TUNISNEWS
8 ème année, N° 2626 du 01.08.2007
المجلس الوطني للحريات بـتونس: نشريّة المجلس جمعية التضامن التونسي: من أجل إخلاء السجون من مساجين الرأي سليم بوخذير: تشديد المُراقبة على حمام الحريّة محمد عبو الفضاء النقابي الديمقراطي ضد التجريد: إحالة 7 نقابيين من تونس وبن عروس على لجنة النظام الوطنية يوم 1 أوت 2007 الفضاء النقابي الديمقراطي ضد التجريد: تظامن مع صحفي قناة الحوار التونسية أيمن الرزقي ولد الدار:بالسواك الحار د. محمد الهاشمي الحامدي :توضيح عاجل إلى الأخ ولد الدار:أسأل الجميع: من أين جاء هؤلاء الناس؟ محمد العروسي الهاني: إحياء ذكرى إعلان الإستقلال الداخلي 1954-07-31:من طرف السيد منداس فرانس الصباح: فــي دراسة حول مؤسسـة الـزواج الصباح: الكفاءات التونسية بالخارج:دعوة للاستفادة من التكنولوجيات الحديثة والانترنيت لربط الصلة مع أفراد الجالية الشرق الأوسط: المخرج التونسي نوري بوزيد لـ «الشرق الأوسط» :وحدهم المتطرفون يمتلكون جرأة التعبير عن انفسهم الشروق » ( الجزائر): أمير المنطقة التاسعة »مصعب أبو داود » يسلم نفسه للسلطات العسكرية سليم بن حميدان :العلمانية العربية والظاهرة الدحلانية عادل لطيفي: دفاعا عن العلمانية والإسلام د. أحمد القديدي: إشكالية السياسة بين الدين والدولة د. سلوى الشرفي: في الخوف من الكلمة عبد الباري عطوان: الحرب قادمة.. والعرب وقودها فهمي هويدي: أجراس الحدث التركي ورسائله إسلام أونلاين: القرضاوي: الفاتيكان ينسف الحوار مع الإسلام القدس العربي: حزمة المساعدات العسكرية الامريكية لمصر والسعودية تكرس تخلي واشنطن عن الدمقرطة لمصلحة الاعداد للحرب الشرق:عرض وثائقي يشير إلى تورط مسؤولين فلسطينيين في قضايا فساد .. محمود الزهار لـ القدس العربي: نعارض الانتخابات والسلطة واسرائيل وامريكا سيزوّرون النتائج القدس العربي: انتخابات البلديات في الأردن: الاسلاميون يتحدثون عن مجزرة ديمقراطية ويعلنون الانسحاب يو بي آي: اكتشاف مسجد في صقلية يعود الي القرون الوسطي
(Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows (
بسم الله الرحمان الرحيم » لتكونوا شهــــداء على النـــــاس » نداء تقديم معلومات حول الشهيد منصف زروق
استشهد أخونا الفاضل منصف زروق يوم 12 اوت 1987 ( أو 13 اوت) تحت التعذيب لدى فرقة أمنية بالعاصمة فالرجاء من كل من عرف أخانا من قريب أو من بعيد أن يقدم لنا مباشرة ما يعرفه عنه أو أن يساهم في إحياء هذه الذكرى على المنابر الإلكترونية المختلفة أو غيرها… و لا يحقرن أحدنا من المعروف شيئا.. و الســـــلام 1 أوت 2007 chouhadaouna@yahoo.fr
chouhadaouna@hotmail.com
المجلس الوطني للحريات بـتونس
تونس في 1 أوت 2007 نشريّة المجلس
الهاروني يوقف إضرابه عن الطعام
تمكّنت هندة الهاروني هذا الأسبوع من زيارة شقيقها السجين عبد الكريم الهاروني في سجن المرناقية بعد أن منعت من ذلك يوم الثلاثاء الماضي. وقد أبلغها أنّه قد أوقف إضرابه عن الطعام يوم الجمعة 27 جويلية بعد 18 يوما من إعلانه.
منع والد عبد اللطيف بوحجيلة من الزيارة
لم يتمكّن يوم الثلاثاء 31 جويلية 2007 السيد عبد المجيد بوحجيلة من زيارة ابنه وذلك للأسبوع الخامس على التوالي بسجن المرناقيّة. ونذكّر بأنّه خلال آخر زيارة من والده له كان لا يقوى على المشي نتيجة إضرابات الجوع التي خاضها بسبب حرمانه من العلاج. كما شكا لوالده من سوء المعاملة. وقد رفضت إدارة سجن المرناقيّة توفير كرسي متحرّك أوعكازين ليستعين بهما على المشي، كما رفضت اقتناءها من قبل العائلة على نفقتها.
حرمان مواطن من حقه في معرفة أسباب وفاة ابنه المشبوهة
رفض قاضي التحقيق بالمكتب الخامس عشر بالمحكمة الابتدائيّة بتونس يوم الاثنين 23 جويلية 2007 تمكين السيد العروسي بنغرس الله والد الشاب محمد غرس الله من الحصول على نسخة من تقرير الطبيب الشرعي المتعلّق بتحديد أسباب وفاة ابنه. ويذكر بأنّ فرقة الشرطة العدلية بقرطاج أعلمت العائلة يوم 15 فيفري 2007 بأنّ ابنهم قد هلك بعد أن قام بحرق نفسه بالقرب من قصر الرئاسة. غير أنّ العائلة عاينت عند دفنه وجود ثقب عميق في مؤخرة الجمجمة إضافة لكسر في يده.
شرطة الكاف تواصل مضايقة مواطنين بتهمة الانتماء للتيار السلفي
لا يزال السيدان هشام اللموشي (فني في صناعة الأسنان) وسفيان الدرشاوي (صاحب شركة تأمين) يتعرّضان للمضايقة الأمنيّة من قبل فرقة الأمن بالكاف، إذ يقع استنطاقهم يوميّا داخل مقر عملهم أو يجبرون للحضور بمركز الأمن. وقد تسبّبت ذلك في تعطيل أعمالهما وانقطاع الحرفاء عنهما.
حكم قاس واستنطاق جديد للسجين حافظ العفلي
قضت الدائرة الجنائية السادسة يوم 13 جويلية 2007 بسجن الشاب حافظ العفلي المحال بموجب قانون مكافحة الإرهاب بمفرده في القضية عدد 12960/6 بـ10 سنوات سجنا. كما تم في نفس اليوم جلبه من سجن المرناقية وإعادة بحثه بمقر أمن الدولة في وزارة الداخلية. نقل تعسّفية قامت إدارة السجون بنقل عدد من المساجين الموقوفين بموجب قانون مكافحة الإرهاب من سجن المرناقية إلى سجون أخرى داخل البلاد. وقد شملت النقل موقوفين على ذمة قضايا تنظر فيها محكمة الاستئناف بتونس، فقد تم إبعادهم بشكل تعسّفي عن مقرات سكناهم والمحكمة ذات النظر. ومن ذلك حالة السجين ماهر بزيوش أصيل مدينة أريانة والذي نقل من سجن المرناقية إلى سجن حربوب بمدنين 500 كلم بعيدا عن العاصمة. ولم تنظر محكمة الاستئناف بتونس بعد في الحكم الصادر ضدّه ابتدائيا بـ10 سنوات سجنا.
منع حفل تكريم أبناء محمد عبّو بمقر المجلس الوطني للحريات
كان المجلس يعتزم يوم الاثنين 23 جويلية 2007 إقامة حفل تكريم لزوجة محمد عبّو وأبنائه بمناسبة نجاحهم في الدراسة رغم الظروف الصعبة التي مرّوا بها خلال السنتين الأخيرتين. إلاّ أنّ البوليس السياسي قام بمحاصرة مقر المجلس الوطني للحريات بتونس مانعا الدخول إليه.
جمعية التضامن التونسي بـــيـــان
من أجل إخلاء السجون من مساجين الرأي
تمّ إطلاق سراح واحد وعشرين سجينا سياسيا ينتمون لحركة النهضة بعد أن قضوا أكثر من 16سنة وراء القضبان في ظروف قاسية و لا إنسانية متعرضين للعقوبات التعسفية و التعذيب المتواصل و الحرمان من أبسط الحقوق المضمونة قانونا مثل الحق في العلاج و التغذية و التواصل مع العائلة وحق مواصلة التعليم.
وجمعية التضامن التونسي إذ تحيي صمود المساجين السياسيين و تمسكهم بحقوقهم المشروعة تهنئ المفرج عنهم وعائلاتهم باستردادهم لحريتهم. كما تذكر بمن تبقى قيد الأسر ممن حوكموا في نفس القضية التي شهدت المنظمات الإنسانية بغياب أبسط الشروط القانونية للقضاء العادل فيها و تعتبرها محاكمات للرأي والضمير، وعلى رأس هؤلاء المساجين الرئيس السابق للحركة الدكتور الصادق شورو والرئيس الأسبق للإتحاد العام التونسي للطلبة عبد الكريم الهاروني والسادة عبد الحميد الجلاصي وعلي شنيتر وغيرهم.
وجمعية التضامن التونسي إذ تؤكد أن إطلاق سراح كل المساجين السياسيين أضحى مطلبا ملحا غير قابل للتأجيل فإنها تعتبر أن التردد في إغلاق هذا الملف و إنهاء معاناة المئات من أبناء تونس وإنقاذهم من الموت البطيء مهما كانت المبررات لن يزيد الأوضاع إلا تعقيدا و هي تحمل السلطة مسؤولية كل ما يمكن أن يترتب عن استمرار احتجازهم وتعريض حياتهم للخطر, كما تدعو السلطة إلى الاستجابة الفورية لنداء العقل و مطالب كل القوى الوطنية و الهيئات و الفعاليات السياسية و الحقوقية و الإنسانية في الداخل والخارج بإطلاق سراح كل المساجين السياسيين ووضع حد لسياسة التنكيل و القتل البطيء التي تستهدفهم و إعلان العفو التشريعي العام.
جمعية التضامن التونسي
جمعيّـة الصحافييـن التونسييـن
تونس في 30 جويلية2007
بـــــــــلاغ
على إثر طلب عروض تقدمت به جمعيّـة الصحافييـن التونسييـن لمزوّدي خدمات الانترنات للحصول على تخفيضات لفائدة الصحافيين واختيارها عرض TOPNETباعتباره أفضلها، أمضت الجمعية يوم الاثنين 30 جويلية 2007 اتفاقا مع TOPNETيخوّل الصحافيين الاشتراك في شبكة الانترنات ذات السعة العالية ADSL (256 K) بتخفيض قدره 60 في المئة.
فعلى الزملاء الراغبين في الاستفادة من هذا العرض، الاتصال بكتابة الجمعيّـة لسحب عقود الاشتراك
أو الاتصال مباشرة بوكالات TOPNETفي تونس أو سوسة أو صفاقس مصحوبين بالوثائق التالية:
– نسخة من بطاقة التعريف الوطنية
– نسخة من بطاقة الانخراط في الجمعيّـة لسنة 2007
– نسخة من فاتورة الاشتراك في الهاتف القارّ المفوتر
– مبلغ تسعة وتسعين دينارا (99 د) معلوم الاشتراك السنوي.
عن الهيئة المديرة
الرئيس
فوزي بوزيّـان
تشديد المُراقبة على حمام الحريّة محمد عبو
يضرب البوليس السياسي التونسي مراقبة مكشوفة على منزل طائر الحريّة المُحرّر محمد عبو تكثّفت منذ تاريخ تحريره من مساء الثلاثاء 24 جويلية 2007 ، حيث يُرابط بالقرب منه عدد لابأس به من الأعوان بالزيّ المدني ممّن أصبحت وجوههم مألوفة لدى نشطاء المجتمع المدني .
وقد لاذ هؤلاء الأعوان بالإختفاء وراء جدار في النهج المجاور للنهج الواقع به منزل الأستاذ عبو يوم عودته إلى بيته سالما عندما كان عدد الحاضرين كبيرا من رفاق محمد عبو و كانت الكاميرا « سلاح » العديد منّا لمحاولة إلتقاط صور لهؤلاء العسس .
و أمّا بعد ذلك بأيام فقد صاروا أكثر إقترابا من المنزل حيث يمكث عدد منهم في سيارة ذات رقم غريب و آخرون يتّكئون على جدار منزل أحد الجيران و يُراقبون بوضوح من يأتي ومن يُغادر و يسجّلون بطريقة علنيّة أرقام السيارات الزائرة في محاولة ربّما لإخافة بعض الزوّار من الأقارب و الأحبة ، على أنّ مشهد هؤلاء الأعوان أحيانا صار يبعث على الشفقة إذ كثيرا ما لاحظ الزوّار كيف أنّ هؤلاء الأعوان عاجزين في ساعات الظهيرة عن تفادي آثار أشعّة الشمس الحارقة في النهار بما أنّ الجدار الذي يتكئون عليه ليس به أي ظلّ .
هذه المراقبة السخيفة لا تنال فقط من حُرمة الأخ محمد عبّو في منزله وإنّما تتجاوزه لتشمل النيل من حرمة و حرية كلّ زوّاره سواء من شرفاء العزيزة تونس أو من أصدقاء تونس الأجانب و مناصري قضية حريتها بالخارج .
لذلك أرفع ندائي إلى الجميع إلى ضرورة خوض كلّ الأشكال الإحتجاجية لإلغاء هذه المراقبة غير القانونية لمنزل أخينا عبو والتي تظلّ شكلا مرفوضا من الأشكال التي سئمناها في المجتمع المدني التونسي وتشكّل نيلا من حرمات منازلنا ، على أنّه يجدر تذكير الدكتاتور بن علي وعسسه أنّ كلّ هذه الممارسات الرخيصة في التجسّس على حرماتنا الشخصية والتي إبتدعها لنا في عهده ، لن تغيّر شيئا من إصرار أي منّا على مواصلة النضال من أجل إستعادة هذا الشعب لحريته السليبة ولماله و ثرواته المنهوبة ، وعبو في طليعتنا . . .
فلا للبوليس أمام منزل حمام الحرية محمد عبو . . لا لعسس الدكتاتور . . حتّى لا يجوز القول : لقد فارق محمد عبو السجن ، ولكنّ السّجان لم يفارقه . .
* القلم الحرّ سليم بوخذير
الفضاء النقابي الديمقراطي ضد التجريد
إحالة 7 نقابيين من تونس وبن عروس على لجنة النظام الوطنية يوم 1 أوت 2007
قررت القيادة النقابية بالإتحاد العام التونسي للشغل إحالة دفعة ثالثة من النقابيين أمام لجنة النظام الوطنية من أجل مسائلتهم يوم 1 أوت 2007 ينتمون إلى جهات تونس وبن عروس من قطاعي التعليم الأساسي والبنوك وهم على التوالي الإخوة : التهمة : المشاركة في تجمع المعلمين يوم 9 جويلية الماضي للاحتجاج على إحالة عضوي النقابة العامة للمعلمين على لجنة النظام بالنسبة لـ 1- الأخت سعاد الإينوبلي عضوة النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بسيدي البشير تونس العاصمة 2- الأخ أحمد العزي عضو النقابة الجهوية للمعلمين ببن عروس: لم يسبق له التدخل في هذه التجمعات ولم يسجل ضده بالتالي أي شيء من شأنه أن يبرر إحالته على لجنة النظام 3- الأخ محمد الحبيب بالحاج كاتب عام النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بالكرم الضاحية الشمالية تونس 4- الأخ الشاذلي الفارح الكاتب العام للنقابة الأساسية للاتحاد الدولي للبنوك 5- الأخ لامين الحامدي الكاتب العام للنقابة الأساسية سيدي حسين بالحرارية – تونس العاصمة وتهمة : المشاركة في تجمع المعلمين يوم 20 جوان الماضي بمقر الاتحاد بالنسبة لـ 6- الأخ البشير الحامدي معلم وناشط نقابي من تونس العاصمة وأخيرا : 7- الأخ محمد عامر بكار الفضاء النقابي الديمقراطي ضد التجريد (المصدر : الفضاء النقابي الديمقراطي « ضد التجريد » عدد 2 السنة الأولى بتاريخ 1 أوت 2007)
هيئة تحرير الفضاء النقابي الديمقراطي ضد التجريد
تظامن مع صحفي قناة الحوار التونسية أيمن الرزقي
بعد الإعتداء عليه من طرف أعوان البيروقراطية النقابية أمام مقر الإتحاد العام التونسي للشغل
هذا نص رسالة وردت علينا من الصحفي أيمن الرزقي قمنا بترجمته للغة العربية. ونحن إذ نشجب هذا الإعتداء, نعلن دعمنا اللامشروط للصحفي أيمن الرزقي ونحيي شجاعته وإصراره أداء رسالته الإعلامية. ونلفت انتباه القراء أن الصحفي أيمن الرزقي كان من السباقين في التفاعل مع النقابيين المحالين على لجنة النظام حيث قام بأمضاء عريضتنا الرافضة للتجريد. نتمنى أن لا يكون هذا الإعتداء انتقاما لمواقفه وخاصة تظامنه مع النقابيين. مع العلم أننا قد بلغنا من بعض الذين أمضوا العريضة أنهم يتعرضون إلى مضايقات من جانب بعض النقابيين الرسميين الموالين لجماعة التوريث والتمديد والتفريط المتنفذة داخل المنظمة النقابية… نطلب من القيادة النقابية التخلي عن هكذا تمشي والإقلاع عن هذه السياسة البالية التي لا تخدم غير مصالح القوى المعادية للشغالين وتطعن في الصميم مصداقية المنظمة النقابية وتعمق الهوة بينها وبين الشغالين وكل النقابيين الغيورين على مصالح الشغيلة والأقلام الحرة الحرة في بلادنا الذين يشكلون جزءا أساسيا في نسيج قوى المجتمع المدني التي وقفت وتقف دائما إلى جانب الشغبلة والنقابيين ومنظمتهم الإتحاد العام التونسي للشغل كلما تعرضوا للظلم والإستهداف من طرف السلطة والقوى الطبقية الإستغلالية وحلفائهما … هيئة تحرير الفضاء النقابي الديمقراطي ضد التجريد
(المصدر : الفضاء النقابي الديمقراطي « ضد التجريد » عدد 2 السنة الأولى بتاريخ 1 أوت 2007)
أيمن الرزقي رسالة للرفاق النقابيين
إعتداء أريد أن أخبر الرفاق النقابيين أنني تعرضت للدفع بعنف شديد انظر تعرضت لاعتداء بمدخل مقر الإتحاد العام التونسي للشغل من ملشبات جراد. جدّ هذا الحادث بعد أن شرحت للحراس أنني أيمن الرزقي صحفي بقناة الحوار التونسية المناضلة وأنني قدمت لأحضر الندوة الصحفية الخاصة بموضوع التجريد… ولم ينتظر الحراس كثيرا قبل أن يدفعوني ويشتمونني، أحدهم حاول حتى صفعي على الوجه. هكذا يقع استقبال الصحفيين الأحرار بالإتحاد العام التونسي للشغل مع التأكيد أن بالأمس صرح محمد سعد أمام عدساتنا بمناسبة انعقاد مؤتمر حركة التجديد أن الإتحاد العام التونسي للشغل يساند الصحافة الحرة…. ولكن أية طريقة للتدليل على ذلك !!! أيمن الرزقي قناة الحوار التونسية 23039771 وهنا نقدم لكم نص الرسالة التي وصلتنا كما هي باللغة الفرنسية من الصحفي أيمن رزقي:
Sat, 28 Jul 2007 15:02:40 +0200 (CEST) je voulais informer les camarades syndicalistes que je viens d’être repousser violement voir agressé a l’entré du local de l’ugtt par les milices de jrad. cet accident est parvenue après avoir expliqué au gardes que je suis rezgui aymen journaliste de la chaine militante el hiwar ettounsi et que je viens assister à la conférence de presse organisé au sujet du tajrid…..les gardes n’ont pas attendu longtemps avant de me pousser et m’insulter l’un d’eux a essayer même de me gifler. Voila comment on accueille les journalistes libres a l’UGTT en notant bien qu’hier mohamed saad à déclaré devant nos cameras à l’occasion du congre du partie tajdid que l’UGTT soutient la presse libre…..mais quelle manière de le démontrer. rezgui aymen el hiwar ettounsi 23039771
(المصدر : الفضاء النقابي الديمقراطي « ضد التجريد » عدد 2 السنة الأولى بتاريخ 1 أوت 2007)
بالسواك الحار اعداد ولد الدار
* ذلك فإنّ تفاعلي مع ابني الذي ولد بعدي وعمره الآن 16 عاما يأخذ حيّزا من تفكيري وإهتمامي. ابني هذا لا يعرفني إلا من خلال أمرين: أولهما أن أمه تضع في البيت صورة شمسية لي وثانيهما أنه عندما تأتي به أمّه لزيارتي لا يرى مني إلا الجزءالأعلى أي الجزء نفسه الذي يراه في الصورة الشمسية في البيت. كان يقول لأمّه في كلمرّة بعد زيارتي في طريق العودة إلى البيت: أبي بدون ساقين. تقول له كيف ؟ يقول: هذه صورته في البيت بدون ساقين وتأكد ذلك عندي اليوم عندما رأيته معك بدون ساقين الشيخ الصحبي عتيق لا عليك ياشيخ سيعلم ابنك بعد حين ان اباه خيروه بين أن يعيش بين ناسه عريانا أو أن يعيش مستورا خلف الزنزانات !! فاختار أن يستر نفسه بقضبان الحديد,وكتل الاسمنت الأصم , وصبر على ذلك 16 عاما حتى فرج الله عليه… ثابتا , طاهرا دون ان يبدي عورته للجبناء والمرجفين. أرأيت يا بني رجلا يستر نفسه بستة عشر عاما يقطتعها من عمره لهذا الغرض؟؟؟ ذاك هو أبوك!!!. * إن أفظع ما أصابني في هذه المحنة وأبلغ من التعذيب الجسدي ، هو حرماني لأكثر من 13 سنة من القراءة ورؤية كتاب. الاستاذ : العجمي الوريمي ربما خفت مصيبتك أيها العزيز اذا علمت أن سجانك لا يعرف القراءة ولا الكتابة امّيا مع سبق الإصرار والترصّد يثيره الحرف وتستفزه الكلمة وتخنقه الجملة وأن أقصى ما تصفحه « كتالوج » الأطعمة في النزل الفاخرة. * مشهد رابع : هشام الرحيمي مدير سجن جندوبة. طلبت مقابلته للمطالبة ببعض حقوقي المتعلقة بالوضع الصحي والحق في حمية خاصة وكنت كلما ذكرت له طلبا قال بالحرف الواحد : بإذن الله سبحانه وتعالى ما دمت أنا هنا مديرا لهذا السجن لن أمتعك بذلك الحق. وفي النهاية قلت له : لقد سمعنا الرئيس يوصي بضرورة عزلنا عن بقية المساجين وأن نصنف مساجين من ذوي الصبغة الخاصة وإني أطالب بتطبيق توصيات الرئيس فقال لي بالحرف الواحد والله العظيم : تلك أمور للإستهلاك الإعلامي ولكن عندما إنفرد بنا في الإدارة أوصانا بكم توصيات أخرى مخالفة تماما لذلك. قلت له : أنت تتهم الرئيس وهذا كلام خطير جدا. قال : رويت لك الحقيقة ولك أن تقول بعد ذلك ما تشاء. الشيخ دانيال زروق سدد الله أمرك يا دانيال لما سحبت البساط من تحت مقولة سمجة ممجوجة يرددها تجار المبادئ مفادها أن القيادة لا تدري بكل شيء وهذا أحد الزبانية الصغار يوعز الأمر كله الى كبير الزبانية …زبانية بعضهم من بعض. * يمثل بعد غد الخميس 2 أوت 2007 مدير تحرير مجلة كلمة الالكترونية عمر المستيري أمام المحكمة الابتدائية بتونس بتهمة القذف وفق المواد 42- 50- 53 – 72- 78 من مجلة الصحافة التي تعرّض صاحبها إلى أحكام تتراوح بين سنة و3 سنوات سجنا نافذة والحرمان من الحقوق المدنيّة. وذلك بعد الشكوى التي رفعها السيد محمد بكّار ضدّه والتي تتعلق بمقال نُشر في مجلة كلمة يوم 5 سبتمبر 2006 حول ملابسات إعادة ترسيم السيد بكّار في جدول المحاماة بعد أن وقع تشطيبه نهائيّا لمرّتين من أجل أحكام نهائيّة صادرة ضدّه في التحيّل والتزوير. المرصد الوطني لحرية الصحافة والإبداع والنشر المسرحية كتبت وانتهت فصولها والبيادق التي سخرت نفسها وأصبح منتهى طموحها أن تنتهي إلى عصا في يد الاستبداد جاهزة على ذمة القضية…وهذا عبو آخر على الطريق …خرج عبو …دخل عبو …أيها المستيري ان هذه « الحيّة » لا بد لها من طعام وكم أكلت من أحرار… ولعلك تكون اللقمة التي ستقف في حلقها فتكون القاضية… عندها تستريح الجموع من هذا الحمل الثقيل. * بما أن الدكتور الهاشمي الحامدي مشاغله كثيرة كان الله في عونه وبما أن برامج قناة المستقلة كثيفة وضيوف الدكتور كثر وبما أن الدكتور قد خزن في رأسه أسماء مئات الشعراء وعشرات المطربين وعازفي العود والساسة العراقيين وآخرين من دارفور ومن البدون وغيرهم …وحفظ الأغاني برواياتها المختلفة لما كان هذا الزحام على ذاكرته كان من الطبيعي أن ينسى أسم احد التونسيين خارج لتوه من السجن لذا رأيت في إطار التعاون على البر والتقوى أن أعرفه بهذا الحر وبغيره من الأحرار. هوالشيخ الصحبي عتيق ؟ – من مواليد : 14 أغسطس آب 1959 بتونس. – متزوج وأب لرباب ومالك ( 18 و 16 سنة ). – أستاذ شريعة إسلامية بتونس. – كانبصدد الإعداد لنيل شهادة الدكتوراه في الشريعة الإسلامية قبيل اعتقاله عام 1991. – كاتب ومؤلف لعدد من الكتب الإسلامية : التفسير والمقاصد عند الإمام ابنعاشور ـ وهو البحث الذي تحصل به على شهادة الكفاءة الجامعية. ــ مقدمات في التربيةالإسلامية ـ مفاهيم تربوية ـ . اعتقل مرات منها عام 1987 ثم اعتقل مجددا عام 1991 وقضى في السجن 16 عاما أكثرها في عزلة إنفرادية الشيخ دانيال زروق : * ـ من مواليد 1955 بتونس. ـ متزوج وأب لثلاثة أبناء : حمزة و إيمان ومنصف. ـ من قيادات حركة النهضة التونسية. ـ إعتقل في أبريل نيسان 1991 ( شهرين قبل موعد مناقشة أطروحة الدكتوراه في الشريعة الإسلامية في يونيو حزيران من العام نفسه ). وحوكم أمام المحكمة العسكرية ( محكمة إستثنائية غير دستورية ). ـ تعرض قبل ذلك للسجن حيث حوكم ضمن قيادة الحركة ( الإتجاه الإسلامي سابقا ) أمام محكمة أمن الدولة ( محكمة إستثنائية غير دستورية ) عام 1987. ـ إشتغل بعد تخرجه من كلية الشريعة بتونس أستاذا في الشريعة الإسلامية. الأستاذ العجمي الوريمي: من مواليد سنة 1961 بشط مريم بالساحل التونسي ، التحق بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتونس العاصمة سنة 1981 لدراسة الفلسفة ، وقد عرف بنباهته وتفوقه ونتائجه الجيدة جداً ، تعرّض لمظلمة بيداغوجية ذات خلفية أيديولوجية ، ممّا جعله ينتقل للمغرب سنة 1985 لمواصلة دراسته بكلية الآداب بالرباط ، حيث تحصّل على الإجازة في الفلسفة بتقدير جيد جداً، تحت إشراف الفيلسوف المغربي محمد سبيلا ، هناك في المغرب اشتغل بالكتابة ، وشارك في السجّال الفكري في مجلة « أنوال » التي كانت تصدرها مجموعة من اليسار الديمقراطي ، عاد إلى تونس لمواصلة رسالة الدكتوراه ، وقد أشرف على إدارة وتحرير أسبوعية « الحدث الطلابي » ، تعاون مع مجلة المغرب العربي في ركن مشاغل الطلبة ، التحق بهيئة تحرير جريدة « الفجر » مسؤولاً عن القسم الجامعي الشبابي والشؤون الدولية ، إلى جانب اشتغاله أستاذ يدرّس الفلسفة لتلاميذ الباكالوريا بالمدارس الحرّة ، اعتقل سنة 1991 وتعرّض لتعذيب كبير فقد على إثره الذاكرة لعدة شهور ، وفي سنة 1992 حكم عليه بالمؤبد ، ذاك هو باختصار العجمي الوريمي المشهور باسم « هيثم » الذي يوقّع به مقالاته وكتاباته ، والذي أفرج عنه يوم 25 جويلية 2007 بمناسبة مرور خمسين سنة على ميلاد الجمهورية التونسية.. إعداد ولد الدّار
بسم الله الرحمن الرحيم
توضيح عاجل إلى الأخ ولد الدار
أسأل الجميع: من أين جاء هؤلاء الناس؟
بقلم: د. محمد الهاشمي الحامدي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: قرأت ما نشرته قبل قليل في باب « السواك الحار » من تعريض غير مبرر بكاتب هذه السطور وبقناة المستقلة. قلت بالنص: بما أن الدكتور « الهاشمي الحامدي مشاغله كثيرة كان الله في عونه وبما أن برامج قناة المستقلة كثيفة وضيوف الدكتور كثر وبما أن الدكتور قد خزن في رأسه أسماء مئات الشعراء وعشرات المطربين وعازفي العود والساسة العراقيين وآخرين من دارفور ومن البدون وغيرهم …وحفظ الأغاني برواياتها المختلفة لما كان هذا الزحام على ذاكرته كان من الطبيعي أن ينسى أسم احد التونسيين خارج لتوه من السجن لذا رأيت في إطار التعاون على البر والتقوى أن أعرفه بهذا الحر وبغيره من الأحرار ». وجوابي هو أنه لا مبرر لما كتبته مطلقا، لسببين: الأول أنني، على الصعيد المهني الإعلامي، أورت أسماء كافة المعتقلين المفرج عنهم في برنامج « فضاء ديمقراطي »، وردود الفعل على إطلاق سراحهم، من مواقع تونس نيزو وتونس أون لاين والحوار نت، وأذعت ذلك لملايين المشاهدين في تونس وفي العالم. والثاني، أنني على الصعيد الشخصي، اتصلت بالأخ الصحبي العمري، والأخ العجمي الوريمي، والدكتور أحمد الأبيض، وهنأتهم بالخروج من السجن. إن ملاحظتك، وتعليقا آخر نشر باسم مستعار، يجبرانني أن أشكوكما للقراء المنصفين وعموم التونسيين. أشكو من تزوير غير مبرر للحقائق، وميل متعمد للتشويه، وروح يبدو منها البغض والكراهية من دون أي مبرر. بل إنك تجبرني أن أقول أنني ومن خلال تعاملي مع أطياف الفكر والسياسة في تونس، لاحظت الآتي: لاحظت أن كثيرا من التونسيين اليساريين والعلمانيين يقدرون الكلمة الطيبة واللفتة الأخوية تجاههم. ولاحظت أن كثيرا من التونسيين من أهل الحكم والسلطة يقدرون الكلمة الطيبة واللفتة الأخوية تجاههم. بينما لاحظت أن بعض التونسيين الذين ينسبون أنفسهم للإسلام وللتيار الإسلامي (البعض وليس الكل)، لاحظت أنهم « معقدون » من الكلمة الطيبة، متخصصون في سوء الظن والنيل من أعراض مخالفيهم، تملؤهم « النفخة » كأنهم لم يروا كلمة « التواضع » في أي قاموس أو كتاب من قبل. أسأل الجميع: من أين جاء هؤلاء الناس؟ أيها المنصفون من التونسيين ومن كل ملة: هل هناك مبرر للتعريض المنشور صدر هذه المقالة، وقد ورد في برنامج « فضاء ديمقراطي » لهذا الأسبوع، حلقة الأحد 29 جويلية، والتي تعاد اليوم الأربعاء في الثامنة والنصف بتوقيت تونس الصيفي ما يلي، ورد فيها ما يلي، حرفيا وبالنص: كان أول من ظهر اسمه في لائحة المستفيدين من هذا الإجراء الرئاسي المحامي المعروف الاستاذ محمد عبو. ثم عرف أن هناك عددا من المعتقلين الإسلاميين أفرج عنهم أيضا، وهذه هي قائمتهم شبه النهائية: 1 ـ سمير بن التيلي 2 ـ محمد القلوي. 3 ـ حليم قاسم. 4 ـ فتحي العيساوي. 5 ـ أحمد الأبيض. 6 ـ الصحبي عتيق 7 ـ دنيال زروق. 8 ـ رضا السعيد. 9 ـ فرج الجامي 10 ـ علي الزواغي 11 ـ توفيق الزايري. 12 ـ ماهر الخلصي. 13 ـ نور الدين العمدوني. 14 ـ بشير الخلفي. 15 ـ نور الدين قندوز. 16 ـ كمال بسباس. 17 ـ جلال الكلبوسي. 18 ـ محمد بوعزة. 19 ـ العجمي الوريمي. 20 ـ عيسى العامري. 21 ـ منجي خلفي. التأم شمل هؤلاء المعتقلين بعائلاتهم. وغمرت الفرحة قلوبهم، وقلوب أهاليهم، وقلوب أصدقائهم. وكتب عبد الحميد الحمدي، وهو تونسي نشط في صفوف الجالية المسلمة في الدنمارك، يعبر عن شعوره بعد تأكد هذه الأخبار، ما يلي: أعادت أجواء العفو الذي شمل مجموعة من سجناء الرأي وأبناء حركة النهضة وخصوصا منهم أولئك الذين مضى على اعتقالهم أكثر من ستة عشر عاما، آمالا بامكانية انفراج حقيقي يعيد البسمة والألفة إلى العائلة التونسية التي عانت طويلا جراء الفرقة والصدام بين الإخوة أبناء الوطن جمعهم الانتماء للخضراء وفرقتهم الانتماءات الحزبية والميولات الأيديولوجية. لا تكفي صيغ التهاني لهؤلاء الذين فرج الله كربهم ورأوا شمس النهار مشرقة من جديد قبل أن تغرب شمسهم، فلا يدرك معنى الحرية إلا من افتقدها، ولا معنى الأوطان إلا من اكتوى بنار الغربة وفراق الأحبة… هنيئا لهؤلاء جميعا، وهنيئا لتونس قيادة وحكومة وشعبا بعودة الروح إلى القيم الأصيلة، قيم العفو والتسامح بعيدا عن المزايدات الحزبية والحسابات الآنية الضيقة.. وهي مشاعر لا شك أنها تبعث الآمال بأن يتسع صدر السيد الرئيس زين العابدين بن علي ليشمل بعفوه من تبقى من سجناء الرأي أمثال المهندس عبد الكريم الهاروني والدكتور صادق شورو وغيرهما… أجواء العفو وزغاريد الأمهات وهن يحتضن فلذات أكبادهن بعد طول غياب، هذا هو الوجه الإنساني الذي يبدو للعيان، هو أمر مهم ولا شك، لاسيما وأنه اقترن بمناسبة يجلها كل تونسي ألا وهي العيد الذهبي لقيام الجمهورية التونسية، وهي مناسبة نهنئ أنفسنا بها، أقول هذا وفي ذهني أيضا جملة من الملفات ذات الصلة بأجواء التوافق والتراحم، التي تفتح آفاقا جديدة للتعايش بين اتجاهات لم يعد لهم من بد من التعايش والتناصح، على نحو يصوغ سمفونية التعددية بمعناها التنافسي الفعال. عبد الحميد الحمدي نشر مقاله في عدد من المواقع الاخبارية التونسية على الانترنت: الحوار نت، وتونس أون لاين وتونس نيوز. وفي موقع تونس نيوز أيضا صدر بيان للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، بتوقيع رئيسها الاستاذ المختار الطريفي جاء فيه: تم، بمناسبة الذكرى الخمسون لإعلان الجمهورية، الإفراج عن الأستاذ محمد عبو المحامي والناشط الحقوقي الذي كان مسجونا منذ غرة مارس 2005 وقد حكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات وستة أشهر من اجل أفكاره في محاكمة غابت فيها أبسط ضمانات المحاكمة العادلة. كما تم بنفس المناسبة الإفراج عن واحد وعشرين من المساجين الذين حوكموا في بداية التسعينات بتهمة الانتماء إلى حركة النهضة. والهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان تهنئ الأستاذ عبو وعائلته وكل الذين أطلق سراحهم وكذلك عائلاتهم لاسترداد حريتهم.وهي إذ تثمن عاليا قرار الإفراج عن هؤلاء فهي تجدد مطالبتها بإطلاق سراح جميع المساجين السياسيين وسن قانون العفو التشريعي العام حتى يسترد كل الذين حوكموا من اجل أفكارهم جميع حقوقهم وتطوى صفحة المحاكمات السياسية التي تميزت بغياب الضمانات القانونية الدنيا. وفي انتظار الإفراج عن جميع سجناء الرأي والسجناء السياسيين ،تنبه الهيئة المديرة إلى ضرورة احترام القواعد الدنيا لمعاملة السجناء و التقيد بالموجبات القانونية الحامية لحقوقهم. +++ وصدرت هذه التهنئة من أسرة تحرير موقع تونس أون لاين، وهو موقع اخباري تونسي في شبكة الانترنت، جاء فيها: إننا نغتنم هذه المناسبة، لنعبر عن استبشارنا بإطلاق سراح المحامي الأستاذ محمد عبو، سجين حرية الرأي والتعبير، وكافة مناضلي حركة النهضة، الذين دفعوا ثمنا باهظا على حساب أجسادهم وعائلاتهم، في سبيل المبادئ التي آمنوا بها، ليكونوا فوانيس تضيء من أجل الآخرين، ونهنئ عائلات وأهالي كل الذين أطلق سراحهم. هذا الإفراج الذي تزامن مع الاحتفال بمرور خمسين سنة على قيام الجمهورية، وبهذه المناسبة نرفع نداء حارا من أجل إطلاق سراح سجناء الٍرأي، الذين لا يزالون قابعين وراء القضبان، وعلى رأسهم المهندس عبد الكريم الهاروني، الذي وقع استثناؤه نتيجة عريضة تحمل توقيع أسماء غير مرغوب فيها سياسيا، حسب بعض المصادر المقرّبة، التي تؤكد مثل هذا التفسير… وإذ نجدّد مطالبتنا بإطلاق سراح جميع المساجين السياسيين، الذين أكلت من أعمارهم رطوبة السجون، فكم من أعياد وطنية مرّت، وكم من أعياد دينية تعاقبت، وكم من مناسبات سياسية تناوبت، وهم لا يزالون وراء القضبان ينتظرون أن تفتح أبواب السجون، ليعودوا إلى أرض الوطن من جديد، وتتصالح تونس مع أبنائها، وتطوى صفحة من صفحات التصحّر السياسي، وينفتح أفق جديد، تراعى فيه قيم ومبادئ الجمهورية، ليكون للاحتفال طعم آخر، في حلوق أهالي المسجونين والمنفيين، ويشترك الجميع دون استثناء في غراسة نبات يحصّن تربة أرض الجمهورية. +++ أما الصحفي الطاهر العبيدي فقد أجرى حوارا قصيرا مع الأستاذ محمد عبو، نشره في موقعي تونس أون لاين وتونس نيوز. طرح الطاهر العبيدي هذا السؤال: ـ أثناء وجود في السجن إلى حد الإفراج عنك، لم تنقطع الحملات الإعلامية والحقوقية الكبيرة والمستمرة لمساندتك، والتعريف بقضيتك، والتضامن معك، فكيف تنظر لهذا الأداء؟ فأجاب الأستاذ محمد عبو: الحملات الإعلامية والتحركات الحقوقية كانت مفرحة جدا، سواء دولية أو وطنية، وأغتنم هذه المناسبة لشكر كل الذين وقفوا معي في محنتي ومع غيري وهم كثيرون، كما أني شعرت من خلال هذه الوقفة بالأمل في أهل بلدي، بأنهم لحمة كبيرة وان تعددت المشارب، وأكثر ما أفرحني المعارضة التي وجدتها متخندقة جنبا لجنب للدفاع عن سجناء الرأي، وهذا مؤشر يبشر بمستقبل فيه من التوافق والوفاق على أرضية مشتركة، تكون لها انعكاسات إيجابية على الوطن والمواطن.. وتحدث محمد القلوي من المساجين الإسلاميين في حوار نشره موقع الحوار نت، فقال بالخصوص: » كل ما أرجوه في الأخير هو : ألا تمر عشرينية الحكم الجديد حتى تخلى السجون كلها من كل المساجين أي مساجين الرأي في البلاد كلها مهما كانت الظروف بسبب أنه لا يوجد سجين رأي واحد في تونس إرتكب عملا عنيفا واحدا. حتى من فعلوا ذلك في الجزائر ومصر وفي غيرها من بلاد العام خرجوا من السجن سواء بعد مراجعات أو بدونها. أما التفكير الحر فلا يعاقب عليه القانون مهما بدا مخالفا ». +++ نبقى في ملف العفو الرئاسي ونشير إلى البلاغ الصحفي الذي صدر في الرابع والعشرين من جويلة عن الحزب الديمقراطي التقدمي، حيث أعلنت الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي أن حزبها تلقى بارتياح كبير نبأ الإفراج عن الأستاذ محمد عبو اليوم 24 جويلية 2007. وأضافت: الحزب الديمقراطي التقدمي إذ يهنئ الأستاذ عبو وكافة عائلته وكل الديمقراطيين فإنه يعتبر أن هذا الإجراء على أهميته يبقى منقوصا ما لم يشمل كافة سجناء الرأي وما لم يمكن المغتربين من العودة لوطنهم وما لم يسترد كل من طاله تتبع من أجل أفكاره أو نشاطه السياسي حقوقه السياسية والمدنية كافة. وأضافت مية الجريبي: يؤكد الحزب من جديد عزمه على تكثيف النضال مع مختلف مكوّنات المجتمع المدني من أجل سنّ قانون العفو العام وتحرير الحياة السياسية ووضع البلاد على طريق الحرية والديمقراطية. +++ بهذا نطوي ملف العفو الرئاسي عن المعتقلين، وننتقل للحديث عن خطاب الرئيس بن علي يوم عيد الجمهورية، ثم نعرض إلى عدد من الآراء والأطروحات الخاصة بهذه المناسبة. (انتهى النقل من نص البرنامج، وسأنشر بقية المادة المذاعة في البرنامج قريبا إن شاء الله) +++ يا ولد الدار، ويا غيره من الكتاب: تأكدوا، عفا الله عني وعنكم، قبل توجيه الإتهامات لإخوانكم، وأحسنوا الظن، وقولوا التي هي أحسن، إن الشيطان ينزغ بين المؤمنين.
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أفضل المرسلين الرسالة 269على موقع تونس نيوز
إحياء ذكرى إعلان الإستقلال الداخلي 1954-07-31 من طرف السيد منداس فرانس
بقلم محمد العروسي الهاني تونس في 2007/07/31 في مثل هذا اليوم 1954/07/31 أدى السيد منداس فرانس رئيس الحكومة الإشتراكية الفرنسية زيارة إلى تونس و أعلن أمام الباي محمد الأمين. وأعضاء الحكومة التونسية مبدأ الإعتراف بالإستقلال الداخلي لتونس وكان رئيس حكومة فرنسا اَنذاك راهن على الإستقلال الداخلي لتونس خشية من مضاعفة الكفاح الوطني والثورة التونسية التي صعدت إلى الجبال للمقاومة الوطنية من أجل الإستقلال والسيادة والكرامة بنداء صريح وخطاب معلن في بنزرت يوم 13 جانفي 1952 من قبل الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله دعاء فيه الشعب التونسي والمناضلون الأحرار للمقاومة وجمع السلام ومقاومة الاحتلال الفرنسي بعد رفض فرنسا للتفاوض وبعد رد الحكومة الفرنسية على مذكرة 15 ديسمبر 1951 وأخيرا رفضت فرنسا وجاء منداس فرانس وأعلن على الاستقلال الداخلي يوم 31 جويلية 1954 والزعيم بورقيبة في المنفى في فرنسا. وبتعليمات من الزعيم الحبيب بورقيبة بدأت المفاوضات التونسية الفرنسية وكلما تعثرت المفاوضات بين فرنسا وتونس يقع العودة إلى الزعيم وهو في المنفى لتذليل الصعوبات وفعلا أفضت المفاوضات إلى الإتفاقية المبرمة بعنوان وثيقة الاستقلال الداخلي يوم 3 جوان 1955 بعد عودة المجاهد الاكبر الحبيب بورقيبة إلى أرض الوطن يوم غرة جوان 1955 حاملا لواء النصر وبشائر الاستقلال ولم يمضي على الوثيقة 9 أشهر حتى تم إبرام اتفاقية الاستقلال التام في 20 مارس 1956 بقيادة و حكمة وسياسة المراحل البورقيبية الثابتة التي أيدها مؤتمر صفاقس 1955 ونورد أبيات من قصيد الدكتور أحمد اللغماني يوم وفاة الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة للذكرى : أحمد اللغماني : محمد العروسي الهاني سيّدا كنت، سيّدا سوف تبقى…. أيها الراحل الطليق إلى أعلى **** الأعالي بين البروج يطير إهنأ الاَن واطمئـن ! فلــن يضنيــــك كيد يكيــده شرّيـــر عشت عمرا مبلبلا مبتـداه **** ذو ماَس، ومنتهـاه كسير كل أيـّامه الطّوال قرابيـن **** الإسعاد تونس، ونــذور جئت هذي الحياة والوطن الغــــــالي سليـب، وشعبـه مقهـور ثم فارقتها وتونس محمـيّ **** حمـاها وشعبها منصور دقّت الساعة الرّهيبة، حـلّ **** الموعد الحقّ واستبان المضير وتلقّاك من ثــرى تونـس حضــن حنـون، ومستقرّ قريــــر حبّذا الموت ! للخلود صراطا **** مستقيما يخلو عليه العبـور إن موت العزيز نصر على المـــوت : له العـزّ نـاصر وظهيــر مثلما تسقط الجياد على الشـــوط وتهــوي تحت السياط الحميــر…. … يرد الموت في ميادينه الشـــهم، ويـودى من ذعـره المذعـور
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أفضل المرسلين
فهرس كتاب – مذكراتي ومقالاتي بقلم محمد العروسي الهاني مناضل دستوري
1-حياتي الوطنية 2- نقلة الزعيم إلى برج البوق 3- السيرة النبوية العطرة 4- تعقيبا على الأستاذ عميرة 5-خواطر حول مزيد العناية برموز الحركة الوطنية 6- حول انتخاب تونس عضوا في مجال حقوق الإنسان 7- إصلاح الإعلام 8- من وحي الذكرى 36 لوفاة عبد الناصر 9- بصراحة الأحرار 10- الإعتداء على مدينة حمام الشط 11- رسالة التهاني بشهر رمضان المعظم 12- رسالة مفتوحة لرئيس الدولة 13- رسالة شكر 14- الشورى الديمقراطية 15- تعقيبا على حوار 16- ذكرى 2 مارس 1934 17- رسالة للتاريخ 18- التبذير 19- إصلاح الإعلام الحلقة الثانية35- مهزلة القرن الواحد و العشرين 36 – ذكرى 3 جانفي 1934 37- رسالة تهنئة بعيد الإضحى 38- مظاهر سلبية 39- رسالة شكر 40- إحداث 11 سبتمبر 2001 41- الرجل المناسب 42- خواطر حول تراجع الحكومة الفرنسية 43- 30 ماس 1956 44-المصداقية 45- حقوق الإنسان 46- الحلقة الثانية تعقيبا على عميرة 47- معضلة 1990/08/23 48- تحية من الأعماق (الحلقة 3-2) 49- رسالة مفتوحة لرئيس الدولة 50- رسالة للوزير المكلف بالعلاقات مع مجلس النواب والاتصال والإعلام 51- تعقيبا على برهان بسيّس 52- ذكرى 13 أوت 1956 (الحلقة 2) 20- إحداث لشهر جانفي 1952 21- مشاغل الناس في مجال النقل 22- شهادة حزبية 23-رسالة مفتوحة لوزير النقل 24- حوار في رسالة لوزير الشؤون الإجتماعية 25- رسالة مفتوحة لوزير المالية 26- رسالة مفتوحة لوزير التربية و التكوين 27- رسالة مقتوحة لوزير المالية الحلقة 3 28- رسالة لخادم الحرمين الشريفين 29- رسالة الدفاع المستميت 30- رسالة مفتوحة لرئيس مجلس النواب الحلقة الثانية 31- رسالة مفتوحة لوزير الفلاحة 32-رسالة مفتوحة للأمين العام للتجمع 33- نداء من الأعماق 34- الحلقة الأولى والثانية والثالثة لوزير الشؤون الإجتماعية بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أفضل المرسلين
فهرس الكتاب الجزء الخامس بعنوان مذكراتي ومقالاتي وتطلعاتي
مقدمة الكتاب 1- لمسة وفاء للزعيم الحبيب بورقيبة 2-تعقيبا على حديث وزير الشؤون الدينية 3- تعقيبا على مقال د. سعد بحيرة 4- كلمة شكر للملك محمد الخامس 5- خواطر ومقترحات 6- رسالة مفتوحة للأمين العام للجامعة العربية 7- تعليق على إحياء ذكرى وفاة الحداد 8- تعقيبا على شهادة محمد كريم 9- رهان على التجمع 10- التسامح 11- رسالة شكر لأهل الفضل 12- تدشين ساحة بورقيبة بباريس 13-الشورى والديمقراطية 14- مواكبة وسائل الإعلام 15- رسالة من جريدة الصباح 16- انطباعات عائد من البقاع المقدسة 17- من وحي ذكرى غرة اكتوبر 1985 بحمام الشط 18- اعتزاز ونخوة بفوز حماس 19- الذكرى الخمسين لتونسة الإدارة الجهوية 20- رسالة مفتوحة لرئيس الدولة 21- رسالة مفتوحة لأسرة تحرير موقع نيوز 22- تعقيب على حديث وزير الشؤون الدينية 23-حديث على انعقاد مؤتمر شعبة الصحافة الحزبية 79 24- حفل توديع 25- حرية الرأي 26- رجال خالدون 27- 5 سبتمبر 1934 28- حول توديع العامين في صحافة الحزب 29-من وحي ذكرى 1934/09/03 30- رسالة مفتوحة لرئيس الجمهورية 31- رجال في الذاكرة 32- تصريحات نجل القذافي 33- رسالة خالدة بمناسبة عيد الجمهورية 34- رجال تركوا بصمات 35- رسالة لرئيس الدولة 36- الذاكرة الوطنية 37- إحياء ذكرى إبعاد الزعيم بورقيبة 38- رسالة تهنئة 39- المرحلة الحاسمة 40- رسالة مفتوحة للتاريخ 41- رسالة لوزير التشغيل 42- الحلقة الثانية لوزيرة التجهيز والإسكان 43- مقترحات عملية 44- انموذج سياسة الاتصال المباشر 45- رسالة مفتوحة بمناسبة الذكرى 19 للتحول 46- الرسائل المفتوحة لرئيس الدولة 47- الرسائل المفتوحة لرئيس الدولة 48- الرسائل المفتوحة لرئيس الدولة 49- الرسائل المفتوحة لرئيس الدولة 50- رسالة مفتوحة إلى أعضاء مجلس النواب حصاد إعلامي يستحق الذكر والإهتمام والدعم المعنوي والتشجيع 53- ذكرى 3 أوت 1903 ميلاد الرمز الخالد 54- ضرورة وقوف الأمة صفا واحدا 55 – مكارم الأخلاق 56- مقترحات الحلقة الاولى والثانية 57- رسالة مفتوحة لرئيس الجمهورية 58- التحويرات 59- بصراحة 60- رسالة مقترح لرئيس الدولة 61- حماية الأخلاق 62 – رجال بررة 63- تونسة الإدارة الجهوية 64- صامتا 16 سنة 65- عيد الشهداء 66- غرة جوان 1955
فــي دراســة حــول مؤسســـة الـــزواج:
الكلفة… تحمل المسؤولية.. طول سنوات الدراسة… البطالة.. عوامل رسخت تأجيل الزواج أو العزوف عنه
تونس ـ الصباح موسم الصيف وخاصة شهر اوت يشهد ذروة حفلات الزواج فالكل يفضل هذه الفترة من السنة للزواج واليوم ورغم تواصل هذه السنة الا ان عدد المقبلين على الزواج هو الذي تغير ولم يعد كالسابق وهو ما تثبته الاحصائيات الرسمية الخاصة بعدد العازبين والعازبات في سن الزواج وما اصبح يلاحظ من تفاقم لظاهرة العنوسة في صفوف الفتيات كما اصبحنا نتحدث ايضا عن عنوسة الرجال. في هذا الاطار حاولنا تسليط الضوء على علاقة الشاب التونسي بمؤسسة الزواج وطرحنا السؤال التالي هل هي علاقة مصالحة ام عزوف؟ وماذا عن الاسباب اذا كانت الاجابة الثانية وكيف يقيم الباحثون في مجال الشباب انعكاسات هذه المسألة على التوازن النفسي للشاب وللمجتمع ككل؟ البحث في هذا الموضوع لم يكلفنا الكثير من الجهد لاسيما وان الاستشارة الشبابية الثالثة تولت البحث في الموضوع في كما ان نظرة الشباب للحياة الزوجية من خلال نتائج الاستشارة الشبابية الاخيرة كان محور محاضرة قدمها في وقت سابق السيد ابراهيم الوسلاتي المدير العام للمرصد الوطني للشباب وشملت بالدرس والتحليل كافة الجوانب المتصلة بعلاقة الشاب التونسي بمؤسسة الشباب. فماذا عن اهم استنتاجاها؟ رأي الشباب في الزواج يشير المحاضر الى ان المستجوبين ضمن الاستشارة انقسموا الى قسمين متساويين، فعبر 50% منهم بأنهم لا يفكرون في الزواج، ولاحظ ان السؤال طرح على مستوى التفكير لا الرغبة في الزواج كما جاء في الاستشارة الثانية بينما لا يوجد لهذا السؤال صدى في الاستشارة الاولى. واستنتج ان استشارة 2005 جاءت لتعبر بكل وضوح عن هذا العزوف عن الزواج الذي اصبح مشغلا هاما، وهو مؤشر يدعونا الى التفكير بكل جدية في ايجاد طرق للمعالجة. ويضيف المحاضر ان تونس بتطبيقها لبرنامج التنظيم العائلي حققت فوائد جمة ولكن المجتمع بات على عتبة الشيخوخة وقد تعاني بلادنا ما تعاني منه بلدان الغرب في الوقت الحاضر. ويؤكد التعداد العام للسكان والسكنى لسنة 2004 ذلك حيث بلغ معدل النمو 1,21%، في حين كان في العشرية السابقة 2,35%.
اسباب عدم التفكير في الزواج ولمعرفة اسباب عدم التفكير في الزواج طرحت الاستشارة الثالثة، سؤالا عن اسباب ذلك وقد جاءت صيغته كالتالي: ان كنت لا تفكر في الزواج فاذكر السبب الرئيسي؟». وتوزعت الاسباب بين كلفة الزواج، وقد بلغت نسبة المستجوبين في الاستشارة الثالثة 25,2%، وهو ما يمثل ربع المستجوبين. ولعله مؤشر على ارتفاع كلفة الزواج. وتأتي في الدرجة الموالية مسؤولية الزواج كمانع للتفكير في الزواج اذ عبر 19,7% من العينة المستجوبة في استشارة 2005 عن ذلك. اما السبب الثالث فهو تربية الابناء والذي لا يكاد يمثل عائقا فقد عبر عن ذلك 0,8% من المستجوبين في الاستشارة الثالثة ولم يذكر كسبب في الاستشارتين السابقتين. وعبر 54,3% من المستجوبين في الاستشارة الثالثة، عن عدم تفكيرهم في الزواج في باب «سبب اخر» من السؤال، وبالرجوع الى عينة من المستجوبين لمعرفة السبب الاخر تبين انه يتمحور حول جملة من الاسباب لم تخرج عن «اسباب دراسية وصغر السن وعدم ايجاد الدعم اللازم للزواج والبطالة وعدم الحاجة الى الزواج..». وحول تأخر سن الزواج يضيف مدير المرصد الوطني للشباب ان ارتفاع المستوى التعليمي والثقافي للشاب وللفتاة في تونس وكلفة الزواج ومسألة الحصول على الشغل ومسؤولية تربية الاطفال وتوفير السكن الى غير ذلك من متطلبات الحياة الزوجية العصرية التي لم تعد تقتصر على العمل والاكلة والشرب والانجاب والسكن مع الاباء فقط بل تحتاج ايضا الى المغالبة اليومية لمتغيرات الحياة ومواكبة التقدم وتحدي عصر التكنولوجيات الحديثة والتعامل معها، مما حتم تأخر معدل سن الزواج.
كيفية اختيار الشباب لزوج (ة) المستقبل: يقول المحاضر في هذا الإطار أن اعتماد الاختيار الشخصي للقريب بنسبة 85,7% في استشارة 2005 لافت للانتباه بينما جاء اختيار العائلة في المرتبة الثانية بنسبة بعيدة كل البعد عن الاختيار الشخصي إذ بلغت 13,8% وعبّر 0,1% من المستجوبين عن اختيار الزوج (ة) من خلال الاعلانات الصحفية وهي نسبة لا تذكر لأن المجتمع التونسي لم يتقبل بعد عادة الزواج على هذه الطريقة وسيطرة الاختيار الشخصي في استشارة 2005 تدعم وتؤكد ما جاء في استشارة سنة 2000، حيث برز الاختيار الشخصي بنسبة 85,8%، وقد احتل المرتبة الأولى بنسبة تساوي ما عبر عنه شباب استشارة 2005، وهو تواصل منطقي لتطوّر تفكير الشباب بخصوص مسألة اختيار القرين. مقاييس اختيارالقرين؟ بين مدير المرصد الوطني للشباب في هذا السياق أن الشاب الذي عبّر عن رأيه في اختيار قرينه بصفة شخصية بدرجة أولى له مقاييسه في هذا الاختيار. وبالمقارنة بين استشارة 2000 واستشارة 2005 لاحظ المحاضر أن الشباب أولوا بعض المقاييس مرتبة فضلى بينما لم تحل المقاييس الأخرى إلا في مراتب لاحقة. وأضاف أنه بقراءة الجدول المقارن نلاحظ أن مقياس الأخلاق في الاستشارتين يحتل المرتبة الأولى بنسبة 57,4% في استشارة 2005، و45,6% في استشارة 2000، مع العلم أن المرتبتين الثانية والثالثة تحتلها كذلك الأخلاق وهو مؤشر يدل على أن اغلب الشباب يقدمون السيرة والأخلاق على كل المقاييس الأخرى، والمقصود بالأخلاق هي السيرة الحسنة المطلوبة من الشاب والفتاة في المحافظة على شرف العائلة، والعناية بمتطلباتها، والتضحية من أجلها، تقديمها على النفس، والعناية بالأطفال، الخ… وهي من مقاييس الزواج التقليدي المستلهمة من عاداتنا العربية وديننا الإسلامي الحنيف. وبالتالي فالنظرة السائدة لدى الشباب في اختيار القرين تبقى مرتبطة بالعائلة وبالمقاييس التقليدية التي تقدم السيرة والأخلاق والنسب على بقية مقاييس، ومهما تغير الشباب ومهما ارتفع مستواه التعليمي فقد بقي مرتبطا بالسائد في الوسطين العائلي والاجتماعي. ويضاف الى السيرة والأخلاق مسألة النسب التي تحتل المرتبة الثانية في استشارة 2000 بنسبة 23%، وتحتل المرتبة الثالثة في استشارة 2005 بنسبة 10,1%، وهو مؤشر مرتبط كذلك بالسيرة والأخلاق كمقياس لاختيار القرين ذلك أن النسب يعتبر مرجع السيرة والأخلاق وكثيرا ما ارتبط النسب بالعفة والشرف وحسن التربية، وهي مواصفات تحدد كذلك مقياس الأخلاق. وان احتلت الأخلاق والنسب المراتب الأولى فالعمل يرد في استشارة 2005 في المرتبة الثانية بنسبة 22,2% وفي المرتبة الثالثة في استشارة 2000 بنسبة 12%، ذلك أن مسألة العمل تبقى الشغل الشاغل للشباب إذ يعتبر مفتاح ولوج الحياة الزوجية لأغلب الشباب، وبدون توفيره لا يمكن للزواج أن يتم خاصة وأن الشباب قد عبّر من قبل على اختياره الشخصي لقرينه وبالتالي تحمله الشخصي لكلفة الزواج وتوفير الظروف الملائمة لتحقيقه، بينما نجد الجمال في مرتبة دون الأخلاق والنسب والعمل بنسبة 11,3% في استشارة 2000 وبنسبة 4,8% فقط في استشارة 2005، فجمال القرين محبّذ ولكنه لا يحتل المراتب الأولى، فقد يبدو لنا من الوهلة الأولى أنه سيكون المقياس الأول إلا أنه لم يبرز إلا كمقياس ثانوي لا يعتمد عليه في المراتب الأولى لاختيارالقرين. وأكد في هذا الإطار أن مسألة يسر القرين لم تحتل مرتبة أساسية، فقد عبّر 12,4% من المستجوبين سنة 2000 عن اعتبارهم للوضعية المالية كمقياس من مقاييس اختيار القرين وتدنّى هذا المقياس في استشارة 2005 إذ لم يعتبرها إلا 2,6% من المستجوبين، واحتلت بالتالي المرتبة الأخيرة. وهي مواقف تتماشى مع ترتيب المقاييس السابقة الذكر. وخلص المحاضر إلى أنه بالنسبة المسألة مقاييس اختيار القرين انطلاقا من الاحصائيات الواردة سابقا نلاحظ محافظة مقياس الأخلاق والسيرة على قيمتها في الأوساط الشبابية وتدني بعض المقاييس التي كانت معتمدة في مجتمعنا من قبل كالوضعية المالية والجمال وكذلك النسب الذي كان يحتفظ بدرجة كبيرة في مجتمع الخمسينيات وما قبله. وإن تطوّر تفكير الشباب التونسي في هذه المسألة تطور سليم ومنطقي لا طفرة فيه بحيث لم يفقد في ذلك توازنه، وتعتبر هذه النتيجة مطمئنة لما لمؤسسة الزواج من قيمة في حياة المجتمعات. منى اليحياوي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 1 أوت 2007)
الكفاءات التونسية بالخارج: دعوة للاستفادة من التكنولوجيات الحديثة والانترنيت لربط الصلة مع أفراد الجالية
كيف يمكن للكفاءات بالخارج نقل التكنولوجيا ودعم البحث العلمي في تونس؟
تونس:الصباح مسألتان هامتان تم الطرق إليهما أمس بالدرس خلال ندوة الكفاءات التونسية بالخارج المنتظمة ببادرة من ديوان التونسيين بالخارج.. تتعلق الأولى بدور الكفاءات التونسية بالخارج في نقل التكنولوجيا ودعم البحث العلمي والتكنولوجيا وتتعلق الثانية بمساهمة الكفاءات الطبية التونسية بالخارج في تنمية القدرات الوطنية في مجال السياحة الطبية.. وتجدر الإشارة إلى أن سجّل الكفاءات التونسية بالخارج يضم إلى حد الآن 7789 كفاءة مقيمة في 61 بلدا فــي العــالم منهــم 9 بالمائة نساء وهم يتوزعون حسب الاختصاصات عـلى قطــاعات التعليم العالي والبحث العلمي (1862) والهندسة والهندسة المعمارية ( 1807) والطب والصيدلة (865) والإعلامية (331) والمحامـاة (72) ورجـال الأعمــال (1126) والاختصــاصات المختلفة (1772). ومن خلال استعراض هذه الاحصائيات يبرز أن عدد الكفاءات التونسية بالخارج ليس بالهين.. وفي هذا الصدد يذكر أن السادة علي الشاوش وزير الشؤون الاجتماعية والتضامن والتونسيين بالخارج الذي تولى افتتاح الندوة ورضا كشريد وزير الصحة العمومية الذي أشرف على ورشة دور الكفاءات في تنمية السياحة الطبية ورضا مصباح كاتب الدولة للبحث العلمي الذي أشرف على ورشة دور الكفاءات في نقل التكنولوجيا ودعم البحث العلمي شددوا على أن الكفاءات التونسية بالخارج يمكنها أن تقوم بدور هام لمعاضدة التنمية وتقديم الإضافة. ففي مجال نقل التكنولوجيا تمت الإشارة إلى أن الكفاءات التونسية بالخارج يمكنها أن تساهم في تطوير الطاقة النووية نظرا لأن تونس تعيش مشكلة في الطاقة وكذلك في مجال التحكم في استهلاك الماء والحد من تهرئة الموروث الطبيعي والجيني والاستثمار في برامج في مجال البيوتكنولوجيا وفي الأقطاب التكنولوجية.. وبين كاتب الدولة للبحث العلمي أن الكفاءات التونسية يمكنها أن تساهم مثلا في تصدير زيت الزيتون وقال « ليس من المقبول أن نظل إلى حد الآن نصدر زيت الزيتون « صبة » للايطاليين الذين يعلّبونه ويسوقونه كما لو أنه زيت إيطالي في وقت يمكن فيه للخبراء التونسيين أن يستفيدوا من هذه الثروة الوطنية ويقتحموا بها الأسواق العالمية من باب واسع ». وفي حديث مع السيد منجي الزيدي وهو رجل أعمال تونسي في مجال التكنولوجيات الحديثة بفرنسا أفادنا أنه من الضروري جدا الآن وضع شبكة تربط الكفاءات التونسية بالخارج لتكوين لوبي تونسي قوي ومؤثر.. كما أن هذه الشبكة تمكن من مساعدة الكفاءات التونسية بالخارج في عمليات التصدير والتوريد والبحث العلمي. وقال « لقد بعثنا شبكة عليسة وهي تجمع الكفاءات التونسية المقيمة بالخارج وهي شبكة هامة وتقوم باتصالات مستمرة مع الحكومة التونسية ويجب دعمها حتى يكون أداؤها أفضل ». وذكر منجي أنه بفضل تطور وسائل الاتصال لم يعد هناك ضرورة لكي تعود الكفاءات التونسية المقيمة بالخارج إلى تونس لتستقر بها لأنه يمكنها أن تواصل العيش في الخارج وتعمل في تونس عن بعد وتقيم مشاريع تساهم في تطوير الاقتصاد وتوفير مواطن شغل.. وبين أن رجال الأعمال التونسيين وغيرهم من الكفاءات المقيمة بفرنسا يحظون بمكانة هامة في هذا البلد وهم يقيمون باستمرار لقاءات لتبادل وجهات النظر والحديث عن الإمكانيات المتاحة للتعاون والشراكة بين البلدين.. وقال إن الإشكاليات التي يواجهها المهاجر التونسي في فرنسا تكون أقل حينما يكون من الكفاءات.. وذكر أن الكفاءات التونسية هناك تسعى إلى تطوير اللوبي التونسي في فرنسا حتى تكون له نفس المكانة التي يتمتع بها اللوبي الجزائري والمغربي.. ودعا إلى تكثيف الملتقيات التي تجمع الكفاءات التونسية بالخارج وبين أن شبكة الانترنات يمكن أن تساعد على تحقيق التقارب بين هذه الكفاءات وتساهم في تطوير عملها كأن تسمح بالتعاون المكثف والمستمر بين رجال الأعمال التونسيين المقيمين ببلدان أوروبية مختلفة ويصبح عندها حضورهم الجسدي غير ضروري ويمكنهم عن طريق أزرار الحاسوب تسيير أعمالهم وتنسيقها عن بعد.. السياحة الصحية في ما يتعلق بمساهمة الكفاءات التونسية بالخارج في تنمية القدرات الوطنية في السياحة الطبية بين السيد محمد رؤوف الخماسي أنه يجب تعريف الجالية التونسية بالمستوى الطبي الموجود بتونس وقال إنه هناك فضاءات موجهة للجالية ويمكن استغلالها للتعريف بما بلغه الطب في تونس. وقال تونسي مقيم بكندا « لماذا لا يتم التفكير في استعادة التونسيين المسنين والاهتمام بهم لأن الكثير منهم يعيشون في عزلة وهناك منهم من يقطن في دور للمسنين وليست لهم عائلات ». وبين السيد أحمد حامد ملحق اجتماعي بمركز طرابلس أن تونس تتمتع بسمعة طيبة في ليبيا وليس من الضروري القيام بإشهار لاستقطاب المرضى.. كما أن الليبيين ينفقون بسخاء على الصحة لكن نجد أن إجراءات العبور صعبة ومملة وكثيرا ما يواجه المريض مشقة كبيرة قبل الوصول إلى العاصمة وتلقي العلاج. واقترح توفير النقل الصحي البري بين البلدين وأشار إلى النقص المسجل في الأدوية في ليبيا وبين أنه يجب تسهيل عمليات حصول المرضى الليبيين على تلك الأدوية التي يرغبون فيها وقال السيد فيصل الوشتاتي « لدينا علاقة جيدة مع الليبيين وهم كثيرا ما يتذمرون من مشكلة عدم فهم اللغة لأن أعوان الاستقبال في المصحات يتكلمون الفرنسية وذلك إضافة إلى صعوبة أخرى تتمثل في متابعة وضعياتهم الصحية نظرا لأن التقارير الطبية التي يقدمها لهم الأطباء في تونس تكون بالفرنسية وحينما يعودون إلى ليبيا يجد أطباءهم صعوبة في متابعة حالاتهم الصحية الأمر الذي يتطلب أن يكون التقرير الطبي أو على الأقل ملخصا منه مكتوبا باللغة العربية ». وفي ما يتعلق بالعلاج بمياه البحر تمت الإشارة إلى أن تونس تحتوي على 30 مركزا وهي تشتغل وهناك 15 مركزا في طور الانجاز يؤمها زوار من فرنسا وايطاليا وسويسرا وألمانيا وروسيا لذلك يجب إعطاء هذا القطاع ما يستحق من العناية حتى يساهم في دفع السياحة الاستشفائية. وبين السيد محرز الدريدي مدير إدارة تنمية المنتوجات الجديدة بوزارة السياحة أنه تم التفكير منذ أواخر الثمانينات في بعث منتوجات سياحية جديدة إلى جانب السياحة الفندقية على غرار السياحة العلاجية بمياه البحر أو بالمياه المعدنية. سعيدة بوهلال (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 1 أوت 2007)
خبران وتعليق الخبر الأول: أمريكا ستبيع لمجموعة من البلدان العربية.. بما قدره 30 مليار دولار من الطائرات الحربية. الخبر الثاني: أمريكا حيث تكشف الصحف كل الاسرار.. ستقدم الى اسرائيل مساعدة بـ 30 مليار دولار!! التعليق: طبعا لا علاقة بين الخبر الاول والخبر الثاني.. فالعرب سيشترون بالبترودولار وامريكا ستساعد بالدولار الامريكاني.. محمد قلبي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 1 أوت 2007)
رئاسة الترجي الرياضي: طارق الطرابلسي يسحب ترشّحه
كنا أفدناكم في عددنا الصادر أمس أن الكتابة العامة للترجي الرياضي قد تلقت يوم الإثنين ترشّحا واحدا لرئاسة الجمعية صادرا عن طارق الطرابلسي. غير أنّ الشاب طارق الطرابلسي وهو المعروف بحبّه للترجي الرياضي قد سارع في نفس اليوم بسحب ترشّحه. وبعد هذا السّحب يمكن التّأكيد أنّه لا يوجد إلى غاية مساء أمس (الثلاثاء) أيّ مترشّح بصفة رسمية لرئاسة الترجي الرياضي. علما بأنّ آخر أجل لتقديم مطالب الترشّح لخطتي رئيس ونائب للرئيس قد حدّد ليوم الأحد 5 أوت الجاري وأن الجلسة العامة الانتخابية للترجي الرياضي مقرّرة ليوم الخميس 9 أوت بأحد نزل العاصمة. حسن عطيّة (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 1 أوت 2007)
المخرج التونسي نوري بوزيد لـ «الشرق الأوسط» :
وحدهم المتطرفون يمتلكون جرأة التعبير عن انفسهم
نوري بوزيد: لا أستطيع التطرق لموضوع التطرف وأنا أمارس الرقابة على نفسي
باريس: آمال فلاح > « آخر فيلم »… لماذا هذا العنوان المتشائم؟ – لأنني أثناء التصوير، وفي قلب الشريط شعرت بإحباط شديد، وخفت ألا يرى فيلمي النور. أحسست أني مجهد من كثرة الجبهات المفتوحة أمامي. فالفيلم احتجز بعد عملية الميكساج، ثم أني لم أكتب جميع أجزائه مسبقا، فجاء السيناريو فضفاضا، لأني لو كتبته بدقة لرفض، وتم الاعتراض عليه، منذ البداية. كانت هناك عجلة، وبداخلي إحساس يقول إن هذه آخر فرصة لديّ لقول الأشياء بصراحة. فجاء العنوان من صلب معاناتي السابقة والآنية مع صنع أفلامي. لقد وصلت رسائل كثيرة إلى وزارة الداخلية تشي بنا، وتتهمنا بصنع فيلم متطرف، كتبها سينمائيون. كما تفاقمت الخلافات مع الشخصية الرئيسية للفيلم لدرجة أراد فيها التخلي عن الدور لخطورته. وبالتالي تحولت الضغوط إلى إحساس بضرورة الإسراع في إنجاز الفيلم. كانت لديّ عجلة المرأة الحامل التي تخشى أن تضع للدنيا مولودا ميتا. > بطلك ليس شخصية نمطية. إنه شخص متمرد وبالتالي يشكل نقيضا لنموذج الأصولي الذي رسمته في فيلمك، بدليل أنه يتمرد أيضا على الأشخاص الذين سعوا إلى غسل دماغه؟ – الأشخاص الطيّعون لا يتحولون إلى انتحاريين. كان البطل منذ البداية متمردا على كل المؤسسات العائلية والدينية والتربوية. متمرد بمعنى أنه مستعد للمواجهة ولدفع الثمن. وعندما اكتشف الأصوليين وانحاز إليهم اكتشف أنهم يشكلون بدورهم مؤسسة صارمة، فكان لا بد له أن يتمرد عليها، لكنه كان قد قطع شوطا كبيرا ولم يكن بمقدوره العودة إلى الوراء، فكان الجنون ثم الموت. > في نهاية الفيلم نكتشف أن غضب البطل تحول ضده ليدمره. هل معنى ذلك أن المواطن العربي لا حلّ لمشاكله سوى التدمير الذاتي؟ وهل أضحى الموت هو الوسيلة الوحيدة للخروج من النفق: القتل أم الانتحار؟ – أبدا. لكني أدفع الأمور إلى ذروتها لأصدم المشاهد المرتاح في قناعاته، لكي أقول إن تلك الشخصيات لم تجد مكانها في المجتمع الذي تعيش فيه. إنها صافرة إنذار أطلقها علّ الأمور تتغيّر قليلا. لكني في أعماقي لست متفائلا، فالأمور هي أبعد ما تكون عن التغيير ما دامت وسائل الإعلام العربية لا تقوم بدورها التنويري. إنها تطور خطابا لا يزعج بل يرضي الأغلبية، والدليل على ذلك كل تلك المسلسلات التي تنتجها دول الخليج. إن بطل « آخر فيلم » عندما فجّر نفسه اكتسب صفة الضحية لأنه لم يقترف جرم القتل في حق غيره من الأبرياء. إنه أول ضحية للتلاعب، لكنه لعب بالنار فكان لا بد له أن يحترق. كان يمكن أن أضع نهاية أخرى أقل عنفا بوضعه في السجن، لكني لم أشأ أن أشجع الحل البوليسي في الكفاح ضد المتطرفين، كما أردت أن افضح المسؤولين عن تأطير هؤلاء الشباب والتغرير بهم. > أنت تذهب إلى أبعد من طرح فكرة سوسة الإرهاب التي تنخر معظم الدول العربية. إنك تدينها، كما تدين طرق مكافحتها. بمعنى أن خطابك يزعج مرتين الأصوليين والسلطات العامة. فلماذا لم يستسغ الغرب هذا الخطاب، ورفض توزيع « آخر فيلم » في أوروبا في حين نجح فيلم « الجنة الآن » لهاني أبوأسعد، الذي يتناول نفس الموضوع، من سنتين؟ – لا أعرف. فقد عرض الفيلم في أمريكا، حيث قوبل بالترحاب، وحصل على جائزة أحسن سيناريو وأحسن دور رجالي، لكن مهرجان « كان » رفضه ولم يطلبه أي مهرجان فرنسي. أظن أن الغرب في كفاحه ضد الإسلاميين المتطرفين يحبذ القمع والقوة العسكرية، ولا يريد الاقتراب من روح أولئك الذين يفضلون تفجير أنفسهم ساعين إلى الشهادة وباحثين عن الجنة. في حين سعيت في فيلمي لفهم الآليات التي تحكمهم وتساءلت: لماذا لا نؤمن لهؤلاء الشباب حياة مختلفة تحول بينهم وبين الوصول إلى طريق مسدود. هذا التعاطف مع من اعتبرتهم ضحايا، لا يقبله الغرب كما لا يقبل الطريقة التي صورت بها هؤلاء الشباب، البعيدة كل البعد عن الصورة الكاريكاتيرية النمطية. أظن أني في »آخر فيلم » صوبت كل سهامي إلى أكثر من مرمى. كان المرمى الأول أنا ذاتي وعلاقتي بكل ما هو مقدس. أما المرمى الثاني فكان عائلتي وقصتي معها، ثم واجهت قصص الحب قبل أن أواجه السلطات العامة والمتطرفين. > جاءت فكرة إقحام هواجس المخرج في الفيلم، وشكوك البطل في صلب الفيلم أثناء التصوير أم كانت في ثنايا السيناريو الأصلي؟ ـ لقد اتخذ الفيلم منعطفا آخر. فلطفي، البطل الرئيسي، بدأ يخشى على نفسه ويتعبني، فكثُرت مناوشاتنا. لم يكن ممكنا بالنسبة لي أن أتطرق إلى موضوع التطرف وأنا أمارس الرقابة على نفسي. كان الأمر يقتضي مساحة كبيرة من حرية التعبير، أي من المخاطرة، وذلك ما لم يقبله لطفي الذي بدأ يخشى أن يصيبه أذى من الأطراف التي يفضحها وأن يعاقبه الله، فزاد توتره وكثُرت انفعالاته.. وإرهاقي. لم يكن لطفي ينام الليل وكان كثير الغضب كما قرر أن يتوقف عن التمثيل ويترك الفيلم، فرأيت أنه من الضروري نقل كل تلك الانفعالات إلى صلب الفيلم دون أن أحيطه علما بذلك. لقد تم تصوير أربع وعشرين ساعة من المناوشات والخصومات بيني وبين بطل الفيلم، لكني لم أدمج سوى الأجزاء التي تعمق وتبرز الخلاف والرهان المرتبط بمصير الفيلم. كان لطفي يريدني أن أهدأ في الوقت الذي لم يكن هو فيه مستعداً للهدوء. لقد بلغت حدة تماهيه بالدور الذي يقوم به لدرجة أصابته بالرعب. دام التصوير سبعة أسابيع مع كل الخوف الذي كان يلبسنا والمخاطر المحيطة بنا. تجربة هذا الفيلم، تجربة خاصة مع الممثل لطفي عبدلي. لقد ورطته كثيرا في العمل واستعملته بطريقة جعلتني أطوعه للشخصية التي أردت منه أن يجسدها، ولذا أنا سعيد بكل الجوائز التي نالها كأحسن ممثل، لأنها تمثل بالنسبة لي تعويضا للأضرار النفسية التي ألحقتُها به. >أنت نفسك تحولت في هذا العمل من مخرج إلى طاغية. لقد جعلت بطلك يصبح مجنونا وقتلته في النهاية، على الرغم من أنه مجرد ضحية. – أردت أن أكون معادلا للمتطرف عبدو، الشخصية التي سعت إلى التلاعب بالمشاعر الدينية للبطل، وقد سيّرت الممثل لطفي عبدلي مثلما سيّر « عبدو » المتطرف « بهتة » الراقص. الدور كان، أصلا، مكتوبا للطفي، فقد اشتغلت معه في »عرائس الطين » ووجدت انه تلقائي ويتصرف بالسليقة، لكنه في الوقت نفسه منضبط ومستعد للخضوع لكل مراحل التصوير، ولكل التغيرات الجسمية والشكلية، فاستغللت انضباطه كما استغللت جنونه. >شخصياتك في »صفائح الذهب » « عرائس الطين » و »رجل الرماد » أو »ريح السد » مهزومة، مكسورة، تعيش دائما الشك والتوتر، وغالبا ما تكون نهايتها مفجعة، هل ذلك اعتقاد منك بلا جدوى أي مشروع اجتماعي كفيل بإخراج المجتمعات العربية إلى التطور، من ناصرية وشيوعية وإسلاموية؟ – شخصياتي مهزومة إلى أقصى حد، لأني لست بائعا للأوهام الكاذبة ولأني لا أستطيع تجاهل ضياع وحيرة الشباب العربي الناجم عن الهزائم المتلاحقة. الهزيمة هي قدرنا، وشخصياتي تعكس بصدق هذا القدر. هل لك أن تذكري لي انتصارا واحدا منذ هزيمة 67 إلى الآن؟ أفضل أن أكون متشائما، أغرز السكين في الجرح لكي أحرك المتفرج وأدفعه إلى التساؤل، لعل شيئا يتغير. >يقال ان الأصل في الإبداع هو الجرح. فما هو جرحك؟ – في طفولتي عانيت من العنف. كان أخي يضربني بشدة كما ضربني المعلمون. الضرب كان القصد منه تربيتي. ومن هذا الإحساس بالاضطهاد صرت أقرب إلى المستضعفين، من فقراء ومضطهدين. بعد ذلك بسنين شكلت هزيمة 1967 جرحا غائرا في ذاتي. وذلك واضح في فيلمي »عندما سكتت شهرزاد عن الكلام المباح » حيث تحدثت عن عبد الناصر، الأب الذي أصبح من غير الممكن العيش معه ولا العيش بدونه. لقد حدث الأمر نفسه مع الحبيب بورقيبة الذي وضعني، والكثيرين، في السجن، لكنه ظل أبا متنورا ومتسامحا على الصعيد الاجتماعي، في حين لم يرض أبدا بأن يشاركه أحد الحكم، على الصعيد السياسي. القهر والاضطهاد أهم عنصرين في تربية أجيال عديدة وبالتالي بدأت بإدانتهما منذ أول فيلم أخرجته حيث تناولت موضوع اغتصاب الطفولة. لقد كنا مهزومين منذ أن وُلدنا. مهزومين مسبقا. وقد جاء اعتناقي للشيوعية تعزيزا لمساندتي للمغلوبين على أمرهم وكأنما أنتقم لهم من القدر الحتمي. أظن أن القاسم المشترك بين كل أفلامي هو تمرد الشخصيات المقهورة على وضعها الحتمي، وبالتالي اتسمت أفلامي بديناميكية وحيوية تشكل لوحدها عنصرا إيجابيا ينفي التشاؤم بدليل أن الأخ الأصغر لـ »بهتة » بدأ يردد أغنية الأخ الذي فجّر نفسه، أي أنه بدأ يعي الأسباب التي أودت بأخيه ويطرح لها بديلا عبر وعي حقيقي وجديد.. لكن هذه الطاقة التي تمتلكها الشخصيات تظل غير مُوظفة في الغالب الأعمّ. هذا الفيلم الأخير لا يحمل سني. إنه مرتبط بسن الشخصية الرئيسية (25 عاما)، لكني لم أقتل أبدا الطفل الذي بداخلي. إني أنميه دوما، كما أحاول استعادة طفولة ضاعت مني في كل فيلم أنجزه. > الإبداع، أيضا، إجابة عن أسئلة ملحة تحاصر المخرج. فما هي الإجابات التي سعيت إلى إيجادها عبر هذا الفيلم؟ – عبر « آخر فيلم » حاولت الإجابة عن سؤالين، أولهما عام، حول السر في تحول شخص ما إلى التطرف. أي كيف يصبح شاب يحب الحياة انتحاريا؟ أما السؤال الثاني فخاص بي وبمدى الحق الذي أمتلكه في الحديث عن موضوع مثل هذا؟ عندما عرض الفيلم بتونس، تساءل الناس: لماذا أتحدث عن موضوع الإرهاب وهو ليس موجودا عندنا. فتأكد الهاجس الذي كان يسكنني بضرورة مناهضة هذا الإرهاب الزاحف عبر فضحه، وبضرورة الكفاح من أجل مزيد من الحرية في التعبير عن كل القضايا التي تشغلنا مهما كانت حساسيتها، ومنه جاءت بنية الفيلم متوافقة مع هذين المحورين. فالبطل المتمرد انتهى إلى الخضوع ثم تمرد من جديد على وضعه الخانع. مساران متقاطعان في فيلمي يتعاكسان باستمرار: رفض الإرهاب والحق في الحديث عنه. > وماذا عن الأسئلة التي حاولت طرحها في أفلامك السابقة؟ – لقد فكرت في الأمر كثيرا. وأنا حاليا بصدد تحرير كتاب حول كتابة السيناريو أورد فيه أمثلة صورتها في أفلامي. فلطالما حاولت محاربة الإقطاعية المعرشة بداخلي والمنتشرة في محيطي. كل مواضيع أفلامي تمحورت حول محاربة الإقطاعية المتفشية في مجتمعاتنا الحديثة في كل أشكالها، وأظن أني ذهبت في فيلمي الأخير إلى أقصى مدى في محاولة اجتثاثها. أنا الآن سعيد لأن أعمالي لاقت إقبالا وحظيت، على مرّ السنين، بالاعتراف. أنا رجل رفض دوما أن يتحول إلى بائع للأوهام، ففضل التدريس وكتابة السيناريوهات للآخرين على أن يصنع أفلاما دعائية، وبالتالي فإني، عندما أصنع فيلما، تهمني بالأساس مساءلة الناس في حياتهم اليومية ودعوتهم إلى مراجعة أنفسهم وواقعهم لكي يتمكنوا من وعي ذواتهم. السينما التي أصنعها تشبه مرآة تعكس الصورة الحقيقية للناس، تريهم عيوبهم، لذا تبدو صعبة ومنفرة أحيانا. فالناس يرفضون رؤية صورتهم ويصرون على التأكيد ـ حين يناقشون أفلامي ـ على أنهم ليسوا كذلك. هذا النفور لطالما أشقاني في السابق، لكني اكتشفت أن الناس لا ترفض أفلامي بل ترفض صورتها المنعكسة فيها، وأنهم مع الزمن بدأوا يستمتعون بها، لأنهم أحسوا بمدى التعاطف الذي أحمله لشخصياتي. ثم أني لا أسقط أبدا في الميلودرامية، وذلك أمر يحبه الناس. السينما التي أصنعها خرجت من صلب السينما المصرية لكنها كانت الابن الذي تمرد على أبيه وأراد قتله، فجاءت بالتالي نقيضا لها. > تقول في أحد الحوارات أن الفيلم أعاد إليك علاقتك بعائلتك. فهل يعود ذلك إلى نظرة المجتمع التونسي للسينما كفن غير مقبول؟ – مشكلتي لم تكن مع المجتمع التونسي، فهو كان دائما منقسما حول أفلامي. إذ إني أشكل بالنسبة إليه فخره وخزيه في الآن نفسه. لكنه في فيلمي الأخير لم ير سوى مفخرة له. تظل مشكلتي الأساسية مع عائلتي، فقد قطعت صلتي معها منذ أن قررت الاحتفاظ باستقلاليتي وتحمّل تبعات خياراتي. لقد دخلت السجن خمس سنوات بسبب أفكاري السياسية ولم تؤازرني عائلتي المحافظة، كما كانت دائما متحرجة من كل أفلامي. حدثت القطيعة عندما أحسست بالحاجة إلى المحافظة على ذاتي ولم أكن أبدا ضدهم، وذلك ما صعُب عليهم فهمي. بعد عرض الفيلم طلبت مني أختي الحضور إلى البيت وهي على فراش الموت وتمتمت أن الشمل اجتمع أخيرا. كانت تنتظر مجيئي لتموت في سلام.. أظن أن الفيلم تضمن صدقا شعر به جميع الناس، خاصة بعد أحداث ديسمبر ـ يناير في تونس، عندما لاحق الأمن التونسي أفراد الجماعات الإرهابية. كان هناك تعطش لفهم ما حدث بتونس. وقد لاحظ الجمهور أن فيلمي يجيب عن أسئلتهم حول هذا الموضوع لأنه تطرق لها قبل وقوعها، كما لاحظ أنني أقف إلى جانبه ولست ضد بلدي. > من أبرز همومك إعادة الاعتبار للسينما التونسية والعربية عموما. فهل يعود تراجع هذه السينما على تقليص مساحة الحرية في الوطن العربي أم للمقتضيات الجديدة للسوق؟ – ليست حكاية انعدام الحريات، بدليل أن العرب الموجودين بالخارج يعيشون عجزا عن القيام بدورهم الطليعي. فإذا كانت الحريات مفتقدة علينا بافتكاكها. ظني أن هناك أزمة فكر في الوطن العربي لأن هناك انعدام مشروع مجتمع. لقد غدت اهتمامات المفكرين مادية أكثر وابتعدوا عن الاهتمامات الفكرية الحقة. الوحيدون الذين يمتلكون جرأة التعبير عن أنفسهم هم المتطرفون. أصبحت طليعتنا خلف أظهرنا. إن دور السينما يتلخص في إظهار ما يخفى عن النظر في حياتنا اليومية، كيف تفسرين أنني، وأنا في مثل هذه السن، أكثر جرأة في طرح المواضيع مقارنة بأجيال أقل مني سنا وأكثر ثقافة؟ (المصدر: صحيفة « الشرق الأوسط » (يومية – لندن) الصادرة يوم 1 أوت 2007)
أمير المنطقة التاسعة »مصعب أبو داود » يسلم نفسه للسلطات العسكرية ويكشف
أفادت مصادر أمنية أن أمير المنطقة التاسعة لتنظيم « الجماعة السلفية للدعوة والقتال » المدعو بن مسعود عبد القادر المعروف باسم « مصعب أبو داود » قد سلم نفسه قبل أيام للسلطات العسكرية بولاية الجلفة بهدف الاستفادة من تدابير ميثاق السلم والمصالحة الوطنية. وهي المرة الأولى التي يلجأ فيها قيادي بارز بدرجة « أمير منطقة » في تنظيم « الجماعة السلفية للدعوة والقتال » إلى تسليم نفسه تلقائيا للسلطات منذ فترة طويلة وقد جاء قراره بعد خلافات حادة مع « أبو مصعب عبد الودود ». حول المنهج المعتمد في التنظيم المسلح منذ تفجيرات « الأربعاء الأسود » في 11 أفريل الماضي والتي خلفت مقتل 32 شخصا وإصابة 226 آخرا بجروح متفاوتة الخطورة بينهم أطفال ورضع. كما سجل تحفظات كثيرة حول « انحرافات » تتم في المنطقة الثانية ولم يتم الحسم فيها مثل سلب الأموال الأبرياء والاختطافات وعدم محاسبة ناشطين مسلحين حولوا أموال « الغنائم » إلى عائلاتهم. وعين « مصعب أبو داود » على رأس المنطقة التاسعة التي تضم ولايات الجنوب في أوت 2006 خلفا لمختار بلمختار المكنى « خالد أبو العباس » و »الأعور » بعد عزله من طرف « أبو مصعب عبد الودود » أمير التنظيم المسلح بسبب رفضه المتكرر تزكية توليه قيادة التنظيم المسلح في سبتمبر 2004 بعد شهرين على مصرع الأمير السابق نبيل صحراوي. وكشف أمير المنطقة التاسعة في اعترافاته لأجهزة الأمن بأن العديد من نشطاء التنظيم المسلح « يرغبون في استغلال أول فرصة تمنحها لهم السلطات للاستفادة من تدابير ميثاق السلم والمصالحة الوطنية »، وقال أنه تساهل مع بعض المسلحين ممن أثيرت حولهم شكوك بأنهم سيسلمون أنفسهم للسلطات قصد الاستفادة من تدابير المصالحة ولم يقم بعرقلتهم في العودة إلى ذويهم. الانظمام الى تنظيم القاعدة كان انفراديا وتحدث أمير المنطقة التاسعة عن قرار انضمام « الجماعة السلفية للدعوة والقتال » إلى تنظيم « القاعدة » في خريف 2006 وقال أنه كان « قرار إنفرادي اتخذه أمير التنظيم أبو مصعب عبد الودود رفقة ثلاثة قياديين آخرين فقط دون مشاورة قادة النواحي أو اللجان على مستوى التنظيم المسلح »، مشددا في هذا الشأن على أن ميثاق تأسيس تنظيم « الجماعة السلفية للدعوة والقتال » ينص صراحة على أن القرارات الأساسية للتنظيم المسلح تتخذ بالشورى وبتزكية قادة النواحي واللجان. وحسب « مصعب أبو داود » فإن أول قيادي في « الجماعة السلفية » الذي كانت له علاقة مباشرة مع تنظيم « القاعدة » هو مختار بلمختار المكنى « خالد أبو العباس » ويلقب أيضا باسم « الأعور » وقد تمت هذه الاتصالات عبر عدد من الموفدين الأجانب الذين دخلوا التراب الجزائري عبر منطقة الساحل. وبسبب « احتكار » مختار بلمختار للاتصالات مع « القاعدة » منذ قصة « أبو محمد اليمني » سنة 2001 قرر أمير التنظيم المسلح « الجماعة السلفية للدعوة والقتال » أبو مصعب عبد الودود استرجاع مبادرة الاتصال بـ « القاعدة » بهدف التحكم أكثر في الأوضاع داخل التنظيم المسلح بهدف تحجيم « خالد أبو العباس » وعزله سيما وأنه لا يزال لحد الساعة يرفض، حسب رواية أمير المنطقة التاسعة، تزكية تعيين « أبو مصعب عبد الودود » على رأس « الجماعة السلفية للدعوة والقتال ». ولأول مرة منذ قضاء قوات الجيش على نبيل صحراوي المكنى « أبو إبراهيم مصطفى » الأمير السابق لتنظيم « الجماعة السلفية للدعوة والقتال » في أعالي جبال أكفادو بولاية بجاية في جوان 2004 كشف أمير المنطقة التاسعة بأن إمارة التنظيم المسلح كانت ستسند خلال الأسابيع الأولى إلى مختار بلمختار « خالد أبو العباس » وهذا لأنه كان القيادي الأكثر توازنا وأيضا معرفة بخبايا الكثير من المناطق وأيضا لأن الوحيد الذي كان يمكن تبوأ هذا المنصب حسان حطاب « أبو حمزة » كان قد عزل وأبعد من قيادة التنظيم المسلح. وحسب ما جاء في اعترافات « الأمير » الذي قرر التخلي طواعية عن العمل المسلح قصد الاستفادة من تدابير ميثاق السلم فإن تعيين « أبو مصعب عبد الودود » على رأس « الجماعة السلفية » تم بناءا على تكتل لعدد من المسلحين الذين ينحدرون من منطقة برج منايل بزعامة سعداوي عبد الحميد المكنى « أبو يحي » وأشار في روايته حول قصة تعيين الأمير الحالي لتنظيم « الجماعة السلفية للدعوة والقتال » أن « أبو مصعب عبد الودود » واسمه الحقيقي عبد المالك درودقال « لم يكن قائدا ميدانيا معروفا ولا هو شخص له مؤهلات القيادة ولكن حصل على الإمارة بدعم مجموعة سعداوي ». وأضاف موضحا أن « أبو مصعب عبد الودود لم يتخذ أي إجراءات زجرية لمعاقبة أبو يحي ومعاونيه وهذا بعد أن تأكد بأنه يقف وراء عمليات نهب وتحويل أموال ضخمة لنفسه ولبعض أقاربه ممن التحقوا بالعمل المسلح دون إذن قيادة التنظيم » وذكر في هذا الشأن أن « قياديين في التنظيم المسلح أخطروا أبو مصعب بقصة الحواجز المزيفة التي تسلب فيها أموال الأبرياء بغير حق لكنه قرر بعد تردد تنحية أبو يحي دون محاسبته على الأموال التي حصل عليها بطرق غير مشروعة ». ويذكر في هذا الشأن أن أجهزة الأمن أوقفت مؤخرا المكنى « زكرياء » وهو صهر عبد الحميد سعداوي « أبو يحي » وحجزت ممتلكاته ومبالغ مالية ضخمة بولاية تيزي وزو منها فيلات وخمسة محلات لبيع الروائح والعطور ومحل أكل سريع تبين أن هذه التجارة كانت عبارة عن عمليات تبييض للأموال التي سلبت من الأبرياء خلال السنوات الأخيرة حيث تعرض خلال سنة واحدة 87 رجل أعمال ومقاول وتاجر كبير إلى عملية خطف وأطلق سراحهم مقابل مبالغ مالية ضخمة تجاوزت 51 مليار سنتيم دفعت للتنظيم المسلح كفدية. وقال المتحدث في اعترافاته أن مجموعة برج منايل « تمارس نفوذ وضغوط كبيرة على الأمير الوطني للتنظيم المسلح » وتابع « ليس بمقدوره التحرك أو عزلهم لأنهم يسيطرون على الوضع بشكل كبير على مستوى مركز القيادة ». درودكال يسير على نهج زوابري وذهب بن مسعود عبد القادر إلى التأكيد بأن « الجماعة السلفية للدعوة والقتال » تعيش حاليا « انحراف خطير عن المنهج السلفي الجهادي » وذكر في هذا الشأن بأنه سمع من « أبو مصعب عبد الودود » كلاما حول المنهج الجديد يشبه إلى حد كبير كلام نسب في السابق إلى عنتر زوابري في آخر أيامه عندما حول المجازر الجماعية إلى وسيلة ثم غاية. وبشأن تطور الأوضاع داخل التنظيم المسلح في الصحراء فقد كشف المتحدث أن مختار بلمختار المكنى « خالد أبو العباس » وهو القيادي الأول الذي اعترض على نهج « العمليات الانتحارية » يتعامل بريبة شديدة بعد تعيين الإرهابي « جوادي يحي » المكنى « أبو عمار » الذي عينه « أبو مصعب عبد الودود » على رأس إمارة الساحل التي تضم كل من أقصى جنوب الجزائر، مالي، النيجر وموريتانيا وهي أبرز المناطق التي تنشط فيها كتيبة « طارق بن زيادة » مما دفع بلمختار إلى معاودة ربط الاتصال مع رفاقه « الأوفياء » سواء الناشطين ضمن المنطقة التاسعة والمنطقة الخامسة ليطلب منهم الالتحاق به وتدعيم صفوفه بسبب مخاوفه من التعرض إلى التصفية الجسدية من طرف « أبو مصعب عبد الودود » وهذا بعد إبعاده من المناصب القيادية في التنظيم المسلح. وقال في هذا الشأن أن « أبو مصعب عبد الودود » طلب عدة مرات من مختار بلمختار الالتحاق بمركز القيادة بمنطقة القبائل « لكن بلمختار رفض ذلك لأنه يعرف أن القصد من ذلك هو التخلص منه نهائيا » وكشف أن « أبو مصعب عبد الودود » أصدر قرارا لتصفية « خالد أبو العباس » وقد كلف أحد مساعديه لتصفيته بدعم من « عبد الحميد أبو زيد » أحد أبرز خصوم بمختار في الصحراء. وأكد أمير المنطقة التاسعة في اعترافاته صحة ما أوردته « الشروق اليومي » قبل أشهر حول طبيعة الخلافات بين مختار بلمختار « خالد أبو العباس » و »أبو مصعب عبد الودود » وقال أنه سمع من العديد من المسلحين الذين ينشطون تحت قيادته « خالد أبو العباس » بأن بلمختار يرغب التخلي نهائيا عن العمل المسلح والاستقرار لدى قبلية البرابشة وهي من توارق شمال جمهورية مالي بعد الزواج من ابنة أحد أعيان هذه القبلية العربية التي تستقر بمنطقة « قاو » غير بعيد عن الحدود الجزائرية المالية. وكشف بأن الخلافات بين « أبو مصعب » و »خالد أبو العباس » أثرت بشكل سلبي على معنويات المسلحين في المنطقة التاسعة التي يقود إمارتها والذين انهارت معنوياتهم بشكل كبير بسبب تراجع المؤونة إلى حدود قياسية وأيضا تراجع الموارد المالية التي كان التنظيم المسلح يحصل عليها في الصحراء وتعرض بعض المسلحين إلى أمراض مزمنة بسبب تزايد مخاوفهم من الاقتراب من المدن والأحياء السكنية التي توجد فيها إمكانية لحصولهم على العلاج فيها فضلا عن غياب ناشطين جدد ضمن المنطقة التاسعة وغياب شبكات الدعم والإسناد. وأشار أمير التنظيم المسلح أنه منذ تنحية مختار بلمختار طلب « مصعب أبو داود » من عناصر التنظيم المسلح عدم تبني الأساليب المتبعة من طرف المنطقة الثانية للتنظيم المسلح والتي تضم ولايات بومرداس، تيزي وزو والبويرة في توفير الدعم والمؤونة مثل نصب الحواجز المزيفة وسلب أموال الأبرياء مثل الفلاحين وترويعهم وخطف الأثرياء ومطالبتهم بتقديم مبالغ مالية مقابل إطلاق سراحهم لأنها « أعمال لا تمت بصلة للإسلام ». إرهابيون أجانب فروا بسبب الأوضاع داخل التنظيم وبخصوص الأجانب المتواجدين ضمن معاقل « الجماعة السلفية للدعوة والقتال » كشف بن مسعود عبد القادر أن سبعة مسلحين أجانب منهم عناصر من مالي، النيجر وموريتانيا كانوا ينشطون ضمن « كتيبة طارق بن زياد » التابعة للمنطقة التاسعة في تنظيم « الجماعة السلفية للدعوة والقتال » قد فروا إلى خارج التراب الجزائري وانسحبوا نهائيا بسبب تردي الأحوال داخل التنظيم خاصة تقلص حجم الدعم والمؤونة. وقال في اعترافاته أن قياديين في مركز قيادة « الجماعة السلفية للدعوة والقتال » سألوه عن وضع الأجانب في الصحراء ومدى ارتباطهم بالتنظيم المسلح وفهم من محدثيه أن المسلحين الأجانب في الشمال يرغبون في العودة إلى بلدانهم لأنهم كانوا يعتقدون في البداية، كما نقل عنهم، بأنهم سيتدربون في معاقل « الجماعة السلفية » بهدف التنقل لاحقا إلى العراق لكنهم وجدوا أنفسهم مجرد جنود يستغلون لتعزيز صفوف التنظيم المسلح في تنفيذ الاعتداءات التي تستهدف قوات الجيش في منطقة القبائل. من هو مصعب أبو داود؟ اسمه الحقيقي بن مسعود عبد القادر ويعرف ضمن تنظيم « الجماعة السلفية للدعوة والقتال » باسم « مصعب أبو داود » وهو من مواليد 1975 بولاية الجلفة التحق بتنظيم « الجماعة الإسلامية المسلحة » في عهد جمال زيتوني المكنى « أبو عبد الرحمان أمين » سنة 1995 حيث ظل ينشط في مناطق مختلفة إلى غاية استقراره إلى جنب مختار بلمختار « خالد أبو العباس » سنة 2002 وفي السنة الموالية التحق مع عماري صايفي المكنى « عبد الرزاق البارا » في منطقة الساحل وبعد حادثة خطف السياح الألمان التي انتهت في أوت 2003 نشط في المنطقة الصحراوية لعدة أشهر قبل أن يلتحق بالكتيبة التي يقودها « أبو زيد » ومنها عاد إلى النشاط في منطقته الأصلية ببوكحيل ثم الطاسيلي وبعدها في الساحل رفقة مختار بلمختار سنتي 2004 و 2005 قبل أن يقرر « أبو مصعب عبد الودود » تعيينه على رأس المنطقة التاسعة التي تضم ثلاثة كتائب أساسية تتقاسم الاعتداءات الإرهابية في منطقة الصحراء الكبرى والساحل في أوت 2006 بعد شهر واحد فقط من عودته إلى بوكحيل. وبسبب تمسكه بالنهج السلفي رفض « مصعب أبو داود » أن يكون سببا في مقتل مختار بلمختار ولذلك قرر التخلي نهائيا عن العمل المسلح وعن إمارة المنطقة التاسعة وتسليم نفسه للسلطات العسكرية للاستفادة من تدابير العفو بدل أن يكون سببا في مقتل « خالد أبو العباس » الذي يعتبر أول قيادي بارز في « الجماعة » يخرج عن طاعة عنتر زوابري سنة 1998 بسبب المجازر الجماعية وأيضا القيادي الوحيد الذي لا يزال يرفض لحد الساعة تزكية تولي « أبو مصعب عبد الودود » قيادة الجماعة السلفية. أنيس رحماني:rahmani@ech-chorouk.com (المصدر: صحيفة « الشروق » (يومية – الجزائر) الصادرة يوم 31جويلية2007)
العلمانية العربية والظاهرة الدحلانية
سليم بن حميدان (*) ما حدث أخيرا في فلسطين، وتحديدا في قطاع غزة، يحدث تقريبا في أغلب الأقطار العربية بدرجات متفاوتة الحدة. الاحتلال الصهيوني والسلطة الفلسطينية وحركتا حماس وفتح هي الأضلع الأربعة للمربع الذي يعيد الواقع العربي إنتاجه تحت مسميات ويافطات مختلفة ولكن بمضمون واحد هو تعبير عن وحدة القضية والتحديات. في كل قطر عربي نجد نسخة من هذه الرباعية متربعة على المشهد السياسي : قوى هيمنة دولية، أنظمة قطرية ضعيفة وتابعة، حركة إسلامية قوية ومتجانسة وأخيرا جبهة علمانية مضطربة تخترقها تيارات متناقضة في مشاريعها وولاءاتها. نسخة مشوهة في ثنائيتي الاحتلال والسلطة لكنها مطابقة للأصل أو تكاد فيما يتعلق بقطبي الحركة الإسلامية والجبهة العلمانية. فالاحتلال الصهيوني المباشر الذي يكشف المؤامرات هناك قبل أن توطد أركانها في الواقع الفلسطيني يجد نظيره بلبوس آخر في باقي الأرض العربية حيث تتحرك القوى الإمبريالية من وراء حجاب، بلا جيوش ولا مدرعات، مما ينأى بمخططاتها ومشاريعها عن الفضح وييسر لها التسويق والتنفيذ بأيسر السبل وأقل التكاليف. وكذا الأمر لجهة الأنظمة الحاكمة. فهي أنظمة ضعيفة ومأزومة لا تملك أي قدرة تفاوضية في مواجهة أسيادها بعد أن جردت مجتمعاتها ودولها من كل مصادر القوة وأحالت شعوبها إلى غبار من بشر « يرعى وينتفض، ينتفض ويرعى ». الفارق الوحيد بين السلطة الفلسطينية وباقي الأنظمة العربية يكمن في احتكار العنف المسلح ومركزته لدى هذه الأخيرة مما يسر لها تنفيذ كل التزاماتها الدولية وتمرير جميع مشاريع واشنطن وتل أبيب وموسكو وبكين دون مقارنة بالجهد والعناء الذي تتكبده السلطة الفلسطينية لتمرير مشاريع مدريد وأوسلو وشرم الشيخ. أما النسخة المطابقة فتظهر جلية في مستوى الحركات الإسلامية حيث تبدو قوية ومتجانسة في الحالتين، الفلسطينية والعربية. حركة المقاومة الإسلامية هناك (حماس) تتصدى ببسالة لكل محاولات تفتيت المشروع الوطني الفلسطيني وترفض التنازل عن الأرض والحقوق المغتصبة ولو كان الإغراء برلمانا ومالا ووجاهة دولية. وفي باقي الأرض العربية أيضا تتصدى الحركات الإسلامية لكل محاولات الهيمنة الإمبريالية على المنطقة وتذويب المشروع العربي – الإسلامي وترفض التنازل عن الهوية والحقوق والحريات ولو كان الثمن تعذيبا وسجنا وإبعادا، وهذا هو في اعتقادي سر جاذبيتها وشعبيتها المتنامية، مما أكسبها احترام كثير من الساسة والمفكرين الأجانب وغير المسلمين رغم المؤاخذات والإدعاءات هنا وهناك حول نزوعاتها الصفوية، على المستوى التنظيمي، أو ازدواجية خطابها أو طبيعة المشروع الكلياني الذي تبشر به على المستويين السياسي والحضاري. التطابق الآخر بين الحالتين الفلسطينية والعربية يظهر أيضا صارخا على مستوى الجبهة العلمانية. ففي الأرض المحتلة كما في مخيمات الشتات، تترنح حركة فتح بين ماض نضالي تليد، زاخر بالأمجاد والبطولات، وواقع آسن متعفن، تخترقه لوبيات مرتزقة وتيارات متصهينة. تلك هي تماما حالة الجبهة العلمانية في بلداننا العربية حيث تعيش حيرة وجودية واضطرابا سياسيا بمفعول الأزمة الإيديولوجية من جهة والاختراق الإمبريالي والسلطوي لكياناتها النخبوية الهشة من جهة أخرى. وبغض النظر عن الموقف من العلمانية كحالة معرفية وإيديولوجية تنتصر للعقل أو كولاء لنموذج غربي ديمقراطي متفوق، بغثه وسمينه، فإن حقيقة نخبويتها في الواقع العربي لا يجادل فيها أحد. وهي ككل أقلية، تعيش واقع الإنبتات الحضاري، تنظر بريبة إلى محيطها فتتقوقع على نفسها وتبحث غريزيا عن الحماية والسند الخارجي للحفاظ على وجودها. إنها والحالة هذه حاملة لـ »مركب قابلية الاختراق » وأيسر للتوظيف السياسي في لعبة الأمم من نظيرتها الإسلامية التي توفر لها عقيدة « الولاء والبراء » مناعة داخلية صلبة في مواجهة الفيروسات الخارجية. المفارقة العربية: المفارقة العجيبة تتمثل في ارتهان المستقبل الفلسطيني والعربي لتحالفات الجبهة العلمانية وآفاق تطورها. لقد أثبتت التجربة العربية المعاصرة أن العلمانية أصبحت، على نخبويتها وحداثة عهدها، جزءا ثابتا في الحياة الثقافية والسياسية للأمة العربية كما أنها تتمتع بحيوية فائقة يمكن استثمارها وتوظيفها، كالدين والعلم والتكنولوجيا، في الهدم كما في البناء. إنها هي القادرة على حسم الأمور إما في اتجاه الانتصار للمشروع الوطني بطرح القضايا الحقيقية وإعادة تجسير الانتماء للأمة أو تفجيره من الداخل بالإصرار على اجترار الإشكاليات الأزلية العقيمة وإدخالنا في أتون صراعات فكروية (واو الإدعاء) ونزاعات أهلية لها بداية وليس لها نهاية، بل لها مغارم حقيقية وليس فيها إلا مغانم وهمية. حسم الأمور في الاتجاه الإيجابي يستوجب إذن فرزا داخليا لتطهير الجبهة الوطنية العلمانية من القيادات الانتهازية الفاسدة وتنقيتها من الأفكار الراديكالية الجامدة والتيارات الانقلابية الهدامة لتبقى وفية لأطروحاتها التقدمية، حاملة لراية العقلانية والتحديث في مضامينها الأصيلة وأبعادها الإنسانية والحضارية البناءة. أما تردد الجبهة العلمانية وتأجيلها لحسم تناقضاتها الداخلية في الاتجاهين الوطني والقومي وبقاؤها رهينة نخبتها المنافقة والعميلة فسوف يبقي الأوضاع على ما هي عليه بل سيزيدها فوضى وضياعا بما يوفر للمتطرفين والأعداء فرص الاختراق والحضور في واقعنا ضد مصالحنا الوطنية والقومية. إنه وباختصار يساوي الاستسلام للتيارات الدحلانية الذي لا يعني عمليا استمرار معاناة حماس والحركات الإسلامية فحسب ولكن أيضا انهيار فتح وتوحش العلمانيات العربية وتغول الأنظمة السلطوية وضعف دولنا وانهيار مجتمعاتنا بما يفضي إلى استمرار الشقاء والتناحر الفلسطيني والعربي لسنوات طويلة قادمة. في المقابل، ينبغي على الحركات الإسلامية مساعدة نظيراتها العلمانية في إنجاز مهمة التطهير الفكري والسياسي لجبهتها الداخلية وذلك عبر الارتقاء وطنيا إلى مستوى الأداء الذي بلغته حماس حيث قدمت المصلحة الوطنية على مصالحها الحزبية وجيّرت في النهاية انتصارها الأمني على التيار الدحلاني في غزة لفائدة الشعب الفلسطيني كله وأصرت، من موقع القوة، على الحوار مع فتح واعتبارها المنتصر الآخر في « معركة التطهير » والشريك الأكبر في السلطة كما في حرب التحرير. لا نريد لمشهد الاقتتال الفلسطيني أن يتكرر في أقطارنا العربية لأن التسويات والوفاقات هي الطريق الأسلم والأقرب لتحررنا وحرياتنا ولكن يجب علينا جميعا، وعلى العلمانيين العرب تحديدا، تحمل مسؤولياتنا الوطنية بشجاعة وصرامة ودون لجوء إلى القوة من أجل عزل التيارات الدحلانية ومحاصرتها، كما فعلت الحركات الإسلامية المعتدلة مع فراخها من التكفيريين وفقهاء السلاطين. حينذاك يمكن للحوار في الصالونات المكيفة أن يثمر نتائج ملموسة على الأرض كما يمكن للمواثيق الوطنية وللتحالفات الجبهوية بين الإخوة الفرقاء، من الإسلاميين والعلمانيين، أن تستمر بعد جفاف المداد الذي تحبر به. في انتظار انتقالنا إلى تلك المرحلة يجدر بالعلمانيين الشرفاء والعقلاء، من أمثال عزمي بشارة، أن يقولوا كلمتهم بكل جرأة ومبدئية واحترام، في كل قطر عربي حتى يكون الولاء للوطنية فوق كل الولاءات والانتصار للأمة دون غيرها من الجماعات. (*) كاتب تونسي
دفاعا عن العلمانية والإسلام
عادل لطيفي (*)
الخلط المفاهيمي والظرف التاريخي بين العلمانية واللائكية والإسلام
قد يفاجأ القارئ إثر قراءة هذا العنوان، ويقول كيف يمكن في آن الدفاع عن الشيء وعن ضده، وخاصة عن الدين وعن اللادين. لكن وحده القارئ المتعود على التبسيط وعلى القراءة العاطفية الانفعالية سيجد نفسه أمام خيار سهل وصعب في آن، وهو إما الاحتكام لذكائه الخلاق أو الانسياق وراء الفكر السائد دون إعمال أي مجهود نقدي. هذا الفكر النقدي هو الضامن بالفعل لإخراجنا من فضاء الضبابية والخلط، في سبيل تكوين معرفة عقلانية حول الإسلام وحول ما يسمى العلمانية. فالمواجهة بين هذين المعطيين، كما تطرح اليوم سواء في الفضاء الإسلامي أو حتى في الغرب، هي في الحقيقة مفتعلة لأنها مبنية على أفكار عامة وجوفاء حول هذه الثنائية. كما أنها محكومة بطبيعة الظرف السياسي الحالي أكثر من كونها نتاجا لمجهود معرفي تراكمي.
الخلط المفاهيمي والظرف التاريخي
أرى أننا اليوم في العالم العربي نطرح موضوع العلمانية والإسلام في غير السياق الطبيعي لمثل هذين المفهومين، أي سياق النقاش الفكري العميق المجسد لحركية الثقافة العليا القادرة على الإبداع. وهذا يعود في جانب منه إلى كوننا محكومين إلى حد بعيد بتبعات الظرف السياسي المتوتر مع الغرب. فبموازاة مع اشتداد مظاهر التأزم السياسي في العالم العربي، الذي أخذ أبعادا مأساوية في حالات العراق وفلسطين وكذلك لبنان، نشهد على المستوى الثقافي نقاشا، ولو محتشما، حول العلمانية وعلاقتها بالإسلام. طرْحٌ مثل هذا النقاش يعد نقطة إيجابية في سبيل خلق حراك ثقافي في صحراء الفكر العربي الحالي، غير أن الإطار الذي يطرح فيه اليوم مثل هذا الجدال يمثل عائقا أمام الاستفادة الثقافية الفعلية. فالنقاش الحالي يندرج ضمن صعود نجم الحركات السياسية الإسلامية من ناحية، ثم مع اشتداد الهجمة العسكرية الغربية المباشرة التي تتوجت بالاحتلال الفعلي لبلد عربي هو العراق، من جهة ثانية. أقصد هنا أن نقاش موضوع العلمانية والإسلام طرح في سياق المواجهة مع الآخر ولم يطرح قط لا في سياق تطور موضوعي لحركة فكرية داخلية ولا في سياق الاستجابة لحاجة ذاتية. وبالطبع كانت النتيجة الحتمية خلطا في المفاهيم وعدم ضبط للقيمة الحقيقية لكل من العلمانية والإسلام إلى حد ربطهما برموز هي في النهاية أبعد ما تكون عن حقيقة قيمتهما الحضارية والتاريخية. لقد أصبحت معايير تقييمنا الفكري مرتبطة إذن بطبيعة المواجهة السياسية والعسكرية مع الغرب، ونتيجة ذلك هي تثمين كل ما يمكن أن يمثل مظهرا من مظاهر التمايز عن الآخر. ففي سياق تعارض الإسلام مع الغرب اعتبرت العلمانية بدورها مواجهة للإسلام، أي رمزا من رموز الآخر. فتم إخراجها مع الإسلام من الفضاء الفكري المعرفي إلى الفضاء السياسي الانفعالي والعاطفي. إننا نعيش اليوم، في العالم العربي وحتى في الغرب، ما يمكن أن نعبر عنه بدكتاتورية العاطفة، وهو وضع يفسر الإقبال على كل الرموز والكتابات والموضوعات المحركة للوجدان (تصريحات البابا، قضية سلمان رشدي). إن الخلط متأتٍ من غياب العمق النظري وكذلك التاريخي لدى من يتحدثون باسم الإسلام ولدى بعض من يتحدثون باسم العلمانية. فالبعض ممن يعتبر نفسه علمانيا يحصر العلمانية في معارضة أي مظهر من مظاهر العمل السياسي المستمدة مبادؤه من الإسلام. وهذا الحصر هو الذي أوقعهم في الكثير من الخلط. فهؤلاء المتعلمنون يخلطون بين الإسلام السياسي في سياق العمل الوطني ضد المحتل وبين الحركات الإسلامية في سياق الصراع السياسي حول البديل المجتمعي الداخلي. لقد أجحف العديد من كتاب هذا التيار في حق حركة حماس مثلا حين رأوا فيها مجرد تواصل للتطرف الديني، وساندوا حتى الانقلاب على الديمقراطية وعليها الذي تزعمته رموز الفساد الداخلي بمساعدة الإمبريالية العالمية. في حين أنه لا أحد بإمكانه إنكار مدى نضالية هذه الحركة في سياق وضع الاحتلال الإسرائيلي ولا شرعية وجودها في السلطة في مواجهة الفساد المستشري. نفس هذا الوضع ينطبق على حزب الله الذي عدّ من طرف بعض المتعلمنين مجرد مظهر من مظاهر التطرف الديني وليس حركة مقاومة ضد الاحتلال وضد الهيمنة السياسية الغربية. لقد وصل الأمر حد مساندة الأنظمة القمعية في البلاد العربية ضد الحركات السياسية الإسلامية وذلك في تعارض تام مع العمق الفلسفي للعلمانية. وإذا لم يتم التمييز بين مختلف هذه الأبعاد فبإمكاننا بسهولة كذلك انتقاد مبدأ الجهاد الذي اعتمدته المقاومة الجزائرية وكذلك الليبية بقيادة عمر المختار ضد الاستعمار. الواقع أن العديد من الحركات الإسلامية تساهم حاليا في البناء السياسي لبلدانها دون أن يطرح ذلك إشكالا حول تهديدها للنظام القائم، مثال ذلك حركة « حمس » في الجزائر وحزب العدالة في تركيا. غير أن ما أقوله عن هذه الأحزاب لا ينطبق حسب رأيي على حالة جبهة الإنقاذ الإسلامية في الجزائر ولا على عدد من الحركات التي تهدد بالفعل مجال الحريات والفكر والمعرفة باسم ضرورة إنشاء دولة إسلامية. على الجانب الآخر، ينتج العديد من رموز التيارات الإسلامية خطابا عنيفا ضد العلمانية وضد العلمانيين، دون أبسط معرفة بالعمق التاريخي والفلسفي لهذا المفهوم. لقد درج هذا التيار على اعتبار الأنظمة القائمة حاليا أنظمة علمانية متعارضة مع الإسلام إن لم نقل خارجة عنه. والمثل الذي تعيد تكراره دوما هو مثال كمال أتاتورك في تركيا، ومثال بورقيبة في تونس. في حين أن الأول لم يفعل سوى أنه أرسى على المستوى السياسي دكتاتورية عسكرية تؤطرها المؤسسة العسكرية باسم الدفاع عن العلمانية التي ادعت القطع مع دولة الخلافة، في حين أنه ورث عن العهد العثماني أهم خاصائصه أي الطابع العسكري للحكم. فالربط بين الجيش والعلمانية في تركيا غايته التغطية على الطبيعة العسكرية وليس العلمانية للنظام السياسي في تركيا. أما بورقيبة، وبالرغم من الإصلاحات التي أدخلها، فقد كانت له علاقة انتهازية مع الإسلام الرسمي بمختلف تجلياته وهذا يعلمه المؤرخون المتخصصون. فقد كان من بين المدافعين عن الحجاب في فترة ما بين الحربين العالميتين. ويذهب هذا الرأي بعيدا إلى القول إن نظام حكم جمال عبد الناصر أو نظام البعث السوري والعراقي هما علمانيان، وهذا رأي سطحي خاطئ. الخطأ الثاني الذي يقع فيه هذا التيار هو الربط الساذج بين العلمانية وبين الغرب وذلك في سياق تبرؤ أشمل من بعض المبادئ مثل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان. لقد أصبح كل من يتحدث باسم العلمانية متهما بالتغريب وبالعمالة مع الغرب وحتى بالردة في بعض الأحيان. والواقع أن مثل هذا الخطاب يعيد إنتاج نرجسية الغرب في نظرته إلى ذاته باعتباره الأب التاريخي والروحي لهذه المبادئ كما يدعي. بين العلمانية واللائكية والإسلام للخروج من مثل هذا الخلط، لا بد من توخي تحليل يراهن على صرامة النقد العقلاني وعلى الإضافات المعرفية للعلوم الاجتماعية والإنسانية. ومن الضروري في هذا السياق التمييز منذ البداية بين مفهومي اللائكية (laïcité) والعلمانية (sécularisme). فاللائكية مرتبطة أكثر بحالة من المواجهة بين قوى مختلفة (سياسية، اجتماعية، ثقافية، دينية…) حول السيطرة على مؤسسة الدولة بهدف أن تصبح الحَكَمَ النهائي في تسيير مختلف المؤسسات بما فيها الدينية. إن الرهان الأساسي في هذه الحالة هو تحقيق استقلالية السياسي. مقابل ذلك تعد العلمانية نسقا تراكميا من التحولات يفقد معه الدين جاذبيته الاجتماعية. وتتم هذه الحركية داخل المجتمع وحتى داخل الدين ذاته دون أي مواجهة، بحيث يتنازل الفضاء الديني عفويا عن بعض اختصاصاته لصالح فضاءات أخرى من أجل ضمان تسيير أكثر عقلانية. ومن هذا المنطلق فاللائكية تضع وجها لوجه الديني مع السياسي في شكل صراع بين المؤسسات، وهذا ما يفسر عنف التحول من حالة لأخرى. وتعد فرنسا دولة لائكية بامتياز نظرا لتطورها التاريخي، في حين أن الولايات المتحدة مثلا لا تعد دولة لائكية. مقابل ذلك فإن العلمانية وباعتبارها حركية داخلية لا يخلو منها مجتمع، تضع الفضاء الديني في نوع من التقابل مع الفضاء المجتمعي، أي باتجاه خروج تدريجي من إطلاقية وشمولية الديني إلى براغماتية ونِسْبِية الممارسة الاجتماعية. ولنا كمثل على ذلك في الفضاء الإسلامي تطور التعليم من طور المؤسسة الصغيرة ذات الصبغة الدينية إلى مؤسسات أكبر وأشمل تشرف عليها الدولة دون أن يصاحب ذلك توتر ما. كما يمكننا أن نذكر على سبيل المثال تراجع الزواج العرفي أمام الزواج المدني الكتابي. فقد حصل هذا التطور في سياق براغماتية عفوية داخل المجتمع لأن الأطر التقليدية، والممارسة الشفهية بالذات، أضحت عاجزة عن أداء مهمتها في ظل دولة حديثة متعددة الحاجات وتطمح إلى مراقبة الأفراد والفضاء. على هذا الأساس يمكن القول إن بلجيكا مثلا هي بلد علماني (بالنظر إلى المجتمع) لكنها غير لائكية لأنها لا تفصل صراحة فضاء السياسي عن الديني على مستوى المؤسسات. على عكس ذلك فإن تركيا هي بلد لائكي لكنه غير علماني. إن الاكتفاء بتعريف اللائكية والعلمانية لا يحل المشكلة برمتها إذا لم نتفق على ما نريده من كلمة الإسلام. هل الإسلام هو فقط جملة من الإجراءات التطبيقية كما يركز على ذلك المغالون من الإسلاميين؟ هل الإسلام واحد أم متعدد؟ إذا استعملنا العقل التاريخي المجرد فليس بوسعنا سوى القول إن الأديان عموما هي تجارب تاريخية تتميز بحركيتها الكبيرة وبقدرتها على التجديد وعلى التجدد. وهذا ليس موقف العلوم الغربية فحسب فقد سبقها ابن خلدون من قبل من خلال تركيزه على دور العصبية والمواجهة بين البدو والحضر. وموقف ابن خلدون هذا يعد بحق مثالا على علمنة المعرفة التاريخية الإسلامية أي عقلنتها. لهذا السبب فأنا أتحدث هنا عن هذا الإسلام التاريخي المتعدد والذي من أهم تجسيداتها أدب الخلافيات الذي ركز على تعدد التفسيرات والتأويلات. كما أنه لا أحد ينكر تعدد التعبيرات الإسلامية في عالمنا الحالي بالرغم من المرجعيات النصية المشتركة. فاللائكية إذن مرتبطة أحيانا بظرف تاريخي سياسي كما أن الصراع يدور حول المؤسسات، أما العلمانية فهي حركة داخلية تشهدها كل المجتمعات من أجل توفير ظروف عقلانية لتسيير شؤون المجتمع. لذلك أقول إن الادعاء بتعارض الإسلام مع العلمانية هو في عمقه إخراج للمجتمع المسلم من دائرة التاريخ كما أنه قول لا يصمد أمام واقع المجتمعات الإسلامية، إضافة إلى أن التاريخ الإسلامي يفنده. فهل بإمكان المسلم أن يكون علمانيا؟ أنا لا أتردد في الإجابة بنعم بالنظر إلى ما سبق تفسيره وحتى بالعودة إلى بعض الأمثلة. أقول في البداية إنه إذا توقف الأمر، في حالة اللائكية، على المؤسسات فمن المهم القول إن الإسلام لائكي بطبيعته لأنه لا يعترف نصا بوجود مؤسسة دينية ترعى شؤون الإيمان خلافا لما عليه الحال في المسيحية مثلا. أسوق كذلك مثالا من التاريخ الإسلامي وبالتحديد من تجربة الهجرة إلى المدينة، حيث نشأ مفهوم الأمة. فنحن نقرأ لدى ابن إسحاق في نص الصحيفة التي أسست حلف المدينة المواجه لقريش: »…وإن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين، وإن يهود بني عوف أمّة مع المؤمنين… ». إننا هنا أمام مفهوم علماني للأمة يعطي الأولوية للتسيير العقلاني لهذا الحلف السياسي. إنه مفهوم أشبه بمفهوم المواطنة الحديث لأنه لا يعتمد عنصر الدين للانتماء للأمة. بموازاة مع هذه الأمثلة، نقول إن الديمقراطية، وكذلك حقوق الإنسان والحرية هي أطر لتوفير ظروف التسيير العقلاني المحايد لشؤون المجتمع في أي سياق كان، إنها أيضا تجسيد للمفهوم العام للعلمانية. والقول إنها غربية ليس إلا إعادة إنتاج لمركزية الذات الأوروبية التي تنزع عن الثقافات الأخرى دورها في إبداع الحضارة الإنسانية. إن السؤال الأساسي المطروح، والذي يتجاوز حدود الثقافات هو هل يمكننا أن نضفي صبغة من القداسة على تسيير شؤون المجتمع؟ فالقداسة في عمقها مطلقة وأبدية أما المجتمع والسياسة فهما ظرفيان ومتغيران ويحتاجان إلى فضاء محايد ومتغير لتسييرهما ومواكبتهما، وهذا ما توفره العلمانية التي تولد من رحم التغير الاجتماعي. علينا أن نعي أن خلط الدين بالسياسة يؤدي إما إلى تقديس السياسي وبالتالي إنتاج نظام شمولي مطلق، أو إلى تسييس المقدس وابتذاله، كما دلت على ذلك الفتوى الغريبة حول رضاع الزميلة لزميلها في الشغل. إن المطلوب ليس فصل الدين عن الدولة بل تخليص الدين من نسبية السياسي وتحولاته. (*) كاتب تونسي (المصدر: ركن « المعرفة » بموقع « الجزيرة.نت » (الدوحة – قطر) بتاريخ 31 جويلية2007)
إشكالية السياسة بين الدين والدولة
د. أحمد القديدي (*) أنا مواطن عربي مسلم ولكن تقييمي للحركات الإسلامية يتأثر بالتجارب على الواقع لا بالمبادىء والشعارات، وقد اكتشفت من قراءتي للتاريخ قديمه وحديثه بأنه كلما دخل المقدس للواقع البشري الا وتحولت الصراعات السياسية والدنيوية إلى صراع بين الحق والباطل والى نزال بين الايمان والكفر والى اختلاف بين الحلال والحرام، بينما الشأن السياسي هو شأن بشري يجب أن يكون فيه الخلاف بين الصحيح والخطأ والتنافس بين الصالح والأصلح. ورأينا كيف ألبس عدد من حكام المسلمين طموحاتهم منذ الفتنة الكبرى إلى اليوم لباس الإسلام وأبادوا مخالفيهم باسم الدين،عبر كل العصور وصولا إلى الرئيس السوداني جعفر النميري الذي أعدم معارضه محمود محمد طه متهما اياه بالهرطقة وقبله نظام الخميني في المرحلة الأولى من عمر الثورة الإسلامية والذي أعدم بدون وجه حق عباس هويدا رئيس الحكومة الأخيرة في نظام الشاه في مهزلة قضائية في 1979واغتال في باريس شابور بختيار في أغسطس 1991 ولم يكن الرجل مجرما بل حاول انقاذ ما يمكن انقاذه وقد عرفته في باريس عن كثب وفهمت أسرارا لا يعرفها الرأي العام في تلك المرحلة المجهولة من تاريخ ايران. وأعدم ذات النظام رجلا مثقفا عرفته شخصيا في قرية نوفل لو شاتو حين كنت أعد رسالة الدكتوراه بالسربون وهو وزير الخارجية صادق قطب زادة بتهم الخيانة والكفر وفر من الاعدام الرئيس أبو الحسن بني صدر عام 1982 والتقيته في منفاه الباريسي عدة مرات، إلى آخر هذه المهازل التي تحول الاختلاف البشري الضروري إلى صراع مزيف بين الايمان والكفر أي ان المنطق السياسي ينتفي ليترك المجال واسعا للتأويلات والتفسيرات ويلغى العقل وتوئد الحرية ويقضى على الديمقراطية ضحية هذا الانحراف. هذا من قراءة التاريخ ومن تطبيق المقدس على البشري أي تطبيق المطلق على النسبي وتطبيق الثابت على المتحول. من هذا المنظور أعارض إقحام الدين، أي دين من الأديان، في العلاقات الانسانية لكن مع انزال الدين كمنهج حياة وكدستور الدساتير كما يقول الشيخ الطاهر بن عاشور والشيخ عبد الرحمن خليف لا باعتبار الدين مجرد دولة بلا قوانين وبلا حريات، بل برفعه إلى مكانته الحقيقية كعقيدة وحضارة ومنهج فكر وثقافة وتربية وتنظيم حكم الناس على عقد سياسي مختوم بين الحاكم والمحكوم كما طالب بذلك العلامة ابن خلدون منذ ستة قرون وهو الدستور المدني بالمعنى المتعارف اليوم.. أما اذا فتحنا باب تقديس شريحة من الناس على أنها محتكرة للحقيقة المقدسة فنحن نفتح أبواب الانحراف لمغتالي نجيب محفوظ وملاحقي المفكر نصر حامد أبو زيد ومطلقيه من زوجته، ونطلق أيدي الجهلاء وبسطاء المدارك في رقاب المثقفين وهي عملية اخصاء العقل المسلم برفع راية النص الحرفي بدون روية او اجتهاد. فباسم أية شريعة نمنع الحريات الفكرية بعد أن كان أبو العلاء المعري والجاحظ وابن المقفع وابن رشد والفارابي وابن خلدون وطه حسين وأبو القاسم الشابي يكتبون بحريات أكبر وأرقى مما هو متاح اليوم، بسبب تقليص مساحة الحريات التي هي وحدها تفتق العبقريات وتصنع التقدم. ولم ترجمهم مجتمعاتهم المسلمة كما يرجم اليوم بعض المتخلفين نخبة من المفكرين قد لا أوافقهم شخصيا وقد أختلف مع طروحاتهم ولكني أناضل من أجل أن يتمتعوا بحرياتهم كاملة في التعبير ومخاطبة الرأي العام. فالتقدم مسار بشري لا يكون ممكنا الا بالاختلاف، وأنا ضد تقديس أي رأي بشري وأعارض على سبيل المثال وضع بعض القوانين البشرية أو الأنظمة السياسية في منزلة النص المقدس مثلما يقع اليوم في بعض أرجاء وطننا العربي وأمتنا الإسلامية، حين يقول بعض غلاة الايديولوجية أنه لا يجوز النقاش حول قانون من القوانين أو خيار من الخيارات، فيعلنون موت السياسة ونهاية التاريخ وهو خطر محدق فيحيط بهم المنافقون الذين يخافونهم ولا يحترمونهم، ويقصون عنهم الوطنيين الذين يحترمونهم حتى ولو خالفوهم. فالشأن السياسي لا يتقدم بدون العقد الديمقراطي الذي هو لا يقبل لا قمع المختلف ولا أيضا يقبل نشر الفتنة باسم ممارسة الحرية. هذا هو الخيط الرفيع الذي أدركته بعض الحركات ذات المراجع الإسلامية في تركيا وماليزيا والمملكة المغربية والكويت والأردن وربما لم تدركه حركات أخرى، تزامن ظهورها مع انحرافات متطرفين جهلة شرعوا في تخطيط انقلابات والاعتداء على الناس بتشويه وجوههم والتهديد بقتل مخالفيهم، وأنا ذاتي كنت من بين قائمة الملاحقين من طرف عصابات ترفع شعارات الدين مطلع الثمانينات، وهذا ما جر إلى الصدام بين بورقيبة وحركة الاتجاه الإسلامي التي كان خطؤها الأول هو اختزال العمل الدعوي والواقع الاجتماعي التونسي المعقد في مجرد السعي إلى ضرورة الاستيلاء على السلطة باستعمال الشارع ومن ثم تم حشر جمع كبير من الشباب دون تمييز في زمرة التطرف بينما يوجد رجال ونساء من ذوي المراجع الإسلامية في بلادنا وفي بلاد العرب لا ينادون بالعنف ولا يدعون إلى الانقلاب. ودفع المجتمع ثمنا باهظا لهذه الأخطاء وأملي أن يراجع الجميع مواقفهم على ضوء النتائج وعلى ضوء الواقعية وعلى حسب مصلحة الوطن العليا في ظل قوى أجنبية متربصة بنا وتنتظر تفاقم أخطائنا ليعود الاحتلال ويرجع الاستعمار كما وقع في العراق وأفغانستان وكما يتواصل في فلسطين، ويجب التخلي عن منطق خاطئ هو منطق فرعون وموسى الذي جاء به القران كمثال لا يتكرر لأنه يتعلق بنبي الله موسى عليه السلام وبطاغية من صنف خاص هو فرعون، أما النخب التي تحكم بلادنا وسائر البلاد العربية، فهي في أغلبها وطنية ومجتهدة وندعوها للحوار والاستماع إلى المجتمعات المدنية، وأنا شخصيا بطبيعة مساهمتي السابقة في جزء من السلطة وطبعي كمعتدل أدعو للتطوير لا للتثوير بل أعتبر التثوير فتنة أشد من القتل وأتعامل مع من يخالفني بالكلمة الطيبة والحجة وتقديم مصلحة الوطن على مصالح الأحزاب. وهنا يأخذ الوفاق معناه الحقيقي وأبعاده المرجوة من حيث هو منهج تقويم وسبيل تصحيح ومشروع للحكم الصالح، اللهم إلا إذا أراد البعض مواصلة الطريق الخطأ وهو يعلم أنها خطأ وزقاق مسدود، أي أنه يتحول إلى أعمى البصيرة وهو شر من أعمى البصر. (*) كاتب من تونس (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 1 أوت 2007)
د. سلوى الشرفي أُوثق ذات مرّة « الرّفاق » طالبا إلى شجرة في ساحة الكلية، وأشبعوه ضربا وشتما. سألت عن الجريمة التي اقترفها، فقيل لي إنه ينتمي إلى الحزب الشيوعي، عميل السّوفيات المحرّفين للحقيقة الماركسية. وأنه يسمّم عقول « الرفاق » بالكلام. شعرت حينها أننا لا نملك الحقيقة الحقيقيّة، الوحيدة الممكنة في الكون. عرفت أن حقيقتنا هشة إلى درجة أنه يمكن نسفها فقط بالكلام و أن « القادة » يعرفون ذلكوإلا لما كانت تخيفهم مجرد كلمات. بدأت أفقه ماديا وبالملموس معنى كلمة « دكتاتورية البروليتاريا »، وهي كلمة كانت تلعب دور إعلان إيمان، كنا نرتّلها كنشيد مقدس لا يجوز نقاشه أو فهم كنهه. ويقوم إعلان الإيمان بدور رئيسي في التكوين الإيديولوجي للجماهير التي تقر محتويات هذا الإعلان دون التساؤل عن براهينها. والأفظع، أنني رأيت في وثاق الطالب المعارض، بداية تشكل أسوار « غولاغ » داخل الجنّة الموعودة لعالم صامت ومتجانس حتى السأم، حتى الممل. لماذا يا ترى تخاف الإيديولوجيات من الكلمة؟ هل لأن حقيقتها مصنوعة من مجرد كلام يمكن نسفه بكلام؟ وما يكون الكلام سوى أنه تعبير مادي عما يتشكل في الذهن؟ وإذن فإن خوف الإيديولوجيات هو خوف من التفكير. فالإسلاميون مثلا حددوا للعقل ثلاث وظائف رئيسية تتمثل في الإيمان بالله، ثم فهم التنزيل الحكيم، وأخيرا التفكير. والماركسيون يدّعون أن الفكر تحدده المادة وهو يحدد بدوره القول، ورغم اعترافهم بالجدلية بين العنصرين، إلا أنهم، وبما أنه يجب الإجابة دائما عن أصل الدجاجة، يضعون « البنية التحتية » فوق « البنية الفوقية ». فما تقترحه نظرية ما كفرضية تسمح بفتح مجال التفكير « الآن و نا »، يحوّله المتأدلجون إلى حقيقة ثابتة لا تناقش. ويبدو أن أصحاب الحقيقة المطلقة التي لا تشوبها شائبة، لم يدركوا بعد أن هذا الصنف من الحقائق أضعف بكثير من الفرضيات التي نخالها هشّة. ففي حالة اكتشاف زيف حقيقتهم ينهار الصرح الفكري برمّته. فنحن اليوم لسنا في حاجة، مثلا، إلى فرضية جان جاك روسو القائلة بأن الناس يولدون أحرارا ومتساويين، أو حتى لعكسها، للتشريع لضرورة الحرية والمساواة. أما أصحاب « الحقيقة الحقيقية » فإنهم، إذا تمّ اكتشاف ما ينسف مقولة أساسية في نظريتهم، يشذّبون الواقع حتى يتساوى مع المقياس الكلامي الكامن في دماغهم. هكذا مثلا نشأت جماعة « شبه-شبه » الماركسية (شبه إقطاعي شبه رأسمالي)، حين اكتشفت وضعا اجتماعيا في منطقة تونسية لا يتوافق مع التصنيف والفرز الماركسي الحاد لمختلف مراحل الإنتاج. وهكذا أيضا فضّل الإفتاء الإسلامي السكوت عن معضلة اختلاف طول الليل والنهار باختلاف مناطق الكرّة الأرضية. فأفتت الجماعة بإمكانية الصيّام، للذين لا شروق ولا غروب لديهم سوى مرتين في السنة، حسب الليل والنهار القرآني الحرفي لأقرب منطقة إليهم. ونلاحظ أن مسألة عدم احترام فتواهم للنص الصّريح الذي يتحدث حرفيّا عن الشروق والغروب لم تزعجهم، بقدر ما أزعجتهم قضية تحديد دخول الشهر بالحساب عوض الرؤية بالمعنى الحرفي للكلمة. وهكذا يواصل مسلمو بلدان أقصى الشمال الصّوم دون أن يروا بأعينهم شروق الشمس وغروبها، في حين يفرض على سكان بقية المناطق تحديد دخول الأشهر حسب حجم القمر كما تراه العين المجردة. يقومون بهذه البهلونيات المتعبة لا لشيء، سوى لتفادي تغيير الكلام، لأن الصرح المشيد بالكلام لا يسقطه سوى الكلام ولا يقدر عليه حتى الحديد والنار. فمحاولات القتل وقتل الصحافيين والكتاب والمفكرين من طرف المتشددين في الجزائر وفي مصر، وحرق طالبان الكتب، ومنع كل وسيلة تعبير يمكن أن توجّه رسالة مخالفة لإيديولوجيتهم، حتى وإن كانت في شكل موسيقيّ، دليل على أن مفعول العلامة يساوي أو يفوق قوة العنف المادي للسلطة. وكانت قطعة قماش اسمها حجاب، السبب في التعجيل بالانتخابات في تركيا. وهي قطعة لسانها طويل و قولها لا ينضب ولا يتوقف عن توليد المعاني. لذلك أصبح الأتراك يصوّتون لهذا التيار أو ذاك على أساس ما تحمله رؤوس نسائه من علامة تختزل خطبا مطولة وتدل على خطاب معين. كما فسّر أصحاب النظرية البنيوية في مجال العلاقات الدولية، انهيار الإتحاد السوفياتي باعتناق ميخائيل غورباتشوف أفكارا جديدا، و أهمها فكرة الأمن المشترك وليس بسبب قوة العدوّ. تتفق الإيديولوجيات المتعنتة إذن على إنكار الطبيعة البشرية للكلمة، فهي إما فوق بشرية وإما مادية، وفي الحالتين فإنه لا يجوز لمن لم يخلقها أن يخلقها من جديد حتى وإن رأى الناس علامة الكلمة الجديدة بأم أعينهم. ومن المنطقي أن ترفض الإيديولوجيات الكلمة المختلفة لأنها تشير إلى وجود حقيقة أخرى. ولشدّة حرصها على كلمتها وحقيقتها، ترفض الإيديولوجية حق القول للذين لا تضمن ولاءهم التام، حتى و إن كانوا من بطانتها. فالوحيد الذي يؤتمن حرصه على كلمة القوم هو الذي يتمتع بالمزايا التي توفرها له الكلمة ذاتها. إنها النخبة طبعا. وهي نخبة خاصة بالحقيقة وبالكلمة التي أنتجتها ومتّعتها بحقوق ومزايا تفوق حقوق الرعيّة. فكيف والحال تلك ستفرّط « النخبة » في مصدر سعادتها وعزّتها وعلوّها؟ والتاريخ الإسلامي شاهد على تخصيص حرية القول « لأهل الحل والعقد » الذين رسخت أقدامهم في العلم، بحجة عدم تساوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون، وبحجة أن وحدهم العلماء يخشون الله. لذلك لا ينظر الإسلامييون بعين الرضا لمسألة حرية الرأي بالمفهوم الحديث، وهم غالبا ما يربطون في خطابهمحرية الرأي بالغرب وبأدعياء الموضوعية والحياد. وهم يعتبرون أنه لا يجوز، بالنسبة للمسلم، وضع الفكرة موضع النقاش إذا لم يتوفر فيه « شرط النزاهة والكفاءة والتبحر في العلوم الشرعية ». لذلك تراهم ينعتون بالجهل مخالفيهم في الرأي. بل هم يقصون حتى أنفسهم من التفكير في مجالات، يقدمونها على أنها من أصول الإسلام الثابتة ومن المعلوم من الدين بالضرورة. فمجال « الحرام » لا يلجه عندهم لا حاكم ولا محكوم. و عندما نعلم أنّهم يحرّمون أفعالا لم يأت فيها نص، مثل منع المسلمة من التزوج بكتابي، واعتبارهم لقضية خلافية كقضية الحجاب واجبا دينيا، يمكن لنا أن نتساءل عن حدود المعلوم من الدين وماهيته عندهم. أما في مجال « الحلال »، فقد خصصت المواضيع التي تحتاج إلى تفكير للرأي الصائب كما قلنا. و يرى القائد الإسلامي التونسي عبد الفتاح مورو في محاضرة ألقاها في إنكلترا سنة 1981 أنه « لا يمكن اعتبار أن الشعب هو الذي يجتهد في المجال المخصص للسلطان صاحب الحكم ». و لم يترك صاحبنا للدهماء سوى الرأي الذي لا يحتاج إلى إمعان نظر، من مثل التفكير في الطريقة الناجعة لجمع النفايات. والكلام لمورو، الذي يوضح أنه يعني مثلا « إقامة بلدية هنا أو هناك أو توظيف ضريبة من نوع كذا أو كذا… ما دام أباحه الله لماذا يختاره الحاكم ؟ نحن نقول يختاره الشعب » و هذا، كما نرى، « غولاغ » آخر. و إذا سألنا الجماعة الماركسية أو الإسلامية عن سبب إصرارها على التفكير و الكلام في السياسة ونقد الحاكم، رغم إيمان الأولى بدكتاتورية العمال وإيمان الثانية بدكتاتورية النخبة، تقول أنّ أحكامها صالحة فقط لمدينتها الفاضلة ولسلطانها التقّي. قال الإيرانيون هذا الكلام أيضا. و في مدينتهم « الفاضلة » تقطع اليوم ألسن المعارضين لولاية الفقيه. و الحقّ أن الشيعة جنوا على أنفسهم بمقولة « رأي البقر أفضل من رأي البشر » لتبرير قداسة الإمام. وينتج عن هذه التصور وعن الالتزام به، عدم القدرة على التفكير فيما لم يُفكر فيه، بل وحتى في ما لا يمكن التفكير فيه. وهو ما يحدّ كثيرا من ملكة الكلام، دون الاضطرار إلى اللجوء إلى العنف المادّي أو إلى القوانين الجزرية. لذلك ينطلق النقاش الإيديولوجي « تلقائيا » من حقائق ومسلمات ويتعامى عن الوقائع أو حتى مجرد الفرضيات، و يهمّش أو يقصى أو يكفّر كل من يتجرأ على الإفلات من مظلة الأصول. والأصول، كما نعلم، هي أساس شرعية كل سلطة، لذلك يعتبر أخطر كلام هو ذاك الذي يناقش الأصول. فترى الجماعة الجريئة في كل سلطة تبدأ حديثها بإعلان الولاء من خلال ترتيل إعلان الإيمان الخاص بكل فرقة فكرية، قبل أن تتجرأ على إبداء الرأي في قضية. هذا هو سرّ حرص حرّاس الإيديولوجيات على ألا يفلت الكلام من قبضة الأصول وأن يتم النقاش تحت سقفه وتحته فقط. غير أنّ الفيلسوف « آلان » يقول بأنّ « لا شيء يفوق الفكرة خطورة، عندما لا نملك أكثر من فكرة واحدة ». (المصدر: موقع « الأوان » بتاريخ 31 جويلية 2007)
الحرب قادمة.. والعرب وقودها
عبد الباري عطوان بدأت السيدة كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية جولة في المنطقة العربية يصحبها فيها، وللمرة الاولي، وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس، الهدف الرئيسي منها تعزيز حلف المعتدلين العرب في مواجهة ايران وسورية وحزب الله. فايران اصبحت، في نظر الولايات المتحدة، تشكل تهديدا لأمن المنطقة لا بد من التصدي له، من خلال توفير الحماية لحلفاء واشنطن القدامي فيها، وخاصة في منطقة الخليج العربي. الادارة الامريكية وعدت بتقديم مساعدات عسكرية لمصر مقدارها 13 مليار دولار، وبيع اسلحة حديثة متطورة الي المملكة العربية السعودية بما قيمته عشرون مليار دولار، اما اسرائيل التي لم تعد تشكل اي خطر علي العرب، فستتلقي مساعدات عسكرية بقيمة ثلاثين مليار دولار وتشمل اسلحة حديثة متطورة تضمن تفوقها كقوة عظمي في المنطقة العربية. نحن الآن امام عملية فرز واضح في المنطقة، اساسها مدي التبعية للولايات المتحدة والاستعداد للانخراط في الحرب الجديدة التي تعد لها ضد ايران وسورية وحزب الله في لبنان، او ما يسمي بمحور الشر الجديد. المنطقة العربية باتت تنقسم الي ثلاثة معسكرات رئيسية، الاول هو معسكر دول الاعتدال، وهي مصر والاردن ودول الخليج الست، ومعسكر محور الشر وهو سورية وايران وحزب الله وحماس وتنظيم القاعدة والمقاومة العراقية، ومعسكر ثالث هو محور المهمشين وهو يضم بقية الدول العربية مثل اليمن والسودان والجزائر وليبيا والمغرب وموريتانيا، مع الاخذ في الاعتبار حقيقة هامة، وهي ان دول هذا المعسكر الثالث ليست متساوية، ولا توضع في سلة واحدة، فهناك دول فيه تعتبر دولا مساندة لمحور المعتدلين الاول، مثل المغرب وموريتانيا (تقيمان علاقات مع اسرائيل) وبدرجة اقل الجزائر. وجود غيتس وزير الدفاع الامريكي في صحبة السيدة رايس، وحضوره اجتماعها مع دول محور الاعتدال العربي في شرم الشيخ، يؤكدان ان العد التنازلي للمواجهة مع ايران قد بدأ، وان عملية التهيئة للحرب، وتوزيع الادوار فيها قد بدأت بشكل متسارع، الامر الذي يذكرنا بجولات ديك تشيني عندما كان وزيرا للدفاع في ادارة بوش الاب للمنطقة قبل الحرب الاولي علي العراق. علينا ان نتوقع عملية شيطنة لايران بالطريقة نفسها التي تمت فيها عملية شيطنة النظام العراقي السابق، تعتمد علي الأسس والاساليب والمصطلحات نفسها. فالتركيز يتم حاليا علي خطر ايران علي جيرانها في منطقة الخليج العربي، ودعمها للارهاب، وهي التهم نفسها التي جري توجيهها لنظام الرئيس صدام حسين لتعبئة المنطقة العربية ضده، وتسهيل عزله تمهيدا للإطاحة به. ايران لا تشكل خطرا آنيا مباشرا علي المنطقة العربية، يستوجب تجييش الجيوش والدخول في مواجهة عسكرية معها يكون العرب هم الخاسر الاكبر فيها، بغض النظر عن النتائج التي يمكن ان تنتهي إليها. ايران تحاول تطوير قدرات نووية للاستخدام السلمي او العسكري وهذا من حقها، وهذه القدرات تهدد الهيمنة الامريكية علي المنطقة، وتحول دون تفردها بالتحكم بالنفط وامداداته. فاذا كانت الولايات المتحدة قلقة فعلا من هذا البرنامج النووي الايراني علي دول المنطقة فقد كان عليها ان تعمل علي تحقيق التوازن معه، تماما مثلما فعلت علي تشجيع باكستان لامتلاك قدرات نووية لتحقيق التوازن مع نظيرتها الهندية المدعومة سوفييتيا اثناء الحرب الباردة. بمعني آخر، لماذا لا تساعد الولايات المتحدة الدول العربية الحليفة لها، مثل مصر والمملكة العربية السعودية لتطوير قدرات نووية تحقق توازنا اقليميا وتشكل قوة ردع في مواجهة اي اطماع ايرانية في المستقبل؟ الادارة الامريكية لن تساعد حلفاءها العرب لامتلاك قدرات نووية لانها تريد ان تظل اسرائيل متفوقة في هذا الخصوص، ولهذا تريدهم وقودا للحرب الايرانية. وهذا ما يفسر احتواء مساعداتها العسكرية الجديدة والموعودة للمملكة العربية السعودية ومصر صواريخ حديثة لقصف الاهداف الايرانية. دول محور الاعتدال العربي ارتكبت خطأ استراتيجيا قاتلا عندما سايرت الولايات المتحدة في مخططاتها لغزو العراق وتدميره، منهية بذلك توازنا طبيعيا مع ايران، واليوم توشك علي ارتكاب خطأ آخر اكثر فداحة بالانجرار الي مواجهة اكثر خطورة مع ايران لخدمة اهداف امريكية محضة من خلال تضخيم الخطر الايراني، وتأليب اهل السنة ضد اتباع المذهب الشيعي، اي توسيع نطاق الحرب المذهبية والطائفية في العراق بحيث تشمل العالم الاسلامي بأسره. الادارة الامريكية لم تسلح العرب مطلقا، تنظيمات او دولا، من اجل مواجهة اسرائيل، وانما لمواجهة اشقاء عرب ومسلمين، او اعداء امريكا الذين يجب ان يتحولوا الي اعداء العرب بطريقة او باخري مثلما حدث في افغانستان ايام وجود القوات السوفييتية علي اراضيها لمساعدة حكم نجيب الله الشيوعي. الاسلحة الامريكية الجديدة التي ستتدفق الي دول الاعتدال العربي لن تستخدم ضد اسرائيل وانما ضد ايران وسورية و حزب الله و حماس ، ولن نفاجأ اذا ما دخلت اسرائيل كعضو شرف في الحلف المذكور. فمؤتمر السلام الذي دعا اليه جورج دبليو بوش في الخريف المقبل قد يكون التمهيد لقبول عضويتها فيه كعضو قيادي كامل العضوية. لا نعرف ما هي مصلحتنا كعرب في الدخول في حرب ضد دولة اسلامية شقيقة جنبا الي جنب مع اسرائيل، بل لا نعرف لماذا نقف في الخندق الامريكي ـ الاسرائيلي في مواجهة دولة عربية هي سورية خاضت كل حروب الامة لتحرير الاراضي العربية في فلسطين وخسرت من اجل ذلك آلاف الشهداء علاوة علي اراضيها في هضبة الجولان، وما هو الثمن الذي سيقبضه قادة دول محور الاعتدال مقابل خوض هذه المواجهات القذرة والخطيرة في آن؟ العرب خاضوا حروب امريكا في العراق (مرتين) وفي افغانستان (الحرب علي الارهاب) فماذا كانت مكافأتهم غير تمزيق هذين البلدين وتحويلهما الي دولتين فاشلتين، ومرتع للتطرف ومنظماته، وتفجير الحرب الاهلية الطائفية فيهما؟ دول محور الاعتدال التي تستعد لخوض حرب مع امريكا ضد ايران وسورية ومنظمات المقاومة في العراق وفلسطين ولبنان لم تستطع فتح معبر رفح، او تحويل بضعة ملايين من الدولارات لحكومة وحدة وطنية منتخبة في فلسطين، او حماية العرب في العراق من بطش حلفاء واشنطن وفرق موتهم. صواريخ امريكا الي دول الخليج لن تحمي هذه الدول من نظيراتها الايرانية، لان اي انتقام ايراني لن يصل الي الاراضي الامريكية، وانما الي القواعد الامريكية في البحرين وقطر والمملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة، لان الصواريخ والطائرات القاذفة الامريكية التي ستلقي حممها فوق المدن الايرانية، وربما السورية ستنطلق من هذه القواعد، ففي مياه الخليج ثلاث حاملات طائرات، واكثر من مئتي سفينة حربية امريكية ولا نعتقد ان هذه السفن وبحارتها، تتواجد في هذه المنطقة التي تبلغ درجة الحرارة فيها خمسين درجة مئوية حاليا من اجل السياحة واكتساب اللون البرونزي. تجاهل الخطر الاسرائيلي الحقيقي، وافتعال خطر ايراني وهمي او غير ملح هما اكبر عملية تضليل امريكية جديدة للنظام الرسمي العربي، وما يثير الغضب والغيظ ان هذا النظام سيبتلع الطعم الامريكي مرة اخري بسعادة بالغة، ويساق الي مواجهة مع ايران مفتوح العينين، ودون مقابل، مثل القطيع الذي يساق الي المسلخ، ودون ان يكون الذبح اسلاميا. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 1 أوت 2007)
أجراس الحدث التركي ورسائله
فهمي هويدي (*) حبذا لو وسعنا دائرة اهتمامنا بالحدث التركي، بحيث لا نكتفي بمتابعة أخباره المثيرة فحسب، وإنما أيضاً نستقبل رسائله ونستوعب دروسه وعبرته. «1» لست أقلل من حجم الإثارة فيما وصف بأنه أعتى معركة انتخابية في تاريخ الجمهورية التركية. وعندي أكثر من سبب يدعوني إلى إعذار الذين خطف الحدث أبصارهم. فبهرتهم وقائعه ومشاهداته على نحو شغلهم عن رسائله ودلالاته. لم لا والمعركة حامية الوطيس إلى الحد الذي استنفر المجتمع التركي بأسره «71 مليونا بينهم 43 مليون ناخب»، حتى إن 84% من الناخبين اشتركوا في التصويت، ومن بين هؤلاء عشرة ملايين شخص قطعوا عطلاتهم وعادوا من المصايف إلى مدنهم وقراهم ليدلوا بأصواتهم. ورفع من درجة سخونة المعركة أنها كانت في جوهرها بين قوى علمانية وقومية اعتبرت تركيا مهدها وحصنها الحصين. وبين قوة وطنية صاعدة ذات خلفية إسلامية. وهذه الخلفية توفر بحد ذاتها ذخيرة وافرة للمطاعن والشكوك، التي حفظناها لكثرة ترديدها في سياق السجال المستمر بين الطرفين في العالم العربي. من التخويف من الأجندة الخفية التي تضمر الشر للديمقراطية. إلى تفتيت المجتمع وإعادته إلى الوراء، وانتهاء بتهديد النظام العلمانى وتقويض أركان الدولة والانقضاض على الجمهورية. ولم يخل الأمر من محاولة هدم شخص الطيب أردوغان «53 سنة»، رئيس حزب العدالة والتنمية ورئيس الوزراء، الذي غفر له خصومه أصوله الفقيرة «أبوه كان جندياً في القوات البحرية»، وعمل في شبابه بائعاً متجولاً للمياه الغازية والسميط في استنبول، لكنهم لم يغفروا له انه درس في إحدى مدارس « الإمام والخطيب » الدينية، وبعد أن درس الإدارة في جامعة مرمرة، انضم إلى حزب الرفاه الإسلامي، الذي أسسه البروفيسور نجم الدين أربكان، وبصفته تلك انتخب عمدهة لإستنبول. وهذه الخلفية جعلت القوى العلمانية المتطرفة تتربص به، حتى تصيدت له خطبه التي ألقاها في أحد التجمعات، وردد فيها بعض أبيات لأحد شعراء التوجه الإسلامي، قال فيها: المساجد ثكنة جنودنا والقباب خوذتنا والمآذن رماحنا. وهى العبارات التي بسببها قدم إلى المحاكمة بتهمة التحريض على الكراهية الدينية، فحكم عليه بالسجن لمدة عشرة أشهر، قضى منها أربعة في الحبس ثم أفرج عنه.لم يقف الأمر عند ذلك الحد، وإنما اتهم بالميكيافيلية وازدواج الشخصية. ودلل خصومه على ذلك بأنه وهو رئيس للوزراء، تدخل لإلغاء مشروع قانون يجرم الزنا من أجل الانضمام إلى الاتحاد الأوربى، وإنه صاحب عبارة « الحجاب شرفنا »، لكنه لم يتطرق إليه في حملته الانتخابية. وفى تقرير نشرته الشرق الأوسط في 23/7 قالت مراسلة الصحيفة في أنقرة إن من المطاعن التي جرح بها أردوغان، أنه على عكس الكثير من الإسلاميين، لا يرفض مصافحة النساء، لكنه يستغفر الله كلما صافح امرأة. إلى هذا المدى وصلت سخافة الحملة ضد الرجل. ومع ذلك كله فوجئ الجميع بالاكتساح الذي حققه أردوغان وحزبه، حيث فاز مرشحو العدالة والتنمية بحوالى 47% من مقاعد البرلمان، متجاوزين في ذلك أكثر التوقعات تفاؤلاً. وكانت هذه هى المرة الأولى في تاريخ تركيا الحديث التي يفوز فيها حزب حاكم بنسبة أصوات أعلى من التي حصل عليها في ولايته الأولى «34.3%». «2» الإثارة في الحدث في كفة، ودلالاته في كفة أخرى. وأحسب أن هذه الأخيرة تهمنا جداً، حيث أزعم أن ما جرى في تركيا يبعث إلينا في العالم العربي بحزمة رسائل موجهه إلى ثلاثة عناوين. الحركات الإسلامية من جهة، والأنظمة العربية من جهة ثانية، والمثقفون العرب من جهة ثالثة. وقبل أن أعرض لتلك الرسائل أذكر بحقيقة أرجو ألا تغيب عن البال وهى أن التجارب السياسية لا تستنسخ، لأن لكل مجتمع خصوصيته الاجتماعية والتاريخية. لذلك فلا أراه ممكناً ولا مقبولاً أن يدفعنا الإعجاب ببعض إنجازات التجربة التركية إلى الدعوة اقتباسها وتنزيلها على واقعنا، فالموضوع الإسرائيلى هناك ليست له ذات الحساسية القائمة في العالم العربي، ربما لأن تركيا كانت أول دولة مسلمة اعترفت بإسرائيل عام 48، كما أن العلمانية هناك دين وليست مجرد مشروع سياسى. وكمال أتاتورك له مكانه تفوق مقام الأنبياء. حتى إن العيب في الذات الإلهية قد يعد من قبيل ممارسة حرية التعبير والرأى، أما المساس بشخص أتاتورك فهو كفر بالملة الوطنية وتقويض لثوابت المجتمع، وإذا كان من التبسيط والتسطيح الدعوة إلى نقل النموذج التركي، فإن ذلك ينبغي ألا يتعارض مع محاولة الإفادة من دروس الخبرة التركية. الرسالة التي توجهها تجربة حزب العدالة والتنمية إلى الحركات الإسلامية تتضمن عناصر عدة في مقدمتها ما يلي:
ان الحزب نجح في أن يقدم نفسه باعتباره مشروعاً لإنقاذ الوطن وليس مشروعاً للجماعة، ولأنه كان صادقاً في مصالحته مع الواقع بمختلف مكوناته، فإنه حصل على تأييد نسبة كبيرة من أصوات الأقليات الدينية والعرقية، ولم يجد عقلاء العلمانيين غضاضة في التصويت له. انه استلهم الإيديولوجيا في التمسك بالنزاهة وطهارة اليد، وبالإنحياز إلى ما ينفع الناس. وحين قدم الحزب النموذج في السلوك وفى الأداء، وجد الناس فيه بغيتهم، خصوصاً حين أدركوا أنهم أصبحوا أفضل حالاً في ظل حكم العدالة والتنمية. إذ أنه وخلال فترة حكمه التي استمرت بين عامى 2002و2006، تضاعف متوسط دخل الفرد، من 2500 دولار في السنة إلى خمسة آلاف دولار، وانخفض التضخم من 29.7% إلى 9.65% وزاد الناتج المحلى من 181 مليار دولار إلى 400 مليار دولار، وارتفع الاستثمار الأجنبى من 1.14 مليار دولار إلى 20 مليارا.. إلخ. «مصدر المعلومات هو تقرير معهد الدولة التركي» وذلك يعني أن الحزب استند إلى « شرعية الإنجاز » فأيدته الأغلبية. وهذا الإنجاز كان اقتصادياً بالدرجة الأولى، ولهذا لم يأبه الناس لكل الضجيج الذي أثاره المتطرفون العلمانيون حول خلفيته الإيديولوجية. إن التصالح مع المجتمع حين تزامن مع شرعية الإنجاز الاقتصادى، فإن ذلك وفر للمجتمع قدراً طيباً من الاستقرار السياسي، الذي لم تعرفه تركيا منذ نصف قرن، الأمر الذي عزز من مكانة الحزب، إذ أدرك الناس أن استمراره في السلطة مفيد لهم ليس اقتصاديا فحسب، وإنما سياسياً أيضاً. إن أداء حكومة العدالة اتسم بحسن ترتيب الأولويات وبالنفس الطويل. وموقفها من قضية الحجاب يجسد هذه الحقيقة. فرغم قول أردوغان ذات مرة أن « الحجاب هو شرفنا »، وأن زوجته محجبة وكذلك زوجات أغلب قيادات حزبه، فإنّه لم يتخذ أي إجراء لإلغاء قرار منع المحجبات من دخول الجامعات والمصالح الحكومية. بل إن حزبه رشح بعض غير المحجبات في الانتخابات الأخيرة. وقد سمعت من وزير خارجيته ومرشحه للرئاسه عبد الله جول قوله إن مسألة الحجاب ليست من أولويات أجندة الحزب. وإن إشباع حاجات الناس وحل مشكلاتهم الأساسية هى ما ينبغي التركيز عليه في المرحلة الراهنة. إن موقف حزب العدالة من الآخر لم يكن اشتباكياً أو عدائياً. رغم ضراوة الحملات التي شنها غلاة العلمانيين ضدهم. وهذه الرؤية لم تصرف انتباه قياداته عن أمرين. الأول الرد على الحملات بالإنجاز على أرض الواقع. والثانى الاحتكام في النهاية إلى الشارع وإلى قواعد اللعبة الديمقراطية. «3» فى العام الماضى ذهب إلى تركيا أحد الدعاة الذين اشتهروا في العالم العربي في السنوات الأخيرة. وكان لهم نشاطهم الملحوظ في المجال الاجتماعى، بهدف دراسة تجربة الطيب أردوغان وحزبه، ويبدو أن النجاحات التي حققها صاحبنا، جعلت بعض المحيطين به يقنعونه بأنه يمكن أن يكون أردوغان بلاده. وفى حدود علمى فإنه أمضى هناك شهراً أو أكثر لمتابعة الموقف والتعرف على نشاطات الحزب، ثم عاد بعد ذلك إلى بلاده ولم يفعل شيئاً. وحسبما فهمت فإنه اكتشف أن نجاحات أردوغان لم تكن راجعة لقدراته الشخصية فحسب، وإنما كان للبيئة السياسية والاجتماعية في تركيا دورها في ذلك النجاح. هذه القصة تصلح مدخلاً لاستيعاب رسالة الحدث التركي إلى الأنظمة العربية، التي أحسبها المسؤولة عن توفير البيئة المناسبة للعمل السياسي. ذلك أن ثمة بيئة تعلم الناس الاعتدال وأخرى تلقنهم دروساً يومية في التطرف والقمع، حتى قيل بحق أن كل نظام يفرز المعارضة التي يستحقها. ونحن نخطئ كثيراً إذا قرأنا الحدث التركي بمعزل عن بيئته. وهو الخطأ الذي وقع فيه عدد غير قليل من المحللين في بلادنا. حين استسلموا للكسل العقلى فقرأوا الخبر ولم يتحروا ملابساته أو خلفياته. ذلك أن أردوغان وفريقه لم يولدوا في عام 2001 حين أسسوا حزبهم. وإنما هم ثمرة مخاض تجاوز عمره ثلاثين عاماً. حين أسس البروفيسور نجم الدين أربكان حزب السلامة الوطنى في بداية السبعينيات، في مناخ ديمقراطى بصورة نسبية، احتمل حزباً إسلامياً احتكم على الشارع وكان له حضوره في البرلمان، فدخل في ثلاثة تجمعات ائتلافية مع قوى اليمين واليسار التركي. وهذا الحزب جرى حله فشكل أربكان حزباً آخر باسم « الرفاه »، وكان أردوغان من أركان ذلك الحزب، الأمر الذي مكنه بصفته تلك من الفوز برئاسة بلدية إستنبول في عام 95، واستطاع أربكان أن يرأس حكومة ائتلافية مع طانسوتشلر زعيمة حزب الطريق المستقيم في عام 96، ولكنه اصطدم مع الجيش الذي تدخل لإسقاط الحكومة بعد عام واحد من تشكيلها. وحكم القضاء بإلغاء حزب الرفاه، فأسس أربكان حزب الفضيلة الذي حكمت المحكمة بحله أيضاً، فأسس بعد ذلك حزب السعادة الذي لا يزال مستمراً إلى الآن. وقد خرج أربكان مع آخرين من حزب الفضيلة، حيث انتهجوا خطاً آخر فأسسوا في عام 2001 حزب العدالة الذي استطاع أن يبلور مشروعاً أكثر تفاعلاً مع الواقع التركي، ففاز ممثلوه في انتخابات 2002 ثم في انتخابات 2007 على النحو الذي رأيت. رسالة هذه الخلفية تقول بوضوح إن المناخ الديمقراطى إذا كان نزيهاً وصادقاً فإنه ينبغى ألا يضيق بأى فكر، وإن إنضاج ذلك الفكر وتهذيبه يتمان من خلال الممارسة، وليس من خلال الخطب والأوراق المكتوبة. تقول تلك الرسالة إن الاحتكام إلى الرأى العام من خلال الانتخابات النزيهة ينبغى أن يكون المعيار الذي تتحدد به خطوط المشروعات السياسية والفكرية المختلفة. وقد وجدنا في التجربة التركية الأخيرة أن حزب السعادة الذي خرج أردوغان من عباءة مؤسسه نجم الدين أربكان حصل على 2% فقط من الأصوات، في حين أن حزب العدالة حصل على 47% من الأصوات. وكان المجتمع هو الذي قرر تلك الحصص، وأعطى لكل ذى حقا ما يستحقه. «4» سبقنى الدكتور عزمى بشارة في التقاط رسالة الانتخابات التركية إلى المثقفين العرب، حين نشرت له صحيفة « الحياة اللندنية » في «26/7» مقالة بعنوان: أسئلة إلى العلمانيين العرب مع انتصار الإسلام المعتدل في تركيا. وهى مقالة انتقد فيها موقف غلاة العلمانيين الذين رأوا في العلمانية موقفاً من الإسلام السياسي، الذي لم يعد ممكناً تجاهله في الواقع العربي. ولاحظ التطور المستمر في فكر التيار الإسلامي والمشروع السياسي، ودعا إلى إدراك التمايزات المهمة بين فصائل ذلك التيار، كما دعا إلى إنضاج رؤية العلمانية إلى الإسلاميين، وإلى مراجعة وتطوير رؤية الإسلاميين إلى العلمانيين. هذه الخلاصة تركز أغلب ما أردت أن أقوله فيما يخص المثقفين العرب. وقد أضيف إليها من باب الإيضاح فقط نقطتين، الأولى إنه ليس من النزاهة السياسية أو العلمية أو حتى الأخلاقية أن يوضع كل أصحاب التوجه الإسلامي في سلة واحدة، كما أنه ليس من حسن القراءة أن يجير الخطاب الإسلامي لحساب جهة بذاتها، حتى إذا ما أصرت على أن تقدم نفسها بحسبانها « الممثل الشرعى الوحيد ». النقطة الثانية أن بين العلمانيين من اعتبرها حرفة وليست موقفاً أو رؤية. وهؤلاء أخفوا كراهيتهم للإسلام وأهله مرة تحت وشاح العلمانية، ومرة باسم الدفاع عن الديمقراطية. وهم من لا يزالون يعتبرون أن التوجه الإسلامي دائرة مصمتة ومغلقة، لا يرجى منها خير أو أمل، ومن ثم لا بديل عن إقصائها أو إبادتها من الوجود. وهؤلاء معفون من تسلم رسالة الانتخابات التركية. ان توجيه الرسائل مهم لا ريب. لكن الاهم من ذلك هو تسلمها. (*) كاتب ومفكر من مصر (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 31 جويلية 2007)
القرضاوي: الفاتيكان ينسف الحوار مع الإسلام
إيمان عبد المنعم
ندد الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بالهجوم المستمر من الفاتيكان على الإسلام، وآخرها تحذير جورج جاينزفاين سكرتير البابا من « أسلمة أوروبا »، مشددا على أن مثل هذه التصريحات تنسف الحوار بين الإسلام والغرب.
وفي تصريحات لصحيفة « المصري اليوم » نشرتها اليوم الأربعاء، قال القرضاوي: « نحن نستنكر تصريحات سكرتير الفاتيكان عن أسلمة أوروبا، ونرفض هجوم بابا الفاتيكان المستمر على الإسلام؛ لأن رجلا في مثل موقعه ينبغي ألا يكون عمله وشغله الشاغل سب وقذف الآخرين« .
وأوضح القرضاوي أن « الفاتيكان يحرص في الفترة الأخيرة على مهاجمة كل الأديان، حيث هاجم البابا بنديكت السادس عشر كل الأديان، خاصة الإسلام، كما هاجم البروتستانت والأرثوذكس، عدا اليهود الذين لم ولن يقترب منهم« .
وأشار القرضاوي بذلك إلى أزمة تسبب فيها البابا مؤخرا مع مذاهب مسيحية عندما أقر وثيقة يوليو المنصرم التي صيغت بـ7 لغات وتقول بأفضلية الكنيسة الكاثوليكية الرومانية على غيرها من الكنائس، وتعتبرها « كنيسة المسيح الحقيقية » و »الطريق الحقيقي الوحيد للخلاص« .
كما أكد القرضاوي أن: « الإسلام ينتشر في أوروبا والعالم انتشارا طبيعيا، بدون سيف؛ لأنه دين يرفض العنف، ويجد طريقه إلى قلوب البشر رغم كيد الحاقدين« .
وفي مقابلة مع مجلة « سودويتشه تساينتوج » الألمانية أواخر الشهر الماضي، حذر جورج جاينزفاين السكرتير الخاص للبابا بنديكت السادس عشر مما وصفه بـ »أسلمة الغرب »، مشددا على أنه يتعين على أوروبا ألا تتجاهل جهود إدخال القيم الإسلامية في الغرب، معتبرا أن في هذا تهديد لهوية القارة.
وذكّر القرضاوي، المقيم في قطر والذي يزور مصر حاليا، بالأزمة التي تسبب فيها بابا الفاتيكان العام الماضي مع العالم الإسلامي عندما ألقى محاضرة بجامعة ريجينسبورج الألمانية قال فيها إن الإسلام انتشر بحد السيف وإن النبي محمد صلى الله عليه وسلم دعا لأشياء « شريرة وغير إنسانية« .
وأشار القرضاوي إلى أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أصدر حينها بيانا رسميا بوقف الحوار مع الفاتيكان، إلى أن يتغير موقف البابا مما صدر عنه من إساءات للإسلام، والرسول صلى الله عليه وسلم.
وأوضح القرضاوي أنه من الخير للبشرية أن يتعاون أهل الأديان بعضهم مع بعض، لمواجهة الإلحاد الذي ينكر كل الأديان، ويرفض الإيمان بالله تعالى والرسل والآخرة، وكذلك القضاء على موجات الإباحية التي أصبحت تنتشر بصورة ملحوظة، لدرجة أن الكنائس أصبحت تبارك زواج المثليين.
ودعا القرضاوي جميع المسلمين إلى أن يتعاونوا فيما بينهم لمواجهة الهجمات الشرسة التي يتعرض لها الإسلام، مطالبا الدعاة في مختلف أنحاء العالم بألا يبالوا بمثل هذه الشتائم والاتهامات التي تصدر عن الفاتيكان، ويستمروا في دعوتهم.
(المصدر: موقع « إسلام أونلاين.نت » (الدوحة – قطر) بتاريخ 1 أوت 2007)
حزمة المساعدات العسكرية الامريكية لمصر والسعودية تكرس تخلي واشنطن عن الدمقرطة لمصلحة الاعداد للحرب
خالد الشامي لندن ـ القدس العربي بدت شرم الشيخ بالامس وكأنها منصة لاطلاق حملة دبلوماسية للولايات المتحدة علي الشرق الاوسط، باستضافتها اجتماع وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس مع وزراء خارجية مصر والاردن ودول مجلس التعاون الخليجي، او وزراء حلف المعتدلين . وجاء الاجتماع غداة اعلان رايس عن حزمة من المعونات العسكرية تشمل تقديم ثلاثين مليارا لاسرائيل وثلاثة عشر مليارا لمصر وصفقات اسلحة بنحو عشرين مليارا الي دول الخليج وعلي رأسها السعودية. وفي اعقاب الاجتماع استقبل الرئيس حسني مبارك في لقاء نادر رايس وبصحبتها وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس. وتزامن كل هذا مع زيارة يقوم بها ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز لمصر غداة توقيع مذكرة تفاهم تهدف للتنسيق السياسي بين البلدين وتقضي بعقد اجتماع سنوي بين وزيري الخارجية. مع ان المفترض ان المشاورات السياسية منتظمة ومكثفة بين البلدين ما ينفي الحاجة اصلا لهكذا اتفاق اذا كنا لنصدق التصريحات التي تتردد علي السنة المسؤولين منذ سنوات. وتأتي الهجمة الدبلوماسية الامريكية غداة اجتماع ساخن لوزراء الخارجية العرب في القاهرة شهد انقساما تمثل بانسحاب سورية احتجاجا علي الترحيب المشروط بمبادرة بوش، وكأن رايس كانت تعلم مسبقا بنتائج الاجتماع، وضبطت توقيت زيارتها لتجني ثمار الانقسام العربي، وتكرس الانقسام والتخندق ضمن استراتيجية قالت عنها في المؤتمر الصحافي مع ابو الغيط امس انها مقاربة اقليمية تشمل كل القضايا من الصراع العربي ـ الاسرائيلي الي العراق ولبنان وامن الخليج والارهاب . وقد تبدت هذه الاستراتيجية بوضوح في حزمة المساعدات العسكرية لدول حلف المعتدلين، والتي نجحت في تحقيق مكاسب مهمة باقل تكاليف ممكنة، كما يبدو من الملاحظات التالية: ـ المساعدات العسكرية الامريكية لمصر المعلن عنها للسنوات العشر المقبلة والمحددة بثلاثة عشر مليار دولار هي نفس حجم المساعدات السنوية التي تحصل عليها مصر منذ توقيع معاهدة السلام عام 1979، والتي كانت دائما تتراوح بحدود 1.3 مليار دولار سنويا، الا ان اعادة تدويرها والاعلان عنها في حزمة واحدة مع المساعدات العسكرية لاسرائيل والتي زادت بمقدار الربع لتصل الي ثلاثين مليارا خلال العقد المقبل، ومع صفقات اسلحة امريكية لدول الخليج والتي تعد مكافأة اقتصادية للولايات المتحدة اكثر منها ميزة دفاعية للدول الخليجية يعد نوعا من التطمين والتوريط لمصر في آن. ـ يأتي تعهد الولايات المتحدة بتقديم هذه المساعدات لمصر ردا علي المخاوف والتكهنات بخفض قيمة المعونة العسكرية مئتي مليون دولار هذا العام بسبب ملفات تهريب الاسلحة لغزة واستقلال القضاء و حقوق الانسان حسبما جاء في قرار مجلس النواب الذي ربط ابقاء قيمة المعونة علي حالها بأن تحرز القاهرة تقدما علي تلك الجهات. وهكذا تستطيع واشنطن ان تذكر القاهرة الان بأنه من حقها ان تتوقع مقابلا من جهة التعاون في جبهات ايران والعراق والملف الفلسطيني، وهنا يتحول التطمين الي نوع من التوريط في الاستراتيجية الامريكية التي كانت الدبلوماسية المصرية اعلنت تحفظات عدة عليها باساليب معلنة وغير معلنة. ـ من الملاحظ ان التعهد غير المشروط بالحفاظ علي مستوي المساعدات لمصر خلال السنوات العشر المقبلة بغض النظر عما سيحدث علي صعيد عملية الدمقرطة وتحسين ملف حقوق الانسان يمثل النهاية الرسمية لما كان يسمي بالالتزام الامريكي تجاه دمقرطة الشرق الاوسط. وتصادف وجود رايس في شرم الشيخ امس مع اصدار محكمة القضاء الاداري العليا قرارا برفض الافراج الصحي عن المعارض ايمن نور، ما يجعل صدور عفو من الرئيس مبارك شخصيا الامل الوحيد في الافراج عنه. وكان الرئيس بوش اعلن قبل عدة اسابيع عن رغبته في ان يري ايمن نور حرا، وهذا قوبل بغضب عارم في الاوساط الدبلوماسية والاعلامية الرسمية في مصر. ويري مراقبون ان اتفاق المساعدات الجديد لا يقدم جديدا او دولارا اضافيا لمصر، لكنه قد يمنح النظام المصري القدرة علي اتخاذ مواقف اكثر تصعيدا ضد معارضيه فيما يتعلق بالتحول الديمقراطي وحقوق الانسان. ـ علي الجبهة السعودية تزامن الاعلان عن صفقات الاسلحة الجديدة مع اتهام السفير الامريكي لدي الامم المتحدة زلماي خليل زاد للرياض بتقويض سياسة واشنطن لإنهاء العنف في العراق عن طريق تسليح القبائل السنية وتمويلها. ولقد حاول في وقت لاحق التخفيف من آثار تصريحاته التي ادلي بها لـ سي ان ان عندما قال في الامم المتحدة ان السعودية ما زالت حليفا استراتيجيا للولايات المتحدة. فهل يمكن ان تكون الصفقة مكافأة علي السياسة السعودية التي تعمق المأزق الامريكي في العراق حسب خليل زاد، وهو السفير السابق في بغداد، والادري من غيره بالوضع هناك؟ ام انها حافز سافر ومصطنع لتوتير العلاقات بين الرياض وطهران كجزء من مظلة اقليمية لتصعيد سياسي واعلامي وربما عسكري امريكي ضد ايران؟ وهل كان بيع اسلحة امريكية لدول الخليج في الماضي رادعا لايران او غيرها؟ ام انه كان وسيلة غير مباشرة للمشاركة في ارباح النفط التي تقف البارجات الامريكية علي مقربة من منابعه؟ ـ ليس واضحا تماما طبيعة الالتزامات التي قد تطلبها واشنطن من مصر في مقابل الاتفاق الجديد الذي سيحتاج الي ان يقره الكونغرس، وهذا يحتاج عادة الي جهود مضنية لاقناع الاغلبية الديمقراطية في المجلسين بأن دعم القاهرة للحملة ضد ايران ورحلة الخروج من مأزق العراق مهم لدرجة يتحتم معها اغماض العين مؤقتا عن قضيتي الديمقراطية وحقوق الانسان في مصر والمنطقة. وكانت مصر اقرت بتقديم تسهيلات عسكرية لهجوم عسكري امريكي استهدف تحرير الرهائن في ايران عام 1980، وهو الهجوم الذي انتهي بالفشل بعد سقوط مروحية امريكية في صحراء ايران، وساهم في اسقاط الرئيس الاسبق جيمي كارتر في الانتخابات. واشارت تقارير اعلامية امريكية الي ان مصر قدمت تسهيلات جوية للولايات المتحدة في عملية غزو العراق عام 2003، وهو ما نفته مصر التي اعلنت ايضا رفضها ان تكون في تحالف معاد لايران الا ان هذا قد يتغير الان. وردا علي سؤال من صحافي امريكي حول ما اذا كانت مصر تشعر بالقلق من توسع النفوذ الايراني في المنطقة، قال ابو الغيط انه استغرب رد الفعل الايراني حول الاعلان عن المساعدات العسكرية الامريكية مشيرا الي ان تلك المساعدات ليست جديدة. وعلقت رايس بأنها ليس لديها ما تضيفه. وكان الوزير ابو الغيط قد سارع في اعقاب احداث غزة الاخيرة باتهام ايران بتهديد الامن القومي المصري بدعمها انقلاب حماس .. ويبدو هذا الاتهام متسقا مع استراتيجية رايس الاقليمية الرامية الي تنظيم الصفوف وترتيب مواقف اللاعبين في المنطقة استعدادا لهجمة امريكية اخري لا يعرف احد توقيتها، وقد يخفت فيها صوت الدبلوماسية لمصلحة المدفع. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 1 أوت 2007)
عرض وثائقي يشير إلى تورط مسؤولين فلسطينيين في قضايا فساد ..
د. محمود الزهار: ابو شريف على علم بمن قتل عرفات 777 مليون دولار ميزانية الأمن الوقائي
رام الله – محمد جمال : صرح الدكتور محمود الزهار القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن عجلة الزمن لن تعود إلى الوراء. واستعرض الزهار أمس الثلاثاء في مؤتمر صحفي بثته كافة وسائل الإعلام الفلسطينية جزءا من قدر هائل من وثائق قيادات السلطة الفلسطينية والأجهزة الأمنية التي استولت عليها حركة حماس عقب استيلائها على الأجهزة الأمنية في قطاع غزة. قال الزهار: «إنه في حوار مكة المكرمة طالبنا فتح باب التعيينات لكل أبناء الشعب الفلسطيني دون النظر إلى الانتماء ونحن نطالب بالمحاصصة لكل أبناء الشعب الفلسطيني ليجرى بعد ذلك تطبيق القانون». وأشار الزهار إلى حرمان أنصار حركتي حماس والجهاد الإسلامي من التعيينات الحكومية بسبب الانتماء والمشاركة في فعاليات النشاط السياسي أو المقاومة، مستهجناً حجم الفساد والصرف المالي للأجهزة الأمنية وقيادات السلطة في ظل هذه الممارسات الاقصائية. واستعرض الزهار عدة وثائق تثبت رفض تعيين أنصار من الحركة تحت بند ما يسمى السلامة الأمنية. كما عرض عدة وثائق لقضايا فساد مالي لموظفين وطلاب لأبناء مسؤولين في الخارج بينها مبالغ بعشرات الالاف من الدولارات. وفي ملف تسميم الرئيس الراحل ياسر عرفات، تناول الزهار وثيقة أرسلها بسام أبو شريف إلى الرئيس الراحل ياسر عرفات يحذره فيها من محاولات لتسميمه واغتياله، داعياً أبو شريف إلى القدوم إلى قطاع غزة للتحاور وبحث المعلومات التي لديه للكشف عن المجرمين الذي عملوا على السيطرة على أموال السلطة الفلسطينية وقتل الرئيس عرفات. وأكد الزهار أن حركة حماس تعمل على تبويب وتصنيف وثائق الفساد وستعمل على كشف ما يمكن كشفه دون المس بأعراض البشر أو تشويه صورة الشعب الفلسطيني للعالم الخارجي. وتناول الزهار بالمستندات وثائق تثبت تورط شخصيات بارزة في السلطة الفلسطينية والأجهزة الأمنية بينهم محمد دحلان وسلام فياض ورشيد أبو شباك، وشخصيات أمنية بينها عاطف بكر وإيهاب الأشقر، إلى جانب شخصيات فلسطينية في الخارج أبرزهم سلطان أبو العينين. وعرض كذلك وثائق تثبت تورط ضباط حرس الرئيس في قضايا فساد مالي وتلقي رشاوى على المعابر، كما تثبت تورط فساد شخصيات أمنية مسؤولة عن المعابر الحدودية لقطاع غزة بينها نظمي مهنا مدير عام أمن المعابر تصل إلى ملايين الدولارات. واستعرض الزهار جملة من الانتهاكات والممارسات غير الشرعية في معبر رفح وفساد أفراد حرس الرئاسة والأمن الوطني وقيامهم بمصادرة ممتلكات المسافرين دون الرجوع للإدارة الجمركية على المعبر وتلقيهم رشاوى مالية إلى جانب القيام بعمليات استغلال لتسيير الحركة فيه. واستعرض الزهار وثائق إدانة جهاز الأمن الوقائي الذي قال إنه تحول إلى شركة اقتصادية فاسدة على حساب مصالح الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن موازنة هذا الجهاز بلغت 777 مليون دولار، عدا عن فضائح وفساد عائدات ونفقات معبر المنطار (كارني) التجاري. وثائق «الفساد» – سداد ديون أحد قادة جهاز الأمن الوقائي إيهاب الأشقر بقيمة 260.327 دولار أمريكي. – شراء لوحتين فنيتين زيتيتين بقيمة 66 ألف دولار لتقديمهما هدية لسيدة في فرنسا. – تخصيص مبلغ 200 ألف شيكل شهرياً من عائدات معبر رفح. – المصرفات الكلية للوقائي في شهري يونيه ويوليه 2002 ما يقارب 672.772 شيكل. – سلام فياض إبان عهده وزيراً للمالية في حكومات سابقة رأسها محمود عباس وأحمد قريع خصص من عائدات معبر رفح 200 ألف شيكل مخصصات لجهاز الأمن الوقائي في شهري سبتمبر وأكتوبر. – وثيقة تخص منتجع الواحة السياحي على شاطئ بحر غزة الذي يملكه محمد دحلان 111.658 شيكل خصصت لمنتجع الواحة أي ما يقارب من 28 ألف دولار للضيافة فقط. – بيان صدر مسبقاً قالت عنه حركة فتح أنه مدسوس أفاد أن أحد قادتها في لبنان وهو سلطان أبو العينين كان يستلم أموال منظمة التحرير والموازنات الخاصة بالمؤسسات والجمعيات وأسر الشهداء والمساعدات التي تأتي من الاتحاد الأوروبي والمؤسسات الأجنبية للشعب الفلسطيني ويؤخر صرف الأموال ودفع مخصصات الرواتب والفصائل ليكسب أكبر قدر من الفائدة البنكية علاوة عن شرائه ضمائر الناس. – أبو العينين قام بكتابة 500.000 ليرة لبنانية باسم زوجته ومثلها باسم كل ابن من أبنائه الثلاثة، واستثماره في شركة برأس مال بلغ 300.000 دولار. – استثمارات بقيمة 200.000 باوند في قبرص و100.000 دولار في شركة عقارية علاوة بستان وعديد من قطع الأراضي والشقق السكانية في أماكن متفرقة في لبنان ويمتلك عدة سيارات منها سيارة من نوع BMW لابنته التي تحب هذا النوع. – تقرير الوقائي عن أبو العينين كشف أنه يملك بيتاً في منطقة الرشيدية قرب بيروت ملحق به بستان فيه حديقة حيوان تحتوي على حيوانات برية غالية ليست مفترسة من بينها سبعة نعامات تبلغ ثمن الواحدة منها 7 آلاف دولار كما يمتلك بناية في بيروت بلبنان. – وقد كان أبو العينين وفق تقرير الأمن الوقائي عنه قد عوض مرافق ابنته 130.000 دولار بعد أن قامت ابنته بحادث وتعرض مرافقها نتيجته لأضرار جسدية كبيرة. وفيما يختص بمعبر رفح: – تلقي حرس الرئاسة في المعبر رشاوى لتمرير بعض التجاوزات أو إدخال الأفراد دون الوقوف على الدور أو تمرير بضائع مهربة دون أن تمر على جمارك المعبر. – نظمي مهنا مدير عام المعابر في حرس الرئيس كشفت جداول أنه استهلك ما قيمته 3.115.163 دولار أمريكي من بينهم 1.732.000 دولار ما بين هدايا ونثريات، و 27.840 دولار قيمة فاتورة هاتفه، و155.000 دولار مساعدات للأصدقاء، كما تقاضى مهنا 3000 دولار شهرياً نثريات خاصة. (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 1 أوت 2007)
قال ان عباس احضر فياض لتمرير المخططات. والطيب عبد الرحيم معروف بعدائه لحماس
محمود الزهار لـ القدس العربي: نعارض الانتخابات والسلطة واسرائيل وامريكا سيزوّرون النتائج
الناصرة ـ القدس العربي من زهير اندراوس: قال الدكتور محمود الزهار، وزير الخارجية الفلسطيني الاسبق والقيادي البارز في حماس ان الحركة تعارض الانتخابات المبكرة لانها علي قناعة بان فتح واسرائيل وامريكا سيقومون بتزوير النتائج لانتخاب شخصيات فلسطينية علي المقاسات الصهيونية والامريكية، واكد ان تصريحات الرئيس عباس في موسكو لا تعبر عن موقف جديد، لافتا الي عدم وجود اية وساطات عربية او اسلامية او دولية لراب الصدع بين فتح وحماس، واضاف ان الثنائي عباس وفياض يستعملان مصطلحات وصفها بـ الغبية حول حق العودة والكفاح المسلح، واتهم عباس بانه صنيعة امريكا واحضر فياض لتمرير المخططات، وان امريكا واسرائيل كلفتهما بتصفية نتائج الانتخابات التي فازت بها حماس، وهما يقومان باداء هذا الدور ببراعة، وبالنسبة للجنة تقصي الحقائق التي تراسها الطيب عبد الرحيم لتقصي الحقائق قال د. الزهار انها لجنة غير نزيهة، لان عبد الرحيم معروف بعدائه الشديد لحركة حماس. وفيما يلي النص الكامل لحديث الزهار لـ القدس العربي : ** هل تعتقد ان رئيس السلطة عباس يوافق علي الوساطة الروسية بين حركتي حماس وفتح حسب تصريحاته في موسكو وهل هي تغيير في موقفه؟ لا تغيير في موقف عباس، وقد ابلغنا الروسيين بذلك. ما قاله عباس لا حوار مع حماس الا بعد العودة الي الوضع السابق في قطاع غزة، أي انه ما يزال يضع الشروط المسبقة من اجل تجديد الحوار، وبالتالي فلا تغيير في موقف الرجل بالمرة. ** لماذا تعارضون الانتخابات المبكرة علي الرغم من عدم دستوريتها، هل تخشون من خسارة الانتخابات؟ اولا السؤال الذي يطرح لماذا يجب ان تجري الانتخابات مبكرا، لان الولايات المتحدة الامريكية تريد الانتخابات علي مزاجها، وبالتالي سيتم العبث بنتائج الانتخابات. عندما يكون 750 خرقا امنيا من قبل اجهزة عباس ضد نشطاء حركة حماس في الضفة الغربية المحتلة مثل اضرام النار في بيت الاخ عزيز دويك، والدخول الي جامعة النجاح واطلاق الرصاص، عندما يكون هناك الغاء لنتائج الانتخابات البلدية، واقالة رؤساء بلديات ومجالس محلية وتعيين اناس اخرين، هل بالامكان ان تجري انتخابات شفافة في الضفة الغربية؟. ** ما هو رايك في اجراء انتخابات مبكرة علي نقطتين اساسيتين وهما تطبيق حق عودة اللاجئين وحق الشعب الفلسطيني في الكفاح المسلح لطرد المحتل؟ هذا الأمر ممكن فقط عندما يكون الوضع الامني منضبطا، لكن عندما يكون الوضع غير ذلك، أي ان اسرائيل معنية بانتخاب اناس معينين، وعندما تريد امريكا تقرير نتائج الانتخابات مسبقا، فحتي لو طالبت بفلسطين من المحيط الهندي الي المحيط الاطلسي فلن يسمعك احد، لان الصناديق ستكون بادي حركة فتح واسرائيل وامريكا. اقولها بصراحة ان الانتخابات ستكون مفصلة حسب المقاييس الامريكية فقط. الانتخابات الفلسطينية الاولي جرت في كانون الثاني (يناير) من العام 1996 ولم يرفضها احد، وبالتالي اريد ان اسال لماذا رفض الجميع الانتخابات التي جرت بعد عشر سنوات وفازت بها حركة حماس. ** ما هو تعقيبك علي تصريحات رئيس الوزراء فياض بانه لن يتم حل عودة اللاجئين الفلسطينيين الي ديارهم الا بموافقة اسرائيل؟ اريد ان اقول ان لهذا الثنائي عباس وفياض مصطلحات كنت اصفها بالمصطلحات الغبية، وفياض ليس من الاذكياء في السياسة، ولكن قبل التطرق الي تصريحات فياض يجب السؤال ما هو راي ابو مازن؟ هو يقول حل عادل متفق عليه لقضية اللاجئين، ونحن نفهم ان الحل العادل يمكن ان يكون دفع التعويضات للاجئين او توطينهم في الدول العربية التي شردوا اليها. وانا اقول لك ان الحل العادل الذي اتفق عليه عباس مع الاسرائيليين والامريكيين هو نقل اللاجئين من مخيمات الشتات في الدول العربية الي الضفة الغربية وقطاع غزة، أي ما نقوله نحن بالعامية ان ابو مازن قادر ان يمون علي الشعب الفلسطيني، وحتي انه يقبل ان يبقي اللاجئون في الشتات بدون توطين وبدون دفع تعويضات، واقول لك بصراحة هذا رجل غبي الذي يقول انه لا يمكن تطبيق حق العودة بدون موافقة اسرائيل، وانا اتوقع شخصيا ان نسمع تصريحات من عباس وفياض اسوا من هذه التصريحات حول حق العودة والكفاح المسلح. هناك سؤال بريء خالص: ابو مازن كان خارج الوطن، وعندما قررت امريكا توقيع الاتفاقية اوسلو تم استدعاؤه للتوقيع عليه، بالاضافة الي ذلك، فان اختراع منصب رئيس الوزراء كان امريكيا واول رئيس وزراء في السلطة الفلسطينية كان محمود عباس. ** هل تريد ان تقول ان الرئيس عباس هو صنيعة امريكا؟ نعم، واكبر دليل علي ذلك انه قبل التوقيع علي اتفاق اوسلو كان ابو مازن خارج الوطن، عامل حالو زعلان، وتم استجلابه هو شخصيا للتوقيع علي اتفاق اوسلو وليس غيره، وبعد ذلك بفترة معينة اصر الامريكيون ان يعينوه في منصب رئيس الوزراء، وهو بنفسه احضر الافندي سلام فياض ليضبط الشفافية المالية، يعني اتخذ وسيلة، اولا لسحب صلاحيات الرئيس ابو عمار، وهذا ينسحب علي المسؤوليات السياسية والامنية وما الي ذلك، وبالتالي فان مشروع عباس فياض مرتبط ارتباطا كاملا بامريكا واسرائيل، والذي تريده اسرائيل يقوم عباس ورفيقه الافندي فياض بتطبيقه. والمهمة الاساسية التي انيطت في هذه الفترة بالشخصين المذكورين هو القضاء علي نتائج الانتخابات السابقة. ** ماذا تقول عن اعادة التنسيق الامني بين اجهزة الرئيس عباس واجهزة المخابرات الاسرائيلية وتزويد الاسرائيليين بمعلومات احبطت عمليات فدائية خططت لها المقاومة الفلسطينية؟ انت يا اخي العزيز لم تكتشف امرا جديدا، في اوسلو كان التشديد علي التنسيق الامني، وبالتالي فان التنسيق الامني هو ضمن اتفاقيات اوسلو، وعليه لا اعتبر ان تصرفات اجهزة عباس جديدة، بل هي استمرار للحالة الفلسطينية منذ توقيع اتفاق اوسلو. كما علينا ان نتذكر ان عباس دعا اسرائيل علنا الي اعادة احتلال قطاع غزة بعد سيطرة حماس عليه. ** هل هناك وساطات عربية او اسلامية او دولية لراب الصدع بين حركتي حماس وفتح؟ لا توجد وساطات بالمرة بين حركتي حماس وفتح لاعادة راب الصدع بينهما، والامر يعود الي ان عباس وفياض ومن لف لفهما من حركة فتح يرفضون الحوار مع حماس، فعلي سبيل الذكر لا الحصر، الجامعة العربية دعت شخصا ذكيا جدا اسمه عزام الاحمد، فذهب وبدل ان يقرب القلوب شن هجوما لاذعا علي حركة حماس. هل من معلومات جديدة حول وصول الوفد الامني المصري الي قطاع غزة لاعادة المفاوضات حول الجندي الاسرائيلي الاسير غلعاد شاليط، كما صرح الرئيس مبارك؟ حتي الان لم نتلق أي شيء رسمي، أي ان الوفد المصري لم يعد حتي الان الي القطاع ولا جديد تحت الشمس في قضية شاليط. ** د. الزهار يتهمونك بانك في العام 1988 اجريت مفاوضات مع بيرس، ما هو تعقيبك علي ذلك؟ القصة كانت كالتالي نحن كنا موجودين تحت الاحتلال، في مبني السرايا، كان بيرس موجودا هناك مع مجموعة من الناس، وطرح فكرة للتخلص من الازمة عن طريق الخروج من غزة بدون مستوطنات، وكان قد مضي علي الانتفاضة الاولي اربعة اشهر، وقال انهم علي استعداد لتسليم الضفة الغربية بعد ستة اشهر، عندها وجهت له سؤالا: ماذا مع القدس، فرد بالقول فلنترك القدس الي موعد لاحق، عندها قلت له عندنا مبادرة اعلنوا ان موضوع القدس الشريف سيبقي الي الاخر وعندها سيكون الرد من الشعب الفلسطيني برمته، وقلت له اخرجوا من قطاع غزة ومن الضفة الغربية ومن القدس ونحن نختار من يمثلنا من الشعب الفلسطيني، بالاضافة الي ذلك قلت له توضع الارض المحتلة وديعة لجهة دولية تستطيع ان ترضي الطرفين. وبعد ان نختار نحن من يمثلنا نكمل المشوار مع من يريد ان يفاوض، ومن يريد ان يبيع فلسطين هذا ما كان، واقول لك ان اجداد اجداد القيادة الفلسطينية الحالية ما كانت تجرؤ علي اطلاق مبادرة من هذا القبيل في العام 1988، وبالتالي انا فاوضت، وانا ارزح تحت نير الاحتلال وأعمل علي طرد الاحتلال، وعلي القدس اولا، علي وديعة الارض المحتلة بايدي طرف عربي او اسلامي او دولي مرضي عنه من الطرفين. وانا ادليت بهذا الكلام لانه في تلك الفترة بالذات كانت محاولات من قبل اسرائيل لصنع قيادات جديدة مثل سري نسيبة وصائب عريقات ومجموعات اخري، ونجحوا في ذلك من خلال مؤتمر مدريد في العام 1991، وهذه القيادات كانت تبحث كيف تبيع فلسطين في اوسلو، اما كلامي انا فكان واضحا للغاية. ** هل توافق علي طرح المبادرة نفسها اليوم علي الاسرائيليين؟ الحديث في تلك الايام كان عن كيفية الخروج من الازمة، واقترح علي كل فلسطيني ان يطلع عليها ويقول لي هل هو موافق عليها أم معارض لها، وانا اقول انها مبادرة متقدمة وامنح الناس الفرصة للاطلاع عليها واتخاذ القرار حولها. ** هل بكلمات اخري يمكن القول ان المبادرة ما زالت قائمة؟ لا، اريد ان ارد علي سؤالك. هل في المبادرة التي طرحناها تنازلنا عن الضفة او القطاع او القدس، واريد ان اسال ما هو السلبي في هذا الكلام. هل عينا انفسنا ممثلين عن الشعب الفلسطيني، بل اقترحنا انتخاب قيادة فلسطينية لاكمال المشوار، وبالتالي اقترح علي القيادت الفتحاوية التي تهاجمني علي المبادرة ان تتعلم السياسة وهم الذين يتلقون الاوامر من المكتب الثاني في امريكا وبريطانيا واسرائيل. ** هل حماس ماضية في الكفاح المسلح كما تعهدت للشعب الفلسطيني؟ نحن تسلمنا الحكومة في اذار (مارس) 2006 وفي حزيران (يونيو) تم اسر الجندي الاسرائيلي في العملية النوعية، وبعدها قصفت وزارة الخارجية مرتين من قبل الاحتلال الصهيوني، اريد ان اقول ان المقاومة استمرت عندما كنا في الحكومة، وفي يونيو الماضي كنا في حماس نواجه رصاص فتح واسرائيل، ورصاص فتح من صواريخ (ار.بي.جي) الذي زوده بهم الاسرائيليون، وبالتالي اعتقد اننا اجبنا علي السؤال الذي طرحته يا اخي العزيز. ** ما هو رايك في تقرير لجنة تقصي الحقائق التي تراسها الطيب عبد الرحيم لفحص ما جري في غزة؟ اولا، الطيب عبد الرحيم هو جزء من اللعبة، وحتي لو قال انه قرا في كتاب مقدس فلن يصدقه احد، فهو معروف بعدائه لحماس وهو من مخططي اوسلو منذ البداية، ونحن نعلم الي اين تذهب تقاريره الامنية، وبالتالي عندما نريد ان نشكل لجنة تحقيق عليها ان تضم اشخاصا اصحاب سمعة طيبة. فيما يتعلق بقصته مع دحلان المساءلة او المحاكمة، هذا تصفية حسابات داخل فتح ونحن في حماس لا نهتم بالامر. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 1 أوت 2007)
انتخابات البلديات في الأردن: الاسلاميون يتحدثون عن مجزرة ديمقراطية ويعلنون الانسحاب
توتر في عدة مناطق وصدامات واطلاق نار واعتداءات علي مراكز انتخابية. والداخلية تشيد بالتصويت وتنفي وقوع تجاوزات عمان ـ القدس العربي ـ من طارق الفايد: أعلن التيار الاسلامي الأردني علي نحو مفاجيء صباح أمس رسميا انسحاب مرشحيه من الانتخابات البلدية التي وصفها بمجزرة ديموقراطية وكارثة مسيئة بحق الوطن علي حد تعبير بيان لجبهة العمل الاسلامي صدر صباح الثلاثاء وتضمن وصفا لما قال انه مخالفات خطيرة خلال سير الانتخابات البلدية في البلاد. واعلن حزب جبهة العمل الاسلامي سحب كافة مرشحيه من الانتخابات البلدية بسبب التزوير . وتحدث الحزب عن سحب 25 من مرشحيه من الانتخابات التي بدأت صباح الثلاثاء لوجود تزوير و تلاعب من قبل السلطات. وقال البيان الصادر عن الحزب بهذا الخصوص ان عملية التزوير الحكومي الرسمي الواضح المكشوف علي هذا النحو المدبر سلفاً تشكل اساءة بالغة لكل الاردنيين ، وتمثل خيانة واعتداء علي كرامة الوطن والشرف العسكري تستحق من كل الشرفاء والأحرار وأصحاب الضمائر وقفة وطنية حرة أبية . وقال البيان: أيها الاخوة المواطنون بعد الوقوف علي هذه المهزلة، وهذا العبث الرخيص لم يعد بمقدورنا الاستمرار بهذه المسرحية الهزلية، ونعلن انسحاب مرشحي الحزب من جميع مواقع الترشيح وفي جميع بلديات المملكة. واشار البيان الي ان الناخبين تفاجأوا صباح يوم الثلاثاء 31/7/2007م بـ مجزرة ديمقراطية وكارثة مسيئة بحق هذا الوطن وبحق هذا الشعب الكريم تتمثل باجراءات رسمية وتدبيرات حكومية صارمة ومنحازة نحو مرشحين محددين، وضد مرشحين آخرين تتمثل باستغلال المؤسسة العسكرية وأفراد القوات المسلحة وحشدهم في عدد كبير من الحافلات وأمرهم بالتصويت علناً (أميين) مرات عديدة في صناديق متعددة، بطريقة مكشوفة وتحت نظر جميع المواطنين كما تعمــــدت الأجهــزة الرسمية عرقلة عملية الانتخاب وعرقلة سير المواطنين نحو الصناديق، والاعتداء علي العامة بالضرب واطلاق النار والاهانة في عمان والزرقاء والرصيفة واربد ومأدبا . وكان الحزب الدي يعتبر أهم الأحزاب السياسية في البلاد قد اصدر وثيقة تضمنت تعداد ما قال انها مخالفات تثبت المجزرة الديمقراطية التي حصلت متحدثا عن حافلات نقلت ناخبين عسكريين من خارج الدوائر وتصويت جماعي لبعض المرشحين المقربين من السلطات واغلاق كبار المسؤولين لهواتفهم وابتعادهم عن الأضواء. ويعتبر اعلان الاسلاميين مقاطعة الانتخابات بعد ساعات قليلة من بدء الاقتراع تحولا سياسيا هاما في مسار العلاقة المتأزمة بينهم وبين حكومة الدكتور معروف البخيت حيث يمكن ان ينسحب قرار المقاطعة علي المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقررة في تشرين الثاني المقبل. وبهذه المقاطعة ينتقل التيار الاسلامي الي صفوف المعارضة والتحرش الدائم في الاداء الحكومي وسيبدأ لاحقا عملية متوقعة للتشكيك بالمسار الديموقراطي للسلطة التنفيذية. وزاد عدد المسجلين لهذه الانتخابات عن 9،1 مليون ناخب. ويدلي الناخبون باصواتهم في 1980 مركزا للاقتراع في المملكة لاختيار 965 عضوا للمجالس البلدية من 2686 مرشحا بينهم 361 سيدة. وكانت الحكومة وصفت عدد الناخبين الذي زادت نسبة الاناث بينهم عن 48% بانه غير مسبوق في تاريخ الاردن ، مشيرة الي ان 780 الف ناخب فقط سجلوا للانتخابات السابقة التي اجريت عام 2003. وتجري هذه الانتخابات للمرة الاولي وفق قانون البلديات الجديد الذي اقره البرلمان الاردني في وقت سابق من هذا العام. ووفقا للقانون، تم تخصيص 218 مقعدا من مقاعد المجالس البلدية للنساء، وتم خفض سن الناخب من 19عاما الي 18 عاما لزيادة عدد الناخبين. وكان الاردن خفض عدد البلديات عام 2001 من 328 الي 94 ضمن جهود الاصلاح في محاولة لمعالجة المشاكل المالية للبلديات. ورشحت الحركة الاسلامية 33 مرشحا لخوض هذه الانتخابات بمن فيهم من مرشحين مستقلين مقارنة مع 11 مرشحا في انتخابات عام 2003. وبدأ التصويت عند الساعة 00،4 بتوقيت غرينتش وسيستمر حتي الساعة (0014 ت غ) من مساء الثلاثاء الذي اعلن يوم عطلة رسمية لاعطاء اكبر عدد من الناس الفرصة للتصويت. ويمكن ان تمدد فترة التصويت ليوم واحد في حال كانت نسبة المشاركة اليوم اقل من 1.50% وهي النسبة المطلوبة بموجب القانون. وعايش الأردنيون عموما أمس الثلاثاء يوما صعبا الي حد كبير وسط الاحتقان العام عشية انتخابات البلديات وهو احتقان سببه العلاقة السلبية بين الحكومة والتيار الاسلامي والحسابات المناطقية والعشائرية في اغلبية الدوائر الانتخابية. وتخلل العملية الانتخابية التي جاءت متوترة الي حد لم يكن محسوبا صدامات متنوعة ما بين انصار المرشحين المتنافسين في بعض المناطق او بينهم وبين رجال الشرطة في بعض المناطق ووقعت حوادث اطلاق نار في ثلاث مناطق علي الأقل في المملكة واصيب مواطنون علي الأقل بالرصاص حسب التقارير المحلية كما حصلت اشتباكات في محيط الكثير من الدذوائر بين المرشحين وانصارهم. وفي مدينة مادبا جنوبي العاصمة عمان كان الجو متوترا للغاية أمس بعد اعتراض الأهالي علي حضور حافلات عامة تحضر مقترعين منظمين يعتقد انهم من رجال المؤسسة العسكرية الذين يحق لهم الانتخاب وسبق ان مارسوه كما قال رئيس الحكومة معروف البخيت وتعطلت الانتخابات في مدينة مادبا فيما حضرت تعزيزات كبيرة من الأمن وحصلت اعتداءات علي بعض المجالس البلدية والقاعات وعلي احدي الكنائس. كما شهدت انتخابات وسط العاصمة عمان بعض التشنجات واضطرت اللجان لاغلاق الترشيح في احدي الدوائر قبل ان تشهد منطقة جاوا في عمان الجنوبية اطلاق نار بين الأهالي بسبب اتهام الحكومة بدعم مرشحين محسوبين عليها دون الأخرين. وشكل تصويت العسكريين المنظم في هده الانتخابات مادة اساسية للاعتراض بالنسبية لبيانات جبهة العمل الاسلامي ولبيانات الكثير من المرشحين الدين أعلنوا الانسحاب محملين المسؤولية للحكومة وبدون مبرر في بعض الأحيان وينص القانون علي حق العسكر في الاقتراع للبلديات لكنه يحظر الدعاية الانتخابية في صفوف المعسكرات وشكل دلك دوما نقطة خلافية بين الحكومة وأطياف المعارضة فيما تحدث الاسلاميون عن أوراق كانت جاهزة لصب اصوات ابناء المؤسسة العسكرية لصالح مرشحين دون غيرهم علما بان أحدا في التيار الاسلامي لم يتقدم حتي الأن ببينات ووثائق تثبت وقائع التزوير المفترض وان أحدا لا يستطيع معرفة توجهات التصويت عند ابناء المؤسسة العسكرية. ورفضت الحكومة التي تقول انها مضت قدما في أول انتخابات للمجالس البلدية منذ عام 1999كخطوة لتعزيز الديمقراطية مزاعم التلاعب في الاصوات وقالت ان قوات الجيش هم من 9،1 مليون اردني مؤهلين للتصويت. ويخوض 2706 مرشحين الانتخابات لشغل 929 مقعدا في مدن وبلدات بينها مدينتا أربد والزرقاء. وستتبع انتخابات مجالس البلدية انتخابات برلمانية تشارك فيها عدة أحزاب في وقت لاحق من العام الحالي بعدما انتهت الشهر الماضي السنوات الاربع للبرلمان الحالي والذي يشغل فيه الاسلاميون 17 مقعدا من 110مقاعد. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 1 أوت 2007)
اكتشاف مسجد في صقلية يعود الي القرون الوسطي
ديكالب ـ يو بي آي: اكتشف علماء آثار امريكيون يعملون في حفريات في جزيرة صقلية، بقايا مبني يعود الي القرن الـ 9 او الـ 10، ويعتقد انه مسجد. واكتشف بقايا المسجد بيل بالكو، طالب آثار في جامعة نورث الينوي، والذي يعمل مع فريق حفريات باشراف البروفيسور مايكل كولب. ويشير موقع الحفريات الي تاريخ طويل يعود الي القرن الـ 6، وكان المسجد المفاجئ اكتشف في حزيران/يونيو الماضي، بعد العثور علي قاعدة عامود اثري. وذكر كولب في تصريح صحافي يتشابه المبني المكتشف حديثاً، من حيث مقاييسه مع مسجد آخر في بلدة مجاورة بمساحة 10 بـ20 متراً ويحتوي ايضاً علي عامود وحيد، لكنه يبدو اكثر اتقاناً وتطوراً بسبب استعمال جص عالي الجودة في انشائه . واضاف كولب ان محور المبني يتلاءم مع اتجاه الكعبة، وهو دمر خلال الفترة المسيحية النورماندية في صقلية…ومع ذلك، فان ايجاد المحراب، خلال مرحلة لاحقة من الحفريات، يمكن ان يؤكد لنا من دون ادني شك طبيعته كمسجد . (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 1 أوت 2007)