الأحد، 5 فبراير 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
6 ème année, N° 2085 du 05.02.2006

 archives : www.tunisnews.net


الـتيار النقابي الـتـقدمي : حركة فيفري 1972  – الـنضال مستمر

الموقف: تجمع احتجاجي لأساتذة التعليم الثانوي

الموقف: سوسة: حصار أمني على مقر الديمقراطي التقدمي

الموقف: ماطر: حصار أمني بسبب حفل خطوبة الموقف: الحكومة تفرض مزيدا من القيود على نشاط الأحزاب 

الموقف: الاتحاد العام لطلبة تونس – سبل الخروج من المازق الشروق: انطلاق تسويق شاحنات «ميتسوبيشي» الخفيفة بتونس

مرسل الكسيبي:  رب ضارة نافعة – من الكاريكاتير الى الصحوة العارمة

محمد العروسي الهاني: اعتزاز ونخوة ونشوة واستبشار عارم بفوز ونجاح حركة حماس الفلسطينية : مؤشر ايجابي لدعم رسالة الإسلام المشرقة في العالم

محمد بوعود: « مينار.. والحملة الصليبية الجديدة » خميس الخياطي: عن صور تخفي صورا أخري… د. الضاوي خوالدية: من آفات الاستبداد.. الاستبداد نفسه  صالح بشير:… وديموقراطيته، هي الأخرى، لمن؟

جعفر الأكحل: التاريخ يعيـد نفسه (تداعيـات جنبلاطيـة)

منصف نصري: قراءة في كتاب: « العبور الى المستقبل..في إعادة بناء الفكر القومي » (د.محمد صالح الهرماسي)

إسلام أون لاين: جريش: رفض حماس يضر بالإصلاح العربي 


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

 

الـتـيار الـنقـابـي الـتــقــدمـي

.   حركة فيفري 1972   .   

الـنـضـال مـسـتمـر

أيها الرفاق،

دأبت القوى التقدمية في كل سنة على إحياء ذكرى حركة فيفري 1972 المجيدة للتذكير بأهم مكاسبها والإشادة بما يعتبر حقا ذروة المد الجماهيري في نضالات الحركة الطلابية والتجسيد الحي للرفض العام للسياسات الليبيرالية المتوحشة التي كانت حكومة نويرة عهدذاك بصدد تدشينها والتي لا زلنا نعيش في ذلها وندفع بالتهميش والبطالة والبؤس اليومي فواتيرها المتراكمة. على إن الإحتفال بذكرى المد الجامح لا يجب أن ينسينا واقع الجزر الحاد الماثل أمامنا ولا أن يتحول إلى ممارسة طقسية مفرغة من كل دلالة ميدانية؛ إحياء ذكرى هذه الحركة يتضمن حسب رأينا التذكير بمنابعها الفكرية ومنطلقاتها السياسية والربط بينها والوضع الراهن لاستلهام دروسها في تسوية المشاكل العالقة وخصوصا منها تلك التي لها ارتباط مباشر مع هذه الحركة، وبشكل أخص فض مشكلة الهيكلة التنظيمية الموحدة للإتحاد العام لطلبة تونس.  

1. منابع حركة فيفري 1972: انتظمت هذه الحركة تحت قيادة الأطراف اليسارية وعكست التوجهات العامة المشتركة بينها. فلا يمكن إلا لجاحد متعام إنكار حقيقة كون هذه الحركة متجذرة الأصول في أرضية الحركة الشبابية العالمية التي تمظهرت بأشكال متعددة وشملت كل بلدان العالم، فحركة فيفري 1972 مرتبطة بعرى وثيقة مع الثورة الثقافية في الصين ومع أحداث ماي 1968 في فرنسا ومع الحركة الإحتجاجية التي هزت الولايات المتحدة ووصلت قمتها في كاليفورنيا. ومن الناحية الفكرية ارتبطت هذه الحركات مع تأويلات معينة للماركسية واستلهمت كتابات ماوتسي تونغ وهاربرت ماركوز. أما سياسيا فتلونت بنزعة معادية للإستغلال وللإمبريالية تمظهرت بشكل خاص في مقاومتها للتدخل الأمريكي في فيتنام وللعدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني وسائر الشعوب العربية. زيادة على ذلك، أفصحت حركة فيفري عن رفض جذري للتوجه الليبيرالي واستبَـقـَت قوانين 1972 التي صدرت بعيدها برفض مبدئي لهذا الشكل الجديد من الإستعمار ولارتهان الطبقة العاملة التونسية لشروط الشركات متعددة الجنسية ولإجحافات رؤوس الأموال الوافدة لاستغلال قوة العمل المحلية زهيدة الأجر ومعدومة الحقوق، الأمر الذي لا يعدو أن يكون شكلا حديثا للنخاسة.  

2. شعارات حركة فيفري: رفعت هذه الحركة بشكل أساسي شعارين مركزيين هما: نضالية الإتحاد العام لطلبة تونس واستقلاليته من جهة، ورسم وتعميق خط القطيعة مع النظام من جهة أخرى. هذه الشعارات تؤشر لنضج نوعي ولإدراك واع للطابع الطبقي والمنحاز للحركة النقابية، إذ يتجلى عبر هذه الشعارات رفض الرؤية التقنية والشكلانية للعمل النقابي والإصرار على ربطه مع النضال السياسي. أن يكون الإتحاد مناضلا يعني قطع الطريق على الإحتراف النقابوي والإرتزاق البيروقراطي كما أن رفع شعار الإستقلالية يفصح عن إدراك مبكر وناضج لضرورة تحصين العمل النقابي الجماهيري ضد التوظيف الخطي المغرض والفصل المنهجي بين دور التيارات السياسية ومخاطر الإنزلاق إلى الوصاية على الهياكل النقابية المنتخبة. أما القطيعة فالمقصود منها حسب فهمنا مهمتان: نقابية بحتة ومباشرة وأخرى سياسية عامة واستراتيجية. القطيعة تعني، بدأ ً، رفض الإنقلاب « الدستوري » على المؤتمر 18 وهي تعني على المستوى البعيد رفض سياسة « الوحدة القومية الصماء » التي نادى بها البورقيبيون وورطوا فيها عديد المنظمات الجماهيرية والتي لا تعني عمليا سوى جعل النقابات ملحقا للسلطة التنفيذية وخادمة لخيارات السلطة.  

3. مكاسب حركة فيفري: وفرت هذه الحركة رصيدا نضاليا حاسما مكن الحركة الطلابية من مقاومة الإختراقات السلطوية المباشرة عن طريق الدساترة وغير المباشرة بواسطة التيار الظلامي. لقد تمكن الإتحاد العام لطلبة تونس، مستهديا بشعارات حركة فيفري، من تجاوز فترة الإستثناء الطويلة وتجنب بذلك الوقوع في يد الدساترة والإخوان كما وتمكن من تجنب مسار التصفية والتعددية غير المهيكلة على النحو الذي وقع فيه الإتحاد الوطني لطلبة المغرب. وبطرحها خطة الهياكل النقابية المؤقتة بينت حركة فيفري طابعها العملي ولم تنحصر في أسر الشعارات العامة بل قدمت آليات تجسيدها. وعلى الصعيد العملي بعيد المدى فإن حركة فيفري هي التي مكنت من تصفية الهيكلة الدستورية الغاصبة لاسم الإتحاد وأجبرتها على الإسفار عن وجهها الحقيقي وبناء تنظيمها الخاص كما مكنت من محاصرة بعض الأطراف التي التحقت بالدساترة المنقلبين وأرغمتهم على الرجوع إلى صف الأغلبية الشرعية وأيضا أتاحت تطويق محاولات تصفية القضية بطرح شعار المؤتمر التأسيسي الأمر الذي أدى تدريجيا إلى تخلي بعض الذين انزلقوا في هذا المسار إلى القطع معه.  

4. الوضع الحالي: يعيش اتحاد الطلبة حاليا وضعا ملتبسا على المستوى التنظيمي يجسده وجود هياكل متوازية مع ما يترتب عنها من مخاطر الإنفلاق والتعددية. إن التيار النقابي التقدمي، إذ يذكر بتمسكه بالتوجه التصحيحي وعدم اعترافه يالهيكلة الإنقلابية التي سارت فيها أقلية المكتب التنفيذي للمؤتمر 23، فإنه في الآن نفسه لا يوصد الباب أمام أي محاولة للتسوية شريطة أن تكون مبنية على أساس انتخابات قاعدية تتنافس فيها القوائم التي تقدم برنامجها النقابي وقراءتها لأسباب الأزمة وتوصيفها لتفاعلاتها مع تحديد مسؤولية المتسببين فيها. نحن بدورنا لدينا قراءتنا لهذه المسائل ولن نسعى إلى فرضها على أي كان ولا إلى منعه من تقديم رؤيته الخاصة، ولكننا لسنا على استعداد للمساومة على هذا الحق ولا للمشاركة في الحلول الترقيعية. كما إننا متمسكون بحريتنا في التنسيق مع الأطراف التي تشاركنا في الرؤية التصحيحية والتي خضنا معها ممارسة مشتركة أظهرت نجاعتها بإنجاز مؤتمر التصحيح. إن تمسكنا بحلفائنا واستعدادنا لمواصلة الطريق معهم مبني على القواسم المبدئية المشتركة ولا يمكن أبدا أن تعطله الإختلافات الإيديولوجية مع البعض ولا الإختلاف في قراءة موازين القوى وفي المسار التنسيقي الجديد الذي تجلى خلال إضراب 18 أكتوبر، فرفضنا لهذا التمشي لا يستثني إمكانية التنسيق مع هذه الأطراف.

 

    الـتـيار الـنقـابـي الـتــقــدمـي


 

كاريكاتور

 

حرية التعبير شيء جميل وضروري لا محالة… فالفكر لا يتحمّل كالسيارة أن تعطله بكبالة.   

لكنهم بالغوا في تحرير ألسنتهم وريشاتهم الدّونيّة.. فلم يتورّعوا عن الاعتداء على المقدّسات الدينيّة.

لأنّهم من شدّة شغفهم بهذه الحريّة صاروا أشبه شيء بالبعير… فعوض أن يمارسوا حريّة التعبير يمارسون الآن حريّة التَّبْعِير!

 

محمد قلبي

 

(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 5 فيفري 2006)


* اساءات مجانية :

ما عمدت إليه بعض الصحف الدنماركية وجارتها في ذلك عدة صحف المانية وفرنسية من اساءة مجانية ومغرضة للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم لا يمكن ان يعتبر الا إساءة مجانية واستفزازا لكل المؤمنين بقيم الاعتدال والتسامح واحترام الآخر وتقدير خصوصياته. وهذه الاعمال بعيدة كل البعد عن حرية التعبير وتندرج في اطار الاستفزاز الذي يهدف الى تغذية مشاعر التعصب والكراهية بين الثقافات والاديان.

 

 

*تأجيل :

عقد المكتب التنفيذي لجمعية القضاة التونسيين اجتماعا في مطلع هذا الاسبوع، وقد أقر الاجتماع مبدأ تأجيل المجلس الوطني الذي كان من المتوقع ان ينعقد يوم الأحد 29 جانفي الجاري إلى يوم الأحد 26 فيفري المقبل.

 

*خوصصة :

يشهد المناخ الاجتماعي في الشركة التونسية للتأمين واعادة التأمين ستار توترا بسبب عزم الادارة العامة للشركة على تسريح ما لا يقل عن ثلث اطارات وعمال الشركة وذلك في اطار عملية تطهير تمهد لقطع خطوات على درب خوصصة الشركة.

هذه الوضعية تحمل امكانية لجوء الاطارات النقابية الى الدعوة لاضراب عن العمل اذا لم يتم التوصل الى اتفاق مع الادارة العامة للشركة.

ومن جهة أخرى فان وضعية شركة ستار لا يمكن عزلها عن وضعية قطاع التأمين بشكل عام لانه في ذات الوقت الذي يشتكي فيه المواطنون من تردي الخدمات ومن الشروط المجحفة التي تضعها الشركات فان الشركات تتذرع بدورها بالخسائر المالية المتراكمة لتبرير هذه الشروط والرفع الجزافي في معاليم التأمين وهو رفع تضررت منه عدة فئات كأصحاب سيارات الاجرة ومستعملي الدراجات النارية.

 

*موقع.. ولغة:

المكانة الهامة لشبكة الانترنيت في تفعيل مختلف مناحي النشاط الانساني لم تعد موضع جدل حتى وان كان النقاش يمكن ان يمس التوظيف الممكن لهذه التقنية ومراميه.

وعلى هذا الاساس فان للمواقع الالكترونية دورا هاما في الحياة الاقتصادية وفي الحفاظ على الاسس المتفق عليها ومن بينها اعتبار اللغة العربية اللغة الرسمية للبلاد.

شركة الخطوط الجوية التونسية فاتها هذا الامر على ما يبدو واعتمدت اللغة الفرنسية دون سواها في موقعها بل تجاوزت ذلك الى تمكين من يستعمل هذه اللغة عند عملية الحجز الالكتروني من تخفيض على معلوم التذكرة. مسألة تدعو الى التدخل السريع حتى تستعيد العربية مكانتها في هذا الموقع

 

*تبرع :

يواجه التبرع بالاعضاء عدة عوائق لم تنجح التشريعات التي سنتها الدولة مؤخرا في تجاوزها وذلك رغم أهمية التبرع وحيويته بالنسبة لعدد هام من المرضى الذين بالامكان انقاذهم من الموت لو توفرت لهم أعضاء بديلة. فالاحصائيات المتوفرة في هذا الصدد تشير الى انه بالامكان ان يتم سنويا انقاذ ما لا يقل عن 500 مريض لو توفر متبرعون بالكبد والقلب، هذا دون ان ننسى حاجة المصابين بالقصور الكلوي لمتبرعين.

وحسب ما يستفاد من الجمعيات الناشطة في مجال التحسيس بأهمية التبرع بالاعضاء فان العائلة التونسية مازالت تبدي رفضا غير مبرر وغير مفهوم لفكرة التبرع بالاعضاء وتبلغ نسبة اعتراض العائلة حول التبرع 88 بالمائة.

ومن جهة أخرى فان عدد المتبرعين بالاعضاء في تونس لم يصل الى عشرة آلاف متبرع وهو عدد ضعيف للغاية لان العدد هو 7760 متبرع تحديدا.

 

*احتجاج :

اثار تعمد بلدية القيروان السماح لبعض المتنفذين بالحصول على جزء من معلم أثري وهو جامع التوفيق احتجاجا واضحا لدى السكان الذين رأوا في المسألة مسا من معلم أثري ومن حرمة المقابر لان هذا الجامع المذكور يقع وسط مقبرة قريش.

عملية الاعتداء تمثلت في هدم حائط يفصل أحد أروقة الجامع عن المقبرة وخصصوا المكان المستحوذ عليه لدفن موتاهم دون وجه حق.

 

* وضعية :

علمت الوحدة ان الفترة القادمة ستشهد تكثيفا للتحركات المتصلة بقطاع المناولة. وهذه التحركات التي انطلقت في الفترة السابقة بتجمعات عمالية في ساحة محمد علي تهدف أساسا الى ما يتعرض له العاملون والعاملات في اطار المناولة من صعوبات نتيجة عدم تمتعهم بالحقوق الاساسية كالتغطية الاجتماعية مثلا ولسوء تأجيرهم نتيجة ما يتعرضون له من استغلال من قبل اصحاب شركات المناولة والسمسرة باليد العاملة.

  

*معهد ولجنة :

في اطار متابعة ما وقع التوصل اليه من توصيات بمناسبة الاحتفال بالذكرى الستين لتأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل علمت الوحدة انه من المنتظر ان يقع قريبا الشروع في وضع اجراءات بعث معهد حشاد للتكوين النقابي والتثقيف العمال موضع تنفيذ.

من جهة أخرى فانه قد وقع تشكيل لجنة عهد اليها مهمة تقديم تصورات حول سبل توثيق تاريخ الحركة النقابية التونسية.

 

*تهنئة :

وجهت الامانة العامة لمؤتمر الاحزاب العربية رسالة تهنئة الى السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية حماس بمناسبة فوز مرشحيها للمجلس التشريعي الفلسطيني.

واعتبرت رسالة التهنئة ان في هذا الفوز تأييد من الشعب الفلسطيني لبرنامج الحركة الذي يوائم بين العمل السياسي والمقاومة والاصلاح. وطالبت الامانة العامة لمؤتمر الاحزاب العربية حركة حماس بالعمل الجاد والدؤوب لانجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية التي هي أهم عوامل القوة وضمانات النصر.

 

*سيارات القيروان :

يعيش معمل تركيب السيارات والشاحنات بالقيروان وضعا دقيقا بسبب رفض الدوائر المعنية الترخيص بجولان الشاحنات الجديدة التي أنتجتها الشركة مؤخرا بنسبة ادماج فاقت نسبة الخمسين بالمائة.

ويبدو ان هناك عدة نقاط استفهام حول موقف الادارة من هذه المسألة لكن ما يبدو مؤكدا هو ان الوضع الاجتماعي بشركة الصناعات الميكانيكية المغاربية ليس في أحسن وضعياته. وأن أسئلة حائرة ترافق مصير ما لا يقل عن 600 عامل يشتغلون في مصنع تركيب السيارات والشاحنات بالقيروان

 

*هشاشة :

هذا اقل ما يمكن ان يوصف به وضع ما لا يقل عن ألفي عامل في القطاع السياحي في دوز وتحديدا في مجال الترفيه والتنشيط. هؤلاء الذين يطلق عليهم اسم الجمالة ويتولون التجوال بالسياح بواسطة الجمال ظلوا إلى حد الآن محرومين من التغطية الاجتماعية مع ما يعنيه هذا الحرمان من انعكاسات سلبية بالنسبة لاستقرارهم الاجتماعي لأنهم يجدون أنفسهم وأفراد عائلاتهم بعيدين عن التمتع بالخدمات الصحية وبغيرها من المنافع التي توفرها التغطية الاجتماعية.

وضعية سنعود إليها بتفاصيل اشمل وتحتاج إلى تدخل سريع من الدوائر المعنية خاصة وأن رفع نسبة التغطية الاجتماعية يعتبر من الأهداف الكبرى التي رسمتها الدولة للفترة القادمة.

 

*إضافة :

يبدو أن لبلدية صفاقس تصورا لا يخلو من جدة للخدمات البلدية. هذا التصور الذي يثير عدة نقاط استفهام لدى المتساكنين. يكفي أن نشير على سبيل الذكر لا الحصر إلى أن المصالح البلدية تبدي حرصا غير مفهوم على أن تتواصل عملية حجز الدراجات النارية التي ترتكب مخالفات أسبوعا كاملا حتى وان أبدى المواطن صاحب الدراجة استعدادا لخلاص الخطية الواجبة منذ اليوم الأول.

والى جانب هذه النقطة فان وضعية المرور والنظافة والعناية بالبيئة وتوتر العلاقات الاجتماعية في مستوى البلدية تعتبر كلها من العوامل المعيقة للأداء البلدي خاصة في ظل عدم تمكين كل المستشارين البلديين من آداء مهامهم.

 

*مؤتمر وأولويات :

تتواصل الاستعدادات في صلب الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية لعقد المؤتمر الوطني خلال السنة الادارية القادمة. واذا كانت الرهانات الانتخابية تكاد تكون غائبة في هذا المؤتمر مادام السيد الهادي الجيلاني يبدو مترشحا وحيدا لرئاسة دواليب المنظمة في الفترة القادمة، فان هناك ملفات مهمة سيتولى المؤتمر الخوض فيها وتتصل أساسا بمديونية المؤسسة التونسية وبالتجارة الموازية وبتحفيز الاستثمار وتفعيل دور رجال الاعمال في تنمية الجهات الداخلية.

ولا شك ان واقع قطاع النسيج سيحظى باهتمام المؤتمرين والفاعلين في مستوى المركزية النقابية للاعراف في ظل تنامي صعوبات القطاع وما تدعو اليه هذه الصعوبات من اعادة هيكلته.

 

* تمسك :

علمت الوحدة ان النقابة التونسية لاطباء الممارسة الحرة متمسكة بما انبثق عن الهيئة الادارية خارقة للعادة التي انعقدت مؤخرا ووقع خلالها التأكيد على ضرورة الاغاء التام للنشاط التكميلي الخاص وباطلاق استشارة وطنية لاصلاح النظام الصحي في البلاد بما من شأنه أن يمكن من تجاوز الوضع الحالي الذي ترى نقابة الممارسة الحرة أنه يسير في اتجاه خلق نظام صحي ذي مستويين وذلك من خلال الامتيازات والتسهيلات التي أضحت تغدق على المرضى الذين يقع علاجهم في اطار النشاط التكميلي.

وتعتبر النقابة ان النظام الحالي يؤثر سلبيا على تكوين وتأطير الاطباء المتربصين وعلى جودة البحث العلمي وذلك بسبب التوسع في سحب النشاط التكميلي اذ تجاوز الامر تمتيع 80 أستاذا جامعيا و50 طبيبا مختصا بهذا النظام ليتحول الى ما أسمته النقابة بممارسات فوضوية يتمتع بها مئات الاطباء.

ومن ناحية أخرى تشير النقابة التونسية لاطباء الممارسة الحرة الى أن عدد الاطباء العاطلين عن العمل يقدر حاليا بما لا يقل عن 2300 طبيب.

 

(المصدر: صحيفة « الوحدة » الأسبوعية، العدد 486 بتاريخ 4 فيفري 2006)


*شفافية:

مشكورة جدا الوزارة الأولى التي أصدرت منشورا في الأيام الأخيرة يؤكد ويشدد على ضرورة احترام المبادئ الأساسية حول تكافؤ الفرص والشفافية في مستوى الانتدابات وعروض الشراءات العمومية والتي يجب أن تخضع لقاعدة المناظرات وهو أمر نباركه من أجل القضاء على ظاهرة « الأكتاف » والمحسوبية التي وللأسف الشديد لا يزال يمارسها البعض لكن السؤال المطروح هنا: هل يكفي هذا الاجتهاد للقضاء على هذه الظاهرة البغيضة.

 

*ابتسامة:

ما ضر لو يقابل الموظف في إحدى اداراتنا العمومية ذاك المواطن البسيط بابتسامة عوض تلك التكشيرة والعبوس وما ضر لو يسعى لإرشاده بسعة بال وببعض الاحترام. فهو لن يدفع مقابل تلك الابتسامة أي ثمن، فالابتسامة صدقة فتصدقوا بها علينا أيها الموظفون ولكن عند الله ثواب.

 

*مكاتب بريد:

بعض مكاتب البريد تشهد خلال آخر الشهر اكتظاظا كبيرا بسبب صرف بعض الموظفين لأجورهم والذين في أغلبهم متقاعدون ومسنّون يستحقون المساعدة ولكننا نرى هؤلاء يقفون في طوابير طويلة ولساعات طويلة في حين أن أغلب الشبابيك تكون مغلقة وترى الموظفين غادين رائحين بدون عمل وحتى إن عبّر أحد المواطنين عن تذمّره وعن موقفه مما يحدث فإنه لا يقابل إلا بالعبارات المقتضبة والغاضبة التي تطالبه بالصبر والوقوف في الطابور الطويل العريض الذي يمتدّ أحيانا إلى الشارع.

 

*أمطار:

لإن كان نزول الغيث النافع في الأيام الأخير يمثل مؤشرا طيبا فانه بالمقابل بات مصدر تعب وشقاء للكثير من المواطنين خاصة في بعض الأحياء الشعبية التي تعاني من ضعف البنية الأساسية ومشاكل في تصريف مياه الأمطار التي تمثل خطرا حقيقيا يهدد عديد الأحياء بالفيضان فمتى تفكر المصالح البلدية في حلول جذرية لمثل هذه المشاكل التي أصبحت تؤرق المواطنين وتجعل شتاءهم جحيما.

 

*شباب:

ظاهرة العنف اللفظي والكلام البذيء عند الكثير من شبابنا أصبحت ظاهرة جالبة للانتباه أكثر من أي وقت مضى إذ أصبح من العادي جدا سواء في الشارع أو في وسائل النقل أو أمام المعاهد والكليات أن تقتحم أذنك الكثير من العبارات البذيئة التي تخدش الحياء دون أدنى احترام للآخر ولعل ما يجعل هذه الظاهرة أكثر خطرا هو أن تجد الجنس اللطيف منغمسا في هذه الحلقات البذيئة التي لا يغادر فيها الحديث مصطلحات النصف الأسفل، المسألة تحتاج إلى الوقوف بحزم تجاه هذه الظاهرة حتى لا يسبق السيف العذل.

 

*تحية… !

تحية نسوقها من القلب إلى كل عمال النظافة، هؤلاء الذين ينتشرون منذ الساعات الأخيرة من الليل يجوبون الشوارع والأزقة في ظل الظروف المناخية الصعبة متجاوزين ظروف عملهم الصعبة خاصة منهم من يعملون تحت وطأة المناولة دون تغطية اجتماعية وفي ظروف عمل صعبة وصعبة جدا فألف تحية لهؤلاء وألف قبلة على جبينهم ! .

 

(المصدر: صحيفة « الوحدة » الأسبوعية، العدد 486 بتاريخ 4 فيفري 2006)


مناظرة الاقامة

ضبطت وزارة الصحة العمومية عدد الخطط المفتوحة لمناظرة الاقامة بالنسبة لسنة 2006 بـ450 خطة وذلك بهدف تدعيم عدد المقيمين في طب الاختصاص خصوصا في المستشفيات الجهوية والمحلية التي ما تزال تشكو نقصا فادحا في اطباء الاختصاص باستثناء المناطق الساحلية التي تستقطب حوالي 85% منهم.

 

العمل المستقل وبعث المشاريع

تكوين الباعثين الجدد للمشاريع يشمل خلال السنة الجارية ما يفوق 8000 شاب وشابة وفي اطار دعم برامج التكوين لتنمية روح المبادرة لدى طالبي الشغل ينتظر اتخاذ عدة اجراءات جديدة على غرار تكوين خلية مساندة من المبسطين على مستوى كل مكتب تشغيل وعمل مستقل الى جانب اقرار حوافز خصوصية للمبسطين الذين لهم مردودية اكبر في مجال دعم العمل المستقل.

 

 دينار واحد عن كل تلميذ

نـظرا للاضرار الجسيمة التي يلحقها بعض التلاميذ بالتجهيزات الموجودة بالمنشآت الرياضية بمدينة تونس.. تتجه النية في بلدية تونس الـى توظيف معلوم سنوي يقدر بدينار  واحد عن كل تلميذ يتم استخلاصه عن طريق المؤسسة التربوية التي ينتمي اليها التلميذ.

 

 ترميم اسواق المدينة العتيقة

ضمن  ميزانيتها لسنة 2006 رصدت بلدية تونس اعتمادات هامة لفائدة ترميم وصيانة «الصباطات» وبعض الاسواق  داخل المدينة العتيقة التي تساهم بصفة بارزة في تنشيط الحركية الاقتصادية والسياحة الثقافية نظرا لاهمية موقعها وخصوصيات طرازها المعماري.

 

مؤسسات جامعية جديدة

ينتظر ان تشهد العودة الجامعية القادمة احداث 16 مؤسسة تعليم عالي جديدة  جلها بالولايات الداخلية بطاقة استيعاب تفوق 3 الاف طالب.. ليصل العدد الجملي للمؤسسات الجامعية العمومية الى 194 مؤسسة كما يتم احداث اكثر من 50 شعبة جديدة في مختلف الاختصاصات.

 

(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 5 فيفري 2006)

 

القضاء يُـخـرج نقابة أطباء الأسنان من «مقرها»

 

* تونس ـ «الشروق»:

أصدرت الدائرة المدنية الاستعجالية أول أمس الجمعة حكمها في القضية التي رفعتها عمادة أطباء الأسنان ضد نقابة نفس القطاع وقضت باخراج النقابة من المقر لعدم الصفة.

وكانت عمادة أطباء الاسنان اعارت عقارا بشارع فرحات حشاد بتونس العاصمة للنقابة التونسية لاطباء الأسنان سنة 1998، إلا أن النقابة حسب عريضة الدعوى، رفضت الخروج من المقر، مما جعل العمادة ترفع الأمر للقضاء الاستعجالي الذي قضى باخراج النقابة من المقرّ لعدم الصفة.

 

* م ـ خ

 

(المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 5 فيفري 2006)

 

تجمع احتجاجي لأساتذة التعليم الثانوي

دعت النقابة الجهوية للتعليم الثانوي إلى تجمع عام يوم 28 من الشهر المنقضي أمام المندوبية الجهوية للتعليم الثانوي بسيدي بوزيد ردا على تدخل ميليشيات حزبية وإداريّة بالتحالف مع مدير معهد المكارم بهراواتهم وتهديد عضو النقابة الجهوية الأخ صلاح ابراهمي المشرف على تأطير إضراب الأساتذة يوم 10 نوفمبر الماضي احتجاجا على زيارة الوفد الصهيوني إلى تونس.
وفي صباح يوم التجمع حاصرت قوات كبيرة من الأمن وفرق التدخل المندوبية الجهوية من جميع الجهات، وحالوا دون صول الأساتذة إلى مكان التجمع.
ولما تجمع الأساتذة أمام احد المنافذ القريبة توجه نحوهم فريق أمني كبير وطلبوا من النقابيين الانسحاب من المكان متوعدين باستعمال كل أشكال العنف رافضين مطلقا تمكين الاساتذة من بلوغ مأربهم. فانسحب الجميع عبر الشارع الرئيسي تحت مراقبة لصيقة ودهشة المارة والفضوليين.
وتجدر الاشارة ان السلط الجهوية اقدمت منذ الصباح على اغلاق بعض المقاهي بالمدينة هي مقهى سمرقند ومقهى الخيّام.
وعقدت النقابة الجهوية بعد هذه الاحداث اجتماعا أدانت فيه السلوك الامني الغريب وأقرت جملة من الاجراءات للرد.
سيدي بوزيد – عطية العثموني
 (المصدر صحيفة الموقف العدد 345 بتاريخ 3 فيفري –  2006 )

سوسة: حصار أمني على مقر الديمقراطي التقدمي

 

محافظة على الذاكرة الوطنية واستحضارا لفصول نضالية مجيدة من تاريخ عتيد يسعى الحكم لطمسه دعت جامعة سوسة للحزب الديمقراطي التقدمي إلى ندوة سياسية إحياء  لذكرى 18 جانفي الدموية. وفي تاريخ الاجتماع السبت 29 جانفي وقبل توقيته بكثير سخّرت السلطة الجهوية العشرات من قوات الأمن بالزي المدني لتضرب حصارا أمنيا على مقر جامعة الديمقراطي التقدمي وعلى الطرق المؤديّة له ومنعت نشطاء الحركة السياسية والنقابية والحقوقية من الالتحاق بمقر الجامعة وحضور الندوة. وأصرت قوات الأمن على ردّ كل من حاول الالتحاق بمقر الجامعة حتى من منخرطي الحزب أنفسهم ولم يسمحوا بالعبور إلا لأعضاء الجامعة معللين ذلك بتطبيق  » التعليمات ». ولم يزد احتجاج هيئة الجامعة وبعض أصدقاء الحزب وأنصاره قوات البوليس إلا تعنتا وتمسكا بتطبيق. عند ذلك قررت المجموعة المتواجدة التوجّه إلى مقرّ الولاية لابلاغ السيد الوالي احتجاج جامعة سوسة للديمقراطي التقدمي وكافة الديمقراطيين على منع هذه التظاهرة، وما يتضمنه هذا المنع من خرق واضح وجليّ لدستور البلد من طمس مقصود ومفضوح للقوانين المنظمة للحياة السياسية في البلاد واستبدالها بمنطق التعليمات الذي لم يعد يخفى على أحد مصدره وأبعاده…
ورغم رفض الشرطة تحول أيا كان إلى الولاية فقد استطاع البعض من المناضلين كسر الحواجز وتحولوا مشيا على الاقدام ( حوالي كلم واحد)  إلى مقر الولاية تحت حراسة مشددة، ولكن مقر الولاية أوصد أمام المناضلين مم اجعل احدهم يصيح بأعلى صوته  » إن مروان البرغوثي في سجن الكيان الصهيوني تمكّن من عقد ندوة صحفيّة وان يوصل صوته من خلف الجدران بكلّ حرية أما نحن فنمنع حتى من تخطيّ باب الولاية ». إنها المواطنة بمواصفات تونسية.
سوسة – رياض الحوار
 (المصدر صحيفة الموقف العدد 345 بتاريخ 3 فيفري –  2006 )


ماطر: حصار أمني بسبب حفل خطوبة

يبدو أن نظامنا في تونس شديد الحرص على أمن البلاد والعباد لذلك نرى الهاجس الأمني فاق كل الحدود والتصورات حيث لا تمرّ شاردة ولا واردة دون أن الاطلاع عليها. ففي مدينة ماطر من ولاية بنزرت ورغم أن العيون دائما مفتحة ليلا نهارا إلا أن عمليات السطو وخلع المحلات والنشل تتم في وضح النهار. ولكن الأمر لا يثير إشكالا مادام الأمن مستتبا. ولو تحدثت إلى المواطنين لروى كل واحد منهم قصته مع فنّ التحيّل والسرقة.
فهل أصبح الاعتداء على أملاك الغير عمل مسموح به ومتغاضى عنه ولا يمثل خطرا على البلاد والعباد ؟
إن من وجبت حراستهم والتشديد في مراقبتهم هم فقط نشطاء حقوق الإنسان وغيرهم من السياسيين والحقوقيين وإليك الدليل.
يخضع مقر فرع الرابطة بماطر إلى حراسة مشددة حيث ترابط يوميا مجموعات غفيرة لحراسة المقر المغلق منذ أكتوبر 2005 وملاحقة أعضاء هيئته المديرة  » الذين يجدون العناية اللازمة والرعاية الكافية  » حيث حلوا، ترافقهم  » الرعاية الموصولة ». ولا أدل على هذه الرعاية المشددة ما شهده منزل الصديق الصادق الحنشي عضو هيئة فرع ماطر للرابطة الذي حوصر يوم السبت 14 جانفي الماضي.  وقد ضرب طوق كبير حول منزل الصديق و السؤال عن كل من يدخل أو يخرج منه.  وربما تسألون ما السبب ؟
أقام الصديق عضو هيئة الفرع حفل خطوبة لابنته إلا أن أعوان الأمن لم يصدّقوا ذلك فراحوا يسألون الأجوار ويستفسرون عن الحاضرين الذين أكدوا للأعوان أن الأمر لا يتعدّى مجرّد حفل بسيط وإن أراد بعضهم أن يتأكّد بنفسه فيمكنه الدخول للمنزل. ورغم ذلك تواصلت الرقابة واشتدت لان بعض الحضور كانوا ببساطة من هيئة فرع الرابطة. وبذلك وجب تكثيف الرقابة فمن يدري ربما يتحول الاحتفال إلى فرصة لإنجاز المؤتمر السادس للرابطة. وهكذا رابط أعوان الأمن حتى انتهاء الحفل، ولم ينتهي الأمر عند ذلك بل عمد بعضهم إلى  اعتراض موكب عائلة الخطيب وقطعوا الطريق على السيارة للتثبت من هويات الركاب والسؤال عمن حضر الحفل.
ماطر- الشادلي المغراوي    (المصدر صحيفة الموقف العدد 345 بتاريخ 3 فيفري –  2006 )
 

الاتحاد العام لطلبة تونس

سبل الخروج من المازق

لا يخفى على أحد اليوم أن الاتحاد العام لطلبة تونس باعتباره هيئة أركان الحركة الطلابية والممثل الشرعي للطلاب قد تحول إلى منظمة نقابية منهكة غير قادرة على استيعاب الجماهير وتمثيلهم تمثيلا حقيقيا أمام سلط الإشراف. إذ أصبح الاتحاد العام لطلبة تونس إطارا تتنازعه مواقف سياسية متفاوتة وإن كانت هذه الحالة صحية إلا أنها تحولت إلى حالة مرضية أثرت سلبا على وضعية المنظمة بشكل خاص والجامعة التونسية بشكل عام. ولا يختلف مع هذا الموقف إلا من يسئ الفهم أو من له حسابات ضيقة داخل الاتحاد أو خارجه. ولعلنا هنا نبغي أن نشخص الحالة بشكل موضوعي وبكل تجرد من اجل تجاوز الراهن الذي يكاد يعصف بالمنظمة. وما تسعى إليه السلطة من اختراق لكل المنظمات المستقلة وبدافع الغيرة والحرص على الجامعة التونسية وحتى لا نعيد إنتاج الموجود، نرى أنه من الواجب أن نقدم هذه الوثيقة لتبرئة الذمة، خاصة بعد النقاشات الأخيرة والتي تسعى كلها جاهدة إلى التوحيد لكن ما غاب عن هذا الجدل الجدية والوضوح وضمانات التمثيل النقابي وشروطه  ومحاولات بعض الأطراف السياسية الهروب بالمنظمة واحتكارها.
كما نسعى أن تكون وثيقة عمل تخلصنا من الشعوذة السياسية التي لا تخدم مصلحة أحد. وبما أن الأمر يدعو إلى الغرابة والاستغراب فان أصل المشكل في اعتقادنا هو عدم التمييز النظري على الأقل بين السياسي والنقابي بحيث يغلب الجانب السياسي على الجانب النقابي حتى كدنا ننسى أنها منظمة نقابية. لكن هذا لا يعني أننا ننفي عمقها السياسي بحيث أن أغلب الأطراف التي تتنازع وتنهش جسم هذا – الرجل المريض – وعوض أن تتفق على الحدّ الأدنى السياسي زادها الخلاف تشتتا وتمزقا حتى داخل كل طرف على حدة بحيث أن ما نجده اليوم وهذا ما كشفت عنه على الأقل انتخابات المجالس العلمية لهذه السنة هو وجود قائمتان على أقل تقدير في الجزء الجامعي الواحد تمثل الاتحاد العام لطلبة تونس ولا نجد اختلافا إلا في عناوين القائمات في حين أن المضمون والشعارات هي نفسها وبالتالي فان العناوين ليست إلا تعبيرات سياسية لتأكيد الخلاف والتمايز لا الاختلاف والتعدد. بيد أن هذا الاختلاف وهو في الحقيقة خلاف أدى في بعض الأحيان إلى عنف لا معنى له وهو عنف داخلي يستهدف عناصر لها نفس الشعارات ونفس التاريخ البعيد. 
ولإنارة المشهد نقول إن هذا الخلاف منذ ما سمي بالمؤتمر الانقلاب أو » مؤتمر 23 الشقة » وقد سماه البعض بحالة تعطل ديمقراطي وذهب البعض الآخر دون الالتفات إلى الوراء إلى إنجاز الخطوة الموالية وهو ما أطلق عليها بالمؤتمر 24 بئر الباي ما حتم على البعض الآخران ينجز مؤتمر التصحيح بالمركب الجامعي بتونس وإن إستوفى هذا الأخير حقه من النقاش لمدة سنتين فان بعض الأطراف لم تلتحق بهذا المؤتمر وشككت فيه وخيرت أن تساند ما سمي بالمؤتمر 24. وبغض النظر عن الخلفيات الذاتية أو السياسية فان البعض الآخر بقي خارج التمثيل النقابي إلا أنه يساند مؤتمر التصحيح ومجموعة أخرى تنادي بمؤتمر استثنائي. والاستثناء هنا تحديدا ينسحب على كل تاريخ المنظمة أو على الأقل منذ المؤتمر 18.
وهنا نلاحظ وجود ثلاث مواقف على اقل تقدير إذ لم نقل اربعة مواقف، خاصة وإن من يساند ويدعم مؤتمر التصحيح له بعض الاعتراضات. ولعل ما عمّق الأزمة أكثر هو الشرخ الذي حدث داخل مؤتمر التصحيح حين قبل بعض عناصره فتح باب الحوار مع ما سمي بالمؤتمر 24 من أجل التوحيد ولأن هذا الموقف اعتبر فوقيا ومسقطا وليس خيارا جماهيريا خاصة في عدم وجود اتفاق على الحد الأدنى السياسي والنقابي للتمثيل الطلابي داخل المنظمة.
ولعل المسألة أعمق من ذلك بكثير إذ تعود إلى تأثير التشكيلات السياسية خارج الجامعة وانعكاساتها على المواقف داخل الجامعة أي في موقف التقاء اليمين باليسار. وعليه فإننا هنا نقترح من موقع المسؤولية داخل المنظمة أن يلتفت أصحاب المؤتمر 24 إلى الوراء قليلا وأن يصححوا مؤتمرهم وأن يصحح التصحيح تصحيحه .ونقول إننا نعترف بأخطائنا ومن لا يعترف غير قادر على « التقدم » وأن يعدّل الإستثنائيون عن الاستثناء، ولأننا في وضع استثناء ضرورة لان كل الأطراف تقع في موضع الإحراج السياسي إذا ما التحقوا بالمؤتمر24 وهم معرضون حتى على إنجاز 23 وإن الالتحاق بالمؤتمر 25 سيشكل إحراجا سياسيا لمن لم ينجز المؤتمر 24. ومن الضروري اليوم أن نتوقف لإنجاز مؤتمر الاتحاد العام لطلبة تونس الجماهيري الديمقراطي والمناضل والمستقل بعيدا عن لغة الأرقام ولغة الحسابات فيتريث اللاهثون وراء مؤتمر 25 وتقترب الأطراف التي لم تنجز 24 ويلتحق من لم ينجز المؤتمر23 ويلتقي الجميع في محطة نضالية واحدة من أجل المنظمة ومن اجل الطلبة خدمة لقضايا الجماهير والجامعة. وهذا يتطلب في تقديري تحديد موعد محدد على  اثر حلقة نقاش داخل جزء جامعي تضبط فيه تقنيات اجتماع كل الأطراف السياسية والحساسيات الفكرية له القدرة على استيعاب حدث ضخم يضمّ عددا كبيرا من الطلاب على إثره تتشكل قيادة نقابية  » بالاتفاق » والوفاق وهذا السيناريو هو الأجدر بمنظمة طلابية عريقة تكون في حجم الحدث حيث يجتمع كل القيادات النقابية الطلابية سواء كانت هياكل عليا أو هياكل وسطى ومناضلون داخل الحركة الطلابية وضبط رزنامة واضحة يتحدد من خلالها موعدا للمؤتمر القادم وهنا تحسم قاعة المؤتمر طبيعته بعد أن يتم تشكيل لجنة عليا لتوزيع الانخراطات تشرف عليها القيادة المتفق عليها وتشبثا بالقانون الأساسي والنظام الداخلي ضرورة أن تكون القيادة من المكاتب التنفيذية وتكون مراقبة من قبل عناصر محايدة عرفت بمصداقيتها ونضاليتها داخل الحركة الطلابية.
إن حسم الخلاف نهائيا من مصلحة الحركة الطلابية والبلاد عموما. عندها سيكون المؤتمر القادم مؤتمر الوفاق بعيدا عن المزايدة والمغالاة والتطرف الذي لا يخدم إلاّ مصلحة الاستبداد ويعمل على تأبيد الراهن وتكريسه ويعيد إنتاج ذاته من جديد.   محمد رفيق العادل  عضو مكتب تنفيذي – مؤتمر التصحيح     (المصدر صحيفة الموقف العدد 345 بتاريخ 3 فيفري –  2006 )

 

  قطاع التعليم في تونس

بعد خطوة « مجلس المؤسّسة » السّلطة تبدأ في مشروع « أمد »

عرفت نهاية سنة 2005 تحرّكات مكثّفة قامت بها السّلطة على أكثر من صعيد لإدخال تعديلات على منظومة التعليم. فخلال شهر ديسمبر من العام الفارط، شهدت المدارس الأساسية في كافّة أنحاء البلاد إنتخابات هي الأولى من نوعها، حيث قام التلاميذ بإنتخاب ممثليهم في « مجلس المؤسّسة » وهو عبارة عن هيئة تضمّ ممثّلين عن كلّ من إدارة المدرسة والإطار التربويّ والأولياء والتلاميذ المنتخبين عن جميع المستويات التعليميّة.
وكانت وزارة التربية قد أقرّت قانون « الحياة المدرسيّة » في جويلية 2003 والذي تمّ بمقتضاه إدراج « مجلس المؤسّسة » كإصلاح للتعليم الأساسي وقد روّجت السّلطة لهذا المشروع تحت يافطة « دعم موقع التلميذ في محور العمليّة التربويّة وإقرار حقّه في إبداء الرّأي ».
من جهتها، إعتبرت نقابة التعليم الأساسي المشروع مسقطا وإتهمت السّلطة بإقصاءها وتعمّد تغييبها. وكان السّيد سليم غريس، عضو النقابة العامّة للتعليم الأساسي قد إعتبر أنّ « خيارات السّلطة نابعة عن ثقافتها الإستعراضيّة » على حدّ تعبيره. كما وصف خطاب السّلطة بالإزدواجيّة حيث قال « من جهة ترفع السّلطة شعار الحوار ومن جهة أخرى تعمد لتغييب الطّرف النقابي ».
و عبّرت نقابة التعليم الأساسي عن رفضها لقانون « الحياة المدرسيّة » الذي بدأ العمل به منذ السّنة الدّراسيّة الحاليّة في لوائح مؤتمرها الأخير معتبرة إيّاه خطوة نحو خصخصة التعليم.
وفي سياق متّصل، بدأت السّلطة في التحضير لإدخال تغييرات على منظومة التعليم العالي، حيث سيقع الإعتماد منذ السّنة الجامعيّة المقبلة على منظومة « أمد » (إجازة – ماجستير – دكتورا).
وفي ندوة صحفيّة عقدها وزير التعليم العالي بداية السّنة الجامعيّة الحاليّة، تمّ التعريف بمنظومة « أمد » التي تنوي الوزارة إعتمادها إبتداء من السنة الجامعيّة القادمة. وتجدر الإشارة إلى أنّ الندوة الصّحفيّة المنعقدة كانت متزامنة مع تواجد السّيد تيودور آلرز مدير قسم المغرب العربي لدى البنك الدّولي الذي أوصى بمزيد تشجيع القطاع الخاصّ على الإستثمار.   وفي وثيقة نشرتها الوزارة على موقعها الإلكترونيّ، للتعريف بالمنظومة التربويّة الجديدة، فإنّ مشروع « أمد » يرتكز على محاور ثلاثة : (أوّلا) دعم التشغيل وبثّ ثقافة المؤسّسة، (ثانيا) بناء مجتمع المعرفة و(ثالثا) تحسين جودة أداء المؤسّسة الجامعيّة.
من جهتها، عبّرت النقابة العامّة للتعليم العالي عن إمتعاضها من الطّريقة التي تتوخّاها الوزارة في تقديم المقترحات حيث إعتبرتها فوقيّة.
وكان السّيد أنور بن قدّور، كاتب عام نقابة التعليم العالي، قد عبّر في مقال سابق نشر بجريدة « الموقف » عن النيّة المبيّتة للوزارة لتهميش الطّرف النقابيّ وكذلك تهميش الهيئات العلميّة والمؤسّسات المشرفة على العمليّة التربويّة « لتصبح الإملاءات والتّسلّط والإنفراد بالرّأي القاعدة التي تعمل بها الوزارة ».
وينتظر أن تعقد النقابة العامّة للتعليم العالي خلال يومي 3 و 4 فيفري القادم ندوة وطنيّة حول منظومة « أمد ».
من جهته، أكّد  طه ساسي عضو المكتب التنفيذي للإتحاد العام لطلبة تونس، في إتصال هاتفيّ مع « الموقف » رفض اتحاد الطلبة للمشروع بصيغته الحاليّة التي إقترحتها الوزارة.
وإعتبر المسؤول النقابيّ الصّيغة الحاليّة للمشروع « الطّريق معبّدا » نحو ربط الجامعة برأس المال والقضاء على وطنيّة الشهائد التي تسلّمها الجامعة التونسية، حيث ستتنافس الكليّات في ما بينها لإستقطاب الطّلبة على قاعدة الإختصاصات المتوفّرة لديها وقدرتها على ضمان تكوين نوعيّ. وإستغرب تصرّف الوزارة الذي وصفه بالإقصائيّ والفوقيّ، حيث إعتبر أن الوزارة تسعى لتغييب الطّرف النقابيّ ذي الصّبغة التقريريّة وتعويضه بالمجلس العلميّ الذي لا تعدو مهمّته أن تكون إستشاريّة.
وأمام ما وصفه المسؤول النقابيّ بالسّلوك الإقصائيّ والفوقيّ، ينتظر أن يعقد الإتحاد العام لطلبة تونس هيئته الإداريّة أثناء الأسبوع الأوّل من شهر فيفري لوضع أرضيّة عمل للردّ على مقترحات الوزارة.
يذكر أنّ مؤسّسات التعليم العالي الخاصّة بتونس المعترف بها من طرف الدّولة بلغت 22 مؤسّسة، مع بداية السّنة الجامعيّة الحاليّة، في مختلف الإختصاصات بإستثناء شعب الطّب والصّيدلة.   شوقي عريف       (المصدر صحيفة الموقف العدد 345 بتاريخ 3 فيفري –  2006 )


 

إعادة نشر للبيان الذي بعث به السيد علي الخليفي بسبب أخطاء مطبعية وردت فيه يوم أمس:

 

باريس، في 5 فيفري 2006

 

بسم الله الرحمان الرحيم            

          

بيان توضيحي

 

للتوضيح ورفعا لأي التباس وإزالة لكل غموض أعلن إنني مستقل في أفكاري ولا انتمي لأي تيار أو حركة أو حزب سياسي معترف به أو غير معترف به و لا أمارس أي نشاط سياسي في أي إطار كان وبالتالي فان كل ما يصدر في الساحة السياسية في الداخل والخارج من آراء وأفكار ومواقف سياسية لا تلزمني ولا تعبر عن موقفي من قريب أو بعيد بل تلزم و تعبر عن أصحابها والممضين عنها.

 

والسلام.

 

علي بن محمد الخليفي    


 

 
بعد أسابيع قليلة من حجز صحيفة « أخبار الجمهورية » التي كشفت عن فضيحة رفض تراخيص الجولان لشاحنات ISUZU المصنعة في مصنع القيروان…  

 

رسمي:

انطلاق تسويق شاحنات «ميتسوبيشي» الخفيفة بتونس

 

تونس ـ « الشروق »

 

أعلنت شركة المحرّك وهي وكيل سيارات في تونس منذ 1931، عن بداية تسويق الشاحنات الخفيفة

«Mitsubishi L 200» التي تم تجميعها في تونس بمقتضى اتفاقية شراكة بين شركة المحرّك والشركة التونسية لصناعة السيارات.

 

وكانت هذه الاتفاقية دخلت حيّز التطبيق منذ سنة 1970 وذلك لتركيب هياكل الحافلات من نوع فيات ثم بعد ذلك من نوع إفيكو ثم الحافلات من نوع إيريسباس وبداية من 1993 شملت الاتفاقية الحافلات من نوع مرسيدس بنز أما تجميع الشاحنات فقد بدأ منذ 2001

.

 

وقامت الشركة التونسية لصناعة السيارات بعملية تجميع دفعة تجريبية من الشاحنات النفعية الخفيفة (30 شاحنة) تحت العلامة اليابانية ميتسوبيشي لفائدة شركة المحرّك في شهر سبتمبر 2005 كما قامت بتجميع دفعة أولى للتسويق منذ ديسمبر 2005

.

 

وقد أعطى المسؤولون بشركة المحرّك إشارة الانطلاق لعملية تسويق هذه الشاحنات الجديدة وذلك خلال يوم الأبواب المفتوحة الذي انتظم يوم 28 جانفي 2006 بقاعة العرض ميتسوبيشي بالمنطقة الصناعية بالشرقية بتونس، وتستجيب هذه الشاحنات لقطاع حسّاس سيعود بالنفع على جميع المتدخلين في الاقتصاد التونسي وخاصة الشركات الصغرى والمتوسطة والحرفيين

.

 

ويسعى الشركاء لإنتاج 1200 سيارة سنة 2006 ثم الترفيع في طاقة الانتاج في السنوات القادمة وهو ما سوف يساهم في المحافظة على المئات من مواطن الشغل وتدعيمها بالشركة التونسية لصناعة السيارات الى جانب اعادة تشغيل نشاط تجميع وتركيب سيارات النقل الخفيف

.

 

وتجدر الاشارة الى ان حاجة السوق التونسية فيما يخصّ سيارات النقل الخفيف في ارتفاع مطرد، فالسوق في حاجة سنويا لما يقارب 4000 سيارة ويمكن ان يرتفع هذا الرقم الى 5000 في غضون سنتين

.

 

وقد صرّح السيد عبد الستار بن مصطفى المدير العام المساعد بشركة المحرّك «ان مشروع تجميع شاحنات

«Mitsubishi L200» في تونس يحلّ مشكلة توريد وتوفير هذا النوع في السوق، كما انه يضفي المرونة على مستوى الانتاج وخاصية الملاءمة لحاجيات المستعملين من الخواص والمستثمرين والفلاحين والشركات…» مضيفا: «بطبيعة الحال فإن سعر تسويق هذه الشاحنة التي تم تجميعها بتونس يبقى تنافسيا، حيث انه خلق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني بنسبة ادماج جدّ مشرّفة وكفاءات فنية تونسية 100.

 

كما ان شاحنة

«Mitsubishi L200» التي تم تجميعها في تونس تحصّلت على المصادقة من قبل المصالح المختصة في شهر ديسمبر 2005 وذلك بعد عدة اشهر من المساعدة الفنية اليابانية والمراقبة المكثفة من قبل مختصين من شركة ميتسوبيشي موتورز كوربورايشن.

 

(المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 4 فيفري 2006)


 

 رب ضارة نافعة من الكاريكاتير الى الصحوة العارمة

مرسل الكسيبي reporteur2005@yahoo.de   أزمة الرسوم الكاريكاتيرية المقززة والحقيرة والتي استهدفت النبي محمد عليه وعلى اله وصحبه الطيبين الطاهرين أفضل الصلاة والتسليم وان كانت في ظاهرها تمثل احدى قمم التجرؤ على عقائد المسلمين وتعاليم دينهم السمح الحنيف ,فانها في حقيقة الأمر تمثل أيضا هدية للمجتمعات المسلمة كي تدرك أنه لم يعد بالامكان أكثر مما كان ,فلقد تجرأ الحاقدون والغلاة من كل ملة ونحلة على فعل قصارى مافي الوسع قصد اهانة الجسم العربي والاسلامي ,فمابين الاحتلال المباشر وبين السكوت على جهات رسمية توغل في كرامات وأعراض شعوبها وصولا الى العمل على التحكم في منابع اقتصاداتنا وثقافتنا وتجفيف منابع تعليمنا وديننا وأخيرا وليس اخرا اظهار المصطفي خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم في مظهر لايليق الا بما يرتضيه عبدة الشياطين معالم الهدية التي ينبغي أن نتأمل فيها تبدو من باب العمى والصم والبكم غائبة عمن خولت له نفسه باسم حرية التعبير رسم أو نشر قاذورات أراد من خلالها الخروج من حالة الافلاس المالي والاعلامي الذي تعانيه مؤسسته الاعلامية أو الصحفية نعم انها فعلا هدية فاليوم تستيقظ في العالم العربي والاسلامي ضمائر المسلمين الذين غابوا عن ساحة الفعل والعطاء طيلة عقود بأكملها ,واليوم تتوحد الشعوب والحكومات في الذود عن المقدس الذي غيب عن خطابنا السياسي والاعلامي طيلة عشرات السنين الشباب الذي انصرف الى عوالم الرياضة والكرة والانحراف هربا من جحيم الهزائم العربية, والأحزاب التي طالما تغنت بفضائل العلمانية في مجتمع ليبيرالي حتى خلنا أن العلمانية باتت أقدس المقدسات في بيئتنا العربية والاسلامية ,والحكومات التي تمثل الشعوب المغبونة منذ عقود عدة ,والعلماء والأئمة والقادة والمفكرون والصحفيون الذين طال سكوتهم حتى خلنا أن الصمت من طبائع مجتمعاتهم العربية …الكل يتظاهر اليوم ويحتج ويدعو الى المقاطعة كسلاح سلمي فعال في مواجهة بعض الحكومات التي لم تحترم قداسة البابا ولاحرمة الأساقفة والكرادلة ولا هيبة نداء الفاتيكان والمحصلة أننا اليوم أمام صحوة ضمائر دينية طالما كتمت أنفاسها مخافة بطش الرسميين في زمن اختلطت فيه على الناس مقولات الاعتدال والسماحة والوسطية بمخاوف الغلو والتطرف أمام هول فزاعة امتطت صهوة محاربة الارهاب اننا اليوم أمام موقف أمريكي وبريطاني يدين هذه الرسوم أمام هول كرة الثلج التي دفعت بها قصة الرسوم الساخرة والمستهزئة ,وهو ماأحرج الكثير من الجهات الرسمية داخل أوربا وخارجها وهانحن اليوم نلمس ولأول مرة منذ عقود عدة عودة الروح الى الرسميين من ممثلي شعوبنا المسلمة,حيث نرى الشعوب تتظاهر والحكومات تسحب الديبلوماسيين وتغلق السفارات وتعاقب الصحف ورؤساء التحرير من أجل أهداف وقيم نبيلة تأملت هذا اليوم في تقرير نشرته وكالة قدس برس حول صدى هذه الأحداث في الشارع التونسي فلفت انتباهي موقف شجاع ومشرف لم نعتده منذ فترة من مشائخ الزيتونة المعمورة فقد بدى الخطب والمصاب جللا للجميع ,فبعد أن جمعت مصالح وزارة الداخلية التونسية أعداد صحيفة فرانس لوسوار في ظرف زمني قياسي لم يتجاوز الثلاث ساعات هاهو الشيخ الزغلامي امام جامع الزيتونة الأعظم بالعاصمة تونس يدلي بتصريحات قوية تنسجم مع موقف لاحظته في أغلب الصحف الرسمية التونسية اذ اعتبر في خطبة الجمعة أن الجريمة، التي أقدمت عليها بعض الصحف الغربية، تعكس « حالة الضعف التي بلغها العالم الإسلامي، وتكشف بوضوح عن عقلية مريضة مازالت تعشش في الغرب، تختزن الحقد والكراهية والبغض » وطالب الشيخ الزغلامي الحكومات العربية والإسلامية بطرد سفراء الدنمرك، ومقاطعة سلعها لكي ترد الاعتبار للمسلمين، وتلقّن درسا لا ينسى لكل من يفكر في إهانة المقدسات الإسلامية مستقبلا. تجولت أيضا بين دفتي جريدة الصباح وجريدة الشروق وأسبوعية الوحدة لسان الوحدة الشعبية وأمعنت النظر في مواقف حزب النهضة الاسلامي المعتدل المعارض ولقاء الاصلاح الديمقراطي الوسطي والاسلامي والحزب الديمقراطي التقدمي المناضل, فوجدت أن الجميع يتحدث بلسان واحد ,لسان الدفاع عن العقيدة والاسلام الذي يمثل الثابت الوطني الأكبر ,ومالفت انتباهي أكثر كان في موقع أخبار التونسي الحكومي والرسمي حيث صدرت التعليمات لخطباء الجمعة في سائر أنحاء البلاد بادانة الصور الوضيعة والمسفة واعتبارها تعديا واضحا على رسولنا الأعظم صلى الله عليه وسلم وتساءلت حينئذ عن المغزى من تواصل قصة الصراع المفتوح بين الحركة الاسلامية التونسية والحزب الحاكم مادام الجميع يريد الذود عن خاتم النبيين وأكملهم رسالة ومادام الكل يتحدث عن الذود عن الاعتدال والسماحة ونبذ العنف والتطرف تابعت أخبار الجماهير في قبلي عبر نشرية تونس نيوز الاليكترونية المستقلة فهالني تحرك قيد من داخل أكبر منظمة عربية شغيلة وهي الاتحاد العام التونسي للشغل ,هذه المنظمة التي عرفت كقلعة من قلاع بعض حركات اليسار الشيوعي التونسي ,وأيقنت حينها أن الجماهير العمالية التونسية راسخة الاسلام والحب في نبيها محمد صلى الله عليه وسلم وتجولت في أخبار النخبة التونسية فأفرحني خبر زميلي وأخي العزيز سليم بوخذير لموقع قناة العربية وهو يتحدث عن عريضة تدور بين النخب والجماهير سيوجه نصها الى الأمين العام للأمم المتحدة ,ولقد جاء في نصها حسب تقرير لوكالة قدس برس « أن الإسلام دين يحترم حرية الاعتقاد والعبادة، وأن ما حدث في الصحف الأوروبية إهانة للمسلمين، لا تدخل ضمن حرية التعبير… وإيمانا منا بالمسؤولية الإنسانية والدينية، فإننا نطلب منكم بروح من السلم والعقل والمحبة اتخاذ كل التدابير، التي من شأنها احترام نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وديننا، ومحاسبة كل من يعمد مستقبلا إلى التعدي على مقدسات الشعوب » نحن بلا شك أمام حالة وطنية تونسية تعتمل حبا وشوقا من أجل خاتم النبيين وأرجو من الله سبحانه أن تتوج بعيد فترة قصيرة وبمناسبة ذكرى الاستقلال الوطني بتاريخ عشرين مارس القادم باطلاق سراح اخر من تبقى من معتقلي الرأي من شباب ونخب تونس امل أن نبرهن لرسولنا الأكرم في ذكرى هجراه الكريمة أننا عند هذه المحن حين يعتدى عليه نتحول الى صف واحد كالبنيان المرصوص من أجل الذود عنه وعن ميراثه في بلد عقبة بن نافع وحسان بن ثابت وأبي زمعة وخيرة التابعين ,فنتناسى عندها خلافاتنا السياسية الكبرى ونسمو عن جراحاتنا الأليمة من أجل ترتيب بيتنا الداخلي على قاعدة الاصلاح يجب ماقبله أما عن البلاد العربية والاسلامية الأخرى فاننا نرصد في ماخلى من أيام نفس الظواهر الشعبية التي رأيناها في تونس ,ولعلها الفرصة الأعظم أمام الحكومات من أجل تجسير الهوة بينها وبين الشعوب الغاضبة نتيجة اعتمال الفقر والبطالة وتفشي المرض وعدم الاحتكام الى صناديق الاقتراع في حسم الخلافات وافراز قيادات وطنية تحظى بالثقة الجماهيرية,ولاننسى طبعا كثيرا من الهزائم العسكرية التي أحدثت في شعوبنا حالة من اليأس والاحباط التي يبدو أنه لامخرج منها الا بمثل هذه الصدمات حيث تستعاد الثقة في النفس ويتحرك المخزون الديني والحضاري من أجل التفكير والعمل على الخروج من حالة السبات رب ضارة نافعة هكذا عبر العرب في بلاغة عن شأن مثل هذه المحن والاستفزازات التي لاينبغي أن تزيدنا الا ايمانا وثقة في عظمة صاحب الرسالات ,يوم أن كانت مثائل التهم التي أوردتها صحائف اليوم في بعض بلاد الغرب أو الشرق دليل اكتمال وقرب فرج وهو مايتزامن اليوم مع نجاح التيارات الاسلامية المعتدلة في الدخول بقوة الى قبب البرلمان وعودة الروح للحاكم العربي والمسلم من أجل قول كلمة لا أو الانسجام مع طروحات الجماهير وهي ترفع سلاح المقاطعة وكذلكم عودة الروح الى الشباب بعد ان كادت تأخذ بلبه تخديرا صور الفيديو كليب ولذلك أريد أن أتوجه فعلا الى الذين قدحوا في كمال خلقه وخلقه صلى الله عليه وسلم عبر هذه الرسوم القذرة برسالة شكر على ماأحدثوه في الأمة وبلاد العرب والاسلام من صحوة عارمة غير مسبوقة مرسل الكسيبي كاتب واعلامي تونسي reporteur2005@yahoo.de 5 -02-2006 محرم 1426 هجري

 


 

بسم الله الرحمان الرحيم 

والصلاة والسلام على أفضل المرسلين

 

تونس في 04-02-‏2006‏‏

 

اعتزاز ونخوة ونشوة واستبشار عارم بفوز ونجاح حركة حماس الفلسطينية (الحلقة الثانية)

مؤشر ايجابي لدعم رسالة الإسلام المشرقة في العالم

 

بقلم محمد العروسي الهاني

مناضل من الحزب الدستوري، حزب تحرير البلاد وبناء الدولة- تونس

 

 

أن المتتبع لما يجري في فلسطين المناضلة يدرك مدى تعلق المواطن الفلسطيني بالديمقراطية الحق التي فاقت الخيال في العالم غربه وشرقه دون تخصيص اعتمادات مالية هامة وحملات دعائية تدوم سنة ونصف في بعض الأحزاب الكبرى في أمريكيا وغيرها.

 

في فلسطين الوضع يختلف فالمواطن الفلسطيني هو الذي أراد التغير الديمقراطي بأسلوب حضاري رائع ورصانة وهدوء في كنف الشفافية والوضوح والحرية بشهادة الملاحظين الذين جاؤوا من كل مكان لمتابعة الانتخابات التشريعية التي سادها الحماس والحضور المكثف والاحترام لإرادة المواطن في التغير والرضى بنتائج صندوق الاقتراع الذي هو الفيصل والحكم العادل.

 

ومما تجدر الإشارة إليه أن الأطراف المتنافسة والقوية وخاصة حركة فتح العريقة والمناضلة: اعترفت بالنتائج وأظهرت استعدادها في أول وهلة لمساعدة حركة حماس التي برزت وصعدت بدعم المواطن الفلسطيني.

 

وقد صرح إخوة من حركة فتح بأن الانتخابات نزيهة وديمقراطية للغاية وأن حماس نجحت عن جدارة وتستحق ذلك الفوز نتيجة اعتبارات عدّة. وعبر بعضهم عن استعدادهم لمساعدة حركة حماس بروح عالية وهذا ما أكده السيد جبريل رجوب مستشار الأمن القومي. وهذا يدل على روح عالية وتمسك بالديمقراطية الحق.

 

فهنيئا للشعب الفلسطيني بهذا الفوز العارم والوعي الكامل والنضج السياسي العالي والانضباط لنتائج صناديق الاقتراع.

 

أما تعاليق الآخرين من هنا وهناك فقد جاءت حسب مصالح ورؤى مختلفة ونوايا وخلفيات مسبقة. هناك الرافضين قطعا لنجاح التوجّه الإسلامي والبعد الديني الحقيقي والكفاح من أجل استعادة الأرض المحتلة بالقوة والظلم. وهناك من يعتبر أن كل تنظيم قائم على الروح الجهادية الأصيلة فهو تنظيم إرهابي حسب معايير الغرب وزعيمة الغرب والتابعين لمفهوم الغرب.

 

كذلك صنف ليس لهم  قول ولا موقف ولا فائدة. هم من النوع الصامت إذا نجحت الحركات الإسلامية يقولون نحن معكم وإذا فشلت يقولون نحن لم نؤيد ولم ندعم أي حركة تنشد الحرية والسيادة والاستقلال بالجهاد أولا والدبلوماسية ثانيا.

 

وهذا ما جعل عديد البلدان التي خاضت المعارك التحريرية في القرن الماضي من عام 1934 إلى عام 1962تاريخ استقلال الجزائر لمقاومة ودحض الاستعمار الأجنبي.

 

هذا حصل في الجزائر فكان الكفاح الوطني منظما ورائعا وكانت ثورة كبرى يشهد بها العالم واستشهد حوالي مليون ونصف المليون شهيد في ثورة غزة نوفمبر 1954 بالجزائر.

 

وفي المغرب قامت ثورة الملك والشعب وناضلت حتى الاستقلال التام عام 1956.

 

وفي تونس كانت ثورة 18 جانفي 1952 المسلحة على أيدي مجاهدين أحرار بزعامة الحزب الحرّ الدستوري الجديد وقيادة الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله.

وفي مصر قامت الثورة عام 1952 ضد الاستعمار الأنقليزي وشارك الشعب في المعركة.

 

وفي كل أنحاء الدنيا قامت الثورات ضد الظلم والاستعمار والاحتلال. وكانت أمريكيا آنذاك تقف إلى جانب القضايا العادلة من أجل الحرية والسيادة والاستقلال ولم يخطر ببال أمريكيا آنذاك ولا العالم المتحضر والأحرار الديمقراطيين في فرنسا وروسيا والصين ولندن وتركيا وآسيا وغيرها وقفوا إلى جانب القضايا العادلة.

 

قلت لم يخطر إطلاقا في تلك الحقبة من نصف القرن الماضي أن تفكر دولة في كلمة الإرهاب ولو كان ذلك متداولا وموجودا ما تحرك شعب ولا حزب ولا قيادة في الشعوب المغلوب عليها والمستعمرة آنذاك بأن تكافح وتناضل من أجل الحرية والسيادة والاستقلال .

 

والحمد لله وأن ألهم قادتنا السياسيين في المشرق والمغرب وقامت في نصف القرن الماضي وكافحت من أجل استرجاع سيادتها وتحرير الأوطان. ولو انتظرت هذه الشعوب ليومنا هذا لأصبحت في قائمة الإرهاب عند أمريكيا وحلفائها و لأصبح الزعماء التاريخيون في نظر الغرب قادة الإرهاب أمثال الزعيم الحبيب بورقيبة و محمد الخامس وعلالة الفاسي و أحمد بن بله و جمال عبد الناصر لا حول ولا قوة إلاّ بالله العظيم.

 

وصلنا إلى زمن الرّدة والمفاهيم الغربية تترعرع وتغلغل فينا حتى أصبحنا نصدق ما يقولونه اليوم بينما الكفاح والجهاد مشروع ضدّ الظلم والاحتلال والعدو الإسرائيلي الذي أغتصب الأرض واحتلها بالقوة والدعم الدولي.

 

واليوم أصبح بعضهم من الشيوعيين والعلمانيين ينصحون حماس بالاعتراف بإسرائيل المغتصبة. أما انهم ينصحون إسرائيل للكف عن الاعتداءات و الهجمات والقتل والاغتيال والسجن والتعذيب والكراهية فهذا مسكوت عليه ولا يتجرأ أحد منهم للإصداع  بهذا الرأي للعدو وحلفائه وإقناعهم بأن الجهاد والكفاح والنضال الفلسطيني مشروع دينينا وأخلاقنا لدحض المعتدي الظلم.

 

قال الله تعالى » واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدّوكم » صدق الله العظيم. أين نحن من هذه الآية الكريمة في سورة الأنفال وهل نحن مسلمون مؤمنون نمتثل إلى أوامر الله وكتابه، أم نحن غير ذلك، نهرول للعدو ونسعى للتطبيع معه حتى يرضى عنا.

وقال تعالى » ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى » صدق الله العظيم.

 

أخيرا نرجو من المناديين بالتشاؤم أن يكفوا عن العويل ويتركوا حركة حماس تعمل وتجاهد وتخطط لصالح شعبها الأبي.. الشعب العربي الأصيل.. شعب الصبر والتجلد والتعلق بالجهاد والاستشهاد من أجل الكرامة وعزّة الإسلام والمسلمين.

 

وإذا وفقنا الله نسعى لمديد المساعدة بالعون والمال والدعم المعنوي لحركة حماس. وإذا لا نستطيع خوفا من الغرب فلنصمت على الأقل ونفسح المجال لأهل الحزم والعزم رجال حركة حماس والشعب الفلسطيني المناضل المجاهد للتحرك الميداني لصالح القضية الفلسطينية.

 

فنصرها آت لا ريب فيه بحول الله. كما انتصرت الشعوب العربية في مصر وتونس والجزائر والمغرب وليبيا وسوريا وغبرها بفضل إرادة قادتها وحماس أبنائها ومناضليها الأحرار. والنصر آت لفلسطين بحول الله وعونه. ونرجو من العلمانيين والشيوعيين الكف عن التشكيك والإحباط.

 

ونأخذ الدرس من معركة الجزائر ومعركة  التحرير بتونس بزعامة الحبيب بورقيبة الذي ضحى وجاهد وسجن وأبعد وصمد إلى آخر لحظة حتى جاء النصر. وهو صاحب المبادرة يوم 3 مارس 1965 بأريحا. وقد رموه بالحجارة واتهموه بالعمالة رغم أنه تمسك بقرار التقسيم الدولي. أما اليوم ينادون بالاعتراف بإسرائيل بصفة مجانية دون الحصول على قرار الأمم المتحدة عام 1948 والأراضي المحتلة بعد عام 1967 واسترجاع بيت المقدس. واليوم أقل من واحد على 10  من الأرضي المحتلة من طرف الكيان الصهيوني بالقوة بدعم شرعية دولية وبدون  احترام قرار التقسيم الدولي..

 

إذا من هو العميل الذي دعى إلى امتلاك نصف الدار و نصف الأرض والكفاح من داخل  الدار لاسترجاع بقية الأرض، أم الذي يهرول في الضباب والسراب والأوهام والاتفاقيات الفارغة ربحا للوقت بدهاء اسرائيلي وعدم احترام المواثيق كما فعلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم.

 

واليوم يعتبرون حركة حماس منظمة إرهابية وصاحبة العنف والتهور. وتجاهلوا أفعالهم واغتيالتهم للشيخ ياسين رحمه الله والدكتور عبد العزيز المرنتيسي وغيرهم وسجن الشاب الغيور مروان البرغوثي نصره الله وآلاف اللاجئين منذ عام 1948 واغتصاب الأراضي واحتلال بيت المقدس -نصرها الله على يد حركة حماس كما حررها سيدنا عمرين الخطاب أمير المؤمنين رضي الله عنه، وحررها القائد التاريخي صلا الدين الأيوبي رحمه الله- قال تعالى » و لنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم و الصابرين ونـبْـلُـوَ أخباركم » صدق الله العظيم.

 

وكفانا أيها المتشائمون كلاما ونصحا فارغا حتى أنكم أصبحتم لا تتكلمون على الإساءة إلى الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم، إلاّ بعد أن تكلم كلنتون الرئيس السابق لأمريكيا. عندما تكلم استشهد به رئيس دولة عربية كبرى وتحرك، لا حول ولا قوة إلاّ بالله العالي العظيم والله أكبر. أين شخصيتنا يا ترى.

 

هذا نقوله للتاريخ و للعقلاء من القوم المهتدين المؤمنين بالله و رسوله عملا و سلوكا و ممارسة لا شعرات جوفاء بعيدون عن الإسلام و دين الله الحنيف الذي جعله خاتمة الأديان قال تعالى:  » إن الدين عند الله الإسلام » صدق الله العظيم.

 

قال تعالى: » ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين » صدق الله العظيم.

والسلام

محمد العروسي الهاني، مناضل دستوري

تونس- بلد جامع الزيتونة المعمور

 


« مينار.. والحملة الصليبية الجديدة »

بقلم: محمد بوعود

 

أن تنشر صحيفة دانماركية صورا مهينة للرسول محمد عليه الصلاة والسلام، وتعتذر فذلك أمر يمكن فهمه وهضمه، لكن أن تصر حكومتها، مدعومة بالحكومات الأوروبية، على عدم الاعتذار متعللة بحرية الصحافة، فهذا ما يؤكد ساعتها الأحقاد الصليبية الكامنة في اللاوعي الغربي… فمن منطق السكوت على اهانة القرآن في غوانتنامو الى عدم الاعتذار عن اهانة الرسول في الدنمارك والنرويج، فهذه بصراحة صفاقة متعمدة لا أساس لها ولا مبرر سوى مخزون من العقول المريضة بآفات القرون الوسطى عافانا وعافاكم الله.

 

الموقف الشعبي العربي والرسمي أيضا، كان مشرفا، واتخذ من الخطوات ما أربك الحكومة الدنماركية ومن يقف معها، لكن المخزي فعلا هو موقف البطل الهمام، فارس الحرية، وقيصر حقوق الإنسان وحرية التعبير وخاصة، خاصة حرية الصحافة، روبار مينار، الذي أكد في بيان لمنظمته العتيدة أن مقاطعة الأنظمة العربية للبضائع الدنماركية هو ظلم لهذه الدولة وان نشر هذه الصور يندرج في إطار حرية الصحافة… لا ما شاء الله عليك وعلى حرية الصحافة. يا سيدي الحكومة الدنماركية تكابر وتتعلل بحرية الصحافة، لكن ما قولك عندما تؤثر هذه الحرية على (خبزة) المواطن الدنماركي وتمس اقتصاد البلد في الصميم، ألا يجب أن تعتذر الحكومة لأن مصالحها قد ضُربت، أما أنت يا سيد مينار، فلي سؤال واحد يقلقني ويضج مضجعي، وأود أن تجيبني عليه بكل صراحة، لماذا لم تصدر بيانا يساند روجي غارودي عندما تعرض لهجوم عنيف من الصهيونية العالمية بمجرد التشكيك في المحرقة اليهودية؟ هل هي كتاب مقدس أكثر من قرآننا ورسولنا الكريم لتسكت عن ذلك؟

 

ثم ما رأيك في المؤرخ الانجليزي الموقوف في النمسا لمجرد انه شكك في هذه المحرقة، لماذا لم تسانده وتذهب للتظاهر وتوزع المناشير في (باب بنات متاع النمسا) أم ان الحرية الصحفية حلال عليكم حرام على غيركم؟ وعليكم هنا تقصد المنظمات الصهيونية التي تسيطر على الاعلام الغربي، وأنت واحد من جملة المطبّلين في جوقتها، والا لماذا لا تصبح بطلا مغوارا في مجال حرية الصحافة والتعبير الا عندما تتعلق القضايا بالاساءة الى مشاعر العرب والمسلمين؟ أنا أتحداك أن تشكك مجرد 1 من ألف في المحرقة النازية لليهود، ان كنت فعلا حريصا على احترام حرية التعبير، وان لم يكن لاقتناعك بذلك فعلى الاقل، لتبرز لأتباعك الاوفياء الذين تظاهروا في تونس لمنعك من حضور قمة المعلومات، أنك لا تفرق بينهم وبين اسيادك الصهاينة.

 

يا سيدي مينار، لقد اشتكيت في السابق وأقمت الدنيا ولم تقعدها احتجاجا على الحكومة التونسية لانها، حسب ادعاءك الذي لم أعد أصدقه، منعتك من حضور قمة المعلومات، أقول لك الان بكل صراحة، ها أني معارض لهذه الحكومة، ومع ذلك فأنا أؤيدها في منعك، ولو كانت لي سلطة لمنعتك حتى من الكلام والكتابة، لأننا بصراحة نؤمن شديد الايمان بحرية التعبير لكننا لا نريد غربانا تنعق صباحا مساء لتبرر اهانتنا وشتم مقدساتنا والعبث برموزنا… فتلك الاشياء خلناها قد انتهت مع آخر الحملات الصليبية، لكن يبدو أنك لا زلت أنت و(رفاقك) في الصحيفة الدنماركية تؤمنون أننا لسنا بشرا من نفس درجتكم، وأن عليكم تعليمنا (المدنية).

 

(المصدر: صحيفة « الوحدة » الأسبوعية، العدد 486 بتاريخ 4 فيفري 2006)


عن صور تخفي صورا أخري…

 

خميس الخياطي (*)

 

هناك صور وجوه الشبه بينها وبين القطارات عديدة.

فالقطارات، حيثما وجدت ومهما كانت الثقافة والنظام السياسي والتوجه الاقتصادي المحيطة بها، لو سارت علي سكتها المعروفة والمخطط لها لكانت السلامة لها وللمسافرين وللناس أجمعين. أما ولو لسبب طارئ، حدث أن خرجت عن السكة، فانه الهلاك المبين… ثم ان السكك الحديدية عادة ما يسير بعضها جنبا لجنب. وكل مرة تلتقي فيها سكك حديدية بطريق زراعية أو سيارة، فان جانبا واحدا يظهر للعين فيما يختفي الثاني. وحينما يختفي جانب عن جانب، فذلك لا يلغي الجانب المخفي بقدر ما يوليه قوة فجائية مضاعفة… ولذلك، نري بعض الدول التي تحترم مواطنيها وفي بقاع تتشابك فيها السكك الحديدية بالطرق السيارة تعلم المارة محذرة أنه بامكان قطار أن يخفي قطارا آخر… هذا عن القطارات.

الصور ولأنها تجسيد ان ماديا أو مجازيا، تعلن هي الأخري عن المعني الظاهري في حين قد تكون مبنية علي المعني الباطني وهو الأمر الذي يؤشر علي ثرائها وبالتالي يؤكد علي مستويات قراءتها. وان لعبت الصورة بالأمس وتلعب اليوم دور التواصل بين الناس مهما اختلفت مللهم ونحلهم، فانها من الجانب الآخر قد تؤدي الي القطيعة بين الناس كذلك مؤكدة علي الملل والنحل… فهي مثل القطارات، ان خرجت عن خطها، قد تؤدي الي مصائب كبري وبالتالي تظهر معانيها المخفية… والأزمة الواقعة بين جناح من الدانماركيين والمسلمين حاليا ما هي الا المثال الحي علي تعددية مستويات قراءة الصورة. كذلك ما حصل من قبل في مجلس الأمن حينما قدمت مجموعة من الصور علي أنها حقيقة تسلح العراق نوويا وتبين بعد ذلك أن الصور هي صور حقيقية لكنها لا تتضمن ما دفعت الي قوله دفعا…

في المقابل، الحوار الدائر حاليا بأوروبا وخاصة بفرنسا حول ايجابية الاستعمار بدأت مفرداته تتحول نحو وجهة أخري بفعل ما سمتهم مجلة لو نوفيل أوبسرفاتور بالـ نيو محافظين (نفس منهج من هم في البنتاغون والبيت الأبيض) ومنهم الشهير آلان فنكلكروت الذي طلع علينا بنظرية هزيمة الفكر (من قبل نفخونا بنظرية نهاية التاريخ ) لا لشيء الا لأن موازين القوي في أوروبا (خاصة فرنسا التي قيل لنا دائما أنها موالية للعرب والمسلمين) وفي اسرائيل تحديدا لن تكون كما كانت. نظرية صاحب اليهودي المتخيل و مستقبل الانكار و نبذ اسرائيل وغيرها من الكتب الموالية قلبا وقالبا للكيان الصهيوني والذي ترعاه وسائل الاعلام عندهم وحتي بعض نوادي النخبة عندنا تحت اسم التفتح علي الآخر هي نظرية صهيونية ـ عنصرية قائمة علي قلب الآية، بمعني دس طبقات من المعاني في الصور لتقول بأن هناك أنواعا ثلاثة من كراهية اليهود أولها كراهية مسيحية لليهود ، ثانيها كراهية كونية لليهود وثالثها كراهية عربية ـ اسلامية لليهود وحينما نعرف أن الاساس والعمود الفقري لاسرائيل هو يهوديتها التي بدونها تفقد اسرائيل صهيونيتها… الصهيونية التي كان عليها أن تكون حلا للمسألة اليهودية أصبحت استمرارا لها في اطار الدولة . هكذا كتب فنكلكروت… ونجد أنفسنا أمام قضية تحول فيها عنصرها الأساسي المستعمر (بفتح التاء) الي مستعمر (بكسرها) ونسي فنكلكروت ما قاله جورج بيريك من أن اليهودية (مثل كل الانتماءات العقائدية ـ الايمانية) لا علاقة لها بالايمان، ولا بالدين، ولا بالممارسة، ولا بالفولكلور ولا باللغة. قد تكون لها علاقة بالصمت، بالغياب، بالسؤال … وهي حالة يجسدها خيط الكوميديا من شابلين حتي وودي آلن مرورا بالـ ماركس براذار والسلسلة طويلة…

 

كل شيء لتفادي السلم.

 

من مقومات النظرية الصهيونية كما أرادها هرتزل وما أتي من بعده واحدة تقول بأن الأرض اليهودية ملك لكل يهودي أن كل يهودي موجود في أي بقعة من بقاع العالم وباسم يهوديته له الحق في أرض اسرائيل مقابل واجب حب اسرائيل والدفاع عن اسرائيل اجباريا حتي ولو رفض ذلك… هي مقولة معروفة تحت قناع عنصري شعب الله المختار التي هي أساس العنصرية و أرض بلا شعب الي شعب بلا أرض وقد دعمتهما حالة قائلة أنه من غير الممكن أن تكون أوروبيا ويهوديا في ذات الوقت جراء المحارق وما خلفته. قناة ARTE الفرنسية/الألمانية بثت منذ فترة فيلما روائيا فرنسيا بعنوان الوطنيون Les patriote من اخراج ايريك روشان ومن تمثيل سيمون عتال وآخرين. يبدأ الفيلم بصورة لنجمة داود تغطي مساحة الشاشة ثم جماعة من الشباب يحاولون سرقة سيارة فتتبعهم الشرطة المدنية لتقبض عليهم وتؤنبهم وتهينهم الي أن ينشأ لدي المشاهد الشعور بالغيظ… ونعلم حينها أن كل ذلك ليس الا مسرحا وتدريبا من تدريبات الـ موساد (الاستخبارات الخارجية الاسرائيلية المقابلة للـ شين بيت الاستخبارات الاسرائيلية الداخلية) و أن اسرائيل، مثل كل بلدان العالم، لها وجه مخفي تماما مثل القطارات التي نعرف مخلفاتها… مجموعة من التدريبات تتوالي حتي تمس المستشار الثقافي للسفارة الأمريكية. وهنا تظهر حدود التدريبات اذ يمثل ذاك التمرين الدرجة القصوي في الدفاع عن المصالح حتي ولو تطلب المس بالحليف الأكبر. بالمقابل، يصبح الفريق المتدرب نواة المخابرات الاسرائيلية وبالتالي يدمج في الوحدة 238 تلك التي تولدت عنها خرافات وأسست عليها ملاحم… ونعلم أن المدرب هو يوسي الذي أدار فريق ميونيخ (الموجود في فيلم سبيلبرغ) وتنزل احدي المقولات الاسرائيلية المعاصرة: يجب أن نقوم بكل شيء لتفادي حلول السلم .

 

الجهاز والفرد

 

اضافة لاسرائيل، تتجسد المواقف في بلدين هما فرنسا وأمريكا. في فرنسا تتمثل مهمة عميل الموساد وفريقه في الاقتراب من أحد العلماء (تمثيل جان فرانسوا ستيفنان) الذي يخطط لمفاعل نووي فرنسي موجه لبلد من الشرق الأوسط وتحويله لعميل اسرائيلي. وان كانت الحيثيات بليدة وتقليدية مثل أن يكون العالم الفرنسي من احباء رياضة التنس ويمكن استدراجه بسهولة فائقة في شباك امرأة جميلة هي في ذات الوقت صديقة رئيس الفرقة الاسرائيلية كما لو كان العلماء ـ ونحن في بداية الثمانينات ـ علي تلك الدرجة من الغباء والفقر السياسيين، فانها صبت في مقولة أن اليهودي الاسرائيلي لا يجب بأي حال أن يؤذي يهود فرنسا حتي ولو تطلب ذلك الدوس علي المشاعر الخاصة (رئيس الفريق آرئيل له طفلة لم يرها من يوم سفره الي اسرائيل).

وفي عديد المواقف الدرامية، يهدف الفيلم الي اظهار أن الفرد في هيكل المخابرات الاسرائيلية لا أهمية له أمام المصلحة العليا وهي مصلحة الكيان الصهيوني مثل القول لقد اخترناك رئيسا للفريق لأنك ضعيف، ويمكن التلاعب بك مثل الطين أو أعترف بأنك ظريف لأنك صادق وتلك خطيئتك وتتمادي مواقف الضغط علي الفرد اليهودي من الجهاز الصهيوني لحد القول بأن خسارة الله تظهر من خسارة اليهود . وما ينحدر عن هذه المقولة وتبعاتها أن الفرد اليهودي اليوم حيثما يوجد هو مسؤول عما يحدث في اسرائيل ليس فقط بمساندته سياسة هذا البلد (كما كان يقول نحوم غولدمان)، بل لأن هذا البلد ونظرية الصهيونية يدفعان به الي واجهة الصدام… وهو ما سيجسده الفيلم في الجانب الأمريكي منه، جانب تدور أحداثه في العام 1987.

نري هنا الاستجابة من طرف الجهاز لطلب أحد اليهود الأمريكان في مد المعلومات لاسرائيل في حين يؤكد مسؤول الموساد علي عدم تخطي خطين أحمرين هما: التجسس علي أمريكا واستعمال يهودي ضد بلده . المعلومات تركز علي تسلح البلدان العربية المعتدلة وتحديدا الصواريخ الليبية، التسلح التونسي ونظيره الجزائري… ذلك أن تقديم هذه الخدمة ليست شرفا، بل واجبا … ورويدا رويدا يصبح العميل يعمل ضد بلده أمريكا حتي أن رئيس خلية الموساد يقول مع كل المعلومات التي مدنا بها زوجك، نحن متأكدون من أننا سنربح الحرب المقبلة . وكما هو متوقع، تنكشف اللعبة ويحاول الاف بي آي وضع اليد علي العميل الذي يهرب الي سفارة اسرائيل… الا أن الآية تنقلب وأمام المصلحة العظمي، يطرد العميل من السفارة (رغم أوراقه الاسرائيلية) فيقبض عليه…

علي حد معرفتي، أن نري صورا لمسؤول اسرائيلي وللمحافظة علي أهداف أخري، يطرد يهوديا قدم خدمات للكيان الصهيوني، فتلك ثورة علي مقولات الصهيونية التي ذكرنا سالفا. الا أن الثورة هذه لها مستويات مخفية تؤكد عكس ما نري. ويتأكد الأمر حينما يعود أرئيل (بطل الفيلم) الي اسرائيل ثم يترك الموساد واسرائيل ويعود الي فرنسا مسقط رأسه وحيث توجد ابنته ووالدتها ليستقر فيها قائلا: أعرف أني الوحيد الذي يعمل لصالح بلدي اسرائيل . وينتهي الفيلم علي هذا الولاء الثنائي الباطني بعد أن عرض طيلة ساعة ونصف الساعة عكس النتيجة التي ذهب اليها وكأنه قائم علي خطين، خط ظاهري يقول بالفصل بين الصهيونية واليهودية وخط باطني يحمل الجهاز الاسرائيلي أي الدولة نتائج سياسة البحث عن المصالح الثانوية واسقاط المصالح الرئيسية المتمثلة في الرباط العضوي بين اليهودية والصهيونية. أن تحب اسرائيل هو أن تصبح الشتيمة محل افتخار مثل أن تقول: أنا صهيوني. ليس ذلك ايمانا وانما انفعالا ورفضا فطريا ومتشنجا للتقليل من شأن الصهيونية . هكذا كتب فنكلكروت وهو الأرضية التي تبني عليها عديد الخطابات المصورة التي تتناول الشأن اليهودي اليوم. صورة تظهر شيئا وتقول شيئا آخر… وبين المظهر والقول مسافات.

جملة مفيدة: بعد ثلاثين سنة من دراسة السلوك الانساني، لم يتمكن فرويد من الرد علي هذا السؤال: لماذا لا تعرف النساء التمسك بموقف واحد؟ من فيلم Gun للمخرج الأمريكي روبرت آلتمان.

 

(*) ناقد واعلامي من تونس

khemaiskhayati@yahoo.fr

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 2 فيفري 2006)  


 

من آفات الاستبداد.. الاستبداد نفسه

د. الضاوي خوالدية (*)

 

قد لا يختلف عاقلان ان كل ما ينافي طبع الانسان المستخلف علي عمارة الكون زائل ولو دام مئات او آلاف السنين لأن الوظيـــفة الاساسية له في هذه الدنيا ان يقتلع سعادة معاشه ومعاده من خضم محنته وابتلائه.

 

ومن اعتي المحن التي تعترض سبيل دور الانسان في تحقيق رسالته تلك التي اوجده الخالق من اجلها تسلط اخرين من جنسه عليه بغيتهم استخدامه لمصالحهم بعد تجريده او محاولة تجريده من قواه الانسانية الكامنة فيه كالعقل والارادة والكرامة.. غير ان المستبدين الطغاة الساعين بشتي الطرق والاساليب الي استدامة تسلطهم وتخليد استعباد غيرهم، بدا فشلهم يتراءي واضحا فاضحا لانهم يسيرون في الاتجاه المعاكس للتاريخ والدين والحياة لذلك قد تهاوت اغلب عروشهم وتحرر اغلب مستعبديهم ولم يبق علي وجه البسيطة الا نقيطات سوداء معزولة اخد مد الموج يضربها من الخارج وحركة الشعوب التواقة للحرية تنخرها من الداخل الامر الذي طفق يخلخل بنية الاستبداد ذاتها بدءا بتشققات ضيقة ممتدة عميقة وتثنيه بانشقاقات قاصمة وانتـــهاء بتفتيت البنية ذاتها.

 

ولعل من الامثلة الساطعة لما اخذ يدك هذه البنية دكا خفيفا فثقيلا فمهمشا ما يعيشه الاستبداد والظالمون في بلادنا من اوضاع حاسمة في حياتهم يحسن الالمام باختصار بظهور فيروس الاستبداد الذاتي ثم تكاثره ثم اجهازه علي البنية بأكملها.

 

لقد فتحت الدولة العربية الحديثة عينيها فوجدت نفسها كسيحة مشوهة، مقوماتها تقاليد سياسية استعمارية عثمانية غربية وبنيات اجتماعية غبارية خاصة وعامة قائمة علي درجيات واقتصاد اقطاعي يحتضر تحت ضربات الزحف الاقتصادي الغربي الحديث و ساسة جدد افرزهم هذا الواقع وهذه البيئة تولي اغلبهم قيادة بلدانهم كما كان يقودها العثمانيون والمستعمرون الغربيون و تميزت اقليتهم بانتهاج نهج جديد في الحكم لكنهما اتفقا علي ضبط الشعوب ضبطا مدجنا معطلا كل الطاقات مما سرع انهيار ما اعتادته الشعوب من نمط حياة وولد نمطا جديدا رجال اقتصاده حواشي سلطة يسمسرون مع الشركات الغربية ويعملون وكلاء لها في بلدانهم وادارة خادمة لهذا التوجه بقوانين وقرارات وممارسات وسياسة خصخصة جمعت ملكية الشعب والوطن العامة في جيوب أسر الحكام واقاربهم فكان الغني الافحش في رأس القمة الحادة والفقر الافحش في البقية العريضة ودفع الغني المتوحش الي مزيد الغني ودفع الفقر الي المطالبة بالقوت.. فظهرت الصراعات في القمة من اجل المال والسلطة خادمة المال وتفجرت القاعدة الواسطة مطالبة بحقها في الحياة.

 

لكن الزعيم التاريخي او خلفه كان لا يألو جهدا في اسكات ضجيج الصراع والسيطرة علي الموقف بمعاقبة هذا وترضية ذاك وتهويل قضية خارجية او اعلان عن قرارات ثورية مع اظهار دائما انه الاقدر والابقي والاحكم حتي ان مرضه يبقي سرا فلا يترك المقــــربين منه يعرفون عن حالته الصحية ولا عن نوع مرضه او مكان علاجه شيـــئا وقبيل موته قد يورث الحكم لابنه او قريبه او احد افراد حزبه/ اسرته غير ان موته يشتت الحزمة بالانشـــقاقات النائمة المكبوتة فيظهر قطـــب من اقطاب النظام فاضحا غيره من الزملاء ناعتا نفسه بأنه الانقي والانظف والاكثر وطنـــية وديمقراطية وانسانية ناسيا عشرات السنين التي قضاها فاسدا مفســـدا جلادا فينبري له البقية من رفاق امس فاضحيه وفاضحين انفسهـــم في نفس الوقت، ومؤكدين انهم كانوا يعــرفونه فاسدا.. وينكشف الجميع: رجال النظام يتفاضحون ويعرف الشعب ان نظـــام نصف قرن كان فسادا اسود لكن المؤلم الغريب الشاذ ان الشعوب العربية قد مرت جميعها وما زالت تمر بدول تنشق انظمتها الاستباقية ثم يعاد رتقها وتنكسر ثم يعاد ترميمها مع ما يصاحب ذلك من كشف الغطاء عن ممارسات الفاسدين والمفسدين في حق المواطنين والاوطان.. دون ان تقف وقفة واحدة لتحرير نفسها وتطهير تاريخها وتلميع سمــــعتها.. فمتـــي تستفيق؟

 

(*) اكاديمي من تونس

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 1 فيفري 2006)  

 

 

… وديموقراطيته، هي الأخرى، لمن؟

صالح بشير (*)

    

تبين المراقبون انكسارا في نبرة الرئيس الأميركي جورج بوش، وهو يدلي هذه السنة بخطابه حول «حالة الاتحاد»، في 31 كانون الثاني (يناير) الماضي. لقد استعاد الرئيس الأميركي، في ذلك الخطاب، ما درج على قوله في مثل تلك المناسبة طوال سنوات حكمه الماضية، مؤكدا على الدور الذي يجب أن تضطلع به بلاده في قيادة العالم نحو الحرية، مطمئنا سامعيه إلى أن نصف العالم بات ينعم بالديموقراطية، متعهدا بأن يولي اهتمامه للنصف المتبقي، مشيرا، تخصيصا، إلى بلدان مثل سورية (التي بوّأها رأس القائمة) وبورما وزيمبابوي وكوريا الشمالية وإيران، مستجيبا في ذلك لما أسماه «نداء التاريخ»، ومصرّاً على صواب سياسته الخارجية، رغم كل ما اعتراها ويعتريها من نكسات.

 

لا جديد إذاً (وذلك بحد ذاته مأخذ في نظر الكثيرين) غير ما سبق تكراره مراراً، أقله منذ 11 أيلول (سبتمبر) 2001، لكن النبرة تغيّرت. لم تعد ظافرة مندفعة يقينية كما كان شأنها من قبل، بل بدت فاترة، ضرباً من مكابَرة (لأنه لا مناص من ذلك ربما) غير واثقة، تتستّر على تردد وبعض حيرة. كأن النسغ الإيديولوجي الذي كانت تغتذي منه البوشية وتستقي منه عنفوانا، شحّ أو هو إلى نضوب.

 

حتى تلك الإشارة إلى «نداء التاريخ» ربما أنبأت عن تراجع، عن عودة إلى الأرض، إلى ما يمكن قياسه، في نهاية المطاف، بمقياس بشري، بالنسبة إلى رئيس صرّح أو لمّح في ما مضى إلى أنه يلبي، في ما يفعل، إرادة إلهية اصطفته وتتعاطى معه مباشرة بالوحي.

 

كأنما الرئيس الأميركي اكتشف الواقع، كتب البعض، ووقف على الحدود التي يقيمها ذلك الواقع وعلى الإكراهات التي يمليها حتى على من كان مثله، ينفرد بالسطوة في هذا العالم. فالرجل انتكست إدارته، ونال من هيبتها عجزٌ داخلي (مواجهة إعصار كاترينا وتبعاته مثلاً) وآخر خارجي، شأن تلك الحرب العراقية التي حسبها الرئيس، ومن زيّنوا له خوضها من المحافظين الجدد والقدامى، نزهة قصيرة فإذا هي تتمادى وتتطاول، لا تنفك ترسل إلى الوطن الأم قتلى ومُعاقين، فانفضّ من حولها الرأي العام وبات يتحفظ عنها نوّاب جمهوريون مقبلون على ما يُسمى الانتخابات «النصفية»، في خريف هذه السنة، بتوجّس وتخوّف.

 

ولكن هل يكفي ذلك تفسيرا؟ حصيلة بوش، على رأس الولايات المتحدة، قد تُتيح، من وجه آخر وإن على نحو مُغرض إلى هذه الدرجة أو تلك، رواية أقل سلبية أو، لنقل، أقل سوداوية، تُسبغ على الفشل نسبية وإن لم تنجح في إنكاره. كان بإمكان الرئيس الأميركي أن يقول، قول مقتنع لا قول مُكابر، وخصوصا أن يشعر، أن سياسته حققت مكاسب، من وجهة نظر المصلحة الأميركية طبعا. أن النزاع العراقي طال، لكنه يبدو آيلا إلى استقرار تدريجي، طالما أن انتخابات قد جرت، وشارك فيها السنّة، وأن هؤلاء الذي مثلوا عقدةً على قدر من استعصاء، بصدد الانخراط في اللعبة السياسية وأن حركاتهم المقاوِمة باتت ساعية إلى التمايز عن المجموعات الإرهابية (الزرقاوية أو سواها) تناصبها العداء.

 

وكان بإمكان بوش أن يقول إنه نال انسحاب سورية من لبنان، وحاصر نظامها، وألّب جبهة دولية ضد جمهورية إيران الإسلامية وسياستها النووية، وانه دفع أنظمة إلى الإصلاح وأجبرها على ذلك إجبارا، وأن الديموقراطية بصدد الانتشار، وإن بنسب مختلفة ومتفاوتة، في الشرق الأوسط، كما تشهد على ذلك الانتخابات التي جرت في العراق وفي مصر وفي الأراضي الفلسطينية وفي سواها، ناهيك عن أن إسرائيل، وهي من هي تبجيلا لدى واشنطن، باتت آمنة أكثر من أي وقت مضى.

 

لسنا، بطبيعة الحال، نتبنى جردة الحساب الأميركية هذه. كل ما في الأمر أن لبوش، انطلاقا من أولوياته ومما يعتبره المصالح الحيوية لبلاده، من الدواعي المفترضة ما قد يمكّنه من القول بأنه حقق مكاسب، أو أن ليس في ما توصل إليه حتى الآن ما يدعو، نظريا، إلى شعور إحباط كذلك تبدى في خطابه الأخير حول «حالة الاتحاد»، خصوصا وأنه يُفترض في الرجل أنه إيديولوجي، وأن أصحاب الرؤى وأضغاث الأحلام الإيديولوجية عادة ما يكونون متفائلين مسرفين في التفاؤل، يحسبون مجريات الأحداث متواطئة معهم لا تخالف لهم يقينا ولا تسفّه لهم إرادة.

 

ما مردّ ذلك الاحباط إذاً؟ أغلب الظن، إذا ما وضعنا جانبا مظاهر الفشل الداخلي، أن بوش وإدارته بصدد أخذ العلم بأمر ربما لم يخطر لهما على بال، مفاده أن أي نجاح يحققانه، أو يحسبان أنهما حققاه في سبيل نشر الديموقراطية أو الزعم بذلك، إنما يرتد على الولايات المتحدة. لم تكد تُجرَ انتخابات في السنوات القليلة الماضية، سواء كان لواشنطن فضل الدفع باتجاهها أم لم يكن، إلا جاءت إلى السلطة أو إلى الأغلبية بقوى تجهر بالعداء للولايات المتحدة، أو مكنت مثل تلك القوى من نيل حظوة غير مسبوقة. بمعنى من المعاني وبوجه من الوجوه تبدو الديموقراطية (إذا ما انحصرت هذه الأخيرة في فعل الاقتراع على ما هو شأنها في الغالب)، مناهضة للولايات المتحدة مناهضة يبدو أنها ضرورية لا عرضية.

 

صح ذلك على إيران، بطبيعة الحال، تلك التي جاءت انتخاباتها الأخيرة لرئاسة الجمهورية الإسلامية برجل مثل محمود أحمدي نجاد، كما يصح على الانتخابات الفلسطينية وما آلت إليه من فوز ساحق، «زلزالي» على ما وصفه الإعلام، لحركة «حماس»، كما على الانتخابات النيابية المصرية قبل ذلك، تلك التي وإن لم تفضِ إلى انقلاب مماثل، لأسباب لا علاقة لها بحرّية الاقتراع على الأرجح، أدت إلى بروز حركة الإخوان المسلمين قوةً أساسية وفاعلة في البرلمان وفي الحياة السياسية المصرييْن. حتى الانتخابات العراقية المتتالية، وفي ما عدا الحالة الكردية الخاصة، قد لا تشذ عن هذه القاعدة، فهي إذ تنتهي دوما (منذ سقوط صدام حسين) لصالح الشيعة، إنما تُظهّر قوة، لا يربطها بالسياسة الأميركية في بلاد الرافدين سوى وشيجة تكتيكية، في حين تقع روابطها الحقيقية، ولاء أو تعاطفا، في إيران، على أسس مذهبية وأحيانا إيديولوجية أيضا.

 

والأمر هذا لا ينحصر في الشرق الأوسط. كل انتخابات أميركا اللاتينية، وهذه تكاد تكون عقر دار الولايات المتحدة، أو «حديقتها الخلفية» كما درج القولُ، فازت فيها قوى مناوئة لواشنطن مناهضة لنفوذها، الموصوف بـ»التقليدي» وبـ»الاستراتيجي» في تلك الربوع، من البرازيلي لولا إلى الفنزويلي هوغو شافيز، إلى رئيس بوليفيا الجديد، «الهندي الأصلي» إيفو موراليس.

 

هناك إذاً ما يدعو إلى الإحباط: أن فكرة الديموقراطية، أقله في العالم غير الغربي، وسواء كان لبوسها الإيديولوجي «إسلاميا» كما في الشرق الأوسط أو «يساريا» كما في أميركا اللاتينية، تبدو ناقضة للولايات المتحدة، نفوذا ونموذجا، على نحو مبرم، بل باتت أبرز وسائل التعبير عن العداء لواشنطن، بعد أن كانت أدوات التعبير عن ذلك العداء، خصوصا أثناء فترة الحرب الباردة (في ما عدا الاستثناء التشيلي الشهير في عهد سلفادور أليندي، وبعض استثناءات أخرى قليلة)، حركات «ثورية» أو انقلابية.

 

فهناك بالتالي تحوّل أو مُستجدّ حاسم جاءت به السنوات الأخيرة، أقله في نظرة الولايات المتحدة إلى ذاتها وإلى موقعها في العالم: أن القوة العظمى الوحيدة في العالم، بعد أن انتصر نموذجها أو هكذا اعتقدت، تشهد ما لم يكن في حسبانها يوما، نهاية المماهاة بينها وبين فكرة الديموقراطية، وارتداد هذه الأخيرة عليها سلاحا ضدها.

 

لعل ذلك من بعض مغبّة السعي إلى الجمع بين ما لا يجتمع، بين نشر الديموقراطية، أو الزعم بذلك، وبين التمدد الإمبراطوري…

 

(*) كاتب تونسي مقيم بإيطاليا

 

(المصدر: ملحق « تيارات » بصحيفة الحياة الصادرة يوم 5 فيفري 2006)


التاريخ يعيـد نفسه (تداعيـــــات جنبلاطيــــة)

 

 بقلم جعفر الأكحل

كاتب وإعلامي – تونس

 

في هذا الزمن الرديء أفقيا وعموديا، انقلب فيه سلم القيم واسود الابيض وابيض الأسود فأصبحت المقاومة إرهابا، والإحتلال تحريرا، وتحول التشريد والتقتيل والتعذيب وتشويه التاريخ من قيم الديمقراطية التي يبشر بها العم سام في هذا العالم الجديد.

 

إن لهذا الزمن الرديء مريدوه بلا شك وعليهم الاعتماد لخدمة للأهداف القريبة والبعيدة والتاريخ حافل بهؤلاء في كل مكان وزمان من ماسينيسا إلى السلطان حسن الحفصي مرورا بالكثير ووصولا إلى وليد جنبلاط…

 

لقد كانت الأرض العربية بالخصوص ولا تزال هدف القوى الإمبريالية والصهيونية بعد أن أقامت ضمن مشروعها دولة إسرائيل على أرض فلسطين العربية لتكون أداة جذب واستقطاب ومركز توتر على الدوام وانطلاقا منها يتواصل بلا هوادة ضرب هذه الأمة بكل الوسائل لمنع تقدمها ودوام تشتتها وتجزئتها وبالتالي تدمير كل مظاهر القوة فيها حضاريا وثقافيا واقتصاديا وحالة العراق هي النموذج الامثل لذلك عندما تحالف عليها الأعداء بكل صلف وبالكذب والبهتان وكان ذلك بمساندة وتشجيع الاقربين جغرافيا وتاريخيا ونسوا أن احتلال العراق كان يعني احتلالا لبلدانهم بتواجد القوات الأجنبية عليها وكذلك إيذانا بدخول عصر جديد من التصادمات والمواجهات المسلحة لا عهد لهم بمثلها قبل سقوط بغداد والأيام مازالت تحمل في طياتها مزيدا من التطورات السلبية عل كل المنطقة وخطر الاجوار المتربصين بهم فمن سيحارب نيابة عنهم غدا…..

     ولكن برغم كل هذا الدمار يبدو أنه ما يزال هناك بالمنطقة من يحن إلى لعب دور علاوي وشلبي … ورفع راية الطائفية المدمرة على حساب الوطن. إنها لعبة خطيرة على لبنان تلك التي يمارسها وليد جنبلاط…..

      إن التواطؤ مع الاستعمار… هو بكل المقاييس ركوب للأخطار ولعب بالنار وخندق ليس له قرار وليس وراءه سوى الدمار والانهيار والخزي والعار.

   والوقائع والسيناريوهات ظاهرة للعيان والتاريخ لا يرحم.

      أما إرادة التصدي للعدوان ومقاومة الاحتلال برغم الحدثان وقسوة هذا الزمان فهي القيم الخالدة والمنتصرة برغم كل العداء.. والشعوب تعتريها أزمنة قد تطول فيبدو وكأنها استسلمت ورضيت بقدرها المحتوم ولكنها سرعان ما تنهض بعد أن تدرك سر النهوض. وهاهي بيروت وكل لبنان تنهض بكل وسائل التعبير لتقول لوليد جنبلاط أن المقاومة هي عنوان ابنان ورمز شرفها ومصدر عزتها والضامن الأول لمناعتها وان المعركة مع قوى الاستكبار هي معركة أزلية ومستمرة ضد الاستعمار بأشكاله ومضامينه المختلفة ضمن حلقة متواصلة ومتداخلة ومترابطة جيلا بعد جيل.

   وللتذكير فقط لمن خانته الذاكرة فبعد فتح القسطنطينية على يد محمد الفاتح  (1453م) بعد محاولات تعود إلى أيام الأمويين ونظرا لمكانتها الدينية والتاريخية لدى الروم البيزنطيين لم تهدأ ثائرة الغرب المسيحي وجعلوا منها منطلقا للثأر ورد الفعل وكان بالتعجيل بسقوط آخر إمارة عربية ضمن ما كان يسمى بحرب الاسترداد (غرناطة 1493) وعندها بدأ تهجير الاندلسيين إلى بلدان شمال إفريقيا ولم يكف ذلك بل وقع احتلال تونس من قبل الأسبان(1535) ومدينة مليلة المغربية (1534) بدعوى التصدي للمقاومة الاندلسية للجزيرة.

        فما أشبه البارحة باليوم والتاريخ يعيد نفسه وكأنه لا يكفي احتلال فلسطين وطرد شعبها وهو يعاني الغربة منذ سنة 1948 وهاهي المؤامرة الكبرى تنطلق بتشويه المقاومة والنيل من رجالها وتسويقهم كإرهابيين والتخطيط لطردهم من مخيمات اللجوء في تحالف مشبوه بين بعض القوى السياسية اللبنانية وغيرها مع دوائر الصهيونية العالمية وما إخراج القوات السورية من لبنان في الظروف والملابسات التي يعرفها الجميع وبالتسويق المشهود في محاولة للتضليل والنيل من ذاكرة الشعوب سوى المرحلة الأولى لضرب المقاومة اللبنانية والفلسطينية خدمة للأهداف الصهيونية الهادفة إلى السيطرة النهائية على المنطقة وتحقيقا للأمن الشامل والدائم لإسرائيل بدون أن تقدم أي تنازل أو اعتبار للشرعية الدولية.

   لقد انتفض جنبلاط منذ اليوم الأول لمقتل رفيق الحريري وكان واضحا انه سيلعب دور الفارس الأول في مسلسل قلب الطاولة على الجميع دون أي اعتبار للعواقب القريبة والبعيدة لهذا الدور بينما الدرس العراقي لا يزال متواصلا بتداعياته الخطيرة إقليميا ودوليا.

     وكان واضحا أن القوى الوطنية والإسلامية والمقاومة في لبنان تركت له الحبل الغارب كما يقال ليذهب بعيدا دون أن تكشفه تاركة له وحده فرصة تعرية ذاته وكشف نفسه بنفسه وها هو قد فعل بنفسه ما لا يفعله العدو بعدوه ورحم الله الإمام الشافعي حين قال:

 

                         اعرض عن الجاهل السفيه

                                           فكل ما قال فهو فيه

                      ما ضر بحر الفرات يوما

                                          إن خاض بعض الكلاب فيه

 

ويقول من جهة أخرى:

                    يخاطبني السفيه بكل قبح

                                        فأكره أن أكون له مجيبا

                    يزيد سفاهة فأزيد حِلما

                                        كعود زاده الإحراق طيبا.

 

     وللتذكير فقط فان أعداء الأمة قديما وحديثا لم يقدروا عليها ولم ينالوا منها إلا بالتواطؤ من بعض أبنائها الذين فضلوا الاستئثار بشيء من السلطة الرمزية أو بالأملاك والمصالح في ظل سيطرة العدو عل حساب الشعوب التي طالما عانت الويلات والخيبات وستعاني المزيد والمزيد.

ولا حول ولا قوة إلا بالله. والنصر للأحرار والأبرار.    

 

(المصدر: مقال نشر بجريدة الشروق التونسية بتاريخ الأربعاء 01 فيفري 2006 ، ص13)


 

قراءة في كتاب:

« العبور الى المستقبل..في إعادة بناء الفكر القومي » (د.محمد صالح الهرماسي)

بقلم: منصف نصري

 

يستهل الباحث الفصل الأول من كتابه بنبذة تاريخية عن تشكل الأمم ويرفقه بعدة نظريات لتعريفها متطرقا بعدها إلى اشكالية مقولة العروبة والإسلام وصولا إلى اعتبار الدين ركيزة أساسية في تحويل العرب إلى أمة باعتبار المنظور التاريخي والسيسيولوجي والسياسي.

 

وفي الفصل الثاني يؤكد على أهمية الربط بين الديمقراطية والوحدة وتفعيل دور الجماهير العربية عبر إشراكها في صياغة المشروع القومي مع تأكيده على أهمية صهر النواحي الوجدانية والعاطفية لتفعيل النضال الوحدوي والمعرفة الواعية بضرورة الوحدة.

 

وفي الفصل الثالث يبين د.محمد صالح الهرماسي في قراءة تحليلية احترام وعي الفرد بشكل عميق وعدم مصادرة فردانيته باسم المجموعة أو كما يعبر عنها الباحث باسم (وحدات الوعي) المتناثرة والتي لا تستقيم إلا بالانسجام، ان عدم مصادرتها لا بالخطاب أو الأحزاب او الحكومات ولكن بإطلاق الحريات العامة للفرد ليحس بكينونته ووجوده الحر المنعتق من أسر الفكر الإيديولوجي سواء كان ذلك باسم السلطة او الجماعة (وينشد الباحث من خلال تحليله في الفصل الثالث الاعتراف بجدلية الفردي والخاص والعام، ويصل الباحث إلى إشكالية الوعي القومي الممزق بين تعبيرين واقعي كما تعبر عنه الجماهير العربية ومثاله تقاطر المقاومين العرب من كل الأقطار العربية إلى بغداد أثناء حرب 2003 ونظري (نخبوي) كما يتجلى في الفكر القومي مما يدل على مقولة أللانسجام المفارقة كليا وأبرزها المفهوم الإيديولوجي الممثل للعلاقة بين القُطري والقومي.

 

ويؤكد الباحث على ضرورة النضال السياسي في سبيل الدولة الوطنية الديمقراطية والتي بدورها لا تعارض الدولة القومية المنشودة ويستنتج الباحث في النتيجة عدم تمايز الإسلامي عن العروبي وذلك لان الحامل التاريخي كان اسلامويا حتى ظهور سياسة التتريك في بداية القرن العشرين ومنذ ذلك أصبح البديل ينشد تكوين فكرة الوعي القومي العربي في ظل الهجمة الاستعمارية آنذاك.

ولعل أعمق فكرة يوصلنا إليها الباحث هي عمق التداخل والارتباط بين المكونات العروبية والاسلامية والوطنية في الوعي القومي.

 

وفي الفصل الرابع (جدل القومي ـ القطري) من تعالي الفكر إلى حيوية الواقع يشير الباحث إلى أهم المطبات التي وقع فيها الفكر القومي وخاصة إيمانه المتعالي بحتمية الوحدة العربية بشكل اسقاطي

ولعل أخطر المسائل التي أهملها الفكر القومي هو المسألة القطرية. ويشدد الباحث على إمكانية المصالحة بين القومي والقطري لكونه أمرا واقعيا وممكنا أولا ولكونه أكثر فائدة للقضية القومية من العداء التقليدي للدولة القطرية العربية. ويصل في تحليلاته إلى إشكالات ثلاث:

1 شرعيتها ـ 2 برنامج تنميتها الهزيل 3 ـ الوجود الصهيوني وتحديه للدولة القطرية ولعل الهزائم التي تعرض لها العرب متفرقين خير دليل على ذلك.

والضرورة تستدعي تحويل الدولة القطرية إلى دولة وطنية وهذه الدولة وحدها القادرة على بناء ما يراه الباحث في تشريحه الفكري للوصول للدولة الأمة القوية.

 

وعند تحليله للمشروع القومي سياسيا يقر الدكتور الهرماسي بالفشل السياسي الرهيب وذلك لدخول الواقع السياسي في نفق المساومات ولا أدل على ذلك من سقوط فكرة تحرير فلسطين واحتلال العراق بتواطؤ عربي رسمي إضافة إلى ذلك تفكيك الهوية القومية العربية بشكل سافر ويستدرك الباحث بتأكيده على مشروع الوحدة العربية وبناء الوحدة السياسية والاقتصادية التي تشكل المشروع القومي المنشود ويذهب أكثر من ذلك في تأكيده على إيجاد نظرية لتفسير الواقع العربي علميا لتغييره، ويشير بنظرة تفاؤلية إلى أن معطيات الحداثة المادية والفكرية وما تحمل معها من ديمقراطية صريحة أو ضمنية يمكن أن تساعد في غرس فكرة الديمقراطية في المجتمع العربي كمبدأ يحكم الفكر والسلوك ويعزز بالتالي إمكانية التحقق الواقعي في قيام المشروع القومي النهضوي.

 

أما في الفصل الثاني من الباب الثاني يطرح الباحث تساؤلات كثيرة تدور في فلك الحداثة مبينا القراءات والأفكار الكثيرة التي خاضت في مفهوم الحداثة مما جعله يغوص موغلا في ضبابية أكثر التباسا من قراءة مفهوم الحداثة بشكلها الوظيفي البسيط وبعيدا عن اشكاليات التنظيرات الصورية المتشعبة ويصل إلى طرح السؤال الإشكال: « كيف يمكن أن نتصدى لمعضلة الحداثة؟ وما هو الخاص والعام؟ هل قرب الوطن العربي من أوروبا جغرافيا وكونه كان مستعمرا من قبلها يشفع له بالاستراحة من عناء البحث والاستكانة إلى محاكاة ما حصل في أوروبا » ويجيب عن هذه الأسئلة بخصوصية الشعوب والرد على المنغلقين القائلين بالنظرة الأحادية الجانب التي لا تخدم عملية التحديث الفعلي.

 

وبالمحصلة يرى بأنه لا بد من عملية تزاوج فكرة الحداثة بفكرة النهضة، وهو إطار انساني يخص كل بني البشر وبالتالي هذا الإطار تتطور داخله الأمم والشعوب بحرية ومسؤولية أخلاقية. ولعل الباحث يستدل بتغريبة طه حسين الذي وحد بين الغائية والكيفية وخلط بين الهوية والتماهي متنقلا بعد ذلك إلى آخر مقولات الحداثة وهي العولمة رغم أنه لا ينكر مضمونها الانساني إلى حد ما والتي بدورها عممت الغث والثمين والداء والدواء على حد تعبيره مما يحيلنا من جديد إلى معاناة أخرى في خلط حديث بين الغائية والكيفية وبين الماهية والتماهي ويشدد على أن كونية العلم وخصوصية الثقافة هما البوابتان اللتان تسمحان لنا بالاطلال على العالم من موقع المشارك والمعني بما يحدث. ويؤكد بالأخير أن النهضة العربية بمضامينها الوحدوية والتحررية والديمقراطية هي جوهر المشروع الحداثي العربي.

 

وينتقل الباحث في الفصل الثالث من الباب الثاني في كتابه، إلى فكرة الديمقراطية وتشريحها مبرزا أهم السمات للعملية السياسية في معظم الأقطار العربية ويبوبها كالتالي:

 

1. سلطوية عملية صنع القرارات السياسية وأتخاذها.

2. حرمان القوى السياسية من حقها في تمثيل الشعب والتعبير عن مصالحه.

3. إلغاء مسوغات وجود المؤسسات والتنظيمات السياسية كقنوات تمكن الشعب من المشاركة السياسية وبلورة مطاليبه وحاجاته.

4. إشاعة ثقافة الخضوع بين أفراد المجتمع مما يعني سلب امتيازات المواطنة منهم وتحويلهم إلى مجرد رعايا تابعين لهذه النظم.(174).

 

ويتطرق إلى نقض حالتين أو موقفين لدى بعض السياسيين العرب الذين ينادون بفرض الديمقراطية والاستقواء بالتدخل الأمريكي ولا أدل على فشل هؤلاء المراهنين ومثاله الوضع الحالي في العراق، أما الموقف الثاني فهو الذي ينطلق من أساس استسلامي متشدد يرفض فكرة الديمقراطية جملة وتفصيلا باعتبارها نتاجا علمانيا. والحل الذي لا يجد فيه الباحث عرقلة لمشروعه النقدي هو الترابط الوثيق بين القومية والديمقراطية لمعالجة المشكلات الكبرى التي يعاني منها الوطن العربي شريطة أن يكون الأداء السياسي موضوعيا وأن لا يستغل الشعار القومي للتغطية على الممارسة اللاديمقراطية.

وفي فصله الرابع يتطرق الدكتور الهرماسي إلى قضية التنمية العربية والتحديات التي تواجهها شارحا التغول النيوليبرالي وهيمنة  » العولمة وتبعية الدول الضعيفة وجعلها سوقا استهلاكيا مؤكدا على انجاز التكامل الاقتصادي على الصعيد العربي مستشهدا بأحد الباحثين الذي يورد النقاط التالية:

 

– توفير الحد الأدنى من قوى الدفع الذاتي في التنمية وتأمين قدر من الاعتماد الجماعي على الذات في إطار الدول العربية وبالتعاون مع الدول النامية الأخرى.

– تنمية القدرة على مقاومة الصدمات الخارجية.

– تركيز الجهود للارتقاء بجودة الصناعات الوطنية وقدرتها التنافسية في الأسواق الخارجية والعمل على تنويع الصادرات.

– تطوير القدرات التكنولوجية الذاتية.

 

وينتهي الباحث في ابراز الخيار التاريخي بالنسبة إلى الدول النامية وهو التنمية المستقلة من صنع الشعوب المعنية ويعتبر أن هذا الخيار سياسي ونضالي في جوهره لأنه يعتمد على الذات ويؤكد الباحث على مقولة الثقافة الوطنية التي برأيه هي أهم منطلقات التنمية المستقلة.

 

والسؤال المطروح: هل من سبيل إلى الخروج من هذه الأزمة؟

 

ما يقدمه الدكتور (الهرماسي) في كتابه (العبور إلى المستقبل في إعادة بناء الفكر القومي) يفتح آفاقا ويعزز من قيمة المراجعة النقدية، والباحث يتلمس أغلب الأخطاء النظرية والسياسية، ومن هنا تأتي أهمية هذا الجهد الاستثنائي خاصة وأن الباحث يعتبر من الذين آمنوا بهذا الفكر منذ الستينات ونادوا بالوحدة العربية كصمام أمان في زمن التكتلات الكبرى…

 

(المصدر: صحيفة « الوحدة » الأسبوعية، العدد 486 بتاريخ 4 فيفري 2006)


جريش: رفض حماس يضر بالإصلاح العربي

الدوحة- فرحات العبار

 

حذر آلان جريشAlain Gresh ، رئيس تحرير مجلة « لوموند دبلوماتيك » الفرنسية والمتخصص في شئون الشرق الأوسط، من أنه لا جدوى لمطالبة الغرب بالديمقراطية والإصلاح السياسي العربي ما دام يرفض التعامل مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إثر فوزها بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني، وهي نتاج لانتخابات ديمقراطية، مؤكدا على أن هذا الرفض سيضر بجهود الإصلاح السياسي والتغيير الديمقراطي المنشود في المنطقة العربية.

 

وتساءل جريش خلال مقابلة مع « إسلام أون لاين.نت » بالعاصمة القطرية الدوحة قائلاً: « ما معنى كلام الغرب عن الديمقراطية والانتخابات بينما يرفض التعامل مع حماس التي اختارها الفلسطينيون بأسلوب ديمقراطي، رغم محاولات الولايات المتحدة والغرب عموما وإسرائيل خصوصا التأثير على الانتخابات التشريعية الفلسطينية؟ ».

 

وأردف أن « خطاب الغرب الرافض لحماس يؤثر سلبا على الإصلاح ». وقال: « إنه يعطي مبررا للأنظمة العربية الحاكمة بأن لا تتقدم بخطوات ملموسة في الإصلاح السياسي ما دامت نتائج هذه العملية الديمقراطية لا تلقى احترما حتى من الغرب ».

 

ويشترط الغرب للتعامل مع حماس أن تحل الحركة جناحها العسكري، وتعترف بوجود إسرائيل، وكذا الالتزام بالاتفاقات التي وقعتها السلطة الفلسطينية مع إسرائيل، وهو ما ترفضه حماس.

 

شروط تعجيزية

 

ووصف رئيس تحرير مجلة « لوموند دبلوماتيك » شروط الغرب للتعامل مع حماس بأنها « تعجيزية »، وقال: « الشروط الأوربية لا يمكن تطبيقها، والمنطق لا يقبل أن نفرض على حماس الاعتراف بإسرائيل أولا ».

 

إلا أنه اعتبر أن على حماس « النظر للاتفاقيات الموقعة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل على أنها أمر واقع يتحتم التعاطي معه ». وأردف أن « حماس لمحت لذلك بإعلان استعدادها لهدنة طويلة » مع الجانب الإسرائيلي.

 

وأجمل جريش أسباب فوز حماس بالانتخابات في « رفض الناخبين للضغوط الخارجية التي لم تكن تريد حماس، وكذا التأييد الذي تحظى به الحركة الإسلامية في المنطقة عموما ».

 

وقال: « الفوز يعود أيضا لدور حماس في المقاومة والأنشطة الاجتماعية، إضافة إلى فشل قيادة فتح ». وأوضح أن « فشل فتح لم يكن فقط في العملية السلمية، فقد فشلت السلطة الفلسطينية أيضا في توفير الحياة الكريمة للفلسطينيين، ولم تستطع حتى بناء شبه دولة ».

 

المشكلة.. الاحتلال

 

وشدد رئيس تحرير مجلة « لوموند دبلوماتيك » على أن المشكلة حاليا تكمن في إسرائيل وليس في مطالبة حماس بتلبية شروط معينة، وأوضح قائلا: « المشكلة في الاحتلال ومأزق عملية السلام هي السياسة الإسرائيلية الاستيطانية التي لن تتغير سواء مع حماس أو غيرها ». ودلل على ذلك بأن « عملية السلام كانت منتهية حتى قبل فوز حماس بالانتخابات التشريعية وفي أثناء وجود فتح بالسلطة ».

 

ولفت جريش إلى أن « الخطاب الإسرائيلي لم يتغير؟! ». وأن إسرائيل « كانت تعتبر الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عقبة في طريق السلام، وبعد رحيل عرفات لم يتغير شيء! ».

 

وأردف: « حتى على مستوى مشكلة السجناء الفلسطينيين لم يطلق سراح غير عشرات السجناء من بين أكثر من 8 آلاف سجين ».

 

مواقف متطابقة

 

وحول أسباب تطابق موقف أوربا والولايات المتحدة من حماس قال رئيس تحرير مجلة « لوموند دبلوماتيك »: « الموقف الغربي الرسمي يقوم على ما يطلق عليه الشرعية الدولية، أي الاعتراف بإسرائيل والاعتراف بدولة فلسطينية، وانسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة تنفيذا للقرار رقم 242 ».

 

وتساءل متعجبا: « إذا كان هناك من ضغط فيجب أن يكون على أساس هذا الموقف، فكيف يضغط على حماس ولا يضغط على إسرائيل؟! ». وتعجب من « موقف ومنطق أوربا المنحاز لإسرائيل، أما انحياز الولايات المتحدة فمعروف ومنتظر ».

 

وفي تحليله للموقف الفرنسي الذي بدأ يقترب من السياسة الأمريكية بالشرق الأوسط في العامين الماضيين، عزا جريش هذا التقارب إلى ثلاثة أسباب مرتبطة بقضايا العراق وفلسطين وسوريا وإيران بجانب « الحرب على الإرهاب » و »حالة الضعف السياسي » التي يمر بها حاليا الرئيس الفرنسي جاك شيراك.

 

وأوضح أن الرئيس شيراك -الذي رفض الغزو الأمريكي للعراق- شعر بالضعف جراء هذا الرفض؛ ومن ثم بدأ يحسن علاقته بالولايات المتحدة من خلال جملة من الخطوات.

 

وقال: إن فرنسا أيدت الحكومة العراقية تحت الاحتلال، وقالت إنها تريد حلا سياسيا، أما بالنسبة للقضية الفلسطينية « فعلى مستوى المبادئ لم يحصل تغيير، إلا أننا نلاحظ تقاربا إسرائيليا فرنسيا منذ قرابة العام؛ حيث تمت عدة زيارات رسمية منها زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي إريل شارون لباريس في الصيف الماضي، كما يوجد تعاون أمني وعسكري بين البلدين بعد فترة توتر ».

 

ولفت جريش إلى أن باريس تنسق أيضا مع واشنطن في المسألة السورية، بل إنها تلعب الدور الأساسي في الحالة اللبنانية السورية، كما أن دول الترويكا الأوربية (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) أيدت مساعي واشنطن لإحالة الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن.

 

الحرب على الإرهاب

 

وبشأن الحرب على الإرهاب قال رئيس تحرير مجلة « لوموند دبلوماتيك »: « كان التعاون جيدا بين فرنسا والولايات المتحدة في عامي 2003 و2004 انطلاقا من تلاقي تصورات البلدين الأمنية في هذا الشأن.

 

وضرب مثلاً بالتعاون بين القوات الخاصة الفرنسية والأمريكية في أفغانستان، إضافة إلى التعاون الاستخباراتي بين الدولتين.

 

وقال: « من هنا صارت فرنسا تستجيب للضغوط الأمريكية بشأن اعتبار حماس منظمة إرهابية ».

 

وعلى الصعيد الداخلي، لفت جريش إلى أن « الرئيس شيراك يمر بحالة ضعف سياسي غير مسبوقة، ومن ثم لا يريد التصادم مع الولايات المتحدة أو إسرائيل ».

 

وعزا هذا الضعف إلى « فشل التصويت الإيجابي في فرنسا عام 2005 على الدستور الأوربي الموحد، وخشية شيراك من منافسه لانتخابات الرئاسة في 2007 وزير الداخلية نيكولا ساركوزي ذي التوجه الأمريكي ».

 

ورأى أنه « إذا فاز ساركوزي بالرئاسة خلال الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل فستتجه فرنسا أكثر نحو الولايات المتحدة، وسيكون الأمر أسوأ ».

 

وفي ختام حديثه رفض جريش توقع مستقبل حماس السياسي قائلا: « التوقعات دائما ما تخطئ ». وأكد أن « حماس قوة سياسية، ولها توجه براجماتي، وليست منظمة متطرفة ».

 

أما عن السيناريوهات الممكنة فقال: « هناك إمكانية لدخول حماس في ائتلاف لتشكيل الحكومة المقبلة، وربما تشرك حماس في حكومتها شخصيات مستقلة تعهد إليها بملفي إسرائيل والاتصال مع الغرب ».

 

(المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 5 فيفري 2006)

وصلة الموضوع: http://www.islamonline.net/Arabic/news/2006-02/05/article04.shtml


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.