الأربعاء، 10 نوفمبر 2010

Home – Accueil

TUNISNEWS

10ème année, N°3823 du 10.11.2010  

 archives : www.tunisnews.net

الحرية للصحفي الفاهم بوكدوس

ولضحايا قانون الإرهاب


 

الحوار نت:عون يكسر الصمت.. الاعتداء بالفاحشة لدى سلطة 7 نوفمبر منهج وليس استثناء!!!

عبدالله النوري:هل من وقفة جماعية لمناهضة التعذيب الممنهج في تونس؟

المؤتمر من أجل الجمهورية:محاكمات سياسية وتعذيب وحشي

ابراهيم بالكيلاني : » مواطن كريم يحميه شرطي حكيم « بين مقدمة ابن خلدون و الضحية علي بن عون

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:السجن مدة 5 أعوام لمجرد … التفكير في الالتحاق بالمقاومة العراقية.. !!

حــرية وإنـصاف:ياسين  الفرشيشي تهديد من تونس وترحيل من فرنسا ومعاناة في السنغال

كلمة:المولدي الزوابي من جديد أمام القضاء

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:في جندوبة… حلقة أخرى من إستهداف الصحافيين

كلمة:محاصرة أمنية لنشطاء في اليوم التضامني مع الفاهم بو كدوس

كلمة:إضراب عن الدراسة بكلية الأداب بصفاقس

عماد الدايمي:إذا عُرف السبب بطل العجب !!

رسالة الى القنصل التونسي – عن تجمع المهجرين أمام قنصلية تونس ببانتان ـ باريس

زياد الهاني:بن ضياء يتبادل الودّ مع أعضاء اللجنة الأولى لمجلس النواب: وأين ما ينفع الناس؟

 التكتّل الديمقراطي من أجل العمل والحريات:المناضل فيصل بوكاف في ذمة الله

حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ.نشرة الكترونيّة عدد 160 – 11 نوفمبر 2010

كلمة:صهر الرئيس يحصل على صفقة مع وزارة التربية وتنافس جمعياتي صلب العائلة الحاكمة

الجزيرة.نت:بمشاركة حلف الناتومناورات في البحر المتوسط

الصباح:نقابة الثانوي.. 25 نوفمبر:هيئة إدارية استثنائية ورسائل إلى وزارتي التربية والرياضة لاستئناف المفاوضات

المرصد التونسي:سليانة… عمال فلاحيون يعتصمون امام الاتحاد المحلي للشغل بقعفور احتجاجا على ظلم ذوي القربى من النقابيين

المرصد التونسي:اعتصام بنزل الفاطمي بالمهدية

من الذاكرة الوطنية: بورقيبة عام 73 ـ أنادي بالولايات المتحدة المغربية وعاصمتها القيروان

كلمة::مسرح الحمراء يشارك بمهرجان واقدوقو

الصباح:في نقاط بيع الاضاحي:مواطنون يشكون ارتفاع الأسعار.. وغياب الخرفان الصغيرة

أنفو بنك:تونس : العبيد الجدد

الرابطة الليبية لحقوق الإنسان :حرية الصحافة أداة ضرورية لممارسة السلطة فى نطاق القانون

الحوار نت:كلمة حرة:سودانان وعراقان ويمنان وأمة واحدة!

عبد الباري عطوان :بوش يكابر.. والهزائم تفضحه

محمد كريشـــــان :آداب الخصـام في السياسة

هيثم مناع :المحاسبة في العراق
محمود المبارك:دروس من العفو البريطاني

مروان الأسمر:وجهة نظر اقتصادية – أزمة اقتصادية ثانية تلوح في أفق العالم

صالح السنوسي :ثقافة الغرب العرقية في مواجهة المهاجرين  


Pourafficherlescaractèresarabes suivreladémarchesuivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)Toread arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

سبتمبر 2010

https://www.tunisnews.net/18Octobre10a.htm  


عون يكسر الصمت.. الاعتداء بالفاحشة لدى سلطة 7 نوفمبر منهج وليس استثناء!!!


تونس – الحوارنت – الهمس الذي كان يدور خافتا وببطء وبحياء شديد خرج أخيرا للعلن من لدن السيد علي بن عون الذي نحى الحياء السلبي جانبا وصدح بما تقترفه « سلطة السابع » خلف الأبواب المغلقة، هذا الهمس الذي مفاده أنّ انتهاكات جنسية مندرجة تحت ما عرف بالفواحش المغلظة ما فتئت تمارس على نطاق واسع في المقرّات الأمنية والسجون التونسية وقد كانت الأجهزة الأمنية تقوم به خاصة في حق الشباب ضحايا قانون الإرهاب متوسعة في ذلك معولة على التهديد والوعيد ثم الحياء الذي يغلب شريحة كبيرة من الضحايا فيثنيهم عن الإفصاح عمّا يتعرضون له من فواجع سادية ورغبات حيوانية كاسرة تستهدف الأبرياء في أعراضهم. ليس الأمر الفظيع والفاجعة الكبرى ما تعرّض له السيد علي بن عون والشباب ضحايا « قانون الإرهاب » وغيرهم فحسب إنّما المأساة المرعبة هي مصير الملايين من الأطفال والصبايا في تونس الذين يعيشون تحت هاجس رغبة وحشية في العبث بالأعراض والأجساد، رغبة قد تتحرك نعرتها في كل لحظة.. الريبة كل الريبة اليوم في نظام لا يتورع من ممارسة الاعتداءات الجنسية الشاذة مستعملا في ذلك كل مؤسسات الدولة ومقرّاتها.. الخوف اليوم على الواردين من أفراد الشعب على المقرّات الأمنية سواء لقضايا متعلقة أو لمخالفات صغيرة أو حتى أولئك الذين يتوجهون لاستخراج بعض الوثائق المدنية، فعنوان هذه المقرّات لم يعد مأمونا والتوصيات التي أُستهدف على إثرها وبموجبها علي بن عون والصادرة من أعلى هرم السلطة هي نفسها المعممة على كامل البلاد من أجل ردع كل من تسول له نفسه ويداعبه حلم التخلص من ربقة هذه الأسرة الحاكمة وسطوتها وبطشها، كما أنّ الخوف اليوم على الأحداث المودعين في الإصلاحيات وكل المسجونين مهما كانت تهمهم وأعمارهم وجنسهم. لقد كان بعض الشباب في جهات الوسط الغربي وإثر خروجهم من السجون أو الإيقاف يترددون على الأطباء والعيادات بتعلة أنّ ظروف الاعتقال ونوعية الأكل أصابتهم بمرض « العذري »، لكن الهمس كان يدور في أحيائهم وبين المقربين أنّهم يستنكفون من التصريح بأنّهم يعانون تعفنا وتفتقا في أدبارهم جرّاء الاغتصاب والاعتداء بالفاحشة واستهداف المناطق الحساسة والتركيز عليها في التعذيب والاستنطاق فجاءت تصريحات هذا الرجل الشجاع علي بن عون لتؤكد بما لا يدع للشك.. إنّنا أمام استعمال ممنهج للفاحشة والإيذاء الجنسي من أجل لجم الخصم أو كل ما يشتبه في كونه خصما آنيا أم محتملا.  منهج الانتهاك الذي أتبع بتعليمات صارمة في مطلع التسعينات والذي أعادت السلطة التأكيد عليه كرافد من روافد ما يسمى بقانون مكافحة الإرهاب عاد أخيرا كظاهرة في مقرّات الأمن ليعتمد خيارا أساسيا من أجل كسر معنويات السجين أو الموقوف والمبالغة في إهانته حتى ينهار فينكفئ أولا ثم يكون عبرة لغيره ثانيا، ولا يهم السلطة ما سينجرّ عن ذلك المنهج المدمر والمخلفات التي سيتركها على المستهدفين، هذه المخلفات التي أودت بحياة الكثير من أبناء الحركة الإسلامية على غرار الهاشمي المكي، الشيخ مبروك الزرن، عبد القادر الصويعي، الحبيب الردادي وغيرهم ممن ذهبوا نتيجة سلسلة من الاغتيالات التي تحمل بصمات السبق والترصد لكن مع تأجيل التنفيذ. الآن وبعد أن تحمّل السيد علي بن عون مسؤوليته الأخلاقية والتاريخية والأدبية وتجرأ على قول الحق وهو رهينة بين يدي المحرقة على الكل أن يتحمل مسؤولياته بدءا بمنظمات الدفاع عن حقوق الإنسان المدعوة اليوم لحمايته من أساليب الانتقام المتوقعة من طرف النظام، كما أنّه يستوجب على كل الذين يتحلون بالشرف أو حتى بعضه أن يبادروا إلى إدانة الجريمة وأن يسحبوا تزكياتهم حتى لا يتورطوا في مباركة الاعتداء بالفاحشة باعتباره من المربعات البيضاء التي تندرج ضمن مناقب الأسرة الحاكمة. كما تعتبر الصيحة التي أطلقها بن عون بمثابة الرسالة البليغة الساطعة التي تكشف لبعض الدعاة والعلماء ما يدور خلف المساحة الضيقة التي أفردت لهم عشية الاحتفال  » بالقيروان عاصمة للثقافة الإسلامية حتى يعلموا أنّ تلك الرقعة البيضاء المسيجة تتمعش خلفها الجريمة ويتسلى المجرمون بأعراض الرجال والحرائر ». وبما أنّ كل أفراد الشعب التونسي ليسوا إلا رهائن في يد « العائلة الحاكمة » وأنّ كل واحد منهم قد يحتاج لاستصدار بطاقة هوية أو جواز سفر أو الوقوع في مخالفة مرور.. وبالتالي التوجه لمقرّات الأمن حيث يكون باب الخيارات والاحتمالات مفتوحا على مصراعيه فقد وجب على كل الفعاليات من مفكرين وحقوقيين وإعلاميين أن يتجنّدوا لدفع الأذى عن المستهدفين في أجسادهم وأعراضهم كما يُأمل في تحرك الدعاة والعلماء على رأسهم العلامة الشيخ يوسف القرضاوي والمنابر الدعوية العلمية وعلى رأسها اللجنة العالمية للدفاع عن الدين الإسلامي بتونس من أجل كشف مثل هذه الانتهكات ووضع حدّ لهذه النوعية الهمجية من الجرائم.  
 
(المصدر: موقع « الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 9 نوفمبر2010)  

هل من وقفة جماعية لمناهضة التعذيب الممنهج في تونس؟


عبدالله النوري رغم أن تونس قد صادقت على « اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة  » فإن سياسة التشفي والتعذيب لا تزال متواصلة لم تتوقف البتّة إلى حدّ الآن.
والتعذيب كما عرفته الإتفاقية السالفة الذكر في الجزء الأول منها من أنه  » أي عمل ينتج عنه ألم أو عذاب شديد ،جسديا كان أم عقليا،يلحق عمدا بشخص ما بقصد الحصول من هذا الشخص،أو من شخص ثالث،على معلومات أو على اعتراف ،أو معاقبته على عمل ارتكبه أو يشتبه في أنه ارتكبه ،هو أو شخص ثالث أوتخويفه أو إرغامه هو أو أى شخص ثالث – أو عندما يلحق مثل هذا الألم أو العذاب لأي سبب يقوم على التمييز أيا كان نوعه،أو يحرض عليه أو يوافق عليه أو يسكت عنه موظف رسمي أو أي شخص يتصرف بصفته الرسمية ولا يتضمن ذلك الألم أو العذاب الناشئ فقط عن عقوبات قانونية أو الملازم لهذه العقوبات أو الذي يكون نتيجة عرضية لها. ». (الجزء الأول من اتفاقية مناهضة التعذيب الفقرة 27 لسنة 1986 ميلادي) والمتتبّع للبيانات الصادرة عن المنظمات والجمعيات المدافعة عن حقوق الإنسان سواء محليّة كانت أم دوليّة والتي لم تنته قط تجدها لا تفتأ تثير قضية التعذيب في مخافر الشرطة التونسية  أثناء الإيقاف وحتى بعد المحاكمة.
إضافة إلى شهادات حيّة من قبل معتقلين سياسيين وقع تسريحهم أو أكملوا مدّة حبسهم والتي تحكي الفظائع عن عمليات التنكيل بالسجناء السياسيين حيث يتفنن الجلادون بشتى  ضروب التعنيف والتعذيب القصد منها انتزاع اعترافات لأعمال لم يقم بها المحتجز أو المعتقل .
وفي الوقت الذي يحتفل فيه نظام تونس بذكرى الإنقلاب على الرئيس السابق الحبيب بورقيبة مجندا كل وسائل إعلامه وخدمات أزلامه لتقديم صورة وردية مفادها أن تونس « حققت بفضل طموح شعبنا وانخراطه في برامجنا وتوجهاتنا، نتائج تؤكدها المؤشرات والتصنيفات العالمية؛ سواء في مستوى سلامة الحوكمة وإدارة الشأن العام، أو في مستوى التنمية والتنافسية الاقتصادية، واستقطاب الاستثمارات الخارجية، أو في مستوى جودة الحياة، وسرعة تطور مؤشر التنمية البشرية، وسياسات الوفاق الاجتماعي، والتضامن، ورعاية الطفولة، وحماية ذوي الاحتياجات الخصوصية والإحاطة بهم.  » وأنه « لا يوجد في تونس اليوم من سلبت حريته أو تمت محاسبته من أجل رأي مخالف أو قول ناقد. »(من خطاب صاحب الإنقلاب يوم ذكرى الإنقلاب)
وغيرها من الأخاريص الدعائية التي يروج لها علّ الدول ذات المصلحة مع تونس تصدّق ما يفتريه ،وفي الثامن من تشرين الثاني \نوفمبر لسنة ألفين وعشرة يقدّم للمحاكمة ثلّة من أعضاء حركة النهضة نذكر منهم السادة علي الحرابي وعلي فرحات وعلي بن عون على خلفية الإنتماء  الذي حوكموا من من أجله .
 
والمطلع على تقريرين  أولهما لمنظمة حرية وإنصاف والثاني لجمعية الدفاع عن المساجين السياسيين يرى قمة الفظاعة التي تعرض لها كل من علي بن عون وعلي فرحات.،كما أوردت « الجمعية الدولية للدفاع عن المساجين السياسيين » على لسان علي بن عون إذ يخجل الإنسان أن يعيد كتابة ما رواه على مرأى ومسمع من القاضي والدفاع.
ويلتقي ذلك مع ما دوّنته منظمة « حرية وإنصاف » في أحدث بيان لها صادر بتاريخ الثامن من تشرين الثاني \نوفمبر لسنة 2010 (الحوار نت بذات التاريخ)
هذه الممارسات التي يقترفها زبانية النظام التونسي بطريقة ممنهجة وبسابقية إضمار دون رادع من أحد بل على العكس من ذلك فهؤلاء يجدون الحماية من رأس الدولة والشواهد على ذلك لا تحصى ولا تعد.
لقد آن الأوان أن توقف هذه الممارسات الدنيئة في حق المعارضين السياسيين وحق مساجين الحق العام ولا يتمّ ذلك إلا بتظافر جهود قوى المجتمع المدني بكل فئاته وقواه الحية دون اعتبار لحسابات فئوية أو حزبية فكل من يؤمن بحق الإنسان في حياة كريمة لا ظلم فيها ولاحيف، عليه أن لا يتوانى في ذلك ويواجه بجديّة هذه السياسة عبر النضال السلمي المدني في الداخل والخارج .
لتتكاتف جهود المنظمات لتوعية المجتمع بخطورة هذه الظاهرة بما يتاح له من إمكانيّات !
فإلى متى تدأب « الشرطة « وكل أدوات القمع في عملية التعذيب ويبقى المجتمع صامتا وقواه تنظر إليها دون أن تحرّك ساكنا؟ وهل من وقفة جماعية لمناهضة هذه العملية الممنهجة التي أصبحت سمة من سمات النظام في تونس؟
فإذا كان الدور سابقا على مناضلي حركة النهضة ،ويعاود معهم في كل مرّة ؟فعلى من سيكون الدور في القادم من الأيام يا ترى؟
عبدالله النوري    

المؤتمر من أجل الجمهورية السيادة للشعب ، الشرعية للدولة، الكرامة للمواطن www.cprtunisie.net

محاكمات سياسية وتعذيب وحشي


عادت المحاكمات السياسية الجائرة وممارسات التعذيب الوحشي لتشكل من جديد العنوان الأبرز لبيانات الجمعيات الحقوقية التونسية المعروفة. فمن تعليق المناضلين إلى تعريتهم والاعتداء على شرفهم وتصويرهم بهواتف الجلادين، يكون النظام  قد أثبت مرّة أخرى تماديه في استعمال  أقذر الوسائل كالتي لا تمارسها أعتى الأنظمة الشمولية.  يأتي هذا التصعيد الخطير في الوقت الذي كرّر فيه رأس النظام الاستبدادي عبر خطابه الأخير أكاذيبه المعروفة من دعم مسيرة حقوق الإنسان. تذكّرنا هذه المرحلة بالأشهر الأخيرة من حكم الراحل الحبيب بورقيبة حيث استشرى الفساد وسقطت هيبة الدولة وتداعى الضباع والغربان للرقص حول جثة مثخنة بالجراح استعدادا للإجهاز عليها. لقد بدأ التونسيون يتحرّكون، في أرجاء الوطن كما في المهاجر، إعدادا لمراسيم دفن عهد مظلم متحرّقين شوقا لفجر الحرية والعزة والكرامة. فإلى الدفاع عن شرفكم وحقوقكم ومنها الحقّ في وطن لا يستحي منا ولا نستحي منه، إلى تنظيم الصفوف ورصّها لرفع الصخرة الجاثمة فوق صدورنا حتى نستعيد جميعا حريتنا السليبة ونعلّق على صدور هؤلاء المعذبين الأبطال أوسمة الفخر ونوشّح قبور شهداء الحرية بآيات التقدير والعرفان ونحيل المورطين في جرائم التعذيب، بالإذن أو بالممارسة، أمام قضاء مستقل يقول كلمته في إطار محاكمات عادلة. عن المؤتمر من أجل الجمهورية  منصف المرزوقي.


 » مواطن كريم يحميه شرطي حكيم  » بين مقدمة ابن خلدون و الضحية علي بن عون


كتبه ابراهيم بالكيلاني  
عندما كنت أشاهد التلفاز ، شدني عرض على قناة الجزيرة مباشر من غزة لاحتفال فريد من نوعه . يحمل الاحتفال شعار :  » مواطن كريم يحميه شرطي حكيم  » . استفزني  الشعار من أجل البحث في دور الشرطة في التاريخ الاسلامي . و تذكرت بحثا للدكتور أبو يعرب المرزوقي بث  فيه قراءته التاريخية و الاستشرافية في آن لأركان « الدولة الاستخلافية  » و التي حددها بخمس . و ما يعنيني هنا هو الركن الخامس الذي أطلق عليه : ركن الوقاية  و يتقوّم على أداتين هما :

1. أداة الأمن الخارجي ( الجيش ) : و يعرفه بكونه  » قوة الأمة  » و يتكون من « كل القادرين من شباب الأمة ذكورا و إناثا و الذين يكون إعدادهم الاساسي من وظائف اتحادية الأسر أو القبيلة بالمعنى الاسلامي للكلمة لئلا يكون الشعب أعزل أمام مافيا تستبد بالحكم  » ( المرزوقي ، 1999 ، ص 184 ) . و قد أشار الكاتب إلى خطورة النتائج الوخيمة لتكوين الجيوش االمحترفة من المنظورالخلدوني  » فالشعب يصبح أعزل و الحامية تصبح مستبدة بالأمر » ( المرزوقي ، 1999 ، ص 185 ) و  » الظلم مؤذن بخراب العمران  » ( ابن خلدون ، 2002 ، ص 223 ) .
2.أداة الأمن الداخلي ( الشرطة ) : و يؤكد المرزوقي على المبدأ الاسلامي الأساسي  الذي يجب أن تتأسس عليه أداة الأمن الداخلي و هو أنه  » لا يمكن للقوة العامة أن تخضع لغير سلطة القضاء  » ( المرزوقي ، 1999 ، ص 185 ) . و يذكّر الكاتب بأن  » الشرطة لم تصبح نكبة على المسلمين و العرب إلا منذ أن أصبحت تابعة للسلطة التنفيذية  » ( المصدر نفسه ) . و يؤكد على أن ما نبّه إليه ابن خلدون في الأداتين و فيما يتعلق  » باستقلال القضاء ، و خصوصية الملكية ، و استقلال مؤسسة صك العملة عن الحكم التنفيذي ، و سلامة اللسان القومي  » ( المصدر نفسه ) و يعتبرها المرزوقي  جميعها  » الشروط الأساسية لقيام المواطن بواجباته و للتفاهم بين المواطنين و لتوفير العدالة الشارطة لكل الحريات و الحقوق و من ثم لشروط النمو في جميع المجالات  » ( المرزوقي ، 1999 ، ص 186 ) .
و بدأت أبحث عن مصادر أخرى تبيّن كيف كان تنظيم الأمن الداخلي في المراحل الاولى من التاريخ الاسلامي ، علّنا نجد في شعار غزة ما يدعّمه من الوقائع التاريخية و ما ينشر الأمل لصورة جديدة عن الشرطة و دورها و علاقتها بالمواطن ، حتى صدمني خبر وثّقه جسد علي عون النحيف قبل صوته و سجلات القضاء (القضية عدد 19635 في الدائرة الجناحية السادسة بالمحكمة الإبتدائية بتونس برئاسة القاضي فوزي الجبالي يوم 08/11/2010  ) . فانظري يا غزة حكمة الشرطي و هو ينحت ألوان الحقد و أنواع السادية في جسد نحيف لا يكسوه من اللحم إلا القليل !
و انظر يا ابن خلدون علامات خراب العمران و انقطاع النوع البشري !
فمن أي منطومة اجتماعية و أسرية برز إلينا هذا السادي ؟ و في أي نظام مدرسي تعلّم السادية ؟ فهل عجزت مادة حقوق الانسان عن تهذيبه ؟
لست بسبّاب و لا لعّان و لا ممن يغمط الحق الذي يتوزع بيننا جميعا مهما اختلفنا و بعدت الشقّة بين أبناء الوطن الواحد و لكن من حقنا أن نرفع صوتنا عال : أما آن لهذا الوطن أن ينعم بحب أبنائه ، و ينعم أبناءه بحبهم للوطن فكلنا شركاء في الوطن . فعلي بن فرحات من أنجب المربين الذين عرفتهم ولاية قبلي ، و مكانه  الحقيقي في دور التوجيه و الارشاد و علي الحرابي من أخلص الناس للوطن و دوره في تعميق بناء التواصل في الشأن العام و الهاشمي بن طالب هو دائما شامخا كنخلة « الدقلة  » التي تعطيه من  بعد محنته من كثرة ما أعطاها ، فلا تحرموا واحات النخيل من فلاحيها !
المصادر :
1.   ابن خلدون ، عبدالرحمن : المقدمة ، بيروت : دار الكتب العلمية ، ط 8 ، 2002 . 2.   المرزوقي ، أبو يعرب : آفاق النهضة العربية ، بيروت : دار الطليعة ، ط 1 ، 1999 .

الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين aispp.free@ gmail.com 43 نهج الجزيرة تونس تونس في 10 نوفمبر 2010

كشف الحساب..لقضاء .. » يكافح الإرهاب  » السجن مدة 5 أعوام لمجرد … التفكير في الالتحاق بالمقاومة العراقية.. !!


* أصدرت مساء أمس الثلاثاء 09 نوفمبر 2010  هيئة الدائرة الجنائية 2  بالمحكمة الابتدائية بتونس برئاسة القاضي  عبد المجيد شوشان أحكامها  في القضية عدد 2/21021  ، و قد كانت الأحكام كما يلي : – محمد بن الشاذلي بن أحمد العكاري (بحالة ايقاف) : السجن مدة 5 أعوام –  محمد بلحسن بن عبد الكريم بن صالح بن الأمين (بحالة ايقاف) : السجن مدة 5 أعوام      – مجدي بن محمد بن سعيد الزريبي ( بحالة فرار ) : السجن مدة 20 عاما  – مالك بن مصطفى بن علي الشراحيلي ( بحالة فرار ) : السجن مدة 20 عاما – مكرم بن محمد بن محمود شيحة ( بحالة فرار ) : السجن مدة 20 عاما – محمد منتصر بن الحسين بن الحبيب مامي ( بحالة فرار ) : السجن مدة 20 عاما ** نظرت اليوم الأربعاء 10 نوفمبر 2010 الدائرة الجنائية 4  بالمحكمة الابتدائية بتونس برئاسة القاضي  محرز الهمامي  في القضية عدد 20940 التي يحال فيها كل من : فيصل بن نور الدين بن البشير عبيدي  ( من مواليد 10/05/1988 ) و طيب بن محمد الصادق بن عبد العزيز البوثوري ( من مواليد 05/07/1982 )  و عصام  بن عز الدين بن حسن بوزازي ( من مواليد 13/02/1986 )  و محمد بن الفالح بن عمار خذيري ( من مواليد 09/09/1981 )  و أيمن بن المنجي بن أحمد مصباح    ( من مواليد 18/03/1983 ) و أيمن بن عبد الجليل بن حسين حسني ( من مواليد 07/01/1982 ) و محمد عبد الرؤوف بن عبد الرحمان بن بشير اليانسي ( من مواليد 17/06/1988 ) و حمزة بن محمد عبد الرزاق بن المولدي  الماجري ( من مواليد 19/08/1985 )  و بلال بن عبد الكريم بن محمد  الريابي ( من مواليد 27/03/1984 ) و الأسعد بن رمضان بن محمد البوثوري ( من مواليد 14/12/1979 )  و أيمن بن محمد بن يونس العبيدي ( من مواليد 06/02/1986 )  و وليد بن عمارة بن علي السعيدي ( من مواليد 22/06/1985 )  و محمد علي بن الحبيب بن الدراجي الوسلاتي ( من مواليد 31/03/1986 )  و وليد بن عثمان بن الهادي الهرمي ( من مواليد 08/03/1977 )  –  بحالة ايقاف –  و سيف الدين بن محمد الأمين بن العربي بن صالح  بن قمرة ( من مواليد 31/07/1986 )   و وجدي  بن عبد الله بن معمرالعرفاوي ( من مواليد 08/12/1986 )   – بحالة سراح –  و بلال بن يوسف بن محمد الشواشي ( من مواليد 16/09/1986 )   ( بحالة فرار ) ، و المحالين من أجل تهمة عقد اجتماعات غير مرخص فيها  و تضاف للأول تهمة  الدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية  و إلى الانضمام إلى تنظيم إرهابي  ، و بعد تلاوة قرار دائرة الاتهام تولى  رئيس الجلسة استنطاق الشبان المحالين الذين أنكروا  ما نسب إليهم ، ثم ترافعت عنهم  هيئة الدفاع المتكونة من الأساتذة فريدة العبيدي و لطفي بن يوسف و عبد الفتاح مورو   و سعيدة العكرمي و محمد الناصر بن بوبكر و ايمان الطريقي و عبد الحق البرشاني و كريمة النفزي   و ألفة بن رمضان و عثمان العبيدي   . و قد طالب الدفاع بالحكم بالبراءة لتجرد التهم و لعدم توفر أركانها القانونية ، و بعد ختم المرافعات صرفت القضية للمفاوضة و التصريح بالحكم اثر الجلسة .
و جدير بالذكر أن الجلسة شهدت اقصاء أحد المتهمين من قاعة الجلسة لرفضه الوقوف لهيئة المحكمة                                    عن لجنة متابعة المحاكمات السياسية                                             الكاتب العام                                      الأستاذ سمير بن عمر  


الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية وإنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 04 ذو الحجة 1431 الموافق ل 10 نوفمبر 2010

ياسين  الفرشيشي تهديد من تونس وترحيل من فرنسا ومعاناة في السنغال


تلقت منظمة حرية وإنصاف رسالة بتاريخ 04/11/2010 من السيد ياسين الفرشيشي المقيم حاليا بالسنغال منذ حوالي السنة وبالتحديد منذ  ترحيله من فرنسا إلى السنغال يوم 24/12/2009 وذلك خشية تعرضه لسوء المعاملة في صورة تسليمه إلى السلطات التونسية.  إن الموقف الإنساني الذي اتخذته السلطات السنغالية باستضافة السيد ياسين الفرشيشي يترتب عليه التزامات قانونية وإنسانية تحفظ له كرامته وأمنه وحقوقه المدنية في انتظار تسوية وضعيته، إلا أن ظروف إقامته بالسنغال في تدهور مستمر رغم اتصالاته المتكررة بكل الجهات الرسمية المعنية بملفه ولكن دون جدوى ليجد نفسه دون وثائق تثبت هويته ولا موارد مالية تحفظ كرامته وأمام مصير مجهول يهدد أمنه واستقراره وهو وضع لا يمكن أن يستمر بعد سنة طويلة من المعاناة. ولقد توجهت منظمتنا إلى السلطات السنغالية وبالتحديد عبر مراسلة وزارات الخارجية والداخلية وحقوق الإنسان للتعبير عن قلقها العميق أمام التدهور الخطير  لظروف إقامة السيد ياسين الفرشيشي والمطالبة بتسوية وضعيته القانونية والإنسانية دون تأجيل كما تسعى إلى متابعة تطور وضعيته عبر السفارة السنغالية في تونس.
وحرية وإنصاف 1) تعبر عن استنكارها الشديد للمعاملة المهينة التي يتعرض لها المواطن التونسي السيد ياسين الفرشيشي  منذ القرار الجائر بترحيله من فرنسا  إلى ظروف إقامته المتدهورة بالسنغال وتحمل السلطات التونسية المسؤولية الأولى عن معاناته خارج وطنه بسبب سعيها إلى اعتقاله بما يعرضه إلى سوء المعاملة. 2) تدعو السلطات السنغالية إلى الوفاء بالتزاماتها الإنسانية والأخلاقية التي تقتضي تسوية وضعية السيد ياسين الفرشيشي وتحسين ظروف إقامته المؤقتة بالسنغال. 3) تطالب السلطات الفرنسية بمراجعة قرارها بترحيل السيد ياسين الفرشيشي وتمكينه من الإقامة بفرنسا في ظروف قانونية وإنسانية تحفظ أمنه وكرامته وحريته. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  


المولدي الزوابي من جديد أمام القضاء


حرر من قبل طـه البعزاوي في الثلاثاء, 09. نوفمبر 2010 يمثل الصحفي المولدي الزوابي مراسل راديو كلمة بالشمال الغربي اليوم الإربعاء 10نوفمبر 2010 أمام المحكمة الإبتدائية بجندوبة بتهمة الإعتداء بالعنف الشديد على أحد أعضاء التجمع الحاكم المدعو خليل المعروفي. وكانت محكمة ناحية جندوبة قد نظرت في القضية المذكورة يوم 6 أكتوبر الماضي وتخلت عنها لعدم الإختصاص بعد أن تقدم الشاكي بشهادة طبية تفيد حصوله على نسبة سقوط دائم ب 6 في المائة، وهي النسبة التي كذبها محامو المولدي الزوابي، معتبرين أن مثل هذه النسبة من السقوط يمكن أن تنتج عن حادث مرور وليس عن شجار بين شخصين. فضلا على أن الزوابي كان هو ضحية عدوان الشاكي حسب ما صرح محاموه والمتابعون لأطوار القضية، الذين اعتبروها قضية كيدية حولت الضحية إلى معتد من أجل اسكات صوته ومنعه من نقل معاناة المواطنين بالشمال الغربي الذين تتجاهلهم وسائل الإعلام الرسمية. كما قاطعت هيئة الدفاع الجلسة الأخيرة للمحكمة احتجاجا على ما اعتبرته انحياز المحكمة الواضح للشاكي وعدم توفّر شروط المحاكمة العادلة بعد أن رفضت المحكمة الاستجابة لجميع مطالب الدفاع وتعود أطوار القضية إلى غرّة أفريل 2010، يوم تعرّض الزوابي إلى اعتداء من قبل « المعروفي » أمام محكمة جندوبة التي كان مارّا أمامها، حيث انهال عليه ضربا وهدده وشتمه، واصفا إياه ب »خائن الوطن » الذي « يشوّه صورة البلاد » والذي « سيدفع ثمن خيانته غاليا. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 09 نوفمبر 2010)

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين aispp.free@ gmail.com  43نهج الجزيرة تونس تونس في:10/11/2010

في جندوبة… حلقة أخرى من إستهداف الصحافيين


نظرت الدائرة الجناحية بالمحكمة الإبتدائية بجندوبة ( 152 كلم شمال غرب العاصمة تونس ) اليوم 10 نوفمبر 2010 في القضية عدد 3960 التي يُحال فيها الصحفي بجريدة الموقف المولدي الزوابي بتهمتي الإعتداء بالعنف الشديد الناجم عنه سقوط دون 20 بالمائة والقذف العلني طبق الفصول 218 و245 و247 من المجلة الجنائية على إثر شكاية تحت عدد 5877 تقدم بها عضو الحزب الحاكم التجمع الدستوري الديمقراطي المدعو خليل المعروفي يوم 02 أفريل 2010.

وكانت محكمة الناحية بجندوبة قد تخلت يوم 06 أكتوبر 2010 عن القضية لفائدة المحكمة الإبتدائية بجندوبة بعد أن أدلى زاعم المضرة  بإختبار طبي يفيد إصابته بنسبة سقوط 6 بالمائة.
وأفاد الصحفي المولدي الزوابي آثناء سماعه اليوم من طرف المحكمة أنه فوجئ يوم 01 أفريل 2010 بالمدعو خليل المعروفي وهو ينزل من سيارته ذات البلور الداكن مرتديا زيا عسكريا ثم سأله إن كان هو المولدي الزوابي ولما تيقن من هويته إنهال عليه بالضرب والركل والشتم مستوليا على مبلغ مالي قدره 60 دينارا و نظاراته الطبية ثم لاذ بالفرار بدعوى إساءته لسمعة والده على خلفية مقال كتبه المولدي الزوابي بالإنترنات حول تجاوزات إرتكبها والد خليل المعروفي أثناء إشرافه على الكشافة التونسية بجندوبة، وتوجه إثرها المولدي الزوابي بشكاية لوكالة الجمهورية بجندوبة ضمنت تحت عدد 5860 بتاريخ 0204/2010 بعد أن منحه طبيب الصحة العمومية بمستشفى جندوبة شهادة طبية تتضمن راحة بعشرة أيام إلا أنه فوجئ بنفسه يحال بصفته متهما بعد الاعتداءات الفظيعة التي تعرض لها آثناء قيامه بواجبه الصحفي .
وبعد إستنطاق المولدي الزوابي بحضور محامييه الأساتذة :رابح الخرايفي ،الهادي المناعي ،سعيد المشيشي ،خالد الكريشي، شكري بلعيد، المنذرالذيب وطارق العبيدي-  قررت المحكمة تأجيل القضية لجلسة 24 نوفمبر 2010 للدفاع وللقيام بإجراءات الدعوى المدنية من زاعم المضرة.
إن الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين وإذ تعبر عن تضامنها مع الصحفي المولدي الزوابي فإنها:
1. تعتبر أن هذه القضية هي قضية سياسية كيدية وجرائم ملفقة ضده بهدف إسكات صوته وقلمه وضربا للعمل الصحفي المستقل ولحرية الكلمة والرأي.
2. تجدد مطالبتها السلط التونسية بإيقاف جميع التتبعات القضائية بحق الصحافيين والإفراج عن الصحفي الفاهم بوكدوس و تدعو جميع المنظمات الحقوقية الداخلية والخارجية لتكثيف الجهود وتنسيقها من أجل إيقاف جميع التتبعات الجارية ضدهم حاليا وغلق هذا الملف نهائيا. لجنة القضايا العادلة خالد الكريشي  


محاصرة أمنية لنشطاء في اليوم التضامني مع الفاهم بو كدوس

حرر من قبل التحرير في الثلاثاء, 09. نوفمبر 2010 علمت كلمة أن حصارا أمنيا قد ضرب علي نشطاء طلابيين وسياسيين يوم الاثنين الثامن من نوفمبر لمنعهم من إنجاز حركة تضامنية مع الفاهم بو كدوس تم الإعلان عنها في الموقع الإجتماعي الفايسبوك.
وصرح الناشط السياسي والطلابي هيثم محجوبي أن منزله بمدينة جبنيانة قد تعرض للحصار من قبل أعوان الإرشاد السياسي منذ ساعات الصباح الأولي.
كما ذكر الناشط الطلابي نبراس الهذيلي أن سيارتين أمنيتين قد تعقبتاه منذ مغادرته لمنزله، وأن أعوانا بالزي المدني قد حاصروا كلية الطب بصفاقس لأكثر من ساعتين حال دخوله إليها؛ وتعقبوه عند مغادرته لها، ليمنع من استقلال سيارة تاكسي  قبل أن يعتدوا عليه بالعنف المادي واللفظي أمام أنظار المارة، مهددين إياه بتلفيق قضية ضده ومحاولين جره إلى منطقة الحرس الوطني بوسط مدينة صفاقس.
وفي سياق متصل صرحت السيدة عفاف بالناصر زوجة الصحفي السجين الفاهم بوكدوس أنها كانت محل مراقبة أمنية لصيقة أثناء زيارتها الأسبوعية لزوجها ؛ كما ذكر شهود عيان أن المحكمة الإبتداءية بقفصة وصفاقس قد حوصرتا بغية منع أي متضامنين من الوصول إليهما في حركة رمزية تضامنية مع الصحفي المضرب عن الطعام لليوم الثاني والثلاثين بالسجن المدني زروق بقفصة.
كما تعرّض صحافيو راديو كلمة معز الباي ومعز الجماعي والمولدي الزوابي إلى مراقبة أمنية لصيقة طيلة اليوم بعد أن أخضعت منازلهم للمراقبة البوليسية. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 09 نوفمبر 2010)


إضراب عن الدراسة بكلية الأداب بصفاقس

حرر من قبل قصي في الثلاثاء, 09. نوفمبر 2010 علمت كلمة أن طلبة كلية الآداب بصفاقس قد خاضوا إضرابا عن الدراسة كامل يوم 09 نوفمبر احتجاجا على منشور وزاري يلزمهم بإجراء المزيد من إختبارات المراقبة في كل المواد التعليمية.

وكانت التحركات الطلابية التي انطلقت منذ بداية الأسبوع الماضي بتأطير من ناشطي اتحاد الطلبة قد تحولت يوم أمس إلى إضراب كامل عن الدراسة وإلى مسيرات داخلية بالكلية.
وفي تصريح لراديو كلمة قال الناشط الطلابي خليل عباس الذي رافق الوفد الطلابي التفاوضي مع العميد مساء يوم أمس الثلاثاء، أن عميد الكلية أبلغهم خلال الجلسة التي جمعتهم به أن الأمر يتجاوزه وأن كل ما يستطيع فعله لا يعدو الحرص علي توزيع جيد للاختبارات وبعض الإصلاحات السطحية الأخري، وهو ما يرجح تواصل الإضراب بالكلية. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 09 نوفمبر 2010)


إذا عُرف السبب بطل العجب !!


أكد بعض الأصدقاء رفع الحجب عن عدد من المواقع « الممنوعة » هذا الصباح. وكانت ردة فعلي « اللاإرادية » الأولى البحث في الصحف التونسية عن خبر يفسر هذا الأمر العجيب والخارق للعادة. ولم أبحث طويلا، حيث سرعان ما وجدت في صحيفة الحزب الحاكم الخبر التالي: « انعقاد الدورة الخامسة لمنتدى تكنولوجيات الاتصال للجميع تونس زائد خمسة وسيكون موضوعها هذه السنة حول تكنولوجيات المعلومات والإتصال مصدر الإلهام والتجديد وروح المبادرة للشّباب. وتندرج هذه الندوة في إطار الاحتفال بالذكرى الخامسة للقمة العالمية حول مجتمع المعلومات في مرحلتها الثانية «تونس 2005» وكذلك الاحتفال بالسنة الدوليّة للشّباب. هذه المبادرة التي اعتمدتها منظّمة الأمم المتحدة بناء على مقترح سيادة الرئيس زين العابدين بن علي… » الأمر إذا واضح وضوح الشمس: زوال الحجب ليس إلا « سراحا شرطيا للأنترنت » وعطلة وقتية ل »عمار » .. وستعود الأمور « لنصابها » والأوضاع لمجراها « الطبيعي » في اليوم الموالي لانتهاء الدورة الدولية وعودة الوفود العالمية لبلدانها. إنه الكرم الحاتمي بعينه … ثلاثة أيام بلياليها من الضيافة … لم تجُد فيها « بلادنا » فقط بأحسن ما تملك لضيوفها الكرام .. بل جادت فيها بما لا تملك أيضا: أي بحرية المعلومة والابحار على الشبكة العنكبوتية .. وجود المرء بما لا يملك، كما تعلمون، هو أعلى أنواع الكرم. وفي الأخير، تمتعوا أيها « الطفيليون » بفتات موائد الضيوف خلال الأيام الثلاثة القادمة، واستغلوا الوقت كل الوقت في الابحار والتصفح والشحن والتنزيل .. قبل زوال « البركة » بمغادرة الضيف. وأكثروا في الختام من الدعاء بأن يجعل الله كل أيام بلادكم ندوات دولية ودورات عالمية وقمم (بكسر القاف لا ضمها) كونية … حتى تستديم البركة ويُحال « عمّار » على التقاعد المبكّر… آمين. عماد الدائمي الخبر: http://www.alhorria.info.tn/?ID=954&page=article&article=65341

ينتظم أيام 10 و11 و12 نوفمبر الجاري في دورته الخامسة منتدى تكنولوجيات الاتصال للجميع تونس زائد خمسة

ستنتظم أيام 10 و11 و12 نوفمبر الجاري الدورة الخامسة لمنتدى تكنولوجيات الاتصال للجميع تونس زائد خمسة وسيكون موضوعها هذه السنة حول تكنولوجيات المعلومات والإتصال مصدر الإلهام والتجديد وروح المبادرة للشّباب. وتندرج هذه الندوة في إطار الاحتفال بالذكرى الخامسة للقمة العالمية حول مجتمع المعلومات في مرحلتها الثانية «تونس 2005» وكذلك الاحتفال بالسنة الدوليّة للشّباب. هذه المبادرة التي اعتمدتها منظّمة الأمم المتحدة بناء على مقترح سيادة الرئيس زين العابدين بن علي.

وينتظم هذا المنتدى بالتعاون مع مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية والاتحاد الدولي للاتصالات والاتحاد الافريقي والبنك الافريقي للتنمية والبنك العالمي والشركة العربية للملكية الثقافية والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة. وتتيح هذه التظاهرة الدوليّة التي تشكل فضاء للحوار واللقاء وتبادل التجارب والخبرات في مجال مشاركة الشّباب في تجسيم الأهداف الإنمائية للألفية فرصا جيّدة للاستثمار والشراكة للمقاولين الشبّان فضلا عن عرض البرامج وفرص الأعمال في مجال التجديد في قطاع تكنولوجيات الاتصال والمعلومات.
وتجدر الإشارة إلى أن اعتماد موضوع تكنولوجيات المعلومات والاتصال مصدر للإلهام والتجديد وروح المبادرة لدى الشباب كمحور أساسي للدورة الخامسة لمنتدى تكنولوجيات المعلومات والاتصال للجميع تونس زائد خمسة هو من بين الإجراءات التي أقرّها سيادة الرئيس بهدف استفادة الشباب من الخدمات الاتصالية.  


رسالة الى القنصل التونسي – عن تجمع المهجرين أمام قنصلية تونس ببانتان ـ باريس

رسالة الى القنصل التونسي  


عن تجمع التونسيين المحرومين من جوازات السفر والممنوعين من العودة الآمنة والكريمة إلى بلادهم « من أمام القنصلية التونسية ببانتان، السبت 06 نوفمبر 2010 »
سيادة قنصل تونس في بانتان – باريس،
تحية واحتراما
وبعد،
لا شك أنكم على علم بتواجد عشرات من المواطنين التونسيين كلاجئين سياسيين في فرنسا مقيمين في دائرتكم القنصلية، إضافة إلى مئات آخرين في مختلف أرجاء البسيطة، وأن مدة حرمانهم من بلادهم بلغت اليوم العقدين من الزمن لغالبيتهم وناهزت الثلاثين سنة لبعضهم !
وهو أمر مؤسف ليس له أي مبرر قانوني أو سياسي أو أخلاقي خاصة وأن هؤلاء المهجّرين هم من المعارضين السياسيين من ذوي الانتماءات والقناعات المدنية والسلمية الذين اضطرّوا لمغادرة البلاد بسبب أحكام في قضايا سياسية سقطت بالتقادم، وشبهات أمنية وتهم ظنّية.
ولعلمكم أنّ الغالبيّة العظمى من هؤلاء المواطنين هم اليوم من الكفاءات ذوي الخبرة والتجربة في العديد من المجالات، ويعيشون، مع أسرهم، بكل اندماج وايجابية في بلدان اللجوء. ويحمل أغلبهم، مثلهم مثل عشرات الآلاف من التونسيين، جنسيات تلك الدول.
سيادة القنصل،
باعتباركم المسؤول الأول عن الجالية التونسية في دائرتكم،فإنكم تتحملون مسؤولية رعاية كل أفرادها، دون استثناء أو تمييز، والدفاع عن حقوقهم وتوفير الخدمات الإدارية اللازمة لهم،كما تنصّ عليه قوانين بلادنا والأعراف الدبلوماسية المعمول بها. وباعتبار أنّ هؤلاء المهجّرين هم من رعايا الدولة التونسية ومواطنيها، فإنّنا نلفت انتباهكم إلى قضيتهم، وندعوكم إلى المساهمة في حلّها، حلا مشرفا، عبر رفع الحواجز والعراقيل الإدارية التي تحول دون تسوية وضعياتهم واستردادهم لحقّهم الدستوري في الحصول على جواز السفر، والعمل من أجل تمكينهم من العودة الآمنة والكريمة إلى بلادهم.

كما ندعوكم للتدخّل الفوري من أجل وقف كلّ أنواع الابتزاز السياسي والأمني والمالي التي يتعرّض لها بعض المهجّرين الذين تقدّموا بطلبات تسوية الوضعية لدى مصالحكم بشكل يتنافى مع قوانين بلادنا وأحيانا مع قوانين البلد المضيف، ووقف كل الاشتراطات المشطّة التي لا تستند لأيّ مبرّر قانوني، ومنع كلّ إجراءات التمييز في المعاملة التي توحي بأنّ هؤلاء المواطنين التونسيين هم مواطنون من درجة ثانية.
إن مساهمتكم في وضع حد لهذه المظلمة سيعود نفعه على المجموعة الوطنية بأكملها وسيكون له طيب الأثر لدى مئات العائلات التونسية ولن يزيد إلا في توطيد وشائج الأخوة الوطنية ودعم استقرار البلاد ومناعتها وسمعتها بين الأمم. في انتظار ردكم وتفاعلكم الإيجابي، تفضلوا سيادة القنصل بقبول عبارات الاحترام والتقدير.
والسلام،


بن ضياء يتبادل الودّ مع أعضاء اللجنة الأولى لمجلس النواب: وأين ما ينفع الناس؟  


عقدت اللجنة الأولى لمجلس النواب المكلفة بدراسة مشروع رئاسة الجمهورية لسنة 2011 جلسة عمل مع السيد عبد العزيز بن ضياء وزير الدولة المستشار الخاص لدى رئيس الجمهورية والناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية. الخبر الذي نشرته الصحف الوطنية بهذه المناسبة لم يخرج عن إطار سرد رواية الورود المتبادلة بين الطرفين. لكنه أغفل الحديث عن جوهر الاجتماع ألا وهو التقييم والمحاسبة، مثلما يحصل في اجتماعات مماثلة في برلمانات دول مختلفة من العالم!؟ فقد جرى التطرق بشكل مقتضب إلى أن أعضاء اللجنة أثاروا « مواضيع تهم تقييم انجازات المؤسسات التابعة لرئاسة الجمهورية للسنة المنقضية وبرامج عملها بالنسبة لسنة 2011، وخاصة منها صندوق التضامن الوطني والصندوق الوطني للتشغيل والمعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية ومؤسسة المجلس الدستوري ».. لكن الخبر تركنا على ضمئنا بخصوص معرفة طبيعة الاشكالات التي طرحها النواب إن حصل ذلك، والردّ عليها من قبل وزير الدولة المستشار؟ ولأن الختام يجب أن يكون مسكا، اختتم الخبر بما حصل من إشادة بــ »وعي نواب الشعب بجسامة الرهانات والتحديات المطروحة على البلاد »؟ علما بأن من يفترض أنهم نواب الشعب الموقرين لم يفوّتوا على أنفسهم فرصة البروز ضمن مواكب المناشدين. وهم في ذلك غير ملومين. فلولا من أنعم عليهم بمقاعدهم الوثيرة في المجلس، ما ظننت أن الشعب الكريم الذي يزعمون التحدث باسمه كان سيوصلهم إليها ويجلسهم عليها، ولو لرمشة عين!؟ آه يا تونس!! آه!!؟ زياد الهاني ملاحظة: بين أيديكم النسخة 88 من مدونة « صحفي تونسي »، بعد أن قام الرقيب الالكتروني بحجب النسخة السابعة والثمانين بصورة غير قانونية في تونس  

أكبر نعــــــــــــــــي
المناضل فيصل بوكاف في ذمة الله


 ينعى التكتّل الديمقراطي من أجل العمل والحريات وجريدة مواطنون عضو المجلس الوطني للتكتّل وعضو أسرة جريدة مواطنون المناضل: فيصل بن أحمد بوكاف الذي وافاه الأجل المحتوم فجر يوم الأربعاء 10 نوفمبر 2010 وشُيِّع إلى مثواه الأخير بمقبرة سيدي عبد العزيز بالمرسى عصر نفس اليوم. وسيلتئم موكب الفرق يوم الجمعة 12 نوفمبر 2010 بمنزله الكائن بنهج عبد الرحمان مامي، عدد 16، المرسى إثر صلاة العصر.  ويتقدّم التكتّل الديمقراطي من أجل العمل والحريات إلى عائلة الفقيد العزيز وإلى أصدقائه ومناضلي التكتل بأحرّ التعازي، سائلا الله أن يرزقهم جميعا جميل الصبر والسلوان. وإنا لله وإنا إليه راجعون.  10 نوفمبر 2010


حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ نشرة الكترونيّة عدد 160 – 11 نوفمبر 2010


نداء: توجهت الادارة الجبائية للرفيق محمد جمور عضو الهيئة التأسيسية لحزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ بطلب تسديد مبلغ يناهز 30 الف دينار وذلك على اثر قضية كيدية رُفعت ضدّه. من جهة ثانية، يتعرّض الرفيق للتفتيش ولمعاملة « خاصّة » كلّما غادر البلاد او عاد اليها. ومن جديد، يدعو حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ السلطة لطيّ هذه الملفات الجبائيّة ورفع كلّ التدابير المتعلّقة بالاستاذ محمد جمور كخطوة ضمن جملة من الاجراءات الملحّة لتنقية الاوضاع السياسية في البلاد.
تونس، السعر الحقيقي للغاز: قال وزير الصناعة والتكنولوجيا (خلال الحوار التلفزي عقده مساء الخميس 04 نوفمبر 2010) إنّ الحكومة تخصص سنويا مليار دينار لدعم أسعار المحروقات. وأكد أن الدولة تدعم قارورة الغاز (التي يشتريها المواطن ب 7,5 دنانير فقط) بمبلغ 10,5 دنانير، مشيرا إلى أنّ سعر قارورة الغاز الحقيقي هو 18 دينارا. وقال إن الدولة تخصص سنويا 300 مليون دينار لدعم أسعار قوارير الغاز لوحدها. وأضاف أن الشركة التونسية للكهرباء والغاز « ستاغ » تبيع الكيلواط الواحد من الكهرباء للعموم بـ 150 مليما، يدفع منها المواطن 100 مليم و50 مليما تدفعها الدولة. وتابع إن « الستاغ » تبيع الطن الواحد من الغاز الطبيعي للمواطن بـ 250 دينارا رغم أنها تشتريه بـ 500 دينار أي أن سعره مدعوم بنسبة مائة بالمائة. عن موقع وابماندجر 05 نوفمبر 2010.
تونس، آبار الغاز: أعلنت الشركة النفطية النمساوية « أو آم في » عن اكتشافها لبئري نفط وغاز طبيعي في الجنوب التونسي. وقالت الشركة النمساوية التي تتواجد بتونس منذ سنة 1970 أنها « قامت باكتشافين جديدين سيسمحان بزيادة الإنتاج في المنطقة ». وقد أطلق على الموقعين الجديدين اسم « خلود4″ و »بنفسج1 ». وبحسب القانون التونسي فإن هذين الاكتشافين سيستفيد منهما كل من الشركة النمساوية بنسبة 50 بالمائة فيما ترجع بقية العائدات إلى الشركة التونسيّة للأنشطة البترولية « إيتاب ». وقالت شركة « أو آم في » بيان صحفي أن « هذه الآبار المكتشفة تحتوي على حجارة رملية من النوع الرفيع وهو ما يشجع علي إجراء بحوث أخري في هذا الموقع » وأضاف البيان « أن الشركة قد بدأت في إجراء دراسات أوليّة مع إمكانية تطوير الاكتشافات ونقل الغاز الطبيعي إلي السوق التونسيّة ». وتتمتع شركة « أو آم في » بست رخص للتنقيب عن المحروقـات في تونس كما أنها قامت خلال السنوات الماضية باكتشافين نفطيين. وتنتج الشركة ما معدله 7000 برميل يوميّا حسب إحصائيات سنة 2009. وتعتزم تونس زيادة إنتاج الغاز الطبيعي عن طريق التنقيب وإعادة تطوير حقول الغاز القائمة بالمشاركة مع شركات أجنبيّة. وقد تطور نسق حفر اكتشاف الآبار من 14 بئر عام 2005 إلى 48 بئر سنة 2009 وتضاعف حجم استثمارات الاستكشاف والتطوير بـ 5 مرات من 2005 إلى 2009. وساهمت معاودة الإنتاج في حقل « ميسكار » الغازي في تحسين المنتوج المحلي، إذ يؤمن 1،4 مليون طن مكافئ نفط. وتتوزع الواردات بين المنتوج المحلي والرسوم العينيّة التي تتقاضاها تونس على عبور أنبوبي غاز جزائريين عبر أراضيها نحو إيطاليا وسلوفينيا. عن العرب أونلاين 04 نوفمبر 2010. تونس، اتحاد الشغل: تقرّر عقد المجلس الوطني للاتحاد العام التونسي للشغل أيام 10 و11 و12 فيفري 2011. وقد تمّ ضبط جدول أعماله على النحو التالي: الصناديق الاجتماعية وأنظمة التقاعد، المفاوضات الاجتماعية، التشغيل والعلاقة الشغلية والجباية، منظومة التربية والتكوين، هيكلة الاتحاد العام التونسي للشغل.
تونس، الولايات المتحدة: أكد قائد الأسطول الأمريكي السادس ومساعد قائد القوات البحرية فى أوروبا وأفريقيا اللواء هارى هاريس إن بلاده لا تعتزم أو تخطط لإنشاء قاعدة عسكرية في شمال أفريقيا. وكشف المسؤول الأمريكي في مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة التونسية عن استعدادات جارية لإجراء مناورات مشتركة ذات صبغة عسكرية ومدنية بتونس في مايو القادم باسم « فنيكس اكسبريس » بمشاركة عدد من الدول الأوروبية الواقعة جنوب البحر المتوسط. ووصف عملية تسريب آلاف الوثائق السرية حول العراق وأفغانستان التي جرت مؤخرا بأنها مضرة وقال « إن تسريب مثل تلك الوثائق من شأنه أن يلحق الضرر ويجعل القوات العسكرية الأمريكية والقوات المساعدة لها في خطر ». ويجرى المسؤول الأمريكي خلال زيارته لتونس محادثات تتركز حسب تصريحاته على تعزيز مجالات التعاون العسكري وسبل مواجهة التهديدات المشتركة في المنطقة. عن نسيج الاخبارية 10 نوفمبر 2010.
فلسطين، اسرى: قال مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين في السلطة الفلسطينيةأن قوات الاحتلال الصهيوني اعتقلت منذ احتلالها لباقي الأراضي الفلسطينية عام 1967، ما يزيد عن 750 ألف مواطن فلسطيني، بينهم عشرات الآلاف من الأطفال والنساء، وأن من بين هؤلاء أكثر من 70 ألف حالة اعتقال سُجلت منذ بدء انتفاضة الأقصى في سبتمبر 2000 بينهم 820 أسيرة، و8000 طفل. وأضاف بأنه يوجد الآن في سجون ومعتقلات الاحتلال الصهيوني 6700 أسيراً موزعين على قرابة عشرين سجناً ومعتقلاً ومركز توقيف. وبيّن في تقريره بأن من بين مجموع الأسرى يوجد 283 طفلاً، و35 أسيرة، و192 معتقلاً إدارياً دون تهمة أو محاكمة، و5 أسرى من غزة وفقاً لقانون « مقاتل غير شرعي »، و9 نواب، ومئات الأسرى المرضى الذين يعانون من أمراض خطيرة وخبيثة دون تلقي الرعاية اللازمة، وعشرات الأسرى القابعين في زنازين العزل الإنفرادي منذ سنوات طويلة. موقع فلسطين خلف القضبان، 10 نوفمبر 2010.
فلسطين، أبو جهاد: أنهت طواقم فنية تعمل في قطاع غزة مؤخراً انجاز فيلمين وثائقيين تناولا حياة الشهيد خليل الوزير « أبو جهاد » الذي اغتاله الكيان الصهيوني قبل 22 عاماً بمنزله في تونس، أظهرا تسجيلات نادرة للرجل وهو يتحدث لمقاتلين حول تنفيذ هجمات في قلب  الكيان الصهيوني. ووفق ما أعلن فإن الفيلمين التسجيليين للشهيد أبو جهاد تم خلالهما استعراض مراحل من حياته ونضاله لوضع قضية فلسطين على خارطة العالم إلى جانب الرئيس الراحل ياسر عرفات « أبو عمار ». القدس العربي، لندن، 10 نوفمبر 2010.
فرنسا، الكيان الصهيوني: امضى وزير الثقافة الفرنسي فريدريك ميتران ووزير الثقافة الصهيوني يوم الجمعة 05 نوفمبر اتفاقا يقضي بتقوية التعاون الثقافي بين الطرفين وذلك خلال منتدى افينيون لللقاءات العالمية للثقافة والاقتصاد والاعلام. وتعهد الطرفان بحماية التراث الاركيولوجي وتبادل الخبرات ودعم التبادل العلمي والثقافي. واقترح فريدريك ميتران ادراج السينما الصهيونية في « رصيد الجنوب » التابع للمركز الوطني الفرنسي للسينما والصورة المتحرّكة والذي يعنى بدعم الابداع السينمائي. ايطاليا، عدالة: حكم قاض في مدينة تورينو الإيطالية بأن حياة عامل ألباني قتل في حادث عمل تساوي عشر حياة الإيطالي إذا ما توفي في حادث مماثل. وحكم القاضي لكل من والدي العامل الألباني بمبلغ 45 ألف دولار كتعويض عن فقدانه. واستند القاضي في حكمه إلى تقدير قيمة ما كان العامل الألباني سيكسبه في بلده وليس في إيطاليا.
الصين، غاز: وظّفت شركات النفط والغاز الصينية منذ بداية العام الجاري 25 مليار دولار لشراء أصول نفطية وغازية خارجية ومنها فقط 20 % خُصصت لعمليات الاستحواذ والاندماج في الصين. ويعتقد خبراء أن هذا التوجهَ الصيني في شراء الأصول النفطية والغاز سيزداد في المستقبل. عن صحيفة « آر بي كا- ديلي » 09 نوفمبر 2010

قائمة مراسلات حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ info@hezbelamal.org للاتصال بنا : aliradainfo-request@listas.nodo50.org الى SUBSCRIBE  للإشتراك ارسل رسالة فارغة موضوعها  aliradainfo-request@listas.nodo50.org الى UNSUBSCRIBEلفسخ الإشتراك ارسل رسالة فارغة موضوعها   http://www.hezbelamal.org/ موقع حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ  


صهر الرئيس يحصل على صفقة مع وزارة التربية وتنافس جمعياتي صلب العائلة الحاكمة

حرر من قبل التحرير في الثلاثاء, 09. نوفمبر 2010 تم يوم الاثنين 8 نوفمبر الجاري توقيع اتفاقية إطارية بين وزارة التربية وجمعية  » انجاز تونس » تقوم بموجبها الجمعية بتنظيم دورات تكوينية داخل المؤسسات التربوية قصد تنمية مهارات التلاميذ في بعث المشاريع الخاصة وإعدادهم بصفة مبكرة للحياة المهنية. يشار أن جمعية انجاز تونس هي جمعية تنموية أسسها صهر الرئيس بن على محمد صخر الماطري سنة 2010 وتظم رؤساء مؤسسات خاصة ومسؤولين عن معاهد تونسية. من جهة أخرى أفادت مصادر مطّلعة أنّ تنافسا حادا بدأ يبرز بين أطراف قريبة من السلطة للبروز إعلاميا من خلال العمل الجمعياتي التطوعي والذي بدأ مع جمعية بسمة وجمعية « سيدة » التين أسستهما زوجة الرئيس ثم جمعية « سلامة  » التي أسستها ابنة الرئيس سيرين بن على وجمعية  » إنجاز تونس » التي أسسها صهر الرئيس محمد صخر الماطري. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 09 نوفمبر 2010)
 

 

بمشاركة حلف الناتو مناورات في البحر المتوسط


أعلن قائد الأسطول السادس الأميركي الأدميرال هاري هاريس إجراء مناورات عسكرية مشتركة العام المقبل بين حلف شمال الأطلسي (ناتو) ودول من شمال وجنوب البحر الأبيض المتوسط من بينها دول عربية. وجاء الإعلان خلال مؤتمر صحفي عقده هاريس أمس الثلاثاء في تونس مشيرا إلى أن المناورات العسكرية المرتقبة ستنظم خلال الفترة ما بين 23 مايو/ أيار و15 يونيو/ حزيران من العام المقبل تحت اسم فينيكس. وأوضح أن مركز قيادة عمليات هذه المناورات سيكون في تونس على أن تشارك فيها قوات جوية وبحرية من ثلاث دول عربية أخرى وهي تونس والجزائر والمغرب، بينما ستشارك إيطاليا وإسبانيا من الضفة الشمالية للمتوسط، بالإضافة إلى قوات من حلف الناتو. واعتبر القائد الأميركي -الذي يختتم اليوم الأربعاء زيارته إلى تونس- أن المناورات المزمع إجراؤها تندرج في سياق علاقات التعاون بين الدول المذكورة والناتو.  » شراكة دولية
 

ونفى هاريس -الذي يشغل أيضا منصب مساعد قائد القوات البحرية الأميركية بأوروبا وأفريقيا- أن تكون بلاده تسعى لإقامة قاعدة عسكرية شمال أفريقيا وإنما لتأسيس شراكة مع هذا الجزء من العالم، مشيرا إلى أن « تنظيم القاعدة الإرهابي لا يشكل تهديدا لأوروبا والولايات المتحدة وحسب بل ولكافة دول المنطقة ». وأضاف العسكري الأميركي أن العالم يستعد للانتقال إلى مرحلة جديدة في التصدي لما أسماه الإرهاب، وهي التعاون والتنسيق، مؤكدا التزام واشنطن بتأسيس شراكة دولية على هذا الصعيد. وكان هاريس قد أجرى أمس محادثات مع وزير الدفاع التونسي رضا قريرة ومسؤولين عسكريين وسياسيين آخرين، ومن المنتظر أن يختتم زيارته اليوم بالمشاركة في احتفال يقام بالمقبرة الأميركية شمال العاصمة تونس لإحياء ذكرى الجنود
الأميركيين الذين قتلوا في الحرب العالمية الثانية.
 
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 10 نوفمبر  2010)


نقابة الثانوي.. 25 نوفمبر هيئة إدارية استثنائية ورسائل إلى وزارتي التربية والرياضة لاستئناف المفاوضات


علمت « الصباح » انه تقرر عقد الهيئة الإدارية الاستثنائية لقطاع التعليم الثانوي يوم الخميس 25 نوفمبر وذلك بعد ان وافق المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل على طلب النقابة. وقالت مصادر نقابية مطلعة ان المكتب النقابي قد توجّه يوم السبت 6 نوفمبر بمراسلتين إلى كل من السيد وزير التربية ووزير الشباب والرياضة والتربية البدنية وذلك قصد فتح باب التفاوض من جديد وعقد جلسات عمل حول مجمل المطالب المضمّنة باللائحة المهنية الصادرة عن الهيئة الإدارية المنعقدة يوم 06 سبتمبر 2010.

كما علمت « الصباح » ان اتصالات جرت بين المركزية النقابية ووزارة التربية بغاية التوصل الى عقد جلسة تفاوض وعمل بين النقابة العامة للتعليم الثانوي و الوزارة في اقرب الاجال الممكنة. ويذكر ان المطالب الاساسية للنقابة تتضمن خمس نقاط وهي تتعلق اساسا  » بمسالة النظام الأساسي الخاص والتخفيض في سن التقاعد اعتبارا لمشقة المهنة وتحسين المقدرة الشرائية عبر زيادات خصوصية لابناء القطاع يراعى فيها ارتفاع الأسعار وتفاقم المصاريف التي تتطلبها المهنة وحجم المسؤولية التربوية والتعليمية المنوطة بعهدة المربين كذلك مراجعة الترقيات المهنية عبر التخفيض في شروطها والزيادة في نسبتها وإحداث رتبة ثالثة لكل الأصناف وإدماج أساتذة المرحلة الأولى ».
كما سيشمل لقاء اعضاء الهيئة الإدارية الاستثنائية مناقشة ملف المعلمين الاول للتربية البدنية الذي تتهم فيه النقابة وزارة الشباب والرياضة والتربية البدنية برفض تطبيق اتفاقية 20مارس 2005 الخاصة بالترقيات المهنية الخاصة بهذا الصنف الذي يضم اكثر من 3000معلم. ويذكر ان النقابة العامة للتعليم الثانوي كانت قد دعت إلى اضراب عن العمل كامل يوم 27 اكتوبر الماضي.  

خليل الحناشي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 10 نوفمبر 2010)


سليانة… عمال فلاحيون يعتصمون امام الاتحاد المحلي للشغل بقعفور احتجاجا على ظلم ذوي القربى من النقابيين قعفور في :06 /11 /2010 بـــيـــــــــــــان   


نحن عمال شركتي التنمية الفلاحية  » التحرير والسنبلة الذهبية بقعفور  » نتوجه بهذا البيان إلى كل النقابيين و الشغالين الأحرار لنوضح حجم المظلمة التي تعرضنا إليها من طرف الإتحاد الجهوي للشغل بسليانة و الإتحاد المحلي قعفور – الكريب – برويس. حيث تقدمنا بقائمة إسمية للإنخراط في المنظمة بعدد 53 عامل فلاحي مترسم وعرضي و ذلك في منذ شهر ماي 2010 و تحصلنا على بطاقات الإنخراط و عددها 53 بطاقة بعد إستلام الإتحاد الجهوي مبلغ 636 دينار وتم وعدنا بالتسريع في إعادة هيكلة نقابتنا الأساسية و لكن فوجئنا بمماطلة الإتحاد الجهوي في تمكيننا من حقنا في عقد مؤتمر النقابة الأساسية الشيئ الذي حرمنا حق المشاركة والترشح في مؤتمر الإتحاد المحلي المنعقد في جويلية 2010 .و مع تمسكنا بحقنا في عقد مؤتمرنا أعلمنا الإتحاد الجهوي بأنه لا يمكننا تكوين نقابة أساسية بل بالإمكان تشكيل نيابتين مستقلتين أي نيابة لكل شركة بتعلة أن لكل شركة إدارة خاصة و ظروف عمل خاصة في حين أن الشركتين لهما نفس النشاط و نفس الظروف و في منطقة واحدة وهما أيضا من نفس القطاع وتنطبق عليهما نفس قوانين مجلة الشغل و هذا مايوضحه النظام الداخلي في الباب الرابع الفصل 13 الذي ينص حرفيا : – أما بالنسبة للجامعات و النقابات العامة المتشابهة مهنيا فإنه يجب توحيدها و ينطبق ذلك آليا على التشكيلات الأساسية و الجهوية التابعة لها. و بعد تبليغ هذا التوضيح القانوني لهياكل الإتحاد الجهوي فوجئنا بمناورة جديدة تحت عنوان عدم قانونية قائمة الإنخراطا ت و ذلك بالتشكيك في بعض الأسماء بإعتبارها ليست مرسمة و مما أذهل كل النقابيين في المنطقة إتصال الإتحاد الجهوي و الإتحاد المحلي بإدارتي الشركتين و مدهما بالقائمة الإسمية للمنخرطين للتثبت من الأسماء مما نتج عنه طرد مجموعة من العملة العرضيين بعد أن أنكرت الإدارتين وجود أي عامل عرضي . أمام هذا الوضع إلتحقنا بمقر الإتحاد الجهوي يوم الإثنين 18 أكتوبر 2010 و إعتصمنا كامل اليوم منددين بممارسات الإتحاد الجهوي و متمسكين بأحقية كل عامل مترسم أو عرضي مهما كانت و ضعيته المهنية في الإنخراط في المنظمة كما يوضحه النظام الداخلي الباب الثاني الفصل الثالث : – ينخرط الشغالين و المتقاعدون منهم إختياريا, مهما كانت أوضاعهم المهنية , في الإتحاد العام التونسي للشغل. إثر الإعتصام أعلمنا الإتحاد الجهوي بأن الأمين العام المساعد المكلف بالنظام الداخلي بعث لهم بمراسلة لتشكيل نقابة أساسية. و وعدنا بأنهم بعد عقد جلسة المكتب التنفيذي سيقع إصدار بلاغ المؤتمر. لكننا نفاجأ من جديد بإصرار بعض أعضاء الإتحاد الجهوي ( الكاتب العام و العضو المكلف بالنظام الداخلي و العضو المكلف بالشؤون الإدارية و المالية و العضو المكلف بالإعلام ) على رفض عقد مؤتمر النقابة الأساسية ولقد أبلى في هذا البلاء العظيم العضو المكلف بالإعلام ( بوبكر الفرشيشي ) الذي صرح لنا مرارا و تكرارا بالقول ( لن أسمح بتشكيل نقابة متاع ﭭرط لتصوت ضدي في المؤتمر ). أمام هذا الوضع الذي يتعارض كليا مع مبادئ العمل النقابي و وحدة المنظمة فإننا نعلن بأننا قد دخلنا في إعتصام ليلي مفتوح أمام مقر الإتحاد المحلي بقعفور منذ ليلة 4 نوفمبر 2010 حيث إمتنع الإتحاد الجهوي و الإتحاد المحلي عن فتح مقر الإتحاد المحلي وعدم الحضور و تركنا في العراء تحت سطوة البرد و الأمطار لليلتين كاملتين وهذا ما نتج عنه تدهور الحالة الصحية لأحد العمال المعتصمين الذي تم نقله عبر سيارة الإسعاف إلى المستشفى المحلي بقعفور وظل تحت العناية الطبية طيلة الليلة.على هذا الأساس نعلن نحن العمال عن : -تنديدنا بهذه المماراسات غير القانونية وغير النقابية للإتحاد الجهوي و الإتحاد المحلي -مواصلتنا للإعتصام حتى تمكيننا من حقنا في عقد مؤتمر النقابة الأساسية. كما ندعو جميع الأطراف النقابية الصادقة إلى مساندتنا و الدفاع عن وحدة المنظمة و الإلتزام بما تنص عله قوانين الإتحاد العام التونسي للشغل عاش الإتحاد العام التونسي للشغل حرا مستقلا مناضلا عمال شركتي التنمية الفلاحية  » التحرير والسنبلة الذهبية بقعفور — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  


اعتصام بنزل الفاطمي بالمهدية


بتأطير من الاتحاد الجهوي للشغل بالمهدية دخل اليوم 10/11/2010 عمال و عاملات نزل الفاطمي بالمهدية في اعتصام مفتوح و ذلك احتجاجا على تملص إدارة النزل من كل تعهداتها و اتفاقاتها المبرمة بينها و بين الطرف النقابي و تعمد غلق النزل زيادة على عدم تسوية الأجور و المستحقات المتخلدة في ذمتها لفائدة العمال و ذلك منذ شهر  سبتمبر 2010 . هذا و قد راسلت إدارة المؤسسة العمال بصفة فردية و طلبت منهم الحضور في أجل أقصاه يوم 10/11/2010 لتسوية وضعيتهم المالية إلا أنهم فوجئوا بأبواب النزل و الإدارة موصدة و غياب كل المسؤولين مما دفع العمال إلى الاعتصام خاصة و أن مراسلة الإدارة تؤكد على أنها في حل من كل التزام بعد انقضاء تاريخ 10/11/2010 و على هذا فإن الاعتصام يبقى قائما إلى حين رجوع السيد صاحب النزل من الحج أو إفاد من هو مؤهل إلى حل هذه المعظلة و لا نملك إلا أن نتمنى إلى السيد الحاج حج مبرور و ذنب مغفور  
هشام القرقني — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  


من الذاكرة الوطنية: بورقيبة عام 73 ـ أنادي بالولايات المتحدة المغربية وعاصمتها القيروان  


قد يبدو الأمر غريبا بعض الشيء عندما نعلم أن الزعيم الحبيب بورقيبة دعا في وقت من الأوقات إلى الوحدة الاندماجية بين دول شمال إفريقيا ونادى رسميا في سبتمبر 1973 بـ«الولايات المتحدة المغربية وعاصمتها القيروان». وفعلا جرت اجتماعات ماراطونية في تونس والجزائر وليبيا وانضم الى تلك الاتصالات رئيس موريتانيا الأسبق المختار ولد داده. وكانت العاصمة الجزائرية آنذاك تعيش على وقع مؤتمر عدم الانحياز في مستوى القمة.   حركة عدم الانحياز   واغتنم الزعيم الحبيب بورقيبة تلك المناسبة ليثير خلافاته القديمة مع الزعيم جمال عبد الناصر الذي قال عنه انه كان من أركان حركة عدم الانحياز لكن « منذ القمة العربية بالقاهرة عام 1964 كم من تغييرات حدثت باعتبار ما اعترى حركة عدم الانحياز من انحياز» مشيرا بذلك الى انحياز الزعيم عبد الناصر الى المعسكر الشرقي. وقد يكون الزعيم الحبيب بورقيبة أراد أن يقول انه هو أيضا له ميولات وحدوية، عندما دعا في مؤتمر عدم الانحياز الى توحيد بلدان الجناح الغربي من الأمة العربية، وقال مخاطبا الرئيس هواري بومدين: «ان زيارتكم الاخيرة، يا سيادة الرئيس، الى بلادنا وحلولكم في مدينة الكاف بالذات ووجودي هنا في هذه المناسبة انما يقوم بها الدليل اذا كان وضح النهار يحتاج الى دليل، على أننا عازمون على الاضطلاع بمسؤوليتنا وفق روح العصر الذي نحياه مستجيبين في ذلك الى مطامح شعبينا ونحن على يقين بأننا اذ نفعل ذلك فانما نسعى الى انطلاقة تاريخية جديدة لمنطقتنا.   ليبيا   ولنا أيضا نفس هذه العواطف التي أساسها القلب والوجدان، ازاء جارتنا من الجانب الشرقي ليبيا التي نسعى لدعم روابط الأخوة بيننا وبينها بعد أن صهرتها المحن وصروف الدهر، وهي أخوة نعمل الآن على اقامة دعائمها لفائدة الجميع وبأسلوب لا يخلو من الطرافة، لكنه ناجع ومفيد ومن شأنه أن يجنبنا العثار والتناقضات والانتكــــاسات التي لا طائل من ورائها. ان فتوّة أخي الرئيس معمر القذافي وحميته المتقدة واصطباغ مساعيه بالنبل والسخاء، يمكن أن يتألف من جميعها، بالاقتران مع ما لدي من دقة نظر وحكمة لا تخلو من جرأة وحركية يقظة مازلت متحليا بها في هذا الظرف بالذات المنذر بغروب شمس العصر، قلت يمكن أن تتألف من مجموع هذه الصفات مزايا اضافية بوسعنا أن نستغلها لنقوم سويا بعمل مفيد ومضمون الدوام.   مباحثات   وان المحادثات التي دارت أخيرا بيني وبين الرئيس معمر القذافي وأعضائه في مجلس قيادة الثورة وما أحمله إثر رجوعي من طرابلس من الانطباعات الطيبة التي أكدت لي ما يتحلى به المسؤولون هناك من صفات الجد والاخلاص والاستقامة وما يتصف به الشعب الليبي بتمامه وكماله من الحمية السخية والتعلق التام بزعيمه وأبانت لي تلك الارادة التواقة للوحدة والرقي في كنف أزكى التقاليد العربية الاسلامية التي تمتاز بها ليبيا.   موريتانيا والمغرب   كل ذلك يجيز لي أن أصرح عن اقتناع وإيمان بأننا قادرون بحول الله على بلوغ أهدافنا المشتركة التي هي حق علينا وها نحن ماضون قدما في الطريق المؤدية إليها يحدونا شعورنا العميق وعزمنا الراسخ الصميم واننا لنشعر بمثل هذا الميل الوجداني النابع من الأعماق ازاء اخواننا بموريتانيا والمغرب الأقصى. ومع أننا لم تكن لنا معهم حدود مشتركة فاننا كنا دوما شاعرين بالتضامن الذي يضم شتاتنا. وفيما يخصنا فان تفكيرنا وسعينا لم يخرجا أبدا عن النطاق الشامل للمغرب بأسره ليقيننا بأن مصيرنا هو مصير واحد. محمد علي الحباشي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 10 نوفمبر 2010)


مسرح الحمراء يشارك بمهرجان واقدوقو


حرر من قبل التحرير في الثلاثاء, 09. نوفمبر 2010 انطلقت يوم الخميس 04 نوفمبر بواقادوقو عاصمة بوركينا فاسو الدورة السادسة للمهرجان الدولي، les récréâtrales المهرجان يستقبل هذه السنة فرقة مسرح الحمراء بمسرحية  » آخر ساعة » إخراج عزالدين قنون ونص ليلى طوبال ضمن فعالياته. وقد سبق للمسرحية المذكورة أن حصدت ثلاث جوائز في ليلة المسرح التونسي، من ضمنها جائزة العمل المتكامل وجائزة أحسن نص. ويمثل الحضور التونسي غير الرسمي أول مشاركة لفرقة تونسية في هذا المهرجان الذي يقام كسوق يحضرها خبراء أروبيون لشراء العروض وتبادل الخبرات على مدى ثمانية أيام. وتتنوع عروض المهرجان بين المسرح الموسيقى والتنشيط والحكواتي إلى جانب الملتقيات والندوات. ويمثل هذا المهرجان « بلات فورم » السوق الإفريقية الفنية الجديدة بعد إيقاف سوق الـ « مازا » « مارشاي داي آر دو سبكتاكل أفريكان » بالكوت دي فوار بسبب الأوضاع الأمنية. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 09 نوفمبر 2010)
 


في نقاط بيع الاضاحي مواطنون يشكون ارتفاع الأسعار.. وغياب الخرفان الصغيرة


«أمضيت الآن أكثر من ثلاث ساعات أتجول داخل سوق الدواب لكنني لم أظفر بخروف يرضيني ويكون سعره مناسبا.. فجل الخرفان المتوفرة في «الرحبة» كبيرة الحجم وتتراوح أسعارها من 400 دينار إلى 650 دينارا.. أما الخرفان الصغيرة فهي مفقودة أو نادرة الوجود وهو ما يفسر ارتفاع الأسعار».
هذا ما ذكره الحاج عبد العزيز بن عمر ومرافقه عبد الله بن عمر وأكده زوار آخرون لسوق الدواب بالوردية صباح أمس. وقال أحدهم: «كيف باستطاعتي توفير سعر أضحية العيد، خاصة أن العيد سيكون قبل صرف الأجور بأيام لذلك قررت أن أعود قبل العيد بيوم واحد أملا في انخفاض الأسعار.. وإذا لم تتحقق هذه الرغبة سأضطر مكرها أخاك لا بطل لعدم التضحية». وأكد آخرون أنهم أردوا دخول نقطة البيع المنظمة بالميزان لمعاينة الأضاحي، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك بسهولة، إذ تمت دعوتهم للانتظار نظرا لوجود ازدحام كبير أمام الباب المحروس، وهناك منهم من عدل عن الدخول وتوجه إلى الرحبة.
وفي المقابل أكد السيد فتحي الفضلي مدير المراقبة الاقتصادية بوزارة التجارة والصناعات التقليدية خلال لقاء صحفي بشركة اللحوم بالوردية أن أسعار الأضاحي انخفضت.. وقال: « لاحظنا إلى غاية يوم الجمعة الماضي أن نسبة المبيعات لم تتجاوز 10 بالمائة لكن بداية من يوم السبت ارتفع النسق وحتى الأسعار التي كانت مرتفعة بدأت تشهد انخفاضا خاصة في مناطق الإنتاج وانعكس هذا الانخفاض على أسعار الدواب بأسواق العاصمة حيث تراجعت بثلاثين دينارا على الرأس تقريبا مقارنة بالأسابيع الماضية».
وبين الفضلي أن توفير فضاءات متعددة لبيع الأضاحي ساهم في تعديل الأسعار إذ يمكن للمستهلك اقتناء الأضحية من نقاط البيع المنظمة بالأسعار المرجعية ونقاط البيع المنظمة بالأسعار غير المرجعية ومن الفضاءات التجارية الكبرى أو التجار المنتصبين على الطرقات الرئيسية والأسواق الأسبوعية للدواب.
وأكد على أن المراقبة الاقتصادية لنقاط البيع المنظمة متوفرة بالقدر الكافي وقد وضعت الوزارة رقما أخضر يمكن للمواطن الاتصال به من الثامنة والنصف صباحا إلى السابعة مساء وهو (80100191). كما تم التصدي للقشارة بضبط قائمة سوداء في أسمائهم وطردهم من الأسواق وتمكنت فرق المراقبة من ضبط 33 منهم لأنهم يساهمون في الترفيع في الأسعار. وإجابة عن سؤال يتعلق بسبب عدم توفر نقاط بيع الأضاحي بالعدد الكافي بما يسمح للمواطنين من اقتنائها بيسر أجاب الفضلي: «لا يمكن فتح رحب وسط العاصمة حيث لا توجد مساحات كافية للغرض كما أن الأمر يتنافى وشروط المحافظة على النظافة وجمالية المدينة ويجب أن تكون نقاط البيع مناطق مؤهلة لهذا النشاط».
وعن سؤال آخر حول مدى توفر اللحوم الحمراء لتلبية حاجيات المستهلكين في صورة عدم تمكنهم من اقتناء الأضاحي بين أنه إضافة إلى المخزونات الموجودة تم اللجوء لتوريد 40 طنا من اللحوم الحمراء على دفعتين، وقد وصلت الأولى منذ فترة وتم توزيع نصيب منها على الجزارين وسيتم توزيع الدفعة الثانية قبل العيد بأيام قليلة بسعر 12 دينارا ونصف للكلغ الواحد. وبينت لمياء عبروق ممثلة المرصد الوطني للتزويد والأسعار بوزارة التجارة وجود تحسن واضح في العرض ارتفع من 5000 رأس الأسبوع الماضي إلى 9000 رأس يوميا خلال الأيام القليلة الماضية.
وتراوحت الأسعار في الرحبة من 180 دينارا إلى 360 دينارا للخرفان التي تزن أقل من 50 كلغ ومن 390 دينارا إلى 500 دينار للخرفان التي تزن أكثر من 50 كلغ.
وأضافت: «لقد لاحظنا أن 70 بالمائة من المستهلكين يقتنون الخرفان التي تتراوح أسعارها بين250 و360 دينارا». وقال لطفي الخالدي من منظمة الدفاع عن المستهلك: «ردد البعض أن سعر الأضحية بلغ الألف دينار وهو أمر لا أساس له من الصحة وحتى إذا عرضت أضاح بهذا السعر فقد تكون من الأكباش الكبيرة والنطاحة».
وذكر أن أسعار الأضاحي بالمساحات الكبرى مدروسة ونوعية الخرفان جيدة ودعا للتزود بالأضاحي من نقاط البيع المنظمة لتجنب القشارة. سعيدة بوهلال (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 10 نوفمبر 2010)

 


تونس : العبيد الجدد

هالأيامات تهاطلت المقالات حول المراة العربية، قلت برّى نساهم بالحديث على المراة البنكجية    ( femme banquière ) بصراحة لقيت حالها ما يبعدش على حال الراجل البنكاجي كان بالصبر..وبما أننا في عصر le genre ..ولّيت عممت الموضوع.   يعيش أغلب البنكاجية    (banquiers) في بلاد لعجايب أسوأ أنواع العبودية  ،  كل يوم يلقى البنكاجي روحو بين « سندان الواجب العائلي ومطرقة التوجيه داخل البنك  » حياتو نمطية متكررة منحصرة بين الخدمة والعائلة ولا ثالث لهما الا لمبوتياج…هالنوع مالناس الي للأسف موجودين مع المجموعة الوطنية الّي تمر حذو الحياة ..هذوكم اللي غصّب عليهم التوقيت الاداري لحموم  باش حياتهم تكون خالية من المجالات الثقافية والفكرية والابداعية…   على ذكر التوقيت الاداري الي غلّب عليّ….فمة حاجة جلبت إنتباهي والّي تتمثل في الاتفاقية رقم 47 لمنظمة العمل الدولية لعام 1935 والّي طالبت هاك العام بتخفيض مدّة العمل إلى 40 ساعة بعد ما كانت عام 1919 48 ساعة ..يعني هـــــاك العام وبالضبط قبل الحرب العالمية الثانية بثلاثة سنين فهموا الّي التقليص من أوقات العمل ينمي الحياة الاجتماعية والعائلية للموظف….وتوى مع المعرفة العلمية والتكنولوجية الي قايمة عليها الدنيا وقاعدة وتطور أنواع الامراض اللي قاعدة تتمكّن بالموظف وظاهرة العنف من جراء غياب الحوار الأسري ما نجموش يقرروا العمل بالحصة الواحدة …. مانيش فاهمة وينو الاجتهاد وينو الخيال متاع المسؤولين اللي عندنا…أخي ما تفرجوش في فيلم الازمنة الحديثة متاع شارلو,     الإدارة التقليدية في بلاد لعجايب اللي قايمة على مبدأ « الفأر والعجلة » جعلت الموظفين اموات على قيد الحياة  وكانهم أبطال رواية غوغل  الارواح الميتة …الاكثرية لا يعرفوا مهرجان سينما ..ولا مسرح ..ولا ندوة فكرية …راسخة فيهم فقط ثقافة بيروقراطية…..هوما بصراحة محارث متاع خدمة …راو ثمة الي ما تكملش خدمتها في البيرو تكملها في الدار والادهى والأمر وهذه حقيقة موش خيال فمة اشكون تخدم في المنام أي تحل مشكلة دوسي في بيت النوم …وموش ومرة وموش اثين تصيرلها الحالة…وثمة اشكون تقوم من النوم مفجوعة في أيام ما يسمّى راحة ماشي في بالها فاتها وقت العمل …زعمة كان يصرحو بهالسوايع الزايدة يخلصوهم أعليها     قالوا الي القطاع المصرفي في بلاد لعجايب قوي ويحمي البلاد من الأزمات والمخاطر ..لكن إشكون يحمي البنكاجي من الأزمات والمخاطر الّي تهدد في صحتو وعائلتو وأَنتريتُو.    كل هذا يفكرني في مقولة طارق ابن زياد هاك العام « البحر امامكم والعدو وراءكم »  لكن الموظف يضهرلي محاصر من الجهات لربعة وخايفة لا يحاصروه من السماء ويرميو فوقو باش باش يتهناو عليه فرد المرة هكاكة يدفنو قدراتنا الابداعية إلى الأبد….   مالاخر… قالو ناس بكري …إنّ الدول لن تخلد بثرواتها المادية ولكن بمبدعيها وعلمائها…..   وانشاء الله عيدكم مبروك …وإنشاء الله يكون الضحية كبش موش مدونتي    

حرية الصحافة أداة ضرورية لممارسة السلطة فى نطاق القانون


1.       تتابع الرابطة الليبية لحقوق الإنسان الصراع الدائرحول الإعلام بين اجنحة نظام الحكم الإستبدادى فى ليبيا والذى تمثل فيه وسائل الإعلام من صحف ومجلات وإذاعات مسموعة ومرئية .. تمثل ادوات حكومية أوشبه حكومية مسخرة كلية لسياسة النظام وتعزيز قبضته على السلطة.  وفى ليبيا يوجد إعلام وصحافة ولا وجود للإعلام الحر او لحرية الصحافة. فى ليبيا ليس للصحافة أي دور فى مراقبة تصرف الحكومة فى الشان العام لكن الحكومة هي التى تراقب الصحافة، وهي التى تقرر ما ينشر على صفحاتها. تمثل الصحافة فى ليبيا منبرا لدعم نظام سياسى أحادى لا يرضى بغير صوته صوتا، وهي سلاح سياسي مسخرا لتأييد ونصرة أي شئ يقوم به هذا النظام الذى يعتبر أي نقد  له، مهما كان هامشيا، تشهيرا وعداءا إن لم يكن تآمرا مع « الأعداء » كما جرى مع صحافيي ليبيا برس الذين اودعوا السجن بطريقة غير شرعية ومخالفة لابسط قواعد حقوق الإنسان. الصحافة فى ليبيا بجميع انواعها المقروئة والمسموعة والمرئية بما فيها « صحافة شركة الغد » لا تتعدى كونها صحافة مقيدة تابعة مباشرة او بطرق ملتوية للحكومة لاتهدف لنقل المعلومات الى الناس وتمكينهم من الحق فى معرفة الحقيقة بقدر ما تهدف للتعبئة المستمرة ومناصرة توجهات الدولة الإستبدادية بطرق واساليب مختلفة.   2.       وتمثل الصحافة الحرة والمستقلة أحدى أهم اركان الديمقراطية ، والتى لايمكن ان تقوم إلا فى مناخ ديموقراطى يحكمه القانون  مهما قدمنا من تبريرات وايا كان مصدر التبريرات او هدفها. ويعتبر هامش احترامها المعيار الحقيقى الذى يقاس به مدى ممارسة وتمتع الأفراد بنعمة الديمقراطية، واحترام حقوق الإنسان. وحرية الصحافة جزءا لا يتجزأ من الأنظمة الديمقراطية إذ لا يمكن ان يتصور المرء ان نظاما سياسيا ديموقراطيا يجرأ على منع حرية الصحافة، كما أنه من البديهي انه ليس هناك نظام سياسى استبدادى، كما هو الحال فى ليبيا، يتيح حرية الصحافة. إن حرية الصحافة مرآة تعكس فى أي بلد، استقرار النظام السياسى وشعبيته، وهي مرتبطة ارتباطا وثيقا بمصلحة الوطن التى تؤمن تقدمه ورفعته فى حين ان منعها مرتبط ارتباطا عضويا بالحاكم الإستبدادى ومصلحته فقط، ألا وهي تثبيت نفسه فى السلطة  ضد رغبة الناس والمجتمع (وإلا لا حاجة لمنع حرية الصحافة) أي بالقوة  والعنف والذى يمثل احتكارالدكتاتور للصحافة جزءًا مهما منهما. إن إطلاق حرية الصحافة تعني أول ما تعني ان الحاكم واثق من نفسه ومن  شعبيته، ومن برنامج حكمه وهو يفعل ما يقول. أما منع حرية الصحافة فتعني في المقام الأول ان الحاكم لا يتمتع بأي قدر من الثقة فى النفس، أو احترام الناس له وهو ليس مقتنع بحق ببرامج حكمه، ويقوم بعمل عكس ما يقول وهو يخشى ان يطاح به فى أي وقت، ولو كان ذلك عن طريق نشرمقال فى جريدة يكتبه صحفى حتى من خارج الحدود. إن منع حرية الصحافة هو احد أهم صفات النظام الإستبدادى لأن الحاكم الإستبدادى عادة ما يكون غير مؤهل للقيادة، ولا يتمتع بالصفات والقدرات التى يجب ان تتوفر فى القائد والزعيم (وإلا تقدم لانتخابات حرة وعادلة لانتخابه بكل حرية!) وهو يلجأ الى منع حرية الصحافة بهدف التغطية على هذه النواقص، ومنع الناس من تناولها أو حتى القراءة عنها فى الصحافة الأجنبية الحرة (هذا هو السبب الحقيقى وراء تخريب مواقع الأنترت وحجبها عن المواطن الليبي)   3.       وهنا لا بد من ملاحظة ان حرية الصحافة تعني أيضا الشفافية، والرقابة الشعبية على اجهزة الدولة واللتان لا يمكن للحاكم المستبد ان يتحمل تبعاتهما وهو الذى كرس حكمه على قواعد بنيت  فى الظلام، بكيفية  غير شرعية وغير قانونية، لتأمين استمراره على رأس السلطة الامر الذى بدوره مرهون بقدرته على الإستمرار فى تزويد « محرك الفساد » بالوقود الضرورى، أي برعاية الفساد، لتمكين القائمين على أجهزة « الدولة الفاسدة »، التى أنشاها، من المضي فى  الفساد المالى والإداري والإستيلاء على المال العام (الذى يمثل أهم محرك لولاء مسؤولي الدولة الفاسدة) بكل طمأنينة فى غياب الرقيب الشعبى؛ الصحافة الحرة.  تؤدي الصحافة الحرة ايضا دورا طليعيا فى المحاسبة وفى تمكين المواطن من ممارسة حقه فى معرفة الحقيقة وهي كلها مبادئ لا تتماشى مع الإستبداد ولا تناسب تسلط المستبد.   4.       إن حرية الصحافة التى يطالب بها الناس ليست متعة شخصية ولا ترف لتسلية الناس وإنما هي أدات ضرورية لممارسة السلطة فى نطاق القانون وإقامة العدل بين الناس. إن عدم وجود صحافة حرة فى بلدنا يجب ان يكون شأنا يخص الجميع لما ينطوى عليه من مخاطر وخيمة على حياة الناس ومستقبلهم. ان غياب الصحافة الحرة ومنعها من اداء وظيفتها الإعلامية والرقابية مثلما هو الحال فى ليبيا  يعنى بكل تأكيد ما يلى:   –        إن فئة مفسدة قد نجحت فى الإستيلاء غير الشرعى على مقدرات الأمة. –        إن تلك الفئة المفسدة تدير الشأن العام بما فى ذلك المال العام بطريقة مخالفة للقانون وبدون رقابة أو محاسبة أو شفافية ( وإلا لماذا تمنع الصحافة الحرة؟). –        إن تلك الفئة الفاسدة نجحت فى تشييد حصانة غير شرعية حولها تحميها من أي مسائلة أو محاسبة وذلك عن طريق انتهاج سياسة عنف منظم وانتهاك الحقوق الأساسية للإنسان الليبى بغية تخويف الناس وإرهابهم. –        إن تلك الفئة الفاسدة نجحت فى إفساد القضاء وإنهاء استقلاله والسيطرة على أدواته من محاكم وتشريعات وتهديم دوره الرقابى. –        ان تلك الفئة الفاسدة نجحت فى القضاء على أي هامش للديموقراطية والشفافية قد يمنح المواطن الحق فى مناقشة الشان العام بحرية.   5.       لابد ان يعرف الليبيون ان غياب حرية الصحافة هو الذى شجع على إرساء قواعد الإستبداد وفسح المجال بدوره لانتشار الفساد وتجذيره. ولا بد أن يعى الليبيون ان الفساد يعنى سرقة الزمرة الفاسدة لثرواتهم وطموحاتهم وتطلعاتهم نحو المستقبل الأفضل والتعليم الأفضل والرعاية الصحية الأفضل وقدرة أكبر على الحصول على المسكن اللائق والعمل المناسب وغيرها من ضروريات الحياة. لا بد أن يدرك الليبيون ان الفساد قد وصل، فى غياب حرية الصحافة، الى درجة يصعب هزيمته لأنه لا توجد صحافة حرة لمحاربته بقدر مايوجد من يدافع عنه. لقدتوسعت دوائر الفساد، فى غياب الصحافة الحرة والإعلام النزيه والحريات العامة، الى درجة أن أصبح الفساد ظاهرة اجتماعية سياسية اقتصادية متجذرة فى تركيبة الدولة الليبية وهياكلها ومؤسساتها التى طوعت من طرف الزمرة الفاسدة لتكون أدات لتوسيع دوائر الفساد وانتشار المحسوبية والإنتهازية والقفز على المناصب وتسلل اللصوص والسراق الى مؤسسات الدولة والمناصب السياسية والإدارية فيها. لقد اصبحت الدولة، بسبب كل هذه العوامل، عبارة عن مؤسسة كبيرة مهمتها توظيف وتسخير أموال المجتمع ومدخراته وموارده المالية والبشرية وانجازاته لخدمة المصالح الخاصة لمجموعة المفسدين حماية لنظام حكم الإستبداد.   10 نوفمبر 2010


سودانان وعراقان ويمنان وأمة واحدة!

كثيرا ما يغرق الواحد منا في الاهتمام بقضية أو أكثر من القضايا القطرية المحلية الملحة ثم يستمرئ ذلك من نفسه وربما يجد عليه أنصارا وتكون النتيجة في العادة: برود كبير في الاهتمام بالقضايا الجمعاء العظمى التي تفرض على الأمة العربية أو الإسلامية بأشكال متعددة ومن مصادر مختلفة.
ذلك أمر لا يبرر بحال كائنا ما كانت وطأة التحديات التي تحكم بقبضتها على هذا القطر أو ذاك لأنّ ذلك ـ باختصار شديد وبساطة أشد ـ يبدد فينا الاهتمام بالأمر العام للأمة وأكرم به من اتجاه في التفكير ـ سرعان ما يأخذ طريقه إلى الفعل ـ يجعل من ألم الفرقة العربية والإسلامية الراهنة يوما بعد يوم واقعا مفروضا تتثاقل الخطى على درب معالجته.
بكلمة واحدة: ذاك اتجاه في التفكير والمعالجة يطبع مع أحوال التمزق والتفرق والتشرذم في أكثر من صف من صفوف الأمة وعلى صعيد أكثر من حقل من حقول نشاطها. ما هي بداية الوعي؟
بداية الوعي ـ فيما نحسب ـ تنشأ من الإحساس بالمفارقة العجيبة بين مثال لوحدة الأمة وبين واقع ملموس. مثال لا يفتأ يكر به عليك الإسلام ـ صانع الأمة العربية والإسلامية سواء بسواء ـ ومثال عاشته الأمة ذاتها حقبات من الزمن على اختلاف في درجات التماسك الوحدوي. بداية الوعي هي ذاك. بداية الوعي هي الإحساس الصحيح والعميق بأنّ فرقتنا ـ من بعد وحدة بمظهريها العقدي النظري والعملي ـ هي الشرخ الذي تسللت منه تباعا أمراض أخرى بل إنّ تلك الأمراض ـ عند التحقيق ـ ليست سوى أعراض جلدية أما الجرثومة المسؤولة عن وضعنا الحاضر فليست سوى جرثومة التفرق. كل بداية للوعي ـ فيما نحسب ـ مخالفة لذاك أو مهوّنة من شأنه فهي وعي مزيف أو مغشوش. أول الصيدليات: صيدلية التاريخ.
هل أنّ تاريخنا ـ نحن أمة العرب والمسلمين ـ مفترى عليه حقا وما هي درجات الافتراء عليه أو تبرئته!… ذاك سؤال مهم. سؤال لا يتسع له المجال هنا ولكن محطات خطيرة جدا في تاريخنا لا بد من استحضارها كلما كان التفكير منا جادا في معالجة أوضاعنا. من يتغافل منا عن معركتي الفتنة العصيبة الكبرى الأولى في تاريخنا (الجمل وصفين) أو عن الانقلاب الأموي ضد ثاني أكبر قيمة عقدية في الإسلام (الشورى التي هي رمز كرامة الإنسان وتساوي المواطنين وحق الأمة في أمرها السياسي حقا لا تفرط فيه حتى تحت طعن القنا وخفق البنود، وهي العاصمة من التفرق والحاصنة للوحدة والضامنة للتنوع إلى آخر ذلك من مآثر الشورى)… ثاني أكبر قيمة عقدية في الإسلام مباشرة بعد عبادة الله الواحد سبحانه… أو عن الانقلاب ضد المرأة أثرا ارتداديا عاجلا أو استحقاقا حضاريا مفهوما من آثار واستحقاقات الانقلاب ضد قيمة الشورى… أو عن سيادة مناخات الانحطاط بما هو تقليد وجمود وإمعية واستنكار للتجديد والاجتهاد والابتداع والابتكار والاختراع… أو عن التنكيل العباسي المعتزلي بفريق من التمذهب الإسلامي بعصا السلطان… أو عن سقوط بغداد عاصمة ذلك التنكيل على أيدي التتار… أو عن سقوط الأندلس… أو عن حروب الفرنجة (الحروب الصليبية بالتعبير المسيحي)… أو عن سقوط آخر معقل سياسي للأمة يحفظ كيانها الوحدوي العام ولو رمزيا أي الآستانة… أو عن الغزو الثقافي والإلحاق الحضاري والاستلاب الفكري… أو عن تشظي الكيان العربي والإسلامي من بعد ذلك إلى دويلات مجزأة بأثر اتفاقيات سايكس وبيكو… أو عن الاحتلال العسكري المباشر للأمة قاطبة ـ تقريبا ـ… أو عن الاحتلال الصهيوني لفلسطين منذ 62 عاما كاملة حتى اليوم… أو عما لا يحصى من أنواع الاحتلال المعاصر اقتصايا وعسكريا وثقافيا واجتماعيا وفرض واقع التجزئة والتفرق والتمزق وسلب الثروات ونهب المقدرات وإخضاع السياسات… أو عن تغذية النعرات القومية الداخلية بعضها ضد بعض تمهيدا لانفصالات مؤلمة في جسد منهك جدا من جراحات تاريخية ومعاصرة ثخينة سواء بأسماء مذهبية أو دينية أو عرقية… من يتغافل عن تلك المحطات المؤلمة الخطيرة وغيرها لن تكون مقاربته لمعالجة أوضاعنا معالجة تلبي حاجاتنا الضرورية الحيوية مقاربة لا صحيحة ولا ذات جدوى.
من يتغافل عن التاريخ ـ بكلمة ـ فقد ذاكرته أو أكره نفسه على فقدانها وحظه في كدح الدنيا حظ وليد يحبو وأنى لوليد يحبو أن ينافس الجهابذة أو الكواسر والضواري! السؤال الحضاري مازال معلقا.
خلاصة ذلك أنّ السؤال الحضاري المعاصر: لماذا تأخرنا أو انحططنا أو تراجعنا ـ سواء تقدم غيرنا أو كان منحطا مثلنا ولكن نختلف في درجة أو نوع الانحطاط فحسب ـ يظل ذلك السؤال معلقا في أعناقنا جميعا لا يعفى منه منتم إلى الأمة العربية أو منتسبا إلى الإسلام. لماذا انحططنا هو نصف الجواب الصحيح عن السؤال الأجمع: كيف ننهض من جديد؟ فمن لم يطرح السؤال الأول لن يظفر بجواب صحيح عن السؤال الثاني. إيانا والخلط بين الأعراض والأمراض.
مما لا يحسب لنا في السنوات المتأخرة أنّ اللسان السياسي في توصيف الأمراض والأعراض طغى طغيانا شديدا على اللسان الفكري. اللسان السياسي يستبق اللحظة ويمضي بسرعة ـ بسبب وظيفته وليس عيبا فيه ـ إلى العرض الحاضر تنبيها إليه وتحريضا عليه من مثل سرطان الاستبداد السياسي. أما اللسان الفكري فهو ينفذ إلى المرض الأصلي تحليلا وتشريحا ومحاولة فهم. ربما تخلف اللسان الفكري ـ بذاك المعنى ـ في السنوات الأخيرة تقاعسا عن فريضة البحث والاجتهاد والتجديد فطغى اللسان السياسي الذي لا يزيد على قيادة وتوجيه أمة أو شعب أو مجتمع تحصن باللسان الفكري بعد تحليل لأدوائه وتشريح لمشكلاته. أما الاقتصار على اللسان السياسي أداء للدورين: دور القراءة والمقاربة ثم دور التحريض والتعبئة وإعادة البناء… ذاك اقتصار يهنأ به الكسالى بسبب أنّ الأزمة العربية والإسلامية الراهنة أزمة مستحكمة ومعقدة ومتشابكة بل شديدة الاستحكام والتعقيد والتشابك في التاريخ والحاضر وبين الفكر والدين والسياسة والعلاقة بالآخر. خذ إليك هذا المثال التوضيحي العملي.
التعبئة السياسية الحاضرة ضد الاستبداد السياسي العربي عمرها عقود وليس مجرد سنوات والضحايا على دروبها بالآلاف المؤلفة والجهود لا تحصى ولا تعد ولكن دار لقمان كما قال الشاعر المصري على حالها والقيد باق والطواشي لم يعد صبيحا ولكنه ولد صبيح أي إمعانا في التوريث العائلي وإمعانا في تفعيل عقد الاستبداد وإنتاج التعذيب والقهر والمسخ وإكراه الملايين على الهجرة القسرية إلى الغرب وبيع البلدان بالمجان إلى أسواق النخاسة الدولية وفرضا للتطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل بل إمعانا في نفاق عربي عجيب يتغنى بالديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات والعدالة الاجتماعية والاستقلال والسيادة وهو لا يزيد على أن يروغ منا كما يروغ الثعلب الخداع.
مثالان يذكرهما المفكرون العرب والمسلمون وفي الفؤاد حسرات وحشرجات: مثال رومانيا وبعض بلدان أروبا الشرقية البالية حيث انقلبت الشعوب على المستبدين بأمرها (بل منها إيران أصلا)… ومثال تركيا الأوردوغانية أو تركيا الجمهورية الثانية. أخطر نتيجة لذلك هي: اندياح آثار اليأس في الشارع العربي من المنهاجين معا: منهاج الثورة الشعبية التي تطيح بالمستبد ومنهاج الديمقراطية.
ذاك يأس لا يعالجه اللسان السياسي ـ فحسب ـ ولكن يعالج بالأساس باللسان الفكري تحليلا وتشريحا وتفكيكا وإعادة بناء أي: استدعاء الاجتماع والثقافة والدين والتاريخ قبل استدعاء السياسة فعلا يوميا مباشرا…  
لنسأل أنفسنا بصراحة وشجاعة: أنى لجهود سياسية مخلصة كبيرة أن تبوء في نهاية المطاف بتيار إسلامي لب مشروعه هو: الحكم العربي الحاضر إمارة إيمانية أو خلافة راشدة أو قريبا من ذلك والخروج عليها ـ بأي مظهر من مظاهر الخروج ولو كانت معارضة سياسية ـ خروج عن الإسلام وعن مبادئ البيعة الإسلامية!! إعادة إنتاج ذلك يعني أنّ القضية أعقد مما كنا نتصور. لا تقل لنفسك مستريحا: ذاك تيار صغير معزول تموله أنظمة معروفة. ولكن قل: المشروع الحضاري النهضوي العربي والإسلامي المعاصر لم يستكمل حلقات فكرية سابقة تحمل المشروع السياسي بما أنشأ فجوة أو شبه فجوة بين النخبة وبين المجتمعات والشعوب. فجوة ملأتها السلطة العربية بالعصا فتعمقت الفجوة حينا وبالدجل حينا آخر وبالاستقواء بالآخر الغربي حينا ثالثا فكانت الأمة هي الضحية. ضحية يعلوها الدم الأحمر القاني والفقر والجهل والمرض والقابلية للاحتلال ـ بأي صورة من صور الاحتلال المعاصر الجديد ـ في كل موضع من مواضع جسمها. سودانان وعراقان ويمنان..
تركيز الدوائر الغربية الكائدة على الأقليات الدينية والعرقية والمذهبية في الأمة تركيز واضح جلي لا يحتاج إلا لفتح الأعين. قامت حركة الترابي في 30 حزيران 1989 على أسس منها التعجيل بالانقلاب تلافيا لسقوط الشمال في أيدي الجنوبيين وبعد عقدين فحسب (2010) تتهيأ الأوضاع محليا وعربيا وإفريقيا ودوليا لانفصال الجنوب الذي لا يعني سوى انتصار دوائر العداء في أمريكا وأروبا ضدنا إذ صرح أحد أكبر قيادات الجنوب أن تدشين سفارة لإسرائيل أمر ممكن وبذا يكون اليمن جارا لأسرائيل هناك وبلدان أخرى تحتاج إسرائيل أن تكون جارة لها. العراق اليوم ـ هدية سفاح العصر بوش إلى إيران ـ عراقات ثلاث: عراق الأكراد وهو مستقل استقلالا تاما سوى أنّ الفرصة الدولية مازالت غير سانحة للإعلان عن استقلاله بمثل ما هو متاح لجنوب السودان. وعراق الشيعة الموالي لإيران والطامحة إلى ابتلاع المنطقة جزءً بعد جزءٍ مستغلة انقسام العرب وهرولة حكامهم إلى الاحتماء منهم بالأمريكان وإحدى أيدي الأمريكان الطولى دون ريب ولا شك: الصهيونية. أما عراق السنة فهو العراق الذي يكاد ينتمي لعالم الوجود الافتراضي بعد حملات استئصالية تدميرية ضدهم ربما تحصدهم كما حصدت الشيوعية في أعقاب الثورة البلشفية ملايين من المسلمين في ما عرف بعد ذلك بالجمهوريات الإسلامية المستقلة. اليمن هو الآخر اليوم 3 يمنات أو أكثر: يمن علي عبد الله صالح في الشمال ويمن الجنوب المتململ المتمرد (توحدت الألمانيتان في الفترة ذاتها التي توحد فيها اليمنان ولك أن تنظر في أوضاع الوحدتين: وحدة ألمانية جعلت من برلين عاصمة أروبا بأكثر من مقياس تاريخي ومالي وسياسي. ووحدة يمنية فشلت فشلا ذريعا منذ السنوات الأولى وهي اليوم تهدد بالانفجار). ويمن القاعدة ويمن الحوثيين ولن تكون النتيجة سوى اضطرار علي عبد الله صالح إلى الاستقواء بالأجنبي سيما أنه سيكون جاره في سفارة إسرائيل في جنوب السودان. وفي مصر قنبلة موقوتة مهددة بالإنفجار.
دعنا من الدويلات العربية الميكروسكوبية جغرافيا وتاريخا أو وجودا دوليا من مثل موريطانيا وتونس والصومال وغيرها… ما هو وضع أكبر دولتين عربيتين: العربية السعودية ومصر؟ مصر مهددة بمصير غير بعيد عن مصير السودان بسبب ما لا يزيد عن 4 بالمائة من الأقباط المسيحيين الموالين للحكومة المركزية من جهة ومن ذوي الاستقلال الديني والمالي من خلال الكنائس والمصالح والعلاقات الخارجية من جهة أخرى. ما كشف عنه الدكتور العوا للجزيرة قبل أسابيع من وجود أسلحة داخل بعض الكنائس المصرية فضلا عن تواتر أخبار موثقة صحيحة عن احتجاز أكثر من امرأة قبطية عضلا لها عن اختيار الإسلام ـ سيما أنّ إحداهن زوج لأحد أكابر الأقباط نفوذا ـ… ما كشف عنه لا يعني سوى أنّ قنبلة موقوتة شديدة الانفجار تهدد مصر. قنبلة نسجت فتائلها بين ثلاثي: الحكومة المركزية التي يؤمن لها الاستمرار بقدر تمكينها للصهيونية وخنق غزة والتسامح مع المسيحيين والأقباط أنفسهم سيما قياداتهم النافذة حتى لو غرنا الذي غرنا من دعمهم لقضية فلسطين بعدما تبين أنّ دعم فلسطين من أكثر من طرف إسلامي أو مسيحي لم يكن سوى قرص حماية يوفر لمشاريع الانفصال أو العداء مناخات نشوء مناسبة مع الدوائر المعادية للأمة العربية والإسلامية سيما إذا كانت الحالة المعنية هي مصر المتاخمة لغزة وفلسطين وصاحبة الأزهر الشريف ولدورها المعروف تاريخيا ودينيا في القضايا العربية والإسلامية. أزمتنا خطيرة وكبيرة ومعقدة والمعالجة من جنس المشكل.
كل ما أردنا لفت النظر إليه هنا هو أنّ الغرق من بعضنا في قضايا قطرية محلية ملحة لا يبرَّرُ بأي حال من الأحوال إلا بما يخدم القضايا الكبرى الأشد إلحاحا للأمة جمعاء قاطبة وإلا سقطنا فيما يراد لنا السقوط فيه أي استمراء حالة التمزق والتفرق والتشظي.
عناوين أزمتنا معروفة لكل طالب في الابتدائي ولكن المطلوب ليس تعدادها أو إحصاؤها بل المطلوب أمران: إعادة تركيب تلك العناوين (الاستبداد السياسي + نهب الثروات + مقاومة الاحتلال إلخ…) ضمن دليل معاصر مبسط يستوعبه الناس ويتعبؤون له ويتعاونون عليه تلافيا لحالة التشوش الذهني كلما تطرق الحديث إلى عنوان من تلك العناوين أو طرح السؤال الحضاري المعاصر الأكبر: كيف ننهض من جديد مؤسسا على سؤال: لماذا انحططنا؟!… الأمر الآخر المطلوب هو: التعبؤ لملء الفراغ الفكري المحيط بأزمتنا المعاصرة على معنى أن تؤسس الأجوبة على مقاربات فكرية صحيحة وتتسع لحد أدنى من العمق والدقة والشجاعة بنظرة في التاريخ وأخرى في الواقع فلا نقع صرعى تفسير تآمري ضدنا من جهة ولا نجلد أنفسنا جلدا يستحيل معه كل تاريخنا سوادا في سواد من جهة أخرى. تحصنت تركيا أو هي على طريق التحصن ..
اختارت إيران طريقها المذهبي ونحن حيالها بين متوجس شرا وبين مؤيد باحتراز..
اتخذت بعض شعوب شرق أروبا طريق الثورات البرتقالية فحققت نجاحات..
احتمت بعض بلدان جنوب شرق آسيا بالهوية من جهة وبالتعويل على المقدرات الذاتية من جهة أخرى فكادت تنافس العمالقة اقتصاديا منافسة ندية…
حسمت أروبا معركتها الحضارية بين الإقطاع المتكنس أو الكنيسة المتأقطعة وبين الثورات العلمية بالإجماع الديمقراطي والعدالة الاجتماعية…
حتى الهند الوثنية ـ حيث مليار وثلث من البشر ـ أنقذتها الديمقراطية من الهلاك وهي اليوم قوة عمرانية ديمغرافية واقتصادية صاعدة…
حتى الصين الشيوعية توفقت إلى اختيار شيوعية ليبرالية غير عسيرة الهضم لم تكن عائقا أمام صعودها الاقتصادي تعويلا على إمكانياتها الذاتية…
لم يعد في الأرض غيرنا ـ نحن العرب والمسلمين ـ ممن لم يحسم خياره الثقافي والاجتماعي والسياسي والاستراتيجي بما يضمن له مساحة تليق بحجمه التاريخي والقيمي والجغرافي والعمراني والمالي فوق الأرض وتحت الشمس… أليست تلك مفارقة خطيرة أولى بالبحث والمقاربة من قضايا عربية أو إسلامية أخرى أدنى حظا في سلم مراتب الأولويات الحضارية؟ (المصدر: موقع « الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 8 نوفمبر2010)  

بوش يكابر.. والهزائم تفضحه


عبد الباري عطوان 2010-11-09
 
لم يبد الرئيس الامريكي السابق جورج دبليو بوش أي ندم على قراره بغزو العراق واحتلاله، والنتائج التي ترتبت عليه، مثلما جاء في مذكراته التي صدرت امس في الولايات المتحدة، ولماذا يندم شخص مثله وظف القوة الاعظم في العالم لخدمة المصالح الاسرائيلية، وشن حروباً ضد العرب والمسلمين للحفاظ على تفوقها العسكري، وبما يدفعها لمواصلة جرائم الحرب والتطهير العرقي التي ترتكبها في فلسطين ولبنان وسورية.
الرئيس بوش لم يشعر بالندم مطلقا لان حربه في العراق دمرت البلد بالكامل ومزقت نسيجه الاجتماعي، ووحدته الجغرافية، ورملت مليون امرأة، ويتمت خمسة ملايين طفل، وفجرت حربا اهلية واخرى عرقية، واتت بتنظيم ‘القاعدة’ الى البلاد. فلماذا يندم طالما ان العراقيين الذين شرّعوا له هذه الحرب، ووفروا لها الغطاء، ودافعوا، وما زالوا يدافعون عنها ويبررون نتائجها الكارثية، لم يظهروا اي ندم بدورهم بل ويتباهون بنتائجها، ويجادلون بان عدد الشهداء الذين سقطوا فيها لا يزيدون عن 120 الفا، رغم ان وثائق الحكومة الامريكية التي نشرها موقع ويكيليكس قال ان هذا الرقم اقل خمس مرات على الاقل من الحقيقة. الانسان العراقي، او العربي والمسلم، ليس له اي قيمة لدى الرئيس بوش، ولا لدى حلفائه العراقيين، فطالما ان الضحايا ليسوا امريكيين او غربيين فلا ضير من قتلهم، او تعذيبهم، او ترميل نسائهم، وتيتيم اطفالهم، فهؤلاء بشر من مرتبة دونية، لا بل هم حشرات يجب سحقهم في نظر هؤلاء.
كثيرة هي المحطات التي يمكن التوقف عندها اثناء مطالعة بعض الملخصات التي وردت في هذه المذكرات، وخاصة تلك التي ورد فيها طلب ايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق من الولايات المتحدة تدمير المفاعل النووي السوري المزعوم قرب مدينة دير الزور، او وضعه خططا لغزو العراق بعد اسابيع من احداث الحادي عشر من ايلول (سبتمبر)، أو ايعازه لخبراء وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) بدراسة احتمالات الحرب على ايران لتدمير او تأخير برنامجها النووي. ولعل اعتراف الرئيس بوش بان اسرائيل اقدمت على تدمير مفاعل دير الزور النووي السوري من اجل استعادة الثقة بنفسها وقواتها العسكرية بعد هزيمتها في حرب تموز (يوليو) عام 2006 على لبنان، هو اعتراف يستحق التوقف عنده، والتأمل في معانيه، خاصة من قبل الذين انكروا الانتصار الكبير الذي حققته المقاومة في هذه الحرب، وشككوا، وما زالوا يشككون في جدواها.
الرئيس بوش لم يقدم على ضرب ايران، وتردد في اصدار الاوامر لطائراته وقواته الضاربة في الشرق الاوسط لشن عدوان على سورية، لانه يدرك خطورة مثل هذه الحماقات، والنتائج التي يمكن ان تترتب عليها، والفضل في ذلك يعود الى المقاومتين الشرستين للمشاريع الامريكية في العراق وافغانستان، وهي المشاريع التي باءت بالفشل الذريع على الصعيدين الاستراتيجي والاقتصادي على وجه الخصوص. ‘ ‘ ‘ ومن هنا نستطيع ان نفهم حالة ‘الجبن’ التي تسود اوساط الادارة الامريكية الحالية تجاه الضغوط الاسرائيلية المكثفة، من خلال اللوبي اليهودي النافذ، لشن عدوان او اكثر على سورية وايران وتصفية حركات المقاومة في جنوب لبنان وقطاع غزة. فبالامس نشرت الصحف العبرية تقارير اخبارية افادت بان بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل لم يتلق اي تجاوب من الادارة الامريكية الحالية لطلباته باعداد هجوم امريكي ضد ايران لوقف تطوير برنامجها النووي، لان هذه الادارة اكدت له معارضتها لمثل هذه الحرب قبل انسحاب القوات الامريكية من العراق في نهاية آب (اغسطس) المقبل، ومن افغانستان، قبل نهاية العام 2012.
ولا نستبعد ان يكون الهدف من تسريب مثل هذه التقارير الاخبارية جزءا من حملات التضليل، او في اطار الحروب النفسية، التي تبرع المخابرات الغربية والاسرائيلية خاصة، في ممارستها، ولكن علينا ان نضع في اعتبارنا في الوقت نفسه، ان كل هذه الاساليب لم تنجح مطلقا في تحقيق اهدافها، في اضعاف عزيمة المقاومة لدى الشعوب العربية والاسلامية الواقعة تحت الاحتلالين الامريكي والاسرائيلي.
فقوة التدمير الهائلة التي استخدمتها القاذفات الامريكية من طراز ‘بي 52’ العملاقة، نجحت في اطاحة حكم طالبان في كابول بشكل مؤقت، ولكن بعد تسع سنوات، وخسارة اكثر من 500 مليار دولار، ها هي الادارة الامريكية تدرس الهروب من افغانستان، وتتوسل التفاوض مع حركة ‘طالبان’، وتعلن حال الطوارئ للتصدي لطرود تنظيم ‘القاعدة’، والتوسع المطرد لفروعه في العالمين العربي والاسلامي، وهو تنظيم من المفترض ان تكون الحرب الامريكية على الارهاب قد قضت عليه، واقتلعته من جذوره، قبل تسع سنوات على الاقل.
العراق اليوم الذي يعتبر الرئيس بوش غزوه واحتلاله انجازا لادارته، ما زال حتى هذه اللحظة بلا حكومة، ولا مياه، ولا كهرباء، ولا رئيس، ويحتل المرتبة الثانية كأكثر بلاد العالم فسادا، وتفرد منظمات حقوق الانسان صفحات في تقاريرها لانتهاكات حقوق الانسان واقبية التعذيب السرية والعلنية التابعة لحكومته الديمقراطية. ‘ ‘ ‘ الزمن الذي كانت تستخدم فيه الولايات المتحدة عضلاتها العسكرية لتدمير البلدان وتغيير انظمتها بالقوة قد ولى الى غير رجعة، لسببين رئيسيين، الاول ان الانتصارات العسكرية، بسبب الفارق في موازين القوى، هي مقدمة حتمية لهزائم لاحقة، فهذه الانتصارات سهلة ولكن الحفاظ عليها هو الاصعب، اما الثاني فهو ان وقائع الحروب الامريكية الاخيرة، اثبتت ان الولايات المتحدة خبيرة في التدمير، وليس في البناء، في الوقت الراهن على الاقل. ولنا في المثالين العراقي والافغاني، خير دليل يؤكد هذه الحقيقة. فمن المفارقة ان الولايات المتحدة التي خسرت الف مليار دولار، وخمسة الاف جندي في العراق، تراجع نفوذها وحلفائها العرب في هذا البلد الى الحدود الدنيا، ولم يعد لها الكلمة الفصل في شؤونه الداخلية رغم وجود خمسين الفا من قواتها على ارضه، واصبح اعداؤها في دول الجوار (ايران، وبدرجة اقل سورية) هم اصحاب الكلمة العليا والاخيرة. ويظل الحذر مطلوبا، فاحتمالات الحرب ما زالت اكبر بكثير من احتمالات عدمها، ولا نقول السلام، فعندما تقرر اسرائيل الانسحاب من قرية الغجر من جانب واحد في جنوب لبنان، وعندما يشرب مناوئو المقاومة ‘حليب السباع’ في لبنان، ويقترب صدور القرار الظني عن المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري، وتنشر الصحف الاسرائيلية انباء عن اقتراب نجله سعد الحريري من الانهيار العصبي، ان لم يكن قد انهار فعلا، من الضغوط التي تمارس عليه من معسكرين، الاول يطالب بنشر مضمون القرار الظني، والثاني يحذره من ذلك لما يمكن ان يترتب على هذه الخطوة من انفجار البلد، وغرقه في حروب اهلية طائفية وربما اقليمية، واخيرا امتناع روسيا المفاجئ عن تزويد ايران بصواريخ ‘اس 300’ المضادة للطائرات، فان جميع هذه المؤشرات مجتمعة او متفرقة، تدفع للاستعداد لكل الاحتمالات، والحرب منها خصوصا. لا احد يريد الحروب او يتمناها، ولكن اذا وقعت الحرب في المنطقة، تحت اي ذريعة فان العرب لن يكونوا الخاسر الاكبر، لسببين: الاول لان ليس لديهم ما يخسرونه اساسا، فقد وصلت امورهم الى القاع وليس امامهم غير الصعود الى اعلى، والثاني ان اي عدوان جديد سيجد من يرد عليه، ويكيل الصاع صاعين، ولن تخرج منه اسرائيل الا مثخنة الجراح، وكذلك امريكا وحلفاؤها. لعلها نهاية السنوات العربية الاسلامية العجاف، وبداية الكوابيس الامريكية ـ الاسرائيلية، او هكذا نأمل ونصلي. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 10 نوفمبر  2010)

آداب الخصـام في السياسة


محمد كريشـــــان 2010-11-09 إذا ما قدر لجلسة مجلس النواب العراقي أن تنعقد غدا الخميس كما اتفقت مختلف الأحزاب والتيارات السياسية، وإذا ما أفلح المجلس خلالها في اختيار رئيس له ونائبيه، وإذا ما اعتبر ذلك تنفيذا للخطوة الأولى من اتفاق يحسم موضوع الرئاسات الثلاث بحيث يظل جلال الطالباني رئيسا للبلاد ونوري المالكي رئيسا للوزراء. إذا ما حصل كل ذلك، ودونه عقبات ليست هينة، سيكون بعض السياسيين في وضع أقل ما يقال عنه إنه محرج للغاية.
السبب في ذلك ببساطة أن بعض العراقيين قالوا في رئيس وزرائهم المنتهية ولايته، والتي قد تتجدد، ما لم يقله مالك في الخمر. لقد شهروا بالرجل على كل الأصعدة شخصيا وسياسيا. نعتوه بالأخص بالطائفي والعميل لإيران لكن الأقسى بالتأكيد اتهامه بالتورط في أعمال قتل واسعة خارج نطاق القانون ولحسابات لا علاقة لها بالمصلحة الوطنية واستقرار البلد. وحين كشف موقع’ويكيليكس’ آلاف الوثائق السرية للجيش الأمريكي، وصفه بعضهم بأن يديه ملطختان بدماء شعبه ولا مجال للتعامل معه بعد اليوم. وبغض النظر عن صحة هذه الاتهامات من عدمها، فإنها قد تفهم إذا كان مطلقها محللا سياسيا أو كاتب رأي من حقه أن يعبر عما يعتقده، لكن أن يكون مطلقها سياسيا ناشطا مستقلا أو متحزبا فذلك ليس من الحصافة في شيء، اللهم الا إذا قرر القطيعة النهائية التي لا رجعة عنها مع الرجل وحزبه وهو أمر يفترض أنه غير وارد مع ما يمثله هذا الرجل في المشهد السياسي الحالي أحببناه أم مقتناه.
على كل العراق ليس حالة خاصة في المشهد السياسي العربي فلنا في لبنان وفلسطين أسطع مثالين آخرين . لبنان عاش حربا أهلية لعينة حاول فيها كل واحد شطب الآخر بالكامل فلم ينجح أي منهم. اضطروا للجلوس معا بعد بحر من الدماء واتفقوا على صيغة تعايش سياسي معينة في اتفاق الطائف قبل أكثر من عشرين عاما . لم تسر الأمور دائما بسلاسة ودخل ‘الأفرقاء’، كما يحلو للبنانيين دون سواهم أن يطلقوها، في تسويات أخرى آخرها ‘اتفاق الدوحة’ العام الماضي. ومع ذلك هاهو بعضهم يوجه لبعضهم الآخر نعوتا وشتائم واتهامات وهو يعلم أنه في النهاية سيضطر للجلوس معهم والبحث عن تسويات. لم هذا التجريح إذن وهو الذي لا بد أن يترك ندوبا مهما حاول كل واحد تجاوز ما جرى!!؟؟. نفس الشيء يقال عن الفلسطينيين والسجال المرير بين ‘فتح’ و’حماس’، لقد قال بعضهم في بعض كلاما من الصعب أن تتخيل بعده أن يجلسوا معا ،و قد فعلوا وسيفعلون، إلى حين التوصل إلى تسوية لأنه لا خيار بديلا عن ذلك.
لا أحد يمكن أن يصادر الحق في الاختلاف والتعبير عنه ولكن لا بد من الاحتفاظ بما يسمى ‘خط الرجعة’ لأن لا أعداء دائمين ولا أصدقاء دائمين في عالم السياسة. وفي عام 1983 وبعد خروج الزعيم الراحل ياسر عرفات من حصار مخيمات طرابلس في لبنان وتوجهه إلى مصر المقاطعة آنذاك بسبب اتفاقات ‘كامب ديفيد’، غضب زعيم الجبهة الشعبية الراحل جورج حبش من الخطوة ووصف عرفات بـ’سادات فلسطين الذي يجب أن يخجل أي كان من مصافحته’. مرت السنوات وتغيرت الأحوال، وحين مات ‘الختيار’ رثاه ‘الحكيم’ كأشد ما يكون الرثاء صدقا. وعلى ذكر عرفات، الذي اشتهر بعدم قطع شعرة معاوية مع كائن من كان، فقد رويت عنه نكتة تقول إنه في مناسك الحج لم يشأ عرفات أن يرمي بكل الحجر على الشيطان واحتفظ ببعضه في جيبه ولما سئل عن السبب قال ‘ أحسن، ما حدش عارف’!! (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 10 نوفمبر  2010)

المحاسبة في العراق

هيثم مناع لم أتفاجأ، وقد كنت في أولى بعثات التحقيق التي وصلت بغداد بعد الاحتلال، وأعددت أكثر من تقرير عن الفلسطينيين في العراق والتعذيب في السجون، بوثائق موقع ويكيليكس. وكانت اللجنة العربية لحقوق الإنسان مع 31 من المنظمات الحقوقية قد تبنت ووزعت بعدة لغات عالمية دراسة الباحثين جيمس بول وسيلين ناهوري (الحرب والاحتلال في العراق)، وفيها توثيق متميز لكل ما يتعلق بتدمير التراث الثقافي واستعمال الأسلحة العشوائية والشديدة الإيذاء والاعتقال التعسفي والخطف وسوء معاملة السجناء والتعذيب المنهجي والهجوم على المدن وقتل المدنيين والأعمال الوحشية والنزوح وأخيرا وليس آخرا منظومة الفساد والاحتيال والأعمال غير المشروعة. هذا العمل المتميز الذي صدر في 2007 عن مركز دراسات الوحدة العربية واللجنة العربية لحقوق الإنسان في كتاب مشترك. لم أتفاجأ بالوثائق التي شكلت لكل ملاحقٍ لمجرمي الحرب هدية لا تقدر بثمن. ففي عام 2006 رد علينا المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية طالبا المزيد من التوثيق والوقائع، ومنذ ذلك الحين، ثمة عمل على التوثيق لم يكتمل بعد لصعوبة العمل الميداني في العراق وعدم وجود خبرة جيدة لدى الحقوقيين العراقيين. اليوم، وبعد كل ما تم تجميعه، يضاف إليه صهريج المعلومات الموثقة الجديدة، لم تعد كلمات كالاحتلال والحرب الأهلية تكفي للتعبير عن المشهد العراقي، لقد نقلت قوات الاحتلال والأجهزة البوليسية العسكرية التي أنجبتها ما يمكن تسميته حالة التوحش. التوحش في القتل والنهب واستلاب حقوق الناس. حق الحياة لم يعد له أدنى معنى، أما الحريات الصحفية فماذا تفعل به صحيفة تطبع خمسمائة نسخة في إصدارين في الأسبوع. حرية الصحافة هي ابنة التهديد اليومي بقتل أصحاب القلم والكفاءات الذهنية والعلمية والخبراء. لقد نجحت قوات الاحتلال والمليشيات والجماعات الإرهابية على اختلافها في تحويل البلاد إلى حقل تجارب لتعدد أشكال الموت والدمار. إثر 11 سبتمبر/أيلول 2001، أعلنت الإدارة الأميركية حالة الحرب على الإرهاب، حرب غير محددة الحدود والهدف والجماعات وحجم التدمير والأمد مع كل ما يترتب على ذلك من تحطيم لبنى القانون الدولي والعلاقات بين الدول والشعوب والمواثيق الخاصة بحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني. وإن كانت الإدارة الأميركية قد نجحت في الحصول على ما يمكن تسميته « تشريع العدوان بالدفاع عن النفس » في حربها على أفغانستان، فلم يكن ممكنا تكرار السيناريو في العراق، خاصة وقد نزل الملايين إلى الشارع في كل أنحاء المعمورة ضد الحرب. إلا أن الإدارة الأميركية كونت خارج نطاق الأمم المتحدة تحالفا دوليا لاحتلال العراق بدعوى تحطيم أسلحة الدمار الشامل التي ادعت وجودها على أراضيه. وتحركت منذ ذلك التاريخ في خروج واضح عن الشرعية الدولية، ثم شرعنت هذا الخروج بفرض الأمر الواقع على المؤسسة الأممية والمجتمع الدولي. يمكن القول إن مباشرة العدوان على العراق في 2003 دون موافقة مجلس الأمن وبانتهاك واضح لميثاق الأمم المتحدة لاحتلال أراضي بلد عضو كانت جريمة عدوان وفق قرارات سابقة للمنظمة الدولية التي اعتبرت عملا مشابها جريمة عدوان يستوجب تطبيق الفصل السابع بحق المعتدي (احتلال الكويت). ولو أن الأمم المتحدة لم تقم بواجبها في كوسوفو كما يجب، تاركة لحلف الناتو تقرير مصير الإقليم، إلا أن العدوان على العراق لم يتوقف مع احتلاله وتحطيم ما تبقى من بناه التحتية خاصة منها ما يتعلق بالاتصالات والماء والكهرباء والنقل. بل تبع ذلك تفكيك مؤسسات الدولة العراقية وخلق حالة فوضى في محاولة لجعل الشعب العراقي يرضخ للاحتلال باعتباره عنصر الاستقرار الوحيد. إلا أن هذا الشعب لم يرضخ لقدر الاحتلال وباشر عدة أشكال للمقاومة السلمية والمسلحة، وخلقت حالة الفوضى أيضا عصابات الجريمة المنظمة للسرقة والنهب والخطف، كذلك مشاركة أطراف ملوثة بالطائفية والمذهبية والتطرف الديني في بلد متعدد المعتقدات والقوميات. ولم تنجح الأطراف العراقية المتواطئة في بناء جيش لكل العراقيين وساهمت مع قوات الاحتلال في تكوين مليشيات مسلحة أدخلتها بشكل هيكلي في أجهزة الأمن الجديدة التي تحولت إلى مرتع لفرق الموت وحولت العراق في غياب السيادة الوطنية لفضاء يشعر كل تنظيم مسلح -مهما كانت أطروحاته- بإمكانية العمل فيه. من وجهة النظر الحقوقية والواقعية، جريمة العدوان هي التي زرعت الأرضية الصالحة لمختلف أشكال العنف التي يعيشها العراق وقوات الاحتلال هي المسؤول القانوني عن سلامة السكان المدنيين في مناطق الاحتلال. أما المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق السكان المدنيين في مختلف مدن العراق دون محاسبة أو حتى مراجعة من قبل قوات محتلة كذلك خلق وضع الموت فيه جزءا لا يتجزأ من الحياة اليومية والمليشيات فيه قضية عادية وترحيل عشرات الآلاف من السكان من عاديات الأمور. وفق المعلومات الموثقة لمنظمات حقوق الإنسان، والتي عززتها الوثائق المنشورة مؤخرا على موقع ويكيليكس، نحن أمام جرائم حرب يعاقب عليها القانون والعرف الدوليين. هذه الجرائم تشمل بشكل أساسي: القسم الأول: الانتهاكات الجسيمة لاتفاقيات جنيف المؤرخة في 12 أغسطس/آب 1949، أي فعل من الأفعال التالية ضد الأشخاص أو الممتلكات الذين تحميهم أحكام اتفاقية جنيف ذات الصلة: 1- القتل العمد، (يوجد أمثلة وشهادات). 2- التعذيب أو المعاملة اللا إنسانية (يوجد أمثلة وشهادات)، بما في ذلك إجراء تجارب بيولوجية. 3- تعمد إحداث معاناة شديدة أو إلحاق أذى خطير بالجسم أو بالصحة، (يوجد أمثلة وشهادات). 4- إلحاق تدمير واسع النطاق بالممتلكات والاستيلاء عليها دون أن تكون هناك ضرورة عسكرية تبرر ذلك وبالمخالفة للقانون وبطريقة عابثة، (يوجد أمثلة وشهادات). 5- إرغام أي أسير حرب أو أي شخص آخر مشمول بالحماية على الخدمة في صفوف قوات دولة معادية. 6- تعمد حرمان أي أسير حرب أو أي شخص مشمول بالحماية من حقه في أن يحاكم محاكمة عادلة ونظامية، (يوجد أمثلة وشهادات). 7- الإبعاد أو النقل غير المشروعين أو الحبس غير المشروع، (يوجد أمثلة وشهادات). 8- أخذ رهائن، (يوجد أمثلة وشهادات). القسم الثاني: الانتهاكات الخطيرة الأخرى للقوانين والأعراف السارية على المنازعات الدولية المسلحة، في النطاق الثابت للقانون الدولي، ووجود أدلة على وقوع الأفعال التالية: 1- تعمد توجيه هجمات ضد السكان المدنيين بصفتهم هذه أو ضد أفراد مدنيين لا يشاركون في الأعمال الحربية. 2- تعمد توجيه هجمات ضد مواقع مدنية، أي المواقع التي لا تشكل أهدافاً عسكرية. 3- تعمد شن هجمات ضد موظفين مستخدمين أو منشآت أو مواد أو وحدات أو مركبات مستخدمة في مهمة من مهام المساعدة الإنسانية أو حفظ السلام عملاً بميثاق الأمم المتحدة ما داموا يستحقون الحماية التي توفر للمدنيين أو للمواقع المدنية بموجب قانون المنازعات المسلحة. 4- تعمد شن هجوم مع العلم بأن هذا الهجوم سيسفر عن خسائر تبعية في الأرواح أو عن إصابات بين المدنيين أو عن إلحاق أضرار مدنية أو عن إحداث ضرر واسع النطاق وطويل الأجل وشديد للبيئة الطبيعية يكون إفراطه واضحاً بالقياس إلى مجمل المكاسب العسكرية المتوقعة الملموسة المباشرة. 5- مهاجمة أو قصف المدن أو القرى أو المساكن أو المباني العزلاء التي لا تكون أهدافاً عسكرية، بأية وسيلة كانت. 6- قتل أو جرح مقاتل استسلم مختاراً، يكون قد ألقى سلاحه أو لم تعد لديه وسيلة للدفاع. 7- تعمد توجيه هجمات ضد المباني المخصصة للأغراض الدينية أو التعليمية أو الفنية العلمية أو الخيرية والآثار التاريخية، والمستشفيات وأماكن تجمع المرضى والجرحى شريطة ألا تكون أهدافاً عسكرية. 8- قتل أفراد منتمين إلى دولة معادية أو جيش معاد أو إصابتهم غدراً. 9- إعلان أن حقوق ودعاوى رعايا الطرف المعادي ملغاة أو معلقة أو لن تكون مقبولة في أية محكمة. 10- المشاركة في نهب أي بلدة أو مكان حتى وإن تم الاستيلاء عليه عنوة. 11- استخدام أسلحة أو قذائف أو مواد أو أساليب حربية تسبب بطبيعتها أضرارا زائدة أو آلاماً لا لزوم لها أو أن تكون عشوائية بطبيعتها بالمخالفة للقانون الدولي للمنازعات المسلحة، بشرط أن تكون هذه الأسلحة والقذائف والمواد والأساليب الحربية موضع حظر شامل وأن تدرج في مرفق لهذا النظام الأساسي، عن طريق تعديل يتفق والأحكام ذات الصلة الواردة في المادتين 121 و123. 12-الاعتداء على كرامة الشخص، وبخاصة المعاملة المهينة والحاطة بالكرامة. 13- الاغتصاب أو الاستعباد الجنسي أو الإكراه على البغاء أو الحمل القسري على النحو المعرف في الفقرة 2 (و) من المادة 7، أو التعقيم القسري، أو أي شكل آخر من أشكال العنف الجنسي يشكل أيضا انتهاكاً خطيراً لاتفاقيات جنيف. هذه الحالات يمكن ملاحقتها قانونيا وفق الاختصاص الجنائي العالمي أمام محاكم أوروبية وبالنسبة لجريمة التعذيب يشمل ذلك المحاكم الأميركية كذلك التحرك أمام القضاء البريطاني ومن جديد أمام المحكمة الجنائية الدولية لأن مجمل الأطراف المذكورة صدقت على اتفاقية مناهضة التعذيب ولأن المدعي العام للمحكمة الجنائية لم يرفض الاختصاص في رده علينا بل طالب بتوثيق وتعزيز الأدلة والبراهين. ووفق ما هو موثق الآن من المفضوح من وثائق أميركية، يمكن إقامة دعاوى قضائية بحق أسماء معروفة متورطة على سبيل المثل لا الحصر رئيس الوزراء السابق إبراهيم الجعفري ووزير داخليته بيان جبر صولاغ ورئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي ووزيرا الداخلية والدفاع، لمنهجة ممارسة التعذيب من قبل الحكومة ومؤسساتها كذلك ملاحقة كل من يثبت تورطه أو مشاركته أو تشجيعه لجريمة التعذيب والقتل خارج القضاء من قيادات وعناصر المليشيات والقيادة السياسية الحالية بدءا بنوري المالكي أمام المحاكم الأوروبية. لا يعني تأسيس هيئة قانونية تجرّم انتهاكات معينة لقوانين الحرب أن مجرمي الحرب سيحاكمون بالفعل. فهذا الأمر يظل أمراً على الدولة وأيضاً الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى أن تفعله. فاتفاقيات جنيف تطلب من جميع الأطراف أن يبحثوا عن جميع الأشخاص المشتبه في اقترافهم انتهاكات جسيمة ومحاكمتهم أو تسليمهم. ويمنح القانون الدولي جميع الدول حقاً قانونياً بمقاضاة مجرمي الحرب بمقتضى نظرية السلطة القضائية الدولية. فبينما حاكمت بعض الدول مجرمي الحرب أحيانا (على سبيل المثال، محاكمة الولايات المتحدة لمجرمي مذبحة مي لي (في فيتنام)، يظل النمط السائد أكثر من غيره، رغم التزامات اتفاقيات جنيف، إما مجرد عقوبة إدارية أو حصانة. في القانون الدولي، لا تخضع إلا جرائم خطيرة للسلطة القضائية الدولية. والدولة هي التي لها السلطة القضائية الأساسية على هذه الجرائم، وتحديد ما إذا كان فرد سيحاكم أم لا يعتمد، من بين أشياء أخرى، على ما إذا كان قانون الدولة المحلي يسمح بمحاكمة مثل تلك الجرائم. وتشمل أكثر الجرائم الخطيرة الخاضعة للسلطة القضائية الدولية الانتهاكات الخطيرة لقوانين الحرب وأعرافها، الجرائم ضد الإنسانية، ومنذ حكم محكمة الجنايات الدولية ليوغسلافيا السابقة في قضية تادك، انتهاكات المادة الثالثة المشتركة في اتفاقيات جينيف الأربع لسنة 1949 التي تنطبق على النزاعات المسلحة غير الدولية. في وضع كهذا، وضمن معطيات القوانين العراقية والقانون الدولي، ليس للشعب العراقي أفرادا وجماعات من ملجأ فعال سوى مطالبة رئيس الوزراء الجديد في العراق: أولا: بالتصديق الفوري على ميثاق روما للمحكمة وإعلان انضمام العراق لها طرفا كامل العضوية دون أية تحفظات الأمر الذي يسمح للمحكمة بممارسة اختصاصها في كل الجرائم الجسيمة. ثانيا: أن يوجه رئيس الوزراء باسم الحكومة العراقية والسلطة التشريعية في البلاد رسالة إلى المحكمة يطلب فيها، وفقا للمادة 12 الفقرة الثالثة، النظر في الجرائم التي وقعت قبل تاريخ التصديق والتي ما زالت قيد البحث والاستقصاء والتحقيق، وما زالت مستمرة شكلا وموضوعا أو أسلوبا ونهجا من أي طرف كان على الأراضي العراقية. إن أي طرف عراقي داخل السلطة التشريعية أو التنفيذية يقف في وجه هذا المشروع، إنما يقر بدوره في تغييب القضاء الجنائي والمحاسبة، في غياب لأي هيكل قانوني قادر على المحاسبة المستقلة داخل البلاد. ويقر أيضا بشكل غير مباشر بتورطه في الجرائم الجسيمة التي حدثت وتحدث، عبر الحرص على عدم كشف الجرائم ومرتكبيها. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 10 نوفمبر  2010)


 

دروس من العفو البريطاني

  


محمود المبارك بثقة عارمة وجرأة غير مبالية، استهل وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، زيارته الأخيرة إلى إسرائيل بتصريح يتناسب مع تاريخ بلاده الوفي لمساندة الإجرام والاحتلال الصهيوني، حين أعلن عن نية بلاده في تغيير قوانينها الداخلية، لأجل حماية مجرمي الحرب الإسرائيليين من المثول أمام ما كان يمكن أن يوصف بـ »العدالة البريطانية ».
جاءت تصريحات وزير الخارجية البريطاني هذه متزامنةً مع الذكرى الثالثة والتسعين لوعدٍ، غني بالشهرة عن التعريف، أطلقه سلفٌ له قديم، لا يزال يتربع في ذاكرة اليهود والمسلمين، بدرجة مختلفة من الحب والبغض.
وإذا كان بلفور قد سن سنة عطاء « من لا يملك لمن لا يستحق »، فإن الوزير البريطاني الحالي تفوق عليه بإعطاء درس « العفو عن كل من لا يستحق ».
هذا العفو البريطاني السخي يأتي متزامناً مع الذكرى الرابعة والخمسين لأحد أبشع الجرائم الإسرائيلية، التي شملت إبادة المئات من الفلسطينيين فيما عرف تاريخياً بـ »مجزرة خان يونس »، كما أنه ليس بعيداً عن الذكرى الثانية للحرب الإسرائيلية على غزة، والتي بسبب جرائمها غير المسبوقة لا يزال أحرار العالم وشرفاؤه ينتظرون الساعة التي تبسط فيها العدالة الدولية يدها ومن ثم تقبضها بصيد مجرمي الحرب الإسرائيليين، أو حتى بعضهم.
ليست الخطوة البريطانية للانسلاخ من الالتزام بالقوانين الدولية بدعة في عالم الغرب الحديث. فقد سبقت هذه الخطوة، خطوتان غربيتان مماثلتان. فأما الخطوة الأولى فقد جاءت من بلجيكا، حيث غيرت الحكومة البلجيكية قوانينها الداخلية لأجل منع محاكمها الداخلية من قبول قضايا مرفوعة ضد مجرمي الحرب الإسرائيليين، مثيلة لتلك التي قبلتها المحاكم البلجيكية ضد شارون عام 2001. أما الخطوة الأخرى فقد جاءت من إسبانيا، حيث تغيرت القوانين الداخلية التي كان بموجبها يمكن التقدم برفع دعوى ضد مجرمي الحرب الإسرائيليين من قبل المواطنين الإسبان، أصحاب البشرة البرونزية الرائعة الجمال، التي تنم عن الدم العربي الذي لا يزال يجري في عروق الكثير منهم.
وعلى الرغم من أن التبجح الإسرائيلي تجاوز ازدراء القوانين الدولية إلى التعدي على القوانين الداخلية للدول الأوروبية من خلال تزوير جوازات سفر دول أوروبية « صديقة » بما فيها بريطانيا، أثناء القيام بجريمة اغتيال محمود المبحوح، على الرغم من ذلك كله، إلا أن العين الأوروبية لا تزال مستمرة في تجاهل هذه الجرائم مجتمعة ومتفرقة.
من يدري فربما كانت « العدالة الأوروبية » مشغولة عن الجرائم الإسرائيلية بجرائم الحكومة السودانية في دارفور. أو ربما كانت الحكومات الأوروبية منهمكةً في البحث عن طريقة لإيقاف سيل الفضائح الذي ما زال يتدفق من موقع ويكيليكس المدمر لسمعة الغرب، خصوصاً ما يعلن عنه أصحاب الموقع من أن ما هو أفظع وأشنع لم يأت بعد.
وأياً كان الحال، فإن مفاجأةَ العفو الذي أعلن عنه الوزير البار سجيةٌ بريطانيةٌ نادرة، ولا يظهر إلا لأهل الحظوة من الصهاينة، المتوارَث حبهم جيلاً بعد جيل لدى صناع السياسة البريطانية. لا أحد يدري بم سيفاجئنا سيادة الوزير غير الموفق في زيارته القادمة لإسرائيل.
إذ ربما كان حرياً بوزير الخارجية المتصهين أن يكسب قلوب أصدقائه الإسرائيليين بسن تشريع برلماني جديد يُجرم كل من يأتي على ذكر أي من مجازر الدولة العبرية، كمجزرة دير ياسين أو مجزرة خان يونس أو مجازر صبرا وشاتيلا أو مجزرتي قانا الأولى والثانية أو الحرب الإسرائيلية على لبنان 2006 أو حتى الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، تماماً كما هو الحال مع قوانين بلاده التي تحرم إنكار أو التشكيك في المحرقة اليهودية المقدس ذكرها.
أو ربما استطاع الوزير المبدع دائماً، أن يقترح دفع تعويضات للحكومة الإسرائيلية جراء القضايا التي رفعت في محاكم بلاده ضد مسؤوليها، لما نتج عن ذلك من إضرار بسمعة إسرائيل الطيبة، وتشويه صورة مسؤوليها الأخيار في الصحافة العالمية. ولكن ربما كان يحسن بالوزير -الذي درس الفلسفة والسياسة والاقتصاد في أعرق جامعات أوروبا- أن يتعلم كيف يشرح لطلاب سنة أولى قانون الفرق بين مجرمي الحرب النازيين ومجرمي الحرب الإسرائيليين الذين خرقوا كل القوانين والأعراف الدولية. وإذا كان تدمير البيوت على من فيها من الأطفال والنساء والمدنيين، وقصف المستشفيات وسيارات الإسعاف والمساجد ومقرات الأمم المتحدة، واستخدام الأسلحة المحرمة دولياً، واستهداف وسائل الإعلام المحمية في القانون الدولي، كل ذلك يمكن أن تسعه عباءة العفو البريطاني، فهلا وسع هذا العفو البريطاني الرحيم الفتاة الغرة التي قامت بمحاولة بدائية فاشلة في الاعتداء على نائب بريطاني قبل أيام، بدلاً من الحكم عليها بالسجن مدى الحياة؟
ترى هل يخبرنا الوزير غير الموقر بما أوتي من حكمة غير جلية، عما إذا كان هذا التخاذل القانوني الذي يريد تشريعه سوف يزيد أو ينقص من أعمال العنف في الشرق الأوسط ضد المصالح الغربية؟
ثم بأي وجه حق يستطيع الرجل الذي يدير شؤون خارجية الإمبراطورية التي غابت الشمس عن مستعمراتها، أن يعظ دول العالم المتخلف في مسائل حقوق الإنسان، كما هي عادة أسلافه؟
أم إن الشخص الذي سبق أن أدين بإساءة ممارسة أعمال انتخابية أثناء ترشحه لمنصب زعيم جمعية المحافظين لطلبة جامعة أوكسفورد، سيجد طرقاً أخرى غير لائقة لتبرير مخازيه، كما كان حاله من قبل؟
وبغض النظر عن هذا الموقف البريطاني المشين، فإن حقيقة باتت اليوم أكثر وضوحاً من ذي قبل، مفادها أن القوانين الدولية وقوانين حقوق الإنسان إنما وضعت لحماية الرجل الغربي الأبيض، وليس ضده.
المثير للسخرية أن سيد البيت الأبيض السابق الذي أطلق الرصاص في رأس القانون الدولي مرات ومرات، هو اليوم يعود إلى الصدارة الإعلامية بنفس الجرأة التي اعتاد أن يتحفنا بها.
ففي كتابه المتوقع صدوره هذا الأسبوع، اعترف الرئيس الأميركي الذي ارتقى في سلم الوقاحة السياسية بعد انتهاء فترته الرئاسية، اعترف غير مبالٍ، أنه كان أصدر أوامره للاستخبارات الأميركية باستخدام أساليب احتوت على تعذيب المعتقلين في غوانتانامو، على رغم ما في هذا الاعتراف من تحدٍ للقوانين الدولية والمحلية الأميركية على حدٍ سواء.
لكن ورغم ذلك كله، فليس هذا محل اليأس بعد. فإن رفضت محاكم القارة العجوز قبول رفع قضايا ضد مجرمي الحرب الإسرائيليين، فلا تزال لدينا دول عربية لديها علاقات دبلوماسية مباشرة مع « العدو الصهيوني »، ولا يزال المسؤولون الإسرائيليون يترددون من وإلى عواصم، بل ومدن وقرى تلك الدول.
وتبعاً لذلك، فإن الخطوة القادمة هي من أبناء عدنان وقحطان، الذين سوف تباشر سلطات حكوماتهم العربية الباسلة في القبض على مجرمي الحرب الإسرائيليين، واحداً تلو الآخر بمجرد حط أقدامهم في مطارات دولهم. لا نامت أعين الجبناء. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 10 نوفمبر  2010)  


وجهة نظر اقتصادية – أزمة اقتصادية ثانية تلوح في أفق العالم


مروان الأسمر *  
تُعقد غداً وبعده في كوريا الجنوبيّة قمة لمجموعة العشرين التي تجمع ممثلي أكبر 20 اقتصاداً في العالم. فمجموعة الثمانية توسعت لتضم دولاً أخرى ذات اقتصادات مؤثرة في الساحة العالميّة مثل السعوديّة أو اقتصادات ناشئة مثل الهند وجنوب إفريقيا وغيرهما. وهذه هي القمّة الخامسة للمجموعة منذ بداية الأزمة الماليّة العالميّة. وتركز البحث في القمم السابقة على كيفيّة إطفاء الحريق الذي اندلع في بيت الاقتصاد العالمي في غفلة عن الحكومات. وشملت التدابير يومها زيادة النفقات الحكوميّة، وضخ السيولة في النظام المصرفي. أما القمّة الكوريّة فلديها مهمة دقيقة وتاريخيّة، تتمثّل في الإجابة عن السؤال الآتي: كيف ومن أين يجب ان نبدأ بإعادة بناء هذا البيت، أي النظام المالي والاقتصادي العالمي؟

تبدو احتمالات نجاح هذه القمّة ضعيفة، إذ لا يُتوقَّع ان تجنب التدابير المقترحة النظام العالمي في المستقبل القريب أزمة على غرار تلك التي نعيشها منذ سنوات، وذلك لأسباب أهمها ان غالبيّة القوانين المقترحة تعزز القوانين القديمة التي أثبتت فشلها. فقد أثبتت الأزمة الأخيرة، مثلاً، فشل عمل المراقبين وأنظمة الرقابة على المصارف، فيما تدعو الاقتراحات الجديدة إلى قوانين رقابة جديدة. وتطالب القمة بقواعد لزيادة رؤوس أموال المصارف.
لا تشكل هذه المقترحات عمليّة إصلاح في العمق للنظام الاقتصادي والمالي العالمي، فتطبيقها يشبه تبديل قطع الغيار التالفة بأخرى جديدة. كذلك لم يكن غرق سفينة «تايتانك» لعدم كفاية سترات النجاة، بل لأخطاء في تصميم الهيكل. وتسعى قمة مجموعة العشرين، مثل قبطان السفينة، إلى قرار بزيادة عدد سترات النجاة، بينما المطلوب هو تصميم سفينة بهيكل جديد يحصنها من الغرق في المستقبل.
ان النجاح والفشل جزءان من النظام الرأسمالي، فالشركات الجيدة تنجح وتزدهر، والشركات السيئة تفشل وتفلس. ويوميّاً تفلس شركات في كل أنحاء العالم من مختلف القطاعات، الزراعيّة والصناعيّة والخدميّة وغيرها. لكن إحدى المشكلات الأساسيّة في النظام المالي الحالي تتمثل في ان إفلاس شركة مصرفيّة عملاقة أمر غير مسموح به، على اعتبار ان إفلاس لشركات كهذه يؤدي إلى كوارث، إذ عندها تضطر الحكومات مرغمة على إنقاذ هذه المؤسسات قبل سقوطها، وبتكلفة باهظة على الخزينة، كما شهدنا في الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا.
تقترح القمة الكوريّة تدابير تهدف فقط إلى تجنب إفلاس مؤسسات مصرفيّة كهذه، وهذا سيؤدي إلى مشكلتين. فالمصارف، أولاً، لا تزال تملك حافزاً واسعاً للمخاطرة، وأصبحت الحكومات تعمل كشركات تأمين، إذ يستفيد الممولون والمساهمون والموظفون من أرباح استثماراتهم «المخاطرة»، بينما تغطي الحكومات فشلهم من الأموال العامة. وثمة، ثانياً، غياب لنظام صارم لمعاقبة الشركات المصرفيّة ذات الإدارة السيئة قبل فشلها ووصولها إلى حافة الإفلاس، ومن دون هذا النظام، ستبقى السوق المالية تعج بالهواة وعديمي الخبرة، ما يرفع من نسبة خطر السقوط في الهاوية. ان المصارف ركن أساسيّ في الاقتصاد العالمي، وهي تمثل تقريباً ما بين 20 إلى 25 في المئة من القيمة السوقيّة المتداولة في العالم. وضروري ان تكون هناك آليّة عالميّة لإفلاس هذه الشركات المصرفيّة العملاقة، يتحمّل فيها الممولون والمساهمون الجزء الأكبر من تكلفة الإفلاس، والدولة الجزء الأصغر.
ثمة اختلاف واضح اليوم في وجهات النظر بين أوروبا والولايات المتحدة حول هذا الموضوع، وكل طرف يطرح حلاً مختلفاً. وفي حين تعمل هذه الشركات المصرفيّة على المستوى العالمي، ضروري ان تكون قواعد الإفلاس هي ذاتها للمؤسسات المصرفيّة كلها في العالم، فأي اختلاف في هذه القواعد بين الدول سيفرغ تلك التدابير من محتواها ويجعلها غير ذات فائدة. وصحيح ان بعض القرارات المطروحة على طاولة قمة مجموعة العشرين في كوريا الجنوبية مفيدة وجيدة، لكن يُرجَّح ألا تتطرق القمة إلى تصميم جديد للنظام المالي العالمي. وهنا يبقى خطر «تايتانك» ثانية محتملاً.
* كاتب متخصص في الشؤون الاقتصادية
 (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم  10 نوفمبر 2010)

 

 

ثقافة الغرب العرقية في مواجهة المهاجرين

صالح السنوسي لاشك أن هجرة أبناء الجنوب إلى الشمال هي إفراز لأوضاع اقتصادية سياسية واجتماعية ثقافية في بلدان هؤلاء المهاجرين، وليس ثمة أيضا دليل على أن هذه الهجرة ستحل هذه الإشكاليات.

ولكن ما يهمنا في هذا الموضوع هو الهجرة كظاهرة تزامنت مع عودة وصعود ظاهرة العرقية الثقافية في الغرب، التي تجلت في تنامي التيارات اليمينية من ناحية، وفي التنادي الغربي الرسمي الذي اتخذ شكل إجراءات وإقرار آليات وتشريعات قانونية تتصدى لممارسة هذه الجاليات لخصوصياتها الثقافية والاجتماعية.
إن السبب المباشر في ظهور هذه التيارات واتخاذ تلك الإجراءات ضد المهاجرين والمقيمين في هذه البلدان، يبدو متمثلا في العامل الاقتصادي الظاهر للعيان، غير أن ردات فعل أغلبية فئات المجتمعات الغربية التي تتخذ أحيانا طابعا عنيفا أو إقرارا يتخذ شبه إجماع لإجراءات وتشريعات ضد رموز وتمظهرات ثقافة هؤلاء المهاجرين، تكشف عن أسباب أخرى غير اقتصادية متجذرة وعميقة في بنية ثقافة الغرب، بعضها يعكس نظرة هذه الثقافة للثقافات الأخرى وبعضها يكشف عن طبيعة علاقة الغرب بالآخر.
أولا- نظرة هذه الثقافة للثقافات الأخرى: لقد قامت الأيديولوجيا التي أطرت ثقافة الغرب، على تأكيد أحادية هذه الثقافة فبداية من عصر النهضة الأوروبية وهى العلامة الفارقة بالنسبة للحضارة الأوروبية مقارنة بحضارات العالم الأخرى، قامت أوروبا بحركة بعث وإحياء لما تعتبره تراثها الأصيل, وبالتالي بدأت أولى خطوات قطع ما هو مشترك من التراث بينها وبين الآخرين، فتم تنقيح الدين الوافد من الشرق وذلك عن طريق الحركات الدينية ليتلاءم مع الذات الأوروبية الناهضة والوريث الشرعي الوحيد -حسب مفهومها- للإرث الحضاري الإغريقي الروماني.
منذ تلك اللحظة بدأت حضارة أوروبا مسيرة التمحور على الذات والاكتفاء بنفسها وساعدها على ذلك نهضتها العلمية التي انطلقت لتدشين أولى خطوات هيمنتها على الآخرين، ومع بداية القرن التاسع عشر ظهرت الرومانسية التي لم تعد حالة فردية بل تبلورت في بوتقة الثقافة المكتفية بنفسها لتصبح رومانسية جماعية على مستوى الذات الجماعية ثقافيا وحضاريا وأصبح الآخر مجرد موضوع لها.
كان ذلك بمثابة خطوة أخرى لقطع الصلة مع الآخر ثقافيا فلم تعد ثقافات الآخرين سوى موضوع لعلم خاص بها في ثقافة الغرب أطلق عليه مصطلح الأنثروبولوجيا في مقابل السوسيولوجيا الخاص بمجتمعات الغرب المتحضر تمييزا لها عن المجتمعات الأخرى المتخلفة.
وظهر المنظور العرقي الذي يصنف الحضارات حسب تراتبية تتعلق بالصفات الجسدية من حيث اللون والعرق وشكل الجسم والتي ترتبط بالمناخ والغذاء والطباع، فهذه التراتبية مرتبطة بحتمية عرقية وجسدية تمليها الجغرافيا ولا فكاك منها. في ظل هذه المفاهيم والمنظورات تشكلت ثقافة الغرب وتبلورت نظرتها إلى الحضارات الأخرى ولهذا فإن أي احتكاك بين ثقافة الغرب وأي عنصر أجنبي -حسب هذه الرؤية- لا يترك سوى أثر سلبي ذي طبيعة انحرافية أكثر من كونه إثراء أو إضافة إيجابية فالمؤرخ الإسباني البورنوز سانشيز يرى أنه لولا الإسلام لاتبعت إسبانيا النهج الذي اتبعته فرنسا وألمانيا وإنجلترا ولمشت فوق رؤوس الجميع.
هذه الرؤية وهذه المفاهيم الثاوية في العقل الثقافي الغربي هي على الأغلب التي تقود ما يجري من ردات فعل رسمية وشعبية ضد كل رموز وتمظهرات ثقافة المهاجرين العرب والمسلمين بالذات.
فثقافات هذه الأجناس يمكن قبولها عندما تكون مجرد جملة من التمظهرات الفلكلورية الساذجة التي في طريقها للانقراض وليس هناك ما يمنع من رؤيتها في الأماكن العامة في المناسبات وأوقات الفراغ والاستمتاع بمشاهدة ما تحتويه من طريف وغريب وشاذ ثم تنسحب من المشهد العام, أما إذا ظهرت كخصوصية تريد أن تتخذ لها مكانا في المشهد الثقافي العام باعتبارها خصوصية ثقافية لهؤلاء ومن ثم تطالب بالندية والمساواة واحترام ما تمثله من رموز وسلوكيات فعندئذ تصبح ظاهرة تضايق وتشوه المشهد والذوق العام وتستفز نرجسية ثقافة تاريخها كله سيمفونية أحادية تقوم على تعظيمها وتمجيدها ولا يسمع فيها سوى أنغام إرث الغرب وأساطيره التي تتواءم مع تصوراته وأوهامه حول نفسه.
ولهذا فإن النظرة الدونية الموروثة تجاه هذه الثقافات تتحول إلى ردات أفعال ضد ما يعتبر خطر مظاهر شاذة وغريبة تريد أن تندرج في سياق الحياة العامة لمجتمع عاش لعدة قرون وفق نمط حضارة متعالية مكتفية بنفسها لا تتسامح مع أي مظهر لوجود الآخر إلا إذا كان دونيا ومثيرا للشفقة وللسخرية.
ثانيا- طبيعة علاقة الغرب بالآخر: لقد ربطت الغرب مع الآخر علاقة فاعل بمفعوله في جملة فعلها يحيل إلى العنف من قبيل ضرب، كسر, سيطر..، فمنذ القرن الخامس عشر انطلق مغامرو أوروبا وأساطيلها في ملحمة اكتشاف وسيطرة وإخضاع للآخر, فأصبح هذا الآخر موضوعا لأفعالها وليس ذاتا مساوية للأنا الأوروبية بفضل ما حازته من قوة المعرفة وكفاءة أدوات العنف التي تمتلكها.
ولهذا فقد سمحت أوروبا لنفسها بحمل رسالة كونية تتلخص في نشر قيم ومبادئ حضارتها بين أبناء البشر وباح فلاسفتها ومفكروها بما أسموه بالاختلاط الذي تفرضه جماعة على جماعة أخرى ترفض هذا الاختلاط، لكي ينتج عن ذلك نظام مقبول ومسلم به من قبل الجميع.
فقبل هؤلاء الفلاسفة بفكرة الحرب والاستعمار لأجل تصدير هذه القيم والمبادئ فها هو الفرنسي « سيرج جوبينو » أحد الأباء المؤسسين للمنظور العرقي في ثقافة الغرب، يشبه الاختلاط المفروض بالقوة، بالاحتكاك العنيف بين قبيلتين تسيطر إحداهما على الأخرى وتضعها في العبودية ثم يحصل الاختلاط الطبقي وتظهر الأمة فتعلو حضارة تحمل جملة من الأفكار وتعمل على توحيد الشعوب الأخرى, فسيطرة أية حضارة تأتى من قدرة مجموعة على فرض الاختلاط على مجموعة أخرى بالقوة أو بالإقناع، غير إن « جوبينو » يتوقف عند هذا الحد من الاختلاط ويرفض الاختلاط العرقي لأنه مفسدة للعرق المتفوق ويؤدي إلى الانحطاط.
هذه العلاقة الاستعمارية التي فرضتها أوروبا على الآخرين وهذا النوع من الاختلاط الموسوم بالدونية وعدم الندية يجعلان أي تطلع من قبل هؤلاء إلى الندية والمساواة واحترام خصوصياتهم، استفزازا للعقل الغربي الذي لم يتعود على ذلك. لقد ظهر هؤلاء المهاجرون في مدن ومصانع أوروبا منذ القرن التاسع عشر، ولكنهم جاؤوا وقتها كعمالة رثة قادمة من المستعمرات ولم تكن تحلم بالمساواة والندية في بلدانها المستعمرة فما بالك في مدن وعواصم الإمبراطورية الاستعمارية نفسها، غير أن الأجيال التي ولدت في الغرب مع بداية سبعينيات القرن الماضي، والمهاجرين الجدد اختلفوا عن سابقيهم فلم يعودوا يقبلون بأقل من المساواة والندية واحترام خصوصياتهم الثقافية في مجتمع أصبحوا جزءا من حراكه الاقتصادي والاجتماعي. بل وتجرؤوا على الإعلان والمجاهرة برؤيتهم ومواقفهم السياسية تجاه السياسة الداخلية والخارجية للحكومات أسوة بما يفعله بقية المواطنين, فكان ذلك في نظر الغرب السياسي والثقافي بمثابة تتويج للمخاوف والتوجسات من خصوصيات هؤلاء التي تجد مرجعيتها في ثقافة أخرى تنتمي إليها أيضا قوى ومنظمات عالقة في حرب لا هوادة فيها مع الغرب على طول مناطق نفوذه في الساحتين العربية والإسلامية.
في ظل تعقيدات المشهد السياسي العالمي وفي مواجهة ثقافة نرجسية مكتفية بنفسها ومتمحورة على منظوراتها من شمولية وعرقية ثقافية وقومية شوفينية، أصبح تخلى هؤلاء المهاجرين عن ممارسة كل مظهر علني من خصوصيتهم الثقافية شرطا جوهريا للاحتفاظ بنوع من المواطنة. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 10 نوفمبر  2010)

 

 

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.