الأحد، 6 أغسطس 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2267 du 06.08.2006

 archives : www.tunisnews.net


المكتب الفيدرالي معهد الصحافة:بيان احتجاجي رويترز:ستار أكاديمي تونسي لاكتشاف مواهب المغرب موقع ميدل ايست اونلاين:تلفزيون تونسي جديد لدعم التراث الموسيقي المغاربي بوراوي  الزغيدي:دفاعا  عن الرابطة في الرد على عريضة 108  ودفعا لباب الحوار الداخلى نوفل الزيادي لـ«الصباح»:من حق الرابطة عقد مؤتمرها للخروج من الأزمة الاستــاذ فيصــل الزمنــى :   هـذا هو ردنـا على السيد محمد بوشيحــة عبدالحميد العدّاسي: همسة إلى  » كبار علماء تونس  » بقلم محمد العروسي الهاني:  أحياء ذكرى خمسينية إصدار مجلة الأحوال الشخصية و تحرير نصف المجتمع (المرأة) الحبيب أبو وليد المكني: جدل حول قناة الجزيرة لن يخدم الإسلام ولا الديمقراطية قصيدة جديدة لمظفر النواب يسخر فيها من الحكام العرب و14 اذار والولد سعد الحريري والقذافي وسلطان عمان وعمرو موسى وحاكم تونس الامجد الباجي: الفرنسيس والغدر مواطــن: مشاهد من وراء خطوط النار الحنيفي الفريضي: عندما تقابل العنهجيّة الصهيونية بالتخاذل والخيانة العربيّة سمير حمدي: هل يعني اللاعنف… الاستسلام؟ توفيق المديني: المقاومة في زمن الهزيمة د. رجاء بن سلامة: نحن وحزب اللّه والهذيان التّبشيريّ عبداللطيف الفراتي :عالم.. بلا ضمير د. فيوليت داغر: قانا 2 وأخواتها .. يا للهول..! د. فيصل القاسم :متى يتخلص الشارع العربي من النفاق والتواكل؟ العربية نت:بداخلي جرح كبير وأنا أرى طفلا يموت في حضن أمه »لطيفة التونسية: لن أغني الآن إلا لـ »المقاومة العربية »


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

 لمشاهدة الشريط الإستثنائي الذي أعدته « الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين »  

حول المأساة الفظيعة للمساجين السياسيين وعائلاتهم في تونس، إضغط على الوصلة التالية:

 


المكتب الفيدرالي معهد الصحافة بيان احتجاجي
 
على اثر مسيرة الاحتجاج التي دعا إليها الاتحاد العام التونسي للشغل يوم الثلاثاء الفارط بتونس العاصمة احتجاجا على المجازر الصهيونية في حق الشعب اللبناني،قامت قوات من الأمن بالزي المدني باختطاف الرفيق توفيق العياشي عضو المكتب الفيدرالي للاتحاد العام لطلبة تونس/مؤتمر التصحيح بمعهد  الصحافة وعلوم الإخبار ومراسل قناة الحوار الفضائية والاعتداء عليه بالعنف اللفضي والجسدي واقتياده إلى جهة مجهولة أين قامت عناصر البوليس باستجوابه بعد أن افتكت منه معدات التصوير.

وأمام هذا الاعتداء الفاحش على حرية الصحافة يهم المكتب الفيدرالي أن يعبر عن الآتي. استنكاره للقمع الذي طال الرفيق العياشي ومنعه عن أداء مهمته النبيلة . استعداده الدائم لمواصلة الدفاع عن حرمة الصحفيين النز هاء وحرية الصحافة في تونس وفضح كل انتهاكات السلطة للصحافة والصحفيين التي تتواصل منذ عقود. دعوته للأطراف الطلابية التقدمية وهياكل الاتحاد العام لطلبة تونس لأخذ المواقع المتقدمة في النضال من أجل الحق في الإعلام في تونس.     عن المكتب الفيدرالي معهد الصحافة الكاتب العام صبري الزغيدي


 

ستار أكاديمي تونسي لاكتشاف مواهب المغرب

 

تونس – رويترز : تبدأ قناة « نسمة تي. في. » قبل نهاية العام الحالي بثها ، كأول قناة لتليفزيون الواقع في تونس ، والتي تهتم بنشر التراث الموسيقي المغاربي ، عن طريق برنامج مسابقات للمواهب باسم « ستار أكاديمي المغاربي ». وقال مالك القناة نبيل القروي إنه يتطلع إلى تدعيم الوحدة المغاربية على المستوى الثقافي : « إن المنطقة المغاربية تكتنز موروثاً ثقافياً هاماً ، نسعى لتفجيره من خلال القناة ، التي ستخصص مسابقات غنائية ضخمة لمشاركين مغاربة ، وستبث برامج أخرى تعني بإبراز خصوصيات شعوب المنطقة الحضارية ». وفي برنامج « ستار اكاديمي المغاربي » سيعيش مجموعة من المغنين الشبان من الجزائر والمغرب وتونس وليبيا ومغاربة مقيمين في فرنسا في منزل واحد ، ويتم تصوير مجريات حياتهم يومياً ، في الوقت الذي يتنافسون فيه للحصول على عقود لتسجيل أغانيهم ، والفوز بجوائز مالية طائلة. وسيشارك في البرنامج 14 مشاركا ، وأجرى نحو أربعة آلاف شاب تونسي الاختبارات في الآونة الأخيرة ، بينما تُجرى في باقي البلدان المغاربية اختبارات مماثلة. ويرى القروي أن الموسيقى المغاربية مازالت غير متدوالة بالشكل الكافي ، حتى في العالم العربي نفسه ، وأن الفضائيات العربية تركز على الأغنية المشرقية : « شبان المغرب العربي في حاجة لفضاء أقليمي لتفجير مواهبهم بعد أن اقتصرت الفضائيات الأخرى على بث الفن الشرقي وغاب عنها المغاربة ». وأضاف « حتى الفنانون المغاربة الحاضرون هناك يغنون مشرقياً مثل صابر الرباعي من تونس وفلة عبابسة من الجزائر ». وأشار مؤسس القناة إلى أنه سيكون جيداً أن تعيد القناة بث تسجيلات مجموعة « ناس الغيوان » المغربية على سبيل المثال لأهمية ذلك بالنسبة للجيل المغاربي الحاضر الذي لا يعرف هؤلاء الأقطاب. وتابع القروي أن « نسمة تي في » تلفزيون مغاربي يهدف إلى خلق « لغة مغاربية شعبية مشتركة بين بلدان المنطقة ».


 
 

تلفزيون تونسي جديد لدعم التراث الموسيقي المغاربي

 

شبان المغرب العربي في حاجة لفضاء اقليمي يفك عزلة تفرضها فضائيات اخرى تركز على بث الفن الشرقي فقط. ميدل ايست اونلاين تونس – قال منشئ أول قناة لتلفزيون الواقع في تونس انه يتطلع الى نشر التراث الموسيقى المغاربي في العالم وتدعيم الوحدة المغاربية على المستوى الثقافي. وقال رجل الاعمال التونسي نبيل القروي ان المنطقة المغاربية تكتنز موروثا ثقافيا هاما سيسعى لتفجيره من خلال قناته التي ستخصص مسابقات غنائية ضخمة لمشاركين مغاربة وستبث برامج اخرى تعني بابراز خصوصيات شعوب المنطقة الحضارية. وسيبدأ في وقت لاحق هذا العام ارسال اول قناة « نسمة تي في » وهي فضائية تعنى باستقطاب مشاركين مغاربة في برامج غنائية. وفي البرنامج ستعيش مجموعة من المغنين الشبان من الجزائر والمغرب وتونس وليبيا وأيضا مغاربة مقيمين في فرنسا في منزل واحد معا ويتم تصوير مجريات حياتهم يوميا في الوقت الذي يتنافسون فيه للحصول على عقود لتسجيل اغانيهم والفوز بجوائز مالية طائلة. ومثل هذه البرامج اصبحت تثير طموحات عدد كبير من الشبان العرب سعيا لتحقيق حلم الشهرة والنجومية. لكن منذ انطلاق هذه البرامج في الفضائيات العربية لم يتوصل اي مشارك مغاربي الى الفوز في المسابقة وكان الفائزون في اكثر الاحيان من الخليج. وتبلغ تكلفة هذه القناة نحو 30 مليون دينار وفقا للقروي. ويرى القروي أن الموسيقى المغاربية مازالت غير متدوالة بالشكل الكافي حتى في العالم العربي نفسه وان الفضائيات العربية تركز على الاغنية المشرقية. ومضى يقول « شبان المغرب العربي في حاجة لفضاء اقليمي لتفجير مواهبهم بعد ان اقتصرت الفضائيات الاخرى على بث الفن الشرقي وغاب عنها المغاربة ». واضاف « حتى الفنانون المغاربة الحاضرون هناك يغنون مشرقيا مثل صابر الرباعي من تونس وفلة عبابسة من الجزائر ». وسيشارك في البرنامج « ستار اكاديمي المغاربي » 14 مشاركا من ليبيا وتونس والجزائر والمغرب ومغاربة في فرنسا. وأجرى نحو اربعة الاف شاب تونسي الاختبارات في الاونة الاخيرة بينما تجري حاليا في باقي البلدان المغاربية اختبارات مماثلة. وستبث القناة برامجها على القمر الصناعي هوت بيرد ونايل سات. واشار مؤسس القناة انه سيكون جيدا ان تعيد القناة بث تسجيلات مجموعة ناس الغيوان المغربية على سبيل المثال لاهمية ذلك بالنسبة للجيل المغاربي الحاضر الذي لا يعرف هؤلاء الاقطاب. وبالمنطقة المغاربية العديد من الانماط الموسيقية التراثية المتميزة مثل موسيقى الراي الجزائرية والمألوف التونسية والقناوة المغربية. وقال القروي ان « نسمة تي في » تلفزيون مغاربي يهدف ايضا الى خلق « لغة مغاربية شعبية مشتركة بين بلدان المنطقة ». ولا تزال انشطة اتحاد المغرب العربي الثقافية والاقتصادية محدودة للغاية. (المصدر: موقع ميدل ايست اونلاين  بتاريخ  4  أوت 2006 )


 

دفاعا  عن الرابطة

في الرد على عريضة 108  ودفعا لباب الحوار الداخلى

 

تتواصل الحوارات بين مكونات الرابطة من  قاعديين وقيادة واصدقاء حول مصير الرابطة ومستقبلها في ضل تعنت وانغلاق السلطة تجاه كل مكونات المجتمع المدني الوطني.   ولان قضية الرابطة لا تهم فقط   قيادتها ولان معالجة الأزمة المستفحلة لا   تهم رموز الرابطة والمتقاضين مع القيادة بل تهم اساسا  منخرطيها وقواعدها فالدعوة مفتوحة للجميع  النقاش الحر والمسؤول من اجل اخراج الرابطة من عنق الزجاجة ودفعها لتقوم  بدورها الطبيعي في الدفاع عن   ضحايا الانتهاكات وحقوق الانسان.   وحتى يكون الحوار منهجيا لابد من طرح السؤال المحرق..ماذا يريد كل منا من الرابطة بعيدا عن تعويم الشعارات ورفعها للاستهلاك.  هل الرابطة حزب سياسي ام تجمع احزاب معارضة وهل دور الرابطة تعويض الاحزاب عن غبنها السياسي وضعفها وعدم الاعتراف بها..هل الرابطة عدو للسلطة القائمة-اية سلطة-..هل الرابطة ملك لطائفة سياسية تكون احيانا اغلبية فتمارس الاقصاء وتكون احيانا اقلية فتمارس الهروب للامام وغلق المنافذ والدفع للمجهول. هل الرابطة هياكل مسؤولة امام منخرطين ام منخرطون تابعون للقيادة..   كل هذه الاسئلة لا بد ان تطرح للحوار وتناقش بين المنخلرطين بدون حواجز وبدون محرمات والان وهنا..فلا مجال للقول ان الظرف غير   مناسب وان المواجهة مع السلطة لا تسمح بطرح الغسيل الداخلى فتصبح الرابطة مثل الشعب العراقي محروم من طرح قضية الديمقراطية منذ 40 عاما لانه في حالة حرب منذ 40 عاما….   هل ان الرابطة فعلا سجينة المواجهة مع السلطة فقط ام ان هنا ك ممارسات وسياسات جعلت  قضية الممارسة الداخلية والمركزية المفرطة وتقاسم السلطات والمصالح والقرارات الارتجالية احيانا ملفا مسكوت عنه في انتظار التسوية التي طالت..وهل ان التسوية ممكنة اصلا اذا كانت حالة الرابطة الداخلية  مرضية ومهترئة لدرجة انعدام التواصل بين المكونات واستفحال التفرد بالقرار وسيطرة الراي الواحد داخل اسوار الرابطة المغلقة وعزلة القيادة عن القاعدة العريضة بحكم استبداد السلطة واحكام غلقها لمنافذ التواصل ورفض أي حلول تفاوضية عبر التخفي وراء احكام قضائية مسلطة على الرابطة.   فالكل يعرف ان السلطة السياسية وقفت ضد الرابطة دوما وحاولت كسر عضامها  اكثر من مرة وحسمت امرها معها منذ اليوم الاول بعد المؤتمر الخامس حين صرح مدير جزب السلطة يومها ان المؤتمر الخامس وكل ما ترتب عنه مرفوض. وتعددت تدخلات السلطة في شؤون الرابطة منذ ذلك التاريخ عبر صنائع الحزب الحاكم داخل الرابطة عن طريق القضايا المرفوعة في قابس  وصفاقس وتونس العاصمة..كان هذا السيناريو القبيح يحبك في دور الحزب الحاكم وكانت القيادة الشرعية للرابطة تحاول فرض قرارات المؤتمر واحيانا  قرارات الهيئة المديرة دون التفطن الى ان السير في هذا النهج التصعيدي سوف يؤول بالرابطة الى ما وصلت اليه. واكاد اجزم ان اطرافا  داخل الرابطة كانت تدفع للمواجهة  العسكرية مع السلطة متناسية طبيعة الرابطة والقوى الموجودة فيها ودرجة استعدادها  .   وهذه الاطراف الرابطية قرات الواقع قراءة خاطئة مرة اخرى واعتقدت خطا ان التعويل على الجهد الذاتي  للقيادة ودعم  شبكات حقوق الانسان في الخارج وبعض القوى السياسية كاف للضغط على السلطة متناسية ان قدرات القيادة المعزولة عن منخرطيها ضعيفة وان دعم  شبكات الخارج موسمي وان  القوى السياسية الداعمة هي نفسها في حاجة للدعم.. كل هذا تفاعل وانتج وضعا متازما لا مخرج منه على المستوى المنظور فقرارات القضاء تتوالى ولن تربح الرابطة قضية من القضايا اطلاقا وهذا  مفهوم.. ما العمل…ما العمل  والهيئة المديرة معزولة  بحكم الواقع والفروع غائبة تماما وشرعية انتخابها وتجديدها مطروحة بعد استكمال مدتها والمنخرطون نسيوا   تاريخ اخر انخراط في الرابطة وبعضهم نسي الرابطة اصلا… ما العمل…والسلطة ماضية في مسلسل الاغلاق والانغلاق ورفض الحوار…هل ندفن رؤوسنا في الرمال  ونؤبد الحالة المتردية التي نعيشها جميعا ام نفتح الحوار للجميع مع الجميع ونؤسس فرصة عملية للمنخرطين والاصدقاء لابداع صيغة تقبلها جميع الاطراف للخروج بالرابطة من مستنقع الركود وتؤسس لمرحلة جديدة تمارس فيها الرابطة دورها الحقوقي في استقلالية  تامة عن الجميع. هذا ممكن.. اذا تسلح الرابطيون بالثقافة الرابطية واذا حسموا نهائيا امرهم في خيار التمسح الذليل للسلطةو جعل الرابطة هيكلا تابعا للداخلية وفي خيار جعل الرابطة حصان طروادة لا يصلح سوى لركوب المعارك الخاسرة.او قميص عثمان لا يصلح   سوى لتابيد الشرعية الزائفة…   بوراوي  الزغيدي منخرط في الرابطة جبنيانة 

 
      

تعليق حول نص » دفاعا عن الرابطة « 

 
 

ان قراءة  هذ ا النص تؤدي بالضرورة الى الوقوف بجدية على واقع الأزمة الذ ي تتخبط فيه الرابطة منذ سنوات كما أن هذ ا اانص يدفع منخرطي و مناضلي الرابطة و خاصة قواعدها الى الحوار حول الأسباب العميقة التي أدت الى حالة الإنغلاق التي تعيشها الرابطة كقيادة وكفروع كما يدعو نشطاء حقوق الأنسان للتباحث حول أمكانات الخروج من هذ المأزق تنضيميا  و ذ لك  عبر عقد المؤتمر السادس بعد طرحه كل الإشكالات و الوقوف عند المعوقات التي حالت دون انجاز المؤتمر السادس ,وقد شخص هذ ا النص تشخيصا واقعيا أمراض الرابطة المزمنة وانتهى الى تصور عملي لمواجهة هذا الوضع المتازم ووجه نداء من اجل  فتح حوار للجميع مع الجميع دون اقصاء و ذلك قصد ابداع  صغة تقبلها كل الأطراف .                                                                       كل ذلك من أجل رابطة نشيطة فاعلة متفاعلة خدمة لحقوق الإنسان و صيانة  للحريات بعيدا عن كل توضيف مستقلة عن جميع الجهات السياسية و الخارجية .                                                                                                     عاشت الرابطة حصنا حصينا للحريات مدافعة عن الحقو ق و مستقلة. المكي الجزيري صفاقس 


الوجه الحقوقي نوفل الزيادي لـ«الصباح»:

من حق الرابطة عقد مؤتمرها للخروج من الأزمة ولمنخرطيها حقوق وواجبات في الحفاظ على استقلاليتها

 

فتح باب الانخراطات للأجيال الجديدة والطاقات الصادقة حتى لا تبقى حكرا على بعض الأشخاص والمجموعات تونس ـ الصباح : تتواصل في الاوساط الحقوقية والسياسية ردود فعل متباينة على عدد من المبادرات التي تهدف الى اعادة تفعيل دور الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان.. وايجاد مخرج لازمتها الحالية.. حتى تواصل رسالتها في نشر ثقافة حقوق الانسان ومتابعة ملف الحريات العامة والفردية.. في هذا السياق اتصلنا بالسيد نوفل الزيادي الامين العام للاتحاد العام لطلبة تونس سابقا وعضو الهيئة الوقتية لمتباعة الطعن المؤسساتي لفرع الرابطة باب بحر الذي يرأسه الاستاذ محمد الصالح التومي المحامي.. فكان هذا الحوار:

أرضية المؤتمر

* أولا ما جديد مبادرتكم؟ ـ أولا أريد أن أسجل أن القناعة التي تقودنا هي الحفاظ على الرابطة والمساهمة الفعالة في خروجها من أزمتها وانجاز مؤتمرها.. كانت هذه قناعتنا منذ أن شرعنا في مناقشة فحوى هذا النداء المبادرة مع عدد من مناضلي الرابطة من بينهم الاخوة مراد علالة والهادي الشمنقي وعبد الرؤوف النصيري ورشيد النجار ونجيب شلوف وحسان التوكابري والمكي الجزيري وعمران حامدي وعبد الرحمان كريم وعلي الحمروني وعادل الحاج سالم والمنصف الوهايبي ولسعد الجموسي ومنيرالعيادي والحبيب الشابي.. .. وبالتشاور مع قدماء الرابطة ومناضليها وبعض الشخصيات الوطنية.. والجديد هو متابعة حملة الاتصالات والمناقشات على المستوى الجهوي ونفكر جديا في تنظيم لقاء نعمق فيه ماورد من ثوابت في نص النداء..  ومواصلة التشاورفي كيفية التفاعل مع الهيئة المديرة حتى نوفر الارضية الملائمة لعقد المؤتمر الوطني تحت اشرافها لكن في مناخ افضل.. العلاقة مع القدماء * هل لديكم اتصالات حاليا مع القدماء؟ ـ نحن  بصدد الحوار مع القدماء  الصادقين الذين تفاعلوا ايجابيا مع مبادرتنا والتقوا معنا حول ثلاثة مبادئ رئيسية هي بالخصوص: ـ ضرورة عقد المؤتمر الوطني لضمان خروج الرابطة من ازمتها تحت اشراف الهيئة المديرة ـ احترام  القانون الاساسي والنظام الداخلي للتوصل الى الحل المشرف والمرضي ـ احترام ارادة كل المنخرطين واستقلالية القرار الرابطي.. الخلافات ليست وليدة اليوم * عمليا بماذا تتميز مبادرتكم عن بقية المبادرات المقترحة حاليا؟ ـ أولا أود أن اذكر أن الخلافات داخل الرابطيين ليست وليدة اليوم.. بل هي امتداد لمسار كامل من النقد الذاتي البناء.. وأذكر أن الملاحظات النقدية برزت منذ انعقاد المؤتمر الخامس في أكتوبر2000 بفندق أميلكار.. فقد وقع يومها 66 مؤتمرا (بينهم أعضاء في الهيئة المديرة الحالية والمجلس الوطني والفروع) على عريضة داخلية طابت بالخصوص بـ«ضرورة ارساء علاقات ديمقراطية بين مختلف هياكل الرابطة ومناضليها على اساس سيادة الجلسةالعامة (أي المؤتمر) دون مصادرة حق الاقلية في التعبيرعن رأيها بكل حرية».. مع التأكيد على «ضرورة استقلالية الرابطة على كافة المستويات ومنها المستوى المالي.. وذلك بالاعتماد على الموارد القانونية وعدم اللجوء الى مصادر تمويل أخرى محلية أوخارجية.. لما لذلك من تاثير سلبي على قرار الرابطة ومصداقيته».. ونحن لا نزال نتمسك بفحوى تلك العريضة التي اعتبرت مطالبها أن من شروط اضطلاع الرابطة بمهمتها كاملة «الوقوف ضد كل التجاوزات والانتهاكات لحقوق الانسان»..كما يعرف جميع الرابطيين أن عددا آخرمن العرائض والبيانات والمراسلات الداخلية وجهت الى الهيئة المديرة طوال الاعوام الستةالماضية.. وكان الدافع اليها تدارك الثغرات والنقائص والتحفظ على مختلف التجاوزات للقانون الداخلي والنظام الاساسي.. اعتراض على الدمج * يتضح من خلال مبادرتكم أنكم تعتبرون الهيئة المديرة الحالية شرعية فماهو خلافكم معها اذن؟ ـ خلافنا معها ناجم عن كونها فرضت دون موجب قرار دمج العديد من الفروع..  واعتبرت أن قرار الدمج «جزء من عملية اعادة هيكلة الرابطة.. واستجابة للارادة القاضية بايجاد فنيين لحقوق الانسان يمكن تغطية احتياجاتهم من التجهيزات والمطبوعات ومصاريف الندوات والتنقلات والسفرات».كما جاء في تصريح رئيس الهيئة المديرة لجريدة الموقف في 24 أكتوبر 2003.. والذي أورد فيه حرفيا «ان الرابطة أبرمت سنة 2002 مع الاتحاد الاوروبي برنامجا لتمويل اعادة هيكلة الرابطة يتمثل أساسا في تمويل كراء مقرات لـ11 فرعا من فروعها وتنظيم دورات تدريبة في مجال اختصاصها».. وحسب رأينا فان وضع الرابطة يقتضي على العكس دعم اشعاعها عبرنشرها لثقافة حقوق الانسان وتوسيع قاعدة منخرطيها مع استيعاب الاجيال والطاقات الجديدة.. وبعث فروع لها في كل المعتمديات وفقا لنظامها الداخلي.. وليس عبر دمج الفروع والتنقيص من عددها بصورة فوقية.. العلاقة مع الهيئة المديرة.. انتهاكات للنظام الداخلي والقانون الاساسي * لكن لماذا تصرون على معارضة قرار دمج بعض الفروع والهيئة المديرة تبرره بنقص عدد المنخرطين في عدد منها؟ ـ أولا بالنسبة للعديد من الفروع ومنها فروع باب بحر وتونس المدينة ونابل والحمامات.. فان لكل منها أكثرمن خمسين منخرطا.. علما أن شرط وجود خمسين منخرطا قائم عند التاسيس ولا يبرر حل الفرع بعد سنوات من عملها..فضلا عن كون الهيئة المديرة لم تمكن الفروع منذ 1994 من بيع انخراطات جديدة..  وهو ما يتعارض مع الفصل الرابع من النظام الداخلي.. كما أن الدمج تسبب في انتهاك آخر للفصل الرابع من خلال تعيين شخصيات من خارج الدائرة الترابية بينما ينص الفصل الرابع بوضوح على « ان المنطقة الترابية للفرع هي المعتمدية»..  وجرت عملية الدمج دون استشارة الفروع بخلاف ما ينص عليه النظام الداخلي.. وبالنسبة لفرعنا في باب بحر فقد وجه الرئيس محمد الصالح التومي والاستاذ الهادي الشمنقي مع مجموعة من المنخرطين من فرعي تونس المدينة وباب بحر رسالة الى الهيئة المديرة والمجلس الوطني تعارض الدمج ونقلة المنخرطين من فرع الى آخر ومن ولاية الى ولاية لأسباب انتخابية ظرفية.. كما عبرنا عن نفس الموقف خلال الجلسة العامة.. وتقدمنا بطعن مؤسساتي رسمي وقعه 25 مؤتمراعارضنافيه قرار الدمج الفوقي.. وأعلنا أننا لن نلجأ الى القضاء لحل الخلاف مع التمسك برفض شرعية الهيئة المنبثقة عن تلك الجلسة العامة غير القانونية.. واعتبرنا أن الحل هو عقد مؤتمرين منفصلين مثلما ينص على ذلك القانون.. انتـقــادات * لكن من بين قدماء الرابطة من انتقد مبادرتكم باسلوب حاد أحيانا وشكك في استقلاليتكم؟ ـ ان أسلوب التجريح المعتمد من قبل أقلية من القدماء لا يتماشى واخلاقيات الرابطة ومنهجها ورسالتها وطموحات منخرطيها.. خاصة أن الرد الذي سمعناه من أحد القدماء لم يناقش محتوى المبادرة ولم يتفاعل مع العناصر الجديدة فيها بل استخدم عبارات ثلب في محاولة لتعقيد الازمة وتأبيدها.. بينما هدف مبادرتنا هو البناء والمضي في عقد المؤتمر بعيدا عن مزايدات دون المستوى..  وعدم اعتماد التجريح والتشهير وأساليب الكيد والتآمر.. وهدف مبادرتنا تطبيق القانون وإلزام الهيئة المديرة بان تكون مؤتمنة عليه لا متحدية له.. والصادقون يعرفون عراقة الموقعين على المبادرة في النضال الحقوقي والسياسي والنقابي ولسنا في حاجة الى شهادات من هنا وهناك..  فنحن أصحاب المبادرة الموزعين على أكثر من 20 فرعا والتي تجاوزت امضاءاتها على المبادرة 150 امضاء.. نعبر عن كلمتنا ومواقفنا بصورة حرة ولا نخشى لومة لائم.. نحن نريد أن نعمق الديمقراطية الداخلية وأن نغذيها.. وفتح باب الانخراطات للاجيال الجديدة والطاقات الصادقة حتى لا تبقى حكرا على بعض الاشخاص والمجموعات.. نحن نريد أن نناقش وظيفةالرابطة ورسالتها لأننا نؤمن أن دور الجمعيات المستقلة يختلف عن دور الاحزاب السياسية.. ومن أولويات الحقوقيين الدفاع عن الالتزام المدني والعقلانية في كل المجالات.. انتقادات مردودة على أصحابها * اتهم البعض مبادرتكم بكونها موالية للسلطة.. أو أن السلطة هي التي حركتها؟ ـ نحن نتمسك بالاستقلالية التامة للرابطة والمجتمع المدني عن السلطة وعن كل الاحزاب السياسية.. ولنا تجربة ثرية في فهم الاستقلالية المالية والتنظيمية واستقلالية القرار.. وأسلوب التشويه الذي قد تسمعه هنا وهناك لا يؤثر فينا بل يزيدنا اصرار على مواصلة تحركنا من اجل عقد المؤتمر ومن اجل بقاء الرابطة مناضلة من اجل الحريات.. فهل من يعتمد على ارادة المنخرطين ويؤكد على شرعية الهيئة المديرة وعلى ضرورة اداء رسالتها بشكل شفاف ودون ولاءات ويدعوها الى تحكيم القانون الأساسي والنظام الداخلي لحل الخلافات الداخلية موال للسلطة؟ وهل من يتوجه لتوفيق بودربالة وعبد الوهاب الباهي وحمودة بن سلامة  وسعدون الزمرلي وغيرهم من الرابطين القدامى لدعم الاحتكام للقاعدة وللحل من داخل الرابطة يعتبر تابعا للسلطــــــة؟ هل من يدعو السلطة علنا للتفاعل الايجابي مع رسالة الرابطة نال من استقلاليتها في حين توجهت الهيئة المديرة بعدة مبادرات في اتجاه السلطة؟ نحن توجهنا بنداء الى المنخرطين والى الهيئة المديرة والى القدماء المخلصين والى السلطات التونسية وليس الى جهات أجنبية طالبين دعمها.. وما الحرج اذا لقيت مبادرتنا صدى ايجابيا لدى جميع الاطراف بما في ذلك السلطة؟ أليس هدفنا الحقيقي ـ ان كنا صادقين ـ الحفاظ على الرابطة حتى تبقى مكسبا ومنارة في الدفاع عن حقوق الانسان؟ نحن ننتظر ردا ايجابيا من الهيئة المديرة ومن كل الاطراف المعنية بالشأن الرابطي وسنواجه أساليب التشويه والتجريح والارهاب المعنوي.. مهما كان مصدره بكل جرأة وتماسك. كمال بن يونس (المصدر: صحيفة الصباح التونسية بتاريخ 5 أوت 2006)

 


 

الاستــاذ فيصــل الزمنــى :   هـذا هو ردنـا على السيد محمد بوشيحــة

 

  فى وقت كنـا نتوقع فيه من  » الامين العـام  » لحزب الوحدة الشعبية وقفة تأمل … و مراجعة لجميع الكوارث التى يعرفهـا الحزب … و فى وقت طـالبنـا فيه باحترام النصوص التنظيمية للحزب و منـاضليه … فاجأنـا السيـد  » الامين العـام  » لحزب الوحدة الشعبية بتصريحـاته لجريدة الشروق و التى أكد فيهـا على مـا يلـى :                 1 ـ وقوع الانتخـابات داخل الحزب فى اطـار الشفافية الكـاملة .                 2 ـ مصـادقة المؤتمر على التصرف المـالي .                 3 ـ و جود تقرير مـالي يتعلق بالتصرف فى أموال الحزب .                 4 ـ أن الحزب لم يتلقى و لو عملية طعن واحدة فى نتيجة انتخـابات الهياكل .                 5 ـ أن السيد  » الامين العـام  » و أفراد عـائلته يتمتعون بكفـاءة نضـالية عـالية ميزتهم عن بـاقى منـاضلي الحزب و هو مـا بوءهم للتحصل على أعلى نسبة من الاصوات .   ان الرد على السيـد  » الامين العـام  » قد يجعلنـا بسهولة نتوجه ـ لا سمح الله ـ  الـى التجريح و الى اخراج المخفي…. من التجاوزات … لكننـا و فى الوقت الذى خرجنـا فيه من تجربة مريرة بالاتحـاد الديمقراطى الوحدوي فاننـا أكثر العـالمين بأثـار التطـاحن و المواجهـات المبـاشرة على العمل السياسي المعـارض .. و بمجرد معـاينة لحـال الوحدوي الديمقراطى اليوم …  يمكننـا التأكد من أن المواجهـات لا تفيد الاحزاب السيـاسية بقدر مـا يفيدهـا الحوار و النقـاش …. و اننى أدعو مرة أخرى  » الامين العـام  » لحزب الوحدة الشعبية بعدم سلوك سيـاسة الهروب الـى الامـام و ذلك لان التجربة علمتنـا بأن هنـاك جدار … سميك بأخر الطريق … و أن كل من يخـالف التوجه الديمقراطى … و يتجـاوز المنـاضلين الصـادقين لا بد لـه من الاصطدام بالجدار … طـال الزمـان أم قصر … و عندهـا لن ينفعه انتهـازى جـالس بقربه …يزين لـه الغلط  و كذاب… و منـافق … يحفران  لـه من تحت مقعده  فى ضحك و لعب…..   و لـذلك و قبل الاعـلان عن أسمـاء أعضـاء لجنة التحقيق الوطنية التى شكلت من أجل التحقيق فى جميع التجـاوزات التى حصلت بالحزب فاننى أدعو  » الامين العـام  » للمرة الاخيرة الـى تدارك الوضع العـام بالحزب قبل فوات الاوان ….   اننى أدعو السيد محمد بوشيحة الـى الوقوف اجلالا لمنـاضلي حزب الوحدة الشعبية و رجـالاتــه عبر التـاريخ القريب …. و أن يقرأ هـذه الكلمـات فى وقت يستحضر فيه أسمـاءهم … لان الكرسي الذى يجلس عليه السيد بوشيحة … قد دفع ثمنه شباب الوحدة الشعبيـــــة و قياديهـا فى السبعينــــات ثمنـا غـاليا من أعمـارهم … و صحتهم … و مستقبلهم … و نحن اذا انخرطنـا فى حزب الوحدة الشعبية .. فلاننـا يحدونـا أمل الوفـاء لهؤلاء… و لربمـا اعـادة الروح التى أمنوا بهـا لهـذا الحزب …. كل ذلك فى وقت كـان فيه البعض فى تلك الفترة … على رأس بعض الشعب الدستوريـة ….   كمـا أدعو السيد  محمد بوشيحة الـى الجواب على الاسئلة التـالية و لو كـــــان ذلك بينه و بين نفســـه … و اننى و لئن كنت على يقين من الجواب فاننى أعرف كـامل العلم أن هنـاك من سينقض على هـذا المقـال …. و يقرأه للسيد محمد بوشيحة كمـا هي العـادة … ثم يعطيه جوابـا …. ليدفعـــه الـى الامـام … ليمنحه حبـلا قصيـرا …. يتمسك بـه …. و المستقبل القريب… حسب اعتقـادى سوف يكشف عمـا يخفيه أخر الحبــل ……   لذلك فاننـى أسأل السيـد محمد بوشيحـــــــــــة :                     1 ـ هل تم انتخـاب اعضـاء المجلس المركزى فى اطـار الشفـافية . ؟                   2 ـ من كـان حـاضرا عند فتح صندوق الانتخـابات و فرز الاصوات ؟                   3 ـ أين تم فتح الصندوق .؟                   4 ـ هل تم احترام النظـام الداخلي للحزب لدى الترشحـات .؟                   5 ـ هل هنـاك محضر جلسة للجنة التثبت من الترشحـات .؟                   6 ـ هل هنـاك لجنة للتثبت من الترشحـات .؟                   7 ـ هل هنـاك تقرير مـالي .؟                   8 ـ هل هنـاك وثـائق للتصرف المـالي بالحزب .؟                  9 ـ هل تم عرض التقرير المـالي على  » المؤتمرين  » ؟                  10 ـ هل أن جميع المؤتمرين هم من منـاضلي حزب الوحدة الشعبية ؟                  11 ـ هل تـابع السيـد  » الامين العـام  » جميع أعمـال المؤتمر ؟                  12 ـ لمـاذا حضر أحد الاطبـاء ليلا الى النزل الذى احتضن المؤتمر ؟                  13 ـ هل تم ترسيم جميع المؤتمرين الشرعيين و السمـاح لهم بالدخول ؟                  14 ـ هل صحيح أن هنـاك من احتل مقرات الحزب بتونس صبـاح المؤتمر ؟                  15 ـ لمـاذا شكل المتصرفون بالحزب مليشيـا حزبية لتسيير المؤتمر؟                  16 ـ كم عدد الاستقـالات من الحزب بعد الكـارثة التى سميتموهـا  » مؤتمرا  » ؟                   هـذه دفعة أولى من الاسئلـة سوف نتوقف عندهـا لنتــــرك المجـال للسيــــد  » الامين العـام  » للجواب … و تأكد سيدى  » الامين العـام  » أن هنـاك دفعـات أخرى من الاسئلة قـادمة …. و نحن لا زلنـا نتمنى أن نعتنى بغسيلنـا داخل جدراننـا … لكن يبدو أن سيـاسة الهروب الى الامـام التى نعرف جيدا من يقف وراءهـا …. سوف لن تترك مجـالا لانقـاذ المركب….   و من أجل كل ذلك و كمفتحـات لاعمـالنـا نتولى هنـا نشر النص الكـامل للرسـالة التى توجه بهـا أعضـاء مجموعة نـابل الـى السيد الامين العـام عشية انتخـاب مـا سمـاه مجلسـا مركزيـا …. و هي لعمري أكثر من طعن فى نتيجة الانتخـابات الاولية … لمـا سمي مجلسا مركزيـا … فكيف تقول سيدى الامين العـام أنك لم تتلقى طعنـا …. ؟؟؟؟                                          النص الكـامل للرسـالة التى توجه بهـا أعضـاء                                        مجموعة نـابل للسيد  » الامين العـام  » عشيــــة                                             انتخـاب مـا سمي  » مجلسا مركزيـا  »      حــزب الوحــدة الشعبيــة          جــامعــة نــابل    » جـامعة امحمد عيسى  »                                                    نـابل بتـاريخ : 29 أفريل 2006 

مـــذكرة توضيحيــــة الـى الامــــانة العــــامة لحــــزب الوحــدة الشعبيـــة

  السيـد الاميـن العــام . يسعدنـــــا أن نتوجــــه لكم بالتحيـة بعد رجوعكم الـى أرض الوطن( 01 )  راجين من الله أن يديم عليكم الصحة و العـافية .و أن يوجهكم الـى مـا فيه خير الحزب و المنـاضلين من أجل أن يلعب الحزب الدور المطلوب منه على المستوى الوطنى و الاقليمى و العربي و لمـا لا العـالمى . السيــد الاميـن العــــام . ان مجموعـة نـابل عندمـا قررت الانخراط بحزب الوحدة الشعبية , لم تقرر ذلك بموجب رغبة فى امتطـاء مصلحة أو تحقيق مشروع ذاتى رخيص … ان مجموعتنـا أكدت عبر النضـالات التى خـاضتهـا أنهـا تكـاد تكون المجموعة الوحيدة بالبلاد المتمـاسكة و التى ترفض توظيف العمل السيـاسي لخدمة الاغراض الشخصية و ترفض مبدأ الانقسـام و ادخـال التفرقة على المـــــؤسسات الوطنية و هي لـذلك و عندمـا دخلت حزب الوحدة الشعبية قد دخلت نتيجة قنـاعـات و اقتنـاع بنضالات و أدبيـات حزب الوحدة الشعبية و ممـارسة ميدانية لبعض منـاضليه و مؤسسيـه .   السيـد الاميــن العــام . اننـا لا يمكننـا أن نتجـاوز الجلسة الاولى التى عقدنـاهـا مع السيـد الامين العـام بنزل  » الكيوبس   » بنـابل قبل دخول الحزب و ذلك عندمـا تولينـا شرح توجهـات مجموعـة نـابل … و تعهد الامين العـام صراحة بدعم مجهودات أطراف المجموعة فى مقـاومة الرشوة و الفسـاد بالجهــة و الوقوف ضد من يوظف الادارة الجهوية لخدمة مصـالحــــه و التــــزم الاميـــن العـام بذلك صراحة و أكد للسيد ……….بن …… ( المهندس المعمـارى ) مثلا أنه سيمضى الـى الامـام الى جـانبه فى مشروعه …..  لقد كـان انخراطنـا بالحزب من أجل تبنى مشترك للقضـايا الشعبية و قد تولينـا التأثير على رفـاقنـا الذين رفضوا الانخراط بالحزب من أجل انجـاز قـائمة للانتخـابات البلدية … و ضمت القـائمة مبـادرة شعبية بنـابل تحت شعـار حزب الوحدة الشعبية و بذلك دخل أول مرة حزب الوحدة الشعبية مدينـة نـابل …. و نحن نتمنى ألا تكون تلك المرة هي المرة الاخيرة ..  .   السيــد الاميــن العــام . اننـا و لئن نكتب لكم هـذه الكلمـات ,فان ذلك يعود لاننـا نريد اصـلاح مـا أمكن … و سدم الثقوب التى حدثت بمختلف جوانب السفينـة .. لانقـاذهـا من الغرق … و اننـا لذلك نطـالبكم بقراءة مـا يكتب هنـا من بـاب المسؤوليـة و ليس من بـاب الانفعـال .و من بـاب التبصر للمضي الـى الامـام و ليس من بـاب الخوف من المستقبل و النظر الـى مجموعة نـابل و كأنهـا مجموعة انتحـاريـة جـاءت لتخرب .   ان أول حضور رسمى للحزب بنـابل .. قد جـاء فى افتتـاح الحملة الانتخـابية البلدية بمدينـة نـابل … الا أن نتيجة الانتخـابات البلدية قد جـاءت باقصـاء مجموعة نـابل … و نحن سيدى الامين العـام نعلم بالضبط كمـا تعلمون انتم و نعلم مـا تعلمونـه أي كيف تم هـذا الاقصـاء و تحت أي ضغط …؟و بأي ثمن لكي لا نقول صفقة …  و نحن لن ننسى تلك الامسية التى قضينـاهـا بمقر ولاية نـابل ننتظر الوصل النهـائي… و أنتم تتصلون بالاستاذ ……. ……..  عبر الهـاتف لتطـالبوه بتغيير رئيس القـائمة …   ثم جـاءت نتيجة الانتخـابات … و أقسيت قـائمة نـابـــــل و تولينـا الطعن فى نتيجــــة الانتخـابــــات … و مـارستم علينـا جميع الضغوط من أجل سحب الطعن … فى وقت تعرض فيه أحد منـاضلينا الـى العنف بالمدينــة ….   ان السلطة بمـا مورس علينـا … كـانت أرحم من الحزب  … فطعننـا فى نتيجة الانتخـابات لم يرفض الـى حد السـاعة … لكنكم أنتم عبرتم عن رفضكم لـه …. و لعل الاستاذ …….  ……  ……… محق عندمـا صدع فى الجلسة العـامة للمؤتمر قـائلا ( … اذا اليوم تعمل في هـذا .. ! غدوة كيف اتولى فى السلطة.. امـالا اتحطنى فى الحبس .. ؟ ) …. و أمـام تبنى المؤتمر لطعننـا بالتصفيق و الهتـاف فنحن نعتبر أنفسنـا اليوم قد خطونـا خطوة صـادقة الـى الامـام و دخلنـا مرحلة حـاسمة من النضـال الديمقراطى و نحن نتطلع الـى انضمكـامكم الـى قرار المؤتمر علمـا بأننـا لسنا لا تنسيقيين و لا وقتيين … فنحن جـامعـــــة كـاملة و امضـاءكم و ختمكم الكريم … كباقى اجراءات التئـام مؤتمر الجـامعة القـانونيـة … شاهد على ذلك .   ثم جـاء المؤتمر…. و تقدمنـا بوثيقة لاعـداده شهد الامين العـام نفسه فى جلسة المجلس الوطنى المنعقد بمدينة سوسـة  أنهـا وثيقة هـامة جدا قـائلا ( هـذه وثيقة هـامة و أكبر حتى من المؤتمر …) و الكلام للامين العـام … و ليس لنـا … ثم فوجئنـا بالوثيقة كـاملة تحجب عن المؤتمرين كمـا لم نشـارك و لم تقع دعوتنـا الـى أعمـال اللجـان التى أعدت مشـاريع اللوائح ..التى اتضح فيمـا بعد أنهـا ليست مشـاريع بل هي اللوائح نفسهـا اذ منع على المؤتمرين تغيير أي شيئ بهـا ….   كمـا استبعدنـا من التنظيم الميدانى و الفعلي اذ أننـا و فى الوقت الذى لنـا فيه كـاتب عـام معلوم و موجود و هو الاستاذ  ….. ……. ……   فانه لم يقع الاتصـال به اطـلاقـا و تم الاتصـال  بموجب مكـالمة هـاتفية بالاستاذ……  ……..    بعد أن انتصب السيـد ……………. بنزل  » الكيوبس  » بنـابل  و أنهى أشغـال الاعـداد المـادى تقريبـا … و قال بالحرف الواحد للاستاذ ……… ……… أن الامين العـام سوف يحضر خلال نصف سـاعة فان كنتم ترغبون فـى الحضور فمرحبا بكم … و برغم ضيق الوقت فقد حضر السيد ……. بن …….. على العين . و تصرفنـا كمـا لو أن ذلك لا يعنينـا و المهم أن يكون الحزب حـاضرا …. و تم استقبال السيد…….. بن ……..  بشكـــــل يتنــــــافى و ثقة الامـانــــــة العـامـــة للحــــزب فيـــه ثم و بالاتصـال بالكـاتب العـام للجـامعة الذى حضر بالنزل المعد لانجـاز المؤتمر فقد تعرض الـى نفس التصرف الغريب بمـا معنـاه اقصـاء الجـامعة من التنظيم و منعهـمـا من الاتصـال بالضيوف و قد تولى …………..  سحب الكـاتب العـام للجـامعة من الحوار مع الضيوف بكل تجـاسر .   ثم و بتـاريخ انعقـاد التظـاهرة تحت شعـار  » اليـسار و القومية  » فوجئنـا بغياب كل من له صفة بالحزب … و تم الاتفـاق بين السيد ……………… عن الحزب وبين مسؤول بالنزل على أن يبيعنـا القهوة بقيمة ثلاثة دينـارات بالنسبة للحضور و هو مـا سوف يجعلنـا لا نحضر عـددا كبيرا من الضيوف.. لغلاء الكلفـة …الا أن علاقـاتنـا و الحمد لله تجــــــاوزت هـذا المسؤول و تجـاوزت من اتفق معه لكوننـا بمدينـة نـابل ننتمى الـى عـائلات عريقـة ضـاربة جذورهـا فـى تـاريخ المدينـة …  لذا فقد اتجهنـا الـى صـاحب النزل نفسه الذى مككننـا من القـاعة فى ظروف أنجحت العمليـة و بكلفة مكنتنـا من استيعـاب الحضور …   ثم فوجئنـا باشـاعة ترمى الـى اثـارة الفتنة ….. مصدرهـا من داخل الحزب …  تستهدف منـاضلينـا   … و نحن اذ نندد بمصدرهـا فنحن  نحتــــرم العمـــــل السيـاسي و ضوابطـه و نرفض أن يقع النـــــزول به الـى الحضيض و أن تصبـــــح المزاحمـة السياسية و عوضـا على أن تكون فى حلبة فكرية و ميدانية … فهي تذهب الـى خلاف ذلك .   السيــد الامين العــام . ثم جـاء موعد المؤتمـر .. فحضر منـاضلونـا … فاذا بعضهم غير مرسم بقوائم المؤتمريـن .. و بعضهم شطب على اسمه من قوائم المترشحيـن … و الاخر استبدل اسمه من الهـادى الـى خميس …فى حين حشرت زمـرة أخرى من الاسمـاء داخل جـامعة نـابل … و الجـامعة لا علم لهـا بهـا …. لقد ظننـا أن الامر ليس الا خطـاأ مـا ديـا و شرعنـا فى المطـالبة بالتدارك … و مرت السـاعـات ..و لم يحصل التدارك .. و استحـال التدارك و كل الحـاضرين خـائفون … و قلقون .. من هـاجس عنف لم يحدث ……   كمـا أننـا علمنـا بوسـائلنـا…  أن هنـاك سنـاريو كـامل يستهدف اقصـاء مجموعة نـابل … و قد تم ابلاغ الامين العـام ذلك صباح المؤتمر …. بحضور أعضـاء المكتب السيـاسي بواسطة الاستاذ …… …….. الا أن ذلك لم يمنع تنفيذ المؤامرة التى أحيكت ضدنـا بنفس مـا أعدت به و برغم علمنـا المسبق بهـا …أي أن منفذ المؤامرة و المشرف عليهـا لم يكلف نفسه حتى عنـاء تغيير سنـاريو المؤامرة مـا دامت قد كشفت قبل موعدهـا ….   ثم و فى الليلة الاولى للمؤتمر … و فى الوقت الذى تخلى فيه رسميـا الامين العـام  عن الامـانة العـامة … و كنـا ننتظر أن يترك المنصة لفتح المجـال أمـام النقـاش … فانه لم يبـارح المنصة و مـارس الرئـاسة الفعلية للجلسة بدون أن تكون لديه صفة قـانونيـة .بل و أكثر من ذلك فقد تولى مهـاجمة السيـد ……. بن …… أمـام الجميع قـائلا لـه  » أقعد يـا بن ……. نعرفوك ديمـا اتحب اتنـاقش  » عندمـا وقف لمنـاقشة طريقة طرد مجموعة من الحزب لم يقع حتى ذكر أسمـاءهـا و بدون الاستمـاع لهـا لاوجه دفاعهـم … و معلوم أن السيـد …… بن ……. المنـاضل المعروف بالجهة لا تنقصه الجرأة و لا الفصـاحة و لا الحنكـــة و حسن التصرف … كمـا أنه عرف فـى مـاضيه مشادات كلامية أقوى من هـذه و كـان بامكـانه الرد على السيـد محمد بوشيحة الذى لم يكن وقتهـا أمينـا عـامـا للحزب بل مجرد مترشح وحيـــد للامـانة العـامة … و لتتأكــــدوا سيــــدى الامين العـام أن احترام السيـد ……. بن ……. للحزب و لمنـاضليه هو من حـال بينه و دون ذلك .   ان التهجم على منـاضلينـا … ليس وليد الصدفة بل انمـا هو رسـالة تهميش و تصغير و تقزيم لمنـاضلينـا لا أكثر و لا أقل .. و الغـاية من ذلك هو تقزيمهم أمـام الحـاضرين لكي لا يحصدوا أصواتـا لـدى انتخـاب المجلس الوطنى .   ان هـذا المشهد لم يكن منفردا أمـام تولى السيـد …………………. شخصيـا منع أعضـاء مجموعة نـابل من الاتصـال بالضيوف كمـا أن اختيـار مطعم منفردا للضيوف يرد فى نفس هـذا الاتجـاه …   ثم تم اختتـام الكـارثة بأن تم المؤتمر بدون عرض التقريرين المـالي و الادبي على المؤتمرين و هومـا سحب من التجمع البشري الذى عرفه نزل  » الكيوبس  » بنـابل صفة المؤتمر فى رأينـا فلا مؤتمر بدون تقريرين مـالي و أدبي فى نسخ بعدد المؤتمرين و يمكنون منهـا لـدى دخولهم قـاعة المؤتمر ليجدوا الوقت الكـافى لمنـاقشتهـا ….   اننـا نعتقد أن كلفة طبع التقريرين المـالى و الادبي لا يمكن أن تتجـاوزكلفة بعض المشروبـات التى تم انفـاق المـال الكثير عليهـا …   ثم جـاء وقت عمل اللجـان و منـاقشة لوائحهـا … و رأينـا بأم أعيننـا كيف أن كل التقـارير أعدت من قبل … و لا مكـان للنقـاش … بل أن رؤسـاءاللجـان لم ينقلوا للجلسة العـامة حتى مـا تعهدوا به للجـان .   كمـا أننـا و بحكم انتمـاءنـا لمدينـة نـابل و معرفتنـا بالمكـان و بالعبـاد … فقد واكبنـا جميع … مـا حدث بالنزلين الذان واكبـا أعمـال المؤتمر… و سجلنـا الغرائب و الطرائف … ليس المكـان لسردهـا كلهـا … و هو مـا جعلنـا ننتهى الـى حقيقـة تمثلت فـى أننـا لم نحضر أعمـال مؤتمر و أن مـا نحن بصدد حضوره انمـا هومشروع واضح المعـالم صمم ليكون على النحو الذى كـان عليه ليعد الحزب لكي يكون على شـاكلة مكتملة و واضحة ليقوم بمهمة معلومـة ….. و أنه لا مكـان للنقـاش و التنظير و الفكر فى هـذه المنظومـة ….   أمـام ذلك كـان أمـامنـا خيـاران . الاول يتمثل فـى اثـارة كل ذلك أمـام العموم و قد كـانت لدينـا أعداد جـاهزة من نسخ وثيقة كشف الحقـائق التى كتبت على العين بغاية عرضهـا على للمؤتمرين و  خيرنـا عدم توزيعهـا خوف ادخــال المؤتمر و الحزب فى متـاهـات يصعب أن ينهض من بعدهـا …. و خيرنـا عدم الدخول فـى هـذا الخيـار . و الثـانى تمثل فى سحب ترشحـاتنـا من جميع الانتخـابات حتى لا نشـارك فى مهزلة سوف يذكرهـا التـاريخ لا محـالة و نحن نأبى أن تتلطخ أيـادينـا بمهـازل لا طـائل لنـا من ورائهـا .   انـا و الـى اللحظة لا زلنـا نستغرب الطريقة التى استقبل بهـا السيـد ………………….. بمكتب السيد الامين العـام للحزب الاستأذ ….. ……..  عندمـا جـاء يعرض اسهـامـات مجموعة نـابل فى الاعداد المـادى للمؤتمــــر و نحن نستغرب لمـاذا تولى السيد  ………………. قضم شفتيه و ضرب الارض تحت قدميه و فرك يديه …   لقد تولى الاستاذ …….. …… نشر ثلاثة مقـالات على شبكة الانترنـات تولى خلالهـا بيـان موقف الجـامعة و تأكيد أن مجموعة نـابل لا تتحمل مسؤولية مـا حـدث و لا يمكـن أن يحســــب ذلك عليهـا ..    و نحن فـى هـذا صـارمون فنحن لسنـا موافقين على تغييب التقريرين المـالي و الادبي عن المؤتمر كمـا أننـا نعتبر أن الشروط الدنيـا للترشح غير متوفرة .   كمـا أن موقف المؤتمرين عندمـا تولوا تبنى طعننـا فى الانتخـابــــات هو موقف لا يمكــــن الا أن نحييه و هومـا قـام به الاستاذ فيصل الزمنى على شبكة الانترنـات .   اننـا و نظرا لشعورنـا بالمسؤوليـة و رغبتنـا فى المحـافظة على وحدة الحزب فقد تولينـا الاعـلان عن قيام لجنة لتقصى الحقـائق و لم يتم اختيـار أفرادهـا بعد و لم ندخل فـى متـاهـات السب و الشتم و نحن نتعهد بمد السيـد الامين العـام بنسخة من نتيجة أعمـال اللجنة لكى يتخذ على ضوء ذلك القرار المنـاسب من أجل انقـاذ الحزب من التشتت .   أمـام هـذا الوضع … و علمـا بأن واقع الحزب يهدد بمـا هو أكبر من هـذا … و لذلك  فاننـا نطـالب بالكف عن سيـاسة الهروب الـى الامـام فجـامعة نـابل موجودة و قـائمة و مستوفـاة لشكليـاتهـا القـانونيـة برغم وجود تخطيط مسبق لكي تنفى عنهـا الصفة القـانونية فقد تم انجـاز مؤتمرهـا بشكل شرعي و أن عنـاصرهـا لا تنقصهم الحكمة و لا التكوين للقيام بذلك … و السيـد الامين العـام يعلم ذلك جيدا .   السيـــد الاميــن العــام . ان الحل لا يتمثل فـى الهروب الـى الامـام و لكن فى عـلاج واقع …. يهدد بالانفجـار … و نحن مع كل محـاولة اصـلاح مهمـا كـان مأتـاهـا …. أمـا محـاولات تدريع الحزب و مترسته … ليصبح مدرعـا بالمليشيـات و متمترسـا …. جـاهزا لصدام نحن لا نريد أن نكون طرفـا فيه … فنحن نسجل أننـا لن نكون طرفـا و لا أعضـاء فى هـذا المشروع .و من يريد الصدام فليتصـادم وحده فنحن حتى صراعنـا مع الحزب الحـاكم فاننـا نضعه فى اطـار الشرعية و القـانون … و نحن قد اخترنـا النهج الصلب فى التمسك بالخيـار الديمقراطى لكننـا نرفض مطلقـا خيـار تكوين المليشيـات … و خيـار العنف … و نعبر عن عدم انخراطنـا فيه .   و فـى نهـاية الكــلام … فاننـا نؤكد على أننـا لا نرمى الـى  اثـارة الفتنة فى صفوف تيـار لم يشتد عوده بعد .. لكننـا نريده أن ينمو .. و ينمو و لكن فى ظلال التوافق و الوئـام … و النضج الكـامل و نحن نتطلع الـى التوصل الـى تقشع السحب الظرفية التى تراكمت على المؤتمر و التى صنعتهـا أيـادى سوف تكشف نفسهـا بنفسهـا بدون شك .   اننـا  نتوجه بالشكر الـى  السيد الامين العـام بعد توليه  توجيه الدعوة الـى السيد شكرى بولعـابة  لحضور الاعمـال التى ستتم بنـابل يوم 29 و 30 أفريل 2006 و نحن نعتبر أن السيـد بولعـابة سوف يجــــد بين الحـاضرين المكـان الذى يرتـاح لـه و على كل حـال فقد كلفنـاه بأن يرحب بكم بمدينة نـابل .و نحن نتطلع الـى مـا سيتخذه السيـد الامين العـام من قرارات مصيريـة و هـامة تهم مستقبل الحزب سوف يكون لهـا الاثر البـارز لا محـالة على عمل الجـامعة المستقبلى  .   ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ السيـد الامين العـام غـادر تراب الوطن فور الانتهـاء من أعمـال  » المؤتمر  » . 2 ـ تعمدنـا عدم نشر الاسمـاء لغـاية عدم تشخيص الخلاف .  

 

همسة إلى  » كبار علماء تونس « 

 

كتبها عبدالحميد العدّاسي

 

بالأمس القريب وقع الاعتداء على رجل من رجالات تونس، حيث نسبت الآلة التونسية المدمّرة للحقيقة وللأخلاق، لـ » المرازيق « ، أكبر عرش بمدينة دوز من ولاية قبلّي بالجنوب التونسي، تبرّؤه من ابنه  » العاق « ، الدكتور المنصف المرزوقي. ثمّ ما لبث أن سارع رجالات هذا الحيّ إلى مناصرة ابنهم وتجنّدهم للدّفاع عنه وعن عرضه متّهمين ما قامت به أطراف خادمة للرّداءة في تونس بالخسّة والسقوط.

 

اليوم تعاد الكرّة ويُعتدى بالجملة على علماء الزيتونة الأفاضل، وعلى طليعة العالم الإسلامي من ساداتنا العلماء الذين تقدّم منهم أكثر من تسعين شخصية عالمية للإمضاء على نداء – مجرّد نداء – إلى الحكومة التونسية المعروفة لدى القاصي والدّاني، اليوم، بمحاربتها الصريحة للتديّن والمتديّنين نتيجة رفضهم الصريح، كذلك، لما جاء به الدين الحنيف ( عدم الاعتراف بالزيّ الشرعي، عدم الاقتناع بما قسم الله تعالى للذكر والأنثى في الميراث واتّهامه تعالى بعدم المساواة بين الجنسين، تقتيل بعض المسلمين ممّن خالفوا سياساتهم وسجنهم والإساءة إلى نسلهم،….)، بكلام سوقي موغل في الأباطيل منسوب إلى  » مجموعة من كبار علماء الإسلام في تونس وشيوخ الزيتونة « ، حملوا فيه على الممضين على النّداء واتّهموهم – باسم جامع الزيتونة الذي كان معمورا – بالجهل واتّباع الهوى وجحود الحقّ، مستشهدين بأحاديث لا يصلّون – عند ذكرها – على قائلها صلّى الله عليه وسلّم، مكتفين بـذكر ( ص ) المستعملة عند الكتابة من البخلاء:  » رغم أنف رجل ذُكِرتُ عنده  فلم يصل عليّ  » –  » البخيل من ذُكِرتُ عنده فلم يصلّ عليّ « .

نعوذ بالله من بخل هؤلاء المدلّسين ونصلّي ونسلّم على حبيبنا النبيّ الصادق الأمين صلاة وسلاما دائمين متلازمين إلى يوم الدين، وسبحان الله العزيز الذي أنطق ألسنتهم المعقودة بحديث – صدّروا به اعتداءهم – لم يكن يتحدّث إلاّ عن أمثالهم، حيث حدّث إسماعيل بن أبي أويس قال: حدثني مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله  صلى الله عليه وسلم  يقول:  » إنّ الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناسُ رؤوسا جهالا ( تماما كالستّة أصحاب الشهائد المنتفخة والمراكز المرغِّبة في جهنّم ) فسُئلوا فأفتوا بغير علم فضلّوا وأضلّوا « . ولكنّ ضلالهم كان سابقا لهذا الاعتداء إذ لو كانوا على هدي لانتبهوا إلى المشكل وسعوا جاهدين إلى معالجته بدل الاصطفاف وراء محاربي التديّن في البلاد واجترار القول الرّخيص الذي نفرت منه كلّ الآذان.

 

سأقتصر على بعض المشاهد التي قد تجعل هؤلاء لو كانت لديهم همّة يراجعون ما كتبوا أو يدينون ما أمضوا ( فلعلّهم لم يكتبوا )،  دون أن أستشهد بقرآن كريم لا يفقهوه أو بحديث شريف لا يوقّروه، تنزيها للقرآن وتوقيرا للحديث على صاحبه أزكى الصلاة وأسمى السلام.

 

       كثيرا ما يجنح النّظام التونسي وأذياله إلى الحديث عن تاريخ تونس وحضارتها وما ارتبط فيها بأيّام الفتح، وهو لعمري العنصر الذي لولا وجوده وواقعيته، ما تجرّأ أحد على توجيه اللوم لحاكم في تونس ظالم أو لمثقّف فيها منافق أو لـ » عالم كبير  » فيها اشترى الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة… فليس من المنطق، مثلا، أن يتحامل المسلمون على الوثنيين أو على البوذيين أو على عبدة الشياطين والفروج حيثما كانوا. ولكنّ هذه الأصوات ترتفع من التونسيين ومن علماء المسلمين الصّادقين، لأنّ تونس كانت إسلاميّة موحّدة فاتحة رائدة، فانقلبت بفعل المغيّرين إلى أرض فساد وإفساد يقرّ بوجودهما كلّ تونسي حرّ يتوق إلى استعادة دورة تاريخها المجيد، حيث لا ساحر ولا  » نبيّ  » ولا مشعوذ ولا غشّاش ولا ظلم ولا ظالم ولا مدلّس ولا محارب لله ( ظهر في تونس ناس من الرّجال والنّساء يدّعون النبوّة، ربّما لأنّ  » العلماء الكبار  » لم يعلموهم بأنّ الإسلام كان هو الرّسالة الخاتمة!.. ) كي نجتنب لعنة الله ثمّ لعنة المتقدّمين من ساداتنا من أمثال الصحابة الأجلاّء الفاتحين والإمــــــام سحنون وابن عرفة والعلاّمة ابن خلدون، والدعاة الأوائل ممّن حمل نور الإسلام من تونس إلى أقاصي أوروبا شمالا، وإلى أعماق إفريقيا جنوبا كما جاء في بيان الستّة…فالقضيّة إذن ليست في الإلمام بالتاريخ ولكنّها في الوفاء له!…

 

       الجنوح دائما من السلطة ومثقّفيها إلى التعامي عن الحقائق وإلى  » التلاعن « ، يتبيّن بعض ذلك في السّؤال الذي جاء على لسان  » الدكاترة والأساتذة الكبار  » : من مكّن هؤلاء من حقّ التزيّن بصفة  » العلماء  » دون غيرهم من المسلمين؟ وهل تنطبق عليهم فعلاً هذه الصّفة؟ لنعلم منهم ( والقول لي ) أنّه لا فرق بين مسلم ومسلم إلاّ بمقدار مناصرة الطغاة المارقين، غير محترمين بذلك لاختيار المسلمين – من غير بعض الآلاف التابعين للمشروع التغييري في تونس – لعلمائهم الأجلاّء، ضاربين عرض الحائط بمعنى التفاضل الذي حرص الإسلام على ترسيخه لتركيز معنى الاحترام المتبادل بين مختلف فئات المجتمع المسلم المتكامل. فنحن متساوون في الحقوق والواجبات، نعم، ولكنّنا متفاوتون في القيم عند الله ثمّ عند النّاس: فمنّا العالم ( والعلم فيه تفصيل ) ومنّا الذكيّ وفينا الشجاع وفينا الكريم وفينا غير ذلك في ما كلّ ما ذكر وفي غيره. وسبحان الله كيف لعاقل أن يرمي نداء ثلّة صادقة معلومة جاء على رأس قائمتها الرّجل العالم العامل الشيخ الفاضل يوسف القرضاوي ويقنع بما دعا إليه دعاة التغيير من  » كبار علماء تونس ومشائخ الزيتونة « …

 

 

       فرق شاسع بين الحديث عن الشرع وتطبيق تعاليمه وبين الحديث عن التقاليد.. فـ » العلماء الكبار  » يجنحون في معرض الحديث عن اللباس الشرعي للمرأة إلى حديث عن التقاليد والعادات والموروث والعرف التي – حسب علمنا – قد يأخذ الإسلام بعضها أو يحسّن بعضها ليصيغها في الإطار العامّ المقنّن المنضبظ، الشرع، وقد يدرأ بعضها الآخر.              غير أنّ  » العلماء الكبار  » لا يريدون مثل هذا الإجراء محافظة منهم على تقاليدهم المتأصّلة، وربّما تجدهم لذلك يحاربون بضراوة – استجابة – لصاحب التغيير فكرة وجود الشباب التونسي النّظيف في المساجد، إذ التقليد التونسي السائد حتّى بداية السبعينيات لا يستصيغ صلاة ممّن لم يبلغ الأربعين. على أنّ التقاليد التونسية الطيّبة ومنها اللباس القديم للمرأة لم يعد متّبعا ولا محترما سيّما من طرف  » المتفتّحين  » المشجّعين لسياسة التعريّة وتقريب السكرتيرة من المدير…             فإن كنتم علماء كما تقولون فحدّثونا عن اللباس الشرعي دون اعتبار لتونسيتكم أو انتسابكم لصاحب التغيير… وسبحان الله كيف تنسيكم شدّة  » إخلاصكم  » لتونس إخلاصكم لله تعالى فتمسون بذلك مشركين! وكيف تعتدون بزعمكم هذا على التونسيين فتجعلوهم وثنيين!…

 

       الحديث عن كثرة المساجد وارتفاع عددها في فترة صاحب التغيير مشكلة أخرى لا يفقه  » العلماء الكبار  » خطورة التورّط فيها. فكيف تكون نتيجة هذه المساجد والكتاتيب المنتشرة في كامل البلاد، كثرة الجريمة وانتشار الكلام الفاحش وسوء الجوار وعموم الفساد واستفحال الرشوة والمحسوبية وشيوع الفاحشة والزنا وكثرة  » أبناء الحرام  » واللقطاء؟!… إلاّ أن يكون العلماء الكبار قد غيّروا القرآن والسنّة في البلاد، وحسبنا الله ونعم الوكيل…   

         فكثرة مساجدكم على هذا النحو، جريمة تضاف إلى جرائكم، سيّما وقد حرستموها بقوانين تمنع التدريس فيها، وزرعتم حولها العيون الخبيثة التي ولعت باصطياد كلّ شابّ مؤمن متردّد عليها، ليقع اتّهامه فيما بعد بالإرهاب والفساد الهادف إلى زعزعة المجتمع التونسي ذي التقاليد التونسية الغائرة في القدم… وأمّا حديثكم عن المصحف وتدنيسه فيكفينا من شأنه ما جاء على لسان شيخنا علي بن سالم وعلى لسان ابننا أيمن الدريدي، فهما والله أشرف وأصدق منكم كلّكم مجتمعين …

 

الكثير من الكلام يمكن أن يقال حول ما كتب، أغلبه من القول المعاد الذي لن يجد عند هؤلاء آذانا صاغية. ولكنّ الذي أردتّه من خلال هذه السانحة هو: هل مازال للزيتونة نفس أخير يمكّنها من نفي التهمة عنها والدّفاع عن علمائها السابقين واللاّحقين وعن علماء المسلمين تأسيّا بما فعل  » المرازيق  » للذبّ عن عرض ابنهم الدكتور؟!  أرجو ذلك وأنتظره… وبين الرّجاء والإنتظار أعبّر عن امتعاضي واحتقاري الكبيرين لهذه المجموعة من  » كبار علماء الإسلام في تونس وشيوخ الزيتونة « ….    

 


بسم الله الرحمان  الرحيم و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين
تونس في05/08/2006 بقلم محمد العروسي الهاني مناضل دستوري
الحلقة الأولى :

أحياء ذكرى خمسينية إصدار مجلة الأحوال الشخصية و تحرير نصف المجتمع (المرأة)

 

على بركة الله أشرع في الكتابة حول ذكرى أحياء خمسينية إصدار مجلة الأحوال الشخصية   و تحرير المرأة نصف المجتمع – و قد أقدم الزعيم المجاهد الأكبر.   الرئيس الحبيب بورقيبة يوم 13  أوت 1956 على مغامرة هامة و فريدة من نوعها   في العالم العربي و الإسلامي – و ذلك بعد الاستقلال التام بأقل من خمسة أشهر فقط , إدراكا من القائد العملاق بأن لا معنى لتحرير البلاد و العباد من الاستعمار الفرنسي و نصف المجتمع مشلولا محروما من نور العلم و المعرفة و من المشاركة في الحياة السياسية  و الثقافية و الاجتماعية و يعاني الظلم و القهر و التسلط و  قيمة للمرأة إلا من زاوية المتعة   و الزواج و ذلك طيلة عصور التخلف و الابتعاد عن قيم الإسلام السمحاء حيث أن المرأة المسلمة أكرمها الله و نزلها منزلة إنسانية هامة و أعطاها حقوقها كاملة و لكن عصور التخلف و الإنحطاط  والجهل و الأمية و عدم الوعي كان سببا في حرمان المرأة من ممارسة حقوقها الأساسية كمرأة و كإنسانة لها رسالة سامية و لها الحق في التعليم و الشغل والمشاركة في بناء المجتمع كما فعلت في عهد الرسول الأكرم صلى الله عليه و سلم . كانت المراة مجاهدة و ممرضة و طبيبة و مشجعة على القتال و مساعدة للمجاهدين . و تلك هي رسالة الإسلام الخالدة .و لكن هذه الرسالة السامية التي أخرجت المرأة من عصور الجاهلية قبل الإسلام وعززت مكانتها في الإسلام و في عهد الرسول صلى الله عليه و سلم   ثم جاءت عصور الظلام و الإنحطاط وعادت المرأة مشلولة  كما أسلفت . و شعر الزعيم الحبيب برقيبة بهذا الحيف و الظلم و التسلط من طرف الرجل و وجد أمه المرحومة فطومة بورقيبة رحمها الله تقاصي نفس المأساة … ففكر في إعادة كرامة المرأة    و دورها الأساسي الفاعل و غامر مغامرة سياسية كبرى لا تقل على مغامرة  مجابهة الإستعمار الفرنسي الطاغي و القوي بالعتاد و الجيش وهي أكبر قوة إستعمارية في ذلك العهد.    و توكل على الله تعالى و شمر على ساعد العمل و ناضل و كافح و صبر و تسلح بالإمان في ملحمة وطنية رائعة يعرفها العالم بأسره حتى جاء النصر المبين يوم 20 مارس 1956 بعد كفاح دام ربع قرن في وحدة صماء و عمل شعبي رائع و مقاومة و منافي  و سجون  و إبعاد و كر و فر مثلما يقوم به اليوم حزب الله في لبنان سدد الله خطاه و عجل بنصره   و نصر الأمة اللبنانية في وحدتها و تضامنها الرائعة التي دوخت العدو الصهيوني .   قلت إن المقاومة التونسية قامت بكل معنى القتال و التضحية في سبيل تحرير الوطن رغم قصف الاستعمار الفرنسي لعديد المدن و القرى منها طبلبة و تازركة و قليبية وحمام الغزاز   و غيرها من المدن و بعد الاستقلال لم تسلم ساقية سيدي يوسف من القصف سنة 1958  و كذلك مدينة بنزرت عام 1961 حتى تم الجلاء النهائي على قاعدة بنزرت عام 1963 . و كما أشرت فإن المغامرة الكبرى التي أقدم عليها الزعيم الحبيب بورقيبة يوم 13 أوت 1956 لا تقل  على معركة التحرير بل هي أكبر نظرا لما كان سائدا من عقليات عند التونسيين … و لكن عزيمة الرجل و شجاعته كانت أقوى والتحدي كان أكبر و أعظم   جاء يوم 13 أوت 1956 و أصدع القائد بالإصلاح الاجتماعي الكبير و أصدر قانون مجلة الأحوال الشخصية المستمدة من الشريعة الإسلامية السمحاء حيث إعتمد على بعض العلماء الأفاضل في تفسير الآية القرآنية الكريمة الواردة في الصورة النساء في قوله تعالى :

فإن خفتم أن لا تعدلوا فواحدة صدق الله العظيم.

 

و هذا الفرق بين الزعيم الحبيب بورقيبة الذي قام بالمغامرة طبقا للمنظومة الإسلامية و حسب ما ورد في القرآن الكريم أي في إطار الإسلام إما مصطفى كمال أتاتورك زعيم تركيا سابقا فقد قام بعكس ذلك و الفرق واضح بين الرجلين وهذا ما صرح به السيد الطيب رجب أوداخان رئيس حكومة تركيا حاليا حيث قال أن الزعيم بورقيبة خطب في مجلس النواب التركي يوم 27 مارس 1965 و إنتقد بلهجة حادة سياسة كمال أتاتورك في عقر داره و علق أردغان بأنه الزعيم العربي الوحيد الذي أنتقد في تركيا سياسة كمال أتاتورك خاصة في بعده عن المنظومة الإسلامية …؟ و في تونس كان للإصلاح الإجتماعي الهام إبعاده و نتائجه الإجابية   في مجال العلم و المعرفة تطور عدد المتعلمات من الفتيات ألف مرة على ما كان عليه قبل 1956 . و في عام 1956 كان عدد النساء و الفتيات المتعلمات اللآئي يذهبن إلى المدارس الإبتدائية لا تتجاوز  0.25  في المائة أما في الريف فلا شئ و في سنة 1981 بعد ربع قرن من مجلة الآحوال الشخصية  تطور العدد إلى نسبة 35 في المائة في المدن و نسبة 25 في المائة في الأرياف و في عام 1986 إرتفع العدد إلى 40 في المائة في المدن و 30 في المائة في الأرياف أما نسبة المتخرجات من الكليات و الجامعات كان عام 1956 0,1 بالمائة و اليوم النسبة تطورت إلى 20 بالمائة و الحمد الله و حاملات الشهائد العليا يفوق اليوم 48 بالمائة بفضل تواصل النهج السليم و ثوابت سياسة الزعيم الحبيب بورقيبة في مجال التعليم و تحرير المرأة و إن نسبة النجاح بالنسبة للنساء فاق 51 في المائة عدد الذكور و هذا يعود إلى إرتفاع نسبة الأمهات المتعلمات و إلى نتائج عام 1962 حيث البنت التي ولدت عام 1956 وجدت المدرسة أمامها مفتوحة عام 1962   و تخرجت الأمهات في مجالات الطب و الهندسة و التعليم و قيادة الطائرة و غيرها من الوظائف السامية نتيجة التعليم و الرهان الذي قام به الزعيم الحبيب بورقيبة و اليوم 03 اوت 2006 و نحن في مدينة المنستير نحيي ذكرى ميلاد أمة أعني بذلك ميلاد الزعيم الحبيب بورقيبة 03 أوت 1903 علمنا أن مدينية خنيس المجاورة للمنستير ستحتفل يوم 04 أوت 2006 بتكريم 55 مجاز أحرزوا على شهادة الإجازة و 5 على شهادة الدكتوراء و سيشرف الدكتور الصادق القربي وزير التربية و التكوين بمعية السيد الأستاذ محمد عزيز عاشور وزير الشؤون الثقافية على حفل تكريم أبناء خنيس هذه المدينة التي تعد 12 ألف نسمة أي هي المدينة الصغيرة بالقياس مع المدن الكبرى و لكن نسبة النجاح مرتفعة و الحمد لله . نتيجة الكد و الإجتهاد من جهة و ضروف التعليم المتاحة للجميع من جهة أخرى و المناخ العام التربوي و السياسي الذي سلكه الزعيم الحبيب بورقيبة و رهانه على التعليم  .  

رهان بورقيبة على العلم والمعرفة كان إجباريا و مجانيا للجميع بدون إستثناء

  وهذا يندرج ضمن مفهوم رهان التعليم و تحرير المرأة نصف المجتمع و إعتبارا لذلك و بناءا على عزم الإتحاد الوطنين للمرأة  على تنظيم التظاهرة الكبرى لإحياء خمسينية إصدار مجلة الأحوال الشخصية و تحرير نصف المجتمع أعني المرأة التونسية كما أسلفت . نقترح ما يلي :   أولا : الإشراف المميز لاحتفال بالذكرى في أعلى مستوى بإشراف سيادة الرئيس شخصيا ثانيا : جعل الندوه و وضعها تحت شعار ثمرة البورقيبية  ثالثا : وضع صورة المجاهد الأكبر الكبرى في قاعة إحتضان الندوة كرمز لتحرير المرأة رابعا : عقد الندوة بمدينة المنستير مسقط رأس الزعيم الراحل تكريما روحه الطاهرة الزكية و إعترافا له بالجميل خامسا : التحول صبيحة يوم الأحد 13 أوت 2006 إلى روضة مقبرة الزعيم بورقيبة للترحم على روحه بوصفه محررا للوطن و للمرأة بدون منازع سادسا : العمل على بث ممقتطفات من خطب الزعيم بورقيبة في عيد المرأة على أمواج الأثير و في التلفزة الوطنية و في كامل الصحف المكتوبة سابعا : بث أشغال الندوة و مداولاتها كاملة في التلفزة الوطنية و أعطاء الزعيم الراحل كامل حقوقه و ذكره بوصفه المحرر الحقيقي للمرأة  و المغامر الأول قبل غيره تنفيذا و عملا لا قولا عام 1931 و هذا يدخل في طمس الحقائق الساطعة و إجتناب التهميش و إعتماد أسلوب التقليل من شأن الزعيم لغايات معروفة . ثامنا : الإقتداء بالندوات التي تعقد في فرنسا حول مسيرة الزعيم بورقيبة حيث تكون كلها إجابية للتنويه بالزعيم و خصاله دون توظيف سياسي أو تهميش معتمد و مقصود .للتقليل من شأن الرمز تاسعا: تخصيص حصة في التلفزة مساء يوم 12 أوت لذكر فعليات الحدث و إبراز مقاصد الزعيم الراحل عاشرا : دعوة السيدة هاجر بورقيبة بالتبني و تكريمها بمناسبة العيد 50 المرأة بإعتبارها وفية مخلصة إلى آخر رمق  من حياة الزعيم الراحل بورقيبة و في آخر زيارة له وهو يحتضر الموت أهداها ساعة يدوية عزيزة عليه و قال لها : هذا ما يكسب الأب الروحي الزاهد في متاع الدنيا و لم يترك مالا بعده.

ملاحظة هامة : بهذا المقال تكتمل 100 مقال منذ يوم 25 جويلية 2005 إلى اليوم بموقع الأنترنات تونس نيوز مع راحة دامت 45 يوما في موسم العمرة في رمضان المعظم و موسم الحج 2006. و نتمنى من أسرة التحرير موقع تونس نيوز دعوتي لحضور حفل تكريم مع أصدقائي الكتاب و المساهمين في موقع الآنترنات لمزيد التعارف و التضامن نحو الإرتقاء بالإعلام الأكتروني في عصر التكنولوجيا الحديثة و الله ولي التوفيق قال الله تعالى : و لمثل هذا فاليعمل العاملون صدق الله العظيم.   محمد العروسي الهاني  مناضل دستوري – تونس   مع الشكر لموقع الأنترنات


 

جدل حول قناة الجزيرة لن يخدم الإسلام ولا الديمقراطية

 
الحبيب أبو وليد المكني-خاص بالوسط التونسية:
يدور هذه الأيام جدل بين بعض المثقفين التونسيين حول قناة الجزيرة فيه نصيب من التحامل غير المبرر و فيه بعض التراشق بالتهم و تبادل للأوصاف و محاكمات للنوايا ، وتسرع في الغضب و عدم تقدير لمتطلبات المرحلة التي نعيشها ، وهي أيام حرب يشنها العدو من أجل تدمير بلداننا و قتل أطفالنا و فرض الاستسلام علينا … و لم أكن لأشارك في هذا الجدل لو لم يكن طرف فيه قد فاجأني بمواقف لم تخطر لي أن تصدر من أمثاله ، ليس لأنه انتقد هذه القناة العربية الأولى في المنطقة ، فمن حقه عليها أن يعبر عن رأيه فيها و في غيرها ، أليست هي قناة الرأي و الرأي الأخر و إنما لأنه تعرض في نقده إلى مسالة جد حساسة أعترف أنني لست مؤهلا للكتابة فيها بما يقطع الشك و لكنها تهمة موجهة لابد أن يترتب عليها مواقف من الأشخاص و السياسات ، وما دمنا في خضم الحديث عن المقاومة الآن فإنها أيضا من خلال هذه التهمة سوف تقع في دائرة الشك المقيت بكل ما لذلك من استتبا عات لا تخفى عن القراء الأعزاء . فالأمر يتعلق بحاضرنا المقاوم و مستقبلنا الديمقراطي المنشود ، فكل ما يقال اليوم عن المقاومة في لبنان وفلسطين و في أي قطر عربي أو إسلامي آخر صار محل شك وريبة و لا أقول محل نقاش لأن النقاش مطلوب في كل الأوقات لتقييم المسيرة و تصحيح الأهداف و التوقعات .. الأمر كذلك وهو الأم في نظري من هذا الجدل يتعلق بالأمل الذي يراودنا في أن تلتقي قوى المعارضة على أرضية مشتركة من شروطها التوافق على حد أدنى في تحليل الواقع و الهدف المرحلي المشترك . و الحوار يدو ربين الديقمراطيين والإسلاميين فيقوم البعض بالتشكيك ليذق إسفينا في صدق التوجه الديمقراطي للبعض و يقدح في وطنية البعض الآخر وهكذا نعود إلى أول الطريق بعد أن خلنا أن فسنا قد قطعنا أشواطا نحو إرساء قواعد جبهة المعارضة في وجه الاستبداد و الطغيان أكبر المصائب التي ابتلينا بها في هذا العصر .
يتهم السيد خالد شوكات قناة الجزيرة بأنها وقعت تحت سيطرة الإخوان وهو ما جعلها تبدأ في ممارسة الوصاية على عقول الناس و تنتهج سياسة معادية للديمقراطيين لينتهي بذلك إلى حكم جاهز يقضي بتخلف الممارسة الديمقراطية عند الإسلاميين و في المقابل يتعرض السيد عبد الحميد العداسي إلى مواقفه من أزمة العراق ليثير موضوع انحياز الإسلامي السابق إلى المحتل الأمريكي وبالتلي التشكيك في وطنيته . أما الكاتب سليمان بن حمدان فقد وصف مقال خالد شوكات بالقصف الذي طال قناة الجزيرة على سبيل المبالغة وتناول ما جاء فيه بالرد المنهجي لينتهي إلى رفضه جملة و تفصيلا . ونذكر أن الجدل هنا يدور بين ثلاثة من الإسلاميين القدامى أو الديمقراطيين الجدد و بالتالي فالأمر لا يخلو من طرافة تبعث فينا لذة مواصلة الكتابة في شأنهم ، و لعله من المفيد و الحديث عن الإخوان و الجزيرة أن نذكر بمقال كتبه منذ شهور السيد الهادي بريك ـ و أظنه أحد الإخوان المسلمين الذين ينتقدهم خالد شوكات ـ .يحلل فيه سياسة القناة الشهيرة في التعامل مع الحالة التونسية ليؤكد في الأخير ــ وهو جاد فيما يقول ــ على أنها تأخذ أوامرها من شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي طريح الفراش، فذكر أن الرثيس التونسي إذا أراد أن يمنع ظهور أحد وجوه المعارضة التونسية على القناة فإنه يتصل يشارون ليتدخل بمعرفته ؟؟ . و الربط بين « المقامة الشوكاتية » و » المقامة البريكية » ليس لفائدة إحداهما و لكنه دلي لعلى أن إقدام المرء على الكتابة في شأن كهذا وهو تحت سيطرة شعور غاضب لسبب من الأسباب ،سيجعله يضر أكثر مما ينفع . و أقول للسيد خالد شوكات إن قناة الجزيرة ليست « طابو » لا يحق التعرض إليه بالنقد و لكن النقد ، فيه البناء ، و فيه الهدام ، والهدام منه هو الذي لا يقوم على دليل أو أنه يأتي في توقيت ما ، يجعله غير خالص لوجه الله و لكنه خدمة مجانية أو مدفوعة الأجر للعدو الذي يهدم اليوم البيوت على رؤوس أهلنا في لبنان و فلسطين ، و إننا اليوم كما هو واضح في حالة حرب شاملة و أجهزتنا الإعلامية هي جزء من هذه الحرب فلا يصح أن نشغلها على القيام بدورها . و إن عددا من القنوات الفضائية العربية تستحق منا كل الاحترام والتقدير ، و قناة الجزيرة بالذات تقوم اليوم بدور يرفع الرأس . فما كنا نفتقر إليه العرب سابقا من قدرة على تغطية مثل هذه الأحداث على أرضهم ، قد تمت و الحمد لله والفضل لقناة الجزيرة تجاوزه وصرنا نتابع ما يجري بأعين عربية نافذة و درجة احتراف محترمة ، وفي شأن هذه الحرب المفتوحة فقد كان لهذه القناة الدور الفعال وبشهادة العدو نفسه فيما نراه من دعم جماهيري غير محدود لقوى المقاومة مما جعلها بحق طرفا في المعركة يدفع بجنود ليسوا اقل شجاعة من المقاتلين . قد يكون السيد شوكات معارضا أصلا للمقاومة في فلسطين ولبنان مثلما هو معارض للمقاومة في العراق ، وإن كان الأمر كذلك ــ ونرجو أن لا يكون ــ فيصبح ما كتبه عن الجزيرة جزءا من معركته التي يخوضها من أجل إرساء شرق أوسط جديد خال من المقاومة و عندها فلا فائدة ترجى من التحاور معه … *نشر على الوسط التونسية بتاريخ 6 أوت 2006 س 10 و15 دق بتوقيت وسط أوربا


قصيدة جديدة لمظفر النواب يسخر فيها من الحكام العرب و14 اذار والولد سعد الحريري والقذافي وسلطان عمان وعمرو موسى وحاكم تونس

من دمشق التي يعاني فيها مظفر النواب سكرات الموت كما ذكر الشاعر احمد فؤاد نجم في حديثه لمحطة الجزيرة قبل ايام جاءت اخر قصيدة لمظفر من سرير المرض … القصيدة مهداة الى لبنان وفيها يقول  

 

كهرمان … يا كهرمان الوطن المتساوي  الأضلاع رجسٌ لن يقبله منذ الآن الأمريكان *    *   * كهرمان … يا كهرمان في يوم واحد تتناقص ثلاثة بلدان طهرانٌ تقضم من كبد البصرة ومن إبطيها تُسحل غزة وعلى “ أربعة عشر “ صليباً يتخوزق لبنان *   *   * كهرمان  … يا كهرمان هل علم فلسطين هو الممنوع وتزدحم بأعلام ( الفيفا ) بلادي وبأعلام الألمان  *     *     * في غزة يتوالى القصف والبلدان العربية تبذل أقصى طاقتها من جُمل “ التنديد وعبارات “ العطف هذا يستغرب الاستخدام المفرط للقوة وآخر يدعو الشقيقة اسرائيل لضبط النفس والثالث يخشى من دورة عنف والرابع يُرسل أرخص انواع البطانيات لتحمي القتلى من” أمطار الصيف “ *      *     * في القاهرة اجتمع الوزراء ( الحمد لله لم يتأخر منهم واحدْ هذا أكبر إنجاز في هذا الظرف

( قال عمرو موسى استطعنا أن نجمعهم على رأي واحد من أفتى للشيخ حسن أن يخرق إجماع الأمة ويشقّ الصفّ ؟

وفي تونس كاميرات صُنعت خصيصاً للمسجد

تحصي شعرات اللحية

وتحفظ دعوات المغرب

وتؤرشف أسماء العُبّاد

تساعد الملكين على الكتفين

وتتدخل أيضا لو أن محجبةً مرت من تحت الشباك

هذا بلدٌ منفتحٌ لا يسمح أن يسكنه النُسّاك

*      *    * في “ السوليدير لجنة تحقيق تنبش تحت” الإسفلت وشاليهات السُيّاح من وضع “ الديناميت ومن أشعله بسيارات “ الموكب؟ الولد الفذ لن يتسامح حتى لو ورث “ المستقبل و” آذار وما ترك الجمّال “ “ الجد “ في “ جدة “ لا يسمح والولد الشاطر يسمع آراء العُــقّال *       *      * كهرمان … يا كهرمان من يحمي الآن الخرفان إن كان الذئب صديقاً وحليفاً وهو الآمر والناهي في هذا البستان ؟ *       *      * والشيخة “عكا “ في المستشفى بدأت تفتح عينيها من يعرف ، في هذا القصف ، إن كانت تتذكر أبويها ؟ ارشقها بالبحر يا “ حج حسن بالرعب فقط … تسقط آثار الرعب على قدميها *        *       * من يتذكر في هذي الأيام صواريخ “ الفاكهاني وحصار “ الشيّاح لم ينتحر الثوار كما اقتضت المصلحة الليبية فمن منكم يعرف ماذا يفعل في هذي الليلة سُلطان عُمان ؟ *      *     * يا سيدي حسن …   … يا سْيدي … في جُبّتك الخوف أمان يتلفّع “ نصر الله “ إذا جاء بآيات القرآن هذا الفتح الـــ … من عند الله ومن “ مارون الراس لا من عند “ الأمريكان فسبح بحمد ربك واستغفره لن تبقى “ حيفا “ هادئة بعد الآن   المصدر : موقع عرب تايمز

 

 

الفرنسيس والغدر
كتب هنا على اعمدة جريدة تونس تيوز المجيدة. قلت ان الفرنسيس يعملون تياسة لاسرائيل والامريكان.كنت انذاك اتحدث عن الدمار الذي تحدثه فرنسا في مشهدنا الثقافي في تونس وخصوصا في ميدان السنما.
اليوم يتبين الدور القذر التي تلعبه فرنسا في لبنان وكانت دائما تلعبه الى جانب اسرائيل .لم تكن الديقولية غير لعبة بلهوانية يحاول بها الفرنسيس باتفاق مع الامريكان مقابل خدمات جليلة ان يبيعوا للمنطقة سياسة تتدعي الحياد والتقارب مع الدول العربية في الوقت الذي كانوا يعملون المعول غي ظهر كل الذين استثاقوا فيهم.
ماذا فعلت فرنسا يمشروعها هذا الملفق ؟. لقد اعطت للامريكان شيئا من الوقت موهمة العالم انها ترغب في اقحام ايران في المعادلة بينما كانت تحمي ظهر المشروع الامريكي الاسرائيلي الذي سيتم تسويقه في كلوارات الامم المتحدة.
منذ خمسين سنة لم يحدث وان حققت اسرائيل انتصارات في المنظقة دون ان تكون فرنسا في الخفاء وباسم ما يسمونها الديقولية تمد يد العون لهذه الدولة الاسرائلية المجرمة التي صار اليوم واجبا على العالم مقاومتها وانهائها مثلما قام العالم واتحد لانهاء وتدمير الدولة النازية.
تمتلك فرنسا في تونس قاعدة اجتماعية يسمونهم الفركوفونيين يقدر عددهم باحصائيات دقيقة باربعمائة وخمسين الف مواطن.
هذه قوة جبارة تستعمل فرنسا جزءا هاما منها لتمرير سياسات اسرائيل وامريكيا في المنطقة .
وهذا امر متشابه في لبنان . فهي ترتكز على قاعدة اجتماعية هامة تستعملها للدخول لاموال النفط والتسلل الى الشرق العربي لتحصل على عقود تجارية مع شلايك النفط وشيوخ اللواط والهزيمة.
في تونس يوجد اناس يحملون الجنسية الفرنسية يعملون في مراكز قرار متقدمة . يباتون ويصبحون في مقاصير اليهود والفرنسيس وياخذون الاوامر في تعطيل الديمقراطية وتعطيل تقدم بلادنا ورفض اية تساهل مع المجتمع المدني قصد اغلاق الشارع التونسي لمثل هذه الاحداث التي تعربد فيها اسرائيل وتقتل وتذبح وتدمر وتدك الارض .
كل هذا التشدد الذي تظهر به السلطة هو بايعاز من الفرنسيس واليهود قصد اعطاء تبرير للاوقات الصعبة التي يمكن للشارع ان ينفجر في وجه اسرائيل .

الايام القادمة وبعد ان فتحت لنا المقاومة اللبنانية طريقا معبدا عينا ان نواصل تنظيف المنزل كل من موقعه بالفضح والتعرية وكل حسب ما يقدر عليه.
علينا ان ناخذ مع المقاومة طريق المقاومة بكل الطرق المتاحة لانهاء الاستعمار . واعتقد ان هناك ايام سود تترقب اعداء شعوبنا فانتظروا وربما سترون.
الامجد الباجي

مشاهد من وراء خطوط النار

  (الجزء الثاني) 

المشهد الأول :   مدرس تونسي كان يتابع أخبار المجزرة الدموية في « قانا »، تعرض لسكتة قلبية وفارق الحياة… لم يتحمل معلم الأجيال رؤية أشلاء الأطفال الممزقة و مشاهدة جثث الأمهات وهن يحتضنّ فلذات الأكباد… قلت لم يمت الإحساس ولو بعد أميال، عجز المعلم أن يكون رسولا، لم يستطع المعلم أن يشارك تلامذته رسالة السواد والحزن والترويع… و لم تمت الكرامة ولو أنهم أقنعونا أننا ذهبنا في جنازتها يوما، فلا يجب أن نغامر بطلوع الجبال وأن نعيش دوما بين الحفر.   المشهد الثاني :   قنابل تنزل على لبنان، وصياح أطفال وبكاء نسوة وآهات عجوز… وماري كاري تزور تونس وتقيم حفلا حضره 80 ألف متفرج! صياح هناك وهتافات هنا، عويل هناك وقهقهة هنا، وبين هذا وذاك نهاية تاريخ، وفاة المروءة، موت الشهامة وجنازة الوفاء… هل نشكو الحاكم وهو يسعى إلى التنفيس عن الغيلان داخل الأوطان ولو على حساب المبادئ والأخوة العربية؟ أم نشكو المحكوم وهو يخدر عقله حتى ينفلت من همزات الضمير وواجبات المواطنة والوطنية؟، هل نتهم الماضي في قاموس تربيته وتعليمه أم الحاضر وقد تخلى عن رسالته الوطنية؟، نسأل هل غابت الهوية؟   المشهد الثالث :   الشرق الأوسط الجديد ونظام عالمي متجدد، وكل شيء سيتغير ويكون جديدا… العم سام سيذكرنا بتمثال الحرية… وهو يستظل بسجن غوانتنامو، سيوجعون رؤوسنا بالديمقراطية وهم يناصبونها العداء كلما جاءت بغير ما يأملون ونكون دوما الضحية… كل شيء سيكون جديدا… من القبعة إلى الجوارب، من الناصية إلى الأقدام… إلا أن الأنظمة القائمة ستبقى، ومعها الاستبداد سيبقى… وعربدة إسرائيل وعنجهيتها ستبقى… العراق وانفلاتاته وحضيضه سيبقى… لبنان يضمد جراحه لسنين سيبقى… قبس النور الوحيد الذي لم يطفأ الأمل أن الوقوف سيبقى!   بقلم : مواطــن   يمكن مطالعة المزيد من خواطر  » مواطن  » على موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net


 

هل يعني اللاعنف… الاستسلام؟

 
ارتفعت بعض الأصوات في الآونة الأخيرة يؤاخذ المقاومة في فلسطين ولبنان على استخدامها للقوة في وجه الاحتلال وتدعو إلى التأسّي بمارتن لوثركينغ  والمهاتماغاندي في اعتماد  اللاّعنف سبيلا لردّ الاحتلال و تحرير الأرض وكان السفير السعودي في واشنطن قد توجّه بدعوة مماثلة إلى المقاومة في كلّ من فلسطين و لبنان داعيا إلى اعتماد ما أسماه المقاومة السلمية. ونحن في هذا المقال لا نريد مناقشة المسألة من وجهة نظر سياسية بمعنى محاولة فهم وفضح الخلفيات التي تحكم الدعوة السعودية ولا أسبابها ولا مبرراتها أو حتّى توقيتها ولماذا ينبغي أن تكون المقاومة ضد إسرائيل سلمية بينما ينبغي ممارسة أقصى درجات العنف ضدّ كلّ من يخالف النظام السعودي أو بقية الأنظمة العربية، وإنما نريد أن نعود إلى توضيح الأسس الفلسفية التي تكمن وراء نظرية اللاّعنف، وهل أن ما يدعو إليه السفير السعودي وأضرابه من أشباه المثقفين ورجال السياسة هو المقصود فعلا من هذه النظرية؟ إن كلّ دارس للفلسفة السياسية يدرك » أن اللاّعنف هو منطلق هذه الفلسفة وغاية مبتغاها « (1 )  فهي تفكير في العنف من أجل نبذه. فالسؤال حول العنف هو منبع الفلسفة ذاتها أي بوصفها تنشد إحلال السلام بما أنّ المشروع الفلسفي عقلاني فهو مضاد لكل ممارسة قمعية تعتمد القوة منهجا. ومن الأكيد أن في علاقات العنف يكف الآخر (ذاتا أو شعبا) على أن يكون عقلا و إرادة لينحصر في كونه موضوعا للتعنيف والإيذاء والاضطهاد لذلك يحتاج العنف عنفا مضادّا لنبذه بقي أن العنف المقاوم هنا ليس غاية بل وسيلة لإحلال اللاّعنف ( أي التسامح والسلام والحرية) و» حيث لا اختيار إلاّ بين الجبن والعنف…أنصح بالعنف« (2) كما يقول غاندي. لأن اللاّعنف في النهاية » ليس خضوعا راضيا للشرير_« (3)( كما قد يعتقد البعض ممّن لا يدركون جوهر فلسفة اللاّعنف) وإنما هو محاولة لإقامة العدل وصنع السلام عبر الأخذ على يدي الطرف العنيف حقيقة ذلك أن من يتعرض للعنف » إن انتهى الأمر به إلى الاستسلام له فإنه يغدو بصورة من الصور شريك هذا العنف ويلفي نفسه وقد انحط لمجرد أنه رضي به« (4) وهذا يعني متى انتقلنا من لغة الفلسفة إلى لغة الواقع أن من يخضع للظلم دون رفض بدعوى اللاّعنف إنما هو في النهاية لا يؤكد إنسانيته وإنما ينفيها. فما يميز الإنسان هو القدرة على الرفض والاختيار وفي ظل الاحتلال تبقى المقاومة بكل أشكالها (بما فيها العنيفة) الصورة الأسمى المعبرة عن إنسانية الإنسان…
فإذا كان المحتل يثق بالعنف منهجا لإخضاع الآخر فإن ذلك  » ليس إلاّ تمويها لضعف يحس به » (5)  ذلك أن ما يدرك بالقمع يظل عديم القيمة  » فليس يفوز المرء بقلب امرأة إن هو اغتصبها »(6)  أما المقاوم فإنما يعبر عن إرادة رفض الانخراط في لعبة مازوشية قوامها  » تواطؤ غريب بين الجلاد و الضحية » (7) فرجل المقاومة يرفض أن يكون ضحية تستجدي الشفقة و الرحمة بدعوى اللاّ عنف وكسب احترام الآخر والفوز بتعاطف المجتمع الدولي لأن هذا المنطق السقيم يؤدي بالضحية إلى الوقوع في نفس ما يقع فيه الجلاّد فكلاهما يصيبه في أعمق الأعماق ما يسميه ايريك فايل  » نقصان جوهري في الإنسانية » وإن تمتعا ظاهريا بالسلام.. فهل يمكن بعد هذا كله أن نتحدث عن اللاّ عنف عند مقاربة جوهر اللعبة الاستعمارية القائمة في فلسطين ولبنان والعراق. إنما يجعل المحتل أكثر شراسة والظالم أشد ظلما هو سكوت المظلوم وصمته تحت أي شعار كان لأن المحتل يدرك أنه ليس محقا فيما يدعيه فيختار أيسر الوسائل لفرض الموافقة ألا وهو العنف. فلقد وجدت حضارة العنف ولا تزال، ولا يمكن بحال من الأحوال أن تزول بما يسميه البعض مقاومة سلمية لأن السلم أو اللاعنف هو الغاية التي ننشدها وليس الوسيلة أما  العنف في حدّ ذاته لا يمكن ردّه إلاّ بعنف مماثل وهذا ما يثبته التاريخ وتثبته كل ألوان الاضطهاد والحروب التي لم تتوقف إلا بمقاومة من نفس جنسها( من حيث اعتمادها القوة) ولكنها تختلف عنها من حيث أن المحتل يفقد إنسانيته بممارسته للعنف ضدّ الآخر ويتدنّى دون مرتبة الإنسان وفي المقابل فإن المقاوم بجهاده يرتفع بذاته من مرتبة الضحية التي هي شكل من أشكال العبودية التي يستعذب فيها العبد عبوديته إلي مرتبة الإنسانية التامة التي تقوم على رفض الظلم والاستعباد والعنف والاضطهاد لتؤسس للتواصل بين البشر ولتتحول بالصراع من صراع القوة إلى صراع الفكرة وذلك وفق تصور ممكن لحق الإنسانية في السلام والسعادة.

سمير حمدي (المصدر: صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد  371  بتاريخ 4 أوت 2006)


عندما تقابل العنهجيّة الصهيونية بالتخاذل والخيانة العربيّة

 
 شنت إسرائيل هجوما بربريا إرهابيا منذ يوم 14 جويلية 2006 على لبنان من أجل أسر حزب الله الذي أطردها مدحورة سنة 2000 من الجنوب لجنديين من جيشها المحتل لمزارع شبعة من أجل إستغلالهما لإطراق الأسرى اللبنانيّين والفلسطينيين القابعين بالآلاف في سجون الكيان الصهيوني. إلاّ أن إسرائيل التي تعتبر نفسها فوق القانون بسبب الدعم الأمريكي غير المحدود ، فعوض أسر بعض عناصر حزب الله، أو الدخول في مفاوضات غير مباشرة لتحرير الجنديين بطريقة مبادلتهما بما لديها من الأسرى كما فعلت سابقا بوساطة ألمانية في عهد شارون أدت إلى تبادل الأسرى، ركب رئيس حكومتها إيهود ألمرت رأسه معتبرا نفسه شارونيّا أكثر من شارون، وهو الذي يعاني من عقدة عدم إنتسابه لمؤسّسة الجنرالات الإسرائيليّة التي ظلّت تحكم الكيان الصهيوني منذ إغتصابه لفلسطين وإنشائه لدولته اللقيطة ، رفض هذا الأسلوب المتعامل به دوليّا منذ أقدم العصور، والمتمثّل في التفاوض من أجل تبادل الأسرى، وشنّ حربه المدمّرة على لبنان لإستضعافه
العدوان الغاشم
من المبادئ القانونيّة المعروفة، إذا مازال في هذا العالم المؤمرك من يؤمن بالقانون، تتساوي أو تتقارب وسائل الحرب والتدافع، فحزب الله الذي تعهد لشعبه بتحرير الأسرى اللبنانيين خاصّة والفلسطينيين والعرب عامة قام بإختطاف جنديين إسرائيليين موجودين في أرض لبنان التي مازالت تحتلها إسرائيل وكان بإمكان إسرائيل القيام بنفس العمل أو بعمل قريب منه والدخول في مفاوضات لتبادل الأسرى. إلا أنها رفضت ذلك وشنت هجوما بريّا وبحريّا وجوّيا على لبنان. لقد دمّرت إسرائيل في بضعة أيام كل البني التحتيّة والأسس الإقتصاديّة ، فقامت بتحطيم الجسور الرابطة بين المدن ودمّرت المطارات وفجّرت كل مصادر الطاقة بهدف تخريب لبنان والرجوع به القهقرة عقودا إلى الوراء. لم تستطع إسرائيل التي تملك أخطر وأنجع سلاح في العالم إلى حدّ كتابة هذه الأسطر  تحقيق أي هدف سياسي أو عسكري. وأصيب كل الكيان الغاصب لأول مرّة في تاريخه بالهلع والذعر، وسكن لأول مرة الملاجئ والكهوف وهجر لأول مرة شواطئ حيفا الفاخرة، وهو الذي أتى من كل أصقاع العالم للرفاه والمتعة. كذبت إسرائيل ومن ورائها أمريكا وبعض الأنظمة العربيّة المتخاذلة لأنها لا تريد تحرير الرهينتين المذكورتين بل هي تنفذ مخطّطا إستعماريّا تدميريّا إرهابيّا معدّا سلفا وهدفه تدمير لبنان أرضا واقتصادا ودولة وشعبا، لإدخاله ذليلا تحت السيطرة الإسرائيلية الأمريكية وهو الذي ظل عصيّا عن الإذعان لمخطط الشرق الأوسط الأمريكي رغم جراحه الكثيرة والمتعدّدة. تكذب إسرائيل ومن ورائها كل من ذكر وغيرهم ومن دار في فلكهم فهي لا تريد نشر الجيش اللبناني على حدود لبنان الجنوبية. إذ كيف يعقل كما قال الرئيس إيميل لحود التشدّق بطلب نشر الجيش اللبناني على الحدود وهي تدمّر كل وسائل تنقل الجيش اللبناني، بل هي تدمر هذا الجيش نفسه بغاراتها المتكررة على ثكناته وهو الذي لم يدخل الحرب إلى الآن؟ تكذب إسرائيل ومن ورائها كل من ذكر فلا حق لها ولا لغيرها نزع سلاح حزب الله الذي يمثل ذروة المقاومة اللبنانيّة وشوكتها الأساسية سواء كان ذلك فيما عبّر عنه بقرار 1559 أو غيره، لأن سلاح حزب الله هو مسألة لبنانية صرفة ولا دخل لغير اللبنانيين في تعاطيها. مع العلم أنّ كل الأطراف اللبنانيّة بما فيها عملاء أمريكا والمتحالفين مع إسرائيل دخلوا في حوار وطني شامل لحل كل المسائل العالقة في الوطن بما في ذلك مسألة سلاح حزب الله، وجلس الجميع على مائدة المفاوضات بمن فيهم السيّد حسمن نصر الله نفسه ولم يرفض مناقشة هذا الأمر لبنانيا. تكذب إسرائيل ومن ورائها كل من ذكر، فهي الدولة الإرهابية التي تمارس الإرهاب وتدوس القانون الدولي إذا كان مازال لهذا المسمى من معنى زمن قوانتاناموا وأبو غريب وغيرهما. لأن حزب الله هو منظمة مقاومة وطنية آل على نفسه على غرار كل الشرفاء في العالم عامّة وفي فلسطين خاصة تحرير أرضه التي مازالت تحتلها إسرائيل وترفض الخروج منها. تكذب إسرائيل ومن ورائها كل من ذكر، فهي التي ترفض بكل عنهجية وغطرسة الحوار والوساطات الديبلوماسية في لبنان كما فعلت ذلك في فلسطين وعاودت إحتلال غزّة بعد أن أرغمت على مغادرتها تحت وطأة ضربات المقاومة الفلسطينية من أجل جندي واحد. فإسرائيل المستكبرة بمعاضدة أمريكا لا تسمع غير نفسها ولا تطبق غير قراراتها. لكن كيف تعامل العرب والمسلمون مع هذه الحرب المدمّرة؟
مواقف مخجلة
في الوقت الذي تقف فيه أمريكا وكل ذيولها في أوروبا مباشرة وصراحة مع العدوان المدمر على لبنان وفي الوقت الذي قامت فيه الدنيا ولم تقعد من أجل إغتيال شخص إسمه الحريري، نجد العالمين العربي والإسلامي بين موقفين أحسنهما مثال في القبح والخيانة. فبعض الأنظمة العربية وحتى بعض المحسوبين على الثقافة الدائرين جميعا في الفلك الأمريكي والذين وصل بهم الأمر إلى حدّ التنافس لتقديم ولاء الطاعة والخدمات للسيد الأمريكي الذي هو في الحقيقة السيد الإسرائيلي ، سارعت إلى تبرير العدوان البربري الإرهابي على لبنان بالتشكيك في تصرفات المقاومة ورميها بالتقصير والمغامرة وبالتالي تحميلها المسؤولية. وأما البعض الآخر فإما لزم الصمت وهو المطلوب منه شعبيا وإما ساير جماعة العمالة والتشكيك وهذا كان واضحا من إجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير الذي عقد من أجل لبنان؟! وخرج بإهداء لبنان لأمريكا وإسرائيل، بإستقالة الجامعة العربية الأخيرة وهي في الحقيقة دائما كذلك. لأننا نعرف أن كوفي آنان هو مجرد موظف لدى البيت الأبيض يأتمر بأوامره وينتهى بنواهيه، وبالتالي فإن الأمر واضح وهو تطبيق ما تبقى من قرار 1559 وهو تجريد حزب الله من سلاحه لجعل لبنان لقمة سائغة لمخططات الصهيونية العالمية، وهذا ما نبّه له عن جدارة وبكلّ صدق سيد المقاومة السيد حسن نصر الله. لم يختلف موقف الدول الإسلامية على موقف الأنظمة العربية فبإستثناء إيران صراحة وتركيا ضمنا لم نسمع بمواقف واضحة ضد العدوان. إلاّ أن الأمر المحزن والمؤلم هو موقف الشعوب العربية والإسلامية من العدوان الغاشم على لبنان. فقد أدت وسائل القمع التي تمارسها الأنظمة الحاكمة على الشعوب ووسائل الإستغراب وتذويب الشخصيّة التي يمارسها الغرب وأذنابه إلى إستقالة واضحة للشارع العربي والإسلامي، حيث ترتكب إسرائيل أبشع الجرائم وتمارس أمريكا ممارسات همجية لم يعرف التاريخ لها مثيلا في العراق وإفغانستان وأخيرا وليس آخرا هاهي إسرائيل تدمر لبنان كل لبنان أرضا وشعبا ووطنا دون أن نرى زخما شعبيّا مندّدا ودون أن نرى مسيرات جماهيرية ذات بال تملأ الشوارع مثلما حصل من أجل إغتيال الحريري مثلا عندما كانت أمريكا تأمر بذلك. فأين تجمعات الملايين في الساحات اللبنانيّة؟ أين المسيرات في باقي الشوارع العربية؟! أين دور المثقفين؟ أين موقف الزعامات العربية والإسلامية؟! عدا بعض الأصوات القليلة المنبعثة من هنا وهناك والتي مهما بلغت درجة صدقها وشجاعتها لا يمكن أن يكون لها أي تأثير يذكر. على كل المثقفين العرب والمسلمين الصادقين، وعلى كل الفقهاء المستقلين الواعين وعلى كل الوطنيين دراسة معظلة إستقالة الشارع العربي والإسلامي بصورة جدّية وواعية لأن أمتنا للأسف الشديد صارت غثاء كغثاء السيل، وإلا كيف لا تتحرّك الشعوب أمام حالة الدمار والخراب التي نشاهدها يوميّا على شاشات الفضائيات حتى بعد أن ضاق عمر موسى ذرعا لهول هذا السكوت ودعاها إلى أن تتحرّك، والرجل رغم وجهه الرسمي فقد شهد التاريخ بوطنيته ولعله من أجل ذلك أبعد عن نطاق تنافس الرئاسة في مصر إذا قدّر لهذا التنافس أن يوجد. كيف يقبل أن تتحرك الجماهير وتسير المسيرات في الغرب ولا تتحرّك الجماهير ولا تسير المسيرات في الشوارع العربية والإسلامية حتى أمام إحراق لبنان ( سويسرا الشرق ) أمام الأعين المشدوهة. يا لها من مرارة. ويا له من هول يدمي قلوب الصادقين  ويثلج صدور العملاء والمتخاذلين؟   الحنيفي الفريضي   (المصدر: صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد  371  بتاريخ 4 أوت 2006)


 

المقاومة في زمن الهزيمة

 
 توفيق المديني بين حرب الاجتياح الصهيوني للبنان في يونيو/حزيران ،1982 و الحرب الصهيونية الحالية في يوليو/تموز ،2006 هناك أهداف مشتركة تتمثل في تصفية المقاومة. وحين بدأ غزو القوات الصهيونية للبنان قبل ربع قرن تقريبا، كان واضحا أن العدو يريد إخراج المقاومة الفلسطينية من لبنان، وإخراج بلدات ومستوطنات  الجليل من نيران المقاومة الفلسطينية، وإنشاء شريط حدودي أمني في عرض  أقصى يبلغ 50 كيلومترا شمال حدود فلسطين. وحين وافقت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية على الانسحاب من بيروت، وافقت أيضا على وقف المقاومة الشاملة لقوات الغزو. وكان واضحا أن مقومات المواجهة مع العدو الصهيوني من جانب المقاومة الفلسطينية لم تكن متوافرة، لا لأن القوى اللازمة غير موجودة، بل لأن القرار السياسي غير موجود أصلا، ولأن قيادة المقاومة الفلسطينية أيضا رتبت أوضاعها على أساس تبني خط التسوية منذ العام ،1970 وعلى أساس المشاركة في الحل السياسي، بعد إعلان اعترافها بكل قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بالقضية الفلسطينية.
وبعد 24 عاما من طرد المقاومة الفلسطينية من لبنان، وتبلور مقاومة إسلامية لبنانية من رحم الهزيمة أكثر راديكالية – متمثلة في حزب الله- ألحقت بالعدو الصهيوني هزيمة نكراء في عام ،2000 وأجبرته على التقهقر خلف حدوده للمرة الأولى في تاريخ الصراع العربي – الصهيوني، ها هو الكيان الصهيوني يخرج من جديد إلى شن حرب عدوانية على لبنان، لا تزال مستمرة منذ ثلاثة أسابيع من دون أن يحقق الأهداف العسكرية والسياسية التي رسمها، باستثناء التدمير العنيف للبنية التحتية اللبنانية، وارتكاب المجازر الوحشية بحق المدنيين، وعمليات التهجير القسري لسكان الجنوب اللبناني. وفي ضوء بروز أسطورة المقاومة الإسلامية في التصدي للعدوان لصهيوني عبر منعه من التقدم لاحتلال بلدات الجنوب اللبناني، وفي إمطار مدن شمال فلسطين المحتلة بمئات الصواريخ، وفي تدمير بارجتين حربيتين، وعدة دبابات حديثة، الأمر الذي أجبر سكان الجليل على اللجوء للاختباء في الملاجىء، وألحق بالاقتصاد الصهيوني خسائر تتجاوز المليار دولار بسبب توقف الإنتاج في المصانع الشمالية، وضرب الموسم السياحي لمعظم المدن الساحلية، ها هي الحكومة الأمنية الصهيونية تعطي رسميا  الضوء الأخضر لتوسيع الهجوم البري في لبنان، بعد أن وافقت على عملية اجتياح بري تمتد حتى نهر الليطاني، الذي يمتد على مسافة تتراوح بين ثلاثة كيلومترات وثلاثين كيلومترا من الحدود اللبنانية  الفلسطينية الشمالية.
وقد زج  العدو الصهيوني فرقتين عسكريتين يقارب عديدهما عشرين ألف عنصر تنشطان الآن في جنوب لبنان. وتعتزم الحكومة الصهيونية السيطرة على المنطقة الممتدة حتى نهر الليطاني التي تريد الولايات المتحدة الأمريكية وربيبتها “إسرائيل” أن تنتشر فيها القوات الأطلسية، وأن تكون خالية بأكبر قدر ممكن من وجود حزب الله قبل إعلان وقف إطلاق النار. ويهدف الاجتياح البري الصهيوني بحسب مصدر حكومي صهيوني إلى تدمير مواقع لحزب الله على طول الحدود مع فلسطين المحتلة، وإبعاد مواقع إطلاق الصواريخ على الكيان الصهيوني لمنعها من السقوط في منطقة حيفا التي تبعد أربعين كيلومترا عن الحدود. ويذهب المحللون العسكريون إلى القول إن خطة توسيع الهجوم البري بشكله الراهن ترمي إلى السيطرة تقريبا على منطقة كالتي كانت تعرف بالحزام الأمني، وأن رغبة الجيش في الوصول إلى الليطاني غير معقولة لأنها تتطلب “قوة غير متوافرة” و”وقتا لا يمكن الحصول عليه”. ولاحظ هؤلاء أن المعارك لا تزال تدور في القرى المحاذية للحدود، أو في المربع الأول الذي لم تنجح القوة العسكرية الصهيونية حتى الآن في إخراج المقاومة منه. وربما لهذا السبب لاحظ المعلقون السياسيون اختلاف نبرة وتشديد أولمرت في خطابه الأخير، الذي ألقاه  أمام خريجي كلية الأمن القومي، عن كل الخطابات التي أطلقها منذ بدء الحرب. إذ حاول إعداد المجتمع الصهيوني للتراجع عن الأهداف المعلنة وتخفيض سقف التوقعات. وقد أعلن النصر الذي لم يسبق له مثيل، وشدد على الإنجازات الهائلة. وقال: إن أحداً لم يعد “الإسرائيليين” بوقف سقوط الصواريخ.
ويربط الكيان الصهيوني بين الموافقة على وقف إطلاق النار وبين التأكد من تغير الوضع العسكري الميداني لجهة تحقيق نصر عسكري مهما كان ضئيلا. ويريد العدو الصهيوني  في الأيام المتبقية من هذه الحرب  أن يبلور وضعا عسكريا ميدانيا على الأرض يقنع به أولا، المستوطنون الصهاينة الذين اضطروا للبقاء لأسابيع  في الملاجىء خوفا من سقوط صواريخ حزب الله، أو الذين أجلوا من بيوتهم، أن الوضع الأمني قد تحسن. وثانيا، أن يخدم هذا الوضع العسكري المشار إليه الأهداف الأمريكية  الصهيونية، التي سبق أن حددت منذ بداية الحرب: ضرب القوة العسكرية لحزب الله، وتحريك الحكومة اللبنانية من أجل تنفيذ القرار 1559 الصادر عن مجلس الأمن، والذي يطالب بنزع سلاح حزب الله باعتباره “ميليشيا”، وإيجاد حزام أمني في الجنوب، وإعادة الجنديين الأسيرين. هذه الأهداف التي  كانت محددة في بداية الحرب هي أكثر من الخيال الشعبي. وحين يتفحص المرء بصورة جذرية ما بين التوقعات الأولية للحرب وبين سير الأعمال الحربية التي أثبتت قدرة حزب الله على الصمود في ظل اختلال جذري في موازين القوى العسكرية، وإلحاق خسائر حقيقية بالجيش الصهيوني الذي يعتبر رابع جيش في العالم في مواجهته لميليشيا أكثر منها لجيش نظامي، يلمس بوضوح أن العدو الصهيوني لم يحرز الانجازات العسكرية المطلوبة منه على الأرض، لتقوية المواقف التفاوضية الصهيونية  حول بلورة وقف إطلاق النار، والعلاقات الأمنية مع لبنان، ونشر القوة المتعددة الجنسيات.  إن عدم تحقيق هذه الإنجازات  الصهيونية اللازمة يشكل في حد ذاته نصرا للمقاومة الإسلامية اللبنانية المنغرسة بقوة في نسيج المجتمع اللبناني، إذ توحدت من حولها كل الطوائف اللبنانية والحكومة، وفي الوجدان العربي والإسلامي، وهزيمة مذلة للآلة الحربية الصهيونية، التي لم تنجح كليا في تحطيم الصواريخ بعيدة المدى مع منصات إطلاقها. وإذا ما تبقى سلاح بأيدي حزب الله، فمعنى هذا أن المجتمع الدولي يكون قد اعترف بإخفاق تنفيذ تلك القرارات التي صدرت عنه. ويواجه الجيش الصهيوني تحدياً مصيرياً في الأيام المقبلة، ألا وهو إحكام السيطرة العسكرية على المناطق التي ستتمركز فيها القوات الأطلسية الجاري إنشاؤها كمطلب أمريكي لضرب عناصر حزب الله الذين لا يزالون متمسكين ومتحصنين في هذه المناطق. فإذا نجحت  المقاومة في منع تقدم العدو الصهيوني، فهذا يعني أن المهمة أخفقت، الأمر الذي سيؤثر بدوره  على حسابات الربح والخسارة في هذه الحرب المفتوحة.
(المصدر: صحيفة الخليج الإماراتية بتاريخ 6 أوت 2006)

نحن وحزب اللّه والهذيان التّبشيريّ

 
د. رجاء بن سلامة   أعلن رئيس حزب اللّه في إحدى خطبه الأخيرة عن استعداده للمزيد من التّضحيات قائلا: « … مهما عظمت التّضحيات فنحن خرجنا من رحمها ».   ما معنى هذه العبارة المروّعة: الخروج من رحم التّضحيات؟    لنترك تحليل هذه الصّورة الغريبة عن لغة السّياسة، وتحليل الإيحاءات النّرجسيّة النّابعة منها إلى  مجال دراسة شخصيّة هذا الزّعيم. فالمجال الآن لا يتّسع لتحليل الشّخصيّات الفرديّة، بل لتحديد المسؤوليّات وتبيّن المواقف الجماعيّة المهلّلة أو المتباكية أو المتملّصة من تحديد المسؤوليّات. ولنتبيّن مدلولات هذا التّصوّر وتبعاته والخيال السّياسيّ الذي ينتجه في السّياق الرّاهن، سياق التّدمير اليوميّ للبنان والقتل اليوميّ للمدنيّين.    هذه الجملة لها دلالة على طبيعة المقاومة التي يتزعّمها هذا الخطيب. إنّها مقاومة لا تضحّي من أجل الدّفاع عن الوطن واستقلاله وحرمة أهله، بل تعتبر التّضحية أصلا وأساسا تنطلق منه وتعود إليه: إنّها تضحّي من أجل التّضحية، إنّها تدافع عن الوطن من أجل التّضحية ولا تضحّي من أجل الوطن، وهذا هو الإشكال في  هذه المقاومة: إنّها ولدت « من رحم » التّضحية، ولدت من رحم الرّغبة في الموت، وستعود إلى هذا الرّحم الذي تعجز عن الخروج منه على نحو مَرَضي يتّخذ شكلا ثقافيّا.  التّضحية لا الحياة هي الأصل والمآل في إيديولوجيا المواجهة المسلّحة هذه، وواجب الشّهادة لا الحقّ في الحياة هو الأصل والمآل فيها.   إنّ بريق الحنكة السّياسيّة والتّعالي عن الاعتبارات الطّائفيّة والتّحالفات المشبوهة، لن يخفي عنّا الهذيان التّبشيريّ الذي يطفو من حين إلى آخر على السّطح في خطب السّيّد حسن نصر اللّه، البطل الجديد لآخر تقليعة من تقليعات المقاومة الإسلامويّة. ولن يحجب عنّا هذا الهذيانَ الإرهابُ الفكريّ الممارس على كلّ من يشكّك في خيارات هذا الزّعيم وفي طبيعة تنظيمه وطبيعة مقاومته، والتّبكيت والتّحذير الذي يلقاه ممّن نسمّيهم مثقّفين أو نخبا، أو ممّن نفترض أنّهم يلعبون هذا الدّور.   يعد السّيّد نصر اللّه الجماهير بأن يزيل الكيان الإسرائيليّ من على الخارطة، ويتنبّأ بانعدام المستقبل لهذا الكيان. إنّه يبشّر بالخلاص التّامّ من هذا العدوّ. وهذا التّبشير يقوم على بناء واقع خياليّ آخر غير الواقع الجغراسياسيّ الذي نعرفه: كأنّ إسرائيل قصر من الحلوى، أو دولة من الورق يمكن أن يعصف بها ويدمّرها مجرّد تنظيم مسلّح. والواقع الذي يهدمه نصر اللّه ليبني عليه قصر أوهامه  هو ممّا لا يخفى على أيّ عاقل: إسرائيل دولة قويّة متغطرسة مستميتة في الدّفاع عن نفسها وليست كيانا، ولن تزال من الخارطة، بل هي التي يمكن أن تزيل من الخارطة وأن تدمّر، وبعد تفجيرات 11 سبتمبر وتنامي حركات الإرهاب الإسلامويّ، لن يزداد الغرب إلاّ دعما لإسرائيل مهما اقترفت حكوماتها من جرائم، ومهما كانت الواجهة الدّبلوماسيّة التي تظهرها.   ما يعنيه هذا التّبشير هو أنّ السّيّد نصر اللّه لا يريد الدّفاع عن حرمة المواطنين اللّبنانيّين وعن التّراب اللّبنانيّ، بل يريد تحقيق هدف أقصى غير واقعيّ، ما كان له أن يتحقّق بانسحاب إسرائيل من الجنوب اللّبنانيّ، وما يمكن له أن يتحقّق بمجرّد عمليّة تبادل للأسرى. إنّه يريد أن تبقى المقاومة المسلّحة وتزدهر لكي يحقّق حالة التّطهّر التّامّ من هذا العدوّ. ولا يمكن أن يتحقّق هذا الهدف الأقصى إلاّ بالتّضحية، ولا يمكن أن تتحقّق التّضحية إلاّ بالارتماء في أحضان الموت، لأنّ الموت وحده يحقّق الخلاص الأسمى من شوائب الواقع وبراثن العدوّ، ولأنّه المطلق الوحيد الذي يضاهي مطلق الفكرة التّبشيريّة.    لا شيء يمكن أن ينبع من هذه التّبشيريّة القائمة على الوهم الممزوج بالحقد سوى الاستسلام إلى دوافع الموت، واعتبار الدّمار وحده مخلّصا ومطهّرا وداحرا لدوافع الشّعور بالإثم. ولكنّ المنافع الجانبيّة التي يحقّقها منطق التّبشير والتّدمير في الوقت نفسه، لا يمكن أن تكون خافية: آلة التّضحية  العمياء ستمكّن الزّعيم من أن يظلّ زعيما، وستجعله يبني مجده النّرجسيّ العظاميّ على جثث المواطنين اللّبنانيّين، وستظلّ يوطوبيا الأمّة الإسلاميّة بفضل هذه الآلة شبحا عملاقا يلاحق الدّولة اللّبنانيّة الحديثة.    المقاومة التي تجعل تقديم الأضاحي غاية لا وسيلة لدحر المحتلّ مقاومة مريضة شوهاء، لا تواجه العدوّ بل تريد أن تثبت شراسته. لا تدافع عن الحقّ في الحياة بل تدافع عن واجب الموت وتدفع إلى الموت، لا تضحّي من أجل الحياة بل تستسلم إلى المتعة بالتّضحية. لا تصدّ وحشيّة الجلاّد بل تجرّ الجلاّد إلى المزيد من الوحشيّة، لأنّها تريد أن تنشر منطق الجلاّد والضّحيّة ولا تحاول الخروج من فكاكه.   المقاومة غير المرضيّة هي تلك التي تسعى إلى طلب العدالة بطريقة عادلة، ولا تسعى إلى تدمير الذّات والآخر، هي تلك التي لا  تستمدّ شرعيّتها من عدالة قضيّتها فحسب، بل من عدالة السّبيل الذي تختاره في طلب العدالة. فالوسيلة ليست بمعزل عن الغاية، وليست شيئا ثانويّا مضافا إليها، بل هي من صلبها. وهذا الدّرس السّياسيّ الإيطيقيّ الحديث لم نستوعبه بعد، شعوبا وحركات تحرير ونخبا.   إسرائيل أخلّت بمبدإ التّناسب في ردّ الفعل وفي الدّفاع عن نفسها وعن جنديّيها المختطفين، وأنزلت عقوبة جماعيّة بشعب بأكمله دمّرت بناه التّحتيّة ومرافقه الحيويّة، ولم تحترم قوانين الحرب. فموقفها مدان قانونيّا وأخلاقيّا. إنّها تمارس فعلا إرهاب الدّولة لأنّها تتسبّب في مقتل المدنيّين وتشريدهم ولأنّ حكوماتها المتعاقبة تتجنّب الحلول الدّبلوماسيّة وتفضّل حلول العنف والقوّة العسكريّة، وتفضّل بناء الجدران العازلة على بناء عمليّة السّلام وثقافة السّلام.   ولكنّ حزب اللّه بإيديولوجيّته التّبشيريّة الإسلاميّة التي تفضح قرابته من تنظيم القاعدة رغم كلّ الاختلافات، يمارس إرهاب المجموعات تحت غطاء المقاومة اللّبنانيّة. إنّه يمارس الإرهاب الإسلامويّ لا لاستهدافه المدنيّين فحسب، بل لأنّه رغم كلّ التّصريحات والمراوغات التّكتيكيّة ينتصب دولة داخل الدّولة وبديلا عن الدّولة ولأنّه لا يعترف بالحلول السّلميّة ولا بالقانون الدّوليّ والشّرعيّة القانونيّة. ولنذكّر بأنّ الإرهاب خلافا للعنف، عمل لاقانونيّ لا يقف ضدّ القانون والدّولة، بل يريد أن يحلّ محلّهما على نحو عدميّ فيه يلتحم فيه التّبشير مع التّدمير.   من طبيعة الحشود المتجمّعة أن تتراجع نحو الطّفولة ونحو المواقف البكائيّة، وأن تهرب من مواجهة الواقع لأنّه مصدر انزعاج ، فتلوذ بأوهام الأب-الزّعيم المهدهدة ولا ترى إلاّ ما يراه الزّعيم الذي تتماهى معه، فيصبح بالنّسبة إليها بمثابة مثال الأنا كما يقول لنا فرويد. والزّعماء الذين يجرّون خلفهم الحشود من الطّبيعيّ أن يستميلوا هذه الحشود بأوهام النّقاء وأن يبشّروها بالنّصر الذي يملأ العالم عدلا بعد أن ملئ جورا، والقنوات العربيّة والصّحف الممجّدة لما يسمّى بالمقاومة اللّبنانيّة من الطّبيعيّ أن تعبّر عن رفض الحشود للتّفكير. إنّها منبر من لا فكر له.   أمّا أن تتورّط النّخب المثقّفة بمختلف طوائفها السّياسيّة في الدّفاع عن هذا الحزب وفي اعتباره مقاومة لبنانيّة، وأن تتظاهر من أجل لبنان حاملة صور حسن نصر اللّه وزعماء آخرين من نفس القبيل ومن نفس المرتبة، فذلك ما يدلّ على أنّ مثقّفينا ليست لهم مناعة تحميهم ضدّ التّبشير وضدّ الزّعماء المصابين بآفة التّبشير التّدميريّ. إنّهم  لم يخرجوا من دائرة الأمّة والملّة، ولم يخرجوا من دائرة الوعي القبليّ القائم على مبدأ الانتصار لذوي الرّحم، أي الانتصار للأخ  سواء كان « ظالما أو مظلوما »،  والقائم على منطق التّحالف البدائيّ: حزب اللّه عدوّ إسرائيل، وعدوّ العدوّ صديق. أو لم تخرج بكلّ بساطة من منطق الإثارة والاستفزاز الطّفوليّ: حزب اللّه يتحدّى، يكفي أنّه يتحدّى، ولا يهمّ بعد ذلك مآل التّحدّي ولا ثمنه.   هؤلاء المثقّفون لا تهمّهم الضّحايا البشريّة المقدّمة فداء لحزب اللّه، بل إنّهم يفضّلون التّهليل  السّياسويّ بالانتصارات  الزّائفة على الدّفاع الإنسانيّ عن الضّحايا، ويبحثون في كلّ مرّة عن الزّعيم الحامي بدل البحث عن شروط تحقيق السّلام العادل والتّحول الدّيمقراطيّ الحقيقيّ.   إذا كان المثقّف هو ذاك الذي يذكّر بالمحتوى الإيطيقيّ للسّياسة وللدّولة، فإنّ عليه أن يرى الإرهابين معا،  لأنّ كلاهما مدمّر: إرهاب الدّولة الإسرائيليّة وإرهاب المجموعات المسلّحة التي تعتمد العنف واللاّشرعيّة نهجا وفلسفة وسلاحا، وتعتمد حبّ الكره وحبّ الموت طاقة للتّعبئة الغريزيّة والعاطفيّة. المثقّف الذي يريد لعب دوره باعتباره مثقّفا هو الذي يدافع عن الشّعب اللّبنانيّ والسّيادة اللّبنانيّة، دون أن يردّد هذه اللّغة الخشبيّة المتكرّرة المدينة للعدوّ الصّهيونيّ، والدّاعية إلى المزيد من الشّراسة في التّصدّي له، مع تأجيل النّظر في « الخلافات اللّبنانيّة » وكأنّ هذه الخلافات ليست من جوهر القضيّة، أو كأنّ العدوّ لا يمكن أن يكون سوى العدوّ الصّهيونيّ.   نجح حزب اللّه نسبيّا في تلميع صورته بإدانته تفجيرات 11 سبتمبر ومعارضته تنظيم القاعدة وحرصه على تقديم نفسه في صورة لبنانيّة وطنيّة وفي صورة مقاومة تدافع على التّراب اللّبنانيّ.   ولكن هل يختلف هذا الحزب في نزعته التّبشيريّة الطّوباويّة المذكورة وفي مبادئه السّياسيّة واستراتيجيّته عن حركات الإسلام السّياسيّ ذي الطّبيعة الفاشيّة اللاّديمقراطيّة؟ كيف يمكن أن ننسى أصوله التّيوقراطيّة وتتلمذ زعيمه الحالي على يد الخمينيّ؟ لماذا ننسى أنّه ينشر ألوية الامبرياليّة الجديدة النّاشئة في الشّرق الأوسط، إمبرياليّة الملالي التي عادت إلى تصدير نموذجها على نحو آخر، ملوّحة بالسّلاح النّوويّ؟   الحزب الذي يرتهن بأعماله الاستفزازيّة دولة وشعبا ويرتهن في تسميته الإسلام وإلهه، الحزب الذي ابتدع هذه المقاومة الشّوهاء التي تقضي على الذّات والعدوّ معا، لماذا لا نحمّله جزءا من مسؤوليّة الدّمار اللاّحق بلبنان، ولماذا لا ندينه على نحو سياسيّ صريح في بياناتنا وتعبيراتنا السّياسيّة التي تبقى بذلك أحاديّة الاتّجاه، ضيّقة الأفق، فلا نخاطب بها سوى أنفسنا.   عندما يلجّ الجنون بين طرفين متقاتلين، لا بدّ من طرف ثالث يذكّر بوجود شيء ثالث نفيس يتجاوز  المتقاتلين، وهذا الشّيء الثّالث النّفيس هو القانون والشّرعيّة الأخلاقيّة. إنّ نخبنا لا تلعب هذا الدّور، دور الطّرف الثّالث، بل تدخل دوّامة القتال منتصرة لأحد الطّرفين، منتصرة للقتال نفسه ولدوّامة الحقد الجنونيّ الذي يحرّكه. rajabenslama@yahoo.fr   * جامعية وكاتبة تونسية (المصدر:  موقع شفاف الشرق الأوسط  بتاريخ 1 أوت  2006 )

 

 

عالم.. بلا ضمير

 
– عبداللطيف الفراتي | تاريخ النشر:الأح ,6 أغسطس 2006 1:07 أ.م.  تعود الناس على عالم يعيشون فيه بلا قانون دولي إلا ما تفرضه الدولة التي فرضت نفسها سيدة العالم بلا منازع أي أمريكا. ومنذ السقوط المدوي للاتحاد السوفييتي قبل عقد ونصف والعالم يعيش تحت ظل الاستقطاب الأوحد الأمريكي الذي يفرض تصورا للقانون الدولي أبعد ما يكون عن العدالة أو الحق يقوم على أن القوة وحدها هي مصدر القانون والحق وينطلق من النظرية الهتلرية القائمة على أن الحق في أفواه المدافع. لذلك فإن المقاييس الأمريكية وهي المتغيرة في حد ذاتها حالة بحالة باتت تمثل أسساً قانوناً دولياً مختلاً، وأصبح مجلس الأمن مجرد آلة طيعة لخدمة تلك الأسس وتحولت تلك المقاييس التي كان ينبغي أن تكون محل اتفاق المجتمع الدولي إلى معايير متفردة غير قابلة للنقاش، فالولايات المتحدة نفسها التي قامت واستقلت بعد ثورة تحريرية بطولية لم تعد تعترف للآخرين بحق الثورة التحريرية، وإذ تشيد إسرائيل بما تسميه ثورتها التحريرية لسنوات ما قبل التأسيس في عام 1948 رغم الفظاعات التي ارتكبت في حق الفلسطينيين فإن أمريكا تنكر على نفس الفلسطينيين حقهم في قيام حركة تحرير تزيل عن أرضهم أو ما بقي من أرضهم أدران الاحتلال. كما أن الولايات المتحدة باتت وحدها وفي معزل عن العالم قمينة بتحديد معالم الإرهاب ، فما تراه إرهابا – وهو ليس كذلك – يسير عليه نعت الإرهاب بلا استئناف ولا تعقيب ولا نقض، ومن هنا استطاع المؤلفون والمتابعون للحياة العامة في العالم أن يعتبروا أن عصر القانون الدولي انتهى قبل أن يولد حقا وبالتالي فإن العالم لا تقوده مجموعة الضوابط التي كان يجب أن تسود بل تقوده الإرادة الأمريكية المتغيرة والمستندة إلى قرار أمريكي ليس ثابتا كما يقتضيه أمر كل قانون. ونتيجة لذلك بات العالم وكأنه واحدة من تلك الدول المتخلفة التي لا يقوم فيها العدل على أسس ثابتة بل يقوم على مقتضيات القوة السياسية أو المالية وعلى المحسوبية. وإذا كان غياب القانون الدولي قد أصبح أمرا واقعا فرض نفسه رغم شدة ظلمه ومنافاته للعدل في علاقات الدول فإنه يبدو اليوم لاشيء أمام ما هو أخطر بكثير أي غياب الضمير الإنساني. ففي عملية غزو لبنان والحرب عليه التي عرفت ما لم تعرفه حرب أخرى من قبل وهو ضرورة إسراع مجلس الأمن باتخاذ قرار بإيقاف القتال، وإذ استمرت الحرب في إطار رفض أمريكي إسرائيلي فرنسي روسي بريطاني صيني بإيقاف القتال سماحا لتل أبيب بتحقيق أهدافها من هذه الحرب بالقضاء المبرم على حزب الله فإن ما هو أخطر من ذلك هو غياب الضمير الإنساني واختفاؤه الكامل. فبقطع النظر عن هذه الناحية السياسية في الحرب، فإن للحرب أي حرب أخلاقاً من الضروري أن يتقيد بها المحاربون وهي أخلاق حددتها المواثيق الدولية بكل وضوح وضبطت لها سلوكات ومقاييس لا يمكن عدم التقيد بها. غير أن إسرائيل في هذه الحرب تجاوزت كل الحدود وعمدت إلى سلوكات خطيرة حتى من ناحية أنها تجاوزت كل الضوابط التي لا يمكن بعدها لإنسان أن يبدو متمسكا بإنسانيته إذا لم يستنكر ويندد بهذا الذي يجري تحت أنظار العالم وأسماعه بدون رد فعل يذكر. وإذ ليس غريبا من إسرائيل ذلك فكل تاريخها يبرز قلة إنسانية سلوكها من دير ياسين إلى صبرا وشاتيلا إلى قانا 1 وأخيرا إلى قانا 2، فإن ما هو غير مقبول أن يواجه العالم أو الضمير العالمي تصرفات إسرائيل في الحرب الأخيرة وفظائعها بالصمت الذي يشبه التورط أو التواطؤ أو التأييد. ولعل هذا ما يطرح تساؤلا لا مفر منه يقوم على ما إذا كان للعالم ضمير أو ما إذا كان هناك ضمير عالمي أم لا؟ كل الدلائل تشير لا فقط لغياب قانون دولي يقوم على العدل والإنصاف بل أيضا أنه لا وجود لضمير عالمي تحتكم إليه البشرية وتهتدي به. وبعد المذابح اليومية وبعد تهجير 25% من شعب لبنان جاءت قانا وقافلتها من القتلى الأطفال والنساء والشيوخ لتدلل في غياب استنكار دولي عام ولا قرار أممياً واضحاً لإدانة ما حصل ولا حتى تصريح لرئيس مجلس الأمن إلى أن العالم فقد روحه واستكان لتقاليد عصور الظلام عندما لم يكن هناك لا أقمار صناعية ولا قنوات فضائية ولا أنترنت لنقل الأخبار والوقائع بسرعة البرق أو أكثر وبصورة آنية ليس بعدها سرعة. وبات العرب والمسلمون يشعرون وكأنهم ليسوا من هذا العالم ولا قيمه المعلنة وأنهم قيمة مهجورة لا وزن لها وإلا فإن العالم وضميره الغائب لم يكونا ليصلا بالتجاهل لهذا الذي يحدث للحد الذي نرى والذي يشكل فضيحة هذا العصر. وقد يكون المرء مؤيدا أو معارضا لحزب الله وقد يكون متعاطفا معه أو مستنكرا لأفعاله ولكن كل ذرة في كل نفس لابد أن تكون مستنكرة لما تفعله إسرائيل بتصميم معلن يبرز أن إنسان هذا العصر أو بعض أناس هذا العصر ليسوا أفضل من سكان المغارات قبل آلاف السنين قبل أن تأتي الأديان وقبل أن يصل الإنسان لمرحلة التحضر. بقي سؤال بسيط ولكن كم هو مهم: لو كان الذين تعرضوا لما تعرض له اللبنانيون والفلسطينيون من غير العرب والمسلمين، يهودا أو غير يهود، صرباً أو روانديين، فرنسيين أو سويديين.. هل كان رد الفعل بمثل هذا الشكل، ألم يكن الذين ارتكبوا هذه الجرائم قد أحيلوا أو طلبت إحالتهم على المحاكمة من أجل حرب الإبادة وجرائم الحرب؟ السؤال مطروح ولا يحتاج إلى جواب، لأن الجواب واضح وبين. fouratiab@gnet.tn (المصدر: صحيفة الشرق القطرية  بتاريخ 6 أوت 2006)


 

قانا 2 وأخواتها .. يا للهول..!

 
د. فيوليت داغر

المشهد اليوم

إسرائيل كما هي لا مستقبل لها. قناعة أصبحت أكثر ترسخا في أذهان الكثيرين ممن اعتقدوا بامكانية بناء مستقبل مشترك مع هذا الكيان. والسؤال المطروح هو إلى أي حد يتحمل الذين وعدتهم الإيديولوجية الصهيونية والتيارات الدينية اليهودية المتطرفة بدولة من طراز خاص، دفع فاتورة ما يشنه جيش هذا الكيان من حروب ويجر لجيرانه من دمار ؟ أليست مسؤوليتهم جسيمة بقبول هذه السياسات وعدم رفض العدوانية اللامحدودة التي ترتكب باسمهم؟ هل يمكن أن تبقى إسرائيل مزروعة بين جنبات بلدان المنطقة وتتصرف كالوحش الضاري، متحللة من كل الضوابط، ومعللة ذلك بحربها على الإرهابيين لحماية أمنها؟ ها هي مجزرة قانا الثانية، التي راح ضحيتها هذا الصباح 57 قتيلا معظمهم من الأطفال، تجري بعد عشر سنوات من اقتراف الجيش الإسرائيلي لمجزرته الأولى في هذه البلدة الجنوبية الصامدة. وكأن اسمها وحده، وما له من رمزية بعلاقة مع السيد المسيح قبل ألفي عام، كافٍ بأن توجه اسرائيل آلة التدمير لأبنائها العزل، القابعين في منازلهم بعد أن تقطعت بهم الطرقات للنجاة بأنفسهم من هذا الجحيم. وكأن التاريخ يعيد نفسه، في ظل غياب حلول ناجعة تقي من وقوع هذه الأهوال الإسرائيلية المتكررة التي لا تقف عند أي حد. والتي تتم بتشجيع مطلق من الإدارة الأمريكية، وهناك من يقول بقرار أمريكي بحت يرمي لتفتيت بلدان المنطقة وفرض ارادة « الويلات المتحدة » على شعوب المنطقة. قبل قانا وعلى مدى تسعة عشر يوما حصلت مجازر عديدة أخرى في عدة بلدات ومدن لبنانية، استعملت فيها الأسلحة المحرمة دوليا وخبرت أسلحة جديدة بأجساد البشر. لم يبق من وسيلة تدميرية إلا واعتمدت، بما فيها القنابل العنقودية والانشطارية واللولبية. ذلك في سياسة قتل منهجي للشعب اللبناني راح ضحيتها حتى الساعة 750 قتيلا. وبغض النظر عن خسارة اسرائيل العسكرية التي لم تعترف بها، حيث فرضت قيودا شديدة على الاعلام في أراضيها واستهدفت بالقصف فرق المراسلين خارجها، الخسارة الأولى التي منيت بها هي الخسارة الأخلاقية لمن كان ما زال محتفظا بأوهامه حولها. لقد استهدف هذا الكيان لبنان في ماضيه وحاضره ومستقبله، في انسانه وأرضه ومائه، بجرائم يمكن تصنيفها جرائم حرب، حسب اتفاقيات جنيف والبروتوكولين الملحقين بها وميثاق روما للمحكمة الجنائية الدولية. هذه الوحشية، التي شبهها البعض بما يوازي محرقة اليهود على يد النازية، تطرح السؤال حول استقرار المعاناة في اللاوعي الجمعي. هذا اللاوعي الباتولوجي الذي ينتقل عبر الأجيال والذي يفرغ شحناته العنفية على الآخر المختلف، ذاهبا لحد تحميله مسؤولية ما يفعله به. لكن اسرائيل التي تنتقم اليوم من لبنان وفلسطين، على الشكل الذي لا تقوى حتى العين على احتمال أهواله، لم تعد مقبولة لشرائح واسعة ممن كانوا يعتقدون بالتطبيع والسلام معها. في الوقت نفسه، ما زال للأسف المتربعون على سدة الحكم في بلدان عربية عديدة يحصون الأموات والخسائر دون أن يحركوا ساكناً. ونتساءل ما الحاجة لترسانة الأسلحة التي تملكها هذه البلدان، والتي ستضيف عليها أخرى جديدة بقيمة خمسة مليار دولار تم الاعلان عنها في هذا الوقت بالذات تذهب لصندوق المنتج الأمريكي؟ صحيح أن الشعوب العربية لم تكن تعول على هؤلاء الحكام يوماً، لكن لم تفترض أن عريهم وصل لهذا الحد الفاضح. وهي ترى في محاكمة صدام حسين، رغم الدرك الذي وصلت له في افراغها من مضمونها، درسا يمكن أن يتعظوا به. لقد نعى الشارع العربي بغالبيته ليس فقط القابعين على صدروه ولكن أيضاً جامعة الدول العربية التي تمثلهم، والتي ليست بدورها أكثر من شاهد زور على مآسي الوطن العربي المتتالية. أما إذا ما رصدنا مناخ جمعيات المجتمع المدني، فنجد أن الكثيرين ممن انضووا تحت لواء هيئة الأمم المتحدة يبدون اليوم كمن دفنوا أوهامهم. ذلك بعدما بان وبوضوح لا لبس فيه أن هذه الهيئة، التي من صلب مهمتها حفظ السلم ووقف الصراعات المسلحة، باتت بمثابة ورقة التوت التي تحمي عورات سيد العالم الأمريكي وتابعته أوروبا. لقد تيقنوا أن مصالح الدول العظمى ما زالت أكثر أهمية من احترام القوانين والأعراف الدولية والقواعد الأخلاقية التي نصت عليها معاهداتها التي حاولت تجسيد القيم البشرية النبيلة في التعامل بين البشر. بارقة أمل تأتي أخيرا من المسؤولين اللبنانيين الذين وقفوا اليوم صفا واحدا متضامنا مع المقاومة اللبنانية، كما ورفضوا لقاء وزيرة خارجية « الويلات المتحدة الأمريكية ». ذلك بعد استقبالهم لها قبل أيام حيث صرحت حينها أن الوقت لم يحن لوقف القتال، مانحة بذلك المزيد من الأيام لإسرائيل لتنفيذ خططها. فهل هناك من ذرة حياء وضمير عند من لم تتعرف يوما على بسمة طفل وهي ترى أطفال لبنان يتناثرون اشلاء في كل مكان، وهل تستأهل أن تمتد اليد لمصافحتها؟ بعض تفاؤل أيضاً في الشارع العربي الذي، رغم المنع والهراوات وخراطيم المياه والمهانة التي يتعرض لها للتعبير عن تضامنه مع أخيه العربي في العراق وفلسطين وفي لبنان، كان له وقفة تضامنية اعتدناها منه في كل مناسبة. لكن هل هذا كافياً أخذاً بعين الاعتبار أن في التحركات شئ من تنفيس عن كبت وقهر يومي وليس بالضرورة نضج ووعي سياسي؟ وهل بأقل من العصيان المدني يمكن للإنسان العربي أن يسطر لغد مختلف يعتمد على العلاقة الجدلية بين المقاومة والنهضة؟   صدى المستجدات

لقد ساهمت عولمة وسائل الاتصال في تسييس الإنسان العربي وتنامي الوعي بحقوقه. كما ترك بصماته في روحه وعقله ما تعرض له من ظلم داخلي وجور خارجي. بحيث أن مشيعي الأطروحات الانهزامية والتطبيعية باتوا اليوم في وضع صعب. وأصبح بالمقابل من يقول بأن الحق لا يعطى وإنما ينتزع أكثر قبولا. هؤلاء يعتقدون بضرورة الانتقال من موقع الدفاع عن النفس إلى الهجوم، واتخاذ المبادرة وابتكار أساليب جديدة في التعامل مع المعطيات والمستجدات. لقد انطلقت ردود الأفعال على الظلم وانعدام العدالة بأشكال متعددة. ذلك رغم أنها طوقت وحوربت باسم الحرب على الإرهاب، وكأن إرهاب الدول ليس أشد فتكا من عنف الأفراد. في حين أن من العنف ما هو إلا دفاع عن النفس. وقد عملت الصهيونية العالمية طويلا على تحريك مشاعر عقدة الذنب عند الآخر الغربي واستفادت منها لأبعد الحدود. بحيث نشهد تباطؤا في الحراك الشعبي ضد جرائم اسرائيل ومواقف اعلامية لا تتوخى الحياد، إن لم نقل البحث عن تأييد الحق والعدل والتمسك بالموضوعية في تغطية الحدث. إن بات الكثيرون في العالم العربي متأكدون بأن الانتظارية لم تعد تجدي نفعا وأن عليهم التصدي لجبروت القوة بكل الأشكال الممكنة، فذلك عائد أيضا لأعداد الضحايا التي تتساقط في كل يوم في العراق وفلسطين ومنذ مدة في لبنان. لقد كادت تصبح مجرد أرقام مع تلبد الأذهان والاعتياد على المهانة والقبول بدور المفعول به بدل الفاعل في مصيره. فعقدة النقص التي تفضي للقناعة بأن القدرات الذاتية غير كافية للمواجهة تتأتى من التربية القائمة على القمع والتطويع وقتل الطاقات الخلاقة. من عدم ايلاء المرء وهو ما زال طفلا الثقة بالنفس والاعتماد على الذات، وتعويده على الطاعة والإذعان لمن يملك السلطة، أية سلطة، ولو كان ناقص العقل او معتوها. لكن يخطئ من يعتقد أن الرأي العام شئ يصعب التأثير عليه. من المؤكد أن الطريق الأمثل لتحويل الأقلية لأغلبية هو الإيمان بعدالة القضية التي يدافع المناضلون عنها، وانتزاع حقوق شعوبهم بيدهم، والمثابرة بقناعاتهم، وطول النفس في العمل المقاوم، مهما كلف ذلك من تضحيات جسام. ولتغيير السلوكات لا بد أيضاً من قدر من الوعي بالحقوق ومن الاقتداء بنماذج جديرة بأن تحتذى. قلة من يعتقد بأن الذين يمتلكون زمام مصائر شعوبهم هم جديرون بهم ويستحقون مكانتهم. وهناك من يطالب بوجوب احالتهم لمحاكمات على خلفية ما اقترفوه من عسف وجرائم بحق هذه الشعوب. إن ما يحصل في العراق وفلسطين ولبنان من مواجهات وتصدي للمظالم ودفاع عن الحرية والكرامة يفتح، رغم الثمن الباهظ، فسحة أمل وتفاؤل. خاصة وأن شعوب المنطقة العربية تجد نفسها اليوم إزاء مفترق طرق يرسم لها ضمن ما يسمى شرق أوسط جديد. لكن ما يبقى بالمرصاد لاجهاض حالة الوعي هذه هو محاولات تحريك الفتن الطائفية والتلاعب بالضمائر وتسميم المشاعر ودس الشائعات لتفريق الصفوف وجر الشعوب لموقع الناقم أو المحبط أو المتفرج. هناك حروب اعلامية ونفسية تشن جنبا لجنب مع الحروب الكلاسيكية العسكرية. وفي وضع كهذا، مسؤوليتنا في الوطن والعروبة والإنسانية جسيمة. فالحرائق المشتعلة ستطال آثارها العالم بأسره. لبنان، هذا البلد الصغير بحجمه الكبير بفعله لا يمكن أن يصبح المعبر الذي تمر منه الدبابة الأمريكية لبناء شرق أوسط جديد تفصّله على مقياس مصالحها. وبالتالي، الكل معني بتضميد جراح شعبه وبورشة إعماره على أسس سليمة. لكن ليكن العمل من أجل مجتمع المواطن وليس مجتمع الطوائف. ولتكن الانطلاقة على قواعد جديدة للتحرر من شوائب الماضي الكثيرة. عملية ترميم الحجر والبشر قد تكون طويلة. وعسى أن يستحق شعب لبنان وطنه وأن يكون جنده، بأن لا يدير له ظهره عند كل استحقاق ويتعامل معه كفندق أو ممر عبور.   شباب الغد

أطفال لبنان الذين عاشوا أهوال هذا العدوان سيكبرون قبل الآوان بعدما فقدوا براءة الطفولة مبكرا. ونتساءل إلى أي مدى سيكون ترداد ما عاشوه من أهوال على بناء شخصيتهم، حتى ولو لم يطالهم أي أذى جسدي. خاصة وأنهم أخذوا على حين غرة، ولم يكن أي شئ يحضرهم لتوقع هذه المآسي. لكن قد تدمل جراحهم ويستعيدوا بسمتهم لو عرفنا كيف نتعامل معهم ونتيح لهم ترجمة هواجسهم ومشاعر الغيظ مما لحق بهم من حيف وظلم. ليس بالإمكان افتراض أن آليات النسيان تحل المشكلة، حيث ما يبقى في مخزونات اللاوعي مؤهل لأن يخرج للسطح في كل مناسبة تستحضر الحدث. ومن لم يعش الحوادث مباشرة، آثارها ستترك بصماتها على بنائه عبر ما خبره المحيط المباشر له، هذا الوعاء الحاضن له والمكلف بتأمين الحماية الضرورية له. إن في حزن الأهل والأقارب وعدم تماسك الخلية الأسرية بسبب الأهوال التي تعيشها ما ينقل له ترداد الصدمات التي ستترك آثارها على مستقبله. إضافة لهذا، يتلقى الطفل هذه الصدمات بحسب شخصيته وسنه ونضجه وادراكه للمحيط ومناخه. كما أنه يمر بمرحلة عمرية تصبح فيها إشكالية الموت مسألة هامة، حيث يطرح على أهله اسئلة كثيرة بصددها. فكيف لو خبرها على أرض الواقع بخسارة عزيز عليه؟ كذلك يتنامى لديه الشعور بالذنب فيما لو أصاب مكروه أحدا من أقاربه. ومن نزحوا أو هاجروا سيعيشوا حالة الانسلاخ المفاجئ هذه عن محيطهم بشكل لا يمكن تحمله. خاصة عندما تستحضر في الذاكرة تجارب وخبرات سابقة، بما فيها مرحلة الانفصال عن الوالدين في عمر مبكر. هذه الصدمات تؤثر أيضاً على الذاكرة، بما يفهم منه حماية الذات ولو أن الآليات الفاعلة هي غير مدركة أحيانا كثيرة. ردود الفعل العنفية هي نتيجة منطقية لما يوجه للطفل من عنف جسدي أو نفسي. الأشكال التي تتخذها مختلفة، وتعبر عن نفسها خاصة من خلال الجسد وأعراضه المتعددة. فالطفل غير قادر بعد على التعبير عنها عن طريق الفكر كالكبار. لكن هناك منهم من سيكون شكل التعبير عن معاناتهم إعمال العنف ضد غيرهم وبعدوانية قد تتخطى الحدود المقبولة اجتماعيا. الصمت إزاء الصدمات، اعتقادا بأن الطفل سينسى ما عاشه من أهوال لو لم يتم تذكيره بها، ليس الحل الأفضل. العكس هو الصحيح، أي وجوب إيجاد المراكز أو على الأقل العناية من قبل الأهل والتوجيه وتسهيل امكانيات التعبير عما يعتمل في صدره. وحيث أن الكلام ليس الوسيلة الأسهل للطفل خاصة إن كان صغير السن، يبقى الرسم أو اللعب، حسب الفئة العمرية، الوسيلة الأمثل لتفريغ الشحنات العنفية والتعبير عما يختلج في النفس. هذا جزء من واجبي كلبنانية مغتربة اؤديه لأطفال لبنان بالتنبيه للمخاطر المحدقة بهم والتي لا توجه لها الأنظار غالباً. أما من رحلوا للآخرة دون جرم اقترفوه سوى أنهم مروا من هناك، من أمام الآلة الحربية الإسرائيلية، فألقي عليهم وعلى أهاليهم شهداء الحرية، تحية إجلال وإكبار. لقد رحلوا ليبقى لبنان، فهل سنخلد ذكراهم بما يرتقي لمستوى خسارتهم؟   * رئيسة اللجنة العربية لحقوق الإنسان ** مقال نشر مع تعديل طفيف في الجزيرة نت في 5 – 08-2006   (المصدر: قائمة مراسلة  اللجنة العربية لحقوق الإنسان بتاريخ 5 أوت 2006)

 

متى يتخلص الشارع العربي من النفاق والتواكل؟

د. فيصل القاسم لا شك أن الكتاب والإعلاميين والفنانين والنشطاء العرب يشعرون بكثير من الغبطة والسعادة عندما يستوقفهم المعجبون في الشارع أو في الأماكن العامة ليعبروا لهم عن شكرهم وامتنانهم على برنامج تلفزيوني دافعوا فيه عن الشعوب وحقوقها وانتصروا لقضاياها وآلامها، أو مقال فضحوا فيه أنظمة القمع والقهر والاستبداد المتحكمة برقاب الناس، أو مسلسل تلفزيوني تصدى لمظاهر الفساد والنهب المنظم المتفشية في مجتمعاتنا. فكلنا نستمتع بمديح الجمهور وإطرائه على عملنا. لكن المشكلة أن الشارع العربي ليس شاطراً ولا ماهراً إلا في التصفيق للمناضلين من مثقفين وكتاب وصحفيين، هذا إذا لم ينقلب عليهم، كما سنرى، عندما يتغير اتجاه الريح ويشعر بخطر مناصرتهم. والأخطر والأسخف من ذلك أن الشارع يعتقد أن مهمته النضالية تنحصر وتنتهي في التهليل للذين أخذوا على عاتقهم التصدي للواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي البائس والثناء عليهم، وكأنه برّأ ذمته تجاه الوطن وأراح ضميره، وما عليه بعد ذلك سوى الخلود للراحة والتفرج على المعركة، أو على أبعد تقدير الاستفسار عن مستقبل الأمور. ولا أبألغ إذا قلت إن شعار الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج هو: « كفا الله الشعوب شر القتال ». بحكم عملنا في المجال الإعلامي يوقفنا أينما ذهبنا إخوة عرب ويبدأون بالتساؤل والشكوى لنا من الأوضاع المأساوية في بلدانهم: »متى ستتغير الأوضاع؟ متى سيخجل الحكام من أنفسهم ويعطفون على تلك الشعوب المغلوبة على أمرها؟ متى سيحلــّون عن ظهورنا؟ متى سيخطف عزرائيل أرواحهم؟ متى سيصغون إلى مطالب الناس؟ متى سيتوقف الفساد في بلادنا؟ متى سنعيش في ديارنا معزّزين مكرّمين؟ متى سيصطلح أمر الأوطان؟ متى سنلحق بركب البلدان المتطورة؟ » للأسف الشديد لا تسمع من الشعوب العربية سوى تلك الأسئلة البليدة والممجوجة. وكم أضحك في سري عندما يتجمهر حولنا كاعلاميين بعض المشاهدين في بعض الأماكن ويمطروننا بوابل من التساؤلات ويحثوننا على مواجهة الأنظمة الحاكمة وفضح عوراتها ومواصلة الصراخ في وجهها والتصدي لها صباح مساء، وكأننا فقط المعنيون بمسألة النهوض بالأوطان وإصلاح حالها والنيل من الحكومات الفاسدة وتعريتها، وكما لو أن لدينا عصا سحرية أو قدرات خارقة لوضع البلاد العربية على الصراط المستقيم بكبسة زر وتخليص الشعوب من أزماتها المزمنة. لا أدري لماذا يعتقد الشارع العربي أن مهمة التغيير والنهوض بالأوطان تقع فقط على عاتق ثلة من الكتاب ولإعلاميين والنشطاء المساكين. متى يعي أنها مهمة الجميع وعلى رأسهم الجماهير؟ لا تغيير حقيقياً من دون جموع الشعب بأطيافه كافة. صحيح أن الطليعة ممثلة بالمثقفين والصحفيين والنخب المختلفة تتحمل مسؤولية القيادة والتوجيه ووضع الاستراتيجيات، لكنها تبقى لا حول لها ولا قوة إلا إذا استندت إلى قواعد شعبية جاهزة للتغيير والتحولات والتضحيات. وقد علــّمنا التاريخ أن الثورات الحقيقية تنجزها الجماهير وليس أصحاب الأقلام والميكروفونات والمنظـّرون، مع الاعتراف بفضلهم ودورهم في التحريك والتحريض واستنهاض الهمم. ولعل أكثر ما يؤخذ على الشارع العربي أنه متقلب في مواقفه من الذين يتبنون قضاياه ويعبرون عن آماله وآلامه، لذلك فهو يستكثر على الطليعيين من إعلاميين ومثقفين وصحفيين حتى المديح الذي منحهم إياه ذات يوم، فيسحبه منهم بنفس السهولة والبساطة التي أغدقه عليهم في المقام الأول، مؤكداً بذلك التهم التاريخية التي كان يوجهها الفلاسفة للجماهير بالتقلب والخيانة. وقد لخص الفنان والمثقف العربي الشهير ياسر العظمة تذبذب الإنسان العربي ونفاقه تجاه المناضلين من أجل التغيير والإصلاح في بلادنا العربية في إحدى حلقات مسلسله المعروف « مرايا ». تصور الحلقة قصة إعلامي عربي يقدم برنامجاً تلفزيونياً في قناة عربية، فيسخـّر برنامجه لتناول هموم الناس وقضاياهم والدفاع عن حقوقهم، وكشف عيوب المجتمع وفضح الفاسدين وضرورة الإصلاح والتطوير ومعالجة الملفات الساخنة التي تهم المشاهدين. وكان ذلك المقدم التلفزيوني يتلقى التهاني والتحيات والشكر الجزيل والتشجيع الوفير والثناء والإطراء من المشاهدين في كل مرة يقدم فيها حلقة تتناول قضية حامية. وظل المشاهدون يهللون ويطبلون ويزمرون لذلك المذيع حتى اختفى عن الشاشة ذات يوم بعد أن اقتادته السلطات إلى السجن بتهمة التطاول على الحكومة والتحريض على الفوضى والشغب وإقلاق راحة الدولة. هل تعلمون ماذا كان رد المعجبين والمشجعين القدامى؟ لم ينبر أحد لمجرد السؤال عن ذلك المذيع المسكين، فالتزم الجميع الصمت في البداية، كما تصورهم حلقة ياسر العظمة. وليتهم ظلوا صامتين، فعلى الأقل لعذرناهم بسبب خوفهم من بطش السلطة وسياطها وعصيّها الغليظة. لكنهم بدلاً من ذلك راحوا يتشفون بالمذيع السجين، منقلبين على كل مديحهم وثنائهم القديمين عليه. »فعلاً كان لسانه طويلاً »، يصيح أحد الاشخاص في الحلقة المذكورة مهاجماً المذيع المعتقل.  » لقد تجاوز كل الحدود ويستحق العقاب، لقد تطاول كثيراً على الحكومة ولا بد أن يقف عند حده، كان حرياً به أن يعلم أن السلطة حق وأنها لا تسمح لأمثاله بأن يقلقوا راحة الناس وينغصوا عليهم عيشتهم ويهددوا الأمن العام، من يظن نفسه ذلك الأهبل؟، لقد صبروا عليه كثيراً وكنا نحذره، لكنه ظل ماضياً في حماقته، من فوّضه بإثارة مواضيع خطيرة في برنامجه؟، ألم يكن من الأفضل له أن يخرس ويريحنا من بطولاته وعنترياته الفارغة؟ هل يعتقد أنه المهدي المنتظر؟، السجن هو المكان الأمثل لأؤلئك الشاذين ». تلك هي ردود فعل الناس في حلقة « مرايا » آنفة الذكر على سجن ذلك المذيع المقدام والشجاع الذي توسموا فيه خيراً في يوم من الأيام وصفقوا له طويلاً لجرأته وتحديه للسلطة. هذا هو موقف الجماهير ممن يحاول أن يتكلم باسمها ويعبر عن همومها وعذاباتها. ولا أعتقد أن ياسر العظمة بالغ في تصوير الموقف الشعبي من ذلك المذيع في الحلقة، لا بل إنه وضع يده على الجرح ببراعة فائقة. فبدلاً من أن يكون المذيع إياه نبراساً يضيء الطريق للجماهير المسحوقة كي تكمل المشوار من بعده، وتخرج من ربقة الظلم، أصبح مختلاً، في نظرها، جديراً بالسجن والسحل. ولو كان هناك شعوب تحترم نفسها وتريد الانعتاق من الاستبداد لما تذبذبت بذلك الشكل السخيف والمخزي في موقفها من الذين يتصدرون صفوف الدفاع عن قضاياها، ولرفعت صوتها عالياً دفاعاً عن كل الذين سقطوا في غياهب السجون والزنازين، من المحيط إلى الخليج، بسبب نضالهم من أجل حياة أفضل للجميع. وقد عرفت في يوم من الأيام إعلامياًً عربياً وقع في مشكلة مشابهة للمشكلة التي وقع فيها بطل تمثيلية ياسر العظمة، فقد كان مهاجماًً شرساً للحكومات العربية وناقداً حاداً لسياساتها وفاضحاً لفسادها في كتاباته وبرامجه. وذات يوم انتقمت منه إحدى الحكومات على طريقتها السخيفة، لكنه لم يجد أي تأييد أو مؤازرة تـُذكر من قرائه ومشاهديه فأصيب بخيبة أمل كبرى، خاصة وأنه كان يظن(وبعض الظن إثم في هذه الحالة تحديداً) أن الجميع سينبري للدفاع عنه وإمطاره برسائل المناصرة، كونه يعبر عن همومهم ويدافع عن حقوقهم وقضاياهم المهضومة، ويضع نفسه في بوز المدفع. لكن هيهات، فحسبه أن ينجو من ألسنتهم الحادة المستعدة أن تنقلب مئة وثمانين درجة، كما صورها الفيلسوف الفرنسي غوستاف لوبون في كتابه الشهير « سيكولوجية الجماهير ». ليت الجماهير تعلم كم يحتاج المناضلون من أجل الإصلاح والنهوض بالأوطان لأصواتها وتشجيعها في السراء والضراء. لقد أثبتت التجارب والدراسات أن فريق كرة القدم الذي يخوض مباراة كأس العالم على أرضه لديه فرصة أكبر بكثير من بقية الفرق لنيل الكأس، لا لشيء إلا لأنه يلعب في بلده وأمام جمهوره ويحظى بتأييده ومؤازرته. مادامت الشعوب العربية تعمل بمبدأ « إذا سقط المناضلون فشارك في رجمهم »، فإنها ستظل تحت النعال ولن يذرف أحد دمعة على مأساتها، لأنها لا تستحق حتى الدموع. هل، بربكم، يستحق ذلك النوع من الشعوب الدفاع عنه ومناصرة قضاياه والصراخ من أجل نيل حقوقه، إذا كان ليس مستعداً حتى لكف لسانه عن الذين رفعوا صوتهم عالياً ذات يوم لتحريره من سياط القمع والقهر والاستبداد، فما بالك في أن يدافع عنهم بحناجره، ناهيك أن يحميهم بسواعده عندما يسقطون في براثن الطغيان والاستبداد؟ « يا مؤمّن للشعوب، يا مؤمّن الميه في سطل مثقوب »!
(المصدر: صحيفة الشرق القطرية  بتاريخ 6 أوت 2006)

بداخلي جرح كبير وأنا أرى طفلا يموت في حضن أمه

« لطيفة التونسية: لن أغني الآن إلا لـ »المقاومة العربية »

 
دبي – العربية.نت
بكلمات مؤثرة وجهت الفنانة التونسية لطيفة نداء لكل فناني العالم العربي لإغاثة لبنان وقالت لطيفة في ندائها: « إخواني وأخواتي فناني وفنانات العالم العربي من المحيط للخليج، من تونس ومصر ولبنان والأردن والكويت والإمارات والسودان والعراق وليبيا والمغرب والجزائر وعمان، ومن كل شبر في أمتنا العربية أناشد فيكم كرامتكم، أناشد فيكم رفضكم للظلم، أناشد الفنان الحقيقي مرهف الحس بداخلكم، أناشدكم أن نتحرك سويا لنصرة أهلنا ». وقالت الفنانة التونسية في حوار خاص لصحيفة « الخليج » الاماراتية السبت 5-8-2006 « لا أستطيع أن أسكت وأنا أرى في كل ساعة وكل لحظة أهلي في لبنان يموتون، أنا اشعر بحزن وغضب ولا بد أن نفعل أنا وزملائي فناني العالم العربي شيئا لمساندة أهالينا هناك ولهذا وجهت ندائي لهم لنتحرك سويا ». وحول ردود الفعل على مناشداتها للفنانيين العرب، قالت: تلقيت اتصالات كثيرة من زملائي وجميعهم يؤيدون فكرة التحرك الجماعي بأي شكل لنصرة لبنان، وكان في مقدمتهم الفنان حسين الجسمي الذي التقيت به مؤخرا وتبادلنا أفكارا كثيرة لنتحرك من خلالها كفنانين عرب، كما أيدتني المطربة نوال الكويتية وأبدت استعدادها للمشاركة في أي تحرك جماعي، وأنا واثقة أن هناك فنانين وفنانات كثيرين جدا يشعرون بحزن عميق وغضب شديد ولن يترددوا في مساندة لبنان وشعبه بأي شكل. وبخصوص الدور الذي يمكن أن يلعبه الفنان العربي خلال الأزمة الحالية، أضافت: هناك أكثر من دور لكن أهم دور في رأيي هو الدعم المادي، ولهذا ناديت الجميع فنانين وغيرهم بضرورة التبرع لدعم مقاومة العز والفخر في لبنان ولو بدولار أو يورو أو ين أو دينار أو جنيه، لا بد أن نتبرع جميعا فلا يمكن لأي شخص يغار على أرضه وعرضه ودينه وعروبته وأهله أن يقف صامتا ويكتفي بالحسرة والفرجة، الدعم المادي هو الأساس وبعده يأتي الدعم المعنوي والفني من خلال تقديم أغان وطنية تلهب حماس المقاومة أكثر وتلهب حماس شعبنا العربي في كل مكان ليستمر في رفضه لتلك الوحشية الصهيونية ويستمر في صراخه وضغوطه حتى تتوقف تلك المجازر التي ترتكبها « إسرائيل » في حق أهالينا. وقالت لطيفة إنها تشعر بما يشعر به كل فنان غيور على عروبته، فـ »بداخلي بركان غضب وأنا أشاهد الأطفال يقتلون كل لحظة، بداخلي جرح كبير وأنا أرى طفلا يموت في حضن أمه، وأغضبني مشهد أطفال إسرائيل وهم يوقعون على الصواريخ التي ستقتل أطفالنا في لبنان، وإذا كانوا هم يوقعون بأقلامهم فنحن نوقع بدمائنا وأرواحنا ولا بد أن تعلم « إسرائيل » أننا جميعا فداء لأهالينا في لبنان ». وكشفت عن طلبها من لجان المهرجانات بأن يتم تأجيلها أو إلغاؤها، مضيفة « ليس الوقت مناسبا أبدا لتقديم حفلات بها أغان عاطفية أو أغان مفرحة فأصواتنا كمطربين ومطربات عرب لا بد أن تكون فقط في خدمة أهالينا في لبنان وأنا بالطبع أتكلم عن الفنانين الحقيقيين فقط ». وأوضحت بأنها ستتغنى بأغنية قام بتلحينها الملحن وجدي شيا تقول كلماتها: امشي مشية مارد ووقفة عز أقف خلي الله بقلبك ومن الموت ما تخف (المصدر: صحيفة موقع العربية نت بتاريخ 5 أوت 2006)

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.