الأحد، 8 مايو 2011

في كل يوم، نساهم بجهدنا في تقديم إعلام أفضل وأرقى عن بلدنا، تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNWS 11ème année, N°4002 du 08.05.2011  

archives : www.tunisnews.net


أسرة تحرير راديو كلمة تعقد ندوة صحفية حول المستجدات الأخيرة

كلمة:إعفاء القاضي فرحات الراجحي من رئاسة الهيئة العليا لحقوق الإنسان

كلمة:الخارجية التونسية تحذر من قصف البلدات الحدودية مع ليبيا كلمة:الاتحاد العام التونسي للشغل يدين الإعتداء على مقره بشارع قرطاج الصباح »:بعد أحداث أول أمس:مظاهرة ضخمة بالعاصمة تنادي باستقالة الحكومة

شكيب بن خليفة عافي: طلب حل جهاز الإتحاد الديمقراطي الوحدوي

حزب العمال يطالب بحل حكومة السبسي الملتفة على الثورة وتشكيل حكومة وحدة وطنية :بيان

محمد نجيب وهيبي:بيان : لا للديكتاتورية .. لا للانتهازية

الصباح:سبر آراء لمؤسسة سيغما كونساي:%33.9 .. تصريحات الراجحي صادقة.. 33.1% ليست صادقة و32.9% لا يعرفون

سهام بن سدرين في لقاء صحفي البوليس السياسي ما زال يحاصر

رئيس الوزراء التونسي يؤكد أن بلاده لن تسمح أبدا بإنتشار قوات أجنبية في بلاده

وثيقة تمهيدية لتأسيس :  » التيار الثوري للواجبات والحقوق من اجل التقدم »

د.خــالد الطراولي:مواطن ما بعد الثورة : هل هو الموعد مع السراب؟

صالح المانع:انتهى الدرس ،،، وفي المدرسة التونسية بالدوحة دق الجرس

عبدالسلام الككلي:حديث الإفك

نورالدين الخميري:جمعيّة النساء الديمقراطيات ـ الحاضر الغائب !

رياض حجلاوي:هل تعود خيرات الأمة إلى أصحابها

د. نجيب العاشوري:الجحيم هي…هم

المنجي العرامي:تحرر قلمه فساء أدبه.. صمت دهرا و نطق كفرا

نبيل شبيب:ممارسات الاستبداد في سوريا بوابة العدوان الخارجي

عبد الباري عطوان:خطر الفتنة في مصر الثورة

د. فيصل القاسم:عُربان « تويتر » و »فيس بوك »


Pourafficherlescaractèresarabessuivreladémarchesuivan:Affichage / Codage / ArabeWindows)Toreadarabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)


تابعوا جديدأخبار تونس نيوز على الفايس بوك

الرابط

http://www.facebook.com/pages/Tunisnewsnet/133486966724141


أسرة تحرير راديو كلمة تعقد ندوة صحفية حول المستجدات الأخيرة


عقدت أسرة تحرير راديو كلمة ندوة صحفية يوم أمس السبت في مقر الراديو بالشرقية 2. وقد تمت الدعوة للندوة الصحفية بشكل طارئ بعد التطورات الأخيرة والمتعلقة أساسا بتصريحات وزير الداخلية السابق القاضي فرحات الراجحي، حيث تم اتهام السيدة بن سدرين بإرسال الصحفيين الذين صورا تصريحات السيد الراجحي دون علمه ونشراها، وقد نفت السيدة بن سدرين الأمر جملة وتفصيلا وقالت بأنها تعرف موقف السيد الراجحي منذ إقالته ولكنها لم تسمح لنفسها بنشره دون إذن منه. كما تطرق مدير الراديو السيد عمر المستيري إلى استمرار حرمان الراديو من الرخصة وحقّه في الذبذبة مرجعا العرقلة إلى رئيس الهيئة العليا للاتصال. كما تطرق كل من المدير ورئيسة التحرير وصحفيي الراديو خلال تفاعلهم مع أسئلة الصحفيين الذين حضروا الندوة إلى استمرار دور البوليس السياسي في استهداف الراديو والعاملين فيه، مدينين ما تعرضت له الصحفية بالراديو مروة الرقيق من اعتداء همجي تسبب لها في أضرار بليغة. تعرض مراسل راديو كلمة في جهة الساحل إلى اعتداء بالعنف الشديد يوم السبت من طرف مجموعة من الأشخاص الذين هاجموه بأحد مقاهي مدينة المنستير، وقد اتهم المهاجمون مراسلنا بالعمالة و قالوا له: « إن الذين اتهمتهم بالوقوف وراء الهجوم على اجتماع حركة النهضة هم أسيادك ». يذكر أن مراسلنا تعرض للعنف يوم 30 أفريل الماضي أثناء نقله وقائع إفساد اجتماع كان من المزمع أن تنظمه حركة النهضة في مدينة المنستير، كما تعرض إلى تهديدات بالتصفية الجسدية من طرف مجهولين عبر هاتفه الجوال خصوصا بعد اتهامه الصريح لرئيس بلدية المنستير المنذر مرزوق وعضو مجلس النواب السابق عامر البنوني وبعض الأطراف الدستورية بالوقوف وراء الحادث. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية بتاريخ 08 ماي 2010)  

إعفاء القاضي فرحات الراجحي من رئاسة الهيئة العليا لحقوق الإنسان


أصدر رئيس الجمهورية المؤقت فؤاد لمبزع يوم أمس السبت قرارا يقضي بإنهاء مهام القاضي فرحات الراجحي وزير الداخلية السابق من مهامه في رئاسة الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية. وجاء هذا القرارا بعد تصريحات الراجحي التي أثارت كثيرا من الجدل والمتعلقة بإقالته من وزارة الداخلية وحديثه عن احتمال قيام الجيش بانقلاب عسكري وعن حكومة ظل يديرها رجل الأعمال كما لطيف. وكان فرحات الراجحي قد صرح يوم الجمعة في اتصال مع راديو كلمة أنه تقدم باستقالته من رئاسة الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية بتاريخ 08 ماي 2010)  

الخارجية التونسية تحذر من قصف البلدات الحدودية مع ليبيا


حذرت وزارة الخارجية التونسية أمس السبت ليبيا من مواصلة المس بسيادتها الترابية واعتبرت في بيان لها نشرته وكالة إفريقيا للإنباء أن مواصلة قصف بلدة حدودية يعتبر مسالة بالغة الخطورة و قالت إنها ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لحماية سيادتها. . وهددت وزارة الخارجية التونسية أنه أمام عدم جدية السلطات الليبية في الإيفاء بتعهداتها فإنها ستتخذ ما تراه ضروريا من التدابير لتأمين حرمة ترابها الوطني وسلامة السكان واللاجئين في إطار الشرعية الدولية. وقالت الخارجية التونسية إنها لم تتخذ قرارا بإغلاق معبر الذهيبة التزاما بواجبها الإنساني في توفير ملاذا للمواطنين الليبيين العزل اللاجئين إلى تونس خوفا على حياتهم وأسرهم. يذكر أن شهود عيان قالوا إن عشرات القذائف المدفعية و المورتر سقطت بالقرب من مدينة الذهيبة التونسية فيما نقل مراسل راديو كلمة بالذهيبة أن أكثر من ثلاثين قذيفة سقط بعضها على بعد أمتار من منازل في الذهيبة فيما أصاب بعضها أحد المنازل وهو ما أجبر السكان على الفرار بعيدا عن أماكن القصف. من جهة أخرى قال رئيس الوزراء الليبي « البغدادي على المحمودي » في مؤتمر صحفي بطرابلس أمس السبت إن طرابلس لم تستهدف تونس عن عمد. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية بتاريخ 08 ماي 2010)  

الاتحاد العام التونسي للشغل يدين الإعتداء على مقره بشارع قرطاج


أدان الاتحاد العام التونسي للشغل في بيان صدر أمس السبت الاعتداء الذي استهدف مقره بشارع قرطاج واعتبره ضربا للحق النقابي و هتكا لحرمة الاتحاد ودعا السلطات المعنية إلى تقديم اعتذار رسمي وفوري لمنظمة الشغالين وكافة هياكلها. . كما استغرب الاتحاد تصريحات الراجحي التي زرعت الشك في عموم الشعب وعمقت الحيرة إزاء النسق البطيء الذي تشهده ملاحقة المسؤولين عن الفساد والرشوة وطالب الحكومة بتصريح فوري عبر رئيسها، ردا على تصريحات الراجحي كما دعا الشغالين إلى الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة و كل مؤسسات الإنتاج. من جهتها أدانت النقابة العامة للتعليم الثانوي التعامل الأمني الذي وصفته بالوحشي مع المتظاهرين في شوارع العاصمة وطالبت بمحاسبة علنية للمتسببين فيه، واعتبرت النقابة أن إرادة الالتفاف على الثورة أصبحت اليوم أكثر بروزا خصوصا بعد تعيين وزير الداخلية الحبيب الصيد. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية بتاريخ 08 ماي 2010)  

بعد أحداث أول أمس

مظاهرة ضخمة بالعاصمة تنادي باستقالة الحكومة


انطلقت أمس بالشارع الرئيسي بالعاصمة مظاهرة ضخمة شارك فيها ما يقارب الف شخص، وذلك ردا على التعامل العنيف لأعوان الأمن مع المتظاهرين أمس الأول، حيث تمت اعتداءات بالعنف الشديد على عديد المتظاهرين كما تم الاعتداء على عدد من الصحفيين، بل وذهب الأمر بالبعض من أعوان الأمن الى اقتحام مقر جريدة « لابراس » بالعاصمة والاستيلاء على تجهيزات بعض الصحفيين. وقد نادى المتظاهرون امس بشعارات عديدة منها: « لا للقضاء على حرية التعبير » و »الشعب يريد حكومة وطنية » و »يا تونس.. يا تونس شعبك راهو فاق.. يا سبسي.. يا سبسي يزي من النفاق » و »مطلبنا موش مستحيل.. والحكومة لازم تستقيل ». وفي إشارة الى ان بقايا وأذناب الحكم البائد مازالت متواجدة في مفاصل الدولة رفع المتظاهرون شعار ثورة 14 جانفي »الشعب يريد اسقاط بن علي » و »يا شعب ثور ـ ثور على بقايا الدكتاتور ». مجموعات.. مجموعات وأمام مقر وزارة الداخلية تجمع المتظاهرون منادين: « الشعب يريد.. اسقاط الحبيب الصيد » وذلك احتجاجا على وزير الداخلية باعتباره المسؤول الأول على اعطاء الأوامر بتفريق مظاهرة امس الأول باستعمال العنف الشديد والقنابل المسيلة للدموع ضد المتظاهرين، وملاحقة واعتقال العديد منهم.. ووسط ترديد نشيد الثورة ومناداة المتظاهرين بصوت واحد: « الشعب يريد الثورة من جديد » تكثف عدد المشاركين في المظاهرة، اذ من حين لآخر تتوافد مجموعات من مدخلي الشارع تنادي بنفس الشعارات.. ومرددة: « نعم سنموت.. ولكننا سنقتلع القمع من أرضنا ». « احتلال ».. وحواجز وانطلاقا من هذا التوافد للمتظاهرين، يبدو ان المصالح الأمنية شعرت بان المظاهرة قد تتضخم كثيرا، فانطلقت ـ بعض سيارات الشرطة من جانب الوزارة حيث كانت راسية لتحاصر المتظاهرين، ولكن عددا من الشباب استلقوا متلحفين بعلم الخضراء، أمام السيارات الأمنية حتى يحولوا دونها والهدف المقصود.. عندها تدخل احد الضباط الأمنيين الكبار عبر مضخم صوت، لتهدئة الوضع طالبا من المتظاهرين وأعوان الأمن جعل « الحياة طبيعية في الشارع » فقوبل بكلمة « ديقاج ». وحوالي الساعة منتصف النهار والنصف تقريبا، جاءت التعليمات، و »لعلعت » القنابل المسيلة للدموع، فتفرق المتظاهرون في اتجاه الأنهج والشوارع المتفرعة عن الشارع الرئيسي.. واحتل أعوان الأمن وسياراتهم مكان المظاهرة.. وأغلقت المحلات التجارية والمقاهي كما تم وضع حواجز على مستوى مدخلي الشارع للحد من مرور المارة، وقطع حركة مرور
السيارات.
عمار النميري  
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 08 ماي 2010)
 

بإسم الله الرحمان الرحيم تونس في :06/10/2008

الموضوع : طلب حل جهاز الإتحاد الديمقراطي الوحدوي


العارض : شكيب بن خليفة عافي ،تونسي الجنسية ، من مواليد الكاف في غرة أكتوبر 1978 ،قاطن بنهج 9651 حي إبن خلدون تونس ،صاحب بطاقة تعريف وطنية عدد 08125071 مسلمة بتونس في 14 جانفي 2000 ،متحصل على الأستاذية في الحقوق من كلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس وحاليا معطل عن العمل. جناب السيد :وزير الداخلية والتنمية المحلية ،الكائن مقره بشارع الحبيب بورقيبة، تونس العاصمة. تحية وطنية عربية وبعد، فإنّي يا سيادة الوزير،المواطن العربي شكيب بن خليفة عافي أحمل جنسية الدولة التونسية وأخضع لقوانينها ،لي ما لبقية المواطنين وعليّ ما عليهم(الفصل السادس من الدستور التونسي : » كل المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات وهم سواء أمام القانون).
ولا أخفي عليكم سيادة الوزير أنّي ناصري الإنتماء حتى النخاع ،أؤمن بالناصرية فكرا ومنهجا وأسلوبا وكمشروع نهضوي عربي يسعى إلى بناء دولة الحرية والإشتراكية والوحدة عن طريق الحركة العربية الواحدة وأناضل في سبيل ذلك حسبما أقدر وبإمكانياتي المتواضعة وبالطرق السلمية الديمقراطية الحضارية طبق ما يكفله لي القانون التونسي (الدستور ،قانون الأحزاب ،قانون الصحافة ،قانون الجمعيات…)،وأنبذ العنف والتطرف والتعصب والغلو ،فنحن أمة وسط ونحن أمة عربية جزّئها الإستعمار وأبّد واقع التجزئة فيها بخلقه وتأسيسه أنظمة قطرية ،سماها دولا عربية وأنشأ لها جامعة الدول العربية وتونس للأسف الشديد عضو بها – لا حظوا سيادة الوزير التسمية ،جامعة الدول العربية وليست جامعة الوحدة العربية!! ــ ثم حماها ودعمها إقتصاديا وسياسيا وإعلاميا وعسكريا تنفيذا وتتمة للمشروع الإستعماري مشروع سايكس- بيكو ،وبقينا على هذه الحالة حتى يوم الناس هذا:الأمة الوحيدة في العالم التي مازالت تعاني من جريمة التجزئة في وقت توحدت فيه جميع الأمم الأخرى وعانقت عنان السماء في جميع الميادين لنتجرع وحدنا كشعب عربي مرارة التخلف والإستغلال والإستبداد .
تعلمون يا سيادة الوزير أمام هذا الوضع المأساوي أن حاضر تونس ومستقبلها- التي نعتز بالإنتماء إليها- وهي جزء من أمتنا العربية المجيدة لن يكون إلا في إطار دولة الوحدة ،وهذا الكلام ليس من عندي بل أثبته علماء الإقتصاد والسياسة والإجتماع وتقارير المنظمات الدولية المختصة وأخرها تقرير التنمية البشرية لسنة 2007 وإعذرني يا سيادة الوزير ،فهذا ليس موضوعنا بل أردته أن يكون مدخلا لموضوع طلبي في ضرورة تنفيذ قوانين البلاد على جميع المواطنين وإظهار أن وزارتكم ،وحكومتكم ودولتكم القطرية عاجزين عن حل أي مشكل يعترض المواطن العربي البسيط في تونس وهذا ليس عيبا في أعضاءها لا سمح الله بل العيب في « قطريتها » وقيامها على أساس جريمة التجزئة ،وأمام هذا العجز عن حل المشكل كان ضروريا ولا بد من حل بعض الأجهزة التي أسستموها وثبت فشلها وفي مقدمتها جهاز الإتحاد الديمقراطي الوحدوي.
سيادة الوزير،
بعد 07 نوفمبر 1987 وفي إطار إعادة تنظيم الحياة السياسية بالقطر صدر القانون الأساسي عدد32 لسنة 1988 المؤرخ في 03 ماي 1988 المتعلق بتنظيم الأحزاب السياسية ومنح لكم يا سيادة الوزير في فصله الثامن (فقرة أولى ) سلطة إسناد ترخيص تكوين الأحزاب السياسية وينشر الترخيص الذي تمنحوه بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية . وتطبيقا للفصل 8 فقرة أولى من قانون 03 ماي 1988 أسستم يا سيادة الوزير جهازا أطلقتم عليه « حزب » الإتحاد الديمقراطي الوحدوي ومنحتم له الترخيص القانوني المؤرخ في 23 نوفمبر 1988 وعينتم السيد عبد الرحمان التليلي عضو اللجنة المركزية للحزب الحاكم أنذاك أمينا عاما على الجهاز المذكور وإخترتم لعضوية أول مكتب سياسي له خمسة عشر مواطنا تونسيا تتوفر فيهم جميع الصفات إلا صفة وحيدة كونهم قوميين. لقد كان تكليفكم لهؤلاء الأشخاص بتأسيس جهاز الإتحاد الديمقراطي الوحدوي ورفعه لشعارات قومية ضربة موجعة للمشروع القومي – ولم تكن قاضية عليه – وجرحا لدى القوميين بمختلف فصائلهم والناصريين خصوصا صعب الإندمال ،فلا تتصور معنى سطو السلطة على المشروع القومي وتأسيسها جهاز يدعي زورا وبهتانا أنه وحدوي …وإسمح لي يا سيادة الوزير أن أتحدث إليك بأكثر صراحة وأقول لك أن ما وقع في حق القوميين يوم 23 نوفمبر 1988 وتأسيس جهاز الإتحاد الديمقراطي الوحدوي كان ولا ريب جريمة التي تقوم بمجرد توفر قاعدة : » فعل ما وجب تركه وترك ما وجب فعله » وهي جريمة مكتملة الأركان القانونية : الركن الشرعي: قانون الأحزاب الصادر في 03 ماي 1988 الركن المادي : فعل التأسيس(إعداد القانون الأساسي،كراء محل …) الركن المعنوي :القصد الجنائي وإرادة التأسيس التي تستشف من خلال تقديم السيد عبد الرحمان التليلي لمطلب التأشيرة لوزارتكم. أداة الجريمة :وثائق التأسيس( القانون الأساسي، النظام الداخلي، عقد كراء محل…) المتهمين : الفاعل الأصلي ( السلطة) والشريك (أعضاء المكتب السياسي الخمسة عشر). وهي جريمة نكراء لأنكم قمتم فعل (التأسيس) ما وجب تركه ،وتركتم ما وجب فعله ،وهي جريمة لا تسقط بالتقادم فماذا يعني السطو على نضال القوميين في تونس منذ الخمسينات من القرن الماضي إلى اليوم ،وماذا يعني أن تذهب دماء الشهداء القوميين هباءا منثورا كأنها ماء ويقع شطب كل ذلك بجرة قلم ؟وماذا يعني إنتقال المناضلين القوميين إلى الرفيق الأعلى دون أن يرد لهم الإعتبار ويكون هم المؤسسين الفعليين والباعثين الحقيقيين لحزبهم الحاضن لمشروعهم القومي الذي ناضلوا وضحوا من أجله كثيرا وسفكت دماء وزهقت أرواح في سبيله ؟ ،هل عز الرجال لهذه الدرجة؟ألا يعني كل ذلك يا سيادة الوزير جريمة في حقهم جميعا؟! إنّها جريمة حقا يا سيادة الوزير …وضد الإنسانية واقعا ،ولا يمكن تبريرها بالمعادلات القطرية والإقليمية والدولية التي كانت سائدة أنذاك وإباحة قيامكم بتلك الفعلة ،فالباعث على الجريمة ليس شرطا من شروط الإباحة بل لا يمكن إعتباره إلا ظرفا من ظروف التخفيف ،شريطة أن يكون هذا الباعث حسنا وشريفا ،ولا أحسبه يا سيادة الوزير كذلك!لسببين :أولهما ،أن من كلفتهم بتأسيس جهاز الإتحاد الديمقراطي الوحدوي ،كنتم تعرفونهم جيدا وأن أول هذه المعرفة أن لا علاقة لهم بالفكر والنضال القومي لا من بعيد ولا من قريب ،وثاني السببين أن فترة تأسيس الجهاز(نهاية الثمانينات من القرن الماضي) إتسمت بإعادة نظام 07 نوفمبر الجديد المستلم حديثا للسلطة ترتيب بيته الداخلي،وفي إطار تصفية الحزب الحاكم لخصومه السياسيين بإعتماد سياسة العصا والجزرة ،الترغيب والترهيب ،الأصل والصورة وأسلوب الإحتواء ،فكان نصيب حركة النهضة الإسلامية وحزب العمال الشيوعي في بداية التسعينات من القرن الماضي مواجهتهم بسياسة الترهيب والحديد والنار ووقع الذّي نعرفه وتعرفونه أكثر منيّ ، أما القوميين فكان نصيبهم قبل ذلك بسنتين أو أكثر سياسة « الأصل والصورة » وتأسيس جهاز لهم بغاية إحتواهم وتدجينهم ومن قاوم منهم هذه السياسة كانت السجون والمعتقلات مشرعة الأبواب أمامهم وقطع الأرزاق والبطالة ولنا الأسماء كاملة ….فكانوا القوميين الوحيدين من بين الأطراف السياسية الأخرى التي جوبهت بإعتماد الأسلوببين معا،إحتواء وترهيب،عصا وجزرة…
سيادة الوزير،
بإسم القانون الذي أسستم بمقتضاها جهاز الإتحاد الديمقراطي الوحدوي ،فإني يا سيادة الوزير وبالإستناد إلى نفس القانون أطلب من جنابكم حل جهاز الإتحاد الديمقراطي الوحدوي وإلحاق أفراده بالتجمع الدستوري الديمقراطي وقديما قال العرب عاد الدر لمعدنه …فليعد الدر لمعدنه ومارسوا صلاحياتكم التي منحها لكم القانون ،فقد نص الفصل 19 من القانون الأساسي عدد32 لسنة 1988 المؤرخ في 03 ماي 1988: » يمكن لوزير الداخلية أن يتقدم بطلب للمحكمة الإبتدائية بتونس قصد حل حزب سياسي في صورة خرق فادح لأحكام هذا القانون وخاصة في الحالات التالية : أ/ إذا نالت برامج هذا الحزب أو نشاطه من المبادئ المبينة بالفصلين 2 و3 من هذا القانون. ب/ إذا تبين أن أهدافه الحقيقية أو نشاطه أو تصرفاته مخالفة لنظامه الأساسي. ج/ إذا ثبت أنه تلقى بصفة مباشرة أو غير مباشرة إعانة مادية من أية جهة أجنبية. د/ إذا تبين أن نشاطه مؤسس على سبب غير مشروع ». ولنتفحص يا سيادة الوزير هذه الحالات التي عددها الفصل السابق ويكفي توفر واحد منها فقط حتى يكون طلبكم من المحكمة الإبتدائية بتونس حل جهاز الإتحاد الديمقراطي الوحدوي مؤسس واقعا وقانونا: بداية لقد منحكم الفصل 19 المذكور طلب حل أي حزب بدون حاجة لتوفر بقية الحالات الأربعة التي تم تعدادها وذلك في صورة خرق قانون الأحزاب وهذه متوفرة طبعا أصلا ومنذ بدايته خارقا لقانون الأحزاب وما بني على باطل فهو باطل وفساد النهاية من فساد البداية – تم التعرض للمسألة بأكثر دقة سابقا- أما الحالات الأربعة فهي على سبيل « زيادة الخير ما فيها ندامة  » كما يقول مثلنا الشعبي التونسي:
1/ إذا نالت برامج هذا الحزب أو نشاطه من المبادئ المبينة بالفصلين 2 و3 من هذا القانون:
وبالرجوع إلى الفصل 2 من نفس القانون نجده ينص على ضرورة دفاع الأحزاب على المبادئ التالية:(الهوية العربية الإسلامية ،حقوق الإنسان كما ضبطت بالدستور وبالإتفاقيات الدولية المصادق عليها من طرف الجمهورية التونسية…) فهل دافع جهازكم المذكور الإتحاد الديمقراطي الوحدوي عن الهوية العربية الإسلامية وحقوق الإنسان داخل تونس حتى يتجنب تطبيق الفصل 19 من قانون الأحزاب عليه؟ في تونس يا سيادة الوزير يتم يوميا الإعتداء على الهوية العربية الإسلامية عبر عديد الأمثلة من ذلك تحقير اللغة العربية ووضعها في مرتبة ثانية بعد لغة المستعمر الفرنسي ويتم هذا بتشجيع من حكومتكم الموقرة فتمنح التراخيص للإذاعات والصحف الناطقة بلهجات محلية ممزوجة بمفردات فرنسية (إذاعة موزاييك مثلا) ومن جهة أخرى يتم إعداد برامج تعليمية خالية من كل ما يمت للهوية العربية الإسلامية في ضرب واضح لعروبة تونس وإسلامها ،إضافة إلى مسار التطبيع غير الرسمي الذي إنخرطت فيه السلطة منذ دعوتها لمجرم الحرب شارون لزيارة تونس سنة 2005 وصولا إلى دعوة وفد صهيوني لحضور مؤتمر الإتحاد الدولي للجغرافيين بتونس منتصف الصائفة الماضية !! ألا يشكل التطبيع مسخ لهويتنا العربية الإسلامية ،وماذا عن مطاردتكم يا سيادة الوزير للمحجبات في الشوارع والأنهج والإدارات والكليات ومنعهن من إرتداء الحجاب مما جعلنا معرة أمام أشقاؤنا العرب المسلمين ومازالت الحملة متواصلة لليوم …أليس الحجاب جزء من هويتنا العربية الإسلامية !!فأين هي مواقف جهازكم الإتحاد الديمقراطي الوحدوي من هذا كله، فلا بيان إحتجاج ولا شجب ولا تنديد ولا إستنكار وصمت مريب عن كل هذه الخروقات للهوية العربية الإسلامية ولم تكلفوا حتى أعضاء الجهاز بالبرلمان توجيه بعض الإستفسارات لأعضاء الحكومة حول هذه الخروقات من باب المسرح السياسي على الأقل وذر الرماد على العيون.
أما عن الديمقراطية وحقوق الإنسان التي من المفروض أن جهازكم الإتحاد الديمقراطي الوحدوي يدافع عنها طبق الفصل 2 من قانون الأحزاب فحدث ولا حرج وقد أثبتت جميع المنظمات الحقوقية داخل القطر وخارجه بأن وضع الحريات وحقوق الإنسان في تونس سئ جدا وقد جابهه أعضاء جهازكم بسياسة النعامة وسياسة التطبيل والتزمير فلا تسمع لهم صوتا أمام الخروقات التي يتعرض لها شعبنا بالقطر يوميا وهم غير موجودين أصلا في المعارك الديمقراطية التي شهدها القطر منذ بعث جهازكم ،فأين هم من الدفاع عن المساجين السياسيين وضرورة سن قانون العفو التشريعي العام ؟وأين هم من معركة حرية الرأي والتعبير والصحافة والنشر؟ وأين هم من معركة أهالي الحوض المنجمي المطاردين والمحاصرين والموقوفين ؟وأين هم من المحاكمات الجائرة التي تجري هذه الأيام لأبناء الحوض المنجمي وهي لعمري محاكمات جائرة تنتفي فيها جميع مقومات المحاكمة العادلة وخارقة لحقوق الإنسان وحرياته كما أفاد لسان الدفاع والمنظمات الحقوقية؟؟؟ألا يشكل يا سيادة كل هذا هروبا من معركة حقوق الإنسان التي ألزمهم القانون بالدفاع عنها ؟أم أن تحكمكم المفرط في جهازكم حال دون تطبيق القانون وهذا طبيعي جدا وغير مستغرب فالفرع يتبع الأصل والتابع يتبع المتبوع ،فهل رأيتم جهازا يرفض تنفيذ أوامر مرؤوسيه!!… أبدا لن تجدوا ذلك يا سيادة الوزير إلى أن يرث الله الأرض وما عليها وهو خير الوارثين ،فلماذا لم يحضر أمين عام جهازكم الإتحاد الديمقراطي الوحدوي – وهو محامي – للدفاع عن أهالي الحوض المنجمي كبقية زملائه المتطوعين ؟وعوض أن يقوم بدوره هو والجهاز الذي أسندتم له أمانته العامة ويدافع عن حقوق الإنسان تنفيذا لقانون الأحزاب نجده فالحا في ديباجة بيانات وخطب وبرقيات التأييد والولاء للسلطة القائمة وحزبها الحاكم – الذي من المفروض أنه معارضا لها وبديلا عنها أخرها كلمته في إفتتاح مؤتمر الحزب الحاكم في الصائفة الفارطة التي أثارت سخرية وتندر الجميع بما فيهم أعضاء الحزب الحاكم …فقد قال حرفيا !!: » « ….إن مؤتمركم هذا أراده سيادة الرئيس أن ينعقد تحت شعار (التحدي) وهو الرجل الذي عودنا دائما برفع التحديات وبالنجاحات وأهمها تحدي إنقاذ الدولة والمؤسسات وتحدي إستقلال القرار الوطني وتحدي مصالحة تونس مع هويتها العربية الإسلامية وتحدي الإستقرار الإجتماعي والسياسي وتحدي التقدم بثبات وبحكمة القائد الرمز المنتصر دوما لوطنه المنحاز لشعبه والحاضن لقضايا أمته العربية وأهمها قضيتها المركزية فلسطين في زمن يعز فيه الحاضن والنصير … »، وهذا غير مستغرب لأنه جهاز تابع لكم ولحكومتكم وليس حزبا مستقلا عنكم منحاز لقوى شعبنا.
2/ إذا تبين أن أهدافه الحقيقية أو نشاطه أو تصرفاته مخالفة لنظامه الأساسي:
سيادة الوزير ،
لقد عدد الفصل 4 من النظام الأساسي لجهازكم الإتحاد الديمقراطي الوحدوي الأهداف التي يناضل من أجل تحقيقها وفي صورة حياده عنها أو كانت مخالفة لنظامه الأساسي فلكم وحدكم سلطة توقيع الجزاء وطلب حل الجهاز وهي لعمري أهداف ثورية تقدمية تغري كل مناضل قومي داخل القطر وهذا من صميم مشروع الإحتواء عبر التأسيس وهي أهداف لا تتناقض مع قانون الأحزاب خاصة في فصله الأول الذّي حجر صراحة وبصفة قطعية الإرتباط بين المواطنين داخل الحزب بغاية الكسب.
إلا ان يا سيادة الوزير ما وقع هو العكس تماما :
أولا/ إذ تحول الجهاز – بحكم طبيعته – في عهد الأمين العام السابق عبد الرحمان التليلي إلى شركة تجارية من ضمن شركاته السرية والعلنية العديدة – والتي كانت سببا لمحاكمته وإدانته بالفساد والزج به في السجن-لا هدف من ورائها سوى تحقيق الكسب المادي السريع وتوزيع بعض الأرباح على بعض المنخرطين بالجهاز لضمان صمتهم وزحفهم وتواطئهم وخارج الحزب لكسب رضاء ولي الأمر،وقام بتنفيذ التعليمات التي صدرت له في إنتخابات رئاسية 1994 ليكون مرشحا « ديكوريا » وبعد التصويت سألته الصحافة :فأجاب لقد أعطيت صوتي لمرشح الحزب الحاكم ،للرئيس بن علي !!ألم تنتهي سياسة الكسب المادي المخالفة لقانون الأحزاب هذه بالأمين عام للجهاز المروع الذي لا روعة فيه – على حد وصف أستاذنا الدكتور عصمت سيف الدولة لجهاز أمن الدولة المصري- به إلى المحاكمة والإدانة ثم السجن من أجل الفساد المالي والكسب غير المشروع والإستيلاء على أموال عمومية ،ألم يشكل ذلك يا سيادة الوزير سببا يستوجب تدخلكم السريع محافظة على النظام القانوني والسياسي والإقتصادي؟.
ثانيا/ أكيد يا سيادة الوزير أنتم على دراية كاملة بما يجري داخل جهاز الإتحاد الديمقراطي الوحدوي إستعدادا للإستحقاقات المقبلة وخاصة الإنتخابات التشريعية 2009 وأنتم تملكون كل خيوط اللعبة – وهي خاصية « الأحزاب « الموالية لكم ولقد أعترف بها مؤخرا المنسق العام الجديد لحدش – ،فلقد تحول الجهاز إلى حلبة داخلية للتطاحن والتقاتل من أجل الظفر بمقعد بمجلس النواب ومقعد سفير تونس بالسودان بعد شغور المنصب وبعد حسم عضوية مجلس المستشارين لفائدة أحد أعضاء الجهاز المخلصين لكم ضمن قائمة الشخصيات الوطنية ،فالكل يحارب الكل داخل الجهاز ،لا تعرف من مع من ؟ومن ضد من ؟؟؟الكل يعد السكاكين ليجهض بها على الآخر وهي لعلمكم يا سيادة الوزير فذلك حالة طبيعية في الأجهزة الإدارية البيروقراطية ومن ضمنها جهاز الإتحاد الديمقراطي الوحدوي كما قرأنا ذلك في مادة القانون الإداري والوظيفة العمومية بمدراج كلية الحقوق ،فماذا تسمّوا هذا يا سيادة الوزير :جري وراء الكسب ؟أم تحقيق لمبادئ وأهداف سياسية ؟ كما ألزمهم به القانون، وشتّان يا سيادة الوزير بين النظري والتطبيقي !.لأن القانون والنظام الداخلي يتحدثان عن أن الحزب يسعى إلى تحقيق أهداف ومبادئ بعيدة عن الكسب والجري وراء المناصب التي تدر عليهم إمتيازات ومنح وسفريات وحصانات مقابل أداء فروض الطاعة والولاء وهي مهام بسيطة بالنسبة لهم.
3/ إذا ثبت أنه تلقى بصفة مباشرة أو غير مباشرة إعانة مادية من أية جهة أجنبية:
في هذه النقطة لا يمكن الجزم بأي شيء بإعتبار وأنكم أدرى بالشؤون المالية لجهازكم ،والأموال الطائلة التي تضخونها في شرايين الجهاز والمليارت التي إستولى عليها عبد الرحمان التليلي والثابتة حكما قضائيا تجعل من الصعب تلقي الجهاز إعانات من أي جهة أجنبية مباشرة أو غير مباشرة إلا ما سمح به بموافقتكم طبعا!! بدون أن نأخذ بعين الإعتبارالشبهات التي حامت حول علاقة عبد الرحمان التليلي بشركات الزيوت الصهيونية لما كان يشغل رئيس مدير عام ديوان الزيت بتونس.
4/ إذا تبين أن نشاطه مؤسس على سبب غير مشروع »:
سيادة الوزير ،
لقد أسستم جهاز الإتحاد الديمقراطي الوحدوي على سبب غير مشروع وهو ضرب المشروع القومي عبر إحتواء القوميين داخله وتدجينهم كما سبق بيانه واقعا وقانونا ،ولا أدل من ذلك أن الفصل 4 من القانون الأساسي لجهازكم نص في فقرته الرابعة على أن : » « الحزب » يضم مختلف الحساسيات الفكرية من فكر بعثي وناصري وقومي ماركسي وقومي تقدمي وقومي مستقل ».وأسألكم بالله ياسيادة الوزير :هل الأفراد الماسكين حاليا بجهازكم بعثيين أم ناصريين أم قوميين ماركسيين أم قوميين تقدميين أم قوميين مستقلين؟؟؟ الإجابة الصحيحة أنتم أدرى بها…!!وهل الكسب المادي والمناصب التي تحصل عليها أعضاء الجهاز منة من السلطة وتوزيعا للفتات بين الموالين سبب مشروع أم غير مشروع؟؟
وفي بداية التسعينات من القرن الماضي دخلت السلطة التونسية في صراع مع الإسلاميين مستغلة جميع الأجهزة التابعة لها،ووظفت الجهاز الأمني والقضائي للقضاء عليهم ،ووظفت جهاز الإتحاد الديمقراطي الوحدوي لإضفاء الشرعية والمشروعية السياسية على سياستها الأمنية والقضائية عبر بيانات الولاء والتأييد والتصريحات التلفزية التي كان يدلي بها أمين عام الجهاز أنذاك عبد الرحمان التليلي ،ألا يشكل كل ذلك سبب غير مشروع ؟؟فهل نشاط الإتحاد الديمقراطي الوحدوي مؤسس على الإنتصار للسلطة في معركتها مع خصومها السياسيين ؟ فمن المفروض أن يكون حزبا معارضا للسلطة كما يقتضي العمل الحزبي المعارض ذلك والمتعارف عليه دستوريا وفقهيا على المستوى العالمي ،ولا يمكنه أن ينتصب معارضا للمعارضة وهي سياسة مازال جهازكم يتبعها بفضل تعليماتكم الرشيدة والحكيمة،وهذه المهام – معارضة المعارضة- هي من إختصاص الأجهزة الحكومية فقط !!أما الوحدويين حقا فهم يعارضون بالطرق السلمية الحضارية نظام تجزئة الوطن العربي والدولة القطرية العربية مجسدة لجريمة التجزئة المشؤومة ،فهل القومية يا سيادة الوزير الإنتصار الدائم للدولة القطرية وتبرير فشلها واستبدادها وتخلفها؟ ختاما سيادة الوزير،
إن الإتحاد الديمقراطي الوحدوي ليس بحزب سياسي بل جهاز حكومي من أجهزتكم المتعددة والمتنوعة ولذا تم رفضه داخليا وخارجيا من الجميع وعدم الإعتراف به من القوى الناصرية في الوطن العربي إذ تم رفض تمثل جهازكم المذكور بالمؤتمر الناصري العام الذي يضم مختلف القوى الناصرية بالوطن العربي من أحزاب وتنظيمات ومنظمات ومؤسسات وشخصيات ناصرية بالرغم من محاولاته المتكررة لانه جهاز يمثل حكومتكم وليس حزبا ولنفس الأسباب تم طرد ممثل الجهاز المذكور من القواعد الناصرية بالقطر المصري أثناء محاولته إلقاء كلمة بالمؤتمر السنوي العام للحزب العربي الديمقراطي الناصري المنعقد بالقاهرة في ديسمبر 2006 وإنزاله من المنصة متهمين إياه أنّه يمثل جهازا تابعا للحكومة التونسية ولا يمثل حزبا يحمل المشروع القومي الناصري!
قد يكون سيدي الوزير قرار طلب حل جهاز الإتحاد الديمقراطي الوحدوي الذي أسستموه ضربا للمشروع القومي ،قرارا صعبا وقد يبدو لكم غير منطقي إلا أنه سيكون مطابقا للقانون ،والقانون يعلو ولا يعلى عليه والرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل وهو لا شك قرار ناجع على ضوء فشل الجهاز الفشل الذريع في ضرب المشروع القومي وإحتواء القوميين داخله ،لأنه ببساطة لا يوجد به أي قومي واحد ،فماهي الفائدة المرجوة منه إذن وقد أثقل كاهل ميزانية الدولة ؟وهل تستطيع الدولة تعيين جميع أعضاءه نوابا ومستشارين وسفراء ؟؟ وأنتم تعلمون يا سيادة الوزير أن حل الجهاز الفاشل هو الحل ،وأنتم تعلمون كذلك أن جل القوميين موجودين خارج جهازكم ولم تتركوا لهم بوصفهم أصحاب الحق الشرعيين والتاريخيين إمكانية العمل السياسي في ظل وجود الفصل السادس من قانون الأحزاب الذّي نص : » لا يتكون حزب سياسي إلا إذا كان في مبادئه وإختياراته وبرامج عمله ما يختلف عن مبادئ وإختيارات وبرامج عمل أي حزب من الأحزاب المعترف بها قانونيا ».وبعد الحل أتركوا يا سيادة الوزير لأعضاء جهازكم الإختيار بين ممارسة العمل التجاري وبين ممارسة العمل السياسي وفي هذه الحالة لن يجدوا خير من الحزب الحاكم التجمع الدستوري الديمقراطي فهما وجهان لعملة واحدة…!!
والسلام تقبلوا مني في الختام أسمى عبارات الود والإحترام الإمضاء شكيب بن خليفة عافي * ملاحظة :تم إرسال هذه الرسالة لوزارة الداخلية والتنمية المحلية عبر البريد بعد رفض قبولها من مكتب ضبط الوزارة.

حزب العمال يطالب بحل حكومة السبسي الملتفة على الثورة وتشكيل حكومة وحدة وطنية : بيان  

شهدت مدينة تونس العاصمة اليوم الجمعة 6 ماي 2011 منذ الصباح، ككثير من المدن التونسية الأخرى مسيرة حاشدة عبّر من خلالها المتظاهرون عمّا تملكهم من غضب حيال ما تقوم به حكومة الباجي قائد السبسي من مناورات وأعمال للالتفاف على الثورة وللحفاظ على النظام الاستبدادي القديم رغم ما تكبّده الشعب التونسي من تضحيات وما قدّمه من شهداء للقطع مع هذا النظام وإجراء تغيير ديمقراطي حقيقي. وقد رفع المتظاهرون شعارات تصبّ كلها في المطالبة بحل الحكومة وبتشكيل حكومة وحدة وطنية حقيقية منادين بثورة جديدة فواجهتهم قوات النظام العام وفرق البوليس السياسي الملثمة بالعصي والهراوات والغاز المسيل للدموع. وقد تدخلت هذه القوات بوحشية وهستيريا ضدّ المتظاهرين والمارة، فلم يسلم من الضرب والركل والسب حتى الأطفال والمسنين والصحافيين التونسيين والأجانب. كما عمدت فرق البوليس إلى اقتحام مقر جريدة « الصحافة » التابعة لدار « لابريس » الحكومية وإلى خلع باب الاتحاد العام التونسي للشغل بشارع قرطاج. وكان شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة مسرحا لهذه الأعمال الوحشية ولمواجهات امتدت حتى ساعة متأخرة من نهار اليوم لتشمل مناطق مجاورة من العاصمة التي باتت تحت الحصار البوليسي بالكامل فأغلقت المحال التجارية وتوقفت حرمة مرور وسائل النقل الخاصة والعمومية نتيجة أعمال العنف وحملات الإيقاف الواسعة في صفوف المتظاهرين والمارة. كل هذه الأعمال أعادت للأذهان ما كانت تقوم به قوات البوليس في عهد بن علي وأكدت مجددا أن البوليس السياسي وخلافا لما تدعيه حكومة السبسي لم يقع حله بل لازال يعمل بكل أجهزته وفرقه وبنفس الأساليب والعقلية القمعية المتوحشة، كما أكدت أن الشعب التونسي مازال محروما من حرية التعبير والتظاهر، وأقامت الدليل على أن حكومة السبسي الحالية ليست سوى امتدادا لنظام بن علي وأثبتت صحة ما سبق أن قلناه بأن لا شيء تغيّر وأن النظام القديم لا زال قائما بكل أجهزته وأدواته وأساليبه وأن الثورة لم تستكمل مهامها بل هي في خطر ما دام التجمع والبوليس السياسي مسيطران على أجهزة الحكم ومؤسسات الاقتصاد والمالية وعلى الإدارة والإعلام وعلى مجمل مظاهر الحياة السياسية والعامة. إن حزب العمال الشيوعي التونسي: إذ يندّد بهذه الأعمال الوحشية فإنه يحمّل مسؤوليتها للحكومة ولوزير الداخلية المعروف بارتباطه بنظام بن علي. يطالب بفتح تحقيق مستقل للكشف عن المسؤولين عن هذه الأعمال أمرا وتنفيذا وبتتبعهم عدليا وبعزل وزير الداخلية فورا ودون انتظار. يدعو مجددا إلى حل حكومة السبسي الفاشلة والملتفة على الثورة وتشكيل حكومة وحدة وطنية حقيقية قادرة على إدارة وقيادة المرحلة الانتقالية وتحقيق أهداف الثورة. يجدد تمسكه بحق الشعب في التعبير والتظاهر الحر وبكل مكاسب الثورة وأهدافها. يؤكد لكل ضحايا القمع (مواطنين وصحافيين…) مساندته وتضامنه واستعداده التام لمواصلة النضال معهم ومع كافة أبناء الشعب من أجل استكمال مهام ثورة 14 جانفي المجيدة. عاشت ثورة الكرامة والحرية تسقط حكومة السبسي من أجل حكومة وحدة وطنية حقيقية من أجل فتح تحقيق ضد المسؤولين على أعمال القمع الهمجية أمرا وتنفيذا
حزب العمال الشيوعي التونسي تونس في 6 ماي 2011
 
(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 7 ماي 2011
 

حول الحملة التي تستهدف حزب العمال : بيان إلى الرأي العام

 


يتعرّض حزب العمال الشيوعي التونسي منذ مدة لحملة تشويه منظمة وممنهجة، تارة تشمله وحده، وتارة أخرى تجمعه بالاتحاد العام التونسي للشغل أو هذه الحركة السياسية أو تلك .
ومن بين المزاعم التي تقوم عليها هذه الحملة هو أن حزب العمال يقف وراء أعمال العنف والتخريب التي تشهدها، من وقت إلى آخر، العاصمة ومناطق أخرى من البلاد.
وقد وصل الأمر بمروّجي هذه الأكاذيب إلى الزعم بأن حزب العمال هو الذي ساعد على فرار المئات من المساجين من سجون القصرين وقفصة وأنه هو الذي أجر عناصر للقيام بما حصل من أعمال تخريب في سليانة يوم 26 أفريل الماضي وفي تونس خلال الأيام الأخيرة، الخ.
وهم يدّعون أن هدف حزب العمال من ذلك هو تارة « بث الفوضى » وتارة أخرى « تعطيل المسار الديمقراطي » وطورا ثالثا « فرض تأجيل الانتخابات » المقرّرة ليوم 24 جويلية القادم، الخ.
إن حزب العمال يهمّه أن يوضح للرأي العام ما يلي:
إن الأطراف التي تقف وراء هذه الحملة والتي تتحمّل مسؤولية ما ذكرنا من أعمال تخريب، ليست خافية لا عن حزب العمال ولا عن كل المتتبّعين للشأن السياسي، وهي أطراف معادية للثورة فيها « تجمعيون » وبوليس سياسي وغلاة رأسماليين ممّن أثروا ثراء فاحشا في عهد بن علي وعصابات إجرامية مرتبطة بنظامه.
إن هذه الأطراف إذ تحاول تشويه صورة حزب العمال لدى الرأي العام أو تجريمه واتهامه باتّباع أساليب لا علاقة لها بفكره وبرؤيته السياسية وممارساته، فلأنه ظل واقفا، في كل الظروف، إلى جانب الشعب، مدافعا عن ثورته وحقوقه وطموحاته، مطالبا بمحاسبة الذين أجرموا في حقه.
كما أن هذه الأطراف تريد بأعمالها الإجرامية تشويه نضالات الشعب التونسي ومحاولة العودة به إلى الوراء وإيجاد مبررات لقمعه على غرار ما وقع يومي الجمعة والسبت الماضيين بتونس العاصمة من تنكيل بالمتظاهرين سلميا وبالإعلاميين.
إن حزب العمال يحمّل الحكومة المؤقتة وبالخصوص وزير الداخلية مسؤولية هذه الحملة على حزب العمال وما تتضمّنه من تحريض ضد مناضلاته ومناضليه وبالخصوص ضد الناطق الرسمي باسمه، الرفيق حمه الهمامي.
وهو يطالب بفتح تحقيق مستقل عن كل ما حصل من اعتداءات وأعمال تخريب منذ قيام حكومة السبسي وتحديد المسؤوليات ومحاسبة المتورطين فيها أمرا وتنفيذا مهما كانت مراكزهم.
كما أنه يؤكد أن الحملات المغرضة والاتهامات الخسيسة لن تثنيه عن مواصلة النضال بكل ثبات إلى جانب الشعب التونسي إلى أن تحقق الثورة أهدافها ويقع التخلص نهائيا من الاستبداد.
وهو يدعو أيضا الشعب التونسي وخاصة الشباب إلى ملازمة اليقظة حيال المؤامرات التي تحاك ضد ثورته و ضد حريته التي دفع ثمنها غاليا وإلى عدم التنازل عنها ومحاصرة أعداء الثورة وعزلهم وكشف ما يرتكبونه من أعمال تخريب وعدم السقوط في استفزازاتهم أو الإنجرار وراءهم.
تونس في 8 ماي 2011 حزب العمال الشيوعي التونسي
 


تونس في 07/05/2011

بيان : لا للديكتاتورية .. لا للانتهازية

 


إثر الأحداث الأخيرة التي جدت بمدن متفرقة ببلادنا و التي تمثلت في تجمعات و مظاهرات انطلقت بشكل سلمي و جوبهت بتدخل عنيف و مستفز من قبل فرق أمنية بالزي المدني و الرسمي استعملت فيه الغازات المسيلة للدموع و الهراوات و الاعتقالات و الملاحقات للمواطنين و ترويع أمنهم داخل المناطق السكنية و الأنهج الداخلية للعاصمة ، نتوجه نحن الشباب الاشتراكي اليساري إلى عموم الشعب التونسي و كل القوى المدنية و الديمقراطية و الحكومة المؤقتة بالبيان التالي : 1- نستنكر بشدة القمع الذي جوبهت به جماهير شعبنا التي مارست حقها الشرعي في التعبير عن غضبها إزاء ما تمر به البلاد و نطالب بفتح تحقيق رسمي و جدي حول تجاوزات جهاز الأمن و محاسبة المسؤولين عنها . 2- إطلاق سراح جميع الموقوفين و التقدم لهم باعتذار رسمي من قبل الحكومة المؤقتة . 3- إن حرية التعبير و حق التظاهر و حرية الصحافة …الخ هي حقوق مشروعة لا جدال فيها و لا يمكن بأي حال من الأحوال تجزئتها أو الانتقاص منها ، و لكن الحقوق تقترن مباشرة بالمسؤولية الفردية و الجماعية ، و هذا مايدفعنا إلى التمسك بتقصي ما صدر عن وزير الداخلية الأسبق من تهم خطيرة تمس بالمؤسسة العسكرية و تهدد السلم الاجتماعي و الأمن العام . 4- ندعو القوى الوطنية الديمقراطية إلى الخروج من حالة التتبع السلبي للأحداث و توحيد صفوفها في جبهة ديمقراطية تعمل من أجل إنارة الرأي العام حول حقيقة ما يحدث و ترشيد احتجاجات الشارع و الاحاطة بها و حمايتها من كل أشكال التوظيف و الاختراق ،نحن نرفض اقامة أي علاقات مشوبهة مع الدوائر الرسمية الاجنبية بما في ذلك التمويلات ، وندعوا كل القوى الوطنية الى ادانة كل من تورط في مثل تلك العلاقات التي تهدد السيادة الوطنية واستقلالية القرار السياسي. 5- نحذر شعبنا من مغبة الانزلاق خلف أجندات سياسية تعمل، بوعي منها أو دونه ،على ضرب مشروع الانتقال الديمقراطي السلمي ، وتسعى بكل الأشكال الى استفزاز مشاعر التونسيات والتونسيين وخاصة الشباب لتزج بهم في معركة « سسياسوية  » يُستغل فيها حسهم الوطني ، خدمة لأطراف لا هم لها الا الانفراد بالسلطة واعادة انتاج الديكتاتورية . ختاما ندعوا عموم جماهير شعبنا وقواه الديمقراطية والتقدمية الى التمسك بالمسار الديمقراطي ، باعتباره الضمانة الوحيدة للانتقال الى الجمهورية الديمقراطية ذات الطابع الاجتماعي التي تكفل استعادة سيادة الشعب عبر الاقتراع العام . الشباب الاشتراكي اليساري محمد نجيب وهيبي


سبر آراء لمؤسسة سيغما كونساي %33.9 ..

تصريحات الراجحي صادقة.. 33.1% ليست صادقة و32.9% لا يعرفون


%62.3 التصريحات ضد مصلحة البلاد .. و22 % في صالحها – %51.5 يعارضون تدخل الجيش في السياسة .. و48.5% يوافقون ـ كشف سبر الآراء الذي أجرته مؤسسة « سيغما كونساي » على اثر تصريحات فرحات الراجحي وزير الداخلية السابق التي نشرت على صفحات الشبكة الاجتماعية  » facebook  » أن 3 .93 % من المستجوبين اجمعوا على أن تصريحات الراجحي في حواره الصحفي صادقة… في حين يرى 13.3%من المستجوبين أن ما صرح به غير صادق و32.9 % من المستجوبين منهم من رفض إبداء موقفه أو لا علم لهم بالتصريحات. واستهدف استطلاع الرأي الذي اجري يومي 6 و 7 ماي الجاري عينة حددت بـ 504 شخص أعمارهم تراوحت بين 18 سنة وما فوق من كامل تراب الجمهورية ومن جميع الشرائح الاجتماعية. كما أظهرت الدراسة قياس تأثير تصريحات الراجحي من خلال توجيه أسئلة تراوحت بين ما مدى مصداقية ما صرح به وتأثيراتها على البلاد ؟ إلى أي مدى يتعيّن على المؤسسة العسكرية التدخل في السياسة؟ هل توجد أطراف تعمل في الخفاء على أن تكون البلاد تحت سيطرتها؟ هل هناك دول عربية تعرقل الانتقال الديمقراطي في تونس؟ هل سمعت بكمال اللطيف؟ وأي الشخصيات من بين هذه (كمال اللطيف، الباجي قائد السبسي، الراجحي ورشيد عمار) التي تثق بها؟ وفي إجابة عن سؤال: هل هذه التصريحات في صالح البلاد أم لا؟ اجمع 62.3% أنها ضد مصلحة البلاد، في حين يرى 22% أنها في صالح البلاد بينما أجاب15.7 % من المستجوبين بـ « لا نعرف ». وعارض 51.5% من المستجوبين مسالة تدخل الجيش في السياسة بين رافض بشدة (29.2%) ورافض (22.3%)، في حين وافق 48.5% من المستجوبين على تدخل الجيش في السياسة وتراوحت الإجابات بين موافق (31%) وموافق تماما (17.5%). كما تناولت الدراسة سؤالا: هل هناك أطراف في بعض المناطق أو جهات معينة في تونس تعمل في الخفاء لتترك البلاد تحت سيطرته؟ فقد اجمع 74% من المستجوبين على وجود من يعمل في الخفاء لإبقاء البلاد تحت سيطرتهم, في حين يرى 13.7% غير ذلك و12.3% من المستجوبين كانت إجاباتهم بـ « لا نعرف ». وأظهرت عملية سبر الآراء أن 40.8% من المستجوبين اجمعوا على أن هناك دولا عربية تعرقل الانتقال الديمقراطي في تونس, في حين عارض ذلك 36.5 % من المستجوبين وأجاب 22.7% من المستجوبين بعدم معرفتهم بذلك. وفي إجابة عن سؤال: هل سمعت بكمال اللطيف؟ أجاب 68.3% من المستجوبين ب »لا », في حين تبين أن 31.7% قد سمعوا باسم كمال اللطيف من قبل. وفي سؤال تعلق بمن هي الشخصية التي تثق فيها أكثر من الأخرى؟ كانت إجابة المستجوبين كالأتي: – الباجي قائد السبسي: 39.5% – فرحات الراجحي: 21.9% – رشيد عمار: 20.9% – كمال اللطيف: 0.8% – لا أثق في هؤلاء: 17% جهاد الكلبوسي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 08 ماي 2010)  

سهام بن سدرين في لقاء صحفي البوليس السياسي ما زال يحاصر


كما اتهمت في لقاء صحفي عقدته يوم أمس بمقر الإذاعة بحضور عمر المستيري مدير تحرير « كلمة » رئيس الهيئة المستقلة لإصلاح الإعلام بالمماطلة في ابداء الراي بخصوص ملف رخصة الحصول على رخصة البث لخضوعه لضغوطات رغم أن الأغلبية الساحقة من أعضاء الهيئة ساندوا مطلب « كلمة ». وعبرت بن سدرين عن استنكارها للاعتداءات على الصحفيين خلال اليومين الأخيرين التي طالت صحفية براديو « كلمة » تعرضت لاعتداء وحشي اثناء نقلها لمظاهرة يوم الجمعة المنقضي بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة. واتهمت بقايا الحزب الحاكم والبوليس لسياسي » بالوقوف وراء الأحداث وقالت « أياديهم مطلوقة يهددون الشعب التونسي ويساومونه إما أن يختار بين امنه او حريته ». واضافت « هناك استهداف خاص لمن يصور ومن يقوم بعمل اعلامي، اصبح التظاهر جريمة والقيام بعمل اعلامي جريمة، وهو سيناريو يتكرر بشكل منهجي: مظاهرة وتغطية ثم اعتداء ثم ظهور عناصر تخريبية والأمن لا يوقفهم بل يوقف من لديه كاميرا او جهاز تسجيل. » وعبرت بن سدرين لـ »الصباح » عن اعتقادها بأن لا وزير الداخلية ولا المسؤولون السامون او العاديون مورطون في الأحداث الأمنية واشارت إلى وجود ما اسمته ب »فريق من البوليس السياسي القديم » يعمل بانفراد داخل الجهاز الأمني، وهو ما يفسر الاضطراب بين القرار السياسي الصادر عن الداخلية وبين الممارسات الشبيهة بممارسات المخلوع وكأنها خارجة عن السيطرة. وطالبت الحكومة باستعادة السيطرة ومحاكمة الدوائر التي تمت ازاحتها عن الداخلية ومازالت تعمل ومن يسيطر على « الخزينة السوداء للداخلية » على حد قولها. استهداف « كلمة » واوضحت أن استهداف « كلمة » لم يكن صدفة فهي مؤسسة مستقلة لا تخدم أي طرف، بل تخدم تونس وتغطّي جميع تحرّكات المجتمع المدني والسّياسي، وفق تعبيرها. مشيرة إلى أنّ ما حصل في الآونة الأخيرة تزامن مع أشياء تبعث على القلق والحيرة، مثل تزامن هروب المساجين وصمت الحكومة التي لم تعط تفسيرا لذلك او إظهار حقيقة ما حدث. لكنّها نزّهت الحكومة الانتقالية على تكرّر ظواهر الانفلات الأمني والتخريب ودعتها إلى استعمال سلطتها لإيقاف ما اسمته بـ »الشبكات التي تقف وراء الثورة المضادة »، مفيدة أن تصاعد وتيرة الأحداث تزامن مع الجدل حول القانون الانتخابي الذي سيحرم التجمعيين من الترشّح للمجلس التاسيسي، حسب اعتقادها. وقالت « على الحكومة ان تقوم بالتحقيقات المناسبة من اجل فضح من يقف وراء الشغب والترويع والترهيب حتى لا يقوم الإعلام بدوره ». واتّهمت جيوب الرّدّة وأجهزة البوليس السياسي بالوقوف وراء تشويه « كلمة » عن طريق الادّعاء انها نشرت خبرا بوجود عملية انقلاب على السلطة في تونس وأن سهام بن سدرين تساند فرحات الراجحي، وكانت وراء الحوار الصحفي الذي فجر قنبلة مدوية. اشاعات وتضليل اعلامي ونفت بن سدرين بشدة ان تكون « كلمة » اوردت مثل هذا الخبر وقالت أنها اشاعة الغرض منها اقصاء الإذاعة الالكترونية من المشهد الإعلامي، وكشفت على أن « كلمة » طالبت الوزير الأول بحماية الأرشيف الوطني وتعيين قاض لمراقبته للكشف على كل المورّطين مع النظام السّابق وطالبت بعملية جرد حسابات وكالة الاتصال الخارجي حتى يعرف الراي العام متى تعمق الشبكة التي كانت طيلة 20 سنة وما تزال تستعمل نفوذها داخل وسائل الإعلام. وقالت  » لا يمكن ان يستمرّ هؤلاء في مهامهم خاصة انهم لم يقدّموا اعتذاراتهم وفسح المجال امام الإعلاميين الأحرار ». بل اتهمت من اسمتهم ب »النافذين اصحاب التضليل الإعلامي الذين « نجحوا في التأثير على الهيئة المستقلة لإصلاح الإعلام التي سعت إلى تبرير حصر المشهد الإعلامي وابقائه حكرا على وسائل الإعلام القديمة، وفشلت في انصاف « كلمة »، وخضعت لضغط اللوبيات وعوض الانكباب لتحرير الإعلام والتخلّص من الرّموز الساّبقة، وضعت العراقيل وتهربت من مهامها وانهمكت في تنظيم الندوات والتشريفات وكل ما من شانه صرف النظر عن اوكد المهام في تحرير الإعلام.. » وقالت »نحن على أبواب انتخابات ويعلم الجميع أنه لا امكانية في انتخابات حرة ووسائل الإعلام البديل مقصية من المشهد الإعلامي. » متهمة الهيئة بأنها تمارس « لعبة سياسية خارجة عن مهامها وعن وظيفتها وهي سجينة لوبيات تخدم ضدّ الثورة. مشيرة إلى أنّ كاتب الدّولة لتكنولوجيات الاتّصال أكّد لها حجز وكالة التردّدات لذبذبات في انتظار حصولها على رخصة بث. وأكّدت بن سدرين أن الهيئة تطلب شروطا استباقية دون وجود نصّ قانوني يسمح لها بذلك. وقالت « ان كان لدينا تمويل مشبوه كما يتّهموننا فهناك قوانين تنظم المسألة، مشيرة إلى أن صعوبة تسوية الوضعات المهنية للعاملين في راديو « كلمة » بسبب تأجيل الحصول على رخصة البث والانطلاق في العمل القانوني.. وهد دت باللجوء إلى استخدام علاقاتها الدّولية للضغط وكشف من يقف وراء اقصاء « كلمة » وقالت « سنضطر لتنفيذ حملة تشهير دولية يوم غرة جوان المقبل بالتعاون مع شبكة ايفاكس التي تضم جميع منظمات حريات التعبير في العالم اذا تواصل حرماننا من حقنا ». محاولات تشويه وعبّر عمر المستيري عن أسفه من تواصل الاعتداء المقصود على الصحفيين ومن يعمل مع راديو كلمة من بعض الأوساط المعادية لحرية التعبير، وقال « نأسف أن الإعلام التونسي لم يحتفل بخطوات ايجابية للقطع مع اعلام العهد السابق رغم تحقق بعض المكتسبات. » وأفاد أنه اضافة إلى الصد القوي المعترض على حصول راديو كلمة على الترخيص للبث تعرضت ايضا إلى محاولات تشويه وتضليل تتزامن مع الارتباك على الساحة الوطنية والأحداث الخطيرة التي حدثت خلال الأسبوع الماضي. وأكّد أن للهيئة تلجأ إلى اعذار واهية لتبرير موقفها لا تدخل ضمن صلاحياتها وهي تبريرات تارة قانونية، أو تقنية، وتارة أخرى مالية. مؤكّدا أن دوائر القرار ما تزال في يد جيوب الرّدة. قرصنة وكشفت بن سدرين أن عضوا في الحكومة أكد ان السيد الباجي قائد السبسي اتصل هاتفيا بكمال العبيدي رئيس الهيئة المستقلة لإصلاح الاعلام يوم الخميس المنقضي والح على ابداء الهيئة رايها في ما يخصّ ترخيص اذاعة « كلمة » ولكن الهيئة اجتمعت يوم الجمعة وقررت مرة اخرى تأجيل ردها. كما أكدت أن « البوليس السياسي » ما يزال يتتبع صحفيي كلمة ويجمع معلومات عنهم، مفيدة أن موقع « كلمة » تعرض للقرصنة تزامنت مع صدور الاشاعة. نشر خبر زائف عن انقلاب وقالت  » نعرف جيدا ان نشر خبر مثل ذلك فيه تأثير على أمن البلاد، وان كان فعلا قلناه يجب ان نكون امام القضاء ». كما فندت الاشاعات التي روجت أن مسؤولي « كلمة » كانوا وراء الصحفيين الذين استجوبوا السيد فرحات الراجحي وقالت  » لم نفهم من أين جاءتهم المعلومات، فلا الصحفيون انفسهم ولا الراجحي اشاروا إلينا، شخصيا قابلت الرجل بعد اقالته واعطاني الأجوبة نفسها ولم اسمح لنفسي بنشرها لأني اعتقد ان المجالس بالأمانات ». لا توجد حكومة ظل بل جيوب ردة وعن سؤال « الصباح » حول ما إذا كانت تعتقد بوجود حكومة ظل، قالت بن سدرين أنه بالعكس من ذلك نعتقد بوجود « لوبيات » وشبكات تابعة للحزب الحاكم المنحل تمثل الردة واكدت أنها فاعلة ولديها نفوذ وهي وراء ما اسمتها بـ »حملات الإرهاب التي تمارس في الشارع التونسي لترويعه للضغط على الحكومة ودوائر القرار لمساومتها. واعتبرت بن سدرين والمستيري، أن الانفلات الأمني وهروب المساجين واطلاق الاشاعات وما حدث مؤخرا في العاصمة، وما يحدث من تطوير النزعات العروشية والجهوية يخدم مصلحة جيوب الردة على اعتبار أن رهان انجاح انتخابات المجلس التاسيسي اصبح يضايق العديد وهم الآن يسعون لوضع مخطط افشال الانتخابات الذي يميّز الثورة التونسية عن بقية الثورات وقالا أن السعي لإفشال الانتخابات وتأجيلها وبعض الشعارات الداعية لإسقاط الحكومة يمكن ان تصب في نفس الهدف. رفيق بن عبد الله (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 08 ماي 2010)


رئيس الوزراء التونسي يؤكد أن بلاده لن تسمح أبدا بإنتشار قوات أجنبية في بلاده


تونس, تونس, 8 (UPI) — قال رئيس الوزراء التونسي الموقت الباجي قائد السبسي إن حكومته لن تسمح أبدا بإنتشار قوات عسكرية أجنبية في بلاده لشن هجمات على القوات الموالية للعقيد القذافي. ونفى السبسي، في حوار تلفزيوني مع القنوات التلفزيونية التونسية، « الوطنية » و »حنبعل » و »نسمة »، بثته مساء اليوم الأحد، نفيا قاطعا ما ورد على لسان وزير الداخلية السابق فرحات الراجحي من اتهامات كانت سببا في إندلاع إضطرابات أمنية في كافة أنحاء البلاد مازالت متواصلة لغاية الآن. وقال الباجي قائد السبسي، 85 عاما، « من منطلق السيادة الوطنية، لن أسمح أبدا طالما أنا رأس الحكومة التونسية بتمركز قوات أجنبية في التراب التونسي تحت أي مسمى ». كما أكد السبسي أن بلاده ليست في وارد التفكير في الرد على القذائف الصاروخية والمدفعية الليبية التي ما زالت تتساقط داخل الآراضي التونسية،جراء إستمرار المعارك بين القوات الموالية للقذافي والمعارضة المسلحة في غرب ليبيا غير بعيد عن الحدود التونسية. وجدد التأكيد على أن زيارة قائد هيئة أركان الجيوش التونسية الجنرال رشيد عمار إلى قطر في الرابع والعشرين من الشهر الماضي « كانت لبحث التعاون و التشغيل فقط ليس إلا »، وذلك في رد واضح على تصريحات سابقة لوزير الداخلية السابق فرحات الراجحي « لم يستبعد فيها أن يكون الجنرال رشيد عمار قد إجتمع خلال تلك الزيارة مع الرئيس المخلوع بن علي »، فيما ذكرت تقارير إعلامية إنه بحث إمكانية نشر قوات قطرية أو بريطانية على الحدود التونسية مع ليبيا. ونفى رئيس الوزراء التونسي المؤقت نفيا قاطعا ما ورد في تصريحات الراجحي التي إتهم فيها الباجي قائد السبسي بأنه بحث خلال زيارته للجزائر إمكانية القيام بإنقلاب عسكري، وقائد هيئة أركان الجيوش التونسية بالتحضير لإنقلاب عسكري، ورجل الأعمال كمال باللطيف بأنه رئيس حكومة الظل التي تدير شؤون البلاد. ولم يستبعد الراجحي في شريط فيديو تم بثه مساء الأربعاء الماضي على شبكة التواصل الاجتماعي « فيسبوك » أن يكون قائد هيئة أركان الجيوش التونسية الجنرال رشيد عمار قد إجتمع مع الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي خلال زيارته للعاصمة القطرية منتصف الشهر الماضي. ولم يتردد السبسي في وصف الراجحي بأنه »مُصاب بمرض في مخه »، و »شخص غير مسؤول »،وإعتبر أن تصريحاته « قد تكون مدفوعة من قبل لوبيات ليست تابعة للنظام السابق، وإنما لقوى جديدة لا تريد تنظيم الإنتخابات في موعدها ». ورفض رئيس الوزارء التونسي المؤقت تسمية هذه القوى، ولكنه نفى أن تكون حركة « النهضة الإسلامية » منها، كما نفى وجود « حكومة ظل ». وأكد في المقابل، أن حكومته المؤقتة مازلت متمسكة بموعد الرابع والعشرين من يوليو/تموز المقبل كموعد لإنتخابات المجلس التأسيسي الوطني،وأن حكومته لن تتدخل في الإستحقاق الإنتخابي المرتقب، ولن تشرف عليه ». ولفت السبسي إلى أن تصريحات وزير الداخلية السابق فرحات الراجحي كانت بهدف إدخال البلبلة والفتنة في البلاد،وأن وزارة الدفاع ستقاضيه خاصة وأنه شكك فيها في دور قائد هيئة أركان الجيوش بالإسم. وأحدثت تصريحات الراجحي التي وُصفت في حينه بأنها « قنبلة سياسية » تلقى في وجه الحكومة التونسية المؤقتة برئاسة الباجي قائد السبسي، إحتجاجات وإضطرابات أمنية في عدة مدن تونسية تخللتها أعمال حرق وتخريب لمراكز أمنية ومنشآت عامة. ودفعت هذه الإحتجاجات والإضطرابات الأمنية التي تواصلت اليوم الأحد ،لليوم الرابع على التوالي السلطات التونسية إلى فرض حظر التجول ليلا بدأ مساء أمس، وذلك في إجراء هو الثاني منذ إندلاع الإحتجاجات الشعبية التي أطاحت بنظام بن علي في الرابع عشر من يناير الماضي. يذكر أن الراجحي الذي عُيّن وزيرا للداخلية التونسية في السابع والعشرين من يناير/كانون الثاني الماضي، أي بعد أسبوعين من فرار بن علي، أقيل من منصبه في الثامن والعشرين من مارس/آذار الماضي،ليُعيّن بعد أسبوع على رأس الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية. وإكتسب الراجحي شهرة كبيرة لدى عامة الناس،ولدى الأحزاب السياسية، خاصة وأنه كان وراء حل الحزب الحاكم سابقا « التجمع الدستوري الديمقراطي »، و »البوليس السياسي ».

(المصدر: وكالية يونايتد برس إنترناشيونال (يو بي أي) بتاريخ 08ماي 2010)  


وثيقة تمهيدية لتأسيس :  » التيار الثوري للواجبات والحقوق من اجل التقدم »

(مطروح للنقاش والمساهمة)  


ملاحظات أولية
اختيار تسمية » تيار » أولا فيه ابتعاد عن المفهوم الأ جوف والمغلوط والتضخيم الفارغ لكلمة حزب التي تستعملها الكثير من الأحزاب التي لا تمتلك المقومات التنظيمية والوحدة الفكرية المتينة. وفيه كذلك نية الانفتاح المستقبلي على تكوين جبهة تقدمية جماهيرية فاعلة ولعل التفاؤل بالمستقبل سيتجاوز تلك المجموعات السياسية المتخلفة على عصرها شكلا أو محتوى أوحتى شبه أحزاب. هذا الحكم يمكن أن يبدو قاسيا ولكنه موضوعي فكثير من الأحزاب المتبقية بعد العهد السلطوي علنية كانت أو حتى سرية لا تبالي بقلة مصداقيتها وبنفور قطاعات عريضة من الجمهور. وما أدل على ذلك تلك الانتفاضات الشعبية التي قامت في العشريات الأخيرة دونها أو خارجها وآخرها وقائع الثورة العظمى الأخيرة.
وما نراه اليوم أن معظم « الأحزاب » عوضا عن مراجعتها الجذرية لأساليبها الزعاماتية البالية والقوالب الجامدة تعول على أنواع من الانتهازية والوصولية والتسلل إلى المنظمات المدنية أو التحالفات غير المبدئية للركوب والالتفاف على حركية الثورة الحالية علها ترجع فيها الروح الحزبية الضائعة وهو من قبيل” منامة العتارس “
– ثم إن انتقاء الواجبات والحقوق ليس من قبيل الشعارات الفضفاضة إنما هو تعبير لروح المسؤولية الوطنية بل هو قطع فكري وثوري مع العهد الماضي الذي سادت فيه الانفرادية و المصلحية والأنانية وعدم الاكتراث بالصالح الوطني العام على جميع المستويات في ظل دعايات مغلوطة ) دولة القانون والمؤسسات – عهد التغير – تونس المستقبل… أو حتى المستوحاة من القران الكريم: تونس البلد الأمين (… ومع احترامنا للأفكار الطيبة المشاعة هنا وهناك والوعي الصادق بالواجبات الوطنية عند الكثير فإننا ننظم إلى غالب الناس في رفضهم الواضح للمشهد السياسي الحالي الذي يمكن تسميته ب « سوق عكاظ الجديد » والمتكون من أحزاب قديمة رممت واجهاتها القيادية أو الدعائية بشعارات شعبوية ومرتجلة لتمرير خليط من الإيديولوجيات المحنطة والمعتقدات الفوقية المتحجرة ) لبعض الفقهاء أو المثقفين ( والمؤسف كذلك أن العديد من المكونات السياسية الحديثة التأشيرة رمت بنفسها في هذا المستنقع السياسي الذي أكل عليه الدهر, هذا إن لم تقتبس شعارات من المحيط الأوروبي .
فالمشهد مليء بالغرائب :هذا ليبرالي كأن البلاد في حاجة إلى المزيد من الرأسمالية المتوحشة أو لم يتأثر بتداعيات العولمة آو هذا يساري أو وسطي قبل أن تتضح أو تكتمل الجغرافيا السياسية وهذا مغاربي يعلم انه تجاوز الأزمات والتعقيدات والحال أن أكثر من 40 اتفاقية ممضاة بين الأقطار الخمس لم تفض إلى خطوة واحدة في اتجاه المغرب الكبير . والأدهى والأمر انه مع تكوين تلك الحزمة المهولة من الأحزاب بقيت دار لقمان على حالها إذ نرى الآن كما في الماضي أن جل التحركات السياسية إما عفوية أو تقوم بها المنظمات المدنية والمهنية تاركة الأحزاب مع كثرتها في مكانة أتباع التابعين. لذا لا بد من الخروج من هذه الحلقة المفرغة وهو ما ارتأيناه من خلال تكوين » التيار الثوري للواجبات والحقوق من أجل التقدم » لكن لا مناص من طرح جملة من الأسئلة المفصلية : لماذا ؟ كيف ؟و متى ؟
1/ لقد سبق أن أشرنا إلى اختيارنا عبارة « تيار » عوضا عن الحزب إذ نضيف أن اعتقادنا أن الحزب هو أداة أو وسيلة أو جهاز أو مؤسسة للتعبير المنظم وللتجسيم الجماعي للأحلام أو الطموحات و التطلعات التي تعلقها جل شرائح الشعب في ظروف )كالثورة الحالية ( وليس هدفا أزليا في حد ذاته. بل الهدف من ورائه هو بلوغ الأهداف المرسومة مسبقا.  
ويتطلب الظرف الراهن وعيا وحسا سياسيا دقيقا لنوعية هذه الوثبة التاريخية التي انطلقت من تونس الأعماق وتصدرها الشباب لتشمل الحشود من النساء والرجال من الأرياف والمدن متحدين بصدور عارية منظومة رهيبة قد تفنن الطاغية وأزلامه في تركيبها وصقلها عشرات السنين.
وكأن الشهيد محمد البوعزيزي ر أى أن تضحيته ستفجر برميل البارود الشعبي الذي كان قد استرخى فوقه النظام البائد وبهذا التمثيل يشعر من يستحضر تاريخ البلاد نفس الدوافع والعواطف الثورية) من ثورة علي بن غذاهم ضد تعسفات الياي 1864 – المقاومة ضد دخول المستعمر وعلى رأسها علي بن خليفة 1881-1884 – وبعدها واقعة الجلاز ثم الحركة الوطنية في منتصف القرن الماضي( واليوم أمام دماء الشهداء الزكية – دون أن نغفل عن ضحايا الصمود الآخرين- نتمثل التسلسل التاريخي المتوارث لنفس الحركة الثورية بحيث تأتي الثورة بمثابة اكتمال تكوين مسار امة تريد لنفسها – عبر المدد التاريخية – العزة والكرامة وأخذ مصيرها بحرية تامة بالقضاء على الطغيان وهو في ذات الوقت إشارة إلى عامل أساسي في الثورة وهو المخزون الحضاري والثقافي والسياسي الذي نلتمس تطوره سواء في المدد الطويلة أو القصيرة كما في العشريات الفارطة والذي حاول الطغيان طمسه وتعتيمه دون جدوى.
وفي نفس السياق نؤكد انه ليس عجيبا أو من غرائب الصدف أن تتبوأ تونس اليوم الريادة في المحيط العربي الإسلامي أو حتى العالمي والتاريخ المعاصر يشهد أنه سبق لها أن لعبت هذا الدور الريادي ) محاولات التطلع إلى الحداثة – منع العبودية في القرن19 ثم الحركة الوطنية والنقابية وتحرير المرأة في القرن الماضي( وليس مجرد صدفة أن تتغنى اليوم الشعوب المنتفضة بأبيات نشيد الحياة لأبي القاسم الشابي ولا ننسى استقطاب الرأي العام الكوني لأخبار وطننا.
ونترك لعلماء تاريخ الحضارات التبسط في عمق الحدث الجسيم في حين أننا نركز على وجوب إرساء كل تحليل سياسي قويم على قاعدة فهم دقيق ونافذ للثورة. لذا نريد تيارا سياسيا يجمع ويوحد كل العزائم الأبية ويقود ديمقراطيتنا الفتية إلى تحمل التحديات والمهمات الكبرى والمسؤوليات التاريخية حتى ترتقي إلى مستوى راق تقدمي يتجنب الانزلاقات نحو المسالك المسدودة و يبتعد عن « بازار » الوصفات المسلمة والسياسة المبتذلة وسلع الحوانيت الضيقة وخصوصا منها الخطابات الجوفاء من قبل الزعماء الذين يتناسون فوات إقلاع القطار كما أ و لئك الذين يخفون نية جر عجلة التاريخ القهقرى ويزعمون أننا في حقبة تاريخية عادية.
فالمطلوب إذا فهم عمق الأحداث والتعويل على مقاربة استشرافية صحيحة متروية ومتيقنة أن خيوط الحاضر هي الحبال التي تشد توجهات المستقبل.
2/ الإجابة على سؤال كيف ؟
إن الإجابة على هذا السؤال المفصلي لا تتطلب تخمينات صعبة ولا طرقا ملتوية بل هي في الواقع الراهن واضحة وسهلة : كسب المصداقية. كسب ثقة الناس واحترامهم لا تكمن فقط في نوعية البرامج وتجاوبها مع تطلعاتهم والنجاح في التطبيق والممارسة بل هناك شروط مبدئية وأولية خصوصا بعد سقوط النظام البائد ومرور عقود من النفاق والمغالطات والنصب على جماهير شعبنا وكما قال شاعرنا منور صمادح: » شيئان ببلادي خيبا أملي الصدق في القول والإخلاص في العمل ». فقد فتحت الثورة بابا كبيرا على مصراعيه: احترام القيم الأخلاقية والمثل الاجتماعية العليا)الديمقراطية أولا ثم الحرية والكرامة و العمل والملكية والرزق المشروع والعدالة والصدق والتضامن …( و كل ما يجلب احترام الناس.
وما تسميتنا الواجبات أولا ثم الحقوق إلا تذكير لإعادة الاعتبار إلى القيم الأخلاقية لمعناها الشامل فتثبيتها في العلاقات الإنسانية هي لحمة المجتمع والوطن والحق يقال أننا لا ندعي الابتكار والتجديد في هذا المجال فيكفي ملاحظة تلك الثورة الأخلاقية التي جاءت بعد سقوط النظام والتي تكلف بها المحامون والقضاة والجمعيات ورجالات الصحافة وحتى البعضمن عناصر الحكومة المؤقتة إذ شمل التحقيق العديد من الوقائع التي تلبس بها مسؤولو العهد البائد من إجرام في حق الوطن والمواطنين والاستيلاء على الأملاك العمومية والخاصة وغيرها من أنواع الاستبداد والظلم والخيانة واستباحة حق البلاد والعباد و في الميدان السياسي فان مصداقية التيار الثوري للواجبات والحقوق تكمن في قدرته على جعل تلك الحملة غير وقتية بل وقفة دائمة وكفاحا متواصلا حتى يزول الخراب الأخلاقي وترجع الثقة بين المواطنين وترتقي المعاملات إلى مستواها الحضاري.
وقد يضيق المجال هنا لذكر العوارض التي تفشت وعمت لا الحزب الحاكم السابق فقط بل أحزاب الموالاة للقصر وبلغ هذا التلوث الأخلاقي حتى أحزاب المعارضة التي لاحظ الرأي العام عدم شفافية تصرفاتها وسلوكياتها و انفضحت عندما تعرضت لهزات أو انشقاقات جراء انعدام الديمقراطية فيها وسلطوية الزعماء في التسيير والانفرادية في اخذ القرار وازدواجية الخطاب وخيانات شتى كالعمالة مع البوليس السياسي والعلاقات مع الأجهزة الموازية للدكتاتور والوشاية والمكائد والتنكر لقوانينها الداخلية أي جملة من المشاكل ال أحداث التي يمكن أن تغرق العدالة عشرات السنين إن لم نسرع في تجاوزها. وخلاصة القول أن ما كشفته الثورة من تلوث أخلاقي ومدني وصل إلى حد أن ما يمكن اعتباره أحداثا و وقائع استثنائية في زمن بورقيبة صار القاعدة اليومية في نظام خليفته. فمسؤوليتنا في هذا الباب ليست بالهينة إذ نعلم صعوبة المثابرة الدائمة في كفاحنا ضد الرداءة . أما الشرط الثاني لكسب الثقة فيتعلق بالبرامج السياسية العامة و الفهم المعمق للثورة فانه يتسم أولا بالشمولية وثانيا منهجية التشاور والمشاركة الفعلية والإصلاحات السلسة للانتقال من الواقع الحالي إلى المنشود الجماهيري.
فالشمولية تعني أولا الجانب النوعي من ناحية ما هو ديمقراطي أخلاقي وحضاري ثم الجانب القطاعي من اقتصادي وثقافي وأخيرا بجميع المستويات العمودية ) المركزي الجهوي والمحلي( وفي جميع المؤسسات الإنتاجية والخدمات العامة الاجتماعية والإعلامية والثقافية
والمنهجية نركز فيها على التشاور مع أهل الاختصاص والخبراء قصد الإلمام بواقع الميدان وأيضا بالملفات ثم المشاركة عن اقتناع في إدخال الإصلاحات بطرق سلسة ومرحلية تقطع مع السلطوية والقفز نحو المجهول أو المغامرات الفاشلة وتبرز المشاركة الواعية في التطبيق.
ونعلم حق العلم صعوبة هذا التمشي التقدمي الديمقراطي أمام تدهور الأوضاع في كثير من القطاعات المؤسساتية خصوصا على المستوى الجهوي والمحلي والاقتصادي إذا أخذنا في الاعتبار الانفصام بين قطاع التصدير والمعاملات والخدمات مع الخارج من جهة والسوق الداخلية المتسمة بفوضى ممنهجة تهيمن عليها الشبكات الموازية و »الفريب » من جميع السلع المستعملة والقديمة حتى أصبحنا نعرف ب »مقبرة الديناصورات ». وكذلك التأثيرات السلبية للانصهار في الشراكة مع أوروبا ومرادفاتها توجهات المنظمة العالمية للتجارة والتي أدت إلى إغلاق الآلاف من الشركات الصناعية خاصة في الساحل والشمال الغربي وهو ما كون الأرضية لتراكم الغضب الشعبي وكان عاملا معجلا لقيام الثورة .
فإذا انفتحت البلاد على التوازن بين القطاعات الإنتاجية الثلاث )الدولي التعاضدي والخاص(في الإنتاج والخدمات كما في السبعينات وتبديل آفاق التنمية الشاملة المستديمة وكذلك استيعاب خبرة اقتصاد السوق الاجتماعي في حل مشكل السوق الداخلية وضيقها المستعصيين منذ ما يزيد عن خمسة عقود.  
أما الفلاحة التي نعول عليها في بلوغ الاكتفاء الذاتي فإنها بحاجة إلى مقاربة شاملة كقطاع إنتاج ومحط سياسة بيئية )جفاف تصحر انجراف وملوحة ( ونمط العيش الريفي الذي يعاني من التردي والمعاناة الاجتماعية وأخيرا في ما يخص مكافحة البطالة فإنها تستلزم أن نتجاوز خطة الآليات العشرين المحسوبة على الدولة وان نتعمق في مفهوم التشغيل كي يصبح بالفعل أولوية الأولويات الوطنية باتخاذ سياسية إرادية يشارك فيها خاصة مؤسسات التعليم والتكوين وقطاع الإنتاج والأعمال الخاص وتعتمد على توجهات أفقية عامة كاختيار أنماط تكنولوجية متوسطة تجمع بين القدرة على المنافسة المطلوبة وتراعي ضرورة التشغيل وهي إمكانات عريضة في قطاعات كبرى كالفلاحة والمناجم والصناعات المعملية والبناء والتجهيزات العمومية والصناعات التقليدية والخدمات بجميع أنواعها وحسب رأينا فان التطور الاقتصادي مقياسه الأساسي هو التشغيل أي لا بد من خلق فرص العمل والنزوع إلى التضامن يقتضي النظر في منحة البطالة كي لا تثقل عوارض العطالة عن العمل على كاهل الأسر المحدودة الدخل
يتضح من قراءتنا النقدية المبينة أعلاه للمشهد السياسي ومقاربتنا المركزة على عمق أبعاد الثورة ومنهجية البرنامج العام أن هناك حلقة معدمة أو تكاد تكون تتمثل في معالم الفضاء التقدمي غير الواضحة والدليل على ذلك أن القوى التقدمية مكبلة الحركة بين مجموعات صغرى مقسمة بشعارات إيديولوجية من شتى الأصقاع و متشرذمة بحكم حدة التنافس هذا من جهة ومن جهة ثانية قوى توسعية تكتسح الفضاء التقدمي من غير مذهب مستفيدة من ضعف ميزان القوى فيه و هذه الملاحظة نسوقها للحفاظ على الثورة و ضرورة الإسراع في إحداث الجبهة التقدمية.
و يتنزل “التيار الثوري للواجبات و الحقوق من أجل التقدم” في شبه الفراغ هذامتسلحاً بأخلاقياته السياسية و بمواقفه الموضوعية لإعادة الاعتبار و توحيد القوى التقدمية في جبهة تقدمية حقيقية خطاباً و ممارسة و لا يغيب عنا التاريخ المفعم بالخيبات و النكسات التي تولدت في العهد البائد بخصوص وحدة القوى التقدمية. و كانت الوحدة ضيقة المفهوم بين قيادات فوقية لا تتعدى مستوى الدعاية الفارغة و التصريحات في وسائل الإعلام بحيث لا تمكث أكثر من استحقاق انتخابي أو فصل من فصول السنة و مرد ذلك هو خوف الزعيم على دكانه الضيق من الإفلات و الاندماج في مجموعة أخرى وهو ما يبين فقدان الروح الوحدوية و قلة الاقتناع بالشعارات الخلابة المنشودة .و لذا ينبغي في البداية إطلاق نواة صلبة سياسياً و أخلاقيا تعتمد كسب الثقة و المصداقية و تنتهج تدريجياً ممارسة و نشاط الثوريين الحقيقيين الذين لا يبالون بالتضحية بالنواة الأولى المكونة من أجل الوحدة في كل مراحل التطور نحو جبهة تقدمية ترجع الثقة إلى كل من عاش التجارب السلبية السابقة و كانوا ضحية عزائمهم الصادقة . فالثورة مناسبة للتدارك ،فإما التوجه التقدمي إلى الأمام معتمدين على جبهة مكونة ترص الصفوف و إما الانزلاق نحو ما لا ترضاه الثورة من روتينيات لا تحل أي مشكل أساسي و لا تستجيب لتحديات المحيط مع العلم و اليقين أن تونس في سلم البلدان الصغيرة أو المتوسطة إن شئنا مما يستوجب الاحتياط كي لا تكون عرضة لتأثيرات المحيط الخارجي.
و أخيراً فإن التيار يعول على حماس الشباب و تعلقه بالمثل العليا كما يعول على خبرة و تجربة الكهول كما نفسح المجال و الآفاق أمام المرأة للتحرك ، تجسيم و دعم مكتسباتها لترتقي بظروفها الحياتية . عاشت تونس حرة ديمقراطية أبدا الدهر .
عاش الشعب التونسي الحر الأبي . عاش التيار الثوري للواجبات و الحقوق من أجل التقدم . معا إلى الأمام من أجل البناء و التقدم
عن الهيئة التأسيسية فاروق الحرزي faroukherze@gmail.com tel:0021622570730  


مواطن ما بعد الثورة : هل هو الموعد مع السراب؟

 


د.خــالد الطراولي* ktraouli@yahoo.fr نعم بدأت الثورة العربية في تونس…نعم هرب المخلوع ونجحت البلاد في قصم ظهر إحدى أعتى ديكتاتوريات بداية هذا القرن، ولعلها أعلنت نهاية التاريخ! وبدأت الأيام تناطح الأيام والشهور تتوالى وسفينة نوح تبحث عن مرساها، والعواصف لا تكل وركن البيت من طوب أجوف ومناطق الرماد تتكاثر والأفق لا يخلو من ضباب ومواطننا يبحث عن ملاذ آمن، يبحث عن مرآة غير عاكسة، مرآة تريه صورة الآمل والحالم، تريه الواقع الجديد الذي سكب من أجله الدموع والدماء وأظلته الأحزان والمحن! إن هذه الثورة قامت من أجل المواطن، من أجل حليب طعمه كرامة وكرامة لونها حليب! لكن مناطق الرماد لا زالت تتوسع وأحجب وغشاوات وأسترة تمنع عنه الرؤيا وتفزعه من تلمس الآفاق… يجوز في حاله كالمنتظر دوره عند الحلاق، يسمع من غريب الأخبار ما يلطف به الفؤاد أو يفزعه حتى يمر الزمن وهو قادم على حلق لا يأمن نهايته! طلب مواطننا كرامة…قالوا له ترقب فالكرامة كنز لا يفنى، وتتطلب زيارة المشعوذين وقارئي الفنجان لإخراجه، وإحضار الجن والعفاريت للتمكن منه! طلب شغلا…قالوا له ترقب فالبطالة قدر ولا يمكن محاربة الأقدار، وعصا السحرة ليست موجودة في الأسواق، وموسى كان سبّاقا فولى هاربا لولا أن تداركته مشيئة الرحمان! طلب خبزا…قالوا له الخباز منكم والخبز عليكم والمرق ليس في الحسبان، وأشعب كان كريما على موائد الجيران! طلب عنوانا…قالوا له العناوين كثيرة « والبركة ما ثماش » حب الوطن عنوان، والمواطنة عنوان، وحقوق الإنسان عنوان، والأخلاق والقيم عنوان…لكن ساعي البريد ظل الطريق أو اختلطت عليه العناوين أو فقد السمع والبصر والفؤاد! العيش في السراب ليس عيشا كريما، العيش في السراب هو فرار من الواقع اضطرارا تحت مسميات كثيرة… »الواقع صعب…التركة ثقيلة… لا تستعجلون…ليس لعب صغار…! » أقوال تتبعها أقوال، والقارب تتقاذفه الأمواج من كل جانب وفي كل حين، والأنظار بدأت تنظر إلى السماء بعد أن عقمت الأرض، وجواب السماء لم يتغير « لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم » والمهدي دخل غيبته، ويكاد مواطننا يدخل غيبوبته…ولكن! العيش في السراب هو عيش الإخفاق وعيش الإحباط وعيش اليأس، ولم تبدأ الثورات إلا حين تغلق الأبواب وتسدّ النوافذ وتعلو المتاريس، وتنخفض السقوف حتى تلامس الرؤوس، وتجف الأرض حتى يتشقق ردائها، وتقلع السماء حتى يسوَدّ لونها، حين ذاك ينادي مناد : « هيت لك » ولا مكان حينئذ للسراب ولكن للمجهول!!!
· مؤسس حركة اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net · ماي 2011  


انتهى الدرس ،،، وفي المدرسة التونسية بالدوحة دق الجرس

 


بعد عديد الشكاوى و المراسلات إلى مختلف الجهات المعنية بشأن الجاليات التونسية بالخارج ،استجابت أخيرا السلط التونسية لنداءات الجالية التونسية بدولة قطر و أرسلت متفقدا عاما للوقوف على حقيقة الأوضاع السائدة بالمدرسة التونسية بالدوحة حيث التقى بمختلف الأطراف المعنية بملف المدرسة و استمع إلى مشاغل المدرسين الذين و رغم الضغوط التي مورست عليهم للتكتم على التجاوزات والتطبيل لإدارة المدرسة فقد وٌفق البعض منهم إلى التعبير عن بعض ما يدور في هذه المؤسسة التربوية . أما اللقاء الأبرز فقد كان مع أولياء أمور تلاميذ المدرسة الذين وقع إعلامهم انتقائيا و في آخر لحظة بالهاتف حتى لا يحضر إلا أولئك الذين تطمئن إدارة المنسق العام إلى مداخلاتهم بعد الاتصال بهم و حثهم على حضور هذا اللقاء و قول كلمة خير على حد تعبيرهم ، إلا أن خبر هذا الاجتماع تسرب في آخر لحظة إلى بعض الأولياء أفشل هذا المخطط و دفع بالمخرج إلى إرسال استدعاءات كتابية في اليوم ذاته إلى الأولياء وإلى تغيير سيناريو الأحداث من مشاهد التطبيل و التزمير إلى تكليف جوقة للمهمة الأولى قصد التطاول على الشرفاء من أولياء أمور التلاميذ بأسلوب اشبه بمشاهد البلطجة في الأفلام المصرية الأمر الذي أصاب المتفقد العام بالصدمة و الدهشة قبل أن يخير الانسحاب محملا بملفات الفساد التي تنوء بحملها البعير. أما الأدهى من كل ذلك أن تكتشف الجالية بعض الوجوه الجديدة القديمة التي عانت تونس من شاكلتها من خلال مساهماتها السخية في التطبيل و التزمير للمسؤولين على أمل أن ينالهم من الوليمة بعض الفْتاة حتى أن أحدهم جاء بشكل ودود صحبة زوجته الإعلامية في مهمة رسمية عنوانها  » الله أحد والمنسق ما مثله أحد ». و حين لم يأخذا فرصتهما كاملة لإتمام مهمتهما، وجدا في التونسية الألكترونية متنفسا آخر لتفريغ شحنة الحقد و الغيض على أولياء أمور التلاميذ بطريقة غريبة ، ولكن بعد أن عرف السبب بطل العجب ،، و السبب كان الفشل في انتخابات مجلس الجالية المنتخب الذي انتخبته الجالية مؤخرا بطريقة شفافة وديمقراطية الجالية !!!! لقد غالت من تسمي نفسها إعلامية في الحقد و تشويه الحقائق والتطاول على الشرفاء من الجالية و ثلب البعض الآخر إلى درجة إطلاق التهم و الإشاعات الكاذبة في مقال ينضح بالكذب والمغالطات والتحامل على عديد الأطراف المعنية بشأن الجالية التونسية بدولة قطر و التي تطوعت للعمل لأجل الجالية للارتقاء بها إلى مستوى طموحات التونسيين المقيمين بدولة قطر بعد سنوات من التجاهل و التهميش . في البداية أستغرب من كاتبة المقال التي قدمت نفسها كإعلامية و بالتالي من المفترض أن تكون على دراية تامة بالشروط المهنية الواجب توفرها في أصحاب هذه المهنة النبيلة من النزاهة والموضوعية و قداسة الخبر حتى يساهم في نشر الحقيقة لا طمسها ، ذلك أن ما نشر في مقالك بـ »التونسية  » يوم 29/4/2011م يوحي بأنك لم تحضري الاجتماع الذي انعقد يوم 25/5/2011 بالمدرسة التونسية بإشراف متفقد من وزارة التربية بتونس أو أن لك دوافع أخرى وحسابات خاصة من وراء سرد المعلومات بتلك الطريقة المغلوطة و قلب الحقائق 180 درجة خدمة لجهة معينة. و بما أنني أحد الذين لمحت إليهم و انتقدتهم في مقالها السخيف، بل و حرفت ما جاء على لساني بالرغم من كون مداخلتي قد سجلها العديد من الحاضرين في الاجتماع بآلات التصوير، حيث لم أتطرق المرة لمشكلة زوجتي مع إدارة المدرسة و هذا دليل على كونها كتبت بقلم أعمى أعطاه إياها صاحب المصلحة و من كان يعتقد أنه المستفيد من إفشال لقاء المتفقد بالجالية، كونه لم يكن يعلم أن المتفقد قد سبق تنبيهه إلى مثل هذا السيناريو الذي توقعته الجالية التونسية بقطر التي خبرت هؤلاء الاشخاص جيدا و اصبحت تقرأ أفكارهم و تستبق ردود أفعالهم . هذا و للتذكير فإن مداخلتي اقتصرت على سرد المظالم التي مارستها منظمة التربية و الأسرة على عديد الكفاءات التربوية التي حرمت المدرسة من خدماتها بسبب موافقها المشرفة من أمثال المديرة السابقة و عديد المدرسين الذين وقع إقصائهم تعسفيا بشهادة الجميع وبأحكام المحكمة التي أنصفتهم إضافة إلى الأولياء الذين وقع تهميشهم و إهانتهم و إقصاء ممثليهم الذين اكتشفوا عديد التجاوزات المالية و الإدارية الموثقة ليحل محلهم مجلس صوري لم تكن له الشجاعة للاجتماع بأولياء الأمور و لو في مناسبة واحدة منذ وقع تنصبيه.كما تطرقت للإهانة التي وجهت للجالية بما فيهم الإعلامية !! حين أجهض المنسق العام انتخابات مجلس إدارة المدرسة و هيئة أولياء الأمور، إضاقة لمحاولة توريط الجالية من طرف المتصرف المالي في قضية أمنية مع السلطات القطرية باتهامها كذبا بالإعداد للقيام بمسيرة غير مرخصة و هذه كلها أحداث موثقة بالحجج و البراهين. فأين الحديث عن زوجتي أيتها الإعلامية ؟؟؟ و كيف تتجرئين على اتهامها بتدليس شهادتها العلمية ؟؟؟؟ وهي من القلائل اللواتي يحملن شهادة  » معلمة تطبيق مع 23 سنة خبرة؟؟ ولعلمك كذلك أنها لم تطرد من المدرسة ، بل سبقت محمد البوعزيزي في ثورة الكرامة وقدمت استقالتها منذ 2010 لأنها لا تتشرف بأن تعمل في محيط ملوث يهدد فيه المدرّس بالطرد إن لم يوقع على عريضه مساندة للمنسق العام أو يوضع في القائمة السوداء إن لم يساهم في احتفالات 7 نوفمبر!!!.أما عن تجربة المنظمة فحدث ولا حرج ،، فهي تجربة فاشلة بكافة المقاييس و بشهادة أهل الاختصاص إليك بعض مظاهر الفشل : 1- فشل مادي : حيث كان في خزينة المدرسة قبل تولي منظمة التربية و الأسرة تسيير شؤون المدرسة فائض بـ 562 ألف ريال لتنتهي الآن إلى عجز مالي يقدر بـ 2.400 مليون ريال وهذا غير طبيعي بالمرّة ناهيك أن الميزانية السنوية تقدرب بـ 11.000 مليون ريال.
2- نتائج تعليميّة متأخرة : ببساطة النتائج المسجلة لامتحان (البكالوريا) و (التاسعة) فهي في تدهور من سنة إلى أخرى. 3- خسارة العديد من الكفاءات التربوية التي أقصيت و التي أحبرت على الاستقالة بعد تعرضها للتنكيل وانتداب إطارات جديدة من أقارب ومسؤولي المنظمة
4- انعدام الشفافية و تعتيم كامل على مجالات صرف أموال المدرسة وحجب التقارير المالية كما هو معمول به في كل مدارس الجاليات بالدوحة.
5- قضايا عدلية بالجملة : أكثر من 14 قضية بالمحكمة وأخرها حكم ابتدائي بـ 500 ألف ريال من سيدفع هذا المبلغ ؟ مؤكد الأولياء!!!.
6- جريمة في حق البنت مريم التي وقع نسيانها بالباص لمدة 5 ساعات وبعد اكتشاف الأمر حاولت إدارة المنسق العام تزوير الحقيقة وإبلاغ والد البنت بأن الأخيرة تشكو من ارتفاع في الحرارة العالية لا غير !!!!! ثم رفض تسجيلها في المدرسة بحجة الشكوى المرفوعة من النيابة العامة ضد المدرسة لولا تدخل سعادة السفير شخصيا في ذلك .
7- بعث فصل جديد للثانوية العامة (رابعة ثانوي) لتلميذ واحد خدمة لابن أحد أعضاء مجلس الإدارة المعين والمنصب الشيء الذي كلف المدرسة المال الكثير.
8- افتقاد المدرسة للمخابر  » كيمياء ، فيزياء ، علوم أرض وتكنولوجيا الشيء الذي يؤثر على مستقبل أبنائنا في المرحلة الجامعية. 9- انعدام الانضباط : فلا أبالغ أن الأمر في غاية من الخطورة وبإمكانك مراجعة هذا الأمر مع كل الأساتذة. لهذا يمثل انتقادك اللاذع الموجه لبعض أولياء الأمور في غاية الخطورة حيث كان من الأرجح أن تنتقدي الوضع الحالي والمتمثل في العجز المالي بـ 2.400 مليون
ولقد حرص ممثل منظمة التربية والأسرة على تشويه وتوتير العلاقة بين السادة المربين والأولياء التي من المفترض أن تكون علاقة تعاون وأخوة وذلك عبر نشر الإشاعات والأخبار الزائفة عن تصرفات أتاها الأولياء وذلك في إطار سياسة فرق تسد أما عن البديل الذي ننشده شعورا منا بقيمة المدرسة هذا المكسب الثمين الذي وجب الحفاظ عليه بشتى السبل هو في إدارة كفأة تدير المدرسة بمهنية و شفافية ومسؤولية ككل مدارس الجاليات وتطبق القوانين و اللوائح التنظمية المعمول بها تحت إشراف السفارة الجهة الوحيدة المخولة بهذا بمساعدة مجلس إدارة ومجلس أولياء منتخبين لمراقبة تسير كل الأمور المادية والإدارية وبإمكانك الإطلاع على القانون الأساسي للمدرسة الفرنسية واللبنانية.
أما فيما يخص انتخاب مجلس للجالية ، فأدعوا الله أن يسامح « الإعلامية » التي كانتِ إحدى المرشحات في هذه الانتخابات التي دارت في أجواء ديمقراطية افتقدناها طيلة العهد البائد كما يشهد بذلك الجميع حيث لم تسجل أية شكاوى بعد أن أظهرت اللجنة المشرفة تلك الروح الوطنية و المسؤولية الكبيرة في عملية الاقتراع و الفرز الذي تم بأحدث الطرق التقنية و أمام أعين كل المترشحين التي كانت راضية كل الرضى عدى أعين بعض المهزومين مثل -« الإعلامية »!!- في هذه الانتخابات والذين لم تكن لهم الروح الحضارية المطلوبة ، فأرادوا تبرير عجزهم عن نيل أصوات الناخبين بالبحث عن شماعة و محاولة الصيد في الماء العكر و التشكيك في هذه الانتخابات المشرفة ،،، بالتالي تبقى شهادتهم مجروحة و غير موضوعية علما أنني لم أجد إسم الإعلامية بين الفائزين ولا أظنه سقط سهوا . صالح المانع مهندس اتصالات  


حديث الإفك  

هل كان أستاذ بنزرت الذي اتهم بالإساءة إلى الرسول قربانا في حفل الملتحين الذين خرجوا علينا من غياهب التاريخ ؟ هل كان ضحية لسوء الفهم وهو يخوض في خبر عائشة زوجة الرسول الذي لاكته الأفواه إلف مرة وهي المتهمة بالخيانة مما جعل علي بن أبي طالب يطالب الرسول بإقامة الحد عليها ،تهمة برأها القران منها في آيات قتلت الشك باليقين الذي جاء مناسبا لمقام رجل نبي وامراة هي زوج له ؟.. تلك احاديث حكتها لنا كتب السيرة والتاريخ التي لم تكن تستحي مما تقول ولا ترى فيه ضيما ولا ضررا قبل ان يأتي المستشرقون ليجعلوا منها بعضا من حربهم على الإسلام وقبل أن يأتي أصحاب التصاوير الشهيرة لينتقموا لأنفسهن من إرهاب ألصقوه بالمسلمين بلا فرز ولا تمييز وقبل ان يأتي غيرهم ممن يسيئون الظن بكل من يختلف عنهم ولو قليلا.هل كان الأستاذ يردد ما قيل ألف مرة عن شيخ يتزوج بنية صغيرة فيرى في ذلك عن جهل أمرا غير مقبول بمنطق العصر الذي يتسلط على بقية العصور ليحاكم أناسا بأخلاق وحدود لم يولدوا معنا مرة أخرى ليدركوا تفاصيلها ؟. هل استولى عليه داعي الإثارة فجاوز حد البرنامج واقفا بحماسة أمام عقول طرية لا علم لها بالتاريخ إلا بما يعلق بها من أوفاه أساتذتها…. قد يكون وقد لا يكون ، بيد أن كثيرا من أساتذة التعليم الثانوي الذين عاشرناهم زمنا- على حد ما اسروا لنا به حين كنا زملاء لهم – كانوا يقولون اكثر مما قاله، لكن لم يكن يشي بهم تلاميذهم، كنا نشتم بن علي ولم يحدث لنا شيء، ، رغم أن كثيرا من المديرين كانوا يبثون لنا في كل قسم آذانا تتصنت وعيونا تراقب ، هل جاء الخطركله من التلاميذ الصغار الذي ساءهم ما لم يكونوا مهيئين لاستقباله وغيرناضجين بالقدر الكافي لسماعه وهو يخوض في القداسة بمنطق لا قداسة فيه ؟. ام ان الخطر كله ياتي من الإطار التربوي الذي يحيط بالأستاذ والذي صار وليا ورقيبا بعضه على بعض؟ ، هل هي وجوه سلفية من جهة ونقابية مزيفة من جهة اخرى دخلت في تحالفات مريضة تحرك هذه المطاردات في ما يشبه مطاردة الساحرات في زمن محاكم التفتيش ؟، يحاولون بث الفوضى، ويستغلون حماقة الناس. هل في هذه الحادثة رسالة ما فحواها : لقد كان بن علي حاميكم انتم العلمانيين فكنتم تتجرؤون علينا وعلى ديننا أما الآن فقد ذهب ولي أمركم فإما أن تلوذوا بالصمت وتقبلوا بمنطقنا ، أو نقطع ألسنتكم بعضكم ببعض، ونؤجج داخلكم حربا.؟..إما الوقوف عند الحدود التي نسطرناها لكم واما ناخذكم بجريرتكم وقد أصبحنا الأعلين، و بين الصمت والظلام ليس للعقل الحر ما يختار. فنصرة الرسول تبدو لنا مثيرة للشفقة في بلد يشتم فيه الله نفسه في اليوم آلاف المرات، في المقاهي والشوارع والأزقة والمنازل وفي كل مكان، فلماذا يصرون على حماية الرسول وينسون اله الأنبياء والرسل؟ عندما نناقش هذا بهدوء نتهم بلا شك بالتواطؤ مع » العلماني الكافر  » وقد تعلو أصوات تستنكر أن نتعاطف مع الأستاذ ونعتبر أنه حر في ما يقول في حدود ما يسمح به البرنامج وهو ما أكده الأستاذ نفسه حين فسر انه كان يحدث تلاميذه عن تفاصيل الفتنة الكبرى مما حدا به الى الحديث عن قصة الجمل الذي كانت تركبه عائشة في حرب معاوية ضد علي وصلة ذلك بحقدها على ابن ابي طالب بعد ان اتهمها بما ذكرناه من مسالة الافك… بل ها قد بدأ الجميع يفتون ويستعرضون الآيات ويستغفرون الله،… وقد حكى لنا أستاذ ممن نثق في نزاهته انه كان بينهم زميل لهم يؤم الناس ويخطب فيهم يوم الجمعة بمسجد منوبة وهو الحي الذي تربطنا به الآن صلة مهنية ، قال الإمام في خطبته أنه لا يحق للناس اتهام الأستاذ المطارد لأنهم لم يروه، ولم يسمعوه، وقال إنه سمعه في إذاعة الزيتونة يعتذر وأن التلميذتين كذبتا عليه، وأخبرهم أنه بعد أن قال ذلك في خطبة الجمعة عندما سأله بعض الناس عن رأيه في ما أصبح حديث المساجد ، هاج عليه بعض المصلين وحاولوا طرده من الجامع رغم أنه ليس قديم العهد بالحي ولم يكن يذكر بن علي في سابق عهده لا بالخير ولا بالشر.وقد أيد بعض الأساتذة في حلقات نقاشهم بالمعهد هذا الموقف في حين اعتبر آخرون أن هذا الإمام يدافع عن نفسه وأنه من بقايا النظام البائد ويجب تطهير مسجد منوبة منه بعد ان صارت أماكن العبادة فضاءات للتطهير و مباحة لحديث السياسة المتحزبة وملكا لمن نسوا منافع التوحيد و مزايا مكارم الأخلاق فاعتقدوا انه من حقهم أن يدعوا المصلين إلى انتخاب هذا أو ذاك في ظرف لا تعرف فيه الحكومة المؤقتة الضعيفة ما يجوز أن تفعله أو لا تفعله لحماية بيوت الله من الدخلاء . في معاهد أخرى سبب النقاش حول هذا الموضوع خصومات شديدة وصلت إلى حد التراشق بالكلام والشتائم، وهكذا تستولي السياسة على مؤسساتنا التربوية كما استولت على مساجدنا ويحاول البعض توظيف حادثات معزولة لا خطر منها لمزيد خلق الفوضى وسوء الظن بين الإسلاميين والعلمانيين وبين قوى المجتمع التي ترفض عودة الاستبداد بأي شكل من الأشكال. ولعل من دبر المكيدة نجح في مسعاه و في تحقيق جزء كبير من أهدافه، بعد أن أطل علينا الملتحون في شارع الحبيب بورقيبة يسبحون ويقدسون ويصلون على النبي كأنهم على أبواب مكة يوم الفتح، أو كأنهم عائدون من غزوة بدر، وهي صور تتنافى مع التدين المحتشم الذي اعتاده التونسيون والذي فيه توسط واعتدال وابتعاد عن التكلف والفصاحة الخطابية والتقعر في الدين.أراد مدبرو هذه الحادثة بث الرعب في قلوبنا وإبراز أسوأ ما قد تكون عليه تونس لو سقطت بأيدي الإسلاميين المتشددين وكأنهم يريدون منا أن نقول » ليتنا بقينا حيث كنا ولم نتحرر لنعود إلى الوراء ». فبين الاستبداد والاستبداد منزلة يحار عندها الحائرون.
عبدالسلام الككلي الموقف 6 ماي2011  

جمعيّة النساء الديمقراطيات ـ الحاضر الغائب !


شهدت عدّة مدن تونسيّة مظاهرات عارمة إثر بثّ لشريط فيديو على موقع التواصل الإجتماعي  » فيسبوك  » تحدّث فيه وزير الدّاخليّة التونسي الأسبق السيّد الراجحي عن جملة من القضايا تتعلّق بتطوّر الأوضاع بعد قيام الثّورة ، من أهمّ ما جاء فيه بأنّ أركان الجيوش الثلاثة سيقوم بانقلاب عسكري في حال وصول حركة النهضة إلى السّلطة ، و بوجود أطراف خارج دائرة السلطة تسيّر أعمال الحكومة المؤقّتة . وقد تحدّثت وكالات الأنباء عن استخدام مفرط للقوّة من طرف الشّرطة التي استخدمت الغازات المسيلة للدّموع والهراوات لتفريق المتظاهرين ، كما تحدّث شهود عيان من تونس عن مطاردات للمتظاهرين في شوارع وأزقّة العاصمة ، وعن تعرّض بعضهم للركل والضرب بالهراوات من طرف أجهزة البوليس المقنّعة .
وقد نقل موقع التواصل الإجتماعي عددا من الأفلام التي تظهر وحشيّة تلك الإعتداءات ، كان من بينها شريطا يظهر الإعتداء على فتاة في مقتبل العمر بالركل والهراوات . وفي خضمّ هذا السلوك الهمجي كنّا ننتظر من دعاة حماية المرأة ولا سيما جمعيّة النساء الديمقراطيات ردّا سريعا على تلك الإنتهاكات لا يقتصر على الإدانة والإستنكار بل ليصل الأمر إلى حدّ القيام بندوات واجتماعات حول المخاطر والإنزلاقات التي قد تهدّد السلم المدني ، بما في ذلك الإعتداء على حقوق المرأة في التعبير والتظاهر من طرف أجهزة البوليس . غير أنّ الجمعيّة يبدوا أنّ مشاغلها هذه الأيّام قد زادت عن العادة أمام اقتراب موعد انتخاب المجلس التأسيي والذي قد يضفي إلى نجاح أعداء الحداثة ، الذين كانوا أوّل من أدان هذا الإعتداء الهمجي المقنّن . وحتّى لا تذهب مكاسب المرأة بين التهجّم والتهكّم وإثارة النعرات نتمنى لجمعيتنا أن تكون مع الحدث بعيدا عن المزايدة السياسيّة خدمة لمصلحة تونس وتونس فقط . نورالدين الخميري


باسم الله الرحمان الرحيم

هل تعود خيرات الأمة إلى أصحابها

 


رياض حجلاوي

تعيش الأمة العربية الإسلامية ثورات متلاحقة وغليان شعبي لا نظير له وقمع سلطوي أدى بحياة الآلاف من الناس على يد أبناء الوطن الواحد فلم يصبح الإنسان ذا قيمة ولا حرمة والقرأن الكريم يشدد على عقوبة من قتل مؤمنا متعمدا بقوله تعالى وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا وأسأل الجيوش التي تقف وراء حكام ظلمة عاثوا في الأرض فسادا وباعوا الأوطان بأبخس الأثمان ماذا ستجيبون ربكم عن هذه الأرواح التي تزهقونها دون وجه حق. الشعارات المرفوعة في هذه الثورات موحدة بين كل الشعوب ومطالبة بالحرية والعدالة والعزة والكرامة. الأنظمة تهاوت في مصر وتونس أمام إصرار الشعوب وحياد الجيوش أما في ليبيا وسورية فإنها مرحلة إستقلال ثان لأن الجيوش تخندقت مع الأنظمة ضد الشعوب. كل الأنظمة دامت حقبا متقاربة بين 40 و 50 سنة وهي فترة الحرب الباردة بين أمريكا والإتحاد السوفيتي وزرع ماسمي ‘دولة إسرائيل’ في فلسطين وما فرضوه على الأمة من شروط لقبولها على حساب شعب فلسطين فكان هذا الأسلوب أشد من الاستعمار وهو ما يسمى الاستيطان وهو إفراغ أرض من شعبها واستبداله بشعب آخر. وبعد سقوط الإتحاد السوفياتي إختارت أمريكا حربا جديدة ضد ماسمي الإرهاب فكان غزو العراق وأفغانستان وقد سبقت هذا الغزو بتركيز قواعد عسكرية في الجزيرة العربية. وظهر في الأمة فريقان أمام هذا الوضع المتأزم فريق الأنظمة المتغطرسة التي قمعت الشعوب المنادية بالحرية والعدالة وفريق دعات التطرف الذي لا خطة له إلا إدخال الأمة في حروب لا قبل لها بها فكانت أحداث 11 سبتمبر 2001 وما تبعها من حرب على الإسلام في معتقداته ومظاهره .. اليوم إنتصرت الشعوب وذهبت الأنظمة وسيذهب التطرف وأصبح الخيار واضحا هو إستقلال الأمة وبناء أنظمة عادلة تحترم فيها حقوق الإنسان وتعاد خيرات الأمة إلى شعوبها والأرض المغتصبة إلى أصحابها إن هذه الثورات هي بداية إستقلال الأمة من التبعية وإرساء الوحدة بين الشعوب وتضامن حقيقي بين شعوبها إن المرحلة دقيقة ولا بد من تجاوزها بتوافق أبناء الوطن الواحد على ضرورة إرساء دعائم الأنظمة الديموقاطية في التداول والشورية في الحكم : وأمرهم شورى بينهم.


الجحيم هي…هم  

قال صاحبي عن السبسي وقوى الردة: إنهم لم يتركوا لنا الخيار إلا بين القبول بهم أو فتح أبواب الجحيم، فأجبته: كلا, هم لم يتركوا لنا الخيار إلا بين هم…وهم فالجحيم هي…هم ولا جحيم فوق الأرض…غيرهم وجنة الدنيا الخلاص من وجوههم كرهنا مقتهم كرهنا حقدهم كرهنا مكرهم كرهنا غدرهم كرهنا حتى الماء والهواء في وجودهم أدميتم معاصمنا وكبلتم بذل القيد أرجلنا فما وهنت عزائمنا ولا ضعفت برغم السجن والتشريد همتنا ولا ركعت لغير البارئ الجبار هامتنا كفاكم كسر أيدينا كفاكم بتر أرجلنا كفاكم ما تلمظتم دموعا من مآقينا ألا يا…..فاغربوا عنا ألا يا…..فاغربوا عنا ألا يا…..فاغربوا عنا وإن لم تغربوا…لنطردنكم لنكنسنكم…لنحرقنكم ولنذرون في مزابل الدنيا رماد نتنكم………. د. نجيب العاشوري 06 ماي 2011
 


تحرر قلمه فساء أدبه.. صمت دهرا و نطق كفرا

 


صحفي مخضرم تحرر قلمه فساء ادبه، يدعي التخصص في شجرة انساب الطغاة بعد زوال ملكهم، ينتمي الى صنف من الصحفيين بعد ان استؤجرت اقلامهم للكتابة عما يرغب الطغاة زمن ولايتهم ينبرون بقدرة قادر الى الكتابة عما لا يرغبون زمن مهانتهم و هوانهم على الناس بعد ان كانوا يسبحون بحمدهم و يذكرون نعمهم الظاهرة منها و الخفية في زمان سلطانهم ينصرفون الى التبرؤ منهم و التفصي عن و لائهم اليهم و الانسلاخ عن عهد كانوا فيه ابواق دعاية فجة. لن اطيل كثيرا في الرد على الترهات و الاراجيف التي و ردت في مقال بعنوان  » حكاية غرام فانتقام في عرام.. عرام قرية بن علي  » لمحد صالح مجيد الذي اتحفتنا به مجلة عرابيا في عددها الاخير ـ مارس 2011. هذا  » المحقق الصحفي الفذ  » الذي اصبح حديثا بعد الثورة يكابد من اجل اشهار الحقيقة و تنوير الراي العام و قد تجشم عناء السفر الى  » قرية صغيرة منسية في الجنوب التونسي » على حد تعبيره لينقل سبقا صحفيا و تحقيقا ميدانيا يتضمن خبرا مدويا خطيرا يعلن فيه ان « عرام قرية بن علي » و لا صلة بالتالي للرئيس السابق بحمام سوسة و لا بولاية سوسة لا من قريب و لا من بعيد، لقد كان ذلك بالفعل امرا مؤكدا و لا يختلف عليه اثنان عندما كان بن علي فخامة الرئيس حامي حمى الوطن و الدين و سيد قرطاج، اما و قد تبدل الحال و تغيرت صفة الرجل الى الهارب و الفار و المخلوع فليفسح المجال للخيال الصحفي و للاقلام الرخيصة التي تكتب تحت الطلب ان تنسج القصص و الاوهام عن انتماء اضحى عبئا و عارا يقتضي التطهر من ادرانه و التخلص من تبعاته و لا يضير ان لوثت به « قرية صغيرة منسية في الجنوب « . ان عرام بشرفاء اهلها لا تتبرا من ابن شب و شاب في احضانها و فية لكل ابنائها الاحرار الذين من تربتها نبتوا و من قيم و شيم اهلها نهلوا، و هي تابى ان تكون مكبا لكل من يتبرا منهم في اي جهة كانت، في حمام سوسة او اي حمام اخر. ادعوك يا صاحب المقال النشاز ان تعتذر من اهالي عرام الشرفاء على اساءتك لمدينتهم التي ادعيت زورا و بهتانا انها كانت في غرام مع الطاغية.. لماذا لم « تتحفنا » بهذا التحقيق قبل 23 سنة او على الاقل قبل 14 جانفي؟ لقد صمت دهرا و نطقت كفرا، كما ادعوك ان تترك علم الانساب لاهله فانت اصغر من ان تخوض فيه نسال الله متوسلين ان يعصم مدينتنا من جهل الجاهلين و من كيد المغرضين و الموتورين اللهم امين. كاتب المقال: المنجي العرامي  


ممارسات الاستبداد في سوريا بوابة العدوان الخارجي

 


نبيل شبيب
لا يقتصر الحديث هنا على ثورة شعب سورية، إنّما لا يخفى أنّها تواجه الآن أكثر من سواها حملة مضادة، يوضع لها عنوان « مواجهة مؤامرات خارجية ضدّ دولة الممانعة ومحور الممانعة والمقاومة ». ولا يخفى أيضا أن النظام القائم في سورية يستغلّ هذا الطرح إلى أبعد مدى ويسوّغ به حتى استخدام الأسلحة الثقيلة في محاصرة المدن السورية واقتحامها، علاوة على عمليات القتل، وحملات الاعتقال الشاملة، بحالة طوارئ ودونها، ومع رفض الاعتراف الحقيقي -الذي تتبعه إجراءاتٌ عملية حاسمة وليس مجرد وعود جزئية ناقصة- بأنّ شعب سورية يريد (مهما كان شأن المؤامرات والأهداف الخارجية ورغما عنها) حريته وسيادته على صناعة القرار في بلده، وإنهاء زهاء خمسة عقود من الاستبداد والقمع والفساد.. جملة وتفصيلا. وقد ساهم انزلاق ثورة شعب ليبيا الصامد الأبيّ المنكوب بحاكمه (تحت ضغوطٍ هائلة من صنع أساليب قمع أشدّ عنفاً وإجراما ممّا بدأت سورية تشهده حاليا) إلى حمل السلاح في وجه القمع الاستبدادي، ثم إلى الاستنجاد بتدخل دولي.. ساهم ذلك في تعزيز حجج من يخشون من تدخل دولي مشابه في سورية، أو تعزيز ذرائع من يلوّحون بهذا الخطر لأغراض أخرى، ورافق ذلك الإعرابُ عن دعمٍ متفاوت الدرجات (من درجة: على مضض.. حتى درجة التبجّح بتأييد القتل جماعيا) لِما يصنع النظام في سورية، مع الدعوة إلى استمرار وجوده كما هو وإنكار استبداده، أو القبول باستمراره –مع إصلاحات ما- من أجل « تميّز » سياساته الخارجية ودوره الإقليمي. إذا تجاوزنا ما يصدر من داخل حدود سورية على ألسنة جهات يعتبر وجودها وكلامها على كلّ حال جزءا من وجود النظام واستبداده وفساده، يبقى من الضروري في متابعة ما يتردّد خارج الحدود، لا سيما من جانب جهات « يسارية » متعدّدة المشارب، أن نؤكّد عدم جدوى الانشغال بتحديد معالم صورة واضحة لما جرى ويجري، وخارطة بيّنة للمواقف الصادرة عن إخلاصٍ حقيقي لقضايا التحرير والمقاومة، وتلك الصادرة عن ارتباط مصلحي أو نفعي بالاستبداد الفاسد، وليس هذا سهلا، على ضوء غلبة أسلوب « المشاحنات » في وسائل الإعلام التقليدية، وفي الشبكة العالمية، وحتى عبر بعض الفضائيات. رغم ذلك نحتاج إلى طرح بعض الأسئلة الأساسية حول التدخل الدولي (المرفوض في سورية وسواها) بعد أن بات الحديث عنه يتراوح ما بين الزعم بأنّه من وراء ثورة شعب سورية، وبين الخشية من وقوعه في مرحلة تالية. السؤال الأول: هل سورية مستهدفة دوليا؟.. من السذاجة بمكان إنكار ذلك، إنّما من السذاجة بمكان أيضا الاعتقاد بأن سورية مستهدفة دون سواها.. ومن يزعم ذلك يتناقض مع نفسه، عندما يتحدّث « الآن » عن استهداف ليبيا على سبيل المثال!.. الاستهداف من جانب قوى الهيمنة الدولية، لا سيما الصهيوأمريكية، كان قائما في الماضي، وهو قائم الآن، وسيبقى في المستقبل، وكان يشمل سورية وسواها في الماضي، ويشمل سورية وسواها الآن، وسيبقى على ذلك مستقبلا أيضا. ولنأخذ من مصر مثلا، وقد كانت مستهدفة على الدوام، بغض النظر عن طبيعة الحكم فيها: 1- في حقبة مواجهة الهيمنة الغربية تحت عناوين القومية والاشتراكية، مع الارتباط بالمعسكر الشرقي، وأثناء التعاون مع أقطار عربية أخرى مثل سورية.. وآنذاك كان الاستهداف عبر المؤامرات سرا وعلنا. 2- في عهد الاستبداد الطويل أثناء حكم مبارك ومن معه، رغم الارتباط التبعيّ الوثيق بالغرب، وأصبح الاستهداف عبر تحقيق مطامع الهيمنة من خلال الحكم الاستبدادي الفاسد نفسه. 3- ومصر –وهنا ما يجب تركيز الأنظار عليه- مستهدفة اليوم أكثر من أي وقت مضى على الإطلاق، أي بعد سقوط الاستبداد، وفور بداية المشوار الطويل لتكون إرادة الشعب هي صاحبة السيادة الحقيقية في صناعة القرار في مصر على كل صعيد. الشاهد: لم يكن وجود الاستبداد ولا غيابه هو العنصر الحاسم » في ممارسة الهيمنة أو عدم ممارستها، وبالتالي لم يكن تحرّر مصر من الاستبداد هو « الثغرة » لنفاذ مطامع الهيمنة الدولية، ولكنّ تحرّر إرادة الشعب في مصر، هو ما يشكّل السدّ الأقوى من سواه، لمواجهة تلك المطامع وما ينبثق عنها، الآن ومستقبلا. كانت « تعبئة الطاقات الشعبية » لحقبة من الزمن في مصر (وسورية وسواها آنذاك) عنصرا حاسما في تحديد درجة فعالية « الصمود.. والمواجهة » تجاه الهيمنة الدولية، والآن أيضا يظهر للعيان أنّ « تعبئة الطاقات الشعبية » في حقبة الثورة العربية، الشاملة لمصر وسواها، هي العنصر الحاسم الذي يمكن (ويجب) أن يُعتمد عليه في « الصمود.. والمواجهة »، وهذا بالذات ما تخشى الهيمنة الدولية من مفعوله، أكثر من أي عنصر آخر. إنّ رؤية ثورة شعب سورية بمنظار قويم تفرض العودة إلى اعتماد معيار « تعبئة الطاقات الشعبية » لتحديد الموقف الواجب من الثورة، ولم يعد ممكنا الآن على كل حال الجمعُ بين « الاستبداد » و »التعبئة » في أي قطر من الأقطار دون استثناء، وهذا ما يشمل سورية مثلما يشمل مصر وسواهما. السؤال الثاني: ماذا تعني الممانعة؟ ظهر مصطلح « الممانعة » حديثا كما هو معروف، وينبغي في التعامل معه ضمانُ رؤيته على أرض الواقع كما هو، لا أن نخلط بينه وبين هدف « التحرير »، فمهما تقصّينا وبحثنا لا يمكن اعتباره مرادفا لمصطلح « تحرير »، ولا حتى مرادفا لمرحلة من المراحل على طريق التحرير، وليس هذا مجهولا وإن غاب في الجدل حول تدخل خارجي.. ويشهد على ذلك وصفُ سورية بأنّها الدولة الباقية من بين « دول المواجهة » (وهو مصطلح قديم أيضا) على طريق « الممانعة واحتضان المقاومة »، إنّما لا يزعم أحد بما في ذلك النظام القائم في سورية أنّها باقية على طريق « التحرير »، بمعنى الكلمة الأصلي كما عُرف فور النكبة الأولى بفلسطين، وأقصى ما يمكن قوله إنّ التحرير المطلوب هو التحرير الجزئي كما عرف بعد كارثة 1967م واحتلال الجولان. يتجلّى الفارق بين ما يعنيه المصطلحان على أرض الواقع، أي على صعيد التطبيق العملي، فيما يلي، على سبيل المثال دون الحصر: 1- سورية الدولة –وليس الشعب- شاركت خلال وجود السلطة الحالية (منذ 1963م.. أو 1970م على الأقل) فيما عُرف بمشروع فاس، الذي يُعتبر أول موقف رسمي عربي مشترك يتحرّك على طريق الاعتراف والصلح.. ويتخلّى عن طريق المقاومة والتحرير. 2- سورية الدولة –وليس الشعب- شاركت في مؤتمر مدريد الذي يُعتبر المنطلق لتثبيت مشروع كامب ديفيد من قبل ومشروع أوسلو من بعد. 3- سورية الدولة –وليس الشعب- شاركت في إنهاء وجود منظمات المقاومة الفلسطينية الأولى في لبنان بشكل مباشر، ومنذ ذلك الحين لم تفسح المجال لقيام سواها في سورية أو لبنان أثناء السيطرة السورية فيه. 4- سورية الدولة –وليس الشعب- شاركت ولو بتحفظ (التحفظ على تغييب هدف العودة.. وليس تغييب هدف التحرير الكامل) فيما سمّي « مبادرة بيروت » التي مضت أبعد من سابقاتها في اتجاه التصفية والتطبيع. 5- بالمقابل.. سورية الدولة (ولا يعارض الشعب.. ولكن إرادته مصادرة على كل حال) بقيت وحدها في ميدان رفض المشاركة « المطلقة » في الحلقات الأخيرة من مسيرة التصفية لقضية فلسطين وحصار المقاومة (مع غالبية توجهاتها الإسلامية) التي نشأت خارج سورية، وأصبحت واقعيا هي الوريث الشرعي من حيث أطروحاتها (أي: التحرير الكامل) للعمل الفدائي سابقا. 6- لا يرقى دور الممانعة واحتضان المقاومة إلى مستوى « إطلاق يد المقاومة »، الفلسطينية تخصيصا، لتتحرّك على أرض سورية –ولا لبنان من قبل- بل أصبح دعم المقاومة الفلسطينية الإسلامية وما بقي من المقاومة ذات التوجهات الأخرى، مقتصرا على احتضان « مكاتب ومؤتمرات »، وعلى عدم المشاركة في قرارات عربية مشاركة مباشرة إذا فُتحت أبواب التطبيع والتصفية.. وإن كان معروفا أنّ القرارات المشتركة لم تتجاوز في أي وقت من الأوقات حدود توصيات لا تقيّد سياسات « قطرية » ما. ولكن: في سورية كان معيار « التحرير » منذ النكبة الأولى إلى أواسط السبعينات من القرن الميلادي الماضي، ثم أصبح معيار « الممانعة واحتضان المقاومة » من بعد، حجة حاسمة في تعليل سياسات الاستبداد الداخلي، بدعوى أنّ « المعركة » تتطلّب حكما قادرا على اتخاذ القرارات الحاسمة، وعلى تخصيص النفقات الكبرى لشؤون الدفاع. شعب سورية أحرص من أي زعامة سياسية أو اتجاه سياسي، على قضية فلسطين، وعلى المقاومة، وعلى رفض الهيمنة الأجنبية.. (وهذا وحده.. وليس أي نظام من الأنظمة، هو الضمان لمستقبل دور سورية بعد الثورة) وكان يتقبّل تلك الحجة –نسبيا- لزمن طويل، إنّما كان يرصد واعيا على أرض الواقع: 1- مضى على احتلال الجولان 44 سنة.. ولم يحرّرها النظام الاستبدادي. 2- مضى على النكبة العسكرية الأولى 63 سنة والثانية 44 سنة، ولم يحرّر النظام الاستبدادي « شبرا » من الأرض الفلسطينية المغتصبة ولا العربية المحتلّة. 3- تعرّضت أرض سورية وتعرّضت قوات سورية سابقا في لبنان –إلى جانب أرض لبنان- لعدد من الاعتداءات الإسرائيلية المباشرة، وبقي الموقف الرسمي للنظام القائم متشبّثا بعبارة « نردّ في الوقت المناسب » دون أن يحين الوقت المناسب رغم مرور عشرات السنين. كما رصد شعب سورية على صعيد مواجهة « الإمبريالية »: 1- مشاركة الدولة –وليس الشعب- في الحرب الأولى ضدّ العراق لتحرير الكويت، مع أنّه ظهر منذ ذلك الحين أن الهدف هو ضرب العراق، بذريعة تحرير الكويت (مع تأكيد رفض احتلال الكويت جملة وتفصيلا). 2- مشاركة الدولة –وليس الشعب- في قسط كبير ممّا مارسته الدولة الأمريكية « الإمبريالية » تحت عنوان « الحرب ضدّ الإرهاب » حتى أصبح التعاون الاستخباراتي بين الجانبين « نموذجا » لا يستهان به في المنطقة. وفي الوقت نفسه رصد شعب سورية على الصعيد الداخلي: « الثمن » الذي كان الشعب على استعداد لدفعه على حساب حرياته وحقوقه المعيشية، من أجل « التحرير » تحوّل في حقبة شعار « الممانعة واحتضان المقاومة » إلى درجة غير مسبوقة من الاستبداد القمعي والفساد المترف، دون أي خطوة من الخطوات على مستوى التعبئة من أجل التحرير، ولا التعبئة من أجل النهوض والتقدّم. السؤال الثالث: ما الذي تغيّر الآن؟.. 1- بغض النظر عن التفاصيل وضع مسلسل الثورات العربية المنطقة بأسرها والعالم بأسره أمام معطيات جديدة.. فلم يعد يمكن أن يستمرّ الاستبداد كما كان في أي قطر من الأقطار، العربية على الأقل، سواء تبدّل ذاتيا أو تبدّل رغما عنه، جزئيا أو بصورة شاملة جذرية، ولم يعد يمكن أن تُمارس الهيمنة الأجنبية بأساليبها العتيقة. 2- انهار أحد الأعمدة الرئيسية لمسيرة « الهيمنة والتصفية والتطبيع » من خلال الثورة الشعبية في مصر، وسيّان كم تبذل القوى الدولية لتحتفظ بقدرٍ ما من النفوذ، أو لتوجد مرتكزات بديلة، لا يبدو أن « مصرغدا.. » ستكون مثل « مصر بالأمس القريب » إطلاقا. 3- لا يكاد يوجد على الأرض العربية والإسلامية محورٌ إقليمي قادر على أن يصنع سياسيا وشعبيا تحوّلا جذريا على صعيد التعامل مع الهيمنة الدولية والتعامل مع هدف التحرير على صعيد فلسطين تخصيصا، مثل ما يمكن أن يصنعه المحور السوري-المصري، وهو ما يشهد عليه التاريخ القديم، وكذلك التاريخ الحديث بغض النظر عن التفاصيل والأخطاء والانحرافات. 4- لا يمكن أن يقوم هذا المحور الآن، في حقبة الثورات العربية، دون أن يتحقق في سورية التحوّل الجذري المطلوب، كشرط لا غنى عنه لاستعادة « تعبئة الطاقات الشعبية » وكذلك لاستعادة القدرة على تعبئة الإمكانات الذاتية بصورة مستقلة عن الارتباطات الدولية القائمة على معادلة الهيمنة والتبعية. إنّ الذين يخشون على الدور الإقليمي لسورية –كما يقولون- بسبب ثورة الشعب على الاستبداد فيها، يغفلون على الأقلّ عن الفرصة التاريخية البالغة الأهمية، لولادة دور إقليمي سوري-مصري، وبالتالي دور إقليمي عربي شامل، وربما أوسع جغرافيا ليشمل قوى إسلامية إقليمية. هم يخشون على المحور القائم الآن تحت عنوان « الممانعة والمقاومة.. من إيران عبر سورية إلى لبنان وفلسطين » ويخاطرون إلى حد بعيد بالحيلولة دون قيام محور أرسخ شعبيا، وأقوى مفعولا، يمكن أن يتخذ عنوان: « التحرير والوحدة والنهوض.. من مصر عبر فلسطين إلى سورية ».. وربما إلى أبعد من ذلك. السؤال الرابع: هل يُطبّق النموذج الليبي في سورية؟.. لا يمكن استبعاد المخاوف التي تعبّر عنها جهات كثيرة بصدد أن يتكرّر التدخل الدولي في ليبيا بصورة ما إذا استمرت ثورة شعب سورية.. ولكن وضع هذه المخاوف في الميزان، يتطلّب نظرة موضوعية إليها: إنّ التدخل الدولي بحد ذاته.. جارٍ على قدم وساق في تونس ومصر أيضا، وفي اليمن بصورة أوضح للعيان، إنّما اختلف المظهر في ليبيا فاتخذ صيغة عسكرية مباشرة. بتعبير آخر: ليس استمرار الثورة حتى إسقاط النظام هو العامل الحاسم في منع التدخل الدولي، إنّما هو عامل حاسم -وفق المعطيات الحالية المشهودة- ألا يتخذ صيغة عسكرية. إن التدخل الدولي قائم إزاء كافة أقطار المنطقة، ولكنه يتخذ أشكالا متعدّدة، يبرز للعيان منها حاليا، أي في حقبة الثورات العربية: 1- التدخل السياسي المتسلّل.. كما يجري حاليا في تونس ومصر، دون أن يوجد أصلا من يطلبه من جانب القوة الشعبية الثائرة على استبدادٍ سقط وبقايا يجب أن تسقط أيضا.. 2- التدخل السياسي المكثف والعنيد.. مباشرة أو بصورة غير مباشرة (اعتمادا على قوى إقليمية) كما يجري حاليا في اليمن، دون وجود من يطلبه من جانب القوى الشعبية الثائرة على استبدادٍ لم يعد قادرا على التشبّث بموقعه لولا « مناورات » التدخل الخارجي لصالحه.. 3- التدخل العسكري المباشر، مع نتائج يصعب التنبّؤ بها حتى الآن، كما يجري حاليا في ليبيا، مع وجود من طلبه وذلك من جانب فريق من القوى الشعبية الثائرة، تحت ضغوط إجرام قمعي استبدادي هائل، ومن جانب قوى إقليمية، اتخذت من الطلب « الداخلي الليبي » حجة لتحرّكها في هذا الاتجاه. على ضوء ذلك يمكن القول: سورية معرّضة لتدخل دولي أيضا، بصورة من الصور الثلاث المذكورة، أي أن الوضع الراهن في سورية، مع مطلع أيار/ مايو 2011م، يفتح الأبواب أمام ثلاثة احتمالات: 1- تغيير جذري، بمشاركة السلطة أو رغما عنها، ستواكبه محاولات تدخل سياسي دولي « متسلّل » على غرار ما يجري في تونس ومصر.. ومع قابلية أن يضعف مفعوله قطرياً أمام تحرّر الإرادة الشعبية، وأن يضعف مفعوله إقليميا، عبر البلدان الثلاثة معا ومن ينضمّ إليها على صعيد تغيير النظام الاستبدادي الفاسد، فهذا ما يفتح أبواب نشأة محاور جديدة راسخة، بين دول متحررة من الاستبداد والفساد، وتحكمها الإرادة الشعبية، وينفسح فيها المجال لتعبئة الطاقات الشعبية والإمكانات الذاتية، وتفرض واقعا جديدا على الخارطة الإقليمية والدولية معا. 2- استمرار « المعركة » بين النظام والشعب ولكن على طريقة ما يجري في اليمن حاليا، وستواكبها محاولات تدخلّ سياسي عنيد مكثف، مباشرة أو عبر قوى إقليمية، إنّما قد يكون أشدّ مفعولا ممّا يشهده اليمن، لأن النظام الاستبدادي في سورية قد تجاوز على طريق القمع « نموذج » اليمن واقترب من النموذج « الليبي ». 3- تصعيد القمع باتجاه « النموذج الليبي ».. وسيّان آنذاك هل وجد فريق من القوى الشعبية الثائرة، أو من القوى السياسية والحقوقية المواكبة للثورة، من يطلب تدخلا دوليا أو لا يطلب، سيكون القرار بشأنه صادرا عن تقدير القوى الدولية لمصالحها هي، ومطامعها هي، وإمكانات التدخل من جانبها هي.. سيّان هل يأتي بقرار يصدر عن مجلس الأمن الدولي أو بدونه. لهذا يجب القول بكل وضوح: إن الممارسات القمعية الاستبدادية لثورة شعبية في أي قطر من الأقطار العربية، وفي سورية تخصيصا، هي التي تفتح الثغرات، وهي التي تتحكّم في حجم تلك الثغرات وخطورتها، أمام التدخلات الأجنبية بكافة أشكالها ودرجاتها. الموقف المطلوب إنّنا نرفض التدخل الدولي، نرفضه بكافة أشكاله، ونرفضه بكافة درجاته، ونرفضه بكافة ما ينبني عليه من نتائج لصالح الهيمنة الدولية، ولكن هذا الرفض المطلق لا ينبني عليه، ولا ينبغي أن ينبني عليه، بأي حال من الأحوال مطالبة الشعب بالخضوع لاستمرار الاستبداد والفساد، لا سيّما وأنّهما بلغا في سورية عبر زهاء نصف قرن درجات لا يحتملها إنسان، ولا يجوز أن يقبل بها إنسان منصف. إنّما ينبني على الرفض القاطع للتدخل الدولي أن نؤكّد نؤكّد بإلحاح شديد على صعيد كافة الأقطار العربية، لا سيما اليمن، وليس على صعيد سورية فقط:
1- مطالبة النظام الحاكم بالكفّ عن القمع الاستبدادي الدموي لثورة الشعب..
2- مطالبة أنصار النظام الحاكم بالكفّ عن توجيه سهامهم لشعبٍ يطلب الحرية، بذريعة خطر التدخل الدولي، وأن يوظفوا –بدلا من ذلك- علاقاتهم بالنظام لمحاولة دفعه إلى الكفّ عن فتح ثغرة خطيرة بممارساته القمعية أمام التدخل الدولي المرفوض..  
3- الأمل الكبير الراسخ في صانعي الثورات العربية عموما، وفي ثوّار سورية الأباة الصامدين تخصيصا، وفي قدرتهم بعون الله على متابعة ثورتهم السلمية، والصمود رغم التضحيات، والاستمرار على رفض التدخل الأجنبي رغم تصعيد البطش والقمع والتنكيل.. فالثورة الشعبية السلمية البطولية منتصرة بإذن الله، وتحرير سورية من الاستبداد والفساد قريبٌ قريب، وليس الثمن الذي يدفعه شعب سورية اليوم من أجل سورية ومستقبلها فقط، بل هو أيضا من أجل مستقبل المنطقة بأسرها، ومستقبل قضاياها المصيرية جميعا، لا سيما قضية فلسطين.  
 
(المصدر: موقع أون إسلام ( القاهرة-مصر) بتاريخ 8 ماي 2011)
 

خطر الفتنة في مصر الثورة

 


عبد الباري عطوان
 
اذا كانت هناك مؤامرة خارجية لخطف الثورات العربية المطالبة بالتغيير الديمقراطي، او تحويلها عن مسارها، فإن ما يجري في مصر حالياً هو التجسيد الحقيقي لها، ونحن هنا لا نتحدث عن الصدامات الدموية الطائفية التي وقعت امس بين مسلمين ومسيحيين في منطقة امبابة فقط، وانما ايضاً عن العديد من جوانب الثورة المضادة، ومحاولات تغذيتها بكل اسباب القوة، من داخل البلاد وخارجها.
باتت الفتنة الطائفية خطرا يهدد مصر، لانها السلاح الوحيد، والفاعل لتمزيق الوحدة الوطنية، واجهاض الثورة الديمقراطية، واعادة مصر مجدداً الى حظيرة التبعية الامريكية والاسرائيلية، مثلما كان عليه الحال، وربما اسوأ، في عهد النظام المصري المخلوع بزعامة الرئيس محمد حسني مبارك ومافيا رجال الاعمال التي كانت تشكل العمود الفقري لبطانته الفاسدة.
صحيح ان الهدوء عاد الى منطقة امبابة الشعبية التي تعتبر واحدا من الاحياء الاكثر فقراً في العاصمة المصرية، بعد حرق كنيستين وصدامات دموية ادت الى مقتل اثني عشر شخصاً على الاقل، ولكن الصحيح ايضاً ان نار الفتنة ما زالت مشتعلة تحت الرماد وان هناك من سيحاول اشعالها في المستقبل القريب اذا لم يتم التصدي لهؤلاء بحزم وسرعة قبل ان يحققوا اهدافهم الكارثية.
فاستمرار حالة ‘الرخاوة’ الامنية، وعدم قيام قوات الامن بواجبها الوطني في حماية دور العبادة، وانهاء المواجهات الطائفية قبل ان تستفحل وتتسع دائرتها، هو الذي ادى الى هذا العدد الكبير من الضحايا، القتلى والجرحى في مواجهات هي الاسوأ منذ اكثر من ثلاثين عاماً.
لا يشرف الاسلام، دين التسامح ان يتم حرق كنيستين للاشقاء الاقباط، وبسبب اشاعة مغرضة روج لها بعض انصار الثورة المضادة لتأجيج مشاعر البسطاء ودفعهم الى مثل هذا العمل غير المسبوق منذ دخول العقيدة الاسلامية الى ارض الكنانة.
سيدنا عمر بن الخطاب الخليفة الثاني قدم لنا مثلاً مشرفاً، وقدوة حسنة، في احترام الاشقاء النصارى ومعتقداتهم من خلال عهدته العمرية، وعندما رفض الصلاة داخل كنيسة القيامة في القدس حفاظاً على حرمتها، وحتى لا تتحول صلاته الى سابقة يقتدي بها المسلمون من بعده، اما سيدنا عمرو بن العاص فاتح مصر واميرها فقد اعفى الرهبان المسيحيين واديرتهم من الجزية احتراماً لهم، واجلالاً لعقيدتهم. ‘ ‘ ‘ نجاح الثورة المصرية، وبالاصرار الذي شاهدناه في وعي شباب ميدان التحرير وصمودهم، والتفاف الشعب المصري بكافة طوائفه وفئاته حولهم، شكل صدمة كبرى لكل قوى الردة، وعصابات القمع والفساد، وخفافيش الظلام، وبقايا عهد التبعية، ولهذا بدأوا، وبمجرد الافاقة ولو قليلاً من وقع هذه الصدمة، مؤامراتهم لتقويض الثورة، وسلب انجازها الكبير في تحرير الشعب المصري من عقدة الخوف، واستعادة كرامته وحريته بالتالي، ووضع مصر على الطريق الصحيح كدولة قائدة ورائدة في محيطها الاقليمي والعالمي ايضاً.
الفتنة الطائفية هي الاختراع الابرز للنظام السابق ورجالاته، وهي الورقة الاقوى التي استخدموها لارهاب الشعب المصري، واجباره على عدم الخروج على هذا النظام، خوفاً على الوحدة الوطنية، وتجنباً للانزلاق في جحيم الاضطرابات الداخلية، وبما يؤدي الى فتح المجال، وتوفير الذرائع للتدخل الخارجي وقواه المتربصة.
نحن لا ننسى، بل لا يمكن ان ننسى، كيف ‘فبرك’ اللواء الحبيب العادلي وزير داخلية النظام السابق الاعتداء الدموي على كنيسة القديسين في الاسكندرية ليلة رأس السنة الميلادية الماضية، وحاول إلصاق التهمة بجماعة فلسطينية مجهولة، في محاولة يائسة من جانبه لاطالة عمر نظام بدأت اعمدته تهتز، وأساساته تتآكل، بفعل الفساد والقمع وسرقة عرق الفقراء والمحرومين.
نحن لا ننسى، ولا يمكن ان ننسى، كيف لجأ الرئيس المصري الراحل انور السادات، عميد اكاديمية التبعية المصرية للغرب واسرائيل، الى احتضان بعض الجماعات الاسلامية في بداية حكمه، ليس حباً بهم، وايماناً بنهجهم الاسلامي الصحيح، وانما لاستخدامهم كفيلق لضرب الحركات القومية واليسارية، بل ولضرب القوى الوطنية المسيحية التي رفضت قيادتها اصدار فتوى تسمح للاشقاء الاقباط بزيارة القدس المحتلة بعد زيارته المشؤومة لها.
اننا ومثلما ندين مروجي الاشاعات الكاذبة حول احتجاز سيدة قبطية اسلمت داخل كنيسة، وهي اشاعة تبين كذبها، ندين بعض المتطرفين الاقباط الذين تظاهروا امام السفارة الامريكية في القاهرة مطالبين بالتدخل الامريكي لحماية اتباع كنيستهم، فهؤلاء الذين لا يحترمون هويتهم المصرية، وانتماءهم الوطني، لا يمكن ان يمثلوا ملايين الاشقاء الاقباط المعروفين بوطنيتهم، ومشاركتهم العظيمة في بناء مصر الحديثة، وانجاح ثورة 25 يناير جنباً الى جنب مع اشقائهم المسلمين. ‘ ‘ ‘ لقد حان للمتطرفين من الجانبين، الذين يخدمون اجندات خارجية بعلمهم او بدونه، ان يدركوا ان تطرفهم هذا اذا ما استمر او بالاحرى قدر له ان يستمر، هو اقصر الطرق لتدمير بلادهم، وفتح الباب على مصراعيه امام مجازر طائفية، وحمامات دماء تعصفا بأبرز انجاز تحقق في تاريخ مصر الحديث، وهو الثورة الشعبية. فليس هناك اسهل من التحريض على الكراهية وتكفير الآخر، وليس هناك اصعب من تطويق آثار الفتنة التي يمكن ان تترتب على هذا التحريض، واسألوا الاشقاء في لبنان لاستيعاب احد اكثر الدروس دموية في هذا المضمار.
لا يمكن في هذه العجالة نسيان الدور الاسرائيلي في بذر بذور الفتنة في مصر، واشعال فتيل الحرب الاهلية، فإسرائيل هي المتضرر الاكبر من نجاح الثورة، وكم سمعنا المسؤولين الاسرائيليين يتحدثون علناً عن تحول مصر الجديدة مصر الثورة الى عدو استراتيجي، واعادة النظر في عقيدة جيشهم واستعداداته وتسليحه لأخذ هذا التحول في عين الاعتبار.
مصر الثورة أعادت لمصر دورها، وانحازت الى قضايا الحق والعدالة في فلسطين، وانهت مرحلة الاستجداء للمساعدات الخارجية، وأرادت اطلاق المشروع العربي النهضوي على أسس جديدة، ولهذا يحجبون الاستثمارات عنها، ويتآمرون عليها، حتى تعود ذليلة راكعة امام بنيامين نتنياهو وهيلاري كلينتون، وهي لن تفعل ذلك حتماً في ظل ابطال ميدان التحرير بوليصة التأمين الاقوى لحماية الثورة وانجازاتها، وتصحيح مساراتها في كل مرة يحاول البعض حرفها عن طريق الصواب، الطريق الذي حفرته دماء الشهداء وأرواحهم وتضحياتهم الرجولية.
(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 8 ماي 2011)
 


عُربان « تويتر » و »فيس بوك »

 


د. فيصل القاسم
لا يمكننا أن ننكر القدرة التنظيمية الرهيبة التي امتاز بها شباب الثورات العربية عبر مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت مثل « تويتر » و »فيس بوك » وغيرهما من المواقع، فقد تمكنوا من حشد مئات الألوف من المتظاهرين في الشوارع العربية من خلال تجمعات وخطط إلكترونية فريدة من نوعها. لكن، للأسف الشديد، ليس هناك غير هذه المأثرة يمكن أن يتباهى بها عُربان الانترنت.
صحيح أن هناك بعض الشخصيات العربية الرائعة من إعلاميين وصحفيين ومفكرين ورسامين وأكاديميين وأساتذة تـُغني مواقع التواصل الإلكترونية بمساهماتها الفكرية يومياً، لكن هؤلاء يظلون قلة قليلة إذا ما قارناهم بالملايين ممن يمارسون ما يمكن تسميته بالتسكع أو التنابز الإلكتروني. فكما أن الكثير من العرب يمضي جل وقته متسكعاً بلا هدف لقتل الزمن في حياته اليومية، فإنه نقل أسلوب حياته البائس بما ينطوي عليه من تفاهة وسفاهة وعبث إلى الشبكة العنكبوتية، مما جعل تسكعه على الشبكة يبدو متناقضاً تماماً مع طبيعة تلك الشبكة وديناميكيتها وحداثتها الرائعة.
لا شك أن الكثيرين لمسوا كيف تحول موقع « تويتر » مثلاً إلى ساحة لتبادل الشتائم والسباب الثقيل بين العربان بدل أن يكون ميداناً لتبادل الأفكار والتثقف والصراعات العقلية المفيدة. وأركز على كلمة صراعات، فليس هناك مشكلة أبداً أن يتحول هذا الموقع وغيره إلى حلبة صراع فكرية وإعلامية وثقافية صاخبة لعلنا نعوّض من خلالها جوعنا التاريخي للنقاش الحر والمناظرات المفتوحة الساخنة. لكن بدل أن يتناقش « العُربان » على « تويتر » تراهم يسفهّون بعضهم البعض لأتفه الأسباب. وأكثر ما يجعل المرء يُصاب بخيبة أمل كبيرة أن الكثير ممن يرتادون موقع « تويتر » يقدمون أنفسهم على أنهم محامون، أو قضاة، أو صحفيون، أو إستراتيجيون، أو أشخاص ذوو مكانات اجتماعية مرموقة. ومما يزيد الطين بلة أن معظمهم يضع شعارات جميلة لبروفايله أو حسابه من الشعر أو الأقوال المأثورة أو الأحاديث الشريفة. لكن ما أن يبدؤوا بالتعليق على تغريدات الآخرين، حتى يتحولوا إلى أولاد شوارع بامتياز، إن لم نقل إلى « بلطجية » كلام. فبدل أن يناقشوا الأفكار المطروحة، يبدؤون على الفور بالنيل من المغردين شخصياً بلغة غاية في البذاءة والصفاقة والسقوط الأخلاقي، وكأن مهمتهم إخلاء هذا الحيز الالكتروني الجميل من الفكر والثقافة وتحويله إلى منتدى للتنابز بالألقاب والسخافات والترهات والتفاهات.
ولا ألوم بعض المغردين المحترمين أبداً إن انسحبوا من مثل هذه المواقع، أو حجبوا تغريداتهم عن هؤلاء الرعاع والغوغائيين الإلكترونيين الساقطين الذين يلوثون منتجات الحضارة الإعلامية الحديثة بوساخاتهم وقلة تربيتهم، ويحولونها إلى مرتع للسخافات والسفاهات.
ومن منغصات موقع تويتر، على عكس، « فيس بوك »، أنه لا يتيح للمغردين آلية ناجعة لحجب التافهين وحذف إساءاتهم وردودهم البائسة التي تجعل المغردين الجادين يتركون الساحة، وكأن شعار « تويتر » أصبح: « البضاعة الفاسدة تطرد البضاعة الجيدة ». صحيح أن عظيماً كالرئيس الأمريكي الراحل أبراهام لينكون قال يوماً: « أنا لا أقرأ رسائل الشتم والإهانة التي توجه إليّ، لا أفتح مظروفها، فضلا عن الرد عليها، لأنني لو انشغلت بها لما قدمت شيئاً لشعبي ». لكن المشكلة في « تويتر » أنه لا يتيح خاصية رمي المظاريف الوسخة في سلة المهملات قبل أو بعد فتحها، فتضطر لقراءتها مرغماً.
محزن جداً أن يختبئ ملايين العرب خلف الماوس والكيبورد ليمارسوا بأسماء وهمية هواياتهم التافهة في التجريح والقذف والقدح والافتراء والطعن والتخوين المجاني وكيل الاتهامات جزافاً بلغة ركيكة وهزيلة لا تحمل من العربية إلا اسمها. وكم سمعت بعض المغردين المحترمين يتأسفون على الحرية التي أتاحها الفضاء الالكتروني للعربان. فالحرية مسؤولية كبيرة يحاول الكثيرون من الجبناء المختفين وراء ألقاب مصطنعة تعهيرها وتسخيرها للافتراءات والبذاءات والاتهامات المجانية.
كم كان أحد المعلقين مصيباً عندما وجه الدعوة التالية إلى حشود الشتامين على موقع « تويتر »: « يا شعب « تويتر »: والنبي عشان خاطر النبي، انزلوا الشارع اعملوا حاجة بدل مجرد الشتم على تويتر.. البلد محتاج لكم أكثر من « تويتر »!! »
للأسف الشديد، فقد فهم الكثيرون من الجيل الصاعد الحرية على أنها تخلص وانفلات من كل القيود والتعبير بأي طريقة، وهذا طبعاً هراء، فالشعوب الغربية حرة ومتحررة، لكنها شعوب مؤدبة ومهذبة ودمثة في خطابها اليومي. ولو قارنا صفحات التواصل الالكترونية الغربية بالعربية لوجدنا الأولى منظبطة ومحترمة، بينما الثانية عبارة عن سوق عكاظ للردح وقلة الأدب والتجريح والاستفزاز.
وكم أشعر برغبة شديدة للضحك عندما يكتب بعض المغردين على « تويتر » فكرة ما، فيأتي معظم الردود عليها بعيدة كل البعد عن موضوعها، فمثلاً ترى كاتباً يعلق باحترام على إحدى الثورات العربية، فيدخل عليه مغرد متسكع، ليهاجمه على لباسه الذي يظهر فيه على شاشات التلفزيون، أو على أمر لا علاقة له بالموضوع المطروح لا من قريب ولا من بعيد. قلما تجد مغرداً عربياً في « تويتر » يرد ويعلق مباشرة على الموضوعات المكتوبة، بل يذهب باتجاه آخر لمجرد الإزعاج وتفريغ مكبوتاته وأحقاده وتفاهاته الصغيرة على الآخرين. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن غالبية المشتركين في « تويتر » الذين من المفترض أن يتمتعوا بقدر من الثقافة، لا يمتلكون العقول القادرة على النقاش والأخذ والرد، فيعوضون عن جهلهم ونزقهم بالنيل من الآخرين، خاصة وأن الشتم سلاح من ليس له حجة.
وحتى لو امتلك البعض من الجيل الانترنت الحجة، فإنه قلما يختلف عن الأجيال السابقة في التعصب والتزمت، فهو لا يقل استبداداً بالرأي عمن سبقوه. لا أدري لماذا نطالب بالتغيير في العالم العربي إذا كان الجيل الجديد تكفيري تخويني بامتياز كما يظهر من مشاركاته وتعليقاته على صفحات الشبكة العنكبوتية؟
وأرجو أن لا يتنطع أحد ليقول إن برامج الحوار في التلفزيونات العربية مصابة بمتلازمة « تويتر »، لا أبداً، فعلى الأقل فإن المتحاورين في البرامج التلفزيونية يتصارعون ويتصارخون من أجل قضية. أما متسكعو « تويتر » فلا قضية لهم سوى التهريج واللعن وتقيؤ عقدهم الشخصية والاجتماعية على بقية المغردين.
هناك مثل صيني رائع يقول: « العقول الكبيرة تناقش في المبادئ، والعقول المتوسطة تناقش في الأشياء، والعقول الصغيرة تناقش في الأشخاص ». فما أقل العرب الذين يتناقشون في الأشياء والمبادئ على « تويتر »، وما أكثر العربان الذين يُهملون القضايا الكبرى، ويغرقون في البذاءات والأحقاد والتفاهات والمسائل الشخصية الرخيصة!  
 
(المصدر: صحيفة « السبيل » (يومية – الأردن) الصادرة يوم 8 ماي 2011)  
 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.