10ème année, N°3767 du15. 09 .2010
archives : www.tunisnews.net
الحرية لسجين
العشريتين الدكتور الصادق شورو
وللصحفي الفاهم بوكدوس
ولضحايا قانون الإرهاب
الأساتذة المطرودون لأسباب نقابية:بيان بمناسبة العودة المدرسية
حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس
كلمة:المولدي الزوابي يمثل من جديد أمام القضاء
كلمة: عين دراهم تقضي بسجن ناشط سياسيّ عشرة أشهر نافذة
السبيل أونلاين :فيديو : تدنيس مسجد المركّب الجامعي بتونس
الصباح:التحرري » و »الوحدوي » و »الشعبية » ـكوادر « الصف الثاني » للمعارضة تتحدى الزعامات الحالية الجزير
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع القيروان:تقرير ميداني مختصر حول الوضع بمقاطع الهوارب
كلمة:النقابة العامة للتعليم الثانوي ترفض إجراء تحيّة العلم داخل الأقسام
الصباح:نقابة الثانوي تطالب بالتراجع عن الطريقة الجديدة لتحية العلم
كلمة:صفاقس: أعوان العدلية يرفضون الامتثال لقرار الاتحاد الجهوي بإقالة نقابتهم
كلمة:بوسالم: عون أمن ينقل الركاب في السوق السوداء ويتسبّب في حادث مرور قاتل
مرسل الكسيبي:أحمد القديدي : أمي علمت بالاعتداء على حمام الشط قبل الرئيس بن علي حين كان مديرا عاما للأمن الوطني!
العربية نت:ابنة الرئيس التونسي تتحضر لإطلاق رابع إذاعة خاصة في البلاد
الجزيرة.نت:انتقادات لمنح رخص الإذاعة بتونس
الّلقاء النّقابي الدّيمقراطي المناضل – بيان : حملة تشويه ضدّ مناضلينا مرفقة بتهديدات و ضغوط على الممضين على الأرضية النقابية
الحملة الوطنية أوقفوا العنف ضد الإطار التربوي :انطلاق مبكر للعنف ضد الإطار التربوي:اعتداء شنيع على أستاذ في قابس
طارق عمارة:(آخر ديسمبر) فيلم تونسي يلقي الضوء على الفهم الخاطىء لتحرر المرأة
محيط:الأمن التونسي يفكك عصابة لتهريب المخدرات أفرادها من تونس وإيطاليا والجزائر
النص الكامل للحوار الذي أجري مع الشيخ راشد الغنوشي لصحيفة الشروق الجزائرية
نبيل نايلي:بيان دول مجلس التعاون، فتيل قنبلة « أم الحروب » الموقوتة؟
الجزيرة.نت:عن عمر ناهز 82 عاما وفاة المفكر الجزائري محمد أركون
الجزيرة.نت:سخط بليبيا على اللجان الثورية
محمد كريشان:’وطن ع وتر’
ياسر الزعاترة :المواقف العربية في حال اندلاع حرب في المنطقة
العرب:أوروبا والقوى الصاعدة
لوس أنجلوس تايمز :أردوغان يقدم الأمل لتركيا جديدة
الجزيرة.نت: »ملهى مكة » يغضب مسلمي إسبانيا
Pourafficherlescaractèresarabes suivreladémarchesuivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)Toread arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)
منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس
جويلية 2010
https://www.tunisnews.net/22Out10a.htm
تونس في 14 سبتمبر 2010
بيان بمناسبة العودة المدرسية
الزميلات، الزملاء
للسنة الرابعة على التوالي تتوالى العودة المدرسية دون أن نكون بينكم وذلك بسبب قرار تعسفي ظالم كنا ضحية له بسبب تعلقنا بحقوقنا كاملة دون نقصان، حقوقنا كمواطنين وكأجراء. إن تمسكنا بمشاركة زملائنا همومهم وقطاعنا قضاياه بما في ذلك الانتماء للعمل النقابي الذي تلقينا دروسه الأولى في مدرسة الاتحاد العام لطلبة تونس، والمشاركة في نضالات القطاع بما فيها الإضراب، ونقصد إضراب 17 أفريل 2007 الذي شاركنا فيه مشاركة نشيطة تليق بمواطنين أحرار، هو السبب الحقيقي لطردنا من العمل.
زميلاتنا،زملائنا الأفاضل
إننا حين التحقنا بالقطاع،خيرنا أن نكون في صف المناضلين لا في صف المتخاذلين،فكما تعلمون نحن لم نلتحق بالعمل لا عن طريق الرشاوي ولا المحسوبية ولا الصفقات المشبوهة، بل التحقنا بالقطاع بعد نضال عنيد وطويل دام سنوات اثر تخرجنا من الجامعة وبعد اسقاطنا لسنوات متتالية في مناظرة »الكاباس » بما في ذلك الاختبارات الشفاهية، ورغم ذلك واصلنا نضالنا إلى أن التحقنا بالقطاع، ولكن بعد سنة فقط ورغم تميّز أدائنا الصناعي والبيداغوجي، كنا على موعد مع مظلمة جديدة طالتنا يوم 11 سبتمبر 2007(وربّ صدفة!!!)مفادها الاستغناء عنّا،ورغم تدخل نقابتنا العامة، وكذلك المركزية النقابية، ورغم تحرّك قطاعنا في أكثر من جهة وبأكثر من شكل، ورغم إضراب الجوع الذي خضناه في مقر النقابة العامة للتعليم الثانوي من يوم 20 نوفمبر إلى يوم 29 ديسمبر 2007، ورغم إضراب اليومين الذي نظمه قطاعنا المناضل(16/17 جانفي 2008) ورغم المساعي التفاوضية، فان وزارة الإشراف لازالت تصر أن الملف يتجاوزها لأنّه ملف سياسي( وليس ملف تربوي كما كان الوزير السابق يكرّر) وبذلك تتواصل المظلمة بتداعياتها الاجتماعية والمادية والنفسية.
إننا نتوجه إليكم اليوم، نحن الأساتذة المطرودون لأسباب نقابية،الأساتذة: محمد المومني (أستاذ فلسفة بمعهد العهد الجديد التضامن-أريانة) ومعز الزغلامي (أستاذ انقليزية بمعهد 7 نوفمبر بنفطة- توزر) وعلي الجلولي (أستاذ فلسفة بمعهد ابن منظور قبلي) كي نهنئكم بالعودة الجديدة، وكي نذكّركم بالمظلمة المتواصلة ضدنا بسبب تشبثنا بالحق النقابي والحق في الإضراب، وكي نحيّ قرار الإضراب الذي اتخذته الهيئة الإدارية لقطاعنا المنعقدة يوم 6 سبتمبر الماضي والتي أكدت في لائحتها المهنية على ضرورة إرجاعنا إلى سالف عملنا، ونحن نعتقد أن هذا الأمر ممكن بتجنّد القاعدة الأستاذية التي هبّت لنصرتنا أثناء الإضراب عن الطعام، إن وحدة أستاذية عريضة حول مطالب القطاع من شأنها أن تعيد لنا حقوقنا وتعيد للقطاع سمعته ووهجه النضاليين.
زميلاتنا،زملائنا
إننا على العهد صامدون، وكلنا استعداد لتنظيم كل أشكال النضال التي تعيد لنا حقنا المسلوب، وان إجراء الطرد الذي طال أساتذة، ومناضلين آخرين في المدة الأخيرة لن يوسّع إلاّ رقعة الاحتجاج والغضب التي لن نكون بمنأى عنها بل في صدارتها، مضافا إلى مشاكل القطاع المتراكمة. ان الطريق الأقصر للعدل هو تمكيننا من حقوقنا غير القابلة للتصرف والتقادم والنسيان.
-عاشت نضالات الأساتذة. -عاشت النقابة العامة للتعليم الثانوي.
الأساتذة المطرودون لأسباب نقابية
الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 06 شوال 1431 الموافق ل 15 سبتمبر 2010 أخبار الحريات في تونس
1) مراقبة لصيقة للنقابي محسن الخلفاوي واستدعاؤه للحضور بمنطقة الشرطة: تعرض المناضل النقابي محسن بن بلقاسم الخلفاوي عضو نقابة المعادن بجبل الجلود بتونس طيلة اليومين الماضيين إلى المراقبة اللصيقة والمتابعة الأمنية من قبل عدد من أعوان البوليس السياسي، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تم استدعاؤه للحضور بمنطقة الشرطة ببنعروس دون ذكر موضوع الاستدعاء. وحرية وإنصاف تندد باستهداف النقابيين والمعارضين ومضايقتهم من خلال المتابعة والمراقبة اللصيقة وتطالب بوضع حد لهذه الممارسات المنافية لحقوق الإنسان. 2) تخريب البريد الالكتروني للناشط الحقوقي والنقابي الأستاذ حاتم الفقيه: تعرض منذ يومين البريد الالكتروني للناشط الحقوقي والنقابي الأستاذ حاتم الفقيه عضو المكتب التنفيذي لمنظمة حرية وإنصاف حيث لم يعد باستطاعته التراسل من خلاله كما تم إتلاف كل المراسلات السابقة، علما بأنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها استهداف البريد الالكتروني للسيد حاتم الفقيه. 3) حتى لا يبقى سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو عيدا آخر وراء القضبان: لا يزال سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء قضبان سجن الناظور يتعرض لأطول مظلمة في تاريخ تونس، في ظل صمت رهيب من كل الجمعيات والمنظمات الحقوقية، ولا تزال كل الأصوات الحرة التي أطلقت صيحة فزع مطالبة بالإفراج عنه تنتظر صدى صوتها، لكن واقع السجن ينبئ بغير ما يتمنى كل الأحرار، إذ تتواصل معاناة سجين العشريتين في ظل التردي الكبير لوضعه الصحي والمعاملة السيئة التي يلقاها من قبل إدارة السجن المذكور. منظمة حرية وإنصاف
المولدي الزوابي يمثل من جديد أمام القضاء
حرر من قبل التحرير في الثلاثاء, 14. سبتمبر 2010 يمثل اليوم الإربعاء 15 سبتمبر الزميل المولدي الزوابي أمام محكمة ناحية جندوبة للنظر في القضيّة المرفوعة ضدّه بعد أن أجّلت المحكمة النظر فيها يوم 4 أوت المنقضي بطلب من الدفاع.
وتعود أطوار القضيّة إلى أوّل أفريل الماضي عندما تعرّض الزميل الزوابي إلى اعتداء من قبل شخص معروف بانتمائه للحزب الحاكم، حيث هاجمه المدعو « خليل المعروفي » المشتكي في قضيّة الحال دون سابق إنذار، وبرّحه ضربا ثمّ قام بالاستيلاء على وثائقه الشخصيّة ويولّي هاربا. وإثر الاعتداء تقدّم الزوابي بشكاية في الغرض لدى وكيل الجمهورية بجندوبة أين وقع الاعتداء الذي أحال الشكاية على مركز الأمن. قبل أن يفاجئ الزميل باستدعائه لدى الشرطة يوم 25 جوان الماضي للتحقيق معه من جديد لكن هذه المرة بصفته متّهما بالاعتداء على التجمّعيّ.
واعتبر الزوابي في تصريح لراديو كلمة أن هذا الاستهداف الذي يتعرّض له من قبل السلطة عبر تسخير القضاء وتلفيق القضايا لن يثنيه عن أداء رسالته الإعلامية. وقال أن ما يقوم به من عمل يهدف إلى إبلاغ صوت المواطن الذي نسيته أجهزة الإعلام الرسمية. وقال الزوابي أنه أصبح مهدّدا في سلامته الجسديّة والعائلية وأنه لم يعد آمنا على حياته أو حياة أسرته.
وينتظر أن تستمع المحكمة في جلسة اليوم إلى طرفي النزاع وشهودهما. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 14 سبتمبر 2010)
محكمة عين دراهم تقضي بسجن ناشط سياسيّ عشرة أشهر نافذة
حرر من قبل التحرير في الثلاثاء, 14. سبتمبر 2010 أصدرت محكمة ناحيـــة عين دراهم يوم الاثنين 13 سبتمبر الجاري حكمــا ابتدائيا بسجن الأستاذ والناشط السياسي الشادلي القايدي (عضو جامعة الحزب الديمقراطي التقدّمي المعارض بجندوبة) لمدة عشرة أشهر نافذة بتهمة الإيهام بجريمــة والقــذف العلني.
وجاءت محاكمة القايــــدي بعد عشرة أشهر على خلفية شكاية اعتبرها ملفّقة تقدم بهــا ضده شقيق الكاتب العام للجنة تنسيق التجمّع الحاكم بجندوبــــة والذي يعمل سائق سيارة أجرة، مدعيا ان القايدي وزع مناشير تسيء لسمعته وتسيء لمعتمد الجهة ورئيس بلدية عين دراهم حسب ما جاء في عريضة الدعوى. وقال حقوقيون أنه من المفروض أن يجرّح القاضي في نفسه بعد أن بلغه أن المتهم قدم ضده شكوى إدارية للتفقدية العامة بتاريخ 2 أوت 2010، حيث يلزمه القانون بالتخلّي عن الحكم في هذه القضيّة.
وكانت قضيّة الحال قد تضمّنت في مظروفــاتها نفس الوثائق التي قدمها الخصم في قضيتين مماثلتين الأولى حكم فيها بتاريخ 19 جانفي 2009 بغرامة مالية وخطية اتهمه فيها نفس الخصم بالقذف العلني والثانية اتهمه فيها بالادعاء بالباطل والتي انصفته فيها المحكمة بالقضاء بعدم سماع الدعوى في 18 نوفمبر 2009 والتي اعتمدها ممثل النيابة العمومية في الإحالة والمحكمة في الإدانة والتبرئة في نفس الوقت.
ومن المقرر أن يستأنف المحامون الحكم المذكور في الأشهر القليلة القادمة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 14 سبتمبر 2010)
فيديو : تدنيس مسجد المركّب الجامعي بتونس
السبيل أونلاين – تونس – خاص + فيديو
لمشاهدة الفيديو – الرابط على اليوتيوب :
http://www.youtube.com/watch?v=9ak0ndEeUzM
أغلق مسجد المركب الجامعي بتونس بتاريخ 21 جويلية 2002 ، ويتعرض الآن للتدنيس حيث أصبح مقصدا للمنحرفين وللكلاب والقطط الضالة ، ومسكنا للسكارى والمخمورين الذين يتبولون ويتغوطون فيه وترمي فيه النفايات ، كما يعاقر فيه الشباب المنحرف الخمر ويأتون فيه الفاحشة .
وقد تعللت السلطة في غلق مسجد المركب الجامعي بإدخال اصلاحات عليه ، والغريب أنها لم تحدد موعدا لفتحه أو الشروع في هذه الاشغال وذلك منذ سنة 2002 . علما بأن المسجد لا يحتاج الى أي ترميم أو اصلاح لحداثة بناءه وقد كان وقتها في حالة جيدة ، ولم يكن سبب الغلق سوى مشروع السلطة المعلن في تجفيف منابع التديّن ومحاصرة مظاهره .
وقد راسل مجموعة من الطلبة طيلة سنوات غلقه وزارة التعليم العالي وكان جوابها بأنه « لا دخل للوزارة بموضوع مسجد المركب الجامعي » ، ووقعت مراسلة وزارة الشؤون الدينية التي تجاهلت الشكوى ، كما وقعت مقابلة مفتى الجمهورية سابقا – جعيط – الذي زعم أن الصومعة لم تكتمل بعد ، وفي سنة 2006 وقعت مراسلة رئيس الجمهورية بعريضة ممضاة من طرف 800 طالب يناشدونه فيها فتح مسجد المركب واعادة الاعتبار له خاصة وأنه يتوسط مجموعة من الكليات يفوق عدد الدارسين بها 35 ألف طالب ولكن بدون جدوي و بقيت الرسالة تنتظر الردّ .
يُذكر أن هذا المسجد قد بدأ بناءه في أواسط سبعينات القرن الماضي ، وفي الثمانينات أصبح منارة للعلم والعبادة يؤمّه آلاف الطلبة من كلية الحقوق والعلوم الاقتصادية والطبيعية والهندسة ، ويرجع الفضل في بناءه للسيد مختار العتيري مؤسس ومدير المدرسة الوطنية للمهندسين سابقا والوزير التونسي الأسبق . وقد كان مسجد المركب معلما حضاريا تزيّن به الحي الجامعي بالجهة الجنوبية للعاصمة التونسية ، غير أن ايادي آثمة امتدت لهذا المعلم لتغلقه وتمنع أن يُذكر اسم الله فيه . ولم يكن مسجد المركب الجامعي بتونس استثناء ضمن مشروع الغلق الذي تعرضت له المساجد بتونس ، فقد دأبت السلطة التونسية منذ الاستقلال على غلق عديد المساجد وحوّلت بعضها الى دور خاصة وأخرى الى محال تجارية وبعضها الى مقار شعب تجمعية تابعة للحزب الحاكم .
فمتى يُرفع الحضر عن مسجد المركّب الجامعي ويردّ له اعتباره ؟؟؟ … ومتى تنضبط شعارات السلطة في حمايتها للدين مع الواقع المعيش ؟؟؟ … وهل ينتبه المسؤولون الى الجريمة النكراء التي اقترفتها أيادي البغي والتخريب ، قال تعالى : {ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزيٌ ولهم في الآخرة عذاب عظيم } (البقرة:114) –
من مراسلنا في تونس – زهير مخلوف
(المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 15 سبتمبر 2010)
في « التحرري » و »الوحدوي » و »الشعبية » ـ كوادر « الصف الثاني » للمعارضة تتحدى الزعامات الحالية
يبدو أن رياح الأزمات، بدأت تهب على عدد من أحــزاب المعارضة التي لاحت بوادر خلافات وانشقاقات تهز صفوفها وتكشف عن « غسيل داخلي » ظل طي الكتمان والستر وتكشف عن نوايا منافسة عن منصب الأمانة العامة في أكثر من حزب معارض.
وآخر هذه النوايا صدرت عن السيد العربي بن علي عضو المكتب السياسي للحزب الاجتماعي التحرري الذي أعلن منذ أيام خلافه مع الأمين العام للحزب السيد منذر ثابت (الذي خلف السيد منير الباجي سنة 2006) مشككا في نزاهة هذا الأخير ومطالبا بمحاسبة مالية داخل الحزب.
وفي اتصال بـ »الصباح » أكد السيد العربي بن علي أمس قراره الترشح للمنافسة على منصب الأمين العام خلال المؤتمر المقرر عقده في جويلية 2011. وأكد العربي بن علي للـ »الصباح » أن ترشحه « يندرج في إطار تكريس الديمقراطية وإعطاء طابع تنافسي للانتخابات المقبلة والدعوة إلى التغيير ولمّ الشمل بعد أن أصبح الحزب بيد جماعة دون غيرها تتصرف فيه كيفما أرادت ماديا ومعنويا وهو نفس التوجه الذي سار فيه منير الباجي ليجد نفسه وحيدا في آخر المطاف ».
ويذكر أن إعلان العربي بن علي نيته في الترشح للمنافسة على الأمانة العامة للتحرري،لا يعد الأول من نوعه صلب أحزاب المعارضة بل سبقته نوايا أخرى في أحزاب أخرى حيث أعلن السيد المنصف الشابي القيادي في حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي منذ أشهر نيته الترشح للمنافسة على الأمانة العامة خلال المؤتمر القادم لحزبه وترجح بعض الأطراف أن يشهد مؤتمر الوحدوي ترشحات أخرى على منصب الرجل الأول للحزب ومنافسة الأمين العام الحالي السيد أحمد الاينوبلي على غرار نزار قاسم وابراهيم حفايظية واحمد الغندور..ويذكر أن الاينوبلي تولى الأمانة العامة سنة 2004 خلفا لعبد الرحمان التليلي (1988-2003). كما شهدت الأشهر الماضية حراكا داخل حزب الوحدة الشعبية وبدأت نوايا الخلافة تظهر لدى عدد من كوادره.
وتؤكد بعض المصادر أن ما لا يقل عن ثلاثة من قيادات الحزب تفكر بصفة جدية في المنافسة على خلافة السيد محمد بوشيحة الذي يتولى منصب الأمانة العامة منذ سبتمبر 2000 والذي أعيد انتخابه في مارس 2006 أثناء المؤتمر الرابع للحزب.ويذكر أن بوشيحة خلف السيد محمد بلحاج عمر (1981-2002).والأسماء المطروحة للمنافسة صلب الشعبية اليوم هي منير العيادي وهشام الحاجي.
أما في حركة الديمقراطيين الاشتراكيين، وإن كان الهدوء يخيم على محيط الحزب،فان الكواليس تشير إلى وجود تطلعات إلى أخذ مواقع « تحت الشمس » مع الحديث عن نوايا السيد اسماعيل بولحية الأمين العام للحركة منذ 1997 للتخلي. وما يميز حركة الديمقراطيين الاشتراكيين عن غيرها من أحزاب المعارضة هو الهدوء والالتزام بالعمل في كنف الانضباط رغم وجود أجنحة قوية في صلبه.
والأكيد أن الأيام القادمة سترفع الستار عن عديد النوايا وستكشف الطموحات في أكثر من حزب معارض خاصة مع اقتراب مواعيد مؤتمراتها. ومن المؤكد أن احتضان أحزاب المعارضة للخلافات يعد مؤشر صحة لكن الانشقاق والإقصاء يؤشران دائما إلى الأسوإ وهو ما لا يجب أن تسقط فيه قيادات الاحزاب التي تدعي في أغلب خطاباتها « الديمقراطية » وتطالب بالحق في الاختلاف والحق في المشاركة السياسية والحق في التنافس النزيه. سفيان رجب (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 15 سبتمبر 2010)
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع القيروان تقرير ميداني مختصر حول الوضع بمقاطع الهوارب
رغم ما تدره المقاطع من أرباح خيالية على أصحابها ورغم التلوث البيئي الذي شوه منطقة الهوارب كلها واثر سلبا على صحة متساكنيها، فان ما جعل العمال يخوضون إضرابات واعتصامات منذ أشهر في عديد المقاطع هي أساسا ظروف عملهم القاسية والأجر الزهيد الذي يتأخر أحيانا لشهور والاهانة التي يتعرض لها العديد منهم وصلت إلى حد الاعتداء بالعنف الشديد من قبل المسؤولين وذلك في ظل وضع اجتماعي صعب و في واقع سلطة جهوية كثيرا ما ترفض التدخل الحازم لتطبيق قانون الشغل:
·ظروف العمل القاسية : يعمل العمال باجر زهيد لا يتجاوز أحيانا الأدنى الصناعي وقد أفادنا العمال ان ساعة العمل لا تتجاوز لدى اغلبهم 1200 مليما . كما أن الترسيم يعتبر صعب المنال حيث كثيرا ما يخضع العمال لعقود قصيرة المدى يقع تجديدها كل ستة أشهر. وقد يتأخر الأجر لشهور مثلما حدث بشركة « الاخوة للمقاطع » الذين لم ينالوا أجرتهم منذ أواخر ماي الماضي، وإذا ما عرفنا أن هؤلاء العمال يعيلون تسعة عشرة عائلة ، يمكن ان ندرك حجم المأساة في واقع غلاء الأسعار وشهر رمضان والعيد والعودة المدرسية.
·الاعتداء على كرامة العمال: دخل عمال « مقاطع بنزرت- فرع الهوارب » في إضراب متواصل واعتصام بمكان العمل بعد تعرض زميلهم ، وهو المندوب النقابي المتحصل على جائزة العامل المثالي السنة الماضية للاعتداء بالعنف الشديد الذي انجر عنه كسر لأسنانه الأمامية من قبل المسؤول المباشر، ومطلبهم يتمثل أساسا في تغيير المسؤول خاصة بعد ان تكررت اعتداءاته على العمال .
·غياب الحماية اثناء الشغل: رغم المخاطر الجمة التي تواجه العمال، سواء عند استعمال المفرقعات او أثناء جمع أو تفتيت الصخر ‘ فان السلامة المهنية تكاد تكون منعدمة، مما نتج عنه العديد من الحوادث منها القاتلة ومنها التي خلفت إعاقات دائمة . وقد وافانا العمال أنفسهم ببعض الأسماء:
الاسم |
سبب الحادث |
نتيجة الحادث |
· بوجمعة الديواني · فتحي السالمي · فرج النصري · الهادي العقرباوي · عزالدين الخليفي · سالم بن حسينالخليفي · السيد بن إبراهيم الخليفي · خميس البلومي
· منصف الخليفي |
– سلسلة نقل الصخور -انقلاب آلة حمل الصخور – إصابه بصخرة في الرأس – انقلاب آلة حمل الصخور – سلسلة نقل الصخور – سقوط صخور
– استعمال آلة اللحام دون حماية – استعمال آلة اللحام دون حماية – سقوط صخرة |
الوفاة الوفاة الوفاة الوفاة تمدد في الذراعين بتر الأطراف
ضرر بالعينين
سقوط دائم بإحدى عينيه بتر أصابع اليد |
· التلوث البئي: تعتبر الهوارب وقرية أولاد خليف من المناطق الأكثر تلوثا في جهة القيروان, وقد يكون هذا التلوث هو السبب المباشر في غياب المياه كليا عن السد منذ سنوات. لكن الأكيد ان الغبار الكثيف الذي تطلقه المقاطع قد قتل الأشجار وغيّر وجه الطبيعة وأزعج السكان ، بما فيهم مساجين السجن المدني بالهوارب. والأخطر هو ما خلفه استعمال المفرقعات من شقوق في كل المنازل القريبة بما فيها المدرسة والمستوصف المجاورين.
إننا ومن منطلق موقعنا الحقوقي نطالب السلطة بالتدخل العاجل من اجل إلزام أصحاب المقاطع باحترام قوانين الشغل وكرامة العامل وتطبيق ما جاء بمجلة الشغل حول السلامة المهنية وبوجوب احترام البيئة التي يعملون بها. عن هيئة الفرع مسعود الرمضاني
النقابة العامة للتعليم الثانوي ترفض إجراء تحيّة العلم داخل الأقسام
حرر من قبل معز الباي في الثلاثاء, 14. سبتمبر 2010 كما أشرنا في نشرة سابقة، أصدرت النقابة العامة للتعليم الثانوي بيانا عبّرت فيه عن رفضها للإجراء الجديد الصادر عن وزارة التربية المتعلّق بتحيّة العلم داخل القسم وتلاوة ما أسمته « نداء الوطن ». واعتبر البيان أن هذا الإجراء شكليّ يحصر المواطنة في تغيير المكان ولا يحقّق الأهداف التي أقرّ من أجلها ويسيء لصورة المربّي وعلاقته بالتلميذ، كما اعتبر أن هذا الإجراء من شأنه تصدير التوتّر داخل قاعات الدرس. ودعت النقابة العامّة إلى مراجعة جذرية للبرامج والمناهج المعتمدة وإعادة الاعتبار لمسألة المعرفة ولكل ما يرمز للوطن من لغة وثوابت حسب تعبير البيان، مطالبة وزارة التربية بالتراجع عن هذا القرار والأساتذة برفض العمل به. وكانت وزارة التربية قد أصدرت تعليماتها للمديرين الجهويّين بأن تقع تحيّة العلم داخل قاعات الدرس وأن تتمّ تلاوة نصّ أطلق عليه « نداء الوطن » يقوم بها التلاميذ بطقوس معيّنة، قبل انطلاق الحصّة، وهو ما أثار استياء السلك التربوي. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 14 سبتمبر 2010)
نقابة الثانوي تطالب بالتراجع عن الطريقة الجديدة لتحية العلم
طالبت النقابة العامة للتعليم الثانوي وزارة التربية بالتراجع عن اجرائها القاضي بتحية العلم داخل قاعات التدريس ودعت الاساتذة إلى رفض هذا العمل حسب الصيغة التي اقرتها الوزارة. واعتبرت النقابة العامة في بيان لها أن هذا الاجراء » شكليا ويحصر الوطنية في تغيير المكان ولا يحقق الاهداف التي اقرها من اجلها ويسيء لصورة المربي ولعلاقته بالتلميذ ». كما دعا البيان إلى « مراجعة جذرية للبرامج والمناهج المعتمدة واعادة الاعتبار إلى مسالة المعرفة ولكل ما يرمز للوطن من لغة وثوابت بوصفها السبيل الحقيقي لتنمية الحس الوطني للمتعلمين وتجذيرهم في محيطهم العربي. » حسب نص البيان. خليل الحناشي
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 15 سبتمبر 2010)
صفاقس: أعوان العدلية يرفضون الامتثال لقرار الاتحاد الجهوي بإقالة نقابتهم
حرر من قبل معز الباي في الثلاثاء, 14. سبتمبر 2010 أمضى أكثر من مائة وعشرين عونا من أعوان العدليّة (كتبة المحاكم) بصفاقس عريضة تلقّت كلمة نسخة منها يندّدون فيها بقرار الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس القاضي باعتبار أعضاء النقابة الأساسية لأعوان العدلية وكاتبتهم العامّة المجمّدة منذ ديسمبر 2009 السيدة نعمة نصيري مستقيلين ولا يحقّ لهم الترشّح لأي مسؤولية نقابيّة قادمة. رافضين هذا القرار الذي اعتبروه غير شرعي وتعدّيا صارخا على ثوابت المنظّمة وإرادة أعوان العدلية بالجهة حسب نصّ العريضة. كما عبّروا عن تمسّكهم بالهياكل النقابية الحالية في علاقتها بالمنظّمة النقابية والإدارة رافضين الاعتراف بأي هيكل نقابيّ بديل قبل انتهاء المدّة النقابية للنقابة الأساسية الحالية في 27 نوفمبر 2012. وكان الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس وجّه مراسلات خلال شهر رمضان المنقضي إلى أعضاء النقابة الأساسية يعلمهم فيها أنه يعتبرهم مستقيلين على إثر مقاطعتهم للأنشطة النقابية ورفضهم المثول لمقابلة الكاتب العام للاتحاد الجهوي بعد أن أرسل أشخاصا في طلبهم. وكان الاتحاد الجهوي قام بتجميد كلّ من نعمة النصيري الكاتبة العامة لنقابة أعوان العدلية وحسن المسلمي الكاتب العام لنقابة أعوان التجهيز ومحمّد المثلوثي الكاتب العام لنقابة أعوان الماليّة لمدد تتراوح بين السنتين والأربع سنوات، على خلفيّة تنديدهم بالتجريد النقابيّ الذي طال عددا من النشطاء والمسؤولين النقابيين جهويّا ووطنيّا. وهو ما كنّا تعرّضنا له في نشرات وحصص سابقة. تجدر الإشارة أن نفس الرسالة المتضمّنة للاستقالة وجّهت إلى أعضاء نقابة أعوان المالية بصفاقس. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 14 سبتمبر 2010)
بوسالم: عون أمن ينقل الركاب في السوق السوداء ويتسبّب في حادث مرور قاتل
حرر من قبل التحرير في الثلاثاء, 14. سبتمبر 2010 شيّع أكثر من ألف من أهالي مدينة بوسالم بعد ظهر يوم الاثنين 13 سبتمبر الجاري جثمان شابين (عمار صولي- 21 سنة ومحمّد صكوحي-26 سنة) توفيا نتيجة تعرضهما لحادث مرور جد مساء يوم الاحد بالطريق الوطنية رقم 6 الرابطة بين مدينتي بوسالم وباجة بينما كانا يمتطيان درّاجة نارية. وقالت مصادر مطلعة أن المتسبب في الحادث هو أحد أعوان الأمن كان بصدد نقل أكثر من 15 مسافر من مدينة وادي مليز إلى تونس العاصمة بسعر يفوق ضعف سعر النقل في سيارات الأجرة مستغلا صفته التي تجعله بعيدا عن المحاسبة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 14 سبتمبر 2010)
أحمد القديدي : أمي علمت بالاعتداء على حمام الشط قبل الرئيس بن علي حين كان مديرا عاما للأمن الوطني!
مرسل الكسيبي*:
ربما احتفظت بهذه الشهادة على العصر الى أجل كنت أنتظر فيه أن يكون د.أحمد القديدي واحدا من فرسان دولة الحريات التي ناضلنا من أجلها سويا على مدار سنوات خلت , ولكن حين فضل الدكتور القديدي منصب السفارة بالعاصمة الدوحة على ماسواه من قيم نضالية جمعتنا في بحر 5 سنوات , فانني قررت بعد تأمل ونظر أن أنشر للقارئ بعض شهاداته على الواقع التونسي قبل أن ينحاز للديكتاتورية ويختار عاجل الدنيا وثمنها البخس … أصدقكم القول بأنني كنت سأكبر في السيد أحمد القديدي وطنيته وشجاعته لو أنه رفع صوته معلنا رفضه لثمن السفارة في زمن يسام فيه أحرار وطنه رجالا ونساء سوء العذاب , فيوم أمس الثلاثاء 14 سبتمبر 2010 , أعلن رسميا في العاصمة تونس عن استقبال الأخير في قصر قرطاج وعن أدائه القسم الدستوري بمناسبة تعيينه سفيرا لبن علي لدى دولة قطر . حين تعرض القديدي قبل سنوات قلائل الى الشتيمة على ظهر بعض خضراوات الدمن من الصحف التونسية الصفراء , كنت أول من دافع عنه ووقف متصديا لمن تهجم عليه بسوء الكلم أو بتحريف الكلم عن مواضعه … ومن المفارقات العجيبة أن يقع تعيين الأخير سفيرا بالدوحة أيام قلائل بعد تهجم فاحش وساقط ورذيل على شخصي من قبل نشرية متخصصة في ثلب وقذف أبرز الفاعلين بالساحة الوطنية ..! حين تهجم عليه , لم يلق مني السيد أحمد القديدي الا المؤازرة , والكلمة الحرة التي دافعت عنه , دون أن أبتغي في ذلك المنصب والوسيلة , فقد كان القديدي يومها مجرد منزلة بين المنزلتين , لاهو يحظى بثقة السلطة ولاهو متأكد من كسب ود المعارضة …, فقد دافعت عنه قبل أن أعرفه أو أتحادث معه هاتفيا لعشرات المرات … كان أول اتصال هاتفي جمعني به بعيد أسابيع أو أشهر قليلة من حادثة القذف الصحفي , ثم جاءت تجربة صحيفة الوسط التونسية في أبريل من سنة 2006 لتعزز الاجتهاد السياسي والاعلامي الذي أردناه سويا في البداية , الا أن اشتباكا مع الدكتور منصف المرزوقي بخصوص رؤيتنا للمصالحة جعله يبتعد بشكل غير معلن عن الكتابة في الشأن التونسي , ليذهب لاحقا مذهب الكتابة في الشأن العربي ومقاطعة الشأن الوطني بطريقة أثارت لدي الكثير من الشكوك ! كان الدكتور القديدي يحتفظ في الأثناء بعلاقات قديمة مع بعض رجالات القصر , فقد حدثني عن استشارته مطلع الألفية أو نهاية التسعينات من القرن الماضي من قبل السيد عبد العزيز بن ضياء بخصوص أزمتي السيد التوفيق بن بريك والسيدة سهام بن سدرين , وقد روى لي قصة الاتصال الشخصي به من قبل الرئيس التونسي , الذي كان يناديه في مكالماته معه بصيغة »سي أحمد , أيجاني حاجتي بيك… » , اذ يبدو الأمر انذاك على علاقة ببعض الأزمات التي مرت بها السلطة في علاقتها بالصف المعارض … واستكمالا للمشهد فقد روى لي أحد المقربين من السيد أحمد القديدي بأن الأخير طلب السفارة أو الوزارة من الرئيس التونسي , غير أن الأمر تأخر على مايبدو بسبب نصائح الأخير التي لم ترق لبعض أجنحة السلطة , فقد كان السيد القديدي شديد الحساسية من الوزير عبد الوهاب عبد الله , الذي وصفه لي في مناسبة سابقة بقارئ الصحف ..! أذكر أنني كنت معجبا كثيرا بما أورده في كتابه « ذكرياتي من السلطة الى المنفى » الذي أهداني نسخة نادرة منه , وقد راق لي حديثه الشجاع عن شخصيات تونسية حاكمة , ومن بينها الرئيس التونسي زين العابدين بن علي , فسألته يوما ما عن معرفته بالرجل , فقال لي بأنه لقيه في مناسبات عدة أيام كان وزيرا للداخلية في ثمانينات القرن الماضي …, ثم لقيه شخصيا مطلع الألفية الثانية من أجل ترتيب عودة الوزير الأول الراحل محمد مزالي . سألته بشكل صريح عن شخصية الرئيس التونسي , الذي حدثني قبله عنه رجال قابلوه بصفة شخصية ومنهم على سبيل المثال الشيخ راشد الغنوشي ود.محمد الهاشمي الحامدي …, فذكر لي بشكل واضح بأنه رجل لايكشف كثيرا عن شخصيته , وهو قليل الكلام , وبأن لقاءه الأخير معه تمحور حول ضمانات عودة مزالي -رحمه الله- . ثمة حادثة هامة في تاريخ الوطن , أجلتها لمرات عدة احتراما للمشوار الذي جمعني بالدكتور القديدي , غير أنني اليوم وبعد صراع مرير مع النفس قررت روايتها للقارئ شهادة على العصر وتوثيقا لفصل هام من تاريخ تونس … فقد روى لي د. القديدي حادثة جمعته بالرئيس التونسي أيام كان مديرا عاما للأمن الوطني, وقد جرت فصولها تحديدا يوم 1 أكتوبر من سنة 1985 , ففي مثل هذا اليوم قصف الطيران الاسرائيلي مقرات منظمة التحرير الفلسطينية والفرقة 17 ببلدة حمام الشط , وقد كان الهدف يومها تصفية الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات… تصادف هذا اليوم مع تجمع تأبيني لوزير الدفاع التونسي انذاك- وأعتقد أنه الراحل عبد الله فرحات- , اذ تقرر تأبينه بحضور أبرز الشخصيات الرسمية كما هو معمول به في تقاليد الدولة .., وقد كان السيد القديدي يومها الى جوار زين العابدين بن علي … رن الهاتف لدى السيد القديدي قبل التحاقه بركب التأبين , لتعلمه والدته بنبأ قصف حمام الشط من قبل قطع جوية مجهولة الهوية , فقد كانت يومها تقطن بالقرب من منطقة القصف .. تحدثت والدة القديدي عن مشهد شبيه بمشهد الحرب العالمية الثانية , وعن قنابل ساقطة من السماء ..! , وهو ماأثار تعجب واستغراب ابنها الذي يتولى يومذاك مهمات في حكومة السيد محمد مزالي , اذ سخر من روايتها قائلا بأننا الان في زمن الاستقلال وقد مضى زمن القصف..! وانتقل السيد أحمد القديدي بعدذاك الى مقر تأبين جثمان وزير الدفاع , ولقي بمحض الصدفة السيد زين العابدين بن علي – الرئيس التونسي حاليا – , وقد كان أبرز مسؤول أمني انذاك , فأخبره بالأمر , فكان أن سخر منه بن علي , ليقول له كما روى لي شخصيا – « باهيشي توة قالك أمي قالت!؟ » – ولم تمض الا نصف ساعة أو أقل حتى اقترب أحد الضباط من السيد زين العابدين بن علي , ليناجيه في أذنه بطريق الهمس , ليعلمه بقصف مقرات منظمة التحرير الفلسطينية بطريق الجو … جاء الرئيس بن علي قبل أن يصبح رئيسا بعد ذلك باتجاه القديدي , ليقول له باللهجة التونسية : « طلع كلام أمك صحيح ! » هي حادثة رويتها لكم في أمانة راجيا الكشف عن أسرار ماوقع سنة 1985 , وقد اعتمدت في ذلك على نقل أمين لما ذكره السيد أحمد القديدي قبل أن يصبح يوم أمس 14-09-2010 سفيرا بالدوحة , ولي أن أؤكد بأن الجزء المتبقي من الرواية نؤجله الى أجل معلوم حين يتضح المقصد من طلب السفارة في زمن اشتد فيه العسف والظلم بالتونسيات والتونسيين . الى ذلكم الحين نقول لكم دمتم في رعاية الله وحفظه …
*كاتب واعلامي تونسي . (المصدر: مدونة الوسط التونسية (ألمانيا) بتاريخ 15 سبتمبر 2010)
برأسمال يقارب المليون ونصف المليون دينار ابنة الرئيس التونسي تتحضر لإطلاق رابع إذاعة خاصة في البلاد
تونس – أمال الهلالي
ينتظر أن يتعزز المشهد الإعلامي السمعي في تونس بولادة إذاعة تونسية خاصة تحت اسم » شمس اف ام » لمالكتها سيرين بن علي ابنة الرئيس التونسي. الإذاعة التي ستنطلق وفق ما أورده موقعها الرسمي على الفيس بوك يوم 27 سبتمبر القادم، على الساعة 12 صباحا، ليمتد البث على مدار 24 ساعة، وهي تعدّ رابع إذاعة تونسية خاصة، بعد كل من إذاعة موزاييك اف ام (2003) لرجل الأعمال التونسي بلحسن الطرابلسي وإذاعة الزيتونة للقرآن الكريم (2007) لصهر الرئيس ورجل الأعمال محمد صخر الماطري، وإذاعة جوهرة اف ام غير واضحة المصدر (2005).
واكتنف الغموض كامل مراحل تأسيس هذه الإذاعة الخاصة وحتى نوعية توجهها الإعلامي وطبيعة المادة التي ستقدم للجمهور، وبررت مديرة البرمجة في وقت سابق هذا التكتم لاشتداد المنافسة بينها وبين بقية الإذاعات الخاصة. ويقع مقر الإذاعة الجديدة التي بدأ نشر بعض الصور الأولية لها، فضلا عن شعار الإذاعة، في ضفاف البحيرة بالعاصمة وتتبع شركة « تونيزيا برودكاستينج » التي يقدر رأسمالها بنحو 1.5 مليون دينار وترأسها سيرين بن علي. ومن المنتظر وفق ما ورد في موقع « شمس اف ام » على الفيس بوك أن يمتد بثها في المرحلة الأولى لتونس الكبرى والساحل والوطن القبلي وصفاقس وبنزرت على أن تشمل التغطية بعد ذلك بقية مناطق البلاد. وكان وزير الاتصال التونسي أسامة رمضاني قد أكد في موكب أقيم بمقر وزارة الاتصال يوم 10 أغسطس 2010 بمناسبة توقيع اتفاقية ترخيص إحداث واستغلال هذه الإذاعة الخاصة على إدراجها في سياق دفع المبادرة الخاصة في المجال السمعي والبصري وذلك تجسيما لقرار الرئيس زين العابدين بن علي سنة 2003 المتعلق بفتح القطاع على المبادرة الخاصة من أجل تعزيز تعددية وثراء قطاع الإعلام في البلاد بما يستجيب لتطلعات وطموحات التونسيين. (المصدر: موقع العربية.نت (دبي – الإمارات) بتاريخ 14 سبتمبر 2010)
انتقادات لمنح رخص الإذاعة بتونس
تبدأ إذاعة تابعة لابنة الرئيس التونسي -هي رابعة الإذاعات الخاصة بتونس- بث برامجها نهاية هذا الشهر، وسط انتقادات يوجهها بعض الإعلاميين لما اعتبروه حصر إسناد رخص الإذاعة في « الأسرة الحاكمة ». وأطلق على الإذاعة الجديدة اسم « شمس أف أم »، وهي تابعة لشركة « تونيزيا برودكاستينغ » التي ترأس مجلس إدارتها سيرين مبروك بن علي، ابنة الرئيس زين العابدين بن علي من زوجته الأولى. وحصلت الإذاعة على ترخيص من قبل وزارة الاتصال، في 11 أغسطس/آب الماضي. وقال آنذاك وزير الاتصال أسامة الرمضاني إن « إحداث هذه الإذاعة يأتي في سياق دفع المبادرة الخاصة في قطاع الإعلام ». لكن هذا التصريح قوبل بانتقادات شديدة اللهجة من قبل بعض الإعلاميين، الذين قدموا في السابق طلبات لترخيص إذاعات خاصة، لكنهم لم يحصلوا بعد على أي رد رسمي، على حد قولهم.
مبادرة عائلية
ويقول الكاتب العام للنقابة التونسية للإذاعات الحرة صالح الفورتي إن « إسناد رخص الإذاعة يندرج بالأحرى في سياق المبادرة العائلية، لأن الإذاعات الخاصة جميعها مملوكة لأشخاص مقربين من الأسرة الحاكمة ». وتنشط في تونس ثلاث إذاعات خاصة أخرى، هي « موزاييك أف أم »، التي أسسها عام 2003 بلحسن الطرابلسي شقيق زوجة الرئيس، وإذاعة « جوهرة أف أم »، التي أسسها عام 2005 رجل أعمال مقرب من السلطة، وإذاعة « الزيتونة »، التي أطلقها عام 2007 صهر الرئيس محمد صخر الماطري. ويقول الفورتي للجزيرة نت « لقد وقع حصر إسناد التراخيص لأشخاص مقربين من السلطة. هذا ليس انفتاحا حقيقيا في قطاع الإعلام. إنه انفتاح كاذب يغذي احتكار السلطة لوسائل الإعلام بصفة غير مباشرة ». هيمنة على القطاع
ويوافقه في الرأي الصحفي زياد الهاني، إذ يقول « لقد قال الرئيس التونسي يوم 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2003 مع انطلاق بث إذاعة موزاييك إنه سيتم تكليف المجلس الأعلى للاتصال بالنظر في إسناد الرخص. ما الذي حصل منذ ذلك الوقت؟ لا شيء غير تمكين المتنفذين من العائلات من مزيد الرخص ومحاصرة الإذاعات المعارضة للسلطة ». وأخلت السلطات سنة 2009 مقر إذاعة « كلمة » الإلكترونية الخاصة وحجزت المعدات التي تستعملها في البث، كما ختم خلال نفس العام بالشمع الأحمر مقر إذاعة « راديو 6 » الإلكترونية لعدم حصولهما على رخصة بث من السلطات. ويضيف الهاني « نحن لسنا ضد حق أي مواطن في أن تكون له وسيلته الإعلامية الخاصة مثلما يكفله القانون، لكننا ضد أن يستأثر بعض التونسيين بهذا الحق ويحرم منه الآخرون بمن فيهم المهنيون ». وسبق أن قدم زياد الهاني عدّة طلبات لإحداث إذاعة خاصة، لكن طلبه لم يحظ بالقبول رغم أنه قدم قضية للمحكمة الإدارية منذ سنوات لتمكينه من إحداث إذاعة. ويشتكي زياد الهاني من الكثير من المضايقات بسبب مقالاته النقدية على مدونته المحجوبة تجاه السلطة والمقربين منها. وطالب الهاني بتنظيم القطاع السمعي والبصري من خلال إصدار قانون يضمن الشفافية والمساواة في إسناد الرخص الإذاعية وتكوين لجنة مستقلة لتنظيم القطاع وتوزيع الذبذبات. في المقابل، تقول مصادر رسمية إن الاستثمار في القطاع السمعي البصري شهد منذ عام 2003 « تحولا هاما » بعد إحداث ثلاث إذاعات خاصة (موزاييك أف أم، وجوهرة أف أم، والزيتونة) وقناتين تلفزيونيتين خاصتين (حنبعل ونسمة تي في). وتوجد في تونس إضافة لهذه القنوات والإذاعات إحدى عشرة قناة عمومية منها فضائيتان هما قناة « تونس7 » وقناة « تونس 21 » الخاصة بالشباب وتسع قنوات إذاعية أربع منها وطنية وخمس جهوية تبث من جهات مختلفة.
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 15 سبتمبر 2010)
الّلقاء النّقابي الدّيمقراطي المناضل تونس في 14 سبتمبر 2010 بيـــــــــــــــــــان
على إثر نشر نص أرضية اللقاء النقابي الديمقراطي المناضل التي لاقت إقبالا ومساندة كبيرين من قبل النقابيين، إطارات ومناضلين ومنخرطين، وصيتا إعلاميا واسعا، شنت القيادة النقابية للاتحاد العام التونسي للشغل حملة تشويه ضد مناضلي اللقاء النقابي الديمقراطي المناضل ومارست تهديدات وضغوطا على الممضين على الأرضية.
وقد أشرف الأمين العام للاتحاد بنفسه على تنظيم وتنفيذ هذه الحملة وأصدر أوامره لبعض أعضاء المكتب التنفيذي وبعض أعضاء الهيئة الإدارية الوطنية باتخاذ كل الإجراءات للضغط على النقابيين الممضين قصد حملهم على « سحب إمضاءاتهم وإعلان ندمهم والاعتراف بأنه قد غرر بهم » .
وخصص خطابه أمام الإطارات النقابية بمناسبة المعايدة مساء يوم الاثنين 13 سبتمبر 2010 للتهجم على مناضلي اللقاء النقابي الديمقراطي المناضل وعلى وسائل الإعلام التي فسحت لهم المجال للتعبير عن رأيهم وللتعريف بمبادرتهم.
وهو ما يؤكد صحة ما جاء في نص الأرضية النقابية حول مصادرة حق الاختلاف والتضييق على حرية الرأي والتعبير داخل المنظمة ويثبت مرة أخرى رفض القيادة لكل رأي مخالف بخصوص القضايا التي تشغل بال النقابيين وتهم حياة المنظمة.
واللقاء النقابي الديمقراطي إذ يعبّر عن عميق استيائه من هذه الممارسات فإنه يؤكد استعداده للتصدي لها ويجدد عزمه على المضي في النضال من داخل الاتحاد وعلى قاعدة ما جاء في الأرضية واستنادا إلى مقترحات وأراء عموم النقابيين والمنخرطين من أجل تجاوز الوضع الذي أصبح عليه الاتحاد وإعادة وضعه على سكة النضال الحقيقي ليكون اتحادا مستقلا وديمقراطيا ومناضلا بحق ومنحازا بالفعل لقضايا الشغالين والشعب. اللّقاء النّقابي الدّيمقراطي المناضل المصدر : منتدى » الديمقراطية النقابية و السياسية « الرابط :http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p
الحملة الوطنية أوقفوا العنف ضد الإطار التربوي البريد الالكتروني marced.nakabi@gmail.com : تونس في 15 /09 / 2010 انطلاق مبكر للعنف ضد الإطار التربوي: اعتداء شنيع على أستاذ في قابس
تعرض الأستاذ مبارك الغرسلي أستاذ تعليم ثانوي في قابس يوم الأربعاء 08 /09 / 2010 إلى اعتداء بالعنف الشديد داخل مقر إدارة إقليم الأمن بقابس وصورة الواقعة أن الأستاذ مبارك توجه إلى إدارة الاقليم لتقديم شكوى ضد عون مرور تلفظ نحوه بكلام فاحش و هناك وبعد أن عرف بنفسه وبمطلبه إلى احد الأعوان قام الأخير بدفعه محاولا إخراجه من مقر الإقليم إلى أن أسقطه أرضا ثم انهال عليه أعوان آخرون ضربا وركلا إلى حد تلطخت فيه ادباشه بالدم ثم وقع احتجاز الأستاذ مبارك وتحرير محضر في شانه بدعوى تهجمه على الإقليم .وبعد مغادرته لإقليم الأمن توجه الأستاذ مبارك إلى مستشفى قابس اين تلقى الإسعافات الأولية وقد منحه طبيب الصحة العمومية راحة ب18 يوما . ونظرا لتزامن حادثة الاعتداء عليه مع عطلة الفطر لم يتمكن من رفع دعوى قضائية ضد الأعوان المعتدين الا يوم الاثنين 13 / 09 / 2010 علما ان بعض الأوجاع وخاصة التأثيرات النفسية والمعنوية لهذا الاعتداء مازلت بادية جدا على ملامح الاستاذ مبارك .
إننا في الحملة الوطنية أوقفوا العنف ضد الإطار التربوي نعبر عن مساندتنا اللامشروطة للأستاذ مبارك الغرسلي ونطالب الجهات المسؤولة بفتح تحقيق سريع في وقائع هذا الاعتداء غير المبرر ومعاقبة المعتدين وفق ما يفرضه القانون كما نهيب بكل الفعاليات النقابية والحقوقية تقديم كل أشكال الدعم والتضامن للأستاذ مبارك الغرسلي دفاعا عن كرامة الأستاذ والإطار التربوي عموما . عن الحملة محمد العيادي — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertéssyndicaux
(آخر ديسمبر) فيلم تونسي يلقي الضوء على الفهم الخاطىء لتحرر المرأة
تونس (رويترز) –
لا يبدو ان الجدل المستمر حول قضية المرأة في تونس التي ينظر اليها على انها من اكثر البلدان العربية تحررا في مجال حقوق المرأة سيتوقف قريبا..
المخرج التونسي معز كمون انضم بدوره الى قافلة الذين يخوضون في هذا الموضوع حين انتقل بعدسته الى احدى قرى تونس النائية ليرصد تناقضات حياة امرأة ريفية تتقاذفها تيارات الحداثة وجمود التقاليد.
فيلم (آخر ديسمبر) الذي قدم يوم الثلاثاء في عرض أول للصحفيين سعى الى القاء الضوء على قضية تحرر المرأة التونسية لكنه ركز على انعكاسات هذا التحرر حتى على المرأة الريفية.
ولم يكتف المخرج في فيلمه بابراز الفهم الخاطيء لحرية المرأة بل حاول جاهدا ايضا ان يفضح انانية الرجل الشرقي الذي يرضى ان يعيش حياته بكل مجون مقابل ان يتزوج امرأة يكون هو أول رجل في حياتها.
يروي الفيلم الذي يؤدي ادوار البطولة فيه ظافر العابدين وهند الفاهم ولطفي العبدلي قصة فتاة في العشرين من عمرها اسمها عائشة تحلم بحياة افضل من تلك التي تعيشها في قريتها النائية.
تحلم عائشة بالهجرة الى اوروبا ولم تتحرج من اقامة علاقات جنسية مع من تحب وحتى الاجهاض بدعوى التحرر رغم انها تعيش في بيئة محافظة.
هذه الفتاة الريفية وجدت نفسها محبطة بعد ان رفض خطيبها الزواج بها حينما اكتشف اقامتها لعلاقات غير شرعية فتتحول حياتها الى جحيم لا يطاق ليظهر في حياتها شاب رومانسي حاول ان يغض الطرف على خطاياها وان يكون متسامحا معها باسم الحب.
وقال معز كمون انه اراد من خلال الفيلم « تغيير نظرة المجتمع الى الفتاة الريفية التي لها أماني واحلام ممثلها مثل امرأة المدينة. »
وينظر الى تونس على نطاق واسع على انها من اكثر البلدان العربية تقدما في مجال حرية المرأة لكن بعض المنتقدين يرون ان هذا التحرر افرز العديد من الانعكاسات السلبية في مجتمع اسلامي مثل ارتفاع ظاهرة العنوسة واقامة علاقات جنسية خارج اطار الزواج. وقال ظافر العابدين الذي يؤدي دور البطولة في الفيلم لرويترز ان قضية المرأة مثيرة للاهتمام في اي عمل سينمائي سواء في تونس او مصر او بريطانيا لان قضايا المرأة بصدد التغيير وقضايا الامس ليست بالضرورة هي نفسها قضايا اليوم.
وأضاف « لكن الفيلم لم يقتصر على الاشارة لهذا الموضوع فقط بل فضح نرجسية رجال يسمحون لانفسهم بممارسة كل الممنوعات بينما لا يبدون اي تسامح مع اخطاء النساء. »
وهذا ثاني فيلم من اخراج معز كمون بعد فيلم (كلمة رجال).
من طارق عمارة
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 15 سبتمبر 2010)
الأمن التونسي يفكك عصابة لتهريب المخدرات أفرادها من تونس وإيطاليا والجزائر الأربعاء, 15 سبتمبر 2010 14:00
تونس: تمكن الأمن التونسي من تفكيك عصابة لتهريب المخدرات أفرادها من تونس وإيطاليا والجزائر،وحجز نحو 43 كيلوغراما من المخدرات بحوزتهم.
وذكرت صحيفة « الصباح » التونسية اليوم الأربعاء،أن العصابة تضم ثلاثة شبان يحملون الجنسية التونسية وشخصين يحملان الجنسية الإيطالية وشخصين من الجزائر. وأوضحت أن أفراد العصابة كانوا يهربون المخدرات من الجزائر إلى إيطاليا عبر تونس ،حيث تم ضبط لدى أحد أفراد هذه العصابة 43 كيلوغراما من المخدرات المُعدة للتهريب إلى إيطاليا.
وقد أحيل أفراد العصابة على القضاء لمحاكمتهم بتهمة التهريب والإتجار في المخدرات،وتكوين عصابة للغرض نفسه داخل تونس وخارجها. المصدر شبكة الإخبار العربية « محيط » ( الإمارات ) بتاريخ 15 سبتمبر 2010)
حوارات – النص الكامل للحوار الذي أجري مع الشيخ راشد الغنوشي لصحيفة الشروق الجزائرية الأربعاء, 15 سبتمبر/أيلول 2010
1- كيف تقيمون الأوضاع التونسية بعد 23 عاما من حكم الرئيس زين العابدين بن علي، وواحد وعشرين عاما من خروجكم من تونس؟
ج:أحييكم وأهلنا في الجزائر الحبية بتحية الإسلام فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
مجيبا عما تفضلتم به من سيل من الأسئلة الدقيقة المهمة الشاملة محاولا الإختصار ما استطعت وبالله التوفيق. وأحيي عبركم أبناء النهضة وأنصارها في الذكرى التاسعة والعشرين لولادتها (6-6-1981) وأخص بالذكر الشيخ الدكتور صادق شورو رئيسها السايق القابض على الجمر وراء القضبان صابرا محتسبا منذ عقدين، وأحيي أسرته الكريمة المجاهدة وأسر كل شهداء الحركة وأحيي مناضليها الصامدين قي كل مواقعهم من البلاء والعطاء،وكل أنصار الحركة وأصدقائها وشباب تونس الصاعد وشعبها الابيّ، مبشرا لهم بقرب تحقق موعودات الله سبحانه للمومنين بالنصر المبين
البلاد في أزمة تتفاقم، أمام إمعان السلطة في اعتماد شرعيتها على عصا البوليس والإعتقالات العشوائية والمحاكمات المصطنعة، فضلا عن تفاقم نهب الأرزاق من قبل عدد من العوائل المتنفذة المتسلطة على رقاب الخلق ، وتفاقم البطالة، واستمرار الأسئلة الكبرى الحارقة معلقة بلا جواب والتي كان التعامل معها الخاطئ مصدر الأزمة، وأهمها:
أ- يعلم كل متابع للشأن التونسي أن أهم العوامل التي فتحت أبواب التفاؤل على مصارعها جاءت من اطلاق ابن علي صبيحة انتصابه عدة آلاف من مساجين النهضة هذه العقبة التي اصطدم بها العجوز الهالك وأودت بنظامه، ودخوله في حوار مع قادتها لتسوية هذا الملف الخطير، وأعطت مشاركتهم في انتخابات افريل
1989 زخما كبيرا لها غير مسبوق، بما كان يعمر الراي العام من تفاؤل وأمل في المستقبل، إلاّ أن تورّط نظام 7/11في مستنقع التزييف الواسع عودا بحليمة الحزب الحاكم الى عادتها القديمة، وبروز برلمان بلون واحد أطاح بكل تلك الآمال، وأحلّ محلّها خيبة آمال مريرة، سارعت السلطة الى الحلّ السهل القاتل، باعتماد خطة استئصال شامل للمعارض الأساسي في البلاد،النهضة، بما أجهز على السياسة وعلى بيان 7/11، بمزيج من القمع البوليس والقضائي والتشويه الإعلامي و الإصرار على رمي المنافس السياسي بالإرهاب والأصولية وتهديد مكاسب الحداثة!!، وهي اتهامات لم يعد يصدقها أحد، لا داخل تونس ولا خارجها. والدليل على ذلك :اندراج النهضة ضمن هيأة 18أكتوبر التي تنضوي تحتها أهم أحزاب المعارضة وهيآت من المجتمع المدني وشخصيات وطنية، لا يمكن لأحد التشكيك في ديمقراطيتها وحداثتها. أما في الخارج فقد قبل مهاجروا النهضة لاجئين في كل دول الإتحاد الأروبي وكندا واستراليا ونيوزيلاندا، حيث تعتبر شهادة الإنتماء المسلّمة للنهضوي طالب اللجوء موقعة من رئيس النهضة وثيقة أساسية في قبول مطلبه، كما فشلت كل دعاوى السلطة أمام محاكم أروبية في تجريم النهضة بالإرهاب، بل برّأت رئيس النهضة من التهمة وأجبرت المحاكم وسائل الإعلام التي تورطت في ذلك على الإعتذار ودفع الغرامات العالية لرئيس النهضة. الثابت أن النهضة اليوم معطى من المعطيات الكبرى للساحة الثقافية والاجتماعية والسياسية لا يمكن للإمعان في إنكاره والحرب عليه إلا أن يفاقم في أزمة البلاد المتصاعدة.
ب-الملف الثاني الذي ظلّ معلقا رغم تفاقمه، ملف الفساد، فرغم تداول المعلومات حول وقائع الفساد على كل لسان، بما في ذلك وسائل الإعلام الخارجية، وفي منتديات التونسيين، فلم يحصل أن أقدمت السلطة على محاكمة كارتل من كارتلات الفساد الكبرى التي يردد الناس أسماءها صباح مساء.وأنى لها أن تقدم على ذلك؟
ج- الملف الثالث ملف الخلافة، فرغم أنها الدورة الرئاسية الأخيرة للرئيس بحسب الدستور وبحسب السن الذي يكون قد استشرف الثمانين حين انتهاء دورته، ورغم إلاشاعات عن صحته التي تطفو على السطح مدة ثم تخبو لتعاود الظهور، والرئيس بشر ليس مبرأ من عوارض البشر، فلم تتردد السلطة في الشروع في إعداد المسرح لعرض مسرحية التمديد مرة أخرى ، بما يمهد لرئاسة مؤبدة بدأ « العهد الجديد »بالتشنيع على سلفه بسببها لتسويغ الانقلاب عليه، وهو ما يضيف عاملا آخر قويا الى القلق العام حول مستقبل البلاد. فما ظنك بحال بلاد تجتمع عليها مشكلات من هذا الوزن الثقيل؟ لا جرم أن تفرز الأمراض المزمنة تقيحاتها، ومن ذلك ظهور بؤر انتفاضات شعبية تنقلت بين أكثر من جهة من جهات البلاد، بدأت بالأطراف في منطقة الحوض المنجمي بجهة قفصة، وانتقلت الى قرى ومدن أخرى احتجاجا على البطالة وعلى المحسوبية، كما تفاقمت الإضرابات وتتالت محاكمات شباب الصحوة الإسلامية الجديدة التي تفجرت على امتداد البلاد مخترقة كل الطبقات، بما يشبه الإنتفاضة الدينية الصامتة، التي لم تجد معها السلطة غير توخي مزيج من السياسة والقمع، من طريق الإفراج عن إذاعة للقرآن الكريم وبعض الإجراءات الأخرى، وفي الوقت ذاته القيام بحملات شملت آلاف الشباب، وإخضاعهم لضروب وحشية من التعذيب، وإصدار أقسى العقوبات عليهم بتهمة الإرهاب، والتفكير في الإلتحاق بالمقاومة العراقية. أما الإضرابات العمالية، فرغم تواطئ الرسمية النقابية، فقد اتسعت دائرة الإحتجاج على تدني القدرة الشرائية وطرد العمال وقفل أبواب المؤسسات نتيجة لسياسات رأسمالية فرضت على البلاد. ومع حرص السلطة على الإستجابة لمطالب النظام الدولي في كل الميادين الإقتصادية و السياسية و القضائية و الأمنية، وجوزيت على ذلك بقبولها أول شريك لأروبا في الجنوب المتوسطي، إلا أن طلبها في الحصول على رتبة الشريك الممتاز التي حصلت عليها المغرب والاردن رغم تأخرهما عن تونس في دخول نادي الشراكة، تم تأجيل النظر فيه ،بما حزّ كثيرا في نفوس أهل السلطة، وعبّر عن مدى الإستياء الأروبي من إحجام السلطة عن معالجة ملفات أساسية ولو بالحد الأدنى المعقول، مثل ملف الفساد والديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الإعلام. كل ذلك يضع البلاد على طريق المجهول، وتفاقم التأزم واتساع دائرة الإحتجاج الشعبي، والإنتفاض وصولا الى حالة التفجرالعام، بما يعيد للأذهان انتفاضات 78و84 من القرن الماضي.
2- نجحت تونس في ضمان أقدار عالية من النجاح الاقتصادي، والاستقرار الاجتماعي، رغم تواضع ثروات تونس.. فلا غاز عندها ولا بترول.. فلم لا تدرجون أنفسكم ضمن هذا المشروع الناجح في خدمة تونس وشعبها؟
ج:هذا التوصيف الوردي للحالة التونسية يعيد للأذهان ما ردده حماة النظام في التسعينيات، إذ ردد الرئيس الفرنسي خلال زيارته لتونس في التسعينيات وهي تتلظى بأفدح درجات القمع ، قصة المعجزة التونسية، ولما سأله أحد الصحفيين عن حقوق الإنسان أجاب وهل للإنسان من حقوق غير تلبية حاجته للأكل ؟ كفى ترديدا لهذه الأوهام و الإهانات لشعب يصبح ويمسي على الرعب من قمع البوليس المنفلت، وعلى أخبار نهب الأرزاق والطرد من الشغل واشتعال الأسعار.
3- تتحدثون كثيرا عن انتهاك حقوق الإنسان والاعتداء على الصحافة.. لكن هذا أمر يمكن التجاوز عليه بالنظر للنجاح الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي.. أليس كذلك؟
ج:كفى ترديدا للخطاب الخشبي الستاليني. فقد أشبع الشعوب إهانة، وأشبعته رفضا واحتجاجا.
4- منذ العام 1991 وحركة النهضة بين سجين ومهجر.. متى يتوقع أن تغيروا توجهكم السياسي، حتى تخرجوا بلادكم وحركتكم من أتون الصراعات والمواجهة مع سلطة ناجحة ومدعومة داخليا وخارجيا؟
ج:ذلك قدر حركات التغيير إن كانت صادقة وجادة في دعواها أنها جاءت لتغير واقع المهانة والاستبداد والفاسد الذي تتلظى فيه شعوبها. قال تعالى موجها خطابه لنبيه عليه السلام يهيّئه لما يستقبله وصحبه وحملة دعوته من قتل وسجن وتشريد « وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك » ثم طمأنه أن ذلك مكرهم والله محبطه « ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين » والسؤال لا يوجه الينا الى متى ستستمرون في المعارضة، وإنما الى الطرف الآخر إذا شئت :الى متى يستمر في العناد وتحدي إرادة الشعب في التغيير ابتغاء قيام نظام عادل؟ السؤال الحقيقي ليس الى متى نستمر في المعارضة، وإنما هو هل تحقق الهدف من هذه المعارضة ؟ الثابت أنه لم يتحقق، بل قد ازدادت الحالة سوء، فنظام بورقيبة كان أقل وطأة على الشعب من نظام خلفه. فهل استمرار الدكتاتورية مدة أطول يكسبها شرعية ويدعو معارضيها الى الإلتحاق بركبها، وإسباغ المشروعية عليها رغبة في الظفر ببعض الفتات؟ أم أن ذلك داعيا آخر للصمود والبحث عن سبل لتصعيد النضال، وتحسين الأداء وتعبئة وتحشيد الصفوف. لماذا حدثنا القرآن الكريم عن نبي ظل يدعو قومه الف سنة إلا خمسين عاما، وعن فتية اعتزلوا قومهم مئات السنين حتى أعيد لهم الإعتبار، وعن أصحاب الأخدود الذين فنوا جميعا دون عقيدتهم؟، أولم تقض شعوب اروبا مئات السنين وهي تصارع ملوكها المتألهين حتى قطعت رؤوس بعضهم وأدبت بعضا آخر وفرضت سلطانها المطلق على حكامها؟ وهل سقط نظام التمييز العنصري قبل عشرات السنين بل مئات السنين من النضال؟ فلم يراد لشعوبنا وحدها أن تحصل في تحد لسنن الله في التغيير عن بركات العدل دون مجاهدات ناصبة دؤوب، لا سيما وهي تعمل ضمن ميزان قوة دولي مختل لصالح أعدائها، بما يفرض عليها المزيد من الصبر والمصابرة وموالاة التضحيات ؟ السؤال الحقيقي ليس متى ستغير النهضة توجهها السياسي حتى تخرج من أتون الصراعات والمواجهة ؟ و إنما متى ستنجح في تحقيق أهدافها في التغيير التي سقط في طريقها المئات بل الآلاف من خيرة ابناء تونس بين شهيد وجريح ومعوق؟ يومها فقط وعساه يكون قريبا تضع الحرب ضد الاستبداد والفساد والتجزئة والظلم أوزارها. أما قبل ذلك فهو الإستسلام والإنتحار. ليس الأهم أن يحقق المناضل أهدافه في التغيير خلال عمره المحدود، فقد يفضي الى ربّه دون أن يرى شيئا من ثمار عمله مثل آل ياسر، قد يودع هذه الدنيا شريدا أو سجينا أو معلقا على المشنقة أو مجوّعا ممقوتا، بينما الطاغية المتكبر يرفل في ثياب العز الزائف. بل المهم أن يلقى المناضل ربه وهو مستمسك بأهدافه عاضا عليها بالنواجذ. نجحت أم لم تنجح، فالنتائج بيد الله وحسبك بذل الوسع وأن تلقى ربك وهو راض عنك. وإن أحد تعب دون أن تتحقق أهدافه فله أن يستريح، ولكن من قبيل الإنتحار السياسي والقيمي ونقض الغزل بعد إبرامه، أن ينتهج سياسة يتنازل فيها عن مهمة تغيير الواقع الفاسد التي تأسست من أجلها الحركة، داعيا لاستبدالها بسياسة تطبيع معه وتغيير نفسه وتطويعها للقبول بالأمر الواقع، وتعديل نفسه وفق ميزان القوة، بينما يكون قد قضى خيرة ايام شبابه مناضلا من أجل تغيير ذلك الواقع وميزان القوة الذي يحكمه، في ذهول عن حقيقة أن مبرر وجود حركته أن تغير هذا الواقع وليس أن تتصالح وتطبّع معه، بينما الواقع اليوم أسوأ بكثير مما كان. فإذا تعب، فليصارح نفسه ويتنحى جانبا تاركا المهمة لجيل جديد، وهو ما كان على محمود عباس وأمثاله أن يفعلوه .
5- ألا تخشون من أن يتكرر في التاريخ التونسي ما حصل للشيخ عبد العزيز الثعالبي مؤسس العمل السياسي التونسي ضد الاستعمار مع راشد الغنوشي وحركة النهضة، بحيث تطوى صفحة النهضة كما طويت صفحة حزب الدستور القديم وزعيمه بظهور قوى جديدة، هي اليوم في تونس التيار السلفي الجهادي؟
ج:أولا: من كان عمله ابتغاء مرضاة الله – ونحن ظننا في الله سبحانه أن يدرجنا في سلكهم-لا تشغلهم مثل هذه الخواطر والهواجس. هم يحدثون أنفسهم أولا هل سيلقون ربهم وهو راض عنهم، قائلين مع زعيمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مبتهلا الى ربه يوم الطائف وهو مدفوع من السفهاء والطغاة والدماء تشخب من جسده الشريف ، »اللاهم إن لم يكن منك غضب علي فلا أبالي ». وثانيا : هم مستيقنون أن رحمة الله بعباده وقدرته على الخلق وحفظه للدين تأبى أن يستتب الأمر نهائيا للطغاة على الدعاة، فتضيع أجور وأعمال ومجاهدات عباده لعشرات السنين سدى؟ « وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم ». فما بذلته النهضة واستثمرته في مجتمعها لن يضيع. وإذا كان قد بدا كذلك لبعض الوقت فإنما قد استكن تحت القهر متحينا أدنى فرصة للظهور مجددا، وذلك الذي كان عبر الصحوة الجديدة العارمة التي وإن بدت أنها لا تشبه آباءها وأنها من جنس آخر فذلك محض التوهم، لن تلبث حلقات الإصلاح أن تتواصل، ويتم التعارف بين الأجيال و الإنتساب، و إنما هي البدايات دائما حارة حادة حاسمة ثم تهدا وتأخذ مكانها في سياقات تطور البلاد، تماما كما حصل مع جيل النهضة، إذ انطلق ثائرا على كل شيء، بما في ذلك جيل الثعالبي وصحبه من الإسلاميين ، فبدت النهضة في ثورتها وكأن لا إسلام قبلها، وأنها من جديد تخط أول الصفحات في تاريخ الإسلام، غير أنه ما إن ذهبت الشرّة (بكسر الشين) وهدأت النفوس حتى تعرفت الى أسلافها، ووضعنا أنفسنا في المكان المناسب من شجرة النسب الإصلاحي منذ القرن التاسع عشر مع خير الدين وابن ابي الضياف وباش حامبة والثعالبي والقليبي، هكذا سيفعل ابناء الصحوة الجديدة، سيضعون أنفسهم ضمن هذه الشجرة المباركة التي تعد النهضة فيها سلفهم المباشر. وثالثا: ليس فيما آل له وضع الثعالبي ما يؤسى له، فقد تشرّف بتأسيس الحركة الوطنية على أسس العروبة والإسلام، إلاّ أن موازين القوة وليس غير ذلك ما رجح كفّة الجناح التغريبي من الحركة الوطنية، وارثا للمستعمر، بعد أن اضطر هذا الأخير للرحيل. ورغم ما بدا من أن الثعالبي وحركته الوطنية الإسلامية العروبية قد خسرت المعركة الى الأبد، إلاّ أنّ ما يسميه العلمانيون بمكر التاريخ وما نسميه نحن بقدر الله وعدله المطلق، اقتضى أن لا يمر على سيادة ايدولجية التغريب المنتصرة إلاّ أقلّ من عقد ونصف، حتى دبت في البلاد روح الثعالبي مجددا بظهور الحركة الإسلامية في نهاية الستينيات من القرن العشرين، وخلال عشرية فقط، ملأت دعوة الاسلام السهل والوعر، حتى اهتز البناء العلماني الانسلاخي السائد الذي حسب أهله انهم قد حسموا المعركة نهائيا لصالحه، وما لبثوا أن شعروا بالخطر وعجز السياسة والمنطق عن مواجهة الخطاب الإسلامي العائد متسلحا بأدوات الحداثة، فسارعوا الى إطلاق العنان لأدوات الدولة القمعية تعمل في المشروع الإسلامي المستأنف تدميرا وقمعا. وبسبب عمق المشروع الاسلامي التجديدي، وأنه يعبر عن توجه مجتمعي عميق واسع، فقد فشلت خلال زهاء ثلث قرن أي منذ1981 تاريخ أول مواجهة، في الإجهاز عليه. وفي المثل العامي »ما مات من ترك خليفته »؟ فبأي منطق يعد الثعالبي قد خسر المعركة، أو خرجت بضاعته من ساحة التداول؟. لو حككت جلد أي نهضوي لوجدت تحتها جينات لزيتونيين وثعالبيين ويوسفيين، وهي الفئات التي بدت وكأنها خسرت المعركة لصالح تغريبة بورقيبة، ولكن ليس للأبد وإنّما الى حين. والأمر ذاته مؤكد مع كل فتى من فتيان الصحوة الجديدة، يمكن لك أن تظفر بيسر تحت جلد كل منهم بنسب لحركة النهضة مهما بدا الأمرعلى غير ذلك الى حين.الثابت ياصاحبي أنه مع ما ترى، بل بسبب ما ترى من قمع ساحق تعرضت له النهضة أنها دون ريب من أهم حقائق واقع ومستقبل البلاد، بينما أعداؤها وإن يكونوا اليوم حاكمين أو مشاركين، مستقبلهم وراءهم. النهضة مستقبلها أمامها، بل هو قاب قوسين أو أدنى منها، لاسيما وهي واقعة ضمن مسار إسلامي صاعد على المستوى العالمي، بينما أعداؤها واقعون ضمن أفق راسمالي تزداد يوما بعد يوم آفاقه قتامة في مراكزه الكبرى، فكيف هو حال الأتباع وأتباع الأتباع؟
6– تجري في المهجر خلافات واسعة بين أبناء النهضة على قاعدة العودة والبقاء في المنفى.. هل تخشون من هذه الجدالات الحادة على وحدة النهضة واستمراريتها؟
ج:لا ليست خلافات واسعة بل هي زوبعة في فنجان، لأنه لا آفاق سياسية لها، بل تم تضخيمها في الإعلام، بينما لم يصل عدد العائدين أصابع اليد، معظمهم تمت محاكمته فسجن، أو اكتفوا بإصدار حكم عليه مؤجل، سيفا يبقى مسلطا على رقبته وسبيلا لإبتزازه وفي الاقل فرض الصمت عليه وإخراجه من ميدان المعارضة . ومع أن هذه العودة هي في الأصل حق من حقوق المواطن، إلاّ أنه بسبب أننا إزاء سلطة لا تعترف بسلطة القانون العادل، فقد نصحنا اخواننا بتأجيل هذه العودة حتى تتوفر شروط عودة آمنة كريمة هي غير متوفرة اليوم، لكننا لم نجعل من هذه العودة قضية كبرى، لعلمنا أن وضع البلاد طارد في جملته وليس جاذبا، ودليل ذلك قوارب الموت التي يحاول عشرات الآلاف من الشباب التونسي الفرار على أخشابها المهتزة من جنة نظام 7نوفمبرصوب أي اتجاه وبخاصة صوب الضفة الشمالية من المتوسط، بل إن قبائل تونسية في الأطراف دفعتها الخصاصة أكثر من مرّة لإجتياز الحدود في اتجاه الجزائر .
7- يبدو الداخل النهضوي أيضا منقسما بين تيارات مختلفة.. كيف تدير النهضة اختلافاتها؟
ج: النهضة حركة بشر، فلم يخل صفهم يوما من خلافات، لا تتعلق بثوابت الإسلام وإنما بمسائل اجتهادية معظمها يدور حول مسألة إدارة أزمة العلاقة مع السلطة، وهي أزمة راجعة في الأساس الى تصلب السلطة وإدمانها على الإستبداد والإنفراد ، بما لا يدع أمام كل جهد معارض غير الإستسلام والخضوع لإرادة السلطة، والإنضواء في خانة المعارضة الشكلية الديكورية، للظفر بالفتات الذي تجود به السلطة، شأن معظم المعارضة المعترف بها، أو تجد نفسها في حالة مواجهة مع السلطة، وهو الحاصل مع النهضة ومع المعارضات الجادة. والنهضة باعتبارها حركة اسلامية حديثة وكبيرة تعتمل داخلها أفكار واتجاهات تتمحور كما سبق حول مسألة التغيير وخصوصا في علاقته بالسلطة، العقبة الأشد في طريق دمقرطة تونس، وكما يحصل عادة فإن أمر الإختلافات من هذا النوع تصب حصيلته في مؤسسات الحركة، حيث يكون للأغلبية الحق في حسم القضية المتنازع حولها لصالحها. وما استمرت هذه الآلية في حكم المؤسسات فاعلة و الإلتزام بها من كل الأطراف قائما، فلا خوف على وحدة الحركة. وإذا ضاقت الأقلية يوما ذرعا فلم تعد تتحمل وضعها كأقلية فانفردت برأيها عن الجماعة لتنتظم خارجها فلن يكون سعيدا بذلك غير خصوم الجماعة ، العاملين ليل نهار على تمزيقها من داخلها بعد أن عجزوا عن ذلك من خارجها خلال قرابة ثلث قرن عبر القمع. غير أن التجربة أثبتت عبر اربعين سنة من عمر الحركة، أنها قد خسرت عددا من الإخوة الكرام ، انسحبوا من صفوفها . ولكنهم لم ينشئوا كيانات بديلة عنها، بل ظل معظمهم على تواصل معها، فأخوة الإسلام العامة والأخوة الوطنية والإنسانية تشكل أسسا معتبرة للمحبة وللتعاون.
8ـ من خلال تجربتكم في العمل الإسلامي ، وبالنظر إلى إخفاقات الإسلاميين هل خرجتم بتصور جديد يخرج عن إطارات الشعارات الفارغة؟
ج:حركة الإسلاميين بالإسلام من أجل ترجمة عقائده ومقاصده وقيمه وشعائره وشرائعه في مسالك عملية ومنظومات مجتمعية وحضارية حركة بشرية، محكومة بقوانين الطبيعة وظروف الزمان والمكان، بما يجعلها عرضة للصواب والخطإ للفشل والنجاح، فهم في ذلك مثل غيرهم، يمتازون عنهم بما يزودهم به الإسلام العظيم من هدايات لعقولهم، وتوجيهات لأرواحهم وضروب تزكية لنفوسهم، وما يرجونه إن هم فعلوا ذلك فبذلوا الوسع في مجاهدة أنفسهم ومحيطهم في سبيل الله من تسديد الهي لهم وعون. ولو أنك ركّزت نظرك في متابعة مسيرة الحركة الإسلامية منذ خمسينيات القرن الماضي حتى اليوم على ما سميته « إخفاقات الإسلاميين » لألفيت أمثلة كثير تشهد على ذلك، فقد ظلت السلطة وهي أكبر أدوات التأثير المعاصر، بيد خصوم الإسلاميين من حملة المشروع العلماني، استلموها عبر الإنقلابات، وأداروها بمستويات عالية من العنف والبطش بكل من عارضهم وخصوصا الإسلاميين، الذين دارت عليهم طاحونة القمع في صور رهيبة في معظم أقطار العرب، ربما كان من آخرها ما حصل ويحصل في مصر وتونس والجزائر . ولكن إذا أنت نظرت الى الكأس من جانبه الملآن وقست اليوم بمقياس موضوعي منزلة الإسلام في مجتمعاتنا رغم أنها محكومة غالبا بأنظمة علمانية قاهرة، ستجدها بلا شك أكثر أسلمة مما كانت عليه قبل خمسين أو ستين سنة، بل حتى قبل مئات السنين، فالمسلمون اليوم أحسن اسلاما، تصوراتهم العقدية قد تطهرت الى حد كبير من الخرافة والوهم، ومساجدهم أكثر عمارا، ومسالكهم أكثر انضباطا بقيم الإسلام. أما مراكز العلم كالجامعات فلم تكن يوما أكثر اسلمة منها في هذه المرحلة. ولو أنك اتخذت القضية الفلسطينية وهي منذ ستين سنة القضية الأكبر في حياة العرب والمسلمين ، فقست شعبية كل تيار في الأمة بمدى حمله لها، لأمكن لك رسم سياق اتجاهات التطور الفكري في أمتنا. فقد ظلت التيارات القومية العلمانية العربية هي الحاملة لها حتى حرب1967حيث كان إخفاقها مدويا ، فاسحة المجال أمام ظهور التيار الوطني الفلسطيني العلماني مدعوما من اليسار، حتى إذا انهار الإتحاد السوفياتي انهارت معه منظمة التحرير، واستسلمت لمتاهة المفاوضات والتسويات السلمية الذليلة، فتقدمت الأيدي المتوضئة لحمل راية القضية المقدسة مدعومة من شارع اسلامي واسع، وممن بقي صامدا من التيارات الأخرى. ولو أنك نظرت الى قافلة الحرية التي حققت بالوسائل السلمية الميدانية بعيدا عن كل من سلاح ومن التفاوض لوقفت على جانب آخر من جوانب التطور الإسلامي الحاصل في أعماق مجتمعاتنا وفي المجتمع الإنساني المدني، حيث يتعالى دور الإسلام على كل الصعد. لم يكن عجبا أن يختار الصهاينة موعد صلاة الفجر للهجوم الحقير الوحشي على أسطول الحرية، لأن معظم أبطاله اسلاميون حريصون على أداء شعائر دينهم مقترنة بحملهم لهذه القضية المقدسة. لا يرتاب دارس اليوم لاتجاهات الراي العام في أمتنا في الوقوف على هذه الحقيقة، أن الإسلاميين قد حسموا الى حد كبير معركة الراي العام لصالحهم ، ولذلك لا يرتاب أحد في توقّع أنهم سيكونون الفائزين في أي منافسة انتخابية تتوفر على قدر من الصدق ، ولذلك إذا لم يكونوا هم الحاكمين الشرعيين فما ذاك إلا انعكاسا لموازين القوى الدولية التي لا تزال مائلة لصالح القوى الغربية، وهذه لا تزال تقدّر ضمان مصالحها في العالم الإسلامي في التعامل مع حكومات معزولة عن شعوبها، تطويعها يسير. وما تلاقيه من صعوبات اليوم في التعامل مع تركيا أردوجان لا تجد عشر معشاره مع أنظمة عربية دكتاتورية علمانية، تطويعها يسير. فهل قليل أن رد الإسلام الى حضن الأمة مناصرين لفلسطين قضيتها المركزية الأمة التركية و الأمة الفارسية و الامة المالاوية(أندونيسيا وماليزيا)، حتى لم يبق أعوج مكسورا غير الضلع العربي، وهو بسبيله الى الإستقامة، فتغلق الدائرة، بإنهاء لكل مشاريع الإحتلال، وفي مقدمتها السرطان الإسرائيلي، ووصمة التجزئة والتخلف. هل تسمي كل هذه الإنجازات التي نقلت الإسلام من هامش التاريخ الى قلب المعارك المجتمعية والتاريخية إخفاقات!!أوليست المقاومة الاسلامية هي التي قادت الى خيبة مريرة أعظم جيوش العالم فتكا، الجيوش الاطلسية والصهيونية في العراق وافغانستان وفي لبنان وفلسطين..بما هز من الاعماق البنيان الراسمالي وجعله يترنح مهددا بالسقوط؟هل ذلك قليل؟ 9هل يمكن أن تفصّل في علاقة حركتكم مع الإسلاميين في الجزائر؟
ج:هم جميعا اخواننا وأحبابنا ندعو لهم بالخير والسداد ووحدة الصف والتوفيق في أن يخرجوا بالجزائر الحبيبة والعظيمة من محنتها التي طالت وكثر ضحاياها واشتدت آلامها، وكانت لها أوخم الإنعكاسات على جملة التطورات التي حصلت خلال العقدين الآنفين على جملة التطورات في المنطقة وخصوصا على الجار التونسي. نحن منحازون للإسلام ، للعروبة ، للحرية ، للجزائر
10- كيف تنظرون الى الجهد الدعوي للمرحوم الشيخ محفوظ نحناح؟
ج:المرحوم الشيخ محفوظ نحناح ركن أساسي من أركان دعوة الإسلام في المنطقة، وعلى صعيد جملة المشروع الإسلامي في الجزائر الشقيقة. ربطتني به علاقة وطيدة منذ بداية السبعينيات داخل الجزائر وخارجها، وعلى امتداد ذلك الزمن وحتى عيادتي له في مرضه الأخير في مكة المكرمة، حيث اختار أن يودّع هذه الدنيا معتمرا. وكانت من أهم زياراتي له قبل ذلك بكثير بمستشفى مدينة الأصنام بالسبعينيات وكان يومئذ سجينا، فتسللت ضمن أسرته لزيارته. وزادت العلاقة توثقا خلال إقامتي بالجزائر، حيث كان جهده عظيما في توصيل علائقي مع جملة المنتظم السياسي الجزائري بمختلف اتجاهاته. رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى. شخصية الشيخ شخصية قيادية من طراز عال، هادئ رصين وواقعي جدا وشديد الثقة في نفسه، ذو خلق رفيع، عفّ اللسان. ليس في حياته غير الإسلام والعروبة وخير الجزائر. أما عن آرائه السياسية ومنهجه في التغيير فموضوع أخذ ورد في الوسط الإسلامي داخل الجزائر وخارجها، ما يمكن وصفه بالمنهج العملي الواقعي الذي تبناه ومضى فيه الشيخ الى النهاية، وكان من ثماره الوقوف الى جانب العسكر في انقلابهم على الديمقراطية بذريعة حماية الدولة من الخطر الأصولي. كان الشيخ فيما يبدو شديد القناعة بدور الجيش في المحافظة على الدولة، وذلك مقابل ما يمكن وصفه بالمنهج الثوري أو المبدئي أو الديمقراطي الذي لم ير في تدخل الجيش غير كونه كارثة لا يمكن أن تسبغ عليها الشرعية بأي ثمن كان. وذلك بصرف النظر عن الموقف من العنف والإرهاب، فكثير ممن وقفوا ضد الإنقلاب من هيآت ديمقراطية وحقوقية، مدافعين عما كان يدافع عنه الشيخ عبد الله جاب الله ويسميه » خيار الشعب « ، كانوا رافضين لمنهج العنف. وأعدّ نفسي في الجملة أقرب الى هذه الوجهة. فالخيار ليس حتميا بين خيار العنف وخيار الإنقلاب ، فبينهما خيارات أخرى، منها التعويل على الشعب، على المقاومة المدنية عبر الإحتجاج الشعبي المرشح أكثر بديلا عن الخيارين الكارثين، مخرجا لأزمة الجزائر ومعظم الأقطار العربية التي تعيش حالة تأزم وانسداد بسبب ما أدى إليه الخياران الكارثيان. اختلاف وجوهات النظر في منهاج التغيير اختلاف قديم متجدد ومناط اجتهاد، فلا ينال من الود و الإحترام ومنزلة رجل بوزن الشيخ الراحل محفوظ نحناح وبلائه العظيم في خدمة الإسلام رحمه الله رحمة واسعة، ولقانا به في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
11-رغم التضييق عليكم في تونس وسجن كل إطاراتكم إلا أن حركة النهضة لم تبدي ميلا إلى العنف والتزمت المنهج الوسطي، ما السر وراء ذلك؟
ج:ذلك من فضل الله سبحانه علينا وعلى بلادنا، وإلا فما أيسر العنف والتخريب في بلد يؤمه ملايين السواح. ولذلك لم يتردد سياسيون مشهورون في تونس مثل الأستاذ محمد المصمودي الزعيم الوطني، ووزير الخارجية الأسبق في التصريح أنه إذا كانت تونس تتمتع بالأمن فليس ذلك راجعا لمجرد حزم الجهاز الأمني، و إنما الى تعقّل النهضة. هذا التعقل ربما هو عائد الى الإتعاظ بتجارب الحركة الإسلامية، ولم يأت فيها العنف إلا بالكوارث على القائمين وعلى عامة الناس، وما استفاد منه غير الأنظمة الموجه اليها. ربما ذلك عائد الى عمق الطبيعة المدينية للمجتمع التونسي، ثقافة العنف فيه ليس لها تاريخ عميق، بل إن سوابق احتجاجاته على الظلم الذي يحيق به من حكامه غلب عليها الطابع المدني، طابع الإنتفاض الشعبي الذي يضطر الحكام الى التراجع، كما حصل سنة 1984إذ اضطرت الإنتفاضة الشعبية حاكما قويا مثل بورقيبة الى التراجع عن قراره في الترفيع في ثمن الخبز. وسوابق مثل ذلك كثير في تاريخ بلادنا وعامة المدن الإسلامية. ربما بعض ذلك عائد الى تنوع المرجعية الثقافية التي تأسست عليها الحركة، مزيجا من الفكر الإصلاحي المشرقي و الفكر المغاربي فكر ابن خلدون ومالك بنبي، ومن الفكر الإسلامي والفكر الحداثي الديمقراطي…ما أفشل بفضل الله خطة السلطة في استدراجنا الى حمأة العنف، لتيسير القضاء علينا واستئصالنا بذريعة الدفاع عن مكاسب الحداثة في مواجهة الخطر الأصولي، وهو ما لم يعد يصدقه أحد في الداخل أو الخارج، فإذا كان في البلاد من عنف وارهاب فليس له من مصدر ومشجع غير سياسات الإستبداد و الإنفراد التي أدمنتها دولة الإستقلال في التعامل مع معارضيها، بل مع عامة الشعب وخصوصا مع ازدياد تآكل شرعيتها. 12-لا زالت القطيعة مستمرة بين حركة النهضة والسلطة في تونس، ألا ترون أن خطابكم الحاد أدى إلى تخويف السلطة منكم؟
ج: بعضهم يقول ذلك، متوهما أن السياسة تصنعها أساليب الخطاب وليست موازين القوة والمصالح الضاغطة الحاملة لهذا الطرف على اللقاء والتفاهم مع ذاك بصرف النظر عن محبته له أو كرهه. السياسة في زمننا ليس راسمالها اساليب الخطاب ولا مبادئ الحق والعدل والخير وإنما المصالح الكبرى والضغوط القاهرة. ولو أن ما دعوته بعلاقة القطيعة بين النهضة والسلطة على امتداد عقود ثلاثة في عهد بورقيبة وعهد سلفه، المسؤول عنها خطاب رئيس النهضة الحاد كما وصفته، أولا: لاختلف الامر بين الرئيس الحالي للنهضة وبين الرؤساء السابقين الذين تداولوا على الحركة: من المهندس حمادي الجبالي الى د.صالح كركر، الى د. الصادق شورو، الى الشيخ الحبيب اللوز..وهو لم يختلف، وثانيا: وعلى فرض أن هذه المواجهة صنعها خطاب حاد للنهضة تواطأ عليه الجميع، لما فهمنا حالة المواجهة التي طبعت علاقة الحكم بالمعارضة على امتداد دولة الإستقلال، بما فرض عليها ، على اختلاف اتجاهاتها أن تتداول المحاكمات والسجون والمنافي، وحتى لمّا فرضت الاوضاع المحلية والدولية على نظام الإستبداد أن يتنازل عن نظام الحزب الواحد ويعترف بالتعددية حرص كل الحرص على أن يكون تنازلا شكليا أفرغ النظام التعددي من كل محتوى ديمقراطي يعترف بحقوق المواطنة وبسلطة الشعب وبالتداول على أساس انتخابات تعددية حرة، وبحرية التعبير واستقلال القضاء وبالشفافية والمحاسبة، فليس شيء من ذلك قد تم الاعتراف به عمليا ، وبذلك ظلت الإنتخابات تتحكم فيها وزارة الداخلية وفق النسب التي يقررها الرئيس، فلم تغيّر يوما شيئا مما هو مقرر لها، ولم تكد النسبة التي يحصل عليها الرئيس تنزل عن التسعين بالمائة وكذلك حزبه. والقضاء والإعلام والإدارة والإقتصاد والثقافة وحتى الرياضة ربما.. كلها أجهزة تديرها وزارة الداخلية، فهي دولة بوليس بامتياز. وما تحصل عليه المعارضة المؤنّسة من مقاعد هو بالضبط وفق الكوتا، النسبة المقررة لها مجتمعة لا تتجاوزها، لكن الرئيس كرما منه يقرر بين دورة انتخابية وأخرى الترفيع في حصتها من 10% الى أن بلغت بعد ثلث قرن 25% بينما هي لا تحصل في الواقع على أكثر من 3%مجتمعة. أما الأحزاب التي ثبت بالتجربة أنها تمثل منافسا حقيقيا، اسلاميين وغير اسلاميين، فيتم إقصاؤهم بالوسائل الكفيلة بذلك. لقد اعترف للنهضة في الإنتخابات الوحيدة التي شاركت فيها في أول عهد ابن علي1989بحوالي 20% بما جعلها حتى بهذه النسبة (والحقيقة أكبر من ذلك بكثير)زعيمة المعارضة، وبدل أن يكون ذلك مبررا كافيا للإعتراف بها تعزيزا للديمقراطية وللسلم الإجتماعي ولسلطة القانون ، اتخذ ذلك سببا كافيا لشن حملة استئصالية عليها، وحدث ذلك في فترة كان فيها خطاب النهضة محمولا على أجنحة الآمال في العهد الجديد، والثقة في الخطاب الذي أطلقه يوم 7نوفمبر، فماذا كان ينتظر من حركة يسلب حقها عيانا بيانا، وتواجه بخطة استئصال شاملة، لم تستثن أمهات وزوجات وأطفالا روّعوا في ظلام الليل ولا أقارب ولا أصدقاء، فضرب الحصار على الجميع حتى فرض على أكثر من زوجة أن تطلق زوجها، وجرّمت كل محاولة مهما كانت بسيطة لمد يد العون لزوجة أو أم ، وجرّم كل مسلك اسلامي من صلاة وحمل مصحف، فضلا عن مطاردة الحجاب. ماذا ينتظر ممن سلخت جلودهم ؟ أن يقبلوا يد الجلادين؟ بينما صوت العدالة الإلهية يعلن »لا يحب الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم »، أوليس السؤال المحير ليس عما سمي بخطاب النهضة الحاد وتحميله مسؤولية القطيعة؟ وإنما السؤال المشروع لماذا تصر السلطة على نهج القمع والإنفراد، وعلى مقابلة طرق النهضة المتكرر أبواب القانون للإعتراف بها وللتعامل السياسي معها وللتصالح ، إلا بالصد وبخطة أمنية استئصالية شاملة؟، ولو أن النهضة ردت على خطة الإستئصال التي ووجهت بها بالعنف لكان ذلك مفهوما . ولو أن قواعدها انفلتت الى العنف لكان مفهوما، أفأن تنجح النهضة في التحامل على نفسها ولحس جراحاتها فلا ترد ّبشيء من ذلك، هل يستكثر عليها أن تشجب جلاديها ويصر خطابها على تسمية الأمور بمسمياتها؟ ومع ذلك لم يبلغ خطابها الشاجب للدكتاتورية حد العدمية، ومن ذلك أن السلطة لمّا أفرجت عن إذاعة للقرآن الكريم حمدنا ذلك ولم نبحث عن النوايا ولا التناقض بين أن تذيع القرآن الذي تدعو آياته البينات الى العدل والشورى وتقديس كرامة الانسان وبين ما يمارس من سياسات القمع والنهب ، أو التناقض إذاعة القرآن وبين مطاردة مؤمنة ألزمت نفسها بما فهمت من كتاب ربها من وجوب التأدب بأدبه. فلماذا يستمر حظر الحجاب ويستمر القمع والنهب؟ المشكل إذن ليس في الخطاب، شديدا أم خفيفا، وإنما يكمن المشكل في الواقع السياسي القائم، هل الخطاب التوصيفي له التوصيف له صادق أم كاذب ؟والحقيقة أن خطاب النهضة ليس أشد الخطابات السياسية شجبا للدكتاتورية ولا أشدها تحريضا على السلطة، ولذلك يعيب عليها البعض مجاملتها للسلطة ودعوتها مرارا الى التصلح ،بينما خطابات أخرى تدعو صراحة صاحب السلطة الى الرحيل وتنفض اليد منه بعد كل هذه التجربة المريرة معه، ومع ما لذلك الخطاب من مشروعية فإن النهضة لم تبلغ هذا الشأو، ولم يخل خطابها من مطالبة السلطة بإصلاحات جادة رغم أن الأمل في ذلك يتضاءل يوما بعد يوم ليكون من باب طلب الشيء ليس من مأتاه بل من نقيضه، بما يجعل البلاد تستشرف طورا جديدا من الإنتفاضات بدأت بعض مؤشراتها فيما حدث السنة الماضية من انتفاضة في منطقة المناجم وبعض المناطق الأخرى من البلاد، لا سيما أمام تفاقم البطالة وأخبار النهب الواسع الذي تقوم به عدد من العوائل محمية من السلطة، وأمام القمع المسلط على مناضلي حقوق الإنسان وعلى أصحاب الأقلام الحرة لا يستثنى منهم آلاف الشباب الواعد الذين التجئوا الى الفضاء الإفتراضي للتعبير في جسارة عن هموم وتطلعات شعب تونس المظلوم ، هروبا من الرقيب الذي لاحقهم بجهاز امني يستخدم آلاف المهندسين المختصين في الإعلام الالكتروني مزودين بأحدث الأجهزة لتدمير آلاف المواقع المعارضة والحرة. فماذا أبقى هذا النظام لمعارضيه من فرص للتعبير؟، وماذا استبقى من وسيلة لملاحقتهم والتنكيل بهم وإعدامهم فكرا وروحا إن لم يعدم أجسادهم تعذيبا وتجويعا ؟ماذا استبقى من انسانيتهم حتى يؤاخذهم على زفرة حرّى تصعد من أفئدتهم المحترقة.
13-يشاع أن علاقتكم مع الرئيس بوتفليقة ممتازة، لماذا لا تستغل هذه العلاقة في تليين موقف السلطة في تونس منكم؟
ج: أعتز بعلاقة الاخوة والصداقة مع الاخ الرئيس عبد العزيز بوتفليقة،ولا يخالجني شك في أن الرئيس حامل همّ تونس وما يعانيه اخوانه وأبناؤه في النهضة من قمع لا يرى له مسوغا بسبب ما يعلمه عن النهضة من اعتدال، ولو أنه قدّر لحظة أن تدخّله وسيط خير في هذا الشأن ما تردد لحظة.
14-أبديتم النية فيما سبق للتوسط بين فرقاء حركة حمس في الجزائر، هل حدث ذلك؟
-الصلح بين المسلمين من أجلّ الأعمال وأعظم القربات، إلا أن أحدا لم يطلب مني ذلك. ولا يسعني إلا أن ابتهل الى من بيده قلوب الخلق أن يصلح ذات البين ويجمع الفريقين على الخير »والصلح خير »
15-ألا ترى أن فتنة » الكرسي » والسعي وراء المكاسب المادية هي الأسباب الرئيسي لما حدث في حمس؟
ج:شائع في الأدبيات السياسية أن السلطة مفسدة ، والإسلاميون ليسوا معصومين من فتنة لم ينج منها حتى البعض من « خير القرون »، ولا يبعد أن يكون ذلك وراء ما حدث لإسلاميي السودان وللمجاهدين الأفغان الذين انتصروا على أعظم جيوش العالم، لكنهم فشلوا أمام فتنة السلطة. أما أهل حمس فلم يكن لهم من السلطة غير النزر القليل، هل يكون ذلك وراء ما حدث لهم؟ لست أدري.
16– هناك مفارقة كبيرة تتمثل في تحقيق مصالحة في الجزائر نتج عنها عودة المسلحين وبينهم أمراء وقادة إلى المجتمع ، بينما لم يحدث ذلك في تونس رغم أن الإسلاميين هناك لم يتورطوا في العمل الإرهابي. ما هي الأسباب في نظرك؟
ج: فعلا هي مفارقة ملفتة تبدو غريبة، وكأن لسان حال النظام في تونس يردد إذا أردتم أن نتصالح معكم فافعلوا مثل ما فعلت الجماعات المسلحة في الجزائر ،أثبتت قوتها وقاتلت الدولة فقبلت أن تفاوضها كفّا لشرّها. أما أنتم فبأي مبرر نفاوضكم وعلى ماذا؟ ولها أن تقول أيضا: إن الجزائر نفسها إذ قبلت أن تفاوض المسلحين فقد ظلت باستمرار ترفض التصالح مع السياسيين ممثلي الجبهة الإسلامية للإنقاذ، فلا يزال زعماؤها بين منفي (الشيخ عباس مدني مثلا) وبين من لا يزال الخيار المطروح عليه بعد مغادرته السجن :إما العودة اليه أو الخضوع للاءات العشر، أعني الشيخ علي بالحاج وإخوانه فرج الله كربهم . ودلالة ذلك أن الأنظمة تفاوض المسلحين لا خوفا من سلاحهم، قدر منه قد يكون مفيدا لها في تسويغ حرمان الناس من حرياتهم بذريعة حمايتهم من الإرهاب، فهي تحتاج الى قدر منه، وأهله قد يعتبروا رفقاء سلاح . أما أهل السياسة فهم خلافا لأهل السلاح يتكلمون لغة أخرى، يمكن أن تنفذ الى قلوب الناس وتؤلّبهم على السلطان. وفي زمن فشت فيهم موضة الديمقراطية و الإحتكام لصناديق الإقتراع يمكن أن يمثلوا خطرا ماحقا على جوهر السلطة الذي لا ينبغي أن ينقسم أو يقبل الشراكة!!، وحتى الأحزاب المشاركة هي فقط مشاركة في الحكم لا في السلطة، بينما جماعة السلاح فلا خطر منهم لأن السلاح « الهاوي » نادرا جدا ما نجح في منافسة السلاح المحترف، بله الإنتصار عليه، وليس يعجز هذا الأخير عن اختراقه وتشويه صورته لدى الناس وعزله، حتى يأتي صاغرا أو يباد. وهو ما يجعلنا لا نرتاب لحظة في أن المصدر الرئيسي لحنق السلطة في بلادنا علينا هو رفضنا على حد سواء أن نكون مجرد ديكور في المشهد السياسي البائس، أو الإنزلاق في المنحدر الذي عملت ما وسعها لدفعنا اليه، واستمساكنا بأدوات السياسة سبيلا لنا بديلا عن العنف، في حين أنها تشكو عجزا فاضحا بل افلاسا في الحقل الذي نتفوق فيه حقل السياسة والفكر. نحن على يقين أننا رغم ما ابتلينا من بلاء لم تسلم منه أسرة تونسية، بل بسببه نحن الحقيقة الأعمق والاوسع في تونس، والمحدد الرئيسي لمستقبلها. مستقبل النهضة أمامها وليس ببعيد، بينما مستقبل خصومها وراءهم بالتأكيد. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون »
– حوار أجري لصحيفة الشروق الجزائرية بتاريخ 9 ماي 2010
بيان دول مجلس التعاون، فتيل قنبلة « أم الحروب » الموقوتة؟
نبيل نايلي*
أن تعرب دول مجلس التعاون الخليجي في بيانها الأخير، عقب الاجتماع الوزاري المشترك الذي انعقد بجدة، يوم الثلاثاء السابع من أيلول سبتمبر الجاري، عن « منطقة خليج خاليه من أسلحة الدمار الشامل »، وعن أسفها « لعدم إحراز الاتصالات مع إيران أي نتائج إيجابية من شأنها التوصل إلى حلّ لقضية الجزر الثلاث بما يسهم في تعزيز أمن واستقرار المنطقة »، وأن تهدّد ب »اللجوء إلى محكمة « العدل » الدولية في حال عدم استجابة إيران لمساعي دولة الإمارات العربية المتحدة، يعني أنّها رضخت بالكامل لإبتزاز الإدارة الأمريكية والتحريض الصهيوني، لتقطع شوطا نحو القبول بهجوم عسكري أمريكي، أو أمريكي-صهيوني، وهي التي كانت تتردّد وتؤثر مواصلة المساعي الدبلوماسية خصوصا أن المضاعفات والأضرار الجسيمة التي يمكن أن تنجرّ عن نشوب حرب غير تقليدية قد تذهب بالجيوش والعروش معا ! فإذا كانت نتائج الحرب على العراق السليب، التي توشك أن تعصف بما تبقّى من استقرار لمنطقة تقبع على شفير بركان، رغم القواعد العسكرية ومعاهدات الحماية التي تحوّلت إلى استعمار مقنّع، علاوة على حجم الدمار الذي استشرى حتى لامس النسيج الإجتماعي، والتلوّث البيئي المريع الناجم عن الإشعاعات واليورانيوم المستنفذ الفاتك بالبيئة وبالجينات، فإن حربا غير تقليدية تجري الاستعدادات لها على قدم وساق، لن تسلم منها جرار المحميات هذه المرّة وستغيّر ليس فقط خريطتها السياسية بل والبشرية أيضا.
ما أشبه الليلة بالبارحة، لقد بدأت ومنذ فترة طويلة عمليات « صناعة الإجماع » حول ضرورة شن الحرب، ما يسمّيه المفكر وعالم اللغويات الغني عن التعريف، نوام شومسكي،Noam Chomsky، بـ: Manufacturing Consent، وذلك من خلال تهيئة الرأي العام واختلاق الذرائع وإطلاق العنان لترسانة جهنّمية من وسائل إعلام مأجورة تتولّى خلق العدو وشيطنته، ثم يُحشد الرأي العام الدولي وتُفرض العقوبات وتُفرّخ قرارات ملزمة تُستصدر بالمقاس وتحت الطلب، ليُكلّف بعدها ما يسمّى زورا من « الحلفاء »، والحريّ نعتهم بالمحميات، بالتعبير عن مخاوفهم أو تقديم سلسلة المظالم والإنتهاكات أو عقد القمم الطارئة ونشر البيانات المدينة في موازاة لحملة الشيطنة تلك ليكون ملف الجاني بالحجم الذي يبرّر سحقه، من تخونه الذاكرة فليعد لتاريخ قريب هو غزو العراق والأساليب التي اعتمدتها الإدارة الأمريكية وعملاءها بالمنطقة، حينها تمّ فبركة أضاليل أسلحة الدمار الشامل، ومزاعم تحشّد القوات العراقية للهجوم والسيطرة على السعودية مدعومة بصور مفبركة لم يكلّف ولاة الأمر نفسهم عناء التثبّت فيها، ثمّ أخيرا المزحة السّمجة: دعم النظام العراقي لتنظيم ‘القاعدة’ !!! الأمرّ في كل ذلك أن كان لهم ما أرادوا، ليُمحى العراق من الخارطة،
حين نقول حزمت أمرها ولم يعد السؤال هل ستقع الحرب؟ بل متى؟، نحن لا نضرب في الرمل ولا نقرأ الفنجان، إنّما نفكّ شفرة المتسارع من أحداث وتحرّكات وتصريحات، تؤكّد ما جهر به رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الادميرال مايك مولين، Admiral Mike Mullen، بقوله « أن لدى القوات الأمريكية خطة جاهزة لتوجيه ضربة عسكرية لإيران » رغم قلقه من » من التكاليف الباهظة لهذه الحرب »، أحداث نوجزها كالآتي:
· تقليص حجم القوات الأمريكية إلى خمسين ألفا فقط في إعادة انتشار في إطار ما سمّي بعملية الفجر الجديد،NEW Dawn، ورحيلها قبل أسبوعين من الموعد المقرر لانسحاب آخر وحداتهم القتالية من العراق للحدّ من حجم الخسائر المتوقعة في حال تعرّضها لهجوم إيراني ردّا على عدوان أمريكي استباقي، ·الإنتهاء من إبرام صفقات الأسلحة (صفقة العربية السعودية البالغة 60 مليار أي أكبر الصفقات في تاريخ التسلح العالمي لشراء 84 طائرة مقاتلة و178 مروحية من ثلاثة أنواع)، ونشر منظومة صواريخ الباتريوت ببعض دول الخليج، (صفقة الملياري دولار للكويت)، لإقناع المتلكّئين والمشكّكين بجدوى هذه الصواريخ في الحيلولة دون وصول الصواريخ الإيرانية المستهدفة لقواعد القوات الأمريكية المنتشرة كالفطر بدول مجلس التعاون،
·تثبيت منظومة دفاع صاروخي، يشترك فيها الأمريكيون والصهاينة وعرب مناهضون لمشروع إيران النووي، في ما يمثل جبهة موحدة ضد إيران، وكان أن قامت إدارة أوباما بمساعدة بلدان عربية لتعزيز دفاعاتها الصاروخية بهدف ربطها بنظام يجمع رادار «اكس ـ باند»،X-Band radar system، المنصوب بصحراء النقب برادار ثان متنقل عالي القوة من طراز «إيه إن تي بي واي ـ2»،AN/TPY-2 system، في دولة خليجية لم يكشف عن إسمها، على أن يتم تواصل الرادارين بمجسات وأنظمة تسليح أخرى مثل «باتريوت 3» المضادة للصواريخ، كل ذلك في إطار ما يعرف بخطة: « المظلة الأمنية الإقليمية »،
·انتهاء الكيان من سلسلة تدريبات عسكرية ومناورات تحاكي هجوما خاطفا أو كاسحا على إيران أو فقط منشآتها النووية، لعل آخرها تلك المناورات الغامضة والمعتّم عليها، التي أجريت برومانيا، بعد أن أغلقت تركيا أجواءها في وجه طائرات العسكرية الصهيونية، احتجاجا على مجزرة سفن الحرية وجرائم غزة، وكان أن تحطّمت على إثرها طائرة تابعة لسلاح جو الكيان بجبال رومانيا. بعض المحللّين العسكريين رجّحوا أن تكون رومانيا أو جورجيا، نقطة لإنطلاق طائرات الكيان الصهيوني، ·تحريك مشبوه لعملية سلام لم تعد تقنع حتى معتوهي فلسطين وأطفالها، وإصدار بيان اللجنة الرباعية للسلام، ورقة التوت التي يواري بها « مسؤولو » سلطة رام الله، عوراتهم للعودة إلى سلسة مفاوضات طحن الماء، وإن حُدّد لها سقف زمني مدّته عام، قد « تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة » أين؟ متى؟ وكيف؟ لا نعلم، ذات الطُّعم الذي استبق غزو العراق والذي سوّق يومها، لمن خانته الذاكرة، مشروع الدويلة « القابلة للحياة »،
·المضي قدما في كسر عزلة الكيان بعد جرائم غزة وعربدته في المتوسّط وفضيحة أسطول الحرية و »تبديد مخاوفهم » كما يتمنّى الصحفي الصهيوني، توماس فريدمان، على الملك عبد الله أن يستقبل وبالرياض مجرم الحرب بنيامين نتنياهو لتسليمه نص المبادرة، كما ورد في مقاله الأخير الصادر بنيويورك تايمز، وكأنّ نتنياهو يجهل نص وبنود وثيقة تبنّاها عرب قمة بيروت منذ 2002، وظلّت حتى يومها مدعاة لتندّر وسخرية الصهاينة، ومواقف نتنياهو تغني عن كل تعليق، ·بعث الروح مجدّدا في معسكر الموالاة من معتدلي النظام الرسمي العربي فليس وليد صدفة أن يتغاضى ملك السعودية عن شتيمة « أشباه الرجال ولا رجال » ليلحّ بنفسه على الرئيس بشار الأسد ليرافقه إلى لبنان لـ »مطالبة النخب السياسية اللبنانية بالتهدئة والتعقّل »، وهو الذي صمّ الآذان بصمته إبّان العدوان على الجنوب اللبناني، وهو المقاطع لأغلب القمم الأخيرة، كذلك الحضور شبه القسري لمقايض التوريث بالقدس، الرئيس المصري، مصطحب نجله للقمة الخماسية في البيت الأبيض ومدبّج المقال السابقة، الذي صدر أخيرا بنيويورك تايمز، New York Times، ناسفا لثابت جديد من الثوابت الوطنية وشاهد الزّور المقرّ بأحقّية من لا حق له، بفلسطين التاريخية فما بالك بالقدس ثالث الحرمين، ليدعو لـ »قيام دولة فلسطينية مستقلّة على الأراضي المحتلة عام 1967 ولتكون ‘القدس’ عاصمة للدولتين الفلسطينية والإسرائيلية » !!
·عودة الحديث مجدّدا على محاولة توريط حزب الله بجرم اغتيال الراحل رفيق الحريري بتسفيه كل ما ورد بمداخلة السيد حسن نصر الله وتحييد كل إمكانية، مجرّد إمكانية، أن يكون الكيان هو المتورّط وهو صاحب الباع والقدرة والمصلحة في اشتعال فتيل حرب أهلية تنجز ما عجز عنه بقوة السلاح، ·المسارعة لتطبيق العقوبات التي أقرّها مجلس الأمن الدولي على طهران، وآخرها الصادرة بتاريخ 9 جوان 2010، وتشديد القيود على التجارة مع إيران وخنقها اقتصاديا، رغم هشاشة اقتصاديات دول الخليج وحجم مبادلاتها التجارية الضخم مع إيران، في رضوخ تام لوصايا وتعليمات ستيوارت ليفي،Stuart Levey، مساعد وكيل وزارة الخزانة الأمريكية المكلف بالإرهاب والاستخبارات المالية، فهذا مصرف الإمارات المركزي يجمّد حسابات مصرفية إيرانية لدى البنوك العاملة في الدولة، في حين لم نر مثل هذه « النخوة » والهمّة في التعامل مع صاحب الرقم القياسي في خرق العهود والمواثيق والضارب عرض الحائط بكل قرارات ما يسمّى بالشرعية الدولية وكل هذه المجالس والهيئات الدولية: الكيان المارق،
·إثناء القس الأمريكي تيري جونز، Terry Jones، عن عزمه إحراق مصاحف القرآن الشريف في ذكرى الحادي عشر من سبتمبر وتدخّل كل من أوباما شخصيا مصرّحا أن » مخطط جونز سيقدم فرصة تعبئة ذهبية لتنظيم القاعدة، »recruitmentbonanza« ، واصفا إياه بأنه « عمل مثير من شأنه أن يعرض حياة القوات الأمريكية في أفغانستان والعراق للخطر »، ووساطة وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس،Robert Gates، ومعارضة الجنرال باتريوس ،Petraeus، كلّ ذلك الإصرار خيفة ألاّ يحدث صنيع جونز شرخا في معسكر التحالف « السنيّ » ممّا يوفّر لإيران الشيعية المعتزم ضربها، مرّة أخرى فرصة الظهور بالمدافع عن الإسلام، وهي التي لم تراعي حرمته في إخوتنا بالعراق، وينزل بالمحميات منزلة حليف الساكت عن تدنيس آخر المقدّسات·إنشاء أو دعم معارضة مأجورة تتولّى مهمّة الطابور الخامس تماما كالمعارضة العراقية التي قدّمت التقارير المضلّلة وشهادات الزور، وما تقرير حركة مجاهدي خلق، الجماعة الإيرانية المعارضة،الكاشف عن « وجود موقع إيراني سري جديد لتخصيب اليورانيوم غربي طهران » ، إلاّ لتوريط إيران والإعداد للتصعيد، توريط يدعمه تصريح أمين عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيو أمانو: « إيران لم تظهر التعاون المطلوب بما يسمح للوكالة بأن تؤكد أن كل الأنشطة النووية فيها سلمية »،·تحريض الدول الإقليمية على عقد الجلسات وإطلاق بيانات الإدانة والشجب والتشكّي من إيران « مارقة، مهيمنة وطامعة في دور أكبر من حجمها »، دور منحوه لها يوم سمحوا بسحق العراق وخلق فراغ ستراتيجي كان من الطبيعي أن يجد من يشغره، وبيان مجلس التعاون يدخل ضمن هذا الإطار وإن توفّر حسن النوايا، وخلصت دعوته، خصوصا وأنّه يخلو كباقي البيانات من إدانة صريحة للكيان الصهيوني وترسانته النووية، ويعتمد نفس اللغة الخشبية التي عبّدت لعلوج المارينز طريق بغداد السليبة، أخيرا وحتى لا يساء الفهم ونؤخذ بجريرة المتواطئين مع إيران، نعلن وبوضوح لا تشوبه شائبة، أننا مع استرجاع كل ذرّة من ذرّات تراب هذا الوطن العربي المستباح، بدءا بالجزر الإماراتية، مرورا بالأحواز، فالجولان، فلواء الإسكندرون، فسبتة ومليلية وصولا إلى فلسطين كل فلسطين والعراق، مهما كان المستعمر، إيرانيا كان أو تركيا أو إسبانيا، وبكل وسائل المقاومة، لكن أن تتحوّل القضايا القومية إلى مشاجب ومطايا لتحقيق مآرب لا علاقة لها بحقوق الشعب العربي المشروعة، يُدقّ ناقوسها كلّما قرعت طبول حروب الإمبراطورية، فذلك تسفيه لها وضرب من المصادرة على المطلوب، و إلاّ فليفسّر لنا مناضلو آخر لحظة سرّ توقيت بنود وقرارات هكذا اجتماع وأجندته المتزامنة مع تصاعد أصوات المنادين بالحرب، في حين خرسوا على سلخ العراق وتصفية قضية فلسطين، فضلا عن حالة الهوان العربي وتسارع دورة التذرّر الاجتماعي والتحلّل الجغرافي. أليس من عاقل يحذّر من النتائج الوخيمة التي قد تنجم عن اندلاع حرب غير تقليدية ستجعل المنطقة مرتهنة بالكامل لسطوة كيان مدجّج بترسانة نووية مرعبة، وسيكون أهلنا بالخليج أول من يصطلي بنار صواريخها النووية التي ستأتي على الأخضر واليابس، فقط تصوّروا أن يحصل تسرّب إشعاع نووي ناجم عن تدمير أحد المفاعلات ليطال بعدها منشآت تحلية المياه! فضلا عن البيئة والتربة والجينات ! ألا يكفينا مصاب العراق الجلل؟ ألن نكفّ عن الإستجارة من الرمضاء بالنّار؟ *باحث في الفكر الستراتيجي، جامعة باريس.
ملحوظة: نشر هذا المقال بالقدس العربي، بتاريخ: 15/09/2010.
عن عمر ناهز 82 عاما وفاة المفكر الجزائري محمد أركون
توفي الثلاثاء في العاصمة الفرنسية باريس المفكر الجزائري محمد أركون بعد معاناة شديدة مع المرض عن عمر ناهز 82 عاما. ولد أركون في بلدة تاوريرت في ولاية تيزي وزو شرق العاصمة الجزائرية عام 1928 وانتقل مع عائلته إلى بلدة عين الأربعاء بولاية عين تموشنت حيث واصل دراسته الابتدائية هناك. أكمل دراسته الثانوية في ولاية وهران ثم التحق بكلية الفلسفة في الجزائر ثم أتم دراسته في جامعة السوربون بباريس. حصل على شهادة الدكتوراه في الآداب، ودرس بجامعات عديدة في أوروبا وأميركا والمغرب، واهتم بدراسة وتحليل الفكر الإسلامي. تم اختياره عضوا باللجنة الوطنية لعلوم الحياة والصحة بفرنسا، وعدة لجان أخرى. ترك أركون مكتبة ثرية بالمؤلفات والكتب، ومن أهم عناوينها: ملامح الفكر الإسلامي الكلاسيكي، دراسات الفكر الإسلامي، الإسلام أمس وغدا، من أجل نقد للعقل الإسلامي، الإسلام أصالة وممارسة، الفكر الإسلامي: قراءة علمية، الإسلام: (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 15 سبتمبر 2010)
سخط بليبيا على اللجان الثورية
خالد المهير-طرابلس إلى وقت قريب كان « الملثمون الخضر » أو « القوى الثورية الضاربة » كما يطلق على تنظيم اللجان الثورية محل قداسة في ليبيا، لكن الرياح بدأت تأتي بما لا تشتهيه هذه القوى بعد تحركات من « الإصلاحيين » ونشطاء مؤسسات المجتمع المدني تطالب بإلغاء هذه اللجان. وقد تعالت صيحات الإصلاحيين والنشطاء الذين يعتبرون اللجان الثورية « حزبا سياسيا مخالفا لقوانين الدولة »، في ندوة نظمتها نقابة المحامين بالعاصمة طرابلس مؤخرا بدعم من مؤسسة سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي معمر القذافي. وتعتبر اللجان الثورية التنظيم السياسي الأوحد في الجماهيرية الليبية، وقد ظل داعما قويا لأفكار وسياسات الزعيم الليبي منذ تأسيسه عام 1978. واستند هذا التنظيم إلى سبع مهام وأهداف أبرزها « تحريض الجماهير على تفجير الثورة الشعبية وتمكينها من الاستيلاء على السلطة والثروة والسلاح »، و »ممارسة الرقابة الثورية عن طريق كشف الممارسات التي تقوم بها عناصر معادية للثورة والتي تتعارض مصالحها الخاصة مع مصالح الجماهير ». الحقوقي عمر الحباسي –أحد أصحاب الرأي القائل بأن اللجان الثورية تنظيم غير شرعي- أكد للجزيرة نت أنه استند على كون هذه المؤسسة « لا تستند على قانون أو قرار منذ إنشائها »، وقال إن نظرته النقدية هذه « موضوعية ولا تهدف إلى الإساءة لأحد بقدر ما تهدف للوصول إلى دولة القانون »، معتبرا أن أفكاره تتماشى مع مشروع سيف الإسلام القذافي. كابوس بدوره قال مدير موقع إلكتروني مقرب من سيف الإسلام، هو الناجي الحربي، إن اللجان الثورية « أساءت بشكل كبير للقائد معمر القذافي وللنظرية وللمبادئ التي جاءت بها الثورة عام 1969″، الأمر الذي انعكس سلبا على أطروحات الثورة عند المواطن العادي، حسب تعبير الحربي. ويضيف في حديث للجزيرة نت أن أعضاء هذه اللجان « ظنوا أنهم يقبضون ثمن إخلاصهم وولائهم لدرجة أنهم اتبعوا نظام التوريط والقبض والتخويف والضرب بيد من حديد على كل من يخالفهم الرأي وكل من هو خارج التنظيم وعزلوا الجماهير عن القائد ». ورجح الحربي صعوبة التخلص من « كابوس الثوريين الجاثم على صدور المتطلعين لغد أفضل نظرا لتجذرهم وسيطرتهم على مقدرات البلاد بشكل لافت ». أما الكاتب والسجين السابق إدريس ابن الطيب فاعتبر أن الجدل الدائر بشأن اللجان الثورية في كل الأحوال « يستهدف الحد من السيطرة المطلقة التي تمارسها هذه الحركة على كافة مناشط الحياة ». ويرى أنه جدل يهدف « لإلغاء صفة القدسية التي كانت تكتسبها اللجان بحكم ممارستها السلطة بدلا من التحريض على ممارستها، فهي كحركة مجتمعية لا بد أن تخضع لقوانين المجتمع بما في ذلك الرقابة عليها ومحاسبة أعضائها، خاصة منهم الذين يتبوؤون منذ أمد من الدهر مناصب سامية في الدولة » أو من سماهم « جماعة الضغط العالي ». وحسب ابن الطيب فإن النقاش الدائر له دلالة خاصة، إذ يبدو –حسب ما قال للجزيرة نت- أن التوجه العام هو « محاولة تذويب الحركة في المجتمع، وهو المصير المنصوص عليه في أدبيات الثورة نفسها لهذه الحركة، فهي حركة لا يمكن أن تبقى إلى الأبد ». ويعتقد أن إلغاء اللجان الثورية ستترتب عليه كثير من التعقيدات « إذا لم يكن هناك وعاء بديل لهؤلاء الأفراد الأعضاء »، ويؤكد أن منظمة الشباب الليبي -المحسوبة على سيف الإسلام- قد تكون بديلا في المستقبل القريب على نحو تدريجي، داعيا إلى تأكيد أهمية حوار ليست فيه اللجان الثورية « فوق الجميع ». أصحاب أجندة ورفض الكاتب المحسوب على اللجان الثورية محمد بعيو ما سماه التطاول على هذه الحركة، وقال للجزيرة نت إن « اللغط الدائر لا معنى له »، واتهم بعض من وصفهم « بالموتورين » بأنهم أصحاب أجندة خاصة « يحاولون تصفية الحركة الثورية، ولا يمثلون الشعب الليبي أو شريحة المثقفين الوطنيين ». وأكد أنه « من حيث المبدأ لا توجد قيود على فتح الحوار، حتى لو كان من يفتحونه غير موضوعيين »، ونفى أن تكون اللجان الثورية تنظيما حزبيا. وأوضح أن هذه اللجان « حركة شعبية مواكبة لسلطة الشعب، ولو تولت مهام استثنائية لا يمكن وصفها بالحزب »، وأشار إلى أنه لا يتمتع أي من أعضائها بالحصانة، لكنه أكد أنه لا يمكن إلغاء اللجان الثورية بأي قرار. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 15 سبتمبر 2010)
‘وطن ع وتر’
محمد كريشان 2010-09-14
إذا لم يكن للمسلسل التلفزيوني الفلسطيني الذي يحمل هذا الاسم من أثر سوى إثارة سخط كل من حركتي ‘فتح’ و’حماس’ معا فقد نجح بامتياز. هاتان الحركتان اللتان لم تبدعا في السنوات الماضية إبداعهما في المناكفات الفارغة ومحاربة طواحين الهواء، آن لهما أن يتواضعا قليلا وتجلس قياداتهما أمام التلفزيون لمتابعة حلقات هذا المسلسل الذي بثته قناة فلسطين الفضائية ليروا أنفسهم في المرآة دون مساحيق. اللقطات الساخرة من القيادة الفلسطينية وممارساتها وكذلك من حركة ‘حماس’ ثأرت لمئات آلاف الفلسطينيين والعرب الذين فقعت مرارتهم المماحكات اليومية لهذين الفصيلين اللذين لم يجمعا على شيء مؤخرا إلا إدانة هذا المسلسل الجريء خفيف الظل. يكفي أن تدخل على موقع ‘يوتيوب’ الالكتروني لترى أن الإقبال على مشاهدة هذا المسلسل، المتمثل في لوحات لا تتجاوز الربع ساعة، في ازدياد واضح بل بات من ضمن العروض التي يقترحها الموقع على رواده عند فتحه. وما كان لهذا المسلسل الضاحك أن تكون له هذه الشعبية لو أنه اقتصر على نقد ‘حماس’ لأن ذلك سيحسب مباشرة ضمن تصفيات الحساب الرخيصة، لكنه امتد لنقد الفساد في السلطة وسياسات الحكومة والمفاوضات العبثية مع ذكر الأسماء دون مواربة. هنا بالضبط تكمن مصداقية أي عمل إبداعي هزلي فنقد المعارضة ورموزها أمر سهل ومتاح بل ومحبذ من قبل الذين يريدون فقط التقرب لأصحاب القرار والترويج لهم. نفتقد في البلاد العربية هذا النوع من الأعمال النقدية الساخرة واللاذعة التي يفترض أنها لا تقتصر على إبراز بعض عيوب المجتمع وسلوكياته الخاطئة وإنما أيضا ممارسات السلطة لأن الرئيس والوزراء ليسوا آلهة ولا أنبياء ولا معصومين. وإذا كان البعض يركز في نقده لمثل هذا النوع من الأعمال على طابع المبالغات التي يصحبها فإن ذلك ليس إلا جزءا أساسيا من الإبداع نفسه فهي ليست عملا دراميا واقعيا بل هي اعمال هزلية لاذعة، تماما كما هو الكاريكاتور فأنت لا تستطيع لوم الرسام في أنه بالغ في تصوير أنف طويل لشخص ما فهذا جوهر العمل طالما أنه لم يختر التصوير الشمسي مثلا. المبالغة والتضخيم عنصر محوري في فن الإضحاك والاستهزاء فقد ظل مثلا الرئيس الفرنسي جاك شيراك طوال سنوات رئاسته وقبلها في المعارضة شخصية التندر الرئيسية المحببة في إحدى القنوات الفرنسية التي تقدم نشرات أخبار بالدمى المتحركة ولم يتركوا شيئا من عيوبه إلا وسلطوا عليه مجهرا عملاقا. توجد في لبنان تجارب تلفزيونية فكاهية سياسية نقدية جيدة ولكنها، كأي شيء آخر في لبنان، يرى صاحبها القذى في عين أخيه (ذرة متطايرة من الخشب) ولا يرى الجذع في عينه، كما يقول الحديث النبوي الذي صار مثلا، وفيه ينتقد من يجهد نفسه في تدقيق النظر في عيب أخيه فيدركه مع خفائه ويعمى عن عيب في نفسه وهو جلي واضح. ولهذا كان لكل تلفزيون تقريبا برنامجه الطريف الذي لا يمس إلا الآخرين. ومع خفة دم ما يعرض في لبنان من نقد لسياسيين كبار من الحكومة والمعارضة إلا أن تناول زعيم حزب الله في برنامج ‘بس..مات وطن’ على قناة ‘أل بي سي’ في حزيران/يونيو 2006 مثلا أثار موجة غضب لا حدود لها في بعض الأوساط لا سيما، أن لا أحد يتطرق إلى مقامات دينية أخرى كالبطريرك الماروني أو المفتي وجميعهم يختلط لديهم إجمالا الديني بالسياسي كنصر الله. وفي تونس ظهر مؤخرا في التلفزيون الرسمي برنامج ساخر للدمى المتحركة متقن فنيا لكنه مدرك تماما لحدوده فلا يقترب منها على الإطلاق. أما الظرف وروح النكتة عند المصريين فلم يجدا طريقهما إلى حد الآن في أي عمل تلفزيوني سياسي مسل يتناول بصريح العبارة وبالاسم السياسيين من رسميين ومعارضين إذ ظل الأمر كله حبيس مقالات في بعض الصحف المستقلة والمعارضة. ترى لماذا يستكثرون علينا أن نضحك من هؤلاء الذين يضحكون علينا؟
(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 15 سبتمبر 2010)
المواقف العربية في حال اندلاع حرب في المنطقة
ياسر الزعاترة 2010-09-15 هناك كلام كثير يجري تداوله منذ أسابيع حول احتمالات الحرب في المنطقة، أكانت ضد إيران، أم ضد حماس (قطاع غزة) وحزب الله (لبنان)، وربما سوريا أيضاً.. والحق أن ذلك كله لا يتجاوز التكهنات، أكان من زاوية القرار أم توقيته. الوضع القائم في قطاع غزة، وفي لبنان، ومن ثم في إيران (مراكمة الأسلحة والإخلال بميزان القوى التقليدي) ليس مقبولاً بأي حال من الطرف الإسرائيلي، الأمر الذي يبدو مختلفاً من زاوية نظر الولايات المتحدة مهما بلغ انحيازها للهواجس الإسرائيلية، حيث ترى الأولى (دوائرها العسكرية على وجه الخصوص) أن أي حرب في المنطقة ستكون مكلفة للمصالح الأميركية في العراق وأفغانستان وسائر المنطقة، وهي تبعاً لذلك تتحسب من تبعات مغامرة إسرائيلية على أي من الجبهات المشار إليها. في المقابل لا يبدو الجيش الإسرائيلي بعد انتكاسة يوليو 2006 والانتكاسة المشابهة في الحرب على قطاع غزة، في مزاج حرب جديدة تنطوي على مواجهة أرضية، لكنه واضح الحسم فيما يتعلق بضرورة التخلص من السلاح النووي الإيراني، من دون أن يحسم الوجهة على صعيد التوقيت، بخاصة في ظل الفيتو، وأقله الاعتراض الأميركي على خطوة من هذا النوع في هذا التوقيت بالذات، الأمر الذي ينطبق بدرجة ما على الموقف من قطاع غزة ولبنان. كل ذلك يؤكد أن أجواء الحرب قائمة في المنطقة، من دون أن يكون الأمر محسوماً لجهة الانطلاق أو الشروع في التنفيذ، الأمر الذي يجعل من السؤال الذي يطرحه هذا المقال مبرراً، ولو من زاوية الرؤية الافتراضية لا أكثر، والسؤال الذي نعنيه يتعلق بالموقف العربي، الرسمي منه والشعبي من شن حرب على إيران، أو حماس أو حزب الله أو سوريا. الأرجح أن يواصل الانقسام العربي التقليدي فعله، الأمر الذي لن يختلف كثيراً في حال كانت الحرب ضد إيران أم ضد قطاع غزة ولبنان، والنتيجة أن معظم الدول العربية (محور الاعتدال) ستسكت على العدوان، فيما ستبادر بعضها إلى مساندته من الناحية العملية، بخاصة إذا كانت الحرب ضد إيران. في مجلس التعاون الخليجي ثمة ما يشبه الإجماع على مساندة الحرب على إيران (قطر وعُمان سيكون موقفهما مختلفاً)، أكان قناعة بجدواها للمصالح الخليجية، أم بسبب الضغط الأميركي، وفي العموم فإن القناعة بخطر المشروع الإيراني تبدو سائدة على نحو واضح في الكثير من الأروقة الرسمية العربية، لاسيَّما أن إيران لم تُقدم ما يكفي من الأدلة على خطأ هذا التقدير، تحديداً في الملف العراقي، فضلاً عما يصدر بين الحين والآخر من تصريحات بحق هذا البلد أو ذاك (البحرين على سبيل المثال) من الطبيعي أن تبث الخوف في أوصال ما تبقى من دول مجلس التعاون التي تُؤوي معظمها أقليات شيعية أخذت ترفع صوتها بالشكوى من أوضاعها بعد ما جرى في العراق. من المؤكد أن الموقف من حرب على قطاع غزة، وإلى حد ما على لبنان، سيكون مختلفاً بعض الشيء، لكن جوهره سيكون واحداً من زاوية نظر المحور المشار إليه، سواءً تم ذلك عن قناعة، أم بسبب الضغوط. الموقف الشعبي سيكون مختلفاً، فهو ابتداءً سيقف بقوة ضد أي عدوان جديد على قطاع غزة، وبدرجة أقل على لبنان بسبب تشكيك تيارات إسلامية معروفة في حزب الله على خلفية مذهبية، لكنه في الحالة الإيرانية سيكون أكثر انقساماً، ولن تعدم من يمارس الشماتة بحق تلك الدولة، معتبراً أن الله -عز وجل- يدفع الظالمين بالظالمين وأن المشروع «الصفوي» بحسب أولئك لا يقل خطراً على الأمة من المشروع الصهيوني الأميركي، إن لم يكن أخطر -بحسب البعض. لكن الأرجح أن الغالبية الساحقة من الأمة (الإسلامية طبعاً) ورغم شكوكها في السلوك الإيراني، ستقف ضد العدوان، حتى لو لم تتمكن من التعبير عن غضبها بالمستوى المطلوب بسبب التشديد الأمني، وفي العموم سيتأثر ذلك التفاعل بطبيعة العدوان ومداه الزمني ومستوى همجيته. في ضوء ذلك يبدو من الأفضل لإيران أن تواجه عملية شيطنتها من قبل الغرب تمهيداً لضربها بمواقف تستعيد ثقة العالم الإسلامي السني بها، وهي تعرف الطريق إلى ذلك من دون شك، بدءاً بترتيب أوراق العراق على نحو مختلف، وليس انتهاءً بوقف أية محاولات للتبشير المذهبي أنّى كانت. ❍ كاتب أردني (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 15 سبتمبر 2010)
أوروبا والقوى الصاعدة
بروجيكت سنديكيت 2010-09-15 جريجوري نيميريا إن مركز ثِقَل العالم يتجه شرقاً بسرعة بالغة، إلى الحد الذي يجعلنا نحن الأوروبيين نكاد نشعر بالأرض تنزاح من تحت أقدامنا. ولأن كافة الجهات الفاعلة الرئيسية تقريباً على الساحة الدولية تحاول الآن إعادة تحديد أدوارها في الاستجابة لهذا التحول الهائل، فيتعين على أوروبا أن تفعل الشيء ذاته. لذا فمن الطبيعي والمنطقي أن يجتمع مجلس وزراء الاتحاد الأوروبي للتعامل مع هذا التحدي. ولكن لعقود من الزمان كان الأوروبيون أكثر اهتماماً بالوحدة والترتيبات الدستورية من اهتمامهم بالدبلوماسية التقليدية. وبطبيعة الحال اكتسبت الخصومات التاريخية في أوروبا صبغة متحضرة فتحولت إلى النموذج السياسي الذي يرى الدبلوماسيون الأوروبيون في كثير من الأحيان أنه قابل للتطبيق في مختلف أنحاء الساحة الدولية. لا شك أن الإجماع والحلول الوسط ودمج السيادة، كل ذلك يشكل السبيل الوحيد لحل العديد من القضايا الكبرى التي تحيّر عالمنا وتعذبه، مثل تغير المناخ والانتشار النووي. ولكن حين نتحدث عن القضايا الكبرى المتعلقة بالحرب والسلام وتوازن القوى فإن الأمر يبدو وكأن أوروبا باتت محاصرة بين سياسة خارجية تفتقر إلى التماسك وحالة من عدم اليقين تسيطر على كل بلد بشأن كيفية تحديد وتأمين مصالحه الوطنية. وفي المقابل سنجد أن القوى الصاعدة في العالم -البرازيل والصين والهند وروسيا- تصر ليس فقط على أولوية مصالحها الوطنية، بل وأيضاً على حماية حريتها السيادية في العمل، كما أظهرت مفاوضات المناخ الفاشلة في كوبنهاجن في ديسمبر الماضي. وفي تصور هذه البلدان فإن الجغرافيا السياسية ليست لعنة، بل إنها تشكل الأساس الذي تنبني عليه تصرفاتها على الصعيد الخارجي. وما زال الدفاع عن المصلحة الوطنية يشكل العامل الذي يحشد أفراد شعوب هذه البلدان معاً، وما زالت ممارسة السلطة تشكل صميم حساباتها الدبلوماسية. وفي مواجهة هذا الواقع الجديد/القديم، يتعين على أوروبا ألا تكتفي بجعل صوتها مسموعاً فيما يتصل بالقضايا العالمية الكبرى مثل التجارة واختلال التوازن المالي، على الرغم من أهميتها، بل يتعين على أوروبا أن تعمل أيضاً على تحديد أصولها الاستراتيجية التي تشكل أهمية بالنسبة للقوى الصاعدة في العالم واستخدام هذه الأصول لكسب النفوذ. ولكن من المؤسف أن أحد الأصول الاستراتيجية الأوروبية الرئيسية -أو البلدان الأوروبية، وخاصة أوكرانيا، التي تنتشر على ممرات الطاقة الكبرى التي ينتقل عبرها المزيد والمزيد من موارد الوقود الأحفوري من الشرق الأوسط وآسيا الوسطى إلى العالم- كان الأكثر تعرضاً للإهمال. والواقع أن أوروبا، منذ الحرب بين روسيا وجورجيا في عام 2008، كانت في أغلب الأحوال حريصة على تحويل نظرها بعيداً عن التطورات الجارية في المنطقة. وهذا الإهمال غير مبرر وخطير في آن. ذلك أن البلدان الواقعة بين الاتحاد الأوروبي وروسيا لا تشكل مصدراً للمنافسة الجيوسياسية بين أوروبا وروسيا فحسب، بل إنها تتقاطع الآن مع المصالح الوطنية للقوى الصاعدة في العالم، وخاصة الصين. ولقد أظهرت الحرب بين روسيا وجورجيا مدى أهمية هذه المنطقة بالنسبة للعالم الأرحب. ففي أعقاب هذه الحرب شرعت الصين في بذل مساعٍ منظمة لدعم استقلال البلدان السوفييتية السابقة من خلال تزويدها بحزم مساعدات ضخمة. والواقع أن تلك البلدان من بيلاروسيا إلى كازاخستان استفادت من الدعم المالي الصيني إلى حد كبير. إن اهتمام الصين بهذه المنطقة لا ينبع من اهتمامها بالحفاظ على تسوية ما بعد الحرب الباردة عبر أوراسيا فحسب، بل إنه راجع أيضاً إلى إدراكها لحقيقة مفادها أن المنطقة سوف توفر طرق العبور لقدر كبير من ثروات الطاقة في العراق وإيران وآسيا الوسطى. والواقع أن الصين كانت تضخ المليارات من الدولارات في مشاريع تنمية حقول النفط والغاز في العراق وإيران. وما دام من المرجح أن تتسبب القضايا الأمنية في منع القدر الأعظم من هذه الطاقة من الانتقال شرقاً لتلبية احتياجات الصين الداخلية، فمن المنطقي أن يلعب اهتمام الصين بالطاقة دوراً كبيراً في تحديد هيئة أسواق الطاقة الدولية، وهو ما يعني شحن الإنتاج الصيني من النفط والغاز في العراق وإيران لبيعه في الغرب. ولكن اثنين من البلدان التي تشكل أهمية أساسية لهذه التجارة -تركيا وأوكرانيا- أصبحا في تباعد متزايد عن الاتحاد الأوروبي. وبالنسبة لتركيا فإن التوترات تعكس عدم إحراز أي تقدم فيما يتصل بالتحاق البلد بعضوية الاتحاد الأوروبي. ويختلف الأمر بالنسبة لأوكرانيا. فإلى أن شق فيكتور يانوكوفيتش طريقه إلى مقعد الرئاسة في أوكرانيا في وقت سابق من هذا العام، كانت أوكرانيا قد أصبحت شديدة الأوروبية في توجهاتها. ولكن يبدو أن يانوكوفيتش عازم الآن -لأسباب ودوافع تتسم بقصر النظر الشديد- على إضعاف أوكرانيا على نحو قاتل باعتبارها دولة معبر للطاقة. وكانت أحدث مناوراته في هذا السياق محاولة بيع خطوط الأنابيب العابرة لأوكرانيا لشركة غازبروم الروسية في مقابل الحصول على الغاز بأسعار مخفضة. والواقع أن هذه الفكرة تتسم بالحماقة على الصعيدين الاقتصادي والاستراتيجي. ذلك أن الصناعات في أوكرانيا تحتاج إلى التحديث وليس المزيد من الإدمان على الغاز الرخيص، ولا شك أن انتقال الغاز يتحول بهذا إلى عملية شبه احتكارية مثله كمثل إمداد الغاز، وهو احتمال مروع نظراً لتاريخ انقطاع إمدادات الغاز بين روسيا وأوروبا. فضلاً عن ذلك فإن السياسة الأوكرانية أصبحت مفككة. فالآن تجري مطاردة رموز المعارضة السياسية. ويختفي الصحافيون المعارضون من دون أثر. ويعمل إمبراطور الإعلام الأكبر في البلاد، والذي تصادف أنه رئيس جهاز أمن الدولة، على توسيع إمبراطوريته الإعلامية من خلال التلاعب بالمحاكم. ومن خلال التفكيك المنهجي للمؤسسات الديمقراطية في أوكرانيا يلحق يانوكوفيتش أشد الضرر بإمكانية تحول البلاد إلى أصل استراتيجي أوروبي. والأمر متروك بطبيعة الحال لأهل أوكرانيا للدفاع عن ديمقراطيتهم، ولكن أوروبا تخطئ أيضاً حين لا تنتبه إلى ضرورة تبني استراتيجية كبرى تتوجه نحو الشرق. والواقع أن الرؤية الأخلاقية والاستراتيجية التي سادت في تسعينيات القرن العشرين، والتي بلغت ذروتها بتوسع الاتحاد الأوروبي باتجاه الشرق، استنفدت زخمها الآن. واليوم نستطيع في كل مكان من أوروبا أن نستمع إلى همسات مفادها أن الشكل الجديد من أشكال إخضاع مصالح الكيانات الصغرى لمصالح الكيانات الكبرى (كما فعل الاتحاد السوفييتي مع فنلندا أثناء سنوات الحرب الباردة) ربما يشكل حلاً وسطاً معقولاً لبلدان مثل أوكرانيا وجورجيا. بيد أن إعادة بناء العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا وغيرها من البلدان الواقعة إلى الشرق من الاتحاد من شأنها أيضاً أن تساعد في صياغة العلاقات مع روسيا، التي تواجه اليوم سلسلة من التحديات الاستراتيجية: علاقاتها مع جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابقة؛ وقربها من الصين المفعمة بالحيوية؛ والخواء المكشوف لسيبيريا؛ والمخاوف بشأن مستقبل موارد الطاقة في آسيا الوسطى، والتي كانت سبباً في عودة «لعبة القرن التاسع عشر العظمى» بين روسيا والصين والهند وأميركا إلى الظهور من جديد. ويستطيع الاتحاد الأوروبي أن يلعب دوراً بناءً من خلال إدارة حوار دائم يتسم بمراعاة الحساسيات المتصلة بمخاوف روسيا من دون الخضوع بشكل كامل لكل الإجابات الروسية بشأن هذه المخاوف. إن فن الدبلوماسية يتمحور اليوم حول ترجمة القوة إلى إجماع. وهذا يتطلب إقامة علاقات أفضل مع كافة القوى الصاعدة في العالم. ولكنه يعني أيضاً، وفي المقام الأول من الأهمية، وجود رؤية موحدة، ليس فقط فيما يتصل بالتحديات التي تؤثر على جميع البلدان -انتشار الأسلحة، والإرهاب، والأوبئة، وتغير المناخ على سبيل المثال- بل وأيضاً فيما يتصل بالأصول الاستراتيجية لكل من هذه البلدان. وإذا كان للاتحاد الأوروبي أن يتمكن من صياغة سياسة ناجحة في التعامل مع القوى الصاعدة في العالم فيتعين عليه أن يتحدث بلغة استراتيجية تفهمها هذه القوى. ❍ نائب رئيس وزراء أوكرانيا الأسبق. يُنشر بالتنسيق مع «بروجيكت سنديكيت» www.project-syndicate.org (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 15 سبتمبر 2010)
أردوغان يقدم الأمل لتركيا جديدة
قالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز إن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يمكن أن يقدم أملا لرأب صدع الانقسامات المزمنة التي تمر بها الدولة, رغم أن المخاوف من إمكانية استغلال الإسلاميين العملية الديمقراطية لفرض جمهورية إسلامية تظل أمرا مفهوما. وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها أن رئيس الوزراء التركي يترأس حكومة موزعة بين علمانيين ومسلمين ملتزمين, ودولة تربط جغرافيا بين آسيا وأوروبا, كما أن تركيا مرتبطة بأوروبا ثقافيا وبجارتها إيران اقتصاديا, لذلك يكون الأمر جميلا إذا استطاع أردوغان إثبات جدارته بأنه الجسر الواصل بين هذه الانقسامات. وقالت الصحيفة إنه بناء على طلب حزب أردوغان الإسلامي المعتدل صوت الأتراك هذا الأسبوع بأغلبية كبيرة على إصلاح الدستور الذي تمت صياغته ببراعة في أعقاب الانقلاب العسكري عام 1980 في محاولة لإضفاء الطابع المؤسسي على الحكم العلماني. وقد تبنت جماعات حقوق الإنسان العديد من هذه الإصلاحات لأنها ستجعل قانون تركيا متماشيا مع المعايير الديمقراطية الأوروبية، لكنها أثارت أيضا العلمانيين لأنها تمنح حكومة أردوغان سيطرة أكبر على القوات المسلحة والمحاكم التي خدمت رقابتها على سلطة الإسلاميين. ومع سعي أردوغان لولاية ثالثة العام القادم يخشى المعارضون من وجود برنامج خفي لتوطيد الحكم الإسلامي وتطبيق الشريعة الإسلامية حسب الصحيفة. وأشارت الصحيفة إلى أن الإصلاحات التي أقرت يوم الأحد الماضي تحرز تقدما هاما في مجال الحريات الشخصية وقوانين العمل وتعزيز المساواة بين الجنسين، رغم أنها غير كافية لحماية حرية التعبير وحقوق الأحزاب السياسية للأقليات. واعتبرت أن أكثر الإجراءات المثيرة للجدل تتعلق بجعل القوات المسلحة مسؤولة أمام المحاكم المدنية, ومنح الحكومة صلاحيات جديدة لتعيين القضاة، الأمر الذي قد يهدد استقلالية القضاء. وأضافت أن المؤسسة العسكرية والحكومات العلمانية قمعت الأحزاب السياسية طوال عقود في محاولة لإبقاء قبضتها على السلطة. والآن وقد أصبح الإسلاميون هم المسيطرون، فإن معارضيهم يخشون ليس فقط ضياع السلطة وكل مزاياها ولكن أيضا القصاص. وعقبت الصحيفة بأنه رغم تفهم التخوف من إمكانية استغلال الإسلاميين العملية الديمقراطية لفرض جمهورية إسلامية، فإنه من الممكن كذلك أن تكون هذه المخاوف لا أساس لها, خاصة أن أردوغان لم يتخل خلال فترتي ولايته عن الديمقراطية, وهو يقول إنه يريد مواصلة الطريق لعضوية الاتحاد الأوروبي, وأن يكون وسيطا بين إيران والولايات المتحدة, وإنه يريد علاقات مستمرة مع إسرائيل. المصدر:لوس أنجلوس تايمز
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 15 سبتمبر 2010)
« ملهى مكة » يغضب مسلمي إسبانيا
أعلن أصحاب ملهى ليلي أثاروا جدلا في إسبانيا لاختيارهم اسم « مكة » له عن رغبتهم في تغيير هذا الاسم في الأيام المقبلة وعقد لقاء مع مندوبي الجمعيات الإسلامية في إقليم مورثيا على الساحل الجنوبي، وفق ما نقلت صحيفة لابيرداد الإسبانية. وأثار قرار سابق بإعادة فتح هذا الملهى الليلي -الذي صمم على شكل مسجد، في بلدة أغيلاس- استياء لدى المسلمين في إسبانيا الذين اعتبروه مستفزا لمشاعرهم. وطبقا لأصحاب هذا المرقص فإن التسمية هي مجرد مبادرة تجارية لا غير، مؤكدين أن الملهى حمل نفس الاسم منذ تشييده قبل عشرين عاما. لكن أفراد الجالية العربية والإسلامية في هذه البلدة -المنتجع السياحي- لم يقتنعوا بهذا التبرير واعتبروا خطوة إعادة فتحه استفزازا واضحا لمشاعر المسلمين ومقدساتهم، وضربا لمبادئ التعايش وحوار الثقافات الذي تتبناه إسبانيا. وفي السياق عبر أفراد الجالية المسلمة عن امتعاضهم من موقف الجمعيات الإسلامية وتحركها تجاه هذا الموضوع، حيث يقول عبد الله عودة -وهو طبيب فلسطيني في أغيلاس- للجزيرة إن كل جمعية إسلامية تعمل بأسلوب ومنهج مختلف عن الأخرى. ولكن رغم ذلك لم يمنع هذا الوضع بعض ممثلي الجالية الإسلامية في إسبانيا من بحث سبل قانونية لتقديم هذه القضية إلى العدالة. ويرى بعض الخبراء أن هذا الخيار قد يبوء بالفشل، نظرا للطابع العلماني للدولة الإسبانية، وبعض بنود الدستور الإسباني التي لا ترى في اختيار هذا الاسم إخلالا بالحقوق الدينية. وتضاف هذه الفرضيات إلى اعتبارات اجتماعية ولغوية أخرى، حيث يشير أنطونيو غارثيا بتيت –وهو محام خبير بالشؤون الإسلامية- للجزيرة إلى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار أن اللغة الإسبانية العامية تستخدم كلمة « مكة » للحديث عن « مكات السينما والجاز، فمكات السينما مثلا هي هوليود والمقصود دائما هو وصف حدث هام ورائع ». ويخشى المتتبعون لهذا الموضوع من أن يعصف بأجواء التعايش بين المسلمين وباقي مكونات المجتمع الإسباني. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 15 سبتمبر 2010)
Home – Accueil – الرئيسية