في تونس ،ولاسيما داخل المرفق التعليمية الثانوية والجامعية »لجنة الدفاع عن المحجبات في تونس ». 13 فبراير 2008 أصيبت الطالبة « هدى الأسمر » ،بالإغماء بسبب منعها من الدخول إلى قاعة الدرس من الساعة الثالثة إلى الساعة الخامسة مساء من قبل مدير معهد 7 أبريل بمنزل تميم من ولاية نابل ، ( في الشمال الغربي لتونس ) بسبب ارتدائها للحجاب « لجنة الدفاع عن المحجبات في تونس » .  14 فبراير 2008  قامت مديرة المعهد العلوي باب الجديد بتونس العاصمة « ناجية العياشي » بمنع الطالبة بالسنة الثانية آداب « تقوى بن عمار » من اجتياز الامتحانات مما اضطر والد الطالبة إلى مرافقة ابنته للمعهد كي يساعدها في الدخول، فسارعت المديرة المذكورة إلى تجنيد حراس المعهد الذين طردوه بالقوة »لجنة الدفاع عن المحجبات في تونس » .   25فبراير 2008 م قام مدير المدرسة العليا للتجهيز الريفي بمدينة مجاز الباب التونسية ، ويدعى « بشير بن ثائر » بتهديد الطالبتين « آمال بن رحومة » و »هاجر بن محمد » ، وهما من طلبة السنة النهائية ، من أنهما لن تحصلا على شهادة التخرج مهما لزم الأمر ،ما لم تقوما بخلع الحجاب « لجنة الدفاع عن المحجبات في تونس ».  8 مايو 2008 قامت السلطات التونسية باعتقال مجموعة من النساء بسبب ارتدائهن للحجاب قرأتهن للقرآن الكريم، في حملة مداهمات بمنازل، وأخريات بعد أدائهن صلاة الجمعة الماضية في صفاقس العاصمة الاقتصادية للبلد ، وأفادت تقارير عدد من الجمعيات الحقوقية التونسية، أنه « في الساعة الخامسة ظهرا يوم الجمعة الماضية داهم أفراد الأمن محل سكن السيدة مريم زوجة الطبيب المقيم بمستشفى صفاقس الدكتور غانم بن عز الدين المطيبع، وتم اعتقالها وجميع الفتيات اللاتي كن بالمنزل » ، فضائية « الكوثر ».  9 مايو 2008 وصفت وزارة شئون المرأة و الأسرة في تونس الحجاب بأنه لباس طائفي ، وأصدرت مرسوما إداريا جديدا يمنع ارتدائه في المؤسسات التابعة لها.واعتبر المرسوم الصادر الحجاب وأي شكل من أشكال تغطية الرأس « شكلا من أشكال التطرف » و »لا يمتّ بصلة لديننا الإسلامي الحنيف »، على حد زعمها ، وجاء نص القرار تحت عنوان « حول ارتداء اللباس الطائفي واستخدام العديد من الوسائل ووضعها على رؤوسهن بالمناديل « المحارم والقبعات المتميزة » ، وأوصت الوزارة المسئولين الإقليميين التابعين لها « بالتصدي لكل من يرتدي أو من يستخدم الأشياء المشار إليها سواء من الإطارات التربوية أو العاملة أو الأطفال »، « وكالات ».  19 يونيو 2008 قام المدعو « حسن فرحات » مدير المدرسة الأساسية بحي المنجي ، سليم ، بالاعتداء على الطفلة « آمال النعيمي » البالغة 12 سنة، وهى في الصف السادس أساسي, بعد أن اقتحم عليها قاعة الدراسة، وخلع حجابها أمام زملائها, وصفعها، وهددها إن عادت للحجاب بأنه سيطردها ، « لجنة الدفاع عن المحجبات في تونس ». 4 يوليو 2008 منع مدير معهد ثانوي في تونس تلميذات متفوقات من تسلم جوائزهن في احتفال اختتام السنة الدراسية بسبب ارتدائهن الحجاب. وقالت جمعية « حرية وإنصاف » : إن مدير المعهد الثانوي 7 نوفمبر بدار شعبان الفهري، منع التلميذات الناجحات بامتياز من الحصول على جوائزهن بدعوى ارتدائهن للحجاب، وقد اشترط عليهن نزع حجابهن لتسلم الجوائز فرفضن ذلك بشدة وانسحبن صحبة ذويهن، وأدانت الجمعية بشدة ممارسات مدير المعهد ووصفت ما قام به « بالاعتداء السافر على حرية اللباس »، وطالبت السلطة بوضع حد لمثل هذه الممارسات التي تنال من الحقوق الأساسية للمرأة, وكالة « قدس برس ». 12 أغسطس 2008 أوقفت قوة من عناصر الشرطة التونسية شقيقتين تونسيتين في محطة باب سعدون الشمالية للنقل البري، وأدخلتهما بالقوة إلى مركز الشرطة التابع للمحطة، ثم حاولت إجبارهما على التوقيع على تعهد بخلع الحجاب وعدم ارتدائه مستقبلاً، بحسب بيان لجنة الدفاع عن المحجبات في تونس. واعتبرت المنظمة الحقوقية أن « الحملة البوليسية في مطاردة المحجبات وترويعهن عادت بقوة هذه الأيام، وتتركز بالخصوص في محطات النقل الكبرى بالعاصمة تونس » ، « وكالات ». 16 سبتمبر 2008 قام مدير معهد سكرة الثانوي بتونس العاصمة بمنع التلميذة « إسلام شلادية » سنة أولي ثانوي من الترسيم ، ولدى تدخل والدها السيد « حمادي بن مختار شلادية » لدي المدير المذكور ، قابله الأخير بغلظة وأمعن في تجاهله والاستهزاء به ، و لم يكتف مدير المعهد الثانوي بسكرة بذلك ، بل قام باستدعاء عناصر شرطة منطقة سكرة لممارسة مزيد من الضغوط على ولي أمر الطالبة، وكالة « قدس برس ».  18 سبتمبر 2008 قام مدير « معهد العقب » بولاية منوبة بشن حملة شرسة لمنع المحجبات من دخول المعهد مهما كان شكل غطاء الرأس ، مما تسبب في حرمان العديد منهن من الدراسة لمدة ثلاثة أيام متتالية ، وكانت التلميذة « خولة الخضري » من بينهن وهي ابنة السيد « يوسف الخضري » الذي طلب مقابلة المدير المدعو « مراد موسى » فرفض الأخير مقابلته مما أجبر الولي على الاعتزام القيام باعتصام داخل المعهد إن استمر المدير في رفض دخول كريمته للدراسة »لجنة الدفاع عن المحجبات في تونس » 20 سبتمبر 2008 قامت « سيدة التليلي » – مديرة المبيت الرياضي بالحي الأولمبي بالعاصمة تونس –  بمنع كل الطالبات المحجبات مهما كان شكل حجابهن، حتى حاملات القبعات والفولارة التونسية (نوع من الأغطية يلف على الرقبة) من الدخول للالتحاق بالمبيت الجامعي؛ مما يضطرهن للبحث عن سكن خاص، الأمر الذي يزيد من الأعباء المادية للعام الدراسي الجديد « لجنة الدفاع عن المحجبات في تونس ».  28 سبتمبر 2008 واصل ولي أمر تلميذة تونسية اعتصامه بمعهدها على إثر قرار جائر اتخذه مدير معهد يقضي بمنع ابنته وأخريات من الدراسة بسبب إصرارها على ارتداء الحجاب. وبدأ ولي أمر التلميذة « جهاد سيد مبروك » اعتصامه على إثر تعرض مدير معهد « محمود المسعدي » بنابل  « صالح الجملي » من جديد لكريمته ومنعها من مزاولة دراستها لأنها ترتدي الحجاب ، وراسل مبروك الأجهزة المعنية لاسيما والي نابل ووزير التربية وحفّز أولياء أمر الفتيات المحجبات الأخريات اللائي منعن من ارتداء الحجاب في المعهد المذكور إلى الاحتذاء به في مطلبه الدستوري، موقع سبيل أون لاين التونسي. 7 أكتوبر 2008 تم طرد « نورس الجازي » الطالبة بالسنة الثانية آداب بالمعهد الثانوي « محمود المسعدي » بنابل ، لمدة يوم وطالبها مدير المعهد الثانوي بعدم العودة إلى قسمها إلا صحبة وليها لا لشيء إلا لأنها ترتدي « فولارة » تغطي شعرها واشترط عليها مدير المعهد نزع الفولارة نهائيا وترك كامل الشعر بارزا للعيان لان ارتداء الفولارة يتنافى مع دستور البلاد وقوانينها على حسب زعمه، لجنة الدفاع عن المحجبات في تونس. 14 أكتوبر 2008 قامت المدعوة « قمر بوسنة » مديرة المعهد الثانوي ببطحاء الشهداء بنابل بممارسة مضايقات شديدة على الفتيات المحجبات ، حيث تقف خلال فترات الصباح والمساء أمام باب المعهد كي تمنع كل فتاة تحمل أي نوع من أنواع غطاء الرأس من الدخول ، وتقوم بإهانتها أمام زملائها وزميلاتها لجنة الدفاع عن المحجبات في تونس. 17 أكتوبر 2008 قامت مديرة المعهد الأعلى للغات الحية بمدينة نابل المدعوة « منوبية المسكي » بطرد المحجبات من المعهد التي تشرف عليه ، كما تعمدت استفزاز وإهانة الطالبات المحجبات لجنة الدفاع عن المحجبات في تونس. 28 أكتوبر 2008 تعرضت التلميذة « شيماء منير الجلاصي » الطالبة بالسنة السابعة أساسي بالمدرسة الإعدادية بزاوية المقايز من معتمدية منزل تميم بولاية نابل، للمسائلة من طرف مدير المدرسة « محمد علي المانع » ، بسبب ارتداءها الحجاب، وأبلغها بأنه تلقى تأنيبا من قبل المدير الجهوي للتعليم ، كما تعرض للاستجواب من قبل أعوان الحرس بالجهة بسببها، وطلب منها أن تتخلى عن حجابها خلال وجودها في المدرسة ، لجنة الدفاع عن المحجبات في تونس. 1 نوفمبر 2008 أوقفت قوات الأمن التونسية « نجلاء عثمان » ،الطالبة مرحلة ثالثة بكلية العلوم ببنزرت، بسبب ارتدائها للحجاب ، بمحطة الحافلات بمنطقة سليمان وأمرتها بالتوقيع على التزام بعدم ارتداء ما أسموه « الزي الطائفي » ولما رفضت التوقيع تم اقتيادها إلى مركز الشرطة لجنة الدفاع عن المحجبات في تونس. 16 نوفمبر 2008 منعت إدارة المعهد العالي لأصول الدين بجامعة الزيتونة هذا العام الدراسي دخول الطالبات المحجبات للمعهد ، وفرضت الإدارة نظاما داخليا جديدا هذا العام على الطلبة والطالبات يلتزمون بموجبه عدم ارتداء الحجاب أو الالتحاء ، ومن بين بنود الالتزام الذي يجبر كل طالب على توقيعه عند تسجيله في بداية العام الدراسي « الحرص على المظهر اللائق و عدم الالتحاء و عدم ارتداء الزي الطائفي » وكالة قدس برس. 26 نوفمبر 2008 استنكرت عدة منظمات حقوقية وإنسانية الحملة الشرسة التي تشنها سلطات الأمن التونسية من أجل نزع حجاب المحجبات من أمام المساجد أثناء توجههن لأداء صلاة الجمعة. ودعت منظمة « حرية وإنصاف » التونسية إلى وضع حد لكل هذه الانتهاكات التي تمس من الحرية الشخصية، ومن حرية اختيار اللباس وفقًا لما ذكر الموقع الرسمي لحركة النهضة التونسية. وكانت مجموعة من الشرطة التونسية قد قامت بالزى المدني والرسمي بعد منتصف نهار يوم الجمعة الماضي وحتى صلاة العصر باعتراض النساء المحجبات في الطرق المؤدية إلى جامع الزيتونة المعمور وإيقافهن واقتيادهن إلى مركز الشرطة القريب وإكراههن على إمضاء التزام يقضي بنزع الحجاب « وكالات ». (المصدر: موقع « لـهـا » (السعودية) بتاريخ 24 ديسمبر 2008) الرابط:http://www.lahaonline.com/index.php?option=content&task=view&id=15325&sectionid=1  


امن الحدود  من امن الوطن ماالذي يحدث في الحدود البرية بين تونس و ليبيا؟

بقلم : سمير النفزي      معبر » رأس الجدير » هو النقطة الحدودية الفاصلة بين تونس و ليبيا.وتقع رأس الجدير في الجنوب الشرقي للبلاد التونسية وفي الشمال الغربي لليبيا وهي تحمل نفس التسمية في كلا البلدين يحدها من الشمال ساحل البحر الأبيض المتوسط ومن الجنوب الصحراء و السباخ يتميز مناخها بكونه حار و جاف أثناء النهار وبارد ورطب أثناء الليل هذا في فصل الصيف أما في فصل الشتاء فهو ممر للتيارات الهوائية الباردة والجافة.وهي نقطة حدودية أمنية صرفة أي خالية من السكان وهي كذلك النقطة التي يمر منها القادمون من ليبيا إلى تونس والذاهبون من تونس إلى ليبيا .   أما التونسي المسافر إلى ليبيا فهو موضوع الحديث. فبمجرد أن يصل إلى هذه النقطة الحدودية و يقضي نصيبه من الوقت في العراء بانتظار ختم جواز سفره ثم يرفض التأشير له بالمغادرة سيجد إجابة عن سؤال يراود خاطره وهو ماذا يحدث في ذلك المكان من تونس ؟ بعد هذا السؤال تنهمر في البال عشرات الأسئلة من دون إجابات ، فما إن تصل هناك حتى تسمع روايات هي نفسها تروى كل يوم عن أن العديد من المسافرين لم يقع ختم جوازاتهم للمغادرة ، وهم منذ ساعات في انتظار محافظ الحدود ليسترجعوا جوازاتهم ، كما تسمع انه لم يسمح لمن أعمارهم دون الثلاثين سنة من الذكور فقط بالسفر إلى ليبيا. ولم يسمح أيضا لأحد الشبان مع والديه أو مع احد والديه بالمغادرة ، ثم ترى أن هناك العديد من الشبان و الفتيان يمرون بسهولة و ترى أيضا أن هناك من قاموا بمنعه في البداية ثم سمحوا له بالسفر فيما بعد . و طالما انك كمسافر لا زلت تنتظر هناك فأنت لا زلت تسمع ولا زلت ترى .   و بالتثبت في أصل هذه الحكاية وعما يجري هناك وجدنا أن حرس الحدود التونسي يمنع المسافرين الذكور الذين أعمارهم دون الثلاثين سنة من السفر إلى ليبيا ، ثم وقع الترفيع في هذه السن إلى خمسة و ثلاثين سنة ليحرم كل هؤلاء من حق السفر دون أي أسباب متعللين أن لديهم تعليمات بذلك.هذه الوضعية المخالفة للقانون كانت بمثابة القادح لجملة من السلوكات الخارجة عن القانون و أعطت الفرصة إلى فئة من متصيدي الفرص من أعوان الشرطة هناك و الباحثين عن الربح في المأزق إلى أن يلعبوا أدوارا قذرة فيما يسمى بالتدخلات ،فيكفي أن تضع ورقة نقدية في جواز سفرك وتعطيه لأحد أعوان الشبابيك فيختم لك جوازك في غفلة من الرقابة أو يختم لك جوازك عند شريك له.أما الوضعية الأخرى فهي و أنت مسافر إلى ليبيا حينما تصل إلى الحدود تقول انك من طرف فلان أو قريب فلان و تدعم ذلك بمكالمة هاتفية من باعثك إلى الشرطي المسئول هناك يدور على إثرها حوار التعارف القصير لتهنأ بعدها بالختم في جوازك.  أما الوضعية الموالية فهي أن تكون احد أبناء المنطقة الجنوبية و انك من تجار التهريب المعروفين أو بما يسمى هناك « تجار الخط » و لان جواز سفرك مختوم بكثرة ذهاب و إيابا لليبيا فحرس الحدود لن يتردد في أن يختموا لك جوازك لأنك كمهرب دائم لن تنسى جميلهم عندما تعود بالبضاعة و تبيعها ، أما الوضعية الأشد دناءة فهي انك حينما تكون في وضعية انتظار جواب الإدارة هنالك بعد أن تكون سلمت لها جوازك، يأتي احد الأعوان العديمي الأمانة و المسؤولية و يشرع بابتزاز المنتظرين فهم بالنسبة له مسافرين يحملون أموالا و لا بد له من نصيب في تلك الأموال ، فيبدأ بتسريب الأنباء التي تدل على صعوبة الموقف الذي أنت فيه مثلا وان المسئول عن الأختام غاضب و لا يريد أن يختم أي جواز سفر و أن فترة انتظارك قد تطول و ربما بلا نتيجة .وكلما يذهب هذا الشرطي ثم يأتي إلا و يزيد من تعقيد الوضعية بألفاظ عدة مرفعا بذلك في سقف ما يطلبه من مال للتدخل لفائدتك فتجد نفسك أمام رغبة السفر الملحة و بين نهم هذا الجشع و اغلب من يقع في الابتزاز و يدفع مالا هم من ذوي الوعي البسيط الذين تكون تقديراتهم كما على لسان احدهم انه في منطقة حدودية في الصحراء و معزولة عن بقية العالم و ما من عمل يمكن القيام به .ومع الرغبة في السفر وعدم التفكير في الاحتجاج هذا الاحتجاج الذي قمع داخله طيلة سنوات الهزيمة التي قضاها في تونس قبل أن يفكر في السفر .أما الذين لا يدفعون مالا فألئك يقضون ساعات في العراء في انتظار جواب المحافظ ينتظرون في ساحة مليئة بالأتربة و الأوساخ و كل مرة يأتي احد الأعوان ليصرخ في وجوههم و ينهرهم عن الجلوس في مكان جلسوا فيه من تعب الانتظار.فقد تقضي الليل كله أو النهار كله في انتظار جواب بالرفض و إن حاولت الاستفسار عن سبب الرفض يسحب منك جواز سفرك و لا تتسلمه إلا في بوابة « القيتون » وهي بوابة أمنية بعيدة نوعا ما عن الحدود حيث يقع تسجيل هويتك هناك لتمنع في المرة القادمة من الوصول إلى نقطة الحدود،أما الحل الثاني الفظيع هو أن يسحب منك الشرطي جوازك أنت و من رفض الدفع و احتج و يسلمهم إلى احد سائقي سيارات الأجرة الرابضين في الحدود و يوصيه بعدم تسليمها لكم إلا بعد أن ينقلكم إلى مدينة « بن قردان » المجاورة على بعد أربعين كيلومتر تقريبا وسائق سيارة الأجرة هذا ليس بموظف لدى الدولة بل هو مواطن عادي ليس له أي صلة بالإدارة الأمنية ،و بعد أن يقع إخراجك من الحدود إلى مدينة « بن قردان »تجد نفسك أنت و الذين تم إرجاعهم في حوار مع احد السكان هناك أو حتى صاحب سيارة الأجرة نفسه يستفسر عن سبب الإرجاع ثم يعرض عليكم التسلل عبر الحدود و السفر خلسة إلى الأراضي الليبية مقابل مبلغ من المال لتقع من جديد ضحية للابتزاز و هذه المرة في رحلة غير آمنة ثم يحدد لكم موعدا مع الشخص الذي هو دليل هذه الرحلة حيث يتسلم الأموال و يبدأ معهم بالرحلة،هذا الدليل هو بدوره احد المتحيلين حيث يصطحب هؤلاء في الليل داخل الصحراء و يوقع بهم في قبضة حرس الحدود فإما الذين تسللوا يقبض عليهم و يعودون إلى تونس مسجونين بتهمة محاولة اجتياز الحدود بعد أن كانوا خرجوا منها مسافرين ليجد هؤلاء الشباب أنفسهم تطبيقا فعليا لمقولة مسافر زاده الخيال. و بالنظر إلى طبيعة المسافرين العالقين على الحدود التونسية و القاصدين ليبيا _إذا استثنينا المواطن الليبي العائد إلى ليبيا والذي لا يجرؤ أي كان على تعطيله_ نرى أن جلهم من الشباب الذين لم يسعفه الحظ في الحصول  على عمل في تونس فقصد ليبيا بحثا عن الشغل ليؤمن حياته فيروي احد أولئك الشبان المحتجزين على معبر » رأس الجدير » انه ذاهب إلى ليبيا للبحث عن شغل ليجهز نفسه للزواج من فتاة خطبها منذ سنوات و ملت هي و عائلتها الانتظار ،وهو غير مستعد للرجوع لتونس لان بها الفتاة التي لن يستطيع أن يتزوجها و الأماكن التي لم يعثر فيها على عمل . هذه عينة من مئات العينات الموجودة هناك و التي تتلاشى أحلامهم  و آمالهم البسيطة في السفر و العمل في دولة مجاورة تربطنا بها صلات تاريخية و ثقافية وثيقة .أما بقية المسافرين فهم من النساء اللائي يجلبن الادباش من ليبيا بأسعار نوعا ما زهيدة ليبعنها لجارتهن في تونس و اللواتي يقعن بدورهن ضحية الابتزاز من طرف المؤتمنين على الحدود في طريق العودة . أما هؤلاء الشباب فقد حاولوا الهرب من إقصاء مقنن في المجتمع فوجدوا أنفسهم في سجن مقنن لدولة أعوانها أول من يعتدي على القانون لأجل ذلك يمكن أن نستخلص عدة ملاحظات: إن ما تحاول السلطة في تونس إقناعنا به من هيكلة المجتمع و إقامة المؤسسات أسطورة لم يعد يصدقها حتى الذي ابتدعها ، وان تونس البلد الآمن أكذوبة مسيلمة هذا العصر و الرهانات الاقتصادية و الاجتماعية التي صدعت رؤوسنا و الضجيج الإعلامي للترهات التنموية كانت آخر ورقة توت تسقط لتكشف عورة الجواد الخاسر الذي راهنت عليه هذه السلطة . فما إن تصل للجنوب               التونسي  ترى تلك القرى و البلدات المعزولة التي لا زال الفرد فيها يقطع الكيلو مترات لاستخراج وثيقة و ابنه للدراسة و التداولي و لازال التزود بالمياه بواسطة الدواب و من احد الآبار و  من دون أي رعاية أو إحاطة اجتماعية بهؤلاء . فتلك المناطق كانت و لا زالت و بهذه الطريقة  ستظل خارج دائرة المخططات التنموية المزعومة و خارج مجتمع المؤسسات و ليسوا إلا داخل مدى الذراع الأمنية لوحدها.فهل أولئك تنقصهم المواطنة ؟ أو أن الوطنية لا تكون إلا بالسكن في العاصمة أو في المدن الكبرى .ثم مانراه من براميل البنزين المعروضة للبيع على ناصية الشارع و بأعداد مهولة أليس ذلك بمثابة سوق موازية للنفط الذي وقع تهريبه ا و ليس للدولة وحدها الحق في تصدير النفط و توزيعه ؟ ا لا يمس هذا دولة القانون في شيء وتجار العملة في السوق السوداء تحت أنظار الشرطة، أليس نلك من اختصاص البنوك و المؤسسات المالية ؟ ثم ما يراه الداني و القاصي في سلوك موظفي السلك الأمني التابعين لإدارة الحدود ، ا هكذا تدار الحدود في وجه مسافر من بلده أو قادم إليه؟ . إن ما تبديه الإدارة الأمنية في الحدود من معاملات و سلوكات سيئة تجاه المسافر التونسي يدل على مدى احتقار هذه الإدارة و استخفافها بالمواطن ، حيث أن محافظ تلك المنطقة يتصرف و كان له عقد ملكية في المكان و نفس الشيء مع أعوان الشرطة و الحدود حيث أن بعد المسافة التي تتحصن به المنطقة  عن مركز القرار و الرقابة جعلت الجشع و الابتزاز و العديد من الأمراض الأخرى المعتملة في نفوس بعض الأعوان يصل إلى أقصى مراحله و ينخرطون أصلا في شبكات التهريب للبضائع و الأشخاص و العملة و البنزين و غيره حيث أن هناك مثلا شائعا في أوساط البوليس يخص القادمين الجدد للعمل هناك و المنتقلين منها فيقال أن كلاهما يبكي فالأول يبكي لأنه نقل إلى مكان لم يعتد به في قلب الصحراء أما الثاني    فهو يبكي لأنه اعتاد على المكان و على الربح السريع لكن الإدارة قامت بحرمانه من ذلك فنقلته إلى مكان أخر .إذا لكل أولئك المفسدين و إلى كل المسئولين نقولهم :  إن مناضلي و شهداء و كل إشراف هذه البلاد لم يقدموا أنفسهم لرصاص الاستعمار إلا  لنيل العزة و الكرامة ولا  كي توضع تونس و امن حدودها في مثل تلك الأيادي الآثمة ،وان الرقابة الساهرة على امن الوطن قد نامت أثناء سهرها لتترك أعوانا من الأمن اقسموا على حماية الوطن و الذود عنه يحنثون على اليمين و يكونون أول من يضر به فحدود الوطن ليست بأيادي أمينة بهذه الحالة.كما انه ليس لدى أي احد الحق في منع أي كان من السفر ما لم يكن  مطلوبا أو ممنوعا من السفر بموجب حكم قضائي و حق السفر هذا من الحقوق الأساسية التي أقرتها و اعترفت بها كل المنظمات و المواثيق الدولية و التي تعتبر تونس احد الدول الممضية على هذه المواثيق كما أن دستور البلاد الذي هو أعلى سلطة يضمن هذا الحق لكننا نصطدم بان التعليمات الأمنية الشفاهية في تطبيقها هي أعلى من الدستور و هذا اخطر جرم في العملية كلها.ثم إن حالة الطوارئ الغير معلنة في الحدود و التي تجعل كل الشباب  هناك القاصدين ليبيا متهمين حتى يثبتوا جبنهم و براءتهم بالعودة أدراجهم دون مساءلة ثم إن ما تدعيه السلطة من أن الشباب في ليبيا ينخرط في المنظمات الإرهابية أو يحاول الإبحار  إلى سواحل ايطاليا خلسة نقول لهم إن المنظمة الإرهابية الأقوى هي أن تحرم الناس من العمل و السفر و إن الإبحار من ليبيا إلى ايطاليا ليس من مسؤولية حرس الحدود التونسي ،ثم إن استمرار الشباب في الهجرة و السفر بهذه الكيفية دليل على إن المخططات و البرامج و الإحاطة بالشباب أثبتت فشلها و لم تقنع الشباب و لم تحتويه في هذا الوطن فعل الدولة أن تبحث عن بدائل حقيقية وان تتوقف عن تعنتها و اعتبار برامجها مكتملة و صحيحة.وفي الجانب الآخر من الحدود لو نظرنا للشرطة الليبية التي نتجاهر بتخلف معاملاتها لوجدنا إنها تعامل مواطنيها بقدر من الاحترام نحن في » تونس اليوم » مشتاقون إلى مثله. فمن المعروف عن العلاقات التونسية الليبية اليوم أنها في غاية الانسجام ، ولعل الزيارات المتكررة بين القيادتين و تبادل برقيات المجاملة بين الطرفين في المناسبات و غير المناسبات أوكد دليل على ذلك . هذا ما يحيلنا إلى أن كلا البلدين مطمأنين لبعضهما البعض ،كما يحيلنا إلى هناك اتفاقيات بين البلدين تشمل من جملة ما تشمله تسهيل حركة السفر بين الشعبين لكن المسافر التونسي إلى ليبيا عن طريق الخط البري سيقضي ساعات و ساعات و يرى ما يحدث ثم يعود أدراجه ويتبادر إلى ذهنه تساؤل هو الآتي : هل تكون تونس بلد امن و حدودها بين هذا النوع من الأيادي اللاامينة و المتعودة على الرشوة و الابتزاز و الفساد بكل مظاهره؟.هذا هو ما يحدث في الحدود البرية بين ليبيا و « تونس اليوم ». 


كواليس سياسية  
 
 
* جمعها: خالد الحداد * مزايدات وتوظيف في بيان لها دعت المبادرة الوطنية من أجل الديمقراطية والتقدم إلى ضرورة تجميع كل الجهود الوطنية من أجل المواجهة الناجعة للتحديات التي تطرحها التداعيات المنتظرة للأزمة الاقتصادية العالمية، وتوجهت «المبادرة» إلى مختلف قطاعات الرأي العام الوطني بدعوة إلى تكثيف المساعي الايجابية بعيدا عن المزايدات والتوظيف. * تنازع أمين عام لحزب معارض محل تجاذب بين أمينين عامين آخرين على خلفية الاستحقاقات السياسية للسنة المقبلة وبناء تحالفات وتوافقات جديدة بعد التخلي عن تجربة «اللقاء الديمقراطي». * لأوّل مرّة بسبب مرض طارئ للأمين العام السيد إسماعيل بولحية أمكن لنائبه الأول السيد الطيب المحسني رئاسة المكتب السياسي لأول مرة. المحسني بحسب الكواليس أحسن  إدارة الجلسة التي تغيب عنها أيضا السيدان فتحي النوري ومحمد مواعدة. * تساؤلات تساؤلات عديدة عن الغياب المتواصل للسيد محمد مواعدة منسق ح.د.ش عن مقر الحركة خصوصا عن اجتماعات المكتب السياسي. * برنامج انتخابي عقد حزب الوحدة الشعبية اجتماعا بمقره المركزي رأسه الأمين العام السيد محمد بوشيحة خصص للنظر في الخطوط العريضة للبرنامج الانتخابي للحزب لرئاسية وتشريعية 2009 . * مؤتمر كما أشارت إلى ذلك «الشروق» في عدد سابق بدأ التكتل من أجل العمل والحريات الاستعداد لعقد مؤتمره الوطني الأول خلال الثلاثية الأولى من سنة 2009 . التكتل الحزب الوحيد الذي لم يعقد بعد مؤتمره الأول رغم مرور سنوات طويلة عن حصوله على تأشيرة العمل القانونية. * تجاذب في الجهات تقول مصادر عديدة أن الفترة المقبلة ستشهد تجاذبا وتنافسا كبيرين بين أحزاب المعارضة على مستوى الجهات وذلك في مسعى إلى تركيز الفروع والجامعات والاستعداد إلى الانتخابات القادمة. * مسؤولية حمّل الأمين العام لـ ح.د.ش أعضاء المكتب السياسي مسؤولية تنشيط الأقسام والمهام التي يشرفون عليها وذلك بهدف تعزيز الحركية داخل مختلف هياكل الحركة. * التونسي يصدر حزب الخضر للتقدم في الأسابيع القليلة القادمة العدد الأول من الجريدة الناطقة باسمه والتي تحمل اسم «التونسي». المصادر قالت أن الصحيفة ستصدر على الأرجح باللغتين العربية والفرنسية. * إعلام ومعارضة تطور هام شهده مكتب الإعلام في الاتحاد الديمقراطي الوحدوي وذلك من خلال استعمال المراسلات البريدية الإلكترونية والتواصل المستمر مع الصحافيين. * علاقات متطورة علاقات متطورة بين أمينين عامين لحزبين معارضين كانا ضمن «اللقاء الديمقراطي» وحديث عن لقاءات ثنائية مستمرة. * تحرري شهدت احتفالات التحرري بعشرينيته حضور وجوه عديدة من مناضلي الحزب وكذلك من الشخصيات السياسية الوطنية من أبرزهم السيدان أحمد الاينوبلي ومحمد بوشيحة مع ملاحظة غياب محمد منير الباجي مؤسس الحزب. * جدل واستقلالية جدل في أعقاب وفاة المرحوم حسيب بن عمار مداره هل كانت صحيفة «الرأي» أول صحيفة مستقلة في تونس؟ * وحدوي أحيا الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ذكرى اندلاع الثورة الفلسطينية واستشهاد الرئيس المناضل صدام حسين.

 
(المصدرك جريدة الشروق ( يومية – تونس ) بتاريخ 24 نوفمبر 2008)  

تهنئة بمناسبة ميلاد كلمة الله عيسى بن مريم عليه السلام  
 
نتقدم لكل مؤمن و مؤمنة برسالة السيد المسيح بن مريم العذراء عليه السلام بأحر التهاني و أعلى التبريكات بمناسبة عيد الميلاد المجيد، أعاده الله علينا باليمن و السعادة و البركة. لقد تكلم المسيح صلوات الله عليه يوم ولد و يوم يموت و يوم يبعث حيا بكلمة التوحيد وهو في المهد صبيا و جعله الله نبيا و مباركا و أوصاه بالصلاة و الزكاة وبارا بوالدته و لم يكن جبارا شقيا.   هذه أرض مهد المسيح سلام الله عليه و على نبينا طه الأمين تصلب في كل حين ، تستصرخ ضمائرنا مسيحيين و مسلمين لنستنقذها من بطش اليهود و الذين أشركوا ، الذين حاربوا الله ورسله و أرادوا صلب المسيح و قتل أحمد صلوات الله عليهما و على جميع الأنبياء و المرسلين ، إن فلسطين بكنائسها و مساجدها تشكوا إلى الله ظلم بني إسرائيل و تدعونا جميعا إلى تحريرها و نصرة أهلها. عماد الدين الحمروني جمعية أهل البيت الثقافية تونس 25ذوالحجة1429  

محاولة طمس الحقيقة بسجن شورو

الجزء الثالث والأخير  

« … ولقد كنّ مثلا للرّجال أنفسهم في الصبر والثبات والإيمان واليقين، وتحمّل الأذى والتعب والمرابطة. فهذه تحيّة شكر وتقدير لكُنّ جميعا وهنيئا لكُنّ بما صبرتم وبشرى لكُنّ جنّة عرضها السماوات والأرض أعدّت للصابرين والصابرات… »، كانت هذه آخر جملة قرأناها في الجزء الثاني من الحوار الذي دار بين الدكتور الشيخ الصادق شورو وجمال أحمد منشّط برنامج « بلا تأشيرة » عبر قناة الحوار اللندنية، ونواصل اليوم مع الجزء الثالث والأخير وهو الأطول، فقراءة مفيدة:   – جمال: نعم، أشكرك دكتور، وصلت الإجابة وإن بشكل غير مباشر! الآن هل تعتقد بأنّه سيكون عليك قيود بعد الإفراج، وهل تتوقّع أن يمارس النّظام التونسي رقابة عليك؟ وهل تعتقد أنّ الإفراج هو إفراج أمني أم سياسي؟ – الصادق: الآن أنا تحت المراقبة، داري مراقبة من طرف السلطة الأمنيّة وقد استدعيت منذ أيّام إلى منطقة الشرطة في الحيّ التابع له ووقع التنبيه عليّ بأن أكفّ عن التصريح لوكالات الأنباء والقنوات الفضائية…   – جمال: يعني… نتمنّى ألاّ نسبّب لك حرجا، ونحن في النّهاية رسالتنا دائما رسالة إصلاح ما استطعنا… نعم! تحدّثت بعض التقارير عن أنّك تمّ استجوابك نتيجة لتصريحات تتعلّق بدعوتك لمرحلة جديدة من المصالحة… فتفضّل ما هو تعليقك؟!.. – الصادق: نعم صحيح… قلت لهم أنا لا ألتزم بهذا الإنذار والتنبيه، وأنا أرى أنّه من واجبي ومن حقّي أن أصرّح وأعبّر عن رأيي، وهذا أبسط الحقوق خاصّة بعد ثماني عشرة سنة سجنا!… فهذه السنوات وهذا الاعتقال هو ضريبة لاسترداد كلّ حقوقنا السياسية والإجتماعية وغيرها. ولذلك فهذا أدنى حقّ ولي أن أعبّر عن رأيي لكلّ من يريد أن يسمع رأيي!…   – جمال: نعم، دكتور قلتَ ذات مرّة أنّ اجتثاث حركة النهضة من تونس أمر مستحيل لأنّها شجرة مباركة أصلها أصلها ثابت وفرعها في السماء!.. هل مازالت هذه الحركة أصلها ثابت وهل هذا الأصل في تونس، بالنظر إلى أنّ الكثير من أبناء الحركة يعيشون في المهجر…، ويذكر أحدُهم أنّ الذين عانوا في تونس من سوء المعاملة في السجون أصبحوا الآن – ربّما – أكثر تقبّلا للتغيير وللعودة إلى الحياة العادية البسيطة؟!.. – الصادق: إنّ حركتنا، التي هي حركة سياسية، تريد إصلاح الواقع وتستمدّ روحها وجذوتها وعزمها من إيمان أعضائها بالله وباليوم الآخر وبالرّسل وبالكتب وبالقدر خيره وشرّه. وإنّ هذا الإيمان هو الذي جعلها تثبت وتصمد في وجه الأعاصير التي عصفت بها لتقتلعها من جذورها. إنّ هذا الإيمان هو الذي سيجعلها ثابتة وصامدة ورائدة حتّى يُكتب لها النصر بإذن الله تعالى « وليصرنّ الله مَن ينصره إنّ الله لقويّ عزيز »[1]. إنّه ما ضاع حقّ وراءه طالب وإنّنا سنظلّ ندافع عن ديننا ونطالب بحقوقنا كلّها وبالحرّيات السياسة والمدنية وبالعدالة الإجتماعية إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا… إنّ حركتنا لبنة طيّبة كشجرة طيّبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كلّ حين بإذن ربّها، وإنّ أصلها الثابت هو كلمة التوحيد لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله بكلّ أبعادها العقديّة والثقافيّة والاجتماعيّة والسياسيّة، وإنّ فرعها الذي في السماء هو العقل الذي كرّم الله به بني آدم « ولقد كرّمنا بني آدم وحملناهم في البرّ والبحر ورزقناهم من الطيّبات وفضّلناهم على كثير ممّن خلقنا تفضيلا »[2]، وإنّ أكلها الذي تؤتيه كلّ حين بإذن ربّها هو العلم الذي ينع النّاس في دينهم ودنياهم وآخرتهم « وعلّمنا آدم الأسماء كلّها »… إنّنا لم نسمّ حركتنا باسم النهضة اعتباطا، وإنّما سميّناها كذلك لأنّنا أردناها أن تكون لبنة في صرح نهضة إسلامية معاصرة، وإنّ التاريخ والواقع قد أكّدا لنا أنّ هذه اللبنة لن يُكتب لها القيامُ في المجتمعات العربيّة والإسلاميّة المتخلّفة ثقافيّا واجتمعاعيّا وسياسيّا ما لم تقم فيها شروطٌ ثلاثة هي الحريّة والعدل والحقّ… لذلك فإنّ سبيلنا اليوم هو سبيل إقامة هذه الشروط في مجتمعنا، وهو في حقيقته سبيل التوحيد والإصلاح؛ لذلك فإنّي أقول ما قاله شعيب عليه السلام حين دعا قومه إلى التوحيد والإصلاح: « إنْ أريدُ إلاّ الإصلاحَ ما استطعتُ وما توفيقِيَ إلاّ باللهِ عليهِ توكّلتُ وإليهِ أنيبُ »[3]… إنّنا سلكنا هذا السبيل استجابة لأمر ربّنا إذ قال: « قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومَن اتّبعني وسبحانَ الله وما أنا مِن المشركين »[4]. وإنّ طريقنا في هذه الدعوة هي الطريقة التي وصّانا بها ربّنا في قوله: « ادع إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن »[5] وإنّنا سنبقى سالكين هذه الطريق غير متردّدين حتّى يُكتب لنا إحدى الحسنيين…   – جمال: نعم، والآن بعد هذه المدّة الطويلة التي قضّيتها في السجن، حدث تغيير كبير أيضا في أداء الحركة فما هو – حسب رأيك – التغيير الضروري الواجب حصوله في أداء الحركة كي يتميّز خطابها بتفهّمه لتغيّر الزّمان وتغيّر الواقع السياسي في تونس؟! – الصادق: في الحقيقة، هذه المسألة تحتاج إلى شيء من التفكير… ومع ذلك فإنّنا نعتقد أنّ الحركة عليها أن تتغيّر وتتطوّر بتغيّر وتطوّر الواقع كي تتمكّن من ربط قضاياها به… وألاّ تكون بعيدة عن الواقع سواء في اهتماماتها أو في قضاياها أو في مفاهيمها للواقع السياسي والاجتماعي والثقافي وغيرها، وهذا يستدعي شيئا من التركيز والتعمّق… (مستطردا): في الحقيقة، إذا كان لديك متّسع من الوقت أقول كلمة أخيرة!…   – جمال: نعم، الآن سأترك لك المجال في كلمة أخيرة من خلال السؤال التالي، وأريد ألاّ تجيبني بشكل دبلوماسي: الدكتور صادق بعد هذه الفترة الطويلة من السجن ألا يقول الدكتور بينه وبين نفسه أنّّه قد حان الوقت الآن للاستراحة، فقد قضّيت عمرا طويلا في المعاناة والممانعة وتعب السياسة، فالآن أنعم بفترة هادئة مثل كثير من التونسيين؟!… فماذا يقول الدكتور صادق؟! – الصادق: لا…لا… ليس هذا من طبعي ولا من الشيء الذي أفكّر فيه، بل على العكس فقد نذرت حياتي من أجل أوّلا رضاء ربّي سبحانه وتعالى ثمّ ثانيا العمل على إعلاء كلمة الحقّ والعمل من أجل أن تكون بلادي في أحسن وضع من كلّ النواحي الثقافيّة والاجتماعية والسياسية… (مواصلا): وإنّي أريد أن أقول أخيرا بأنّ العالم يمرّ اليوم بأزمة إقتصاديّة وعسكريّة وسياسية واجتماعية خانقة، وأنّ بلادنا ليست بمنآى عن آثار هذه الأزمة المدمّرة، فهي كموجة التسونامي تدمّر كلّ شيء أتت عليه. وإنّ بلادنا في أشدّ الحاجة إلى كلّ قواها الفاعلة ثقافيا وسياسيا واجتماعيا لاجتناب أسوإ آثار هذه الأزمة. وإنّه لا سبيل لدرء مفاسدها إلاّ بفتح باب المشاركة السياسية والثقافية والاجتماعية لكلّ هذه القوى وفي مقدّمتها حركة النهضة في كنف الحرّيات والحقوق العامّة والفرديّة وأبرزها حريّة التعبير وحريّة التنظّم السياسي وحرّية الصحافة واستقلال القضاء لتقوم بدورها بكلّ مسؤولية، كلّ من شرعته ومنهاجه، في مواجهة كلّ التحدّيات الدّاخليّة والخارجيّة… وإنّي لأرى أنّ هذه الأزمة وما تقتضيه من تجنيد كلّ القوى الفاعلة في البلاد تجعل الوقت قد حان لنطوي جميعا صفحة الماضي ونفتح صفحة جديدة تُردّ فيها الحقوق لأهلها، ومنها حقّ عودة إخواننا المهاجرين إلى وطنهم وحقّ المسرّحين من السجون في الرّجوع إلى وظائفهم وتعويضهم عمّا لحقهم من أضرار ماديّة ومعنويّة هم وعائلاتهم طيلة فترة سجنهم وحقّ حركتنا في التأشيرة للعمل السياسي… والله وليّ التوفيق، قال تعالى: « وتعاونوا على البرّ والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ». وشكرا لكم جميعا…   – جمال: نعم: دكتور؛ في ختام هذا البرنامج أسألك: هل تعتقد بأنّك تعيش الآن في تونس بلا تأشيرة؟! – الصادق: تقصد كحركة سياسية أم كشخص؟!   – جمال: بالإثنين معا… – الصادق: أنا أعيش في تونس بلا تأشيرة سياسية، ليس لي حقّ… وآخر شيء أعلموني به أن أكفّ عن التصريحات، هذا يعني أنّه ليس لي تأشيرة لكي أعبّر عن رأيي وليس لي تأشيرة لأن أعمل أيّ عمل سياسي!!!…   – جمال: إذًا أنت تعتبر أنّ تأشيرتك هي حريّتك للتعبير في بلدك الذي تعيش فيه تونس!.. – الصادق: حريّة التعبير وحريّة التنظّم السياسي وكلّ الحرّيات ومنها التنقّل داخل البلاد وخارجها لي ولكلّ النّاس!…   – جمال: لم يبق لي إلاّ أن أشكرك شكرا جزيلا، الدكتور الصادق شورو الرّئيس السابق لحركة النهضة التونسية….   ثمّ شكر لنا جمال مشاهدتنا ومتابعتنا، واستدعانا إلى لقاء قادم مع برنامج « بلا تأشيرة »، وقد تمنّيت إلاّ يكون الضيف فيه تونسيا كي لا يحصل عقبه على تأشيرته إلى السجن، كما كان الشأن مع الصادق…(تمّ بفضل الله)، وبقي أن أخرجه بإذن الله – في قادم الأيّام وبعد تنسيقه – حوارا كتابيا كاملا يحفظ في الذاكرة التونسية، لتراجع فيه صلف النّظام التونسي وعدم اتّساع صدره لدعوات الإصلاح التي يكون داعيها متمسّكا بالحياة الفاضلة له وللنّاس وراغبا في رؤية بلده على خير حال من حيث وضعه الثقافي والسياسي والاجتماعي، وتوقّفوا رحمكم الله عند قول الصادق: « وإنّي لأرى أنّ هذه الأزمة وما تقتضيه من تجنيد كلّ القوى الفاعلة في البلاد تجعل الوقت قد حان لنطوي جميعا صفحة الماضي ونفتح صفحة جديدة تُردّ فيها الحقوق لأهلها، ومنها حقّ عودة إخواننا المهاجرين إلى وطنهم وحقّ المسرّحين من السجون في الرّجوع إلى وظائفهم وتعويضهم عمّا لحقهم من أضرار ماديّة ومعنويّة هم وعائلاتهم طيلة فترة سجنهم وحقّ حركتنا في التأشيرة للعمل السياسي »، لتعلموا أنّ كلّ ما قيل عن تنطّع القيادة المهجريّة لا أساس له من الصحّة… أم أنّ بعضهم سيقول لقد رفّع الصادق السقف كثيرا!…   السلام عليكم ورحمة الله وبركاته… عبدالحميد العدّاسي ـــــــــــــــــــــــــــــ [1]: الحجّ (40) [2]: الإسراء (70) [3]: هود (88) [4]: يوسف (108) [5]: النّحْل (125)  

الصادق شورو ونقاهة عابرة بين سجنين!

 

ياسر الزعاترة لم يمض سوى شهر واحد على خروج الصادق شورو -الرئيس السابق لحركة النهضة التونسية- من السجن حتى عاد إليه من جديد بعدما حكم عليه بالحبس مدة عام واحد بتهمة الانتماء إلى جمعية غير مرخص بها! كان شورو قد خرج للتو بعد مكوثه 18 عاما داخل السجن، قضى أكثرها في زنزانة انفرادية لمنعه من الاختلاط بإخوانه الآخرين الذين سبقوه إلى الحرية الجزئية. نقول الحرية الجزئية لأن سيارات البوليس ما زالت ترابط أمام بيوتهم وتلاحق أنفاسهم ليل نهار. لم يرتكب شورو جرما يستحق العقاب، تماما كما لم يرتكب في السابق، وكل ما اقترفه هو الحديث إلى برنامج «بلا تأشيرة» الذي تبثه فضائية «الحوار» اللندنية، وفيه أشار إلى ما تعرض له هو وإخوانه من تعذيب خلال سنوات اعتقالهم، الأمر الذي يعرفه القاصي والداني ووثقته العديد من منظمات حقوق الإنسان الدولية. أما قصة الجمعية غير المشروعة التي ينتسب إليها فمثيرة للسخرية، إذ يعلم الجميع أنه كان رئيس حركة كانت ولا تزال موجودة في الداخل والخارج. أيا يكن الأمر، فقد أراد النظام من خلال ما فعله أن يعيد الرجل إلى السجن بتهمة جديدة، ربما لقناعة منه بأهميته لحضور الحركة وقوتها من جهة، والأهم حتى يشرد به من خلفه، ويبعث رسالة للجميع مفادها بأن أية جهود لاستعادة وجود الحركة وتعزيز حضورها لن تقابل بغير القمع والسجون. شورو كان أمام المحكمة كما عهده إخوانه رابط الجأش لا يخشى سيف الجلاد، فقد استنكر مداهمة بيته وترويع أهله رغم إمكانية اعتقاله دون ذلك، ومن ثم احتجازه في ظروف قاسية حيث ترك يومين كاملين على كرسي في غرفة ضيقة ليس معه فيها أحد. أما الأهم فهو إعلانه عدم التنصل مما قاله في «الحوار»، رافضا أن يصادر حقه في التعبير عن أفكاره ومواقفه التي يقدر فيها مصلحة البلاد والعباد. كانت محاكمة الصادق شورو محاكمة للظلم وانتصار للحرية، إذ تطوع للدفاع عنه عدد من كبار المحامين والسياسيين بلغ عددهم حوالي 70، ومن بينهم أحمد نجيب الشابي المرشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، وعبدالفتاح مورو وهو الشيخ الذي أسس حركة النهضة مع الشيخ راشد الغنوشي، وعبدالرزاق الكيلاني رئيس فرع تونس للمحامين، ومحمد النوري رئيس منظمة «حرية وإنصاف» للدفاع عن حقوق الإنسان. هؤلاء جميعا استنكروا الحكم الجائر معتبرين ما جرى محاكمة سياسية لا صلة لها بالقانون، كما رفضوا استمرار المحاكمات السياسية مهما كانت. في أجواء من هذا النوع، معطوفة على استهداف مظاهر التدين بمختلف أشكالها، بما في ذلك عمارة المساجد، كان لا بد أن تجد للسلفية الجهادية فضاء للعمل والتحرك، من دون أن يعني ذلك أن الخطاب الوسطي للنهضة قد فقد بريقه، لكننا نتحدث عن حراك طبيعي في مجتمع تتعامل دولته مع التدين مثل فرنسا وتركيا، بل ربما أسوأ من ذلك. هكذا عاد الصادق شورو الأستاذ الجامعي القدير إلى السجن من جديد، فيما يعيش إخوانه الذين خرجوا قبله ومعه أجواء ترهيب غير عادية، ما يعني أن تونس لم تغادر بعد حقبة القمع، الأمر الذي تشهد به منظمات حقوق الإنسان، ومختلف العاملين في الشأن السياسي في البلاد. ربما كنا نتمنى أن يستريح الصادق شورو بعض الشيء قبل أن يبدأ رحلة جهاده الجديدة في مواجهة الظلم، لكن الكبار لا يستريحون، فقد خرج ليحدث العالم عما وقع له ولإخوانه، كما خرج ليقول للجميع إن الراية لن تسقط مهما غلت التضحيات. الله وحده هو من يمكنه أن يجزي هؤلاء الرجال وأمثالهم من المجاهدين في كل مكان خير الجزاء عن صبرهم وتضحياتهم، «إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب»، وهو من سيتكفل بالظالمين «ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون». التعليقات nawal صبرا آل شورو والله غن المرا ليحار من مثل هذه الانظمة التي لا تراعي في الله ذمة ولا تحترم للانسان كرامة. كيف سيقابلون ربهم بعد الظلم الذي ارتكبوه؟ ولكن هيهات فعمر الظلم قصير وسنرى فيهم يوما. ……………………………………………………………………………. محي الدين محفوظ – الجزائر تشفي بلا رحمة كان يجب على الحكومة التونسية أن تستفيد من مثل هذه الطاقات كمنصف بن سالم والصادق شورو، فهم من النخبة العالمة والمجاهدة، ولكن العمى اصاب قلوب البعض فسخروا مال الشعب للانتقام والتشفي من بعض المواطنين بدون رحمة..ومن المؤكد ان الله لن يرحمهم ……………………………………………………………………………. هلال – ألمانيا ظلم إن شاء الله يخرج شورو وكل المظلومين من السجون، ونرى يوما اسود في الظالمين…أين منظمات حقوق الانسان مما يقع لامثال هذا الرجل الذي قضى ثلث عمره في السجن ظلما وجورا..لا حول ولا قوة إلا بالله ……………………………………………………………………………. محمد ربح البيع ربح البيع يا سيدي ، فانت سيد في سجنك وبطل وسيد وبطل خارجه. سنوات السجن المنفرد لم ترهبك ولا سياط الجلادين، انت المنتصر حتى لو رحلت الى ربك. سيدي: انما يوفى الصابرونأجرهم بغير حساب. ……………………………………………………………………………. takwa tunisia لا أفهم موقف الحكومة التونسية من سجن شورو إلا بالخوف من هذا الرجل، والخوف من كل صوت معارض سلمي يقف على أرض صلبة. ولكن هل ستحل هذه الحكومة مشاكلها بسجن ابناء وطنها. كلا فهي بذلك تزيد من اتساع الغضب على سياستها وعزلتها.. انه موقف غريب. (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 24 ديسمبر 2008)


الدّهاليز المظلمة  
لم أكن أتصور يوم أن دخلت السجن أن أجد ذاك العذاب، وتلك الوحشية التي لايمكن أن يتخيلها أحد، وأن يقع لي كل ذلك في بلدي وموطن نشأتي. إني وجدت داخل ذلك المعتقل معامع الرّعب المعاصر ينفّذها أسقط البشر وأحطّهم، ويتحدّاهم إيمان الرجال الذي يفوق الخيال والقصّ، إيمان يفتت الصخر.. إيمان ترك آثاره العميقة في نفوس نوعية من الناس المرعوبين في دواخلهم القذرة،  إن شأتأن تسميهم أناس.! وإلاّ كيف نفسّر تلك الوحشية في التعذيب؟ في ذاك المكان! في ذاك الدّهليز المظلم الذي يهان فيه الإنسان..! هناك لايوجد معنى للإنسانية،  بل لايوجد إنسان ولا رحمة، توجد مخالب وأنياب الوحوش الضواري.  ليس مايقوم به أولائك فعل إنسان خائف، ويخشى أن يسقط في فكّ الغول، كما شبهونا وقتئذ، بل ليس فعل حيوان! إنما هو فعل الشيطان الرّجيم الحاقد على الإنسان.. يتلبّس الملعونين أمثالهم، إلاّ مَن تاب وأصلح. فالذي يظلم الناس ويعذّبهم إنّما هو شيطان في خِرقة إنسان.. وجدت في ذاك المكان شيخي وأستاذي حبيب، وكان حبيب متفرّد منذ أن عرفته أيام كان أستاذي في المعهد، يحبّ الإنسان ويناوش الطواغيت، يحب الحق. الحق الغير مفرغ ولامشروط بهوى السلطان وحاشيته.. الحق في كرامة الفرد ضدّ الألم الإنساني.. الحق في الأمان والجهر بالتفكير.. الحق في أشياء العالم دون سرقة أو تسوّل أو احتيال.. الحق في عبادة الرحمان وحده لا شريك له وحبّ رسوله محمّد صلوات الله وسلامه عليه… أخذ الصبر يأخذ عندي معاني مستجدة، بعدما رأيت ماوقع له من تعذيب ومحاولة كسر شموخه، فرق قلبي لحاله وبكيت كثيرا.  فلما رآني خاف أن يصيبني الهلع وأعترف بأشياء لم تقع وأحشر أناس لادخل لهم، فأجلسني أمامه وقرأ علي الآية 139 من سورة آل عمران: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}،  ثمأعطاني ذاك الدرس الذي سأعلمه لأبنائي وللجيل الذي سيأتي من بعدي، ولولا ذاك الدرس الذي بثه في ذاك اليوم، لاأظن أني سأحدثكم يوما ما عن قصتي هذه. قال لي: « يابني إنّ إنسان التربية القرآنية، مع بنية الإيمان‏ المتجذرة،  مع‏معرفة‏ متجدّدة بأساليب المحققين ‏والتدرّب على مواجهتها، هو‏ الذي يجعلك مؤهلا‏ لأن‏ تكون‏ جداراً‏ ساترا لأخوتك مهما‏ نُصبت‏ لك‏ من‏ الشراك‏ ومهما‏ تعرضت‏ للتعذيب‏. صراعك‏ في‏ الحياة‏، يجعلك ‏تكتشف‏ بنفسك جوانب‏ قوتك وجوانب‏ ضعفك.. وكذلك‏ عدوّك، ‏لديه‏ نقاط‏ قوة‏ ‏ونقاط‏ ضعف.. وإذا‏ كان‏ العدو‏ يسعى‏ لمحاربة‏ جوانب ضعفنا‏ بجوانب‏ قوّته‏، ‏فعلينا‏ أن‏ نحارب‏ نقاط‏ ضعفه‏ بنقاط‏ قوّتنا، ولا‏ نواجه‏ ساحات قوّته‏ بنقاط‏ ضعفنا… والعهد مع الله‏ لا‏ يستقيم‏ إلاّ إذا سعينا‏ لإحراز النصر‏ على‏ أعداء كتابه الحقّ‏، الذين يفسدون في الأرض ويظلمون النّاس. إنّ معرفة مسبقة وعلمية بالتحقيق وأساليبه، تساعدك على الثبات والتحدي أمام المحققين، وتدعّم حماية إخوتك. فلا تفاجأ مفاجأة قد تدفعك إلى الإنهيار. ولأبناء حركتنا خبرة طويلة متراكمة في دهاليز التحقيق والإعتقال في سجون الطغاة.. والطاغي قد يلجأ إلى أساليب أخرى مبتكرة، نظرا لتمرّسه وابتكاراته في مجال التعذيب والتحقيق… فأساليب التنكيل‏ وانتزاع‏ المعلومات أصبحت روتين بالنسبة لهم… قد يداهمون بيتك، أو مقر عملك، أو يعتقلونك من الشارع، سيدفعونك بعنف إلى داخل سيارة كبيرة جعلت خصيصا لذلك، ويلقونك في صندوقها الخلفي ذي الشبابيك الحديدية والزجاج المقوى، ويمددونك تحت أرجلهم، ويضربونك ويدوسون عليك، يغمّوا عينيك ويكبّلوا يديك، حتى يوصلوك إلى مكان ما… مع الضرب والسب والإهانات. ويسيرون بك في سراديب وممرات شبه مظلمة تحت الأرض، مسافات طويلة ومتعرّجة، لخلق حالة من الضياع والتهويل لديك، قبل أن تودع في دهليز مظلم استعدادا للتحقيق. يضربونك بطرق مختلفة، ويتلفظون بسبّ  الجلالة،  والكلام الفاحش والبذيء الممتلئ به قاموسهم النتن بما لايصدقه العقل، ويسمعونك آلام وصراخ المعتقلين، ليضفوا على سجونهم الرهبة، وتنقل من دهليز مظلم، إلى آخر دامس، بحيث‏ لا تستطيع أن ترى‏ شيئاً‏ ولا تستطيع‏ أن تعرف‏ الوقت‏ ليلا كان‏ أم نهارا، وتفقد‏ الإحساس بالزمن‏‏، ‏وتعيش‏ في‏ وحشة‏ تصبح‏ فيها‏ الدقيقة‏ ساعات، بالإضافة إلى فقدانك‏ الإحساس بالمكان‏ الواقعي‏ لعدم‏ رؤية‏ أي شيء‏ حولك، ‏مما‏ يحصر‏ تفكيرك‏ في‏ النفس. في‏ داخل الدهليز تتوقف‏ كل‏ حواسّك‏ عن‏ العمل‏، إلاّ‏ حاسة‏ السمع‏ حيث‏ تسمع‏ في‏ الغالب‏ الصراخ‏، ومنكر التعذيب‏، وصرير الأبواب الحديدية‏ وهي‏ تفتح‏ وتغلق‏ بضجيج‏ حادّ‏، والضرب‏ ‏وصرخات‏ المعذبين‏، ‏وأنين‏ المنهكين‏، وآهات خافتة‏ كأنها‏ صادرة‏ عن‏ أشباح، ويتولد‏ لديك إحساس قاس‏ بالعزلة‏ عن‏ العالم‏، أو أن العالم‏ كله‏ قد‏ انكمش‏ واختزل‏ في‏ الأصوات، ‏وفي‏ لحظات‏ الترقب: متى‏ سيأتي‏ دوري؟ متى‏ سأتلقى‏ الرفسة (المشطة)‏ من‏ الخلف‏، أو الركلة‏ في‏ البطن‏، أو الضربة‏ على‏ الرأس؟. وهي‏ ضربات‏ تتلقاها‏ عادة‏ لتصعيد‏ توترك‏ ودفعك للانهيار‏. وللدهليز ذاك رائحة‏ كريهة، رائحة رطوبة وعرق‏ وتقيأ‏، أو غيرها من الروائح التي لايلاقيها الآدمي إلا في تلك الأماكن المظلمة الموجودة خارج نطاق الآدمية والإنسانية، مما‏ يسبب‏ لك صعوبة‏ شديدة‏ في‏ التنفس‏ ‏وضيقاً‏ في‏ الصدر‏. إنّها معركة.. السجن معركة، وما يقرر نتائجها هو إرادة الشخص وإيمانه وثباته وذكاؤه وما التوفيق إلاّ من الله سبحانه وتعالى، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}. يشنّ السجان حربا نفسية توحي لك أنّ الصمود أمامه حتى قضاء مدة تعذيبك مستحيلة… لايحترم السجان أي مبدأ أو دين، بمهاجمة سلوك بعضنا لإثارة الفتنة والخلافات بيننا نحن المعتقلين. أي بني..!! طريق الحرية طريق ذات أشواك… فليستعدّ لذلك الإنسان، أو يتنحّى جانباً من بداية الطريق لا من منتصفها، حتى لا يخسر الدنيا والآخرة، ويضرّ كثيرا من أهله وقد تتعطّل نهاية الطاغي بسبب ضعفه لسنوات… إعرف‏ عدوّك‏، واعرف‏ نفسك‏، بذلك‏ تستطيع‏ أن تخوض‏ مائة معركة‏ بأقل الخسائر. واذكر قول الله تعالى: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141) أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142)} سورة آل عمران. ـ وكأني بهاته الآيات أسمعها لأول مرة حدثت نفسي ـ  ثم يواصل قوله: واعلم أنّ ‏التعذيب‏ يبدأ معك ‏من‏ لحظة‏ اعتقالك‏ ودخولك دهاليز التحقيق‏.. يتم‏ توقيفك بأغلالك‏‏ وطالما‏ أنت‏ واقف‏ فلا نوم، وقد‏ يستمر‏ وقوفك‏ لأيام وليالي طويلة.. ممّا يؤدي‏ إلى إرهاق الأعصاب، والجسم.. وإلى انتفاخ وتورم قدميك. وكلما‏ طال‏ أمد وقوفك‏، زادت‏ نسبة‏ الإرهاق وزاد‏ الألم بحيث‏ إذا صبرت‏ في‏ الأيام الأولى رغم‏ قسوة‏ الألم.. فإنك تحتاج‏ إلى شجاعة‏ أكبر‏ وصبر‏ أعمق‏ كلما‏ زادت‏ فترة‏ الوقوف، وكما‏ يحتاج‏ الإنسان للهواء‏ لكي‏ يعيش‏ فهو‏ كذلك‏ يحتاج‏ للنوم… ثمّ إرهاقك بالأصوات العالية المستمرة حتى لا تستطيع التركيز، وصب الماء البارد عليك. يستخدم الطغاة في‏ معركة‏ التحقيق‏ أقذر الأساليب لوضعك في ظروف قاسية من برد شديد وحرارة عالية، وتكرار الأسئلة عليك بشكل مملّ ومثير للأعصاب، تقييدك لمدة طويلة في وضعيات قاسية ومتعبة، وضعك في مكان نتن وقذر وروائح كريهة، وضعك في مكان ضيق، تغطيس رأسك في حوض ماء أو في المرحاض وتكرار ذلك مرّات كثيرة، ضربك على وجهك ورأسك وبطنك في كلّ الأوقات، الضغط على مفاصلك وركبتك وعمودك الفقري، الضغط الشديد على خصيتيك، نتف شعر رأسك ولحيتك وشعر صدرك والعانة بشكل مؤلم، خنقك والضغط على حنجرتك وحبس أنفاسك، تعذيبك بالكهرباء في الأماكن الأكثر حساسية كطبلة الأذن والأعضاء الجنسية والشفتين، مما‏ يؤدي إلى آلام كبيرة‏، وارتجاف‏ عنيف بالجسد. « الفلقة » والعزل الطويل الذي تخضع له لتشكيكك بنفسك وأنت تقارن بين ضعفك وسطوة وخبث سجانيك ومستجوبيك، للتأثير بشكل خطير على درجة مقاومتك، للإخضاع وجعلك سهل الإنقياد ولو لفترة بسيطة… التعذيب‏ الجسدي القصد‏ منه التسبب‏ بالألم الشديد‏ لدى‏ الفرد‏، وإرهاق جهازه‏ العصبي‏ ونفسيته‏‏ إلى أقصى حدّ‏، بحيث‏ يضطر للإنهيار والإعتراف. يضربك‏ المحقق على‏ المعدة‏‏ ضربات‏ سريعة‏ وقوية‏، ‏ويضربك‏ على‏ وجهك ‏حتى‏ يتورم،‏ ويضربك‏ على‏ المفاصل‏ لإحداث ألم شديد‏ أو يضرب‏ على‏ مؤخرة‏ رأسك‏ لإحداث الإنهاك في‏ الجهاز‏ العصبي‏، ‏ويضربك بالحبل الكهربائي‏، وإطفاء مستمرّ للسجائر‏ في‏ الأماكن الحسّاسة لجسمك مما‏ يحدث‏ حروقا وألما شديدين‏، ‏وتحميلك أثقالا ‏لفترات‏ طويلة‏، ووضعك تحت‏ ماء بارد‏ لساعات‏، و‏التعليق في شكل دجاج مصلي (روتي)، وتعريضك‏ لمروحة هواء‏‏ ‏بارد جدّا ‏مما‏ يؤدي‏ بك إلى الإرتجاف‏ الحاد‏ وارتفاع‏ نبض‏ قلبك‏ ‏وصعوبة‏ التنفس، نقلك باستمرار‏ من‏ مكان‏ بارد‏ إلى مكان‏ ساخن والوقوف‏‏ فترات‏ طويلة‏ ‏لإنهاك‏ أعصابك… الإيمان الراسخ‏ في‏ القلب‏ يولّد‏ في‏ النفس‏ طاقة‏ روحية‏ هائلة‏، وإرادة صلبة‏ لا تكسّرها‏ أساليب التعذيب، ‏وقانون‏ الألم يقول: كلما‏ زاد الضرب‏ ‏على‏ الجسد‏ يصبح‏ أقل‏ شعوراً‏ بالألم ويتخدر. وهو‏ نوع‏ من‏ الدفاع‏ الذاتي‏ للإنسان يحمي‏ به‏ نفسه‏ تلقائياً‏. يقول عز من قائل: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ (31)} سورة محمد. إنّ الجروح النفسية‏ تشكل‏ نقاط‏ ضعف، ولكنها‏ لا تشكل‏ نقاط‏ انهيار‏ لروحك‏ وإرادتك. عليك يابني‏ ألاّ تفكر‏ بذاتك‏، ولا بانفعال فتبني‏ موقفاً‏ عاطفيا من‏ اعتراف‏ أخيك، ‏بل‏ عليك‏ أن تتحمّل‏ ضعف‏ أخيك، ‏وأن‏ تضع‏ نفسك‏ في‏ المعركة‏ في‏ خندقين، واحد‏ لنفسك وآخر‏ لأخيك وأن تدير‏ معركة‏ الثبات من‏ خلال‏ الخندقين. إنّ الذي‏ يعترف‏… تحت‏ مبرر‏ أنه قُدّم اعتراف‏ ضدّه، السبب في الحقيقة‏ هو الضعف وعدم الإستعداد، ‏فبدل‏ من‏ أن يدافع‏ عن‏ نفسه‏، ‏وعن‏ أخيه، ‏خذل‏ نفسه‏ وخذل‏ أخاه ». ثم قطع عني متعة الإستماع السجان الذي نقلني إلى دهليز آخر. خرجت من عنده يصحبني دعاؤه، وإيماني وثقتي بنفسي راسخة رسوخا لم أعرفه من قبل. ورغم‏ أن هذا‏ الأسلوب الذي أخبرني عنه أستاذي له‏ وقع‏ قاسٍ‏ ومؤلم‏، ويحتاج‏ إلى شجاعة‏ وإرادة فولاذية‏ وإيمان صلب‏، إلا أن الطغاة الجبابرة طوروا هذا‏ الأسلوب باتجاه‏ إجبارك على وضعيّة جلوس شاقّة ‏لمدة‏ ساعات‏ تؤدي‏ إلى تصلب‏ وآلام‏ في‏ حلقات‏ عمودك‏ الفقري‏.. حتى‏ يصبح‏ تقييدك بحدّ ذاته وسيلة‏ ضغط‏ شديد‏ة على‏ جهازك‏ العصبي‏ ‏والنفسي‏ لدفعك للانهيار،‏ ويتكور‏ جسمك‏ ‏بشكل‏ مزعج بحيث‏ يتركز‏ ثقل‏ الجسد‏ على‏ نقطتين‏ هما‏ نهاية‏ العمود‏ الفقري‏ وعقب‏ القدم‏، مما‏ يؤدي‏ إلى تخشب‏ ظهرك‏ وتصلب‏ عمود‏ك الفقري‏ وازدياد‏ آلامك‏ وظهور‏ الزرقة بين‏ المحاشم‏ ودمامل‏ في‏ أطراف ظهر‏ك وبين‏ الفخذين‏ وفي رُكبتيك،‏ وتكبر‏ هذه‏ الدمامل‏ حتى‏ تدمى‏ وتتقيح‏، ويقوم‏ السجان بضربك‏ وهزّ‏ رأسك بشدة‏. ربطك بهذه الطريقة أو تلك هي‏ أداة ضغط‏ وابتزاز‏ ووسيلة‏ إنهاك وإضعاف لطاقة‏ تحمّل‏ جسمك، والعدوّ‏‏ يراهن‏ على‏ الوقت… لكي‏ تستسلم وتخضع،‏ لتعترف‏ وتقبل بما يملى عليك، ثم  دوام الأصوات العالية المنبعثة من الأبواق تضرب مباشرة‏ في‏ الدماغ، وتسبّب لك صداعا شديدا يشلّ تفكير‏ك ويرهقك. أصوات صاخبة‏ جداً‏ تؤثر‏ على‏ الغشاء‏ الشفاف‏ لطبلتي أذنيك فتخرقهما مسببة‏ أوجاعاً شديدة‏ ونزيفا، أو يتعب‏ هذا‏ الغشاء بقسوة ويجعله‏ غير‏ قادر‏ على‏ العمل‏ الطبيعي‏… يضع‏ العدوّ في ذاك الدهليز المظلم مكبّرا‏ للصوت‏ متصلا بمسجّل‏ مفتوح‏ على مدى ساعات.. ممزوجا بأصوات صراخ‏ وبكاء ‏من‏ أهوال التعذيب، حتى‏ لا يتيح لك‏ أيّ فرصة‏ للراحة‏، أو النوم‏ أو التفكير السليم‏، ولكي‏ يبقى‏ عقلك معطلاً طوال‏ فترة‏ التحقيق‏ بالصداع‏ المستمر.. ومحاولة‏ الخلاص‏ من‏ هذا‏ الصداع. التحقيق‏ مسرحية‏ قاسية تدار بدراسة‏ وخبرة، وكل‏ أساليب المحققين‏ هي‏‏ مسرحيّة دمويّة، لتحطيم ذاتك وغسل دماغك وإخضاعك للهوان ولو لفترة بسيطة.. لكن الإنهيار والإعتراف لا يكونان إلا إراديين وذاتيين. التحقيق هو أحد فصول المعركة التي تدور في الشوارع والمدارس والعقول والسجون…!! اليوم بعد أن منّ الله علي بالخروج من تلك الدهاليز المظلمة، وبعد أربعة عشر سنة قضيتها متنقلا داخل تلك الأماكن، لايفارق خيالي ذاك المكان.. تلك الدهاليز تراودني، ويمتص الفراغ الذي تركته تلك الأيام الندى من سحابتي.. ينام بجانبي التوجع.. ويقض شراهة نومي السهاد، وينفث في فؤادي صقيع الكآبة.. أتحايل على وجع عظامي.. أبقوني طريح الفراش ولم يعلموا أن في مقلتي جذوة من سعير.. اليوم تفتحت العناكب، وتمردت المراكب، وقص شعر السكون.. ورميت بماء طاهر عناد ظلم جائر.. غرست ثباتا تبرعم من أشلاء.. حتى عانقت رونق السماء.. ياأخي برغم الظلام الكثير فالشباك هنا وهناك.. فتحي العابد Fathi.abed@gmail.com كتبت شهر ديسمبر 2008

الحرية أولا وأخيرا التغيير هنا وهناك

خالد الكريشي   والآن –هناك- تم إنتخاب باراك حسين أوباما الرجل الأسود ذو الجذور الإفريقية المسلمة رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية بعد أن خاض حملته الإنتخابية تحت شعار « التغيير » ،كما رفعه المرشح الجمهوري جون ماكين،وهو الشعار التي ترفعه الولايات المتحدة الأمريكية منذ أن وطئت أول قدم لرجل أبيض من القارة العجوز الأرض الجديدة مبشرا برسالته التمدينية فكانت حصيلة هذا التغيير إبادة السكان الأصليين ،ليبنوا على أنقاض الجماجم والدماء وبإستعمال سياسة الحديد والنار دولتهم التي عرفت فيما بعد بإسم الولايات المتحدة الأمريكية مستعينين في ذلك بعضلات وعرق العمال الأفارقة الذّين  سيقوا عبيدا في التجارة المثلثة غصبا إلى هناك وليكون شعارها التغيير الذي لا يعني سوى جعل الآخرين يعيشون النموذج الأمريكي في كل شيء والعمل بلا هوادة على أمركة العالم ضاربين عرض الحائط بخصوصيات الشعوب وحرياتها ومارست أمريكا في سبيل ذلك إرهاب الدولة  بداية مع كوبا سنة 1899 وصولا إلى العراق سنة 2003 ومازالت مرورا بغرينادا وكوبا وكوريا والفيتنام ومصر ولبنان وبنما والصومال وإيران وليبيا وأفغانستان….في مخالفة واضحة للشرعية الدولية التي أصبحت في القاموس الأمريكي شرعية القوة . سكن هاجس التغيير – هناك- أمريكا داخليا وخارجيا سواء كان على رأس هذه الدولة إدارة ديمقراطية أو جمهورية ، وقد يكون لكل إدارة وجهة نظر شخصية من بعض المسائل الداخلية وهو إختلاف بسيط، لا يرتقي  بالضرورة إلى حد الإقرار بوجود سياستين أو مشروعين متناقضين فلا يوجد بينهما من رفع شعار التوزيع العادل للثروة والملكية الجماعية لوسائل الإنتاج وتبني الإقتصاد الموجه عوضا عن إقتصاد السوق الذي جلب الوبال على البشرية جمعاء ولم يدعو أحدهما لتخليص أمريكا من اللوبي الصهيوني بل تسابقا وتنافسا على كسب ود الصهاينة ،إنهما ببساطة وجهان لعملة واحدة والفرق بينهما – هناك- كالفرق – هنا- بين الحزب الحاكم وأحزاب المخزن إلا أنه وبمقارنة بسيطة ،أفرزالتغيير – هناك- إنتخاب 44 رئيسا تداولوا على كرسي البيت الأبيض ،أما التغيير- هنا – فلم يفرز غير رئيس واحد وصل لكرسي الرئاسة بقصر قرطاج عبر التغيير!!. فلا غرو إذن أن يكون مصطلح التغيير من أكثر المصطلاحات المستعملة في تصريحات وخطب المسؤولين الأمريكيين – مثلما يكثر – هنا-  أساطين النظام التونسي من إستعمال مفردة التغيير- وهؤلاء جميعا يتحركون حسب مرجعية فلسفية ودينية وفكرية واحدة رسمت معالمها كتابات فرانسيس فوكوياما ( نهاية التاريخ) وهنري كيسنجر (هلال الأزمات) وصموئيل هنتغتون (صراع الحضارات) وغيرهم من منظري المحافظين الجدد،ومهما إختلف لون بشرتم وإنتماؤهم الحزبي وجذورهم العرقية يظل نبراسهم في ذلك النفط ودولة الكيان الصهيوني ،ألم يكتب الرئيس الأمريكي السابق ريتشارد نيكسون صراحة سنة 1992: » لدينا مصلحتان في الشرق الأوسط : النفط وإسرائيل  » ،وسيكون العقل السياسي العربي – هنا- على درجة كبيرة من التسطيح والغباء السياسي ويذهب بعيدا في تفاؤله حد البلاهة،إذا إعتقد أن الإدارة الديمقراطية الجديدة مقبلة على تغيير حقيقي تجاه الوطن العربي،وأنّه إذا أمطرت في واشنطن فعلينا حمل المطريات بالعواصم العربية ، بل أ ن بعضهم ربط بين إنتخاب أوباما وإطلاق سراح بقية المساجين الإسلاميين في تونس في إيحاء مباشر بأن بركات أوباما بدأت تحل بالخير الوفير على شعبنا في تونس وكتعبير عن حسن نوايا النظام ،وأن الأنظمة الإقليمية العربية  إرتعدت فرائصها بمجرد الإعلان عن نتائج الإنتخابات!! ،وتجاهل هؤلاء أن أمريكا تحكمها مؤسسات تنفذ مشاريع وبرامج معدة سلفا من لوبيات المال والسلاح والإعلام واليهود  وهي فعلا دولة قانون ومؤسسات وليس الرؤساء سوى منفذين لتلك المشاريع مما يفقد جميع الرؤساء الأمريكيين سلطة القرار السياسي  وهذا التفكير الإتكالي والتعويل على الأجنبي لإحداث التغيير الداخلي الحقيقي لا ينتج إلا الإستعمار والتبعية ولا يعلم الشعب إلا الخنوع والخضوع للظلم والإستعباد والإستبداد،وقديما قال العرب « ما حك جلدك مثل ظفرك ». (صحيفة مواطنون العدد 83 بتاريخ 3 ديسمبر 2008)  

بلدية قصرهلال بلدية التجمع الدستوري الديمقراطي وكالة لبيع العقارات ذات المصلحة العامة
مراد رقية: ان لمن علامات قيام الساعة في غياب الديمقراطية المحلية وسيادة الرأي الواحد الأةحد ونحن نستعد للاحتفال باليوم المفتوح للحباية المحلية يوم الأحد28 ديسمبر2008 أن ترفع البلدية التجمعية نوعين متضادين من اللافتات،الأولى تعلن عن بيع قطعتي أرض بلديتين،والأخرى تدعو المواطنين لوليمة بلدية من نوع خاض وهي وليمة الجباية المحلية؟؟؟ النوع الأول من اللافتات المعلن عن بيع قطعتي أرض بلديتين يكشف عن حالة من الرفاه العقاري ،وعن وجود رصيد هام يمكن أن تعتمد عليه عملية التنمية المحلية في حين أن غالبية متساكني المدينة التي تدّعي الهيئة التجمعية تمثيلهم عبر نظام التعيين الديمقراطي لا الانتخاب يعلمون بأن البلدية تتعلل لتبرير  القصور التنموي للهيئة البلدية الحالية بفقرها من الرصيد العقاري العمومي ،وبغياب المتبرعين بالاعقارات الموظفة للمصلحة العامة،أو المحبّسين لها كما كان رائجا في عهد الآباء والأجداد،فما هي دواعي عملية البيع،فهل هي الرغبة في انقاذ ميزان الجباية المحلية،أم هي عملية تهريب عقارات من المصلحة العامة الى المصلحة الخاصة ذلك أن الهيئات البلدية الأحادية اللون والرأي والقرار لم تعوّدنا ومن المنطلق بالغيرة على الصالح العام خلافا لما تسعى الى ترويجه عبر اللافتات المرفوعة والتي توهم المواطن بأنه صاحب الرأي والشأن والممول الأساسي لكل مشاريع التنمية المحلية الغائبة الى حد هذه اللحظة؟؟؟ أما النوع الثاني فهو يتمثل في اللافتات التي يقترن رفعها عادة باطلاق نشيد « معا من أجل تونس »أو »يارئيس البلدية » من الاذاعة الداخلية لدار التجمع بقصرهلال للتأثير المعنوي على دافع الضريبة »المفرغ الحيب » المسلوب القرار والذي أصبح لا يجد مبررا لدفع الضريبة المحلية بعد اقدام الهيئة البلدية الشامبيونية على مخالفة مثال التهيئة العمرانية في مشروع شامبيون،وجلب الرافعات المكنية للسيارات،والتلاعب ببتة السوق الأسبوعية،والصمت عن مستنقع الأيام التجارية،والاعلان عن دفع الهيئة لمقدار عشرة آلاف دينار لأحد المرشحين للجنة المركزية دون الاشارة الى تهميش المواطن واحتقار رأيه ،وعدم المساواة بين المواطنين في مجال التراتيب اذ أن هناك نوعين من التراتيب،واحدة للميسورين وأصحاب النفوذ والمتمتعين بالحصانة من الأداء البلدي ومن حجز سياراتهم،وأخرى ل »العامة » أو الرعاع الذين يجب أن يكونوا وحدهم « عبرة لمن يعتبر » قي تطبيق التراتيب والالتزام بمثال التهيئة؟؟؟ ان رصيد الثقة بين المواطن الهلالي والهيئة البلدية التجمعية  قد انخفض الى أدنى مستوياته عبر انتشار شعور خيبة الأمل وانعدام الرجاء في الهيئة الحالية التي لم لكلف خاطرها حتى باصلاح وضع السوق المركزية »واجهة المدينة » مما أدى الى هجرة المتسوقين الى المنستير والمكتين هروبا من الوقوع تحت طائلة الشعور بالمهانة والذل عبر التسوق من هذا الفضاء البائس المخزي المتحوّل الى منطقة طل وذل بدعم الهيئة البلدية التجمعية المتصبة ديمقراطيا في مقر لجنة التنسيق بالمنستير،أو قل « الوكالة العقارية البلدية » صاحبة امتياز تحويل مدرسة بوزويتة الى محطة سيارات أجرة تنكرت لها سيارات  الأجرة التي أحدثت من أجلها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟  

 المؤتمر السابع عشر

لاتحاد الكتاب التونسيين أو طاحونة الشيء المعتاد

 

ينعقد المؤتمر السابع عشر لاتحاد الكتاب التونسيين يومي 27 و28 ديسمبر 2008. وقد حفزتنا هذه المناسبة إلى كتابة هذا المقال. اتحادات الكتاب منظمات ثقافية تؤسس أساسا لخدمة الثقافة الوطنية وتيسير سبل تطويرها وإزالة العراقيل التي تعوق ازدهارها وانتشارها، وتُبعث لتشجيع الكتاب والمثقفين على الإبداع الحر والخلق البناء. وهي فضاءات لاحتضان الندوات الأدبية والتظاهرات الثقافية للتعريف بالإنتاج المحلي ودعم نشره، وتبادل التجارب مع اتحادات الأقطار الأخرى للاستفادة منها وإغنائها. وقد لا يقتصر دور الاتحادات على هذه المهام فتتصدّى لكل السياسات الثقافية التي تصادر حرية الكاتب وتندد بالانتهاكات المسلطة على المبدع وتناضل في سبيل فرض حرية الرأي والتعبير وحق الاختلاف وتجاوز الأنماط الثقافية البالية والمحنطة، ومقاومة كل ضروب القمع أكانت أخلاقية أم دينية أم سياسية، وتنتصر لفكر التنوير والحداثة والعقلانية، وتناهض تيارات الردة والشد إلى الوراء. تلك هي مُبرّرات وجود هذه الاتحادات. فأي دور اضطلع به اتحاد الكتاب التونسيين منذ تأسيسه؟ I – اتحاد الكتاب التونسيين: التأسيس والمسار الاتحاد هيكل رسمي ولد في أحضان السلطة الحاكمة في بداية السبعينات (1971) ولا يزال، وقد كرّس خياراتها الثقافية وساند توجهاتها السياسية وسكت عن تجاوزاتها المتكرّرة. وقد أسسته شخصيات لها مواقع متقدمة في السلطة والحزب الحاكم واضطلعت بمهام سياسية وحزبية وديبلوماسية من أمثال محمد مزالي والبشير بن سلامة ومحمد العروسي المطوي، ولم يجنح القائمون على شؤونه إلى سُنّة التداول على المسؤولية. فقد تعاقب على رئاسته منذ أن تأسس إلى الآن (37 سنة) أربعة أشخاص:1- محمد مزالي (1971/ 1979) 2- محمد العروسي المطوي (1979 /1991) 3- الميداني بن صالح (1991 /2005) 4- صلاح الدين بوجاه (2005 /2008)، وظلّ لما يقارب العقدين (1971 /1988) بدون مجلة تنشر إنتاج الكتاب التونسيين وتعبر عن تصوراتهم الثقافية والجمالية وتترجم مواقفهم من القضايا المطروحة وطنيا وعربيا وكونيا. وهكذا بقي الاتحاد هيكلا جامدا مهمّشا لا دور له في خلق حركية ثقافية ولاإسهام له في تنويع المشهد الثقافي. ومع نهاية الثمانينات ظهرت مجلة « المسار ». II- أهمية مجلة « المسار » يُعد ظهور مجلة « المسار » حدثا مهما في حياة اتحاد الكتاب التونسيين. فالمجلة منبر إعلامي يعكس نشاط أعضاء الاتحاد بصفة خاصة والكتاب التونسيين بصفة عامة ويكشف تصوراتهم للمسائل الثقافية ويبين مدى التزام الهيئات المديرة بلوائح المؤتمرات ومقرراتها. وهي أيضا ذاكرة الاتحاد ومرجع لا غنى عنه لرصد مساراته وتحولاته، ووثيقة تُعتمد في دراسة الحياة الأدبية في تونس. والمطلع على مدوّنة هذه المجلّة يخرج بجملة من الاستنتاجات: أ- عرف صدور هذه المجلة انتظاما في مرحلة أولى إذ صدرت جملة من الأعداد بدون انقطاع (من العدد 1 حتى العدد 19) ثم تعثر صدورها واقتصر أحيانا على أعداد قليلة في السنة ا لواحدة(ظهرت منها أعداد مزدوجة بداية من العدد 20/ 21 ثم بدأت تتأخر عن موعد صدورها بانتظام، فالعدد 22/23 صدر في ديسمبر 1994 والعدد 24/25 صدر في جوان 1995)، وتواصل هذا التقطع إلى يومنا هذا. ب- كان توجه المجلة في البداية ثقافيا صرفا توزّع بين الإبداع والدراسة والإعلام عن أنشطة الهيئة المديرة وفروع الاتحاد ونواديه (نادي القصة، نادي الشعر…) أو الندوات التي تُعقد هنا وهناك. ج- تضمنت بعض الأعداد ملفات ومحاور دسمة وثرية (ملف محمد فريد غازي عدد 3/4 – ربيع –صيف 1989، محور الحداثة والتغاير الثقافي ع 15 –مارس 1993، محور الرواية العربية المعاصرة: تجارب وقراءات ع 54 2001، إلخ.)، وتقديم شخصيات (محمد السويسي ع 6، الطاهر قيقة ع 7، محمود طرشونة ع 8، الميداني بن صالح ع 10… والقائمة طويلة). د- لم يكتف الأساتذة الجامعيون بالمشاركة في ندوات الاتحاد وكتابة المقالات في المجلة وإغنائها بزادهم المعرفي القيم وخبرتهم في مجال البحث بل تحمّلوا المسؤوليات في هذا الهيكل على أكثر من صعيد (دون أن ننسى أن بعض العناصر أساءت إلى سلك الجامعيين). ففي الهيئات المديرة نجد عثمان بن طالب وجلول عزونة ومحمود طرشونة ومحمد القاضي وخالد الغريبي، وفي هيئات التحرير نجد فوزي الزمرلي والهادي الطرابلسي ومحمد الغزي ومنصور مهني ومصطفى الكيلاني والقاضي وعزونة وطرشونة وابن طالب، كما تولى محمد الهادي الطرابلسي مهمة مستشار التحرير، والرئيس الحالي هو أيضا أستاذ جامعي. هـ- بقدر ما كانت مجلة « المسار » منبرا ثقافيا قادرا على استيعاب التجارب الأدبية والجمالية على اختلاف تلويناتها وتنوع مشاربها أصبحت في السنوات الأخيرة شريكا في الدعاية إلى السياسة الرسمية للحزب الحاكم واحتضنت صفحاتها مقالات تُشيد بإنجازات لم تُنجز وتعدد مكاسب لم تتحقق(انظر المقتطفات المأخوذة من خطب رئيس الدولة في بعض الأعداد على سبيل المثال:ع 26/27- 1995، ع 32/33 – 1997، ع40 1999…). وسيتدعّم هذا التّحوّل من خلال المؤتمرات ولوائحها (سنقتصر على الوثائق التي تضمنتها مجلة « المسار » فقط إذ لاتتوفر لدينا لوائح المؤتمرات التي انعقدت قبل ظهور المجلة). III- المؤتمرات واللوائح أ- المؤتمرات: المؤتمرات محطات مهمة في حياة المنظمات والجمعيات، وهي مناسبات للتقويم والمحاسبة والوقوف على النقائص ورسم الخطط لتدعيم المكاسب وتجاوز السلبيات واستشراف المستقبل. والمؤتمرات علامة من علامات الحيوية التي تميز هذه المنظمات بها تجدد حياتها وبدونها تصاب بالشلل ويكون مصيرها الموت البطيء. وقد انعقدت مؤتمرات اتحاد الكتاب التونسيين بشكل منتظم منذ لحظة تأسيسه (1971) إلى حدود المؤتمر الخامس عشر(25 مارس 2001) (15 مؤتمرا خلال 30 سنة)، وهو أمر طبيعي وعادي في حياة المنظمات المهنية والجمعيات الثقافية التي تكون قياداتها المسيرة متماسكة تنظيميا ومنسجمة فكريا. لكن الفترة الفاصلة بين المؤتمر 15 (2001) والمؤتمر 16 (2005) تعدّ أسوأ فترة في تاريخ الاتحاد الذي لانجد فيه لحظات مشرقة. فقد أحكم الميداني بن صالح قبضته على الاتحاد وتصرّف فيه كما أحبّ وشاء، ودعّم ظواهر مشينة كانت متفشية بين جمهرة من أعضائه من قبيل الرّشاوي والوشايات والجلسات الخمرية والسهرات الليلية لحبك المؤامرات والدسائس وشراء الذمم بأبخس الأثمان، وعزل كل مخالف لرأيه وإقصاء كل مناهض لطريقة تسييره (عريضة 102 المفصولين من الاتحاد). وقد ظلّ رئيس الاتحاد يؤجل المؤتمر16 المرة تلو الأخرى ويختلق الأعذار الواهية لتبرير صنيعه ويرد بشراسة غريبة على كل منتقد له ونيته المبيتة هي الوصول إلى مجلس المستشارين باعتباره رئيس منظمة. وقد حقق مراده قبل موته بأشهر. وقبل أن يذهب في سبيل حاله ترك إرثا سيئا وتركة ثقيلة زادا الاتحاد تهميشا ودفعا خيرة الكتاب والنقاد إلى مغادرته والنفور منه واليأس من إصلاحه من الداخل بل أجبرا البعض على تأسيس  » رابطة الكتاب الأحرار ». وازداد الأمر سوءا مع المؤتمر السادس عشر الذي انعقد في ديسمبر 2005 وأفرز قيادة عناصرها المؤثرة موزعة بين جهات البلاد الداخلية. فصلاح الدين بوجاه (رئيس) من القيروان وإبراهيم الدرغوثي من قفصة وخالد الغريبي من صفاقس والمولدي فروج من المهدية. وهكذا عجز الاتحاد عن أداء أبسط المهام المناطة بعهدته وتضاعف شلله وقل ّنشاطه واصبح عقد اجتماع الهيئة المديرة مشكلة تكلف ميزانية الاتحاد نفقات طائلة ما أغناه عنها. أما مجلة » المسار » فقد تواصل صدورها بشكل غير منتظم وأصبح حضورها باهتا إن لم يكن منعدما. وقد تجلّى هذا الوهن مرّة أخرى من خلال لوائح المؤتمرات. ب- اللوائح: تكون اللوائح عادة عصارة النقاشات التي تدور بين المؤتمرين وتعكس مشاغلهم اليومية واهتماماتهم الثقافية و مواقفهم من القضايا المطروحة، وتتخذها الهيئات المديرة المنتخبة برنامجها العملي بها تهتدي وفي ضوئها ترسم الأنشطة اليومية والخطط العملية بل إنّ هذه الهيئات تتعرّض لمحاسبة عسيرة إن لم تلتزم بمقررات المؤتمرات، وفي المنظمات الديمقراطية تُقال هذه الهيئات أو تفشل في الانتخابات اللاحقة عقابا لها وحتى تكون عبرة لمن يعتبر. والمطلع على اللوائح الصادرة عن مؤتمرات اتحاد الكتاب يلاحظ أنها تتراوح بين الثبات والتحول، وبين التشخيص الدقيق لواقع الحريات الخاصة والعامة والمساندة المطلقة للسياسة القائمة، كما يلاحظ البون الشاسع بين نهاية الثمانينات ومنتصف التسعينات والفترات اللاحقة، والمفارقات العجيبة بين الأقوال والأفعال. وقد ركزت هذه اللوائح على ثلاثة محاور أساسية: 1- المحور المهني: هي مطالب ثقافية خصوصية تختلف عن المطالب المهنية التي تناضل من أجلها النقابات وتتمثّل في: –  دعم قانون الملكية الأدبية والفنية وتطبيقه في أوسع مجالات الإنتاج والنشر والتوزيع ودعوة الكتاب إلى الانخراط بالجمعية التونسية للمؤلفين والملحنين (اللائحة العامة الصادرة عن المؤتمر 10 المنعقد يوم 24 ديسمبر 1989 – « المسار » عدد 5 – ربيع 1990 ص125). –  تسجيل تقلص حركة نشر الكتاب التونسي وترويجه نتيجة انعدام الدعم اللازم من قبل المؤسسات الرسمية المعنية وإخضاع الكتاب لقوانين السوق (اللائحة العامة للمؤتمر 11 المنعقد يوم 29 ديسمبر 1991 – « المسار » عدد 12 – جوان 1992 – ص133). ولم نجد في المؤتمرات اللاحقة (12، 13، 14، 15) أيّ إشارة إلى هذه المطالب بل إن أعداد « المسار » التي تحدثت عن هذه المؤتمرات لم تشر إلى لوائح أو بيانات صدرت عن بعض المؤتمرات. وهكذا انتفى الحديث عن مطالب الكتاب الخصوصية. فأي موقع لحرية التعبير عند الكاتب التونسي، هذه القيمة الضرورية لكل إبداع ؟ 2 – المحور السياسي: عبّرت بعض اللوائح عن انشغال كتاب تونس بالشأن العام وخاصة ما يتصل بحرية الرأي والفكر، وعكست مواقف تقدمية وإحساسا عميقا بوطأة الواقع المناهض لأي ضرب من ضروب الإبداع الجيد والمختلف عن السائد والمؤسس للبديل. فمن أهمّ بنود اللائحة العامة الصادرة عن المؤتمر العاشر: أ – تمسكنا المبدئي بالذود عن الحريات الفردية والعامة وخاصة منها حرية الإبداع والتعبير والنشر، ونطالب في هذا الصدد بعدم إخضاع الإنتاج الأدبي والفني لأية رقابة أو قانون مثل قانون الصحافة الذي ندعو بالمناسبة إلى تحويره لما يتضمنه من طابع زجري يتنافى مع ما ضمنه دستور البلاد من حريات. ب- نطالب بضرورة الإفراج عن الكتب والآثار الفنية المحجوزة، والتخلي نهائيا عن كل أشكال الرقابة التي تشوهها أو المصادرة التي تلغيها، وإيقاف كل التتبعات العدلية الجارية ضد بعض الكتاب والصحفيين (« المسار » ع 5 ص124). وتكون اللائحة الصادرة عن المؤتمر11- سنة 1991 أكثر جرأة على تشخيص واقع الحريات وحالة الانغلاق والقمع المستشري. وممّا جاء فيها: –  نسجّل تردي وضع الحريات الفردية والعامة بالبلاد وخاصة ما تعلّق منها بحرية التعبير والنشر نتيجة تواصل العمل بقانون الصحافة الزجري وتسليطه على الإنتاج الأدبي والفكري. –  نعتبر أنّ حرية التفكير والتعبير ضرورة حيوية للمبدع وقاعدة لكل نهضة ثقافية وحضارية وأن خير درع لمواجهة المشروع الظلامي يتمثل في إطلاق الحريات للقوى المدنية في صلب مجتمعنا. –  نسجل تردي وضع الإعلام وانغلاقه وأحاديته وعدم مواكبته لتطلعات المجتمع في تكريس التعددية الفكرية والسياسية مما يتعارض مع دوره في تجسيد قيم التنوير والتحرر والتمدن (انظر مجلة « المسار » ع 12 – جوان 1992 ص133). إلاّ أن المؤتمرات اللاحقة حملت معها لوائح تختلف اختلافا جذريا عن سابقاتها. فمما جاء في البيان والتوصيات الصادرة عن المؤتمر 12 ما يلي: –  مطالبتهم بمزيد الدعم للمسار الديمقراطي التعددي من أجل تأسيس مشروع مجتمعي يقوم على العقلانية والتسامح والتحديث (وكأن هناك مسارا ديمقراطيا حتى يدعموه ومشروعا مجتمعيا وجبت صيانته). –  وقوفهم في وجه الأطروحات الكليانية والحركات الظلامية التي تدعي التفرد بامتلاك الحقيقة وتسلب الإنسان التونسي حرية الاختيار وحق الاختلاف (وهل هناك حرية الاختيار وحق الاختلاف حتى يسلبا) (انظر « المسار » ع 20/21 – جويلية 1994 ص ص 187 / 188). وغابت اللوائح والبيانات التي تشرّح واقع البلاد والصادرة عن المؤتمرات 13، 14، 15 وعوضتها برقيات المناشدة والمساندة والتأييد. فقد أرسل المؤتمرون برقية إلى رئيس الدولة من بين ما جاء فيها: »يرفعون (أي المؤتمرون) إلى سيادتكم أحر عبارات التقدير والشكر والامتنان لما وجده اتحاد الكتاب التونسيين ورجال الإبداع والثقافة عموما من رد اعتبار وتكريم ورعاية سامية تجلت خاصة في المنزلة المتميزة التي بوأت الثقافة أولوية متقدمة صلب المشروع لتونس التغيير وفتحت أمام المبدع مجالات رحبة للمشاركة بنجاعة في حركة الإصلاح والتحديث » (« المسار » ع 36/37 – سبتمبر 1998 – ص187). وهكذا أصبح الاتحاد بوقا من أبواق الدعاية الرسمية وتجاهل واقع الثقافة المتردي وقمع المثقفين الرافضين التّرويض وتكريس الأمر الواقع، وتواصل هذا الارتباط غير المبرر وهذه الزيجة الغريبة إلى الآن. ففي غلاف الصفحة الأخيرة من عدد 26/ 27 من مجلة « المسار » –ديسمبر 1995 مقتطفات من خطاب رئيس الدولة في اليوم الوطني للثقافة 14 نوفمبر1991 ومن خطاب 27 أكتوبر 1995، وفي عدد32/33 1997 إضاءات من خطاب رئيس الدولة في اليوم الوطني للثقافة 14 جانفي 1997، وفي العدد 40 – 1999 خُصّصت الصفحتان 2 و3 « لإضاءات ثقافية من خطب الرئيس زين العابدين بن علي ». وهكذا فُتح الباب ولم يُغلق وحاد الاتحاد عن أداء المهام التي بعث من أجلها. أمّا المحور الثالث الذي اشتغل عليه نواب المؤتمرات فهو القضايا القومية. 3- القضايا القومية: من البديهي جدا أن يعبر الكتاب التونسيون عن مواقفهم من القضايا القومية خاصة وقد تكررت المؤامرات والاعتداءات على الشعوب العربية مشرقا ومغربا. لذا كانت مساندة هذه الشعوب واضحة جلية في المؤتمرات 10، 11، 12. فقد عبر المؤتمرون عن تضامنهم مع الكتاب والفنانين المضطهدين في فلسطين، وندّدوا بالحصار الجائر المضروب على العراق، ووقفوا إلى جانب كفاح الشعب الفلسطيني وانتفاضته الباسلة، وأدانوا التحرشات العدوانية التي تعرض لها الشعب الليبي. . . إلخ. وخلت المؤتمرات اللاحقة من أي موقف. إن الوضع الذي عاشه الاتحاد عزله عن مكونات المجتمع المدني فتقوقع على نفسه وخذل الجمعيات والمنظمات المناضلة في سبيل حرية التعبير وإيجاد مناخ ملائم للكتابة والإبداع بدون قيود وضغوطات، هذه القضايا التي تعني اتحاد الكتاب قبل غيره والتي كان من المفروض أن يوليها أقصى اهتمامه. لكنه تجاهل دوره الأساسي. فلما تفاقمت ظاهرة مصادرة الكتب منذ تسعينات القرن العشرين (80 كتابا في أقل من عشريتين في حين تم حجز 10 كتب في عهد بورقيبة) لم يحرك اتحاد الكتاب ساكنا ولم يطرح أي محور للنضال عنوانه حرية التعبير والإفراج عن الكتب المصادرة. كما أن منشورات اتحاد الكتاب لا تتجاوز أصابع اليد(البشير خريف في عيون النقاد، في الشعر التونسي الحديث 1 و2، في السردية التونسية الحديثة، منتخبات من المسرح التونسي بالعربية مع ترجمتها إلى الفرنسية، مختارات من الفكر والنقد في تونس مع ترجمتها إلى الفرنسية)، وهكذا كان حصاده هزيلا وهو على أبواب إكمال عقده الرابع. فماذا يُنتظر من المؤتمر القادم؟ IV- المؤتمر السابع عشر والانتظارات: يبدو أن المؤتمر السابع عشر لن يكون أفضل من سابقيه وأن التغيير ليس واردا في المستقبل القريب. ذلك أن مستقبل الاتحاد صورة من حاضره وحاضره سيء جدا. فالفروع بلا مقرات خاصة بها وأنشطتها قليلة، وحضور هذه الأنشطة القليلة ضعيف جدا، والسلطة الحاكمة ليست مستعدة للتفريط في الاتحاد رغم أنها حولته إلى جثة هامدة شأنه شأن أغلب الجمعيات، واستقلالية هذه المنظمة ليست مطروحة على جدول أعمال هذا المؤتمر بل من المؤكد أن تكون تزكية الرئيس للترشح للانتخابات القادمة أولى اهتمامات بعض النواب. ويضاف إلى كلّ ذلك أن القوى المتصارعة في الساحة الثقافية والمتلهفة لقيادة الاتحاد قديمة/ جديدة وليس لها أي برنامج بديل بل إنها هي التي كرّست الرداءة وأسهمت في مضاعفة الوهن الذي صاحب نشأة الاتحاد ولازم مساره، ودفعت العناصر التقدمية إلى هجره، ووظفته لأداء مهام أخرى. وقديما قيل فاقد الشيء لا يعطيه. أبو العلاء بن نصر
 
(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 24 ديسمبر 2008)
 


الكتاب السنوي لمدينة المنستير :  الـمـنـسـتـيــــــــر

 سنة  1429  هــ  –  2008   م  

نبذة تاريخية : توجد مدينة المنستير في الوسط الشرقي من البلاد التونسية وهي تتكون من شبه جزيرة ذات شكل مثلث متقايس الضلعين و يحد البحر هذا المثلث من جهتي الشمال و الشرق بينما تحده من الغرب سبخة و تحتل هضبة المنستير موقعا استراتيجيا حصينا و قد كانت المدينة عبر التاريخ مهدا للحضارات و تعتبر القيروان الأولى حيث أنشأها معاوية بن حديج و أقام بها ثلاث سنين … فهي أول مدينة إسلامية عربية أسست بإفريقية …و عند قدوم عقبة بن نافع و إنشاء القيروان الحالية أصبحت المنستير محرسا خارجيا للقيروان الجديدة و هكذا صارت أجل و أقدم رباط بالمغرب العربي …. كانت المنستير مستعمرة فينيقية تعرف بروسبينا أسسها مهاجرون قدموا من مدينة صور بلبنان في نهاية القرن السادس قبل الميلاد و بالتحديد في عام 509  ق .م و قد زارها حنبعل و حط بها قيصر روما و على أرضها شيد هرثمة بن الأعين والي الخليفة العباسي هارون الرشيد الرباط الكبير سنة 180 هجري أي 796  ميلادي      مثل رباط المنستير النواة الأولى لأول مدينة عربية إسلامية بإفريقية و قد كان له إشعاع ديني و علمي و حضاري عبر مختلف العصور التي مر بها و يكفيه فخرا أنه – إلى جانب دوره الدفاعي الجهادي في مقاومة الغزاة – احتضن العديد من العلماء و الأعلام و القادة العسكريين ممن سجل التاريخ مآثرهم من أمثال القاضي أسد ابن الفرات فاتح صقلية و الإمام سحنون بن سعيد مؤسس القانون الإصلاحي وابنه محمد و الطبيب الشهير أحمد بن الجزار و الإمام بن يونس الفقيه المالكي الكبير و الأمير الأغلبي ابراهيم الثاني و عيسى بن مسكين و أبو الفضل الغدامسي و الإمام المازري و محمد زيتونة و محمد سعادة و القاضي محمد مخلوف و غيرهم كثير …   و يذكر أنه خلال النصف الأول من القرن الثالث عشر الهجري حوله حمودة باشا إلى معقل حربي بعد أن نقل الطلبة المقيمين به إلى رباط سيدي ذويب و ركز به العساكر النظاميين و خزن فيه العديد من الآليات الحربية ….  تعرف مدينة المنستير التي أنجبت – عبر العصور الإسلامية – العديد من المرابطين و المجاهدين و العلماء بمدينة الرباطات و المرابطين حيث يوجد بها إلى جانب قصر الرباط الشهير رباط سيدي ذويب و رباط السيدة و رباط بن الجعدالذي ترجح أغلب الدلائل أنه هو الذي تم اكتشافه منذ سنوات بجزيرة الغدامسي ….  قدمت المنستير خلال فترة الإستعمار الفرنسي المباشر العديد من الشهداءالذين سقوا بدمائهم الزكية أرض المدينة الطاهرة و من بينهم شعبان البحوري و مصطفى بن جنات و سعيد المرشاوي و ناجي الخلفوني و أحمد الغندري و عبد السلام تريمش …. و قد لحق دمار كبير بالمدينة أثناء الحرب العالمية الثانية بسبب القصف الذي كان يستهدف الجنود الألمان و بخاصة في جهة  » مسجد السرى  » حيث كانوا يتحصنون في المغارات المحفورة في الهضبات المتاخمة للبحر كما وقعت عدة معارك بين الفرنسيين و الألمان على تخوم المدينة ….. و قد تم إعادة بناء ما تهدم من مؤسسات بأيدي أبناء المدينة قام الإستعمار الفرنسي في مطلع القرن العشرين بهدم  » سوق الربع  » و بذلك فقدت المنستير إحدى أهم مميزات المدينة العربية الإسلامية …. أما بقية الأسواق المختصة فقد كانت :  » سوق اللفة  » –  » سوق الطعمة و القيام  » –  » سوق القشاشين  » –  » سوق الموالحية  » –  » حوانت الذهب و الفضة  » –  » رحبة الطعام  » –  » فندق الغلة  » و في سنة 1912 كان يوجد بالمنستير 2524 محلا منها 800 للإنتاج أي أن ثلث المحلات كانت معدة للإنتاج … وفي فترات تاريخية مختلفة كانت المنستير مقرا لقناصل عدد من الدول و منها : إسبانيا – هولندا – إنقلترا – النمسا – ألمانيا – السويد – النرويج – الدانمارك – إيطاليا – موناكو – الولايات المتحدة الأمريكية – فرنسا …. و قد ساهم أبناء المنستير من حرفيين و نجارة و بنائين و حدادين في إعادة بناء سوسة التي تعرضت إلى دمار كبير خلال الحرب العالمية الثانية من جراء القصف المكثف للطيران الألماني على تجمعات الجنود الحلفاء حيث كانت مسرحا لمعارك كبيرة أما على المستوى الفلاحي فقد كانت المنستير مدينة فلاحية بامتياز حيث تذكر العديد من المصادر أن عدد أشجار الزيتون بلغ سنة 1861 ما مجموعه 374 82 شجرة و قد ورد في صحيفة  » المنستير  » الصادرة سنة 1909 ( صفحة 49 ) أن إنتاج الزيت بلغ ما بين 5 إلى 6 ملايين كلغ مساويا بذلك ما تنتجه صفاقس و في المجال التجاري فقد بلغت الواردات من ميناء المنستير ما قيمته 875 377 ريال – المرتبة الثالثة – ( صفاقس : 800 660 ريال – سوسة : 875 600 ريال – المهدية : 800 272 ريال ) في حين بلغت الصادرات ما قيمته 825 072 3 ريال – المرتبة الأولى – ( صفاقس : 400 328 1 ريال – سوسة : 500 897 2 ريال – المهدية : 850 343 ريال )  
دور بورقيبة في نهضة المدينة :   قصر سقانص : الجريمة التي لا تغتفر…        تعد الجريمة التي اقترفت في حق قصر سقانص – الذي هو ملك للدولة – اعتداءا صارخا على تاريخ المدينة و ذاكرتها الجماعية فضلا عن أن عددا من أبناء المنستير فوتوا في أراضيهم لإقامة هذا المعلم استبشارا باندحار المستعمر الفرنسي الغاشم  ولا زال العديد منهم يمتلك عقود الملكية فكيف يتم اغتصاب هذه الأراضي و مالكوها الأصليين أو ورثتهم لا زالوا أحياء ؟ لماذا لم يقع إرجاع الأراضي إلى مالكيها الأصليين فهم أولى بها و العديد منهم لا زال على قيد الحياة و من هؤلاء يمكن ذكر عائلات رحيم و البحوري و طنبورة و الطرودي و الزرافي و… عوضا عن الإستهتاربقيمته التاريخية و السياسية و المعنوية باعتبار أنه شهد العديد من الأحداث و القرارات و المحطات المهمة في تاريخ البلاد – ومهما كان تقييمنا لها و موقفنا منها – كان الأجدر بمن سطوا عليه أن يحولوه إلى متحف يحفظ الذاكرة الوطنية حتى تعرف الأجيال القادمة تاريخ بلادها و جانبا من أهم الأحداث التي نحتت مصيرها … إن القضاء على قصر سقانص بالشكل البائس الذي حصل هو محاولة جبانة لإلغاء التاريخ و محو آثار حقبة مهمة من تاريخ المنستير خاصة و البلاد عامة …. الوضعية العامة سنة 2008 : المساحة :  4638  هكتار ….. 46،380   كيلومتر مربع …. أو 000 380 46  متر مربع منها 100 1  هكتار مناطق عمرانية و مثلها مناطق سياحية و يبلغ طول سواحلها البحرية قرابة 30  كيلومترا أكثر من نصفها شواطئ رملية و البقية صخرية و يعتبر مناخ مدينة المنستير معتدلا و تبلغ كميات مياه الأمطار التي تنزل عليها ما معدله 465  مليمتر سنويا و تجلبها الرياح الشمالية الشرقية موقع المنستير بالنسبة لبعض المدن الرئيسية الأخرى : المنستــيـــر – سوســـــــة :     22            كيلومتر المنســتيـــر – المهديـــــة :      40            كلم المنســتيـــر – القيـــروان :      72            كلم المنستــيـــر – صفـاقـــس :      117          كلم المنستــيـــر – تــونـــــس :      160          كلم المنستيـــــر – الحمامات   :     103         كلم المنستيــــر  –  تــــــــوز  :     400          كلم و ترتبط ببقية مناطق البلاد من خلال ثلاث 3 طرق سيارة : – الأولى جنوبا في اتجاه بلدة خنيس – الثانية وسطا في اتجاه مسجد عيسى – الوردانين – الثالثة شمالا في اتجاه مدينة سوسة عدد السكان :  100  ألف  نسمة  (  أكتوبر 2008  ) و يتجاوز عدد المهاجرين من أبناء المدينة ضعفـي عدد المستقرين بها و يتواجد هؤلاء خاصـة في تونس العاصمـة ( أكثرمن 50  ألف ) و سوسة ( قرابة 20  ألف ) و في أوروبا و أمريكا الشمالية ( أكثر من 30  ألف ) و الخليج العربي …. و قد بدأت هجرة مكثفة إلى أوروبا و خاصة إلى فرنسا و ألمانيا في الستينات و السبعينات من القرن الماضي بهدف الشغل أو الدراسة و تبعتها هجرات أقل شأنا إلى كل من الولايات المتحدة و كندا …  و قد لوحظ خلال السنوات الأخيرة بروز ظاهرة  الهجرة الداخلية العكسية من أبناء المدينة باتجاه موطنهم الأصلي كما أن عدد الطلبة الدارسين بها ازداد خلال السنة الجامعية الحالية 2008- 2009 بحوالي خمسة آلاف طالب عما كان عليه سنة 2003-2004  ليصل حاليا إلى أكثر من 20  ألف طالب و حسب الإحصائيات السابقة للتعداد العام للسكان و السكنى فقد كان تعداد السكان بالمنستير كالتالي :  1984 :  000 36   نسمة  1994 :  000 51   نسمة                                                                نسمة     :  546 71      2004  و قد بلغ عدد العائلات في أفريل  2004  وفقا للتعداد العام للسكان و السكنى 423 19  أسرة أما عدد المساكن فقد بلغ 920 24 و يرتفع عدد المقيمين بالمدينة في عطلة آخر الأسبوع إلى حوالي 120  ألف و يزداد هذا الرقم ليصل إلى حوالي 150 ألف خلال العطل المدرسية و في عيدي الفطر و الإضحى أما خلال أشهر الصيف ( جويلية – أوت ) فإن عدد السكان يرتفع إلى أكثر من  300  ألف نسمة و تعتبر المنستير سابع مدينة من حيث عدد السكان بعد تونس الكبرى – صفاقس – سوسة – قابس – القيروان – بنزرت التوقعات الديمغرافية : نسمة     000 110: 2010  نسمة    000 120: 014 2        نسبة النمو السكاني : تتجاوز نسبة النمو السكاني النسبة الوطنية البالغة  11,2   في الألف بسبب الهجرة الداخلية المرتفعة نحو المدينة باعتبارها مركز استقطاب وظيفي هام و مركز سياحي رئيسي وقطب جامعي هام حيث تعتبر المنستير المدينة الجامعية الخامسة من حيث عدد الطلبة على مستوى البلاد و سيتدعم هذا التوجه أكثر عند الإنطلاق العملي للقطب التكنولوجي المتخصص في قطاع النسيج و الملابس في بداية سنة 2009  و كذلك الشروع في تشغيــل المستشفى الجديد ( مركز التوليد و الولدان ) الذي أقيم على مساحة 13  هكتارا و يضم 122  سريرا إضافة إلى كل ذلك فإن عددالطلبة في ارتفاع مستمر من سنة إلى أخرى ….. و يوجد بالمنستير عدد كبير من العائلات الممتدة وفيرة العدد و ذلك حسب الألقاب التالية : أكثر من  000 2  نفر   :   بوزقرو – بشير – السخيري – بسباس – البحوري …. أكثر من  000 1  نفــر :  حرز الله – الصيادي – البنزرتي – غديرة – حيزم – مخلوف – مزالي – بالحاج يوسف -سلامة – شاوش – القريشي – الدبابي – الجزيري – قلالة – شوشان – البرقاوي – بيزيد –  أكثر من  500  نفـــر   :  السطمبولي – التومي – شعبان – البدوي – فريح – موسى – بتبوت – الجلاصي – العويتي -الزيدي – الهاني – شقير – سفطة – الزرافي – نابي – معتوق – نويرة – الصيد- الركباني -عرعود – صريحة – الطبقة – مرزوق – الجليزي – بوسلامة – عاشور- سكندراني – حمودة -عباس – عقير – ….. أكثر من 200  نفـــر :     البنوني – المرشاوي – فرشيو – خفشة – مرموش – الترجمان – خليفة – البكوش – مراد -رحيم – بقة – عجينة – التريكي – الطوزي – تريمش – الهاني – جعفورة – لطيف -المرزوقي- المبروك – مزهود – المنزلي – الرجيشي – النعيري – نوار – سكمة – البواب –  سليمان – طنبورة – تقا – الطرودي – العزي – الغزواني – دقدوق – سعيدان – سلام -علاق – السوسي – الزيلي – الحداد – الحذري – الحلارة – الأنصاري – منصور -محلة – بن جنات – بن نصر – بن حسن – الشاذلي – جراح – الهرقلي – بورقيبة – الشريف – السقا – الجدي – بكار – بكير – الهدار- العتيل – الغمراسي – الماي – نعمان – الخلفوني – الزين – بلعيد – بريك – الصوفي – براهم – خذر – خليفة – محجوب – قديش – بن مصطفى – بوراوي – طرابلسي –   العائلات المقيمة بتونس العاصمة : بسباس- بوسلامة  – الحيزم  – حرزالله – الزرافي – التريكي – السطمبولي – الصيد – الصيادي – المرشاوي – بورقيبة – الخيري – المبروك – الحذري – محلة –  العائلات المقيمة بسوسة : حرزالله – البنزرتي – بسباس – الصيادي – السخيري – بوزقرو – مخلوف – سلامة – الدبابي -الطبقة – سفطة – نابي – الشاوش – الساقجي – التومي – الجلاصي – الزواوي – العريف – الصنديد – نويرة – شبيل – حميدة – النيقرو – قويدر ….                                                                 العائلات المقيمة بصفاقس : بسباس – السوسي – البكوش – الزرافي – الزناد – بن اسماعيل – بن محمد ….       الجالية المتواجدة بالخارج : تتواجد الجالية في أكثر من 50 بلدا : اوروبا : فرنسا – ألمانيا – إيطاليا – بلجيكا – بريطانيا – إسبانيا – البرتغال – هولندا – إيرلندا –  سويسرا – النمسا – اللوكسمبورغ – السويد – النرويج – الدنمارك – فنلندا – بولونيا – رومانيا – بلغاريا – المجر – أكرانيا – اليونان – روسيا – تركيا – جمهورية التشيك ….. الوطن العربي : المغرب – الجزائر – ليبيا – موريطانيا –  مصر – سوريا – السعودية – عمان – الإمارات العربية المتحدة – البحرين – قطر – الكويت …. إفريقيا : السينغال – مالي – غانا – جنوب إفريقيا – الكامرون – الغابون – نيجيريا ….. آسيا : الصين – الهند – اليابان …. أمريكا : الولايات المتحدة الأمريكية – كندا – الأرجنتين – البرازيل – الشيلي – كوبا – بنما ….. أستراليا برزت خلال السنوات الأخيرة ظاهرة استقرار الأجانب من المتقاعدين و غيرهم بصفة دائمة بالمدينة حيث قاموا بشراء أو اكتراء منازل …. و النسبة الأكبر من هؤلاء فرنسيون و إيطاليون و إنجليز و ألمان  توأمة المدينة : تمت توامة مدينة المنستير مع عدة مدن عالمية و منها : – مدينة  » مونستر  » الألمانية القريبة من الحدود الهولندية و هي التي تعد 000 270 ساكن ( سبتمبر 2005 ) و يدرس بها 000 50 طالب جامعي و تضم عددا كبيرا من المصالح الإدارية و القضائية و تتميز بكثافة استعمال الدراجات العادية من قبل ساكنيها – كما تمت سنة 1984 توأمتها مع منطقة جهة  » الرون آلب  » الفرنسية التعليم الإبتدائي و الثانوي : بلغ عدد التلاميذ خلال السنة الدراسية 2007 – 2008 في مختلف المستويات الإبتدائية و الإعدادية و الثانوية 091 15 تلميذ في حين بلغ عدد المعلمين و الأساتذة 001 1 و يوجد بالمنستير عدد هام من المؤسسات التربوية تتمثل في : – 16   مدرسة إبتدائية درس بها 910 6 تلميذ و أشرف على التدريس بها 389  معلم ( أضيفت مدرسة جديدة ) –  6   مدارس إعدادية ( علي بورقيبة – مفيدة بورقيبة – الهادي خفشة – 7 نوفمبر – المدرسة الإعدادية النموذجية – الإعدادية التقنية ) و يدرس بها 963 3 تلميذ يشرف عليهم 312 أستاذ –  3  معاهد ثانوية : معهد بورقيبة-معهد فطومة بورقيبة – المعهد النموذجي و يدرس بها جميعا 218 4 تلميذ و يشرف عليهم 300 أستاذ – باكالوريا جوان 2008 : تميزت هذه الدورة بنجاح أول دفعة من المعهد النموذجي حيث تقدم للإمتحان 88 تلميذ نجح جميعهم مع تفوق التلميذة أمل عبد الرحمان – أصيلة قصيبة المديوني – التي تحصلت على أعلى معدل وطني ( 19,32 من 20 ) في شعبة العلوم التقنية أما عن النسبة العامة للنجاح في الباكالوريا فقد بلغت 75,54 في المائة حيث تقدم للمناظرة في المعاهد الثلاث 1116 مترشح نجح من بينهم 843 تلميذ  المركز الوطني البيداغوجي : انتقل منذ سنتين إلى مدينة الساحلين بتعلة عدم وجود مقر واسع يحتضنه في مدينة المنستير وهو الفرع الجهوي الوحيد في كامل البلاد الذي لا يوجد مقره في مركز الولاية مدينة جامعية  ….. تضم مدينة المنستير عشرة مؤسسات جامعية درس بها خلال السنة الجامعية 2007- 2008 ما مجموعه 21719  طالب موزعين على النحو التالي : 1 –  كليــــــــــــة العلـــــــــــــــــــــــوم :                      674 5 2 –  المعهــد العــــــالي للبيوتكنولوجيـــا :                      348 2 3 –  المدرســة الوطنيـــة  للمهندسيـــن :                        505 1 4 –  المعهد العالي للإعلاميــة و الرياضيــات :                735 1    5 –  كليـــــة الصيدلــــــــــة :                                   403 1  6 –  كليــــة الطـــــــــــــب :                                    479 1 7 –  كليـــة طــب الأسنـــــان :                                 439 1 8 –  المعهد التحضيري للدراسات الهندسية :                  435 1 9 –  المدرسة العليا لعلوم و تقنيات الصحة :                  310 1 10 – المعهـد العــالي لمهـن الموضــــة :                    891 و تبلغ نسبة الفتيات  56،37   في المائة من مجموع الطلبة وتبلغ طاقة الإيواء بالمبيتات الجامعية الرسمية خلال السنة الجامعية الحالية 2008 – 2009 ما مجموعه 3376 طالبا هذا بالإضافة إلى المبيتات المملوكة للخواص و قد تخرج في شهر جوان 2006  ما مجموعه 610 2  طالب تحصلوا على شهادات جامعية مختلفة : الإجازة التطبيقية – الشهادة الجامعية للتكنولوجيا – الأستاذية – شهادة مهندس و من بين هؤلاء هناك 210  خريج تحصلوا على الماجستير و 11  على الدكتوراه (  1 علوم الإعلامية و الإتصالات – 6 علوم الحياة – 4 علوم فيزيائية )  و يدرس بالخارج ما لا يقل عن ألف طالب من أبناء المدينة و خاصة في فرنسا وألمانيا و أكرانيا و رومانيا و كندا … و حسب التعداد العام للسكان و السكنى لسنة 2004  فقد بلغ عدد سكان المدينة ممن يحوزون على مستوى تعليم عالي767 13 أي بنسبة 20,1 في المائة من الفئة العمرية 10 سنوات فما فوق وهي أرفع بكثير من النسبة على المستوى الوطني التي لا تتجاوز 7,7 في المائة و تتقدم بذلك مدينة المنستير على سوسة ( 14,49 في المائة ) و صفاقس ( 13,71 في المائة ) أما بالنسبة للتمدرس بالتعليم العالي للفئة العمرية 19 – 24 سنة فقد بلغت 45,7 في المائة متجاوزة بكثير النسبة الوطنية العامة التي بلغت 18,2 في المائة إحصائيات مهمة : –  146    محامي – 71      عدل تنفيذ بدائرة محكمة الإستئناف بالمنستير – 83      عدل أشهاد بدائرة محكمة الإستئناف بالمنستير – 104    خبير عدلي بدائرة محكمة الإستئناف بالمنستير القطاع الصحي : – المستشفى الجامعي فطومة بورقيبة –  24      صيدلية منها اثنتان  تعملان بالليل بحساب : صيدلية لكل 4000 ساكن  –  314    طبيب مهنة حرة من ضمنهم   53 طبيب عام – 22 طبيب أسنان – 11 طبيب أطفال- 9 أطباء جراحة – 7 أطباء عيون – 6 أطباء قلب – 5 اطباء نفسانيين – 8 أطباء نساء – ….. و تحتل المنستير المرتبة الرابعة من حيث عدد الأطباء بعد تونس الكبرى ( 4584 )  و صفاقس ( 1144 ) و سوسة ( 700 ) و ذلك طبقا للإحصائية التي نشرتها العمادة الوطنية للأطباء بتاريخ 30 أكتوبر 2006و تحتل المرتبة الأولى في ما يتعلق بالكثافة : طبيب لكل 250 ساكن  و تتوفر مدينة المنستير على إمكانيات واعدة فيما يتعلق بـ السياحة الإستشفائية نظرا لوجود بنية تحتية جيدة أبرزها وجود المستشفى الجامعي و كلية الطب و كلية طب الأسنان و مصحة خاصة و مصحة متخصصة في جراحة الأسنان و أكثر من 400 طبيب في مختلف الإختصاصات فضلا عن وجود مطار دولي يؤمن الإرتباط بأكثر من 224 مدينة عالمية و بالخصوص العاصمة الليبية طرابلس التي لا تتجاوز الرحلة إليها – جوا – الساعة و النصف الواقع الإقتصادي : تعتبر مدينة المنستير قطبا صناعيا مختصا أساسا في صناعات النسيج و الملابس الموجه إنتاجها للتصدير إلى بلدان الإتحاد الأوروبي  و لعل أبرز حدث إقتصادي خلال سنة 2008 هو الزلزال المالي الذي عصف بالإقتصاد العالمي حيث لم ينج من آثاره السلبية أي بلد بسبب العولمة و التشابك المعقد في المعاملات الدولية مما يجعل التنبؤ بالخسائر المنجرة عنه مستقبلا من قبيل الخيال بسبب عدم خضوع هذا الإعصار المالي لآليات واضحة تمام الوضوح …. إلا أن هناك مخاوف حقيقية من انكماش السوق الإستهلاكية في أوروبا التي تبلغ نسبة المعاملات و المبادلات معها 80 في المائة وهو ما سيكون له تأثير على المؤسسات المصدرة …. و بما أن مدينة المنستير تعتمد على نشاطين اقتصاديين رئيسيين و هما السياحة و النسيج فإن هبوط القدرة الشرائية للأوروبيين قد يتسبب في حصول ضرر للسوق السياحية في حين أن مصانع النسيج التي تصدر جل منتوجاتها إلى أوروبا قد تعرف صعوبات كبيرة ربما تؤدي إلى غلق البعض منها أو تسريح جزء من العمال فيها وهو ما سيزيد من نسبة البطالة – المتفشية أصلا – و يعمق المشاكل الإجتماعية معمل سقانص للأثاث : الخسارة الكبرى – الجريمة تأسس معمل سقانص للأثاث سنة 1964 على أرض تمسح 15 ألف متر مربع تبرعت بها عائلات من أجل إيجاد مواطن شغل لأبنائها و قد بلغ عدد العمال سنة 1979 أكثر من 700 عامل و كان له دور أساسي في النهوض بمدينة المنستير و ضواحيها يوجد بالمنستير عدد هام من الفروع البنكية البنوك وهي : 1 – البنك المركزي 2 – البنك التونسي 3 – الشركة التونسية للبنك 4 – البنك الوطني الفلاحي 5 – الإتحاد الدولي للبنوك 6 – الإتحاد البنكي للتجارة و الصناعة 7 – بنك تونس العربي الدولي 8 – بنك الإسكان 9 – بنك الأمان 10 – التجاري بنك 11 – البنك العربي لتونس 12 – البنك التونسي للتضامن المعرض الدولي بالمنستير : أقيم في الفترة الممتدة من 24 أوت إلى 13 سبتمبر الفلاحة : الباكورات : أول مدينة الصيد البحري و الميناء معاصر الزيتون : معصرة وحيدة  معصرة المرحوم عبد الرزاق الحلارة في سنة 1911 كان بالمنستير 57 ماكينة لعصر الزيتون و 46 زندانة و 57 ماكينة لعصر الزيتون تنتج مابين 5 و 6 ملايين كيلوغراما كلغ من الزيت و ماكينات عمل المنستير تنتج بين 8 و 9 ملايين كغ من الزيت و في سنة 1862 تم تصدير كميات من الزيت بلغ ثمنها 825 072 3 ريالات ( ميناء سوسة : 500 897 2 ريالات – ميناء صفاقس : 200 328 1 ريالات – ميناء المهدية : 850 345 ريالات ) الواقع الإجتماعي : الوضع النقابي : المساجد بمدينة الرباط : يبلغ عدد المساجد 25  منها 16  تقام فيها صلاة الجمعة و لا يزال اثنان من بين هذه المساجد في طور البناء في حين تم تحويل آخر إلى إدارة رسمية للأرشيف وهي المكتب الجهوي للإعلام و التوثيق بالمنستير التابع لوزارة الإتصال و العلاقات مع مجلس النواب و مجلس المستشارين ( يخص الأمر المسجد الملاصق للمعهد الثانوي فطومة بورقيبة ) مع الملاحظ أنه زمن الإستعمار الفرنسي المباشر كان يوجد بمدينة المنستير 48  مسجدا و مسجدان جامعان أحدهما مالكي و الثاني حنفي رمضان 1429 هـــ : شهدت مساجد المدينة إقبالا كبيرا من قبل المصلين الذين توافدوا على بيوت الرحمان بعشرات الآلاف و خاصة في صلاة المغرب و العشاء و التراويح و قد صاحبت النصف الأول من شهر رمضان المبارك و خاصة الأيام الأولى موجة حر شديد لم تشهدها المدينة – في مثل هذه الفترة – منذ حوالي 20 سنة مما دفع بأعداد كبيرة من السكان إلى اللجوء مساءا و حتى وقت قصير قبل الإفطار إلى البحر للتخفيف من آثار الحرارة التي تراوحت في الظهيرة ما بين 36 و 41 درجة مناسك الحج و العمرة : – أدى المئات من أبناء المدينة مناسك العمرة خلال شهري شعبان و رمضان 1429 هــ عن طريق الرحلات المنظمة التي تؤمنها  » شركة الخدمات الوطنية و الإقامات  » – تم قبول 48 مترشحا للقيام بفريضة الحج لسنة 1429 هــ على نطاق معتمدية المنستير التي تشمل بالإضافة إلى المنستير مدينة خنيس التي تعد قرابة 11 ألف ساكن و بمقتضى النسبة المعتمدة لدى منظمة المؤتمر الإسلامي في تحديد عدد الحجاج لكل دولة وهي واحد لكل ألف من السكان  … كان من المفروض أن يبلغ عدد الحجاج في معتمدية المنستير 111 حاجا و ليس 48 … إذن أين البقية … قد يكون الجواب عند بعض المتنفذين و عند منتزه قمرت … و إذا  ماعرف السبب بطل العجب … النقل الجوي : يوجد بالمنستير ثاني أكبر مطار بالبلاد التونسية و يحتل المرتبة الأولى على مستوى إفريقيا و الشرق الأوسط فيما يتعلق برحلات  » الشارتار  » و حسب مجلة  » توريزم أنفو  » فقد احتل مطار المنستير المرتبة الرابعة و العشرين من حيث حركة المسافرين على مستوى بلدان إفريقيا و الشرق الأوسط بـــ  947 841 2   مسافرا و 848 24  سفرة   متقدما على مطار بيروت الذي لم يتجاوز عدد مسافريه 965 840 2 و قد أجري هذا الترتيب على مجموع 180  مطارا في كل من إفريقيا و الشرق الأوسط و يعتبر مطار الحبيب بورقيبة الدولي الأول على مستوى البلاد من حيث عدد المسافرين حيث بلغ عدد هؤلاء سنة 2007 ما مجموعه 802 279 4 مسافر وهو مرتبط مع 200 مطار أوروبي و 21 مطار في إفريقيا و 3 مطارات في الشرق الأوسط و يؤمن 80 بالمائة من رحلات  » الشارتار  » على المستوى الوطني الواقع الثقافي : عدد الصحف الصادرة بالمدينة :صفر مع العلم أنه زمن الإستعمار الفرنسي المباشر كانت تصدر عدة صحف و منها صحيفة  » المطرقة  » التي أسسها سنة 1937  محمد بن محمد مزالي وهي صحيفة أسبوعية                                                    نقدية فكاهية سياسية و صحيفة  » الدقازة  » التي أسسها سنة 1949 الطالب الزيتوني علي بالحاج يوسف بالإشتراك مع عبد الله بشير وهي صحيفة نقدية ذات توجه عربي إسلامي    …..                 عدد الإذاعات :  إذاعة وحيدة رسمية عدد القنوات التلفزية :  صفر مع العلم أن عدد القنوات التلفزية في العالم يتجاوز الــ عشرة آلاف منها أكثرمن خمسة آلاف فضائية و تكاد لا تخلو مدينة كبرى في العالم الغربي من قناة تلفزية محلية أو فضائية …. عدد المطابع : أربعة عدد دور النشر :  صفر شخصيات فنية وفكرية كان لها دور في المشهد الثقافي الوطني : عبد العزيز العروي : سليل عائلة كانت تقطن بالقرب من شاطئ بحر سقانص و بالتحديد خلف جامع الصيادي وهو صاحب البرامج الإذاعية الشهيرة و قد اشتهر بالخصوص خلال شهر رمضان في فترة الستينات و السبعينات من القرن الماضي بحكاياته التي كانت تقدم في الإذاعة الوطنية في برنامج  » حكايات العروي  » و تلقى إقبالا كبيرا من المستمعين على متابعتها أسماء لها تاريخ : الشاذلي زويتن : مناضل ضد الإستعمار الفرنسي و قد تقلد منصب أول رئيس للجامعة التونسية لكرة القدم و قد حمل اسمه أقدم ملعب في تونس العاصمة  » ملعب الشاذلي زويتن  » الواقع السياحي : –  47  نزل سياحي بطاقة إيواء تبلغ 575 23 سرير مقابل 950 16 سنة 1994 بالنسبة لــ 38 وحدة فندقية  و تعتبرالمنستير رابع مدينة سياحية بعد جربة و الحمامات و سوسة … شهدت صائفة 2008 ( وخاصة خلال شهر أوت ) إقبالا كبيرا من الأشقاء السواح الجزائريين الذين قدموا بالآلاف إلى المدينة و كان حضورهم بارزا في الشواطئ و المنتزهات و المطاعم و الأسواق و الفضاءات التجارية و المساجد و كان تواجدهم لافتا للأنظار في كل الأماكن تقريبا و ساهموا بدرجة كبيرة في الحركة التجارية حيث اقتنوا مختلف المواد الغذائية و في كثير من الأحيان بكميات كبيرة كما ساهموا في تنشيط عمليات الكراء للمساكن ….  من ناحية أخرى تتميز فترة الصيف – و حتى الأشهر التي تسبقها أو تليها – عندما تكون حالة الطقس مناسبة – بتنظيم رحلات ترفيهية خاصة إلى جزيرة  » قورية  » التي تبعد 9 أميال بحرية عن ساحل المدينة ( حوالي 17 كيلومتر ) و تدوم الرحلة – التي تؤمنها ثلاثة قوارب في مسارات منفصلة و مختلفة – قرابة الساعة الواحدة الدخلاء و دورهم في تهميش المدينة : الحركة الفكرية و الأدبية : ميتة …. ملحق بأهم الأحداث : تطورات السنة :   – 15 سبتمبر 2007 : افتتاح مدرسة ابتدائية جديدة بحي  » العقبة  » لم يكتمل بناؤها بعد حيث انطلقت الدراسة فيها بقاعتين و109 تلميذ و 8 معلمين     – 15 سبتمبر 2007 : افتتاح مدرسة إعدادية نموذجية بالمنستير أمها 175 تلميذ أشرف على تكوينهم 19 أستاذا          – السبت 27 أكتوبر 2008 : السفير الحبيب نويرة ( شقيق الوزير الأول الأسبق في فترة السبعينات من القرن العشرين المرحوم الهادي نويرة ) يدلي بشهادته على منبر مؤسسة التميمي للبحث العلمي و المعلومات في إطار سيمنار الذاكرة الوطنية و قد تناول في شهادته المواضيع التالية : – الحركة الوطنية قبل الإستقلال – إنشاء جمعية  » صوت الطالب الزيتوني  » ثم مؤتمر الثقافة الإسلامية سنة 1949 – نشاط الطلبة التونسيين في المشرق العربي خلال سنوات 1950 – 1955 – مؤتمرات تمت خلال شهر نوفمبر 1955 : مؤتمر المدرسين التونسيين و مؤتمر صوت الطالب و مؤتمر الحزب بصفاقس  – المسيرة الديبلوماسية كسفير في البلاد العربية خلال ثلاثين سنة ( 1956 – 1986 ) : اختماراته على إثر لقاءاته مع العديد من القيادات السياسية العربية – 1 نوفمبر 2007  : نشر موقع على شبكة الإنترنت خريطة لمنطقة الساحل ووضع علم الكيان الصهيوني على مدينة المنستير حيث تمت الإشارة بكل وضوح إلى اسم المدينة ينطلق منه سهم في اتجاه علم الصهاينة الموقع المذكور هو : www.ESSvideos.tk – الخميس 15 ديسمبر 2007 : صدور حكم بخمس سنوات سجنا نافذة في مرحلة الإستئناف ضد السجين السياسي الأستاذ الجامعي محفوظ الصيادي بتهمة  » الإنتماء إلى جمعية غير مرخص فيها و عقد إجتماعات و …  » و ذلك بعد أن حوكم في الإبتدائي بـــ  11 سنة سجنا حسب – الأحد 30 ديسمبر 2007 : صدور إعلان بجريدة  » الصباح » يعلن فيه مصفي شركة  » سقانص للأثاث  » عن طلب عروض بيع أرض و بناءات على ملك شركة  » سقانص للأثاث  » ، الأرض الكائنة بالمنستير و تمسح 3 هكتارات 50 أ و 55 س ( رسم عقاري 16.636 ) و بناءات مساحتها المغطاة حوالي 414 18 م2 المصفي هو  » العالمية للتدقيق – نهج جان جاك روسو – عمارة بابل مدرج أ – الطابق الرابع – مون بليزير 1073 تونس  » السبت 5 جانفي 2008 : في نطاق حركة في سلك المديرين الجهويين للتربية و التكوين تمت تسمية علي خواجة مديرا جهويا للتربية و التكوين بالمنستير خلفا للصادق دحيدح الذي تميزت فترة توليه المسؤولية بالعديد من التشكيات و الإنتقادات من قبل الإطار التربوي …. الإربعاء 16 و الخميس 17 جانفي 2008 : مشاركة ضعيفة في الإضراب الذي دعت له النقابة العامة للتعليم الثانوي للمطالبة بإرجاع الأساتذة المتعاونين صنف  » أ  » المنقولين تعسفا و المطرودين بسبب التزامهم بالقرارات النقابية و انخراطهم في العمل النقابي الجمعة 18 جانفي 2008 : الإحتفال بذكرى مرور 20 سنة على تأسيس المدرسة الوطنية للمهندسين بالمنستير التي تخرج منها : سنة 1987 / 1988  : 35 مهندس سنة 2006 / 2007  : 287 مهندس                  ( لابراس : 21 جانفي 2008 ) و درس بها خلال السنة الجامعية 2007 – 2008 ما مجموعه 505 1  طالب و قد نجحت – خلال العشرين سنة المنقضية – في تكوين 412 2 مهندس في مختلف الإختصاصات و حصل منها 420 طالب على ديبلوم الدراسات المعمقة أ و الماجستير و 44 طالب نالوا شهادة الدكتوراه و 9 طلبة شهادة الأهلية الجامعية – الخميس 28 فيفري 2008 : افتتاح فرع لإدارة الملكية العقارية بالمنستير و مقره على طريق سقانص مقابل  » دار الماء  » مع العلم أن الإجراءات السابقة كانت تتم في سوسة – السبت 1 مارس 2008 الموافق لــ  23 صفر الخير 1429 هـ : افتتاح مسجد الديس بحي الرياض عند صلاة الظهر و قد قام بتشييده المحسن  سعيد الهدار جزاه الله كل خير – الأحد 13 أفريل 2008 : انجاز طبي هام و سابقة علمية فريدة من نوعها في تونس : غلق فتحة عميقة في القلب بين البطين الأيسر و الأيمن دون اللجوء إلى الجراحة و قد أجرى هذه العملية فريق طبي تحت الإشراف المباشر للدكتور فوزي معتوق رئيس قسم أمراض القلب و الشرايين بالمستشفى الجامعي فطومة بورقيبة و يتكون من الدكتور نجيب الزيلي و الدكتور محمد أمين مجدوب و الدكتور خلدون بن حمدة و الدكتور جان فرانسوا بيشو طبيب أمراض القلب و رئيس قسم أمراض قلب الأطفال بمستشفى جاك كارتين بباريس السبت 24 ماي 2008 : انتصار فريق الإتحاد الرياضي المنستيري لكرة القدم على الملعب القابسي بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل إثنين في إطار الجولة الختامية لبطولة الموسم الماضي مما مكنه من الحصول على المرتبة الرابعة في البطولة الوطنية و بالتالي فسح له المجال للمشاركة في البطولة العربية لكرة القدم …. السبت 14 جوان 2008 : التأمت بمدينة المنستير أشغال المؤتمر الوطني الثالث لطب أمراض الكلى الذي نظمته الجمعية التونسية لأمراض الكلى بمشاركة 150 مختصا – الثلاثاء 1 جويلية 2008 : افتتاح خط نقل بري مباشر – و لأول مرة – بين بنزرت و المنستير لمسافة تمتد على حوالي 228 كيلومتر – الخميس 17 جويلية 2008 : انعقاد الجلسة العامة لفريق الإتحاد الرياضي المنستيري بقصر الرباط وسط حضور جماهيري غفير فاق الثلاثة آلاف و قد بلغت الميزانية العامة للنادي أكثر من مليارين من المليمات و خلال الجلسة وجهت انتقادات عديدة لأسلوب التسيير ….. و قد تم اختيار فرج المؤدب رئيسا للجمعية خلفا لناجي السطمبولي … – الأحد 3 أوت 2008 : ذكرى مرور 31 سنة على تأسيس إذاعة المنستير ( كان ذلك يوم 3 أوت 1977 ) وهي إذاعة عامة شاملة تبث على موجة أف أم و يغطي بثها منطقة تونس الكبرى و ولايات زغوان و نابل و سوسة و المنستير و المهدية والقيروان فقط في حين أن إذاعة الزيتونة – وهي إذاعة خاصة لم يمر على تأسيسها سوى سنة واحدة – يغطي بثها كامل تراب البلاد … هاتف الإذاعة :800 460 73 الفاكس :807 460 73 – الثلاثاء 12 أوت 2008 : حددت شركة الخدمات الوطنية و الإقامات ( شركة منتزه قمرت ) تكاليف الحج بالعملة الصعبة بـــ 4600 أورو أو 7200 دولار أو حوالي 8 ملايين و 300 دينار – الخميس 28 أوت 2008 : وقوع جريمة قتل شنيعة ذهب ضحيتها لطفي الصيد بعد اقتحام عصابة مكونة من عشرين شخصا لـ  » البراكة  » التي يعمل بها القتيل و الكائنة في شاطئ  » القراعية  » و قد حصلت الجريمة في حدود الساعة الرابعة فجرا حيث تلقى القتيل طعنات خطيرة بآلة حادة و فاضت روحه حوالي الساعة الرابعة مساءا بعد أن تم نقله في حالة خطيرة إلى المستشفى الجامعي فطومة بورقيبة …. و ترجع أسباب الجريمة إلى استفزازات و أحقاد بين شقيق القتيل و ابن وكيل مقهى  » نادية  » – وهو أصيل سيدي علوان من ولاية المهدية – و يوجد المقهى المذكور بالقرب من المركب الثقافي   و قد حضر الجنازة التي تمت إثر صلاة الجمعة بالمسجد الحنفي مئات المشيعين قدم بعضهم من خارج المدينة … و قبل الوصول بالجثمان إلى المسجد اقتحم أهل الضحية و بعض أصدقائه مقر ولاية المنستير رافعين العديد من الشعارات و مطالبين بالقصاص من القتلة ….  – الإثنين 1 سبتمبر 2008 : دخول شهر رمضان المعظم 1429 هــ – الجمعة 5 سبتمبر 2008 الموافق لـ 5 رمضان 1429 هـ : افتتاح مسجد حي الفرينة و إقامة أول صلاة جمعة فيه  و قد تم بناء هذا المسجد من قبل المحسن الناصر الكتاري جازاه الله كل خير – الإربعاء 10 سبتمبر 2008 : على هامش ندوة  » الترجمة و المترجمون التونسيون  » المنعقدة بالمكتبة الوطنية تم تعليق قائمة مرتبة ترتيبا هجائيا للمترجمين التونسيين ضمت 147 مترجما . و تم حذف اسمي الوزيرين السابقين محمد مزالي و البشير بن سلامة الذين عربا كتابي  » تاريخ إفريقيا الشمالية  » ( طبعة الدار التونسية للنشر – سنة 1978 ) و  » المعمرون التونسيون و حركة الشباب التونسي  » ( طبعة الشركة التونسية لفنون الرسم ) لشارل أندريه جوليان . و الكتابان من تأليف المؤرخ الفرنسي شارل أندريه جوليان . – 15 سبتمبر 2008 : افتتاح مدرسة ابتدائية جديدة بحي  » الرياض – الديس  » لم يكتمل بناؤها بعد حيث انطلقت الدراسة فيها بأربع قاعات و تم تسجيل حوالي 200  تلميذ من أبناء العائلات التي تقطن في حي  » الرياض  » و  » حي السعادة  » و سقانص بالنسبة لمن تتراوح مستوياتهم بين الثانية و السادسة بالإضافة إلى الجدد المرسمين في السنة الأولى الجمعة 25 سبتمبر 2008 ( 26 رمضان ) : قام مجموعة من أعوان البوليس باعتراض سبيل ثمانية من الشبان أمام المدخل الرئيسي لجامع الحنفية ( جامع بورقيبة ) عند خروجهم من المسجد بعد أدائهم صلاة العصر و طالبوهم ببطاقات الهوية و استجوبوهم على عين المكان ثم أخلوا سبيلهم …. و قد تكررت حملات المضايقات و الترهيب للمصلين – و خاصة الشباب منهم – عند خروجهم مباشرة من المساجد أو باقتفاء أثرهم و حصلت هذه الممارسات في أغلب مساجد المدينة و على مدار السنة ….  – الإثنين 13 أكتوبر 2008  : انتحار شاب تجاوز الثلاثين من عمره بقليل و قد أقدم على وضع حد لحياته بمنزل يقطن به على وجه الكراء و قد تفطن أحد رفاقه للحادثة في صباح اليوم الموالي عندما عثر على جثة صديقه تتدلى من حبل مشدود إلى سقف إحدى الغرف . و قد تم العثور على رسالة يبدو أن الهالك – الذي يعمل بأحد حضائر البناء – قد حررحا قبل فترة وجيزة من انتحاره طالبا فيها الصفح من عائلته و من المرجح أن يكون الضحية تعرض في الفترة الأخيرة إلى أزمة نفسية أفقدته توازنه فوضع حدا لحياته شنقا … – الإربعاء 15 أكتوبر 2008 : الإعلان ( جريدة الصباح ) عن كلفة الحج لموسم 1429 هــ الموافق لسنة 2008  و قد حددت بالنسبة إلى الفرد الواحد بما قدره 4 آلاف و 722 دينارا و 400 مليم و بالنسبة إلى الزوجين بمبلغ 9 آلاف و 344 دينارا و 800 مليم و للمقارنة فقد كانت التكلفة سنة 1428 هـ / 2007 م ما مقداره 4 آلاف دينار و 164 دينارا و 400 مليم للفرد الواحد و بالنسبة للزوجين 8 آلاف و 128 دينار و 800 مليم أما سنة 1426 هـ / 2005 م فإن التعريفات كانت في حدود 3 آلاف و 826 دينار للفرد الواحد و 7 آلاف و 375 دينار و 400 مليم للزوجين – الثلاثاء 14 أكتوبر 2008 : مقتل إمرأة شابة – أصيلة فوسانة من ولاية القصرين –  على يدي زوجها و قد تلقت طعنة قاتلة بسكين في ظهرها في مساء هذا اليوم مخلفة وراءها رضيعا عمره شهرا و 25 يوما – 15 أكتوبر 2008 : حسب الموقع الرسمي للإتحاد الرياضي المنستيري بلغ عدد المشتركين في النادي 1228 مشترك ذكريات خالدة : مشاركة عدد من أبطال المنستير في حرب فلسطين مرت ستون 60  سنة على تطوع عدد من أبناء المنستير للجهاد في فلسطين سنة 1948 فقد توجه هؤلاء و بإمكانياتهم البسيطة و تجشموا الصعاب ممنين النفس بقتال الصهاينة المغتصبين و بعد أن تمكنوا من فك تجاوز الحصار الذي فرضه المستعمر الفرنسي على الحدود التونسية الليبية التحقوا خفية بجبهة القتال و الأبطال المشاركون في الجهاد هم : 1 – الحبيب بن عثمان بوزقندة 2 – فرج بن عاشور السطمبولي 3 – قاسم بن محمد البحوري 4 – خليفة بن صالح خليفة 5 – امحمد بن عبد السلام جعفورة 6 – محمد بن أحمد رحيم 7 – امحمد بن أحمد بوزقرو و قد أصيب هذا الأخير بجروح و لم يتمكن عدد آخر من أبناء المدينة من اجتياز الحدود بسبب الحراسة المشددة عليها و ….. – في إطار الحفاظ على التنوع البيولوجي البحري و حماية بعض الكائنات البحرية من الإنقراض أو التناقص بسبب التأثير الكبير لتقنيات الصيد البحري تتواصل عملية الزيادة في الأعشاش للسلاحف البحرية الضخمة في جزيرتي قوريا و في سنة 2004 تم تسجيل 18 عشا بقوريا الكبرى و 3 بقورية الصغرى و قد انطلق برنامج التعشيش سنة 1997 و سجل نجاحا متميزا على الأصعدة العلمية و التكوينية و البيئية مثل إحداث بنك معلومات يخص بيولوجيا التناسل و تكوين الطلبة في هذا الميدان مع العلم أن السلاحف تعتمد في غذائها على النباتات البحرية و بعض الأسماك الحية أو الميتة . و لعل أبرز نبات تتغذى منه هذه السلاحف هي قناديل البحر المعروفة باسم  » النشيطة  » أو  » الحريقة  » و النقص في عدد السلاحف يؤدي حتما إلى تكاثر هذه النبتة بشكل غير عادي يؤثر على انتاج الصيد البحري فضلا عن الإزعاج الشديد الذي يحدثه لمن يرغب في السباحة في البحر و تواجه السلاحف البحرية عديد الأخطار من ضمنها التلوث البحري و بالخصوص النفايات البلاستيكية …. بؤر فساد و إفساد : – العديد من الإنتدابات في المؤسسات العمومية و غيرها اعتمدت المحسوبية و المحاباة و دون النظر إلى المؤهلات العلمية أو التكوينية – مقهى  » تيتانيك  » يديره المدعو لسعد وهو أحد الدخلاء على المدينة – أصيل مدينة جمال – يعتبر هذا المقهى وكرا من أوكار الفساد و الإفساد و المفسدين و تمارس فيه العديد من السلوكيات اللاأخلاقية و القمار و الفسق و الفجور و قد تم افتتاحه منذ قرابة ثلاث سنوات و لم يتورع وكيل المقهى – في تجرؤ على الله –  عن فتحه خلال النهار في شهر رمضان لزبائنه في انتهاك صارخ لحرمة الشهر العظيم – مقهى أنترناسيونال – قاعة السيدة امتدت الأيادي العابثة إلى الأراضي المدينة حيث استحوذوا على … ملاحظات عامة و هامة : إصدارات : –  » شجرة النور الزكية في طبقات المالكية  » ( مجلدان ) : تأليف العلامة الجليل الشيخ القاضي محمد بن محمد بن عمر بن قاسم مخلوف ( 1280 – 1360 هـ ) الموافق لــ ( 1863 – 1941 م ) – طبعة القاهرة سنة 1937 و الطبعة الحديثة الأولى 2003 م – إصدار دار الكتب العلمية : بيروت – لبنان و يعد الكتاب – الذي استغرق إعداده قرابة ربع قرن – موسوعة تراجم لطبقات أعلام المذهب المالكي ، وهو مرجع معتمد ضمن مناهج الدراسة بالجامعة التونسية ، و نظرا لأهميته اختارته منظمة الأمم المتحدة للتربية و الثقافة و العلوم  » اليونسكو  » كأحد أهم الموسوعات العربية ليصبح بذلك مرجعا عالميا  –  » المبتدأ في انتظار الخبر  » : تأليف المربي محمد محسن البواب ( ولد بالمنستير سنة 1925 ) – دار المعارف للطباعة و النشر – سوسة 1997 – –  » مراسلات و إرساليات  » : تأليف الأستاذ الحبيب نويرة ( ولد بالمنستير سنة 1925 ) – طبع الشركة التونسية لفنون الرسم – صدر في سنة 1998 – –  » عبد السلام تريمش … حياته و نضاله  » : تأليف منيرة تريمش ( ابنة الشهيد ) – الطبعة الأولى 2002 – –  » كتاباتي  » : تأليف الدكتور محمد ابن الشيخ محمد الصالح ابن أحمد عباس ( 1933 – 1996 ) – طبع شركة المطبعة الفنية ، طريق المنستير سيدي عبد الحميد – سوسة – الثلاثية الأخيرة من سنة 2006 –  » نصيبي من الحقيقة  » : تأليف رئيس الحكومة و الوزير الأسبق محمد مزالي ( ولد بالمنستير سنة 1925 ) و صدر – إصدار دار الشروق – القاهرة – سنة 2008 – مراجع مهمة تتناول تاريخ المدينة : الكـتــب : –  » المنستير دراسة للتاريخ الإجتماعي في القرن 19   » – الدكتور محمد الصالح الصيادي – –  » المنستير عبر مواقع التجذير و التحرير في النصف الأول من القرن العشرين  » – محمد الطاهر عقير – –  » الذاتية التاريخية لمدينة المنستير  » – الدكتور محمد الصالح الصيادي – منشورات نادي الرباط بالمنستير – تونس 1979 البحوث : –  » تاريخ المنستير « – عثمان الكعاك – نشر بصحيفة  » العمل  » بتاريخ 23 مارس 1958 –  » نبذة من حياة الشيخ محمود موسى شاعر المنستير  » – عبد الله الزناد – وهو مخطوط – –  » ومضة من نشاط المحامي الحبيب بورقيبة بالمنستير  » الدكتور محمد صالح الصيادي – وثائق من الأرشيف – مجلة ليث الرباط – اللجنة الثقافية الجهوية بالمنستير المحاضرات : –  » شهادات أدبية و أثرية على المنستير العتيقة  » – الدكتور نبيل قلالة – –  » رباط المنستير من خلال فتاوي الإمام المازري  » – الدكتور محمد الصالح الصيادي – –  » دور المنستير في ثورة الساحل 1864  » – الدكتور خليفة الشاطر – مقالات : –  » معامل تفلس و معالم تدنس » – محمد محسن البواب – –  » تصفية شركة سقانص للأثاث بالمنستير : الجريمة الموصوفة  » – المصدر : البديل الأسبوعي عدد2 بتاريخ 10 أكتوبر 2005 –  » يكفي مدينة المنستير ما نالها من القهر و الغبن  » – تونس نيوز – العدد 2233 بتاريخ 3 جويلية 2006 – –  » المنستير : تطاول الفاسدين و تعدي على الدين  » – محمد بوزقرو – تونس نيوز العدد   بتاريخ أشعار : –  » كلنا في الهوى  » – محمد محسن البواب – المنستير ، في 16 صفر 1426 الموافق لـــ 26 مارس 2005 و مطلعها :                                                     طال صمت العباد عن منكرات         أغرقتنا في حمأة الموبقات                 و طغى الحيف يهدم مجدا                كم فداه في صونه من ذوات                 و استبد الهجين يحمي حماه              صانعو القلف من رذيل الدعاة                 و تسامى في جحره كل باغ             عاجز عن بلوغ شأو السراة                و أطلت بقرنها العاديات                  تسلب الشعب ما غلا من ثبات                فتكم الأفواه كي لا تبين                    و تصم الآذان عن كل عات                تمنع الحر أن يكون طليقا                 و تزج بالفكر في الزنزنات               و تشيد بدور قوم أطاحوا                  برجال قاموا بدور الهداة               خلصوا الشعب من خطام الدخيل        و أعزوا الإسلام رغم البغاة              …………………………………………………………………………. مواقع مفيدة على الشبكة العنكبوتية : – monastirweb.org                                                                                                       – www.um.rnu.tn –  جامعـــــــة المــــنستيـــــــــــــر                                                                     – www.jcemonastir.org 
–  الغرفة الفتية الإقتصادية بالمنستير – مطار الحبيب بورقيبة الدولي :                                                                                                     –  www.monastirairport.comwww.investir-monastir.netwww.radiomonastir.com.tn
– إذاعة المنستير  – www.radiomonastir.com 
– موقع محبي إذاعة المنستير – www.usmonastir.com 
–  الإتحـاد الريــاضي المنستيــــري – www.monastir.com – www.technopole-monastir.rnrt.tn 
–  القطب التكنولوجي بالمنستيـــــــر – www.bourguiba.com – www.asvm.net 
–  جمعيـة صيانـة مدينـة المنستيــــر – www.clubmonastir.com – نادي الشبان و العلم بالمنستير –  www.psy-monastir.org.tn   30 شوال 1429 هـ الموافق لــ 30 أكتوبر 2008 مركز الرباط للإعلام و التوثيق والبحوث و الدراسات  المنستير – لندن – باريس  


 

اختتام الدورة التدريبية الخاصة بمكافحة الإرهاب بتونس

   

القاهرة في 24 ديسمبر / أ ش أ / اختتمت اليوم « الأربعاء » الدورة التدريبية الخاصة بمكافحة الإرهاب ، والتي عقدت بمقر الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب بتونس بمشاركة خبراء ووفود من مختلف الدول العربية. وذكر بيان صادر عن المكتب الإعلامي لمجلس وزراء الداخلية العرب بالقاهرة أن الدورة – التي عقدت بتمويل من وزارة الداخلية الكويتية وجرى تنظيمها من قبل الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية على مدى 3 أيام – تناولت تعريف ظاهرة الإرهاب والسبل الكفيلة بمواجهتها وطرق جمع المعلومات حول الإرهابيين والحوادث الإرهابية. وأضاف البيان أن الدورة ناقشت أيضا طرق التعامل مع الإرهابيين أثناء فترة الحكم عليهم والرعاية اللاحقة لهم والتناقض البين بين الدين الإسلامي والإرهاب ، فضلا عن توضيح أساليب التفاوض مع الجماعات الإرهابية مع عرض تجارب السلطات السعودية والسودانية والكويتية الخاصة بإدارة الأزمة في الحدث الإرهابي … وفي نهاية الدورة تم توزيع شهادات التقدير على الخبراء المشاركين في الدورة.   (المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ) بتاريخ 24 ديسمبر 2008)  

ارتفاع قيمة الواردات التونسية من الحبوب إلى أكثر من مليار دولار في 11 شهرا    
تونس, تونس,  24 كانون الأول-ديسمبر (يو بي أي) — ارتفعت قيمة الواردات التونسية من الحبوب خلال الأشهر الإحدى عشرة الماضية بشكل ملحوظ . وقالت بيانات إحصائية نشرتها اليوم الأربعاء صحيفة الصباح التونسية المستقلة إن إجمالي قيمة الواردات التونسية من الحبوب بلغت خلال الفترة المذكورة 1.43 مليار دينار(1.059 مليار دولار). وأوضحت أن قيمة واردات تونس من القمح الصلب بلغت خلال الفترة المذكورة 458.7 مليون دينار(339.77 مليون دولار)،بينما بلغت قيمة واردات القمح اللين 501.6 مليون دينار(371.55 مليون دولار)،وقيمة واردات الشعير 176.5 مليون دينار(130.74 مليون دولار). وكانت دوائر اقتصادية تونسية توقعت في وقت سابق ارتفاع واردات تونس من الحبوب خلال العام المقبل، ليصل حجمها الإجمالي إلى نحو 1.82 مليون طن. وقدّرت أن تستورد تونس العام المقبل 250 ألف طنّ من القمح الصلب، ومليون طن من القمح اللين، و575 ألف طنّ من الشعير لتغطية حاجاتها الاستهلاكية. ويقدّر حجم إنتاج تونس من الحبوب خلال الموسم الحالي بنحو 800 ألف طن، منها 600 ألف طن من القمح الصلب، و 160 ألف طن من القمح اللين ،و40 ألف طن من الشعير. وينتظر أن يساهم حجم إنتاج الموسم الحالي من الحبوب بتغطية 47% فقط من إجمالي حاجات تونس الاستهلاكية من الحبوب خلال العام الجاري.   (المصدر: وكالة يونايتد برس انترناشيونال (يو بي أي)  بتاريخ 24 ديسمبر 2008)  


زيادة واردات تونس من القمح بنسبة 15 بالمائة في تسعة أشهر

   

تونس 23 ديسمبر كانون الاول /رويترز/  تفيد بيانات حكومية أن تونس وهي من أكبر الدول المستوردة للحبوب في شمال إفريقيا اشترت 29ر1 مليون طن من القمح في أول تسعة أشهر من العام ارتفاعا بنسبة 15 في المائة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. وذكر معهد الإحصاءات الوطني أن مشتريات القمح الصلب بلغت 388300 طن ارتفاعا من 377100 طن في العام الماضي كما زادت واردات القمح اللين بنسبة 11 في المائة الى 831 ألف طن. غير أن القيمة الإجمالية للواردات ارتفعت الى 9ر699 مليون دينار /534 مليون دولار/ خلال الفترة مقابل 366 مليون دينار نتيجة ارتفاع كبير في الأسعار في الأسواق العالمية. وتتوقع تونس استيراد 9ر1 مليون طن من القمح في عام 2008 ارتفاعا من 7ر1 مليون طن في العام الماضي. وانخفض محصول البلاد من الحبوب بنسبة 40 في المائة في الموسم الماضي الى 2ر1 مليون طن أي أقل من متوسط الحجم المتوقع بسبب الأحوال الجوية السيئة. وكان متوسط حجم المحصول السنوي في العقد الماضي 7ر1 مليون طن.   (المصدر: وكالة (رويترز)للانباء بتاريخ 24 ديسمبر 2008)  


 

سوترابيل التونسية ترفع رأسمالها

   

تونس 24 ديسمبر كانون الأول /رويترز/  قالت شركة سوترابيل التونسية لخطوط أنابيب النفط والغاز اليوم الأربعاء انها تعتزم رفع رأسمالها بإصدار أسهم جديدة للمساهمين الحاليين. وستزيد الشركة رأسمالها الاسمي الى 63ر16 مليون دينار /5ر12 مليون دولار/ من 73ر15 مليون بإصدار 125840 سهما جديدا بقيمة اسمية خمسة دنانير للسهم بمعدل سهم واحد لكل 25 سهما بحوزة المساهمين. /الدولار يساوي 306ر1 دينار تونسي/   (المصدر: وكالة (رويترز) للانباء بتاريخ 24 ديسمبر 2008)  


في ندوة دولية نظمها منتدى المربين:  أي دور للمؤسسة التربوية في نشر ثقافة التسامح والتضامن بين الشعوب؟

   

أشرف مؤخرا وزير التربية والتكوين السيد حاتم  بن سالم على ندوة دولية نظمتها جمعية منتدى المربين بمناسبة الاحتفال بالذكرى الستين لصدور الاعلان العالمي لحقوق الانسان والاحتفال باليوم العالمي للتضامن الانساني والذي اقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 2006 بمبادرة من تونس والذي يصادف يوم 20 ديسمبر وخلال الجلسة الافتتاحية وبعد الكلمة الترحيبية التي تلاها رئيس جمعية منتدى المربين والتي تحدث فيها عن الاطار العام لتنظيم هذه الندوة بالتعاون مع الجمعية الاوروبية للمدرسين رغبة من الطرفين في التقريب بين شعوب المتوسط وجعله واحة أمن وسلام وتضامن بين مختلف فئاته مؤكدا على دور المربي وتعاظم مسؤوليته لفض مشاكل مجتمعه وامتصاص مخلفاتها وزرع الأمل لدى الناشئة. وتحدث وزير التربية والتكوين عن موضوع التنشئة على قيم التسامح والتضامن والتفتح على الآخر مشيرا الى جعل المدرسة  مسؤولة عن هذه التنشئة ووضع المربي في محور العملية وانتمائه اليها ملاحظا ان تنشئة التلاميذ تشمل ترسيخ مفهوم الهوية اولا وبناء اسس المواطنة ثانيا فما جاء في قانون النظام التربوي تعبير صريح عن كل هذا اضافة الى التربية على التسامح والعقلانية والفكر النقدي مؤكدا على ان هذه القيم الاخلاقية والمبادئ الانسانية يقوم عليها النظام التربوي وتتحدد بمقتضاها رسالة المدرسة وهي تنطلق من خصائص الشخصية التونسية. وبين الوزير ان ترجمة ما جاء به القانون التربوي الى اهداف تعليمية اقتضت مراجعة كل البرامج الرسمية وذلك بادراج حقوق الانسان وقيم التسامح والتضامن في محتويات المواد الاجتماعية والادبية بصفة صريحة واكد الوزير على ان تحديد الاهداف والغايات ووضع البرامج والمشاريع التربوية عملية ضرورية لكنها غير كافية ووجب ان ينخرط فيها المربي قلبا وقالبا ويؤمن بها ايمانا راسخا تترجم من خلال سلوكاته وممارساته البيداغوجية ومواقفه التربوية فقوة المدرسة وجدوى العملية التربوية تقوم على «المثال» ومثال التلميذ ونموذجه المرشد هو المربي. من جهته نوه السيد عبد الجليل الزدام الأمين العام المساعد للتجمع المكلف بالعلاقات مع الجمعيات والمنظمات بالدور الكبير الذي تضطلع به جمعية منتدى المربين في تنشيط الحركة التربوية وباسهاماتها المتميزة في مختلف مجالات التربية والتكوين خاصة في نشر القيم النبيلة واشار الى ان تونس لم تدخر جهدا في تعزيز التعاون بين الامم عن طريق التربية والتعليم والثقافة حيث تم العمل على تربية الناشئة على مبادئ التفاهم والتعاون الدوليين لان في ذلك تعزيز للسلم والامن. و اكد على ان نشر  ثقافة التسامح والتضامن يتطلب نفسا طويلا وذلك لارتباطها بانساق معقدة ومتعددة. وجاء في كلمة رئيس الجمعية الاوروبية للمدرسين ورئيسة فرع بلجيكا للجمعية الاوروبية للمدرسين والرئيس الشرفي للجامعة الحرة ببروكسيل ثناء على ما تبذله تونس لاجل نشر ثقافة التسامح وسعيها للتفتح على بلدان حوض المتوسط وتأكيدا على ضرورة تكوين الشعوب من أجل ترسيخ علاقات التضامن ومبادئ السلم وايجاد مبادرات جديدة لتطوير العلوم البيداغوجية اضافة الى ارساء بنك معلومات مشتركة ثم وقع خلال نهاية الجلسة الافتتاحية امضاء بروتوكول تعاون بين  جمعية منتدى المربي والجمعية الاوروبية للمدرسين يتم بمقتضاها تبادل الخبرات والتجارب التعليمـــــية.   خليل لحفاوي   (المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 24 ديسمبر 2008)


رحيل رمز تونسي بارز

   

محمد كريشان رحيل رمز تونسي بارز وبلا شك أحد آخر الرجال المحترمين في تونس… السيد حسيب بن عمار الوزير السابق في عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة والناشط البارز في مجال الحريات وحقوق الانسان في ذمة الله عن عمر ناهز الرابعة والثمانين. قد لا يكون الرجل معروفا كثيرا على الصعيد العربي عدا الأوساط الحقوقية وجيل المخضرمين من المسؤولين لكنه رجل معروف للغاية في الأوساط الأوروبية والغربية، ولم يكن لأي صحافي أو موفد من موفدي المنظمات الدولية الذين يزورون تونس أن يتغافل عن الالتقاء به لما عرف عنه من آراء جريئة ونزيهة مع حرص على الاستقلالية والتوازن وتجنب أي شطط. لمن لا يعرف الرجل يكفي أن نذكر له خصلتين لا أكثر: أولاها أنه – وهو من بين أولئك الذين شاركوا بورقيبة مرحلة النضال الوطني ضد المستعمر الفرنسي- لم يتوان أن يعبر علنا، مع ثلة أخرى من رفاقه، عن معارضتهم لسياسة الحزب الواحد وهيمنة الفردية والأحادية في العمل السياسي ولذلك استقال بداية سبعينات القرن الماضي من الحزب الحاكم كما استقال علنا من وزارة الدفاع في وقت لم يكن فيه أحد من الوزراء يتجرأ على الاستقالة مع بورقيبة فهو الذي كان يصرفهم متى شاء وكيف شاء. الخصلة الثانية أن الراحل هو أول من أدخل إعلاميا في تونس المعاصرة لغة وعقلية التعددية السياسية والحق في الاختلاف والتعبير عنه وذلك من خلال تأسيسه نهاية 1977 لجريدة ‘الرأي’ الأسبوعية التي كانت منبرا لكل الآراء والتيارات من يساريين وإسلاميين وقوميين ومستقلين بتصنيفاتهم المختلفة. لن أنسى ما حييت أني دخلت يوما على ‘سي حسيب’، كما يحب الجميع أن ينادوه في تونس، ذات يوم من أيام عام 1979 وكنت طالب إعلام في الصف الثاني بالجامعة التونسية لأطلب منه أن ألتحق بالجريدة صحافيا متعاونا، تحدث معي بكل دماثة وتواضع قائلا إن الإمكانات المادية للجريدة لا تسمح لها بذلك للأسف، وعندما عبرت له عن استعدادي للعمل بدون مقابل لم يمانع ولكنه لم يتركني لأكثر من ثلاثة أسابيع حتى عاد وخصص لي راتبا كان في ذلك الحين ضعف منحتي الجامعية. وقد ظللت أكتب في هذه الصحيفة، متعاونا ومتفرغا، رغم كثرة قرارات حجزها وإيقافها إلى أن اختفت إلى الأبد في كانون الثاني (يناير) 1988 في ظروف فهم منها الرجل أن هذا النوع من الصحافة الحرة لم يعد مسموحا به أبدا في البلاد. ومع أن السيد حسيب كان أيضا من أبرز مؤسسي ‘الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان’ أواسط سبعينات القرن الماضي وهي أول جمعية من نوعها في إفريقيا والبلاد العربية واستطاع أن يفتك الاعتراف القانوني بها رغم كثرة المتربصين بالمشروع حول بورقيبة، ومع أن الراحل ترأس أيضا المعهد العربي لحقوق الإنسان في تونس لسنوات، وهو مشروع تثقيفي وتدريبي مشترك مع الأمم المتحدة واتحاد المحامين العرب، إلا أن أكثر ما ظل ملتصقا باسم الرجل هو جريدة ‘الرأي’ التي كانت فعلا مدرسة لم تتكرر بعد في تونس في فن التعايش السياسي وإعلاء مكانة إبداء الرأي في عمل الحكومة وأدائها، فقد فتحت هذه الصحيفة، وفي عهد المركزية الشديدة لحكم الرئيس بورقيبة، ملفات التعذيب في السجون وامتلاك الحزب الحاكم لمليشيات خاصة وتجاوزات المسؤولين المحليين كما غطت كل المحاكمات السياسية لمعارضين ونقابيين حتى صار الجميع يخشاها وينتظر صدورها كل ثلاثاء بشغف وخوف حسب موقع كل واحد. رحم الله حسيب بن عمار فسيذكر له التاريخ دائما أنه حاول قدر جهده، مع آخرين، إرساء صحافة حرة وجريئة وتعددية وجادة في تونس المعاصرة.. ولكن القوم للأسف لا يتحملون!   (المصدر: جريدة القدس العربي (يومية – بريطانيا) بتاريخ 24 ديسمبر 2008)  


حرب في غزّة… سلام مع سوريا

   

بقلم: برهان بسيس   أشياء متزامنة تتحرّك في الشّرق الأوسط بمؤشّرات متناقضة ومتضاربة. نهاية الهدنة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية أدخلت المنطقة أجواء الاستعداد لمغامرة عسكرية إسرائيلية تستهدف حكم حماس في غزّة في ظلّ حصار محكم يجري بشراكة جماعيّة هدفه اضعاف حماس وارغامها على قبول شروط تسوية سواء مع نظيرها الفلسطيني ممثّلا في سلطة الرئيس عبّاس أو مع التصوّر الإقليمي والدولي للحلّ في المنطقة القائم على التفاوض والقبول بالتنازلات الضروريّة خاصّة في موضوع عودة اللاّجئين والاعتراف بإسرائيل. من اللاّفت أنّ طبول الحرب التي بدأت تتردّد أصواتها على حدود غزّة تركت مكانها في دمشق لأجواء ناعمة من تصريحات الاستعداد للسلام والذهاب الى التفاوض المباشر بما يؤكّده تسارع نسق التحرّك بين دمشق وأنقرة وتل أبيب في تبادل للزيارات بدأ مع تنقّل أولمرت إلى تركيا واستعداد عبدالله قول لزيارة تل أبيب في الأيّام القادمة يتمّ في مجمله تحت لافتة رعاية الربع ساعة الأخير لزمن التمهيد للتفاوض المباشر السوري – الإسرائيلي. حماس تدرك أنّ هذا التطوّر لن يكون لفائدتها وأن أيّ تقدّم في مسار التفاوض الإسرائيلي – السوري سيكون على حساب الأوراق التي تمسك بها وتستمدّ منها شرعيتها ومكامن القوّة في قدرتها على المناورة. عندما تذهب سوريا إلى التفاوض المباشر لن يكون لشعارات الصمود والمقاومة التي تتلحّف بها حماس كبديل لمواقف النظام الرسمي العربي ومنه موقف سلطة الرئيس عباس أي ّ ألق أو قدرة على الإقناع السياسي لذلك تبدو عمليّة الذّهاب السريع لإعلان انتهاء الهدنة واستئناف رمي الصواريخ على المستوطنات مغامرة غير محسوبة من طرف حماس التي تدرك أنّ كامل أطراف المحيط الإقليمي ولعلّ أوّلهم سلطة رام الله تنتظر اللحظة المناسبة لرؤية سقوط حكم حماس في غزّة. بدأت إسرائيل بشكل واضح في إعداد خطّة اجتياح غزّة بوضع المجتمع الدولي في مجرى رؤيتها وتبريرها لهذا المشروع مستبقة أيّ استنكار دولي بتوجيه رسالة إلى أعضاء مجلس الأمن تعرض فيها مبرّراتها لعملها العسكري القادم وتحليلها لما تتصوّره أنه دفاع عن النفس، في المقابل تصرّ حماس أن تفعل كل ما بوسعها لتبقى وحيدة ومعزولة عن أيّ شكل من أشكال التفهّم السياسي من طرف القوى الإقليمية الفاعلة. وهذا ما بدت قيادة حماس في الخارج بوعيه مقارنة بقيادة الدّاخل الممعنة في الهروب إلى الأمام سواء برفض الجلوس إلى الحوار الوطني الفلسطيني الداخلي أو بالتمادي في إحراج الجار المصري عن طريق الضغط الإعلامي والاستعراضي بعنوان معبر رفح المستهلك بشكل دوري من طرف حماس عَبْر عناوين فرعيّة مختلفة مرّة باسم الحقوق الأخلاقية للحجيج الفلسطينيين وطورا باسم حقوق المرضى وأخرى باسم مرور البضائع. لم يكن من المفهوم حقّا كيف أنّ حماس ظلّت تستنزف طاقة تحرّكها السياسي في معركة هامشية مثل معركة معبر رفح التي لا معنى سياسي لها سوى إحراج شريك ظلّ يحرص على قنوات التواصل معها هو القاهرة في اللحظة التي تتحرّك فيها السياسة الإسرائيلية  لكسب التعاطف أو التفهّم الإقليمي والدّولي لمطالبها الأمنية إلى أن بلغت نقطة المكسب الرمزي الثمين بجعل دمشق تتحدّث علنا عن استعدادها للتفاوض المباشر. إمارة حماس في غزّة مقبلة على أيّام صعبة لن تكون النجاة منها سوى الاحتكام إلى العقل الذي تشير بوصلته إلى حكمة وحيدة وهي حكمة الوحدة الوطنية الفلسطينية أساسا لأيّ خيار تختاره الحركة الوطنيّة الفلسطينية سواء كان مقاومة أو سَلاَما.   (المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 24 ديسمبر 2008)  


المثقف ومناخاتنا السياسية

   

عبدالسلام المسدّي  في أوطاننا العربية، وفيما بين الأنظمة في أوطاننا العربية، كثيراً ما تضررت السياسة بفعل تقلص حرية التفكير. وأهم ما نجم عن هذا الغياب هو ارتهان الجميع داخل الثنائية الحدية الظالمة: «إن لم تكن معي فأنت ضدي» وهي ثنائية تسود العلاقات العربية فيما بين الأفراد، كما تسود العلاقات فيما بين الأنظمة، وكذلك فيما بين الأنظمة والأفراد داخل الوطن الواحد. إنها الثنائية التي تلغي درجات الطيف فتحوّل الكون إلى أبيض أو أسودَ، وتحول الوجود إلى التزام مطلق أو عداء مطلق. إنه لا سبيل لوطننا العربي أن يخرج من هذه الثنائية إلا بانعتاق حرية التفكير مما يقيدها ولاسيما الخوف إلى حد الذعر من كابوس التصنيف الضدي القاتل. بين الفرد والفرد، وبين الجماعة والجماعة وبين الساسة والمثقفين. سنتعلم بفضل حرية التفكير أنه عند كل ظرف ومع كل قضية يمكن أن يكون لنا منافس، ويمكن أن يكون لنا خصيم، ويمكن أن يكون لنا عدو. وليس الأول كالثاني، ولا الثاني كالثالث. فالعدو هو الذي يرى أن وجوده متوقف على إلغاء وجودنا والخصيم هو الذي يضايقه حضورنا ولا يعنيه وجودنا في أصله، والمنافس هو الذي يقر طوعا بأن وجوده لا يكتسب جدواه إلا بوجودنا وبحضورنا وبمسعانا إلى الهدف الذي هو ساع إليه، تماما كلاعب الشطرنج: ليس خصيما علينا ولا هو عدو لنا، وإنما هو منافس، ولولاه ما كانت مباراة ولا كانت لعبة الشطرنج أصلا. حيثما كانت أنظمة إطلاقية كانت هناك دوما أصناف ثلاثة من المثقفين لا رابع لها: مثقف السلطة ومثقف السجن ومثقف المنفى. والمتشائمون القاتمون يخشون على الوطن العربي أن يؤول به الأمر إلى هذه الثلاثية التراجيدية، وقد ينفرد بخصوصيات لم يعرفها غيره وهو في هذه الخانات، فمثقف السلطة ليس في مأمن من غوائل الغد سواء بتبدل الأنظمة أو بانقلاب السلطة على أتباعها إن أغرتها صفقة المقايضة، وهذا مما يشيع بين العرب أكثر من شيوعه عند غيرهم. ومثقف السجن العربي يدخل غرفا لا تحمل ولو نجما واحدا بينما تقيم المجتمعات الأخرى سجونا للنخبة ذات نجوم. والمثقف المهاجر تراه في العالم كله مكرما مبجلا مهما تكن جنسيته إلا إذا كان عربيا فإنه يجر اللعنة مرتين: لأنه مشرد ولأنه عربي. ووضعه في كل الأحوال أتعس من وضع العمال العرب المهاجرين. على عتبات الحلقة المرتبكة في فضاء الحرية الفكرية ينبثق السؤال المحرق والذي هو فاتحة كل الأبواب: أي أنموذج من المثقفين يريد الحكام العرب أن ينتشر في أوطاننا؟ وبأي ضرب من ضروب العلاقة بينهم وبين أهل الرأي يسعدون؟ وبأي فصيلة من فصائل المفكرين والمبدعين هم عازمون على اقتحام العصر الجديد هذا الذي تتهاوى فيه الحدود الجغرافية والسياسية يوما بعد يوم؟ فهناك المثقف الذي تنتفع به السلطة ويظل المجتمع معترفا له بأنه مثقف، وهناك المثقف المحسوب على السلطة والذي ينقسم المجتمع في أمره: بعض الناس يصغون إليه وبعضهم يديرون الرأس عنه. هناك مثقف الجمهور والذي لا رغبة له في معاداة السلطة، وهناك مثقف الجمهور الذي يشتري رضاء الجماهير بمعاداة السلطة، وهناك المثقف الذي يغازل السلطة من وراء ظهور الجماهير، وهناك المثقف الذي يتطوع بالانتقال من مترجم عن خلجات المحكومين إلى مترجم لمقاصد الحاكمين، لأنه يستطيب أن يتحول من مبدع للمتن إلى حاشية على هامش النص. هناك المثقف المستقل وهناك المثقف المستقيل. وهناك المثقف المتعفف الذي يعيش على الكفاف ويرضى بما هو موجود ولا يجادل في تغيير الأوضاع لأنه المكتفي بالحاصل: إن لم يكن مستسلما كل الاستسلام فهو رضيّ، ينفر من السخط والساخطين، ولكنه قابع قد ينتظر وقد لا ينتظر فإذا نادوه استجاب، وإذا غمزوا له جرى، وإذا ابتسموا في وجهه ولوحوا إليه بالبشاشة سعى مهرولا ولا يكاد يصل إلى الباب حتى تنضغط أنفاسه من كثرة الجري فيخلع الأردية التي على كتفيه ويلبس الأخرى. ويوجد المثقف الذي يأتيك مصافيا فتصافيه، فيتحدث إليك في أمر السياسة وفي أمر السياسيين ما دام معك وما دمت معه حتى إذا دخل عليكما ثالث سكت وظل يرقب على صمت، فإن استأنفت حديثك تغير وجهه وامتقع لونه وألقى إليك بالنظرة الغاضبة، فقد كشفت للثالث أنك خلّ له تصافيه، وأنه خل لك يصافيك، وبعدها سيكون الصفاء بينكما إحدى الذكريات. ومن أهل الفكر والدراية قوم يطيلون ألسنتهم في الزوايا وينهشون لحوم الأحياء في المراكن، يتحدثون ويشافهون، يحضرون ويؤلّبون، ولا يتورعون إذ يستعْدون، ويوم المحفل عندما يتناوب الناس على المنابر وتتناوب أنت بين المتناوبين فتجادل في الحق، وتخترق الأشواك بغية الإنصاف، تراهم يركنون في بعض الزوايا، ويقبعون وراء الصفوف، فإذا نظرت إليهم أداروا الرأس يمينا أو شمالا وطأطؤوا الأعناق وعلى رموشهم ارتجاف الخائفين: عليك فعَليهم، أو عليهم فعَليك، وحين تنفض المجالس فتناديهم يجيبون همسا: لا فض فوك، فلقد كفيتنا مؤونة الكلام. تالله لقد كنا ننوي أن نقول ما قد قلته ولكنك سبقتنا وأحسنت الإفصاح عما في نفوسنا فشكرا لك مرتين. وهناك المثقف القائم بنفسه على نفسه، لا يغازل أحدا ولا يغازله أحد، فإذا حلت بالسياسة الوطنية إحدى الملمات هب منجدا، وانبرى منتصرا، ورفع صوته عاليا بالكلمة الشريفة فتمتدح له السلطة نبله، وتحفه بالإكرام لجرأته في الانتصار إلى الحق، فإذا هو يستطيب الإكرام ويرنو إلى الإغداق، فيركن، ويثوي، ويزيد اقترابا، فاحتكاكا، فالتصاقا، والسلطة تتمنى لو أنه يعود إلى موقعه حيث كان، فذلك أذكى، وأصوب، وأفطن، فقد ينال الوطن أذى جديدٌ فيكون له مع التاريخ موعد آخر ليتجدد النبل ويتسامق الشرف… ولكنه يظل يلتصق، ويمعن، فإذا هو العبء على الكواهل. وهناك بين المثقفين فئة ما انفكت تندر لقلة العدد، وما انفكت تعز لضعف العدة، الوطن في شريعتهم قبل ذواتهم، والحق في ملّتهم قبل أرزاقهم، يحملون أقدارهم على رؤوس أقلامهم، فإذا جد الجد ونادى المنادي لم يتوانوا في مس الجمرات بأطراف اللسان. ومن المثقفين مثقفون وراءهم مثقفون وأمامهم مثقفون. abdessalemmseddi@yahoo. fr   (المصدر: جريدة العرب (يومية – قطر) بتاريخ 24 ديسمبر 2008)  


 

حين تحّل الهزيمة..محل الحرب على الإرهاب

   

محمد المحسن (*) إنّ أكبر العوائق أمام الدراسة الجادة للإرهاب هي أنّ الإرهاب في الجوهر مشكلة أخلاقية (غرانت وردلو- المدير التنفيذي للمعهد الجنائي الإسترالي) لقد قال حكيم يوناني قديم: ‘في بعض الأزمنة المريضة يصبح الخراب سيّدا ‘ فهل قدّر علينا أن نعيش اليوم أشياء كثيرة من هذا القول البصير!؟ أقول هذا ، بعد أن أنهكتنا كلمة السر الجديدة/القديمة التي تتداولها صناعة التاريخ في هذا الراهن السياسي الكوني:الإرهاب والحرب على الإرهاب! مما يعني تسويق الشعار الإنتقائي ‘من ليس معنا فهو مع الإرهاب’ وهذا يعني بدوره مواصلة اجبار العالم والضعفاء بالخصوص على النظر بعين الرضا إلى المسعى الأمريكي الذي ما فتىء يحثّ الدول جميعا على تحالف دولي مناهض للإرهاب دون أن يحقّ لأحد البحث عن الإناء الذهبي المتمثل في صياغة تعريف توافقي لهذا الأخير.. لذا غدت البشرية جمعاء مجبرة على تعديل أزمنتها على التوقيت الأمريكي طالما أنّ ‘العدوّ’ هو ذلك الذي تضعه الولايات المتحدة في قفص الإتهام حتى إذا لم تكن تملك الدليل الكافي الذي يدعم مزاعمها، كما أنّ كذلك بواعث هذا ‘العدوّ’ هي تلك التي ترى أمريكا أنّها بواعثه ولا دليل يدعم ذلك هنا أيضا.. وهكذا تبدى الطابع ـ الزلق-لمفهوم الإرهاب بشكل واضح في استخدامه الإنتقائي الإزدرائي، وأصبح الأقوياء تبعا لذلك هم سادة المفاهيم القادرون على تقسيم العالم إلى قطبين: قطب البربرية وقطب الحضارة تاركين الضعفاء يرثون ضعفا مضافا إلى ضعفهم وإستجداء متواترا لن يقيم قرابة أبدا بين الضعف والحقيقة. إذن هل يمكن لسياسة القوّة والهيمنة المحضة أن تكرّس الإئتلاف الواحدي وتلغي الإختلاف التعددي في سياسات ومصالح الأمم والشعوب؟وبسؤال مغاير أقول:هل تروم الولايات المتحدة بسياستها التوسعية وضع العالم تحت جناحيها بإسم ‘نهاية التاريخ’وصراع الحضارات’ومنطق القوّة والغلبة وصولا إلى سيطرة قطبية وأحادية على العالم؟أم أنّ هذا العالم قد بدأ ثورة جديدة ضد’أسياده’ليلج مرحلة مغايرة يستردّ عبرها أحلامه المهدورة ويجسّد من خلالها رغباته التوّاقة إلى الحرية والإستقرار والسيادة؟ يبدو أنّ الأسئلة لا تنتهي خصوصا بعد الإنتقال- الدراماتيكي- للمجتمع الأمريكي من قمة الطمأنينة التي جسدها-نظامه منذ نهاية الحرب الكونية الثانية، إلى نظام أشباح يطارد أشباحا في حرب مفتوحة على إرهاب لا تخوم له. حيث يصبح كل ما صوّرته هوليوود في أفلام العالم الخيالي حقيقة معاشة على شاشة الحياة الأمريكية وتحت عنوان عار:انهيار الحلم الأمريكي.   ماذا يعني هذا؟ هذا يعني أنّ منطق الهيمنة الذي جعل الولايات المتحدة تغتصب الإرادة الدولية وتعبث بالأمم المتحدة، قد كلّف الأمريكيين اخفاقات كبرى ماضية في فيتنام وأمريكا الوسطى، والصومال في إفريقيا وكذا في بيروت وفي بقاع أخرى من العالم.. وهناك وفي عقر دارهم ارتجّت الأرض تحت أنقاض البرجين اللذين سقطا مثل قلاع من الرّمال الجافة، وسط ذهول العالم ودهشة الأمريكيين أنفسهم بإعتبارهم لم يشهدوا ذاك الحجم من العنف والرعب والدمار، وبطريقة فاجأت الجميع سياسيين وعسكريين ورجال استخبارات، ذلك أن أمريكا قد ظلّت في اعتقاد هؤلاء جميعا وكذا في خيال مختلف الأنظمة على السواء، قلعة من الصعب اختراقها من الداخل أو الخارج.. وهي’صانعة التاريخ’والقادرة دوما على اشعال فتيل الحرب وفرض السلام بما يتلاءم ومصالح الأمّة الأمريكية! والسؤال: من الذي تحاربه أمريكا؟ وكيف يحقّ لها أن تضع العالم على – عتبات الجحيم-بحجة مكافحة الإرهاب؟ وكيف يمكن كذلك لهذا العالم أن يفهم الحجة الأمريكية دون تحديد واضح لمعنى الإرهاب، وفهم صريح لأطروحاته النظرية، وتحليل دقيق للسبل التي تجعل منه استمرارا لإتجاه تاريخي وظاهرة فريدة من ظواهر عصرنا في آن معا. إنّ مثل هذه الأسئلة-ليست مجرد لعب على الكلام، أو التعبير عن راهن كوني تراجيدي بكلام بارع-فالأحداث تؤكد يوما بعد يوم أنّ البشرية قد ولجت مرحلة تاربخية موسومة بالذعر ومحكومة بالفوضى والعنف وايديولوجيا القوّة والسديم، حيث يظلّ الضعفاء محرومين تبعا لأكثر من قرار دولي من العدالة والديمقراطية وحقوق المواطنة والسيادة، وحيث يظلّ كذلك الفلسطينيون قابعين في إحدى زوايا التاريخ ينظرون بعين الرضا إلى وجودهم البيولوجي البائس بما يؤمّن استمرار الإحتلال الإسرائيلي ويدعم أسس الصهيونية ويزيدها امتدادا سرطانيا كثيفا في الجسد العربي..   غطرسة القوة أردت القول أنّ الحملة الأمريكية على الإرهاب لم تبلغ نهايتها السعيدة في عهد-المحافظين الجدد-من قاطني البيت الأبيض، رغم ما وزّعته الولايات المتحدة من قنابل هنا وهناك.. على كابول.. وبغداد.. وباكستان.. كما لم يركع العالم العربي تحت أقدام واشنطن ولم يمسح أحذية المارينز بدموع الخوف والإنهزام.. وهذا يعني أنّ الحرب التي خاضها-صقور الإدارة الأمريكية-المتأهبين للرحيل- لم تحلّ مشكلة الإرهاب ولم تجبر الغاضبين على السياسة الأمريكية على تعديل مواقفهم من سياستهم المتحالفة مع الإستبداد والإحتلال، بقدر ما أضافوا إلى لائحة المظالم الطويلة بنودا جديدة ملطخة بالدماء.. أقول هذا لأنّ غطرسة القوّة وكذا ايديولوجيا الإستضعاف قد غدت صفة متوالدة للولايات المتحدة التي-تعتبر-العالم كلّه مجرّد ولايات أخرى تابعة لها، هذا في الوقت الذي غدا فيه الوطن العربي مسرحا لمسلسل الإعتداءات الأمريكية الذي لا تنتهي حلقاته وهو بذلك يعاني سياسة إستعلائية ظالمة هي مزيج من غطرسة القوّة والنزعة الصليبية القديمة التي تساوي ضمنا بين الفلسطينيين مثلا والهنود الحمر الراقدين في مقابر لا عدد لها، مما يفسّر ما ترسّب في الذاكرة الأمريكية التي ترى في الصهيوني في فلسطين على حد تعبير الراحل- إدوارد سعيد- امتدادا ‘لرواد الغرب الأمريكي’ القديم.. وهنا أضيف:لكن ما أقرب الشبه وما أبعده بين ما تمّ في أمريكا الشمالية وما يراد انجازه في بلادنا، لذلك فرغم أية الارتباطات الاقتصادية والعسكرية والسياسية بين ‘إسرائيل’ والولايات المتحدة ورغم كذلك أفة النسيان التي تنهشنا، علينا أن نتذكّر دائما، المنشأ الإستعماري الإستيطاني لكليهما، ذلك أنّ الإسرائيليين كالأمريكيين الأوائل، وأكثر، إنّهم قطعان من المهاجرين من أوروبا مثلهم. وهم ‘شعب مختار’لأرض موعودة، مثلهم وهم يحملون ‘هوية حضارية بديلة’ كالرسالة المقدسة مثلهم.. هذه الرسالة لا تتوقف بهم عند حدود الإستيطان والتوسع العسكري واحتلال الأرض، ومن الأرض لا تتوقّف عند حدود فلسطين.. ماذا بقي أن أضيف؟: ربّما لن أضيف جديدا إذا قلت أنّ-الأمّة الأمريكية-قد قامت على فيضانات من المآسي:قتلوا الهنود الحمر أصحاب الأرض الأصليين في سلسلة مجازر كادت أن تنهي شعبا بكامله بتاريخه وتراثه وحضارته، واليوم يقتلون بدم بارد شعبا آخر في العراق بإعتماد سياسة الحديد والنّار وكذا يدعمون كيانا صهيونيا غاصبا ما فتئ يؤسس لتحويل الفلسطينيين إلى’فلكلور’بشري و بالإضافة إلى هذا فإنّهم يعتقدون دوما أنّه مازال في العالم العربي ما ‘يستحقّ’الردع والعقاب.. !   والنتيجة؟ هي أنّنا مازلنا حسب-الإعتقاد الأمريكي-متهمين بالإرهاب بإعتبارنا نقبل بـ ‘العنف’ الصادر عن الفلسطينيين ضد جيش الإحتلال، كما أنّنا ننظر بإرتياب إلى دور الولايات المتحدة في حربها على الإرهاب، هذا في الوقت الذي تبارك فيه الإدارة الأمريكية إرهاب اسرائيل ضد شعب يقاتل بالظفر والناب. والخلاصة: هي أنّ الولايات المتحدة ماضية في غيّها (إن لم يتعظ الرئيس الأمريكي المنتخَب:باراك أوباما من أخطاء سلفه غير المأسوف على رحيله:جورش بوش-الإبن)، وهي على غرار- نابليون- لا تنفك عن محاولة السيطرة على كل مكان يقع تحت الشمس، وهي تنظر إلى البلدان العربية وايران بإعتبارها ‘خطرة’ بالضرورة، وذلك بسبب نزعتها القومية المناهضة للغرب، كما أنّ الرأي العام الأمريكي(والغربي)حول هذه الدول ليس منتوجا مصطنعا، وإنّما هو يطابق واقعا فعليا، ألأمر الذي يجعل الصهيونية تستغلّ هذه الوضعية إلى أقصى حد محاولة خلق مناخ من الحقد الحقيقي لدى الغربيين تجاه العرب والمسلمين بصفة عامة. لذا، فنحن جميعا نتموضع في خانة الشبهة والإتهام، وما علينا والحال هذه إلا أن ‘نبارك’حربهم ضد الإرهاب حتى ولو ظننا أنّ حربهم قد بدأت منذ عقود مضت.. فهم قصفوا- ملجأ العامرية – وحوّلوا أطفاله ونساءه إلى كتل متفحمة.. وأمطروا عام98 الخرطوم بصواريخ كروز ولم يكن الهدف الإرهابي الذي طالته الصواريخ الأمريكية في السودان إلا مخبرا كيميائيا ينتج أدوية لشعب تفتك به أمراض كثيرة.. كما لم يستثنوا عام 89 العاصمة الليبية ونالت هذه الأخيرة’منابها’من القصف الصاروخي وغدا قد تنهمر القنابل: ‘الذكية’على دمشق أو بيروت أو طهران والقائمــــة أطول من أن يتسع لها المقام.. فهل من مزيد.. !؟   على سبيل الخاتمة وقع أحد القراصنة في أسر الإسكندر الكبير الذي سأله:’كيف تجرؤ على ازعاج البحر، كيف تجرؤ على ازعاج العالم بأسره أيّها اللّص؟’فأجاب القرصان:’لأنّني أفعل ذلك بسفينة صغيرة فحسب، أُدعى لصا، وأنت الذي يفعل ذلك بأسطول ضخم، تدعى امبراطورا’!؟ بهذه القصّة المعبّرة التي بدأ بها-نعوم تشومسكي-كتابه*.. أترك المتلقي الكريم يلتقط بدقة معينة العلاقة الراهنة بين اللاعبين الكبار واللاعبين الصغار على مسرح الإرهاب الدولي..   (*) كاتب من تونس   (المصدر: جريدة القدس العربي (يومية – بريطانيا) بتاريخ 24 ديسمبر 2008)  


  نداء لإنقاذ الفلسطينيين من أنفسهم    
العفيف الأخضر   بعد افشال حماس – أو بما هو أدق متطرفي حماس – للمشروع المصري للمصالحة الوطنية الفلسطينية بين جميع أطياف المشهد السياسي والميليشاوي الفلسطيني، تفاقمت أزمة القيادة الفلسطينية التي هي الجذر التربيعي لأزمة الحركة الوطنية الفلسطينية المريضة بالانقسام على نفسها عسكريا وسياسيا منذ ظهورها في بدايات القرن الماضي. فشل المبادرة المصرية حامل بالقوة لاحتمالات الحرب الأهلية المفتوحة بين حماس وفتح. والحرب الأهلية غير غريبة عن تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية. فقد تحاربت قبيلة آل الحسيني وقبيلة آل النشاشيبي. ثورة عزالدين القسام – 36 – 39 سرعان ما تحولت إلى حرب أهلية فلسطينية بسبب الخلافات الداخلية حول وسائل الكفاح ضد الحضور البريطاني والوجود السكاني اليهودي. مَن قتلوا في الفتنة الداخلية الفلسطينية كانوا أكثر بكثير ممن قتلوا في محاربة الجيش البريطاني والهغنا اليهودي معا. وهكذا أعاق النزاع العشائري الفلسطيني الاتفاق على أسلوب الكفاح، وتوحيد الميليشيات الفلسطينية ووضع اللّبنات الأولى لمؤسسات فلسطينية عسكرية ومدنية واعدة بدولة فلسطينية. اتفقت العشائر والميليشيات الفلسطينية عام 48 على القرار الخاطئ: رفضُ قرار الأمم المتحدة تقسيم فلسطين بين اليهود والفلسطينيين وتنازعوا على الباقي. فحاربوا الميليشيا اليهودية، الموحدة بقرار عسكري وسياسي واحد، بثلاث ميليشيات متنافسة بقيادة كل من فوزي القوقجي وعبدالقادر الحسيني وحسن سلامة في غياب القرار العسكري والسياسي المركزي الذي هو الضمانة الأولى لإمكانية النصر. منذ فترة 1968، التي عشتُ أحداثها، لاحقت لعنة الانقسام الحركة الوطنية الفلسطينية الجديدة. باستثناء فتح والجبهة الديمقراطية، كانت الفصائل الأخرى تابعة للنظام البعثي العراقي أو للنظام البعثي السوري. وقد تكون نية صدام حسين إسقاط الملكية الهاشمية في الأردن بواسطة الفصائل الفلسطينية التابعة له، استباقا لاسقاطها من النظام السوري، هي أحد الأسباب التي عجّلت بكارثة « أيلول الأسود » 1970. في 1987، بادرت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية إلى تقديم الدعم لحماس الأخوانية لاضعاف منظمة التحرير الفلسطينية العَلمانية التي كانت تقود « انتفاضة أطفال الحجارة ». بعد غزو صدام حسين الكويت، قررت القيادة الكويتية في المنفى تقديم البترودولارات لحماس انتقاما من ياسر عرفات الذي بارك احتلال الكويت. لكن يتضح من « مذكرات ياسر عبد ربه » مع غسان شربل في « الحياة » – التي لم أطلع للأسف إلا على 3 حلقات منها – أن الأمور كانت أكثر تعقيدا. فقد حاول عرفات منذ البداية اقناع صدام حسين بالانسحاب من الكويت. وكان طارق عزيز، المتحمس علنا « لضمّ المقاطعة 19″، يستنجد، سرا، خوفا على رأسه، بعرفات لمواصلة اقناع صدام، الذي لا يشاور إلا نفسه عند صنع قراره وتنفيذه، بالانسحاب من الكويت. كتبت هذه السطور الاستطرادية تصحيحا لاتهامي عرفات خطأ بدعم مغامرة صدام الانتحارية. غداة أوسلو انضمت السعودية للكويت وإيران لدعم حماس ضد عرفات وعملية سلام أوسلو التي بالرغم من أخطائها، كانت خطوة في الاتجاه الصحيح: ليس الكفاح المسلح بل المفاوضات الصعبة والطويلة مع إسرائيل هي الطريق إلى الدولة الفلسطينية. تغوَّلت حماس بالبترودولارات التي لم يضعها قادتها في حساباتهم الخاصة كما فعل البعض في فتح بل حوّلوا بها حماس إلى « دولة رعاية » تطعم فقراء فلسطين وتطبّبهم وتعلم أبناءهم الجهاد والاستشهاد. وهذا هو مفتاح سر شعبيتها التي استخدمتها لتخريب المشروع الوطني الفلسطيني بانتخاب نتنياهو بدلا من شمعون بيريس سنة 1994 وبرفضها توحيد الميليشيات مع الأجهزة الأمنية للسلطة الوطنية الفلسطينية وتمردها على بدايات البنية التحتية السياسية والاقتصادية والتربوية والثقافية التي شرعت السلطة الوطنية في بنائها على أرض الوطن، والتي يعتبر نجاحها في توحيد الفلسطينيين شرطا أساسيا لنجاح المشروع الوطني الفلسطيني. إذْ لم يحدث قط طوال القرن الماضي، قرن حركات التحرر الوطني، أن نجحت حركة وطنية في التحول إلى دولة وهي منقسمة على نفسها عسكريا وسياسيا وهدفا نهائيا، من الجزائر إلى الفيتنام وأفريقيا الجنوبية. قطاع من حماس يفضل إعادة الضفة الغربية إلى الأردن على توحيدها مع غزة تحت علم الدولة الفلسطينية التي اعترف بضرورة قيامها العالم أجمع بما في ذلك إسرائيل. ما العمل؟ ضرورة ممارسة الإعلام الفلسطيني، والعربي ومنظمات المجتمع المدني الفلسطيني، والعربي والدول العربية – أو على الأقل بعضها – الضغط على متطرفي حماس للتراجع عن رفض المشروع المصري لمصالحة حماس وفتح وجميع الفصائل الأخرى للاستفادة من دعم إدارة باراك حسين اوباما – أثبّت حسين لأنه هو نفسه قرر استخدامه عند أداء القسم – القوي لمفاوضات الحل النهائي للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي والعربي الإسرائيلي. يقترح المشروع المصري للمصالحة الوطنية الفلسطينية، الذي يقوده الجنرال عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية العامة، حكومة تقنوقراط للخروج من أزمة القيادة الفلسطينية. وهو اقتراح وجيه لتجاوز فشل حماس الانتقال الكامل من مشروعها القديم « الإسلام هو الحل » إلى مشروع جديد  » الوحدة الوطنية هي الحل »، وفشل فتح المزدوج في توحيد مراكز القوى المتصارعة داخلها وتوحيد الحركة الوطنية الفلسطينية الملغومة بحرب أهلية كامنة بين حماس والجهاد الإسلامي، وبين حماس وفتح. المشهد السياسي الفلسطيني بائس: صراعات عقيمة داخل معظم الفصائل وبين معظم الفصائل. خطاب اديولوجي – ديني لا يتأثر بالواقع ولا يؤثر فيه إيجابيا وخطاب اديولوجي – سياسي لا يقل عقما. وهي كلها أعراض شيخوخة جيل سياسي لا يتقن إلا فن المراوحة في المكان أو الفرار إلى الأمام. حكومة التقنوقراط قد تكون محاولة أخرى وربما أخيرة للخروج من هذا الانسداد بالشروع فورا في إقامة بنية تحتية أمنية وسياسية وإدارية موحدة حتى بتعريف الحد الأدنى واتخاذ تدابير متواضعة ولكن ناجعة لتحديث المجتمع الفلسطيني التقليدي الذي تمزقه النزاعات العائلية والعشائرية التي لا يمثل صراع حماس وفتح إلا أحد أعراضها: نزع فتيل قنبلة الانفجار السكاني التي تحكم بالإعدام على كل مشروع تنموي وتوحيد التعليم واصلاحه لتكوين أجيال الغد بأدمغة حديثة كما فعلت الحركة الصهيونية قبل قيام الدولة والتي يليق بالفلسطينيين أن يتعلموا منها الكثير. كان عرفات في السبعينات يُمازح الأمين العام للجبهة الديمقراطية: « أبو النوف (= نايف حواتمة) نحن في فتح سنكون المعراخ (حزب العمل) الذي يحكم الدولة الفلسطينية وأنتم (في الجبهة الديمقراطية) ستكونون الليكود المعارض ». لكن عرفات لم يتعلم الأساسي من الحركة الصهيونية: صناعة القرار الواقعي. حكومة تقنوقراط لقيادة مشروع إصلاحي داخلي ومنظمة التحرير للتفاوض مع إسرائيل باسم جميع الفصائل الفلسطينية لوضع حد للسؤال الإسرائيلي المحرج: « لمن نعطي الدولة الفلسطينية، لفتح أم لحماس؟ » ليس من الأكيد أن تتراجع حماس على مقاطعتها للحوار الفلسطيني في القاهرة. قرارها هو الآن في يد متطرفيها الذين هم بدورهم أداة طيّعة في يد الحرس الثوري والمخابرات الإيرانية وبعضهم انهار أمام غواية الفساد فبات يجمع الثروات الشخصية من تهريب السلاح. فما العمل للالتفاف على إعاقة حماس للوحدة الوطنية الضرورية لقيام الدولة الفلسطينية؟ سيناريوهان ممكنان: حل تفرضه إدارة باراك أوباما يجمع بين مقترحات كلينتون و »وصية » أولمرت: دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة في حرب 67. السيناريو (2) سلام عربي إسرائيلي تطبيقا لمبادئ مبادرة السلام العربية: التطبيع العربي الشامل مع إسرائيل وفي المقابل إعادة إسرائيل لجميع الأراضي العربية المحتلة في حرب الأيام الست. أبو مازن قال إن في جيبه اعتراف 57 دولة إسلامية بإسرائيل إذا وقعت اتفاق سلام. في السيناريوهيْن قد تنقسم حماس على نفسها أكثر وغالبية الجمهور الفلسطيني – وربما غالبية أعضائها أيضا – ستتخلى عنها. لن يبقى منها على الأرجح غير « نواة صلبة » تجتر شعارات الماضي من دون تأثير في الواقع أو تأثر به. ديناميك السلام سيكون جارفا خاصة إذا ترافق بمشروع مارشال شرق أوسطي يفتح للشباب الفلسطيني والشرق أوسطي اليائس نافذة أمل على المستقبل: العمل، المسكن والأسرة. أما استراتيجيا حصار شعب غزة وتجويعه الإجرامية ومناوشة الجيش الإسرائيلي للميليشيات فنتيجتها الوحيدة تعزيز متطرفي حماس وانتحارييها ودفع اليائسين والجياع الفلسطينيين إلى الالتفاف حولهم أكثر فأكثر وترديد شعاراتهم العقيمة. وهل يخشى الغريق من البلَلَلْ؟   (المصدر: موقع إيلاف بتاريخ 23 ديسمبر 2008)  


أوباما سيحكم قوة على منزلق تاريخي  
د. أحمد القديدي (*)    ليهنأ بال المنبهرين بالقوة الأمريكية من إخوتنا العرب لأننا لسنا نحن الذين نتنبأ بأفول النجم الأمريكي تدريجيا و لكنهم الأمريكان أنفسهم و من صلب المؤسسة الحاكمة ذاتها و ليس كل من دب وهب منهم، بل الأقدر كفاءة والأكثر خبرة والأعمق علما والأوفر معلومات. وهل يجادل مجادل نزيه في أن جهاز المخابرات الأمريكية هو العصب الحساس للمجتمع الأمريكي و الإدارة الأمريكية؟ وأن هذا الجهاز مؤهل تماما لإصدار تقرير يتعلق بالتوقعات الوطنية و الدولية من هنا إلى عام 2025؟ و أن خبراء الاستعلامات في واشنطن ليسوا مجرد مخبرين على شاكلة المفتش ( كولمبو) بل إن أغلب العاملين في مراكز المخابرات هم من أساتذة الجامعات الشهيرة والضالعين في علوم استشراف المستقبل والماسكين بخيوط العلاقات الدولية ومصادر القوة وتقلبات الساحة العالمية الإستراتيجية. ونحن حين نتحدث عن أفول محتمل للقوة الأمريكية إنما ننقل ما جاء في التقرير الأخير الذي صدر عن مركزية المخابرات الأمريكية ذاتها والذي نشرت الصحف الأمريكية والأوروبية منه بعض التحليلات ( أنظر مثلا صحيفة لوموند الباريسية ليوم 24 نوفمبر الماضي). والمركزية هي مجموعة وكالات الاستخبارات الحكومية و إدارات الأمن القومي ( بما فيها مصالح المستشار الأول للأمن القومي في البيت الأبيض) مضافاً إليها مصالح وزارات الدفاع والداخلية والعدل وأقسام الجامعات الأمريكية المنشغلة بإعداد تصورات مستقبلية، وهي التي أصدرت التقرير المشترك ويطلق عليها اسم (المجلس القومي للمخابرات: ناشونال أنتليجنس كونسل) وهو ما يضفي على نتائج التقرير طابعا علميا موضوعيا أبعد ما يكون عن شطحات دراويش الأيديولوجية المناهضة لأمريكا وما أكثرهم حين يكررون على أسماعنا شعاراتهم الممجوجة لأنها غير أمينة ! هذا التقرير يحمل عنوان : جيو ستراتيجيا حالة العالم في 2025، و يبدأ ديباجته بالقول بأن المرتكزات الثلاثة للسياسة الخارجية في عهد الرئيس دبليو بوش هي: 1- الثقة بأن الولايات المتحدة هي وحدها التي تقود العالم وتحدد الخطوط الكبرى للعلاقات لدولية بعد الاطمئنان إلى أن الاتحاد السوفييتي تحول إلى منزلة العالم الثالث. 2- هوس الإرهاب العالمي والعمل على مقاومته في مهده أي مباشرة المواجهة في الشرق الأوسط تحديدا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر الذي كان العامل المفصلي الأهم. 3- إعادة صياغة التوجهات الأساسية للشرق الأوسط بإحداث تطورات إصلاحية تلائم مصالح الولايات المتحدة و تخدم المنهج الليبرالي. ليخلص للتأكيد بدون تزويق بأن أمريكا سوف تتحول إلى درجة أخرى وأقل من الأهمية حيث ستكون القوة الأمريكية إحدى القوى الدولية وليست الوحيدة، مع احتفاظها بالرتبة الأولى من حيث الترسانة الحربية والكفاءة العسكرية وتوزع أساطيلها في العالم. ويقول التقرير بأن المعضلة التي سيعالجها الحكام القادمون للبيت الأبيض هي تنازع الأولويات بين الضرورات القومية الداخلية وبين التدخلات الخارجية للدبلوماسية الأمريكية بالوساطة السلمية أو إدارة الحروب الإقليمية. ثم يستعرض الخبراء أبرز التحولات الكبرى والجذرية التي ستغير وجه العلاقات الدولية و بالتالي سوف تغير تموقع القوة الأمريكية من اليوم إلى 2025 وهي حسب الأهمية: 1- انزلاق مركز الاقتصاد العالمي من الغرب إلى الشرق حيث ستكون الصين هي اللاعب الاقتصادي الأكبر إلى جانب قوى اقتصادية وتجارية ومالية صاعدة هي روسيا والهند والبرازيل ودول مجلس التعاون الخليجي. 2- بداية العد العكسي للنفط والغاز حيث يشرع العالم في استغلال الطاقة النووية بشكل أوسع لكن هذا الوضع سيؤثر على توجهات الصناعة ويشكل أزمات إقليمية قادمة إلى جانب استفحال أزمة نقص المياه بحيث ستكون خمسين دولة في حالة احتياج للمياه. 3- سيبلغ سكان الأرض عام 2025 حوالي ثمانية مليارات من البشر، يكون أغلبهم من سكان الجنوب الفقير ويشهد الغرب في الشمال مع روسيا تناقصا حادا في تجدد المد الديمغرافي ويكون هذا الاختلال في التوازن من أسباب القلاقل والهزات الاجتماعية وتكاثر الهجرات الجماعية. 4- سيتبدل شكل الإرهاب التقليدي الراهن ليصبح الخطر قادما لا من جماعات مسلحة بل من شعوب بأكملها لا تقدر على الحياة الكريمة لكنها ربما تمتلك السلاح النووي. هذه هي استنتاجات المجلس المخابراتي الأمريكي وهي في شكل إنذارات استباقية للرئيس البركة بن الحسين أوباما الذي سيدشن عهده وهو أمام ملفات ساخنة على الصعيدين الوطني والدولي. ولكن مهما تكن خياراته فهو محكوم بهذه الحقائق القاسية وغير القابلة للتأجيل. (*) كاتب وسياسي من تونس (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) بتاريخ 24 ديسمبر 2008)  


تقرير: الاسلاميون بالصومال يجب ان يكونوا طرفا في اتفاق للسلام

 

نيروبي (رويترز) – قال مركز ابحاث يوم الثلاثاء ان الحكومة الصومالية والمجتمع الدولي ينبغي ان يتعاملوا مع الاسلاميين لتفادي حدوث أزمة امنية عندما تنسحب القوات الاثيوبية في اواخر الشهر الحالي. وقدمت اثيوبيا الدعم العسكري للحكومة الانتقالية الصومالية الضعيفة التي يساندها الغرب منذ ديسمبر كانون الاول 2006 لكنها ظلت هدفا لهجمات المتمردين الاسلاميين التي تقع بصورة يومية تقريبا والذين يسيطرون على معظم انحاء جنوب البلاد. وقتل اكثر من 10 آلاف مدني خلال عامين من التمرد ونزح مليون شخص واصبح ثلث تعداد السكان في حاجة الى معونات عاجلة وسط ازمة انسانية وصفت بانها الأسوأ في العالم كله. وقال مركز ابحاث مجموعة الازمات الدولية (اي سي جي) في تقرير بعنوان « الصومال.. من اجل الابتعاد عن الدولة الفاشلة » ان انسحاب اثيوبيا قد يقدم فرصة لعملية سلام ذات مصداقية. وقال المركز « بالرغم من عزوف المجتمع الدولي عن التعامل مع المعارضة الاسلامية فلا يوجد مسار عملي بغير مد الايدي الى زعمائها في محاولة لاعادة الاستقرار للوضع الامني في البلاد من خلال هدنة ثم بعملية تعالج الاسباب الجذرية للمشكلة. » وقامت اثيوبيا بغزو جارتها لمنع الاسلاميين من اكتساب القوة. والآن بعد ان شعرت بالاحباط من انعدام التقدم السياسي في الصومال ومن اخفاق المجتمع الدولي في ارسال جنود لحفظ السلام تصر اثيوبيا الآن على الانسحاب. ولا يوجد احتمال لوصول عدد كاف من قوات حفظ السلام الى الصومال لمنع حدوث فراغ في السلطة مما يجعل العاصمة مقديشو تحت رحمة التمرد الاسلامي الذي لم يشارك في عملية السلام تحت رعاية الامم المتحدة التي تهاوت مؤخرا. وقال المركز ان معارضة الاحتلال الاثيوبي كانت القضية الوحيدة التي كان من الممكن ان يتفق عليها عناصر كثيرة في التمرد الاسلامي المنشق مما يعزز قابليتهم الوطنية في الوقت الذي تفقد فيه الحكومة المؤقتة التأييد بسرعة. وقال التقرير « عندما تزول هذه القضية التي كانت تجمعهم فمن المرجح ان يزداد القتال فيما بينهم مما يجعل من الصعب على المتمردين تحقيق النصر العسكري او الحفاظ عليه على الاقل مما يخلق فرصا لتحقيق تقدم سياسي. » وجاء قرار الانسحاب في وقت اصبحت فيه الحكومة الانتقالية الاتحادية على حافة الانهيار نتيجة الانقسام العميق بين الرئيس عبد الله يوسف ورئيس الوزراء الذي عزله نور حسن حسين. ووقفت واشنطن والاتحاد الاوروبي الى جانب حسين ودعت دول في المنطقة الى فرض عقوبات فورية على يوسف لتعويقه عملية السلام. وقال مركز الابحاث « يوسف يقوم بتعطيل اي تقدم نحو السلام واصبح عائقا وينبغي تشجيعه على الاستقالة. » وهناك تكهنات متزايدة في الصومال بان يوسف قد يتخذ هذه الخطوة قريبا جدا ويدفع هذا البلد الذي تنتشر فيه الفوضى بالقرن الافريقي نحو فصل جديد من الفوضى العارمة. من وانجي كانينا (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 23 ديسمبر 2008)  

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.