الأربعاء، 15 أغسطس 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2640 du 15.08.2007
 archives : www.tunisnews.net
 

 


معز الجماعي: سبعة عشر سنة عن إختفاء السجين كمال بن علي المطماطي الشبكة الأورومتوسطية لحقوق الإنسان: عمر مستيري في براثن السلطة التونسية لجــان الدفــاع عن الحريات الديمقراطية و حقــوق الإنســان فـي ســوريـا : بيان تضامني مع الصحفي عمر المستيري إتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل: إعــــلام عبدالله الــزواري:حصــــاد الأسبــــــوع الحوار نت: من أخبار العائدين لتونس إسلام أونلاين: جرجيس – باريس – مقديشو.. رحلة بلا عودة! عامر عياد:خنيس: حجاج جديد في المدينة سالم الحداد :قراءة في كتاب « اليوسفيون وتحرر المغرب العربي تأليف عميرة علية الصغير »(1من3) عزالدين محمود: تعقيبا على الأخ الهاشمي الحامدي مريم: حساسية التونسي على صناديق التبرعات د. محمد الهاشمي الحامدي: برقيات وردود سريعة صـــابر التونسي: سواك حار (43) د. أحمد القديدي: ساعات بين الكتب أمام البحر جريدة « الصباح » :الخطاب النقابي والمرحلة:الحوار للدفاع عن مصالح العمال والمؤسسة صحيفة « الشروق » :حالة «حرقان» رياضية جديدة: أخصائي العلاج الطبيعي لمنتخب السلة فضّل البقاء بالبرتغال على العودة إلى تونس صحيفة « القبس »:سحب الجنسية التونسية يشمل سهى وليس زهوة صحيفة « القدس العربي » :محاولات فاشلة من عدة جهات للسيطرة علي الأرشيف الشخصي للرئيس الفلسطيني الراحل صحيفة « القدس العربي » :محللون: الصفقات التجارية تطغى على مخاوف حقوق الإنسان في علاقة الغرب بليبيا صحيفة « الحياة » :الإخوان المسلمون الأردنيون والحكومة: إستقرار الأردن هو البوصلة الضابطة صحيفة « الشرق »:مأساة دارفور وصمت المثقفين العرب موقع سويس إنفو:هيئة بريطانية تطالب جماعات الضغط بالتحقق من أرقامها بشأن دارفور قدس برس: ألف دولار شهريا مقابل تفرغ الكويتية لأسرتها

 


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows  (


 

الصحفي التونسي سفيان الشورابي في لقاء مصور، يستعرض فيه مشكلته المتمثلة في حرمانه من مواصلة الدراسة

للمشاهدة انقر على هذه الوصلة:

 


سبعة عشر سنة عن إختفاء السجين كمال بن علي المطماطي

 

 

المواطن كمال بن علي المطماطي متزوج و له أبناء أوقف سنة 1991 في قضية حركة النهضة ،و موجز ما حدث لهذا المواطن أنه تم ايقافه بمقر عمله (شركة الكهرباء و الغاز) و اقتياده الي منطقة الأمن الوطني بقابس ،و بعد أن علم أهله بذلك اوصلوا اليه بعض الملابس و الطعام خلال الخمسة الأيام الأولي  تسلمها منهم أعوان الأمن المشرفين عن إيقافه لكن فجؤوا اليوم السادس بهؤولاء الأعوان يعلموهم بعدم وجود موقوف إسمه كمال المطماطي لديهم و أنكروا تماما جلب هذا الشخص إلي مركز الإيقاف .

واصل أهله الإتصال بوزارة الداخلية و كل السجون لمعرفة مكان إيقاف إبنهم لكن دون جدوي متلقين نفس الإجابة بعدم وجود هذا الإسم فس سجل الإيقافات ،قبل أن يستفيق أهله من هذه الصدمة فجؤوا بصدور حكم غيابي علي إبنهم بسنعة عشر سنة و نصف و عند معاودة إتصلاتهم بمصالح وزارة الداخلية أعامتهم بأن إبنهم في حالة فرار خارج حدود الوطن….

ذكرت والدة كمال المطماطي سنة 2005 بإحدي الندوات نطمها فرع قابس للرابطة التونسية لحقوق الإنسان ، ان ثلاثة من الموققين مع إبنها في نفس اليوم و نفس القضية أعلموها بأن كمال تعرض إلي التعذيب أثناء إيقافه و تحديدا في اليوم الخامس أثناء التحقيق معه من طرف رجل أمن برتبة محافط شرطة أصابه إيصابة بالغة علي مستوي الر أس مما أدي إلي إغمائه ، و أن في تلك اللحظة شهدت منطقة الأمن حالة من الإرتباك و الفوضي و تهامس بين الأعوان (كمال المطماطي مات……..) ، و أكد الشهود لها بأن كمال نقل إلي المستشفي الجهوي بقابس علي متن سيارة أجرة جلبها الأمن للغرض و لم يعد بعدها إلي محا الإيقاف ، وذكرت والدته كذلك أن الشهود أكدوا لها وفاة كمال تحت التعذيب و أعلموها بأنهم لا يستطعون الإدلاء بهذه الشهادة أمام القضاء لأسبب عديدة،و الجدير بذكر أن والدته كشفت خلال تلك الندوة عن أسماء هؤولاء الشهود و إسم محافط الشرطة.

ناشدت زوجته السيدة لطيفة بن صالح المطماطي الرابطة التونسة لحقوق الإنسان في أكثر من مناسبة التدخل لمعرفة تفاصيل إختفاء زوجها      و الكشف عن مصيره بعد أن فشلت كل محولاتها بتلقي أي معلومة أو خبر عنه ،موضحة أنها تعاني من مشكلة في الحالة المدنية فهي لا تعرف نفسها (متزوجة،أرملة او مطلقة..).

تعاني عائلة هذا المواطن مراقبة أمنية اصيقة و مضايقات عديدة بعد أن أثار السيد عبد الجبار الرقيقي قضية إبنهم علي أعمدة جريدة الموقف  سنة 2004،و تضاعفت المراقبة و المدهمات الليلية منذ أفريل 2007 بعد إيقاف طاقم إحدي القنوات التلفزية الذي حاول التسجيل معهم لمعرفة تفاصيل إختفاء إبنهم و تم حجز معداته.

تعيش هذه العائلة مأساة حقيقية فهم يجعلون حقيقة ما وقع بالضبط ،و يطالبون السلط المعنية بالخروج من صمتها و الكشف عن الحقائق و محاسبة المسؤلين عن هذه المأساة.

 

معز الجماعي    


 

 

 لجــان الدفــاع عن الحريات الديمقراطية و حقــوق الإنســان فـي ســوريـا

بيان تضامني مع الصحفي عمر المستيري

14/8/2007  

 
إننا في لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان في سورية نتابع وببالغ القلق والاستنكار مايتعرض له الأستاذ عمر المستيري مدير تحرير مجلة كلمة الالكترونية أمام المحكمة الابتدائية بتونس. وتواصلا لنهج القمع المستمر في تونس لحرية التعبير ولحرية الاجتماع و التجمع. و استمرارا لما يتعرض له المدافعون عن حقوق الإنسان في تونس من مضايقات وإزعاجات ، و إساءات جسدية، عدا عن الاعتقالات التعسفية و التوقيف و سوء المعاملة خلال الاحتجاز. فقد مثُل يوم 2 آب 2007 الناشط المعروف عمر المستيري أمام محكمة البدايات في تونس,وتم تأجيل النظر في القضيّة إلى يوم 16 آب الجاري .حيث يواجه المستيري تهمة القذف وفق المواد 42- 50- 53 – 72- 78 من مجلة الصحافة التي تعرّض صاحبها إلى أحكام بالسجن والحرمان من الحقوق المدنيّة. وذلك بعد الشكوى التي رفعها السيد محمد بكّار ضدّه والتي تتعلق بمقال نُشر في مجلة كلمة يوم 5 ايلول2006 حول ملابسات إعادة ترسيم السيد بكّار في جدول المحاماة بعد أن وقع تشطيبه نهائيا لمرتين من أجل أحكام نهائيّة صادرة ضدّه في التحيّل والتزوير. واستغرب المحامون من التعجيل بإحالة السيد المستيري أمام الدائرة الصيفية خلال العطلة القضائية السنوية طالما أنّها ليست قضيّة استعجاليه وطالبوا بتأخيرها للاطلاع. كما عبّروا عن قلقهم لتعيين تاريخ قريب للتأجيل معتبرين أنّ هذا التسرّع مؤشرا غير مريح لضمان سير محاكمة عادلة. وتطوّع للدفاع عن المستيري فريق من المحامين من بينهم مختار الطريفي وعبد الرزاق الكيلاني وعبد الستار بن موسى وعبد الرؤوف العيادي وعياشي الهمامي ومختار الجلالي ومحمد النوري ومحمد عبّو وأنور القوصري والعربي عبيد وزهور كوردة والهادي المناعي وسعيد المشيشي ورياض الشيحاوي وأحمد الجلالي وأمين الجلالي. كما تجنّد ممثلون عن المجتمع المدني لمراقبة هذه المحاكمة. إلاّ أنّ قوّات البوليس السياسي منعت عددا من النشطاء والصحافيين ومراقبَين من منظمة « ريبريف » البريطانية من دخول قصر العدالة وحضور الجلسة. ويذكر أن وكيل الجمهورية ركّز في الاستنطاق الذي أجراه مع الصحفي عمر المستيري يوم 29 مارس 2007 على المصدر الصحفي دون البحث في صحّة المعلومة المتضمنة في المقال موضوع الدعوى. فقد بدا كأنّ النيابة العمومية أرادت البحث في كيفية تسرّب معلومة كانت تحرص على التستّر عليها. وقد رفض عمر المستيري كشف مصادره اعتمادا على حقه كصحفي في حماية مصادره. أمّا محاميه فقد أثاروا مسألة القاعدة القانونية للتتبع علما وأن موقع كلمة محجوب في تونس منذ سنة 2000وأركان التوزيع لم تتوفّر بعد، كما أثاروا موضوع سقوط الدعوى بالتقادم. وهذا مايو حي بأن إحالة الصحفي عمر المستيري على الدائرة الصيفية يقصد منها التعجيل باتخاذ إجراء مبيّت ضدّه كصحفي مستقلّ وناشط حقوقي. إن لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان في سورية تتوجه إلى السيد رئيس الجمهورية التونسية من اجل وقف هذه المحاكمة وإلغاء كل مايترتب عليها بحق الأستاذ عمر المستيري . وإننا نعتبر أن هذه الإجراءات القمعية والتعسفية بحق الناشطين التونسيين ,وبحق الأستاذ عمر المستيري,إنما تستهدف حرية الرأي والتعبير والتظاهر السلمي المضمونة بموجب المواثيق الدولية لحقوق الإنسان الملزمة للحكومة التونسية. وإننا ندين المحاكمة الصورية التي يتعرض لها الأستاذ المستيري. ونطالب بوقف التتبعات ضد عمر المستيري الذي مارس حقه في التعبير والنقد المكفولين بالدستور التونسي.فهو لم يتعدّ القيام بوظيفته المهنيّة الصحفيّة بكل صدق وإخلاص وشفافية وبمسؤولية وطنية عالية,بعيدا عن الحسابات الفردية والشخصية. وإننا نتوجه إلى جميع الهيئات المدنية والحقوقية والمدافعة عن حرية الصحافة والصحفيين, إقليميا وعالميا, بالتضامن والدفاع عن حرية الصحافة والصحفيين في تونس وعن السيد عمر المستنيري. لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان في سوريا مكتب الأمانة www.cdf-sy.org info@cdf-sy.org

(المصدر: موقع الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان باريخ 15 أوت 2007)


الشبكة الأورومتوسطية لحقوق الإنسان

حرية الصحافة عمر مستيري في براثن السلطة التونسية

 15/8/2007 عمر مستيري، صحفي ومناضل من أجل حقوق الانسان، سوف يخضع اليوم لتحرَش قضائي . الجريمة: نشر معلومة دقيقة تم استدعاء عمر مستيري، مدير تحرير الصحيفة الالكترونية « كلمة » وأحد رموز المعارضة الديمقراطية في تونس ** للمثول أمام محكمة ابتدائية في الساد س عشر من آب، 2007. عليه الرد بجرم التشنيع ، بموجب قانون الصحافة، بناء على دعوة مرفوعة من المحامي محمد بكار. تستند هذه الدعوة على مقال تم نشره في عدد 5 أيلول/ سبتمبر 2006 من « كلمة » والت ي نشر فيها عمر مستيري عرض محضر رد الاعتبار للمحامي محمد بكار، المعروف بقربه من السلطة والذي تم شطب اسمه من نقابة المحامين بعد إدانته لعدة مرات بالنصب والكذب. بالرغم من أن صفحة « كلمة » الالكترو نية ممنوعة وموقوفة في تونس فإنه لم يتم التشكيك بصدق الوقائع في أي لحظة، إلا أنه قد تمَ ت ثبيت التهم. أثناء إحدى التحقيقات التي جرت في تاريخ 29 مارس/ آذار الماضي، رفض عمر مستيري الكشف عن مصادر معلوماته والتي سمحت له بنشر ه ذه المعلومة. وقد حافظ على نفس التوجه في الجلسة الأولى التي عقدت في 2 آب/ أغسطس الماضي. عمر مستيري يواجه مخاطر عقوبة السجن من سنة إلى ثلاث سنوات. إن الاستعجال، أثناء العطلة الصيفية، في الحكم في قضية بسيطة من جرائ م الصحافة، يخلق لدينا الشك في ماهية الدوافع الحقيقية للجهاز القضائي التونسي ضد مناضل معروف ومحترم من أجل حقوق الإنسان. سوف ترسل الشبكة الأورومتوسطية لحقوق الإنسان المحامي حسين باردي إ لى تونس من اجل مراقبة سير وانتظام المحاكمة، ولكنها بنفس الوقت تطالب بالحفظ الفوري للق ضية معتبرة أن عمر مستيري قد مارس مهنته كصحفي. تدعو الشبكة الحكومة التونسية الى احترام حرية التعبير بكافة الأشك ال، وضع حدَ لسياستها باضطهاد الصحفيين الأحرار والمستقلين و وضع حد لمنع الصفحة الإلكت رونية ! 604; « كلمة. *عمر مستيري عضو في المجلس الوطني لل حريات في تونس، منظمة عضو في الشبكة الأورومتوسطية لحقوق الانسان
 
(المصدر: موقع الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان باريخ 15 أوت 2007)

 


 

إتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل إعــــلام

 
تونس 15 أوت 2007  أمام مواصلة سلطة الإشراف المماطلة والتسويف في النظر في ملفات المعطلين عن العمل من حملة الشهادات. قرر إتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل مواصلة تحركاته المطلبية والإحتجاجية ودلك بإعلان منخرطيه إضراب جوع لمدة يوم ّ الجمعة 17 أوت 2007 ّ بمقر سكناهم، تنديدا بالوضعية الإجتماعية المزرية التي يعانون منها وأسرهم جراء تعمد إقصاءهم من حقهم في العمل ومواصلة سياسة تهميشهم والإعتداءات المتكررة ضدهم. هدا ويوجه إتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل دعوة عاجلة الى كل القوى الديمقراطية والحقوقية لمساندة المعطلين عن العمل في حركتهم النضالية. المنسق العام الوطني  سالم العياري

 


 

حصــــاد الأسبــــــوع الاثنين 13 أوت 2007

ذكرى 51 لصدور مجلة الأحوال الشخصية التونسية ( 6 محرم 1378 الموافق ل 13 اوت 1956)

 
1) علمت: 1- السعودية تحول سجناءها إلى «رجال أعمال» الرياض ـ المصريون (رصد) : بتاريخ 23 – 5 – 2007 بدأت السعودية أمس أول خطوة رسمية لتقديم قروض مالية للسجناء المفرج عنهم، بهدف إقامة مشروعات تجارية تغنيهم عن الديون، وتحولهم إلى أفراد منتجين في المجتمع السعودي.ويتمثل هذا المشروع في حملة وطنية يقودها «صندوق المئوية» الذي يهدف إلى تمكين الشباب السعودي، ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و35 سنة، من تحقيق إقامة مشروعات خاصة بهم لتكون بديلا عن الوظائف. وتأتي هذه الحملة مكملة لمبادرات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، التي تضمنت تسديد ديون المعسرين من السجناء التي تقل عن 500 ألف ريال (133.3 ألف دولار). حيث سيبدأ المسؤولون في صندوق المئوية الأسبوع المقبل بجولات منظمة لزيارة السجون السعودية لتقديم شرح واف عن كيفية الحصول على قروض مالية، بالتنسيق مع المديرية العامة للسجون. ووفقا لمدير الصندوق، فإن أبناء المحافظات المتوسطة والصغيرة لهم أولوية بنسبة 70 في المائة من إجمالي القروض، ويحرص الصندوق على ألا تستحوذ المدن الكبيرة كالرياض وجدة والدمام على حجم عال من القروض بهدف دعم تلك المدن وتنويع النشاط التجاري فيها. ويرى طاشكندي أن دور الصندوق يحتم عليه المشاركة في بناء الوطن وتقديم العون للسجناء، مؤكدا أن من واجبهم الذهاب للسجناء قبل موعد خروجهم لكي يبدأ السجين حياته الجديدة بخطوات متفائلة تسعى إلى تحقيق النجاح. وحسب صحيفة الشرق الأوسط ؛ سيحصل السجناء ممن يحملون مؤهلات فنية وحرفية اكتسبوها من المعاهد التي تقيمها المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني على أولوية في قروض صندوق المئوية. كما وقع الصندوق عددٌ من الاتفاقيات مع جمعية إنسان، واللجنة الوطنية للسجناء، ومؤسسة الملك عبد الله لوالديه للإسكان التنموي التي تعنى بتوفير سكن للفقراء، وبذلك تحصل تلك الفئات على أولوية في القروض المقدمة من الصندوق عند اكتمال الشروط. ويسعى الصندوق عن طريق مجلس الأمناء برئاسة الأمير عبد العزيز بن عبد الله، ونخبة من رجال الأعمال، لتقديم 365 قرضا للعام الجاري، حيث اُعتمد 137 مشروعا في الثلث الأول من هذا العام. هذا عندهم، أما عندنا فـأفضل ما تجود به الإدارة العامة للسجون و الإصلاح فرخصة انتصاب في أحد شوارع العاصمة ليعمل المتمتع بها مرشدا أو مخبرا( كما تريد) للفرق الأمنية المختلفة… و عادة ما يتمتع بها من كان على هذا السلوك في السجن أثناء قضاء عقوبته.. و لا يغترن أحد بالحديث عن اندماج المساجين في المجتمع إثر إطلاق سراحهم و السياسات المتوخاة في هذا الإطار فكل ذلك من قبيل « تمخض الجبل…… » هذا في التعامل مع مساجين الحق العام أما مساجين الرأي فسعي الإدارة – و من وراءها- حثيث على إقامة العوائق المختلفة امامهم كي لا يستطيعوا اندماجا و لا تأقلما مع المجتمع و ما المراقبة الإدارية و ما يحفها من تجاوزات جلية لمنطوق القانون – على ما فيه من انتهاك لحقوق الإنسان الأساسية- إلا دليل واضح و قاطع على سعي الإدارة الملهوف على تدمير ما تبقى من إرادة الحياة لدي السجين السياسي… و ما وقع للسجين معتوق العير عنا ببعيد حيث اضطر إلى بيع شاحنة كان قد اشتراها قبل أسابيع قليلة ليرتزق منها عندما وجد نفسه يقضي الساعات الطوال يوميا على حاشية الطريق ليتثبت الأعوان- أعوان المرور – في أوراق الشاحنة،الشيء الذي جعله عاجزا عن تقديم خدمات مرغوب فيها من حيث سرعة الإنجاز و الالتزام بالمواعيد… 2 – الرقابة البوليسيةالدائمة التي اقيمت حول منزل عائلة السيد العجمي الوريمي السجين السياسي المسرح أخيرا بشط مريم لا تزال متواصلة، بل تصبح شديدة الإزعاج خاصة عندما يكون القادم للتهنئة من المواطنين العاديين( بمعنى ليس له سوابق مع الأمن و أعوانه) إذ يعمد المراقبون إلى إيقاف هذا القادم وقتا قد يطول و قد يقصر دون مبرر… و هذه سياسة متبعة قصد تنفير الأصدقاء و الأقارب من زيارة السجين المسرح لضرب مزيد من العزلة عليه… وهنا لا بد من الإشادة بما يبذله مناضلو  » التقدمي الديمقراطي » من جهود لزيارة المساجين المسرحين.. 3- القضية المدنية المرفوعة ضد البريد التونسي و شركة  » وستارن يونيون » أجلت مرة ثانية إلى يوم 24 من الشهر الجاري.. أما القضية الجزائية فقد وقع سماعي كشاكي لدى فرقة الشرطة العدلية بمنطقة جرجيس.. 2) تدبرت: – لا تطعنفي ذوق زوجتك .. فقد اختارتك أولاً. – من الحكمة أن تعتذر لرجل إذا كنت مخطئاً .. وانتعتذر لامرأة حتى ولوكنت على صواب. 3) سمعت: يبدو أن أحد المسؤولين المحليين بجرجيس هو المرشح الوحيد « لاشتراء » المسجد الجامع على طريق مدنين المعروف باسم مسجد « ابن خضر »، هذا المسؤول – و على قصر المدة التي تولى فيها المسؤولية- تمكن تمكن من ربط مدجنته الصناعية بالطريق المعبد و هو ما لم يحصل لحي سكني تقيم به عشرات العائلات و عند احتجاجهم في بداية الأشغال قيل لهم أن ربط حيهم بالطريق المعبد مبرمج حالما يتم العمل في الجزء الأول( الربط بالمدجنة) و انتظر السكان دون جدوى، لكنهم و قد لدغوا من نفس الجحر فإنهم قد أبوا أن يتم ربط نفس المدجنة بالماء الصالح الشراب قبل أن يتم إيصال الماء لحيهم… هدا المسؤول يستثمر في قطاع الدواجن و العقارات ….و الصحة.. لكن هل يدفع ماعليه من ضرائب نحو خزينة البلاد، أم ان هذا شأن يستعمل ضد المعارضين و المعارضين فقط… 4) رأيت: أن تسمع من يفخر بما يملك من عقارات و مركوبات و أطيان لا يثير دهشة و لا غرابة، فالإنسان من فطرته محبة المال و الاستكثار منه، و أن ترى من ينفق المال الطائل على نزواته و شهواته فأمر اعتاد عليه المرء رغم مجافاته التصرف السليم و الرشيد، أما أن ترى من يفخر بتبديد ماله فأمر آخر…  » في زفاف ابني فلان ألقيت مجرورة ملآنة كسكسي في السبخة » أم الحديث عن البذخ و أنواع الأطعمة التي وقع إعدادها و كمية الغلال التي أحضرت لا تدفع العاقل إلا إلى تساؤل مرير « إلى أين المسير؟ » أليست هذه مثل القرية التي كان يأتيها رزقها رغدا؟؟ 5): قرأت بمناسبة صدور مجلة الأحوال الشخصية التونسية نقدم : وصية الشيخ علي الطنطاوي لابنته و لكل بنت بسم الله الرحمن الرحيم وصية الشيخ علي الطنطاوي لإبنته ولكل بنت …مؤثرة….مبكية..ذات عبرة .. يابنتي انا رجل يمشي الى الخمسين قد فارق الشباب وودع احلامه واوهامه ، ثماني سحت في البلدان ولقيت الناس وخبرت الدنيا فاسمعي مني كلمة صحيحة صريحةمن سني وتجاربي لم تسمعيها من غيري، لقد كتبت وناديت ندعو الى تقويمالاخلاق ومحو الفساد وقهر الشهوات حتى كلت منا الاقلام وملت الالسنة وماصنعنا شيئا ولا ازلنا منكرا بل ان المنكرات لتزداد والفساد ينتشر والسفوروالحسور والتكشف تقوى شرّته وتتسع دائرته ويمتد من بلد الى بلد حتى لم يبقبلد اسلامي – فيما احسب – في نجوة منه حتى الشام التي كانت فيها الملاءةالسابغة وفيها الغلو في حفظ الاعراض وستر العورات قد خرج نساؤها سافراتحاسرات كاشفات السواعد والنحور.. ما نجحنا وما اظن اننا سننجح ، اتدرينلماذا؟ لاننا لم نهتد الى اليوم الى باب الاصلاح ولم نعرف طريقه ، ان بابالاصلاح امامك انت يا بنتي ومفتاحه بيدك فاذا امنت بوجوده وعملت على دخولهصلحت الحال ، صحيح ان الرجل هو الذي يخطو الخطوة الاولى في طريق الاثم لاتخطوها المراة ابدا ولكن لولا رضاك ما اقدم ولولا لينك ما اشتد انت فتحتله وهو الذي دخل ، قلت للص تفضل .. فلما سرقك اللص صرخت اغيثوني يا ناسسرقت ….. ولو عرفت ان الرجال جميعا ذئاب وانت النعجة لفررت منهم فرارالنعجة من الذئب ، وانهم جميعا لصوص لاحترست منهم احتراس الشحيح من اللص0واذا كان الذئب لا يريد من النعجة إلا لحمها . فالذي يريده منك الرجل أعزعليك من اللحم على النعجة ، وشر عليك من الموت عليها ، يريد منك أعز شئعليك : عفافك الذي تشرفين ، وبه تفخرين ، وبه تعيشين ، وحياة البنت التيفجعها الرجل بعفافها ، أشد عليها بمئة مرة من الموت على النعجة التي فجعهاالذئب بلحمها … إي والله، وما رأى شاب فتاة إلا جردها بخياله من ثيابهاثم تصورها بلا ثياب. إي والله ، أحلف لك مرة ثانية ، ولا تصدقي ما يقوله بعض الرجال ، من أنهم لا يرون في البنت إلا خلقها وأدبها، وأنهم يكلمونهاكلام الرفيق ، ويودونها ود الصديق ، كذب والله، ولو سمعت أحاديث الشباب فيخلواتهم ، لسمعت مهولا مرعبا ، وما يبسم لك الشاب بسمة ، ولا يلين لك كلمة، ولا يقدم لك خدمة ، إلا وهي عنده تمهيد لما يريد ، أو هي على الأقلإيهام لنفسه أنها تمهيد. وماذا بعد؟ ماذا يا بنت؟ فكري. تشتركان في لذةساعة ، ثم ينسى هو ، وتظلين أنت أبدا تتجرعين غصصها ، يمضي (خفيفا) يفتشعن مغفلة أخرى يسرق منها عرضها، وينوء بك أنت ثقل الحمل في بطنك ، والهمفي نفسك ، والوصمة على جبينك ، يغفر له هذا المجتمع الظالم ، ويقول : شابضل ثم تاب ، وتبقين أنت في حمأة الخزي والعار طول الحياة ، لا يغفر لك المجتمع أبدا. ولو انك إذ لقيته نصبت له صدرك ، وزويت عنه بصرك ، وأريته الحزم والاعراض … فإذا لم يصرفه عنك هذا الصد ، وإذا بلغت به الوقاحة أنينال منك بلسان أو يد ، نزعت حذاءك من رجلك ، ونزلت به على رأسه ، لو أنكفعلت هذا ، لرأيت من كل من يمر في الطريق عونا لك عليه، ولما جرؤ بعدهافاجر على ذات سوار ، ولجاءك _ إن كان صالحا _ تائبا مستغفرا ، يسأل الصلةبالحلال ، جاءك يطلب الزواج. والبنت مهما بلغت من المنزلة والغنى والشهرةوالجاه ، لا تجد البنت أملها الاكبر وسعادتها إلا في الزواج ، في أن تكون زوجا صالحة ، وأما موقر’ ، وربة بيت . سواء في ذلك الملكات و الاميرات ،وممثلات هوليود ذوات الشهرة والبريق الذي يخدع كثيرات من النساء . وأناأعرف أدبيبتين كبيرتين في مصر والشام ، أديبتين حقا ، جمع لهما المالوالمجد الادبي ، ولكنهما فقدتا الزوج فقدتا العقل وصارتا مجنونتين ، ولاتحرجيني بسؤالي عن الاسماء إنها معروفة!! . الزواج اقصى اماني المراة ولو صارت عضوة البرلمان وصاحبة السلطان ، والفاسقةالمستهترة لا يتزوجها احد، حتى الذي يغوي البنت الشريفة بوعد الزواج ان هيغوت وسقطت تركها وذهب- اذا اراد الزواج- فتزوج غيرها من الشريفات لانه لايرضى ان تكون ربة بيته وام بنته امراة ساقطةوالرجل وان كان فاسقا داعرا اذا لم يجد في سوق اللذات بنتا ترضى ان تريق كرامتها علىقدميه وان تكون لعبة بين يديه إذ لم يجد البنت الفاسقة او البنت المغفلةالتي تشاركه في الزواج على دين ابليس وشريعة القطط في شباط طلب من تكونزوجته على سنة الاسلامفكساد سوق الزواج منكن يا بنات لو لم يكنمنكن الفاسقات ما كسدت سوق الزواج ولا راجت سوق الفجور .. فلماذا لا تعملن، لماذا لا تعمل شريفات النساء على محاربة هذا البلاء ؟ انتن اولى بهواقدر عليه منا لأنكن اعرف بلسان المراة وطرق افهامها ولانه لا يذهب ضحيةهذا الفساد الا انتن : البنات العفيفات الشريفات البنات الصيّنات الديّناتفي كل بيت من بيوت الشام بنات في سن الزواج لا يجدن زوجا ، لانالشباب وجدوا من الخليلات ما يغني عن الحليلات ، ولعل مثل هذا في غيرالشام ايضا … فألفن جماعات منكن من الاديبات والمتعلمات و مدرساتالمدرسة و طالبات الجامعة تعبد أخواتكن الضالات الى الجادة، خوّفنهن الله، فان كن لا يخفنه فحذرهن المرض ، فان كن لا يحذرنه فخاطبهن بلسان الواقع، قلن لهن : انكن صبايا جميلات فلذلك يقبل عليكن الشباب ويحومون حولكنولكن هل يدوم عليكن الصبا والجمال ؟ ومتى دام في الدنيا شئ حتى يدوم علىالصبيّة صباها وعلى الجميلة جمالها ؟ فكيف يكن اذا صرتن عجائز محنياتالظهور مجعّدات الوجوه من يهتم يومئذ بكن ومن يسأل عنكن ، اتعرفن من يهتمبالعجوز ويكرمها ويوقرها ؟ اولادها وبناتها وحفدتها وحفيداتها ، هناك تكونعجوز ملكة في رعيتها ومتوجة على عرشها على حين تكون الاخرى … انتن اعرفبما تكون عايه.فهل تساوي هذه اللذة تلك الآلام ؟ وهل تشتري بهذه البدايةتلك النهاية ?. وأمثال هذا الكلام لا تحتجن الى من يدلكن عليه، ولا تعدمنوسيلة الى هداية أخواتكن المسكينات الضالات ، فإن لم تستطعن ذلك معهنفاعملن على وقاية السلمات من مرضهن ، والناشئات الغافلات من أن يسلكنطريقهن . وأنا لا أطلب منكن أن تعدنبالمرأة المسلمة اليوم بوثبة واحدة إلى مثل ما كانت علية المرأة المسلمةحقا، لا، وإني لأعلم أن الطفرة مستحيلة في العادة ، ولكن أن ترجعن إلىالخير خطوة خطوة ، كما أقبلتن على الشر خطوة خطوة ، إنكن قصرتن الثيابشعرة شعرة ، ورققتن الحجاب ، وصبرتن الدهر الاطول تعلمن لهذا الانتقال ،والرجل الفاضل لا يشعر به ، والمجلات الداعرة تحث عليه ، والفساق يفرحونبه ، حتى وصلنا إلى حال لا يرضى بها الاسلام ، ولا ترضى بها النصرانية ،ولم يعلمها المجوس الذين نقرأ أخبارهم في التاريخ ، إلى حال تأباهاالحيوانات. إن الديكين إذا اجتمعا على الدجاجة اقتتلا غيرة عليها وذوداعنها ، وعلى الشواطئ في الاسكندرية وبيروت رجال مسلمون ، لا يغارون علىنسائهم المسلمات أن يراهن الاجنبي ، لا أن يرى وجوههن …ولا أكفهن…ولانحورهن… بل كل شيء فيهن!! كل شيء إلا الشيء الذي يقبح مرآه ويجعل ستره ،وهو حلقتا العورتين ، وحلمتا الثديين….. وفي النوادي والسهرات (التقدمية) الراقية ، رجال مسلمون يقدمون نساءهم المسلمات للاجنبيليراقصهن ، يضمهن حتى يلامس الصدر الصدر ، والبطن البطن، والفم الخد،والذراع ملتوية على الجسد ، ولا ينكر ذلك أحد ، وفي الجامعات المسلماتشباب مسلمون يجالسون بنات مسلمات متكشفات باديات العورات ، ولا ينكر ذلكالآباء والامهات المسلمات ، وأمثال هذا!!. وأمثال هذا كثير لا يدفع في يومواحد ، ولا بوثبة عاجلة ، بل بأن نعود إلى الحق ، من الطريق الذي وصلنامنه إلى الباطل ، ولو وجدناه الآن طويلا، وإن من لا يسلك الطريق الطويلالذي لا يجد غيره لا يصل أبدا، وأن نبدأ بمحاربة الاختلاط غير السفور ،أما كشف الوجه، إن كان لا يتحقق بكشفه الضرر على الفتاة والعدوان علىعفافها فأمره أسهل ولعله أهون من هذا الذي نسميه في بلاد الشام حجابا ،وما هو إلا ستر للمعايب ، وتجسيم للجمال ، وإغراء للناظر. السفورإن اقتصر على الوجه كما خلق الله الوجه ليس حراما متفقا على حرمته، وإنكنا نرى الستر أحسن وأولى ، وكان ستره عند خوف الفتنة واجبا. أما الاختلاطفشيء آخر ، وليس يلزم من السفور أن تختلط الفتاة بغير محارمها، وأن تستقبلالزوجة السافرة صديق زوجها في بيتها، أو أن تحييه إن قابلته في الترام ،أو لقيته في الشارع ، وأن تصافح البنت رفيقها في الجامعة ، أو أن تصلالحديث بينها وبينه، أو أن تمشي معه في الطريق ، وتستعد معه للامتحان ،وتنسى أن الله جعلها أنثى وجعله ذكرا ، وركب في كل الميل إلى الآخر ، فلاتستطيع هي ولا هو ولا أهل الارض جميعا ، أن يغيروا خلقة الله ، و أنيساووا بين الجنسين ، أو أن يمحوا من نفوسهم هذا الميل. وإن دعاةالمساواة والاختلاط باسم المدينة قوم كذابون من جهتين : كذابون لانهم ماأرادوا من هذا كله إلا إمتاع جوارحهم ، وإرضاء ميولهم ، وإعطاء نفوسهمحظها من لذة النظر ، وما يأملون به من لذائذ أخر، ولكنهم لم يجدوا الجرأةعلى التصريح به ، فلبسوه بهذا الذي يهرفون به من هذه الالفاظ الطنانة ،التي ليس وراءها شيء : التقدمية، والتمدن ، والفن ، والحياة الجامعية ،والروح الرياضية ، وهذا الكلام الفارغ (على دويه) من المعنى فكأنه الطبل. وكذابونلان أوروبة التي يأتمون بها ، ويهتدون بهديها ، ولا يعرفون الحق إلابدمغتها عليه ، فليس الحق عندهم الذي يقابل الباطل ، ولكن الحق ما جاء منهناك : من باريس ولندن وبرلين ونيويورك ، ولو كان الرقص والخلاعة ،والاختلاط في الجامعة ، والتكشف في الملعب والعري على الساحل ، والباطل ماجاء من هنا : من الازهر والاموي وهاتيك المدارس الشرقية ، والمساجدلاسلامية ولو كان الشرف والهدى والعفاف والطهارة ، طهارة القلب وطهارةالجسد. إن في أوروبا وفي أمريكا ، كما قرأنا وحدثنا من ذهب إليهما ، أسراكثيرات لا ترضى بهذا الاختلاط ولا تسيغه ، وإن في باريز (في باريس يا ناس ) آباء وأمهات لا يسمحون لبناتهم الكبيرات أن يسرن مع الشاب ، أو يصحبنهإلى السينما ، بل هم لا يدخلونهن إلا إلى روايات عرفوها ، وأيقنوابسلامتها من الفحش والفجور ، اللذين لا يخلو منهما مع الاسف واحد من هذه (التهريجات) و الصبيانيات السخيفة التي تسميها شركات مصر الهزيلة الرقيعة ( الجاهلة بالفن السينمائي مثل جهلها بالدين ) تسميها أفلاما!!يقولون : إنالاختلاط يكسر شرة الشهوة ، ويهذب الخلق ، وينزع من النفس هذا الجنونالجنسي . وأنا أحيل في الجواب على من جرب الاختلاط في المدارس ، روسياالتي لا تعودإلى دين ، ولا تسمع رأي شيخ ولا قسيس ، ألم ترجع عن هذهالتجربة لما رأت فسادها؟وأميركا، ألم تقرؤوا أن من جملة مشاكل أمريكا مشكلة ازدياد نسبة (الحاملات) منالطالبات؟ فمن يسره أن يكون في جامعات مصر والشام ، وسائر بلاد الاسلاممثل هذه المشكلة. وأنا لا أخاطب الشباب ، ولا أطمع في أن يسمعوا لي ، وأناأعلم أنهم قد يردون علي ويسفهون رأيي ، لأني أحرمهم من لذائذ ما صدقواأنهم قد وصلوا إليها حقا ، ولكن أخاطبكن أنتن يا بناتي . يا بناتيالمؤمنات الدينات ، يا بناتي الشريفات العفيفات ، إنه لا يكون الضحية إلاأنتن ، فلا تقدمن نفوسكن ضحايا على مذبح إبليس ، لا تسمعن كلام هؤلاءالذين يزينون لكن حياة الاختلاط باسم الحرية والمدنية والتقدمية والفنوالحياة الجامعية ، فإن أكثر هؤلاء الملاعين لا زوجة له ولا ولد ، ولايهمه منكن جميعا إلا اللذة العارضة ، أما أنا فإني أبو بنات ، فأنا حينأدافع عنكن أدافع عن بناتي ، وأنا أريد لكن من الخير ما أريده لهن . إنهلا شيء مما يهرف به هؤلاء يرد على البنت عرضها الذاهب ، ولا يرجع لهاشرفها المثلوم ، ولا يعيد لها كرامتها الضائعة ، وإذا سقطت البنت لم تجدواحدا منهم يأخذ بيدها ، أو يرفعها من سقطتها ، إنما تجدهم جميعا يتزاحمونعلى جمالها ، ما بقي فيها جمال ، فإذا ولى ولوا عنها ، كما تولي الكلاب عنالجيفة التي لم يبق فيها مزعة لحم ! هذهنصيحتي إليك يا بنتي ، وهذا هو الحق فلا تسمعي غيره ، واعلمي أن بيدك أنت، لا بأيدينا معشر الرجال ، بيدك مفتاح باب الإصلاح ، فإذا شئت أصلحت نفسكوأصلحت بصلاحك الأمة كلها. « ومن يتق الله يجعل له مخرجا » 6) نقلت: يهودية ألمانية ذات 82 سنة تروي اكتشافها اسرائيل. سيلفيا كاتوري- لقاء مع هادي أبشتاين فلسطين: » لم أكن مهيأة لكل الفظائع التي رأيت » هايدي أبشتاين لها من العمر 82 سنة، ولدت في في فرايبورغ بألمانيا سنة 1924،و تعيش في بلدة كيبنهايم و هي على بعد 30 كم شمالا، وهي البتن الوحيدة لعائلة يهودية قضت في العهد النازي.. و هي لم تنفك تناضل من أجل الحريات و من أجل كرامة بني الإنسان.. في سنة 2003 قررت هايدي الذهاب إلى فلسطين، و عادت من هناك و قد صدمت بما رأت هناك: نساء و أطفال فلسطينيين ليس هناك من يدافع عنهم، شعب كامل في حالة رعب، يعيش في معازل.. و قد عادت إلى فلسطين سنة 2004و 2005 , 2006 و تنوي العودة هذه الصائفة على متن سفينة تحمل شعار « غزة حرة » في نفس التاريخ الذي ابحرت فيه سفينة أخرى محملة باليهود من مرسيليا قبل عقود و تحمل شعار EXODUS للاطلاع على المقابلة و التعرف على التجربة هذه جملة روابط: http://www.hedyepstein.com/ www.freegaza.org http://www.counterpunch.org/cattori06072007.html http://www.voltairenet.org/article148842.html 7) دعــــــــــاء www.mawarithsoft.com هذا موقع تونسي لحما و دما، وقد أنشأه أصحابه ليكون نعم العون للقضاة و عدول الأشهاد و التنفيذ و رجال القانون و كل من يرغب في الاطلاع على علم الفرائض و المواريث و قسمة التركة في الشريعة الإسلامية و القانون التونسي… الموقع نال استحسان الكثيرين… و هو و إن كان لا يزال في مرحلة التطوير فإن الاطلاع عليه جد مفيد.. عبدالله الـــــــــــــــزواري abzouari@hotmail.com abzouari@yahoo.fr
 
(المصدر: موقع الحوار نت ( ألمانيا) باريخ 15 أوت 2007)

 

من أخبار العائدين لتونس

 

 
بلغنا من مصادر موثوقة أنّ أحد الذين رجعوا لتونس (السيّد محسن نقزّو من جنوب فرنسا قد تمّ إيقافه و تعرّض للتعذيب على بد البوليس التونسي و هو لا يزال يقبع في زنزانات وزارة الداخليّة ،علما و أنّ السفارة التونسيّة بفرنسا نشطت خلال الأسبايع الماضية في دعوة اللاجئين السياسيّين في الخارج و فرنسا بصورة أخصّ للعودة لوطنهم . تعليق: لا أظنّ أنّ هذه العودة « مشرّفة و بكرامة  » نسال الله لأخينا الفرج و السلامة و عودته (لوطنه فرنسا)
 

(المصدر: موقع الحوار نت ( ألمانيا) باريخ 15 أوت 2007)


 

جرجيس – باريس – مقديشو.. رحلة بلا عودة!

هادي يحمد ولد « عمر فاروق شلندر » في باريس لأب تونسي مسلم وأم فرنسية كاثوليكية من أصول برتغالية.. نشأ في تونس حيث سجن في اتهامات تتعلق بالإرهاب.. رفض قضاء فترة شبابه في فرنسا.. وانتهت حياته في أحراش الصومال برصاصة في الرأس عندما كان يساعد « أخواته ».. ورغم أنه قضى نحبه مطلع يناير الماضي، لم تعلم أسرته بنبأ وفاته إلا منذ أيام. المحطة الأولى في الرحلة المثيرة التي امتدت عبر ثلاث دول في قارتين، كانت طلاق والد عمر لزوجته تيريزا شوبان، والذي أعقبه عودة الأب إلى تونس مع أبنائه الستة ومنهم عمر الذي كان يبلغ حينها الثالثة من العمر. وفي عام 2003، كانت المحطة الثانية عندما قضت محكمة تونسية على عمر وسبعة شبان آخرين بالسجن 19 عاما في قضية « إنترنت جرجيس »، حين وجهت السلطات الأمنية لهم تهمة  « الإبحار في مواقع إرهابية محظورة » من مدينة جرجيس بأقصى جنوبي تونس. وجاءت « لحظة النصر »، حسبما تروي تيريزا شوبان حكاية نجلها لـ »إسلام أون لاين.نت »، في عام 2006 عندما نجحت حملة دولية قادتها بنفسها في إطلاق سراح عمر واثنين من رفاقه بعد ثلاثة أعوام قضاها الطالب بجامعة العلوم بمدينة قابس في السجن. وفي العام نفسه، سافرت تيريزا إلى تونس حيث التقت بابنها ومنحته جواز سفره الذي يحمل الجنسية البرتغالية، نسبة إلى أصول والدته، قبل أن تغادر معه إلى باريس، حيث كان من المتوقع أن يستكمل دراسته، وهي تقول في نفسها « ها قد انتهى زمن المتاعب ».. لكن ذلك كان أبعد ما يكون عن الواقع.

التعذيب يقود إلى مقديشو؟

« عندما جاء إلى باريس لم يكن بحالة طبيعية.. قال إنه تعرض لكل أشكال التعذيب والمعاملة المهينة في تونس.. ورغم أني وفرت له كل سبل الراحة، لم يبد إعجابا بنمط الحياة بفرنسا وبدا زاهدا وقال إنه: بينما ينعم الفرنسيون برغد العيش يعيش إخوان لنا في ذل ومهانة وفقر.. وبالتالي يجب مساعدتهم »، هكذا تروي تيريزا. وبعد فترة وجيزة لا تتعدى بضعة أشهر، جاءت المحطة الثالثة في حياة عمر عندما غادر إلى جهة غير معلومة. « كان أحد أيام شهر نوفمبر 2006 عندما تلقيت مكالمة هاتفية من الخارج.. كان المتصل عمر.. قال لي إنه بخير وسعيد بحياته الجديدة.. لم يذكر لي مكانه وقتها لكني توصلت لاحقا إلى أن رقم الهاتف الذي تحدث منه كان في الصومال »، بحسب تيريزا. وتروي الأم الثكلى أن ابنها أبلغها لاحقا بأنه يعمل متطوعا في (الهلال الأحمر) وأنه سعيد بعمله واستطاع فيه تحقيق ذاته، وكان يقص عليها في كل اتصال هاتفي قصص الفقر والحاجة والبؤس الذي يعيشه أهل الصومال. « كان يقول لي: أمي إني أحبك كثيرا وإذا أردت سعادتي فعلا فاتركيني أحقق ما أرغب فيه بمساعدة الآخرين الذين يحتاجون إلى المساعدة »، تضيف تيريزا. النهاية وفي يناير 2007، انقطعت أخبار عمر تماما حتى رن جرس الهاتف منذ أيام في منزل تيريزا التي لم تكد تجيب حتى جاءها نبأ وفاته على لسان رفيق له أوضح لها أن ابنها استشهد برصاصة في الرأس على الحدود الصومالية الكينية حينما كان يهم برفقة آخرين عبور الحدود. وتضيف الأم وعيناها مغرورقتان بالدموع: « قال لي رفيقه إنه تشرف بلقاء أحد الأشخاص الذين يحملون وسام شرف معنويا وإن عمر كان شخصا رائعا بالنسبة لجميع الذين عرفوه ». وتروي تيريزا أنها منذ علمت بوفاة ابنها بدأت تتصفح مواقع الإنترنت الصومالية بحثا عن كل صغيرة وكبيرة تدلها على ظروف وفاة ابنها في أقاصي الدنيا. « رجعت إلى التاريخ المفترض لموته في الثامن من يناير وتأكدت أن قوات اتحاد المحاكم الإسلامية كانت حينها تواصل انسحابها من معاقلها فيما كان هناك تقتيل عشوائي من قبل الإثيوبيين وحتى الطيران الأمريكي الذي أمطر المنسحبين بالقنابل من السماء »، بحسب تيريزا. وتأكد نبأ الوفاة عندما أعلمت السلطات الإثيوبية السلطات البرتغالية أنها عثرت على جثة تحوي ثيابها جواز سفر برتغاليا فيه بياناته. ومن يومها، تروي تيريزا بألم، بدأت بعض الصحف التونسية القريبة من السلطة توجيه نقد لاذع مفاده أن: هذا الشخص الذي أقامت والدته الدنيا ولم تقعدها في سبيل إطلاق سراحه وبراءته من تهم الإرهاب ها هو يموت في أحراش الصومال بسبب اتحاد المحاكم. « طبعا وأنا المسيحية الكاثوليكية أعتقد أن ابني مات من أجل قضية نبيلة.. من أجل مساعدة الآخرين.. لا يراودني شك في أنه سيدخل الجنة وأنه كان إنسانا رائعا وخيرا، وأنا فخورة به على الرغم من كل ما يقال حوله »، حسبما تؤكد تيريزا. وقد أحدت وفاة عمر تغييرا في حياة تيريزا التي منذ ذلك الحين تجول يوميا بسيارتها في  شوارع باريس دون وجهة محددة وتفكر في الأسباب التي دفعت شاب في عمر الزهور لاختيار هذا المصير.. « أليس الأمر مثيرًا ويطرح أكثر من تساؤل؟ »، تتساءل تيريزا.

 

(المصدر: موقع إسلام أونلاين.نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 15 أوت 2007)

 


 

 

خنيس :حجاج جديد في المدينة

 
عامر عياد تفاجأ سكان مدينة خنيس من ولاية المنستير يوم الجمعة 10-08 الفارط و بعد صلاة الصبح بحالة من الاستنفار الأمني أمام جامع الرحمة ، فقد تحركت سيارتي شرطة لتغلق الطريق المؤدي للجامع ، ثم بدا الأعوان يتقدم رئيس المركز بالتفرس في وجوه المصلين الخارجين للتو من أداء صلاة الصبح ثم قبضوا و بطريقة هستيرية على عدد من المصلين ممن تتراوح اعتمارهم بين الثامنة عشرة والخامسة والعشرون ليقتادوهم وبطريقة مهينة الى مركز المكان حيث وجهت لهم أسئلة من نوع : كيف تصلي؟من علمك الصلاة؟ أليس النوم خير لكم من الصلاة ؟ هذا وقد تم إطلاق سراحهم في نفس اليوم بعد أن تم تعمير بطاقة إرشادات لهم مع تهديدهم و تخويفهم . هذا مع العلم أن هذا العمل هو العمل الأول الذي يقوم به السيد رئيس مركز المدينة الذي حل ليلة القيام بهذه العملية بعد ان عوض سلفه الذي تحول إلى مدينة مجاورة قيل أنها نقلة عادية ويشاع أنها عقابية.وقد يكون هذا العمل من نوع العمل الذي قام به الحجاج عند دخوله العراق عنوانا لمرحلة وإعلانا لطبيعة شخصيته او من نوع العمل الذي أراد أن يدخل به الإعرابي التاريخ!!!؟ هذا العمل خلق استياء و تساؤلات كبيرة بين الأهالي أو حتى مسئولي المدينة خصوصا وان لا مبرر لهذه الأعمال إلا إذا كانت صلاة الصبح هو من الأعمال الإرهابية في وقت يحرص فيه الرئيس بن علي على إعطاء الدين المكانة التي يستحقها و تكريس منهجه الوسطي في معاملاتنا اليومية.


مكتبة الشعب    قراءة في كتاب

« اليوسفيون وتحرر المغرب العربي تأليف عميرة علية الصغير »(1من3)

 
تقديم سالم الحداد الكتاب من الحجم المتوسط ، ضم 272 ص مع أن الفهرس ذكر 295 ص وبذلك يكون قد سقط من الطبعة 23 صفحة تضم كشاف أسماء الأعلام وكشاف أسماء الجغرافية محتوى الكتاب : جملة من الدراسات والتحاليل تناولت جانبا من تاريخ  الحركة الوطنية   يتعلق بالصراع بين جناحين من الحزب الدستوري أحدهما يقوده بورقيبة والثاني صالح بن يوسف، وعلاقة هذين الطرفين بأقطار المغرب العربي الأخرى وقيادتها السياسية وضم قسمين القسم الأول : في اليوسفية واحتوى على أربعة فصول الأول: اليوسفيون(1954 ـ 1963) الثاني : اليوسفيون ومعارك الجنوب(1955 ـ 1957) الثالث :الطيب الزلاق : مسار مقاوم الرابع : في سيرة مقاوم  الأزهر الشرايطي(1920 ـ 1963) القسم الثاني : في التضامن والتحرر المغربي وضم ستة فصول الفصل الأول : التواصل النضالي والتضامن بين التونسيين وشعوب المغرب العربي الفصل الثاني : الوطنيون التونسيون والقضية المغربية(1912ـ 1956)  الفصل الثالث :محمد بن عبد الكريم الخطابي في عيون التونسيين الفصل الرابع : جيش التحرير الوطني الجزائري بتونس الفصل الخامس : محمد الخامس وبورقيبة حركات التحرر : حالة الجزائر الفصل السادس : المرأة في مجابهة الاستعمار في المغرب العربي وقد تساءلت إن كان من الأجدى أن يقع ترتيب القسمين بطريقة معاكسة  » في التضامن والتحرر في المغرب العربي » هو القسم الأول لأنه يؤطر الصراع اليوسفي البورقيبي، بل ويطرح السؤال التاريخي الخطير الذي اهتدى إليه المؤلف في  (ص168) حيث قال : لماذا ارتد الوعي الوطني في تونس وفي بقية بلدان المغرب العربي عن ذلك السخاء الحاضن لكل بلدان شمال إفريقيا وتصوّر المغرب  المحرر وطنا واحدا إلى تمثل ضيّق للوطن وفي حدوده الصغيرة والموروثة على الاستعمار ؟ ويكون  » في اليوسفية « هو القسم الثاني، فاليوسفية تتنزل ضمن الصراعات التي شقت صفوف حركة التحرر في المغرب العربي ، وكانت إحدى الإجابات المطروحة عن التساؤلات حول المستقبل العربي. القسم الأول : حظي القسم الأول  » في  اليوسفية  » بفصوله الأربعة  بالنصيب الأوفر من الكتاب ،حيث غطى 154 صفحة من 272 ص مما يعكس انشغال الكاتب بهذه القضية التي ما زالت محل نقاش وجدل بين المؤرخين التونسيين بل بين المواطنين المتعطشين لمعرفة الحقيقة حول مرحلة مفصلية من تاريخهم الحديث. وقد امتد الحيز الزمني لليوسفية حسب الكاتب  من 1954  وهي سنة بداية المفاوضات حول الاستقلال الداخلي إلى 1963 وهي السنة التي تم فيها محاكمة قادة المحاولة الانقلابية وإعدامهم بعد أن وقع اغتيال صالح بن يوسف سنة 1961، وقد ضمت آخر العناصر الموالية له، وفي اعتقادي أن الهجوم على مدينة قفصة في 27 جانفي 1980يندرج أيضا ضمن هذا التوجه فكرا ورجالا. وقد اهتم في الفصل الأول، بالاستقلال من منظور بورقيبة ومن منظور ابن يوسف، وموقف كل منهما من اتفاقية الاستقلال الذاتي هل هي خطوة  إلى الأمام كما يزعم بورقيبة أو خطوة إلى الوراء كما يدعي ابن يوسف، وحلل اليوسفية متسائلا : هل هي تيار سياسي أو لقاء عرضي بين قوى معارضة؟ ثم درس حجم الحركة اليوسفية والفضاءات التي انتشرت فيها ، كما حلل طبيعة الصراع بين  بورقيبة وابن يوسف من حيث الوسائل والتحالفات والتداعيات مركزا على الأساليب التي  اعتمدتها السلطة البورقيبية للقضاء على الحركة اليوسفية وينتهي بتساؤل حول  هذه الحركة  بعد أن تحقق الاستقلال : هل هي حركة  سياسية معارضة أم هي حركة ثأرية؟ وفي  الفصل الثاني  تناول بالدرس المعارك التي خاضها اليوسفيون  من سنة 1955 إلى1957 في مناطق الجنوب التونسي، ملقيا الأضواء على أسباب انغراس المقاومة بالجنوب وتطورها، من العصابات  إلى الجيش، معرفا بأبرز رجال المقاومة وأهم المعارك التي خاضوها وفي الفصل الثالث والرابع  قدم لنا مسيرة مقاوميْن ارتبطا بالحركة اليوسفية ، الأول الطيب الزلاق الذي انخرط  بالحركة اليوسفية من أول يوم وناضل في صفوفها ولم يغفر له النظام هذا الموقف عند محاكمته وأعدمه رغم التضحيات التي قدمها زمن التحرير، أما الثاني فهو الأزهر الشرايطي الذي التحق بصفوف المقاومة الفلسطينية مبكرا  وتولى سنة 1952قيادة جيش التحرير ووقف إلى جانب بورقيبة في صراعه مع ابن يوسف ثم  تآمر على بورقيبة لأسباب ذاتية وموضوعية.  لقد كانت تحاليل الأستاذ علية في مجمل هذه الفصول موضوعية ومنصفة وقدم إضافات  سواء على مستوى المعلومات أو على مستوى  القراءة  للأحداث ولعل أهمها دور المعارضة  اليوسفية في الإسراع بالاستقلال التام حيث تيقنت فرنسا  » أن مصالحها ومصالح رعيتها من الفرنسيين بتونس أصبحت مهددة فعلا خاصة مع استشراء حالة انعدام الأمن والفوضى والاعتداءات على المعمرين …خاصة وأن هذه المقاومة وضعت في إستراتيجيتها محاربة الفرنسيين واستهدافهم  » فبمنح تونس استقلالها التام تضرب عصفورين بحجر واحد، فهي من ناحية  تقطع الطريق على الثورة الثانية وتعطي المبرر الكافي لبورقيبة لتصفية عناصرها، وهي من ناحية تقلص دعم الشعب التونسي للثورة الجزائرية.   وهي قراءة بلا شك تختلف  عن الخطاب الذي كان سائدا والذي كانت غايته  تأكيد شرعية النظام القائم وإثبات مصداقية تنبؤات زعيمه، وتقزيم  خصمه والاستخفاف بأنصاره.   لكن هذا لا يمنع من إبداء 3 ملاحظات حول إشكالية الصراع أولا وحول نوعية القراءة ثانيا وحول تصنيف أطروحات الخلاف ثالثا. 1 ـ إشكالية الصراع : المشروع القومي التحرري# المشروع الفرنسي الاستعماري   يتمحور الصراع حول تساؤل مركزي هو: أين سيكون مستقبل تونس خصوصا والمغرب العربي عموما؟ هل هو ضمن دائرة النفوذ الفرنسي الذي يعمل من أجل استمرارية وجوده أم ضمن الأمة العربية التي بدأت تستيقظ من سباتها وتناضل من أجل تحرير الوطن وحرية المواطن واستعادة كيانها الموحد ؟ إنه صراع بين إمبراطورية استعمارية بدأ نجمها يأفل، ولكنها تتشبث بمراكز نفوذها ومجالاتها الحيوية الاقتصادية والسياسية والثقافية، وتعتبر الجزائر جزءا لا يتجزأ منها وتعمل على استمرارية وجودها في هذه المنطقة سواء بصفة مباشرة أو استنادا إلى صنائعها من النخب أو الشرائح التي من مصلحتها أن تتعاون معها ضمانا للسلطة وحفاظا على ثروتها، وتوظف كل ما أتيح لها من إمكانيات بما في ذلك الزعامات الوطنية، وبين مشروع قومي  تحرري وحدوي تقدمي ظهر في أواخر الأربعينات مع حزب لبعث العربي الاشتراكي وأخذ يتجسد في مستهل الخمسينات مع الثورة المصرية   وبدأ يأخذ مداه مع حركات التحرر في المغرب العربي التي استطاع الرئيس عبد الناصر أن ينسج علاقات نضالية مع قياداتها وأن يقدم لها كل أشكال الدعم المادي والمعنوي للتحرر، وصولا إلى ثورة الفاتح من نوفمبر1954 التي كانت محل رهان بين الشعب الجزائري تسنده الأمة العربية وبين الاستعمار الفرنسي الإمبريالية العالمية والصهيونية  هكذا كان الصراع، بالأمس بين الأنا والآخر بكل أبعاد الصراع الاقتصادية والحضارية  والسياسية ومازال إلى اليوم متواصلا في المنطقة وعليها، وبنفس الأبعاد بل هو أشد ضراوة وأشد تعقيدا، وإن اختلفت أشكاله وتنوعت مصادر تحريكه، فهو بين مشروع الشرق الأوسط الكبير والجديد واتفاقات التعاون الأورومتوسطية ومسار برشلونة وأخيرا وليس آخرا الاتحاد الأوروبي المتوسطي، وكلها تروم تحقيق ثلاثة أهداف:  ـ الحيلولة دون وحدة المنطقة العربية وتأبيد  تمزقها وتخلفها ـ السيطرة على ثرواتها  وإمكانياتها واستغلالها ومنعها من توظيفها في تقدمها ـ إجبارها على القبول بالكيان الصهيوني قبل أن يُزرَع والتطبيع معه بعد أن زُرع لذا لم يكن مطلب الوحدة حنينا إلى الماضي هذا الأب الذي العطوف الذي نسند إلى صدره رؤوسنا عندما يرهقنا الحاضر بأزماته، ولا هو غناء سحري مطرب تشدو به عرائس الصحراء فيشل حركتنا ويعطل مسيرتنا نحو التقدم، بل هي ضرورة ملحة وحتمية تاريخية،  لمجابهة الإستراتيجية الاستعمارية زمن التوسع الرأسمالي وزمن السيطرة الإمبريالية القديمة والجديدة ،فكل تاريخ البشرية حركة جدلية سواء على مستوى الصراعات الاقتصادية والاجتماعية أو على مستوى الصراع الفكري، إنه مسيرة جدلية طويلة تتصارع فيها الأضداد : الواقع والطموح، الماضي والمستقبل، والموجود والمنشود، التشرذم والوحدة، الاستبداد والحرية،التخلف والتقدم، الاستغلال والتحرر. ويكون الفوز دائما للقيم الإنسانية وللمناضلين من أجلها والمضحين في سبيلها، مهما كانت مسيرة التاريخ بطيئة أو متعثرة. وهل من قيم أسمى إنسانية من الأهداف التي تحققها الوحدة لأبناء الأمة الواحدة من تحرر وعدالة وحرية و كرامة. فالنضال من أجل الوحدة ليس ترفا فكريا للمنظرين الوحدويين أو غناء سحريا عذبا نهرب فيه من عناء الحاضر إلى أحضان الماضي بل إنه سيرورة  وصيرورة، سيرورة عبر الزمان نستشرف فيها آفاق المستقبل وصيرورة من التجزئة إلى الوحدة ومن الضُعف إلى القوة ومن الجهل إلى المعرفة ومن التخلف إلى التقدم ومن الاستعباد إلى الحرية، ذاك هو القانون الكوني وتلك هي الحتمية والحركة القومية ـ انطلاقا من وعيها بهذه السيرورة والصيرورة ـ  تقوم بعملية إحياء وبناء لما تهاوى من الأمة كأرضية لبناء إنساني حديث أعمق جذورا وأوسع مدى، لأنه من العبث أن نتحدث عن الأممية دون أمم  فإبداع الفرد يكون ضمن أمته أولا بعد أن يمتلك لغتها ويتمثل ثقافتها ويعيش معاناة أبنائها، وبهذا يساهم في البناء الإنساني الأممي، تلك هي الرؤية الوحدوية التي وصفها الكاتب بأنها ماضوية تقليدية، ولا أعرف إن كان يقارن هذا المشروع الواعد بمعاول الهدم التي ُيروّج لها التوّابون الجدد على صفحات بعض الجرائد على أنها تقدمية . وبالرغم من إدراك فرنسا لهذه الحقائق  وقناعتها بحتمية تصفية التركة الاستعمارية،  فإنها لا تريد للشعوب أن تختار مصيرها انطلاقا من إرادتها بل كانت تعمل جاهدة على توجيه السيرورة التاريخية وفق مصالحها، وفي هذا الإطار حاربت الوجود القومي قبل أن تحارب المشروع من خلال حملات الغزو الثقافي (الظهير البربري، التجنيس، المؤتمر الأفخارستي،الحملات الصهيونية) وأخير اقتنعت أن أي مشروع لا يمكن أن ينجح إلا عبر تشظية أبناء المنطقة  بين أنصار يُسوّقون خياراتها وأعداء يعترضون عليها، فتعملق الأولين وتنفخ في صورتهم وتُقزم الآخرين وتحط من شأنهم. في هذا السياق يجب أن ننزل الصراع اليوسفي البورقيبي بقطع النظر عن الطموحات الشخصية التي  حركت كلا الرجلين 2 ـ نوعية القراءة: ارتدادية توخى الأخ علية قراءة ارتدادية  حيث قرأ الصراع من حيث انتهى وليس من حيث بدأ، وهذه لا تخلو من انحياز للأطروحات التي حاول النظام تسويقها عبر ثلاثة قرون، والقراءة الأسلم في تقديري هي القراءة الآنية  التي  تُنزّل الحدث ضمن الظروف المكانية والزمنية الحافة، وما يسود فيهما من علاقات، ويتضح ذلك من خلال الفروق التي لاحظها بين المشروعين البورقيبي واليوسفي ، فكيف يمكن أن نحكم  في أواخر1955 وبداية 1956، أن  المشروع البورقيبي جمهوري وحداثي لائكي ديمقراطي ليبرالي وأن المشروع اليوسفي ملكي وتقليدي محافظ إقطاعي ، وليس هناك ما يسعفنا بهذا الاستنتاج  لا مكتوبا ولا منطوقا. 3 ـ تصنيف رهانات الصراع حاول الأخ علية  أن يحدد رهانات كل طرف محددا خصائص كل رهان وفي ذلك نوع من تنميط يحتاج إلى المزيد من التثبت والدقة بالإضافة إلى ما بدا لي من انحياز لأطروحات بورقيبة، من ذلك ما ورد  في الفصل الأول( ص 25 ) حول:  « رهانات الصراع اليوسفي البورقيبي  »  ومن هذه الرهانات : أ  ـ صراع على انتماء تونس الجيو ـ سياسي المستقبلي نحو الشرق ، تونس جزء من المغرب العربي ومن الأمة العربية الإسلامية ( موقف ابن يوسف يقابله موقف بورقيبة : نحو الغرب ارتباط وتكافل مع فرنسا ومستقبل تونس مع العالم الحر ب ـ  « الصراع على مستقبل تونس الحضاري » تونس العربية الإسلامية وما تعنيه من تاريخ ومؤسسات (الزيتونة ) وتراث وتقاليد مقابل تونس العربية الإسلامية الجديدة بفهم جديد يدير ظهره لموروث ثقافي ويعتبره عبئا وعائقا للتقدم تونس التعليم العصري على أنقاض التعليم التقليدي وقيمه ورؤاه للعلم أي تونس الثقافة الحديثة ج ـ  » صراع على النظام السياسي المستقبلي »  تونس  النظام ذات النظام اللائكي الحداثي القائم على السيادة الشعبية والنظام الجمهوري وحتى الديمقراطي ضد تونس المحافظة على النظام الملكي المحافظة على تقاليدها وأعيانها د ـ صراع على النظام الاجتماعي والاقتصادي والمستقبلي تونس الطبقات الوسطى والبورجوازية الصغيرة والموظفين والعملة والمثقفين التحرريين والليبراليين في وجه تونس الملاكين الكبار والبورجوازية والعائلات الكبرى وأعيان الأرياف وأعيان المخزن والمتورطين مع الاستعمار والخائفين على مصالحهم هـ  صراع جهوي وعصبيات عائلية وعروشية الجنوب مع ابن يوسف والساحل مع بورقيبة  إن من يقرأ هذا التقسيم يتبادر لذهنه أن القائدين اللذين تزعما الصراع ينتميان إلى مدرستين فكريتين وسياسيتين مختلفتين وأفرزتهما شريحتان اجتماعيتان متناقضتان، وأن كلا منهما له رؤيته الاقتصادية والسياسية والثقافية  حول مستقبل تونس. وهذا في تقديري الخطأ الكبير الذي وقع فيه الكثير من  مؤرخينا الذين تصدوا لدراسة هذه المسألة، ويعود هذا الخطأ إلى ثلاثة عوامل أساسية أ ـ  الأثر  النفسي للخطاب الرسمي الذي ما لبث يجتر هذه المقولات حتى يؤكد شرعيته ويبرر استمراريته في السلطة ب ـ  ما عمل نظام بورقيبة على تجسيده منذ الاستقلال على بعض المستويات التي وقع ذكرها ج ـ الصراع الإيديولوجي الذي لا يكاد يخلو منه أي بحث  فهذه الاستنتاجات التي استخلصها الأخ عميرة  ـ كما سبق أن لاحظت ـ  ارتدادية تبدأ من النتائج وترتد إلى الوراء وصولا إلى المقدمات،. وأي حكم خارج إطاره الزمني والمكاني وما يتخللهما من علاقات هو حكم مسقط وبالتالي غير مقنع. وحتى أوضح طبيعة الخلاف بين الرجلين لابد من العودة إلى هذين الزعيمين قبيل الصراع. منذ أن نشأ الحزب الدستوري الثاني سنة 1934 إلى بداية الخمسينات، لم يكن هناك  ما يشير إلى وجود أي خلاف بين رأسيْ الحزب حول انتماء تونس لا الجغرافي ولا الحضاري ولا نوعية نظامها السياسي ولا خياراتها الاقتصادية والاجتماعية، فالرجلان كان متفقين على مجمل القضايا التي جدت على الساحة الوطنية والإقليمية والعالمية، ومن أبرزها : ـ الانشقاق عن الحزب الدستوري الأول ـ  سيطرة الحزب على المنظمات المهنية ، وقد تجلى في السطو على جامعة عموم العملة التونسية الثانية التي تمردت عليه ـ  استغلال كل التحركات الجماهيرية واحتوائها  وتوجيهها (أحداث 9 أفريل 1938) ـ الوقوف إلى جانب الحلفاء في الحرب العالمية الثانية ـ التعاون مع الباي محمد الأمين الذي نصبته فرنسا بديلا عن الملك الوطني المنصف باي الذي كان أميل للدستور الأول ـ التخوف من أنشطة طلبة جامع الزيتونة التي بدأت تنافس الحزب ميدانيا والعمل على تقليص دورهم ـ  توخي سياسة التهدئة مع فرنسا والتي ذهب ضحيتها  فلاقة زرمدين ـ دعم القضية الفلسطينية بتحفظ ـ تشكيل حكومة شنيق الثانية تجاوبا مع الوعود الإصلاحية الفرنسية ـ دخول المواجهة المحدودة مع فرنسا حتى تقبل التفاوض هذه المسائل وغيرها كانت محل اتفاق بين رأسي الحزب،  مَنْ كان في تونس ومَنْ كان غائبا عنها، ولم يكن يفرق بينهما إلا أمران هما :  ـ أن كلا منهما كان يسعى لأن يمتلك الساحة الوطنية وأن يسيطر على فعالياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وهي إرهاصات المجتمع المدني ـ أن كلا منهما يحاول أن يكون المخاطب الكفء لفرنسا دون الآخر. .  وهذا ما سعى إليه كلمنهما : فقد عمل ابن يوسف في غياب بورقيبة من 1945 إلى 1949على تعزيز دوره السياسي في مؤتمر ليلة القدر سنة 1946،وفي مؤتمر دار سليم1948، وعلى إحاطة  الحزب بمجموعة من المنظمات المهنية، اتحاد الفلاحين واتحاد الصناعة والتجارة وعلى نسج علاقات مع الاتحاد العام التونسي للشغل ، وبدأ يربط علاقات مع المقيم العام من خلال المساعدة على التهدئة. وكذلك فعل بورقيبة عندما عجل بالرجوع  لتونس من القاهرة 1949 بعدما تأكد أن خصمه بدأ يسحب البساط  من تحت قدميه، فأتى ببرنامج إصلاحي مضاد يتنزل ضمن صراع الحرب الباردة ويحظى بمساندة الولايات المتحدة، تم بمقتضاه خروج الاتحاد من الجامعة النقابية العالمية اليسارية وانضمامه للجامعة الدولية للنقابات الحرة الليبرالية، وانسحابه من منظمة الحرية والسلام وطرد سليمان بن سليمان من الحزب ثم قدم مشروعا إصلاحيا لفرنسا تم بمقتضاه تشكيل حكومة شنيق الثانية التي لم تلبث أن تنكرت لها فرنسا. فالخلافات حينئذ لم يكن مصدرها لا تكوين شخصية الرجلين ولا رؤية كل منهما لمستقبل تونس بل فرنسا التي كانت تمسك بخيوط اللعبة و تحركها من وراء الستار، فقد تعاونت مع ابن يوسف في تونس إلى أن قويت شوكته، وحتى تضعفه وتمزق صفوف الحركة النقابية  استقدمت بورقيبة من القاهرة. هكذا كان الوضع قبل الاستقلال،  فمتى تفجرت هذه الخلافات؟ وكيف تفجرت ومن فجرها وما هي خلفية تفجيرها؟

 

بسم الله الرّحمان الرّحيم

تعقيبا على الأخ الهاشمي الحامدي

 
عزالدين محمود
 
مشكور الأخ الهاشمي الحامدي على طرح مناقشة مشروع يهمّ المواطن بل من أولويات المواطن أيّ الشغل والهدف منه الكسب للعيش الكريم أيّ الإطعام من الجوع ربّنا سبحانه وتعالى ذكر الإطعام من الجوع قبل الأمن من الخوف لأنّ الجائع خائف في حدّ ذاته فهو مهدّد من عواقب الجوع نسال الله سبحانه وتعالى أن يؤسّر الإطعام من الجوع والأمن من الخوف للشعب التونسي ….. لكن لنجاح ايّ مشروع يتطلّب دراسة جدوى ودراسة تنفيذ ودراسة نجاح لضمان إستمراريّة. ما طرحته أخي الهاشمي لا يجد صدى أكثر من سنة لو أسّس الصندوق على الطّواعيّة, أذا الفشل مآله وكفانا صناديق وإلاّ سيلعب الشعب كلّه دليلك ملك. وأنا من طبعي لا أرفض مشروع إلاّ ببديل أذا السّوال المطروح ما هو البديل؟ أقترح مشروع وتتحمّل مسووليّته الدولة والإمكنيات موجودة بإذن الله ويجب على وزارة التخطيط دراسته. المشروع = – تخصيص مساعدات للفقراء ( لضمان الحدّ الأدنى للعيش الكريم ) – تخصيص منح للعاطلين عن العمل حسب المستوى (أن أمكن) – التّامين للجميع (العلاج) المصدر والتمويل و كيفيّة حلّ المشاكل= المصدر والتمويل= – إيقاف دعم المواد الإستهلاكيّة كلّها وتحويل المبلغ لصندوق المساعدات الإجتماعيّة لتصل لمستحقّيها. – إلزام دفع الضرائب لدعم الصندوق. – أدخال المعلوماتيّة في البيع والشراء لضمان وصول الضريبة للدولة. – دفع الضرائب بدون إستثناء إبتداء برئيس الدولة والوزراء. – مواصلة خصخصة في كلّ الميادين بما فيها المرافق الصّحيّة على أن تنافس الدولة مع المتنافسين في كلّ المشاريع حتّى يعمّ التطوير في الإنتاج والإنتاجيّة (الجودة). بالتجارب دمّرنا ممتلكات ومكتسبات الدولة بالإهمال وعدم الإكتراث لأنّه ملك العام و بتعلّة نقمة على الفساد والسّرقة لكن…… – حرّيّة المنافسة و السماح بالتوسّع في الأنشطة في الدورة الإقتصاديّة و محاربة الإحتكار حتىّ يستفيد المستهلك من ضبط الأسعار مع الحفاظ على قدرة الدولة للتدخّل وإغراق السّوق بأيّ متطلّبات. هكذا نؤّمن المبالغ المطلوبة للصندوق بإذن الله معالجة البطالة= – التشجيع على إستحداث مشاريع. – التشجيع على البحث لتأسيس وحدات أنتاج مصغّرة لشركات أوروبيّة كبرى مع إستعمال المواد الأوليّة من الإنتاج التونسي. – مطالبة الدّول الصديقة الأوربيّة بإستعاب خرّجي المعاهد والجامعات من التونسيين وخاصّة فرنسا وإيطاليا وكان لزم الأمر التنسيق معهم في ما يتطلّبونه من نوعيّة اليد العاملة في المستقبل (إدخال اللغة الإيطاليّة للتعليم بالتوازي مع الفرنسيّة) ربّما موجودة – مطالبة الدّول المصدّرة للمنتوجات لتونس أن تنتج 40% من المباع في تونس على أرض تونس بيد عاملة تونسيّة بمواصفات الدولة المؤسّسة للشركة مثلا صناعة قطع الغيار للسيّارات الفرنسيّة. = يجب ممارسة سياسة الإبتزاز الخلاّق = كيفيّة تمويل صندوق التأمين للجميع= مع تشغيل أكبر عدد ممكن من اليد العاملة وبضمان التأمين الصحّي طبعا. على الدولة أن تومّن باقي المواطنين حتّى يكون التأمين للجميع = – بزيادة ثمن العيادة ب 20% أيّ مثلا معايدة طبيب عام ب 20د تصبح 24د على أن تكون ضريبة العيادة للدولة 6دينارات وهكذا بإذن الله سنضمن صندوق تأمين للجميع وربّما بفائض لدعم صندوق المساعدات الإجتماعيّة. المتضرّر الوحيد من هذا المشروع هم الأغنياء وأصحاب المشاريع الأكثر إستهلاكا للمواد المدعومة ( طاقة , والمواد الغذائيّة……) أعطي مثلا = أخينا الهاشمي لمّا ينزل للحوامد بتونس ويستعمل السيّارة 12 حصان لمدّة شهر سيستهلك 4 مرّات ملء الخزّان يستفيد بدعم ل250لتر بنزين إذا كم عشرات من الدنانير, وحوامدي آخر من المعذّبين في الأرض متوسّط الدّخل صاحب سيّارة حمارين يستهلك في أقصى حد 60لتر بنزين في الشهر إذا أيّهما دعّم من الدولة أكثر الأخ الهاشمي صاحب 12 حصانا أو الحوامدي صاحب الحمارين. نريد منكم أن تكون قدوة في هذا المجال وتستقطب موظّّفين من داخل تونس أو تنقل قناة المستقلّة الى أرض تونس وتساهم في تشغيل خرّجي معهد الصحافة والإعلام. المطلوب الأمانة والصدق وليس الشفافيّة وشكرا على طرحك للموضوع وللحديث بقيّة (المصدر: موقع الحوار نت ( ألمانيا) باريخ 15 أوت 2007)


 

حساسية التونسي على صناديق التبرعات

 

مريم

 

لو كنت ايها السيد الهاشمي واعيا بما يجري في تونس وما يفكر به المواطن هناك, وبحقيقة نوعية العلاقة بين الحاكم والمحكوم في وطنك العزيز تونس, لما نطقت كلمة صندوق, ولأخترت مصطلحا آخر علك تستبله به البعض ممن مازالوا يصدقون مشاريع الصناديق, التي من حين لآخر, ترمي في زرائبهم نعجة او معزاة اوحتى دجاجة, تسلم من طرف رئيس شعبة او عنصر من ميليشيات السلب والنهب ..بحضور كاميرات السابع لتصوير كرم وايثار صانع الشؤم , وكان المال من جيب بنطاله.

.رغم اني اكاد اجزم انه حتى ابسط البسطاء لم يعد يصدق تلك الهبات الزائفة وذلك لاستفحال ظاهرة السرقة في تونس عن طريق مليشيات فيها ماهو تابع لاجهزة امن تونس الخضراء . فان تسلم المواطن تلك الهبة فهو يعرف انها نهبت او سرقت من الجار القريب او البعيد..

في تونس يا سيدي عندنا الحساسية على كلمة صندوق , كلما رفع هذا الشعار بات المواطن في حيرة من امره , من اين له تسديد الفاتورة , لان التبرع في تونس الزامي وهو نهب, البس ثوب الرحمة والتضامن , تضامن من اجل تعبئة بطون المستكرشين والعابثين بارزاق العباد …بالله عليك الاتكفينا صناديق الداخل, صناديق نهب اهلينا واقاربنا و التي لم ير منها المواطن الا ما هو ذر للرماد في العيون ومن اجل تصديقهم والمضي قدما نحو انشاء صندوق جديد وبمسمى جديد . الا يكفي النهب للمواطن في الداخل حتى تطل علينا بصناديقك بالخارج , ام انك تريد ان تكون سفير مشاريع ليلى ومؤسس صناديقها بالمهجر ,مرحبا بليلى على ارض اروبا ,

ان كنت سيدي تعيش في برجك العاجي ولا تعرف ما يجري في تونس من ملاحقة للارزاق, الاولى لك ان تصمت . هل من يشتغل او له ما يرتزق به يعيش في امان على ما يملكه , حتى تحدثنا عن البطال. والله اصبح الناس هناك ومع استفحال ظاهرة السرقة المقننة , يتحدثون عن انه من لا رزق له في حال افضل لانه ينام ليله هادئا ولا خوف على حياته من هراوات وسكاكين السراق .

صدقوني لا ابالغ ان قلت ان مليشيات السرقة في تونس لا تقل تنظيما ودعما قويا من جهات توفر لها الغطاء الامني عن فرق الموت في العراق . ان كان العراقي يصبح ولا يضمن انه سيمسي والعكس صحيح , فان التونسي يمسي ولا يضمن ان يصبح على رزقه وماله ودابته وماشيته , طالت يد السرقة كل شيء وانت تتحدث عن الاولويات , الاولوية ان يعيش الانسان في امان على روحه وماله , وما يثبت اهمية واولوية ان يوفر راعي الرعية الامان على ارزاق رعيته , هو ان الله سبحانه جعل الذي يموت دون ماله شهيدا..

.لا تحلق كثيرا في عالمك الخاص الذي لا يمت بصلة للواقع , الواقع هو ما ينطقه المواطن في الشارع وليس ما يروج له من نظريات بهدف تسجيل مواقف سياسية دون وجود لبدائل حقيقية وحلول لمشاكل على ارض الواقع والبطالة من بينها , لكن حلها ليس عن طريق الصناديق المشبوهة بل لا بد لها من رؤية استراتيجية تقوم بها مؤسسات الحكومة والتي اعتبرتها, وهذا مخجل ومضحك في نفس الوقت, انها تحتكر حل مشاكل البطالة لنفسها وعليها ان تسمح لنا بمساعدتها , وكان الحال يقول انها على قدم وساق من اجل توفير الوظائف .

ان كانت لك رؤى برامجية وآليات لتفعيلها تكون نابعة من منطق سليم فتفضل بها علينا اما ان كنت تريد ان تمنح نفسك شغلانة سفير ومؤسس لصناديق النهب في الخارج فانت حر في اختيار ما تشاء لكني انصحك لله غير مصطلحاتك , وابتعد قليلا عن مصطلحات لافتات التجمع الدستوري الديموقراطي المعلقة في كل شارع من شوارع تونس. كلمة تبرع وكلمة صندوق اصبحت عند التونسي موازية لكلمة سرقني نهبني ….

(المصدر: موقع الحوار نت ( ألمانيا) باريخ 15 أوت 2007)

 


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

برقيات وردود سريعة

 

د. محمد الهاشمي الحامدي

 

 

1 ـ إلى الأخ الدكتور فيصل القاسم:

 

أسعدتني كلماتك الجميلة عن برنامج « شاعر العرب » الذي تبثه قناة المستقلة أسبوعيا منذ شهر ماي الماضي، وتوقفت بوجه خاص عند قولك:

 

« ها هو برنامج « أمير الشعراء » على قناة أبو ظبي، وبرنامج « شاعر العرب » على قناة المستقلة، ينفضان الغبار عن فن العرب الأول، ألا وهو الشعر، بعدما كا يندثر أيضاً في الدواوين الصفراء، ويصبح في خبر كان ».

 

وسرني قولك:

 

« إن برنامجي « أمير الشعراء » و » شاعر العرب » أثبتا أن كل الذين حاولوا تعهير الشعر العربي تحت مزاعم « أدبية » واهية لا محل لهم في الذائقة ولا المخيال الشعبي العربي، حتى لو مولَتهم كل وكالات الاستخبارات العالمية، وحاولت بهم اختراق الذوق العربي الأصيل ».

 

وجميل أيضا قولك:

 

« استقطب برنامجا المستقلة وأبو ظبي اهتماماً شعبياً منقطع النظير، بالرغم من أنهما أدبيان بامتياز. وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدل على أن الجمهور العربي جمهور ذوّاق، لو توافر للفضائيات العربية بعض الذوق والتذوّق، كما يدل على أن هذا الفضاء التلفزيوني لا يتسع للغث فقط، بل للسمين أيضا »ً.

 

إن هذه الشهادة من علم من أعلام الإعلام الفضائي، أثلجت صدري وصدور كل العاملين في قناة المستقلة وفي مسابقة شاعر العرب.

 

عندنا في تونس مثل شائع يقول: صاحب صنعتك عدوك، لكن هذا المثل لا ينطبق عليك. إن شهادتك تثبت أخلاقك الجميلة الرفيعة، بالإضافة إلى ما هو معروف عنك من أداء إعلامي جميل ورفيع.

 

بارك الله فيك ووفقك للمزيد من النجاح والتألق.

 

* * *

 

2 ـ إلى الأخ عبد الملك الهمامي: أسعدني تعليقك قبل يومين على اقتراحي بإنشاء صندوق وطني للتضامن مع العاطلين عن العمل، وسرني خطابك الذي وجهته للمعارضين والذي قلت فيه:

 

« إنني أناشد بعض المعارضين من أعتقد أنهم فعلا يريدون الخير للوطن وكتاباهم تدل عليهم ,,,هم من أعني ,,,أن يقفوا مع الدكتور الحامدي في هذا المشروع النبيل ليدرك إخوتي المعطلين المهمشين أنهم ليسو وحدهم ,,في شقائهم وعطالتهم..كما ادعوهم ليوحدو صفوفهم وينخرطوا في اتحادهم دون الدخول في متاهات أخرى والحديث في مواضيع لا تعنيهم ».

 

وقرأت باهتمام أيضا قولك:

« إن البطالة ليس مشكلا محليا بل معضلة عالمية لكن ثقتي في أصحاب القلوب التي تنبض حبا للوطن ولأهله تجعلني متفائلا أما الذين ينظرون لمسألة البطالة في تونس بعين الشماتة وعلى أنها دليل على إفلاس النظام وانها فرصتهم ليكونو البديل فلا تبطئوا أرجوكم هاتوا الحلول فماذا تنتظروا ؟؟سنقف صفا واحدا ورائكم …

أخي الهاشمي مبادرتك هذه المرة تمس تقريبا كل عائلة تونسية ارجو ان تجد الصدى والتجاوب إن نجحت فقد أثبت وإن قدر الله لها الفشل فيكفيك الأجر وكثير من الاحترام ».

 

أخي عبد الملك الهمامي: إنني سعيد لاهتمامك باقتراحي وتأييدك له، وممتن لعباراتك الجميلة، فبارك الله فيك ووفقك دائما لكل خير. 

 

* * *

 

3 ـ إلى الأخ بشير العبيدي: قرأت مقالتك المنشورة صباح اليوم، والتي جاء فيها بالخصوص:

 

« إنني إذ أشجع بكلّ قوة المقترح الذي قدّمه السيد الهاشمي الحامدي بإنشاء صندوق وطني يكون ركيزة لدعم العاطلين، أضيف هاهنا بعض المقترحات وغيرها من الأفكار أطرحها إثراء، لا ادعاء بعلم مكافحة البطالة، والله سبحانه ولي التوفيق ».

 

وقد تمعنت في المقترحات التي أضفتها، ووجدتها كلها في صميم الموضوع، وتدل على وعي كامل بأهمية ملف التشغيل وضرورة تظافر جهود كل التونسيين لمعالجة هذا الملف.

 

توقفت بوجه خاص عند قولك:

   

إن ذخيرة كبيرة غير مستعملة تتمثل في الكفاءات المنتشرة في شتى أنحاء العالم من التونسيين المشهود لهم بالمهارة والبراعة ولا فخر، هؤلاء الناس لا أحد يلتفت إليهم، فيما أعلم، إلا نادرا. فلم لا يقوم ولاة أمورنا بالسّهر على برنامج من مثل : « كافل الكفاءات العلمية »، يقوم بموجبه إطار عامل في الخارج، بكفالة إطار عاطل عن العمل في تونس من نفس اختصاصه، في شكل إرسال معلومات، وكتب ومجلات متخصصة ومواقع شبكة، وأجهزة مكتبية، وغير ذلك مما يضمن حدّا أدنى من التحيين في المعلومات، على أن تعفي الحكومة كلّ كافل من ثمن الإرسال. وإنما قد عاينت توفّر ذلك بشكل كبير في البلدان الغربية، وإنه كثيرا ما نلقي في المهملات أجهزة لا تزال صالحة للاستعمال، وإنما نلقيها بمفعول تطرّف ثقافة الاستهلاك المهلكة للحرث والنسل ».

 

إنني أبلغك تأييدي التام لهذا المقترح، وأظن أن بالإمكان تطوير هذه الكفالة لتصل مرحلة الشراكة والمساهمة في تشغيل الكفاءات الوطنية الموجودة داخل البلاد، بدعم رسمي من الهيئات الرسمية المكلفة بالتشغيل.

 

وأبلغك أيضا اعتزازي وسعادتي بتأييدك لاقتراحي إنشاء الصندوق الوطني للتضامن مع العاطلين عن العمل.

 

بارك الله فيك ووفقك دائما لكل خير.

 

* * *

 

وللذين لم يفهموا مقترحي جيدا، فشرقوا وغربوا من دون مبرر، أقول لهم إنني أتحدث عن صندوق تموله المجموعة الوطنية بضريبة جديدة. التطوع يكون في المرحلة الأولى التي تتم فيها مناقشة هذا الإقتراح.

 

أما إذا وجد هذا المقترح ترحيبا من الحكومة، والإتحاد العام التونسي للشغل، والأحزاب الوطنية، والجمعيات ذات الصلة بملف التشغيل، وكتاب الرأي، فإنه يتحول إلى مبادرة اجتماعية جديدة ترعاها الدولة، وتصبح الضريبة ضريبة إلزامية تستخلص من جميع من تنطبق عليهم وتنفق في رعاية العاطلين عن العمل.

 

أقترح على الحكومة، وأحزاب المعارضة، وعلى اتحاد الشغل، وعلى جمعيات المجتمع المدني، وكتاب الرأي، أن نجعل العام 2008 عام التشغيل، وأن تتحد جهودنا لإنشاء الصندوق الوطني للتضامن مع العاطلين عن العمل، الذي سيعبر عن إرادتنا الموحدة، كمواطنين تونسيين، وعن تصميمنا، واتفاقنا على أننا جميعا نرفض أن يبقى قطاع من أبنائنا وبناتنا مهمشين عاطلين عن العمل وخارج الدورة الإقتصادية بالكامل.

 

ليكن حال العاملين منا وحال العاطلين عن العمل كحال الأنصار مع المهاجرين: « يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ».

 

لنتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: ليس منا من بات شبعانا وجاره جائع.

 

ولنتذكر أننا لا نقدم صدقة للعاطلين عن العمل، وإنما نقدم ضريبة صغيرة من دخلنا لحماية مجتمعنا، وأجيالنا الشابة، وأبنائنا وبناتنا الذين هم عماد الوطن وقادة المستقبل.

 

إخوتي الأعزاء، يا بني وطني: لنجعل حواراتنا مفيدة وبناءة، ولنتنافس في إيقاد أكثر من شمعة بدل الإكتفاء بلعن الظلام.

 

هذا والله تعالى أعلم.


 

سواك حار (43)

المؤرخ الاستاذ خالد عبيد الذي كان لنا معه اتصال أفادنا بأنه «مباشرة إثر الغاء الملكية قامت الدولة التونسية باصدار كل القوانين الضرورية لتجريد أفراد العائلة المالكة من أملاكهم المنقولة وغير المنقولة على اعتبار أنها اكتسبت على كاهل التونسيين وبطريقة غير شرعية» … (الصباح) لو قدر للمتنبي أن يجرد كافورا من سلتطه وأملاكه ما ترك له غير المحاجم والجلم!! وإن قدر للتاريخ أن يعيد نفسه فلا أدري ماذا سيترك لحكامنا وعوائلهم المتنفذة من أملاك لم تكتسب على كاهل شعوبهم!! وقضت محكمة في مدينة دوسلدورف شمال غرب البلاد بعدم السماح لمدرسة عمرها 53 عاما بارتداء الحجاب في المدرسة، وكانت المدرسة تسعى للحصول على حكم يقضي برفع الحظر. وكانت مريم بريجيت فايس التي تعمل مدرسة في مدرسة الولاية منذ عام 1980 اعتنقت الإسلام في بداية التسعينيات وقررت البدء في ارتداء الحجاب في عام 2006. (إسلام أون لاين) يحق « لتونس » أن تفتخر « بفضل » السبق والريادة وأن تطالب بحقها في « براءة الإختراع« !! ليس المشوار النضالي مرحلة في مسار الحياة يحددها سن أو جغرافيا أو مناخ، ولكنه الحياة كلها لأن الوطن إذا كان جريحا ـ وما أكثر جروحات أوطاننا هذه الأيام ـ فإن مسؤولية الوقوف والمقاومة السلمية من أجله تتعاظم ولا تضعف، تتضاعف ولا تقل. (خالد الطراولي) وطبيب عادني في علتي ** ومضى يصف لي بعض الـدواء ظن في صدري داء هدني ** فارتضى الراحة لي بعد العنـــاء كيف يا جراح لا أرضــى ** راحة، أنا جندي على خط الفداء وجراح الصدر لا تؤلمني ** إنما يـسحـقـني جـرح الإبـــــــــاء … (كلام إنشاء لم يعد له من رواج)!! لدي أمل كبير في أن تصبح تونس دولة ديمقراطية ولن يأخذني اليأس للتخلى عن هذا الهدف … كل مواطن تونسي اليوم هو في حالة سراح شرطي (قناة الحوار التونسي: محمد عبو) سي (محمد) يلمز من خلال استعماله لكلمة »كل » أن السجان غريب عن الوطن فمن أين جاء يا ترى؟؟!! يبدو لي أن التشغيل هو الأولوية الكبرى لتونس في هذه المرحلة. ولمعالجة هذه المشكلة، أقترح إقامة صندوق وطني للتضامن مع العاطلين عن العمل، تتكون ميزانيته من ضريبة طوعية تصاعدية يدفعها كل موظف أو عامل يحصل على مرتب أو مدخول شهري قدره 500 دينار أو أكثر.. (الهاشمي الحامدي) وأقترح أن يسمى الصندوق (صندوق التشغيل 27/27)، وآمل أن لا يتحالف الصندوق المقترح مع زميل له أسبق منه (صندوق التضامن 26/26) الذي تحول إلى تابوت الداخل إليه مفقود والخارج منه معدوم! ولن يقنعنا حديث جانبي لمسته عند بعض الإخوة العائدين، وهو يبرر مسعاه ويمنّي نفسه بأنه سيواصل النضال وسيحاول أن يغيّر ولو في أهله وعشيرته وحيّه، وهو ينسى أو يتناسى أنه يعود إلى تونس وليس إلى جنان بابل المعلقة، وصورة المساجين السياسيين بعد خروجهم من السجن الصغير إلى السجن الكبير دليل على مثالية هذا التبرير وسخافة هذا الأمل، (خالد الطراولي) كل الذين خرجوا من السجن يرتعون ويمرحون في أرض الوطن … وقوات الأمن رهن أمرهم تمنع عنهم تدفق « الفضوليين » وتساعدهم « بالخبرة » في تسوقهم وتبدي رأيها في ما يختارونه من ملابس داخلية لهم ولأهاليهم!! ملّ المهتمّون بواقع الحياة الحزبية بالبلاد تلك النماذج الجاهزة التي أضحت عليها بيانات المكاتب السياسية لبعض هذه الأحزاب وهي تتجوّل بحماس بين مواقف المساندة لفلسطين والعراق ولبنان والسودان وأفغانستان والصّومال وضحايا فيضانات البنغلاديش وزلازل الباكستان دون أن يكون لها أيّ رؤية أو تصوّر لقضايا الساحة السياسية الوطنية وعناوينها الرئيسية. (برهان بسيس) ركوب الفيضانات والزلازل أسلم من محاربة حرائق التغيير التي عم دخانها كل بيت … وإن تجاهلها بعض مَنْ مَنَّ عليهم « التغير » بأقنعة تقيهم (مؤقتا) من الإختناق!! إن تساؤلات عديدة تفرض نفسها وهي من بديهيات منهجية العودة وهدفها : هل إذا عدنا عادت معنا حرياتنا، عادت معنا شاشاتنا وكتاباتنا وأقوالنا وأفعالنا؟، أم نعود مغللين مكبلين لنلتحق بقافلة الأفواه المكمومة والأيادي المضمومة والأوجه الملطومة؟ (خالد الطراولي) تعود كما خرجت فكلما اكتسبت في غربتك « زوائد ربوية » « محرمة »، وحكومتنا كما تعلم تحارب كل أنواع الربا، سياسيا كان أو ثقافيا أو حقوقيا!! على المستوى الإجتماعي تحققت للمرأة مكاسب عديدة وفرها لها العهد الجديد الذي يعتبر مشاركة المرأة في الحياة العامة أحد الثوابت الحضارية التي ينبني عليها مشروع التغيير. (محمد علي خميري: الحرية) وعلى المرأة أن تكون في مستوى ثقة « محررها الثاني » فتجاري تيار التسبيح بحمده ولا تسبح ضده فتغرق ، وعليها أن تعلم أن المشاركة في الحياة العامة طريق ذات اتجاه واحدة!! غزة – قمعت القوة التنفيذية التابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم الإثنين مسيرة لفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في قطاع غزة، حيث انهال عناصرها بالضرب على منظمي المسيرة وعلى الصحفيين لمنعهم من تغطية وقائعها. (إسلام أون لاين) لا فضل لقمع على قمع، أحمرا كان أو أخضرا إلا بكثرة ضحاياه وطول عصيه و »نبل » غايته!!

صـــابر التونسي

 

(المصدر: موقع الحوار نت ( ألمانيا) باريخ 15 أوت 2007)

 

 


 

ساعات بين الكتب أمام البحر

د. أحمد القديدي (*)     لم يرحمنا قدوم فصل الصيف من وطأة الأحداث العربية المتلاحقة، فتواصلت معضلاتنا بإصرار وتلاحقت مآسينا بعناد، حتى إن الملجأ الوحيد لأعصاب الكاتب والقارىء أصبح هو الكتاب الذي صمد في مواجهة كل الاختراعات العجيبة منذ قرن، بدءا من الاذاعة ومرورا بالتلفزيون الى عصر الكمبيوتر، كأنه المجاهد الصابر الذي لم تلن له قناة ولم يشأ الاستسلام ولم يهرب من معركة المزاحمة الى ركن مهمل من أركان التاريخ. وفي الحقيقة للكتاب رجال ونساء وقفوا الى جانبه في مواجهاته وتمسكوا بالورق والقرطاس حتى تحول الكتاب الى ملهم لكل مناهج الابلاغ الأخرى، وظل الصديق الوفي والأنيس الحميم في لحظات التجلي ونهل المعرفة. وبهذه الروح آثرت خلال الاجازة الصيفية الانزواء الى كتب أهدانيها مؤلفوها مشكورين خلال السنة ومنعتني الشواغل المهنية واليومية من مطالعتها، فاذا بي أكتشفها أمامي تطالبني برد الجميل لهؤلاء الزملاء الكرام الذين خطّوا على صفحاتها الأولى عبارات الاهداء السخية واذا بي أمام البحر الأبيض المتوسط ألتهم فصولها بشغف وأضع يدي على كنوز من الحقائق التاريخية لم أكن أعرفها في مجالات مختلفة من الحضارة. هذه الكتب ثلاثة أولها كتاب للزميل الفاضل د.محمد حرب بعنوان: العثمانيون في التاريخ والحضارة، تابعت فيه نشأة الخلافة العثمانية وفتوحاتها المدوية منذ القسطنطينية الى حصار (فيينا) مرورا بحماية دار الاسلام من الاستلاب والنهب على مدى القرون الستة والنصف التي عاشتها الأمبراطورية الاسلامية الى حين انهيارها في العشرينيات من القرن العشرين، لتفتح صفحة القوميات والهيمنة الاستعمارية ثم حروب التحرير وضياع القدس الشريف وفلسطين. وما لفت نظري هو المواقف الجليلة البطولية للسلطان عبدالحميد ضد المؤامرات الصهيونية لانشاء كيان في فلسطين، فكان السلطان صارما وحازما في هذه القضية المصيرية، مما أدى بالتأكيد الى الاطاحة بعرشه وهز أركان الخلافة تمهيدا لابتلاع المشرق العربي تماما بدون مقاومة. وقد تجرأ السلطان على طرد مؤسس الحركة الصهيونية تيودور هرتزل مما جعل مجلة بيوك طوغو التركية تنشر مقالا تقول فيه: ان تصرف السلطان تجاه الحركة اليهودية بهذا الشكل المعادي تسبب في هدم تاجه ودك عرشه وبالتالي هدم الدولة العثمانية كلها. أما الكتاب الثاني فهو للدكتور سمير البكوش أستاذ التاريخ بكلية الانسانيات بمنوبة التونسية وهو بعنوان: القيروان من 1881 الى 1939 تاريخ المقاومة والصمود للاستعمار لدى أهالي ه1ه المدينة التي تعتبر أول قلعة اسلامية في إفريقية والتي أسسها المجاهد عقبة بن نافع عام 50 هجري، ثم كانت المحطة الأولى لفتح الأندلس وجنوب أوروبا. لكن المؤرخ المتميز الزميل سمير البكوش اختار قراءة الوثائق واستنطاق الأرشيف لدى الادارة الاستعمارية ليكشف لنا عن ملحمة مقاومة مسلحة وبطولية خاضها سكان جهة القيروان منذ حلول الجيش الفرنسي المستعمر، فكان المجاهد علي بن خليفة قائد قبيلة نفات، منسق ثورة القبائل انطلاقا من قبيلة جلاص التي تسكن القيروان وضواحيها في ذلك العهد. ونتابع مع المؤرخ بعض أسرار انتفاضة التجنيس عام 1933 حين بدأ الزعيم بورقيبة يعي خطر تجنس التونسيين بالجنسية الفرنسية تمهيدا لصهرهم في فرنسا، تماما كما وقع لسكان جزر ما وراء البحار حين كانت مستعمرات فرنسية- وظلت كذلك الى اليوم- فدعا بورقيبة الى العصيان المدني برفض دفن المجنسين في المقابر الاسلامية اعتمادا على فتوى الشيخ ادريس الشريف مفتي بنزرت، مع أن المجلس الشرعي الذي كان يرأسه الشيخ محمد الطاهر بن عاشور أجاز التجنيس قائلا بأنه لا يناقض الدين. وأدركت مرة أخرى بعد نظر الزعيم بورقيبة آنذاك الذي أنقذ شعبه من الذوبان المهين في هوية أوروبية مسيحية في حين لم يدرك شيوخنا الأفاضل ذلك الخطر القائم في حينه. أما الكتاب الثالث فهو بعنوان: القضايا الكبرى وهو يجمع أهم محاضرات المفكر المسلم الجزائري مالك بن نبي رحمة الله عليه وقد نقلها الى العربية ابن مدينتي القيروان وأستاذي للغة العربية المرحوم الطيب الشريف حين كنا طلابا في المدرسة الثانوية بالقيروان في الستينيات، وكان الطيب الشريف من مريدي وأنصار مالك بن نبي ومعرِّب جل أعماله الى أن توفاه الله في الجزائر في ظروف لم تتوضح لنا، وهو أيضا من أصدق الشعراء المبدعين كان الدكتور سهيل ادريس ينشر له قصائده في مجلة (الآداب) البيروتية في مطلع الستينيات. والكتاب ذو أهمية معاصرة لأن الاشكاليات التي يعالجها مالك بن نبي ما تزال قائمة الى يوم الناس هذا في العالم العربي والاسلامي، مثل قضايا الهوية، وتقبل الاستعمار، ومعاني الاستقلال الحقيقي وحدود الحريات والمسؤوليات. لقائل أن يقول إن محاور هذه الكتب الثلاثة متباعدة ولكن الحقيقة غير ذلك لأن الجسور الحضارية الممتدة ما بين انهيار خلافة آل عثمان، وشن المقاومة التونسية ضد الاستعمار وحيرة مجتمعاتنا العربية اليوم وحتى صيف 2007 هي جسور قوية، ويحسن بالقارئ أن يربط بين معاني وحقائق هذه الكتب القيمة الثلاثة ليخرج برؤية متكاملة عن أزمة العالم العربي الراهنة من خلال وثائق التاريخ. (*) كاتب وسياسي من تونس (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 15 اوت 2007)

 

 


 

الخطاب النقابي والمرحلة:

الحوار للدفاع عن مصالح العمال والمؤسسة

 
بقلم: علي الزايدي المتتبع للشأن النقابي خلال الفترة الأخيرة يدرك أنه بقدر ما تميز بتحرك بعض القطاعات، فإن الخطاب فيه تميز بلهجة جديدة قوامها الدعوة إلى الحوار، ولا شيء سوى الحوار، فقد أصبح الاتحاد يتحرك ضمن برامج عمل واضحة مع الخطط لإيجاد الحلول الملائمة للمسائل المطروحة… ومما يلاحظ أيضا أن الاتحاد ابتعد عن الارتجال، وأصبح مدركا لأهمية المرحلة على كافة الأصعدة بما في ذلك لغة التخاطب… وهذا دليل آخر على درايته كمنظمة بما يجب أن يكون عليه الخطاب النقابي وما تتطلبه المرحلة من إلمام بأمهات المشاكل على اعتبار أنه شريك أساسي، ومسؤول عن القضايا المصيرية في البلاد بكل أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية أيضا. فالوضع الذي عرفه قطاع التعليم الأساسي مثلا في علاقة بسلطة الاشراف ووزارة التربية والتكوين أساسا، والتجاذبات التي حصلت على مدار السنة الدراسية المنقضية وما تخللها من مفاوضات بين المركزية النقابية والوزارة، وما أفضت إليه من نتائج تمثلت في إمضاء الاتفاق الأخير الشامل بخصوص مطالب الأساسي يوم 8 أوت الجاري يدل دلالة واضحة أنه أصبحت للاتحاد ديبلوماسية في التعاطي مع بعض الملفات وبالتالي رؤية نقابية جديدة ممركزة داخل الاتحاد وقائمة على خط واضح يلائم بين متطلبات المرحلة، ويدفع باتجاه الحوار بعيدا عن التوتر والتصعيد، ويقوم أيضا على نهج نقابي جديد قوامه المصلحة العامة التي تراعي مصالح كل الأطراف. وقد أكد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل السيد عبد السلام جراد في كم من مناسبة على أن هذا النهج هو الأساسي والمبدئي الذي يتوخاه مستقبلا – ودعا كافة الأطراف الاجتماعية الى ارساء هذا الحوار الاجتماعي وجعله دائما ومستمرا على اعتبار أنه يجنب البلاد عموما هزات وتوترات هي في غنى عنها. والحوار الذي دعا إليه الأمين العام للاتحاد تجسد وأثمر الاتفاق المشار إليه آنفا، وقد ارتفع هذا الحوار إلى مستويات رفيعة، حيث كان للأمين العام للاتحاد لقاء مع الوزير الأول تم أثناءه التطرق إلى جملة المسائل القائمة في بعض القطاعات، وبخاصة التعليم الأساسي والتعليم العالي… وتلاه لقاء ثان حضره عدد من الوزراء والأمين العام للاتحاد برعاية الوزير الأول السيد محمد الغنوشي. وهذه اللقاءات أفضت إلى إيجاد حلول أرضت كل الأطراف، فدعمت المناخ الاجتماعي السليم الذي تعيشه البلاد، وبذلك فهي تمثل دلالة واضحة على أن اختيار هذا النهج والسير عليه منذ سنوات والالتزام به وعدم الحياد عنه لم يأت من باب الصدفة، إنما هو بعد سياسي تميزت به تونس وارسته على أسس ثابتة بما جعله مثالا يحتذى للعديد من بلدان المغرب أولا ولغيرها من البلدان المتوسطية. والمتتبع لأنشطة السيد عبد السلام جراد وتصريحاته يلمس دعوة واضحة وصريحة الى ضرورة تشريك الاتحاد في الملفات والمسائل ذات العلاقة بالأوضاع المهنية والمادية للشغالين بالفكر والساعد، واعتبار الاتحاد شريكا فاعلا في الحياة الاجتماعية، والابتعاد عن تغييب دوره وتهميشه، خاصة وأن الخطاب النقابي يدعو الى هذا التمشي، كما يلاحظ تغيرا وتطورا، وهو ما نلمسه في خطاب الأمين العام على الدوام، حيث كان يشير دوما الى أن وضع المؤسسات شأن  يهم اتحاد الشغل الذي يعمل على تقدم المؤسسة برسالتها الاقتصادية والاجتماعية، وذلك لتكون قادرة على المنافسة في ظل التطورات التي يشهدها الاقتصاد المعولم الذي بات يضغط في كل لحظة وحين. وهذا الخطاب ينسجم مع قناعة المنظمة الشغيلة وأمينها العام وكذلك النقابيين بأن مصير المؤسسة والعامل هو مصير واحد، مشترك، فلا مؤسسة دون عمال، ولا عمال دون مؤسسة. وانطلاقا من هذا التمشي، فلا بد من وضع اليد في اليد عمالا وأعرافا وحكومة من أجل ارساء حوار اجتماعي دائم وثابت، تؤخذ معه مصالح  كل الأطراف بعين الاعتبار، ولعله انطلاقا من الواقع المعيش يتبين أنه كلما تم تشريك الاتحاد في الملفات وفي مفاوضات جدية، إلا وكانت النتائج ايجابية، فتحققت الأهداف المرجوة، بعيدا عن المزايدات والمشاحنات والشعارات الفضفاضة، مع سد الطريق أمام من يحاول الارباك وبث البلبلة. ولعل كل هذا النضج يؤكد على أن الاتحاد العام التونسي للشغل هو منظمة وطنية لها تاريخها ولها مسيرتها، ولا بد من التعامل مع الاتحاد كشريك اجتماعي فاعل، خاصة وانه يطور دوما من خطابه النقابي وفق استحقاقات المرحلة وواقع البلاد، وبالتالي وضع مصلحة البلاد فوق كل اعتبار. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 15 أوت 2007)


حالة «حرقان» رياضية جديدة:

أخصائي العلاج الطبيعي لمنتخب السلة فضّل البقاء بالبرتغال على العودة إلى تونس

 
تعددت حالات الهرب من الاندية والمنتخبات الوطنية في السنوات الفارطة عندما تحل بأوروبا ذلك ان الراغب في البقاء في القارة العجوز لن يجد أفضل من هذه الطريقة بأن «يفصع» من المجموعة دون ان يكون قد تكبّد مليما واحدا، وهو ما جعل المسؤولين على بعثاتنا الى أوروبا (منتخبات وأندية) يحرصون جدا على إبقاء عيونهم لا تنام على اللاعبين هذا الى جانب رفض تمكينهم  من جوازت سفرهم مماكان له التأثير الايجابي على الحد من هذه الظاهرة بشكل لافت للنظر. لكن يبدو ان عدوى الهروب قد تسربت الى المسؤولين بعد أن تم تضييق الخناق على اللاعبين، فخلال تحوّل المنتخب الوطني لكرة السلة في الأسبوع الفارط الى البرتغال قصد المشاركة في دورة دولية ودية هناك غاب أحد مرافقي المنتخب وهو اخصائي العلاج الطبيعي محمد علي شقرون الذي وجد الفرصة سانحة «للحرقان القانوني» والبقاء في لشبونة عوضا عن القيام بواجبه الذي أوكل اليه بالسهر على راحة لاعبي المنتخب. عاد اذا المنتخب وبقي شقرون في بلاد الشقراوات يشده السراب الى حياة الرفاه والملايين التي يعتقد أنها مكدسة على قارعة الطرقات في أوروبا وتنتظره كي يقوم بجمعها وشمّها ثم لم شملها. وزارة الشباب والرياضة والتربية البدنية وجامعة السلة فتحتا تحقيقا للوقوف على ملابسات وحيثيات هرب شقرون ولكننا لا نعتقد انهما سيصلان الى نتيجة ذات بال لأن أصل المشكل في أدمغة بعض الاشخاص من ذوي التفكير المصلحي الضيق. بن جبارة (المصدر: صحيفة « الشروق » (يومية – تونس) الصادرة يوم 14 أوت 2007)


سحب الجنسية التونسية يشمل سهى وليس زهوة

 
 تونس – د. ب. ا – أكد خبير قانوني تونسي الثلاثاء ان قرار السلطات التونسية سحب الجنسية من ارملة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات لا يشمل كريمتها زهوة. وقال الخبير الذي طلب عدم ذكر اسمه ان مرسوم سحب الجنسية الذي نشر في ‘الرائد الرسمي للجمهورية التونسية (الجريدة الرسمية) ينص فقط ‘على تجريد سهى عرفات من الجنسية التونسية وانه لم ترد فيه اي اشارة الى اجراء مماثل يشمل ابنتها زهوة’. وجاء في المرسوم ‘بمقتضى امر عدد 1976 لسنة 2007 مؤرخ في 2 اغسطس 2007 تسحب الجنسية التونسية من السيدة سهى بنت داوود بن جبران الطويل المولودة في القدس في 17 يوليو 1963 المتحصلة عليها بالتجنس’. ولم يذكر المرسوم اسباب هذا الاجراء، ولم يتسن الحصول على اي توضيح في هذا الشأن من السلطات التونسية فيما رفضت السفارة الفلسطينية في تونس التعليق. يذكر ان تونس منحت في 2006 جنسيتها لسهى عرفات وابنتها زهوة المولودة في باريس. (المصدر: صحيفة « القبس » (يومية – الكويت) الصادرة يوم 15 أوت 2007 نقلا عن وكالة الأنباء الألمانية د ب أ – DPA)


محاولات فاشلة من عدة جهات للسيطرة علي الأرشيف الشخصي للرئيس الفلسطيني الراحل

مكتب عرفات في تونس مغلق ويخضع للحراسة.. ومراسلاته ووثائقه تكشف الكثير من الأسرار

 
رام الله ـ عمان ـ القدس العربي فرضت الاوساط المحيطة بمكتب الرئاسة الفلسطيني والدائرة السياسية في تونس طوقا من الكتمان علي محاولات منهجية تقوم بها عدة اطراف للحصول ووضع اليد علي الارشيف الشخصي للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وهو ارشيف يضم حسب المعلومات المتسربة حول هذا الموضوع سلسلة من الوثائق والمراسلات والكتب والاسرار الشخصية والسياسية التي تكشف الكثير عن خبايا وكواليس الحياة الحافلة التي عاشها الرئيس الراحل. ويتواجد الأرشيف الشخصي للراحل الذي سلطت الأضواء مجددا علي أسرار وفاته مؤخرا في مقره الرسمي ومكتبه في العاصمة تونس، ويقول مقربون من حياة عرفات ان مكتب الرئيس الراحل في تونس الآن مغلق ولا يوجد فيه أي موظفين ويزخر بالكثير من المتعلقات الشخصية التابعة للرئيس عرفات خلال سنوات طويلة. ويفترض ان يحتوي أرشيف عرفات الزاخر بكنوز المعلومات كما يقول لـ القدس العربي مصدر مطلع علي بعض مراسلات الرجل وملاحظاته علي الكثير من الكتب الرسمية وعدة مخطوطات بخط يده ورسائل تلقاها من الزعماء العرب وزعماء العالم وكذلك علي أدواته المكتبية وبعض حاجياته وملابسه. ومنذ توفي عرفات تم إغلاق المكتب الذي لا زال قائما في العاصمة تونس حيث لا يزوره أي موظفين ولا يقيم فيه أي شخص، ويتردد ان زوجة عرفات السيدة سهي تراجعت عن إهتمام سابق لها بالإطلاع علي وثائق وأرشيف زوجها، بعد ان إعتبرت السلطات التونسية ان مكتب عرفات ومحتوياته ملك للشعب الفلسطيني وليس لأفراد عائلته. ولا زال مقر عرفات ومكتبه الشخصي مغلقا في إحدي ضواحي تونس ويتم التعامل معه بإحترام شديد من جانب الحكومة التونسية ويخضع المقر لحراسة تونسية وفلسطينية ثنائية ولا يسمح بدخوله إلا بإذن من مرجعية الدائرة السياسية في تونس التي تعتبر الأرشيف من ملكيات الشعب والمؤسسات الفلسطينية وليس الأفراد. وفشلت عدة محاولات من عدة أطراف للحصول علي أرشيف عرفات ووثائقه لأغراض متعددة حيث حاول الرئيس محمود عباس عدة مرات الحصول علي الملفات دون فائدة كما حاول مدير مكتب عرفات السابق رمزي خوري خلال زيارة له لتونس الحصول علي الأرشيف ورفض السماح له بذلك من قبل قيادة حركة فتح في العاصمة التونسية. ويتردد ان عضو اللجنة المركزية في حركة فتح أبو ماهر غنيم يحرص علي بقاء مكتب عرفات وأرشيفه الشخصي ووثائقه بعيدا عن متناول الأشخاص علي اساس ان الملكية مؤسسة هنا ويعود حق إستخدام الأرشيف والإطلاع عليه لمؤسسات منظمة التحرير. كما حاول مركز دراسات فلسطيني التقدم للحصول علي أرشيف عرفات بغرض التوثيق وفشلت المحاولة كما تقدمت مؤسسة إنتاج فني بطلب مماثل علي اساس انها تعد لإنتاج فيلم سينمائي طويل وتوثيقي عن حياة عرفات ورفضت قيادة حركة فتح تسليم الأرشيف والوثائق لأي جهة أو مؤسسة. وفي مكتب عرفات الرسمي المغلق تماما والمحروس بعناية في تونس عقدت عشرات الإجتماعات الهامة والسرية وتم التحاور بالعديد من الملفات الخطيرة، ويعتقد علي نطاق واسع ان الرئيس الراحل كان يكتب بعض الإنطباعات والملاحظات بخط اليد ويحتفظ بها في ملف خاص لم يطلع عليه حتي الآن أي شخص وهو ملف يتردد انه يشكل قيمة معلوماتية وإعلامية كبيرة لانه أشبه بسرد للذكريات الخاصة وتدوين للكثير من الأسرار والتحولات الهامة والغامضة. وعرف عن عرفات عموما انه لا يحب الكتابة ولايميل إلي القراءة كثيرا لكنه كان يدون ملاحظات ويصدر تعليمات وتعميمات علي هوامش الكتب والمذكرات الرسمية التي تصله وتقول بعض المصادر ان أرشيف عرفات قد يتضمن نسخا مصورة عن الوصولات المالية والدفعات وأوامر الدفع التي كانت تصرف للكثير من الشخصيات القيادية في الماضي وحاليا. ويحاول باحثون في مدينة رام الله منذ خمسة أعوام الحصول علي أرشيف عرفات السياسي والشخصي وتوثيقه ضمن مشروع خاص لتأسيس مكتب معلومات وطني فلسطيني لكن مقربون من الراحل في حركة فتح والمنظمة يخشون من الإستخدام السلبي او السيء للوثائق العرفاتية في حال الإفراج عنها والحصول عليها. ويترافق الإهتمام بأرشيف عرفات في مقره الخالي من البشر في تونس مع عودة الجدل حول أسرار وفاته المفاجئة في مدينة باريس قبل سنوات حيث ابلغ الأمين العام للجبهة الديمقراطية نايف حواتمه القدس العربي بان عرفات مات مسموما فيما صرح طبيبه الخاص الأردني اشرف الكردي بانه قبل وفاته حقن بفيروس الأيدز كما صدر مؤخرا كتاب يحاول رواية القصة الكاملة لاغتيال عرفات. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 15 اوت 2007)  

 

 


 

محللون: الصفقات التجارية تطغى على مخاوف حقوق الإنسان في علاقة الغرب بليبيا

 
الجزائر ـ رويترز: منتقدو ليبيا غاضبون بشأن ما يصفونه بالهرولة القبيحة لاقامة علاقات أوثق بين الغرب وحكومة الزعيم الليبي معمر القذافي بعد أن أطلقت سراح الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني الشهر الماضي. وزاد الغضب عندما قال سيف الاسلام ابن الزعيم الليبي ان الستة تعرضوا للتعذيب للاعتراف في قضية اصابة أطفال ليبيين بفيروس اتش.أي.في المسبب لمرض الايدز، وهو تصريح أكد مصدر رسمي ليبي فيما بعد انه لا يعكس وجهة نظر الحكومة الليبية. لكن المحللين يقولون ان الغضب بشأن القضية التي تمت تسويتها بتعويضات قدرها 460 مليون دولار لاسر الاطفال وصفقة سلاح فرنسية واتفاق محتمل في مجال الطاقة النووية من المستبعد أن يؤثر سلبا علي تحسن علاقات الاعمال بين ليبيا والغرب. ويبدو أن الجاذبية التجارية لليبيا العضو في أوبك والتي تملك أكبر احتياطيات نفطية في افريقيا ستطغي علي أي اعتبارات أخري مع خروج البلاد من عزلة دبلوماسية استمرت عشرات السنين بسبب اتهامات بدعمها للارهاب. ورفض الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي ساعد في اطلاق سراح الاجانب الستة بعد جهود دبلوماسية مكثفة أن يبدي أي ندم بشأن صفقة السلاح الفرنسية. وقال الليبيون سيدفعون بضع مئات الالاف من اليوروهات لتشغيل مصانع في فرنسا. فهل اعتذر عن ذلك . واجتذبت ليبيا ما لا يقل عن 60 شركة من 25 دولة لتقديم عروض في جولة جديدة لمنح تراخيص للتنقيب عن الغاز الاسبوع الماضي. ويقول بعض المراقبين ان الامر لا يتعلق فقط بالصفقات. فالمزيد من الاتصالات الاجنبية بما يشمله ذلك من المشاركة في تحديث النظام البيروقراطي السوفييتي الطابع قد يساعد علي تحقيق انفتاح اقتصادي واجتماعي أكبر بعد 37 عاما من حكم القذافي الذي يقول ان نظامه غير الحزبي يتفوق علي ديمقراطية صناديق الاقتراع. وقال أوليفر مايلز نائب رئيس مجلس الاعمال الليبي البريطاني مشيرا الي مخاوف تتعلق بحقوق الانسان في اندفاع الاوروبيين البادي لتوثيق العلاقات بليبيا أتوقع أن تهدأ الامور الان . وأضاف لا أعتقد ان شيئا من الصراحة في حديث سيف الاسلام سيكون له وزن يذكر . ويوم 24 تموز (يوليو) أطلق سراح الاجانب العاملين في القطاع الطبي الذين أدينوا باصابة الاطفال عن عمد بالفيروس بعد ابرام صفقة بين طرابلس والاتحاد الاوروبي تنهي أزمتهم التي بدأت قبل ثمانية أعوام. وبعودتهم الي بلغاريا انتهي ما وصفه منتقدو ليبيا بانه فضيحة تتعلق بحقوق الانسان. فقد حكم علي الممرضات الخمس والطبيب الفلسطيني بالاعدام لكنهم كانوا طوال الوقت يصرون علي براءتهم وانهم اعترفوا تحت التعذيب. وكتب كلود مونيك من مركز المخابرات والامن الاستراتيجي الاوروبي يقول الجرائم تؤتي ثمارها . وأضاف اذا قرر العقيد (القذافي) غدا انه يريد الحصول علي جائزة نوبل أو مجرد الحصول علي تأييدنا لنظامه الاشتراكي المفلس فما الذي سيبتدعه بعد ذلك، ومن الذين سيحتجزهم كرهائن . ومازال للقضية تداعيات قانونية. فممثلو الادعاء في بلغاريا يحققون في مزاعم بأن ضباطا ليبيين قاموا بتعذيب الممرضات والطبيب الفلسطيني. لكن الاجراءات ليس من المتوقع ان تشكل عقبة كبيرة في طريق علاقات ليبيا بالاتحاد الاوروبي الذي يقول انه يتوقع تطبيعا أكبر للعلاقات . وقالت كلير سبنسر من المعهد الملكي البريطاني للعلاقات الدولية هناك اهتمام كاف علي الجانبين لمواصلة التقارب. وهناك حاجة ضخمة للاستثمار الذي تحرص الشركات علي توفيره . وتابعت والحجة هي انه من الافضل الارتباط مع ليبيا وايجاد سبيل من خلال هذا الارتباط لدعم الاصلاحات بدلا من التنحي جانبا وترك القذافي مستمرا في أسلوبه المعتاد . وأضافت وهناك كذلك شعور بين الاوروبيين ..باننا اذا لم نتدخل فان غيرنا سيفعل . والي جانب المساعدات الطبية والدعم الانساني للاطفال المصابين بالفيروس حصلت طرابلس علي وعود بحرية دخول أكبر لاسواق الاتحاد الاوروبي الغنية ومساعدات من الاتحاد في قطاعات رئيسية مثل التعليم. ودعيت ليبيا كذلك للمشاركة في اقامة ما يطلق عليه الاتحاد المتوسطي للدول التي ستنسق جهودها فيما يتعلق بالهجرة والسياحة والتنمية الاقتصادية. وقال مسؤولون أمريكيون الشهر الماضي ان العلاقات مع واشنطن العدو السابق لليبيا من المتوقع ان تتحسن كذلك ومن الاشارات علي ذلك زيارة من المتوقع ان تقوم بها هذا العام وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس. ومازالت هناك خلافات بشأن المبلغ النهائي للتعويضات لضحايا طائرة ركاب أمريكية انفجرت فوق لوكربي في اسكتلندا في عام 1988 وهجوم عام 1986 علي مرقص في برلين الغربية يرتاده جنود امريكيون. ومازال من الصعب علي الامريكيين الحصول علي تأشيرات دخول لليبيا. لكن الشركات الامريكية تسعي جاهدة للحصول علي صفقات ليبية. وقال جيف بورتر المتخصص في شؤون شمال افريقيا في مجموعة يوريشيا التي تقيم المخاطر السياسية للشركات متعددة الجنسيات ان التقارب الليبي الامريكي صحي بدرجة كبيرة . والدفاع قطاع يحظي بالاولوية في ليبيا بعد رفع العقوبات. وقال ديف هارتول من مجموعة جينز انفورميشن انهم في احتياج بالغ لتحديث جيشهم . وكانت المجموعة قالت ان ليبيا ستسعي للحصول علي طائرات هليكوبتر وحاملات جنود مدرعة. وأضاف هارتول ليبيا في وضع ضعيف نسبيا خاصة بالمقارنة مع جيرانها مثل مصر والجزائر ورغم عدم وجود تهديد خارجي علي ليبيا الا ان القذافي يري لنفسه ولبلاده مكانة خاصة في افريقيا . (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 15 اوت 2007)


الإخوان المسلمون الأردنيون والحكومة:

إستقرار الأردن هو البوصلة الضابطة

 
خالد الحروب (*) التوتر المتصاعد بين الحكومة الإردنية وجماعة الإخوان المسلمين (وحزبها جبهة العمل الإسلامي) قد تكون له إنعكاسات خطيرة على أكثر من صعيد، وقد يهدد الحميمية الخاصة التي وسمت العلاقة بين الإخوان والدولة الأردنية خلال نصف القرن الماضي أو أزيد. مستوى الإتهامات المتبادلة وصل حدا منذراً بخطر حقيقي، خاصة بعد إنسحاب الإخوان من الإنتخابات البلدية وإتهامهم الحكومة بتزويرها عن طريق دفع الجيش للتصويت لصالح المرشحين القريبين من الحكومة. ثم تلا ذلك أتهام رئيس الوزراء للإخوان بأن معارضتهم تجاوزت الحكومة وصارت تطال الدولة وكيانها السياسي، وأنهم بذلك يهيئون مناخات متطرفة في الأردن. يحدث هذا والأردن على أبواب انتخابات برلمانية قريبة، في تشرين الثاني (نوفمبر) القادم، وفي ظل وضع إقليمي متوتر للغاية، حيث تحيط حالات اللاإستقرار بالأردن من كل جانب: العراق، فلسطين، لبنان، وإلى حد ما سورية. نجاح الأردن في الإفلات من طوق الأزمات الذي يحيق به من كل جانب والمحافظة على أمن وإستقرار بارزين هو البوصلة التي يجب على الإخوان والحكومة أن ينقادا لها. وأن يظل الأردن رئة لفلسطين والعراق وللبنان، يرتحل إليه ويطمئن فيه الناس هو إنجاز كبير ونعمة لا يبدو أن كثيرين يقدرونها في الأردن، بما في ذلك بعض سياسيه وقادة أحزابه. أن ينطلق الناس إلى أعمالهم في الصباح ويذهب التلاميذ إلى مدارسهم وتفتح الأسواق أبوابها من دون الخوف من تفجير هنا وعملية إرهابية هناك صار من الأشياء العزيزة في الفضاء الجغرافي المحيط بالأردن. وعلى الأردنيين، مرة أخرى، أن يعضوا على الأمن والإستقرار بنواجذهم ويدافعوا عن ذلك بكل ما يملكون، وأن يكون هذين الأمرين هما الهم الذي يحكم صوغ السياسات الحكومية والحزبية في آن معاً. يُساق هذا الكلام، ربما البدهي في الأوقات العادية، لتتأمله قيادات الإسلاميين في الأردن، ولتتأمله الحكومة الأردنية وكل الأطراف النافذة في صناعة القرار. ليس هناك أي هامش يتيح ترف اللعب والتلاعب بما استقر عليه الوضع في الأردن، لأن أي بديل سيضع الأردن على سكة الدول المجاورة، أي سكة العنف المجهول والذي لا نهاية له. على الإخوان المسلمين في الأردن أن يعضوا على جراحهم إن رأوا أنهم ظلموا وأن تزويراً حدث في الإنتخابات البلدية. وعليهم أن يضحوا باي مكسب حزبي عندما تتراءى في الأفق القريب غيوم سيناريوهات سوداء لا يعرف أحد مقدار السموم التي قد تمطرها. لكن على الحكومة الأردنية أيضاً أن تتعقل بدورها وأن لا تدفع الأمور إلى مزيد من التصعيد، خاصة على أبواب الإنتخابات البرلمانية. دفع الإخوان إلى خارج اللعبة السياسية، وإعادتهم إلى العمل السري تحت الأرض هو تراجع كبير لا يتحمله الأردن الآن، ويوفر لتيارات وجماعات التطرف فرصة ذهبية لتجنيد عناصر جاهزة من الإخوان وغسل عقولهم وفق أجندات راديكالية. تنفيس التوتر الإخواني-الحكومي إذن هو أولوية ملحة الآن ويتطلب تدخل القصر لأعادة أمور العلاقة الخاصة إلى سابق عهدها، ولإحتوائها في سياق تنازلات متبادلة وضمن تفاهمات متوافق عليها تحدد حجم النفوذ السياسي للإخوان، وتمنحهم مساحات التحرك في المقابل. في ماضي العلاقة الطويل بين الإخوان والدولة الأردنية كانت المقايضات السياسية الذكية بين الطرفين هي التي حددت أطر العلاقة، وساهمت كثيراً في إستقرار الأردن وإبعاده عن تيارات التطرف الإسلاموي. وفي مرحلة ما بعد الديموقراطية تعرضت تلك المقايضات لهزات كبيرة، فمن ناحية إغتر الأخوان بالشعبية الديموقراطية التي تُرجمت بنجاحات كبيرة في الإنتخابات، وظنوا أنه بالإمكان إدارة الظهر لتلك التفاهمات التقليدية والمضي إلى أبعد مدى ديموقراطيا. ومن ناحية ثانية توترت الحكومات الأردنية المتلاحقة إزاء التنامي المتزايد لقوة الإسلاميين وأرتبكت في كيفية التعامل معهم، في ضوء الغموض الذي لحق بتلك التفاهمات، وبالتوازي مع التطورات الإقليمية الحادة خاصة في فلسطين والعراق وتأثيراتها على الأردن ومعادلاته الداخلية. لكن خلال المرحلة الديموقراطية فات إسلاميي الأردن أمران، كانا قد فاتا أيضا إسلاميي دول عربية أخرى كثيرة. الأمر الأول هو السياق الإقليمي والدولي ومدى إستعداده، بل سماحه، لهم بأن يتمددوا من دون ضوابط ذاتية مساقين بوهم الدمقرطة غير المقيدة. والأمر الثاني أن شعبيتهم فاقت وتجاوزت بمراحل عديدة مستوى إستعدادهم السياسي لتقديم بديل على مستوى الحكم أو الحكومة. ليس هناك أي تجربة عربية قدم فيها الإسلاميون نموذجاً أنجح من النماذج التي عارضوها وأحياناً رفعوا السلاح ضدها (من مصر، إلى الجزائر، إلى السودان، وإلى فلسطين). والنموذج التركي الذي يتقرب إليه كثير من الإسلاميين العرب هو عملياً أقرب إلى الحكومات العربية منه إلى الإسلاميين. فهذا النموذج، ومن ناحية أيديولوجية، ملتزم بتكريس العلمانية كإطار عام للتسيس التركي ويدافع عنها عند كل إنعطافة سياسية، وهذا الإلتزم غير المتردد بالعلمانية لا يمكن أن يلتزم به الإسلاميون العرب. أما من ناحية سياسية فإن «إسلاميي تركيا» متحالفون مع الولايات المتحدة الأمريكية، ومتساوقون مع سياستها في إطرها العامة في المنطقة، وهو أمر تشكل معارضته أحد أقانيم سياسات الإسلام السياسي العربي، بما في ذلك إخوان الأردن. ومع ذلك من المهم القول ان تجربة إسلاميي الأردن وتجربة الأردن الديموقراطية على كل ما فيها من مثالب ونواقص تظل تجربة في غاية الأهمية في النطاق العربي، ويجب الحفاظ عليها وتطويرها. فهي مع تجربة اليمن، والكويت، والمغرب التجارب شبه الوحيدة التي تشارك من خلالها حركات الإسلام السياسي في العملية السياسية من دون عنف أو دماء. بدائل هذه التجارب رأيناها في مصر، والجزائر، وسورية، وتونس، والسودان، وغيرها. تجربة الأردن هي خيار الإعتدال العام، إن من الدولة أو الإسلاميين، وتعثرها يعني التطرف وتقديم مسوغ للناقمين على الأردن والمتربصين به وبتجربته. وعلى الجانب الرسمي تعلم الحكومة أن سيطرة الإخوان على الشارع الإسلامي، الشبابي خاصة، هو الذي حال دون قيام تنظيمات متطرفة، قاعدية أو بن لادنية التوجه، وهذه الفضيلة للإخوان في الأردن لا ينكرها أحد. أما على الجانب الإخواني نفسه فهناك حاجة ماسة لتقدير الوضع الدقيق للأردن إقليميا، وكذلك لإدراج التوترات والإصطفافات الإقليمية في حسابات الإخوان وقراراتهم الداخلية. فالمنطقة الآن منقسمة بين محور إعتدال ومحور تشدد، والخيار السياسي التقليدي والتاريخي للأردن هو الإندماج في سياق الإعتدال. ففي التحليل الأخير لصناع القرار في الأردن وفر هذا الإعتدال والتموضع فيه على الأردن الدخول في مغامرات ومخاطر قد تكون أودت بإستقرار البلد ونظامه السياسي. بينما يتجه الخيار السياسي للإخوان المسلمين هو التعاطف و تأييد محور التشدد، ومن هنا التناقض الكبير في الخيارات السياسية والذي ينتج عنه توترات على كل المستويات. ومن أهم وأخطر تلك المستويات هو مدى وعمق علاقة الإخوان المسلمين بالملف الفلسطيني/الحمساوي، وما يترتب عليه من حساسيات وإنعكاسات على الساحة الداخلية الأردنية. وهذا الأمر عموماً يثير أعصاب الحكومة ويقلل من هامش تسامحها مع الإخوان، ويدفعها لمواصلة رفع علامة الإستفهام حول مدى وعمق الأولوية التي يوليها الإخوان لإستقرار الدولة الأردنية وأمنها. ثمة، إذن، تغييرات هيكلية وإقليمية تراكمت في العقدين الماضيين أصبحت تهدد نسق التفاهمات التقليدية بين النظام في الأردن والإخوان المسلمون، وقد حان الوقت للشروع في إستيعابها وإمتصاصها وإعادة الفاعلية للتفاهمات التقليدية. فالإخوان، والأردن بطبيعة الحال، لا يتحركان في فضاء حر وخال من المحددات الإقليمية، وأي توجه وقرار داخلي من حجم ترسيم العلاقة بين الحكومة والإخوان تكون له منعكسات خارجية، أو يكون متأثراً بعوامل خارجية. وهنا أيضاً على الإخوان من جهتهم أن يدركوا حدود مسألة الدمقرطة في الأردن، وذلك في ضوء الإطار الزمني الراهن والقيود السياسية الإقليمية والديموغرافية الداخلية (المرتبطة بمستبقل حل القضية الفلسطينية). يكون الإخوان حالمين إلى أقصى مدى إن ظنوا أن الخيار الديموقراطي في الأردن لا قيود له أو عليه. وتكون الحكومة حالمة أيضاً إن ظنت أن الخيار الديموقراطي في الأردن يمكن أن يستديم من دون مساهمة الإخوان فيه ومشاركتهم. لكن أهم من هذا وذاك أن المحافظة على إستقرار الأردن وإعتبار هذا الإستقرار هو البوصلة التي تضبط السياسة الحكومية والإخوانية معاً، والذي لأجله يجب أن يتم التنازل عن أية مكتسبات حزبية إخوانية أو حكومية تكتيكية. وهذا الإستقرار، في أكثر من جانب فيه، ساهم في بنائه إستمرار الزواج الكاثوليكي بين الإخوان والدولة الأردنية، وهو زواج في مصلحة الإثنين، وفي مصلحة الأردن، ولا فكاك منه في المستوى المنظور. لكن هذا الزواج بات يحتاج الآن لإعادة ضخ نبض الحياة فيه، وهذا هو الدور الذي لا يمكن أن يقوم به أحد في الأردن سوى مؤسسة القصر. (*) كاتب فلسطيني اردني – جامعة كامبردج. (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 15 اوت 2007)


مأساة دارفور وصمت المثقفين العرب

 
خالد الحروب (*) منذ اندلاع أزمة ومأساة دارفور سنة 2003 وحتى الآن سقط ما لا يقل عن مائتي ألف ضحية من المدنيين والأبرياء، وهجر ما بين مليونين إلى ثلاثة ملايين من ناس وفقراء تلك المنطقة الشاسعة والصحراوية. إضافة إلى ذلك هناك تقارير صادرة عن منظمات حقوق إنسان لها صدقية عالية تشير إلى حالات اغتصاب جماعي تبنتها عصابات الجنجويد التي اعتمدت عليها الحكومة للقضاء على الحركات الدارفورية المتمردة. معنى ذلك وبحسب الأرقام بالإمكان القول إن مأساة دارفور وفظاعة الأكلاف البشرية التي عاناها سكان تلك المنطقة قد فاقت بما لا يُقاس الأكلاف البشرية والمآسي التي تعرض لها الفلسطينيون واللبنانيون معاً خلال العقدين الماضيين. وفي هذا السياق يورد الكاتب والإعلامي السوداني خالد عويس في بحث معمق حول تغطية الإعلام العربي لأزمة دارفور خلال العام الماضي أرقاماً وإحصائيات مذهلة ومخجلة حول التجاهل العربي المريب لأوجاع ملايين الناس. ففي بحث بعنوان « تغطية وسائل الإعلام العربية لأزمة دارفور » قدمه إلى ندوة متخصصة في القاهرة في أبريل الماضي رصد عويس أهم وسائل الإعلام العربية المكتوبة والمرئية خلال عام كامل، وحلل ما نقلته من أخبار عن دارفور. وقارن تلك الأخبار بما ورد عن لبنان وفلسطين والعراق، ثم قارن ايضاً بتغطية بعض وسائل الإعلام الغربي للأزمة ذاتها. يقول عويس: « قتل في دارفور حوالي 200 ألف حسب تقديرات منظمات دولية، وقتل في لبنان خلال الحرب الأخيرة في 2006 أقل من 2000 حسب رصد وسائل إعلامية، وقتل في العراق منذ مارس 2003 إلى مارس 2007 حوالي 150 ألفا حسب وزارة الصحة العراقية، وقتل في فلسطين منذ عام 2000 إلى عام 2006 حوالي 4391 فلسطينيا حسب المركز الفلسطيني للإعلام ». وبرغم ذلك يصل في إحصائياته ونتائج بحثه إلى تغطية دارفور في وسائل الإعلام الأهم، المكتوبة والفضائية، تصل إلى نسبة 1 إلى 10 على أكثر تقدير في أهم فضائيتين عربيتين. بينما تقل عن ذلك بكثير في صحف عربية كبرى وذات تأثير مهم. ويمكن أن نضيف هنا وجود مئات من حالات الاغتصاب التي سجلت، وربما أضعافها التي لم تسجل بسبب تقاليد المحافظة والشعور بالعار إزاء هذه القضايا التي تلقي ستائر من الصمت الحزين والمرير على حالات نساء لا يعلم بمعاناتهن أحد. في تفسيره للإهمال الإعلامي العربي الفظيع لمأساة كبرى كدارفور تحدث في بلد عربي كبير يورد عويس عددا من الأسباب منها صعوبة الوصول إلى منطقة الأحداث، وسياسة الحكومة السودانية في التعتيم وعدم السماح لوسائل الإعلام بالتغطية الميدانية. لكن الأهم هو إشارته إلى أن التحليل السياسي شبه العام الذي تبنته وسائل الإعلام العربية بشكل واع أو غير واع، والقاضي بوجود مؤامرة غربية أمريكية على السودان، قد غطت على أي تغطية أو اهتمام بالبعد الإنساني للمأساة. وهنا يكمن قلب المسألة الذي يحتاج إلى نقاش. فالمثقفون العرب في مجملهم تبنوا موقفاً مهملاً لمأساة دارفور الإنسانية بالتذرع المباشر أو غير المباشر بالأبعاد السياسية لها. وهذا يعني فيما يعنيه فقدان الحساسية الإنسانية، حتى لا نقول الأخوية والعربية والإسلامية، واسترخاص الأرواح حتى لو وصل تعداد الضحايا فيها إلى مئات الألوف. ووجه الغرابة، والإدانة، لمواقف المثقفين العرب ينبع من إنسانية القضية قبل أي شيء آخر، أي من دون الحاجة إلى اتخاذ اي موقف سياسي مؤيد أو معارض لهذا الرأي أو ذاك. منطلق الإدانة هو عدم الاهتمام واللامبالاة وكأن الذين يموتون في السودان لا قيمة لأرواحهم، فهم ليسوا بيضاً، ولا « يتمتعون » بقضية « مركزية » تمنحهم موقعاً متقدماً في صفوف الضحايا في المنطقة. طبعاً لا يخلو الأمر من سوريالية سوداوية هنا حيث يبدو التزاحم في ازدياد دائم على شغل المقاعد الأولى للضحايا في الكوارث والحروب التي تفرض على المنطقة. لكن مع ذلك، ومن دون التقليل من آلام ومأساة العراقيين، والفلسطينيين، واللبنانيين، يبقى القول إن من حق الدم السوداني الأفريقي الذي يهرق بشكل إجرامي في دارفور أن يُظهر المثقفون العرب، ومعهم الرأي العام العربي، الحزن عليه على أقل تقدير. أما الإهمال البشع فهو بمثابة قتل إضافي للقتلى. سيقول كثير من القراء، والأصدقاء أيضاً، إن هذه السطور تتغافل عن « الصورة الأكبر » وعن « الصراع الأشمل » الذي يشمل دارفور وغيرها، وأن المتسبب في ذلك الغرب، خاصة واشنطن ولندن، وطمعهما في نفط السودان، وأهدافهما في تقسيم السودان وسوى ذلك. وسيكرر كثيرون الموقف الاصطفافي القبلي مع حكومة السودان لأنها صارت بقدرة قادر تحمل راية الدفاع عن « الأمة » ضد « الأعداء »، وهي نفس الراية التي حملها صدام حسين وتعاقب عليها كل دكتاتوريي العرب في دول ما بعد الاستعمار وما زلنا ندفع ضريبتها حتى الآن. لكن حتى لو صح ذلك التحليل، فإنه لا يبرر الصمت الواسع والمريب عند المثقفين العرب، والإهمال، والكسل، وعدم متابعة القضية، حتى معالجة تلك « الصورة الأكبر والصراع الأشمل ». ولا يبرر غياب كاميرا الفضائيات العربية، وأقلام كتاب الأعمدة العرب، والتحقيقات الصحفية، والنقاشات الثقافية والفكرية. ولأن كل ذلك وغيره كثير غائب تماماً فقد ساهم بالطبع في تسهيل مهمة استدامة الإجرام اليومي في دارفور حيث انعدمت حتى الضغوط الأخلاقية الدنيا على المستوى العربي لوقف المأساة. في الانتفاضة الفلسطينية الثانية وخلال الحصار الإسرائيلي الوحشي على مدن وقرى الضفة الغربية ومنها رام الله قام الكاتب والروائي الأفريقي النيجيري وول سوينكا، الحاصل على نوبل للأدب، بتحدي الحصار وزيارة رام الله مع مجموعة أخرى من أهم الكتاب العالميين. يومها التقوا نظراءهم الفلسطينيين وأنشدوا مع محمود درويش في رام الله « جدارية الحصار ». ويومها أيضا كتب مثقفون عرب كثر عن إنسانية وول سوينكا وموقفه المشرف الذي يقف بجلاء وجرأة وبلا مواربة مع الضحية ضد جلادها. اليوم لا أحد من أولئك المثقفين يريد أن يسمع، فضلاً عن أن يشيد، بإنسانية وول سوينكا وهو يحمل راية الدفاع عن ضحايا دارفور ويصف المأساة بأنها الأكثر بشاعة في عالم اليوم. فسوينكا الآن يتهم الحكومة السودانية وميليشيات الجنجويد بأنها تتحمل المسؤولية الأكبر في القتل الأعمى هناك، وهو ليس معروفاً عنه « عمالته لأمريكا » بل هو غارق في هموم القارة السوداء لأذنيه، ومعاد لإمبريالية واشنطن. لكن كما أن سوينكا، وغيره أعداد كبيرة من مثقفي العالم المتمردين والإنسانيين لا يمارسون انتقائية مخجلة عند مناصرة الضحايا، مطلوب من مثقفي العرب أن يسمعوا لأنين الجسد الأسمر المطروح تحت وهج شمس الصحراء في دارفور ينز دماً. مطلوب منهم الانتصار لإنسانية المثقف في دواخلهم على حساب التطلي خلف مسوغات السياسة، وألا تسد آذانهم خطابات مقاومات دونكيشوت المتذرعة بالمؤامرات الخارجية. إن آلام « نور وحواء وتابو »، وهن صبايا دارفوريات في عمر الورود بين 12 و15 عاماً، اغتصبتهن مليشيات الجنجويد أمام آبائهن وأشقائهن بعد أن أحرقت قراهن الفقيرة العزلاء، لا تقل عن آلام مسلمات البوسنة اللاتي تعرضن لنفس فعل الاغتصاب الوحشي على أيدي مجرمي الصرب. من لا تتحرك إنسانيته لنساء دارفور، تكون إنسانيته التي تحركت لنساء البوسنة غير مكتملة وفارغة ولا تستحق أن تنعت بذلك أصلاً. (*) كاتب فلسطيني اردني – جامعة كامبردج. (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 15 اوت 2007)


هيئة بريطانية تطالب جماعات الضغط بالتحقق من أرقامها بشأن دارفور

 
لندن (رويترز) – حذرت هيئة مراقبة معايير الاعلان البريطانية منظمات الضغط من أنه يتعين عليها أن تتأكد من ان الحقائق الي تعلن عنها صحيحة بعد ان وجدت أن ائتلاف إنقاذ دارفور لم يتمكن من اثبات مزاعمه بأن 400 الف شخص قتلوا في الاقليم السوداني. وينسب الى ائتلاف انقاذ دارفور الذي يقع مقره في الولايات المتحدة ويضم شخصيات شهيرة مثل ميا فارو وجورج كلوني الفضل في جذب انتباه المجتمع الدولي الى الموقف في الاقليم الذي تمزقه الحرب في غرب السودان. لكن هيئة مراقبة معايير الاعلان قالت حكم اصدرته الاسبوع الماضي ان الاعلانات التي نشرت في الاونة الاخيرة وقالت ان 400 الف شخص قتلوا في اعمال العنف التي نسب الائتلاف المسؤولية عنها الى الحكومة السودانية مبالغ فيها بشدة. وقال مات ويلسون المتحدث باسم هيئة مراقبة معايير الاعلان « ليس هناك شك في ان الفظائع مستمرة هناك. » واضاف  » لايريد المرء ان يراوغ عندما يتعلق الامر بمذابح جماعية لكنهم لم يتمكنوا من إثبات موت 400 الف شخص. » وتقول الحكومة السودانية ان 9000 شخص فقط قتلوا منذ ان حمل المتمردون السلاح في عام 2003 لكن معظم الخبراء يضع الرقم عند نحو 200 الف شخص. ونزح نحو 2.5 مليون شخص من ديارهم وتتهم الولايات المتحدة السودان بارتكاب مذابح جماعية وهو اتهام تنفيه الحكومة السودانية. وأصدرت هيئة مراقبة معايير الاعلان قرارها ردا على شكاوى من جماعة يطلق عليها المجلس الاوروبي للشؤون العامة السودانية قال في موقعه على شبكة الانترنت انه تم تشكيله للرد على التغطية المثيرة للشكوك للشؤون السودانية. ويقول مسؤولو الاغاثة وحقوق الانسان انهم غالبا ما يتعرضون لضغوط لاعلان إحصائيات تجذب عناوين وسائل الاعلام في حالات الطوارئ لكن احصاء القتلى على الارض مستحيل من الناحية العملية. وتقول هيئة مراقبة معايير الاعلان ان جماعات الضغط يجب ان تتوخى الحرص في مزاعمها. وقال ائتلاف انقاذ دارفور انه يقبل القرار الذي جاء فيه ان الاعلان يجب ان يوضح ان رقم 400 الف هو اقصى رقم تقديري وليس حقيقة ثابتة لكنه مازال يعتقد ان هذا الرقم يعكس الحجم الحقيقي للمذبحة. وقال الائتلاف في بيان « التاريخ سوف يظهر لنا ان حجم المذابح يصعب تقديره وقت حدوثه. » واضاف « الحكومة السودانية تعرقل بشدة أي تحقق دقيق في هذا الوقت والمجتمع الدولي يجب ان يواصل الضغوط على الرئيس عمر حسن البشير ليسمح بدخول قوات حفظ السلام الدولية وموظفي الاغاثة الذين يمكنهم توثيق حجم هذه المذبحة بدقة. » (المصدر: موقع سويس إنفو (سويسرا) بتاريخ 15 اوت 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)


ألف دولار شهريا مقابل تفرغ الكويتية لأسرتها

 
قدس برس – الكويت- تقدم 5 نواب في البرلمان الكويتي باقتراح قانون يقضي بمنح المرأة الكويتية التي لا تعمل ولها ولد واحد على الأقل مكافأة شهرية تقدر بـ300 دينار (نحو ألف دولار أمريكي) وذلك بهدف تشجيعها على البقاء في المنزل والتفرغ لتربية أبنائها. وجاء في نص الاقتراح الذي تقدم به نواب ينتمون في أغلبهم إلى الحركة الإسلامية بأن « تمنح المرأة الكويتية المتزوجة، وكذلك المطلقة والأرملة ولدى أي منهن ولد واحد على الأقل، مكافأة شهرية مقدارها 300 دينار، إذا كانت لا تعمل في أي جهة، عامة أو خاصة، بصفة دائمة أو مؤقتة ». كما أشار الاقتراح إلى أن يخصص المبلغ اللازم لتنفيذ هذا القانون من الاحتياطي العام لميزانية الدولة الكويتية. واعتبر النواب (مقدمو الاقتراح) أن القانون « سيدعم كيان الأسرة عبر تفرغ المرأة لشئون بيتها وتربية أولادها بما يحفظهم من الزلل »، وأشار الاقتراح إلى أن تشجيع المرأة على البقاء في المنزل والعزوف عن العمل خارجه « أمر تدعو إليه أحكام الدستور وتشجع له ». كما أشار المقترحون إلى أن ذلك سيساعد على توفير الكثير من فرص العمل للشباب في القطاعين العام والخاص، ويخفف الضغط على طلبات التوظيف التي يعاني منها ديوان الخدمة المدنية وبرنامج إعادة هيكلة القوى العاملة والجهاز التنفيذي للدولة. وكانت الكويت توقعت عجزًا في السنوات المالية الثماني الماضية لكنها انتهت بفوائض كبيرة بسبب خفض تقديراتها لأسعار النفط الذي يمثل 95% من دخل البلاد، ووصلت الفوائض في السنوات الثماني إلى 72 مليار دولار. وفي السنة المالية التي انتهت في 31 مارس الماضي حققت الكويت فائضا قدره 5.65 مليارات دينار، وهو ثاني أكبر فائض على الإطلاق. (المصدر: موقع « إسلام أونلاين.نت » (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 14 أوت 2007)


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.