10ème année, N°3830 du 17.11.2010
archives : www.tunisnews.net
الحرية للصحفي الفاهم بوكدوس
ولضحايا قانون الإرهاب
حــرية و إنـصاف:بيان:سجين الرأي السابق السيد آدم بو قديدة : مداهمة تؤدي به الى غيبوبة في المستشفى
معز الباي:تراجع عن حجب موقع « ميغا فيديو »
كلمة:استمرار حملة الدعاية للنظام التونسي على الجرائد اللبنانية
كلمة:قراصنة صومال يطالبون بفدية من أجل إطلاق سفينة تونسية بحوزتهم
المولدي الزوابي:بوسالم :أكثر من 1250 معترض على مثال التهيئة العمرانية
الحياة:تونس وليبيا تدرسان تأسيس «قطب مصرفي»
الشرق:480 مليون دولار صادرات تونس من الجلود والأحذية
الصباح:موسم جني الزيتون:تراجع بورصة الأسعار في انتظار استقرارها عالميا
العرب أولاين:فيلم « العطش الأسود ».. في صحراء توزر التونسية
هند الهاروني:التماس تصحيح من موقع « تونس نيوز »
الخبر:مع توسع التحقيقات في تهريب أموال الجزيرة الرياضية:الأمن يداهم السوق الموازية للعملة
القدس العربي:عفو رئاسي عن سجناء سلفيين بموريتانيا
عبد الحليم قنديل:خطة للعصيان المصري
عبد الباري عطوان:الحريري والمسدس المصوب على رأسه
ياسر الزعاترة :العولقي وظاهرة الجهاد والمجاهدين عن بعد
د.الطيب بوعزة:هل انتهى زمن النزعة الإنسانية؟
الجزيرة نت:أوروبا وأيرلندا تبحثان خطة إنقاذ
القدس العربي:مصر: الجمعية الوطنية للتغيير تتهم السعودية بالتواطؤ مع اجهزة الامن لقمع المعارضين
سويس انفو:العاملون الأجانب في سويسرا يحوّلون مليارات الفرنكات إلى بلدانهم الأصلية
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري
حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس
سبتمبر2010
https://www.tunisnews.net/18Octobre10a.htm
الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 11 ذو الحجة 1431 الموافق ل 17 نوفمبر 2010
بيان سجين الرأي السابق السيد آدم بو قديدة : مداهمة تؤدي به الى غيبوبة في المستشفى
تمت يوم عيد الأضحى 16-11-2010 مطاردة سجين الرأي السابق آدم بوقديدة بمدينة سوسة من طرف أعوان البوليس السياسي الذي داهم مقر إقامته مما اضطره إلى محاولة الفرار فسقط من الطابق الثاني من عمارة مما تسبب له في كسر كلتا يديه وكسر في ركبته و نزيف في معدته وهو الآن بقسم الإنعاش مستشفى سهلول في حالة غيبوبة و يخضع لحراسة أمنية مشددة و قد زاره عدد من أفراد عائلته حيث أعلمهم الإطار الطبي أن بقاءه في المستشفى لا يعود إلى إدارة المستشفى بل إلى البوليس السياسي.
و تجدر الإشارة أن السيد آدم بوقديدة كان طالبا في سنة التخرج بجامعة الأزهر حيث سلمته السلطات المصرية إلى تونس أين أحيل إلى القضاء و قد قضى ما يزيد عن الثلاثة سنوات في السجن على خلفية قانون الإرهاب اللادستوري و بعد إطلاق سراحه تعرض إلى مضايقات و مداهمات و إيقافات عديدة من قبل البوليس السياسي، مع العلم انه متزوج و له طفلة صغيرة.
– تدين بشدة مداهمة البوليس السياسي لمقر إقامة السيد أدم بوقديدة مما تسبب له في أضرار خطيرة على صحته قد تمثل تهديدا لحياته.
– تدعو السلطة إلى تأمين العلاج اللازم له حتى يتماثل للشفاء.
– تدعو إلى فتح تحقيق في عملية المداهمة التي تمت بدون إذن قضائي و بطريقة غير قانونية و بأسلوب غير متحضر الذي نتج عنه ترهيب لأفراد عائلته و ضرر في بدنه و تهديدا لحياته.
– تطالب السلطة بإلزام أجهزتها الأمنية باحترام القانون عند الاعتقال او الجلب الى محلات الشرطة .
حرية و إنصاف
تراجع عن حجب موقع « ميغا فيديو »
حرر من قبل معز الباي في الثلاثاء, 16. نوفمبر 2010
تراجعت الوكالة التونسية للانترنت يوم أمس عن حجب موقع ميغافيديو الخاصّ بتنزيل وعرض الأفلام بعد أن كانت حجبته قبلها بيوم.
وجاء هذا التراجع بعد أن أثار حجب الموقع استياء كبيرا وسط مستعملي الانترنت على إثر حجب الموقع المذكور الذي يعرف إقبالا كبيرا من قبل الزوار التونسيين بعد أن استمر حجب موقع يوتوب وديليموشن المختصين في عرض وتنزيل أشرطة الفيديو سنوات.
ويرى بعض الملاحظين أن هذا التراجع عن الحجب والذي لم تعلنه الوكالة صراحة، يتساوق مع انعقاد الدورة الخامسة لمنتدى تكنولوجيات الاتصال للجميع تونس زائد 5 التي انعقدت من 10 إلى 12 نوفمبر والتي شهدت خلالها عديد المواقع المحجوبة في تونس رفع الحجب عنها مؤقتا، ممّا يشير إلى الحرج الشديد الذي تشعر به السلطة إزاء المطالب المتكرّرة للشباب التونسي والاستياء الواضح للشباب في العالم لممارسات الحجب التي يمارسها النظام والتي طالت مئات المواقع والصفحات، رغم تضارب تصريحات النظام حول الحجب الذي ينفيه تارة ويقرّه بمبرّرات واهية تارة أخرى.
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 16 نوفمبر 2010)
استمرار حملة الدعاية للنظام التونسي على الجرائد اللبنانية
حرر من قبل التحرير في الثلاثاء, 16. نوفمبر 2010
نشرت جريدة « المستقبل اللبنانية » في عددها الصادر يوم الثلاثاء 16 نوفمبر مقالا مطولا تطرقت من خلاله إلى الخطاب الذي ألقاه الرئيس التونسي بن علي قبل أيام بمناسبة الذكرى 23 من استيلائه على الحكم مؤكدة على مزايا هذا الخطاب وأهدافه الإيجابية على مستقبل البلاد حسب ما ورد في الصحيفة.
وركزّ صاحب المقال على ما وصفه بالدور الرائد الذي لعبته زوجة الرئيس في النهوض بالمرأة التونسية بصفة خاصة والعربية بصفة عامة. مشيرا إلى ما اعتبره انجازات هامة تحققت على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والتربوي خلال فترة حكم « بن علي ».
وتجدر الإشارة أن جريدة « المستقبل » يملكها رئيس الحكومة اللبنانية « سعد الحريري » الذي أبرم قبل أشهر عدة عقود تجارية متعلقة بالاستثمار في تونس أبرزها في المجال السياحي مع أصهار الرئيس « بن على ».
جدير بالذكر أن المقال المذكور جاء بعد أيام قليلة من نشر عدد من الصحف المصرية جملة من المقالات تهدف إلى تلميع صورة النظام التونسي في الخارج، وهو ما أدانته الشبكة العربية لحقوق الإنسان آنذاك.
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 16 نوفمبر 2010)
قراصنة صومال يطالبون بفدية من أجل إطلاق سفينة تونسية بحوزتهم
حرر من قبل التحرير في الثلاثاء, 16. نوفمبر 2010
طالب القراصنة الصوماليون الذين اختطفوا السفينة التونسية حنّبعل 2 التابعة لشركة « جي إم تي » عند مرورها من خليج عدن محمّلة بالزيوت النباتية يوم الخميس 11 نوفمبر الجاري بفدية قدّرتها بعض المصادر الإعلامية ب7.3 مليون أورو من أجل إطلاق السفينة وطاقمها المكون من 31 رهينة من بينهم 23 تونسيا، كما أشرنا في نشرات سابقة.
ولم تبد الحكومة التونسية إلى الآن استعدادها للتفاوض مع القراصنة الذين يتراوح عددهم بين 10 و15 نفرا لدفع الفدية وتخليص مواطنيها، فقد اكتفت التصريحات الرسمية بالتأكيد على متابعة الملف والتنسيق مع كل الأطراف الدولية وخاصة المنظمة البريطانية للتجارة البحرية المكلّفة بالإشراف وحماية البواخر المارة بخليج عدن.
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 16 نوفمبر 2010)
بوسالم :أكثر من 1250 معترض على مثال التهيئة العمرانية
حرر من قبل المولدي الزوابي في الثلاثاء, 16. نوفمبر 2010
قالت مصادر مطلعة أن أكثر من 1250 من متساكني مدينة بوسالم أمضوا اعتراضات على مثال التهيئة العمرانية لبلدية بوسالم معبّرين عن رفضهم القاطع للمثال المعروض على المصادقة أمام المجلس البلدي بتركيبته الجديدة والذي ينص على منع البناء فوق 127 متر من مستوى سطح البحر خشية الأضرار التي يمكن أن تنجم عن الفيضانات.
وحسب عدد من المعنيين فإن المثال الذي يرفض للمرة الثانية من قبل المتساكنين في أقل من سنتين على التوالي يعكس عدم رغبة السلط المحلية والجهوية في إيجاد حل وفق حاجة ومطالب المتساكنين وعدم تشريكهم في أخذ قرار هم معنيون به أكثر من أي كان خاصة وان الضوابط التي تحدد مثال التهيئة العمرانية لا تعد حلول جذرية لمعالجة مشكل الفيضانات فضلا على أن امتناع البلدية منح تراخيص البناء عطل الاستثمار في المنطقة البلدية كما حد بشكل لافت من الحركية الاقتصادية داخل المدينة كما أن بعض المتساكنين قاموا ببناء مساكن وطوابق في المناطق المحظورة دون أن تمنعهم البلدية فيما تمسكت برفض بناءات في مناطق بيضاء تحتل مواقع في قلب المدينة.
وحسب بعض التسريبات فإن عددا من المواطنين يعتزمون إعداد عرائض للمطالبة بحل المجلس البلدي إن فشل مرة أخرى في إقناع السلط المعنية برفض المثال المعروض خاصة وأن رئيس البلدية أفادهم بأن الاعتراضات وجهت للوزارة الأولى لتحديد موقفها النهائي من القضية.
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 16 نوفمبر 2010)
تونس وليبيا تدرسان تأسيس «قطب مصرفي»
تونس – سميرة الصدفي
تدرس ليبيا وتونس تشكيل «قطب مصرفي» مشترك بعد التقدم المحرز في مشروع طرح بطاقة مصرفية تونسية – ليبية. وأعلن المصرف المركزي التونسي في بيان صحافي أمس، أن الاجتماع الذي عقده حاكمه توفيق بكار أخيراً مع نظيره الليبي فرحات بن قدارة في تونس، تطرق إلى وسائل تعزيز التعاون الثنائي في المجال المصرفي، خصوصاً إنشاء قطب مصرفي، «يكون في مستوى تطلعات البلدين الى تكثيف المبادلات التجارية والاستثمار المشترك». وأفاد بأن المسؤولين تطرقا أيضاً الى تقدم مشروع إرساء بطاقة مصرفية تونسية – ليبية «لتيسير التعامل على مواطني البلدين».
على صعيد آخر، استأثرت ثلاثة مصارف تونسية بما يزيد على 43 في المئة من الودائع خلال هذا العام، فيما أظهرت دراسة نشرتها أمس أكبر شركة للوساطة في سوق المال، أن أربعة مصارف تجارية من أصل 11 مسجلة في السوق تجمع بمفردها 55 في المئة من الديون المصرفية العالقة في البلد. والمصارف الأربعة هي «الشركة التونسية للبنك» و «بنك الإسكان» و «البنك الوطني الزراعي» (قطاع عام) و «بنك تونس العربي الدولي» (قطاع خاص). وأتى «البنك العربي لتونس» (قطاع خاص) في مقدم المصارف المحلية، لجهة تطور حجم القروض الممنوحة للزبائن في الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي، إذ بلغت نسبة النمو 28 في المئة قياساً إلى الفترة ذاتها من العام الماضي. وحلّ «بنك تونس العربي الدولي» أولاً في حجم الودائع مُتقدماً على المصرفين العموميين الرئيسين «الشركة التونسية للبنك» و «البنك الوطني الزراعي».
وأكدت الدراسة أن إيرادات المصارف «زادت بنسبة 13 في المئة في الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي، قياساً إلى الفترة ذاتها من العام الماضي. وعزا الزيادة إلى الخفض من نسبة الفائدة.
استثمارات كويتية
وفي سياق متصل، أكدت «المجموعة التونسية الكويتية للتنمية»، استكمال رفع رأس مالها بنحو 10 ملايين دولار ليصل إلى 60 مليون دولار تقريباً». وأعلن المدير العام للمجموعة أدهم مبارك التورة، أن مجموعته تعتزم تعزيز وجودها الاستثماري في تونس «بعد نجاح استكمال رفع رأس المال عبر استراتيجية تطويرية جديدة».
وأوضح أن هذا الخيار «أتى بناء على استشارة متخصصة حضّت المجموعة على دخول قطاعات اقتصادية جديدة ذات مردود عال، يتوافق مع ما يُبصره الاقتصاد التونسي من انتعاش». وكانت المجموعة باشرت زيادة رأس مالها عام 2007 ليصبح نحو 53 مليون دولار، ثم كلفت مكتباً استشارياً دولياً عام 2009، وضع دراسة جديدة للمجموعة، فنصحها بتنويع قطاعات الاستثمار في ظل توافر مناخ أعمال ملائم وإطار اشتراعي مُحفز. لكن المجموعة قلّلت في السنوات الأخيرة من الاستثمار في القطاع السياحي، وتخلت عن سلسلة من الوحدات الفندقية، لكنها أبقت على أخرى في إطار معاودة هيكلة المجموعة وتنويع النشاط الاستثماري.
وأشار التورة، إلى أن المجموعة «أنفقت نحو 41 مليون دولار لتجديد الوحدات الفندقية التي احتفظت بها». ورأى ان التعاون مع شركات جديدة لإدارة الوحدات «سيساهم في حفز العمل والمردود ودعم طرق الإدارة والارتقاء بنوعية الخدمات المقدمة». وكانت المجموعة قررت الإبقاء على اربعة من سلسلة الفنادق المتعددة التي كانت تديرها، مع تطويرها لتصبح ذات قدرة تنافسية كبيرة. وعهدت بالوحدات الأربع المتبقية لثلاث شركات عالمية في إدارة الفنادق، هي المجموعة السويسرية «موفنبيك» والهولندية «غولدن توليب» و «ايبروستار» الإسبانية.
(المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 17 نوفمبر 2010)
480 مليون دولار صادرات تونس من الجلود والأحذية
تونس-قنا: سجلت عائدات صادرات تونس من الجلود والأحذية خلال الشهور التسعة الأولى من العام الحالي نموا بنسبة/ 9ر15 / بالمائة إذ بلغت قيمتها /1ر709 / مليون دينار تونسي / نحو 480 مليون دولار أمريكي/ مقابل /9ر611 / مليون دينار خلال نفس الفترة من عام 2009.
وأرجع المركز الوطني التونسي للجلود والأحذية في تقرير له أسباب هذا النمو إلى تسجيل ارتفاع بقيمة /8ر73 / مليون دينار في صادرات الأحذية الكاملة.
واستقطب ثلاث دول أوروبية نسبة /4ر87 / بالمائة من صادرات تونس من قطاع الجلود والأحذية وهي إيطاليا /6ر48 / بالمائة وفرنسا /27 / بالمائة وألمانيا /12 / بالمائة. وبلغ حجم عائدات الصادرات الموجهة إلى إيطاليا وحدها / 3ر344/ مليون دينار.
أما بالنسبة لواردات تونس من الجلود والأحذية فقد تطورت خلال الشهور التسعة الأولى من العام الجاري بنسبة /6ر13 / بالمائة مقارنة بنفس الفترة من عام 2009. وبلغت تكلفة استيراد الجلود والجلود المخصصة لصناعة الفرو ما قيمته /2ر255 / مليون دينار أي ما يمثل /1ر56 / بالمائة من الحجم الإجمالي للواردات. فيما قدرت تكلفة استيراد بقية مكونات منتجات الجلود والأحذية ما قيمته 3/ر86 / مليون دينار /19 بالمائة/ وتكلفة استيراد جذوع الأحذية /63 / مليون دينار بنسبة /13 / بالمائة.
(المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 17 نوفمبر 2010)
موسم جني الزيتون:
تراجع بورصة الأسعار في انتظار استقرارها عالميا
تونس – الصباح – انطلقت عملية جني الزيتون منذ بداية الشهر الجاري في مجمل جهات البلاد، وواكبتها عملية التحويل داخل المعاصر، مما أضفى حركية هامة في جهات مثل الساحل والوسط والجنوب وبعض جهات شمال البلاد، بما يوفره الموسم من أنشطة فلاحية موسمية ينخرط فيها آلاف العمال.
وأشار متابعون لقطاع الزياتين أن حركية الجني والتحويل لم تشهد بعد أوجها، وقد سجل تراجع في أسعار الحبوب داخل الأسواق الخاصة بها، حيث استقرت ما بين 600 إلى 750 مليما في معظم الجهات، بينما لم تتجاوز 450 إلى 500 مليم بجهة الساحل والوسط، بينما بلغت في بداية الشهر الجاري حدود 800 و900 مليم في بعض الجهات.
وحول تقلب أسعار الزيتون أفاد سالم لخضر ( فلاح وصاحب معصرة) أن جملة من العوامل فرضت هذا التوجه، منها ما هي مناخية حيث أن نزول الأمطار الأخيرة طمأنت الوسط الفلاحي، وجعلته يتريث في جني المحاصيل التي بإمكانها بناء على تحسن المناخ أن توفر مردودية أهم على مستوى الزيت وأن تتحسن الأسعار أيضا.
أما الصادق بلخير (مصدر) فقد بين من ناحيته أن بورصة أسعار الزيت لم تستقر بعد في تونس والخارج. وأفاد أنه على مستوى محلي مازالت التجاذبات بين أًصحاب المعاصر والفلاحين قائمة في هذا الجانب، خاصة وأن السعر المرجعي للزيت لم يحدد بعد.
وبين أن هذه العوامل جعلت الإقبال على جني الزيتون وتحويله داخل المعاصر مازال محتشما ولم يبلغ بعد دورته العادية، وهو أمر جعل كل الأطراف المتعاملة داخل القطاع تتريث في انتظار استقرار أسعار الزيت والزيتون في آن واحد.
ولاحظ بلخير أن عيد الإضحى بصفته موسما دينيا يمس كل المواطنين قد حال في جانب هام دون نشاط الجني، وأربك عمل بعض المعاصر خلال الأيام الأخيرة، وهو بعد آخر قد انعكس أيضا على الأسعار وعلى مسار عمليات جني الزيتون داخل الغابات، بما نتج عنه من توقف لعمليات الجني وتزويد المعاصر بالحبوب بتحويلها.
وبين أن استرسال نشاط القطاع في التعامل مع موسم جني الزيتون قد يشهد ذروته مع مستهل الشهر القادم، حيث ستستقر الأسعار، وتشهد عملية الجني أوجها، بعد تجاوز جملة العوامل الاجتماعية والمناخية ، وبعد وضوح الرؤية بالنسبة لأسعار الزيتون واستقرارها.
وخلافا لما أشار إليه الطرفان السابقان بين السيد عبد المجيد العابدي (مصدر) أن عوامل أخرى قد تكون أهم وتكمن وراء عدم استقرار عملية جني وتحويل وبيع الزيت، وهي تتمثل أساسا في الصعوبات التي جدت بين البنوك وأصحاب المعاصر بخصوص القروض التي تصرف سنويا بعنوان موسم الزيتون، خاصة بعد آثارها العميقة التي مازال يتخبط فيها بعض أصحاب المعاصر وما تخلد بذمتهم من ديون، حالت دون قدرتهم على الحصول على قروض جديدة قبل جدولة ديونهم القديمة.
وأبرز في جانب آخر أن جملة هذه العوامل المحلية تبقى ثانوية ، ولا يمكن أن يكون لها أثر عميق على أسعار الزيتون والزيت حيث يمكنها أن تتفاعل بشكل إيجابي وسريع بين كل الأطراف الناشطة في القطاع إذا ما شهدت أسعار الزيت في الأسواق العالمية تحسنا وطلبا هاما.
وبين في هذا الجانب أن أسعار الزيت مازالت عالميا في مستوى ما كانت عليه في الموسم الفارط (3 فاصل 8 إلى 4 أورو)، وهي أسعار تتطلب التريث من قبل كل المصدرين على أمل مزيد تحسنها.
وأفاد أن المراقبين في السوق العالمية للزيت يؤكدون إمكانية تحسن أسعار الزيت في الأسواق العالمية خاصة وأن بعض البلدان المتوسطية المنتجة للزيت مثل اليونان وايطاليا وأسبانيا لم يكن أنتاجها خلال هذا الموسم هاما، وهو ما قد ينعكس على إنتاج تونس وأسعار زيتها بالإيجاب نتيجة الإقبال المنتظر عليه,
علي الزايدي
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 17 نوفمبر 2010)
فيلم « العطش الأسود ».. في صحراء توزر التونسية
تونس ـ بدأت بصحراء توزر « جنوب غرب البلاد التونسية » تصوير مشاهد من الفيلم العالمي « العطش الأسود ». وتعد صحراء توزر المحطة الأولى لتصوير الفيلم. وبعد الانتهاء من تصوير عدد من المشاهد الرئيسية للفيلم الذي ينتجه التونسي طارق بن عمار ويخرجه الفرنسي جان جاك أنو وذلك يوم 28 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، ينتقل فريق العمل إلى قطر لإكمال المرحلة ثانية. وقال المخرج الفرنسي في تصريحات إعلامية إنه مرتاح للتصوير في المناطق التونسية ذات الطبيعة الخلابة ولما يلقاه طاقم الفيلم من تسهيلات ينظمها ويضمنها الإطار التشريعي والموءسساتي في تونس. ويشارك في هذا الفيلم، إلى جانب الممثل الاسباني أنطونيو بنديراس والبريطاني مارك سترونغ والممثل الفرنسي الجزائري /البطل الأول للفيلم/ الطاهر رحيم، 60 ممثلا تونسيا من بينهم رؤوف بن عمر وأحمد الحفيان وعلي بالنور وهشام رستم. وأفاد المنتج التونسي طارق بن عمار بأن هذا الفليم سيتم توزيعه عبر شركتين عالميتين كبيرتين وسيدبلج إلى مختلف اللغات وسيعرض في 3500 قاعة سينما في العالم. واضاف أن أحداث هذا الفيلم التي تروي ملابسات صراع قبلي على ثروة نفطية اقتبست من قصة تعود إلى 30 سنة خلت واستغرق تحضير السيناريو سنتين بعد أن كتب في 12 نسخة قبل استقرار الرأي على النسخة الأخيرة. ويشار إلى أن عملية تصوير هذا الفيلم دارت بنسبة 80 بالمائة في مناطق عديدة بالبلاد التونسية منها « مطماطة القديمة » و »عنق الجمل » و »تمغزة » و »حزوة » و »بئر بورقبة » و »الشبيكة ». ويذكر أن الموقع السياحي « عنق الجمل » بولاية توزر كان قد شهد تصوير الفيلم العالمي الشهير « حرب النجوم » للمخرج الامريكي جورج لوكاتش . وتم ترميم ديكور الفيلم بهذا الموقع حفاظا على خصوصياته وتهيئة المسالك الموءدية إليه على طول 14 كلم انطلاقا من نفطة و27 كلم انطلاقا من توزر. (المصدر: موقع صحيفة « العرب أولاين » (يومية – لندن) بتاريخ 17 نوفمبر 2010)
التماس تصحيح من موقع « تونس نيوز »
هند الهاروني
بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين تونس في 17 نوفمبر 2010-10 ذو الحجة 1431 الإخوة الأفاضل في موقع تونس نيوز –نشرية يوم 15.11.2010 عدد 3828-. رجاء نشر هذا التصحيح : النص التالي ليس لي و قد تم نشره خطأ مع نص تهنئي بعيد الإضحى المبارك بعنوان : » تهنئة بمناسبة عيد الإضحى المبارك سنة 1431 هـ »-هند الهاروني (آخر جملة في مقالي : و السلام عليكم جميعا و رحمة الله تعالى و بركاته و مغفرته و رضاه).
ما ليس لي :
« هو العيد قد حلّ بيننا يقتحم علينا ظروفنا…، يجلّي بالبسمة أحزاننا…، يقرّب بالتواصل الشقّة بيننا…، يباهي بألفتنا أمّتنا…، يغيض بنهوضنا أعداءنا… أغتنمه، فأتوجّه بالتهاني القلبيّة إلى كلّ الإخوة والأخوات، سائلا الله للجميع مغفرة الذنوب وستر العيوب والشفاء من كلّ داء والصبر على كلّ المصائب والأدواء أغتنمه، فأواسي بالكلمة – وقد عجزت عمّا سواها – كلّ سجين وقع بين مخالب ظالم لا يعرف الله ولا يراه، وكلّ فاقد حرّية باحتلال أو بإرهاب دولة أو بخذلان عشيرة أغتنمه، فأشكر بعد الله كلّ المواقع اللإلكترونية الخادمة للكلمة الرّسالية المحاربة للتردّي المدافعة عن الفضيلة وأهلها…، أشكر العاملين فيها جميعا دون ذكر أسمائهم مخافة عدم العدل بينهم، وأشكر بعدهم أو حتّى قبلهم نساءهم أو رجالهم، أولئك الذين ضحّوا بصبرهم وتفهّمهم، وحقّقوا إيثارهم أغتنمه، فأشكر كلّ من كانت له يد بيضاء عليّ، و كلّ من ساعد بأياديه البيضاء عن طريقي غيري؛ دون أن يفقد حرصه على التخفّي حتّى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه، فجزاهم الله خيرا كثيرا، وجعل قرباتهم درجاتٍ على منابر من نور وجبالا تُثقل موازين حسناتهم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم أغتنمه، فأعتذر لكلّ من ساءه منّي حرف قرأه أو سمعه، وأشهد الله أنّي ما رغبت أبدا في جرح قريب أو حتّى بعيد، غير أنّي كرهت الظلم وكرهت للنّاس – ولا سيّما الأقارب – الوقوف بساحته، فبدا ذلك أو آثاره في حرفي أغتنمه، فأترحّم على موتانا وموتى المسلمين أجمعين، وقد فقدنا هذه السنة الكثير من الأحبّة، نسأل الله أن يُكرم نزلهم وأن يُبدلهم دُورا خيرا من دُورهم وأهاليَ خيرا من أهاليهم أغتنمه فأستغفر الله لي وللمؤنين والمؤمنات راجيا منه حسن القبول وحسن الختام وحسن المحيا والممات وحسن المصير… ثمّ أختم بالصلاة والسلام على خير خلق الله، وكلّ عام وأنتم بخير ». أشكركم على تفهمكم. بارك الله فيكم. و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته و مغفرته و رضاه./.
مع توسع التحقيقات مع الموقوفين في تهريب أموال الجزيرة الرياضية الأمن يداهم السوق الموازية للعملة بالعاصمة
عنابة: ش. نبيل داهم عناصر الأمن، صبيحة أمس، بعض المناطق المعروفة بتحويل العملة الصعبة وسط العاصمة، على غرار ساحة بور سعيد أمام المسرح الوطني، أو ما يعرف بساحة »السكوار » السوق الموازية للصرف، وتم توقيف عدد من الأشخاص لورود أسمائهم في قضايا تخص مخالفة حركة الأموال في قضية الـ180 مليار المهربة إلى تونس، لإحالتهم على التحقيق مع المصالح المختصة.
عرفت مناطق تحويل العملة في السوق السوداء ارتفاعا جنونيا في أسعار العملة الأوروبية الموحدة »الأورو »، بسبب إحجام العديد من المتعاملين في هذا المجال عن النشاط خوفا من توقيفهم أو حجز الأموال التي يتداولونها، خاصة مع رواج معلومات عن تواجد أوراق نقدية من العملة الصعبة من جميع الفئات، يحتمل تزويرها لأجل إغراق السوق السوداء بها.
وأسفرت القضية، التي أوردتها »الخبر » في أعدادها السابقة، عن خلق حالة من الطوارئ بشرق البلاد، حيث تم تسجيل تشديد الرقابة على المعابر الحدودية مع الجمهورية التونسية.
من جهة أخرى، علمت »الخبر » من مصادر على صلة بالتحقيق مع الموقوفين في فضيحة تحويل 280 مليار إلى حساب قناة الجزيرة الرياضية، أن العديد من التهم الخطيرة ستوجه إليهم، على غرار تكوين جمعية أشرار وتهريب الأموال إلى خارج الحدود الوطنية لتبييضها، وكذا مخالفات قانون حركة الأموال، على اعتبار أن التحقيق مع العاملين بالمحل الكائن بحيدرة أسفر عن كشف أن نسبة 80 بالمائة من الأموال المهربة عبر الحدود البرية إلى تونس من مجموع 180 مليار سنتيم كانت مجهولة المصدر. ولا تستبعد جهات مطلعة أن تشمل التحقيقات كل وكلاء الممثل الحصري للقناة الجزيرة الرياضية المسوقة لبطاقات الجزيرة الرياضية، خاصة أن معظم الأموال مصدرها هؤلاء الوكلاء. وهي أموال يبقى مصيرها مجهولا. كما يمكن أن تمتد هذه التحقيقات إلى خارج الجزائر بعد إنابات قضائية.
وأضافت نفس المصادر أن تهريب الأموال إلى تونس ومنها إلى الأراضي الأوروبية، مر عبر مراحل هامة في شكل عمليات عديدة منذ شهر جوان الماضي، تمت بتحويل ما يزيد عن 30 مليارا كل شهر. هذا الرقم الذي أثبتت التحريات أنه لا يمثل المداخيل الحقيقية للوكيل المعتمد لقناة الجزيرة الرياضية، إضافة إلى الكشف عن فواتير وهمية تم استعمالها في التقارير المرفوعة إلى جهات الرقابة الجزائرية من أجل تبرير مصدر الأموال التي يتم نقلها إلى خارج الجزائر.
وفي ذات السياق، لا تستبعد جهات تعمل على التحري في معطيات الملف أن تكون المصادر الحقيقية لـ180 مليار المعنية بالتحقيق مصادرها مجهولة، كأن تكون عائدات رشاوى أو عمولات غير مشروعة أو نشاطات غير مصرح بها لدى السلطات الجزائرية.
( المصدر: صحيفة « الخبر » ( يومية- الجزائر ) الصادرة يوم 15 نوفمبر 2010)
عفو رئاسي عن سجناء سلفيين بموريتانيا
نواكشوط ـ أصدر الرئيس الموريتاني مساء الإثنين مرسوما بالعفو عن 17 من سجناء السلفية الجهادية متابعين في قضايا تتعلق بالإرهاب والانتماء لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي.
وذكر مصدر رسمي موريتاني أن العفو الرئاسي شمل خمسة من الجهاديين مدانين بأحكام قضائية لانتمائهم لتنظيم إرهابي، في حين كان الباقون تحت المراقبة القضائية. وقال وزير العدل الموريتاني عابدين ولد الخير ان السلفيين المستفيدين من العفو الرئاسي مجموعة من الشباب « لم تقم بأعمال قتل أو ارهاب وبقوا فقط على مستوى الفكر كما أنهم شاركوا في الحوار مع العلماء وأعلنوا توبتهم عن طريق رسائل وجهوها الى رئيس الجمهورية ووزير العدل ونبذوا التطرف ». وأضاف أن شمل العفو الرئاسي شمل أيضا 117 من سجناء الحق العام قضوا أكثر من ثلثي عقوباتهم « وتحلوا بسلوك مقبول يؤهلهم للعودة إلى الحياة الطبيعية ». وأوضح أن « عفو رئيس الجمهورية يدخل في اطار مساعي الرئيس لإدخال الفرحة والبسمة في كل بيت موريتاني بمناسبة عيد الأضحى ». وأضاف أن السجن ليس هدفا في حد ذاته وأن « السجناء المشمولين بالعفو أثبتوا داخل السجون أنهم مجموعة بإمكانها أن تعود لطبيعتها داخل المجتمع ».
(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 17 نوفمبر 2010)
خطة للعصيان المصري
عبد الحليم قنديل
جفت الأقلام وطويت الصحف، وانتهت قصة الانتخابات في مصر حتى قبل أن تبدأ، فالنتائج معروفة سلفا، والقوائم في اللوح المحفوظ، تكتب في بيت الرئاسة، ويكلف جهاز أمن الدولة بالتنفيذ، وبحسب اختراعات خاصة تبتدعها الإدارة الأمنية، وقد أقيمت الأفراح والليالي الملاح للمحظوظين على قوائم ما يسمى ‘الحزب الوطني’، ولم يبق معلقا سوى ما أسماه مرسوم القوائم بالدوائر المفتوحة، التي انحصرت في أقل من خمس دوائر انتخابات، تقدم عليها أكثر من مرشح رسمي للحزب الحاكم، وربما تحجز فيها مقاعد لبعض المنسوبين للمعارضة، في محاصصة أمنية يجري تدقيقها، وتوزيعها كهدايا العيد، ورفع المنسوب البرلماني لما يسمى بالأحزاب الشرعية، أي التي تقوم وتستمر بترخيصات أمنية، وبعضها الأقل على صلة نسب بالسياسة، بينما أكثرها الغالب أقرب إلى ‘أكشاك السجائر’.
واللعبة متصلة بالطبع حتى غايتها وتاريخها، والباقي مشاهد تمثيلية فقيرة تحاكي ما يحدث عادة في الانتخابات، في الحال ضجة مفتعلة من لزوم ما يلزم، وفي الاستقبال يبدو الأمر أكثر وضوحا، فالانتخابات الافتراضية للبرلمان تمهد لانتخابات افتراضية لاحقة على مقعد الرئاسة، وسلطات البرلمان صورية، بينما سلطة الرئيس فعلية وقابضة، وكما كان الرئيس مبارك هو الذي عين أعضاء مجالس المحليات ومجلس الشورى، فهو الذي يعين ـ بالمرة ـ أعضاء مجلس الشعب، ومن وراء قناع انتخابي تنكري، وهو التصور ذاته الذي يحكم عملية اختيار الرئيس، وفي خطوات مدارة تماما بتسهيلات التعديلات الدستورية الموضوعة على المقاس العائلي، التي انتهت بقصص الانتخابات كلها إلى تعيينات بالأمر المباشر، وفي الموعد المضروب لتجديد الرئاسة أواخر 2011، تكون لمبارك فرصة الاختيار، فإما أن يعين الرئيس نفسه مجددا إذا طال به العمر وتراخت الأقدار، أو أن يعين شخصا آخر يجري الاتفاق عليه الآن مع الأمريكيين والإسرائيليين، وفي صورة استنساخ مطابق لشخصية الرئيس الحالي، الذي وصفه الجنرال بنيامين بن اليعازر بأنه ‘أعظم كنز استراتيجي لإسرائيل’.
الصورة على هذا النحو تبدو محبطة، وتعني احتجاز مصر في ‘جراج’ التاريخ لعمر آخر، وهذه خطيئة الذين قرروا المشاركة في انتخابات تحولت إلى تعيينات وأفلام كارتون، فهم بالوعي أو بدونه، يضفون شرعية مصنوعة على عملية اغتصاب مباشر للسلطة، ويضفون جدية مفتعلة على لعبة هزلية بالكامل، ويلحقون بمعنى المعارضة عارا أخلاقيا وسياسيا، لا نقصد هنا ما يسمى بالأحزاب الشرعية، فقياداتها تحولت إلى زوائد إضافية لجهاز أمن الدولة، بل نقصد، بالذات، جماعة الإخوان المسلمين وعددا من المعارضين الجديين المستقلين، وقد انزلق هؤلاء إلى لعب دور ‘المرمطون’ في عمل مسرحي رديء، ويمهد كما هو مرسوم، لمسرحية تعيين الرئيس، التي يتقدم إليها ‘ كومبارسات’ من الأحزاب إياها، تعيد تنصيب الرئيس المختار بعناية الأمريكيين والإسرائيليين . وفي حوارات متصلة خلال الأيام الأخيرة، جرى بعضها في معية مرشد جماعة الإخوان، حاولنا في حركة كفاية لجم الانزلاقات الخطرة، وحاول معنا آخرون من الجمعية الوطنية للتغيير والهيئات المقاطعة عموما، وطرحنا على قادة الإخوان فكرة الخروج من المستنقع، وسحب مرشحي الإخوان والمعارضين الجديين، وترك حزب الرئيس يلعب مع نفسه، ومع أحزابه الموصولة بجهاز أمن الدولة، ولم نجد تجاوبا معقولا للأسف، فقد تصوروا، أو صوروا، أننا ندعوهم للانسحاب من معركة، بينما لا معركة ولا يحزنون، خاصة وهم يسلمون معنا بأن القصة كلها تزوير في تزوير، وتفتقر إلى أبسط معاني الشرعية.
وفي هذه اللحظة، وعلى مرمى أيام من خط المهزلة، تبدو المعارضة الراديكالية في حرج موقوت، فقد قررت مقاطعة ألعاب النظام الانتخابية كلها، ودعت إلى نزع رداء الشرعية المفتعلة، وإلى المقاومة المدنية والعصيان السلمي، ونجحت في جمع هيئات من كافة التيارات الفكرية والسياسية، ورفد تجمع المقاطعة بكافة ألوان الطيف.
كانت حركة كفاية هي التي بادرت بالدعوة للمقاطعة، ثم انضمت إليها الجمعية الوطنية للتغيير، وأحزاب الكرامة والعمل والغد والجبهة الديمقراطية والوسط والاشتراكيون الثوريون وحركة اليسار المقاوم والحزب الشيوعي المصري، أي أن المقاطعة شملت هيئات وجماعات ناصرية وإسلامية وليبرالية ويسارية، وكان الأمل منعقدا على انضمام جماعة الإخوان لخط المقاطعة، وهو ما حدث عكسه للأسف، وثمة رجاء أن تكون خسارة الإخوان موقوتة، فهم أكبر جماعة شعبية خارج النظام، وإضافتها لمعسكر المعارضة الراديكالية تعني الكثير، وتستحق جهدا مخلصا موصولا، رغم التردد الفطري لقيادة الإخوان، ووقوعها دائما في خانة ‘البين بين’، ونزعتها ‘الإرجائية’ إلى الأجل غير المسمى، رغم كل هذه المعايب الظاهرة والخافية، تبدو جماعة الإخوان ـ كأقدار الزواج ـ مما لا يمكن تجنبه في دفتر أحوال السياسة المصرية الآن . واستعادة ‘عقد زواج’ الإخوان مع المعارضة الراديكالية ممكن جدا، وبالذات بعد تاريخ 5 كانون الاول/ديسمبر 2010، وهو خط النهاية لمشهد الانتخابات البرلمانية العبثية، الذي سيخرج منه الإخوان ـ على الأرجح ـ بخفى حنين، وفي بيئة جراح دامية بعد الصدمة، نتصور أن المعارضة الراديكالية مدعوة للتحرك بسرعة، وبطرق الحديد وهو ساخن، وطرح برنامج مباشر لتطوير المقاومة المدنية والعصيان السلمي، فلم يعد أمام الراغبين في التغيير من خيار آخر، بعد ان انسد طريق النصيحة بالتناحة الاجتماعية والعقلية لنظام معلق، وبعد أن انسد طريق الانتخابات، وبعد أن انفضحت طبيعة الجماعة الحاكمة كجماعة للنهب العام تستند إلى عصا للكبت العام، تحكم بالوكالة عن الأمريكيين والإسرائيليين، وتنتهي بالبلد إلى خراب مستعجل، وباقتصاد ريعي هش، أنهكت موارده الأزمة المالية العالمية، وتنهك مصارفه ارتفاع أسعار الغذاء مجددا، وهو ما يؤثر بشدة على الدخل المصري، ويشعل حرائق الغلاء الجنوني، ويفاقم مآزق الإفقار والبطالة والعوز العام، ويزيد من احتقان السطح السياسي والاجتماعي، خاصة مع إهدار النظام لأحكام المحكمة الإدارية العليا، التي قررت تفكيك اتفاقية تصدير الغاز لإسرائيل وإلغاء الحرس الجامعي وبطلان عقد ‘مدينتي’ وتقرير حد أدنى للأجور بأربعة أضعاف الوضع الحالي، وقيمة هذه الأحكام ظاهرة، فهي إدانة قضائية عليا لاختيارات النظام الأساسية، تسحب الغطاء القانوني لوجود النظام، وتضيف مددا لحق المعارضة الراديكالية في إهدار وجود نظام يهدر أحكام القضاء، ويزور المؤسسات بالجملة، ويقضي بقية وقته في حفلات تنكرية تلبس فيها الجماعة ‘جلابية’ الدولة .
ولا تبدو الدعوة للعصيان السلمي خيالية في مصر الآن، فقد تواترت مظاهر العصيان تباعا في السنوات الأخيرة بالذات، كانت مغامرة نقد الرئيس، ووضعه في عين العاصفة، عصيانا ظاهرا لنصوص دستور يعطي العصمة للرئيس، ولقانون عقوبات يجرم المساس باسمه، ولعرف تواتر لآلاف السنين في مصر، وجعل من الحاكم إلها أو نصف إله، ثم كان الخروج للشارع ـ بمبادرات كفاية وأخواتها ـ عصيانا لقوانين تحظر الاحتجاج والتظاهر والاعتصام والإضراب السلمي، والمطلوب الآن: القفز بنزعة العصيان إلى عصيان سياسي، يسقط الاعتراف بمؤسسات النظام المزورة بالكامل، ويتحدى وجودها بالبرلمان الموازي والنظام الموازي الموصوف في خطة كفاية، فقد قدمت كفاية مبادرة هي الأولى من نوعها، وجمعت لها تأييد مئات من الشخصيات الراديكالية وممثلي الأحزاب والحركات وقادة الإضرابات والاعتصامات الاجتماعية، وفي صورة بيان من صفحة واحدة حمل عنوان (نداء للمصريين)، يتضمن صياغة لمرحلة انتقالية لمدة سنتين تعقب الإنهاء السلمي لحكم مبارك وعائلته، يدير البلد خلالها رئيس محايد وحكومة ائتلاف وطني، وتنفذ جملة إجراءات وطنية واجتماعية وديمقراطية تنتهي بصياغة دستور جديد عبر جمعية تأسيسية منتخبة، وبشرط ظاهر لبدء مرحلة الانتقال هو إنهاء حكم مبارك بشخصه أو بنسخه المورثة، وبطريق المقاومة المدنية والعصيان السلمي، وهو ما تتوافر ظروفه الآن مع انكشاف تحول النظام إلى جماعة نهب، والمطلوب العاجل، إحلال فكرة المنازعة محل فكرة المعارضة، وإقامة برلمان مواز لبرلمان التزوير، على أن يختار البرلمان الموازي مجلسا رئاسيا موازيا للرئاسة المفروضة باختيار الأمريكيين والإسرائيليين، ويتألف البرلمان الموازي ـ في تصور كفاية ـ من خمسمئة شخصية، من بينها نواب المعارضة الحاليون والسابقون على مدى ثلاثين سنة خلت، والانتقال بنزاع الشرعية إلى فضاء الشارع، والاعتصام بقوة الناس، والبدء في تحرك شعبي يهدف لتنحية إدارة مبارك، والدخول في المرحلة الانتقالية الموصوفة، على أن يبدأ التحرك فور إعلان نتائج الانتخابات المزورة، وبمطلب مباشر هو إسقاط الاعتراف بنتائج الانتخابات المزورة، والمطالبة بإعادتها بإدارة قضائية كاملة بديلا عن نظام المزورين، فهكذا تفعل كل الأمم الحية، وهكذا ينبغي أن تفعل كل المعارضات الحية، ولا يصح لأحد أن يستعين بمصر، فهي تبدو هادئة كصفحة النيل، لكنها ـ في مقام الصحو ـ داهسة كأقدام الفيل.
(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 17 نوفمبر2010)
الحريري والمسدس المصوب على رأسه
عبد الباري عطوان
نتفق مع السيد سعد الحريري رئيس وزراء لبنان، وزعيم تيار المستقبل، في موقفه الذي عبر عنه في مقابلته مع محطة ‘روسيا اليوم’ التلفزيونية العربية قبل يومين، واكد فيه انه لن يرضخ للتهديد، لتنفيذ ما يريده الآخرون منه، في اشارة واضحة الى ‘حزب الله’ والسيد حسن نصر الله على وجه الخصوص، ولكن ما نختلف معه فيه ايضا هو رضوخه الحالي للضغوط الامريكية، وربما العربية التي تطالبه بالمضي قدما في تبني مشروع المحكمة الدولية المتعلقة باغتيال والده، وقرارها الظني المتوقع، رغم معرفته المسبقة بان هذا الرضوخ قد يؤدي ليس الى تفجير لبنان فقط، وانما المنطقة العربية بأسرها.
الذي يضع المسدس في رأس السيد سعد الحريري ليجبره على اتخاذ قرارات لا يريدها هو في رأينا الولايات المتحدة الامريكية بالدرجة الاولى، وبما يخدم الاجندات الاسرائيلية، وليس اللبنانية، من حيث القضاء على كل انواع المقاومة الوطنية المشرفة، وابقاء اسرائيل دولة نووية اقليمية عظمى مهيمنة ومسيطرة على المنطقة ومقدراتها وثرواتها، ومواصلة لعمليات الاذلال لشعوبها ومقدساتها. فممنوع ان تكون هناك مقاومة تذكر بالكرامة العربية المهدورة بعد ان استسلم كبار الكبار.
المحكمة الدولية مسيسة فعلا ولا جدال في ذلك، ويجري توظيفها حاليا من قبل الادارة الامريكية لخدمة اجندات تريد خلق الذرائع والحجج لايقاع حزب الله، ومن خلفه سورية، في مصيدة تحدي قرارات ما يسمى بالشرعية الدولية، من خلال تثبيت تهمة عدم التعاون مع محققي المحكمة، تمهيدا لشيطنتهما، وتبرير العدوان عليهما.
السيد الحريري يتعرض حاليا لعملية ‘ابتزاز’ امريكية واضحة للعيان، عنوانها تحريضه على الثأر لمقتل والده، بتأييد المحكمة واجراءاتها، وتحقيقاتها، وتبني اي قرار ظني يمكن ان تتمخض عنه، يدين ‘حزب الله’ او بعض عناصره، يكون مقدمة لبدء عجلة الفتنة الطائفية في الدوران، وبما يؤدي في نهاية المطاف الى حرب اهلية اخرى تحرق الاخضر واليابس في لبنان ويمتد لهيبها الى الجوار العربي وليس الاسرائيلي للاسف. تماما مثلما استهدف مفجرو الحرب الاولى في السبعينات رأس المقاومة الفلسطينية والتفاف معظم الشارع اللبناني المسلم حولها.
فهل من قبيل الصدفة ان المتهمين في المنطقة العربية في المحاكم الدولية هم من العرب والمسلمين الموضوعين على لوائح الارهاب الغربية، والمعارضين لمشاريع الاذلال الامريكية ـ الاسرائيلية المشتركة؟
لماذا لم تشكل الولايات المتحدة محكمة دولية لاغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات، او الزعيم اللبناني الدرزي كمال جنبلاط، او الرئيس الباكستاني ضياء الحق، او اليمني ابراهيم الحمدي او المغربي المهدي بن بركة، ولماذا لا نرى مجرم حرب اسرائيليا واحدا يمثل امامها وما اكثرهم؟
لماذا لا نرى محكمة دولية تشكل بقرار من مجلس الامن الدولي للتحقيق في جرائم الحرب الامريكية في العراق وافغانستان بعد اعتراف مرتكبيها بمسؤوليتهم عن هذه الجرائم من امثال جورج بوش الابن، وتوني بلير مبعوث ‘السلام’ الدولي في الشرق الاوسط، وديك تشيني نائب الرئيس الامريكي السابق، ودونالد رامسفيلد وزير دفاعه، وهناك في مذكرات هؤلاء، اصرار على الجرم، ومعلومات دامغة بالكثير مما يدينهم. * * * السيد حسن نصر الله كان محقا عندما قال ان اليد التي ستمتد الى اي من عناصر حزب الله لاعتقالهم من قبل المحكمة ستقطع، لانه لا يوجد هناك ما يمنع ان تكون قرائن هذه المحكمة ‘مفبركة’، واتهاماتها مسيسة.
الم يكن فريق التفتيش الدولي في العراق، في زمن الرئيس الراحل صدام حسين مسيسا، ومزروعا بالجواسيس، من عملاء وكالة المخابرات المركزية، باعتراف سكوت ريتر الذي اصيب بصحوة ضمير مفاجئة دفعته للانقلاب على اسياده السابقين من المحافظين الجدد، وتقديم معلومات دامغة وموثقة حول طرق الاستفزاز التي اتبعها هؤلاء المفتشون لاخفاء نواياهم الحقيقية في استثارة اعصاب الرئيس العراقي، من خلال جرح نخوته وكرامته وبما يؤدي الى دفعه لطرد هؤلاء المفتشين لتبرير العدوان على بلاده لاحقا؟
فلماذا يذهب محققو محكمة الحريري الى عيادة نسائية في الضاحية الجنوبية، تتردد عليها نساء قادة المقاومة الاسلامية، وما هي المعلومات التي يريدون الحصول عليها من جراء فحص مئات الملفات الطبية المغرقة في الخصوصية النسائية، فهل جرى وضع خطة اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري في ارحام هؤلاء النسوة أو احداهن؟
الا يذكّرنا هذا الاستفزاز العلني المكشوف باصرار المفتشين من عملاء المخابرات المركزية على تفتيش غرفة نوم الرئيس الراحل صدام حسين بالاساليب نفسها التي يتبعها محققو المحكمة الدولية؟ وللاغراض نفسها وهم الذين دخلوا غرفة نوم الرئيس العراقي تحت ذريعة البحث عن اسلحة دمار شامل تحت سريره وهم يعلمون مسبقا، ومثلما كشفت الوثائق لاحقا، ان هذه الاسلحة غير موجودة اساسا في العراق، وجرى تدميرها بالكامل قبل سنوات. * * * الرئيس العراقي كظم الغيظ، وتعاون بالكامل مع المفتشين، وبلع جميع اهاناتهم، مكرها، ولكن هذا التعاون لم يغير من واقع الامر شيئا، ولم يمنع العدوان على العراق، وتغيير النظام، وقتل مليون انسان بريء، واغراق البلاد في حالة من الفوضى الدموية لم يسبق لها مثيل، ولا نحتاج لسرد تفاصيل الكارثة مجددا.
السيناريو نفسه يتكرر حرفيا هذه الايام في لبنان، وفي اطار اجندة مماثلة معدة فصولها بعناية فائقة، وابرز عناوينها تصفية سلاح المقاومة، ونزع اسنانها، وتقليم مخالبها، وتحويلها الى حمل وديع مثل جميع العرب الآخرين وجيوشهم الجرارة التي ينفقون على تسليحها مئات المليارات من الدولارات، ولكن لخوض حروب تدعم التفوق الاسرائيلي وتعززه.
السيد سعد الحريري رجل طيب، لا نشك في انه يتمتع بحس وطني وانساني صادق، ولكن من المؤلم ان هناك مخططاً جهنمياً لتوظيفه، وطائفته، في خدمة مشروع شيطاني لتدمير لبنان والمنطقة بأسرها، تحت مسميات العدالة والثأر لمقتل والده.
نحن مع العدالة، ومع القصاص من كل المتورطين في جريمة استشهاد والده الذي كان، حسب ما نعرف، من اشد الناس حرصا على نصرة القضايا العربية، والفلسطينية منها على وجه الخصوص، وتعزيز الوحدة الوطنية في لبنان شريطة ان لا تكون هذه العدالة مغشوشة ومزورة، والهدف منها الدمار والخراب وسفك دماء العرب والمسلمين مثلما حدث في العراق الشقيق. وترميل آلاف النساء، وتيتيم عشرات، بل مئات الآلاف من الاطفال الابرياء.
نتمنى من الحريري الابن ان يستفيد من ارث والده العربي القومي، وان يضع مصلحة لبنان والعرب جميعا، فوق جميع اعتبارات الثأر والانتقام، تماما مثلما فعل صديقه وليد جنبلاط، وان ينظر الى الامام لا الى الخلف، وإن فعل فسيدخل التاريخ من بوابة الشرف والكرامة والوطنية، وان لم يفعل فسيدخله من بوابة اخرى يعرفها جيدا.
(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 15 نوفمبر 2010)
العولقي وظاهرة الجهاد والمجاهدين عن بعد
ياسر الزعاترة
من الواضح أن أنور العولقي قد أخذ يشكل قلقا لبعض الدوائر الأمنية الغربية، أو هكذا يبدو في أقل تقدير، وقد أخذ يتفوق على أسامة بن لادن وأيمن الظواهري رغم أن الأخيرين لم يبخلا بالظهور في وسائل الإعلام خلال المرحلة الأخيرة.
لذلك عدة أسباب من دون شك، أولها يتمثل في صلة الرجل بآخر المحاولات التي استهدفت الولايات المتحدة والغرب، وهي عملية الضابط الأميركي من أصل فلسطيني (نضال حسن)، ومحاولة تفجير طائرة ديترويت من قبل النيجيري (عمر الفاروق)، وبينهما اعتراف الفتاة البريطانية (من أصل بنغالي) روشونارا تشودري بأنها تأثرت بخطابات العولقي، ما دفعها إلى طعن نائب بريطاني بسبب تأييده الحرب على العراق (يزعمون أن له علاقة بقضية الطرود المفخخة أيضا).
من أسباب الاهتمام بظاهرة العولقي ما يتعلق بلغته الإنجليزية التي تشكل لغته الأولى، حيث ولد في الولايات المتحدة، وهي اللغة التي تتيح له التواصل مع المتحدثين بتلك اللغة ممن يتأثرون بخطاباته التي لا يتوفر مثلها في الترجمة لخطابات أسامة بن لادن، ولا لبعض الخطابات الإنجليزية الركيكة لبعض قادة القاعدة، لاسيَّما أنه يجمع إلى اللغة علماً لا بأس به بقضايا الدين بشكل عام. هنا تبرز قضية التحريض عن بعد التي يمارسها العولقي، والتي تثير مخاوف الأجهزة الغربية من محاولات تنفيذ عمليات من قبل أناس ليس لديهم حضور سابق في سجلات العنف، ولا هم معروفون لدى أجهزة الأمن، لاسيَّما أن التطورات التكنولوجية الحديثة تتيح شيئاً من ذلك لمن فكّر وخطّط.
إنهم جيل مجاهدي الإنترنت إن جاز التعبير، والذين سيكون بوسعهم بث القلق في أوساط الأجهزة الأمنية الغربية، أقله بسبب حساسيتها تجاه نجاحات من هذا النوع، مع العلم أن قدرة أمثال هؤلاء على تنفيذ عمليات كبيرة يبدو محدودا، سواءً تشكلوا من مجموعات صغيرة، أم كانوا مجرد أفراد متناثرين هنا وهناك.
ما يزيد في خطورة العولقي هو وجوده في مكان آمن في جنوب اليمن، وحيث ينشط تنظيم القاعدة وسط حاضنة شعبية تعود لنظام القبيلة التي تحمي أبناءها، فيما يعود الجانب الآخر منه إلى الغضب الذي يتصاعد على نظام الرئيس علي عبدالله صالح، وصولا إلى انتشار دعوات الانفصال عن الشمال.
هنا في هذا السياق ثمة نقطتان بالغتا الأهمية، أولهما أننا إزاء حالة إنكار في الغرب لحقيقة أن ما أخرج أنور العولقي عن طوره هي الحرب على العراق واحتلاله بتلك الطريقة من دون سند شرعي ولا أخلاقي، وهو ما صرّح به في خطاباته وتسجيلاته، الأمر الذي ينطبق عمليا على جحافل من المسلمين في الشرق والغرب، ويبقى أن الذين يسلكون سبيل العنف هم قلة قليلة، وهم كذلك في القضايا العادلة (مع فارق النسبة بالطبع)، بينما يكتفي الآخرون بتأييد القلب واللسان، مع التذكير بحقيقة أن استهداف المدنيين ليس أمرا مقبولا عند القطاع الأكبر من المسلمين.
لقد قلنا وسنظل نقول إن العنف ليس ظاهرة فكرية، وإنما ظاهرة سياسية، أو ذو صلة بقضايا اجتماعية وسياسية، وهو إنما يتوسل الأفكار من أجل دعم ما يفعل، أحيانا بشكل صائب وأحيانا بشكل خاطئ. والأفكار أو الفتاوى كانت دائما وأبدا متوفرة في الكتب، لكن ظروفا موضوعية هي التي تخرجها من الأدراج.
النقطة الثانية التي لا تقل أهمية هي أن هذا التضخيم لظاهرة القاعدة، لاسيَّما خطرها على الولايات المتحدة ودول الغرب (أعني في الداخل) لا يخلو من بُعد سياسي، إذا لم يكن كله كذلك، ودليل ذلك أن شيئاً ذا قيمة وتأثير مهم لم يحدث منذ هجمات سبتمبر، لكن الغرب الذي يشارك في حرب أفغانستان وبعد ذلك العراق يريد أن يبرر لجماهيره استمرار تلك الحرب ومعها الخسائر المالية والبشرية.
من هنا نقول، ليكفّ الغرب عن العدوان على المسلمين، وعندها لن يجد منهم أي أذى، أما أن يواصل عدوانه في أفغانستان والعراق، وقبل ذلك وبعده في فلسطين، فإن العنف سيتواصل، ما كان منه في المكان والزمان الصحيح، وما كان من غير ذلك ضد المدنيين الأبرياء، مع ضرورة أن ينبه عقلاء الأمة دائما إلى أن القضايا العادلة لا ينبغي أن تنصر إلا وفق أساليب تخدم الأمة ودينها ورسالتها ولا تسيء إليها كما تفعل العمليات التي تستهدف الأبرياء الذين لا ذنب لهم في العدوان، بصرف النظر عن ممارسات الطرف الآخر وعدوانه، لأن المسلمين أصحاب رسالة قبل كل شيء. ❍
كاتب أردني (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 17 نوفمبر 2010)
هل انتهى زمن النزعة الإنسانية؟
د.الطيب بوعزة
إن النظر في شروط نشأة النزعة الإنسية وصيرورتها داخل التاريخ الأوروبي يسمح باحتواء كل المسار التطوري للثقافة الأوروبية منذ عصرها الحديث وإلى لحظتها الراهنة، بل والكشف عن مكامن تأزمها وإخفاقها أيضا، فأزمة هذه النزعة في نهاية القرن التاسع عشر مؤشر تاريخي على تأزم المشروع الحداثي ككل، وإرهاص بنقلة جديدة في تمثل الكائن وتأويل الوجود.
بيد أن القول بالانتهاء والأفول قد يثير عند البعض تحفظا إن لم نقل رفضا، ففي حديثه عن النزعة الإنسية وتطورها يقول أحد الباحثين المتخصصين في عصر النهضة الأوروبية جون كلود مارغولين في مقالته « النزعة الإنسية » بموسوعة أونيفرساليس: « من الصعب تحديد لحظة زمنية لانتهاء اتجاه فكري، ونزعة جماعية، ورؤية للعالم ».
لكن رغم الصعوبة التي يتحدث عنها هذا الباحث، ورغم مبرراتها، يمكن القول: إنه عندما يتعلق الأمر بـ « رؤية إلى العالم » فهي من حيث وجودها كنزعة جماعية واتجاه فكري سائد مجتمعيا، نستطيع بواسطة الاستقراء التاريخي ترسيم حدود النشأة والأفول.
وتأسيسا على ذلك نقول إن النزعة الإنسية قد أفلت في اللحظة المعاصرة، وعلامة ذلك الأفول هو ظهور فلسفات ما بعد الحداثة التي نهضت على نقد الكوجيتو والإعلاء من شأن قوى خارج كينونة الذات الإنسانية وشارطة لها سواء كفكر أم شعور أم سلوك. في هذا السياق التاريخي نضع سبب انصراف الفلسفات إلى بناء توجهات إنسية قائمة على تأويل للنصوص المرجعية لفلسفاتهم، ومحاولة استدخال أو استحضار القيم الإنسانية فيها. في هذا الإطار يمكن أن ندرج حرص سارتر على عنونة أحد كتبه بـ « الوجودية نزعة إنسية »، وفي السياق نفسه أيضا يمكن أن ندرج مثلا التوجه الماركسي الذي نادى بماركسية إنسية مع الفيلسوف الفرنسي غارودي، الذي كان في بعض لحظات تطور موقفه الفكري يعبر عن رد فعل على الاستبداد الستاليني. وإذا كان مشروع الأنسنة الماركسي نهض على محاولة تأويل للنصوص المرجعية الماركسية، بقصد الكشف فيها عما يدعم الموقف والقيم الإنسية، فإن هذا المشروع ستعترضه عند محاولة تبرير أطروحته صعوبات عدة، الأمر الذي يعكس بوضوح تعرضه من داخل المدرسة الماركسية لنقد حاد، خاصة من قبل ألتوسير الذي سينظر إلى النزعة الإنسية بوصفها « مجرد إيديولوجيا »، لذا نجده يناهض الاجتهادات التي حاولت أنسنة الرؤية الماركسية، مؤكدا أنها نظرية علمية لا إنسية.
لكن قد يقال: يمكن التمييز بين معنيين اثنين لهذه النزعة: الأول بوصفها دالا مصطلحيا على تيار ثقافي ظهر في لحظة تاريخية غالبا ما تؤطر بين القرنين الرابع عشر والسادس عشر، ومن ثم يجوز الحديث عن الأفول. والمعنى الثاني وهو معنى فلسفي غير مشدود إلى سياق زمني محدد، ومدلوله هو إعطاء قيمة للكائن الإنساني ومناهضة كل أشكال استلابه أو اضطهاده. وبهذا المعنى يمكن الحديث عن الاستمرارية.
بالفعل، إن هذا التمييز يتحول عند بعض مؤرخي الفكر الفلسفي إلى مفهوم منهجي إجرائي يقوم بوظيفة التصنيف، حيث تم بناء عليه التمييز بين نزعتين: نزعة إنسية نهضوية، ونزعة إنسية معاصرة. ويذهب القائلون به إلى أنه تحت هذا التصنيف يبرز تمايز واختلاف، فنزعة عصر النهضة تذهب إلى تحديد الكائن الإنساني بوصفه ذي « طبيعة إنسانية » ثابتة الخصائص والمحددات، بينما تذهب النزعة الإنسية المعاصرة إلى الحديث عن الكائن الإنساني بوصفه كائنا حرا ومشروعا مفتوحا على المستقبل، وتلك هي الدلالة التي تطرح فيها النزعة الإنسية مع الفلسفة الوجودية مثلا. وهذا جلي في موقف سارتر الذي ينزع إلى القول بأن « ليس للإنسان طبيعة ثابتة »، مستدلا بمقولة أولوية الوجود على الماهية.
لكن قد ينبعث هنا أيضا المعترض فيقول: بما أن ثمة تمييزا في النزعة الإنسية بين نزعة نهضوية ونزعة معاصرة، فلماذا تنفي وجود النزعة الإنسية وتقول بأفولها في اللحظة المعاصرة؟
للجواب على هذا الاعتراض أقول:
أولا: عندما نتحدث عن أفول هذه النزعة في الفلسفة المعاصرة، فليس معناه عدم وجود نظريات وأفكار إنسية، إنما نقول بأفولها بالنظر إلى السمت الفلسفي العام المهيمن.
ثم ثانيا: إن طبيعة الطرح الذي قدمه الإنسيون لنزعتهم في اللحظة المعاصرة يحمل في داخله عامل الأفول والزوال، حيث يؤسسونها على موقف معرفي منحرف ليس بإمكانه أصلا أن يكون موقفا « تأسيسيا »، حيث لم يتم وضع الكائن الإنساني في مقابل الشروط والمحددات الثقافية والسياسية التي تهدده، فيعمل على التأسيس النظري والعملي لما يقلل من مفعول هذه المحددات، بل جاوزوه إلى حد وضع هذا الكائن في مقابل الإله. في صيغة مقابلة ضدية صراعية تحيل بإيحاءاتها الفاسدة إلى التقابل الكامن في الأسطورة البروميثيوسية! ونتيجة لهذا التقابل الضدي الصراعي كان لا بد لهذه النزعة أن تذوي وتأفل. ================== tayebbouazza@yahoo.fr (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 17 نوفمبر 2010)
أوروبا وأيرلندا تبحثان خطة إنقاذ
قالت أيرلندا الأربعاء إنها ستتعاون مع بعثة من الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي لتحديد ما إذا كانت تحتاج مساعدة طارئة تجنبها انهيارا محتملا, وتمنع انتقال عدوى الديون إلى دول أوروبية أخرى.
وكان وزراء مالية مجموعة اليورو قد قرروا الليلة الماضية في اجتماع ببروكسل -ينضم إليه اليوم نظراؤهم في دول الاتحاد الأوروبي الأخرى- إرسال بعثة تضم خبراء من المفوضية والبنك المركزي الأوروبيين وصندوق النقد بصورة عاجلة إلى دبلن.
وتبدأ البعثة الخميس محادثات مع حكومة أيرلندا بشأن خطة إنقاذ مالي تساعدها على تجنب انهيار نظامها المصرفي, والتصدي للعجز الكبير في موازنتها المتوقع أن يتجاوز هذا العام 30% من ناتجها الإجمالي المحلي.
واعتُبر إرسال البعثة أوضح مؤشر على أنه لم يعد تقريبا أمام أيرلندا من خيار سوى طلب مساعدة طارئة بعشرات مليارات الدولارات من الاتحاد الأوروبي.
واتخذ القرار بينما تصاعدت التحذيرات من أن مستقبل منطقة اليورو خاصة والاتحاد الأوروبي عامة بات على المحك في ظل الأوضاع المالية المتأزمة لعدد من الدول الأعضاء, وعلى رأسها أيرلندا واليونان والبرتغال.
وكان الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد وافقا الربيع الماضي, بعد مماطلة استمرت شهورا, على منح اليونان قروضا بقيمة 150 مليار دولار مقابل تبني سياسة تقشفية صارمة. ويقدر خبراء أن أيرلندا تحتاج مساعدة مالية ربما تصل إلى مائة مليار دولار.
محادثات حاسمة
وفي تصريحات على هامش الاجتماع الوزاري في بروكسل الليلة الماضية, قال رئيس مجموعة اليورو جان كلود يونكر ووزيرة الاقتصاد الفرنسية كريستين لاغارد إن قرارا بشأن الدعم المالي المحتمل لأيرلندا سيتخذ في غضون أيام.
وتحدثت مصادر في الاتحاد الأوروبي عن اتفاق مبدئي على إطلاق المساعدات لأيرلندا مع انتهاء مشاورات البعثة المشتركة، وهو ما قد يحدث خلال أيام.
وأوضحت أن المعونة لن تقتصر فقط على مساعدة البنوك.
وقال المفوض الأوروبي للشؤون النقدية أولي رين من جهته إن المحادثات يجب أن تركز على البنوك الأيرلندية التي سيطرت دبلن حتى الآن على ثلاثة منها, وتستعد للمزيد بعدما ضخت فيها 61 مليار دولار.
وفي الوقت نفسه, قال وزير المالية الأيرلندي بريان لينهان إن أموال الإنقاذ الأوروبية « آخر » ما تحتاج إليه بلاده. لكنه اعترف في المقابل بأن وضع خطة من هذا القبيل بات أمرا ملحا.
وقال في تصريحات تلفزيونية إن الأمر لا يتعلق بمساعدة مالية الآن وإنما تحديد حجم الأموال التي يمكن توفيرها في حال واجه النظام المصرفي مزيدا من الصعوبات.
وتبدي الحكومة الأيرلندية تحفظا على خطة إنقاذ « مهينة » قد تضعفها أكثر أمام المعارضة التي طالبت مؤخرا رئيس الوزراء بالاستقالة. لكنها تركت الباب مفتوحا لمساعدة بنوكها التي تضررت بشدة من الأزمة المالية العالمية, وانهيار السوق العقارية.
وبدا أن الأوروبيين قرروا التعجيل ببحث خطة لإنقاذ أيرلندا تجنبا لمضاعفات خطيرة في الأسواق مثلما حدث من قبل في حالة اليونان.
وكان الاتحاد الأوروبي قد أقر الربيع الماضي بالاشتراك مع صندوق النقد شبكة أمان مالي بنحو تريليون دولار لمساعدة الدول التي تواجه أزمات مالية, وذلك بعدما أوشكت اليونان على الانهيار تحت وطأة ديون قاربت 400 مليار دولار.
وقد تأثرت الأسواق الأوروبية والعالمية بالمخاوف من تفجر أزمة الديون مجددا في منطقة اليورو, وهو ما انعكس في ارتفاع نسبة الفائدة على السندات الأيرلندية فضلا عن تراجع مؤشرات الأسهم, وهبوط سعر صرف العملة الأوروبية الموحدة إلى 1.35 دولار في تعاملات اليوم.
وضع اليورو
وفي مقابل التحذيرات من احتمال تفكك منطقة اليورو في ظل أزمة الديون الراهنة, اعتبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن هذا التكتل ليس في خطر.
وقالت ميركل في مقابلة مع القناة الأولى في التلفزيون الألماني (إي آر دي) الليلة الماضية « لا أعتقد أن منطقة اليورو معرضة للخطر، لكن لدينا اضطرابات وأوضاع لم أكن أتخيلها قبل عام ونصف ».
وقالت إن الأهم يكمن في تحسين تنسيق السياسات الاقتصادية إلى جانب إجراءات الإنقاذ المقررة.
واعتبرت ميركل أن أيرلندا ليست بحاجة للمساعدة الآن, مشيرة إلى أن شبكة الأمان المالي تسمح بمساعدة أي من الدول الأعضاء المتعثرة.
وكان رئيس الاتحاد الأوروبي فان رومبوي حذر أمس من تعرض العديد من دول الاتحاد للانهيار بسبب أزمة الديون.
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 16 نوفمبر 2010)
اثر اعتقال منسقها في الرياض تمهيدا لترحيله
مصر: الجمعية الوطنية للتغيير تتهم السعودية بالتواطؤ مع اجهزة الامن لقمع المعارضين
2010-11-15
لندن ـ ‘القدس العربي’: اتهم الدكتور عبدالجليل مصطفى، المنسق العام للجمعية الوطنية من أجل التغيير السلطات السعودية بالتواطؤ مع الحكومة المصرية لقمع المواطنين المصريين، اثر اعتقالها المواطن المصري أسامة مشرف ونقله إلى سجن الملز بالسعودية، وهو منسق الجمعية في السعودية.
وأضاف مصطفى أن السلطات السعودية تعاونت مع الحكومة المصرية لقمع المواطنين المصريين وانتهاك حرياتهم وإهدار حقوقهم الفكرية والسياسية، وأن هذا المشهد يشبه إلى حد كبير مشهد ترحيل المصريين الذين أعلنوا تأييدهم للجمعية الوطنية من الكويت مطلع العام الجاري، بينما وصف دور وزارة الخارجية بأنه ‘مخز’ لذلك لم يحاول أعضاؤها الاتصال بالوزارة لمطالبتها بعمل الإجراءات اللازمة.
وأشار إلى أن رسالة الدولة المصرية ومسؤوليتها المباشرة، هي حماية مواطنيها في الداخل والخارج وحفظ حقوقهم، لكن ما يحدث على أرض الواقع هو أن هذه الحكومة، على حد وصفه، تعتدي على المواطنين في الداخل وتنتهك حرياتهم، وبالتالي فهي لا تدافع عنهم في الخارج إذا تعرضوا لأي انتهاكات.
وادانت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان قيام أجهزة الأمن السعودية ظهر السبت الماضي باعتقال المواطن المصري المقيم بالسعودية أسامة مشرف، منسق الجمعية الوطنية للتغيير بالمملكة العربية السعودية، اثناء توجهه من الرياض لمكة لتدشين حملة ‘أنت الحل’ الداعمة لمطالب الإصلاح الديمقراطي في مصر.
وقالت في بيان ان أسامة قد نشر فيديو خاصا به منذ فترة على موقع اليوتيوب الشهير، يحث فيه المواطنين المصريين على عدم الخوف من الأجهزة الأمنية والتحرك لدعم مطالب الإصلاح الديمقراطي والتغيير في مصر، وتوقع أسامة في رسالته التي بثها عبر اليوتيوب أن تكون تلك هي الأخيرة بالنسبة له، لأنه كان يشعر بأن الأجهزة الأمنية ستقوم باعتقاله بعدها وهذا ما تحقق فعلاً، فكان من المفترض أن يشارك في تدشين حملة ‘أنت الحل’ في مكة، ولكن أجهزة الأمن السعودية’ أوقفته واعتقلته أثناء توجهه من الرياض لمكة لتدشين الحملة، وتم نقله مباشرة لسجن الملز، ومن المتوقع أن يخسر عمله في المملكة العربية السعودية ويتم ترحيله إلى مصر بنفس الشكل الذي رحلت به الكويت مجموعة من المواطنين المصريين، على خلفية دعمهم لمطالب الإصلاح الديمقراطي في نيسان/ابريل الماضي..
وأعربت الشبكة العربية عن أسفها الشديد من حدة القمع ضد الحريات العامة في المملكة العربية السعودية، فلم يتوقف الأمر عند تجريم انتقاد الحكومة السعودية ومعارضتها والتضييق على الناشطين السعوديين المطالبين بالإصلاح، مثل سليمان الرشودي وغيره فحسب، وإنما جاءت واقعة اعتقال المواطن المصري أسامة مشرف لتؤكد عداء الحكومة السعودية وقمعها المنهجي لحرية التعبير حتى إن لم يكن الأمر يتعلق بشؤون وحكومة المملكة.
ومن الجدير بالذكر أن الحكومة السعودية قامت في نيسان/ابريل الماضي بحجب موقع ‘الجمعية المصرية للتغيير’ المطالب بالإصلاح في مصر بعد انطلاقه بخمس عشرة ساعة فقط.
وقالت الشبكة العربية ‘ان اعتقال المواطن المصري أسامة مشرف ومن قبله حجب موقع الجمعية الوطنية في السعودية، أمور لا تكشف العداء الشديد الذي تكنه الحكومة السعودية لحرية التعبير فقط، وإنما تؤكد أيضاً استمرار التعاون المثمر بين الحكومات العربية لقمع الحريات العامة والتنكيل بمعارضيها، وهذا ما جعل الوطن العربي أكبر بقعة قمعية متصلة في العالم تقوم فيها الحكومات بمجاملة بعضها البعض على حساب مواطنيها’.
(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 15 نوفمبر 2010)
العاملون الأجانب في سويسرا يحوّلون مليارات الفرنكات إلى بلدانهم الأصلية
بقلم : سايمون برادلي- swissinfo.ch
كشف تقرير جديد أعده البنك الدولي أن المهاجرين الأجانب العاملين في سويسرا بعثوا بحوالي 5 مليارات من الدولارات (4،8 مليار فرنك سويسري) إلى عائلاتهم في العام الماضي. وبالرغم من التراجع المسجل في الإقتصاد العالمي، فإن التحويلات المالية الموجهة إلى البلدان السائرة في طريق النمو تظل مصدرا حيويا للمساندة المالية وللتمويل الخارجي.
دراسة البنك الدولي أدرجت سويسرا في المرتبة الثالثة وراء الولايات المتحدة والعربية السعودية باعتبارها ثالث أكبر بلد على مستوى التحويلات في عام 2009، حيث قام المهاجرون العاملون في سويسرا (بمن فيهم أولئك الذين يعبرون الحدود يوميا من ألمانيا وفرنسا وإيطاليا والنمسا) بتحويل 19،6 مليار دولار إلى بلدانهم.
من هذا المبلغ أرسلت 5 مليارات في شكل تحويلات مالية إلى العائلات لتلبية الإحتياجات اليومية وبقية المصاريف مقابل 4.1 مليار فرنك سنة 2007. في الوقت نفسه، لم تتجاوز الميزانية الإجمالية المخصصة من طرف الحكومة السويسرية لفائدة المساعدات التنموية 2.5 مليار فرنك في عام 2009.
وتشير أحدث الإحصائيات إلى أن حوالي 22% من سكان سويسرا الذين يبلغ تعدادهم 7،8 مليون نسمة أجانب. ويقدم الثلثان من دول الإتحاد الأوروبي وبلدان الرابطة الأوروبية للتبادل التجاري الحر EFTA فيما توجد جاليات معتبرة من دول البلقان وآسيا وأمريكا اللاتينية وافريقيا تضم مهاجرين شرعيين وآخرين سريين.
وتشير التوقعات التي تضمنها التقرير الصادر يوم 9 نوفمبر 2010 عن المؤسسة المالية الدولية بعنوان «حقائق عن الهجرة والتحويلات لعام 2011» إلى أن التحويلات المالية المرسلة إلى البلدان النامية ستبلغ 235 مليار دولار بحلول نهاية العام الجاري وقد تصل إلى 440 مليار دولار على مستوى العالم أجمع.
ونبه التقرير أيضا إلى أن أكبر بلد مستقبل للمهاجرين هو الولايات المتحدة، تليها روسيا ثم ألمانيا وكندا، وعربيا حاءت السعودية في المقدمة. أما البلدان التي تحتل المراتب الأولى في ارتفاع نسبة المهاجرين مقارنة بعدد سكانها فهي قطر (التي يشكل المهاجرون 87 في المائة من المقيمين فيها)، وإمارة موناكو (72 في المائة)، ودولة الإمارات العربية المتحدة (70 في المائة، والكويت (69 في المائة).
ويتكهن خبراء البنك العالمي بارتفاع مطرد في قيمة التحويلات المرسلة من طرف العمال الأجانب إلى البلدان الفقيرة على مدى العامين القادمين، حيث قد تتجاوز 374 مليار دولار، أي ثلاثة أضعاف المساعدات التنموية الموجّهة من البلدان الغنية إلى الخارج. وهو ما يمثل تطورا إيجابيا بعد الإنخفاض المسجل في عام 2009 (بحوالي 5%) حيث لم تتجاوز القيمة الإجمالية للتحويلات 307 مليار دولار.
ظاهرة يتعذر قياسها بدقة
ماتياس ليرش، المتخصص في المسائل الديموغرافية في جامعة جنيف يرى أن المرونة التي اتسم بها حجم التحويلات في الأعوام الأخيرة ليست ظاهرة غير معتادة بالنظر إلى أن العمال المهاجرين لديهم تضامن طبيعي مع عائلاتهم حتى في الأوقات الصعبة. وقال في تصريح لـ swissinfo.ch: « حتى في صورة فقدان المهاجرين لوظائفهم في سويسرا، فإنهم يستمرون بإرسال الأموال لأنهم يعلمون أن الإحتياجات أكثر أهمية في بلدهم الأصلي ».
مع ذلك، وعلى الرغم من هذه الإحصائيات المثيرة للإعجاب، فإن قياس التأثير الفعلي للتحويلات المالية يظل صعبا. ويقول ليرش: « إنها مهمة عسيرة جدا. بدءأ بقياس الحجم الحالي للتحويلات بحكم وجود العديد من الفوارق المنهجية ولأن معظم الحسابات مجرد استقراءات ».
ويقول خبراء إن الحجم الحقيقي للتحويلات قد يصبح أعلى بخمسين في المائة إذا ما تم احتساب التحويلات غير المسجلة (في الإحصائيات) التي تنتقل عبر قنوات رسمية أو غير رسمية. ويُعتقد أن 80% من التحويلات تمر عبر قنوات غير رسمية بين سويسرا ودول البلقان وعادة ما تمر عبر المهاجرين أو الأصدقاء أو المعارف.
التعليم والصحة والسكن
مع ذلك، لا تذهب كل الأموال المُرسلة إلى مسقط الرأس إلى أولئك الذين هم في أشد الحاجة لها. ففي بعض الحالات، تؤدي إلى نشوء حالات تتسم بالتبعية (أو الإعتماد الشديد عليها) وخاصة داخل الدول التي تتميز بمعدلات هجرة عالية في صفوف سكانها. وفي حالات أخرى، لا تستثمر بعض المبالغ كما ينبغي وتضيع في اقتناء بضائع استهلاكية.
ومهما يكن من أمر، يسود الإعتقاد – بشكل أو بآخر – بوجود تأثير إيجابي للتحويلات المالية المنتظمة على تخليص الناس من براثن الفقر، حسب رأي ليرش الذي يشير إلى أن هذه التحويلات « كان لها تأثير كبير على مستويات عيش المسنين في صربيا »، على سبيل المثال.
في المقابل، تلاحظ باربارا أفولتر، العاملة في برنامج يُعنى بالهجرة في الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون، أن الآراء لا زالت – مع ذلك – منقسمة بخصوص التأثيرات التنموية للتحويلات المالية للمهاجرين، وتقول: « كثيرا ما يعتقد البنك الدولي والبنوك الإقليمية أن المهاجرين يُموّلون بالتأكيد مشاريع اقتصادية وبالنسبة لهم فهذه تنمية.. لكن إذا ما دققنا النظر في المسألة نجد أن التحويلات كثيرا ما تستخدم (للإنفاق على) دراسة الأبناء والصحة والسكن… وهي (أمور) تندرج ضمن أهداف الألفية التنموية كما أنها أساسية للتنمية البشرية ».
توجهات متنامية
في سياق متصل، برزت مؤخرا توجهات قد تزيد من الفوائد الناجمة عن التحويلات إلى أقصى حد. فقد تنبهت العديد من البلدان أكثر من قبل إلى دور وقدرات مواطنيها المغتربين وهي تقوم حاليا بدراسة بعض المبادرات من بينها إصدار سندات خاصة بالمهاجرين والسبل الكفيلة بتوريق التحويلات المستقبلية.
إضافة إلى ذلك، تسهم التكنولوجيات الجديدة مثل الهواتف النقالة والمعاملات المصرفية عبر الإنترنت والتنافس المحتدم بين شركات نقل الأموال في جعل المبادلات المالية أكثر يُسرا وأمانا وأقل تكلفة. في المقابل، لا زالت خدمات تحويل الأموال عبر الحدود بواسطة الهواتف النقالة تسير بنسق بطيء.
وتقول السيدة أفولتر: « إن من شأن تخفيض تكلفة التحويلات المالية مساعدة المهاجرين، لكن الأكثر أهمية هو تقليص تكاليف الهجرة ». فقد أظهرت دراسة أجريت مؤخرا حول المهاجرين البنغاليين الذين لا يتوفرون على مهارات عالية الذين اشتغلوا ثلاثة أعوام في الشرق الأوسط أنهم قد احتاجوا لعامين (من الأجور) لتسديد التكاليف المستحقة لوكالات الإنتداب (تذاكر سفر بالطائرة) وديون أخرى.
وتقول المشرفة على البرنامج: « في معظم الأحيان، لا يكاد المبلغ المتبقي في نهاية الشهر كي يرسل إلى البيت يُساوي شيئا »، لذلك فإنه « عندما يُتمكن من إيجاد حلّ لمسألة تكاليف الهجرة هذه، عندها فقط يُمكن الحصول على نتائج بخصوص التحويلات التي يُمكن للعمال المهاجرين إرسالها إلى بلدانهم ».
سايمون برادلي- swissinfo.ch
(نقله من الإنجليزية وعالجه: كمال الضيف)
(المصدر: موقع « سويس انفو » (سويسرا) بتاريخ 31 نوفمبر 2010)