TUNISNEWS
10ème année, N°3648 du 19.05.2010
archives : www.tunisnews.net
الحرية لسجين
العشريتين الدكتور الصادق شورو
ولضحايا قانون الإرهاب
حــرية و إنـصاف:البوليس السياسي يحاصر منزل السيدة زينب الشبلي بعد الإفراج عن ابنها الشاب خالد العرفاوي
المرصد التونسي :متى تتوقف حملة التعرض الى النشطاء في الصحافة المأجورة؟
حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس(18+19ماي)
خليل الغربي :عندما يتحول مراسل اذاعة كلمة في جندوبة الى بوق للبيروقراطية الجهوية.
حــرية و إنـصاف:أستاذة جامعية تتعرض لهرسلة يومية
الصباح:انتخابات المحامين تحالفات افتراضية وحملة قبل الأوان.. على الفايس بوك
كلمة:ثلث قروض البنك التونسي للتضامن التي حلّ أجلها لم يقع استرجاعها
نورالدين الورتتاني:شركة أورنج للاتصالات بتونس: عن أيّة منافسة وعن أيّة مصداقية تتحدثون؟
اعتداء فضيع على احد الاساتذة في معهد الطيب المهيري بصفاقس و الاساتذة ينفذون وقفة احتجاجية اليوم
الادارة الجهوية للتعليم ببنزرت تستجوب النقابيين على خلفية مراسلات مجهولة المصدر
اضراب احتجاجي كامل اليوم الثلاثاء 18 /05 / 2010 في معهد شارع فاس بالقيروان
بيان النقابة الأساسيّة للتعليم الثانوي بنفطة :إذا لم تستح فلن نتركك تفعل ما تشاء
النقابة الاساسية للتعليم الثانوي ببوسالم :بيان اعلامي
طلبة تونس:أخبار الجامعة
الصباح:من الذاكرة الوطنية الطاهر بن عاشور يُـحـذر من الإجهاز على الزيتونة
صوفية الهمامي :نسخة من الدفتر الجبائي التونسي لسنة 1676 تغري بالمقارنة بين المواطن المعاصر والقبيلة
النشرة الدورية للقائمة البريدية لموقع الشيخ عبد الرحمن خليف العدد 24 –
علـــــي شرطــــاني:أنظمة صناعة الموت 1/4
بوعبدالله :أخي صلاح الدين لا تحزن… فالحرية تكشف عورات الإسلاميين…
محمود الذوادي:الازدواجية اللغوية التونسية الخطأ
فتحي العابد:أمة بين نارين
الحسن عاشي: أخطار الشراكة الأحادية للمغرب العربي مع أوروبا
أحمد مطر: قصيدة بعنوان: »أنا السبب »
الجزيرة.نت:انتقاد لانتخاب ليبيا بحقوق الإنسان
لؤي ديب :مجلس حقوق الإنسان والقضايا المغيبة
هيثم مناع :من أين نبدأ؟
محمد كريشان:العروبة والمستقبل
عبدالسلام المسدّي :الفرنسيون ولغتهم
المصريون يلجأون للانترنت سعيا للتغيير السياسي
(Pourafficher lescaractèresarabes suivre la démarchesuivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)To read arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)
منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس
أفريل 2010
https://www.tunisnews.net/15Avril10a.htm
الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 04 جمادى الثانية 1431 الموافق ل 18 ماي 2010
البوليس السياسي يحاصر منزل السيدة زينب الشبلي بعد الإفراج عن ابنها الشاب خالد العرفاوي
يحاصر أعوان البوليس السياسي التابعين لمنطقة الشرطة بمنزل بورقيبة منذ يوم السبت 15 ماي 2010 منزل الناشطة الحقوقية السيدة زينب الشبلي عضو المكتب التنفيذي لمنظمة حرية وإنصاف ووالدة سجين الرأي السابق والمسرح حديثا الشاب خالد العرفاوي، فقد عمد العونان المدعوان حاتم بن الشيات ومعز من ضمايقة عائلة الناشطة الحقوقية وزوارها وذلك من خلال تواجدهما بالقرب من المنزل على إثر إطلاق سراح الشاب خالد العرفاوي يوم السبت 15 ماي 2010. وحرية وإنصاف: 1) تدين بشدة هذه المحاصرة الأمنية لمنزل الناشطة الحقوقية السيدة زينب الشبلي وتدعو السلطة إلى رفعها فورا ووضع حد لكل المضايقات المسلطة على الناشطين الحقوقيين. 2) تدعو السلطة إلى الوفاء بالتزاماتها الدولية من خلال حماية الناشطين الحقوقيين والسماح لهم بأداء رسالتهم المتمثلة في الدفاع عن حقوق الانسان ورفع كل القيود والعراقيل ووقف كل المضايقات التي يتعرضون لها. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية marced.nakabi@gmail.com :البريد الالكتروني تونس في 19 /05 / 2010
متى تتوقف حملة التعرض الى النشطاء في الصحافة المأجورة؟
يتابع المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية منذ مدة الحملة التي تشنها بعض الصحف المتخصصة في السب والقذف وهتك الأعراض وخاصة جريدتا » الحدث » وكل الناس » المملوكتان لنفس الشخص و اللتان عمدتا في المدة الأخيرة بالكلمة البذيئة والصورة الكاريكاتورية القبيحة والإشارة الفاحشة الى التعريض بالنشطاء السياسيين والحقوقيين والمنظمات الوطنية مثل السيدة سهام بن سدرين الناطقة باسم المجلس الوطني للحريات، والسيدة مية الجريبي الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي ، والسيد نجيب الشابي مدير جريدة الموقف والسيد خميس الشماري الخبير الحقوقي الدولي والسيد كمال الجندوبي رئيس اللجنة من اجل احترام الحريات بتونس والسيد خميس قسيلة الكاتب العام للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان و السيد عبد الرحمان الهذيلي ، عضو الهيئة المديرة للرابطة وعضو النقابة العامة للتعليم الثانوي، والاتحاد العام التونسي للشغل ممثلا في شخص أمينه العام وبعض أعضاء مكتبه التنفيذي و اعضاء من الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات . وإذ يذكر المرصد ببلاغه الصادر في هذا الصدد وعقب التعرض إلى شخص الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل من قبل جريدة كل الناس بتاريخ 26 /03 / 2010 فانه 1) يجدّد شجبه للتعريض بالنشطاء عبر هذه الصحف المشبوهة 2) يستغرب أن تصبح بعض الأقلام وبعض الجرائد فوق القانون وألا تجد القضايا المرفوعة ضدها طريقها إلى القضاء الضامن لحقوق الأفراد والجماعات. كما يستغرب تناقض أقوال السلطة وأفعالها فهي تؤكد في كل مناسبة أن حرية الصحافة لا تعني المساس بالأشخاص وثلبهم أو هتك أعراضهم في حين تغمض عينيها عما يقال كل أسبوع أو يرسم من بشاعات كثيرا ما تصل الى التعريض بالعائلات فضلا عن الاشخاص و بشكل فاحش غير مسبوق يجرح الحياء ويمس بالأخلاق العامة ويسيء إلى سمعة البلاد التي يحسب هؤلاء الصحافيون عليها. . 3يعتبر ومن خلال متابعته لما تنشره صحافة السوء ان هذه الحملة تستهدف بلا شك إسكات الأصوات المعارضة وارهابها والتشويش على عمل المنظمات المستقلة 4) يدعو الى تطبيق القوانين ذات الصلة ويحذر من جو الفوضى والتسيب الذي يقود إليه إحساس البعض بأنه لا عاصم ولا رادع لهم . عن المرصد عبدالسلام الككلي — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux
الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 04-05 جمادى الثانية 1431 الموافق ل 18-19 ماي 2010
أخبار الحريات في تونس
1) عرض الشابين زياد العبيدي ورفيق علي على التحقيق:
تم يوم الاثنين 17 ماي 2010 عرض المتهمين الشابين زياد العبيدي ورفيق علي المعتقلين حاليا بسجن المرناقية على أنظار قاضي التحقيق بالمكتب السادس بالمحكمة الابتدائية بتونس للنظر في تقرير الاختبار المتعلق بأجهزة الحاسوب المحجوز، وقد لوحظ تدهور الحالة الصحية للشاب رفيق علي الذي علق إضرابه عن الطعام.
2) تأجيل النظر في قضية الصحفي الفاهم بوكدوس:
أجلت محكمة الاستئناف بقفصة صباح اليوم الثلاثاء 18 ماي 2010 النظر في قضية الصحفي الفاهم بوكدوس إلى جلسة يوم السبت 22 جوان القادم بعد أن تعذر حضوره بسبب تدهور حالته الصحية. وقد تم منع عديد النشطاء التونسيين من حضور الجلسة من بينهم الصحفي « معز الجماعي » وعدد من مناضلي الإتحاد العام لطلبة تونس.
3) السلطات التونسية تمنع الناشط السياسي سمير النفزي من السفر للجماهيرية الليبية لمواصلة دراسته:
منعت السلطات الأمنية بمعبر رأس جدير الحدودي يوم الجمعة 14 ماي 2010 الناشط السياسي سمير النفزي من الالتحاق بجامعة الفاتح بالجماهيرية الليبية لإجراء الامتحانات دون أن يكون قد صدر ضده أي حكم قضائي يقضي بمنعه من السفر، علما بأنه طالب مسجل بالجامعة المذكورة وقد استظهر بكل الوثائق اللازمة التي تثبت انتسابه لهذه الجامعة. وتجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يمنع فيها الطالب سمير النفزي من الالتحاق بالجماهيرية الليبية لإجراء الامتحانات، فقد تم منعه في السابق من السفر وذلك لتفويت الامتحانات عليه وبالتالي تفويت السنة الدراسية بأكملها. وحرية وإنصاف تدين هذا الاجراء التعسفي الذي تعرض له الناشط السياسي سمير النفزي وتندد بمنعه من السفر للدراسة وتطالب بوقف هذه المضايقات التي يتعرض لها المعارضون السياسيون.
4) إدارة سجن المرناقية تمنع عائلة سجين الرأي نور الحق بالشيخ من الزيارة:
منعت إدارة سجن المرناقية اليوم الأربعاء 19 ماي 2010 عائلة سجين الراي نور الحق بالشيخ من زيارته ومن تسليمه القفة معللة هذا المنع بأنه يخضع حاليا لعقوبة بالسجن المضيق لمدة 10 أيام من أجل إقامته الصلاة في جماعة ، علما بان سجين الرأي نور الحق بالشيخ يخضع منذ مدة إلى اضطهاد ممنهج من قبل إدارة السجن المذكور يتمثل في نقله من غرفة إلى أخرى حتى لا يتمتع بحقه في الحصول على سرير مثل باقي المساجين. وحرية وإنصاف تندد بهذا المنع وتعتبره اعتداء على حق من حقوق السجين التي يكفلها الدستور والقانون وتدعو إلى وضع حد لهذه السياسة التعسفية وهذا التمييز في معاملة بعض المساجين وكأنهم مواطنين من درجة ثانية.
5) حتى لا يبقى سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو عيدا آخر وراء القضبان:
لا يزال سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء قضبان سجن الناظور يتعرض لأطول مظلمة في تاريخ تونس، في ظل صمت رهيب من كل الجمعيات والمنظمات الحقوقية، ولا تزال كل الأصوات الحرة التي أطلقت صيحة فزع مطالبة بالإفراج عنه تنتظر صدى صوتها، لكن واقع السجن ينبئ بغير ما يتمنى كل الأحرار، إذ تتواصل معاناة سجين العشريتين في ظل التردي الكبير لوضعه الصحي والمعاملة السيئة التي يلقاها من قبل إدارة السجن المذكور.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
عندما يتحول مراسل اذاعة كلمة في جندوبة الى بوق للبيروقراطية الجهوية.
يسعى جاهدا مراسل اذاعة كلمة في جندوبة منذ التحاقه بهذا المنبر الاعلامي الحر الى تقديم الاخبار والتغطيات النقابية لجهة جندوبة خدمة لمجموعة نقابية معينة سواء عبر تضخيم حضورهم وتحركاتهم او عبر التركيز عليهم دون غيرهم .و تواصل هذا المنحى بعد سيطرة هذه المجموعة على المكتب التنفيذي الجهوي بل بلغ مرحلة التملق وتزييف الحقائق وتغطية البعض منها خدمة لمصالح هذه المجموعة. وخيرنا عدم كشف هذه الامور للراي العام في مرات كثيرة حفاظا على لقمة عيش هذا الصحفي ( هو ليس صحفي على كل حال ) المسكين وحتى لا يغضب عليه اصحاب الاذاعة عندما يعرفون حقيقة تغطيته غير الموضوعية للامور. لكن هذه المرة بلغ السيل الزبى حيث ان تغطيته للاجتماع يوم 16 -05 – 2010 في الاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة والذي كان مخصصا كجلسة مجلس قطاعي جهوي للتعليم الثانوي بجندوبة حيث مارس نفس توجهاته وعمل على تغطيتة وجهة نظر اولياء نعمته بينما تعامل مع بقية وجهات النظر بضبابية كبيرة والاهم وهو ما جعلنا نكتب هذا النص انه غطى على ما تعرض له احد النقابيين من تهديد على يد الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة وهو ما اثار غضب عديد النقابيين في الجهة من هذا التصرف المسيء لكل النقابيين . ايها الصحفي الهمام نرجو ان تتوقف عن هذه التغطيات العرجاء وتعمل باكثر موضوعية علما اننا لن نتوانى مستقبلا عن فضح كل تزييف للحقائق ترتكبه في حق نقابيي جندوبة . خليل الغربي نقابي
الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 05 جمادى الثانية 1431 الموافق ل 19 ماي 2010
أستاذة جامعية تتعرض لهرسلة يومية
تتعرض منذ مدة الأستاذة الجامعية المساعدة سلوى المزغني المدرسة بالمعهد العالي للتكنولوجيات الطبية بتونس إلى اضطهاد مستمر من قبل مدير هذا المعهد حيث تم افتعال شكاية ضدها ممضاة من قبل بعض الطلبة الذين زوّروا امضاءات زملائهم للنيل منها، والطعن في كفاءتها التي يشهد لها بها كل من يعرفها سواء من الطلبة أو من زملائها، وقد كان السبب في هذه الحملة التي تستهدف هذه الأستاذة الجامعية هو إخراجها لطالبة من القسم بسبب التشويش وسوء السلوك وبما أن هذه الطالبة لها حظوة لدى إدارة المعهد فقد تمت مساءلة هذه الأستاذة من قبل المدير والكاتب العام دونما الاستناد إلى دليل. وحرية وإنصاف: 1) تندد باستهداف الأستاذة سلوى المزغني من قبل إدارة المعهد العالي للتكنولوجيات الطبية بتونس وتدعو إلى وقف كل الإجراءات الإدارية ضدها وإنصافها ورد الاعتبار إليها. 2) تدعو وزارة الإشراف إلى التدخل من أجل رفع الظلم عن هذه الأستاذة التي يشهد لها كل من يعرفها بالكفاءة وحسن السلوك ودماثة الأخلاق.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
انتخابات المحامين تحالفات افتراضية وحملة قبل الأوان.. على الفايس بوك
مع اقتراب موعد انتخابات العمادة والهيئة الوطنية للمحامين وانتخابات الفروع المقررة لشهر جوان بدات»ماكينة»الحملات تتحرك في كل الاتجاهات, ففي الوقت الذي يسعى فيه عدد من المترشحين لاقناع الناخبين ببرامجهم وتصوراتهم الانتخابية تتحرك في الجهة المقابلة من الملعب آلة الدعاية المضادة. ولئن بدا نشاطها يتضاعف يوما بعد يوم فان مجالات عملها آخذت في الاتساع لتشمل عددا من الميادين الجديدة التي لم يعهدها اهل القطاع في حملاتهم الانتخابية من قبل. ومثلت الصفحات الاجتماعية على شبكة الانترنات مسرحا حيا لتطارح الافكار وبسطها كما كانت ملجأ للبعض الآخر لتشويه صور زملائهم والحط من قيمتهم وهو ما يرفضه المترشحون انفسهم في العلن ويحرضون عليه في السر. الصباح رصدت كل الصفحات الاجتماعية للمترشحين للانتخابات المحامين(عمادة-هيئة-فروع). هكذا تبدأ العناوين الأولى للمساندة على صفحة المترشح والتى كثيرا ما تتضمن عددا من الأخبار والأنشطة والبرامج الخاصة بكل واحد منهم بالاضافة إلى سلسلة من الصور والحوارات التى قام بها, ويبقى الدور الأساسي للأستاذ المسؤول عن صحفة المترشح والتي تحين بشكل متواصل طوال الحملة ويعمل عدد من المحامين على التعليق عنها. وقد اثبت عدد من المساندين تعصبهم لزملائهم المترشحين من خلال سب وشتم بقية المترشحين وهو ما أفرز نوعا من الاستياء لدى بعض المحامين وفي تعليق له عن هذه المسالة يقول الاستاذ نبيل اللباسي في هذا الاطار»من المؤسف حقا أن ينزلق فريق من المحامين إلى مستويات متدنية تقوم على السباب والقذف والكذب السخيف وعلى ممارسة التشويه الرخيص والدعاية المغرضة وفبركة السيناريوهات والمكائد، بدل مقابلة البرامج والأطروحات والتوجهات ببدائل موازية». تحالفات ممكنة لعل أولى الملاحظات التي يمكن صياغتها من خلال زيارتنا لصفحات عدد من المترشحين هو ان نفس التعليقات المسجلة يحظى بها اكثر من مترشح مما يعني امكانية وجود تحالفات بين عدد من المترشحين ولو ضمنيا وحتى وان كانوا مترشحين لاطر مختلفة اذ انه صادفتنا ان بعض التعليقات التى تمتعت بها احدى المترشحات للهيئة هي ذاتها لمترشح للعمادة. كما طبعت هذه الحملة الافتراضية»بالولاءات السياسية»اذ عمد عدد من المحامين إلى افراد مترشح بصفة»الرفيق»أو»الاخ»وهو ما يؤكد تداخل السياسي بالقطاعي وهوتداخل عبر المحامون عن رفضه في عديد المناسبات. خليل الحناشي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 19 ماي 2010)
ثلث قروض البنك التونسي للتضامن التي حلّ أجلها لم يقع استرجاعها
حرر من قبل التحرير في الثلاثاء, 18. ماي 2010 صرّح الرئيس المدير العام للبنك التونسي للتضامن أن قيمة القروض التي أسداها البنك منذ تأسيسه إلى موفّى الشهر الماضي بلغت قيمتها 500 مليون دينار وهو ما يعادل 71.5 في المائة تقريبا من القيمة الجملية للمشاريع المنجزة البالغة قيمتها 700 مليون دينار منها 130 مليون دينار اعتمادات واجب إرجاعها ومسداة على ميزانية الدولة. وحسب جريدة الصباح اليومية في عددها الصادر بتاريخ يوم الثلاثاء 18 ماي التي نقلت تصريحات المسؤول المذكور، فإن القروض التي حلّ أجلها ولم يتمّ استخلاصها بلغت 130 مليون دينار من جملة 395 مليون أي بنسبة 33 في المائة من القروض المستحقّة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 18 ماي 2010)
الاتحاد العام التونسي للشغل الاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة الاتحاد المحلي للشغل ببوسالم النقابة الاساسية للتعليم الثانوي ببوسالم بيان اعلامي
على اثر دعوة النقابة الجهوية للتعليم الثانوي المنصبة الى عقد مجلس قطاعي جهوي بتاريخ 16 -05 – 2010 بحضور النقابة العامة للتعليم الثانوي تحول عدد من المناضلين النقابيين من قطاعات مختلفة الى مقر الاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة ومنذ البداية طالب الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة باخلاء القاعة من غير المنتمين لقطاع التعليم الثانوي , ولكن المناضلين النقابيين تصدوا له معتبرين مسألة التنصيب كسابقة خطيرة في القطاع والجهة تهم كل القطاعات وتم فرض تواجد كل المناضلين وعند محاولة الكاتب العام للاتحاد الجهوي التطرق الى جدول الاعمال قاطعه المناضلون مطالبين بتحويل اللقاء الى اجتماع عام للحسم في مسألة التنصيب التي نسفت ثوابت وتقاليد القطاع والجهة . كما طالب المناضلون من النقابة العامة تفسير سبب حضورها محطة مكتب نقابة منصبة وابداء موقفها من المسألة وردت النقابة العامة انه ليس من مشمولاتها توزيع شهائد الشرعية وان الجانب التشريعي يبقى من مشمولات النظام الداخلي المركزي الذي اتخذ قراره من وراء ظهر النقابة العامة ودون التنسيق معها كما ينص على ذلك النظام الداخلي . كما اعلنت النقابة العامة رفضها المبدئي للتنصيب وعدم حسمها بعد في ملف جندوبة ولفات شبيهة بجهات اخرى . والنقابة الاساسية للتعليم الثانوي ببوسالم تستغرب هذا الرد وتتساءل اذا عن مبررات حضور النقابة العامة هذه المحطة ومحاولة اضفاء الشرعية على هذا المكتب المنصب .؟ وعلى اثر تعبير المناضلين على مواصلة تصديهم لعملية التنصيب ولاي مناورة تهدف الى اضفاء شرعية على المكتب المنصب عمد الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل الى تهديد احد المناضلين متوعدا اياه بانه سيكون بالمرصاد وسيتصدى له ويحمله مسؤوليته ؟ والنقابة الاساسية للتعليم الثانوي ببوسالم اذ تدين هذا التهديد الصادر عن كاتب عام اتحاد جهوي للشغل يفترض فيه الحياد والحرص على تطبيق القانون فانها تعلن عدم توقفها عند اجهاض المحاولة الاولى لاضفاء الشرعية على المكتب المنصب للنقابة الجهوية للتعليم الثانوي بجندوبة وتؤكد ان التهديد لن يزيدها الا اصرارا على تجذير عملية التصدي للتنصيب .
عن النقابة الاساسية للتعليم الثانوي ببوسالم الكاتب العام حمادي الشوالي — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux
شركة أورنج للاتصالات بتونس: عن أيّة منافسة وعن أيّة مصداقية تتحدثون؟
بقلم : نورالدين الورتتاني [1] فيما مكّنت التطوّرات التكنولوجية والمنافسة البلدان الغربية من تقديم خدمات الهاتف، القار والجوال، والأنترنات بسرعة تدفّق عالية لحرفائها وبأسعار زهيدة منذ سنوات شهدت بلادنا ممارسة احتكارية لم يغيّر فيها دخول المشغل الثاني حيّز الخدمة شيئا. لقد عانى التونسيون في السنوات الماضية من تدنّي مستوى الخدمات وغلاء الأسعار وانتظروا بفارغ الصبر دخول المشغل الثالث الفرنسي الجنسية لبلادنا عله يغيّر الوضعية ويمكنهم أخيرا من الحصول على خدمات عالية الجودة وبأسعار تقارب الأسعار المعمول بها في العالم الغربي إلاّ أنّ الأمور لن تتغيّر على ما يبدو: 1) التفاهم مع المشغلين الآخرين على حساب الحريف بدلا من المنافسة الموعودة: عوض ما أعلن عنه من محاسن المنافسة المنتظرة بعد دخول مشغل ثالث لخدمات الاتصال وما يعنيه ذلك من انخفاض في الأسعار فاجأتنا شركة أورنج الفرنسية الجنسية بالتفاهم مع المشغلين الأولين على حساب حرفائها من التونسيين بحيث بقيت الأسعار، المعمول بها في مجال الهاتف الجوال، مرتفعة بالنسبة لبعض العروض المماثلة لما تقدمه تونس للاتصالات وتونيزيانا ولا تختلف كثيرا عن ما اعتمدته الشركات المذكورة و خيالية بالنسبة لبعض العروض الجديدة. وقد تحصلت شركة أورنج في هذا التفاهم / الصفقة، مقابل قبولها بالتفرقة في المعاملة بين حرفائها التونسيين وحرفائها الفرنسيين بعدم اعتماد نفس الأسعار والعروض المقدمة لحرفائها الفرنسيين في مجال الهاتف الجوال وذلك حتى تحافظ تونس للاتصالات وتونيزيانا على موقعهما في سوق الاتصالات الهاتفية، على احتكار لسوق الأنترنات ذات التدفق الكبير ومن أي مكان على أجهزة الهاتف الجوال والحاسوب المحمول أو حاسوب المكتب فعن أية منافسة يتكلمون ؟! 2) ممارسات تكاد تصل للتحيّل والإشهار الكاذب عوض المصداقية المنتظرة: أعلنت شركة أورنج في حملة دعائية كبيرة قبل انطلاق توزيع خدماتها بأنّها تضع على ذمّة حرفائها المشتركين في خدمة الهاتف الجوال من الجيل الثالث العديد من العروض المغرية في الظاهر. ونذكر من تلك العروض ومن أقلها تكلفة تمكين حرفائها من الذين يقتطعون اشتراكا مسبق الدفع بقيمة 40 دينارا إلى جانب دفع 5 دنانير أي سعر رقاقة الهاتف، هاتفا جوالا من الجيل الثالث، وفي أسفل سلم الجودة، بسعر رمزي يساوي دينارا واحدا وذهبت إلى حدّ عرض نوع الهاتف الذي سيوزع على موقعها بالأنترنات. كما قدمت عروضا أخرى مرتفعة التكلفة وتمكن بالمقابل من الحصول على هواتف جوالة فاخرة من الجيل الثالث، عرضت بدورها على الأنترنات، وبسعر رمزي يساوي دينارا واحدا. إلاّ أنّ الحرفاء فوجئوا برفض نقاط التوزيع تمكينهم من الاستفادة من تلك العروض بحجّة أنّ الشركة لم تسلمهم الهواتف الجوالة الموعودة. كما عمدت كل نقاط التوزيع منذ يوم 5 ماي 2010 إلى تعليق منشورات إشهارية تعلن عن تشغيل أرقام الهواتف وخدمة الأنترنات سريعة التدفق للمشتركين خلال 24 ساعة من تاريخ إمضاء العقد لتعود يوم 10 ماي 2010 لتغيير تلك المعلقات الاشهارية حتى تغير الأجل إلى أسبوع. والثابت الآن، أي يوم 12 ماي 2010 وبعد أن مرّ أكثر من أسبوع على انطلاق الاشتراكات، أنّ جلّ رقاقات الهاتف الجوال الموزعة لم يقع تشغيلها وأنّ لا أحد من الحرفاء الذين اشتركوا إلى حدّ الآن في خدمة الأنترنات سريعة التدفق (3G +) قد تمتّع بتشغيل الخدمة التي دفع ثمنه. والأتعس من ذلك أنّ المشرفين على الشركة يحرّضون موظفي نقاط التوزيع على مزيد السفسطة في مواجهة الحرفاء الذين بدؤوا يعودون لهم للاحتجاج على عدم تشغيل خطوط الأنترنات خاصة وذلك بتقديم آخر هذا الأسبوع كأجل أقصى للتمتع بخدمة الأنترنات. المهم في كلّ هذا أنّ لا أحد يعرف بالضبط متى يقع التشغيل الفعلي لتلك الخدمات وخاصة لخدمة الأنترنات سريعة التدفق في ما بدأ بعضهم يسرّب بأنّ ذلك قد يؤجّل إلى آخر الشهر الحالي أو حتى آخر الشهر القادم بسبب مصاعب قد تكون تقنية وقد تكون إدارية أو غيرها. لقد جعلت شركة أورنج الحريف التونسي يدفع سعرا خياليا للحصول على مفتاح (3G +) لتشغيل خدمة الأنترنات (عوض الدينار الذي يظهر للوهلة الأولى في الإشهار قبل التثبّت من الجزئيات) بمعدل 99 دينارا زائد 30 دينارا كتكلفة للخدمة في الشهر الأول واعتبرت أنّها قد خفّضت سعر المفتاح بـ30 دينارا لتجعل الاستهلاك مجانيا في الشهر الأول. وهذا يعني بأنّ سعر المفتاح هو 129 دينارا!! والمتثبت في ذلك لا يمكن إلاّ أن يصدم من هذا السعر الفاحش. فالتكنولوجيا المستعملة قديمة ولا يمكن التذرع برفع السعر الفردي لغطية تكاليف البحث والتطوير. كما إنّ المفتاح المقدم مصنوع بالصين وذو نوعية رديئة جدا ولا يكاد يكلف بعض الملاليم. فما الذي يبرّر هذا السعر؟ أمّا أغرب ما اكتشفه الحرفاء الجدد لشركة أورنج بطرح السؤال على المطّلعين من العاملين معها فهو أنّ هذه الشركة التي أغرتهم بالدعاية إلى أنّ السعر المذكور سابقا بالنسبة للأنترنات المسبق الدفع يمكّنهم من استعمال تلك الخدمة بصورة غير محدودة (24 ساعة على 24 ساعة و7 أيام / 7 أيام) قد أخفت جيّدا أنّ ذلك يبقى في حدود 5 جيقابيت من المعلومات المتبادلة في الشهر!! وهو ما يعني فعليّا بأنّه يكفي الحريف أن ينزّل من الأنترنات، في يومه الأول من الشهر، برنامجا ثقيل الوزن أو أن ينزّل بعض لقطات الفيديو حتّى يستنزف حسابه الذي كلّفه 30 دينارا (في الشهر!!) ويصبح مجبورا على إعادة تمويل حسابه من جديد حتّى يتمتّع بخدمة الاتصال بالأنترنات!! وبذلك لن يعود من الدقيق وصف أسعار تلك الشركة بالمرتفعة بل يجب التأكيد على أنّها نارية. والمحصلة هو أنّ حملة الإشهار والتسويق التي قامت بها تلك الشركة كانت عن عمد متقنة الإعداد بحيث تغري وتستغبى المواطن التونسي (حتّى لا نقول تتحيّل عليه وتطيح به في شباكها) كما إنّ تلك الحملة تعمّدت استعمال عبارات مبهمة وفضفاضة لكي تخفي على الحريف التونسي، خلف عبارة « خدمة التواصل بالأنترنات غير المحدودة »، بأنّه هناك عمليّا تحديدا في التواصل (Limitation de la connexion) وبأنّ ذلك التحديد لا يخصّ زمن التواصل الشهري بل حجم المعلومات المتبادلة شهريّا. وهكذا لا أدري بما يمكنني وصف الحملة الإشهارية لشركة أورنج أهي إشهار كاذب (Publicité mensongère) أم خديعة (Arnaque) وللسائل أن يتساءل أين الدولة التونسية من حماية مواطنيها؟ ألم تقارن هذه الأسعار مع ما هو معمول به في العالم؟ أيدفع التونسي 30 دينارا (فضلا عن المصاريف الأخرى) ليتواصل على الأنترنات لمدة ساعة من الزمن في الشهر؟ وبقطع النظر عن المصداقية المنتظرة من أيّة شركة جديدة تقتحم السوق وتريد كسب الحرفاء وتوطيد أقدامها بافتكاك جزء منه فإنّ جنسية هذه الشركة الغربية ومستوى الخدمات والأسعار التي تقدّمها في بلادها الأم علّق عليها آمالا كبيرة ما فتئت أن تبخّرت. ذلك أنّ ممارسات شركة أورنج في الأيام القليلة الماضية وتعمّدها استعمال طرق تسويق تكاد تصل إلى التحيّل الصريح والإشهار الكاذب وفرض أسعار غير مبرّرة من الناحية الاقتصادية وتشبه لحدّ كبير الرّيع المفروض على أقنان القرون الوسطى يقضي على مصداقيتها ويفضح نوايا عنصرية تجعلها تتصرّف حسب البلاد التي تشتغل بها وتفرّق في المعاملة بين حرفائها. كلّ هذا يوصلنا إلى مسألة أخرى أهمّ من التي تناولناها إلى حد الآن وهي الآمال الأخرى التي علّقناها على دخول شركة فرنسية للاتصالات لتقديم خدماتها ببلادنا، شركة من بلاد حقوق الإنسان… مع كل ما يعنيه ذلك من توقعنا بأن لا ترضخ لإملاءات النظام التونسي الموغلة في التعدي على حقوقنا. 3) هل يقع التفاهم أيضا مع المخابرات التونسية باسم التنسيق الأمني ومكافحة الإرهاب وعلى حساب الحق في سرية المراسلات وحق التعبير؟ فنحن نتوقع مثلا بأن لا تسمح الشركة الفرنسية أورنج بالتصنّت على مكالماتنا الهاتفية أو قطع خطوطنا الهاتفية إلاّ للضرورة القصوى ولدواعي قانونية صلبة وبعد إمضاء قاض مختصّ وإعلامنا بالسبب. كما نتوقع أن لا تتعامل البتّة مع الرقيب « عمار 404 باشي » (أي مع شرطة الأنترنات التونسية) الذي عودنا على عدم احترام سرّية مراسلاتنا وقرصنة بريدنا الالكتروني وعلى حجب مدوناتنا وصفحاتنا على الأنترنات بدون أي موجب مقنع، وأن يكون حجب صفحة أو موقع أو قرصنة بريد إلكتروني من الحالات الشاذة والنادرة المبررة قانونيا ولأسباب قصوى وبموافقة القضاء وأن يعلم الحريف بالسبب وأن تكون المبادئ المعتمدة شبيهة بنظيرتها في أوروبا بحيث لا نكون عرضة لقرصنة بريدنا الالكتروني وحجب مواقعنا بمجرد ممارستنا لحرية التعبير أو لمجرد إبداء آراءنا في الشأن العام أو تنديدنا بالتعدي على حقوق الإنسان والحق النقابي والحقوق الإقتصادية … إنّ التنسيق الأمني شيء لا مفرّ منه ونحن كمواطنين في بلد ذو سيادة ننتظر من الأمن التونسي حمايتنا من الشبكات الإرهابية والظلامية التي تنخر عقول الشباب وتحرّضه ضدّ المرأة وضدّ المثقفين والمبدعين وتبثّ أفكارا عنصرية وضدّ حرّية المعتقد وحرّية التعبير ويذهب بعض هذه المواقع إلى حدّ تقديم دروس في صناعة القنابل والألغام وفي « شتى فنون الإرهاب » وكل ذلك مجرّم في القانون التونسي والفرنسي بأشكال لا تخالف المبادئ العالمية لحقوق الإنسان. ولكنّ ذلك لا يجب أن يتحول إلى ذريعة لمصادرة حقوق أي مواطن تونسي. لن يتضرّر أحدا إذا ما أحيل « الرقيب عمار 404 باشي » على التقاعد المبكّر، بحجّة تخلّفه الذّهني وعدم تأهيله للقيام بالعمل المناط بعهدته (لا يستعمل هذا المصطلح في أوروبا أي « 404 » إلا للتدليل على أن الرابط لم يعد موجودا على صفحات الأنترنات أو على أنّه خاطئ…)، وفسح المجال لتكوين شرطة أنترنات عصرية ومشبعة بالقوانين ومحترمة لحقوق الإنسان. بحيث تقوم بمتابعة الأنشطة المشبوهة حقّا على الانترنات وتكوين الملفات وجمع الأدلة المدينة والكافية لعرضها على قاض مختص ليأذن بعد ذلك باتخاذ الإجراءات الضرورية مثل الحجب المؤقت وعند ذلك يقع إعلام الحريف ويظهر للذين يحاولون فتح صفحته: « 403 » أي موقع محجوب مع تبرير قانوني للحجب. إنّ المطلع على ما ورد في النقطتين الأولى والثانية من هذه الورقة سيصرخ بأن ما نحن بصدد تناوله بالنقطة الثالثة هو من باب اليوطوبيا ولن نجادله أو نكذّبه لأنّنا نكاد نكون من رأيه لو لا ضرورة الأمل. بل إنّني أذهب أكثر من ذلك بأن أضيف في وصف شركة أورونج القادمة من بلاد حقوق الإنسان أحد الأمثال الشعبية الذي سمعته على لسان أحد الأصدقاء: « بَاتْ مْعَ الجْرَانْ إِصْبَحْ إِيڤَرْڤِرْ… » أو: « أًورُنْجْ، أحْمِرْ، وَرْدِي، أكْحِلْ، ڤْرِي، أزْرِقْ،… أوْ مُوفْ… إلْكُلُّو هُوَ ما دُمْنَا في تونس ». ولكن رغم ذلك فإنّ ما سبق من حديثي يظهر قاتما ويخضع لنظرة تشاؤمية لا تخدم مصلحة أحد. نعم نحن نعرف بأن ليس لرأس المال مبادئ أو أخلاق ولكن على مناضلي المجتمع المدني التحلّي بالأمل والتفاؤل حتى يقلبوا المعادلة ويحوّلوا هذا التفاهم اللامبدئي على حساب حقوقهم إلى معركة قضائية ينخرط فيها نشطاء من تونس وفرنسا ضدّ أورنج في تونس أمام القضاء التونسي وضدّ الشركة الأم في فرنسا حتى نكسب معركة حرّية التعبير ونفرض على أورونج معاملتنا مثل حرفائها الفرنسيين وعلى الحكومة التونسية عدم استغلال مسألة مكافحة الإرهاب لسلبنا حقوقنا.
اعتداء فضيع على احد الاساتذة في معهد الطيب المهيري بصفاقس و الاساتذة ينفذون وقفة احتجاجية اليوم
ذفذ اليوم 18/05/2010 مدرسو معهد الطيب المهيري بصفاقس وقفة إجتجاجية أطرتها النقابة الجهوية إحتجاجا على ما تعرض له أحد زملائهم من إعتداء فضيع، حيث دهسته سيارة مجنونة بشكل قد يكون قصديا و مرتبا له من طرف بعض تلاميذه أو بعض الصعاليك المأجورين.وما زاد الطين بلة أن الجهات الرسمية قد تكون متلكئة في البحث الجدي عن الجناة رغم مرور أكثر من أسبوع عن الحادث. النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بصفاقس — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux
المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية البريد الالكتروني marced.nakabi@gmail.com : تونس في 19 /05 / 2010
الادارة الجهوية للتعليم ببنزرت تستجوب النقابيين على خلفية مراسلات مجهولة المصدر
بلغ الى علم المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية ان الادارة الجهوية للتعليم ببنزرت قامت باستجواب الكاتب العام للنقابة الاساسية للتعليم الاساسي بمنزل بورقيبة وعضو النقابة الجهوية للتعليم الاساسي ببنزرت النقابي منير الحدوشي على خلفية تلقيها مراسلات مجهولة المصدر تضمنت عديد الاتهامات الشخصية والمهنية للنقابي منير الحدوشي , وفي هذا الاطار يهم المرصد أن يعبر عن : – رفضه جملة وتفصيلا لاستجواب النقابيين على خلفية مراسلات مجهولة المصدر ويعتبر هذا الاستجواب نوعا من التضييق على النقابيين وأرباكا لهم عن أداء مهامهم النقابية. – تضامنه اللامشروط مع النقابي منير الحدوشي ومع كل النقابيين الذين قد يكونون اتخذ في شأنهم نفس الاجراء. – يعتبر ان مثل هذه المراسلات تهدف بالاساس الى بث البلبلة والفرقة بين النقابيين والزج بالنقابيين في معارك جانبية ولهذا يأمل من كل النقابيين مواجهة هذه الظاهرة بالحزم والجدية المطلوبة. عن المرصد محمد العيادي — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux
اضراب احتجاجي كامل اليوم الثلاثاء 18 /05 / 2010 في معهد شارع فاس بالقيروان
نفّذ أساتذة معهد شارع فاس اليوم الثلاثاء 18 ماي 2010 اضرابا احتجاجيا كامل اليوم بسبب تدهور ظروف العمل و قد وقع تلخيص الأسباب في ثلاثة محاور رئيسية، أولها:النقص الفادح في التجهيزات . ثانيها:التسيب والانحلال لدى التلاميذ و خاصة في اقسام الرياضة. ثالثها: تجاوزات الادارة و تقصيرها . و قد قامت النقابة الأساسية للقيروان الجنوبية بتأطير هذا الإضراب ممثلة بأعضائها السبعة. و بحضور الكاتب العام للنقابة الجهوية. عبدالرزاق الشامخي عضو نقابة أساسية بالقيروان الجنوبية — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux
بيان النقابة الأساسيّة للتعليم الثانوي بنفطة :إذا لم تستح فلن نتركك تفعل ما تشاء
على إثر المهزلة التي حصلت بمعهد نفطة يوم الجمعة 14 ماي 2010 نحيط الزملاء الأساتذة بمدينة نفطة بما يلي : -لقد عمدت إدارة معهد نفطة و مصلحة التنشيط الثقافي بالإدارة الجهويّة للتربية بتوزر في اليوم المذكور إلى استباحة فضاءات المعهد لإنجاز تظاهرة يزعم أنّها ثقافية عنوانها اليوم الوطني للتراث. -لقد جرى الإعداد لهذا الأمر بينما الدروس قائمة والتلاميذ والأساتذة في قاعات الدرس إمّا لمزاولة الدروس العادية أو لإنجاز الباكالوريا التجريبيّة وبداية من الساعة العاشرة بدأت الزغاريد و الهتافات والمزود. -حدث الاضطراب والبلبلة والهيجان بالأقسام وهدّد بعض التلاميذ بمغادرة قاعات امتحان الباكالوريا التجريبيّة. -لم يحضر أيّ مظهر من مظاهر المرافقة أو المراقبة للعمليّة من قبل الإدارة التي تغطّ في نوم اللامبالاة العميق لولا تدخّل بعض الزملاء بالهاتف لطلب المدير. -استمرّت المهزلة في وقتت لاحق حيث تحوّل المعهد بعد الظهر إلى مرتع للسوداء والدهماء واستبيحت ساحاته للرقص وقاعاته للغرباء واختلط الحابل بالنابل حيث لم تكن حرمة المعهد فقط تداس بل ممتلكاته تتعرّض للمخاطر وذلك باسم الثقافة. لذلك نتساءل: أيّ ثقافة هذه التي تنجز في غير محلّها من الزّمان والمكان فالزمان مخصّص للامتحان والمكان للمعرفة وطلب العلم؟ ثم أيّة ثقافة مسمومة نبثّها في وجدان و ذوق الناشئة والحال أنّ « الرأسمال الرمزي » فيها طبل و مزمار؟ وهل أنّ ثقافة الميوعة و التفاهة والانحطاط باسم الشعوبية الفجّة تتلاءم مع مضامين و رهانات رسالة التربية في المدرسة التونسية؟ لا نعتقد ذلك. و عليه نؤكّد بأنّ: -أساتذة و تلاميذ نفطة المخلصين أبرياء من المهزلة والجريمة التي اقترفتها الإدارة في حقّ الضمير والذوق العامين. -مثل هذه الثقافة الميتة لن تتمكن مهما تكلفت من أموال و دافع عنها من إعلام من تدمير الثقافة الحية و الحقيقية التي يؤسس لها المربّون و يتطلّع لها التونسيّون. -نؤكّد أن حرمة المعهد من حرمة مربّيه وأنّنا سندخل في إضراب فوري حال تكرار هذه الظاهرة أو ما يشابهها. عن هيئة النقابة الأساسيّة للتعليم الثانوي بنفطة الكاتب العام فوزي الحشاني
الاتحاد العام التونسي للشغل الاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة الاتحاد المحلي للشغل ببوسالم النقابة الاساسية للتعليم الثانوي ببوسالم بيان اعلامي
على اثر دعوة النقابة الجهوية للتعليم الثانوي المنصبة الى عقد مجلس قطاعي جهوي بتاريخ 16 -05 – 2010 بحضور النقابة العامة للتعليم الثانوي تحول عدد من المناضلين النقابيين من قطاعات مختلفة الى مقر الاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة ومنذ البداية طالب الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة باخلاء القاعة من غير المنتمين لقطاع التعليم الثانوي , ولكن المناضلين النقابيين تصدوا له معتبرين مسألة التنصيب كسابقة خطيرة في القطاع والجهة تهم كل القطاعات وتم فرض تواجد كل المناضلين وعند محاولة الكاتب العام للاتحاد الجهوي التطرق الى جدول الاعمال قاطعه المناضلون مطالبين بتحويل اللقاء الى اجتماع عام للحسم في مسألة التنصيب التي نسفت ثوابت وتقاليد القطاع والجهة . كما طالب المناضلون من النقابة العامة تفسير سبب حضورها محطة مكتب نقابة منصبة وابداء موقفها من المسألة وردت النقابة العامة انه ليس من مشمولاتها توزيع شهائد الشرعية وان الجانب التشريعي يبقى من مشمولات النظام الداخلي المركزي الذي اتخذ قراره من وراء ظهر النقابة العامة ودون التنسيق معها كما ينص على ذلك النظام الداخلي . كما اعلنت النقابة العامة رفضها المبدئي للتنصيب وعدم حسمها بعد في ملف جندوبة ولفات شبيهة بجهات اخرى . والنقابة الاساسية للتعليم الثانوي ببوسالم تستغرب هذا الرد وتتساءل اذا عن مبررات حضور النقابة العامة هذه المحطة ومحاولة اضفاء الشرعية على هذا المكتب المنصب .؟ وعلى اثر تعبير المناضلين على مواصلة تصديهم لعملية التنصيب ولاي مناورة تهدف الى اضفاء شرعية على المكتب المنصب عمد الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل الى تهديد احد المناضلين متوعدا اياه بانه سيكون بالمرصاد وسيتصدى له ويحمله مسؤوليته ؟ والنقابة الاساسية للتعليم الثانوي ببوسالم اذ تدين هذا التهديد الصادر عن كاتب عام اتحاد جهوي للشغل يفترض فيه الحياد والحرص على تطبيق القانون فانها تعلن عدم توقفها عند اجهاض المحاولة الاولى لاضفاء الشرعية على المكتب المنصب للنقابة الجهوية للتعليم الثانوي بجندوبة وتؤكد ان التهديد لن يزيدها الا اصرارا على تجذير عملية التصدي للتنصيب .
عن النقابة الاساسية للتعليم الثانوي ببوسالم الكاتب العام حمادي الشوالي — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux
طلبة تونس WWW.TUNISIE-TALABA.NET أخبار الجامعة
الثلاثاء 18 ماي 2010 العدد السابع و العشرون – السنة الرابعة –
احتفــــاء بالسنـــة الدوليـــة للشبـــاب : 1 – التحقيق مع الطالب لطفــــي قريــــرة ….. استجوب قاضي التحقيق بالمكتب السادس بالمحكمة الإبتدائية بتونس يوم الثلاثاء 11 ماي 2010 الطالب لطفي قريرة الذي يدرس بكلية العلوم الإقتصادية و التصرف بنابل حول التهم المنسوبة إليه وهي » الدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية و الإنضمام إلى تنظيم و وفاق يدعو لارتكاب جرائم إرهابية و عقد اجتماع غير مرخّص فيه » … و حضرت جلسة التحقيق الأستاذة المحامية نجاة العبيدي التي اعتبرت التهم مجرّدة و قدمت طلبا لعرض منوّبها على الفحص الطبي نظرا لتعرضه لتعذيب وحشي لدى البوليس لا زالت آثاره بادية على جسمه …. 2 – منع الناشط النقابي السابق سميــــر النفــــزي من السفـــر و الدراسة : رفض الأعوان في نقطة العبور برأس جدير على الحدود التونسية الليبية يوم الجمعة 14 ماي 2010 السماح للصحفي و الناشط النقابي الطلابي في الإتحاد العام لطلبة تونس سميــــر النفــــزي من الدخول إلى الأراضي الليبية متعلّلين بتعليمات صادرة من إدارة الحدود و الأجانب بوزارة الداخلية كما سلّموه استدعاء للإتصال بفرقة أمن الدولة … و عند إصراره على الإعتصام في المعبر الحدودي تم نقله عنوة إلى مركز البوليس في بن قردان ثم إلى منطقة الشرطة أين تم استجوابه بطريقة فجّة فيما يتعلق بنشاطه النقابي و السياسي و قد أصرّ على عدم الإجابة على الأسئلة فتم ترحيله قسرا على إحدى سيارات الأجرة باتجاه تونس العاصمة … و كان سمير النفزي متوجها إلى ليبيا أين يزاول دراسته في شعبة القانون في إحدى كليات العاصمة الليبية طرابلس لإجراء الإمتحانات التي انطلقت يوم السبت 15 ماي 2010 و هذه هي المرة الثانية التي لم يتمكن فيها من إجراء الإمتحانات حيث لم يجر امتحانات السداسي الأول في شهر جانفي الفارط بسبب انتهاء مدة صلوحية جواز سفره و تلكؤ وزارة الداخلية في تسليمه جوازا جديدا …. خطيــــر : آلاف الطلبـــة يقاطعـــون إمتحانات آخر السنـــة …. بسبب الإحباط و انسداد الآفاق و ارتفاع البطالة بشكل مهول في صفوف أصحاب الشهادات العليا إضافة إلى منظومة » إمد » المرهقة في الدراسة و تدهور الأوضاع الإجتماعية لنسبة كبيرة من الطلبة ( غلاء المعيشة ، عدم توفر السكن في المبيتات الجامعية ، …. ) آثر عدد كبير من الطلبة يعدّ بالآلاف – و بكل بساطة – مقاطعة إمتحانات آخر السنة وهي ظاهرة خطيرة جدا تضع نظام التعليم الجامعي في الميزان …. و هذه الظاهرة – التغيب عن الإمتحانات و بالشكل الحاصل الآن – لم تعرفها الجامعة التونسية منذ عقدين من الزمان مما يؤكد التدهور الذي تعيشه منظومة التعليم العالي …. و يرى كاتب عام الجامعة العامة للتعليم العالي و البحث العلمي سامي العوّادي أن » عدة أبعاد تقف وراء استفحال هذه الظاهرة أهمها توجيه دراسي غير مرغوب فيه يقلّل من إقبال الطالب على الدراسة » كما أن » نظام المراقبة المستمرّة في منظومة إمد أرهق الطالب و همّش لديه مسألة التقييم كما ساهم في تنفيره من الإمتحان علاوة على انسداد أفق التشغيل اليوم ، الأمر الذي ولّد مناخا من التشاؤم لدى بعض الطلبة أضعف لديهم الإيمان بقيمة الشهادات العلمية مما ساهم في استفحــــال ظاهـــــرة الغيابـــات عن الدروس و عن الإمتحانـــــات أيضــــا » مشاركــــة طلابيـــة واسعــــة في حملــة الإحتجـــاج على حجـــب المدوّنـــات : تجنّد مئات الطلبة للحملة المطالبة برفع القيود عن المدوّنات و إلغاء الرقابة عليها و كذلك للإحتجاج على حجب عدد كبير من المواقع في خرق واضح و فاضح لدستور البلاد الذي يضمن حرية التعبير. و يأتي هذا التحرك في إطار » المظاهرة الإلكترونية » التي شارك فيها إلى حدّ الآن أكثر من 20 ألف من بينهم 350 مدوّن زوّدوا مواقع الحملة – و خاصة على الشبكة الإجتماعية الـــ » فايسبوك » – بصور و مقاطع فيديو صمّمت لهذه الحملة التي انطلقت في بداية شهر ماي 2010 تحت شعار : » سيّــــــــــــــــــب صالــــــــــــــــــــــــح « و يطالب المشاركون في الحملة – الذين يتزايد عددهم يوما بعد يوم – برفع الحجب عن المواقع الشهيرة لتبادل مقاطع الفيديو مثل » اليوتيوب » و الديلي موشن » و » وات تي في » و تبادل الصور » فليكر » التي يتعذر النفاذ إليها من تونس إلا باستعمال كواسر الحجب » البروكسي » مع العلم بأن هذه الحملة تتواصل إلى أجل غير مسمّى هذا و تشير الإحصائيات إلى أن عدد مستخدمي الإنترنت في تونس قد تجاوز الـــ أربعـــة ملاييــن …. المعاهد العليا للدراسات التكنولوجية : تبدو الوضعية المادية لمدرسي المعاهد العليا للدراسات التكنولوجية سيئة حيث يتقاضى » المساعد Assistant technologue التكنولوجي » و كلهم تقريبا من المتعاقدين مرتبا بلغ ( في شهر أفريل 2010 ) 1086 دينارا ( صافي – أي ما يعادل 580 يورو ) في حين بلغ مرتب الأستاذ الجامعي في خطة تكنولوجي 1185 دينارا ( صافي – أي ما يعادل 633 يورو ) Technologue و يبلغ عدد ساعات العمل بالنسبة للصنفين 13 ساعة إضافة إلى 11 ساعة تأطير ( 24 ساعة في الجملة ) و يعتبر القانون الأساسي لمدرّسي المعاهد العليا للدراسات التكنولوجية من أسوأ ما هو موجود في التعليم العالي و لم تقم نقابة التعليم العالي بالتحرك اللازم لمعالجة وضعية هؤلاء المدرّسين …. جامعـــة جندوبــة : ارتفاع عدد الطلبة إلى 639 15 خلال السنة الجامعية الحالية 2009 – 2010 … تضم جامعة جندوبة خلال السنة الجامعية الحالية 13 مؤسسة تعليم عالي ( 6 بمدينة الكاف – 2 بباجة – 2 بجندوبة – 1 بسليانة – 1 بمجاز الباب – 1 بطبرقة ) يؤمّها 639 15 طالب و يدرّس بها 494 أستاذ قارّ و يتوزع الطلبة من الجنسين على النحو التالي : – إناث : 090 10 – ذكور : 549 5 و بذلك تبلغ نسبة الفتيات 64,52 في المائة من مجموع الطلبة ….. كما توجد في مراكز الولايات الأربعة ( باجة – جندوبة – الكاف – سليانة ) معاهد عليا للدراسات التكنولجية يتجاوز عدد الدارسين بها الخمسة آلاف …. معـــــرض تونــــس الدولــــي للكتــــاب في دورته الـــ 28 : عرض كتب للتبشير بالمسيحية …. في الوقت الذي كان فيه المثقفون و منهم الطلبة ينتظرون أن يواكب المعرض الدولي للكتاب الحركة الثقافية في الوطن العربي من خلال توفر الأعمال الأدبية حديثة الإصدار و كذلك الترجمات لأهم مصادر المعرفة الغربية أبت الرقابة إلا أن تحافظ على عاداتها السيئة المتخلفة بحرمان المثقفين و منهم الشباب و الطلبة من الإطلاع على العناوين الجديدة فكانت الدورة الثامنة و العشرين بائسة كسابقاتها …. و الجديد في هذا المعرض هو قيام إحدى دور النشر المصرية » دار مصر المحروسة » بعرض كتب تبشير للمسيحية و كأنه لم يكف شباب تونس و طلابها موقع التبشير للمسيحية الإلكتروني الذي ينشطه تونسيون و باللهجة التونسية و يعمل بكامل الحرية و يغري الشباب الذي أفرغته ثقافة التهريج و الميوعة و التخدير و الإنبتات من أي حصانة عقائدية و فكرية ليكون بذلك لقمة سائغة لكل من هبّ و دبّ مع الملاحظة بأنه لم يتم غلق جناح دار النشر المذكورة إلا بعد عدة أيام من انطلاق المعرض …. وزارة التعليم العالي توضح : نشرت وزارة التعليم العالي و البحث العلمي في جريدة » الصباح » يوم السبت 15 ماي 2010 توضيحا حول قضية الطلبة المحالين على القضاء بتهمة تسريب امتحانات و ذكرت بأن » الوقائع تعود إلى شهر جوان 2005 وهي تخص أحد المعاهد و يتعلق الأمر بتسريب مواضيع امتحانات دورة التدارك » و قد » تورّط في هذه الحادثة عونان إداريان و خمسة طلبة و تم اتخاذ عقوبة العزل في حق العونين و الرفت النهائي للطلبة و أحيلت القضية على أنظار العدالة » كما » وقع إنهاء تكليف الكاتبة العامة للمعهد و تولت التفقدية العامة للوزارة متابعة الملف » و لسائل أن يسأل لماذا لا تورد الوزارة في موقعها الإلكتروني مثل هذه الحوادث حتى يطلع عليها الرأي العام الوطني في إبانها- وهذا من حقه – و انتظرت فترة زمنية طويلة حتى أثارتها بعض وسائل الإعلام و كان المحدّد الرئيسي في ذلك هو وصولها إلى قاعات المحاكم ….. حصــــــاد الهشيـــــم : سليانــــــة : مقتل تلميذ على يد زملائه …. شهدت منطقة الدراقة الريفية من ولاية سليانة في الأسبوع الثاني من شهر ماي 2010 جريمة قتل راح ضحيتها التلميذ ذو السبعة عشر ربيعا و يتيم الأب محمـــــد الحوامــــدي الذي يدرس بالسنة التاسعة أساسي على يد مجموعة من التلاميذ ….. و كان منطلق الجريمة مشاركة الضحية و مجموعة من التلاميذ في مباراة كرة قدم و اتفقوا على مساهمة كل واحد منهم بمبلغ مالي على أن يحصل الفريق الفائز على كافة المبلغ المجمّع و مثلما يحدث في مثل تلك المناسبات حصل سوء تفاهم بين الضحية و المشتبه الرئيسي تطوّر إلى مشادّة كلامية و بقي المتهم يحمل الضغينة للضحية …. و صباح يوم الواقعة غادر التلاميذ المدرسة الإعدادية و كان أن توجه مجموعة منهم إلى مكان ما بمدينة الروحية فتجدّد الخلاف بين الطرفين و قد عمد بعض التلاميذ إلى الإعتداء على الضحية بالحجارة و بسلسلة حديدية ثم استلّ المظنون فيه سكّينا و وجّه طعنتين للضحية إحداها في الكتف و الأخرى في القلب فسقط التلميذ محمد يتضرّج في دمائه و رغم حمله على جناح السرعة إلى مستشفى سليانة فقد أسلم الروح على مستوى مدينة مكثر …. القيـــــــروان : انتحـــار تلميــــذ …. أقدم تلميذ يدرس بأحد معاهد القيروان على وضع حدّ لحياته بشنق نفسه و قد حصل هذا الحادث المؤسف و المحزن يوم الخميس 13 ماي 2010 …. و كان التلميذ المنتحر – وهو يبلغ من العمر 16 سنة و يدرس بالسنة الأولى ثانوي – يعاني من مشاكل عائلية أثّرت على مردوده الدراسي و هذه حالة جديدة من حالات الإحباط و اليأس التي أخذت تستشري في صفوف التلاميذ و تنعكس في شكل إنحراف و استهلاك للمخدرات و العنف و الإنقطاع عن الدراسة و …… تونــــــــس : طالبة تتعرض للنشل …. بينما كانت تسير في الطريق العام بالضاحية الغربية للعاصمة باغت أحد المنحرفين طالبة مهددا إياها بسكين و افتكّ منها حقيبتها التي تحوي كافة وثائقها الشخصية و مبلغ مالي قدره 150 دينارا و دفتر ادخار به 965 دينارا …. و قد توجه المعتدي – وهو في الثلاثين من عمره – إلى مركز البريد و استطاع مغالطة الأعوان و سحب كامل مدخرات الطالبة مستظهرا ببطاقة تعريفها الوطنية و قد تم إلقاء القبض على المعتدي الذي مثل مؤخرا أمام الدائرة الجنائية بالمحكمة الإبتدائية بتونس و قضت بسجنه مدة 5 أعوام … و في الختـــــــام : » لعلّ مرض الفساد الذي يصيب مرفقا ما أو يحمل جرثومته شخص أو مجموعة من الأشخاص قد يؤدي إلى ضرر تحسب تكلفته و تقاس نتائجه إحصائيا وفق مؤشرات مادية محدّدة ، و لكن الأذى الذي يمكن أن تتركه جرثومة الفساد في رسالة الإعلام تؤدي إلى ضرر لا يمكن معرفة نتائجه و آثاره المستقبلية ، و موقع الخطورة هو في حجم الإفساد و قصديته و طبيعة الوسائل التي تحمله ، و الإنقياد غير الواعي أحيانا ، للمتلقــين تحت ضغط الكمّ الهائل من الإعلام الموجّه ، و إذ تمهّد عوامل عديدة لتمكين وسائل الإعلام من الفساد و الإفساد فإن ذلك يعود للنقص الواضح في الحريات الإعلامية و الرقابة المسبقة ، و نقص الحصول على المعلومات و المصادر الإخبارية . وهي قيود لا تحدّ من حرية الإعلام فحسب ، بل و تمسّ بحقّ الإنسان في الحصول على الأخبار و المعلومات ، و ما يتصل بها من المعرفة بحقوق الإنسان ذاتها » …. » عوامـــــل الفســـاد و آثــــاره في الثقافـــة و الإعــــلام » – صبـــــــاح ياسيــــــن – مساعد مدير عام مركز دراسات الوحدة العربية – بيروت –
من الذاكرة الوطنية الطاهر بن عاشور يُـحـذر من الإجهاز على الزيتونة
محمد علي الحباشي في حفل مشهود يوم 3 جويلية 1957 اختتمت السنة الدراسية بالجامعة الزيتونية بحضور الرئيس الحبيب بورقيبة، وزاد الحفل مهابة الدكتور طه حسين. كانت الجامعة الزيتونية تصارع من اجل البقاء، وهو ما اصدع به الشيخ الطاهر بن عاشور، عميد الزيتونة في كلمة نبّه فيها الى مكانة هذه الجامعة العريقة التي هي «مستودع الروح القومية ومقرّ الحياة العقلية لكيان وطنيتنا العربية الاسلامية». وهذه مقتطفات مطوّلة من كلمة سماحة الشيخ العلاّمة الطاهر بن عاشور… « أما بعد، فهذا مضى حول كامل قد حال على اليوم الذي كنّا فيه بهذا المقام نتوجه الى اللّه باستمداد العون، والتأييد لتحقيق آمال الخير والصلاح المعلقة على استهلال الاستقلال التام للبلاد التونسية واقامة دولتها على اصول الحرية الكاملة والصبغة القومية الخالصة في اسلامها وعروبتها ومستنزلين النصر والتوفيق لقائد الامة ورئيس حكومتها. وها نحن في يومنا هذا نشاهد ذلك القائد مظفّرا قد حلّ بيننا تتمثل في ذاته جميع مقومات الاستقلال التي جاهد في سبيلها متفانيا مستبسلا فالأمة التونسية تنعم اليوم بما لم يكن يخطر في الآمال في حياتها السياسية والقضائية والعلمية والاجتماعية وشوكتها الدفاعية لولا ثقتها في سداد حركتها القومية وصدق قادتها المخلصين وفي صدرهم هذا المجاهد الاكبر الرئيس الجليل الحبيب بورقيبة، فكما استمدّت الامة من ذاته في الامس القريب معاني الثبات والعزم والتضحية والحكمة، تستمدّ اليوم عزّ النصر ونخوة السيادة والاطمئنان الى مستقبل السعادة كاستمداد الانوار من شمس النهار. صوت الجامعة الزيتونية ان صوت الجامعة الزيتونية تحقيق بأن يرتفع صادعا بهذه المفاخر، فما هذه الجامعة الا مستودع الروح القومية ومقرّ الحياة العقلية لكيان وطنيتنا العربية الاسلامية، فهي التي أسست من اول يوم لتغذّي حياة المجتمع الاسلامي بهذه الديار من المعنويات المقوية والمثل الروحانية العليا التي يربط بها على القلوب عند الشدائد وتثبت بها الاقدام حين الزلازل، وبقيت كذلك مرابطة مصابرة تقاوم العواصف وتنازل العوادي يجد فيها كل حزب من الاحزاب القومية سلواه، وكل كلم من كلومها اساه. الزيتونة: الملجأ والمأوى وكانت في الزمن العصيب الذي منيت فيه البلاد التونسية بكارثة الاستعمار انجى ملجاء للثقافة القومية ومأوى لروح التصميم على التعلق بمقومات الكيان الوطني، تجمعت حولها آمال الامة وعزائمها، فأبقت على الرمق حين دافعت في وجه عوامل الانسلاخ عن النفس والاندماج في الغير، وأيقظت الهمم الى ان ما يراد بالامة في السياسة التعليمية الاستعمارية، هو غير ما ينبغي ان يسير بها تطور التعليم القومي العصري في حدود الارتباط بالجامعة العربية الاسلامية والحفاظ على استمداد حاضر الامة من ماضيها وارتكاز وجودها المادي على اساس شخصيتها الادبية (…). التحصيل والعالمية ان السنة الدراسية التي نحتفل بختمها هي اول سنة قضتها الجامعة الزيتونية في وضعها الجديد الذي اتى به الامر العلي الصادر في رمضان 1375 وهو الوضع الجامعي الثابت لصبغة المكتمل النصاب المعترف به رسميا في قوانين المملكة اعترافا شاملا لصبغة المعهد ودرجة تعليمه العالي ومنزلة شهاداته العليا في اصول الدين والقضاء واللغة العربية والقراءات والآداب. وقد ظهر اقبال عظيم من حملة شهادة التحصيل التي هي نهاية التعليم الثانوي الزيتوني على الانخراط في سلك طلبة الجامعة فبلغ عدد الطلبة الذين انخرطوا في كلية الشريعة ثلاثة وثمانين والذين انخرطوا في كلية العربية والاداب ثلاثمائة واثنين واربعين وذلك جرّ الينا مضايقة في تسديد ما يقتضيه من الدروس ساعات واساتذة وقاعات، على ان انفتاح منافذ جديدة في عديد الوظائف بالسلك القضائي والسلك الاداري والسلك التعليمي وانفتاح منافذ اخرى في المعاهد المحدثة للتعليم العالي مثل دار المعلمين العليا والمدرسة العليا للحقوق قد حملت كثيرا من حملة التحصيل على ان يتنافسوها فيهجروا دروس الجامعة فتناقص عدد طلبة الجامعة في اثناء السنة الدراسية وان لهم فيما ارتكبوا لعذرا من جهة انهم قد وجدوا في الوظائف من المرتبات وفي المعاهد العليا من المنح والقروض الشرفية ما يسدّ الحاجة المادية التي هم عليها نزارة العدد اليسير الذين يتمتعون بالمنح الجامعية على زهادة مقدار ما يتقاضاه كل واحد منهم، فان ضيق الاعتماد المخصص في ميزانية السنة الدراسية المنتهية لم يسمح الا بمنح عشرين طالبا بمقدار خمسة آلاف فرنك لكل واحد في الشهر. نأمل ان يتوفّر لطلبة الجامعة في السنة الدراسية المقبلة ما يشجعهم على الانقطاع الى الدراسة الجامعية ويضمن راحتهم فيها». يتبــع (المصدر: « الصباح » (يومية – تونس) بتاريخ 19 ماي 2010)
نسخة من الدفتر الجبائي التونسي لسنة 1676 تغري بالمقارنة بين المواطن المعاصر والقبيلة
تونس – صوفية الهمامي
قبل 334 سنة كانت القبائل التونسية تعرف ضرائبها وحجمها ولمن تدفعها وكيف ؟اما المواطن التونسي في القرن الحادي والعشرين فبالكاد يعرف رأسه من قدميه في قضية المدفوعات الحكومية والمخالفات ونظام الجباية المعقد ومناسبة هذه المقارنة وثيقة تاريخية تثير الشجن فقد أصدرت مؤسسة الأرشيف الوطني ضمن العدد الثاني من « كراسات الأرشيف » التي تعنى بنشر الوثائق النادرة ذات الأهمية التاريخية والرمزية المتصلة بتاريخ وذاكرة الشعب التونسي، نسخة مصورة من الدفتر الجبائي الأول في تاريخ تونس والذي يعود إلى سنة 1676. ثلاثمائة وأربعة وثلاثين سنة بالتّمام والكمال، مرّت بأيامها ولياليها على أول نسخة من الدفتر الجبائي التونسي، هذا الدفتر الجبائي الحامل لرقم « واحد » يوضح كيف كانت القبائل التونسية تتعامل مع الواقع الجبائي والواقع المؤسساتي في تلك الحقبة التاريخية، وطريقة تقديم الحسابات والميزانيات الخاصة بكل قبلية. كما تعرف هذه الوثيقة أصناف الضرائب وكيفية استخلاصها وطبيعة علاقة الدولة بالمجتمع. كما يحتوي الدفتر الذي تمت المحافظة عليه بعناية على معطيات نادرة حول أسماء بعض المجموعات القبلية والمدن والقرى والشخصيات التاريخية، التي انقرض ذكر بعضها نتيجة التحولات الاقتصادية والإجتماعية عبر الحقب التاريخية . وتمثل هذه الوثيقة الجبائية التي أشرف على إعدادها وتوضيبها الدكتور محمد فوزي المستغانمي المختص في التاريخ الحديث، مرجعا ثمينا لدراسة تاريخ الدولة في تونس حيث تم إعتمادها منذ الربع الأخير من القرن السابع عشر كنموذج للجباية. إعداد هذه النسخة المصورة من الدفتر الجبائي اعتمد على تقنيات التصوير بالمصغرات الفيلمية في شكل ميكروفيلم، ثم تصويرها لاحقا ضوئيا لطبعها. وحسب إفادة حاتم حطاب رئيس مصلحة الأنشطة الثقافية والتربوية بالارشيف الوطني، فإن الخبراء قاموا بهدف فهم محتوى الوثيقة بتفكيك الخطوط ومحاولة قراءة الحروف التي طمس بعضها، عن طريق مقارنتها بالحروف والألفاظ المعتمدة في تلك الفترة وفي أجزاء أخرى من الدفتر والتي تتشابه في معناها وطريقة رسمها. كما استوجب التثبت فيها العودة إلى وثائق تعود إلى نفس تلك الفترة التاريخية وإعادة احتساب كل مجموع وكل الأجزاء المكونة لهذا الدفتر لفهم وتفكيك رموز النظام النقدي المعتمد لاحتساب الضرائب وهو نظام إندثر في الوقت الحالي. لكن ماذا ستنشر مؤسسة الأرشيف الوطني بعد خمسين سنة أو بعد حلول القرن الجديد؟د عن علاقة المواطن التونسي بالضرائب؟ هل ستقول إن التونسي في 2010 من فرط دفع الضرائب والخطايا والرشاوي ونسب فوائد القروض الضخمة، قد كره حاله سرّا وعلنا وأصيب بمرض الهلوسة والهذيان وكوابيس اليقظة لدرجة أن نفسه المريضة سولت له أنه يسكن الأرض التونسية على سبيل الكراء. المواطن التونسي في 2010 يقبض راتبه في الصباح تستلمه قائمة الديون بعد الظهر، مساء وهو عائد من العمل يوقفه الشرطي لأنه ارتكب مخافلة مرورية جراء القهر الذي يعيشه على ضياع أمواله وعدم الإنتباه، الشرطي سجل ضده مخالفة يجب أن تدفع خلال خمسة عشر يوما وإذا لم يفعل ستتضاعف. يستغفر الله وينطلق في الأثناء يتصل بزوجته في البيت، يطلب منها أن تشتري الخبز للعشاء، يلمحه شرطي ثان ويوقفه ويسجل ضده مخالفة قيمتها 60 دينارا لأن الحديث في الجوال ممنوع أثناء السياقة حفاظا على سلامته وسلامة مستعمليي الطريق، يصعد الدم إلى رأس المواطن التونسي في 2010، يوقف سيارته ويدخل المقهى يطلب قهوة مرة ويشعل سيجارة، يقف أمامه شخص « مراقب » ويطلب منه بكل أدب : من فضلك أطفىء السيجارة وهات بطاقتك أنت مطالب بدفع مخالفة قيمتها 60 دينارا، يصرخ المواطن في وجهه ويدفعه من أمامه، يتم إستدعاء الشرطة لتقوده إلى مركز الأمن ويسجل ضده محضر حول إعتدائه بالكلام البذيء والضرب على موظف أثناء تأدية مهامه، يتم تحويل المحضر إلى المحكمة، في الغد يتغيب المواطن عن العمل، مديره علم بالأمر فيخصم من راتبه، يتصل المواطن بالمحامي لإنهاء أمره، المحامي لا يبرح مكتبه قبل أن يقبض. المواطن التونسي يطلق لسانه، مخالفة، محضر، خطية، ضريبة، ضربة على راسي، بنك، سلفوني، محامي، شرطي… جن المواطن… (المصدر: « الهدهد الدولية » (صحيفة اليكترونية – لندن) بتاريخ 19 ماي 2010) الرابط:
http://www.hdhod.com/——1676—-_a19831.html
النشرة الدورية للقائمة البريدية لموقع الشيخ عبد الرحمن خليف العدد 24 – حصاد شهر جمادى الأولى 1431
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنظمة صناعة الموت 1/4
بقلم: علـــــي شرطــــاني – تــــونس لطالما كان ومزال مصطلح صناعة الموت رائجا في الإعلام العربي المأجور خاصة، وقد أصبح قرين الإرهاب الذي ما إن ذكر حتى تشنف الآذان وترنوا الأبصار إلى الإسلام وإلى الحركة الإسلامية المعاصرة خاصة. وقد استطاعت أمريكا زعيمة العالم الغربي الصليبي الترويج لهذه الثقافة التي كان الكثير من منابر الإعلام العربي والإسلامي الرسمي والحر يتبنى فيها الرؤية الأمريكية والغربية والصهيونية، حتى أصبح كل جهد إسلامي مقاوم في نظر الكثير حتى من الصادقين من أبناء الأمة وأحرار العالم أحيانا إرهابا، مع الإلتباس والخلط الذي أصبح قائما وواضحا بين الإرهاب الحقيقي الذي لا علاقة له بالإسلام ولا بالحركة الإسلامية المسلحة حيث يجب أن يكون السلاح، والسلمية حيث يجب أن يكون السلم. هذا الإرهاب الذي تمثله أنظمة الإستبداد في، كل إن لم يكن في جل، أوطان شعوب أمة العرب والمسلمين وبدرجات متفاوتة. ويمثله في الخارج وفي أوضح تجلياته الحركة الصهيونية اليهودية والإمبريالية الأمريكية والغرب الصليبي المتحالف إجمالا مع الصهيونية العالمية والداعم الرئيسي للنظم الرسمي العربي الإسلامي عموما. تلك هي حقيقة الإرهاب. وتلك هي الأطراف الحقيقية المكونة له. وهي التي لا تصنع إلا الموت فعلا ولا تصنع الحياة أبدا. – عالمية وإقليمية صناعة الموت: صناعة الموت والحياة من الإشكاليات والمصطلحات والمعاني والقضايا المختلف فيها: – فمن صناع الموت من يصنعه وهو يعلم ذلك ويريد أن يفرض من خلاله مفهومه لصناعة الحياة، كالنظام الرسمي العرب والإسلامي والحركة الصهيونية والحركة الإستعمارية الغربية قديما وحديثا. – ومنهم من يصنع الموت لاعتقاده صادقا أنه إنما يصنع الحياة، كبعض الحركات الجهادية في أكثر من مكان من العالم الإسلامي، ويأتي على رأسها تنظيم القاعدة، وهو ليس مجانبا في الحقيقة للصواب في الكثير من الأحيان، لأنه ينزلق إلى صناعة الموت أحيانا من حيث أنه يريد أن يصنع الحياة، وهو الذي يصبح من صناع الموت لمن يريد أن يصنع لهم الحياة، مما يمكن أن يتحول به بذلك من حيث لا يقصد ومن حيث لا يدري من صانع للحياة لمن لا يريد إلا أن يكون صانعا للموت لهم، ومن صانع للموت لمن لا يريد إلا أن يكون صانعا للحياة لهم. وهو الذي لا يصنع الموت حقا إلا لصناع الموت من المحتلين والمتعاونين والمتحالفين معهم. – ومنهم من لا يصنع إلا الحياة ولا يصنع الموت أبدا، وليس ذلك إلا لحركات المقاومة والجهاد والصمود في وجه الإستبداد والإحتلال. – ومنهم من لا يصنع إلا الموت ولا يصنع الحياة أبدا، ككل استبداد وكل احتلال. فالكل يموت من أجل الكسب والربح والموقع الذي يسعى له صناع الموت من أجل ذلك. وفي النهاية، فكل يحسب أنه إنما يصنع الموت والحياة من خلال مفهومه الخاص لمعنى الموت والحياة ومن خلال موقعه الخاص وأهدافه وغاياته الخاصة. ومن هذا المنطلق فلا يعتبر نفسه وهو يصنع الموت لجهة أو طرف أو شعب أو أمة إلا صانعا لموت من لا يستحق الحياة ممن يعتبرهم من صناع الموت، وصانعا لحياة من يعتبر أنهم ممن يستحق الحياة. فالكل يصنع الموت والحياة من خلال مفهومه الخاص للموت والحياة ولصناع الموت والحياة ولمستحقي الموت والحياة، وعلى ذلك الأساس خلق الله الخلق » ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم… » إلا أن الأمر لا ينبغي أن يظل كذلك وعلى هذا الإطلاق. فالحق حق ولو أنكرهه كل الخلق أو الكثير من الخلق. والباطل باطل ولو قبل واعترف به كل الخلق من بني آدم أو الكثير منهم. فبقدر ما تعددت أوجه ووسائل صناعة الحياة، بقدر ما تعدد وكثر صناعها. وبقدر ما تعددت أوجه ووسائل صناعة الموت، بقدر ما تعدد وكثر صناعها. فلا حضارة في الحقيقة، بل لا يستقيم الحديث عنها، بغير صناعة الحياة. ولا معنى للحضارة في ظل انتشار صناعة الموت وكثرة وقوة صناع الموت. إلا أن المفارقة العجيبة الغريبة في الحضارة الغربية المعاصرة، أنها قامت وتأسست على أساس تلازم صناعة الحياة مع صناعة الموت فيها، وذلك لأن الأساس النظري والفكري والثقافي للحضارة الغربية لم يقم على أساس معنى صحيحا ونبيلا ومقدسا للإنسان والحياة والكون، وإنما قام على أساس مادي عنصري لا معنى فيه للإنسان إلا بقدر ما يتحقق له من خلاله من ربح وكسب مادي. ولا معنى له ما لم يكن غربيا أبيض. ومن هنا كان انطلاق الإنسان الغربي صانعا لموت الآخر غير الغربي الأبيض من أجل حياة الغربي الأبيض وحده. ولذلك فإن الذي يأتي على رأس أنظمة صناعة الموت هو النظام الغربي الإستعماري العنصري. وهو الذي انطلق على ذلك الأساس والذي مازال مستمرا عليه. وبحكم طبيعته المادية النفعية والعنصرية تلك لا يمكن إلا أن يظل كذلك. فإذا كان التاريخ قد عرف أن اتجاه العلم عموما هو صناعة الحياة للإنسان، والتقليل أكثر ما يمكن من أسباب ووسائل صناعة الموت له ولغيره من الكائنات الحية الأخرى، فإن الحضارة الغربية المعاصرة كانت في جانب كبير من توجهها العلمي نفسه جامعة في نفس الوقت بين صناعة الحياة وتوفير الرفاه والصحة والراحة للإنسان، وبين صناعة الموت بتوفير كل أسلحة ووسائل الدمار للإنسان والكون والحياة. فبقدر ما كانت مخابره ومصانعه ومعامله موفرة من التقنيات والآلات ما تكتشف به الأمراض وتعد فيها المستحضرات والمراهم والأدوية المختلفة للكثير من الأمراض الفتاكة صناعة للحياة، بقدر ما كانت نفس هذه التقنيات والآلات نفسها موجهة أحيانا وعند البعض ولغايات وأهداف مادية لإنتاج الفيروسات والجراثيم القاتلة ونشرها بين الناس صناعة للموت. وبقدر ما كانت مصانعه ومعامله وأفرانه ومخابره موفرة للإنسان من وسائل النقل والإتصال والغذاء والدواء والمأوى صناعة للحياة ما لم توفره له حضارة قبلها، بقدر ما كانت تنتجه من أدواة للتعذيب وأسلحة دمار شامل وإشعاعات مميتة وتلوث خانق صناعة للموت. فالنظام الغربي في النهاية ليس نظاما إنسانيا صانعا للحياة بالرغم مما وفره للبشرية من تقدم ورفاه ورخاء أحيانا. وليس ذلك في الحقيقة، وفي جانب كبير منه إلا لشعوبه، ولكنه يمكن أن يصنف لما طغى عليه من نزعة عنصرية ومن نهم مادي ومن طبيعة مادية نفعية، ومن ظلم وتسلط ومن دعم للظالمين على حساب المظلومين، ومن وقوف إلى جانب المحتل الغاصب والمستبد الفاسد، على أنه نظام صناعة للموت أكثر منه نظام صناعة للحياة. ( يتبع )
أخي صلاح الدين لا تحزن… فالحرية تكشف عورات الإسلاميين…
بقلم: بوعبدالله انفعل الاخ صلاح الدين الجورشي حين شتمه بعض المنتسبين لحركة نهضة المهجر فنحن نعتذر للاخ صلاح الدين ونقول له انت منا والينا لذلك نالك ما نال اخوانك من الذين عادوا لتونس او اختلفوا مع الحركة , لكن لا تحمّل من احبك واحترمك من اخوانك الاسلاميين وزر بعض اخوتنا في المهجر ,فالسب والشتم الصادر من اعلى الهرم او اسفله لا يسلم منه اي منتقد او ناقد او ساخط على التنظيم فالخيانة والانبطاح والتساقط والذل و و و هي جاهزة واعطيت لها اشارة الانطلاق كي ينعت بها القريب قبل البعيد يمارسها البعض ممارسة -كتابة نثرا وشعرا- والبعض بصمته وعدم نهيه فلا تحزن اخي صلاح نحن نكن لك كل الحب والاحترام واختلافك مع سياسة الحركة والقطيعة معها ما دفعنا في يوم من الايام ان نتنكر لك او حتى نغضبك , فكانت العلاقة بيننا دوما الحب والاحترام وهي دائمة ان شاء الله وان اختلفنا في رؤيتنا لبعض المسائل لكن اخي الحركة الاسلامية قد تبتلى كغيرها بان يتواجد فيها من جعل السب والتخوين, والعداء هو الاساس الذي يحكم علاقته بالاخر الذي يخالفه الراي -السلطة او غبرها- وفينا من جعل التسامح والتنازل هو الاساس فان كنا من ضحايا الصنف الاول علينا ان نحمد الله تعالى الذي منحنا هامشا من الحرية في الغرب ووفّر لنا فرص اللقاء فانكشف الغطاء واصبحنا في العراء وتبين ان فينا ومنا من لا يفقه او لا يتقن ممارسة الاخوة ولا يحتكم للضوابط الشرعية واستبدلها بضوابط تنظيمية تتماشى مع مزاجه و يظن انها مفتاح القضية ويحاول ان يقنع غيره بهذه الضوابط اللا اخلاقية التي اساءت في الحقيقة لا للقضية فحسب بل اساأت للهوية اذا بعض اخواننا في المهجر-للاسف يتولون مواقع هامة – جعلوا لانفسهم منهجا و سلوكا يجعل منهم هم الشجعان ونحن -العائدون او الرافضون أ والسلطة – الجبناء ,هم الشرفاء ونحن الخونة,هم الاقوياء ونحن الضعفاء, هم حماة القضية ونحن من باعها , هم الاتقياء حماة الدين ونحن الشياطين اعداء الدين , ضاقت صدورهم بغيرهم بل برفقاءدربهم لا تحزن اخي بل على كل الاسلاميين في تونس ان يفرحوا بانكشاف هذه الطباع التي كان يسترها الهاجس الامني والسرية في الداخل ,والتي لولا مساحة الحرية في اوروبا مانكشفت ولكانت الطامة اشد و أقوى على اصحاب المشروع قبل غيرهم ,ولنكن أن نتحمل نحن هذا التصرف ونصبر عليه خير من ان يحترق به غيرنا .هي حقيقة مرة البوح بها واجب في نظري لقد ابتيت الحركة الاسلامية في تونس ببعض العناصر التي لو سنحت لها الفرصة لفعلت افاعيل يشيب لها الصغير فان كان بأسنا بننا شديد في مسالة عادية -العودة او سياسة الحركة – فكيف سيكون لو كان في مسالة مصيرية؟؟؟ لا تحزن اخي , واصارحك القول لقد منا الله علي بان عشت مرحلة ما قبل السجن ثم السجن ثم ما بعد السجن ثم المهجر , لكن مرحلة المهجر كانت أشد وطاةحين تجد نفسك في صحبة بعض الاخوان الذين لو انكشف الستار عنهم في بداية المرحلة او الرحلة التنظيمية ما جالستهم ولا اشتركت معهم-وهذا الصنف ما اطلعت عليه الا في المهجر- وليس كل الاخوة في المهجر لكن جزء هام منهم فهناك من أتناقض معه في الفكرة اصلا , وهناك في الموقف السياسي و المنهج وكل هذه الاختلافات لا يندم عليها الفرد,لكن ان تصل التناقضات في اخلاقنا ونحكّم تنظيم المفتعل-حسب اهواء البعض- بدل الشرع فهذا ما لا تحمد عقباه, لكن كل هذا ادوس عليه او لا تاثير له في عاجل وآجل مري لاني في المقابل وقبل ذالك وفي خلال المراحل التي مررت به قد تعرفت وعشت وترعرعت مع رجال -يخالفونني او يشاركونني الراي او الموقف-هم درة قلبي اشهد الله اني احبهم وأسير حبهم شاركوني وشاركتهم الافراح والاحزان , الجراح والامان , تعارفنا عند الرخاء وفي الشدة , قد نختلف معهم في بعض المواقف لكن دون ان نفترق فالاخوة هي التي تشدنا لا المصلحة التنظيمية ‘ وهذه الاخوة هي فيما بيننا ومفتوحة لجميع بما فيهم السلطة و نقولها ونعيدها لا للعداء والاستعداء لسنا نحن خير الناس وغيرنا شر الناس كلنا ندين لله بالاسلام رب واحد وقبلة واحدة وشعب واحد مهما كانت الالام بيننا يجب الا تكون هي منطلق او اساس التعامل بيننا-كل التونسين حتى لا يظن البعض اني اقصد فيئة دون الاخرى- اخي صلاح الدين و اذا احتكم الاسلاميون الى المصالح الانية والمواقف الذاتية فشرهم ينال القريب والبعيد كغيرهم , اما اذا احتكموا لشرع الله سيزول العداء مع الذات ومع الاخر, فالحمد لله الذي كشف الغطاء وزال شعار نحن على قلب رجل واحد ,لا اخي نحن قلوبنا شتى , باسنا بيننا ومع غيرنا شديد وعلى العاقل في الداخل او المهجر ان يعي جيدا ما اصابنا وما حل بنا وان يتعظ ,ليست البطولة في السب والشتم والتخوين انما البطولة في كسب قلوب الناس لا في تنفيرهم ,البطولة في ان تعفوا وتخالط الناس بخلق حسن,لا في ان تتكبر وتستعدي الاخر البطولة في ان تحمي نفسك واهلك وذويك وجماعتك من شر قد يصيبهم لا ان تدفع بهم الى الهاوية ,البطولة في ان تقابل السيئة بالحسنة لا بنشر السيئة , البطولة ان تحب في الله وتكره في الله , اخلاق المسلم راس ماله , ان ضاعت اخلاقه اضاع الامانة , واخواننا الذين جعلوا من موضوع العودة منبرا او مدخلا للسب والشتم نقول لهم اتقوالله في اخوانكم واعراضكم , انتم من سيس الموضوع وانتم من جعلتم منه ام القضايا , رفضتموه بشدة -تذكروا شروط العودة التي وضعتموها وكبلتم بها انفسكم- ثم ها انتم جميعا وبقرار تقبلون ما رفضتموه بشروط مجحفة تقبلونه اليوم من دون شروط , لماذا هذا التخبط يا اخوان ؟؟؟اين بعد النظر اين الحكمة؟؟؟ واتقوا الله في اعراضكم لان السب في العموم قد يشمل ازوجكم ابناءكم ؟ وهل العاقل يرضى لزوجه واولاده ما لا يرضاه لنفسه؟؟؟؟اجيبوني يرحمكم الله شعرا ونثرا,ايها الاخوة -في المهجر-انكم في مستنقع خطير انقذوا انفسكم و قوا انفسكم شر انفسكم ل شر السلطة واستعيدوا اخوتكم ورشدكم وتوبوا الى ربكم, تقربوا الى الله بمحبتكم لبعضكم لا بسب القريب والبعيد , اصلحوا ذات بينكم واخمدوا نار الفرقة التي تسري بينكم ,قوموا اخلاقكم وتصرفاتكم قبل ات تقيموا اخلاق وتصرفات غيركم , واعلموا انه اذا نفر منكم القريب قلا مكان لكم في قلب البعيد , اعظم شيء انصحكم بفعله هو : افشوا السلام بينكم يا إخوان ان اهم ما يمكن ان نقدمه لغيرنا ولاخواننا وشعبنا هو الموعظة نعم اخي صلاح الدين ان يتعظ بنا غيرنا وبتجربتنا هذا اعظم ما يمكن ان نساهم به فس خدمة بلدنا , ونريد ان لا يعاملنا غيرنا من خلال هفواتنا هذا ما نبتغيه , اخي صلاح لا تحزن فالحياة مهما طالت قصرت وسنلقى الله سبحانه وتعالى فرادى ينادى كل منا باسمه لا باسم الجمعية او الحزب الذي ينتمي اليه وان اساء اليك البعض فتذكر محبتنا واحترامنا لك. (المصدر: « الحوار.نت » (ألمانيا – محجوب في تونس) بتاريخ 19 ماي 2010)
الازدواجية اللغوية التونسية الخطأ
محمود الذوادي (*) إن عنوان هذا المقال يسمي الأشياء بأسمائها بكل شفافية وصراحة. أحاجج هنا بأن الإزدواجية اللغوية التونسية تمثل خطأ كبيرا. أختصرالمؤشرات المحسوسة لهذا الخطإ في المعالم التالية: 1 ـ إن الباحث في الظاهرة اللغوية في المجتمع التونسي يلاحظ أنه يسود اليوم موقف اجتماعي عام يكاد يطالب المواطن التونسي بالإعتذار عن عدم معرفته للغة الفرنسية. وفي المقابل، لايكاد يتعرض التونسي الذي لايعرف العربية أولايستعملها إلى اللوم والمطالبة بالإعتذارعن ذلك. ومن ثم، لايلوم التونسيون أنفسهم ولابعضهم البعض على استعمال الفرنسية شفويا وكتابيا حتى في أبسط الأشياء بدل اللغة العربية/لغتهم الوطنية. وبعبارة أخرى، فالتونسيون يستعملون سياسة المكيالين لصالح لغة المستعمر لالصالح اللغة العربية: أي سياسة الإتجاه المعاكس الذي يتضمن التحقيرالشائع للغة العربية ورميها بالدونية وقلة الإحترام لها. 2 ـ وإذا كانت اللغة الوطنية هي بطاقة الهوية الفردية والجماعية في المجتمعات البشرية فيسهل تشخيص الآثارالسلبية على هوية التونسيين أنفسهم كنتيجة لعلاقتهم غيرالسوية/ غيرالطبيعية مع اللغة العربية. يخلص عالم الإجتماع الدارس لتلك الأعراض بالمجتمع التونسي إلى أن هذا الأخيريعاني من مشكلة حقيقية خطيرة في تعامله مع لغته الوطنية/العربية. ورغم ذلك، فلايكاد يجد الباحث بعد أكثرمن نصف قرن من الإستقلال وعيا حقيقيا بالمشكلة ومن ثم سلوكا جماعيا بين أغلبية المتعلمين والمثقفين التونسيين لتغييرالوضع بحيث ينجح التونسيات والتونسيون في تطبيع علاقتهم بالكامل مع اللغة العربية. ومن اللافت للنظربهذا الصدد أن ضعف الوعي بالمشكلة وعدم التحمس لحلها يلقاه المرء حاضرا حتى لدى أغلبية أساتذة اللغة العربية وطلابهم بالكليات والجامعات التونسية مثل جامعتي تونس وسوسة. 3 ـ ولابد لعالم الإجتماع اللغوي أن يتساءل عن الأسباب الرئيسية التي تجعل علاقة التونسيين بلغتهم الوطنية كما رأينا. يفيد التحليل أن الأسباب ترجع إلى عاملين كبيرين : أ ـ آثار الإستعماراللغوي الفرنسي المتواصل. ب ـ هيمنت على إدارة البلاد بعد الإستقلال نخب سياسية وفكرية وثقافية ومتعلمة ذات إزدواجية لغوية أمارة. ويعني مفهومنا هذا أن تلك النخب تعطي أهمية أكبر إلى اللغة الفرنسية وثقافتها. وبعبارة أخرى، فإن اللغة العربية/اللغة الوطنية لاتحتل المكانة الأولى في قلوبهم وعقولهم واستعمالاتهم. وهذا واقع يلاحظ على معظم التونسيين ذوي الإزدواجية اللغوية الأمارة في عهدي الإستعماروالإستقلال من خريجي البعثات الفرنسية والمدرسة الصادقية ونظام التعليم التونسي المزدوج اللغة في فترة الإستقلال. أي أن أغلبية تلك الأجيال من التونسيين تشكومما أسميه من ضعف التعريب النفسي والذي يتمثل في فقدان علاقة حميمية مع اللغة العربية لايجعلهم في السروالعلن يغارون عليها ويدافعون عنها ويستعملونها في الحديث والكتابة قبل أي لغة أخرى كما تفعل المجتمعات المتقدمة مع لغاتها. وهذا الوضع هونتيجة للتخلف الآخركمفهوم جديد في عناوين كتبي باللغات الثلاث. 4 ـ يلاحظ عالم الإجتماع اللغوي أن خريجي التعليم الزيتوني وشعبة [أ] المعربة في مطلع الإستقلال هم عموما التونسيون المتعلمون الذين ينفردون بما أطلق عليه مصطلح الإزدواجية اللغوية اللوامة، اي تلك الإزدواجية اللغوية التي تجعل التونسي يلوم نفسه والمواطنين التونسيين على استعمال الفرنسية بدل العربية في شؤونهم الخاصة والعامة في المجتمع التونسي. وهذه هي الإزدواجية اللغوية الصحيحة التي يجدها المرء في المجتمعات ذات السيادة كألمانيا وإيطاليا واليابان حيث تستعمل اللغة الوطنية في المقام الأول بين الأفراد وفي المؤسسات. لنذكربعض الأمثلة التي تكشف للعيان معالم الخطإ في الإزدواجية اللغوية التونسية: أ ـ يلاحظ أن الأغلبية الساحقة من التونسيات والتونسيين تكتب صكوكها المصرفية (شيكاتها البنكية) باللغة الفرنسية وليس باللغة العربية. وعند الحديث مع من يكتبون شيكاتهم بالفرنسية وشرح أن هذا السلوك اللغوي فيه عدم احترام اللغة العربية: سلوك لغوي من مخلفات الإستعمار اللغوي الفرنسي بعد أكثرمن نصف قرن من الإستقلال، يخلص الباحث الإجتماعي من استجواباته بانطباعات تفيد أن معظمهم مقتنع بالتقصير مع اللغة العربية. ورغم ذلك ، فالملاحظة الميدانية تفيد بأن أغلبيتهم الساحقة تستمر في موقفها الخاطئ فتكتب شيكاتها باللغة الفرنسية بدون اعتذار ولوم للنفس واللآخرين. وبعبارة أخرى، يجوز القول أن المجتمع التونسي لم ينجح في عهد الإستقلال في إنشاء ثقافة وعقلية تونسيتين جماعيتين لصالح أولوية استعمال اللغة العربية بكل عفوية واعتزاز في كتابة الصكوك المصرفية وغيرها. فالفشل،إذن، ذريع بالنسبة لنشرموقف جماعي بين كافة التونسيين يضع حدا للإزدواجية الخطإ. ب ـ يستحوذ استعمال الفرنسية بطريقة شبه مرضية على صنف من المرأة التونسية كنتيجة للإزدواجية اللغوية الخطأ.يصف مقال الصحفي التونسي محمد بن رجب أعراض الإزدواجية الخطأ لدى فئة من النساء التونسيات في جريدة الصباح 14/08/2007 [سألت المذيعة سيدة في الثلاثين من عمرها وهي خارجة من المسرح الأثري بقرطاج بضواحي تونس العاصمة عن رأيها في سهرة الفنانة صوفية صا دق.فقالت هذه السيدة : [الحفلة السواري طيارة فريمون.لاشانتوزصوفية عندها بالفوا،سي فريمون فوربل.يلزم التوانسة فياربالفودادات متا عهم .اونا مارمن لي ليباني الجدد. سي فريمون طيارة صوفية ،طيارة. طيارة والسواري ميرفايوز]. يعلق بن رجب على كلام هذه السيدة بالقول [وكان يمكن أن لاتلفت هذه السيدة نظري تماما لوكانت هي وحدها التي استعملت هذه اللهجة التي جاءت أغلبها باللغة الفرنسية.لكنها لم تكن نشازا..ولاشاذة ..فلقد تحدث جل المستجوبات إلى المذيعة بالفرنسية السليمة ..أواللهجة اللقيطة التي تحتوي على جمل فرنسية كا ملة أومكسرة أومخلوطة بكلمة إيطالية عابرة أولفظة انقليزية مدسوسة]. يلاحظ على السيد بن رجب أنه لم يشرلامن قريب ولامن بعيد إلى أن هذه اللهجة اللقيطة لها أسبابها الثقافية والنفسية والإجتماعية في المجتمع التونسي التي ترجع كما وقعت الإشارة إلى الإستعمارالفرنسي ، من ناحية، ورضى وترحيب النخب السياسية والثقاقية التونسية المسؤولة بعد الإستقلال باستمراراللغة الفرنسية وثقافتها، من ناحية ثانية. يسا عد هذان العاملان على تفسيرشدة ميل معظم بنات حواء في هذا المجتمع إلى الإفتخاربها وذلك رغم أن هذه الظاهرة تمثل في رؤيتي علمي الإجتماع والنفس مشكلة نفسية إجتماعية ذات علاقة بهويتهن وانتسابهن الحضاري للثقافة العربية الإسلامية. ت ـ تتجلى معالم الإزدواجية اللغوية الخطأ في السلوك اللغوي للمرأة التونسية في استعمال اللغة الفرنسية بدل العامية العربية التونسية النقية في حديثها عن الألوان والمقا ييس والأيام والأرقام. فنحن ، مثلا، لانكاد نسمع أي تسمية للألوان باللغة العربية عند النساء في المراكز التجارية وغيرها من المحلات. فالحديث عن ألوان الملابس ومقاييسها لايتم في العادة إلا باللغة الفرنسية.فيندر استعمال الكلمات العربية للون الأزرق والأسود والأبيض والوردي والرمادي في حديث بنات حواء. وتستولي اللغة الفرنسية أيضا بطريقة شبه كاملة في الحديث على مقاييس طول وعرض الملابس. فهذا المزج اللغوي المفرنس يؤدي إلى ظهورعرف لغوي عا م بين التونسيات يعطي الأولوية للفرنسية بحيث يجعلهن يخجلن من استعمال اللغة العربية في الحديث عن الألوان والمقاييس والأرقام. تذكرني مقولة هذه السطوربقول الكاتب الفرنسي الشهيرفولتار: عندما نبدآ نمشي في طريق خاطئة، فكلما نتقدم في المشي كلما نضل السبيل المقصود.فهل المجتمع التونسي ساذج إلى هذه الدرجة حتى يتوقع خيرا من الإزدواجية اللغوية الخاطئة التي يصر على ممارستها في عهدي الإستعمار والإستقلال ؟
(*) عالم إجتماع تونسي (المصدر: « الصباح » (يومية – تونس) بتاريخ 19 ماي 2010)
بسم الله الرحمان الرحيم
أمة بين نارين
سأهجم بكلماتي! على تلك الفئة من المجتمع، المتفشية فيها ظاهرة البطن الضخم وبعدة أحجام، بينما تنظر إلى الفئة المعدومة الأخرى من المجتمع دون اكتراث. وهذا التكرش ليس بسبب مرض ما، وإنما بسبب تنوع القصاع والصحون.. إلي أن نلنا بتفوق لقب ألبسنا إياه كتاب الغرب في صحفهم ومقالاتهم وهو « أمة الكروش ». وسأضرب بمشرط الكلمات لعلّ وعسى أحدهم يقف وقفة مع نفسه، ويراجع حساباته ويتخذ قرارا بحمل راية الحرب على الكرش والجوع اللعين معا.. فمن خرافات الصوفية، أنهم كانوا في ماكانوا يعتبرونه مديح للنبي صلى الله عليه وسلم، يختارون من بين الحاضرين في شطحاتهم وحضراتهم كبار البطون لتضرب بالسيوف والعصي، مع دق الدفوف.. اليوم أزيحت السيوف وأصبحت كفوف الغانيات هي التي تطبطب على بطون الذكور.. لسحب الوريقات النقدية عندما يغزون شارع الهرم أو شارع الحمراء لإحياء الأفراح والليالي الملاح.. متفرجون فيمن يتقن فنون هز البطون والخصور والأرداف بصعوبتها وتعقيداتها.. رأيتُ الـكـروشَ تُـشيـبُ الـرجـالا *** وتَـجعـلُ حُـسْـنَ الـنـساءِ سَـرابا تَـراهمْ جمـيعا إذا ما مـشَـوا *** أنابـيبَ غـازٍ تَـدُكُّ التـرابا وعنـدَ الـتَّـرَبُّـعِ في مَـجـلسٍ *** تَـرى لـلكـروشِ شُـؤوناً عِـجابا تَـراها تَـدلـدَلُ بينَ الـفُـخـوذِ *** ونحـوَ البـِساطِ تَـرُومُ اقـتـرابا وتَـزحفُ نـحـوَ الأعـالي بِـلؤمٍ *** فـتَـكـسو الصـدورَ وتُـخـفي الـرقابا اليوم تجد كثيرا من الرجال كروشهم تدخل قبلهم إلى المنازل أو إلى أي فضاء آخر.. فكيف ذلك كله في أمة يقول رسولها صلى الله عليه وسلم: » نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا فلا نشبع »؟ أحيانا يستحي الإنسان بأن يمشي مع هؤلاء، أو يرافقهم. مجتمعنا العربي أصبح يعيش بين نارين: نار التخمة وما لها من عواقب على الصحة وعلى المال العام: ونار الجوع وماله من كوارث على أفراد المجتمع.. لقد انتفخت البطون وماتت العقول عند البعض، فالشيء الأكثر الذي تتحرك فيه برامج الفضائيات بمجتمعنا العربي على أحسن حال.. هو كيف تملأ بطونها.. لذا نشطت لدينا هذه الثقافة وأصبحت متعددة في مختلف وأصناف الأكلات وتباينها حسب بلدانها وتوابلها.. وطرق إعدادها. أصبحنا في سباق رهان لواقع رقي فقط محصور في ثقافة الأطعمة.. وليتهم قرنوها بثقافة صحتهم، حتى غدا تشوه الأجسام وتورم الكروش، وتنامي أرداف وضياع القروش في بنائها علامة، وتثاقل الخطوات وانسداد الشرايين عنوان حالة، وكثرة الجلطات والسكتات القلبية عادة.. وصرنا نتميز بشخير، وضيق التنفس في ليل نتقلب فيه على الوسادة.. وتزاد اندهاشا حين تسمع وترى بأن الكروش سموها في الخليج وجاهة.. النفط.. الصحراء.. الحروب.. الموائد التي لا تنتهي والزواج بأربع هي أكثر الأمور حضورا في الوجدان الغربي حول العرب.. لقد ولدت هاته المشكلة منذ بداية الثمانينات أو ما سماه أحد المثقفين « عصر الحلوى والكنافة ».. ثم تفاقمت وكبرت حتى تحولت إلى سبة عند الغرب، وبذلك أصبحنا بين أمتين مدمرتين « الكروش والجوع ». أمة تأكل وتطحن ليل نهار.. امتلأت بطونها بخبزها ومرقها وعيشها وختمت يومها بنومها، حتى انتفخت الكروش وتكسرت الضروس، وأصبحت مظاهر أصحابها دعاة للسخرية ولفت الأنظار.. وأمة فقراء، في أحياء قصديرية وبين أزقة مرشوقة بالحفر.. وكأنهم زحفوا من بلاد وديعة مجهدة، لا شيء فيها سوى الريح الزاعقة، وكلمات متناثرة تذوب في الهواء لحديث المسؤولين الكاذب عن الإهتمام بـ »محدودي الدخل ».. إن نسبة انتشار السمنة في بلاد « الكبسة واللبن » قد وصلت إلى 35.6%، وهي تطال 44% من النساء، و 26.4% من الرجال، و 72.4% فوق سن 45 سنة من الجنسين! هم يأكلون الأرز ويشربون اللبن والمياه الغازية والسكريات يوميا، والعشاء عند منتصف الليل، ولا يبرحون أماكنهم أمام سمرة المكسرات والشاي وورق العنب.. قال لي صديقي الصعيدي بعد جولته الأخيرة في بعض البلاد العربية: ياأخي في تنقلاتي هذه في وطننا العربي رأيت المتناقضين، بل رأيت أمتنا بين نارين.. بعد حضوري حفل طهور ابن أحد أصدقائي، حيث بقينا ننتظر موائد العشاء حتى حضر الشيوخ أصحاب البطون الكبيرة، والذين أكلوا فيها ما شاءوا.. وقالوا ما شاءوا.. فهم أنفسهم من في خطبة الجمعة، يحدثك عن الإيثار والقناعة ويتحمس لكلامه فتراه يفعل الأعاجيب من صراخ وحركات غريبة يضيع معها خشوع المصلين.. وأنا راجع من ذلك الحفل أردت أن أعرف حال الناس فنزلت على الأقدام جهة سكني، ومرقت من بعض الشوارع التي كنت أعرفها، وخلّيت ظهري للبنايات الشاهقة، وسرت وأنا مفتح العينين.. لقد رأيت جهنم انتقلت إلى الأرض، تحرق أحلام التائهين فى الأحياء العشوائية، والأكواخ القصديرية التى تتقاطر عليها مياه المخلفات.. وأحزمة البيوت المتداعية المتآكلة الآيلة للفناء، راقدة فيها أجساد أنهكها اليأس.. تدوسها أقدام الخارجين من القصور التي تفوح من نوافذها رائحة الفساد المعتق. ففى الأحياء العشوائية، التى مررت بها متمهلا، لأختبر ما سمعت وقرأت، وجدت الحقيقة أكثر مرارة من الخيال، وآمنت بأن من رأى ليس كمن سمع، وأن ساعة واحدة مع سكان أولاد مولاهم، وخير الله، وأبو رجيلة.. ستنبئك بما لم تحط به خبرا من قراءة دراسات علم الإجتماع، ونصوص الروايات، ومشاهدة الأفلام التي تصف حياة المهمشين والمعدمين، والتي لا تستطيع مهما احتشدت سطورها بالمعاني ومشاهدها بالتصورات أن ترسم ملامح ذاك العذاب المتوحش الذي يقتل في بطء ملايين الناس.. ممن ولدتهم أمهاتهم أحرارا.. وجعلهم الله شركاء في الماء والكلإ والنار، وقال الفقهاء الثقات: إن لهم على الحاكم حد الكفاية من غذاء وماء ودواء وكساء وإيواء وترويح. فترى تليفزيونات وإذاعات تتحدث عن أنواع السيارات، وآخر « الموديلات ».. وشيوخ بطونها أمامها تسكن « الفيلات »، تتحدث عن نعمة الفقر التي تمهد الطريق إلى جنة الخلد، وتطلب من المعدومين ألا يفعلوا سوى انتظار الموت، والنعيم الذي يأتي بعده. لماذا لا يقول هؤلاء الشيوخ: إن ما استمتع غني إلا بما أخذ من فقير، وأن المهزلة التي تقع على أطراف المدينة المتوحشة ستحرق الجميع، وأن الجنة ليست في أيديهم هم، ولا على أطراف ألسنتهم، وأن الإنسان الذي كرمه خالق الكون على العالمين يجب أن يعيش في الدنيا حياة كريمة، تليق بكونه خليفة الله في أرضه.. إن دوركم يا شيوخ الفضائيات هو الإنتصار للناس، فالدين ثورة على الظلم والإستغلال والإستغفال، وخروج على عبادة أي شيء وأي شخص من دون الله تعالى. لماذا أولائك الشيوخ لا يعلّمون ألائك السادرون في غيهم، المتغافلون عن واجبهم، الموجهون عيونهم إلى منتجعات شرم الشيخ أو العين الساخنة.. أن كل شيء فى بلادنا العربية بات قابلا للإشتعال. فجهنم التي تستعر في المسارب الخلفية، والأزقة العشوائية، لا يوجد ما يمنعها من أن تمد ألسنة اللهب إليهم. فتحي العابد كتب بحمد الله في شهر ماي 2010
وجهة نظر اقتصادية أخطار الشراكة الأحادية للمغرب العربي مع أوروبا
الحسن عاشي (*) نظراً إلى الارتباط القوي لاقتصادات دول المغرب العربي بأوروبا، ليس مستبعداً أن تصل الآثار الجانبية للاختلالات الأوروبية إلى المغرب، بخاصة عبر قنوات التجارة والاستثمار والتحويلات. ولا تزال أخطار الديون السيادية لليونان وإمكان انتقال عدواها إلى اقتصادات أوروبية أخرى مثل البرتغال وإسبانيا وربما إيطاليا، تلقي بظلالها على آفاق النشاط الاقتصادي في أوروبا، وتفاقم أجواء عدم اليقين، خصوصاً بعد التردد أو المماطلة التي تعاملت بها مؤسسات الاتحاد الأوروبي مع الأزمة. وحتى إن استُدرك الموقف وأُغيثت اليونان بالتنسيق مع صندوق النقد الدولي، فإنَّ وضعية الموازنات العمومية المتدهورة وتراكم الديون السيادية في غالبية الدول الأوروبية يشكِّلان تحدياً جدياً قد تستغرق معالجته سنوات. ويكفي الاستدلال بأرقام لتتّضح الصورة: فثلاثة أرباع صادرات تونس موجّهة إلى دول الاتحاد الأوروبي، كما تُعدّ هذه الأخيرة مصدر 90 في المئة من تحويلات العمال المهاجرين، و83 في المئة من السياح و73 في المئة من الاستثمارات الأجنبية المباشرة. ولا تختلف الوضعية كثيراً في حالة المغرب حيث 60 في المئة من صادراته، و80 في المئة من إيرادات قطاعه السياحي و90 في المئة من تحويلات مهاجريه، تتـمُّ مع الاتـحاد الأوروبـي. وتؤكّد هذه المعطيات أن التعثّر الأوروبي سيكون لا محالة مصدر قلق لدى القطاعات الحكومية والأهلية على السواء في دول المغرب العربي. تُجمع تقديرات النمو الاقتصادي خلال السنوات المقبلة باختلاف مصادرها، على ضعف وتيرة النمو المرتقب داخل مجموعة الاتحاد الأوروبي، بحيث لا تتجاوز سقف الواحد في المئة خلال السنة الحالية. ويُرجّح ألاَّ تزيد عن متوسط 2 في المئة خلال الأعوام الخمسة المقبلة، ما قد يؤثّر سلباً في الطلب الأوروبي على السلع والخدمات المغاربية. في حين أن احتمالات النمو وفق التقديرات ذاتها تشير إلى معدلات تناهز الضّعف بالنسبة إلى الاقتصاد الأميركي، وتتأرجح بين ضعفين وثلاثة أضعاف في الدول الصاعدة مع استمرار قيادة الصين والهند لمسيرة النمو. ويبدو أن توقيع معاهدات تسهيل التجارة أو اتفاقات التبادل الحر، لا تكفي وحدها لتنويع الشركاء. فقد وقّع المغرب اتفاقية للتبادل الحر مع الولايات المتحدة تشمل السلع الصناعية، والمنتجات الزراعية إلى تجارة الخدمات. ودخلت الاتفاقية التنفيذ منذ بداية 2006 من دون أن تؤثّر في شكل ملموس في مستوى العلاقات التجارية بين البلدين الذي لم يتجاوز حدود 4 في المئة. كما أن لكل من المغرب وتونس اتفاقية للتبادل الحر مع تركيا. ووقع البلدان معاً الاتفاقية العربية للتبادل الحر، واتفاقية أغادير التي تضم أيضاً كلاً من مصر والأردن. إلاّ أن على رغم تعدّد الاتفاقيات، لا تزال الشراكة الاقتصادية للمغرب وتونس تتسم بالأحادية. ويكتسي التحرّك من أجل رسم السياسات ووضع البرامج الكفيلة بتنويع الشركاء التجاريين والماليين لدول المغرب العربي وفك الارتباط المفرط بالاتحاد الأوروبي، أهمية إستراتيجية خلال المرحلة المُقبلة، وينبغي لصانعي السياسات المغاربيين عدم إغفال دور الدعامات الأربع التالية عند صوغ هذه الاستراتيجية: أولاًّ، دعم الدولة لمجهود القطاع الخاص الهادف إلى ولوج أسواق جديدة. ذلك أن عملية الولوج تقتضي نفقات مرتفعة لا تقوى على تحمُّلِها المؤسسات الخاصة التي قد تفضِّل الاقتصار على أسواقها التقليدية، وهنا يكمن الدور الحيوي لدعم الدولة. إلاَّ أن مردود هذا الدعم رهن بدرجة شفافيته بحيث لا يتحوَّل إلى مصدر ريعي لفئة محدودة من المنشآت الخاصة. ثانياً، إن محدودية أسواق صادرات السلع والخدمات المغاربية قد تشير إلى ضعف تنافسيتها أو عدم ملاءمتها معايير الجودة المشترطة للنفاذ إلى بعض الأسواق. وأن رفع إنتاجية القطاع الخاص تالياً من طريق الاستثمار في تحسين مهارات اليد العاملة، ووضع سياسة ناجعة لتعزيز البحث العلمي والابتكار التكنولوجي، شروط رئيسة لتنويع الأسواق. ثالثاً، سنّ سياسة سعر صرف أكثر ليونة وجرأة مما هي عليه في البلدان المغاربية. فالربط المُفرط لكل من الدرهم المغربي والدينار التونسي بالعملة الأوروبية، ساهم في شكل مباشر في إعادة إنتاج أحادية الشراكة، كما أنَّ ارتفاع قيمة العملة الأوروبية خلال السنوات الأخيرة مقارنة بالدولار والعملات الآسيوية، أضعف في شكل أكبر من تنافسية الصادرات المغاربية، وحَدَّ من قدرتها على اكتساح أسواق جديدة. رابعاً، العمل على التطبيق الفعلي لمضامين الاتفاقيات التجارية، المُبرَمة بين الدول العربية. إذ إنَّ مُصدّرين مغاربيين يفضلون عدم المجازفة في التوجُّه نحو الأسواق العربية بسبب عدم شفافية الإجراءات الجمركية والإدارية في غالبيتها، ما يعزِّز الشراكة الأحادية مع أوروبا على رغم ما قد يتولَّد عنها من أخطار. وختاماً، فإنَّ تنويع الشركاء الاقتصاديين ضرورة مُلحّة لا تحتمل مزيداً من التأجيل. وتُعتبر العوامل الظرفية الحالية التي تتميّز بتعثُّر الاقتصاد الأوروبي والانتقال التدريجي لمركز الثقل التجاري والمالي من الغرب نحو الشرق، فرصة سانحةً لمقاربة إستراتيجية جديدة ذات بُعدٍ مستقبلي. (*) خبير اقتصادي في مركز كارنيغي للشرق الأوسط (المصدر: « الحياة » (يومية – لندن) بتاريخ 18 ماي 2010)
من روائع أحمد مطر قصيدة بعنوان « أنا السبب »
أنا السببْ في كل ما جرى لكم يا أيها العربْ سلبتُكم أنهارَكم والتينَ والزيتونَ والعنبْ أنا الذي اغتصبتُ أرضَكم وعِرضَكم ، وكلَّ غالٍ عندكم أنا الذي طردتُكم من هضْبة الجولان والجليلِ والنقبْ والقدسُ ، في ضياعها ، كنتُ أنا السببْ نعم أنا .. أنا السببْ أنا الذي لمَّا أتيتُ : المسجدُ الأقصى ذهبْ أنا الذي أمرتُ جيشي ، في الحروب كلها بالانسحاب فانسحبْ أنا الذي هزمتُكم أنا الذي شردتُكم وبعتكم في السوق مثل عيدان القصبْ أنا الذي كنتُ أقول للذي يفتح منكم فمَهُ Shut up *** نعم أنا .. أنا السببْ . في كل ما جرى لكم يا أيها العربْ . وكلُّ من قال لكم ، غير الذي أقولهُ فقد كَذبْ فمن لأرضكم سلبْ ..؟ ومن لمالكم نَهبْ .؟ ومن سوايَ مثلما اغتصبتكم قد اغتَصبْ .؟ أقولها صريحةً بكل ما أوتيتُ من وقاحةٍ وجرأةٍ وقلةٍ في الذوق والأدبْ أنا الذي أخذتُ من كم كل ما هبَّ ودبْ ولا أخاف أحداً ألستُ رغم أنفكم أنا الزعيمُ المنتخَبْ .!؟ لم ينتخبني أحدٌ لكنني إذا طلبتُ منكم في ذات يوم ، طلباً هل يستطيعٌ واحدٌ منكم أن يرفض لي الطلبْ .؟ أشنقهُ أقتلهُ أجعلهُ يغوص في دمائه حتى الرُّكبْ فلتقبلوني ، هكذا كما أنا أو فاشربوا « من بحر العرب » ما دام لم يعجبْكم العجبْ ولا الصيامُ في رجبْ فلتغضبوا إذا استطعتم بعدما قتلتُ في نفوسكم روحَ التحدي والغضبْ وبعدما شجَّعتكم على الفسوق والمجون والطربْ وبعدما أقنعتكم أن المظاهراتِ فوضى ليس إلا وشَغَبْ وبعدما علَّمتكم أن السكوتَ من ذهبْ وبعدما حوَّلتُكم إلى جليدٍ وحديدٍ وخشبْ وبعدما أرهقتُكم وبعدما أتعبتُكم حتى قضى عليكمُ الإرهاقُ والتعبْ *** يا من غدوتم في يديَّ كالدُّمى وكاللعبْ نعم أنا .. أنا السببْ في كل ما جرى لكم فلتشتموني في الفضائياتِ إن أردتم والخطبْ وادعوا عليَّ في صلاتكم وردِّدوا ‘ تبت يداهُ مثلما تبت يدا أبي لهبْ ‘ قولوا بأني خائنٌ لكم وكلبٌ وابن كلبْ ماذا يضيرني أنا ؟! ما دام كل واحدٍ في بيتهِ يريد أن يسقطني بصوتهِ وبالضجيج والصَخب أنا هنا ، ما زلتُ أحمل الألقاب كلها وأحملُ الرتبْ . أُطِلُّ ، كالثعبان ، من جحري عليكم فإذا ما غاب رأسي لحظةً ، ظلَّ الذَنَبْ .! هل عرفتم من أنا ؟؟؟؟ أنا رئيس دولة من دول العرب
انتقاد لانتخاب ليبيا بحقوق الإنسان
انتقدت منظمة التضامن لحقوق الإنسان -ومقرها في جنيف- انتخاب ليبيا والبلدان التي وصفتها أن لديها سجلا سيئ السمعة في مجال انتهاكات حقوق الإنسان، إلى عضوية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. واعتبرت المنظمة ذلك دليلا واضحا على وجود خلل في طريقة انتخاب الدولة لعضوية المجلس. ودعت المنظمة الحقوقية الليبية في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه، إلى إعادة النظر وإصلاح عملية الانتخاب لعضوية مجلس حقوق الإنسان، وضرورة الالتفات إلى السجل الحقوقي للبلد المقترح للعضوية. وأشارت إلى أن سجل حقوق الإنسان في ليبيا يزخر « بانتهاكات خطيرة جدا لا يمكن نكرانها أو تجاهلها »، وطالبت « النظام الليبي » بالوقوف عند تلك الانتهاكات ومعالجتها على الفور قبل أن يرسل ممثليه إلى مجلس حقوق الإنسان لتقييم الممارسات الحقوقية في الدول الأخرى. كما دعت الحكومة الليبية إلى معالجة قضية اختفاء نحو 1200 ضحية من حالات الاختفاء القسري، وأعربت عن مخاوفها من أن يكون معظم هؤلاء وقعوا ضحايا لعمليات الإعدام خارج نطاق القضاء. وفي السياق دعا بيان المنظمة الحقوقية السلطات الليبية إلى معالجة قضية « عملية القتل الجماعي لمئات المعتقلين السياسيين التي وقعت يوم 29 يونيو/حزيران 1996 في معتقل سجن أبو سليم الواقع داخل مقر قيادة الشرطة العسكرية بالعاصمة الليبية طرابلس ». الدستور والقوانين وتطرق البيان إلى مسألة « غياب دستور شرعي للبلاد منذ أربعة عقود »، واعتبره انتهاكا صريحا لحقوق الإنسان، داعيا إلى صياغة دستور يتم اعتماده من قبل الشعب الليبي في استفتاء عام عبر التصويت السري بحيث يضمن الدستور الحقوق الأساسية للشعب الليبي وينسجم مع المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي انضمت إليها ليبيا. وحثت منظمة التضامن الدولة الليبية على مراجعة قوانينها المحلية لتتطابق مع المعايير الدولية من حيث ضمان العدالة واحترام حقوق الإنسان الأساسية، خاصة القانون الجنائي وقانون الإجراءات. كما دعت إلى إلغاء جميع التشريعات التي تحرم أو تقيد أو تحد من حصول مواطنيها على حقوقهم الأساسية، مثل حرية التعبير والمشاركة المشروعة في المصلحة الوطنية، وحرية تكوين الجمعيات وسن كل ما يلزم من تشريعات للمحافظة على تحقيق كرامة مواطنيها. وبخصوص المرأة طالب البيان الحقوقي السلطات الليبية بوضع حد للتمييز ضد المرأة، ومنحها حقوق المواطنة على قدم المساواة مع الرجل، والتوقف عن الاعتقال غير المبرر وإلى أجل غير مسمى للنساء اللاتي يقعن ضحايا المشاكل الاجتماعية، يقبعن في ما تسمى « مراكز إعادة التأهيل » للمرأة، وهو ما يشكل انتهاكا خطيرا لحقوقها.
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 19 ماي 2010)
مجلس حقوق الإنسان والقضايا المغيبة
لؤي ديب عندما أًسُس مجلس حقوق الإنسان في مارس/آذار 2006 وضُع شرط آنذاك بضرورة مراجعة بنية هذا المجلس بعد مرور خمسة أعوام من قيامه بما في ذلك آليات عمل المجلس والولايات الخاصة واللجنة الاستشارية وكل الصلاحيات التي تتمتع بها كل آلية, وبما أن هذا الموعد يجد استحقاقه في مارس/ آذار 2011 دعت سويسرا البلد المستضيف في العشرين من أبريل/ نيسان إلى اجتماع في مدينة مونترو حضرته الكثير من الدول والعديد من المنظمات غير الحكومية للتحضير والتوافق على قرار المراجعة والآليات القادمة. في هذا الاجتماع وكالعادة كان العرب هم الحاضرين بالاستمتاع بجمال مدينة مونترو والتقاط الصور الغائبين الناعسين عن النقاش والمداخلات باستثناء اقتراح جزائري يتيم عبارة عن قانون ينص على شروط أخلاقية (يجب توفرها في المرشح لشغل منصب مقرر خاص لآلية من آليات حقوق الإنسان). حيث إن موضوع المقررين الخاصين استحوذ على جزء كبير من النقاش وخصوصا أولئك المقررين الذين لا يتلقون أجورا والذين عندما يأتون من بلدان نامية، لا تكون لديهم وسائل دعم مثل التي يحصل عليها المنحدرون من بلدان غنية. وتأثير ذلك على استقلاليتهم. وقد عبر الأفارقة عن عدم رضاهم بخصوص النظام المتبع في اختيار المقررين الخاصين، ووصفوهم بأنهم « يتقمصون دور النيابة العامة في توجيه الاتهام عندما يأتون إلى بلداننا، بدل البحث عن كيفية مساعدتنا في حل المشاكل ». لم يتوقف الاجتماع عند هذا الموضوع بل ناقش قضايا مهمة مثل اللجنة الاستشارية، وضرورة استغلال طاقة الخبراء والأكاديميين فيها ليصبحوا لجنة تفكير وتمعن يكون لهم حق اقتراح المواضيع التي يدققون فيها ونتناولها بالبحث والتحليل على مجلس حقوق الإنسان، وناقش الاجتماع قضايا مثل الهجرة غير الشرعية وسبل التدخل في الأزمات والمجاعة، ووسط هذا النعاس والنقاش كان السُم يدس في العسل وتتعالى الأصوات المنادية بعدم ضرورة وجود قضايا ثابتة على جدول أعمال المجلس، والمستهدف الرئيسي وضحية هذه الاقتراحات هو فلسطين والأراضي العربية المحتلة باعتبارها القضية المركزية التي تناقش بشكل اعتيادي وفى كل دورات المجلس. عند حل لجنة حقوق الإنسان في سبتمبر/ أيلول 2005 وبداية النقاش لتأسيس مجلس لحقوق الإنسان في مارس/ آذار 2006، كان هناك سفير أميركي اسمه جون بولتون، ورئيس أميركي اسمه جورج بوش، عملا بكل قوة ودون ملل على قبر إنجازات البشرية وتراكمات التقدم التي تحققت بعد الحرب العالمية الثانية من أجل الإنسان وكرامة الإنسان. وقد اقترح السفير الأميركي آنذاك التخلي عن فكرة إقامة مجلس لحقوق الإنسان، وأن مجلس الأمن الدولي هو الذي سيتولى مهمة حقوق الإنسان بكل ما يتمثل في ذلك من سيطرة للدول الأعضاء الدائمة العضوية وقدرتها على طمس أي ملف لا ترغب في إثارته. ولكن بعد ثمانية أشهر من النقاش، انتصرت البشرية وتم التصويت على الموضوع وخسرت الولايات المتحدة التصويت، وتم تأسيس المجلس. وأصبح مجلس حقوق الإنسان أمرا واقعا في المنظومة الدولية ومحفلا أمميا ثالثا (بعد الجمعية العامة ومجلس الأمن الدولي) ونافذة مهمة للدول الضعيفة للعودة إلى قضاياها المهملة في الجمعية العامة ومجلس الأمن ومصدرا قانونيا لشرعية الحق الفلسطيني ومرآة ساطعة تعري الجرائم الإسرائيلية, ولكن للأسف ما زالت أغلب الحكومات العربية والإسلامية تدير ظهرها لتلك النافذة وتتعامل معها ضمن منطق إسقاط الواجب لا أكثر ولا أقل. كان قد سبق اجتماع مونترو الدورة الـ13 للمجلس والتي استمرت من الأول من مارس/ آذار حتى السادس والعشرين منه حيث شهدت الدورة نقاشا حاميا حول الإساءة للأديان وخرجت بقرار تم اعتماده بغالبية 20 صوتا مقابل 17 وامتناع 8، ينص على « إدانة كل أوجه التمييز القائم على أساس الدين »، وعبر القرار عن « الأسف لاستخدام الصحافة المكتوبة والإلكترونية وشبكة الإنترنت من أجل التحريض على الكراهية والعنف والمعاداة للأجانب وعدم التسامح على أساس ديني »، وبررت الدول الغربية ومن يدعمها أن « التمييز ضد أقليات دينية أمر واقع يجب التصدي له ولكن الموضوع يُطرح بشكل خاطئ وفي محفل غير ملائم ». وعللت الدول الغربية معارضتها بأن « حقوق الإنسان تحمي الأشخاص ولا تحمي الأديان ». وكالعادة مارست الدول الغربية ضغوطا من أجل إثناء بعض الدول عن التصويت لصالح المشروع، وهو ما يفسر ارتفاع عدد الدول المعارضة، التي تراجع البعض منها عن تأييده في آخر لحظة ومع ذلك حصل المشروع على أغلبية 20 صوتا من بين 47 دون أن يمارس العرب والمسلمون ضغوطا أو يلعبوا سياسة فما بالك لو فعلوا ذلك، ورغم جمال القرار السابق كان هناك توافق غربي عربي إسلامي على تأجيل مناقشة موضوع السجون السرية التي أقامتها أميركا في أصقاع الأرض إلى الدورة التالية في شهر يونيو/ حزيران وهو التأجيل الثالث والذي لا أستبعد أن يكون له رابع وخامس طالما كثر المتورطون في الأمر من الدول والحكومات والأفراد المتنفذين. ورغم إعلان رئيس المجلس في بداية الدورة عن تأجيل البت في توصيات تقرير غولدستون « بطلب من المعنيين بالأمر »، تم التقدم بثمانية مشاريع قرارات بعضها مرحلي لتعزيز عملية التحقيق في كيفية تطبيق الأطراف المعنية بتوصيات تقرير غولدستون، وأخرى لعرض واقع الانتهاكات في الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، حيث كان الموضوع نقطة فارقة في تعرية ضعف المجموعة العربية والإسلامية وخسارتها لبعض دول عدم الانحياز، وترك الملعب للدول الغربية لتمارس نفوذها على دول أوروبا الشرقية سابقا وبعض الدول الأفريقية والأميركية اللاتينية التي لم تجد سوى الغرب يقيم لها وزنا ويطلب صوتها أو امتناعها عن التصويت، ورغم كل ما سبق تطرق المجلس إلى ما يجب القيام به تطبيقا لتوصيات غولدستون. واعتمد مشروع قرار بـ29 صوتا مؤيدا مقابل رفض 6 وامتناع 11 عن التصويت، وطالب بإنشاء لجنة خبراء مستقلين متخصصين في حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، تكون مهمتها تحليل كافة الإجراءات القانونية التي اتخذها الطرفان الإسرائيلي والفلسطيني للتحقيق في التجاوزات التي حدثت في الحرب على غزة. وما زال هناك توافق غير مكتوب في أروقة المجلس على تأجيل القضايا المزعجة في نظر الدول مثل القدس والاستيطان والسجون السرية في أكثر من 66 بلدا والتي انتقلت من موقع الشكوك إلى الحقيقة المؤكدة والتعذيب ومراجعة شرعية ما يُسمى بالحرب على الإرهاب والقوائم السوداء وظلمها وجورها، حيث اقترن جميع ما سبق ذكره بممارسات قد تصل إلى حد الجريمة ضد الإنسانية. إن ما يحدث وسيحدث في مجلس حقوق الإنسان يؤكد أن المجتمع العربي الإسلامي في هذا المحفل مجتمع ضعيف يسهل تقديمه دوما ككبش فداء لحجب ممارسات أميركا وبعض المتحالفين معها في انتهاك القانون الدولي. لقد مورست أبشع أنواع التعذيب بحق رعايا الدول العربية والإسلامية في السجون السرية وغوانتانامو باعتراف تقارير دولية للصليب الأحمر والاتحاد الأوروبي وحتى الأميركيين أنفسهم دون قدرة من الدول العربية على تسخين الملف كأضعف طريقة، وأفضت ممارسات ما يُسمى بالحرب على الإرهاب إلى إضعاف المعايير القانونية الدولية وانتهاك سيادة الدول وحرمة رعاياها دون إجراء رادع, وأنتج نظام القوائم السوداء تعسفا وعدم مصداقية عززت انزلاقا خطيرا للديمقراطيات الغربية نحو الاستبداد في مكافحة ما يُسمى الإرهاب، وأثمرت تبعات مدمرة على صعيد العمل الخيري والإنساني وقدرته على الوصول إلى المحتاجين وخصوصا في العالم العربي، وكل هذا دون تصد يذكر وحالة ارتباك ملموسة ومحسوسة. تنسيق غائب للدول العربية والإسلامية فيما بينها وخلاف ليس لديهم القدرة على حجب عيوبه وانعكاساته على مواقف تمس بمستقبل الأمة جمعاء، وارتجال في اتخاذ المواقف يعتمد على تغيب الخبراء واستثنائهم والدفع بوجوه تقرر مستقبل الأمة على أساس المحاباة والمجاملة وانعدام وقطيعة تصل إلى حد العداوة بين الدول العربية ومنظمات حقوق الإنسان العربية، ولا تصالح أو تنسيق يلوح في الأفق وجامعة عربية مقيدة ومكبلة بمحاذير التمويل والمقاطعة إن هي تخطت حدودها في التنسيق من اجل قضية عربية لا توافق عليها أو على صيغة طرحها, واقع مرير مؤلم دون التزام يُذكر بتوضيح أسباب التراجع للمواطن العربي, والدعوة إلى إخضاع ذلك الواقع إلى دراسة شفافة ومعمقة تعتبر جريمة. إن العمل على الاستفادة من مجلس حقوق الإنسان يحتاج إلى إرادة قوية أولا وإيمان بقدرة المجتمع المدني على المساعدة الحقيقة وابتعاد عن إفقار وحشر منظمات حقوق الإنسان العربية في الزاوية ودفعها نحو الآخر, وحوار جاد مع تلك المنظمات يفضى إلى إستراتيجية عمل وتوزيع حقيقى للأدوار والامتناع عن نفخ المنظمات الشمالية على حساب المنظمات العربية وتقزيم دورها, ولعل هناك من عاقل في تلك الحكومات يدرك أن المنظمات الحقوقية العربية -باستثناء السيئ منها- رغم كل معاناتها ما زالت تشكل صمام أمان قوي ومركزا متقدما في طرح القضايا العربية في مجلس حقوق الإنسان بما يحقق بعدين أولهما الدفاع والثاني تعزيز آلية إصلاح في الأمم المتحدة. لعل كثرة قضايا العرب على الطاولة الدولية لها أسبابها، وليس أقلها ضعف تركيبة بنية تداول القضايا وتشتت الإستراتيجيات والجلوس في مقعد المدافع الذي ينتظر بروز الاتهام التالي ليدافع عن نفسه بضعف ووهن المحتاج للآخر, في حين أن الحقيقة هي عكس ذلك، فهذا الآخر هو من يعانى ويُصدر أزماته الداخلية ويستجمع قواه بمعارك جانبية أحسنَ فيها لعبة استبدال الأدوار واختيار العناوين. وقت يمر كالسيف على قضايا مصيرية دون أن نجد حيلة بأيدينا لإيجاد تشريع دولي يردعها، وكأننا تعودنا وأصبحنا نؤمن أننا ليس من يصنع تلك التشريعات بل من يطبقها تطبيق المغلوب على أمره الذي لا يملك حولاً ولا قوة, في حين أن قليلا من جلد الذات ووقفة تصالحية وجزءا من التنسيق قادر على تغيير كل قواعد اللعبة. تؤكد الضربات المتكررة التي يتلقاها العرب والمسلمون على وجود أزمة انزلاق أخلاقي في قيم الحرية والسلم واحترام الأديان لدى الغرب, وأياد خفية تلعب في الظلام الدامس لإعادة شبح حروب الأديان وإثارة مخاوف بشكل غير مسؤول بالتأكيد ستفضي تراكماتها إلى إفرازات خطيرة ستعانى منها الأجيال تلو الأجيال. أليس غريبا وسط ظهور قضية الاعتداء الجنسي على الأطفال في الكنائس أن تثار أزمة المآذن والحجاب وغيرها من القضايا، والأخطر أن ذلك يتم وسط مجتمع غربي يعانى من بطالة متزايدة وأرضية خصبة لشبابه للجنوح إلى التطرف, واعتقد أننا وسط كل ما سبق بحاجة إلى تأسيس وتنمية ثقافة تحارب هذا الانزلاق وتحد من قوته ولا محفل متاحا أمامنا أكثر من مجلس حقوق الإنسان للانتصار لقيم تعايش الإنسانية التي دعت إليها كل الأديان. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 19 ماي 2010)
من أين نبدأ؟
هيثم مناع
أرسلت إلى موقع الجزيرة نت مقالة كنت قد كتبتها في مطلع 1988 « من أجل نهضة جديدة »، أسأل عن الرأي فيها، لنيتي كتابة أكثر من مقال في الموضوع، فأعلمني الصديق المحرر بأنها ستنشر. استوقفتني في الإجابة نقطة إيجابية هي قوة حضور المقالة بعد 23 عاما على كتابتها، وإحساس موجع: أن ما تغير في أحوالنا منذ ذاك الزمان لا يتعدى تفاصيل يمكن أن تمر بشكل لا يلفت الانتباه. وكأن السلطات التسلطية العربية والأيديولوجيات المستنقعية قد نجحت في اقتطاع أكثر من عقدين من الزمن من وجودنا في التاريخ، من نقدنا للأوضاع ورغبتنا في تجاوزها.. بكلمة، من حقنا في الأمل. كي لا نخرج من طموح النهضة، لا بد من استقراء مثبطاتها ومعيقاتها في المجتمعات العربية: مكبلات النهضة كثيرة، داخلية وخارجية، ذاتية وموضوعية، ولكن هناك عوامل مثبطة رئيسية لا بد من تفكيكها وتشريحها وتعريتها في الوعي الجماعي العام، نتعرض لها دون تراتبٍ في الأهمية وبوعي تام بالتداخل والتشابك بينها. أول هذه العوامل الحالة الاستثنائية. ونعني بالحالة الاستثنائية تعليق القضاء والقوانين الدستورية وفرض ضبابية على تقسيم السلطات وقيود على السلطة المضادة والسلطة الرابعة ومصادرة مفهوم العدالة لصالح مفهوم الأمن. وقد انزرعت الحالة الاستثنائية في التاريخ السياسي العربي منذ الحرب الأهلية الإسلامية الأولى، وهي موجودة في التراث الأوروبي منذ أولى دول روما. هي إذن ظاهرة عالمية، ولكنها في العالم العربي ظاهرة مركبة، اقتبست من التاريخ العربي الإسلامي أسوأ لحظات العلاقة بين الحاكم والمحكوم، وأخذت من الممارسة السياسية الغربية أكثر محطاتها ظلامية. وكما أظهر جيورجيو أغامبن كيف بقيت الدولة الحديثة هشة أمام الضرورة الأمنية وأحكامها، تصدى محمد شحرور لقواعد فقهية، مثل مبدأ سد الذرائع، عممت الحالة الاستثنائية في تفكير وتكوين الدولة والمجتمع العربيين. من يستطيع اليوم إغفال التقاطعات المركزية بين الحزب القومي القائد والحزب الثوري اليساري والحزب الإسلامي المخلّص لبناء أنموذج دولة أيديولوجية أحادية القيادة، هي المشترك الفكري السياسي الأكثر مأساوية لحالات الطوارئ خلال قرابة نصف قرن. فقد أنجبت حالات الطوارئ أيديولوجيات طوارئ. وسواء كانت الأمة الخالدة أم دكتاتورية الطبقة العاملة أم الحاكمية الإلهية، كانت « النحن السياسية » (حزبنا، وحركتنا، وجماعتنا، ومعتقدنا) هي الحل عند القامع والمقموع. هذا الفكر الاستبدالي للجماعة بفريق منها، وللتعبيرات الفكرية بواحد منها كان وما زال السبب الأول لعدم القدرة على التعايش مع النهضة الثقافية التي تعتمد بالضرورة التعددية والاختلاف والمشاركة والابتكار الدائم لأنماط جديدة لتنظيم علاقة المواطن بالدولة والمؤمن بالدين والسلطة بالشعب. عندما تعود فكرة العدالة أقوى من موازين القوى والحرية أساسا للأمن، يوضع حجر الأساس للدولة المدنية، وتصبح كل أشكال عسف السلطة موضوع محاسبة عن أية جرائم ترتكبها. ثاني مثبطات النهضة اعتبار الطاعة منظمة للعلاقات الاجتماعية والفكرية والسياسية. الطاعة كتجسيد للانقياد والانصياع لأمر، لعبودية أدنى لأعلى. وليس من المجدي كثيرا خوض النقاش حول عبودية من لمن، لأن المنطق العبودي منطق شمولي يعيد إنتاج نفسه في العالم الافتراضي الذي يصنعه. فأية عبودية للمخلوق أو الخالق هي مسألة مجردة تجسيدها الواقعي في رصد أشكال الطاعات الأرضية: الطاعة المشروطة على الأرقاء القدامى والجدد في حق سادتهم، الطاعة المشروطة في حق الخلق لقيام شوكة السلطان، الطاعة المفروضة في حق الزوجة لزوجها، طاعة الإمام والأمير والشيخ في قضايا الدين والدنيا. تنتج أيديولوجية الطاعة ثقافة الخوف وسلوكيات الخنوع وخشية البدع. وكون الطاعة تبدأ في البيت الذي يسبق المدرسة العامة، لذا فهي تحجّم تصور الفرد وخياراته قبل أن يكتشف وسائل التعليم العامة. فيدخل في حلقة إعادة إنتاج الثقافة التقليدية ويتموضع ذهنيا في شعائرها مع كل ما يترتب على ذلك من إضعاف لروح المواطنة العامة والعمل من أجل المجموع والواجبات والحقوق ذات الطابع الإنساني وليس فقط العائلي أو العشائري أو الديني. وتظهر الآيات القرآنية مخاطر اتباع الأهل والقوم دون تفكير أو تأمل. وعليه، فليس من معنى لطاعة أولي الأمر منكم اليوم إلا بمعنى احترام دولة العقل والعدل بينكم وإقامة علاقاتكم على عهود ومواثيق لا على سيف وعسف. فلا طاعة لطغيان، ولا طاعة في ظلم إنسان، وستون عاما من إمام جائر أسوأ من ستين عاما بلا إمام. العصبية هي ثالث مثبطات النهضة، وهي وفق ابن منظور في لسان العرب « أن يدعو الرجل إلى نصرة عصبته والتألب معهم على من يناوئهم، ظالمين كانوا أو مظلومين »، بتعبيرنا اليوم، تمسك الجماعة بمصالحها ومنظومة قيمها المشتركة وتعصبها في الحق والباطل لها. والعصبية في تعبيراتها المعاصرة، جملة الروابط والعلاقات العضوية قبل المدنية التي تربط الفرد بها وتحول دون تجسد العلاقات المدنية في الحياة اليومية للناس. فالارتباط العشائري والقبلي والطائفي والمذهبي يعطي الشخص انتماء عضويا أي وراثيا غير قابل للنقاش، فابن أية طائفة لا يختار مذهبه عن قناعة بل بالوراثة، وقد تم تحديد مكان عبادته وقبره وشعائره وطريقة زواجه وطلاقه قبل أن يصل سن البلوغ. ويدفع ثمن سياسة تمييزية أحيانا أو يتمتع بامتياز أحيانا أخرى دون أي فضل لشخصه كمواطن فرد. بعد أن نجحت حركة التحرر الوطني في إضعاف الروابط العضوية، عادت الدولة التسلطية والتكوينية العصبية الإسرائيلية (كأنموذج ناجح في اللاوعي العام المجاور) كلاهما ليعيدا العصبيات العضوية بقوة إلى المجتمعات العربية المعاصرة (وهذا ما فعلته الإدارة الأميركية في محاصّتها الطائفية ومجالس عشائرها وصحواتها في العراق!). ولم يكن ذلك ممكنا دون محاصرة وسائل التنظيم والتأطير والتعاضد والتعبير عن الذات المستقلة عن السلطة السياسية من قبل السلطات التسلطية العربية التي اختزلت الدولة الحارسة والراعية في سلطات تتنكر لمفهوم حماية الأشخاص وتتصدى لأي شكل من أشكال المشاركة المجتمعية الحرة في الشأن العام. عودة العصبيات قبل المدنية من جديد تداخلت مع الرضوخ الفردي والتبعية والانقياد الطفيلي للروابط العضوية مقابل الحماية الاجتماعية والمكاسب المباشرة وغير المباشرة. وكلما اعتلت العصبيات تشكيلات النفوذ والمصالح، تهمّش مفهوم المواطنة والاستقلال الذاتي والجرأة على بناء كيان أصيل. ومن سوء طالع البشرية أننا في حقبة عصبيات جماعات الضغط واللوبي في المجتمعات الديمقراطية فكيف بنا في مجتمعات هشة وضعيفة تعتمد العديد من التعبيرات السياسية فيها نفس الآليات العضوية في تكوينها الحزبي وحمايتها لأنصارها، عوضا عن أن تكون مجالات المشاركة في الشأن العام باعثا للمقاومة المدنية والنضج السياسي، حملت غالبية الأحزاب السياسية العفش القديم بخيره وشره، فصارت جزءا من المشكلة أكثر منها طموحا للحل. إن خيار الدولة المدنية والبناء المدني المجتمعي يتطلب قطيعة منهجية مع التكوينات العضوية. هذه القطيعة لا تعني تمزيق العائلة أو إلغاء أشكال الانتماء الفردي، فكوخ العصبية العضوية لا يستبدل بالعراء بل عمارة الفضاء المدني الضامنة للحقوق والحريات. وبقدر ما تصبح ثقافة المواطنة بديلة بكل المعاني لثقافة الراعي والرعية، تعود الثقة للإنسان بالقدرة على بناء دولة مؤسسات تضع حدا لعمليات تأميم السلطتين القضائية والتشريعية وإطلاق العنان للفضاء المدني غير الحكومي يخرج من قمقم القرية والمنطقة والشلة إلى فكر الأمة والشعب والاتحاد القادر على الفعل التاريخي. رابع مثبطات النهضة، المقاربة المتحجرة لمفهوم الهوية. ولا شك أن العلاقة مع الغرب في قضية الخصوصية والعالمية غير بريئة البتة عن مثل هذه المقاربة. فمن نقائص المجتمعات البشرية كَرَمها المفرط في نقد الآخر أكثر مما تفعّل في نقد الذات. ولعل الصورة السلبية التي صنعها الغرب عن الإسلام والمسلمين وراء عملية الدفاع الذاتي ورد الفعل بل والوصول لاعتبار أي نقد للثقافة والتقاليد عملية إرضاء لغرب يعتبر ثقافته ونمط حياته الأفضل والأصلح، ليس له وحسب بل للبشرية جمعاء. لكن ردود الأفعال لا تصنع نهضة ولا تحقق تقدما، بل تحاصر أصحابها في مواقع هم أنفسهم غير قانعين بها وبجدواها. لم يعد بالإمكان الحديث عن الهوية في القبيلة والقوم والدولة والدين باعتبارها أنماطا صافية للجماعات البشرية. فالهوية سيرورة تتكون عبر الأزمات، ورغم أن أساسها المفهومي قائم على الثبات، فهي في تغير دائم، سريع، أم بطيء، بعوامل ذاتية أو خارجية لا يهم. المهم هو أن عمق أي شعور بالهوية قضية نسبية في المطلق. وإن كانت النهضة مشروع ولادة هوية إنسانية وعالمية جديدة، فهي بالتأكيد تعتبر تراثها الذاتي ملكا للبشرية ومستقبلها رهنا بقدرتها على الفعل التاريخي في الوجود البشري. من هنا تشكل التعبيرات الأبرز للهوية حتى اليوم الرد على مأساة تبعية المجتمعات العربية للغرب، وغياب الحدود الدنيا للفعل السياسي الإقليمي والدولي، أي ضحالة مفهوم السيادة عند حكام بدون شرعية شعبية أو دينية أو دستورية. خامس مثبطات النهضة معضلة التبعية للغرب. وهي مشكلة بنيوية وثقافية واقتصادية تحتاج لتناول مفصل ومعمق. لا يمكن القول، حتى بالنسبة للمتحمسين للأنموذج الغربي الاقتصادي والسياسي والثقافي، بأنه الأنموذج القدوة اليوم. لقد شكلت الرأسمالية مشروعا تاريخيا بكل معنى الكلمة، أنجب ثورات أساسية غيرت معالم الوجود البشري، كالثورة الصناعية والعلمية والقانونية والاجتماعية والمعلوماتية والتحولات الاقتصادية التي ابتلعت أشكال الإنتاج ما قبل الرأسمالي برمتها. وقد بدأت المنظومة الغربية تتراجع مع البروز المتسارع للوجه القبيح للعولمة: صيرورة رأس مال السلطة المطلقة التي تسخر الدول والمجتمعات، وعودة الحالة الاستثنائية، وتجديد أشكال استعمار البشر للبشر، والنبذ المتسارع للأضعف، والانشطار غير المتكافئ للعالم، وتلوث البيئة، وانتشار أسلحة الدمار الشامل والمخدرات والسلع الغذائية السامة. تخوض دولة الاستقلال القطرية في العالم العربي، التي كانت وليدة عوامل تعسفية أو بمحض الصدفة، هذه المعركة بأسلحة خشبية. فكيف يمكن بلورة مشروع سياسي وثقافي ضمن حدود خضعت إما لإرادة موظفين من الدرجة الثانية في الإدارة الاستعمارية أو نتيجة لموازين قوى آنية رجحت هذا الاتجاه أو ذاك؟ كم دفعت شبه القارة الهندية ثمن التقسيم الاستعماري لها؟ وكم تدفع أفريقيا السوداء ثمنا لخارطتها الاستعمارية؟ تعرف الإدارات الغربية التاريخ كما نعرفه، وقد أدركت منذ عقود أن أية نهضة عربية ستكون على حساب المسيطر العالمي اليوم على المدى القصير، أي المدى الفاعل في العقلية السياسية الغربية اليوم، لهذا تسعى لتنشيط شرق أوسط لها فيه صوت قبل اتحاد مغرب كبير تغيب عنه، وتحولنا لدول واقعة على مياه بحر في وجه حضارة واتحاد اقتصادي واجتماعي وثقافي كبير في المشروع الأوروبي المتوسطي. لكن كل المليارات التي صرفت والنخب التي استهلكت في هذه المشاريع لم تنجح في إدخالها الثقافة المحلية التي تدرك، في وعيها ولا وعيها، أن مفهوم الاتحاد والتكامل الاقتصادي موجود في الفضاء الثقافي اللغوي المشترك المتربع مع ثورة الاتصالات فوق تأشيرات الخروج ومراكز الحدود وأجهزة الأمن، وهي في المشتركات الاعتقادية المتقاطعة والمتصارعة والتسهيلات الطبيعية التي لا تحتاج إلى تنظير أو تفسير. والسؤال المطروح علينا جميعا، كيف يمكن تحويل الفضاء اللغوي والاعتقادي المشترك إلى نعمة ممكنة بعد أن جعله النظام الاستعماري القيم نقمة قائمة؟ كيف يمكن تحطيم الحدود الاستعمارية التي صارت افتراضية في العقول وتحتاج لمسيرات خضراء تحولها إلى سراب في الواقع؟ كيف يمكن تحرير اللغة كوسيلة تواصل خلاقة بين البشر من جنوحات التعصب القومي، ودخول المسلمين معركة الإصلاح الثقافي والأخلاقي كشرط لتحرير الدين من الطائفية والمذهبية والتعصب؟ كيف يمكن بناء هوية نسبية تنطلق من الكرامة الإنسانية، نقطة التقاء الأصالة والحداثة، كتصور جامع للحقوق الإنسانية والحقوق البيئية والحريات الأساسية، أي كتجسيد قانوني وليس فقط أخلاقي ومثالي، لدولة العدل والعقل المدنية التي تعتبر كرامة الإنسان، أي إنسان، مهمة جماعية لمواطنيها الأحرار؟ قبل الإجابة عن هذه التساؤلات لا بد من التذكير بأن مراكز القوى السياسية والمالية الغربية ضد هذا المشروع بالتأكيد لأنه على حساب مصالحها، ولن تكون معنا فيه إلا القوى المدنية والديمقراطية المناهضة للهيمنة والرافضة للنظام الاقتصادي السائد. إن توسيع جبهة المقاومة المدنية في منطقتنا والعالم يفتح دون شك آفاقا أرحب لنهضة جديدة ترفض إعادة إنتاج التسلط في الحياة اليومية للبشر، إلا أن تحول هذه الحمالة الفكرية والنضالية إلى قوة فعلية، يتطلب تبنيها من أوسع الشرائح المجتمعية ذات المصلحة في التغيير. ما هي الحمالة المجتمعية للنهضة؟ وهل باستطاعتها خوض معارك صعبة وصلبة تعيد الاعتبار لفكرة تغيير العالم التي أحبطتها الهزائم المبكرة والمتأخرة؟ هل تسمح موازين القوى لأصحاب المصلحة في التغيير بخوض معركة ممكنة مع الاستبداد الداخلي والاستعباد الخارجي ومواطن خلل العدالة الدولية والمؤسسات السياسية الأممية؟ هذا هو مربط الفرس في استكمال مواجهة المثبطات وتحرير الطاقات، ولهذا الحديث بقية. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 19 ماي 2010)
العروبة والمستقبل
محمد كريشان 5/19/2010 طوال الخمسة أيام الماضية احتضنت دمشق مؤتمرا بعنوان ‘العروبة والمستقبل’ حضره عدد هام من الجامعيين والمفكرين العرب وشهد ست عشرة جلسة تراوحت بين فكرة العروبة ومكوناتها وآفاقها الثقافية والحضارية وعلاقتها بالدولة والدين والتاريخ والعولمة والهوية والقضية الفلسطينية والتنوع الإثني والحداثة والعلمانية والأصولية الطائفية والمذهبية ومخاطر الهيمنة. أولا مجرد انعقاد هذا المؤتمر دليل على حاجة معينة لإعادة طرح قضايا مختلفة تتعلق بالعروبة، بعضها أشبع بحثا في العقود الماضية، لكنه اليوم يحتاج إلى معالجة جديدة ونوع من التحديث، فهل تراه أفلح في ذلك؟ ما تسنى لي متابعته على امتداد يومين لا يشير إلى ذلك فقد ركن عدد من الباحثين، وكثير من المناقشين إلى سهولة تكرار القناعات المعروفة. قلة تلك التي جازفت عبر إشارات عابرة بمحاولة هز ما ظللنا نراه مسلمات لعقود. لم يفعلوا ذلك ولو من باب التحدي النظري وطرح تساؤلات حائرة ليس بالضرورة أن تقع الإجابة عليها في إطار المؤتمر نفسه. أحسست أن القاعة بمن فيها تنتمي إلى سنوات طويلة خلت- حتى بالنظر إلى عمر الحاضرين حيث تجاوزت الأغلبية الستين من العمر فيما غاب الشباب بالكامل تقريبا- وبأن النخبة العربية باتت عاجزة عن توليد أفكار جديدة قادرة على دخول معترك الأفكار الدولي. أحدهم وصل حد القول إنه سبق له أن رأى عددا من الحاضرين يكررون في كل مناسبة نفس الآراء طوال سنوات دون كلل. وحين سألتني صحيفة سورية عن رأيي في المؤتمر قلت صراحة إني سمعت كلاما كثيرا عن العروبة لكني لم أسمع شيئا عن المستقبل!. لا مفر من الاعتراف بأن العروبة مفهوم إشكالي،، قال أحد المحاضرين، فهي طبيعية كشعور وجداني فالعربي يشعر بنفسه عربيا تماما كما التركي تركيا والروسي روسيا والفرنسي فرنسيا لكنها عندما تحولت إلى إيديولوجية قومية تغيرت المعطيات، وهي عندما وصلت دفة الحكم ازدادت تعقيدا. مع ذلك، لم يتطرق المشاركون، حتى وهم يخوضون في العروبة والدولة، إلى تجربة القوميين العرب في الحكم سواء في سورية نفسها أو العراق أو مصر للوقوف على السلبيات التي صاحبت هذه التجارب بهدف دراستها بشجاعة والتعرف على مكامن الخلل. وعندما استقبل الرئيس السوري بشار الأسد جموع المحاضرين أمس الأول بحضور نائبته الدكتورة نجاح العطار التي نظمت المؤتمر، لم يستغل هؤلاء المناسبة لطرح بعض القضايا الحارقة التي تتعلق بالعروبة والقومية العربية في تجربة حزب البعث في الحكم. ومع أن الرئيس السوري أبدى رحابة صدر وحرص على التعامل مع ضيوفه بعيدا عن الرسميات إلا أن معظم المداخلات والأسئلة ركزت على قضايا سياسية راهنة حتى كادت تصبح مؤتمرا صحافيا مع أن الرجل يلتقي في المقام الأول بمفكرين وأكاديميين وإن كان من بينهم صحافيون. لا أريد أن أتجاوز حدودي أو أبدو جاهلا بمقامي فلست في وارد تقييم أو محاسبة مفكرين وأكاديميين بارزين لكن ذلك لا يمنعني من التعبير عن نوع من الغصة بسبب ما أراه من النخبة العربية التي ‘تفكر بعقل نصي’، وفق تعبير أحد المشاركين، وذلك عندما يعود الباحث إلى النصوص بعيدا عن الواقع المعاش وتعقيداته. هذه النخبة لا تبدو أنها تمتلك مشاريع جديدة مبتكرة قادرة على فرض نفسها بقوة للخروج مما عرفناه تقليديا سواء من الفكر القومي أو الفكر الإسلامي حتى بتنا نحفظه عن ظهر قلب. أقسى من ذلك كثير مما تقدمه هذه النخبة في مناسبات من نوع مؤتمر دمشق ينطبق عليه ما قاله مرة الأستاذ محمد حسنين هيكل وهو ينتقد طرحا ما لأحدهم: الأكيد في كلامه ليس جديدا والجديد في كلامه ليس أكيدا!!. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 19 ماي 2010)
الفرنسيون ولغتهم
عبدالسلام المسدّي 2010-05-19
في تسعينيّات القرن الذي مضى تهيأ للفرنسيين المناخ المناسب لإصدار قانون أطلقوا عليه القانون المتعلق باستعمال اللغة الفرنسية، ولكنه اشتهر بقانون توبون على اسم وزير الثقافة والفرنكوفونية جاك توبون الذي أعدّه، وشيئا فشيئا أصبح الناس يتحدثون عنه بمصطلح (قانون حماية اللغة الفرنسية)، وتم سن هذا القانون في (4 أغسطس 1994) وصدر الأمر الرئاسي بتطبيقه في (3 مارس 1995) وقد جاء في فصله الأول: (إن لغة الجمهورية طبقا للدستور هي اللغة الفرنسية وهي الركن الجوهري في السيادة الفرنسية وفي تراثها، وهي لغة التعليم والعمل والمبادلات والمصالح العمومية، ثمّ هي الصلة الفضلى بين الدول المكونة للمجموعة الفرنكوفونيّة). إننا في سياقنا هذا نصرف النظر عما صاحب هذا القانون وعما تلاه من جدل واسع حول وجاهة الإجراءات التنفيذية التي نص عليها الأمر التطبيقي، لأننا نبتغي فحسب الاستدلال على الرابطة المتينة بين الهوية واللغة، ونروم إجلاء الشاهد على نُـبل الإحساس بالحميّة الوطنية من خلال أداة التخاطب الرسمية. والأهم من ذلك كله هو إثبات وجاهة القرار الصادر عن السلطة السياسية، وبالتالي تأكيد ما يُصطلح عليه بالتشريع اللغوي. ولقد تطرق ذاك القانون إلى إجراءات في سياسة الدولة تربط بين البحث العلمي واستعمال اللغة القومية، وعَلقت على ذلك الربط تسخيرَ الدعم المالي لإنجاز الأبحاث العلمية، كما تطرق القانون إلى إجراءات زجريّة فيما يتعلق بالتهاون في استعمال اللغة في الحياة العامة ولاسيَّما في مجال الإعلام والإعلانات. إن الوقوف عند «الحالة» الفرنسية أمر مهم للغاية، فهي تقدم لنا أنموذجا لمفهوم التشريع اللغوي ولتطور آلياته وامتداد تأثيراته، وهي تعيننا على المقارنة الضدّيّة، ثم هي تمهّد لنا السبيل كي ندرك –بعدئذ– مدى حجم التناقض التاريخي التي يجترحه الآخر حين يتقصّد نسف الهوية العربية بضرب أركانها من الداخل، وغير بعيد أن يكون في استجلاء مثال الرابطة المكينة القائمة بين الفرنسيين ولغتهم ما يوقظ الحس لدى أولي الأمر من أصحاب القرار السياسي في وطننا العربي، بل غيرُ بعيد أيضا أن يكون في ذاك المثال ما يَـخِـزُ الضمير الحضاري المتثائب عند فئة من «المثقفين» ما انفكوا يتكاثرون عدداً وما فتئ احتشادهم يستجمع مزيداً من الأعتاد تسخو عليهم بها جهات متنائية على خريطة الجغرافيا، متواطئة في مقاصد التاريخ. لقد سبق لجلبير كونت -عضو الأكاديمية الفرنسية- أن كتب في صحيفة لوموند بتاريخ (15 يوليو 1978) مقالا في شكل بيان جعل عنوانه (اللغة هي الوطنية) قال فيه: (إنّ اللغة هي الهوية الوطنية، إنها الوطن الحي المتدفق الذي يسكن قلب كل واحد منا). وكان ميشيل فيشاي رئيس (الجمعية العامة لمستعملي اللغة الفرنسية) يماهي بين اللغة والوطنية ويقول (إنك إذا سلبت البلادَ عنوان انتمائها الوطني وهو اللغة فكأنك سلبت من كل فرد عنوان ذاتيته) وكانت مجلة «لو بوان» تطلق على الجمعية العامة لمستعملي اللغة الفرنسية عبارة بالغة الدلالة، لأنها مستوحاة من قاموس العمل الحزبي في السياسة الفرنسية، كانت تسميها (القوة الضاربة بيد اللغة الفرنسية). وربما يكون مفيداً أن نلج إلى الفروق الرقيقة الكامنة داخل نسيج السنن السياسية في البلاد الفرنسية، فاليمينيون الذين هم ورثة الفكر الديغولي يقفون –قبالة اليساريين الاشتراكيين– على خلفية الانتصار للحمية الوطنية، ويتخذون اللغة عمادا مركزيا بين أسس الهوية، ومن طريف ما حصل في هذا المضمار أن فرانسوا ميتيران –الاشتراكي– صرّح عقب صدور (القانون المتعلق باستعمال اللغة الفرنسية) فقال: (إن الغاية من هذه القوانين هي الحفاظ على الاستعمال السليم للغة الفرنسية) فإذا بجاك شيراك –الديغولي– يعقب قائلاً (كان من المفروض أن يقال إن الهدف من تلك القوانين هو الحفاظ على الاستعمال الجميل للغة الفرنسية). وبين سلامة الاستعمال وجماله ترتعش ذبذبة التوازن بين واقعية الاشتراكيين وطموح اليمينيين، أي بين حدود البراغماتية وآفاق السياسة التي تتخذ الحلم الاستشرافي محركاً للواقع المعيش. وبناءً على ما أسلفنا حصلت المواجهة التاريخية التي كانت اللغة مداراً لها. فحين كان ليونال جوسبان الاشتراكي رئيسا للحكومة رفع إلى رئيس جمهوريته اليميني جاك شيراك رسالة يطلب إليه فيها الاعتراف باللغات الأخرى غير الفرنسية، تلك التي تتداولها أقليات إثنية لا تقل انتماءً لفرنسا وطن الجميع. فإذا بجاك شيراك يردّ عليه بخطاب اقتصر فيه على قوله (إن رسالتكم مرفوضة). ولكن جوسبان كابر فعرض الموضوع على مجلس الوزراء فاندلع سجال ساخن، وخرج شوفانمون –وزير الداخلية يومئذ– وقال (إن الاعتراف باللغات الأخرى هو بمثابة إعلان الحرب على هويتنا، وسيفضى إلى بلقنة البلاد). ثمّ حصل نوع من الإجماع بين كل الأطياف الحزبية والحساسيات السياسية في فرنسا على أن الاعتراف باللغات المتداولة داخل فرنسا –غير اللغة الفرنسية– هو مما يهدد الوحدة الوطنية، وسحب جوسبان مشروعه. إنّنا معنيون –تخصيصاً– بهذا القران التام بين مفهوم الهوية والمقوم اللغوي، ومما لا شك فيه أن المسألة ذات بُعد شامل لأنها تتنزل في السياق الإنساني بكافة. وكثيرا ما يجود الزمن بأحداث تكشف عن هذا العمق البعيد الذي يتغلف فيه مفهوم السيادة الوطنية بستائر اللغة القومية من حيث هي الحامل الرمزي المشترك بين أبناء الانتماء الحضاري الواحد. إنه الشاهد على هذه الموالجة الفعالة بين اللغة والهوية، وبناء على ذلك سرى بين خلجات الوعي الجماعي أن التشريع اللغوي كالراية التي ترتفع عاليا على سطح معمار الهوية، وليس للامتزاج الوثيق بين القرار اللغوي والقرار السياسي من تفسير ولا تبرير إلا أنهما ينصهران في مِرجَل الهوية. ولن نكون على شطط لو اعتبرنا ذلك من الظواهر الإنسانية الكلية، نعني أنها جامع مشترك بين الثقافات، وجامع مشترك بين حيثيات التاريخ مهما تباعدت حقبه. abdessalemmseddi@yahoo.fr (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 19 ماي 2010)
المصريون يلجأون للانترنت سعيا للتغيير السياسي
القاهرة (رويترز) – ايمان عبد الرحمن واحدة من 200 الف شخص انضموا لموقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي لتأييد محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي قال انه يريد انهاء 30 عاما من الجمود السياسي في مصر عن طريق خوض انتخابات الرئاسة. وعلى الرغم من تصاعد الدعم على الانترنت للبدائل السياسية للرئيس المصري حسني مبارك (82 عاما) والذي يحكم البلاد منذ عام 1981 فان حتى أشد المؤيدين يعترفون بأن النشاط على الانترنت في مصر لا يستطيع تحقيق التغيير بدون تحرك في الشوارع. وقالت ايمان (25 عاما) وهي مهندسة « نحتاج الى التعاون من الجميع في مصر بما في ذلك من يستخدمون الانترنت ومن لا يستخدمونها… الطلبة والعمال وربات المنازل. » وانضم المؤيدون الى موقع فيسبوك بعد أن عاد البرادعي الى مصر في فبراير شباط ليضيفوا عشرات الالاف في غضون بضعة ايام ويرى محللون أن هذا يعكس غضبا مكبوتا قبل الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي تجري في العام الحالي والعام القادم. لكنهم يقولون ان التحدي هو تحريك الجموع في دولة تتسم فيها أحزاب المعارضة بالضعف وحيث تسحق الشرطة حتى الاحتجاجات المتواضعة وحيث تتجنب جماعة الاخوان المسلمين المحظورة وهي اكبر جماعة معارضة التحرك في الشوارع. وقال المحلل السياسي عمرو حمزاوي « من غير الواقعي التفكير في أن النشاط على الانترنت يمكن أن يغير الاوضاع في غياب معارضة تستطيع تحدي الدولة… هناك افتقار واضح لتكوين جماهير الناخبين على الارض. » ويشار الى ايران كمثال على قدرة وسائل التواصل الاجتماعي على المساعدة في حشد مئات الالاف. في الجمهورية الاسلامية استخدم موقع تويتر ومواقع أخرى لاخراج المحتجين للتظاهر ضد نتائج انتخابات الرئاسة التي جرت عام 2009 التي قالوا انه جرى التلاعب بها. لكن الاصوات المعارضة في ايران حتى في اطار الحدود التي وضعها النظام السياسي للجمهورية الاسلامية تعتبر قوة اكثر فعالية مما هي عليه في مصر حيث أحزاب المعارضة متشرذمة وأتباعها محدودون. وقالت رباب المهدي الاستاذة بالجامعة الامريكية بالقاهرة « ما فعله المدونون هو كشف قوة المعارضة في ايران… لا توجد في مصر هذه الجماهير الشعبية. » ويقول محللون ان جماعة الاخوان المسلمين المحظورة بموجب قانون يمنع قيام اي حزب سياسي على أساس ديني هي الجماعة الوحيدة في مصر التي لها شبكة في أنحاء البلاد تستطيع اخراج عشرات الالاف الى الشوارع اذا اختارت هذا. لكن محللين يرون أن جماعة الاخوان حذرة من مواجهة يمكن أن تثير رد فعل أمنيا ساحقا يهدد وجودها. وقد تجنبت احتجاجات الشوارع لكي تركز على البرامج الطبية والاجتماعية الاخرى لحشد التأييد. وحتى الاحتجاجات البسيطة في مصر تقابل برد فعل ساحق وعنيف في أحيان كثيرة من الشرطة. لكن تشدد الأمن كان جزءا من السبب في لجوء النشطاء للانترنت. وقال المدون حسام الحملاوي « في احدى المراحل خفتت الدينامية ووجد النشطاء أن من الصعب الحشد بأعداد كبيرة… وبالتالي تحولوا الى التجمعات على الانترنت. » وأصبح موقع فيسبوك منبرا لحشد المعارضين عام 2008 بعد أن استقطبت حركة شباب 6 ابريل اكثر من 70 الف مؤيد الى صفحتها لدعم اضراب بشأن ارتفاع أسعار الاغذية. وأدت الاحتجاجات في 6 ابريل نيسان من ذلك العام الى اشتباكات مع الشرطة. وفي العام الحالي في ذكرى احتجاجات 2008 خرج متظاهرون الى شوارع القاهرة مرددين هتافات قائلين « يسقط يسقط حسني مبارك ». ولم يشارك الا بضع مئات وهو عدد قليل بالمعايير العالمية لكنه حدث نادر في مصر. وتعرض الكثير من المحتجين الذين فاقتهم الشرطة عددا بكثير للضرب قبل انتهاء المظاهرة. وتكرر هذا في احتجاجات تالية. وربما يمثل توليد الزخم تحديا للنشطاء على الانترنت في مصر البالغ عدد سكانها 78 مليون نسمة التي تقول منظمة الامم المتحدة ان نسبة الامية فيها تبلغ 34 في المئة فيما تبلغ نسبة مستخدمي الانترنت 17 في المئة. اما ايران التي يقترب عدد سكانها من عدد سكان مصر فتبلغ نسبة الامية فيها 18 بالمئة فيما تبلغ نسبة مستخدمي الانترنت 31 بالمئة. غير أن الحكومة المصرية لا تزال قلقة من المجتمع الالكتروني. ولا تخضع شبكة الانترنت للمراقبة كما هو الحال في ايران او بعض الدول العربية الاخرى حيث تغلق مواقع على الانترنت من بينها فيسبوك. غير أن مدونين ونشطاء على الانترنت اعتقلوا. وتقول جماعات حقوقية ان مصر استغلت قانون الطواريء المطبق منذ فترة طويلة في هذا. وفي مايو ايار مددت القاهرة العمل بالقانون المطبق منذ ثلاثة عقود تقريبا لعامين اخرين لكنها قالت انها ستقصر استخدامه على قضايا الارهاب والمخدرات. وتبدي الجماعات الحقوقية تشككا. ولعلمهم بحدود شبكة الانترنت اتجه بعض أنصار البرادعي على الشبكة الى جمع توقيعات على عريضة تطالب باجراء تعديلات دستورية ومزيد من الحرية. وقال يوسف عبد الرحمن ممثل مجموعة البرادعي على موقع فيسبوك ان العريضة جمعت 54870 توقيعا على الانترنت حتى الان لكنه أضاف أن 15 الفا من أعضاء موقع فيسبوك تطوعوا بالخروج الى شوارع القاهرة والمدن الاخرى لجمع المزيد من التوقيعات. وأضاف « (هذه) خطوة حاسمة بالنظر الى أن ثلاثة عقود من قمع الدولة أصابت كثيرين بالخوف من التحرك. يعتبر اخرون الاجراءات القمعية من حقائق الحياة. » (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 19 ماي 2010)