الأحد، 30 نوفمبر 2008

 

TUNISNEWS

8 ème année, N° 3113 du 30 .11.2008

 archives :www.tunisnews.net


كلمة:الجلسة الأولى لرموز الاحتجاجات الاجتماعية في الردّيف

حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

كلمة: »وزير سابق تحت الإقامة الجبرية »: تصحيح

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:بعد رفض الدعوى المرفوعة ضد  » الوكالة التونسية للإنترنيت  » .. : متى تجرّم الرقابة ..!

السبيل أونلاين : حرية الإعلام في تونس في مهب الريح..حالة »الموقف »نموذجا

حــرية و إنـصاف: عاجل: اعتقال عبد الله الزواري

السبيل أونلاين : إطلاق سراح عبد الله الزواري بعد التحقيق معه

حــرية و إنـصاف : الصحفي عبد الله الزواري و الانترنت 

حــرية و إنـصاف: زيارة تضامن للسيد الحبيب اللوز

(بمناسبة العيد العاشر لتأسيسه) 10 ديسمبر 1998عريضة مساندة المجلس الوطني للحريات في حقه في العمل القانوني

لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس : الحملة على المحجبات في الطرقات والأسواق التونسية تتواصل

لجنة الدفاع عن المحجبات :خولة تبان تتعرض للإبتزاز والشروط المجحفة بسبب حجابها

الفجرنيوز: حوار مع الاستاذة هند الهاروني

المسلم الصغير: دعوة إلى الشيخ الفاضل البلدي

عبد المجيد الميلى: لمصلحة من هذا التهريج الاعلامى

محمد شمام في حديث مع الشيخ الحبيب اللوز(3) إزالة شبهات عن مشروع « فك الارتباط »

معارض تونسي: « لا أعتقد بوجود دورة أخيرة للرئيس بن علي »

المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية: تضامنا مع عمال غزل المحلة في مصر المعتصمين  

كلمة : حوار مع زكية الضيفاوي

 فادي جمال الدين:الوضع داخل المحاماة ..وليمة الأسد

محمود البلطي : من يزرع التطرف واليأس؟

تونس: صالح عطية : تونس تبدأ تحرير النقل الجوي مع دول المغرب العربي العام المقبل

طارق الكحلاوي :

حول أطروحة الحكم يساراً باليمين: طارق الكحلاوي

جعفر الأكحل : أفاق الحوار و المصالحة الفلسطينية قطر الوسيط الأفضل


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:

 manfiyoun@gmail.com


الجلسة الأولى لرموز الاحتجاجات الاجتماعية في الردّيف  

 

حدّدت اليوم الجلسة الأولى لمجموعة ما تطلق عليهم السلطة بالوفاق الجنائي في الرديّف بيوم 4 ديسمبر القادم بالمحكمة الابتدائية بقفصه. ومن المنتظر أن يتمّ خلال هذه الجلسة استنطاق المتهمين الموقوفين الثمانية والعشرين بالإضافة إلى أربعة آخرين في حالة سراح فيما لم يعرف إذا كان الستّة المتبّقون سيمثلون أمام المحكمة أم لا. وتعدّ المجموعة التي ستحال الخميس القادم هي المجموعة الأهم في حلقة الاحتجاجات الاجتماعية التي اندلعت في مدينة الرديّف منذ بداية العام الحالي واستمرّت أكثر من ثمانية أشهر. ومن ضمن هذه المجموعة عدد من رجال التربية والتعليم ذوي النشاط النقابي في الجهة والذين لعبوا دور المفاوض خلال أشهر التحرّكات الأولى واتسموا بطابع سلمي ومحاور ومن بينهم عدنان الحاجي وبشير العبيدي والحفناوي بن عثمان والطيب بن عثمان وعادل جيّار إلاّ أنهم أوقفوا على عكس المتوقّع وتمّ توجيه تهم خطيرة إليهم تجاوزت 9 تهم من أخطرها « الانخراط في عصابة والمشاركة في وفاق وقع بقصد تحضير وارتكاب اعتداءات على الأشخاص والأملاك »، إضافة إلى « المشاركة في عصيان صادر عن أكثر من 10 أفراد وقع بالسلاح وتمّ أثناءه الاعتداء على موظّف أثناء آدائه لمهامّه ». وأفاد مصدر في هيئة الدفاع أنّه من المؤكّد أن تتأجّل الجلسة وأنّه سيتمّ التوجّه بمطالب السراح للبعض من الموقوفين ولكنّ تخوّفاتنا كبيرة من أن يتمّ رفض مطالب السراح رغم حساسية الوضع الذي يعيشه بعض الموقوفين خصوصا ما يتعلّق بأوضاعهم الصحّية. هذا وطالب محامو أهالي وسجناء وشهداء الحوض المنجمي بفتح تحقيق لتتبّع عناصر وحدات التدخّل والشرطة الذين أطلقوا الرصاص على المتظاهرين وأطلقوا قنابل الغاز ونهبوا بعض الممتلكات من الأهالي واعتدوا بالعنف والسرقة وقتلوا شابّين أحدهما يوم 7 جوان 2008 والآخر يوم 13 أوت 2008 بعد إصابته برصاصة ألزمته المستشفى لأشهر ثم أدّت إلى مقتله بالإضافة إلى جرح أكثر من 20 آخرين بإصابتهم بطلقات نارية. ولكنّ التحقيق الذي فتح في هذه الاعتداءات الصادرة عن عناصر تنفيذ في الجهاز الأمني لم يتقدّم خطوة واحدة ولم يتمّ تحرير أي محضر في تتبّع أيّ من الجناة. بوحجيلة يوقف الإضراب والوفد الفرنسي يتعهّد بإيجاد حلّ لقضيّته أوقف أمس صباحا السجين السياسي السابق عبد اللطيف بوحجيلة إضرابه عن الطعام الذي بدأه منذ يوم 2 أكتوبر المنقضي من أجل حقّه في العلاج وفي الحصول على جواز سفره. وكان الوفد الفرنسي المتكوّن من ممثّلين عن منظّمات حقوقية بفرنسا صحبة قيادة الحزب الشيوعي الفرنسي و حزب الخضر الفرنسي قد أدّى زيارة إلى عبد اللطيف بوحجيلة صباح أمس وعاين تدهور حالته الصحيّة بعد 57 يوما من الإضراب عن الطعام. وألحّ الوفد على بوحجيلة كي يوقف الإضراب متعهّدا بأن يتبنّى مطالبه المشروعة في العلاج وفي جواز السفر. وقد استجاب عبد اللطيف بوحجيلة، المصاب بمرض القلب وسرطان الكلى جرّاء قرابة عشر سنوات من السجن بسبب قناعاته السياسية، إلى طلب الوفد الفرنسي. وكانت السلطات التونسية تعاملت بلامبالاة مع مطالب بوحجيلة في العلاج كما رفضت الاستجابة لها حتّى في الأيام الأخيرة للإضراب حيث أعلنت التقارير الطبية عن تدهور كبير لصحته. ولم تجد السلطات التونسية من تعليق على زيارة الوفد الفرنسي سوى نعته بالنزعة الاستعمارية والتدخّل في الشأن الداخلي لتونس فيما تناست المجهود الذي يبذله الحقوقيون من كافة أنحاء العالم لإقناع السلطات التونسية باحترام حقوق مواطنيها.   طلبة الحزب الحاكم يقتحمون كلية آداب صفاقس تولّى عدد من الطلبة المنتسبين إلى منظّمة طلبة التجمّع صحبة عدد آخر من منتسبي التجمّع في كلية الآداب بصفاقس،300 كلم جنوب شرقي تونس العاصمة، مقاطعة اجتماع عام لممثّلي الاتحاد العام لطلبة تونس بالجزء الجامعي آداب صفاقس. وقال أعضاء المكتب الفيدرالي للاتحاد العام لطلبة تونس بالكلية إنّ أحد عناصر منظمة طلبة التجمّع قاطع اجتماعا عاما طلابيا لمساندة أهالي الحوض المنجمي دعا إليه مكتب الاتحاد صباح أوّل أمس واعتدى بالعنف اللفظي على الطلبة ثم قام زملاؤه بضرب إحدى ناشطات الاتحاد الطالبة، دلال الزعبي. وأضاف المصدر النقابي الطلاّبي أنّ عشرة طلاب من أنصار الحزب الحاكم في الكلية استعملوا آلات حادّة لتخويف الطلبة واعتدوا في الأثناء على الطالب فاروق عمروسية مؤكّدا أنّ الأحداث جرت على مرأى ومسمع من عناصر الشرطة الجامعية وإدارة الكليّة. « عمليّة بيضاء » لبيع أثاث صحيفة الموقف نظّم صباح اليوم تجمّع عام بمقرّ الحزب الديمقراطي التقدّمي في انتظار قدوم العدل المنفّذ الذي سيتولّى الإشراف على بيع أثاث صحيفة الموقف الناطقة باسم الحزب في المزاد العلني عقب صدور أمر قضائي. وانتظر المجتمعون إلى حدود الساعة منتصف النهار إلاّ أنّ عدل التنفيذ لم يأت رغم أنّ الموعد المحدّد في الإعلام هو في الحادية عشر صباحا. وبعد انتهاء الاجتماع قدم عدل التنفيذ إلاّ أنّه لم يكن هناك حرفاء للشراء وتعلّل بأنّ التأخير الذي قام به قانوني وأنّه سينتظر الحرفاء ثمّ غادر مقرّ الحزب دون القيام بعملية البيع محاولا تسجيل موقف على المسؤولين على إدارة صحيفة الموقف بأنّهم رفضوا السماح له بالحجز فيما نفى مصدر في الحزب الديمقراطي التقدّمي أن يكون أيّ من أفراد الحزب قد اعترض على التنفيذ. ولم تنته الضجّة التي أثارتها السلطة التونسية حول مبلغ 7 آلاف دينار تطالب بدفعها إدارة صحيفة الموقف المعارضة. هذا وانعقدت صباح أمس ندوة صحفية بمقرّ الحزب لتوضيح عناصر هذه القضية المرفوعة ضدّ صحيفة تونسية لحزب معارض. طالبان سجينان يوقفان إضرابهما عن الطعام أفادت مصادر من عائلة السجينين أنيس بن فرج وزهير الزويدي أنّهما أنهيا منذ أربعة أيام إضرابهما عن الطعام الذي بدآه منذ يوم 19 نوفمبر الجاري. ودخل الطالبان في إضراب حادّ عن الطعام لمدّة ستة أيام منذ صدور الحكم في حقّهما بأربعة أشهر سجنا من قبل محكمة الناحية بباردو، حيث وجّهت إليهما تهم التشويش والتبوّل في الطريق العام والاعتداء على الأخلاق، فيما تعود أسباب إيقافهما إلى تحرّكات احتجاجية طلابية بالجزء الجامعي منّوبة. وتمّ إيقاف بن فرج والزويدي من أمام الكلّية بطريقة غير قانونية حيث لم يبلّغا بسبب اعتقالهما ممّا جعل الحادثة أشبه بعملية اختطاف قام بها عناصر شرطة بالزيّ المدني ثمّ وقع إيقافهما لأكثر من أسبوعين حيث تمّ تكييف التهم المنسوبة إليهما وإحالتهما على القضاء. وأفاد السجينان بأنهما تعرّضا لمعاملة قاسية وسيئة وتمّ تعنيفهما، وقد أعلنا منذ يوم 19 نوفمبر عن دخولهما في إضراب عن الطعام وبعد ستّة أيام أغمي على أحدهما داخل السجن بما أجبرهما على إنهاء الإضراب. وقالت مصادر حقوقية إنّ الطالبين تعرّضا لاعتداء بالعنف داخل السجن من قبل الأعوان مباشرة عقب إعلانهما عن الإضراب كما تمّ فصلهما عن بعضهما في السجن. ويطالب المضربان بإطلاق سراحهما الفوري باعتبار كيديّة التهم التي نسبت إليهما. (المصدر: موقع كلمة الإلكتروني ( محجوب في تونس ) بتاريخ 29 نوفمبر 2008)  

 

أطلقوا سراح  جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 02 ذو الحجة 1429 الموافق ل 30 نوفمبر 2008

أخبار الحريات في تونس

 

1) إصرار كبير من طرف بوليس بئر بورقبة على الاعتداء على الحريات الشخصية للأسبوع الثالث على التوالي  وفي السوق الأسبوعية للبلدة يقوم عونان بلباس مدني يدعى أحدهما ياسر باعتراض المحجبات و الملتحين مخضعا إياهم للإمضاء على التزامات بعدم إعفاء اللحى بالنسبة للرجال و عدم لبس الحجاب مستقبلا بالنسبة للنساء. 2) صالح الجملي يكره فتاة على نزع الحجاب: قام المدعو صالح الجملي مدير المعهد الثانوي محمود مسعدي بإخراج التلميذة خولة تبان من فصلها وتخييرها بين نزع الفولارة و بين مواصلة الدراسة ثم أطردها وطلب منها اصطحاب وليها وقد اشترط عليها الناظر لكي يمدها ببطاقة دخول المرور يوميا من أمامه ولم تمكن من الدخول إلا بعد أن اصطحبت وليها وأبدلت الفولارة التونسية بقبعة غربية 3) مضايقة البوليس السياسي للشباب المتدين مستمرة: قام عونان من فرقة الإرشاد يدعى أحدهما نبيل وعلى متن سيارة كونغو باعتراض شابين يدعى أحدهما كريم بن عثمان الكعاك والثاني منجي بن عبد الله في الطريق العام في حي سيدي عمر بنابل واقتادوا كريم إلى منزله بالحي المذكور وقاموا بتفتيش المنزل دون الاستظهار بأي ترخيص وطلبوا منه الذهاب غدا على الساعة الثانية إلى مقر الإرشاد بمنطقة نابل ثم اقتادوا الشاب الآخر إلى مقر الفرقة وكان ذلك على الساعة السادسة والنصف مساء أين أخضع إلى الاستجواب ثم أطلقوا سراحه طالبين منه الحضور كصاحبه في نفس التوقيت ونفس المكان. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


تصحيح  
 
ورد خبر في نشرة أخبار « كلمة » ليوم 27 نوفمبر الجاري تحت عنوان « وزير سابق تحت الإقامة الجبرية » وقد تسرّب خطأ إلى صياغة الخبر إذ أنّ الوزير السابق المشار إليه والذي تمّ تكليفه منذ ثلاثة أيام بمهمة سفير في بلد عربي كان تحت الحراسة الأمنية وليس الإقامة الجبرية. وأوضحت مصادرنا أنّه نظرا إلى المواقف التي اتخذتها منه عديد الأطراف ونظرا إلى ما انتهجه خلال فترة وزارته فإنّه أصبح محلّ تنديد من قبل نقابيين ونشطاء في تونس وخارج تونس بما جعل السلطات تقيم له حراسة خاصّة بعد العريضة التي صدرت في شأنه والتي طالب موقّعوها بتتبّعه لدى السلطات القضائية.  
 
(المصدر: موقع كلمة الإلكتروني ( محجوب في تونس ) بتاريخ 29 نوفمبر 2008)


 

 » الحرية لجميع المساجين السياسيين «  الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين نهج الجزيرة تونس 43 e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 30 نوفمبر 2008 بعد رفض الدعوى المرفوعة ضد  » الوكالة التونسية للإنترنيت  » .. : متى تجرّم الرقابة ..!  
أصدرت الدائرة الثالثة بمحكمة ناحية تونس برئاسة القاضية وريدة الغربي حكمها في القضية عدد 68787 بتاريخ 25 نوفمبر 2008 برفض الدعوى المرفوعة ضد الوكالة التونسية للانترنت بسبب حجبها موقع « فايس بوك » الاجتماعي العالمي ، و قد فاجأ هذا القرار القضائي جميع الملاحظين اعتبارا لعدم مثول المشتكى به ( الوكالة التونسية للإنترنيت  ) أمام القضاء رغم استدعائها مرتين  (يوم 4 نوفمبر 2008  و يوم 18 نوفمبر 2008 )  من القائم بالدعوى ( الصحفي زياد الهاني ) ، و كذلك لتزامن هذه القضية مع تواصل الحملة غير المسبوقة التي تستهدف البريد الألكتروني للجمعيات و المنظمات الحقوقية المستقلة و للشخصيات السياسية المعارضة و النشطاء الحقوقيين . و إذ تطالب الجمعية بتدخل حازم من القضاء لوقف عربدة الرقباء و اعتدائهم الفج على حريات المواطنين و حقهم في تبادل المعلومة و الوصول الحر إليها فإنها تجدد الدعوة لرفع الحجب  عن المواقع الإخبارية  » المغضوب عليها » ( نواة ، تونس نيوز ، نهضة أنفو ، ديلي موشن ،يوتيوب ، العربية نت ، الفجر نيوز ، السبيل أونلاين ، إسلام أونلاين ، الحوار نت .. ) و  مواقع الأحزاب غير المعترف بها ( حركة النهضة ، حزب العمال الشيوعي التونسي ، المؤتمر من أجل الجمهورية ..) و ردع القراصنة الذين يخربون   المواقع الشخصية للنشطاء و المعارضين ( موقع الدكتور المنصف المرزوقي ، مدونات عبد الله الزواري و سليم بوخذير و القاضي مختار اليحياوي ) معتمدين على  تقنيات متطورة .. و حصانة ..مطلقة .. ! عن الجمعيـــــــة الكاتب العام الأستاذ سمير ديلو


حرية الإعلام في تونس في مهب الريح..حالة »الموقف »نموذجا

 

 
السبيل أونلاين – خاص – من زهير مخلوف – تونس  

مشاهد حصرية من تجاوزات عدل التنفيذ في قضية جريدة الموقف الرابط على اليوتوب : http://www.youtube.com/watch?v=EOpLj4f60vc    تتشدق السلطات التونسية بـفتحها المجال أمام « حرية الإعلام » ، وبأنها سنت قوانين تشجّع العمل الإعلامي الحر ، وتدّعي أنها تدعم صحف المعارضة ، وتروج لنفسها أمام شركاءها الغربيين أنها رائدة في مجال حرية التعبير والإعلام ، ولكن ممارساتها تؤكد عكس ذلك تماما ، حيث ما فتئت تحاصر الإعلام الحرّّ وتضيق على الصحفيين المستقلين وتشدد المراقبة على الشبكة العنكبوتية إلى حدّ محاكمة بعض الشباب وحجب أكثر المواقع، وقد صدرت الكثير من التقارير الدولية التى صنفت تونس ضمن الدول التى تفتقر إلى إعلام حرّ ، وقد أرادت السلطة الإستبداية أن تؤبّد هذا الوضع من خلال محاولة تطويع الصحف « الصفراء » وتركيع صحف المعارضة الجادة ، فكان لها مشوار مع صحيفة « الموقف » لسان حال « الحزب الديمقراطي التقدمي » . وقد بدأت مضايقة صحيفة « الموقف » من خلال مسالك توزيعها ، حيث تعرضت مرات عدة للحجب المقنّع ومضايقة الموزعين ونقاط البيع ، وقد وصل الأمر إلى حدّ الحجب الكامل ، وذلك لثلاث أعداد مما دفع رئيس ومدير التحرير إلى الإضراب عن الطعام خلال سنة 2008 . وتعرض صحافيو الجريدة إلى مضايقات أمنية متعددة ، وبعد الصمود الذى أبدته الصحيفة اعتمدت السلطة أسلوب تلفيق القضايا ، وكانت البداية بتوجيه تهمة « إستبدال المطبعة » بدون إعلام السلطات ، ثم كانت القضية الثانية من خلال الشكوى التى رفعتها « شركة أفريكا للورق » التى اتهمت فيها « الموقف » بالثلب ، وتعلقت الثالثة بقضية رفعتها « شركة السكك الحديدية » التى إتهمت الجريدة بـ »الإفتراء والتدخل في الشؤون الداخلية للشركة » ، أما القضية الرابعة فقد أثارها « الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي  » ضد الصحيفة متهما إياها بعدم دفع معلوم التأمين على المرض لسائق سيارة الأجرة التابع لها والتى سحبت منها الرخصة منذ سنة 1993 ، وقد حجز الصندوق المذكور مبلغ يقدر بـ 7500 دينار من الحساب الجاري للموقف ، أما مجموعة القضايا التى رفعتها شركات الزيت النباتي الفاسد فقد بلغت خمس(5) قضايا منفصلة رفعها عن كل الشركات محامي واحد ، أما القضية العاشرة فتتعلق بالقضية الحالية عدد 9626 ، والمثارة من قبل « البنك التونسي » سنة 2000 ، إستخلاصا لدين بسيط يعود إلى سنة 1984 تاريخ فتح المدير المسؤول عن الصحيفة أحمد نجيب الشابي حسابا جاريا ، توقف عن استعماله بعد سنة، غير أنّ مصالح البنك لم تقم بغلقه إلاّ سنة 1995، واستمر البنك في توظيف الفوائض إلى أن تفاقم مقدار الدين من حوالي ألف دينار إلى ما يناهز سبعة آلاف دينار ، ورغم أنّ مدير صحيفة الموقف قام بإجراءات الصلح مع البنك التونسي إلاّ أن الأخير رفض، وقد شاب أطوار القضية الكثير من الثغرات القانونية إلاّ أنه لم يقع إنصاف الصحيفة . وقد توجه منذ أسبوعين عدل منفذ ليقوم بحصر ممتلكات « الموقف » وقرر بيعها بالمزاد العلني يوم أمس السبت 29 نوفمبر 2008 ، حيث حضر في الموعد المحدد مجموعة من الإعلاميين لتغطية الحدث، غير أنّ عدل التنفيذ تأخر عن موعده الذى قرره سلفا، إلى أن غادر الصحفيون وقدم بعد تأخير قدر بساعة وربع الساعة، ولم يجد غير صحفيي « الموقف »، الذين طلبوا من مدير الصحيفة أحمد نجيب الشابي العودة من جديد لحضور إجرءات البيع، وعند وصوله رفقة الأمين العام المساعد للحزب عصام الشابي (وهو يشغل مهنة عدل منفذ)، سجلا احتجاجهما على تأخره عن الموعد، وعمِلا على تسهيل مهمته، غير أنه لم يحضر أي مشترٍ، وقد افتعل العدل المنفذ إشكالات منها، احتجاجه على قيام بعض الصحفيين بتصويره، كما انزعج من التوضيحات التى قدمها نجيب الشابي حول الخلفيات السياسية لقضية « الموقف »، وقد ادّعى أنّ ذلك يعطل مهمته. وغادر مقر « الموقف » مدعيا أنّ هناك تعطيلات واتهامات وجهت له، ويعتقد أنّ هذه الممارسة تندرج ضمن سيناريو قادم، يفتح المجال أمام قوات الداخلية للتدخل بالقوة لتنفيذ القرار. ويطرح سؤال حول الإهتمام الذى توليه السلطة لإستخلاص دين متواضع جدا لصحيفة معارضة ، بينما تتغاضى على مبالغ كبيرة ترهق ميزانية الدولة تعود إلى اشخاص وشركات لذوي أصحاب النفوذ في البلاد بلغ مجملها 6٫890 مليون دينار بحسب أرقام البنك المركزي التونسي ، الذى قدّم قائمة سنة 2003 تحتوي على 127 إسما لأشخاص وشركات إقترضوا هذا المبلغ المالي ، كما بلغت القروض الميؤوس من إستخلاصها بسبب ضعف الضمانات والرهون 20 % من حجم معاملات البنوك . وإذا كانت إرادة السلطة في اسكات صوت صحيفة حرة ملتزمة بالقضايا الوطنية من أجل أن يمر المهرجان الإنتخابي القادم 2009 على حساب القضايا الحارقة للوطن ، فإن ذلك لن يمرّ لأن المجالات الإعلامية الأخرى مثل الفضائيات وشبكة الأنترنت قد تطورت وتعددت واصبح تأثيرها واضحا ، كما أن توسع القاعدة الشعبية للحزب أصبح عاملا مهما لفضح كل التجاوزات والإنتهاكات التى تنال من حقوق الشعب التونسي .   فمتى تتوقف سياسية مضايقة « الموقف » وافتعال القضايا لها، وتوظيف القضاء لإسكات الأصوات الحرة؟ وهل بدأ تنفيذ القرار غير المعلن والقاضي بإجراء انتخابات 2009 بدون حضور صحيفة « الموقف »؟ وإلى متى تبقى تونس داخل جدران الرقابة المحكمة ؟   (المصدر:السبيل أونلاين ، بتاريخ 30 نوفمبر 2008 )

أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 02 ذو الحجة 1429 الموافق ل 30 نوفمبر 2008 عاجل اعتقال عبد الله الزواري  
اعتقل أعوان البوليس السياسي صباح اليوم الأحد 30/11/2008 السجين السياسي السابق المناضل المنفي في وطنه الصحفي عبد الله الزواري من مقر منفاه و اقتادوه إلى وجهة مجهولة ، و في آخر اتصال هاتفي معه ذكر السيد عبد الله الزواري أنه تعرض للاعتقال دون إذن من وكالة الجمهورية. و حرية و إنصاف 1) تدين بشدة اعتقال الصحفي عبد الله الزواري و تدعو إلى إطلاق سراحه فورا دون قيد أو شرط. 2) تدعو السلطة إلى وضع حد للمضايقات المسلطة على السيد عبد الله الزواري و تطالبها بضمان سلامته الجسدية و رفع القرار الجائر بالنفي الذي يخضع له منذ مدة طويلة.  
عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


إطلاق سراح عبد الله الزواري بعد التحقيق معه

 

السبيل أونلاين – خاص – من زهير مخلوف – تونس أطلق سراح السجين السياسي السابق والقيادي بـ »حركة النهضة » عبد الله الزواري ، عند الساعة الواحدة بعد الزوال ، وقد وقع التحقيق معه من طرف رئيس المنطقة ، ورئيس فرقة الإرشاد بجرجيس ، بمركز الشرطة « حاسي الجربي » . وحول موضوع التحقيق أفادنا عبد الله الزواري بأنه دار حول إتصاله عبر الإنترنت برئيس حركة النهضة راشد الغنوشي وقيادات أخرى في المهجر ، حول قضايا تهم البلاد ، وقد ردّ الزواري على المحقيقين بأنه فعلا تناول الحديث مع رئيس حركة النهضة وبعض القيادت الأخرى في المهجر بشأن بعض قضايا عامة تخص البلاد . (المصدر:السبيل أونلاين ، بتاريخ 30 نوفمبر 2008)  

أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 02 ذو الحجة 1429 الموافق ل 30 نوفمبر 2008  زيارة تضامن للسيد الحبيب اللوز  

 

أدى رئيس منظمة حرية و إنصاف الأستاذ محمد النوري زيارة تضامن إلى السيد الحبيب اللوز الرئيس السابق لحركة النهضة  المضرب عن الطعام لليوم الرابع على التوالي للمطالبة برفع الرقابة الأمنية اللصيقة التي ضيقت عليه و على أفراد عائلته و الاحتجاج على جلبه عنوة إلى منطقة الشرطة بساقية الزيت دون توجيه استدعاء و لا ذكر السبب و كذلك على ما وقع من تعسف ضده حيث أجبر على وضع إبهامه في أسفل نص وقع تحريره دون معرفة محتواه و على توجيه أسئلة تتعلق بحياته الخاصة رفض الإجابة عنها و التلويح بإمكانية تجويعه و أفراد عائلته و إشعاره بأنه في حالة احتجاز. و نظرا لتدهور الوضعية الصحية للمضرب عن الطعام نتيجة إصابته بمرض السكري و بقائه بالسجن لفترة طويلة خاض خلالها عديد الإضرابات عن الطعام توجه رئيس المنظمة الأستاذ محمد النوري للسيد الحبيب اللوز بنصيحة حثه فيها على تعليق الإضراب حفاظا على صحته مؤكدا له في نفس الوقت حرص المنظمة على العمل من أجل رفع المظلمة المسلطة عليه و تحقيق مطالبه المشروعة. و قد التقى الأستاذ محمد النوري بوفد من النقابيين من الاتحاد الجهوي بصفاقس جاء للتعبير عن تضامنه مع السيد الحبيب اللوز. و حرية و إنصاف 1) تعبر عن بالغ انشغالها للوضع الصحي للسيد الحبيب اللوز و هو وضع مرشح لمزيد التدهور مستقبلا. 2) تحمل البوليس السياسي مسؤولية الاعتداءات و الاهانات و كل الأفعال التي يقصد منها إذلال للمسرحين من المساجين السياسيين و تعتبر أن مثل هذه الأفعال شكل من أشكال التعذيب الممنهج.   3) تطالب بوضع حد للمضايقات الأمنية التي يتعرض لها السيد الحبيب اللوز و أفراد عائلته و التضييق عليهم في رزقهم. 4) تطالب برفع المضايقات الأمنية و الرقابة اللصيقة عن كل المسرحين من المساجين السياسيين السابقين و ضمان حقهم في العلاج و العمل و الدراسة و التنقل و السفر.

عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  


(بمناسبة العيد العاشر لتأسيسه) 10 ديسمبر 1998

عريضة مساندة المجلس الوطني للحريات في حقه في العمل القانوني

 
تمضي هذه الأيام عشر سنوات و المجلس الوطني للحريات في تونس يناضل مدافعا عن الحريات والحقوق رغم ما يتعرض له من تعطيل و مضايقات و حصار من قبل السلطة التي رفضت تمكينه من حقه في الترخيص القانوني. و قد بقيت القضية التي تقدم بها المجلس أمام المحكمة الإدارية منذ سنة 1999 طعنا في قرار الرفض معلقة و لم يقع تعيينها بعد. و انطلاقا من أن الحريات الأساسية حقوق غير قابلة للتصرف و منها حرية الرأي و التعبير والتنظم التي يضمنها الدستور التونسي و المواثيق الدولية التي صادقت عليها تونس. نحن الموقعين أسفله نعبر عن مساندتنا للمجلس الوطني للحريات في حقه في النشاط القانوني المضمون بالبند الثامن من دستور تونس و البند العشرين من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان و المادة الواحدة والعشرين من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية و السياسية ، و نعلن وقوفنا إلى جانبه في قضيته العادلة


بسم الله الرحمان الرحيم لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس تونس في01.12.2008

الحملة على المحجبات في الطرقات والأسواق التونسية تتواصل

 

يواصل البوليس في منطقة بئر بورقبة (شمال البلاد التونسية) للأسبوع الثالث على التوالي ، حملته على المحجبات لترهيبهن وإستفزازهن ، وإجبارهن على التوقيع على إلتزامات خطية بالتخلي عن إرتداء الحجاب ، وتجري حملة مطاردة المحجبات في السوق الأسبوعي للمدينة الذى ينتصب يوم الأحد ، وفي الطرقات العامة ، ويقود الحملة عونان بلباس مدني ، أحدهم يدعى ياسر. وتشمل الحملة أيضا المتلحين من الرجال والشباب ، الذين يقع إعتراض سبيلهم وإجبارهم على توقيع إلتزم بحلق اللحية . ولجنة الدفاع عن المحجبات بتونس تطالب أصحاب القرار في تونس بالوقف الفوري للحملة التى تستعر في منطقة بئر بورقبة ضد المحجبات ، وتنظر إلى ما يجري من تكالب البوليس المنفلت من عقال القانون وقيم المجتمع ضد المحجبات بخطورة بالغة ، وتعتبر هذه الممارسات المشينة وصمة عار ترتكب في حق البلاد ، وتحمّل السلطات الرسمية إلى أعلى مسؤوليها الإداريين والسياسيين مسؤولية تداعيات تماديهم في حربهم المحمومة ضد المواطنات التونسيات المحجبات . تؤكد على حق المرأة التونسية في إرتداء الحجاب ، وهو حق مكتسب لا تسطيع فلول البوليس أن تلغيه مهما حاولت أن توظف وسائل التخويف والإبتزاز والتهديد ، وتؤكد أن ما يحدث في منطقة بئر بورقبة هو مثال حي على الحرب التى تشنها السلطات الرسمية ضد المحجبات ، وهي حرب فاشلة بالنظر إلى الإنتشار الواسع الذى يعرفه الحجاب في تونس رغم البطش المستخدم تجاه المحجبات . تدعو الهيئات والشخصيات الحقوقية في الداخل والخارج ، وكذلك الإعلاميين إلى الإهتمام بمعاناة المرأة التونسية المحجبة التى تتعرض إلى تعسّف السلطات ، وتطالب علماء الأمة والدعاة إلى الوقوف وقفة تاريخية لمساندتهن والعمل على رفع معاناتهن التى ترافقهن يوميا . عن لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس البريد : protecthijeb@yahoo.fr

بسم الله الرحمان الرحيم لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس تونس في30.11.2008

خولة تبان تتعرض للإبتزاز والشروط المجحفة بسبب حجابها

 

أقدم الموتور صالح الجملي مدير المعهد الثانوي محمود المسعدي بنابل (شمال)، على مساومة الفتاة المحجبة خولة تبان (تلميذة) بين التخلي عن إرتداء الحجاب و بين مزاولة تعليمها ، ثم طردها من الفصل واشترط عليها مرافقة الولي للحضور للفصل مجددا مما إضطرها إلى حمل « قبعة » على رأسها ومرافقة وليها لمواصلة تعليمها ، كما إشترط عليها ناظر المعهد المذكور المرور من أمامه يوميا قبل دخول المعهد كي يسلمها بطاقة دخول . ولجنة الدفاع عن المحجبات بتونس تعبّر عن سخطها الشديد تجاه ممارسات كل من سيء الذكر صالح الجملي مدير المعهد الثانوي محمود المسعدي الذى يناصب المحجبات العداء ، وناظر المعهد المذكور ، بحق الفتيات المحجبات ، والتجاوزات الخطيرة والمتكررة التى يقترفانها بحق الفتاة خولة تبان ، وتحملهما تداعيات هذه الممارسة المخلة بالقانون وأصول التربية والتعليم ، والمنافية لقيم المجتمع التونسي ، وتعتبر أن هذه الخروقات تتم بإذن ومباركة السلطات الرسمية وتحملها تداعيات هذه السياسات الهوجاء . تدعو الفتاة المحجبة خولة تبان الإتصال السريع بالمحامين الشرفاء الذين عبروا عن كامل إستعدادهم لأخذ الوكالة القانونية بشأن قضايا ترفعها الفتيات المحجبات في المحاكم التونسية ، لتسجيل قضية لدى المحكمة ضد كل من المدعو صالح الجملي والناظر ومقاضتهما بشأن تجاوزاتهما الخطيرة بحقها ، وتدعو الجميع داخل تونس وخارجها إلى الوقوف إلى جانب الفتاة خولة تبان كي تستعيد حقها المشروع في التعليم وإرتداء الحجاب . تدعو كل الضمائر الحية ، وكل المهتمين بالدفاع عن حقوق الإنسان في تونس وخارجها بإدانة ممارسات السلطات التونسية التى تنتقص من حرية المرأة المحجبة ، وتطالب علماء الأمة ودعاتها في العالمين العربي والإسلامي بالعمل على تخفيف المعاناة التى ترزح تحت وطئتها النساء التونسيات المحجبات . عن لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس البريد : protecthijeb@yahoo.fr
 


حوار مع الاستاذة هند الهاروني

   

حاورها رئيس التحرير   بمناسبة مرور سنة على انبلاج موقع الفجرنيوز ارتأينا أن نجري هذا الحوارالقصير مع الاستاذة هند الهاروني             الفجر نيوز:كيف تقيّمين تجربة موقع الفجر نيوز بعد مرور سنة من ظهورها، وهل من ملاحظات؟ بعد التحية و السلام، يسعدني أخي الفاضل مدير موقع الفجر نيوز السيد الحبيب لعماري أن أتقدم إليكم و إلى جميع الإخوة في هذا الموقع الحر و المناضل بمناسبة الاحتفال بذكرى هذا المولود  : الفجر نيوز في27  نوفمبر 2007 و ها أننا نراه بعد عام وهو يخطو خطواته بثبات…. و كهدية متواضعة مني، فكرت في أن أرسل إليكم  هذه الصورة الرائعة للفجر من تونس الحبيبة ، إبداع من إبداعات الله سبحانه و تعالى:  و الفجر نيوز محطة إلكترونية  إعلامية  تدافع عن قضايا الأمة العربية و الإسلامية و الإنسانية العادلة و في مقدمتها القضايا التونسية و طنكم  و و طننا الحبيب و الله نسأل أن يكون احتفالنا المقبل بهذه الذكرى و أنتم فيما بيننا قد عدتم إلى تونس و جميع الإخوة المهجرين من كل مكان ، معززين مكرمين و ما ذلك على الله بعزيز. بدون، مبالغة فإن الفجر نيوز و في فترة وجيزة جدا قد انطلق بقوة و عزم و هذا في حد ذاته إنجاز هام لا يمكن لأحد أن ينكره أو يتجاهله و الملاحظة الأكيدة في رأيي تتمثل في : »أنه لم يتراجع عن مبادئه بالرغم من الضغوطات و التحديات التي عرفها، نراه يعمل جاهدا للتمسك بقيم و مبادئ الصحافة الحرة و بالخصوص فتحه المجال لمن يريد أن يبلغ صوته و يعبر عن رأيه بكل حرية، و ندعو الله أن يوفقكم ويسدد خطاكم في طريق مرضاته سبحانه و تعالى, بعيدا عن سعي البعض لاستثمار العمل الإعلامي و الصحفي بصفة سلبية و مضرة و مزيفة للحقائق بغرض تحقيق مكاسب شخصية و على حساب قضايا عادلة  و تمس بحقوق الناس أينما كانوا… و من المهم التركيز على تنوع المواضيع التي تعالج الواقع و  ضمان تواجد مختلف ا لآراء مما يساعد على التوصل إلى حلول و يصبح البعيد قريبا و تحد المسافات بين المتباينين في المواقف لأن من مميزات الحوار البناء هو  المساعدة على التوصل إلى إيجاد حلول و على رأسها تلك التي تتعلق بأولوية حق الوطن على الجميع في حق التعايش فيه رغم الاختلاف في الآراء و الدفاع عنه و في هذه المناسبة السعيدة علينا جميعا أود أن أقترح على الفجر نيوز ان يرسخ قدر الإمكان قناعة العمل على معالجة القضايا و التفاعل مع ما يجري على أرض الواقع أكثر فأكثر حتى يساهم في تقديم حلول عملية خاصة في عصرنا الحالي الذي تتداخل فيه الأوضاع و المصالح و الأزمات و حتى يكون الحوار ليس فقط من أجل الحوار أو ذلك الذي يتخذ طابع « حوار الصّم » و حتى يساهم في كسر الهوة بين المختلفين في الآراء ووجهات النظر إذ أن الغاية النبيلة من وراء ذلك  هي التوصل إلى حلول و نتائج ملموسة على أرض الواقع و هذا نهج يتطلب عملا شاقا و لكنه مثمر للجميع . عصرنا هو عصر العمل والتوصل إلى النتائج و عصر و جود احتلال في أماكن كثيرة من العالم وسيطرة العولمة ومؤخرا حلول الأزمة المالية العالمية … كل هذا يتطلب جهودا كثيرة من الفهم و العمل لمواجهة هذه المخاطر. كما أنّ عدم توخي الفجر نيوز أسلوب الشتم  و السب على حساب خلق الله، مبدأ صائب أخلاقيا و مبدئيا . إسمح لي  أيضا أن أذكر بأن الموضوعية رغم أنها واقعا تكون نسبية و لكن هذه النسبية ترتفع أو تتضائل بقدر نسبة الصدق في العمل و نسبة الصدق عندكم مرتفعة و لله الحمد.  نشكر أيضا لكم اهتمامكم بالقضية الرئيسية و المحورية,  قضية فلسطين المحتلة وبالخصوص قطاع غزة و ما تتعرض له من إبادة جماعية على جميع المستويات فضلا على ما يجري في العراق يجري في العراق و غيرها من أسقاع العالم العربي المسلم ، أيضا  تشجيعكم للمقالات و الكتابات الهادفة والمعالجة لأوضاع حقوق الإنسان و الحريات يحسب لكم لمساهمتكم الفعالة في المجال الإعلامي. أقترح أيضا أن تعملوا أكثر فأكثر فيما يتعلق بالمرأة و تحديات العصر، مشاغلها مشاكلها و تطلعاتها في تونس و في العالم العربي و الإسلامي و في الغرب. الفجر نيوز:شهدت الساحة التونسية أخيرا إطلاق سراح آخر مجموعة من حركة النهضة، فما تعليقك على هذا الحدث ؟ الحمد لله على عودة الإخوة إلى أهاليهم و أنا أفرح لكل من يكرمه الله بهذا الحق  ثم إن سن العفو التشريعي العام هو الذي يعيد لهم و لكل تونسي حقوقه كاملة في بلاده ووطنه فهو عفو عام، يجمع شمل جميع التونسيين و يعيد إليهم حقوقهم كاملة سواء المسرحين من السجناء السياسيين في قضية حركة النهضة أو المهجرين …. كل صاحب حق حتى تخفف الجراح و وطأة المعاناة وتكون تونس لكل التونسيين . الفجر نيوز:في خلال سنة تقريبا ستشهد تونس انتخابات رئاسية، فما رأيك في هذه المحطة السياسية؟ أنا شخصيا أؤمن بأن كل عمل سياسي يرتكز على المشاركة الفعالة و الحرة والنزيهة، التي لا تقصي أي طرف أو منافس سياسي سواء كان ذلك يتعلق بهذه المحطة أو بغيرها  ثم أنني أؤمن أيضا بأن حق الانتخاب واجب وطني مقدس يجب أن يتمتع به كل مواطن تونسي و ألا يحرم أحد من هذا الحق الدستوري و إن لسن العفو التشريعي العام تمكين للجميع لاسترداد حقوقهم الكاملة السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و غيرها من حقوق المواطنة و منها إبداء الرأي في هذا الشأن و في جميع شؤون الوطن و لا يفوتني أن أذكر بوضعية أخي عبد الكريم الهاروني والذي أطلق سراحه في 7 نوفمبر 2007 سراحا شرطيا إلى حدود 8 نوفمبر 2009؛ إذ وقع حرمانه من جميع حقوقه و منها حق  الانتخاب. فلاشات الفجر نيوز: الثقافة : قيمة و ثراء و بصمة يضعها الناس في عصورهم يتميزون بها عن غيرهم فضلا عن أنّ قبول التفتح على الثقافات الأخرى يعد جسرا مهما في تواصل الحضارات في ما بينها مع الإفتخار كمسلمين  بثقافتنا و موروثنا الإسلامي قبل كل شيء لأن الإسلام هو هويّتنا الأولى و يأتي ثانيا طابعنا الوطني التونسي. الصحافة : السلطة الرابعة متى كانت تعمل في الاتجاه الصحيح الحرية : حقوق و واجبات إذا ما اختل واحد منهما اختل الميزان و الدفاع عن الحرية مبدأ و بانعدام الحرية تتوقف الحياة عند الأفراد و الأمم –قال الفاروق سيدنا عمر رضي الله عنه : »متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرار » الكتابة : تاريخ و شهادة و تواصل بين الناس و المجتمعات و الأمم عبر العصور و ما ينفع الناس من كتابات هو الذي يبقى المرأة : كيان له أدوار عديدة : دينية،إنسانية، عاطفية، عائلية علمية عملية إعلامية تساهم مع الرجل في بناء الأسرة و المجتمع كرّمها الله عز و جل فخصها بسورة في القرآن الكريم  إسمها سورة النساء و كرمها الرسول محمد صلى الله عليه و سلم إذ أوصى خيرا بالنساء.   الإنسان : قيمة بشرية كونية خلقه الله و كرمه فعلينا نحن أيضا أن لا نهينه و أن ندافع عنه أينما كان لأن في ذلك واجب الدفاع عن الإنسانية و عن الإنسان الذي قال عنه الله عز و جل:  « ولقد كرمنا بني آدم ».   صدق الله العظيم   الهجرة : شخصية كانت أم جماعية كل وله النية و الغاية التي يهاجر من أجلها،  في الهجرة معنى يختلف عن التهجير فالمهاجر يترك وطنه بغية طلب الرزق  أو تحسين ظروفه المعيشية و  الارتقاء على مستوى التقدم الحضاري الذي يسعى إليه في ديار الهجرة, و هنالك التهجير و هو أن يجد الشخص نفسه في ظروف قصرية تجبره على الفرار أو طلب اللجوء في الخارج كمنفذ و هو بذلك ليس قرارا اختياريا نابعا من قناعاته بل  هو مصير اضطراري وجد نفسه فيه و في نهاية المطاف ليس له إلا حقه في العودة إلى وطنه.   حقوق الإنسان : حق مشروع تقره و تضمنه جميع المواثيق السماوية قبل الوضعية  و في انتهاكها بأي شكل من الأشكال و في أي مكان من العالم عمل منافي لجميع الأعراف و القوانين الإنسانية. الوحدة : قوة تضمن التقدم الإسلام : ديننا و عزتنا و نظام حياتنا واجبنا الدفاع عنه و هو خاتم الأديان بعث خاتم الأنبياء و الرسل، نبي الرحمة سيدنا  و حبيبنا و قدوتنا محمد صلى الله عليه و سلم كما قال : » بعثت لأتمم مكارم الأخلاق » الإسلام دين الحق و العدل و التسامح و المساواة  و التعايش و إعمال العقل و الإقناع و الإقتناع قال الله تعالى : »لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي »  صدق الله العظيم- و المجال لا يسع لذكر كل القيم النبيلة التي جاء بها ديننا الحنبف. العروبة : نسبة و حضارة  العودة: مصير و حق  فلسطين : أرض الإسراء و المعراج لنبينا محمد صلى الله عليه و سلم، القضية الأم في هذا العالم بنصرتها نصرة لجميع القضايا الحق في العالم إذ أن جلها مرتبط بصفة مباشرة أو غير مباشرة بمجرياتها. هل من كلمة أخيرة؟ في معظم الأحيان تكون البداية صعبة في أي عمل جديد خاصة إن كانت على أسس سليمة ثم إن الاستمرارية و طول النفس أيضا يكون لهما طابعا مماثلا أدعو الله لكم التوفيق و لكل من يسعى إلى العمل بكل نزاهة في الميدان الإعلامي. من يخاف الله و يؤمن برسالته للدفاع عن الحق هو الذي يبقى و يدوم بإذن الله و يوفقه الله في عمله و بذلك العمل يتميز عن غيره و يحضا باحترام الرأي العام له و يصنفه ايجابيا و فعالا لا لشيء إلا لتوخيه الصدق. هذه فرصة للتذكير بان الصحافة عمل تحدي مضني و لكنه يطرح مشاكل الإنسانية و يسعى إلى تسليط الضوء عليها و من ثم المساهمة في التوصل إلى إيجاد حلول لها. الصحافة أمانة و أدعو الله لكم التوفيق في الحفاظ عليها فبها تحصلون على احترام الأجيال الحالية وكذلك الأجيال المقبلة بإذن الله.  أتمنى لكم مزيدا من النجاح في العمل قال الله تعالى:  » و أن ليس للإنسان إلا ما سعى و أن سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى و أن إلى ربك المنتهى « .  صدق الله العظيم كل عام و أنتم بخير أختكم هند الهاروني الخميس 27 نوفمبر 2008 (المصدر: موقع الفجر نيوز بتاريخ 28 نوفمبر 2008 )


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته دعوة إلى الشيخ الفاضل البلدي

 

المسلم الصغير: بسم الله الرحمان الرحيم السلام عليكم أخي الفاضل عندما جمدتَ عضويتك كنت لا أزال صبيا يتربى في أحضانكم وينتظر يوما يصبح فيه واحدا منكم بشكل رسمي. تسارعت الأحداث بعد ذلك ووجدت نفسي سجينا ثم مطاردا ثم مهجرا، ومهجرا لا أزال. أقل ما يقال فيما وقع علينا من ظلم  النظام وما مورس في حقنا من جرائم تشيب لها الولدان هو أن هذا النظام أراد فسخنا من ذاكرة البلاد وفسخ ذاكرة البلاد منا، أرادنا أن نصبح أنعاما تسام، بل لا حق لها حتى أن تحرن كما يحرن بقية الحيوان. أخي الفاضل أنا أعلم تفصيلا ما فعل النظام وما اقترف في حقنا، ولا شك أن لدي رغبة كغيري لمعرفة ما سميته « كسب الحركة » إذ لم يتيسر لي معرفته في وقته لصغر السن وعدم الانتماء الرسمي. ولكن لا أرى، بكل تواضع، أي جدوى من عملك هذا أمام أعين الأعداء المفتحة على إخوانك والمتربصة بهم كل دائرة، وأسألك أسئلة: هل لديك ضمانات بأن خطوة كهذه لن يستغلها النظام لمزيد التنكيل بإخوانك ومحاصرتهم أكثر مما هم محاصرين؟ من الذي سيستفيد من خطوة كهذه، أهم إخوانك؟ لا شك أن كل من هو في مستواك يعرف ما ستقول، وقد طالت سنوات المحنة والسجن عليه بشكل يكفيه لاسترجاع كل ما وقع لحظة بلحظة! فهل تريد بهذا أن تبرئ ضميرك؟ لك الحق في ذلك ولكن تبرئتك لضميرك أمام من أرادوا قتلنا ولا زالوا يحلمون بذلك إلى اليوم ويتصرفون على هذا الأساس ستتحول إلى عصا أخرى ضد إخوانك، وستجد نفسك بعدها في أزمة ضمير ثانية. أصدقك القول بأن لي رغبتي الشخصية في فهم ما وقع بعمق ولكن لا أريد أن نـُسيل دماءنا أمام هذا القرش لتزداد شهيته في التهامنا. الأولى أن يكون لنا ركننا الخاص الذي نتبادل فيه الرأي حول هذا، ركن ليس فيه عدو يشمت فينا ويستغل ضدنا محاسبتنا لأنفسنا. أعتبر عملك هذا على أعمدة الإنترنت من قبيل العقوبة التكميلية التي تسلطها على إخوانك بعد العقوبة الأصلية التي سلطها عليهم النظام ولا زال يواصل فيها. فهل بدت لك من النظام أي أمارات تجعلك ترى خيرا في مثل هذا الخيار الذي تنوي الذهاب فيه؟ أخي معرفتي  بهذا النظام تقول لي بأنه لا يريد توبتنا أو انصلاحنا وعودتنا إلى نسيج هذا المجتمع، بل لقد أراد موتنا وموت الفكرة في عقولنا ولا زال يتمنى ذلك والواقع خير شاهد. أسألك أخي أيضا: هل حاسب النظام نفسه وهل تتبع مجرمي الحرب العاملين في صفه الذين قتلوا وعذبوا وطاردوا ضحايا عزل بمنتهى النذالة واغتالوا إخواننا وأنكروا بمنتهى الوقاحة؟ مع معرفتي القليلة بما كسبنا، أقول بناءا على بعض العينات التي تبينتها فيما بعد بأن مسئولية الحركة لم تتجاوز أن تكون مسئولية تقصيرية أي إهمال وخطأ حسابات، أما مسئولية النظام فهي مسئولية جنائية، مسئولية قتل وتعذيب مع سبق الإضمار والترصد، وهو لا زال يبحث عن مبررات أخرى لمواصلة قتل الإرادة والفكرة؛ وبقطع النظر عما ستقول، أظن أنه إذا كنت تريد الإصلاح فعلا فقل ما شئت بينك وبين إخوانك، مع أني أرى بتقديري المتواضع أن هذا ليس الوقت المناسب، فنحن لا زلنا نحاول أن نواري وجوهنا عن الركل الذي ينالنا من أقدام جلاوزة النظام وأنت في الأثناء ترفع صوتك لا لتقول لمجرمي النظام كفوا عنهم لقد أدميتموهم وجاوزتم الحد المعقول، بل تريد أن تفسر لنا لماذا يركلنا النظام على وجوهنا. هذا النظام مصاص دماء فلا تسل دمك أمامه لتبدي له حسن نواياك، حسن نواياك لا تزيده إلا رغبة في امتصاص الدم، وإن كان لديك ما يخالف هذا فنوّرنا. وأخيرا أقول لك ما قال هارون لموسى عليهما السلام: « قال ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين ». فلا تشمت بنا الأعداء ولا تجعلنا مع القوم الظالمين يا شيخنا الفاضل، ولا تغرينك صيحات المصفقين لك إذ سريعا سيصبحون لك عدوا وحزنا.  

لمصلحة من هذا التهريج الاعلامى

 

رحب الجميع بخروج الدفعة الأخيرة من مساجين النهضة مطلع شهر نوفمبر معتبرين ذلك خطوة في الاتجاه الصحيح وان تأخرت,  حامدين الله على سلامة هؤلاء الرجال, شاكرين الذين يسّروا ذلك بقول أو بفعل, حاثين على استكمال خطوات في اتجاه تنقية المناخات وإعادة الحقوق. وغردت خارج السرب أصوات منكرة بعضها يربش في ماضى نريد أن نتجاوزه وبعضها يهدد ويتوعد في محاولة لتمديد حالة الصراع وبعضها يخوّن رفاق الأمس لمجرد أنهم طالبوا باستعادة حقوقهم, و لا يتورّع عن اتهامهم كذبا بأنهم قدموا خدمات أمنية للسلطة دون أن يحمّل نفسه مشقة تقديم الدليل… وبلغت الحماقة ببعضهم نشر قائمة اسمية لمن اعتبرهم مسؤولين عن التعذيب في محاولة لإثارة الفتنة ودفع البلاد في دوامة رأينا أين أوصلت بعض جيراننا. فلمصلحة من تغرد هذه الأصوات المنكرة ؟ ومن يقف  وراءها ؟ يبدو أن قيادة النهضة كانت غاضبة جدا من صدور كتابات عديدة الأشهر الماضية شككت في خياراتها وفي أداءها سيما أنها صدرت عن أقلام لها مكانتها على الساحة الإسلامية والوطنية الأمر الذي جعل الشك يدبّ إلى قلوب أعضاءها ومناصريها وأحدثت تململا داخليا لم تعرف له مثيلا في تاريخها. وزاد من إرباك قيادة النهضة الطريقة الايجابية التي تعاملت بها السلطة مع بعض العائدين إلى الوطن حتى إذا جاء الإفراج عن المساجين وجدت النهضة نفسها في حالة من الضعف لا تسمح لها بأن تحتفل بهذا الحدث الهام ولا أن تعتبره احد مكاسبها أو نتيجة نضالاتها بل زاد من إرباكها باعتبارها فقدت آخر أوراق ضغطها على السلطة وسقطت من يدها آخر الحواجز التي تضعها في وجه المطالبين بحق العودة وبواجب المراجعة وهي ملفات يبدو أن القيادة الحالية للنهضة ليست مسلحة لمواجهتها. وزادها خوفا إمكانية اتخاذ السلطة إجراءات جديدة في اتجاه تنقية المناخات في البلاد تكون من انعكاساتها مزيد عزل قيادة النهضة وانفضاض من تبقى حولها. في هذه الأجواء قام الجهاز التنظيمي للنهضة بعملية تعبئة عامة لمعركة الدفاع عن الحركة ورجالها وهذا من حقهم ولا شك, ولكن وكما عودتنا النهضة فكل معركة مهما كانت صغيرة فهي أم المعارك تسل فيها كل السيوف ويجند فيها الحابل والنابل وتعلق فيها كل الاعتبارات والأخلاقيات ليصبح منطق الصراع هو السيّد. فتحول الأمر إلى انزلاق خطير نحو إعادة تعفين المناخات في البلاد وقطع الطريق على مسار التسوية وساهمت في ذلك مواقع عديدة خلطت بين حرّية التعبير وحرّية التدمير. فمن له مصلحة في هذا الأمر؟ أم أن قطاعا من جماعة المهجر لم يدركوا بعد تعقيد وحساسية علاقة التيار الاسلامى في تونس مع بقية مكونات المجتمع وما يقتضيه تناول هذا الملف من حكمة ومسؤولية ؟ أم أن وجودهم في المهجر محتمين بحق اللجوء جعلهم يفقدون الإحساس بطبيعة الواقع التونسي وهامش الحركة فيه فيطلقون العنان لأقلامهم و ألسنتهم تهريجا وسفاهة متوهمين أن الثورية عنف في الخطاب وأن الوطنية إثارة للأحقاد ومعاداة للجميع و أن البطولة سبّ وشتيمة وأن الالتزام في الاستمرار على الخطأ لا يعبأ ون بما تحدثه مواقفهم وسلوكياتهم من دمار. أم أن المهجر أفرز طبقة ترتبط مصالحها باستمرار الوضع المتوتر وأنها تقتات منه فهي بالتالي تعمل على استمراره ؟   إن حركة تروّج هكذا خطاب تخيف مخالفيها داخل الصف الإسلامي وتزعج معارضيها من الحداثيين وتلقي الرعب بقلب من كانت لهم معها خصومة وهي بذلك تقطع الطريق على نفسها وتقدم مبررات إقصائها و محاصرتها وتهميشها. ثمّ أي صورة تقدمها عن نفسها وهي التي تتباهى بالنضج والوعي ودفاعها عن الحرية والديمقراطية وهى تخوّن وتسفّه كل من خالفها, إن حركة يستهدف فيها رجل كالدكتور النجار لمجرد أنه عبر عن موقف مخالف لموقف القيادة ويسفه فيها رجال قضوا حياتهم في خدمتها لمجرد خلاف فكري أو سياسي لهي أبعد ما تكون عن حزب أو حركة حضارية. ثمّ اسمحوا لي أن أسألكم أيها السادة من نصّبكم أوصياء على الدّين وعلى الوطن ,على التاريخ وعلى الجغرافيا على الخير وعلى مكارم الأخلاق و من فوّضكم لتحاكموا الناس , هذا خائن وهذا عميل هذا متساقط وهذا متقاعد وهذا افرازات سامة يتخلص منها الجسم لتستمر فيه الحياة كما عبر سي عبد الباقي خليفة في مقال نشره موقع النهضة على صفحته الأولى . وهل لكم الجرأة والشجاعة على محاكمة أنفسكم بنفس هذه القسوة والشدة التي تحاكمون بها الناس ؟ ألستم أنتم الذين أسئتم التدبير والتقدير ؟ ألستم انتم الذين فررتم من البلاد قبل انتهاء المواجهة ؟ ألستم انتم الذين امّنتم أبنائكم وزوجاتكم بالجزائر وتركتم ورائكم المستضعفين لا يجدون حيلة ولا يهتدون سبيلا ؟  ألستم انتم الذين ألقيتم بالغلابى في اليمن وفي السودان وجئتم بعيالكم لاروبا ؟ ألستم انتم الذين بددتم طاقات وأموالا في خططكم ومشاريعكم الفارغة؟ ألا حاكمتم أنفسكم؟ ألا عدتم لتونس لفدية إخوانكم الأبرياء أنتم أيها المسئولون ؟ ألم تذهب أنفسكم حسرات علي ما فعلتم أم أنكم لا قلب يدق ولا مشاعر ترق ؟ فانتم زعماء على الدوام, سيوفكم مسلولة على غيركم ولكنكم لستم في موقع إعطاء الدروس في النضال لأحد ,غيركم جاء لهذه الحركة ليعطى وأنتم جئتموها لتأخذوا فاعلموا أن الله رقيب على ما فعلتم وعلى ما تفعلون على ما قلتم وعلى ما تقولون وأنكم على كل هذا ستحاسبون وعن الصغيرة والكبيرة ستسألون. نتصدق عليكم بأعراضنا فليست هذه القضية ولكننا لن نسمح لكم بعد أن أكلتم أعمارنا وأعماركم بأن تأكلوا أعمار أبناءنا وإخواننا وأن تدفعوا ببلادنا نحو دوّامة جديدة من المواجهة… ونقول لكم خذوا أمتعتكم وارحلوا عنا… بلادنا ليست في حاجة إلى خدماتكم…ولن نحفظ بعدكم إرثكم.                                  عبد المجيد الميلى . باريس


السبيل أونلاين بسم الله الرحمان الرحيم  

محمد شمام في حديث مع الشيخ الحبيب اللوز(3)  إزالة شبهات عن مشروع « فك الارتباط »

   

تقديم :  أكد الشيخ الحبيب اللوز – في لقائنا الأول معه (يوم26 نوفمبر) – على أن الذي يطرحه ليس خطة لحركة النهضة بل هي رؤية بسعة البلد كله، وحركة النهضة معنية به وكل الأطراف الأخرى بما في ذلك السلطة وكل التونسيين. وهي لفائدة تونس
وفائدة البلد ، وربما تناسب الجميع ويتوافقون عليه.   وقال: هي رؤية جديدة من مرتكزاتها الأساسية فكرة « فك الارتباط بين النشاط الديني الدعوي وبين العمل السياسي الحزبي » ، لا تتطرق إلى المطالبة بحق العودة للنهضة ، كما ليست هي ورقة ضغط على النظام ، لأن كل هذا ليس من مواضيعها ولا من أهدافها .   وأضاف: ليست الدعوة إلى التجذر في ديننا الذي تضمنته الرؤية تطرفا . وما كنا يوما متطرفين حتى نكون الآن معتدلين ، ولكن ككل إنسان قد يتطور وقد تأتيه أفكار جديدة تتبلور مع الزمن والظروف.   ثم قال : وقد أبلغتها إلى قيادة حركة النهضة بالخارج، والعديد من الأفراد في الداخل. والأصداء الأولية هي في الغالب بين الحماس لها والاهتمام بها. وأنه كان في برنامجي أن أطرح هذا المشروع في هدوء من غير تعجل، ولكن بعد هذا الحدث أصبحت أفكر في المبادرة بنشرها للعموم على التونسيين.   وأما في لقائي الثاني معه فقد طرح أن يخرج النص على حقيقته ، وأن يفهمه الناس .. ونصح إخوانه أن ينشروه  ويوضحوه للجميع ؛ وفي لقائي الثالث معه ، ذكر الشيخ الحبيب أن جميع المتصلين به يسألون عن « فك الارتباط »، يحاولون فهمه.   ووفاءا بما وعدنا به القراء الأعزاء – في الحلقة السابقة – من إيراد بعض حواره مع هؤلاء ، كانت هذه الحلقة. إنها  مواصلة لحديثي مع الشيخ الحبيب بالقدر الذي يسعه الهاتف ، وتسمح به صحته وقدرته على التركيز واستجماع الأفكار في الوضع الذي هو فيه . وفي الحقيقة فقد كان محرجا اضطراره إلى بذل جهد في الحال الذي هو فيه ، الأمر الذي كان يدعوني إلى مشاركته في التعبير عما يبحث ، وشجعني على ذلك ارتياحه وسروره به . ولا يمكننا المرور إلى ذلك قبل التوقف على حاله وصحته وهو في يومه الثالث من إضراب الجوع (يوم29 نوفمبر).    الشيخ الحبيب اللوز في يومه الثالث من إضراب الجوع (يوم29 نوفمبر):   شمام : السلام عليكم ورحمة الله   الشيخ الحبيب اللوز: وعليكم السلام ورحمة الله   شمام : لا بأس عليك اليوم ؟   الشيخ الحبيب اللوز: « هكاك تاعب شوية اليوم ».   شمام : لا حول ولاقوة إلا بالله …         يعني تحب أن تقول بدأ يظهر عليك التعب.   الشيخ الحبيب اللوز: نعم ، « هذاك هو » (أي طبيعي) …. التعب يبدأ يظهر بـ »الشوية بالشوية » (أي قليلا قليلا)….. وفي الحقيقة أنا متعلم بإضراب الجوع : يبدأ بقلق نفسي من الجوع ، يمتد من 4 أو 5 أيام إلى أسبوع ، يختلف باختلاف الأشخاص . وبعد ذلك لا يعود يشعر المرء به .   شمام : هل ستواصل الإضراب ؟ ألا ترى أنه أدى دوره الآن؟   الشيخ الحبيب اللوز: والله ، أنا قاعد « انخمّم » (أي أفكر)….. طرحت عليّ بعض الجمعيات أنه من الأحسن أن يبقى الإضراب في حدود الاحتجاج….   واسترسل حديثنا في هذا ، وهو حديث يمكن أن نتطرق إليه في وقت آخر، لنرجع هنا لما أردنا أن نتناوله في هذه الحلقة كما قدمنا في البداية.   هل في مشروع « فك الارتباط » تعويل على مواقف السلطة؟   قال الشيخ الحبيب : هناك من المتصلين بي من وجدت عنده شبهة أن المشروع يعوّل على مواقف السلطة ، وهؤلاء في العادة هم من المتحمسين للموقف الرسمي لحركة النهضة في التعامل السياسي مع السلطة والواقع عموما ، إلى درجة التوتر الكبير ضد الخيار السياسي المعارض في داخل الحركة.    وقد وضحت لهؤلاء أن الورقة ليس فيها تعويل على السلطة ، وأن مشروع « فك الارتباط » ليس هو مع هذا الخيار ولا ذاك . وأكدت عليهم أن قراءة المشروع برويّة ستسقط هذه الشبهة وما كان من قبيلها.   شمام : نعم ، ولأني مستوعب جدا المشروع فسوف اتحدث فيه معك . إن الإشكال الكبير عند إخواننا في المهجر هو أنهم ينظرون إلى كل الأشياء من خلال الخيار السياسي الذي يرونه ، ويقيسونها به،  في حين أن مشروعك أخرج – في الحقيقة – نفسه من كل هذه الخيارات ، وأخذ مسافة منها لينظر إليها ويحكم عليها من زاوية أصولنا .   الشيخ الحبيب : نعم هذا صحيح .   شمام: ولذلك مهم توضيح هذا .   البعض ينظرون إلى مشروع « فك الارتباط » من خلال موقف السلطة منه   ويواصل الشيخ الحبيب : نعم أنا أستغل الفرص المتاحة لأبين ما يجابه هذه الورقة من لبس ، ولكن بعض الإخوة ينظرون إليه من خلال موقف السلطة منه.   شمام : نعم ، هذا الوجه الآخر لما تقدم (الوجه السابق)، وليس هو بعيد عنه ، ومهم هنا أيضا التوضيح. أنا أقول أن المشروع الذي طرحته ليس له علاقة بمواقف الأطراف سواء حركة النهضة أو السلطة أو غيرهما ، بقدر ما هو خطاب للجميع ليراجعوا أنفسهم ، فيرجعوا إلى ربهم سموا للحق وسموا للبلد ، بسعة الحق وسعة البلد.   الشيخ الحبيب : « يرحم والديك » هذا هو المعنى الذي أؤكد عليه في حديثي معهم ، لأنه في بعض الأحيان تصبح القضية ذاتية بما فيها الذات الجماعية « متاعنا ».   هل في مشروع « فك الارتباط » تقييم ونقد؟   ويواصل الشيخ الحبيب : هناك من لاحظ أن في الورقة تقييما ونقدا .   شمام : نعم ، النقد ضروري لكل مسار ، باعتبار أن الحاضر هو ثمرة ذلك المسار في الماضي ، وأن كل جديد وكل إصلاح يبنى على تلك الثمرة بعد نقده وتقييمه وتنقيته. هذا أمر طبيعي جدا ،  وطبيعي أيضا أنه في عملية النقد هذه أن يتم الاتجاه إلى الذات قبل الاتجاه إلى الآخر ، خاصة وأن العمل الإسلامي في بلدنا كان محددا لوضع البلد كله وليس فقط لوضع الحركة الإسلامية .   الشيخ الحبيب : نعم إن العديد من الأفراد يرون أن المشروع طرح إشكالية وطنية لا تهم النهضة فقط ، بل تهم كل الإسلاميين والمتدينين والتونسيين . إنه في واقع تسود فيه العلمانية وسيطرة الغرب ، مهم أن يرى الناس كيف تطرح الأطراف الإسلامية نفسها من غير أن تجد عقبات من سوء الفهم والتفهم؟   شمام : نعم   وسنواصل مثل هذا الحديث في مشروع « فك الارتباط » في الحلقات القادمة بإذن الله. وكان الله في حفظ الشيخ الحبيب اللوز وعونه وتوفيقه ، فالرجاء المساندة بالدعاء والاتصال والإعلام.   للإتصال بالشيخ الحبيب اللوز: 0021624151015


معارض تونسي: « لا أعتقد بوجود دورة أخيرة للرئيس بن علي »

 

صلاح الدين الجورشي – تونس في حوار خاص مع سويس انفو، كشف د. مصطفى بن جعفر الأمين العام للتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات (حزب معارض غير ممثل في البرلمان) عن وجود نية لديه في الترشّـح للانتخابات الرئاسية القادمة في تونس المقرر إجراؤها في أكتوبر 2009. وإذا ما أقرّ المؤتمر القادم (وهو الأوّل بالمناسبة) للحزب الذي يرأسه السيد بن جعفر، فإن ذلك سيجعل المعارضة الاحتجاجية ممثّـلة في تلك الانتخابات بثلاثة مرشحين، حيث تتّـجه حركة التجديد (الحزب الشيوعي سابقا) نحو ترشيح رئيسها السيد أحمد إبراهيم، إضافة إلى السيد نجيب الشابي، الذي يُـواصل حملته خارج الإطار القانوني. وفي هذا الحديث أيضا، يُـحدّد بن جعفر موقِـفه من أسباب فشل هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات (التي تشكلت في خريف عام 2005 من تيارات وشخصيات يسارية وقومية وليبرالية وإسلامية) ومن حركة النهضة، كما يُوضح ّد رُؤيته بخصوص الفترة القادمة لحُـكم الرئيس بن علي. سويس انفو: تروج أخبار هذه الأيام، تقول بأن الدكتور مصطفى بن جعفر ينوي الترشح للانتخابات الرئاسية. فهل تؤكِّـدون ذلك؟ وما هي المبررات التي دفعتكم لهذا الترشّـح، إن أكّـدتم ذلك؟ د. مصطفى بن جعفر: من الطبيعي أن تفكِّـر الأحزاب في المساهمة الفعّـالة في مثل هذه المواعيد الانتخابية الأساسية، لكن المشكلة تكمُـن في أن الظروف السياسية التي نعيشها، ليست عادية ولا تسمح بمنافسة تضمّـن الحدّ الأدنى من الضمانات. فالانتخابات في الدّول الديمقراطية، هي تتويج لجهود تُـبذل طيلة المرحلة السابقة للموعد الانتخابي، وهي امتِـحان للسلطة والمعارضة معا. أما في تونس، فإن الدّوافع للمشاركة أو لعدم المشاركة، تكاد تكون متساوية. بالنسبة لحزب التكتّـل، اعترضنا على القانون الذي صدر وحدّد شروط الترشح للرئاسيات، واعتبرناه غير ديمقراطي، باعتباره ينتقي المنافسين للرئيس المتخلي والمترشح، لكننا قرّرنا أيضا التصدّي لهذه الوضعية، وذلك من خلال العمل على تغيير الظروف التي ستجري فيها العملية الانتخابية، حتى لا تكون انتخابات 2009 نسخة من انتخابات 2004، من حيث غياب التعدّدية وحرية المنافسة وانعدام حرية التعبير، والاقتصار على بضعة دقائق في التلفزيون كل خمس سنوات. وأنا أعتبر أن انتخابات مُـسيطر عليها من قِـبل وزارة الداخلية ووزارة « متحزبة » من ألِـفها إلى يائِـها، لا يمكن أن تكون انتخابات ديمقراطية، وهذا يؤكّـد أن القضية في الجوهر، هي قضية ظروف تنظيم الانتخابات. سويس انفو: طيب كيف تتصوّرون تغيير هذه الظروف؟ د. مصطفى بن جعفر: أعتقد بأن المسؤولية مُـلقاة على السلطة، لكن أيضا بتوجيه الجهود من أجل تعبئة الرأي العام، الذي يعيش اليوم حالة إحباط واضحة. ولإخراج الرأي العام من هذه الحالة، يجب التفكير في تحقيق أدْنى من المشاركة، بما في ذلك الترشّـح للانتخابات الرئاسية، لما ترمز إليه من أهمية وما تشكِّـله من ضغط. وحتى تؤتي هذه المعركة أكلَـها، نفضِّـل الدّفع في اتجاه المرشح المُـمكن، بدل المرشح الرّمزي. وقد سبق للسيد نجيب الشابي أن أعلن عن ترشّـحه في عملية سياسية مثيرة، وضعت الانتخابات الرئاسية على مائِـدة النقاش وشكّـلت من هذه الزاوية بُـعدا إيجابيا، لكن بعد الإقرار النهائي للقانون، كنا نتصوّر بأن عملية التناوب ستنتقِـل إلى الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدّمي، لكن ذلك لم يقع. وطبعا، هذا الحزب حرّ في اختيار الطريقة التي يؤمن بها، وبذلك لم تبق سوى إمكانيتين مطروحتين على الحزبين، الذين نعتبرهما أحزاب معارضة حقيقية خارج أحزاب الديكور، وهما أحمد إبراهيم من حركة التجديد ومصطفى بن جعفر من حزب التكتّـل. وبالرغم من أن صيغة القانون تُقصي في ظاهرها التكتّـل، إلا أن عديدا من الإخوان في الحزب، يعتقدون بأنه يمكن الاستفادة من حالة الغمُـوض التي تكتنِـف صيغة القانون، وبالتالي، دفع الأمور في اتجاه خوض معركة قانونية وسياسية، هذا النقاش مطروح داخل حزبنا، ومن الناحية المبدئية، نحن نستعد للمشاركة في الانتخابات التشريعية والرئاسية، وسنعمل على استشارة أكثر ما يُـمكن من القِـوى السياسية، التي تعمل من أجل التغيير، وذلك للقيام بعملية تغيير قواعد اللّـعبة. سويس انفو: هل يُـمكن أن نقول بأن النيّـة تتّـجه إلى الترشح، لكن القرار لم يُـحسم حزبيا؟ د. مصطفى بن جعفر: صحيح، خاصة ونحن نستعِـد لعقد مؤتمر خلال الثلاثية الأولى من السنة القادمة، كما أن مبادرةً من هذا الحجم، تتطلّـب توفير أفضل الشروط لكي تُـحقق أهدافها، بما في ذلك أن تحظى بالدّعم من قِـبل شخصيات اعتبارية ومستقلة. سويس انفو: لنقُـل بأن مصطفى بن جعفر سيترشّـح، فهل تعتقدون بأن ذلك من شأنه أن يغيِّـر من قواعد اللّـعبة، رغم أنكم أكّـدتم على أن العملية برمّـتها غير ديمقراطية؟ د. مصطفى بن جعفر: أعتقد بأن حزب التكتّـل بما له من مصداقية لدى شرائح من الرأي العام، يمكنه أن يعبأ هذه الشرائح، إضافة إلى جهود بقية الأطراف، لكن بعد ذلك، وفي ليلة الانتخابات، قد تتوفّـر ظروف ملائمة لدعم مرشح وحيد للمعارضة، إذ أنني من الذين يدفعون نحو هذا الاتجاه، خاصة في وضع لا يوجد به رهان انتخابي، كما أن الرأي العام بودّه أن يرى مرشّـحا واحدا للمعارضة يُـدافع عن برنامج واحد، بعيدا عن التشتّـت والتوتّـر الحزبي والشخصي، وبالتالي، يمكن لرؤساء أحزاب المعارضة أن يجتمِـعوا ليلة انطلاق الحملة الانتخابية، ويتبنّـوا إستراتيجية مُـشتركة ويختارون مرشّـحا يقوم الجميع على دعمه. وبالتأكيد، سندعم هذا التوجّـه. سويس انفو: لكن ترشّـحكم، ألا يتعارض مع المشاورات التي تقومون بها منذ أشهر مع حركة التجديد؟ د. مصطفى بن جعفر: هذا لا ينفي ذاك، خاصة وأن المعركة القانونية لم تُـحسم بعدُ، والتي ستحسمها السلطة خلال الأشهر القادمة. ولهذا، لا أرى وجود تعارُض بين التّـنسيق في أرفع مستوى مع حركة التجديد ومع غيرها مع الأطراف التي، للأسف لم نجد آذانا صاغية في بعض المناسبات، وبين سعيِـنا لتجميع الصّفوف من أجل المشاركة، لكن المؤكّـد، أن موقفنا سيختلف عن عام 2004، حين تمّ استغلال الفجوة القانونية، غير أن « المبادرة الديمقراطية » (جمعت في عام 2004 حزب التجديد وأطرافا وشخصيات يسارية وديمقراطية مستقلة – التحرير) لم تجد الدّعم الضروري فقط، بل هناك من أطلَـق عليها النّـار بشكل مكثّـف بدون مبرر، هذا لن يكون موقِـفنا هذه المرة. فنحن لسنا ضدّ مرشّـح حركة التجديد، وسنكون معه إذا مُـنِـعنا من الترشّـح. وعلى كل حال، هذه مشكلة قد تُـطرح ليلة الانتخابات وليس الآن. سويس انفو: هل يُـفهم من حديثك أنكم على استعداد، حتى لو سُـمِـح لكم بحقّ الترشح، أن تتخلّـوا في آخر لحظة لدعم مرشّـح التجديد؟ د. مصطفى بن جعفر: نعم، ولا شكّ في ذلك، لكن هذا السيناريو لم يُـناقشه بعدُ أعضاء حزبنا، والذي لن يؤخذ به إلاّ بعد استشارة الحِـزام الواسع لحزبنا. سويس انفو: أنصار الحزب التقدّمي الديمقراطي يَـلومُـونكم، لأنكم لم تُـساندوا مرشّـحه للانتخابات الرئاسية واكتفيتم بموقِـف عام يدعَـم الحقّ في الترشح، فما ردّكم؟ د. مصطفى بن جعفر: صحيح، فترشّـح السيد نجيب الشابي لم يحرز على إجماع، وهو أمر كان متوقّـعا، وأستغرِب كيف لم يتوقّـعه الإخوة في الحزب الديمقراطي التقدمي. فهذه المسألة لم تطرح للاستشارة، وإنما اتّـخذت شكل قرار من قِـبل هذا الحزب، ولم يكن أمامنا إلا الاصطِـفاف وراءه ودعمه، وهذا الشكل هو الذي دفع بالكثيرين نحو الاحتراز. صحيح أن القانون اكتسى طابعا إقصائيا، لكن خلافا لِـما يُـقال على المستوى الدعائي من قِـبل مسؤولي الحزب التقدمي، فإن القانون الانتخابي لم يُـقصِ فقط السيد نجيب الشابي، وإنما أقصى المئات من الشخصيات التونسية، كما أن القانون سمح لهذا الحزب بترشيح أمينته العامة، وذلك خلافا لأطراف أخرى مُـنِـعت بالكامل من تقديم مرشّـح لها. ولا أفشي سرا، عندما أعلِـن بأن هذه المسألة طُـرحت داخل دائرة 18 أكتوبر، وكان موقِـف بقية الأطراف واضحا، وهو تقديم مساندة مبدئِـية للحقّ في الترشح، لكن حصل شِـبه إجماع حول رفض موقف الاصطفاف. سويس انفو: بدا واضحا أنه، بالرغم من تعدّد التجارب، فإن مكوّنات المعارضة التونسية لم تنجح حتى الآن في تأسيس تقاليد في مجال التنسيق المتواصل بين مختلف مكوّناتها. كيف تفسِّـرون غلبة التشتّـت على شعار التوحّد والعمل الجبهوي؟ د. مصطفى بن جعفر: بدون لفٍّ ودَوران، فبعد 38 عاما من العمل في صفوف المعارضة، يُـمكنني القول بأن السبب الرئيسي للظاهرة التي أشَـرتم إليها في سؤالكم، هو أننا أمام سُـلطة همّـها الرئيسي هو العمل على احتواء حركات المعارضة أو بثّ البلبلة في صفوفها. فأحزابنا تعيش في ظروف غير طبيعية، لا تسمح لها بالنمو والتوسع، وهذا ينعكِـس مباشرة على مسألة التنسيق. وسأتّـخذ مِـثالا على ذلك، هيئة 18 أكتوبر، التي وجدت نفسها منذ البداية تعمَـل في السرية أو في وضع شبِـيه من ذلك، نتيجة الحصار الذي ضرب حول تحركاتها، أما العنصر الثاني الذي يفسِّـر هذه الظاهرة، يتمثل في غياب ثقافة العمل المشترك. ليست لنا في صفوف المعارضة أو بقية تنظيمات المجتمع المدني تقاليد العمل المشترك، الذي يقوم على التنازلات المتبادلة ونكران الذّات، وهما عنصران متكاملان يدعم كلّ منهما الآخر. فكل طرف حاليا يتصوّر نفسه زعيم البلاد. سويس انفو: لكن، ما قولُـكم في فشل محاولة 18 أكتوبر؟ د. مصطفى بن جعفر: أضيف للعاملين السابقين، عاملا ثالثا بالنسبة لتجربة 18 أكتوبر، وهو أن الذين كوّنوا هذه الهيئة، لم تكن لهم نفس الأهداف والأولويات. فالأهداف المُـعلنة تتمثّـل في التنسيق من أجل الدّفاع عن مطالبَ لها علاقةٌ بالحريّـات العامة، لكن وراء ذلك، كان هناك من يعتقِـد بأن هدف الهيئة هو تعميق الحوار بين مُـختلف الأطراف المكوّنة لها حول عناصر المشروع المشترك، وهناك من تصوّرها وأرادها أن تكون جبهة سياسية ستشكِّـل بديلا للنظام في تونس، أي أن بعض الأطراف أرادت أن تقفز على الواقع، وهو ما انجرّ عنه انفصال في بعض التصرّفات، وهو ما أكّـده ترشح السيد نجيب الشابي، الذي تصوّر بأن المطلوب من البقية في الهيئة، هو الاصطفاف وراءه، وهو تصوّر غير صحيح لدورها ووظيفتها ولم يأخذ في ذلك بعين الاعتبار، تنوّع التركيبة واختلاف التقييمات والمتناقضة أحيانا للواقع السياسي، إذ هناك من لا تهمّـه الانتخابات أصلا. فالمرحلية، هي المطلوبة لإنجاح مثل هذه المبادرة. فهذه الهيئة في تقديري، تعد لمستقبل بعيد وتعمل على التقريب بين أطراف تحمِـل مشاريع مختلفة، دون المساس من حقّ الاختلاف والتنوّع والقبول بقوانين اللّـعبة والحريات الأساسية. سويس انفو: هل يُـفهَـم مِـن كلامك أن 18 أكتوبر تجربة قد أصبحت جزءا من الماضي؟ د. مصطفى بن جعفر: نحن متشبّـثون بالتجربة، وندعو إلى توسيعها، لتشمل أطرافا أخرى. ونؤكّـد أنها إطار للحِـوار، وليست جبهة سياسية، وهو ما جعل الكثيرين يتخوّفون منها ويتردّدون كثيرا في الانخراط فيها. سويس انفو: هل أن الحوار بينَـكم وبين حركة النهضة، هو مجرّد حوار فكري ولا يملك طابعا سياسيا أو خطوة نحو الجبهة والعمل السياسي المشترك؟ د. مصطفى بن جعفر: نعم، هذا موقفنا في هذه المرحلة. أنا لا أقبل القفز على الواقع. هناك إرادة للحوار ورفض لكل أشكال الإقصاء. فإلى جانب المواقف المشتركة، لا تزال هناك قضايا خلافية تحتاج إلى التعمّـق والحوار، مثل قضية المرأة التي صدر في شأنها بيان، لكن بعض الأطراف من خارج هيئة 18 أكتوبر، لا يزالون يشكِّـكون في أهمية مثل هذه النصوص التأليفية ويعتبرون أن حركة النهضة تقوم بالمُـسايرة من أجل الكسب السياسي، لكنها تُـخفي موقفها الحقيقي لمرحلة أخرى. سويس انفو: ما رأيك في هذا التشكيك؟ د. مصطفى بن جعفر: نحن ضدّ ذلك، ونعتقد أنه لا يوجد سوى المُـمارسة للحُـكم على الجميع. ونحن كحركة سياسية، ننتهج أسلوب اليَـقظة المستمِـرة، سواء بالنسبة لحركة النهضة أو لكل الأطراف. سويس انفو: هل تعتقِـدون بأن حركة النّـهضة في المستقبل ستكتسي طابعا دِينيا وسياسيا، أم أنها ستحتلّ موقعا أساسيا في المجتمع؟ د. مصطفى بن جعفر: أنا ضدّ الخلط بين الدِّين والسياسة، كما أنني ضدّ احتكار أمرين: الإسلام والوطنية، ومَـن يقوم بذلك، أعتبره حاملا لمشروع استبداد وكلياني، وهو ما نلمسه في بعض التصريحات المتناقضة، كما نستمع أيضا لمَـن يعتبر بأن حركة النهضة هي « حزب سياسي مدني »، دون تحديد مضمون البرنامج السياسي، وهو ما يستوجب تعميق الحوار معه لمعرفة مواقفه الحقيقية من قضايا أساسية. سويس انفو: هل تخشون من احتِـمال انتصار السلفية الجهادية في تونس؟ د. مصطفى بن جعفر: رغم تكهّـنات البعض، أعتقد أن هيمنة السلفية في بلادنا غير ممكنة ولا واردة، وإلا فقَـد التاريخ منطقه. فكيف بعد نصف قرن من تعليم المرأة وتحريرها، يمكن القبول بأن ذلك سيُـشطب بجرّة قلم؟ هذا أمر مُـستبعد. فالسلفية في تونس لن تنتصر. سويس انفو: أريد أن أعود إلى وضعكم كحزب، إذ قبل حصولكم على التأشيرة، كنتم تُـراهنون على التوسع، لكن بعد ذلك، لا يزال الكثيرون يصفونكم بالحزب الصغير. لماذا بقيتم في هذا الإطار الضيّـق؟ د. مصطفى بن جعفر: حصل سوء تفاهُـم بيننا وبين السلطة. كانت تُـراهن على أن تدمجنا ضمن معارضة الدّيكور، لكن عندما حافظنا على استقلاليتنا، عملت على تهميشنا ومحاصرتنا. وقد رفضنا النزول إلى السرّية أو اللّـجوء إلى العنف، وبالتالي، فكل التنظيمات التي لا يتوفّـر لها قدر من الحرية، لا يمكنها أن تنمو وتتحوّل إلى حركة جماهيرية. ونحن ننتظر أول فرصة للانفتاح، لنكتسح المواقع التي نستحقها. سويس انفو: أخيرا، ماذا يمثِّـل لكم تاريخ 2014، إذا اعتبرنا بأن الولاية القادمة للرئيس بن علي، هي الولاية الأخيرة، حسبما يقتضيه القانون؟ د. مصطفى بن جعفر: بكل صراحة، لا أعتقد بأن هناك دورة أخيرة، إذ قد سبق أن راجت مثل هذه الفكرة قبل الانتخابات السابقة لدورة 2004، حين كتب يومها البعض وأكّـدوا على أن تلك الدّورة ستشهد قرارات تمهِّـد للانتقال الديمقراطي، لكن بحُـكم إيماني بالعمل السلمي، فأنا متفائل إلى حدٍّ ما، لأن المسألة مرتبطة بالإرادة السياسية لعدد محدود من الأشخاص، إذ يكفي أن تقع استفاقة وأن تتّـخذ بعض الإجراءات، التي لا تهدّد استقرار النظام والبلاد، حتى تنفتح آفاق جديدة لتحقيق تطوّر ممكن، وهو تطوّر ينطلق من جهة، من حرية التعبير والصحافة، ومن جهة أخرى، باستقلال القضاء. (المصدر: موقع سويس انفو (سويسرا) بتاريخ 30 نوفمبر 2008)


المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية البريد الالكتروني marced.nakabi@gmail.com
تونس في 30/ 11 / 2008 

تضامنا مع عمال غزل المحلة في مصر المعتصمين

 

عبر المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية عن تضامنه المطلق واللامشروط مع قيادات عمال غزل المحلة المعتصمين منذ صباح اليوم الأحد 30 / 11 / 2008 داخل مبنى الاتحاد العام للعمال في القاهرة ونذكر منهم بالخصوص وداد الدمرداش وأمل السعيد وكيم البحيري ومحمد العطار ووائل حبيب إضافة إلى أسرهم من أزواج وزوجات وأبناء وذلك للمطالبة بإلغاء العقوبات التعسفية ضدهم وعودتهم إلى عملهم داخل مصانع غزل المحلة . إن المرصد يدين بشدة العقوبات التعسفية التي طالت هؤلاء القياديين النقابيين ويعتبرها منافية لكل المواثيق والمعاهدات الدولية وبناءا عليه يطلب من السلطات المصرية المختصة التدخل العاجل لإنهاء معاناة هؤلاء النقابيين. كما يأمل المرصد أن تتوسع وتتكاثف حملة التضامن مع هؤلاء العمال المعتصمين سواء داخل مصر أو خارجها إلى حين رفع العقوبات المسلطة عليهم وعودتهم إلى مركز عملهم الأصلي .كما انه يعول على كافة التشكيلات النقابية المصرية والعربية لمساندتهم في مطالبهم العادلة . جميعا من اجل فرض الحقوق والحريات النقابية جميعا من اجل التصدي للانتهاكات ضد العمال والنقابيين المرصد فضاء نقابي ديمقراطي مستقل وهو مفتوح لجميع النقابيين بدون اشتثناء ويمكن التواصل مع المرصد على العناوين الالكترونية التالية : http://nakabi.maktoobblog.com               http://nakabi.blogspot.com                       عن المرصد المنسق محمد العيادي


حوار مع زكية الضيفاوي

حوار خاص مع السيدة زكية الضيفاوي السجينة السياسية السابقة حول التطورات في مسألة عودتها إلى العمل و حقيقة التصريحات بتعرضها إلى الاغتصاب التي أوردتها وكالة انفوسودinfo sud . ونذكّر أنّه تمّ إيقاف زكية الضيفاوي يوم 27 جويلية الماضي على خلفية مشاركتها في مسيرة نسائية سلمية تضامنية مع مساجين الحوض المنجمي ليطلق سراحها يوم 05 نوفمبر الجاري إثر تمتّعها بسراح شرطي. – مرحبا بك زكية الضيفاوي في هذا الحوار. ما هي أهم المستجدات فيما يتعلق بقضية عودتك إلى وظيفتك؟ – شكرا لكم ،في الحقيقة لا أزال إلى الآن معطلة عن العمل ،اتصلت بالإدارة الجهوية للتعليم بالقيروان فطلبوا مني مراسلة وزير التربية والتعليم عن طريق الإدارة الجهوية وقمت فعلا بهذا الإجراء و مازلت إلى اليوم انتظر ردا على مراسلتي كما ان هناك مفاوضات مع السلطة بخصوص عودتي إلى العمل يتزعمها الإتحاد العام للشغل ممثلا في شخص الأمين العام عبد السلام جراد ، إضافة إلى نقابة التعليم الثانوي والمسئول النقابي عن الوظيفة العمومية السيد منصف الزاهي و السيد حسين العباسي المسئول في المكتب  التنفيذي عن أوضاع الحوض ألمنجمي. -إذا نفهم من حديثك أنّ الاتحاد العام التونسي للشغل تبنّى قضية عودتك إلى العمل؟    ـ نعم الاتحاد العام للشغل تبنى مطلب عودتي بالكامل وأنا أثق في إتحاد الشغل فقط لا زلت أجهل كيف ستتعاطى السلطة مع ملف عودتي إلى الشغل. هل هناك تطمينات معينة أو وعود, وماذا تتوقعين في هذه المرحلة؟  ـ تلقيت تطمينات من طرف اتحاد الشغل على صعيد مركزي ولكن التطمينات لا تحدّد فترة البطالة وهم بصدد التفاوض ودراسة الملف واخشي أن تستمر فترة بطالتي طويلا . في حال عدم عودتك إلى العمل ماذا ترين في الأفق هل ستوجهين جهودك إلى حشد الرأي العالمي ليشكل ضغطا خارجيا على السلطة وما هي الأساليب التي ستعتمدينها في النضال من اجل عودتك للعمل ؟ -لا أريد التحدث عن الضغط  الدولي قبل التحدث عن ضغط المجتمع المدني التونسي فقضية عودتي إلى الشغل لم تعد قضية شخصية بل تحولت إلى قضية رأي في المجتمع التونسي وبطبيعة الحال لن أقف عند حدود التفاوض إن لم اعد إلى عملي. فأنا مستعدة إلى خوض كل أشكال النضال لتحقيق مطلبي. – يروج أنّك تحت مراقبة أمنية مكثّفة ؟ – نعم أتعرض إلى مراقبة لصيقة وهي سياسة التجويع التي تتبعها السلطة ضدي حتى أني أتعرض إلى مضايقات في حياتي الشخصية تمنعني من التزود بحاجياتي الأساسية. كما اضطر إلى عدم التجول في القيروان ملازمة بيتي وذلك لحالة الخوف المزروعة في الأهالي بعد الحصار الأمني المفروض علي باعتبار الطبيعة المحافظة للمنطقة. – صرحت في وقت سابق لوكالة انفوسيد السويسرية انك تعرضت إلى الاغتصاب و هو ما يتعارض مع ما صرحت به لنا بعد خروجك من السجن فما حقيقة هذه التصريحات؟ وما وقع معك في فترة إيقافك بقفصه قبل سجنك؟ – فيما يخص التصريحات الصحفية تمت معي مباشرة بعد خروجي من السجن بعد ساعات اتصل بي الصديق جلال الماطري من جنيف وأعلمني بأنّه سيمرّر لي صحفية بجريدة لوطون السويسرية وتمّ ذلك فعلا. خاطبتها بالهاتف ويبدو أنّ سوء فهم حصل حيث إني لم أقل أني تعرّضت إلى الاغتصاب بل قلت أني تعرضت إلى التحرّش الجنسي بالملامسة بأماكن حساسة من جسدي. كما تعرضت أيضا إلى التهديد بالاغتصاب.  – فوجئت بنشر قصة الاغتصاب وحاولت الاتصال بالسيدة ايزولدا الصحفية التي أجرت الحوار ولم أتمكن من مهاتفتها إلا يوم 17 نوفمبر. وطلبت منها تعديل الخبر وحصل فعلا التعديل بطريقة لم ترضني لأنه لم يقع في صفحة جديدة بل في نفس الصفحة التي نشر فيها الخبر السابق وكأني أتحمّل المسؤولية عن أخطاء الوكالة السويسرية. وهو ما يتناقض مع الحقيقة حيث أن ما حدث هو خطأ تتحمل مسؤوليته الوكالة وهنا أؤكد باني لم أتعرض إلى عملية اغتصاب بل تعرّضت إلى تحرّش جنسي وهُدِّدْتُ بالاغتصاب كي أمضي على محضر التحقيق الملفق كما تعرفون. – في الختام الكلمة لك – أوجه نداءا إلى كل أحرار العالم من أجل الوقوف إلى جانبي للدفاع عن حقّ في عودتي للعمل و رفع الحصار الأمني وكل التضييقات عليّ
(المصدر: موقع كلمة الإلكتروني ( محجوب في تونس ) بتاريخ 30 نوفمبر 2008)
 


                       

الوضع داخل المحاماة ..وليمة الأسد

                                                                             

لم أسمع في السابق كما أنني لم أقرأ ما يفيد ان أحد العمداء تعرض الى جملة من الاتهامات الخطيرة من طرف زملائه كالاتهامات التي تحاصر العميد الحالي الأستاذ بشير الصيد….  فالبعض يعتبر هذه الاتهامات متعلقة بسوء التصرف المالي فقط   في حين تصل الاتهامات لدى  البعض الآخر الى حد اتهامه بالاستيلاء على مبالع مالية مهمة لخاصة نفسه لقد انتشرت هذه الأخبار في صفوف المحامين كالنار في الهشيم مما جعل أحد أنصاره يفقد صوابه ويتهجم على محامي القيروان الحاضرين بجلسة الفرع الجهوي بسوسة بتاريخ 05/11/2008 … فرد هؤلاء الفعل بأن أصدروا بيانا نددوا فيه بهذه الممارسات الغريبة عن مهنة المحاماة… وبعض ما ورد في بيانهم  « شعورنا بخيبة أمل كبيرة تجاه من يطلقون على أنفسهم مجموعة بشير الصيد ويطلقون لانفسهم العنان في التعدي  على المحامين» لقد أضحت تصرفات العميد المالية أحاديث المحامين في أروقة المحاكم والمقاهي المحيطة بها… فازداد حجم كرة الثلج يوما بعد يوم مما اضطره للجواب باقتضاب شديد عن هذه التهم في أحد الجرائد اليومية  يوم 17/11/2008 وبالتالي وللأول مرة في تاريخ مهنة المحاماة يكون عميدها في موضع المتهم  بمسائل  مالية و يجيب عنها أمام الرأي العام عن طريق الصحف…. انها بداية السقوط…. و يتأكد هذا السقوط عند الاطلاع على رسالة أمينة المال الى  أعضاء الهيئة الوطنية للمحامين  التي تضمنت وقائع واتهامات ذات صبغة جنائية اذ ورد فيها على سبيل الذكر لا الحصر المعطيات التالية: *-تولى العميد فتح حساب جديد بالبنك التونسي أودع فيه أموالا من مداخيل الاشتراكات  في حدود  (000د000. 371)  وحصر حق الامضاء لنفسه فقط وانطلق يتصرف في هذه المبالغ بدون أي مراقبة *-انتداب عدد من الموظفين بصندوق الحيطة والتقاعد للمحامين من غير المترشحين في الآجال ودون احترام شروط عروض العمل المنشورة بالجرائد اليومية كما تم الانتداب بالعدد الذي يتجاوز الحد المطلوب *-الانفراد بادارة الصندوق واقصاء مجلس الادارة الذي لا يعلم شيئا عما يجري فيه وتضيف مصادر مطلعة داخل مجلس الهيئة وبين عموم المحامين الممارسات التالية: *- عدم ارجاع سيارة الى الشركة المسوغة وابقاؤها تحت تصرف ابنه  الذي جاب بها البلاد طولا وعرضا ثم توليه خلاص معلوم كرائها الذي بلغ 000د1200 من أموال المحامين  التي أضحت على ذمة نزوات العميد الابن *- تسلم مبالغ مالية عند السفر بحساب 000د400 لليوم الواحد ثم رجوعه دون اتمام المدة … ودون ارجاع المال  المتبقي الى خزينة الهيئة . لقد دفعت هذه الوقائع والممارسات والاستيلاءات بعض  » الراسخين في علم قطاع المحاماة » الى اعتبار أن السلطة فهمت نهم الصيد وجوعه فسمحت له بواسطة منظوريها  الذين يمثلون أغلبية هياكل المهنة بأن يجعل أموالهم وليمة يأكل منها  بأصابع اليدين العشرة حتى  التخمة ويبدو أن هذه التخمة أثقلت الصيد وجعلت وجهته  منحصرة نحو مكاتب وزارة العدل أو مقر جمعية القضاة الواقع الاستيلاء عليه  من طرف قضاة الإدارة اثر انقلابهم الشهير في شهر ديسمبر2005  أليست الأمثلة الشعبية خلاصة تجارب الشعوب… ألم يقل أجدادنا   اطعم الفم تستحي العين؟    فادي جمال الدين  

 


من يزرع التطرف واليأس؟

 

 
محمود البلطي هناك إثنان من المواضيع استقطبت اهتمام النخب والسياسيين بكافة اطيافهم في المدة الاخيرة وانقسمت المواقف الى قسمين … 1- الموضوع الاول هو اطلاق سراح ما تبقى من مساجين حركة النهضة انقسمت المواقف الى قسمين القسم الاول على رأسه السلطة وبعض الابواق الماجورة والتي حافظت وبامتياز على خنق كل بادرة امل تلوح لتجاوز الماضي وطي صفحته المظلمة دائما يسارعون الى الاحباط والى تلميع صورة السلطة وتجريم وتقزيم الخصوم مهما كانت انتماءاتهم ففي يوم 5-11-بدات تتسرب اخبار عن اطلاق سراح بعض الاخوة وبدات تتهاطل المكالمات الهاتفية مستفسرة عن صحة الخبر؟ وعن الاشخاص الذين اطلق سراحهم؟. دخلت موقع وكالة « تاب » الوكالة الرسمية للاعلام وجدت نشاط الرئيس مقتصر على ارساله لبرقية لاوباما فالسراح الشرطي والعفو هو من مشمولات الرئيس .فقلت في بعض الاحيان تصل البرقيات متاخرة . فدخلت موقع وزارة العدل التي يهمها الموضوع بالدرجة الاولى ايضا لم اجد شيئا وبقي الموضوع غامضا حتى ان احد المواقع الالكترونية أعلن في البداية انه تم اطلاق سراح بعض مساجين النهضة ليتراجع بعد ذالك ويعلن انه سيتم . وبقي التعرف على الاسماء معتمدا على المجهودات الفردية لتكتمل القائمة النهائية للمسرحين يوم 6-11 لتفاجئنا بعض الصحف الرسمية بخبر مقتضب وغريب في صياغته وفي مصطلحاته « علمنا ان اجراءات السراح الشرطي المعتمدة اخيرا شملت 21 سجينا صدرت ضدهم احكاما من اجل ارتكابهم اعمال عنف واعتداءات وينتمون الى تنظيم ديني محظور علما ان هؤلاء اخر مجموعة من المساجين المنتمين الى هذا التنظيم  » من يقرا هذا الخبر يعتقد ان هؤلاء ينتمون الى تنظيم القاعدة او طالبان .اذن السلطة حاولت بكل الوسائل ان تهمش الموضوع  وأرادت الإيحاء من خلال بيانها ان من افرج عنهم هم نكرة والتنظيم الذي ينتمون اليه ايضا نكرة بل نزعت عنهم الصفة السياسية واعتبرتهم ارهابيين حوكموا من اجل قيامهم باعمال عنف واعتداءات . هكذا الصحف نصبت نفسها مكان القضاء توجه التهم بصفة مجانية وانبرت الاقلام الماجورة لتقلل من اهمية الحدث واعتباره عملا انسانيا يقوم به رئيس الدولة في المناسبات الوطنية ولا يجب في كل الاحوال اعطائه ابعاد سياسية كبداية انفراج او مصالحة او غير ذالك ….  حتى ان بعض تصريحات الاخوة المسرحين والتي أخذت وهم في قمة نشوة الفرح بالحرية وقع محاسبتهم عليها واعتبارها تصريحات رسمية والاستدلال بها في تشدد الحركة اما القسم الثاني فهو موقف من مازال في قلبه ذرة من انسانية فقد اجمعوا كلهم وبدرجات متفاوتة على فرحتهم وسرورهم لهؤلاء الاخوة ولعائلاتهم .  فالسجن هو الموت وهو القبر ففي الحوار الذي دار بين سيدنا ابراهيم والنمرود والذي ذكره الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة « اذ قال ابراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال انا احيي واميت  » ففي تفسير قول فرعون انا احيي واميت انه اتى بسجين فاطلق سراحه ليثبت لسيدنا ابراهيم انه يحيي الموتى . فالخارج من السجن عبارة على انسان عائد الى الحياة .فهم لم يخرجوا من سجن عادي بل خرجوا من سجن اسثنائي مورست فيه كل اشكال الاضطهاد والتنكيل والاهمال عليهم وعلى عائلتهم .فهل نستكثر عليهم فرحتهم وننغصها عليهم بمحاصرة بيوتهم ومنع احبابهم واصدقائهم من زيارتهم ؟ 2- الموضوع الثاني هو زيارة وفد برلماني اوروبي لتونس لمتابعة حقوق الانسان فيها ايضا انقسمت المواقف الى قسمين الموالين للسلطة اعتبروا ان كل من قابل هذا الوفد هو خائن ويستقوي بالخارج .ويسهل التدخل الاجنبي في شؤوننا الداخلية . في حين ان الشق الثاني يعتبر ان تونس ممضية على اتفاقيات مع الاتحاد الاوربي تلزمهما باحترام حقوق الانسان مقابل تمتعها بقروض ومساعدات و البرلمان الاوروبي من حقه ان يتابع مآل امواله . فمن شرع للتدخل الأجنبي: هل من أمضى على الاتفاقية ؟ ام من سهل متابعتها ؟.وأين هو الحوار بين السلطة والمجتمع المدني حتى لا نلتجئ الى الضغط الخارجي. فمنذ مدة قرأت مقالا لأحد القياديين السابقين في حركة النهضة يستجدي فيه السلطة لمحاورته من اجل مصلحة البلاد والعباد ولكن لا من مجيب ؟؟؟؟؟؟ في النهاية هذا التعامل المتخلف مع الأحداث ألا يدفع الناس الى التطرف والبعض الآخر إلى اليأس والاستقالة. ويبقى الحال على ما هو عليه أوقات تضيع وأموال تهدر هذا يلمع الصورة والآخر يفضحها وفرص تضيع … والسلام (المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 30 نوفمبر 2008)  

  محمود البلطي.  
لافتة جديدة جدا لأحمد مطر رسالة بالبريد المستعجل  للشاعر أحمد مطر .. مِن أوباما.. لِجَميعِ الأعرابِ شُعوباً أو حُكّاما: قَرْعُ طَناجِرِكُمْ في بابي أرهَقَني وَأطارَ صَوابي.. (افعَل هذا يا أوباما.. اترُك هذا يا أوباما أمطِرْنا بَرْداً وسَلاما يا أوباما. وَفــّـِـرْ للِعُريانِ حِزاما! يا أوباما. خَصِّصْ للِطّاسَةِ حَمّاما! يا أوباما. فَصِّـلْ للِنَملَةِ بيجاما ! يا أوباما..) قَرقَعَة تـَعلِكُ أحلاماً وَتَقيء صَداها أوهَامَا وَسُعارُ الضَّجّةِ مِن حَوْلي لا يَخبو حتّى يتنامى. وَأنا رَجْلُ عِندي شُغْلٌ أكثَرُ مِن وَقتِ بَطالَتكُمْ أطوَلُ مِن حُكْمِ جَلالَتِكُمْ فَدَعوني أُنذركُمْ بَدءاً كَي أحظى بالعُذْر ختاما: لَستُ بِخادمِ مَن خَلَّفَكُمْ لأُسِاطَ قُعوداً وَقياما. لَستُ أخاكُمْ حَتّى أُهْجى إن أنَا لَمْ أصِلِ الأرحاما. لَستُ أباكُمْ حَتّى أُرجى لأكِونَ عَلَيْكُمْ قَوّاما. وَعُروبَتُكُمْ لَمْ تَختَرْني وَأنا ما اختَرتُ الإسلاما! فَدَعوا غَيري يَتَبَنّاكُمْ أو ظَلُّوا أبَداً أيتاما! أنَا أُمثولَةُ شَعْبٍ يأبى أن يَحكُمَهُ أحَدٌ غَصبْا.. و نِظامٍ يَحتَرِمُ الشَّعبا. وَأنا لَهُما لا غَيرِهِما سأُقَطِّرُ قَلبي أنغاما حَتّى لَو نَزَلَتْ أنغامي فَوقَ مَسامِعِكُمْ.. ألغاما! فامتَثِلوا.. نُظُماً وَشُعوباً وَاتَّخِذوا مَثَلي إلهاما. أمّا إن شِئتُمْ أن تَبقوا في هذي الدُّنيا أنعاما تَتَسوَّلُ أمْنَاً وَطَعاما فَأُصارِحُكُمْ.. أنّي رَجُلُ في كُلِّ مَحَطّاتِ حَياتي لَمْ أُدخِلْ ضِمْنَ حِساباتي أن أرعى، يوماً، أغناما!

تونس تبدأ تحرير النقل الجوي مع دول المغرب العربي العام المقبل

   

تونس: صالح عطية : قررت الحكومة التونسية تحرير النقل الجوي بالحرية الثالثة والرابعة مع كافة دول المنطقة المغاربية بداية من العام القادم.. وشرعت تونس في تحرير هذا الصنف من النقل مع المغرب وليبيا، حيث سجلت الحركة الجوية مع هذين البلدين ارتفاعا لافتا خلال الأشهر التسعة الأولى من السنة الجارية، بنحو 17 % مع المغرب و30 % مع الجماهيرية الليبية.. ويأتي قرار التحرير في سياق مزيد الانفتاح على دول المنطقة، والبحث عن أسواق سياحية نشيطة، في ضوء الانكماش الذي من المتوقع أن تشهده بعض الدول الأوروبية خلال المرحلة المقبلة، على خلفية الأزمة المالية العالمية الراهنة، التي يتوقع الخبراء أن تلقي بظلالها على البنوك ووكالات الأسفار.. وتعد أوروبا الحليف التقليدي الأول لتونس في المجال السياحي، وبخاصة دول فرنسا وألمانيا وإيطاليا، وبأقل درجة إسبانيا.. من ناحية أخرى، تتجه نية الحكومة إلى تشجيع الرحلات المنتظمة القادمة من الخليج، من دون التقيد بمبدأ تقاسم السعات، وهو الخيار الذي شرع في تنفيذه منذ فترة مع شركة الطيران القطرية وشركة الطيران الإماراتية.. ومن المنتظر توسيع هذه التجربة لتشمل شركة الطيران الكويتية والاتحاد الإماراتية خلال العام القادم.. وقالت مصادر حكومية عليمة لـ « الشرق »: إنه سيتم الشروع بداية من العام القادم في التفاوض مع الاتحاد الأوروبي، بغاية تحرير النقل الجوي خلال المرحلة القادمة، تزامنا مع الإعداد لإنجاز منطقة تبادل حر مع الأوروبيين في أفق العام 2012، بموجب اتفاقية الشراكة التي تربط الجانبين منذ سنة 1995، والتي تتضمن مبدأ تحرير أصناف النقل، وبينها النقل الجوي.. وكانت السنوات الماضية، عرفت اتخاذ إجراءات عديدة في هذا السياق، بينها قرار التحرير الكلي للنقل الجوي غير المنتظم، حيث بلغ عدد الشركات التي تم تحريرها نحو 100 شركة أجنبية، إلى جانب تمكين الشركات التونسية الخاصة من استغلال النقل الجوي المنتظم بصفة تدريجية، انطلاقا من مطارات جربة والمنستير وتوزر وطبرقة، بدون دفع أي رسوم.. وتفيد آخر البيانات الرسمية أن مساهمة القطاع الخاص في الاستثمار في قطاع النقل ارتفعت من 26 % قبل نحو عشر سنوات، إلى 42 % متوقعة خلال السنوات الخمس المقبلة.. (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 30 نوفمبر  2008)

حول أطروحة الحكم يساراً باليمين
طارق الكحلاوي 2008-11-30  
كنت أشرت في الأسبوع الماضي إلى أن ميل أوباما في مواقع السياسة الخارجية الأهم لاختيار رموز من «وسط» الحزب الديمقراطي (هيلاري كلينتون وزيرة خارجية) أو «اليمين» الجمهوري (روبرت غيتس وزيرا للدفاع) أو «الوسط» المستقل من الأوساط العسكرية (الجنرال جيمس جونس مستشارا للأمن القومي) يمكن أن يكون في سياق توفير الرئيس المنتخب لعوازل تمنع الصدام القوي المرتقب مع القيادات العسكرية التي ستخلفها الإدارة المنتهية ولايتها بالتحديد لعرقلة أي نوايا للتراجع عن خطة «زيادة» القوات، فما بالك الانسحاب ولو التدريجي من العراق. تتقاطع هذه الرؤية مع التحليل الذي تبناه الصحافي الليبرالي بيتر باينرت في مقال بمجلة «التايم» هذا الأسبوع (26 نوفمبر). يقول الأخير: «لأن أوباما ينوي متابعة سياسات حقيقة تقدمية في السياسة الخارجية فهو يحيط نفسه بأناس يستطيعون حماية جانبه الأيمن في الداخل». يضيف باينرت للتدليل على ذلك: «عندما أراد الرئيس بوش الترويج لحرب العراق استعان بكولن باول لأن الأخير ليس له مظهر الصقور». كما أن الشخوص التي اختارها «لا تختلف معه بشدة» في السياسة الخارجية في عدد من الملفات بل يمكن أن تتفق معه بشكل كبير، مبرزا موقف الجنرال جونس من حرب العراق بأنها «فاشلة» وحثه إدارة بوش على إغلاق معتقل غوانتانامو. وكذلك مواقف لغيتس تم تداولها إعلاميا منذ تقلده منصبه بما في ذلك دعوته لإغلاق غوانتانامو وانسحاب متسارع من العراق (قبل تراجعه على هذا الموقف) ووصفه أي هجوم على إيران بأنه سيكون «كارثة استراتيجية» وانتقاده لما سماه «عسكرة» السياسة الخارجية. حتى هيلاري ورغم اختلافاتها مع الرئيس المنتخب في ملفات داخلية فإنها تتفق معه مبدئيا في ضرورة القيام بانسحاب تدريجي من العراق. كما أن الخلاف بينهما في الملف الإيراني (محادثات مشروطة أو غير مشروطة) كانت تلتقي في ضرورة التركيز على «مفاوضات صارمة» مقابل استبعاد الخيار العسكري. هذا التحليل يبدو أنه بصدد الرواج حتى في تحليل اختيارات أوباما للأشخاص الذين كلفوا هذا الأسبوع بمواجهة الأزمتين المالية والاقتصادية وهو الملف الأول على أجندة «التغيير» للرئيس الجديد. التشكيلة التي أعلنها أوباما تضمنت فريقين: واحد تنفيذي وآخر استشاري. من بين هؤلاء نجد ثلاثة عناصر أساسية هي على التوالي: تيموثي غايثنر في منصب وزير الخزانة، وبيتر أورسزاغ في موقع مدير الميزانية، ولاري سامرز في موقع كبير المستشارين ضمن «مجلس الاقتصاد القومي» وهو المجلس الاستشاري للرئيس في الشؤون الاقتصادية ويعمل مثل مكتب الأمن القومي في البيت الأبيض. حتى نفهم شبكة الروابط هنا لا يكفي أن نتذكر أن الاثنين الأولين (غايثنر وأورسزاغ) عملا تحت إشراف سامرز عندما كان وزيرا للخزانة. الراعي الحقيقي لهذه المجموعة الصغيرة المتكاتفة وزير الخزانة الأول في عهد الرئيس كلينتون مايكل روبين. ما أصبح معروفا بمدرسة «روبينوميكس» (Rubinomics) أو «اقتصاد روبين» التي هيمنت على التفكير الاقتصادي في الحزب الديمقراطي مع صعود كلينتون وأبعدته من اليسار وتأثير النقابات. لم يتعلق الأمر بمجرد مغازلة للاقتصاد الحر بل بأحد تيارات الليبرالية الجديدة أو ما أصبح يسمى منذ ذلك الوقت بـ «أصوليي السوق الحرة» (free market fundamentalists). برز ذلك بالأساس مع عدول كلينتون عن الالتزام بوعوده الانتخابية عندما وعد بزيادة المصاريف الخاصة بالشأن العام بما في ذلك البنية التحتية والتركيز على خلق فرص العمل من خلال مشاريع عامة تشرف عليها الإدارة الفيدرالية. بعكس ذلك اتجه كلينتون بتوجيه من وزير خزانته آنذاك مايكل روبين نحو التركيز على التخفيض في عجز الميزانية وبالتالي الحد من المصاريف بوصف ذلك المحرك الرئيس للاقتصاد. الآن مع النظر إلى تلك السنوات يبرز لمايكل روبين ذلك وخليفته لاري سامرز وزير الخزانة آنذاك وذراعه اليمنى الشاب تيموثي غايثنر (وزير الخزانة في الإدارة الجديدة) المسؤولين الأساسيين على سلسلة تقليص الرقابة (deregulation) وهو ما كان من بين الأسباب التي سمحت بنمو رأس المال المالي بالشكل الفقاعي الذي لا يعكس الاقتصاد الواقعي ومن ثم حدوث الأزمة المالية التي بصدد التأثير بدورها على الاقتصاد الواقعي. من اللافت أيضا أن أوباما وضع بول فولكر على رأس الفريق الاستشاري الثاني الذي استحدثه «المجلس الاستشاري للتعافي الاقتصادي». تم تقديم هذا المجلس على أساس أنه سيوفر المنبر لأصوات من خارج الحلقات الضيقة لبيروقراطية واشنطن في سياق وعود أوباما بالقطع مع انعزالية الأوساط السياسية للعاصمة الفيدرالية. غير أن أوساط «اليسار» سجلت في منابرها الإعلامية واقع أن فولكر هو رجل واشنطن بامتياز على خلفية تاريخه الطويل في العمل في مؤسسات مالية فيدرالية خاصة منها ولايته كرئيس للاحتياطي الفيدرالي بين عامي 1979 و1987 وهي الفترة التي تزامنت تحديدا مع المرحلة النيوليبرالية. فولكر يرتبط أيضا بالحلقة الضيقة لروبين والمجموعة المحيطة به من خلال إشرافه على التجمع الاستشاري الدولي الأكثر أهمية في الشؤون المالية في واشنطن أي «مجموع الثلاثين» (The Group of Thirty) الذي تجمع في عضويتها كل من لاري سامرز وتيموثي غايثنر. من دون شك كانت كل هذه المؤشرات محبطة للكثيرين من أوساط يسار الحزب الديمقراطي. غير أن هناك أصواتا من اليسار لا تزال ترغب في تصور رؤية أخرى لما يجري. في تقرير في صحيفة «نيويورك تايمز» (24 نوفمبر) لمح جارد بيرنستين، وهو من المستشارين الاقتصاديين لأوباما القلائل من خارج مجموعة «يمين الوسط»، إلى أن ما قام به الرئيس المنتخب هو تعيين فريق ذي ماض نيوليبرالي حتى لا يصيب وول ستريت بالذعر في حين أنه ينوي تطبيق سياسة يسارية بالأساس تركز على زيادة مصاريف الدولة بمعزل عن مؤشر العجز في الميزانية. ويشير بيرنستين أنه في أحد اللقاءات الأخيرة التي جمعته بسامرز في سياق اجتماعات فريق أوباما الاقتصادي لاحظ دفاع سامرز عن سياسات تعمق عجز الميزانية. مازح بيرنستين سامرز حول التغير الكبير في مواقفه فرد الأخير بأن: «الظروف تغيرت». في نفس سياق تغير مواقف نيوليبراليين قدامى استجابة للظروف الراهنة من الضروري أن نتعرض إلى تقرير أصدرته «مجموعة الثلاثين» بإشراف بول فولكر وبمشاركة لاري سامرز في ربيع 2008. التقرير بعنوان «بنية الرقابة المالية: مقاربات وتحديات في سوق دولية» يتعرض بالنقد بشكل خاص إلى نظام الرقابة الراهن في الولايات المتحدة (الذي شارك في إقامته بالتحديد أشخاص مثل فولكر وسامرز) والذي يصفه بـ «الاستثنائي» عالميا. نقرأ في أحد الفقرات من هذا التقرير ما يلي: «تاريخيا تم النظر بشكل عام إلى (النظام المالي الأميركي) بأنه ناجع في الاستجابة للأهداف المختلفة للرقابة. لكن اليوم الإصلاح البنيوي يجب أن يكون على أجندة صانعي السياسة». بشكل عام هناك معطيات مقنعة إلى حد ما في خصوص التكهن بتوجه أوباما نحو تنفيذ سياسات يسارية في الملفات الداخلية (الرفع من المصاريف الفيدرالية الموجهة لمصلحة فرص العمل) أو الخارجية (المفاوضات عوض الحرب) من خلال استخدام أوساط لها ماض غير يساري في سياق مواجهة الضغط الذي سيتعرض إليه من الأوساط التشريعية أو البيروقراطية في واشنطن. وفي هذا الإطار وجود نفس الأشخاص من إدارة كلينتون في الإدارة الجديدة لا يعني بالضرورة استنساخ سياسات عهد كلينتون. غير أن أوباما تغير أيضا عبر الحملة الانتخابية كما أسلفنا القول في مقالات سابقة مارا من اليسار نحو الوسط. ورغم ذلك بدا أن الرئيس المنتخب حساس للغاية بخصوص صورته بوصفه الوجه القيادي الرئيس في إدارته بمعزل عن اختياراته، إذ كان جوابه على أحد أسئلة الصحافيين يوم الثلاثاء الماضي حول مدى تأثير اختياراته على شعار «التغيير» الذي رفعه حاسما: «أنا المسؤول على تحديد الرؤية العامة في هذه الإدارة». أستاذ «تاريخ الشرق الأوسط» في جامعة روتغرزtkahlaoui@gmail.com  


أفاق الحوار و المصالحة الفلسطينية قطر الوسيط الأفضل

 

بقلم جعفر الأكحل إعلامي و مدون تونسي       فشل الحوار بين فتح و حماس في القاهرة كان منطقيا و حتميا نتيجة انحياز الطرف الوسيط. و هذا الموقف المصري المنحاز هو في الحقيقة نابع أساسا من منطلقات تخدم المصلحة المصرية و توجهاتها في تثبيت أسس السلام المصري الفلسطيني حسب اتفاقية مخيم داوود التي تشير إلى حقوق الشعب الفلسطيني إطلاقا. فكان هدف هذا الحوار حسب الطرف المصري  وقف المقاومة وضرب مؤسساتها و هياكلها و رموزها .أليس هذا شكل جديد من أشكال استغلال القضية الفلسطينية و استخدامها كورقة على حساب شعب اعزل يعاني كل أشكال العنصرية و التشريد و الحصار. و ها هي مصر اليوم ترقب بلا مبالاة و ربما بتشفي حرب الإبادة الجماعية في غزة ، عقابا لأهلها على انتخاب قيادة حماس في مناخ ديمقراطي فريد و غير مسبوق في الوطن العربي و نذكر جيدا انه منذ اليوم الموالي لهذه الانتخابات أعلنت مصر رسميا رفضها لهذه القيادة الحماسية و عملت بكل الوسائل على عرقلة مسيرة هذه الحكومة الشعبية و محاصرة مسيرة الكفاح و البناء بفلسطين. وها هي تنظر إلى الأطفال و النساء و الشيوخ يموتون بلا دواء و كهرباء و لا حتى رغيف خبز. و مصر آذ تمارس هذا الدور الرخيص ، إنما تسعى إلى معاقبة الشعب الفلسطيني على ممارسته لحقه في اختيار قيادته بالمجلس التشريعي و حتى لا يعود إلى ذلك في المستقبل ، و كأنها بذلك تريد إن تطبق في الواقع المثل التونسي الشهير  » من اجل قتل برغوث تحرق الحصير » . و لكن هل تنجح مصر في تكسير شوكة الشعب الفلسطيني و ضرب إرادته و هو الذي عرف عبر مسيرته المريرة كيف يصمد و يناضل و يصر على البقاء متمسكا بحقوقه الوطنية برغم كل أشكال القمع و التجويع و الحصار و العزل. إن قيادة حماس تدرك قبل غيرها طبيعة الدور المصري المنحاز و منطلقاته و أهدافه. و هي تدرك و كذلك الشعب العربي مشرقا و مغربا أن مصر قد تخلت عن القضية الفلسطينية منذ سنة 1978 ، و أن سعيها الاستراتيجي يتمثل فقط في إيجاد قيادة فلسطينية تستجيب لروح و منطلقات معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية و بالتالي تسوية القضية حسب الشروط الإسرائيلية بما يعني التنازل عن حق العودة و القدس و القبول بدولة منقوصة السيادة و مسلوبة الإرادة. و خلاصة القول إن مصر بهذا المنطق فانه لا يمكنها أن تنجح في إدارة حوار المصالحة بين الفئات السياسية الفلسطينية ، و أن قيادة حماس لم تعلن عن رفضها من البداية مجاملة و تكتيكا و هي تريد من جهتها  إيصال اللص إلى البيت كما يقول المثل و كشف الأوراق ،  و هي تدرك سلفا مآل هذه الوساطة و هو الفشل لعدم توفر شروط النزاهة و المصداقية و حسن النية. و الفاضل ، إن كانت توجد إرادة عربية صادقة لتحقيق المصالحة بين الفرقاء الفلسطينيين أن تتولى الدبلوماسية القطرية الاضطلاع بهذا الدور ، و هي التي عرفت النجاح الباهر في حل عديد المشكلات الصعبة في المنطقة و في مقدمتها الخلاف اللبناني برغم تعقيداته العرقية و الدينية و السياسية. نتطلع بأمل إلى الدوحة و الانطلاق من جديد  في حوار فلسطيني بعيدا عن الوصاية و الانحياز و التوظيف الذاتي الذي عانت منه القضية على امتداد 40 سنة

 

 

Home – Accueil الرئيسي

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.