الأربعاء، 16 أغسطس 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2277 du 16.08.2006

 archives : www.tunisnews.net


نهضة نت: علي لعريض يتعرض للإيقاف من جديد قضية الإستيلاء على الحزب الإجتماعي التحرري أمام القضاء يوم 18 سبتمبر 2006 الحـزب الاجتـماعي التحـرري: بــــيان الصحفي الحرّ سليم بوخذير: بيان الشروق: الشارع التونسي: ما يؤخذ بالقوة لا يستردّ الا بالقوة الصباح: ظاهرة في الميزان : «البراكاجات» والعنف جرائم قد يحكم فيها بالاعدام وقد تؤدي مخلفاتها إلى الاكتئاب والانتحار الجزيرة: تراجع نصيب تونس من إجمالي الاستثمارات البينية العربية رشيد خشانة: تشكيل قوة شمال إفريقية لحفظ السلام والإستقرار طالبة تونسية: شهادات عن معاناة المحجبات التونسيات 4/2 محمد الهادي بن مصطفى الزمزمي: هل حقاً المصحف الشريف يُدَنَّس في بلد مسلم؟! محمد العروسي الهاني: رسالة مفتوحة للتاريخ لرئيس الدولة حول عقد القمة العربية المنتظرة التي أكدتم على عقدها صـــابر: إستشارة مبتورة للصباح التونسية فى موضوع العنف !!!؟ الهادي بريك: الحرب العربية الاسرائيلية السادسة : عبر لاولي الالباب رئيسة مركز الدراسات المائية والأمن المائي العربي لـ«الصّباح»: «المنطقة العربية دخلت مرحلة المعاناة الحقيقية بسبب النقص الحاد في الموارد المائية» رويترز: سياسيون ومثقفون عرب: هزيمة إسرائيل صارت ممكنة أخبارنا: حاخام يهودي: اسرائيل أفسدت كل شيء ويجب أن تزول سمير عطاالله: غوليات يفقد صوابه الجزيرة.نت:عرضلكتاب  « امـنـعُـوهُـــمْ »


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).


 لمشاهدة الشريط الإستثنائي الذي أعدته « الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين »  

حول المأساة الفظيعة للمساجين السياسيين وعائلاتهم في تونس، إضغط على الوصلة التالية:

 


 

علي لعريض يتعرض للإيقاف من جديد

 

تم إيقاف السيد علس لعريض الناطق الرسمي السابق بالنيابة لحركة النهضة من قبل عناصر من البوليس السياسي يوم الاثنين 14 أوت من الساعة التاسعة صباحا إلى حدود الساعة الثالثة بعد الظهر.

 

ومند إطلاق سراحه في نوفمبر 2004 يتعرض السيد لعريض للعديد من المضايقات والإيقافات زيادة على حالة المراقبة الإدارية التي يخضع لها وتتمثل في الإمضاء أسبوعيا لدى إدارة البوليس.

 

وفي كل مرة يوقف فيها يعاد عليه نفس الحديث، بأسلوب تهديدي، يتمثل في « اتهامه » بالمشاركة في تحركات المعارضة وخاصة ما تعلق منها بهيئة 18 أكتوبر كما يطلب منه الكف عن هذه الأعمال وإلا فإنه سيعاد إلى السجن.

 

إلا أن هذه المرة تم التركيز على اتصالاته وعلاقته بحركة النهضة !!!

 

(المصدر: موقع نهضة نت بتاريخ 16 أوت 2006 على الساعة 3 و52 صباحا بتوقيت لندن)  

 

قضية الإستيلاء على الحزب الإجتماعي التحرري أمام القضاء يوم 18 سبتمبر 2006

تنظر المحكمة الابتدائية بتونس يوم 18 سبتمبر 2006 مباشرة عند انطلاق السنة القضائية القادمة في ما بات يعرف بقضية الحزب الإجتماعي التحرري و التي تقدم بها عضو المكتب السياسي سامي القيطوني ضد الأمين العام المعين من الهيئة التي تسلطت يوم 15 جويلية على الحزب المنذر ثابت. وقد تضمن موضوع الدعوى:  « حيث وفي خطوة مفاجئة قدم السد منير الباجي الأمين العام السابق للحزب الاجتماعي التحرري الديموقراطي استقالته من رئاسة الحزب بداية من يوم الأربعاء الخامس من شهر جويلية 2006.
و حيث تبعا لذلك انعقد مؤتمر استثنائي بتاريخ 15/7/ 2006 تمخض عنه انتخاب السيد المنذر ثابت أمينا عاما للحزب مع تركيبة جديدة للمكتب السياسي.
و حيث أن أعمال المؤتمر الاستثنائي لم تستند إلى القانون و خرقت بذلك القانون الأساسي و النظام الداخلي للحزب مما يجعلها مستهدفة للإبطال لعدم شرعيتها من ذلك: أولاـ في بطلان انعقاد المؤتمر الاستثنائي للحزب الاجتماعي التحرري:
وحيث أن إجراءات انعقاد المؤتمر كانت باطلة بطلانا مطلقا لخرقها لأحكام الفصلين 15 و 19 من القانون الأساسي للحزب. وحيث نص الفصل 15 من القانون الأساسي للحزب ما يلي: « يتركب المؤتمر من أعضاء المكتب السياسي ومن نواب الخلايا الواقع انتخابهم كيفما ذلك مضبوط بالنظام الداخلي و يجتمع المؤتمر كل خمسة سنوات في شهر أكتوبر باستدعاء يوجه للمؤتمرين قبل الجلسة بخمسة عشر يوما على الأقل بواسطة استدعاء شخصي أو بواسطة الصحافة. » كما اقتضى الفصل 15 من القانون الأساسي للحزب:  » فيما عدى المؤتمر العادي يمكن دعوة مؤتمر خارق للعادة بطلب من رئيس الحزب أو ثلثي أعضاء المكتب السياسي أو بطلب كتابي موجه للرئيس من طرف ثلثي المنخرطين في الحزب » و حيث بمراجعة الفصلين المشار إليهما أعلاه يتضح أن الأجل العادي لانعقاد المؤتمر العادي يجب أن لا يقل عن 15 يوما قبل انعقاده بواسطة استدعاء شخصي أو بواسطة الصحافة. و حيث أن السيد منير الباجي قدم استقالته يوم 5جويلية 2006 و انعقد المؤتمر المطعون في شرعيته في 15 جويلية 2006 مما يجعل إجراءات انعقاده مختلة لمخالفتها شرط أجل الانعقاد و لوجوبية الاستدعاء للمؤتمرين الأمر الذي لم يحصل عند انعقاد المؤتمر المطعون فيه و لعل ما يؤكد عدم شرعية المؤتمر الاستثنائي تصريح الأمين العام الجديد السيد المنذر ثابت اثر انعقاد المؤتمر الوارد بجريدة الصباح بتاريخ 26 جويلية 2006 قوله  » إن هذا المؤتمر شرعي و قانوني نظرا لتفكك المكتب السياسي تدريجيا و استقالة الباجي » و هو ما يطرح الإشكال الثاني المفضي لعدم قانونية وشرعية المؤتمر الاستثنائي: إذا كان المكتب السياسي تفكك تدريجيا أو تم تجميد عضويتهم بما فيهم ممثل الحزب في مجلس النواب جميل السعيدي و أضحى رئيس الحزب مستقيلا فمن هو الذي دعى إلى انعقاد المؤتمر الاستثنائي؟ فضلا عن جملة الإخلالات الجوهرية من ذلك:
>أن باب الترشحات لم يفتح في الآجال القانونية >عدم الإعلان عن مكان و ساعة المؤتمر.
ثانيا : في بطلان استقالة رئيس الحزب السيد منير الباجي:
حيث أن رئيس لحزب هو أولا عضو في المكتب السياسي للحزب مما يوجب عليه عند تقديم الإستقالة إعلام أعضاء المكتب السياسي ووزير الداخلة وذلك بموجب رسالة مضمونة الوصول تطبيقا لأحكام الفصل 14 من القانون الأساسي للحزب و عملا بقاعدة توازي الأشكال القانونية.
وحيث أن المكتب السياسي هو الهيئة العليا التي لها حق قبول الإستقالة أو رفضها.
و حيث خل رئس الحزب المستقيل بالإجراءات القانونية الواجب إتباعها في مثل ظروف الحال مما يتجه القضاء بإبطالها. » وقد تضمنت الدعوى طلب القضاء بإبطال أعمال المؤتمر الاستثنائي للحزب المنعقد بتاريخ 15 جويلية 2006 و الإذن للمكتب السياسي السابق بإدارة أمور الحزب إلى حين انعقاد المؤتمر الخارق للعادة طبق القانون  


الحـزب الاجتـماعي التحـرري صفاقس في 11 أوت 2006 بــــيان  
نحن الممضون أسفله رؤساء الجامعات و ممثلي الجهات لدى الحزب الإجتماعي التحرري، تفجأنا بما صر على أعمدة الصحف من انعقاد مؤتمر للحزب بتاريخ 15 جويلية 2006 دون فتح باب الترشحات في الآجال القانونية و لا الإعلام عن تاريخ و مكان المؤتمر. لذلك نؤكد أن قرارات المؤتمر المزعوم لا تلزمنا و أننا نتمسك بعقد ؤتمر استثنائي ديموقراطي و شفاف طبقا لمقتضيات القانون الأساسي و النظام الداخلي للحزب. الإمضاء :
1.     سامي القيطوني جامعة سليانة 2.     هشام العرفاوي : جامعة بنزرت 3.     محسن الخالدي : جامعة تاجروين 4.     مراد المقري : جامعة الكاف 5.     نزيهة العقربي: منظمة المرأة التحررية 6.     تلهادي السليماني : جامعة قفصة 7.     جميل السعيدي : جامعة تونس2 8.     معز الباجي: جامعة صفاقس2

 

 

 

بـيـان

 

فيما كان ميثاق شرف الصحفي مُلزما لكلّ مباشر للمهنة الإعلامية  بالتحلّي دائما بأخلاقيات النزاهة والنضال من أجل قول الحقيقة و مساندة حق الفرد و المجموعة في حرّية التعبير ، و أيضا بنصرة كلّ زميل يتعرّض لأي ضرر من أي جهة نافذة أو غير نافذة  بسبب آرائه .

 

و فيما كانت أيضا أبسط  أصول الأخوّة في الدم ، تُملي على الأخ أن ينصر أخاه لاسيما إذا كان هذا الأخ إنّما ينال ما ينال من بلاء و تعدّ بسبب قضية حقّ و من أجل قدسيّة أخلاق المهنة .

 

يواصل كمال بوخذير أخي غير الشقيق ( أخي من الأب)  منذ 3 سنوات ممارسات أقلّ ما يقال عنها إنّها طعن صريح لقيم الأخوّة و قرابة الدّم  وإستهانة عالية القدر بأصول و أخلاقيات شرف المهنة الصحفية التي يباشرها .

 

فقد حوّل الأخ « الكريم » علاقة الدّم التي تربطني به إلى باب للتمعّش من سلطات العهد « السعيد » و نيل المراتب و الترقيات و الحصول على المناصب و المكاسب ، على حساب طعني من الخلف .

 

ففي أوّل الأمر إكتفى هذا « الأخ » بمجّرد التبرّأ منّي في كلّ كواليس  مؤتمر موبوء لجمعية موبوءة إسمها جمعية الصحافيين التونسيين في سبتمبر 2004 ، و ذلك أسابيع قليلة بعد تعرّضي لإعتداء أرعن من آل الطرابلسي بسبب إستماتتي في الدفاع عن صدقية خبر صحفي . و وقتها قبلت الأمر من هذا « الأخ  » على مضض ، على أساس أنّني نظرت إلى المسألة من  زاوية أنني لن أخسر شيئا من تبرّئه ذاك ، و أنّه قد يكون  خاف على « خبزته » كصحفي قار في إذاعة صفاقس  من « لعنة » أنه « أخ » لسليم بوخذير .

 

لكن بعد تلك الحادثة تلاحقت  الممارسات التي فاجأتني رغم أنّها لم تحرّك شعرة واحدة في صمودي  في وجه خفافيش الظّلم و الظلام  في هذا البلد ، فبإختصار صار هذا « الأخ » و « الزميل » في آن، واحدا من الكثيرين الذين يهاجمونني في مجالس « جمعية الصحَِْ..آفيين »  لا سيما و أنه عضو قيادي في ما يسمّى باللجان الجهوية لهذه « الجمعية » ، و قد تأكّدت أخيرا ممّا هو ألعن ف »أخي » هذا  صار « صبّابا محترفا » لدى الدوائر الأمنية  و « التجمّعية » بالجهة « عيني عينك »  ينقل أخبار أخيه التي يجمعها من الأقارب  رغم أنّ هذه الأخبار هي ليست أسرارا أصلا و أنا نفسي من رأسي حتى قدمّي ليست لي أسرار أخشى كشفها ، و قد وجد هذا « الأخ » في نفسه من اليسر الشديد الذي جعله ينسى أنّه نجل لمناضل كبير في الحركة الوطنيّة كان يوصينا إلى آخر أيام له في هذه الدّنيا رحمه الله ، أن لا نكون سوى فرسانا أشاوس في  درب نصرة الحقّ و نصرة جدارة تونس بالحرية و الكرامة و العدالة .

 

و من غير المشرّف لي أيضا أنّني إكتشفت أنّ  « أخي » هذا  صار ينال الترقيات تلو الترقيات على حساب زملائه  لمجرّد أنّه « أخ »  لسليم بوخذير يندّد صباحا مساء ب « الأفعال المشينة » له  و يحيك المؤامرات مع دوائر البوليس السياسي من أجل البحث عن قضايا تُركّب ل »أخيه »  ، فأي شرف هذا في ترقيات خاصة جدّا  ل »أخ » في مقابل أن ينال من ذمّة أخيه من الصباح إلى المساء ، بالسيوف قبل الإبر! . .

 

و لم يكف الجماعة هذا فقد زادوه « تشجيعا » على أدواره الرخيصة هذه بأن منحه والي الجهة الموقّر منصبا في « الإدارة القارّة لمهرجان صفاقس الدولي » ، دون حتّى أن ينتبهوا إلى أن القانون نفسه الذي هم واضعوه يمنع جمع موظف عمومي بين مهنتين مختلفتين .

 

و نظرا لكلّ ما سبق ، يشرّفني أنا الصحفي الحرّ سليم بوخذير أن أجد في نفسي من الشّجاعة العالية ما يُتيح لي أن أعلن :

 

       تبرّئي التام من أخوّتي بالمدعو كمال بوخذير من هنا إلى يوم الدّين .

       تبرّئي التامّ من علاقة « الزمالة » مع المذكور، وتبرّئي أيضا من علاقة « الزمالة » بأي ممتهن للمهنة الإعلامية في تونس يمارس التآمر على الحقيقة مع النظام حتى و لو بأضعف الإيمان وهو محاولة إخفائها.

       إقراري بأنّني ليس لي إخوة حقيقيّون ناشطين في سلك الإعلام في تونس غير الإخوة لطفي حجّي و محمد الفوراتي  ولطفي الحيدوري و نزيهة رجيبة وسهام بن سدرين ورشيد خشانة وآخرين يضيق السياق لذكرهم جميعا .

       إستعدادي للتبرؤ مستقبلا من أي طرف في عائلتي يمدّ يد الولاء لهذا الحكم اللعين في  مؤامراته ، حتّى و إن كان  مثلا إبني الصغير أو مهما يكن .

       إقراري للسلطة بأنّ شراءها لذمم أقارب من تعجز على كسر إراداتهم الحرّة  بغرض التآمر عليهم أو البحث عن ثقب لإختراق جار صمودهم ، إنّما هو أسلوب مناسب جيدا لطبيعتها كعصابة ، لكنّه أسلوب فاشل مع ذلك !..

 

اللّهم إنّي قد أبرأت ذمّتي .. اللّهم فأشهد ..

 

الصحفي الحرّ سليم بوخذير

 


ظـــاهـــرة في الميزان

«البراكاجات» والعنف جرائم قد يحكم فيها بالاعدام وقد تؤدي مخلفاتها إلى الاكتئاب والانتحار

تونس ـ الصباح: يعتبر العنف من اخطر الاساليب في التعامل بين البشر لانه يشكل مظهرا من مظاهر الهامشية حيث انه ينزل بمستوى البشر الى الحيوانية التي يحكمها قانون الغاب. وللاسف الشديد نجد اناسا يستعملون العنف في حياتهم اليومية ولا يعرفون اسلوبا آخر للتعامل والتخاطب مع البقية وتختلف اشكال العنف من العنف اللفظي والذي يكون احيانا اشد خطورة من العنف المادي (وهو الشكل الثاني من اشكال العنف).  وهناك عدد من الشباب والمراهقين وحتى المسنين الذين يتباهون بالتلفظ بالكلام البذىء في الشارع دون مراعاة حرمة المجتمع الذي من حقه عليهم احترامه واحترام ضوابطه الاخلاقية، وقد تفنن هؤلاء في ابتكار مصطلحات غريبة ودخيلة ولا يمكن ان تجد لها مكانا في اية لغة من لغات العالم.. فاحيانا تجد نفسك محرجا وانت تسير في الشارع لهول ما تسمع من الكلام البذىء والذي يعد عنفا ازاء المجتمع.   اما الشكل الثاني وهو العنف المادي فقد اتخذته شريحة هامة كوسيلة لتحقيق اهدافها الاجرامية بالاساس واولها :   «البراكاجات»   لقد جسد عدد من المنحرفين اعمال العنف في ارتكاب جرائم متعددة واولها «البراكاجات» وهي الجرائم الاكثر انتشارا وضحاياها كثر ومن الجنسين وابطالها اكثر حيث ان محترفي هذا النوع من الجرائم يباغتون ضحاياهم ويستعملون اسلوب التهديد ضدهم اما بواسطة سلاح ابيض او باستعمال العنف اللفظي لارباك الضحية. واذا ما حاولنا تصنيف ضحايا «البراكاجات» فان العملية تصعب علينا لان المنحرفين ليس لهم مقياس مضبوط لاختيار الضحية والمتضررين من هذه العمليات هم نساء واطفال وشيب وشباب.   وسنأخذ فئة سواق سيارات الاجرة وهم فئة تضررت كثيرا من «البراكاجات» وعلى سبيل الذكر لا الحصر  حادثة وقعت مع سائق سيارة اجرة استوقفه شخصان ليلا ثم طلبا منه ان ينقلهما الى احواز العاصمة ولما وصلا الى مكان خال استل احدهما سكينا فيما خنقه الثاني واخرجاه من سيارته ثم وضعاه في صندوقها الخلفي واغلقاه وتركاه داخل الصندوق دون اية رحمة ثم فتشا السيارة واستوليا على محصوله اليومي. وليست هذه الحادثة الوحيدة وانما هناك عشرات الحوادث المماثلة التي تقع في الطريق العام وضحاياها من مختلف الفئات العمرية والشرائح الاجتماعية التي يصعب حصرها.   العنف الذي يسبق الجريمة ويلحقها   لقد جسد المنحرفون اعمال العنف في شتى جرائمهم وتفننوا في القيام به وكأنهم يتلذذون بتعذيب ضحيتهم قبل النيل منها، وعلى سبيل المثال فالمنحرف قبل ارتكاب جريمة اغتصاب يعذب الفتاة الضحية حتى بعدما يحول وجهتها الى مكان بعيد عن الانظار ويتأكد من انها لن تنجح في مقاومته وقد حدث هذا في جل هذه الجرائم وعلى سبيل الذكر ما حدث مع فتاة بجهة المروج الخامس حول وجهتها مجموعة من الشبان وجردوها من ملابسها قبل اغتصابها وضربوها على مؤخرتها بعصى زيتون.. واخرى شدوا وثاقها واحرقوا جسدها بالسجائر واجبروها على مشاهدة قناة اباحية ثم تداولوا على اغتصابها.   وليست جرائم الاغتصاب وحدها التي يتلذذ فيها المجرم بتعذيب الضحية وممارسة العنف عليها وانما نجد ذلك في جرائم القتل ايضا والتي لا يكتفي الجاني فيها بتعذيب المجني عليه قبل الفتك به وانما يصر على النيل منه حتى بعد الجريمة، مثلما حدث في احدى الجرائم التي جدت بجهة قنال مجردة حيث ان الجاني اغتصب الفتاة الضحية ثم خنقها وبعد ذلك القى بها في القنال.   وهنا يمكن ان نتساءل هل ان الجريمة في حد ذاتها لا تروي غليل المجرم ولا تطفىء ظمأ عطشه للاجرام فيسعى الى اعتماد العنف كوسيلة ناجحة للنيل من الضحية؟ فيبتكر اساليب جديدة للتلذذ بهذه الضحية وفي كل الاحوال فان العنف سواء كان لفظيا او ماديا فانه يبقى شكلا من اشكال التدني الاخلاقي الذي يعمل على هدم المجتمع.   مفيدة القيزاني   (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 16 أوت 2006  )  


الشارع التونسي: ما يؤخذ بالقوة لا يستردّ الا بالقوة

* تونس ـ الشروق : لا زال الشارع التونسي يتابع عن كثب تداعيات العدوان الاسرائيلي على لبنان ومع بداية انسحابه بدأ الضغط النفسي يتلاشى شيئا فشيئا لكن الكل يحلل من موقعه ما جرى وما تحقق الى حد الآن عن طريق أيادي المقاومة وما يمكن ان يحصل مستقبلا.
«الشروق» وتحدّثت الى المواطن التونسي واستمعت الى تحاليله والتفاصيل في الريبورتاج التالي: اعتبر عبد الناصر عبّاس (رجل تعليم) ان ما حققته المقاومة الى حد الآن هوانتصار رفع رؤوس جميع العرب وأعطاهم فرصة جديدة للتفكير في التعامل مع الآخر وذكر ان العرب لابد أن يأخذوا العبرة ويدركوا جيّدا أن ما يؤخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة لأن اسرائيل عندما شنّت العدوان استعملت جميع قواها وأسلحتها العصرية لتدمير البنية التحتية وقتل المدنيين الأبرياء. وأشار الى ان موقف الدول العربية خلال الحرب غير مشرّف وهم لم يظهروا أية شجاعة في مقاومة العدوان. وأضاف ان العدوان بين أيضا بالمكشوف نوايا أمريكا في احتلال العالم عن طريق اسرائيل. وختم بأنه طالما هناك مقاومة تقف في وجه العدو فإن المستقبل بإذن الله سيكون أفضل خاصة لو اتحد العرب وتضامنوا. وعبّر عماد العفريت عن سعادته بالمشاهد التي بثتها القنوات الاخبارية والتي بينت عودة اللبنانيين لإعادة اعمار لبنان. وقال : «ما وصل اليه حزب الله الى حد الآن يعد انتصارا عظيما والدليل ان انسحاب الاسرائيليين كان سريعا الى درجة ان اللبنانيين حين عودتهم لم يجدوا اي جندي اسرائيلي في المكان». وأفاد ان الانتصار استعاد كرامة العرب الذين بدوا ضعفاء خائبي المسعى خلال الحرب ولم يجرؤوا على الوقوف في وجه العدوان رغم المجازر التي قامت بها اسرائيل بالمنطقة. * أمة واحدة
أفاد حسن المزوغي ان الامين العام لحزب الله اعتبر ان انتصار لبنان هو انتصار للأمة، واعتبر ان المقاومة لا يمكن ان تتنازل عن سلاحها مهما كلفّها الامر. وهذه القرارات حسب رأيه هي ان دلت على شيء فإنما تدل على قوة الارادة والايمان التي يتحلى بها عناصر حزب الله والمتمثلة خاصة في التمسك بالارض والوطن والوقوف في وجه اي فرد يريد افتكاكها وهتك عرضها. وذكر ان الامم المتحدة وأمريكا والشرعية الدولية هي هياكل تريد خدمة اسرائيل ولا يمكن الوقوف في وجه ذلك الا بالتوحّد العربي وجعلهم يفهمون اننا قوة لا تقهر بأي حال من الاحوال. وأشار أن العرب يمتلكون الاسلحة التي تجعلهم يتصرّّفون في العالم ويقودونه لاسيما النفط لكنهم يفضّلون الموالاة للآخر والبقاء في حالة تبعية له. واعتبر صالح شاوي ان المقاومة حققت انتصارا آخر كانت حققته في الماضي وكشف انتصارها اليوم ضعف الموقف العربي. ورأى ان اللبنانيين عبّروا ايضا عن عزيمتهم القوية وصمودهم امام مواجهة العدوان ولم تحل المنازل التي دمّرت دونهم ودون تحقيق النصر كما لم يتوانوا عن تقديم أبنائهم كدروع لحماية لبنان من العدوان. ورأى ان المستقبل سيكون افضل والبنيان التي دمّرت سيعاد بناؤها من جديد عن طريق عناصر عديدة ولبنان سيعيش مثالا للدولة التي صمدت حتى النصر ورأى محمد صالح ان الحكومة اللبنانية اليوم بين المطرقة والسندان حيث تحتوي القرارات التي اتخذها مجلس الامن بندا يحتوي على ضرورة نزع سلاح حزب الله. ويخشى ان يتم تصفية المقاومة واحدا تلو الآخر في حالة رفض تسليم السلاح. وأشار الى ان القوى لم تكن متوازنة في الحرب حيث اعتمدت اسرائيل أسلحة فتّاكة وبيّنت أنها تمتلك أسلحة تعتمد على آخر التكنولوجيات الحديثة وهذا مخيف بالنسبة للعرب ويجعلهم يقفون وقفة تأمل للتفكير في هذا العدو والاستفاقة من غيبوبتهم. * نزيهة بوسعيدي (المصدر: جريدة الشروق التونسية الصادرة يوم 16 أوت 2006  )


 

تراجع نصيب تونس من إجمالي الاستثمارات البينية العربية

تراجع نصيب تونس من إجمالي الاستثمارات البينية العربية إلى 0.5% عام 2005 مقابل 0.7% في 2004. وأفاد تقرير للمؤسسة العربية لضمان الاستثمار نشر اليوم الأربعاء بأن تونس تمكّنت خلال العام الماضي من استقطاب 200 مليون دولار فقط من إٍجمالي حجم الاستثمارات العربية البينية. كما أوضح أن حجم الاستثمارات البينية العربية بلغ العام الماضي 38 مليار دولار، مقابل 5.9 مليارات دولار فقط عام 2004. وعزا هذا الارتفاع الملحوظ في حجم الاستثمارات العربية إٍلى ما وصفه بالطفرة التي شهدتها الأسواق المالية العربية وخاصة الخليجية منها بسبب ارتفاع أسعار النفط، والتّوجه العربي العام للاستثمار في المنطقة العربية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول. ووفقا للتقرير فإن السعودية استأثرت بنسبة 75% من إٍجمالي هذه الاستثمارات، أي 28.79 مليار دولار، بينما استقطب السودان الذي اٍحتل المرتبة الثانية 6.2% من هذه الاستثمارات، أي 2.34 مليار دولار. وفي المقابل، تمكّن لبنان من استقطاب 4.7% من إجمالي حجم الاستثمارات البينية العربية، ليحتل بذلك المرتبة الثالثة، في حين جاءت سورية في المرتبة الرابعة بنسبة 4.4%. المصدر:وكالات (المصدر: الجزيرة بتاريخ 16 أوت 2006)


تشكيل قوة شمال إفريقية لحفظ السلام والإستقرار

رشيد خشانة – تونس

                                  

قرّر وزراء الدفاع في كل من الجزائر ومصر وليبيا وتونس في اجتماع عقدوه في أواخر الشهر الماضي في طرابلس الغرب، تشكيل « قوة عسكرية شمال إفريقية لحفظ السلام والاستقرار« .

 

وإذا كان صاحب المبادرة هو مجلس السلام والأمن في « الإتحاد الإفريقي »، فإن التّـركيز على كون القوة « شمال إفريقية » وليست « مغاربية »، حمل المراقبين على ملاحظة غِـياب بلدين شمال إفريقيين من المبادرة، هما المغرب وموريتانيا اللذين لم يحضر وزيرا دفاعهما الاجتماع.

 

ومعلوم أن البلدان الأربعة الممثلة في اجتماع طرابلس بالإضافة للبلدين الغائبين، أصبحت « شريكا » للحلف الأطلسي في السنوات الأخيرة، وهي تُـجري مع قوّاته مناورات دورية تنضَـمّ إليها إسرائيل، العضو السابع في « الحوار المتوسطي » الذي انطلق منذ منتصف التسعينات بين الحلف وعدد من البلدان المتوسطية.

 

فما هو الهدف من تشكيل قوة حفظ سلام شمال إفريقية؟ وما علاقتها بالحلف الأطلسي وبقوة « يوروفورس »، التي حاولت بلدان أوروبا الغربية تشكيلها في التسعينات؟

 

لم يُكشف النقاب عن أي تفاصيل حول طبيعة القوة العسكرية المزمَـع تكوينها ولا عدد أفرادها أو مقرّها أو قيادتها. فعدا بيان صحفي شديد الاقتضاب، ما زال الغموض يلفُّ هذه المبادرة.

 

غير أن مصدرا حسن الإطلاع أكّـد لسويس انفو، أنها أتت استجابة لقرارات القمة الإفريقية الأخيرة التي شدّدت على ضرورة تكوين قوات حفظ سلام مؤلّـفة من بلدان القارّة بمناسبة مناقشة الوضع في دارفور وارتفاع الأصوات المطالبة بتدخل عسكري لوضع حدّ لمضاعفات الأزمة وإنهاء المعارك هناك.

 

وفي هذا السياق، كان نائب وزيرة الخارجية الأمريكية روبرت زوليك قام بجولة في عواصم إفريقية، من بينها عواصم مغاربية في الربيع الماضي (قبل الاستقالة من منصبه)، وحثّـها على المشاركة في القوات الدولية التي كانت واشنطن تبذل قُـصارى جهودها لإرسالها إلى دارفور.

 

ومما يؤكّـد ارتباط قرار تشكيل القوة الجديدة بالخيارات المطروحة في دارفور، أن البيان المـُعلن عن تشكيلها أشار إلى كونها « ستُـتيح للقارة الإفريقية تعزيز قُـدرتها على الاضطلاع بمهمّـات حفظ الأمن والسلام والاستقرار« .

 

وطالما أن السودان والصومال هما البلدان الأكثر حاجة للأمن والاستقرار في القارة، فالأرجح أنهما المقصودان بتكوين هذه القوة. ومن المهم التّـذكير هنا بأن خلافا فرنسيا – أمريكيا حادّا اندلع في الاجتماع غير الرسمي لوزراء خارجية البلدان الأعضاء في الحلف الأطلسي في العاصمة الليتوانية، فيلنيوس في أبريل الماضي، عندما اقترحت واشنطن إرسال قوات من الحلف إلى السودان.

 

وساندت ألمانيا على أيام الثنائي شرودر – فيشر الموقف الفرنسي مُـعتبرة أنه من السابق لأوانه الحديث عن دور للحلف في إحلال الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط أو السودان، بمعنى أنها اعترضت على الوجود العسكري المباشر للحلف في المنطقة، إلا أن هذا الموقف بدأ يتغيّـر في ظل حكومة ميركل، المتصالحة مع واشنطن.

 

تغييب موريتانيا والمغرب

 

لكن لا شيء يُفسّـر غياب (أو تغييب) المغرب وموريتانيا من تلك الخطوة التي تُعتَـبر الأولى من نوعها في المنطقة. ورجّـح محللون أن القوة المشتركة ستُـؤلّـف من وحدات عاملة في جيوش البلدان المعنية، غير أنها ستبقى في بلدانها وتشترك في مناورات دورية مع بعضها البعض لتدريبها على العمل معا.

 

وتختلف القوة الشمال إفريقية المحتمل تشكيلها عن إطار التنسيق العسكري بين وزراء دفاع مجموعة 5 زائد 5، الذي عقَـدوا اجتماعهم الأخير في الجزائر يوم 8 ديسمبر 2005. ويضم مسار 5 زائد 5 عشرة بلدان عربية وأوروبية مُـطلّـة على الحوض الغربي للمتوسط، من بينها فرنسا وإسبانيا وإيطاليا، غير أنه اقتصر حتى الآن على درس آفاق تكثيف التعاون في المجالات الأمنية والعسكرية، انسجاما مع الأولوية التي تمنحها البلدان الأعضاء لمكافحة الإرهاب والهجرة السرية.

 

كذلك، ركّـز الاجتماع السنوي الأخير على قضايا تتّـصل بالتنسيق في مراقبة السُّـفن التي تعبُـر المتوسط، بما في ذلك إخضاعها للتفتيش، بالإضافة لزيادة إحكام أمن الطّـيران لمُـجابهة مَـخاطر نقل أسلحة أو أشخاص مشتبه بهم، لكن لم يتم حتى الآن بحث تشكيل قوّة عسكرية مُـشتركة تشمل بلدان الحوض الغربي للمتوسط.

 

غير أن الموضوع سيُطرح بالتأكيد على بِـساط البحث خلال الاجتماع الذي سيَـعقده وزراء دفاع مجموعة 5 زائد 5 في أواخر العام الجاري في باريس، ويسبق لقاءهم اجتماعٌ لقادة الجيوش في سبتمبر المقبل.

 

وكانت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشيل إليو ماري كشفت عن الاجتماعين في ردّها على سؤال لسويس انفو، في مؤتمر صحفي عقدته في ختام زيارة رسمية إلى تونس في أواخر يونيو الماضي. غير أن الفرنسيين يركِّـزون على التعاون العسكري والإستخباراتي مع بلدان الضفة الجنوبية للمتوسط في « مكافحة الإرهاب » أساسا، ولا يفكّـرون، على ما يبدو، في تشكيل قوات مشتركة لحفظ السلام.

 

كما أن القوة الشمال إفريقية مُتمايِـزة من حيث الانتماء الجُـغرافي عن إطار الحلف الأطلسي الذي تتعاون معه رسميا أربعة بلدان مغاربية مشاركة في « الحوار المتوسطي » (المغرب والجزائر وتونس وموريتانيا)، الذي انطلق عام 1994، بالإضافة إلى مصر والأردن.

 

وتعزّز هذا التعاون بعد تواتُـر تقارير استخباراتية أفادت أن المغرب العربي بات أحد المعابِر الرئيسية لعناصر الجماعات العنيفة نحو أوروبا تحت ستار الهجرة السرية. وبدافع من تلك المخاوف، أجرت قوات أمريكية وأطلسية مُـناورات مُـشتركة مع قوات تسعة بلدان مغاربية وإفريقية أواسط يونيو من العام الماضي، استمرت عشرة أيام وخُصِّـَصت للتدرَب على مكافحة « جماعات إرهابية »، بمشاركة وحدات من المغرب والجزائر وتونس وموريتانيا والنيجر ومالي والسينغال وتشاد ونيجيريا، بقيادة الجنرال هولي سيلكمان، قائد القوات الأمريكية في أوروبا.

 

واعتمد قرار إجراء المناورات على تقارير، صنَّـفت منطقة جنوب الصحراء على أنها « بؤرة رئيسية للجماعات الإرهابية في إفريقيا ». وعلى هذه الخلفية، أتى الاجتماع المُـشترك الذي عقده وزراء الدفاع في الحلف الأطلسي مع نظرائهم في البلدان المتوسطية السبعة (بما فيها إسرائيل) في صقلية أواخر فبراير الماضي ليضع الإطار النهائي للشراكة بين الجانبين، انطلاقا من الشعور بأن « الخطر الإرهابي » تحرّك من شرق إفريقيا، حيث تعرّضت السفارتان الأمريكيتان في نيروبي ودار السلام لتفجيرين ضخمين عام 1998 إلى غرب القارة، وتحديدا جنوب الصحراء.

 

ففي السنوات الأخيرة، أثمر التّـعاون بين الحِـلف من جهة، والبلدان المغاربية والإفريقية من جهة ثانية، عمليات استخباراتية وعسكرية ناجحة، أبرزُها تفكيك شبكة كانت تخطِّـط، طِـبقا لمصادر أمريكية، لعمليات في مضيق جبل طارق عام 2002، وضبط الرجل الثاني في « الجماعة الإسلامية للدّعوة والقتال » الجزائرية عبد الرزاق البارا، الذي اعتُـقل في تشاد عام 2004.

 

مظلة رامسفيلد

 

وكرّس الاجتماع المُـشترك الأول بين وزراء دفاع البلدان الأطلسية ونُـظرائهم في البلدان السبعة المشاركة في « الحوار المتوسطي » توسعة المظلة الأمنية الأطلسية، لتشمل بلدان الضفّـة الجنوبية للمتوسط عدا ليبيا.

 

وشدّد وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد خلال جولة مغاربية في وقت سابق من العام الجاري، شملت كلا من الجزائر وتونس والمغرب على ضرورة تطوير التعاون العسكري على النِّـطاق الإقليمي، معبِّـرا عن مخاوفه من احتمال وجود نشاط لجماعات مسلحة في الصحراء، بيد أنه لم يتعرض لمسألة تشكيل قوة مغاربية لحفظ السلام.

 

كذلك، لم يتم التطرق لهذه المسألة على الأرجُـح خلال الزيارتين اللتين أدّاهما الصيف الماضي، جاب دي هوب شيفر، الأمين العام للحلف الأطلسي، لكل من الجزائر وتونس، وهما عُـضوان بارزان في مبادرة « الحوار المتوسطي » وقوة حفظ السلام الشمال إفريقية في الآن نفسه.

 

وكيفما كانت صيغة تلك القوة وقيادتها ونوعية مهامِّـها، فإن تشكيلها سيكون مُـرتبِـطا ارتباطا وثيقا بـ « الخِـبرات » التي عرضها الحلف الأطلسي على البلدان المعنية، إذ سبق أن اقترح عليها عشرين مجالا للتعاون، من ضمنها تأهيل القوات المسلّـحة وإصلاح المنظومات الدفاعية ومعاودة هيكلة أجهزة المخابرات العسكرية والقيام بمناورات مشتركة ومكافحة الكوارث الطبيعية.

 

ما يؤكّـد هذا الاحتمال، هو أن لِـجانا مؤلّـفة من خُـبراء أمنيين في الحلف والبلدان المتوسطية، باشرت اجتماعات مشتركة منذ مطلع العام الجاري للبحث في « آليات تعزيز التنسيق في مكافحة الإرهاب »، ومع ذلك، يبقى السؤال الجوهري الآتي عالقا: إذا كان الأطلسي سيمنح « الخِـبرة الفنية » لقوة حفظ السلام، فإلى أي مدى سيكون مؤثرا في اختيار المهمّـات التي ستكلَّـف بتنفيذها؟

 

(المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 16 أوت 2006)


 
بسم الله الرحمان الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شهادات عن معاناة المحجبات التونسيات 4/2 هذا نزر قليل من حقائق مؤلمة

 
 ألا لعنة الله عليهم أجمعين ..كأنهم يتلقون أوامرهم من شيطان واحد , لعنهم الله هم وأذنابهم من الخونة أعداء الملة و الدين والوطن   أكتب هذه الكلمات بحرقة بالغة ولوعة تأكل فؤادى وأتمنى أن يسمعنى كل من له غيرة على الإسلام وبناته ونسائه وأن لا يكتفى بالتنديد والإستنكار بل ذخرنا أن يتجاوز الفعل إلى إجراءات ترفع الغبن القاتل على المحجبات فى تونس  سأتحدث عما حدث في الكلية التى أدرس بها , فقد مُنعنا من الدخول بالقوة , فاعتصمنا أمام الكلية وقد كنا مجموعة بسيطة ممن تمسكن بحجابهن و دينهن أما البقية الباقية فقد إستسلمت مرغمة أمام التهديدات والتوعدات , ولكن للسائل أن يسأل : هل أدى إعتصامنا لنتيجة؟؟ هل تحركت في قلوبهم ذرة خوف من الله تعالى؟؟ لا والله !!! فما زادهم ذلك إلا إصرارا و تعنتا , فقد طبع الله على قلوبهم عليهم لعنة الله ..عليهم لعنة الله .. عليهم لعنة الله لقد كانت النتيجة المرة أن خلعت بعض المعتصمات حجابهن و قفزت بعضهن من سور الكلية وكأنهن لصوص أو مجرمات … لقد بات الحجاب عند أعداء الإسلام فى تونس أخطر من السلاح النووي فجره الله في وجوههم ووجوه من خلفهم   ولم أجد من بدّ إلا أن أترك الدراسة و قد كنت من المتفوقات , فقد كنت ضمن الثلاثة الأوائل في دفعتي تركت مقاعد الكلية كرها لما يفعل بالاسلام من إنتهاكات    كرها لهذا الصمت الرهيييييييييب الذي يلتزم به شعبنا كرها للجبن كرها لكل من يبيعون دينهم مقابل دراهم معدودة تركتهم و الدماء تغلي في عروقي كرها وحقدا ولو بقيت لانفجرت ودمرتهم جميعا ,  فأنا و أمثالي كالقنبلة الموقوتة في وجوه أعداء الله إن وجدت من يجيد إستعمالها ولكن أين هم هؤلاء؟؟؟ إين النصير؟؟؟ إن الحال في تونس في حاجة الى وقفة , وقفة رجال أشداء أمام أعداء دين الله تعالى.. رجال يبيعون أنفسهم لله عز وجل  الإمضاء:طالبة تونسية تركت مقاعد الكلية بسبب منعها من إرتداء الخمار نقلها الحبيب مباركى : سويسرا e-mail:mbarkiha@yahoo.fr  

هل حقاً المصحف الشريف يُدَنَّس في بلد مسلم؟!

محمد الهادي بن مصطفى الزمزمي صار معلوماً لدى القاصي والداني خبر الحرب التي تشنّها الحكومة التونسية على الإسلام ومقدّساته؛ فمن قانون المساجد إلى خطة تجفيف منابع الدين مروراً بالمنشور (108) القاضي بـ «تحريم الخمار، ولباس النساء الشرعي»، إلى تدنيس المصحف الشريف! أي والله! فيما روي عن تعمّد الضابط مدير سجن برج الرومي ـ الواقع بمحافظة بنزرت ـ الاعتـداء بالعنف على أحد السجناء كما أخذ المصحف الـشريف وضرب به السجين، وأثناء الضرب سقط المصحفُ من يده على الأرض، فركله وداسه برجليه، وهو ما أثار حفيـظة السـجين المذكور واستنكاره. ولقد شَهدتْ بهذه الواقعة بيانات فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسـان بمدينـة (بنزرت)، ومما جاء فيها: «وبلغ لعلم الرابطة أنه كان من نتيجة ذلك تعرّض ذلك السجـين لاعـتداء جديد من طرف المدير نفسـه وأعـوانه الذي ـ زيادة على الاعـتـداء الجـسدي ـ عاقبه مدير السجن بوضعه في السيلون ـ زنـزانـة انفـراديـة ـ ومـنع عائلته مـن زيارته». وقـد قدّم أهالي السجين المذكور شكوى ممّا جرى عليه من تعذيب وتدنيس المصحف إلى فرع الرابطة الوطنية لحقوق الإنسان بمدينة (بنزرت)، كما أبلغ بذلك نقيب الهيئة التونسية للصحافيين. ولما شاع خبر تدنيس المصحف واستنكرت الهيئـتان المذكـورتـان وغيـرهما من الهيـئات الجـريمـة، سارعت الحكومة إلى تكذيب خبر الواقعة متعهدةً بإجراء تحقـيق في الواقعة، وهو ما ينمّ عن تناقض في الموقف؛ إذ كيف يعـقل أن تنفي الحكومة وقوع الحادثة مع التعهد بالتحقـيق فـيها؟! وقـد ردّت الرابطـة على نفـي الحكـومة بتأكيد حصول الواقعة بما لديها من وثائق وبيانات. وإزاء إصـرار الرابـطـة قامـت الحكـومـة باعتـال رئيـس فرع الرابطة بـ (بنزرت)، وإحالته إلى التحقيق بتهمة نشر أخبار زائـفة من شأنها تعكير صفو النظام العام، وإهانة موظف عمومي! وما جرى بسجن برج الرومي جرى مثله وأضعاف أضعافه في سجون أخرى؛ ولولا خشية الإطالة لسردنا عشرات الوقائع! ولكن حسبنا هذه الواقعة بل الفاجعة التي حصلت في سجن «الهوارب» بالقيروان! فقد روى أحد السجناء: «أنه كان بهذا السجن رفقة ما يقارب سبعين سجيناً من شباب النهضة التونسية، وكان من جملة الإجراءات الصارمة التي اتخذتها إدارة الســجن ضــدّنا أن: حـرّمت عليـنا مسـك المصـاحـف أو قراءة القرآن تحريماً قاطعاً! وفي صباح يوم من الأيّام أجمعنا أمرنا ـ نحن المساجين الإسلاميين ـ على مطالبة إدارة السجن بردّ مصاحف القرآن التي جرت مصادرتها منّا وحجزها عنّا. حضر مدير السجن إلينا ـ حين بلغه طلبنا ـ وسألنا في حنق وغضب متلفّظاً بعبارات الكفر والفحش والبذاء: – آش بيكم يا أولاد…! آش تحبّوا…؟ آش طالبين…؟ فأجابه مساعده: – هاهم طالبين المصاحف؛ ليقرؤوا القرآن. فالتفت المدير إلينا، وردّ على الفور قائلاًَ: – «نعم…! لحظة…! توا تجيكم المصاحف»! راح المدير، وتركنا متلهّفين لاستقبال مصاحف القرآن لهفة الظمآن لقطرة ماء. مضت بضع دقائق، عاد إثرها ومن ورائه فرقة من أفراد الطلائع السجنية مدجّجين بالعصيّ والهراوات! و للتوّ جرّدونا تماماً من أثوابنا، وأمرونا بالجري في ساحة السجن في شكل طابور دائري، طوّقونا وطفقوا بنا ضرباً مبرّحاً حتى أسقطونا أرضاً، وقد أنهكنا الجري والتعب والأذى والألم، وأمرنا المساعد بالجثيّ على ركبنا الدامية! ولّى المدير وتركنا ونحن على تلك الحال حفاة عراة، ثمّ عاد ومعه أحد الأعوان يحمل بين يديه مجموعة من المصاحف الشريفة. وبأمر من المدير ألقى العون المذكور بالمصاحف على الأرض! وطرحها بساحة السّجن! ثمّ صاح المدير في وجوهنا قائلاً: ـ «هاهي المصاحف اللي طلبتوها…» وأخذ يمشي عليها! ويدوسها بنعليه! في صلف وكبرياء وعنجهية واعتداء! متلفظاً بشتم الدين! والاعتداء على العقيدة! هزّنا ذلك المشهد هزّاً عنيفاً، واعتصر الحزن قلوبنا؛ فما قدرنا على فعل شيء ندفع به ذلك الاعتداء الأثيم على كتاب ربّنا؛ وما إن صاح الطاغية بنا للالتحاق بعنابرنا مهدّداً ومتوعّداً لنا بمزيد من العذاب والنكال والانتقام إن نحن طالبنا بمصاحفنا مرة أخرى؛ حتى عدنا وقد انفـجـرت منّا العـيون تهـمل بالدّمـوع باكية على الحال الذي آلَ إليه القرآن في تونس بلاد الإسلام»! ليس من قبيل المصادفة أن يتكرّر هذا الصنيع الشنيع المتمثل في تدنيس المصحف الشريف في السجون التونسية؛ فما هو إذن بحادث عرضي ولا تصرف فردي منعزل؛ فقد تكررت هذه الجناية الفظيعة النكراء من أعوان البوليس والحراس في مختلف السجون والمعتقلات؛ وهو ما يميط اللثام عن سلوك لدى الحكومة وأعوانها في انتهاك الحرمات وتدنيس المقدّسات. إنه سلوك متعمَّد يأتي في سياق حرب شاملة تشنّها الحكومة التونسية بكافّة دوائرها وأجهزتها ومؤسّساتها على الدين الإسلامي ومقدَّساته. إن ركل المصحف الشريف لهو جريمة عظمى تكاد السماوات يتفطّرن منها وتنشقّ الأرض وتخرّ الجبال هدّا! فكيف يرضى مسلم أن يُدنَّس أقدسُ مقدّساته؟! أو كيف يغضي عن منتهكي أعظم حرمات ربّه؟! إن الجناية على كتاب الله جناية على أمّة الإسلام بأسرها! فعلى هذه الأمّة إذن واجب النصرة ! {وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحجّ:40]. (المصدر: مجلة البيان، العدد 226 لشهر جويلية 2006) الرابط: http://www.albayan-magazine.com/bayan-227/bayan-28.htm  


بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين تونس في 15/08/2006 بقلم محمد العروسي الهاني مناضل دستوري : كاتب عام جمعية الوفاء للمحافظة على التراث البورقيبي  

 
الرسالة الثامنة

رسالة مفتوحة للتاريخ لرئيس الدولة حول عقد القمة العربية المنتظرة التي أكدتم على عقدها

على بركة الله و  عونه و توفيقه و بألهام منه و عناية ربانية يسعني أن أبعث إليكم بواسطة موقع الأنترنات تونس نيوز هذه الرسالة رقم 8  بعد أن وجهت إلى سيادتكم في المدة المتراوحة من 26 ديسمبر 2005 عدد 7 رسائل هامة على النحو التالي 26 ديسمبر 2005 رسالة مفتوحة حول دعم هياكل التجمع الدستوري الديمقراطي و مزيد الديمقراطية داخل هياكله.. 2 رسالة يوم 9 فيفري 2006 حول حرية الرأي و التعبير و تطوير الإعلام في بلادنا.. 3 رسالة 15 جوان 2006 حول ذكرى تونسة الإدارة الجهوية لسلك الولاة و المعتمدين و مزيد العناية بهذا السلك ماديا و معنويا…
4 رسالة رابعة يوم 19 جوان 2006 حول التذكير بالرسالة الصادرة يوم 13 جوان 2005 حول طلب الحصول على التأشيرة القانونية لجمعية الوفاء للمحافظة على تراث الزعيم الحبيب بورقيبة و رموز الحركة الوطنية.
5 رسالة مفتوحة يوم 10 جويلية 2006 حول وضعية دار العمل و السجاب و إحالة 167 صحافي و فني و عون إداري على التقاعد المبكر بخلفيات و تصفيات و نوايا..
6 رسالة مفتوحة يوم 19 جويلية حول أحياء عيد الجمهوية و إقترحات عملية هامة
7 و رسالة مفتوحة يوم 26 جويلية 2006 بعد مرور 7 أشهر حول موضوع نشاط جمعية الوفاء و رسالتها و كانت رسالة صريحة للغاية و ديمقراطية و شاملة و ضافية و فيها حقائق كبرى و توضيحات و جرأة و شجاعة بحب مفعم لتونس و للشعب
سيادة الرئيس
نوّجه إلى سيادتكم هذه الرسالة الثامنة المفتوحة : حول مبادرتكم بضرورة

عقد القمة العربية لقادتنا الأفاضل للنظر في وضع دولة لبنان و العمل على تعميرها

حقا أنها مبادرة هامة و هادفة و جاءت في وقتها أو تعتبر متأخرة ..و قد كنت بادرت شخصيا يوم 4 أوت 2006 بتقديم إقترحات جريئة لعقد القمة العربية و تم نشرها بموقع الأنترنات تونس نيوز كما أردفتها برسالة أخرى نشرتها يوم 10 أوت الجاري و أكدت على ضرورة

عقد القمة العربية حسب مبادرة المملكة العربية السعودية و لكن لم تتم في وقتها

سيادة الرئيس
نرجو لمبادرتكم النجاح و التوفيق و التألق  و نرجو أنّ يسفر على القمة قرارات هامة تعزز الجانب العربي و ترفع معنوياتهم عربيا و إقليميا و دوليا. مع ضرورة التعريف لمفهومهم الإرهاب كلمة حق التي أريد بها باطل و إستعملها الغرب ضد العرب و المسلمين نتمنى أن نحدد مفهوم الإرهاب للغرب و أنّ المقاومة الشرعية ليست إرهابا كما يدعون

و حركة حماس و حكومتها هي شرعية و المقاومة شرعية

 و المقاومة في لبنان لحزب الله هي مقاومة شرعية وطنية إسلامية عززت مكانة أمتنا العربية و الإسلامية و علينا دعمها قولا و عملا دون خوف من امريكا و نصدع في القمة العربية بهذا الرأي الصريح و في إعتقادي أنّ لا نجاح للقمة العربية إلا إذا تضامن القادة و توحدوا و قرروا بالإجماع أنّ المقاومة الفلسطينية و البنانية و العراقية شرعية و دعمها واجب و طني من طرف كل القادة العرب.
هذه رسالتنا إلى سيادتكم لتبليغها بصراحة لقادتنا لنحمي أوطاننا و اعراضنا و شرفنا و الله ولي التوفيق.
قال الله تعالى : و لله العزة و لرسوله و المؤمنين صدق الله العظيم

إنّ من شروط نجاح القمة العربية و حدة الكلمة ووحدة الموقف و إتخاذ القرارات التالية…

أولا أمام تصعيد اللهجة و التهديد من طرف الكيان الصهيوني و حكومة إسرائيل الحالية قرار قطع العلاقات حالا من طرف كل الدول التي لها علاقات مع الدولة العبرية بالإجماع و شجاعة…
ثانيا إزاء تصعيد لهجة التهديد و الوعيد على لسان الرئيس بوش ضد المسلمين و الأمة العربية من المحيط إلى الخليج و إعلانه الصريح بنعت المسلمين بالفاشيين ينبغي إتخاذ قرار تاريخي جماعي بقطع و منع تزويد أمريكا و حليفتها بريطانيا بالنفط العربي كما حصل سنة 1973 في عهد الملك المصلح المرحوم فيصل آل سعود رحمه الله و عمالاقة السياسة في تلك الفترة و في طليعتهم

الزعيم الحبيب بورقيبة الصوت الذي يزعزع العالم العربي و يخشاه

ثالثا :  التصدي لمخططات العدو الصهيوني و من يقف إلى جانبه لمحاولة

نزع سلاح حزب الله حلم لن يتحقق لهم

و العمل على إصدار قرار جماعي بالتصدي بكل قوة و صرامة و شجاعة لمنع كل من يحاول نزع سلاح حزب الله بالقوة و إعتبار ذلك شأن داخلي لبناني يأتي في وقته حالما يصبح الجيش اللبناني يملك القوة و العتاد و الثقة في الدفاع و التصدي للعدو و كما قال الشيخ حسن نصر الله حرفيا هذا الكلام حتى لا نغتر بمحاولات العدو و هدفه نزع سلاح حزب الله وحتى يخلو الجو و يصول و يجول و هذا مخطتهم و سعيهم و هدفهم و مؤامرتهم
رابعا : إصدار قرار جماعي بتكوين حلف عسكري عربي ينص على أنّ كل إعتداء على دولة عربية ذات سيادة مستقلة  يجب التضامن معها و الدفاع إلى جانبها بكل الوسائل.
خامسا : إصدار لائحة سياسية قوية تمجّد و تنوّه ببطولة رجال حزب الله و مواقف الشعب اللبناني الصامد البطل و المتضامن في السراء و الضراء مع حزب الله
سادسا : العمل على توحيد الإعلام العربي و التركيز مستقبلا على فضح أساليب و دعاية العدو و التصدي لمحاولات التضليل و التعتيم الإعلامي الصهيوني و توضيح خطة الإعلام ووظيفته.
سابعا : إتخاذ قرار جماعي لمنع كل السلع و البضاعة الصهيونية و عدم إدخالها لأي قطر من الأقطار العربية بما في ذلك الكوكا كولا و منع الدعاية لها و الإشهار لبيعها في بلداننا بهذه القرارات تحترمنا الغرب و يقرأ لنا ألف حساب و ألف قوة و ألف رجولة اما مسألة التعمير و البناء، فإنّ حزب الله تكفل بها و تعهد بإنجاز 15 ألف وحدة سكنية في ظرف سنة كما وعد بإسكان النازحين لمدة عام مجانا ريثما ينجز المساكن لأصحابها و قد تطوع 100 مهندس مجانا للعمل لتعمير لبنان بروح وطنية عالية إذا القمة مهمتها تجسيم المقترحات الواردة في المقال أما التعمير فله رجال اساوش عاهدوا الله و عاهد و الوطن و عاهدوا الشعب اللبناني قال تعالى من المؤمنين رجال صدقوا ماعهدو الله عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا. صدق الله العظيم ملاحظة هامة : المقاومة تنتهي عندما يرحل المحتل من فلسطين و لبنان و العراق وأفغانستان و الجولان و ينتهي التهديد و الوعيد و الظلم و التسلّط. قال الله تعالى :  وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة و من رباط الخيل ترهبون به عدوا الله و عدوكم. صدق الله العظيم          محمد العروسي الهاني         كاتب عام جمعية الوفاء و مناظل دستوري للمحافظة على التراث البورقيبي

بسم الله الرحمان الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

إستشارة مبتورة للصباح التونسية فى موضوع العنف !!!؟

 

أكد الأستاذ أنيس بن ميم المحامى الذى إستشارته جريدة الصباح التونسية فى موضوع العنف أن مجرد التهديد بإستعمال العنف له عقوبة فى القانون, مأكدا حرمة الجسد التى يضمنها الدستور التونسى وجميع المواثيق الدولية الحامية لحقوق الانسان(والتى لم يراعى فيها النظام التونسى بقيادة الجنرال بن على إلا ولا ذمة) , وأن أي اعتداء يسلط على جسد الانسان يعاقب عليه القانون التونسى نفسه, وأن عقوبة أقل درجات العنف وهو العنف الذى يصطلح عليه القانون بالعنف المجرد وهو فى حكم المخالفة بما يعنى أنه لا يخلف أثرا بدنيا لدى الضحية,هى السجن مدة خمسة عشر يوما وخطية مالية قدرها  4800مليم تونسى طبقا لمقتضيات الفصل 319 من المجلة الجزائية التونسية , وقد قدم رأي القانون فى تصنيف درجات العنف وهىالعنف المجرد,العنف الشديد,العاهات ,العنف في الجنايات والتهديد بالعنف. وطبقا لما نص عليه الفصل 218 في فقرته الاولى من المجلة الجزائية التونسية فإن العنف الشديد الذى يخلف أثرا على جسد الضحية مثل الجروح تكون عقوبته سنة سجنا وخطية بألف دينار تونسى وفى حالة ما إذا كان هذا العنف مبيتا من قبل الجانى فإن العقوبة ترتفع الى ثلاثة أضعافها, أي 3 سنوات سجنا و3 آلاف دينار تونسى خطية , أما إذا خلف العنف المرتكب عاهة مثل قطعه لعضو من بدن الضحية أو جزءا منه أو تشويها بالوجه أو أحدث عجزا مستمرا لا يتجاوز 20% فإن العقوبة الجزائية التى ينص عليها الفصل 219 من المجلة الجزائية هى  5 سنوات سجنا, أما إذا كان العنف المرتكب جنائيا فعقوبتة قد تصل إلى السجن المأبد فى حال موت الضحية بحسب الفقرة الثالثة من الفصل221 من المجلة الجنائية

 

يقع النظام التونسى برآسة الجنرال بن على تحت طائلة كل هذه العقوبات الجزائية والجنائية , فهو الذى مارس كل أنواع هذا العنف وأشد منه والذى تحول إلى ممارسة للتعذيب البدنى والنفسى الممنهج ضد الرجال والنساء وحتى الأحداث والذى يعد ضحاياه اليوم بالآلاف فمنهم من قضى نحبه نحسبهم شهداء ولا نزكي على الله أحدا ومنهم من لا يزال يعانى من آثار هذا العنف الأعمى (التعذيب) من عاهات وآثار بدنية ونفسية بلغت ببعض الضحايا إلى الجنون فعلا أو الوقوف على شفا جرفه السحيق , وكان أحرى بالمستشير(جريدة الصباح التونسية) والمستشار(الأستاذ أنيس بن ميم) أن يتناولا فى الإستشارة حكم القانون التونسى فى ممارسة العنف الرسمى (التعذيب) الذى إكتوى بناره ولا يزال تونسيون وتونسيات كثر, ذنبهم أنهم لم يكونوا جزءا من النظام وإختاروا أن يكونوا معارضيه , وتأتي هذه الإستشارة على أهميتها مبتورة فعلا خاصة وأنها لم تتطرق إلى الجزء الأهم من موضوع العنف فى تونس اليوم وهو العنف الرسمى أي عنف النظام(الدولة) تجاه المواطنين التونسيين ,فإذا كان القانون ولا ريب يجرم عنف الأفراد فهو أيضا يجرم عنف النظام الذى إختار بوعي وبسبق إصرار وترصد إستعمال العنف تجاه مواطنين تونسيين حرمة أجسادهم يكفلها الدستور التونسى والمواثيق الدولية الحامية لحقوق الإنسان ناهيك عن الشرائع السماوية والتى ضربت بها الدكتاتورية عرض الحائط …ولكن على ما يبدوا فأن أشد المتفائلين من ضحايا العنف الرسمى (التعذيب) من التونسيين والتونسيات سينتظرون كثيرا كي تقدم الصباح التونسية إستشارة قانونية فى موضوع التعذيب , على أن هذه الإستشارات كانت قد صدرت فعلا من قانونيين فى الداخل والخارج لم ينتظروا إشارة رسمية كي يتجرؤوا بها على رؤوس الأشهاد

 

تحية طيبة…والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

صـــابر : سويســـرا  

 

—————————————–

فى ما يلى الإستشارة التى وردت فى الصباح

  

رأي القانون

التهديد بالعنف جنحة يعاقب عليها بالسجن والخطية

 

اتصلت «الصباح» بالاستاذ انيس بن ميم المحامي وسألته رأيه في هذه المسألة فقال: اعتبارا لحرمة الجسد التي يضمنها الدستور وجميع المواثيق الدولية الحامية لحقوق الانسان فان اي اعتداء يسلط على جسد الانسان يعاقب عليه القانون ويختلف حجم العقاب باختلاف حجم العنف المسلط على الضحية وباختلاف الاثار التي يخلفها على جسم الضحية وقد توسع المشرع في التجريم حتى وان اكتفى الجاني بالتهديد بالاعتداء دون ان يفضي ذلك الى اعتداء فعلي، ويشدد المشرع في العقاب اكثر اذا ما كان العنف سابقا او لاحقا لجريمة اخرى بغاية تسهيل الجاني باعتدائه في ارتكاب جريمة او اخفائها او الفرار من تبعاتها.

ويختلف التكييف القانوني للعنف بحسب الحالة وبحسب اثاره على المعتدي عليه.

 

1 ـ العنف المجرد:

 

يصنف العنف بين الخفيف والشديد ويعتمد الاثر الذي يتركه العنف على جسد الضحية معيارا للتفرقة، فاذا لم يخلف الاعتداء اثرا بائنا او اثرا دائما فانه يكيف قانونا من قبيل المخالفة ويعاقب مرتكبها بالسجن مدة 15 يوما وبخطية مالية قدرها 4800 مليم طبقا لمقتضيات الفصل 319 من المجلة الجزائية

 

2 ـ العنف الشديد:

 

اذا ما ترك العنف المسلط اثرا على الضحية يصبح العقاب سنة سجنا وخطية بالف دينار وتتمثل الاثار في الجروح وغيرها وهذا ما نص عليه الفصل 218 في فقرته الاولى من المجلة الجزائية.

اما اذا ما كان المعتدى عليه خلفا او زوجا للمعتدي يرفع العقاب الى الضعف اي سنتين سجنا والفي دينار خطية، غير ان اسقاط العقاب من الوالد او الوالدة او زوجة المعتدي يوقف التتبع الجزائي او المحكمة وحتى تنفيذ العقاب.

اما في الحالة التي يكون فيها العنف مسبوقا باضمار فان العقاب يرتفع الى 3 اعوام و3 الاف دينار خطية كما ان الفصل 218 في فقرته الخامسة ينص على عقاب كل من يحاول الاعتداء بالعنف.

 

العاهات:

 

ينص الفصل 219 من المجلة الجزائية على عقاب كل من ارتكب عنفا وخلف ذلك العنف قطعا لعضو من البدن او جزء منه او تشويها بالوجه او عجز  مستمر لا  يتجاوز 20% مدة 5 سنوات سجنا.

 

العنف في الجنايات:

 

يصبح العنف الشديد جناية ويصل العقاب فيه الى السجن بقية العمر بحسب ارتفاع اثار العنف، فاذا ما خلف الاعتداء سقوطا مستمرا او عجزا تتجاوز نسبته 20% يصبح العقاب 6 سنوات وتضاعف المدة اذا كان المعتدي ابنا للمتضرر.

الحالة الثانية اذا ما صير الاعتداء المعتدى عليه مجنونا او خصيا يعاقب المعتدي بـ 20 سنة سجنا واما اذا ما نتج عن العنف موت الضحية فان العقاب المستوجب حسب الفصل 221 من المجلة الجزائية الفقرة الثالثة هو السجن بقية العمر ويخفض الى 20 عاما اذا ما كان بدون قصد القتل.

التهديد بالعنف:

في خصوص التهديد بالعنف فهو  جنحة حسب التكييف القانوني والعقاب المستوجب من 6 اشهر الى 5 سنوات وخطية مالية بين 200 دينار  والفي دينار اما اذا ما هدد شخص غيره بسلاح دون استعماله فانه يعاقب على ذلك بالسجن مدة عام واحد وخطية قدرها 120 دينارا.

العنف السابق او اللاحق لجريمة اخرى:

في هذه الحالة يعتبر العنف السابق او اللاحق لجريمة اخرى جناية يستوجب العقاب بالسجن  ويصل الى حدود الاعدام، ويصنف العقاب حسب الجرائم ففي خصوص العنف السابق او اللاحق للسرقة فان عقاب مرتكبه يصل الى 20 سنة سجنا.

بالنسبة للاغتصاب باستعمال العنف فان عقاب مرتكبه يصل الي الاعدام طبق الفصل 227 من المجلة الجزائية وفي خصوص العنف السابق لجريمة الفاحشة فان مرتكبها يعاقب بالسجن المؤبد طبق الفصل 228 من المجلة الجزائية. 

 

 مفيدة 


الحرب العربية الاسرائيلية السادسة : عبر لاولي الالباب

  الحلقة الثانية  

 

شرطان لانتصار كل قضية : الوضوح والعدالة

يسيء بعضنا الربط بين أكبر تحديين تواجههما الامة العربية الاسلامية اليوم : المقاومة على تخوم المركز لطرد المحتل والجهاد بالكلمة لطرد المستبد داخليا . سوء الربط ينبع دون شك من سوء ترتيب الاولويات ضمن قائمة التحديات . ولكن ما يعنينا هنا هو : البحث عن مظاهر سوء الربط بين أكبر تحديين . المظهر الاول هو : إستخدام ذات سلاح المقاومة ـ أي السلاح العسكري ـ لتغيير موازين القوى داخليا لصالح الحريات . المظهر الثاني هو : إستجلاب فتاوى إبن تيمية لسحبها على واقعنا المعاصر وهي فتاوى تكاد تساوي في المسؤولية بين التتار وبين رموز الحكم الاسلامي القائم يومها . المظهر الثالث هو : الزج بما بقي من مواطن تأب ضد الخضوع الكامل على عزته في أتون الانسحاق تحت أقدام الاحتلال الصهيوأمريكي . كثيرا ما ينقصنا البعد التمييزي بين الاشياء والامور ولعل أخطر آفة تواجه العقل ـ كل عقل ـ هي الاجمال في مقام التفصيل والتفصيل في مقام الاجمال . يستبد بنا السرور والبهجة كلما سجلت المقاومة إنتصارات على الجبهة الخارجية ـ وحق لنا أن نفرح بنصر الله سبحانه ـ لكن سرعان ما يتحول ذلك السرور إلى غم وهم بمجرد تحويل البصر إلى المعركة السياسية الداخلية : معركة الحريات . نزعم بداية ـ لفرط طغيان العقلية المثالية ـ بإنحدار المعركة إلى هاوية العجز . في تلك اللحظة بالذات نصاب بما يشبه الانفصام دون شعور منا فننخرط في اليأس بوجهيه : إدارة الشأن الشخصي في عزوف تام عن أمر تلك المعركة أو الانخراط في تلك المعركة بذات وسائل وأدبيات معركة المقاومة . حقيق علينا أن نسأل هذا السؤال : لم تلتهب الدنيا في كل معركة مقاومة تعاطفا ومناصرة بينما نظل تطرق على حديد معركة الحريات الداخلية عقودا فلا يكاد يتغير شيء أو يشعر بك أحد ؟ الجواب في تقديري ليس ممتنعا بقدر ما هو ليس بسيطا . ولكن ما يهمنا في صددنا هذا هو البحث عن العوامل المباشرة التي تجيش الشعوب من أقصى الارض إلى أدناها لصالح قضية المقاومة في حين لا تكاد تعثر على نصير داخلي أو خارجي في معركة الحريات الداخلية عدا موظفي المنظمات الحقوقية التي لا تكاد تسلم هي الاخرى من التوظيفات السياسية السيئة دوليا .

وضوح كل قضية يجيش لفائفها الداخلية :

كثيرا ما يقع المفكرون والمصلحون في خطإ تقديري وذلك عندما يتعاملون مع عامة الناس ـ وأغلب سكان المعمورة من العامة ـ بذات التحليل الفكري الذي يتناولونه في مكاتبهم . ليس مطلوبا منهم ـ لفرط عدم إمكان ذلك ـ التخلص من رواسب حياتهم اليومية ولكن المطلوب منهم إعتماد وسائط دعوية تبشيرية بينهم وبين عامة الناس تماما كما تصنع المصانع التحويلية التي تحتاج إلى المادة الخام أولا ثم إلى صناعتها وتحويلها ثم إلى تسويقها وترويجها . كثيرا ـ تبعا لذلك ـ ما يعتقد أولئك المفكرون والمصلحون بأن ذات ما يفكرون فيه ويتوصلون إليه من تحاليل ونتائج هو بالضرورة ما يلدغ الناس من حولهم وليس ذلك صحيحا حتى لو كان أولئك الملدوغون أشد معاناة منهم وذلك بسبب عدم الارتباط الالي بين منطقة المعاناة ومنطقة الشعور وفضلا عن ذلك فإن المعجزة التي يجب أن يبحث عنها أولئك المصلحون هي : تحريك الارادة. خذ إليك مثلا معركة الحريات الداخلية . تلسع بنارها على مدى عقود طويلة مريرة مئات الملايين من أبناء الامة العربية الاسلامية ولو على إختلاف في الدرجات ولكن ذلك لا يفضي آليا إلى إنشاء حركة مواجهة . السبب الاكبر في ذلك : عدم وضوح مسارات تلك الحركة . لن أزال مشدودا دوما إلى المنهاج النبوي في تقديم القضية إلى الناس ودفعهم إلى تبنيها والتضحية من أجلها . ليس هنا مجال التفصيل ولكن أقول بما يكاد يفي بحق ما نحن بصدده بأن ذلك المنهاج يعتمد أولا وقبل كل شيء على عنصر الوضوح . الوضوح دوما يقتضي بالضرورة حسن تحرير لصفة الحال بكلمات صغيرة قصيرة مفهومة كما يقتضي بالضرورة توخي الخطاب الذي يجعل الناس يتبنون القضية لفرط شعورهم بأنها قضيتهم التي كانوا عنها غافلين ومن شأن ذلك الخطاب أن يلامس آلام الناس ويدغدغ آمالاهم كما يقتضي ذلك بالضرورة تقديم أنموذج تضحية عملية يشهدها الناس ليقيسوا عليها . تلك هي بعض جوانب الوضوح المطلوبة لضمان الشرط الاول من شروط نجاح كل قضية . هل يعني ذلك أن معركة الحريات الداخلية غير واضحة ؟ . الجواب بالايجاب والنفي معا. هي واضحة في أذهان المصلحين وحتى عند أولئك فهو وضوح مبدئي ولكنه منقوص سيما في مراحل إنجاز تلك المعركة في الاماد المنظورة على الاقل . أما الوضوح في مناهج إنجازها فهو يتردد بين النصاعة والقتامة بين عشية وضحاها فلا يكاد يستقر على خيط ناظم . أما في أذهان الناس ـ عامة الناس ـ فهي كثيرا ما تكون غير واضحة . إذ لاينكر أحد أن موروثنا الفقهي في هذه الزاوية مازال يتصرف على أساس قريب من إنبساط الخلافة الاسلامية الاخيرة كما لا ينكر أحد أن سلسلة من الخيانات السابقة في حركات إصلاحية سابقة زهدت الناس في فكرة الاصلاح والتغيير وعوامل أخرى كثيرة تثير غبارا أسود في وجه تلك المعركة . الخلاصة هنا هي : إنهماك حركة الاصلاح الداخلي في معركة الحريات في العمل الميداني اليومي حزبيا وسياسيا وإجرائيا مع إهمال شبه تام ـ بل تام ـ لتحرير المادة الفكرية سندا للتغيير فإذا تم ذلك التحرير فإنه عادة ما يكون نخبويا وبذا ينفصل الاصلاح عن أهله ولك أن تتصور وضع عربة إنفصلت عن مقودها . مقتضى ذلك : عادة ما لاينخرط الانسان سوى في قضية آمن بها والايمان بالشيء منشؤه : وضوح الرسالة التي يصدرها ذلك الشيء أما جهاز الاستقبال لتلك الرسالة فهو على العموم يتميز بالصفاء عند أغلب الناس .

عدالة كل قضية يجيش لفائفها الخارجية :

إذا كان الوضوح مطلوبا ـ أول مطلوب ـ لاهل الموالاة في كل قضية فإن عدالتها مطلوبة لمن يفترض فيهم إتخاذ مواقف سلبية منها . صحيح أن الاهتمام بكل قضية هو مفتاح لتأججها إذا توفرت شروط أخرى داخلية خاصة تمكن من حسن ترشيد مسيرتها . ولكن مجرد الاهتمام ليس كافيا بل قد ينقلب إتجاه ذلك الاهتمام أو يتعايش معه الناس كمن يتعايش مع مرض مزمن عقودا طويلة . يجب أن نميز منذ البداية بين شرطي : الوضوح والعدالة . قد تكون القضية واضحة ولكنها ليست عادلة . أهم ميزة هنا هي : شرط العدالة توفره اللفائف داخلية أو خارجية . العدالة لكل قضية شهادة يمنحها الاخر وبقدر ما يكون ذلك الاخر بعيدا تكون شهادته أجدر وأولى . العدالة لا يسوقها أصحاب القضية إلا قليلا إذ حتى بالترسانة الاعلامية الهادرة سرعان ما يكتشف الناس عدالة قضية مقموعة أو جور أخرى تنعم بالاضواء الخضر في كل إتجاه. منبع عدالة كل قضية ليس الدين ولا اللغة ولكنها ببساطة شديدة : الفطرة البشرية التي فطر الله الناس عليها . كثيرا ما نظلم الناس ـ من غير المسلمين ـ حين نحكم على فطرتهم وحواسهم وغرائزهم بالحكم الديني الشرعي . عندما نفعل ذلك لا يجوز لنا أن نزعم أننا نرفع لواء كرامة الانسان فوق أرض لا تقيم وزنا لكرامة الانسان . بم تفسر إنتشار غير المسلمين في مشارق الارض ومغاربها زرافات منداحة تنتصر للمقاومة الاخيرة في لبنان ومن قبلها في فلسطين؟ إذا كان الدين هو من يمنح للقضية عدالتها لكان الحجاج إبن يوسف الثقفي صاحب أعدل قضية وهو يذبح بمديته المجاهد سعيد إبن جبير . الدين لغتنا الداخلية الخاصة بنا . أما الاقناع بعدالة قضيتنا ـ المقاومة مثلا أو الحريات الداخلية أو غير ذلك ـ فإن سبيله هي البحث عن المشترك مع الانسان وهو غير يسير وذلك هو بعض مدلول قوله عليه الصلاة والسلام  » الناس سواسية كأسنان المشط « . هم سواسية في الشعور الفطري بحكم وحدانية المصدرية الخلقية والرسالية والمصيرية كما أكد الوحي الكريم ذلك بصحيحه وصريحه . تتطلب عدالة كل قضية أمورا منها : الثبات والتضحية على دربها وكذا إستخدام اللسان والكلمة والقلم وسائر وسائل التعبير السلمية وغير ذلك . ولكن كل تلك المؤثرات ليست سوى محسنات ومسوقات لا تخدم عدالة القضية بشكل مباشر. ملاحظة أخرى مهمة جدا هنا وهي : أن الجمع بين عدالة القضية وبين الثبات عليها وتحمل التضحيات صبرا إيجابيا دون خزي أو إستكانة .. كثيرا ما يورط الخصم في حماقات تسرع من وتيرة إقتناع الناس بعدالة القضية التي يحاربها ذلك الخصم . بل لك أن تقول بكل إطمئنان وثقة بأن أكثر القضايا عدالة لا ينطلق الناس يرفعون لواء عدالتها بتعاطف عجيب إلا حين يتورط الخصم في حماقات لا يتحملها الضمير الانساني العام . ليس الدين هو من جلب ذلك ولكن الامر الذي أسس عليه الوحي الدين أي الفطرة . لك أن تقول بإطمئان وثقة إذن بأن مفتاح نجاح كل قضية هو حسن الطرق على الوتر الفطري المناسب . هل يعني ذلك أن معركة الحريات الداخلية غير عادلة ؟ إذا إنطلقنا من كون صك العدالة يمنحه الناس من حول تلك القضية وليس من أسس تلك القضية حتى مع ثباته وصبره وحلمه .. فإن تلك المعركة عادلة في أصلها ـ عدلا بالقوة بتعبير الفلاسفة ـ ولكنها غير عادلة بالفعل . وضوح كل قضية قضية نظرية لا تتطلب سيما في البداية نموذجا جاهزا للاتباع . أما عدالتها فتتطلب بالضرورة ذلك النموذج . فالعدالة لكل قضية هي إذن قضية عملية تغذيها عوامل كثيرة تجعل الناس من حولها يندفعون مؤيدين وذلك مكسب عظيم مازال بعضنا يهون منه أو يزهد فيه. وبالخلاصة إذن فإن نجاح معركة المقاومة دوما يعزى إلى عوامل كثيرة لعل أهمها : وضوح فكرتها وهدفها وعدالة تأثيرها في الناس وذلك على الرغم من أن كل الرياح من كل صوب وحدب وفي كل إتجاه تسير بسرعة عاتية في الاتجاه المعاكس لها . تلك نقطة لن ينساها الناس الذين يراكمون في ذاكراتهم كما نراكم نحن تماما حتى لو بدا لنا الامر غريبا بسبب كونهم ليسوا أصحاب القضية . وبالخلاصة أيضا فإنه ينبغي على المصلحين إدارة معركة الحريات الداخلية على مقتضى الوضوح والعدالة أيضا لضمان قدر من النجاح . وما نزهد فيه نحن اليوم لكسب عدالة تلك القضية الداخلية هو : إستخدام الاثير العابر المتسلل إلى الناس في خدورهم إستمالة لقلوبهم لصالح قضيتنا تلك . وكذا : بناء سفارات دعوية وقنصليات سياسية وممثليات فكرية ومنتديات خدمية لذات المقصد . ينبع عجزنا ذاك من : بطء تحول طريقة تفكيرنا بما تقتضيه التحولات السياسية بسرعة البرق نحو التحرر وبما تقتضيه الثورات الاعلامية بسرعة الضوء نحو خرق أسوار الخصوصيات . في كلمة : إذا كان يراد بنا بالعولمة شرا فإن الاقدار ـ إذا أحسنا فقهها ـ أرادت بنا ـ وبكل المستضعفين ـ بذات العولمة خيرا . وإلى لقاء تال أستحفظكم من لا تضيع ودائعه ودائعه .
الهادي بريك ـ ألمانيا
 

 
رئيسة مركز الدراسات المائية والأمن المائي العربي لـ«الصّباح»:

«المنطقة العربية دخلت مرحلة المعاناة الحقيقية بسبب النقص الحاد في الموارد المائية»

أجرى الحوار: نجيب اللوز تونس ـ الصباح: أقامت بيننا منذ أيام السيدة شهرة قصيعة عمران رئيسة مركز الدراسات والأمن المائي العربي التابعة للأمانة العامة لجامعة الدول العربية ومقره العاصمة السورية، وقد استغلت «الصباح» هذه الفرصة لإجراء حديث معها للتعرف على واقع المياه بالمنطقة العربية والاشكاليات المطروحة المتمثلة بالخصوص في النقص الحاد للموارد المائية والاجراءات المتخذة لرسم استراتيجية مائية في المستقبل القريب. نقص حاد في بداية هذا اللقاء ذكرت السيدة شهيرة أن المنطقة العربية تعاني بالفعل من نقص حاد في الموارد المائية ودخلت مرحلة المعاناة الحقيقية، فرغم أن مساحة الوطني العربي تمثل حوالي 10% من مساحة اليابسة ويمثل سكانه ما يقارب 5% من مجموع سكان العالم، لكنه يستحوذ على أقل من 0.5% من موارد العالم المائية العذبة المتجددة نظرا لسيادة المناخ الجاف وشبه الجاف على ما يقارب 82.2% من مساحته. ونظرا لارتفاع معدلات النمو السكاني التي تصل الى ما بين 2.5 و3.5 والتي تعد من اعلى معدلات النمو السكاني في العالم فقد انخفض متوسط نصيب الفرد في الوطن العربي من الموارد المائية العذبة من 3800م3 للفرد في سنوات الخمسينات الى 1014م3 للفرد في سنة 2000 وتقع حاليا اكثر من 70% من الدول العربية تحت مستوى حد الفقر المائي الذي يقدر بـ1000م3/فرد حتى لو استخدمت كل دولة كل ما هو متاح في مصاردها المائية. ونظرا لتفاقم الأزمة بادرت جامعة الدول العربية الى جعل قضية المياه بندا ثابتا في جدول اعمال مجلس الجامعة منذ الدورة 91 من عام 1992 للتوصل الى استراتيجية عربية بشأن الموارد المائية وتعالج الجامعة العربية الموضوع المائي حاليا في إطار الأمن الغذائي العربي. كما أن هناك ارتباطا بين الأمن المائي وطبيعة الموقع الاستراتيجي للوطن العربي ولذلك تكتسب المياه أهمية استراتيجية الى جانب أهميتها الاقتصادية والاجتماعية، فمعظم الدول العربية تواجه تحديات خارجية نظرا لموقعها الجغرافي ووجود ما يقارب 65% من الموارد المائية تأتيه من مجار مائية دولية مشتركة مع دول الجوار مما يجعل الدول العربية وتطور اقتصادياتها مرهونا بعلاقاتها مع دول الجوار التي تنبع منها المياه العربية. سيطرة اسرائيل كما أن بعض الدول العربية تواجه تحديا يتمثل في استمرار سيطرة اسرائيل على المصادر المائية العربية وتطلعها للسيطرة على المزيد منها وذلك في مواجهة الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن. لذلك اصبحت التحديات ومخاطر نقص المياه تفرض وضع سياسات مائية سليمة لأغراض ادارة شؤون المياه في اطار استراتيجية قومية للمياه تجسد الاهداف الاجتماعية والاقتصادية والبيئية للوطن العربي وقمات الجامعة العربية بانشاء العديد من المنظمات والمجالس المتخصصة التي تعنى بالشأن المائي كليا أو جزئيا لمواجهة هذه التحديات. كما اتخذ مجلس جامعة الدول العربية قرارا بتاريخ 15/9/1996 بالموافقة على انشاء مركز الدراسات المائية والأمن المائي العربي الذي يعمل كجهاز متخصص تابع للأمانة العامة لجامعة الدول العربية مقره مدينة دمشق وحددت اهدافه لمتابعة موضوع المياه العربية والمحافظة على الحقوق العربية في المياه وتقديم الدراسات والبحوث الفنية والقانونية في كافة القضايا والمشاكل المتعلقة بالمياه مع الاطراف الاخرى غير الاعضاء في جامعة الدول العربية والعمل على صياغة موقف عربي موحد. مخطط المبادرة لحماية المياه العربية وقد التزم المركز بتنفيذ مخطط المبادرة فيما يتعلق بتحقيق حماية مصادر المياه العربية والمحافظة عليه والعمل على تحقيق الأمن المائي في كافة الدول العربية بالتعاون مع المنظمات التابعة للجامعة العربية واجهزة الأمم المتحدة. ومن أهم البرامج التي قام بها المركز خلال الفترة الاخيرة هي عقد ندوة يومي 24 و25 أفريل 2006 تحت عنوان «مصادرة اسرائيل للمياه العربية» وكان الهدف الرئيسي من عقد هذه الندوة تسليط الاضواء على المياه العربية التي تقوم اسرائيل بمصادرتها واستغلالها سواء المياه التي تسيطر عليها كليا في الاراضي العربية المحتلة أو المياه التي تقوم بنهبها من دول الجوار بشتى الطرق وصياغة موقف عربي موحد بهدف المحافظة على الحقوق العربية في المياه. وتمكن المشاركون في الندوة من وضع التصورات والتوصيات التي من شأنها أن تسهم في الجهود المبذولة من طرف الحكومات العربية وجامعة الدول العربية ومنظماتها المتخصصة لحماية الموارد المائية والمحافظة على الحقوق العربية المشروعة في المياه وكذلك من أجل تفعيل الجهود على المستوى العربي والدولي للتنبيه والتحذير من مخاطر المطامع الاسرائيلية في الثورات المائية العربيـــة. ما هي قضية المياه العربية من جانب آخر حول قضية سرقة المياه العربية تقول السيدة شهرة عمران أن الوفود المشاركة في الندوة عملت على تسليط الأضواء على كافة الاعتداءات الاسرائيلية على المياه العربية، فبالنسبة لسوريا يتمع الجولان السوري المحتل بمردود مائي يعادل 3.7% من المياه التي تسقط فوق سوريا و14% من المخزون المائي السوري اضافة الى تربته الخصبة والغنية. وتقوم اسرائيل حاليا باستغلال من 400 الى 500 مليون متر مكعب سنويا من مياه الجولان مما مكنها منذ احتلالها لهذه الهضبة سنة 1967 من استغلال اكثر من 30 مليار متر مكعب. كما تصادر اسرائيل اكثر من 80% من مياه الاراضي الفلسطينية المحتلة، ففي الوقت الذي يبلغ فيه اجمالي الموارد المائية المتاحة نحو 850 مليون متر مكعب سنويا (600 مليون متر مكعب من الآبار الجوفية بالاضافة الى 250 مليون متر مكعب من الأنهار والمياه السطحية) فإن مجموع ما يحصل عليه السكان الفلسطينيون في الاراضي المحتلة لجميع الاغراض لا يزيد عن 120 مليون متر مكعب وعلى صعيد الاستهلاك الفردي فإن الفرد الاسرائيلي يستهلك نحو 3/4 اضعاف استهلاك المواطن الفلسطيني من المياه الأمر الذي يزيد في حدة الوضع المأساوي للشعب الفلسطيني اضافة الى المخططات الاسرائيلية لمواصلة بناء جدار الفصل العنصري بحيث يتطابق بنسبة 100% من مسار الاحواض وآبار المياه في الضفة الغربية بحيث تقع في الجهة الاسرائيلية. أما بالنسبة للبنان فإن كمية المياه الاجمالية المنسابة نحو فلسطين المحتلة تقدر بحوالي 345.8 مليون متر مكعب في السنة منها جريان مائي سطحي يبلغ حوالي 146 مليون متر مكعب، معظم هذه الكمية تنساب من حوض الحاصباني و60 مليون متر مكعب من نبع الوزاني وعدد كبير من الينابيع الاخرى، اما بالنسبة لكمية المياه الجوفية المنسابة الى اسرائيل فتقدر بحوالي 200 مليون متر مكعب في السنة. الواقع المائي في منطقة الشرق الأوسط وحول الواقع الحالي للوضع المائي في منطقة الشرق الاوسط تقول السيدة شهيرة: مع الأسف انه رغم كل الخطوات التي اتخذتها جامعة الدول العربية والاستراتيجيات التي وضعتها الدول العربية لتنمية الموارد المائية والمحافظة عليها، نقول بصراحة أن ما تم تحقيقه لا يرقى الى الاهداف التي حددتها المؤتمرات الدولية والمبادرة العربية للتنمية المستدامة، فهناك تحديات رئيسية تواجهنا تتمثل في النقص الحاد في موارد المياه وتدهور نوعيتها والاستهلاك غير الرشيد لمصادر الثروة الطبيعية والتزايد السكاني وما يترتب عليه من مشاكــــــل. فلذلك وجب على الدول العربية أن تعطي موضوع تنمية الموارد المائية والمحافظة عليها الأولوية القصوى عند وضع استراتيجياتها الأمنية واعتبار المخزون المائي الجوفي والسطحي مخزونا استراتيجيا، وبذل الجهود العربية المشتركة سياسيا واقتصاديا وعلميا من أجل مواجهة هذه التحديات وتحديد الأولويات في توزيع الموارد المائية وترشيد استثمارها بالاضافة الى تنمية الوعي البيئي لمخاطر التلوث وتأثيره على صحة الانسان، وكذلك الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة في الري وتحلية ومعالجة المياه. أجرى الحوار: نجيب اللوز (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 16 أوت 2006)


سياسيون ومثقفون عرب:

هزيمة إسرائيل صارت ممكنة

القاهرة (رويترز) – رأى سياسيون ودبلوماسيون ومثقفون وفنانون عرب أن هزيمة اسرائيل صارت ممكنة بعد صمود حزب الله اللبناني في قتال استمر معها أكثر من شهر. وتحولت ندوة عقدت في القاهرة بعنوان « الشرق الاوسط الى أين.. مصر والعرب مع لبنان وفلسطين لدحر العدوان » الى احتفالية بمقاومة حزب الله لاسرائيل. وحضر الندوة التي استمرت الى وقت متأخر مساء الثلاثاء أعضاء قياديون في الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم وسفراء دول عربية ودبلوماسي ايراني. وتسببت انتكاسات عديدة للعرب في حروب مع اسرائيل منذ قيامها عام 1948 في اعتقاد بأن جيشها لا يقهر وأن النصر عليها غير ممكن. وعلى ايقاع العود رددت المغنية المصرية فايدة كامل كلمات أغنيات وطنية اشتهرت في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي تحدى اسرائيل والغرب لكن بلاده منيت بهزيمة قاسية أمام الدولة اليهودية عام 1967. وعلى عزف علي شبانة غنت فايدة كامل « وطني حبيبي الوطن الاكبر.. يوم ورا يوم أمجاده بتكبر.. وانتصاراته ماليه حياته.. وطني بيقوى وبيتحرر. » وقال المستشار السابق للرئيس حسني مبارك ورئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشعب مصطفى الفقي « حزب الله أثبت أنه قادر. لذلك فنحن قادرون. نحن قادرون. نحن قادرون. » وأضاف « لاول مرة تدرك اسرائيل أن الشكل التقليدي للحروب الذي تتفوق فيه على الدول العربية لم يعد يجدي… أنا مع كل من ينال من صلف اسرائيل سواء كان عربيا أو أعجميا.. سنيا أو شيعيا. » وتابع « الدنيا تغيرت والشرق الاوسط لم يعد كما كان منذ قرابة الشهر. نحن أمام واقع جديد. » وقالت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس بعد اندلاع القتال في لبنان ان هناك مخاضا لشرق أوسط جديد لكن عربا يقولون الان ان الشرق الاوسط سيكون مختلفا عما تصورته الوزيرة الامريكية لان المعارضة فيه للسياسة الامريكية ستزيد. وصفق الحاضرون طويلا لسفير سوريا في القاهرة يوسف أحمد الذي قال « يجب أن نستثمر (نصر حزب الله على اسرائيل) لنشر ثقافة المقاومة. كانت ثقافة الاستسلام هي التي تعم بشكل كبير. » وصفقوا للممثل المصري حسين فهمي الذي استقال من العمل في المهام الانسانية مع الامم المتحدة احتجاجا على تأخرها في اصدار قرار لوقف اطلاق النار. وقال فهمي « المقاومة اللبنانية مقاومة مشروعة وهم ليسوا ارهابيين. » وقال سفير الجزائر عبد القادر الحجار « جولة حزب الله مع اسرائيل ستغير أطروحات كثيرة وتغير مخاوف كانت لدى بعض القادة وبعض الساسة. المقاومة اللبنانية حاربت (اسرائيل المدعومة من) أمريكا وانتصرت. » وقال سعد الجمال رئيس لجنة الشؤون العربية بمجلس الشعب « تحية للمقاومة اللبنانية التي أدت لدفن المخطط الامريكي في لبنان. » وقالت المحامية اللبنانية ريتا بدر الدين « لبنان كان يدافع عن العرب والقومية العربية. » وقال الدبلوماسي الايراني منصور شيخ عباس « من المستحيل التعايش السلمي مع اسرائيل. » وانتهت الندوة التي دعت اليها منظمة الكتاب الافريقيين والاسيويين الى أن « الشرق الاوسط الجديد تصنعه دول المنطقة بأيديها وبدون أي تدخل خارجي بعد أن سقطت وبغير رجعة المشروعات التآمرية الاسرائيلية الامريكية. » وأضافت توصيات الندوة « على المعتدين أن يعيدوا حساباتهم واذا لم يرعوا فالضربة القادمة ستكون أشد وأعنف وربما تمحو اسرائيل من الوجود. » من عبد الستار حتيتة (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 16 أوت 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)  

 

حاخام يهودي: اسرائيل أفسدت كل شيء ويجب أن تزول

أجرى نيل كافوتو  من محطة فوكس نيوز اليمينية المتطرفة في الولايات المتحدة الامريكية مقابلة لعلها أهم مقابلة تجرى على وجه الأرض هذه الأيام، لأنها سفهت بشكل واضح وبعبارات صريحة تلك الكذبة الشيطانية التي خدعت ذوي النوايا الحسنة حول العالم وأقنعتهم بدعم هذا الشيء الشرير والبغيض الذي يسمي نفسه « الدولة اليهودية« . الحاخام يسرويل ويس  من جماعة اليهود المتحدون ضد الصهيونية يقول لكافوتو وللعالم أن إسرائيل أفسدت كل شيء على الناس جميعاً- اليهود منهم وغير اليهود. نص المقابلة، وفي آخر التقرير رابط يمكن مشاهدتها من خلاله : الحاخام ويس : هذه وجهة نظر متفق عليها عبر المائة سنة الماضية، أي منذ أن قامت الحركة الصهيونية بخلق مفهوم أو فكرة تحويل اليهودية من ديانة روحية إلى شيء مادي ذو هدف قومي للحصول على قطعة أرض، وجميع المراجع قالت أن هذا الأمر يتناقض مع ما تدعو إليه الديانة اليهودية- وهو أمر محرم قطعاً في التوراة لأننا منفيون بأمر من الله. كافوتو: ما المانع إذاً في أن تكون لكم دولة؟ وما المانع في أن يكون لكم بلد تنتمون إليه؟ وما المانع في أن تكون لكم حكومة؟ الحاخام ويس : يجب أن لا تكون لنا دولة، يجب أن نعيش بين جميع الأمم كما ظل يفعل اليهود منذ أكثر من ألفي عام كمواطنين مخلصين يعبدون الله ويتصفون بالرحمة الربانية. وعلى العكس مما يعتقد الناس، هذه الحرب حرب ليست دينية، فقد كنا نعيش بين المجتمعات المسلمة والعربية دون أن تكون هنالك حاجة إلى رقابة منظمات الأمم المتحدة لحقوق الإنسان. كافوتو : دعني أسألك هذا السؤال أيها الحاخام، هل كانت حياة اليهود أفضل قبل قيام دولة إسرائيل اليهودية. الحاخام ويس : نعم كانت أفضل بنسبة 100%، ففي فلسطين لدينا شهادة الجالية اليهودية التي كانت تعيش هناك، وغيرها من الجاليات في أماكن أخرى، بأنهم كانوا يعيشون في توافق وأنهم ناشدوا الأمم المتحدة بذلك، حسب الوثائق التي بحوزتنا، حيث أن كبير حاخامات اليهود في القدس قال نحن لا نريد دولة يهودية، وعند اتخاذ قرار قيام إسرائيل تم تجاهل سكان ذلك البلد من المسلمين والمسيحيين واليهود. كافوتو : على أية حال لم يكن لديكم بلد تنتمون إليه، ولكنكم كنتم غرباء لدرجة أن تعرضتم للاضطهاد والقتل عبر الألفية الماضية، وخصوصاً ما حدث قبل خمسين أو ستين عاماً؟. الحاخام ويس : هنالك قتل بسبب معاداة السامية، وهنالك موضوع آخر، عندما تثير العداء بخلق معاداة السامية من خلال الصهيونية. أي بعبارة أخرى أن الأمر لم يأت هكذا دون سبب- حيث أنك تطرق نوافذ جيرانك وتدعوهم إلى معاداة السامية. كافوتو : أنت يهودي أرثوذكسي حسب علمي، ما هو رأي اليهود التقليديون في ذلك الموقف؟. الحاخام ويس : صحيح أنه لا يجب أن تكون لدينا دولة، ولكنها قامت، غير أن الدعاية الصهيونية بأن العرب يريدون رمي أي يهودي في المحيط، وبأن هنالك حقد دفين لليهود، مكنهم من إقناع الكثيرين من اليهود، وهو ما جعل هؤلاء يخافون من العودة إلى تلك الأرض. كافوتو : حسناً، لا يمكنك أن تلومهم، فهذا صحيح، أقصد أن لديك مثلاً رئيس إيران الذي يقول أن المحرقة لم تقع أصلاً، ولو كان الأمر بيده لدمر إسرائيل وقضى على جميع اليهود. الحاخام ويس : هذا كذب واضح. فهو لديه جالية يهودية في إيران، ولم يقتلهم عندما سنحت له الفرصة . كافوتو : إذاً أنت لا تأخذ كلامه على أنه يريد قتل اليهود؟ الحاخام ويس : بل هو يريد تفكيك الكيان السياسي. وفي الحقيقة، نحن مجموعة من الحاخامات ذهبنا لزيارة إيران العام الماضي، واستقبلنا القادة الإيرانيون، والتقينا بنائب الرئيس، حيث أن الرئيس كان في زيارة إلى فنزويلا في ذلك الوقت، والتقينا كذلك بالزعماء الروحيين، وكلهم بينوا وبكل صراحة بأنهم ليسوا في نزاع مع اليهود . كافوتو : إذاً أيها الحاخام أنت تعتقد أنه طالما أن إسرائيل موجودة فلن تأتي بخير . الحاخام ويس : اليهود يعانون والفلسطينيون يعانون، ونحن نصلي من أجل التعجيل بتفكيك هذه الدولة اليهودية بطريقة سلمية . كافوتو : إنه لأمر مثير أيها الحاخام، فهي وجهة نظر لا نسمع عنها في الغالب . الحاخام ويس : لا بد من نشر هذا اللقاء في جميع أنحاء العالم بأسرع ما يستطيعه البشر. وهو بين يديك

من محطة فوكس نيوز لمشاهدة المقابلة اضغط هنا.

(المصدر: موقع أخبارنا بتاريخ 16 أوت 2006 )


غوليات يفقد صوابه

سمير عطاالله الحرب لم تنته بعد. الذي انتهى هو زمن الاساطير: لا جيش لا يقهر بعد تموز 2006، ولا العربي عاجز عن القتال والانتصار. كيفما قلَّبت لوحة المعارك على الارض، « حزب الله » هو المنتصر.
منذ منتصف تموز والجندي الاسرائيلي يتراجع، ومنذ ذلك الوقت والمقاتل العربي (لبناني مرة اخرى) يقاوم، ويدمر دبابات طرزان، ويجيد استخدام السلاح الروسي الذي حمّلناه في الماضي مسؤولية الهزيمة. مقاتل « حزب الله » اثبت للجيوش التقليدية ان المسألة ليست في السلاح بل في حامله. ثمة غرور عمره 60 عاما سجلت خاتمته على مداخل بنت جبيل وعيتا الشعب وكفركلا. لم يعد « جيش الدفاع الاسرائيلي » يخرج في نزهة الى جبهات العرب ويعود وقد نكس أعلامهم. ولا يعود الجنرال العربي هو الفضيحة، بل ها هو الجنرال الاسرائيلي يحال على العزل. واذ ترى اسرائيل ان مبارزها لا يهزم، ترتد الى المدنيين، في همجية معلنة ووحشية موصوفة وفلتان عقلي لا يشبه الا يوم دك الحلفاء مدينة دريسدن حجرا فوق حجر مرة بعد مرة: اكثر من 10 آلاف مبنى. ومليون مشرد وانقاض مغلقة تتحول مدافن مفتوحة. لقد فقد غوليات صوابه اذ فقد قواه وسمعته وصورته. وتحولت « الفانتوم 16 » المطورة في المصانع الاسرائيلية، وحشاً يقتل ويدمر من بعيد. عشرة آلاف غارة على الاقل، فوق بلد مجرد من السلاح الجوي، استهدفت الجسور والطرق والشقق والمياتم والمستشفيات والكهرباء. فتك فاجر ومعلن وجورج بوش يسأل طوني بلير عن احوال العطلة الصيفية في الكاريبي. لا يريد ان يسمع أنباء سقوط جيش السلاح الاميركي. بدأنا الشهر الماضي وايهود اولمرت يقول ان قدرات « حزب الله » قد دمرت مئة في المئة. « لن يستطيع الحزب تهديد سكان الجليل بعد الآن ». في اليوم التالي سقط على شمال اسرائيل نحو 300 صاروخ. ومن ثم سوف يقول اولمرت، نائب ارييل شارون « لم يحدث في التاريخ المعاصر ان كانت هناك معركة فعالة ضد منظمة ارهابية مثل هذه المعركة ». ضد « المنظمة الارهابية » لا. لقد كذبته شهادات الجنود الاسرائيليين في بنت جبيل ويارون وكفركلا. أما الفاعلية ضد المدنيين فأمر آخر: قانا، ومروحين، وصور. وتفريغ الجنوب، بدل « الانتصار » عليه. وكلما حفر الجيش الذي لا يُقهر مترا في اتجاه الليطاني، كان الليطاني يبعد كيلومتراً، حتى بدا انه في الأولي. بل في نهر ابرهيم. عندما اكتشف « التساحال » صعوبة، او استحالة، النزهة في الجنوب، قرر ان يعلنها حرباً على المدنيين. فالذي يفقد ابناً أو بيتاً او مأوى، سوف يتذمر من حسن نصرالله. لكن الحرب حولت الرجل البالغ الثامنة والاربعين، من زعيم شيعي لبناني الى زعيم عربي. وهذا الشعب العربي المأزوم المهزوم عاد يشعر انه يحق له الحلم بالانتصار، وبأن ينفض عن جبينه أمائر الذل وسيماء الخيبة الدائمة. حاولت اسرائيل كل شيء من اجل تعديل الصورة او تغييرها. غارات مضحكة لاختطاف حسن نصرالله من بعلبك فاذا حسن نصرالله الذي اختطفه الكوماندوس، قروي يلعب « الباصرة ». وفجأة ظهر « احمد سعيد » هذه المرة في الجانب الآخر، عند الاسرائيليين. ولا شك في ان عمير بيرتس، المغربي الاصل، متأثر بتجارب الاذاعات العربية القديمة. وكل صباح كانت البيانات التي يذيعها في المساء تبدو مضحكة للجميع. فقد قال ذات مرة « ان حزب الله قد انتهى »، وان « حسن نصرالله لن ينسى ابدا من هو عمير بيرتس »! لكن عنتر بيرتس كان حتى وصوله الى وزارة الدفاع، زعيما نقابيا يدعو الى السلام ولا يعرف شيئا عن الدفاع ودبابات « الميركافا » او الصواريخ القادرة على حرقها. ولن يعرف هو، بيرتس، مَنْ حسن نصرالله. مشكلة اسرائيل مع « حزب الله » منذ البداية، او على الاقل منذ عام 2000، هي ما يعكسه من نموذج على أرض فلسطين. فقد قلب انتصاره في الجنوب الاوضاع الفلسطينية تماما. وادى ذلك في النهاية الى وصول « حماس » الى السلطة وسقوط « فتح » القابلة بمبدأ الدولتين والتي لا تصر على استعادة « كامل أراضي الوقف الاسلامي » في فلسطين. ومنذ الانتفاضة الثانية شرّعت اسرائيل سياسة واحدة هي سياسة القوة الكاسرة وتصفية القيادات بالصواريخ. وادت هذه السياسة الى عزل المعتدلين وشلل رئيس السلطة محمود عباس. وعطلت مقررات القمة العربية والاندفاع الديبلوماسي، وطرحت شيئاً واحداً هو اقامة الجدران العازلة وقضم الاراضي الفلسطينية الى الدرجة القصوى، تجاهلاً لـخريطة الطريق » التي عرضها جورج بوش وهي في الاساس لا خريطة ولا طريق. لقد وقعت هزتان في تموز 2006. هزة ايقظت الشعب العربي وهزة هزت المجتمع الاسرائيلي. ولن يترك لنا الاسرائيليون ان نعلن من هو المنتصر. فقد اعلنوا ان ايهود اولمرت هو المهزوم. وغداُ يعلقون شاربي عنتر بيرتس على اعمدة الاذاعات العربية القديمة. الدولة التي هزمت الجيوش العربية مجتمعة يهزمها، منفرداً، حزب لبناني. ليس فقط بالشهادة الانتحارية ولكن خصوصاً باستخدام السلاح الحديث، وسلاح المعلومات، ومعرفة خرائط حيفا كما تعرف اسرائيل خريطة جسر الفيدار ومرافىء السماكين. لقد الغيت من المصطلح العربي ايضا « انتظرناهم من الشرق فجاؤوا من الغرب ». فالجهل لا يقوم كذريعة في الصراع. والمدافن مليئة – يقول المثل – بذوي النيات الحسنة. ولذا فالمعرفة هي زاوية كل عمل. الباقي يكمل. دفعنا الثمن باهظاً في لبنان، وهذا هو قدره. ان يدفع عن العرب ضريبة الهزيمة. مرة يدفعها حرباً اهلية ويحرّض فيها الاهل على الاهل، ومرة يدفعها حصاراً ومرة دماراً، فيما الاذاعات الشقيقة تلهث بالاناشيد وتعرق بالخطب وتطرب على ايقاعات الصنوج والمجاوز وندب الرباب. هذه المرة كان الانتصار أهم بكثير من الثمن. من الجسور والمستشفيات وركام الضاحية وصور. فالدرس لم يكن لاسرائيل وحدها. كان ايضاً لفرق الدبكة العربية والعسكريين العرب والصدور الحاصدة الاوسمة. لقد انتصر « حزب الله » من دون جنرال واحد. او قبعة لماعة واحدة. الآن، نحن على عتبة حرب اخرى. حرب قيامة الوطن واقامة الدولة. ماذا تنوي المقاومة ان تفعل: هل تنخرط في مشروع الدولة اللبنانية كما حدث في فرنسا بعد الحرب، أم ان لها رؤيتها بعد كل هذه المتغيرات الوطنية والاقليمية؟ لقد شهدنا للمرة الاولى في تاريخ لبنان تحولاً تاريخياً لا تلعب فيه سوريا دوراً رئيسياً معلناً، فيما تلعب ايران، للمرة الاولى ايضاً، دوراً رئيسياً حان اعلانه. وأمام الحجم الاقليمي والعربي الذي اتخذه « حزب الله »، ظهرت على حقيقتها وحجمها قوى الفولكلور السياسي وفرق الببغاوات الملقنة. فهل ينقل الحزب قوته السياسية من الحدود الى الداخل، ام يتفادى خلخلة الوضع الداخلي، مكتفياً بحصة ميثاقية في الصيغة بدل الحصة التغييرية؟ لعل اللبنانيين الآخرين يفيقون ويبحثون هم ايضاً عن رجال لا يساومون على الارض ولا يبيعون اي شيء وكل شيء، وليس لهم من محبة لبنان سوى الصورة، الفولكلورية هي ايضا، مع العلم. (المصدر: جريدة النهار البيروتية الصادرة يوم 16 أوت 2006)

 

امـنـعُـوهُـــمْ
عرض: علاء بيومي – الكتاب: امنعوهم – المؤلف: ميشيل واكر – عدد الصفحات: 285 – الناشر: بابليك أفاريز، نيويورك، أميركا – الطبعة: الأولى، مايو 2006 هذا الكتاب سهل الأسلوب خطير المضمون موجه بالأساس للشعب الأميركي، ولكنه في ذات الوقت يحتوي على أفكار ومعلومات عديدة وهامة تتعلق بالمهاجرين المسلمين والعرب بأميركا وموقف الأميركيين منهم. وهو من تأليف ميشيل واكر وهي باحثة وصحفية أميركية متعاطفة مع المهاجرين، وهو صادر عن مطابع بابليك أفاريز وهي مطبعة أميركية تتميز بنشر كتب جادة سهلة الأسلوب تمس أهم القضايا المثارة لدى الرأي العام الأميركي من منظور متوازن بين اليسار واليمين. وهذا يعني أن ما تنشره المطبعة من كتب يستحق المتابعة، خاصة وأن المطبعة لا تصدر سوى عدد محدود من الكتب الجديدة كل عام مقارنة بالمطابع الأميركية الكبرى. أسطورة الخلفيات الأوروبية خطورة مضمون الكتاب تكمن في أنه يثبت عبر صفحاته أن كثيرا من الأفكار الرئيسية المنتشرة لدى الأميركيين -بما في ذلك المثقفون منهم- عن الهجرة، هي أساطير كبرى خطيرة. وعلى رأس هذه الأساطير الأسطورة القائلة إن موجات الهجرة الأوروبية إلى أميركا أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين كانت أكثر قابلية للاندماج بالمجتمع الأميركي، مقارنة مع الهجرات الحالية بحكم الخلفية الأوروبية لمهاجري أوائل القرن العشرين. وتذكر مؤلفة الكتاب بفصله الثاني، أن 63% من الإيطاليين الذين هاجروا إلى أميركا بالفترة ما بين عامي 1902 و1923 عادوا إلى بلادهم، إضافة إلى نسبة 46.5% من النمساويين، و48% من الفرنسيين، و46% من اليونانيين. وتتحدث واكر بإسهاب في الفصول من الأول وحتى الثالث عن حياة المهاجرين الأوروبيين إلى أميركا أوائل القرن العشرين وكيف أنها لم تكن حياة سهلة بأي مقياس من المقاييس، وكيف تعرض هؤلاء المهاجرون لتمييز مستمر بحكم أنهم قادمون من بلاد جنوب وشرق ووسط أوروبا التي كان ينظر إليها في أميركا من قبل الطبقات الأميركية الإنجليزية والألمانية المسيطرة على أنها شعوب أقل ذكاء وكفاءة. وهذه النظرة عبر عنها كبار القادة الأميركيين بما في ذلك رؤساء أميركا أنفسهم كوودرو ويلسون الذي ذكر في إحدى المناسبات « أن المهاجرين من جنوب إيطاليا والنمسا وبولندا هم أقل الطبقات البشرية لما يفتقرون إليه من ذكاء ومبادرة ». إضافة إلى التمييز، عانى هؤلاء المهاجرون من البعد عن بلادهم والشوق لشعوبهم وأوطانهم في ظل بعد المسافة وبطء وسائل الاتصال والمواصلات، لذا عاد 36% من المهاجرين الذين هاجروا إلى أميركا بين عامي 1901 و1920 إلى أوطانهم. كما عمدت أعداد كبيرة من المهاجرين إلى البقاء في أميركا فترة قصيرة لجمع الثروة لكي يرسلوها لأوطانهم الأم. ففي الفترة من 1900 إلى 1906 أرسل المهاجرون حوالات بريدية تقدر بحوالي 12.3 مليون دولار من نيويورك إلى أوطانهم الأم، وهي كمية هائلة من الأموال في ذلك الوقت. في المقابل توضح المؤلفة بالفصل الثالث أن نسبة المهاجرين الذين عادوا إلى أوطانهم من بين المهاجرين الذين دخلوا أميركا بين عامي 1971 و1990 لم تتعد 23%، وهي نسبة أقل بـ 13% من مهاجري أوائل القرن العشرين. أضف إلى ذلك أن مهاجري الفترة الحالية أعلى من حيث المستوى التعليمي وأكثر رغبة في الاندماج والتأقلم مع الحياة الأميركية بحكم قدرتهم على تعلم اللغة الإنجليزية، وقدرتهم على التواصل مع شعوبهم من خلال وسائل الاتصال والمواصلات الحديثة مما يقلل شعورهم بالغربة. معاناة الأميركيين الألمان الأسطورة الثانية التي يتحداها الكتاب هي القائلة إن الثقافة الأميركية هي في جذورها ثقافة أنجلو سكسونية، وهنا تقول المؤلفة ميشيل إن الأميركيين نسوا ما حدث خلال الحرب العالمية الأولي. فأميركا تتذكر حاليا معاناة الأجانب كاليابانيين خلال الحرب العالمية الثانية، ولكنهم نسوا معاناة الألمان خلال الحرب العالمية الأولى. وتذكر المؤلفة في مقدمة الكتاب أن المطابع الألمانية بأميركا كانت أكثر عددا من نظيراتها الإنجليزية حتى الحرب العالمية الأولى. وتقول بالفصل الثاني إن سبب تردد أميركا في دخول الحرب العالمية الأولى، هو مواطنوها الألمان الذين فضلوا الحياد حتى لا تحارب أميركا بلدهم الأم في مقابل الأميركان الإنجليز الذين طالبوا بدخول الحرب مساندة لبريطانيا. وعندما مالت الكفة لصالح الأميركان الإنجليز كان ذلك نتيجة لدخول أميركا لمرحلة عرقية وإثنية جديدة شهدت تضييقا شديدا على حقوق أصحاب الأصول الألمانية –من مواطنين وأجانب– داخل أميركا، إذ انتشرت جرائم الكراهية التي يشنها الغوغاء والمتحيزون ضد الألمان. ومنعت بعض الولايات الأميركية الألمان من التجمع ومن الحديث بلغة غير الإنجليزية، كما انتشرت الشائعات -بدعم من الحكومة الأميركية أحيانا لمواجهة الدعاية الألمانية- عن الألمان حتى ليدعي بعضها أن الألمان يحولون الجثث إلى صابون ويقتلون الأطفال الرضع. ووصل الأمر إلى صدور قوانين تحد من حركة وحريات البالغين الألمان وتفرض تسجيل المئات منهم لدى السلطات الأميركية، وانتهى الأمر باعتقال أكثر من ستة آلاف ألماني في معسكرات اعتقال تتفشى فيها الأوبئة والأمراض حتى نهاية الحرب العالمية الأولى. وهنا تظهر إحدى أهم مزايا الكتاب الراهن، إذ تستخدم المؤلفة منهج المقارنة التاريخية لكشف معاناة المهاجرين إلى أميركا خلال الفترة الحالية من خلال مقارنتها بمعاناة المهاجرين أوائل القرن العشرين. وتوضح واكر في أكثر من موضع من الكتاب التشابه في المرحلتين، خاصة على مستوى الظروف العالمية، ففي أوائل القرن العشرين –كما هو الحال حاليا– مر العالم بدرجة غير مسبوقة من درجات العولمة تمثلت في تغير أدوات الإنتاج وانتشار التصنيع في أميركا وهجرة الملايين إليها للعمل في اقتصادها العملاق في وقت مرت فيه أميركا بتغيرات اقتصادية واجتماعية ضخمة بسبب تغير نمط الإنتاج. ولما طغت الدعاوى الثقافية على الحقائق الاقتصادية ورفض الأميركيون التعامل مع الحقائق والتحديات الاقتصادية والإنتاجية التي تواجههم، مفضلين الانخراط في دعاوى الفروق الثقافية والعرقية والتمييز ضد الأجانب، كان ذلك إيذانا بدخول أميركا والعالم مرحلة كساد ضخمة ومدمرة. فلما أغلق الأميركيون أبوابهم أمام العمال والبضائع الأجنبية عاملتهم دول العالم بالمثل، مما قاد تدريجيا إلى الكساد الكبير الذي ضرب الاقتصاد الأميركي بشدة أواخر العشرينيات من القرن العشرين. كما ساعدت العزلة الأميركية الدولية على صعود النازية والفاشية، والتحضير تدريجيا للحرب العالمية الثانية. من هو الأميركي؟ تتحدث المؤلفة باستفاضة بالفصل الرابع عن ثقافة العداء للمهاجرين التي انتشرت بأميركا خلال النصف الأول من القرن العشرين والتي قادت إلى اعتقال أكثر من ستة آلاف ألماني خلال الحرب العالمية الأولى، وإلى اعتقال أكثر من مائة ألف ياباني خلال الحرب العالمية الثانية، وإلى إغلاق أبواب أميركا أمام المهاجرين للعمل واللاجئين هربا من الاضطهاد على حد سواء. وتقول واكر إن هذه الثقافة ناقضت المعني الحقيقي لأميركا كفكرة، إذ أن أميركا كفكرة تقوم على مبدأ قدرة المجتمع الأميركي كمجتمع جديد على تمكين المهاجرين المشكلين لكل الأعراق ما عدا الهنود الحمر فيه، من العيش في مجتمع يحترم خصوصياتهم ويمكنهم من تحقيق ذاتهم واستغلال أفضل طاقاتهم في مجتمع حر. وهنا تذكر المؤلفة عبارة محورية تكررها على مدى الكتاب في مواضع عديدة، وهي أن الأميركيين يجيدون الحديث عن قيمهم وفعل عكسها. فالأميركيون يحرصون على النظر إلى أنفسهم على أنهم شعب مفتوح متسامح مرحب بالآخرين ويحترم الخصوصيات، ولكنهم في نفس الوقت –وخاصة في أوقات الأزمات– تتناقض تصرفاتهم مع تلك القيم تناقضا واضحا صريحا دون الانتباه لذلك. وتقول ميشيل إن معاناة المهاجرين في فترة ما بين الحربين العالميتين وقبلهما كانت تجسيدا لذلك التناقض، إذ هاجم الأميركيون الفكرة الأميركية ذاتها عندما سعوا لأمركة المهاجرين وفرض الانصهار عليهم من خلال حركات ثقافية معادية للمهاجرين بشكل واضح وقوانين تأثرت بتلك الحركات. وقد هاجمت تلك الحركات المنظمات العرقية والإثنية التي أنشأها المهاجرون لكي تساعدهم على تسريع الاندماج في المجتمع الأميركي بشكل يحمي خلفياتهم الثقافية، وكان المفترض أن هذه المنظمات هي تجسيد للفكرة الأميركية ذاتها ولكن الحركات المعادية للمهاجرين هاجمتها. كما تم إغلاق الباب أمام الهجرة من خلال وضع سقف سنوي عليها، كما رفع شعار « الوحدة الوطنية » كمبدأ للاندماج بدلا من شعار « التسامح » الذي تقوم عليه الفكرة الأميركية. كما تم التضييق على حقوق وحريات المهاجرين، وترك الحبل على الغارب للسلطات الحكومية للتجسس على المهاجرين وإحصائهم واعتقالهم. طغيان الثقافة على الاقتصاد والسياسة الأسطورة الثالثة التي تتحداها واكر تتكون من عدد كبير من الأفكار النمطية السلبية المنتشرة عن المهاجرين داخل المجتمع الأميركي، والمتعلقة بشكل أساسي بدورهم الاقتصادي داخل المجتمع. ترى المؤلفة أن كثيرا من الأفكار الشائعة عن المهاجرين بأميركا حاليا ليست مبنية على حقائق علمية، ولكنها مبنية على انطباعات قائمة على دوافع ثقافية وموقف معاد من المهاجرين أكثر من اعتمادها على دراسات علمية رصينة ترصد أثر الهجرة على الاقتصاد والمجتمع الأميركيين. ولإثبات كذب تلك النظريات تفرد ميشيل مساحات واسعة من الفصول من الخامس وحتى الحادي عشر من كتابها تذكر فيها، على سبيل المثال، أن الأفكار الشائعة عن المهاجرين بأميركا تتجاهل أن 50% من العاملين في مجالات البحث العلمي والتطوير في أميركا هم من المهاجرين. كما تتجاهل أن ربع الأطباء والممرضين هم من المهاجرين، وأن 60% من أرباح صناعة تكنولوجيا المعلومات الأميركية هي من التجارة مع دول خارجية، وأن أميركا تجني أرباحا من اندماج الاقتصاد العالمي يقدرها البعض بحوالي تريليون دولار سنويا. هذا إضافة إلى تجاهل القوة الشرائية للمهاجرين بالسوق الأميركي، وإلى أن وجود المهاجرين بأميركا يساعد الاقتصاد الأميركي على النمو ويوفر الكفاءات المطلوبة حتى لا يتم تصدير الوظائف خارج أميركا. في المقابل ترى المؤلفة أن المهاجرين في أميركا يتعرضون اليوم لمثلث تحديات، يعيد للذاكرة أزمة المهاجرين أوائل القرن العشرين. الضلع الأول لهذا المثلث هو بيروقراطية إدارة الهجرة الأميركية العقيمة التي تعاقب المهاجرين بأساليب مختلفة وتحمي رجال الأعمال، والضلع الثاني هو قوى العولمة التي تمثل تحديا للمواطن الأميركي وتهدد وظيفته إذا لم يطور نفسه وترسل 1.2 مليون مهاجر لأميركا سنويا. أما الضلع الثالث فهو أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول التي أحيت مشاعر التمييز ضد المهاجرين بأميركا بصفة عامة، وضد المهاجرين المسلمين والعرب بصفة خاصة. خاتمة في مقابل ما سبق تنصح الكاتبة الأميركيين بالعودة إلى النقاش العقلاني حول قضية الهجرة، وتنادي بإصلاح سياسات الهجرة بشكل يحد قليلا من مستوياتها خاصة غير الشرعية منها، ويحترم الثقافة الأنجلو سكسونية كجوهر للهوية الأميركية، مع تجديد الثقة في العقيدة المدنية الأميركية التي تؤكد على الحرية وعلى احترام حقوق وخصوصيات الجماعات المكونة لأميركا. (المصدر: ركن « المعرفة » بموقع الجزيرة.نت بتاريخ 14 أوت 2006)


Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.