10ème année, N°3785 du 03 . 10 .2010
archives : www.tunisnews.net
الحرية لسجين
العشريتين الدكتور الصادق شورو
وللصحفي الفاهم بوكدوس
ولضحايا قانون الإرهاب
حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي:خالد الحداد يكتب أخبارا غير صحيحة عن ندوة صحفية لم يحضرها أصلا !!!!!!!!!!!!
كلمة:ندوة سياسية بباريس ردا على مطالبات المناشدة للتمديد
كلمة:منظّمة الأعراف تجمّد رئيس غرفة أصحاب المقاهي دون تفسير
كلمة:اعتداءات على تلاميذ داخل المؤسسات التربوية
كلمة:صفاقس:باحثو معهد الزيتونة يضربون
كلمة:انخفاض صادرات زيت الزيتون باتجاه إيطاليا
الصباح:عددهم تقلص من مليون إلى 330 ألف:تراجع السياح الألمان يؤرق مهنيي السياحة
النقابة الأساسية للتعليم الأساسي ببنزرت الشمالية لا للمساومة , نعم للجدية والالتزام بقضايا الشغيلة
د. هشام قريسة:الحمار يعفور « سفيرا ومبلّغا »: » بيان حقيقة القصة التي ذكرت ضمن برنامج تلفزي قدمه محمد مشفر »
دكتور محمد سليم العوَّا: الكنيسة.. والوطن (2)
مكرم محمد أحمد :الفتنة الطائفية تدخل طورا خطيرا
الخليج:شريكا الحكم السودانيان يبحثان اليوم في إثيوبيا سبل حل قضية آبيي
منير شفيق:مؤشرات ودلالات الامتعاض الأوروبي من انفراد أميركا بعملية التسوية
السبيل:الاحمد : اتفاق مع حماس قريبا وفرج والعلمي لحل الملف الامني
المركز الفلسطيني للإعلام:وصفه برجل الولايات المتحدة تقرير أمريكي: « حكومة » فياض من أفسد حكومات العالم
أسوشيتد برس:انتقادات حقوقية أميركية لمصر
واشنطن بوست:كما تورطت أميركا في مستنقع فيتنام كاتب أميركي: أوباما متورط بأفغانستان
العربية:الخارجية المصرية ترفض بياناً أميركياً بشأن الحريات في مصر
الوطن:تقرير: إيران تخزن الأسلحة وتعد المقاتلين في دول الخليج لمواجهة أمريكا
الجزيرة:تحذير أميركي من هجمات بأوروبا
القدس العربي:تحقيق: كاميرات التجسس على المسلمين في بيرمنغهام ببريطانيا وضعت بدون استشارة قانونية وادارتها وحدة مكافحة الارهاب
Pourafficherlescaractèresarabes suivreladémarchesuivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)Toread arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)
منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس
أوت 2010
https://www.tunisnews.net/20Septembre10a.htm
الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 24 شوال 1431 الموافق ل 03 أكتوبر 2010 أخبار الحريات في تونس
1)اعتقال السجين السياسي السابق السيد أحمد العماري عند عودته من سوق بنقردان: أوقفت دورية مرور بالطريق الرابطة بين مدينتي بنقردان ومدنين بعد ظهر يوم السبت 02 أكتوبر 2010 السجين السياسي السابق السيد أحمد العماري واقتادته إلى مقر فرقة الإرشاد بمدينة بنقردان أين تم إبقاؤه لحدود الساعة السادسة مساء بدون إعطائه أي تبرير لهذا التوقيف، بالإضافة إلى إبقائه طيلة الساعات الأربع دون تمكينه من حقه في أداء شعائره الدينية أو حتى تمكينه من قضاء الحاجة البشرية خاصة وأنه مصاب بداء السكري وهو ما يستوجب دخوله باستمرار لدورة المياه،. وقد أفرج عنه دون توجيه أي سؤال له أو حتى مقابلته أي مسؤول. 2) حتى لا يبقى سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو عيدا آخر وراء القضبان: لا يزال سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء قضبان سجن الناظور يتعرض لأطول مظلمة في تاريخ تونس، في ظل صمت رهيب من كل الجمعيات والمنظمات الحقوقية، ولا تزال كل الأصوات الحرة التي أطلقت صيحة فزع مطالبة بالإفراج عنه تنتظر صدى صوتها، لكن واقع السجن ينبئ بغير ما يتمنى كل الأحرار، إذ تتواصل معاناة سجين العشريتين في ظل التردي الكبير لوضعه الصحي والمعاملة السيئة التي يلقاها من قبل إدارة السجن المذكور. منظمة حرية وإنصاف
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان( في السنة الـ 33 من وجودها القانوني، والمقموعة حاليا) فرع قليبية قربة( في السنة الخامسة من الحصار البوليسي، الظالم، وغير القانوني، المضروب عليه) هل ينفع أن يقال للذئب: مَن أنبأك أنك ذئب؟
في إطار التشاور بين الهيئة المديرة للرابطة وفروعها ، الذي يأتي سعيا لإيجاد حلول للأزمة التي فُرِضت على الرابطة، وأعاقتها عن ممارسة كامل واجباتها الإنسانية والوطنية، وبعد تبادل المراسلات الرسمية – قررت هيئة فرعنا التوجه إلى مقر الفرع، المحاصَر، والمغلق،بوليسيا، استبداديا، تسلطيا، منذ خمس سنوات.واليوم(03 أكتوبر2010)، أفقت، صباحا، وأفاق أهل قليبية، فلم يجدوا صباحا، ولكننا جميعا لم نجد صباحا، رغم الحرارة الشديدة والرطوبة، المتكالبة، بل وجدنا البوليس يغطي المدينة، بنظراته العابسة وتحركاته المتوترة، كل ذلك لمنع الرابطيين( بإشراف الأخ عبد اللطيف البعيلي عضو الهيئة المدير للرابطة،) وقد تمركزنا قبل ذلك بمقهى المرشي.وعليه فإن :هيئة فرع قليبية قربة المجتمعة، اليوم،03/10/2010، في جلسة استثنائية، بحضور الأخ البعيلي، لكن وعلى إثر محاولة الفرع، هيئة ومنخرطين، فتح مقرنا المغلق والمحاصَر، بطريقة غير قانونية ولا شرعية، منذ خمس سنوات تسجل:- الحضور البوليسي، المكثف، وبصورة غير مسبوقة- منع الرابطيين من الجلوس في مكان عمومي( مقهى السوق المركزية)، ثم التحول إلى مقر الفرع، بقوة البوليسي( ومن بينه الذين مارسوا التعذيب ضد عامل بلدي في الصائفة المنصرمة، والذي تصور أنه فلت من العقاب القانوني، وكان عليه أن يسأل من من رؤسائه حكم عليه ب12سنة سجنا في فرنسا لممارسته التعذيب ضد مواطنة تونسية). هذا وقد أسهم صاحب المقهى والشرطة في تحويل فضاء المقهى إلى ساحة مفتوحة للنقاش الحر حول حق التونسيين في التواجد في كل الفضاءات العمومية، وحق الفرع في فتح مقره، الذي تعللت الشرطة في إغلاق كل الممرات المؤدية إليه بحجة وجود السيد وكيل الجمهورية، في عملية تشخيص جريمة قتل، قرب الفرع، رغم أنه لم يُقتَل أحد بالمدينة،هذه الأيام، إلا إذا كانت الشرطة ترمز إلى مقتل » القانون » بممارساتهم التعسفية الظالمة. وعلى كل فنحن نستغرب إقحام شخصية » وكيل الجمهورية » في هذا العبث البوليسي السخيف، والذي ينم على عدم احترامه من قِبَلهم. حتى هذا لم يسلم من تسلّطهم؟ فمن سيسلم، إذن،؟ وتدين:- مواصلة التضييق على نشاط الرابطة، عبر منعها من إنجاز مؤتمرها، وغلق مقرات فروعها، بطرق لا قانونية، وكأنهم يحكمون، تعسقا، بأن البلاد لا قانون يحمي مواطنيها ومنظماته المستقلة.- تجاوز الأمن لحدود صلاحياته القانونية، في اعتدائه على الحريات العامة والفرديةونطالب:1) باحترام القانون في » دولة القانون والمؤسسات2) الكفّ عن مثل هذه الممارسات البوليسية القمعية، ورفع اليد عن الرابطة لتمارس نشاطها.ونحييي:- الحضور البارز والفاعل للرابطيين وعموم الديمقراطيين، والنقابيين، وتعاطف المواطنين، الذين تجمهروا لمتابعة هذا الإجتماع المفتوح في ساحة المقهى، مع العلم وأن دعوتنا اليوم لفتح مقرنا ستظل مفتوحة، كل يوم أحد، حتى نصل إلى تحقيق مطالبنا المتعلقة بفك الحصار عن مقراتنا، وعدم إعاقة نشاطنا القانوني. عاشت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، حرة، مستقلة، ديمقراطية، ومناضلة. فأين أنت يا شمس الصباح، لتوقظي الراقدين على آذانهم، والآكلين قلوبهم والمحنطين ضمائرهم؟ أفق أيها الصباح. قليبية في 03/10/2010 رئيس الفرع عبد القادر الدردوري
حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي دائرة الإعلام و الاتصال خالد الحداد يكتب أخبارا غير صحيحة عن ندوة صحفية لم يحضرها أصلا !!!!!!!!!!!!
نشر خالد ضمن ركن « كواليس سياسية » في صحيفة « الشروق » الصادرة اليوم الأحد 3 أكتوبر (ص23) الخبر التالي: » خلال ندوة صحفية انتظمت هذا الأسبوع أعلن عاقد الندوة عن التحاق أمين عام لحزب معارض بالندوة ولكن انتهت الندوة دون التحاق المعني ، مما طرح تساؤلات حول أسباب عدم الالتحاق.. ». والمقصود بهذا « الخبر » الندوة الصحفية التي عقدها يوم الأربعاء 29 أكتوبر 2010 الأمين العام لحزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي احمد الاينوبلي بمناسبة الدعوة لجعل يوم 1 أكتوبر يوما وطنيا لمناهضة التطبيع . باعتبار انه الحزب الوحيد الذي عقد ندوة صحفية خلال هذا الأسبوع. أولا: خالد الحداد لم يحضر الندوة الصحفية المذكورة كما لم يحضرها أي صحفي من صحيفة « الشروق » رغم توجيه الدعوة إليها شأنها شأن بقية الصحف الوطنية ومراسلي وكالات الأنباء ومراسلي الصحف العربية و الأجنبية . ثانيا: الأمين العام للحزب الأستاذ احمد الاينوبلي لم يتحدث بالمرة عن إمكانية التحاق أي أمين عام آخر بالندوة الصحفية ، قدم فقط الذين حضروا وهم السيد احمد الكحلاوي رئيس هيئة دعم فلسطين والعراق و السيد لسعيد بن حسين رئيس نقابة كتاب تونس والسيد عياشي بسايحية عضو المكتب السياسي لحزب الوحدة الشعبية الذي وصل للندوة متأخرا بنحو 10 دقائق. ويمكن التأكد من هذه المعلومات لدى الصحفيين الذين حضروا الندوة و عددهم 15 صحفيا يمثلون الصحف الوطنية و وكالات الأنباء والصحف العربية. الأسئلة التي تطرح: من أين استقى خالد الحداد خبره ؟ وما هي مصلحته في نشر أخبار غير صحيحة تخص ندوة صحفية لم يحضرها؟ أولا: ما نشره خالد الحداد لا علاقة له بأصول المهنة الصحفية و قيمها لأن الخبر المنشور لا تتوفر فيه أبسط مقومات الخبر الصحفي فضلا عن كونه خبر غير صحيح عن ندوة لم يحضرها . ثانيا: من خلال هذا الخبر وبقية الأخبار المنشورة عن حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( وان لم يذكره مباشرة) نعتقد جازمين أن مصدر خالد الحداد استاء من نجاح الندوة الصحفية التي عقدها الأمين العام للحزب( حضرها حسب 15 صحفيا) ومن نجاح الندوة السياسية التي عقدها الحزب في مقره المركزي مساء يوم الجمعة 1 أكتوبر التي حضرها السيد محمد بوشيحة الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية مرفوقا بوفد من المكتب السياسي و السيد رضا بن حسين عضو المكتب السياسي لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين باعتبار وجود السيد إسماعيل بوليحية في الخارج.. و السيد احمد الكحلاوي والسيد لسعد بن حسين رئيس نقابة كتاب تونس وتأكيد السيد احمد ابراهيم الأمين الأول لحركة التجديد أنه يتفق مع حزب في مبادرته و ايضا تأكيد السيد سامي الطاهري الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الثانوي أن جلسة تفاوضية منعته من الحضور وانه يبارك المبادرة . كما استاء مصدر خالد الحداد من الصدى الإعلامي لمبادرة الحزب خاصة في وسائل الإعلام العربية و الأجنبية ( خمس وكالات أنباء عالمية تحدثت عن المبادرة و هي : يونايتد برس انتارناسينل( UPI )و وكالة الأنباء الفرنسية( AFP) و اسيوتد برس (AP) ووكالة الأنباء الالمانية (DAP) ووكالة قدس برس إلى جانب عديد المواقع والصحف الالكترونية ، وقنوات تلفزية ( ميدي1 سات و anb) ثالثا : إن مصلحة خالد الحداد في نشر هذه » الإشاعات » أصبحت مكشوفة و هي الإساءة لحزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي من خلال نشر الأكاذيب مستغلا صحيفة الشروق لتمريرها. وعندما يصل الأمر بالصحفي إلى نشر الأكاذيب فإنها نهايته..وهنا نتساء ل أين المشرفين على التحرير في صحيفة الشروق وأين لجنة أخلاقيات المهنة الصحفية في النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين دائرة الإعلام و الاتصال
ندوة سياسية بباريس ردا على مطالبات المناشدة للتمديد
حرر من قبل التحرير في السبت, 02. أكتوبر 2010 انعقدت بباريس مساء الجمعة 1 أكتوبر 2010 ندوة سياسية بدعوة من حزب المؤتمر من أجل الجمهورية شارك فيها عدد من ممثلي أحزاب المعارضة التونسية والجمعيات الحقوقية تحت شعار » لا للتمديد لا للتوريث ». وركز المتدخلون على أن النظام التونسي يعيش أزمة شرعية تجعله عاجزا عن إيجاد حلول سياسية تخرج البلاد من مأزقها كما جاء في كلمة ممثل حزب المؤتمر، الذي أفاد بأن الدستور يُحوّر في كل مرة لتلبية رغبات هرم السلطة مما جعله وثيقة مفروضة من جانب واحد لا ترقى إلى معنى الدساتير. وجاءت الندوة المذكورة في إطار الرد على حملة المناشدات التي انطلقت عقب الإنتخابات الماضية لمطالبة الرئيس التونسي بترشيح نفسه لدورة رئاسية سادسة بعد سنة 2014 رغم أن الدستور لا يسمح بذلك لتجاوزه السن القانونية المسموح بها من قبل الدستور (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 02 أكتوبر 2010)
منظّمة الأعراف تجمّد رئيس غرفة أصحاب المقاهي دون تفسير
حرر من قبل التحرير في السبت, 02. أكتوبر 2010 قرّر اتحاد الصناعة والتجارة تجميد السيد الحبيب التستوري رئيس الغرفة الوطنية لأصحاب المقاهي. وجاء في بيان أصدرته منظّمة الأعراف يوم الجمعة غرة أكتوبر الجاري أن اجتماع المكتب التنفيذي للمنظّمة المنعقد يوم الخميس 30 سبتمبر قرّر بالإجماع تجميد نشاط السيد الحبيب التستوري صلب المنظّمة. ولم يوضح البيان أسباب هذا القرار، وإن رجّح المراقبون أن تكون له علاقة بموقف السيد التستوري من قانون منع التدخين في المقاهي وتصريحاته الرافضة بشدّة لهذا القانون باعتباره مسقطا وغير قابل للتطبيق ومضرّا بمصلحة أصحاب المقاهي. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 02 أكتوبر 2010)
اعتداءات على تلاميذ داخل المؤسسات التربوية
حرر من قبل التحرير في السبت, 02. أكتوبر 2010 أضرب يوم الجمعة غرة أكتوبر الجاري أساتذة المدرسة الإعدادية بالملاّسين من الساعة العاشرة إلى الحادية عشرة صباحا احتجاجا على تعرض أحد التلاميذ إلى طعن بسكين من طرف أحد الغرباء عن المؤسسة، رغم أن المدرسة الإعدادية تقع قبالة مركز للأمن. وفي ذات السياق اعتدى ابن رئيس شعبة بمدينة خنيس على زميله بالمدرسة الإعدادية بخنيس وسبب له إصابات على مستوى الرأس والوجه نقل على إثرها إلى المستشفى الجهوي بالمنستير. وأفادت مصادر مطّلعة أن ولي التلميذ المعتدي يسعى لاستغلال نفوذه من أجل الضغط على إدارة المدرسة الإعداية وعلى السلطات الأمنية لحفظ القضية. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 02 أكتوبر 2010)
صفاقس: باحثو معهد الزيتونة يضربون
حرر من قبل التحرير في السبت, 02. أكتوبر 2010 قرّر باحثو معهد الزيتونة بصفاقس شنّ إضراب عن العمل بمقرّات العمل كامل يوم الإربعاء 13 أكتوبر القادم وذلك احتجاجا على ما وصفوه في برقية الإضراب بتردّي الوضع الاجتماعي داخل المعهد ومعاداة العمل النقابي. والمتمثلة أساسا في الاستفزاز وتهديد الباحثين من قبل المدير العام للمؤسسة مطالبين بالكفّ عن الاستفزازات واحترام الباحثين ومهنتهم وتوفير مكتب للنقابة وتوفير مستلزمات العمل الضرورية من تجهيزات وتقنيين وظروف عمل لائقة وملائمة. ولوّح الباحثون باعتزامهم منع كل من ليست له علاقة شغلية مباشرة مع المعهد من دخول مقرات العمل أثناء تنفيذ الإضراب. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 02 أكتوبر 2010)
انخفاض صادرات زيت الزيتون باتجاه إيطاليا
حرر من قبل معز الباي في السبت, 02. أكتوبر 2010 انخفضت الصادرات التونسية لزيت الزيتون في اتجاه إيطاليا عن فترة الخمسة أشهر الأولى من السنة الحالية بنسبة 30 بالمائة. وحسب معهد الإحصاء الإيطالي، فإن انخفاض الصادرات التونسية واكبه ارتفاع في صادرات إسبانيا من نفس المادّة في اتجاه إيطاليا بنسبة 19 في المائة على مستوى القيمة و16 بالمائة على مستوى الحجم لتبلغ بذلك معدّل 160 ألف طن بقيمة 474 مليون أورو مقابل 400 مليون أورو سنة 2009.
ويرى المراقبون أن السبب في إقبال الإيطاليين على زيت الزيتون الإسباني يعود إلى تخفيض سعر هذا الأخير مقارنة بجودته. وتعدّ إيطاليا أهمّ وجهة لصادرات زيت الزيتون التونسي.
وكانت صابة زيت الزيتون التونسية قد عرفت تراجعا خلال الفترة الأخيرة ترجع أسبابه للظروف المناخية من جهة ولأسباب هيكلية حسب ما يرى أهل الاختصاص، خاصة وأن غابة الزياتين تشكو من تهرّم، وتردّي نوعية الزيتون وغلاء سعره إضافة إلى ظروف الخزن التي تنقص من قيمة الزيت وغياب التكييف والتعليب. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 02 أكتوبر 2010)
عددهم تقلص من مليون إلى 330 ألف تراجع السياح الألمان يؤرق مهنيي السياحة
يتواصل تراجع نتائج السوق السياحية الألمانية رغم أهمية هذه السوق بالنسبة للوجهة السياحية التونسية. وقد بلغت نسب تراجع توافد السياح الألمان إلى تونس أكثر من 6 بالمائة خلال الموسم السياحي الحالي وإلى غاية 20 مارس الجاري. وينظر المهنيون في القطاع بكثير من القلق لتراجع توافد السائح الألماني إلى تونس ويربط بعضهم بداية تراجع مؤشرات السياحة في تونس وتراجع مردود القطاع بتراجع أقبال السائح الألماني إلى بلادنا وذلك منذ سنة 2001 التي سجلت حوالي مليون سائح ألماني ثم تدحرجت النتائج لتبلغ حاليا حوالي 330 ألف سائح ألماني فقط. ثنائية الترويج والمنتوج تكمن أهمية السائح الالماني في معدلات انفاقه العالية وطول مدة اقامته مقارنة ببقية الجنسيات الاوروبية الأخرى فعلى سبيل المثال يذكر أن معدل انفاق السائح الالماني الواحد تضاهي معدل انفاق سائحيين فرنسيين ويقيم السائح الالماني في تونس حوالي 12 يوما مقارنة بالسائح الفرنسي الذي لا تتجاوز معدل إقامته الأسبوع على اقصى تقدير. ولتستعيد هذه السوق مكانتها في الوجهة السياحة التونسية يرى مهنيو القطاع أنه يتعين التركيز على هذه السوق من خلال مضاعفة البرامج الترويجية والميزانية المخصصة للقيام بحملات إشهارية تستهدف السائح الالماني مشيرين بهذا الصدد إلى أن بعض الوجهات المنافسة على غررا مصر وتركيا…استطاعت الظفر بحصص أكبر من السياح الألمان على حساب الوجهة السياحية التونسية وذلك نتيجة العمليات الترويجية الهامة التي قامت بها في هذه السوق الاستراتيجية. تحتاج السياحة التونسية أيضا لاستمالة السائح الالماني إلى تحسين جودة الخدمات والعناية بنظافة المحيط السياحي إلى جانب دعم منتوجات سياحية أخرى على غرار السياحة العائلية وسياحة المتقاعدين والسياحة الإستشفائية… يذكر بهذا الصدد أن دراسات مستقبيلة تشير إلى أن التركيبة السكانية لألمانيا خلال السنوات القادمة ستتغير بصفة جذرية وسيكون لها انعكاس على الوجهات السياحية المختلفة وعلى معدل انفاق السائح الألماني بالخارج. إذ أن التوقعات تشير إلى نزوع عدد سكان ألمانيا إلى الانخفاض خلال السنوات القادمة حتى سنة 2050 مع تغير التركيبة السكانية نحو التهرم لترتفع نسبة الفئة العمرية من أكثر من 60 سنة مع تحسن دخلها. مع الإشارة إلى الفئة العمرية من 40 إلى 60 سنة هي التي تحبذ أكثر الوجهة السياحية التونسية، علما وأن الفئات ذات الدخل المتوسط هي الأكثر توافدا حاليا على تونس، لكن في السنوات المقبلة الفئة العمرية أكثر من 50 عاما والأكثر دخلا هي التي سيكون لها شأن كبير في اختيار الوجهات السياحية… منى اليحياوي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 02 أكتوبر 2010)
الكلاب تعقر 30 ألف تونسي سنويا وتكبد البلاد خسائر بمليون يورو
تونس : الألمانية كشف تقرير تونسي أن الكلاب تعقر سنويا أكثر من 30 ألف شخص في تونس وأن السلطات ترصد كل عام أكثر من مليون يورو لشراء اللقاحات المضادة لمرض الكلب. وذكرت صحيفة « لوطون » الناطقة في الفرنسية في عددها الصادر اليوم الاحد أن الكلاب عقرت سنة 2008 وحدها 35 ألف شخص وتسببت في وفاة 6 أشخاص (أصيبوا بداء الكلب) وأن الدولة خصصت خلال نفس العام مليونا و897 ألف دينار (أكثر من مليون يورو) لشراء الأمصال المضادة لمرض الكلب.
وأوضحت أن كلابا مصابة بالكلب نقلت هذا الداء إلى أكثر من 200 حيوان سنة 2008( أغنام وأبقار وإبل). وأشارت إلى أن حملات إبادة الكلاب التي تباشرها السلطات بانتظام لم تضمن القضاء عليها نهائيا نتيجة تكاثرها السريع والكبير ودعت إلى تعقيم الإناث منها للحد من تكاثرها. وأبادت السلطات 71 ألف كلب سنة 2008 مقابل 65 ألف كلب سنة 2007. وأظهرت إحصائيات غير رسمية نشرتها صحف تونسية في وقت سابق أن تونس يتواجد بها حوالي مليون كلب من بينها 200 ألف سائبة ويوجد أغلبها بالعاصمة تونس.
(المصدر:موقع صحيفة الإقتصادية الإلكترونية بتاريخ 3 أكتوبر 2010)
النقابة الأساسية للتعليم الأساسي ببنزرت الشمالية لا للمساومة , نعم للجدية والالتزام بقضايا الشغيلة
تعرض الأخ محمد الفضيلي العامل بمدرسة نهج اسبانيا ببنزرت الشمالية المدينة إلى اعتداء بالعنف اللفظي والبدني الشديد من قبل احد الأولياء صبيحة يوم الجمعة 01 أكتوبر 2010 حين اقتحامه المؤسسة بتعلة مقابلة إحدى الزميلات وخلال وقت الدرس .
ونظرا لأثر الاعتداء الفضيع الذي لحقه قرر الإطار الطبي المعاين لحالته الصحية ضرورة الاحتفاظ به في المستشفى . ونحن كنقابة أساسية للتعليم الأساسي ببنزرت الشمالية :
– نستنكر عمليات اقتحام المؤسسات التربوية لأي سبب كان – ندين بشدة كل اعتداء على الإطارات العاملة بالمؤسسات التربوية – نحمل المسؤولية كاملة للجهات المسؤولة في تتبع المعتدي واتخاذ الإجراءات اللازمة في شانه – نندد بالتصرف اللامسؤول لمدير المدرسة باللامبالاة في الإعلام الفردي بما حدث للإدارة الجهوية – ندعو الجميع إلى الوقوف صفا واحدا ضد كل الانتهاكات بجميع أشكالها في حق مؤسساتنا التربوية – نعلن دخولنا في إضراب احتجاجي اليوم الاثنين 04 أكتوبر 2010 معا من اجل صون حرمة المؤسسة والمحافظة على كرامة الاسرة التربوية النقابة الأساسية للتعليم الأساسي ببنزرت الشمالية — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et deslibertés syndicaux
عزاه وخلاه ، لا تمديد ولا توريث
د.منصف المرزوقي
من شعارات مظاهرة أخوتنا المصرين أمام قصر عابدين يوم 20 سبتمبر
’ابكي ابكي يا حرية حيخلوكي ملكية، يا مبارك فوء فوء بكرة نشيلك زي فاروق، ثورة ثورة حتى النصر مش عاوزينك تحكم مصر، مش حنسيبك تحكم مصر، يا بلدنا يا وسية يا تكية لجمال والحرامية، يسقط يسقط حكم العسكر، لا مبارك ولا سليمان يسقط يسقط الطغيان، يا مبارك يا مفلسنا قول عملت ايه بفلوسنا، مصر فيها الف بديل، يا حاكمنا بالمباحث كل الشعب بظلمك حاسس، علي وعلي يلا الصوت اللي يهتف مش حيموت
وضع مشين سيبقى وصمة عار في تاريخ شعبنا
لا أحد قادر على تقييم الخراب الحالي الذي ألحقه نظام العصابات بمؤسسات ضرورية لحياة المجتمع كالشرطة والقضاء والجمارك والتعليم والإعلام، وكلها اليوم فوضى وتلاشي وضياع وعجز.أنظر انحطاط التعليم وخاصة التعليم العالي وكيف أن أول جامعة تونسية تحتلّ المرتبة 6719 أي في آخر قائمة جامعات العالم ويحدثونك عن إنجازاتهم الهائلة.
الأخطر من هذا كله تخريب الروح المعنوية. هو نشر في المجتمع بكيفية غير مسبوقة، الكذب والتزييف والعنف والتواكل والإذلال والإهانة، مدمّرا بكيفية لم يسبق لها مثيل أهم روابط المجتمع، أي الروحية والأخلاقية.
وضع مبرمج للتواصل إذ لا خيار لنظام العصابات غير سياسة التمسّك بالسلطة ولو بأقصى العنف.
إن انطلاق المناشدات المزيفة- ككل شيء متعلّق بهذا النظام المبني من الألف إلى الياء على الكذب والتزييف- للترشح لفترة رئاسية جديدة الخطوة الأولى التي ستتبعها عملية تغيير الخرقة المسماة « دستورا ».
لكن التمديد لا معنى له نظرا لعمر الدكتاتور، دون التوريث. ثمة لغط حول إحداث مجلس باسم رنان يضمّ رئيس البرلمان وبعض الخدم الآخرين للتغطية على وجود الصهر والزوجة، يقود البلاد حال موت الدكتاتور وينظم « الانتخابات الرئاسية » التي ستنتهي ديمقراطيا ب »انتخاب » السيدة بن علي لتقوم الدنيا وتقعد مفاخرة بأن تونس أول بلد عربي تحكمه امرأة….وقد بدأ التطبيل عبر الكتب المدفوعة الثمن التي صدرت والتي ستصدر هنا وهناك.
لا غرابة في الأمر والنظام بلا خيار آخر. لماذا ؟
لأن جرائم الحق العام التي ارتكبت في حق التونسيين من قتل تحت التعذيب وسرقة الأموال العمومية والخاصة في وضح النهار وقضايا أخرى مثل الاتجار في المخدرات، تجعل كل واحد من أفراد العصابات وعلى رأسهم بن علي، معرّضا للسجن بقية عمره. إنه الهاجس الذي يجعل والتمديد – التوريث الضمان الوحيد للمحافظة على الحرية وحتى على الحياة. نحن نواجه حيوانا جريحا أسير قفصه الذهبي، وسيدافع عن نفسه بكل شراسة والكل يعلم انه لا اخطر من حيوان محاصر وجريح ومهدد. انتظروا التهاب قمع ليس لديكم أدنى فكرة عما سيصله من شراسة.
كيف نضع حدا لوضع إن تواصل، سيرتهن مستقبلنا ومستقبل الأجيال الصاعدة لأجل غير مسمّى؟ بأربعة، إن جمعناها لن يمددوا إلا في عبث وجودهم ولن يورّثوا إلا جزءا صغيرا من أموالهم المسروقة.
1- اعتماد العقل
ضرورة التشخيص الصحيح
لم تكن الكثير من الأخطاء في التعامل مع النظام المشين بالضرورة نتاج خوف أو انتهازية وإنما نتيجة خطإ كبير في التشخيص. فالمشاركة بالحكم أو بالمعارضة لتوسيع الحريات والتدرج وسياسة المراحل أمور منطقية عندما نكون نمشي على مسار ديمقراطي ولو كان بطيئا. لكن بن علي وضعنا منذ البداية على مسار استبدادي ضيّق على الحريات تدريجيا وصولا للاختناق الحالي والبقية آتية.
أليس في كل التجارب التي مررنا بها ما يكفي من العضات ليصبح بديهيا للجميع ما طبيعة النظام الذي ابتُلينا به؟
هو يشبه حبّة خوخ: القشرة السطحية هي المؤسسات من « برلمان » و »حكومة » و »قانون » و »دولة » الخ …أما الثمرة فهي حكم البوليس وبالخصوص المخابرات، بما هي وكالة محلية للمخابرات الغربية والإسرائيلية، أما النواة الصلبة فعصابات حق عام لها ماض في تجارة المخدرات واليخوت والسيارات الفاخرة المسروقة ونهب المال العام والخاص . لكن أخطر جرائمها ليس الفساد كما يتصور الناس وإنما الإفساد. من يعرف أن المقاهي والمطاعم الفاخرة في الأماكن السياحية مملوكة لكبار موظفي الداخلية لإشراكهم في الغنيمة وجعلهم حرّاسا للسرقات الكبرى . من يعرف أن تشجيع الفساد في القضاء والشرطة والإدارة هو خطّ وخطة حتى يمكن التحكم في هذه المؤسسات عبر أشخاص تورطوا أو حتى ورّطوا في أعمال مخالفة للقانون والأخلاق. مثل هذه السياسة الشيطانية هي التي خربت كل مؤسساتنا . مكانُ مثلِ هذه العصابات في أي بلد يحكمه القانون والمؤسسات هو السجون وليس القصور.
يجب أن يكون لنا أيضا تقدير موضوعي للمرحلة المقبلة في صراع هذا النظام للبقاء؟
المشكلة أن أمرا كهذا شبه مستحيل ونحن لا نتوفّر إلا على معطيات متفرقة، والنظام مهيكل منذ انطلاقته على مزيج من « الأومرتا » (السرّ بلغة المافيا) والتضليل الذي تنفق فيه المخابرات أموال الشعب المسكين.
في هذه الحالة فإن الضمان الوحيد لعدم الخطإ في التقدير هو اعتماد طرق العلم في التفكير، أي اختيار فرضية نبني عليها مواقفنا وتصرفاتنا، شريطة أن تكون مدعومة بالتجربة والأحداث ومن الأحسن أن تكون أسوأ الفرضيات. إن صدقت كنا في مستوى التحديات وإن أخطأت نستطيع تغييرها بسرعة دون أن نفقد شيئا ونحن جندنا لها طاقات يمكن إعادة توزيعها.
هذه الفرضية هي أن الدكتاتور ليس مشرفا على الموت كما يشاع باستمرار وأن الهدف وراء الإشاعة تضليلنا …أنه سيترشح سنة 2014…أننا سنفيق كلنا صبيحة هذه البيعة الجديدة لنجد أنفسنا في نفس الورطة وقد تعمّق اليأس والإحباط وتفاقمت كل المشاكل.
الجزء الثاني من الفرضية أنه إذا كان فعلا مشرفا على الموت وإن مات بعد تمديد جديد فإن التوريث سيتمّ، لا لمصلحة الصهر أو الزوجة وإنما لشخص ثالث تتفق عليه المخابرات الغربية والإسرائيلية وتتبناه المخابرات المحلية و وهي أحسن من يعلم بغض التونسيين للعصابتين وخاصة لهذا الدكتاتور الغبيّ الذي ضيع كل الأوراق التي كانت بيده صبيحة انقلابه وأعاد تونس للنقطة التي أخذها منها. مثل هذا الشخص ومن وراءه يعلمون أن المدخل للشرعية ولقلوب التونسيين هو التضحية بالعصابتين المكروهتين لإنقاذ العصابات الأخرى والنظام نفسه. معنى هذا أننا قد نشهد نكبة البناعلة مثلما عرف التاريخ نكبة البرامكة. إنها قاعدة من قواعد التاريخ أن الضربة لا تأتي من الخصوم أمثالنا الحريصين على انتقال سلمي للديمقراطية ولو بثمن عدم المحاسبة مقابل عدم إراقة الدم، ولكن من أقرب الناس و »أوفى » الأصدقاء.
المهم بالنسبة لنا أننا في مثل هذا » التغيير » لن نربح إلا كثيرا من الوعود مع رجوع المهجرين وشيء من التنفيس في الحريات وبعض المناصب الوزارية لجماعة « التغيير من الداخل » و »سبق الخير » و »وصّل السارق لباب الدار » الخ.
لكن مثل هذا التوريث لن يغير شيئا في الجوهر. فالمنقذ الجديد لن يحتل منصبه إلا لأن من عيّنه واثق من مواصلته نفس السياسة الخارجية: التطبيع والليبرالية المتوحشة ومحاربة الأصولية والمشاركة البوليسية وفتح المحتشدات لحماية حدود أوروبا من الزحف الإفريقي. أما على صعيد السياسة الداخلية فلأنه لا مجال لإصلاحات في العمق إلا بالحريات ولأن هذا يتعارض مع مصالح أسياد الداخل والخارج فلا خيار غير المحافظة على نفس الوضع لكن بأساليب أقل غلظة وبذاءة من التي اعتمدها « العهد البائد ». هكذا لن يتوقف الانحطاط لحظة إلا للعودة من جديد وبأكثر سرعة.
إنه مستقبل رهيب بكل المقاييس ومشروع واجب كل تونسي العمل على إفشاله. كيف؟
2- عودة الروح
من أبشع جرائم الدكتاتورية ضربها للروح المعنوية لشعبنا. أي تونسي يحترم اليوم نفسه وشعبه ؟
استمع إلى ما يقوله التونسيون عن التونسيين وسيصدمك عمق كره الذات، وهو اليوم من مميزاتنا الوطنية وحتى القومية.
صحيح أننا شعب يقول قبل ظهور بن علي « اخطا رأسي واضرب »، » أرقد لهم في الخطّ »، « بوس الكلب من فمه حتى تقضي حاجتك منه »، « اللي خاف نجا »، « شدّ مشومك لا يجيك ما أشوم ». صحيح أنك لا تجيل بصرك حولك إلا وتواجه بالانتهازية والجبن والضعف.
كل هذا ليس طبيعتنا الوطنية وإنما الجزء المظلم منها … الزبالة التي نشأت منها هذه الدكتاتورية الحقيرة وعملت كل ما في وسعها لنشره، إذ لا يمكن أن تعيش إلا منها وعليها.
لكن من يستطيع أن ينكر أن هناك تونسيون رفضوا الانبطاح والذلّ ورفعوا إلى أعلى المستويات قيم الشجاعة والتعاضد والتضحية والصبر والصلابة والإيمان. أليس الدغباجي الذي رفض ثني الركبة عندما أعدم وحشاد وبن يوسف وكل الذين استشهدوا منّا وإلينا؟
من يقدّر ما تطلبته مقارعة الدكتاتورية الحقيرة طوال هذين العقدين من تضحيات قدمها آلاف من التونسيين وعائلاتهم، وعلى ماذا تهشمت كل مطامح الدكتاتور في حكم مطلق ومريح إن لم يكن على رفض أقلية تخدم قيما، وهي أول من تعلم أنها تضرب بهذا مصالحها الشخصية ؟
هذه الأقلية هي الحاملة للجزء الخيّر من طبيعتنا. صحيح أننا في لحظة من تاريخنا تبدو فيه مساحة الظلام كليل كالح ومساحة النور لا تتجاوز أولى تباشير الصباح. لكن ألم يَعِدنا شاعرنا الوطني والقومي بأن الليل سينجلي مهما طال؟
نعم يجب أن نعتبر ما ظهر منا من تقصير في حمل القيم التي تحي وتكبر بها الشعوب مرحلة عابرة.
يجب أن نستلهم من الدغباجي وحشاد وبن يوسف وفيصل بركاتي وعبد الرؤوف العريبي وكل شهداء التعذيب ، لكن أيضا من أبطالنا الأحياء مثل شيوخنا الأجلاء أطال الله في عمرهم مثل علي بن سال والصادق شورو ومحمد الطالبي وكل الذيم الذين لم يرضخوا يوما للإذلال وقد تجاوزوا السبعين من العمر . هم أيضا تونسيون وهم حفظة القيم المحاصرة والمحاربة والتي ستعود يوما كجدول نجح جدار قذر ومتداعي في إيقاف تدفقه لكنها سصبح بفضل رفعكم للتحدي نهرا يحطم هذا الحاجز.
يجب أن نرفع رؤوسنا وأن نرفض تواصل إذلال شعب بأكمله من قبل أذل خلق الله . يجب ألا نترك الإحباط وكره الذات يسمم حياتنا ويحقق أغراض الدكتاتورية التي تعمل جاهدة على خلق هذا الشعور وتعهده بكل التقنيات النفسية التي يدرسونها في أكاديميات علوم إجرام الدولة. يجب أن نهبّ بقوة متجددة لفرض رجوع الكرامة إذ لا نجاح لأي ثورة في السياسة دون هذه الثورة في الضمائر.
3- تصعيد وتنظيم المقاومة المدنية
يخطئ من يتصوّر أن المقاومة المدنية شعار أجوف أو مشروع للتحقيق في يوم من الأيام، فهو واقعنا منذ انتصاب الدكتاتورية حتى وإن لم ننتبه لطبيعة ما نفعل ولم نعطه الاسم الوحيد الذي يليق به. أنظر إلى صمود المهجرين بعد كل ما عاشوا من ملاحم لوصول برّ الأمان …انظر لموجة التديّن، للاحتجاج في الفضاء الافتراضي للانتفاضات العفوية في الرديف وبن قردان، للتشهير الحقوقي، لإضرابات الجوع العديدة، لأحداث العنف هنا وهناك، وحتى لموقف من لم يكفوا من داخل النظام على مدّنا بأسراره النتنة …كل هذه مظاهر لنفس الإرادة: التصدي لنظام العصابات وتجاوزاته . أليس كل هذا مقاومة ؟
للتاريخ ، بدأت المقاومة المدنية تتنظم بصفة واعية ابتداء من منتصف التسعينات.
فبعد استيلاء السلطة على الرابطة سنة 1994 وشلّ الاتحاد العام التونسي للشغل وضرب كل مؤسسات المجتمع المدني، تمّ لقاء في بيتي حال خروجي من السجن بجدول أعمال فيه نقطة واحدة: إعادة البناء على الخراب. يومها قررت مجموعة لا تتجاوز عشرة أشخاص الدخول في إعادة هيكلة المجتمع المدني عبر بعث مؤسسات مدنية لا يخترقها النظام. من هذه الإرادة الجماعية ولد المجلس الوطني للحريات ثم ولدت رابطة اتحاد الكتاب وبدأ العمل على ولادة اتحاد شغل جديد (للأسف دون نتيجة) وأردنا بعث حركة سياسية ديمقراطية لا تنخرط في لعبة التعددية المزيفة ولا خط لها غير تفعيل خيار المقاومة المدنية كانت ثمرتها » المؤتمر من أجل الجمهورية » .
يعلم الله الثمن الذي دفعه حملة المشروع وقد استهدفوا في حياتهم وحريتهم وشرفهم ورزقهم وبيوتهم وأولادهم، لكنهم ثبتوا على قلة عددهم و رغم ما تلقوه من ضربات موجعة. إنهم بحق مقاومون أشداء حافظوا هم وإخوتهم المتواجدون في حركات سياسية أخرى أو خارج كل إطار، على شرف التونسيين، معطين عكس الصورة النمطية الكاذبة التي استبطنها التوانسة عن أنفسهم، وإليهم كلهم أريد أن أتقدم بأسمى عبارات المحبة والتقدير والاحترام.
بعد اتّضاح عبثية المشاركة في « انتخابات » 2004 للجميع وظهور حركة 18 أكتوبر التي رأيت فيها تجسيدا لحلمي المتواصل بجبهة سياسية لا تطالب بإصلاح النظام وإنما بسقوطه وتتقدم للداخل والخارج كالبديل الديمقراطي، ظننت الثمرة بدأت تنضج.
هكذا أطلقت في أكتوبر 2006 من منبر الجزيرة نداءا إلى الشعب التونسي للدخول بقوة في المقاومة المدنية وقررت الرجوع لتونس رغم بطاقة الاستدعاء للمثول أمام حاكم التحقيق التي تسلمها شقيقي عشية العودة وبعث السلطة بإنذار إيقافي في المطار. لكن أي مصداقية للدعوة للمقاومة المدنية من الخارج ؟ هكذا ركبت الطائرة وأنا مقتنع أنني سأقضي ليلتي في السجن. لكن النظام كان أخبث مما توقعت، فقد تُركت طليقا لأصبح فريسة الأوباش يتعقبونني في كل خطوة. أذكر يوم مشيت على كورنيش سوسة وورائي مائة منحرف على الأقل تابعوني بالسب والشتم والمحاصرة وكنت أتجول بهم عن قصد أمام المقاهي التي يتجمع فيها المثقفون والسياسيون لعل أحدا يغيثني. عبثا. نفس الشيء في الكاف، عندما ذهبت للوقوف أمام السجن تضامنا مع محمد عبو وكان برفقتي زوجته وسمير بن عمر وسليم بوخذير وكدنا نقتل ذلك اليوم ولم يتحرك أحد. آخر تجربة في دوز عندما حاولت مع مجموعة من الشباب التظاهر يوم العيد فحاصرنا البوليس بكثافة منقطعة النظير …والناس تتفرج. البقية شهران من العزلة قاطعتني فيها الطبقة السياسية التي اعتبرتني خصما مزعجا جاء لينازعها عظما افتراضيا اسمه الزعامة.
موقف هذه الطبقة وموقف الناس أقنعاني بأن خطاب الدعوة للمقاومة المدنية إما جاء بعد الأوان وقد حطم النظام معنويات شعب محبط وعاجز، أو قبل الأوان والناس لم تختزن القدر الكافي من الغضب للخروج للشارع وفرض حقوقهم والدفاع عن كرامتهم. لذلك قررت العودة للمنفى حيث أستطيع على الأقل مواصلة التحرك، والقرار كان ولا يزال العودة يوم تصبح للتضحيات مهما غلا ثمنها جدوى.
قناعتي اليوم بعد أربع سنوات من هذه المحاولة الفاشلة أن الظروف بدأت تنضج فعلا، فالنظام أسقط آخر قناع، واستراتجيات المشاركة الاحتجاجية أظهرت عقمها ودورانها في نفس الحلقة المفرغة العبثية، والأزمات الاقتصادية والسياسية والروحية في أوجها والشباب الذي يصرخ في الفضاء الافتراضي لا ينتظر إلا قيادة وخطّا وخطّة للدفاع عن مستقبله.
كم يثلج صدري أن أرى البرادعي يدعو بنفس المصطلحات إلى ما دعا إليه المؤتمر منذ عشر سنوات وكل الحركات السياسية في الوطن العربي تتفحص الخيار باهتمام متزايد وقد أغلقت كل الأبواب الأخرى لأن هذه النظم الإجرامية لم تعد تترك لشعوبنا إلا خيارين الاندثار أو المقاومة، وهذه المقاومة لا تكون إلا سلمية أو مسلحة وقد اخترنا منذ البداية أن تكون سلمية ونحن أعلم الناس بأن كل النظام مهيكل على العنف وأنه سيخلقه لافتعال محاربته.
ما الذي يتطلبه ويفرضه الوضع إذن؟ أن نترك جانبا كل خلافاتنا بخصوص الانتخابات والإصلاح من الداخل فكل الطيف السياسي متفق لأول مرّة على رفض التمديد والتوريث وهو ما يعني آليا المطالبة برحيل بن علي ورفض تواصل نظامه.
إنها الفرصة التاريخية لبلورة أوسع تجمع ممكن ضد الاستبداد: تجمعنا كلنا حول شعار » لا تمديد ولا توريث » والانخراط من الآن في رصّ الصفوف لأعمال نضالية مشتركة ستبني على أرض الواقع جبهة ديمقراطية مهمتها تصعيد وتنظيم المقاومة المدنية بداية من التحريض على الثورة السلمية وصولا لتنظيم العصيان المدني مرورا بكل أشكال الإضرابات المتتالية والمظاهرات التي تنطلق في نفس اليوم من ألف مكان ومكان، مع دعوة قوات الأمن والجيش باستمرار لحماية المجتمع من الإجرام المنظم وليس مواصلة الدور القذر الذي ورطتهم فيه العصابات أي حماية الإجرام المنظم من المجتمع.
إن اتفاق أغلب الطيف السياسي بما فيه النهضة على نوعية النظام الذي نريده لتونس أي النظام الجمهوري – الديمقراطي، تعطي لمثل هذه الجبهة كل الحظوظ وكل الشرعية للتقدم لحكم بلاد يكفي ما قاست من ويلات أنظمة استبدادية تتوارثنا منذ نصف قرن. فإلى مسؤوليتاكم أيها الشباب في بلورة هذه الجبهة تونس تستصرخكم لإنقاذها من الأنياب والمخالب للذئاب التي لا تشبع.
4- التمسك بحلم عظيم
نحن اليوم شعب وأمة بلا قدرة حتى على الحلم. كان لأجدادنا حلم اسمه الاستقلال والوحدة العربية والاشتراكية، ولا نتجاسر حتى على رفع شعار « ليرحل بن علي ».
بمناسبة ذكرى 9 أبريل 2009 كتبت نصا عنوانه برنامج « تونس وطن للإنسان’’ ومرّ دون تعليق إلا من بعض الأصدقاء الذين وصفوه بالحلم الجميل. ربما تصوّر البعض منهم أنني سأغضب للوصف. لكنني لم أغضب بل بالعكس. نعم إنه حلم وجميل…تصوروا لحظة …. ..وطنا اسمه جمهورية التونسيين … علم جديد للقطع مع علم أصبح لا يرمز إلا لمراكز البوليس والشعب الدستورية …
جواز سفر مكتوب عليه مِلك للتونسيين وحق مضمون بالبند 13 من الإعلان العالمي وبدستور جمهورية التونسيين … عاصمة اسمها القيروان الجديدة …دولة يرأسها مجلس جمهوري لا رئيس فرد بعد اتضاح خطورة الخيار … توزيع محكم للسلطات بحيث لا مجال لاستبداد طرف بالسلطة … مجلس دستوري فعلي بصلاحيات واسعة لضمان حريات التونسيين …قضاء مستقل لا مستغلّ…مجلس أعلى مهمته السهر على المال العام وملاحقة أي سارق، خاصة إذا كان من أعضاء المجلس الجمهوري ….رفض دفع الديون التي أغرقتنا بها العصابات واستعمالها لبرنامج طموح لتشغيل الشباب …استرجاع الأموال المنهوبة أينما أخفيت …دعوة المؤتمرات السياسية و المهنية لوضع خطط بعيدة المدى لإصلاح الاقتصاد والجامعة والقضاء والإعلام الخ . ألن تصبح بحق تونس الأرض التي نفرّ إليها وليست الأرض التي نفرّ منها. تذكّروا حلم مارتن لوثر كنج منذ نصف قرن. هل كان أوباما يدخل البيت الأبيض لولاه. تذكروا حلم غاندي. لولاه لما خرجت بريطانيا من الهند أو ربما بعد زمن أطول. تذكروا حلم مانديلا الذي لم يمدّ غطاءه على قدر رجليه ولم يطالب في إطار سياسة المراحل برفع التمييز العنصري في الباصات ثم في المراحيض ثم الدخول من الباب الصغير لبرلمان العنصرية وإنما قال ليذهب الابارتايد …وذهب. كل الذين يسخرون من الأحلام والحالمين لا يفهمون الوظيفة الحقيقية للحلم وأنه الرؤيا البعيدة المدى لكبار النفوس والعقول …الخطوة الأولى والضرورية على الدرب الشاق الخطر الطويل لنحت جزء من الواقع بالكاد ننتبه لمعجزة تحققه.
نعم تذكّروا قانون « كل الأحلام لا تتحقق لكن كل الأمور العظيمة كانت يوما من الأحلام »، فليقدنا حلم عظيم وهو أن تصبح تونس في يوم قريب بعون الله وبعزيمة كل فرد منا وطنا للإنسان. *** (المصدر: موقع الدكتور منصف المرزوقي بتاريخ 3 أكتوبر 2010)
الحمار يعفور « سفيرا ومبلّغا » » بيان حقيقة القصة التي ذكرت ضمن برنامج تلفزي قدمه محمد مشفر »
د. هشام قريسة (جامعة الزيتونة بتونس) أيُصدّق هذا، أن يكون حمار على ملك رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعثه النبيّ في مهامّ السفارة والدعوة ويستأذن أصحابه ويكلمهم بما كلّفه النبي صلى الله عليه سلم تبليغه لهم.
هذا ملخص ما جاء من كلام « مشفر » في التلفزة التونسية، ولكنه هذه المرة أحال على المصدر الذي أخذ منه، وهو كتاب « الشفاء » للقاضي عياض السبتي المغربي (تـ544 هـ) ولذلك سأخصص هذا المقال لمناقشة القاضي، وأترك « الشيخ مشفر » قرير العين فلعلّي قد أكثرت عليه باللوم والتقريع، ولعله قد وجد في نفسه حنقا عليّ لكثرة مراجعتي له.
فما هي هذه القصة العجيبة ؟
روى القاضي عياض في « الشفاء » بصيغة فيها تضعيف عن إبراهيم بن حماد بسنده من كلام الحمار الذي أصابه النبي صلى الله عليه وسلم بخير وقال له : اسمي يزيد بن شهاب، فسمّاه النبي صلى الله عليه وسلم « يعفور » وأنّه كان يوجهه إلى دور أصحابه فيضرب عليهم الباب برأسه ويستدعيهم، وأنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم لما مات تردّى في بئر جزعا وحزنا فمات (الشفاء بتعريف حقوق المصطفى 194).
وإبراهيم بن حماد الذي أسند هذه القصة توفي سنة 323 هـ، وقد جاءت ترجمته في كتاب « سير أعلام النبلاء » للإمام الذهبي وملخصها أنّه كان رجلا عابدا، قارئا لكتاب الله، ولكنّه غير معدود في أهل العلم والاتقان، وكان على القاضي عياض وهو مالكي المذهب، أن يقتدي بالإمام مالك في نقد الروايات والأخبار وتمحيصها والتثبت منها، وتمييز الرجال بالرواية عن المتقنين منهم، وكثير من أهل العلم رغم جلالتهم وفضلهم وقع في مروياتهم المناكيرُ والأوهامُ وقليل منهم محققون.
فكيف كان خبر هذا الحمار في كتب السير والطبقات، روى ابن سعد (تـ230 هـ) قال: أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي (الواقدي) أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن زامل بن عمرو، قال: « أهدى فروة بن عمر الجذامي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بغلة يقال لها « فضة » فوهبها لأبي بكر، وحماره « يعفور » فنفق (مات) منصرفه من حجة الوداع » (الطبقات الكبرى ج 1 ص 491).
وروى أيضا عن الواقدي من طريق موسى بن إبراهيم المخزومي عن أبيه قال: كانت « دلدل » بغلة النبي صلى الله عليه وسلم أول بغلة رئيت في الإسلام أهداها له المقوقس (ملك مصر) وأهدى معها حمارا يقال له « عفير » فكانت البغلة قد بقيت حتى زمن معاوية (الطبقات الكبرى ج 1 ص 491).
وملخّص الروايات التي ذكرها ابن سعد في كتابه « الطبقات الكبرى » وبأسانيد مختلفة أنّ الحمار « يعفور » هلك في زمن النبيّ صلى الله عليه وسلم حين عودته من حجة الوداع، وليس كما ادعى القاضي أو اختاره من أنّ الحمار « تردّى » في بئر حزنا على رسول الله أو كما ادّعى خطيبنا في التلفزة أنّه « انتحر » وأمّا البغلة « دلدل » فقد كان حظها أحسن بكثير من حظ الحمار « يعفور » إذ بقيت حتى زمن معاوية، ولعلّ البغال ليس لها من الإخلاص والتضحية ما للحمير !
-وأنتقل الآن الى بيان مسألة لغوية هامة، وهي أن العرب تقول: مات فلان، ونفق حمار، ويستعملون كلمة «النفوق» لسائر البهائم وتعني الموت، وفي حديث ابن عباس «و الجزور نافقة» أي ميتة ومنه قول الشاعر:
«نَفَقَ البغل وأودى سرجه في سبيل الله سَرجي والبَغَل»
ويقال نَفَق ماله ودرهمه وطعامه نفقا ونفاقا: فَنيَ وذهب (لسان العرب: ج10 ص 358) فانظر كيف أنهم لا يستعملون لفظ الموت للبهائم فضلا عن «الانتحار» وما يستنتج من هذه الروايات المتعارضة، أن الرواية التي ذكرها القاضي عياض هي رواية باطلة، بل منكرة، لا تقوم بها الحجة، وأن روايات الواقدي أثبت وأسلم وأقرب الى سنن الخلق ومنطق الأمور، والواقدي – كما هو معلوم- صاحب التصانيف والمغازي، العلامة، الامام أحد أوعية العلم [120 هـ – 207 هـ] كان عصره قريبا من زمان النبوة . قال فيه ابراهيم الحربي ( صاحب أحمد بن حنبل): «الواقدي أمين الناس على أهل الاسلام، كان أعلم الناس بأمر الاسلام». فهل نترك هذه الشهادات في الواقدي والاتفاق على غزارة علمه وصحة أخباره و شهرتها ونأخذ بخرافات ذكرها ابراهيم بن حماد فهو عابد ولكنه ليس عالما، متقنا للأخبار، وانما جاءت مصيبة المسلمين في العلم من هؤلاء الزهّاد الذين يروون التُرَهَات والأباطيل من دون أن يقفوا على مهالكها .
يقول الدكتور هشام: «العجب من القاضي عياض أنه لم يحقق ذلك ودفعه أمر محبة النبي صلى الله عليه وسلم أن يذكر هذه الاخبار الشنيعة في كتابه «الشفا» وأن يكون حمار يدعى «يعفور» هو الذي يقوم بتنفيذ طلبات النبي صلى الله عليه وسلم وبدعوة أصحابه اليه وأنه يطرق أبواب الصحابة يناديهم لتلبية نداء رسول الله، فكأن النبي صلى الله عليه وسلم، ليس له أحد يقوم بالتبليغ، وكان في بيته وما حوله غلمان وخدم متطوعون غير مملوكين، ينتظرون اشارته، لتنفيذ أمره وكان أبو هريرة رضي الله عنه يقول «ما كنت أظن هند وأسماء ابني حارثة الاسلميين الا مملوكين لرسول الله صلى عليه وسلم، قال محمد بن عمر الواقدي: «كان يخدمانه لا يريمان بابه (أي لا يقفون على بابه) هما وأنس بن مالك، وكان رافع مولى لسعيد بن العاص فوهبه للنبي صلى الله عليه وسلم فأعتقه، وغير هؤلاء من العبيد والاماء الذين اعتقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يستخدمهم في بيته كما يفعل الملوك والاثرياء، لأنه صلى الله عليه وسلم ليس له قصر حتى يستخدمهم فيه، وانما هم من عامة المسلمين من أهل الصفة، يصحبون النبي () ليطعمهم مما يهدى له على قدر الطاقة والامكان، فهل لم يجد النبي صلى الله عليه وسلم من هؤلاء أحدا، ولا من أهل بيته أحدا ولا من أصحابه أحدا والحال أن بيوتهم مجاورة لبيته، ولا من أبناء أصحابه أحدا، ولا من ربائبه أحدا، حتى يكلف حمارا باستدعاء أصحابه، ثم أجدني أستمع من منبر التلفزة» لمن يحيي هذه الاخبار المنكرة ويذكرنا بها، وأشد ما يؤلمني أن يصبح الناس بهذه الاخبار مصدقين ولها حاكين، ومن أمر هذا «اليعفور» متعجبين.
وانما العجب في عجبهم أن صدقوا أن حمارا أصبح بأمر الدعوة قائما وبأمر السفارة ملبيا.
وأريد أن أبلغ الناس أن الحمار يعفور هذا «المكلف المنتظر» سيكلمهم ويبلغهم الدعوة وذلك حين يحق عليهم القول وحينما يبوؤوا بغضب من الله، وحينما تتعطل مهمة الأمانة والاستخلاف التي تكلف بها الناس، حينئذ يخرج الله لهم دابة من الارض تكلمهم، قال تعالى في محكم تنزيله: «واذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الارض تكلمهم، ان الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون.» [سورة النمل: 82]
وهذه اشارة لما سيكون من أشراط الساعة ومن خوارق العادات، أن تخرج لهم دابة تكلمهم، لأنهم تنازلوا عن مهمتهم، وليس الصحابة من هؤلاء حتى تكلمهم الدواب،» وان الله خلق الكلام لهم على لسان الدابة تحقيرا لهم وليكون لهم خزيا في آخر الدهر، يعيرون به في المحشر [ابن عاشور التحرير والتنوير ج20 ص39]
وأما في ما يتعلق بناقة النبي صلى الله عليه وسلم التي تسمى «القصواء» فذكر القاضي انها امتنعت عن الطعام حتى ماتت حزنا عليه وهذه الرواية مخالفة لما ذكره ابن سعد عن محمد بن ابراهيم التيمي قال: «كانت القصواء من نعم بني الحريس ابتاعها أبو بكر وأخرى معها بثمانمائة درهم، فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم منه بأربعمائة درهم فكانت عنده حتى نفقت وهي التي هاجر عليها… [الطبقات الكبرى ج1ص 492]
فانظر وفقك الله للسداد، كيف ان حماره هلك في حياته صلى الله عليه وسلم، أي منصرفه من حجة الوداع، ولم يهلك عند وفاته هما وحزنا كما ادعى ابراهيم بن حماد في الرواية التي نقلها القاضي عياض في «الشفا» وأن ناقته «القصواء» نفقت أيضا في حياته كما جاء في رواية ابن سعد.
فهذه البغال والخيل والحمر، انما سخرها الله تعالى للركوب وحمل الاثقال وقطع الطريق، وللزينة ولسائر المنافع المخلوقة لها، وهذه الابل والغنم وسائر النعم سخرها الله للانتفاع بألبانها وأصوافها وأوبارها فيها طعام للأنام وفيها دفء ومنها فراش تكريما لبني آدم وتشريفا لهم على سائر المخلوقات ومنا منه وتفضلا، وهو المنان ذو الفضل العظيم الباسط لعباده نعمه وآلاءه، سبحانه لا نحصي لها عدا ولا نحيط بها قدرا ولم تخلق هذه البهائم لنشر دعوة أو استدعاء أصحاب أو القيام بمهمات، ولا تعرف أسى ولا حزنا على أحد، ولو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم تكلف بأمر ولا نهي، وما كان لها أن تنتحر أو تتردى في بئر، ولا تحمل هما ولا كلا، وما كان لها أن تموت أسى وحزنا، وهي المخلوقة لغير هذا، فسنتها أنها مسخرة وأما أن نستدل بهذه الخرافات والأوهام على صدق الرسالة وعلى قدر النبي صلى الله عليه وسلم وشرفه ومكانته أن حماره مات غما وحزنا عليه، فهذا والله من باب التحقير لا من باب التشريف، ولقد كان لموته صلى الله عليه وسلم وقع أعظم من هذا وأليق بمقامه أن يحزن عليه الحمار «يعفور» أو الناقة المسماة بـ«القصواء» فقد تناقلت الملائكة خبر وفاته في الملإ الأعلى ونزلت في عزائه فقد أخرج الحاكم النيسابوري في «مستدركه» عن جابر بن عبد الله الانصاري، رضي الله عنه ـ قال: لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم عزتهم الملائكة يسمعون الحس ولا يرون الشخص [سير اعلام النبلاء ج1 ص579] وفي حديث البخاري أن عمر بن الخطاب لما سمع أبا بكر ينعى رسول الله قال: فعقرت حتى ما تقلني رجلاي، وحتى أهويت الى الارض، وعرفت حين تلا الآية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات، وتناقل العرب خبر وفاته الى البوادي والبلاد القريبة من المدينة فهرعوا يصلون على النبي، صلاة الجنازة، ويودعونه الوداع الاخير، وما كادوا يدفنونه حتى أنكروا أنفسهم.
ان الانتحار يستلزم أمورا كثيرة لا تكون الا للبشر وهذه الامور متتابعة، أن يعلم الحمار حقيقة الموت وأبعاده وأن يكون له احساس بأنه فقد صاحبه ويستلزم بعد ذلك أن يتصل الحزن بالموت، والحزن ظاهرة انسانية واعية فالمجنون والمعتوه ومن له اعاقة ذهنية لا يستشعر معنى الفقد والموت رغم أنه انسان لأن الفقد ادراك ثم الانتحار بعد ذلك ظاهرة انسانية بحتة لأنها معارضة تمام المعارضة لغريزة البقاء والتعلق بالحياة، والحيوان لا يملك الا غريزة البقاء لأن ذلك سنة الخلق فيه ولا يقدر على مخالفتها لأنه تصبح عنده ارادة وقدرة وتحكم في فعله وهذا من خاصيات الانسان.
فاللهم اني أبرأ اليك مما يعتقده أهل هذا الزمان من تسليم النبي صلى الله عليه وسلم الامانة الى الحمير، وأبرأ اليك ان أصدق ان حمارا انتحر حزنا على نبيك، وأبرأ اليك ان أدرك زمانا تكلمني فيه البهائم، فإن كان يوم «يعفور» هذا قريبا، وأنه سيقوم خطيبا متكلما، فاقبضني اليك غير مخزي، انك نعم المولى ونعم النصير. (المصدر: « الشروق » التونسية 1 و2 أكتوبر 2010)
الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 24 شوال 1431 الموافق ل 03 أكتوبر 2010 إنا لله وإنا إليه راجعون
تم عصر اليوم الأحد 3 أكتوبر 2010 تشييع جثمان الفقيد علالة السعيدي والد السجين السياسي السابق السيد رضا السعيدي إلى مثواه الأخير بمقبرة مدينة منزل بورقيبة.
وحرية وإنصاف تتقدم بأحر التعازي وأصدق المواساة لعائلة الفقيد داعية المولى العلي القدير أن يسكنه فراديس جناته وأن يرزق أهله وذويه جميل الصبر والسلوان.
لتقديم التعازي يرجى الاتصال بابن الفقيد السيد رضا السعيدي على الرقم التالي: 20040130
منظمة حرية وإنصاف
الكنيسة.. والوطن (2)
دكتور محمد سليم العوَّا
• منذ سنين ناقشنا، في الفريق العربي للحوار الإسلامي المسيحي، سبل التعايش بين المسلمين وغير المسلمين في الوطن الواحد وفي أوطان شتى. وانتهينا يومئذ إلى إصدار وثيقة سميناها (العيش الواحد) أصبحت هي دستور عمل الفريق، ووصفت في تصديرها ـ بحق ـ بأنها «دعوة للناس، وشهادة بينهم، وميثاق للعمل العربي الإسلامي ـ المسيحي». • وكان مما قررته تلك الوثيقة أن الحوار ينطلق «من احترام حق الآخر في اعتقاده، وتعزيز الأسس الدينية للعيش الواحد في وطن واحد» وهذا الحوار لا يستقيم «بغير احترام الخصوصيات والمشاعر والرموز والمقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية. ولا يقتصر ذلك على سلوك أهل كل من الدينين تجاه أهل الدين الآخر، وإنما يعبر عن نفسه كذلك في وقوف الطرفين معًا ضد أي امتهان لمقدسات أيِّ منهما أيًا كان مصدره» [الفريق العربي للحوار الإسلامي ـ المسيحي، الحوار والعيش الواحد، بيروت 2001]. • وفي سنة 2008 أصدر الفريق العربي نفسه وثيقته الثانية بعنوان «وثيقة الاحترام المتبادل بين أهل الأديان». وقد نصت هذه الوثيقة في فقرتها رقم (7) على أنه: «ينبغي على أهل كل دين ألا يخوضوا في خصوصيات دين آخر. وينطبق هذا على أهل المذاهب المختلفة والفرق المتعددة في الدين الواحد… وإشاعة أمر التعارض أو التناقض، بين عقيدة وغيرها من العقائد، لا يؤدي إلا إلى البغضاء والشحناء وإغراء الناس بعضهم ببعض…». • ونصت الوثيقة نفسها في فقرتها رقم (9) على أنه: «من حق أهل كل دين أو عقيدة أن يتوقعوا من مخالفيهم تصحيح ما يرتكب في حقهم من خطأ، والاعتذار عما يصدر من هؤلاء المخالفين أو بعضهم من إساءة أو إهانة أو قول أو فعل لا يليق. ولا يجوز لمن وقع منه الخطأ: غفلة أو هفوة أن يستكبر عن تصحيحه أو يبحث عن تأويله وتبريره» [الفريق العربي للحوار الإسلامي ـ المسيحي، وثيقة الاحترام المتبادل بين أهل الأديان، بيروت 2008]. • وهذه المبادئ التي صاغها الفريق العربي للحوار الإسلامي ـ المسيحي للتعبير عما تراه جموع المؤمنين بالدينين حافظًا لوحدتها الوطنية، وعاصمًا لها من الفرقة، وحائلا بينها وبين التعصب الممقوت، لو اتبعها رجال الكنيسة المصرية في تناولهم للمسائل المتعلقة بالإسلام والمسلمين لما وقعت فتن كثيرة اصطلى بنارها المصريون جميعًا أقباطًا ومسلمين. والفتن، وحوادث التعصب وما يصاحبها من تطورات حمقاء من أيِّ من الطرفين، مهما خمد أورُاها وأطفأت جهود (المصالحة) نارَها، واعتذر المتسبب فيها، أو من يتحدث باسم جهة ينتمي إليها، عما كان منه ــ مهما وقع ذلك كله فإن الفتن المتوالية تتراكم آثارها في النفوس، وينشأ على ذكريات كل منها جيل أو أجيال من أبناء الوطن وبناته يفتقدون صفاء النفس نحو المخالف لهم في الدين، وينظرون إليه نظرة العدو المتربص لا نظرة الشريك في الدار، ولا نظرة الأخ في الوطن. • فإذا تكلم الأنبا بيشوي أسقف دمياط وكفر الشيخ والبراري (المصري اليوم: 15/9/2010) عن الجزية ضاربًا عُرض الحائط بكل ما انتهت إليه الدراسات الإسلامية في شأنها، وكأن شيئًا منها لم يكن، فإن هذا الحديث لا يؤدي إلى شيء إلا إلى إثارة ضغائن الأقباط على إخوانهم المسلمين، وبعث فتنة لا مسوغ لها، تعمل عملها في هدم بناء الوطن بتحطيم علاقات الأخوة فيه. سيذكر الأقباط كلام الأنبا بيشوي عن الجزية وهم لم يدفعوها ـ ولا هو دفعها ـ قط، وسينسون كل العلاقات الوادة الراحمة بينهم وبين المسلمين المعاصرين لهم وهم لم يقبضوا الجزية قط!! فما الذي يستفيده نيافة الأنبا من هذه المسألة؟ وما الذي يعود على الشعب المصري من ذكرها؟ • وعندما يتحدث عن الاستشهاد، ويؤيده فيما قال رأس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، البابا شنودة، مفسرًا الاستشهاد بأنه في المفهوم المسيحي الموت في سبيل المبدأ أو العقيدة دون قتال لأن الاستشهاد في القتال موت وقتل وليس استشهادًا بالمعنى المسيحي. (حديثه مع الإعلامي عبد اللطيف المناوي، الحلقة الثانية، 27/9/2010). أقول عندما يتحدث أنبا موقر والبابا نفسه عن هذا المفهوم فإن من واجبهما أن يراعيا، مع المفهوم المسيحي الذي يقولان به، المعنى العربي اللغوي، والمعنى الإسلامي، للاستشهاد، وهو الموت في سبيل الله؛ الذي قد يكون في قتال وقد لا يكون، كما في الرجل يقول كلمة حق عند سلطان جائر فيقتله، وقد سمي في الحديث النبوي (سيد الشهداء) وقرن بحمزة بن عبد المطلب t، فكيف غاب هذا عن الرجلين، وغيرهما، وهما يتحدثان عن الاستشهاد. ثم إن هذا الذي يموت في سبيل العقيدة، بغير قتال، يموت بلا شك مظلومًا مضطهدًا، فأين هي مظاهر هذا الاضطهاد الذي سيصل بمن يقع عليهم إلى حد القتل في سبيل مبدئهم؟؟ إن الاعتذار عن التهديد بالاستشهاد بإيراد معناه في المسيحية لا يزيد الطين إلا بلة لأنه يتضمن اتهامًا للمسلمين باضطهاد الأقباط، وهو اتهام باطل قطعًا فلا المسلمون في مصر يضطهدون الأقباط ولا الأقباط يضطهدون المسلمين، لكنه التلاسن السياسي الذي لم يستطع أحد أن يدرك ماذا أراد منه الأنبا بيشوي عندما أورده خارج سياق حديث (المصري اليوم) معه، وعندما نبهته الصحفية التي كانت تحاوره إلى السياق الصحيح للسؤال ذكرنا بأحداث سبتمبر 1981 ولم يصحح جوابه عن سؤالها. • وأحداث سبتمبر 1981، فيما يخص الكنيسة القبطية، قطع كل قول فيها حكم محكمة القضاء الإداري في الدعوى رقم 934 لسنة 36ق التي كانت مقامة من البابا شنودة الثالث ضد رئيس الجمهورية وآخرين، والعودة إلى أوراق هذه الدعوى، وأسباب حكمها، لا تفيد نيافة الأنبا بيشوي ولا تفيد البابا. والحكم منشور في مصادر كثيرة يستطيع الرجوع إليها من شاء، إذ ليس المقام هنا مقام تذكير بأخطاء الماضي، لكنه مقام تصويب لما لا يصح من مقولات الحاضر. • كما أقحم الأنبا بيشوي أسقف دمياط وكفر الشيخ والبراري، سكرتير المجمع المقدس في حديثه مع (المصري اليوم) حكاية (الضيوف) وذكر أحداث 1981، أقحم في بحثه المعنون (الميديا وتأثيرها على الإيمان والعقيدة) فقرة من 4 صفحات كاملة تتحدث عن القرآن الكريم، ومعاني بعض آياته، ومدى تناسق ما تذكره بعضها مع ما تذكره آيات أخرى. والبحث أعده صاحبه ليلقيه في مؤتمر العقيدة الأرثوذكسية 13 الذي عرف إعلاميًا باسم مؤتمر تثبيت العقيدة. واعترض على كلمة (تثبيت) البابا شنودة في حديثه مع الأستاذ عبد اللطيف المناوي (26/9/2010). • ومما اتخذتُه سبيلا في علاقتي بإخواني غير المسلمين جميعًا ألا أدخل معهم في نقاش حول ديني أو دينهم، لأنني أعتقد أن الأديان والمذاهب مُطْلقاتٌ عند أصحابها، لا تحتمل التبديل ولا التغيير، ولا يقبل المؤمنون بها احتمال خطئها، صغيرًا كان الخطأ أم كبيرًا. إن الجائز بين أهل الأديان هو الإجابة عن سؤال أو شرح مسألة لمن لم يعرفها، إذا وُجِّه ذلك السؤال أو طُلِبَ هذا الشرح. وما سوى ذلك لا يجوز. وهذا هو مضمون ما تقرره وثيقتا: العيش الواحد، والاحترام المتبادل اللتين ذكرتهما آنفًا. لذلك لن أعيد ما قاله الأنبا بيشوي في بحثه المذكور عن القرآن الكريم، فاعتقادي أنه ليس من حقه مناقشة القرآن ولا الجدل في شأن كيفية تفسيره، ولا محاولة التوفيق بين معاني بعض آياته ومعاني العقيدة المسيحية كما يؤمن بها هو ومن يتبعون مذهبه. • غير أن كلام الأنبا بيشوي عن القرآن الكريم فيه مسائل تحتاج إلى بيان. ولست أوجه هذا البيان له وحده، ولكنني أوجهه إلى كل من قرأ بحثه أو استمع إليه، أو تابع ما نشرته الصحف وأذاعته وسائل الإعلام عنه. – المسألة الأولى: أن الأنبا بيشوي نقل كلامًا نسبه إلى الفخر الرازي (أبو الفضل محمد فخر الدين بن عمر بن الحسين الرازي المتوفى سنة 606) في كتابه: التفسير الكبير، قال الأنبا بيشوي إن الفخر الرازي يقول عن تفسير قوله تعالى: {وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبّه لهم} [النساء:157] بأن المصلوب شخص غير عيسى بن مريم عليه السلام: «إنها إهانة لله أن يجعل شخصًا شبهه يصلب بدلا منه، لأن هذا يعني أن الله غير قادر على أن ينجيه. وهكذا فقد أورد لنا أدلة لم نذكرها نحن من قبل… وقال أيضًا ما ذنب الذي صلب في هذه الحالة إن هذا يعتبر ظلم (كذا)….» [ص43 من بحث الأنبا بيشوي والنقاط الثلاث من أصل نصه]. – ولا يقتضي الأمر أكثر من الرجوع إلى التفسير الكبير ليتبين القارئ الكريم أمرين: الأول، أن الألفاظ التي زعم الأنبا بيشوي أنها من كلام الفخر الرازي لا توجد في كلامه قط. الثاني، أن الفخر الرازي أورد الأقوال في شأن قوله تعالى {ولكن شبه لهم} وردَّ عليها، واختار أصحها في نظره، وأنه لما ناقش كيفية إلقاء شبه المسيح عليه السلام على الشخص الذي صلبه اليهود والرومان ذكر أربعة أقوال في شرح تلك الكيفية وانتهى إلى أن «الله أعلم بحقائق الأمور». ولم يرد في كلامه في أي موضع تعبير (إن هذا يعتبر ظلمًا) ولا تعبير (أن هذا يعني أن الله غير قادر على أن ينجيه). [تفسير الفخر الرازي، ج11، ط المطبعة المصرية، القاهرة 1938، ص 99. ورقم الآية من سورة النساء هو 157 وليس 156 كما ذكره الأنبا بيشوي]. وأنا أترك للقارئ أن يحكم على هذا الصنيع ومدى صلته بالعلم، الذي من بركته عندنا الدقة في نسبة كل قول إلى قائله، ومدى صلته بواجب الأحبار والرهبان في حفظ أمانة الكلمة وتأديتها إلى الذين يتحدثون إليهم. – المسألة الثانية: أن الأنبا بيشوي يحكي قصة حوار بينه وبين الملحق العسكري المصري في منزل سفير مصر في قبرص (لم يذكر اسم السفير ولا اسم الملحق العسكري) وينتهي منها إلى أن الملحق العسكري وافقه على تفسيره لقول الله تعالى {لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح عيسى بن مريم قل فمن يملك من الله شيئًا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعًا ولله ملك السموات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شيء قدير} [المائدة:17]. ودون دخول في تفصيلات الحوار الذي ذكره الأنبا بيشوي، أقول إنه حوار لا معنى له ولا جدوى منه، ودار ـ إن صحت الرواية ـ بينه وهو غير مختص ولا متخصص وبين رجال مثله غير مختصين ولا متخصصين، فكان حاصله صفرًا ، لا يقتضي تعقيبًا ولا يستحق ردًا. لكن المهم في الأمر كله أن محاولة إعادة فهم القرآن الكريم على خلاف ما فهم منه على مدى التاريخ الإسلامي كله محاولةٌ مآلها الإخفاق، ونتيجتها إثارة الفتنة بين الأقباط والمسلمين إذا ردد الأقباط فهم الأنبا بيشوي وفهم الملحق العسكري!! وقد كان حريًا بالأنبا بيشوي ألا يقتحم هذا المجال أصلا فليس هو من رجاله ولا أهله. ومما يحسُنُ بالمرء ألا يهرف بما لا يعرف وبخاصةٍ إذا ترتب على ذلك أن تحدث وقيعة بين أبناء الوطن الواحد يحمل وزرها الذين يجادلون فيما ليس لهم به علم. – المسألة الثالثة: أن الأنبا بيشوي يتساءل عما إذا كانت الآية الكريمة (وصفها من عندي) «قيلت أثناء بعثة نبي الإسلام، أم أضيفت أثناء تجميع عثمان بن عفان للقرآن الشفوي وجعله تحريري(؟)، لمجرد وضع شيء ضد النصارى» ويتساءل قبل ذلك عما إذا «كانت قد قيلت وقتما قال نبي الإسلام القرآن أم أنها أضيفت فيما بعد، في زمن متأخر». والتساؤلان غير مشروعين، وفي غير محلهما، ووجها إلى من لا شأن له في الجواب عليهما. فالنبي r لم (يقل) القرآن, إنما تنزل عليه القرآن من لدن عليم حكيم. وأنا لا أريد من نيافة الأنبا، ولا من أي مسيحي، أن يقر لي بنبوة محمد r لأنه إن فعل ذلك خرج من عقيدته الحالية، وليس هذا مطلبي. لكنني أتوقع منه أن لا يهين كتابنا الكريم (القرآن) وينسبه إلى مخلوق، ولو كان هو النبي نفسه، لأن في ذلك إهانةً لا تقبل، ومساسًا لا يحتمل بالإسلام نفسه. والخليفة الثالث، عثمان بن عفان، لم يحوّل القرآن من شفهي إلى تحريري. بل كان القرآن الكريم يكتب فور نزوله على النبي r آية آية، وقطعة قطعة، وسورة سورة، وهذا كله مبسوط في كتب علوم القرآن التي لو طالعها أي ملمٍ بالقراءة والكتابة لم يقل مثل الكلام الذي كتبه الأنبا بيشوي في بحثه. وأخشى ما أخشاه أن يفهم المسلمون الذين يقرأون كلام الأنبا بيشوي أن المقصود هو التسوية بين النص القرآني المتواتر بلا خلاف وبين نصوص دينية أخرى لم تدون إلا بعد أكثر من مئتي سنة من انتهاء عصر الأنبياء المنسوبة إليهم. ومثل هذه المحاولة تعني التشكيك في تواتر القرآن. والتساؤل عما إذا كانت آية ما أضيفت إلى القرآن الكريم «في زمن متأخر» تكذيب لا يقبله مسلم، بقول الله تعالى {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} [الحجر:9]. • ولذلك فقد أحسن البابا شنودة عندما قال في حديثه مع الأستاذ عبد اللطيف المناوي: «آسف إنه يحصل جرح لشعور المسلمين، ونحن مستعدون لأي ترضية» (الحلقة المذاعة في 26/9/2010). والترضية الواجبة لا تكون إلا بأن يعتذر الأنبا بيشوي نفسه عما قال وفعل وكتب. إن البابا شنودة، وهو رأس الكنيسة لا يجوز أن يتحمل أوزار المنتسبين إليها. ولا يُسْتَغنى بأسفه الشخصي عن اعتذار المخطئ من رجال الكهنوت خطأً يثير الفتنة ويحتمل أن يدمر بسببه الوطن. والبابا شنودة أسِفَ وهو لم يقرأ كلام الأنبا بيشوي، ولا استمع إليه، ولا رأى الأنبا بيشوي نفسه منذ نشر كلامه المسيء إلى الإسلام والمسلمين (حلقة 26/9/2010 مع عبد اللطيف المناوي) فأسفه كان لمجرد مشاعر نقلها إليه، برقةٍ بالغةٍ ولطفٍ ملحوظٍ، الأستاذ عبد اللطيف المناوي، وهو أسَفٌ حسن لكنه لا يغني من المطلوب، الواجب، المستحق للمسلمين المواطنين عند الأنبا بيشوي نفسه، شيئًا. ولا يشك أحد في أن البابا بسلطته الروحية والإدارية على جميع رجال الكنيسة قادر على إلزام الأنبا بيشوي بإعلان اعتذاره بلا مواربة ولا التفاف حول الأمر بكلمات هي معاريض لا تسمن ولا تغني من جوع. وما لم يتم ذلك فإن الترضية التي أبدى البابا استعداده لها لا تكون قد تمت، ويبقى الجرح مفتوحًا حتى تتم فيلتئم، وتعود العلاقة مع الكنيسة سيرتها الأولى، ويتجنب الوطن زلزالا لا يبقي ولا يذر. • فإذا أبى الأنبا بيشوي أسقف دمياط وكفر الشيخ والبراري، سكرتير المجمع المقدس ذلك، فإنه لا يبقى أمامنا إلا أن نطبق ما يأمرنا به قرآننا فنقول له: {الحق من ربك فلا تكن من الممترين. فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين} [آل عمران: 60-61]. • لقد أحسن البابا شنودة ـ أيضًا ـ عندما قال للأستاذ المناوي: «الآية التي ذكرت كانت آية يعني مش أصول أن ندخل في مفهومها» (حلقة 26/9/2010) «مش عارف إزاي حصل سرد لحاجات زي دي، ربما كان المقصود أن يعرضوا آيات ليصلوا إلى حل للخلاف اللي فيها لكن ما كانش أصول إنها تعرض خالص، كما أنهم ظنوا أن هذا مؤتمر للكهنة فقط فكأنه ناس بيفحصوا بعض أمور جوه البيت مش للخارج. بعض الصحفيين حضروا وأخذوا الحاجات وبدأوا ينشروا» (الحلقة نفسها). • وليس خفيًا أن الكهنة مهما علا كعبهم لا يستطيعون أن يصلوا إلى حلول للخلاف بين العقيدتين الإسلامية والمسيحية الذي تعبر عنه بعض آيات القرآن الكريم. فلا هم مؤهلون لهذا، ولا هو من علمهم أو شأنهم، ولن يستمع إلى ما يقولونه أحد من المسلمين. فلماذا يذكر القرآن أصلا في مثل هذا المؤتمر؟؟ والخلاف بين العقيدتين واقع أبدي لا يزول، فالبحث في التوفيق بينهما عبث يجب أن ينزه العقلاء أنفسهم عنه، ويصونوا أوقاتهم عن إضاعتها فيه. وأن الأمر كان «داخل البيت» لا يسوغُ قبولُه مع ما نشرته الصحف التي ذكرت الموضوع من أن النص «وزع على الصحفيين». وكم غضبت الكنيسة والأقباط كافة، من كلام كتب أو قيل داخل البيت الإسلامي، ومن كلام يقال داخل المساجد، بل من كلام قيل وكتب لمجمع البحوث الإسلامية في الأزهر الشريف (كلام الدكتور محمد عمارة في تقريره العلمي عن كتاب: مستعدون للمواجهة، الذي أحاله المجمع إليه لكتابة تقرير عنه فلما كتبه قامت الدنيا ولم تقعد ـ وكاتب هذا الكتاب ينتحل اسم سمير مرقس، وهو قطعًا لا علاقة له بهذا الاسم، فصاحبه المعروف هو صديقنا المهندس سمير مرقس، وهو رجل وحدة وطنية بامتياز). لقد كان كلام الدكتور محمد عمارة داخل المجمع، ونشر ملحقًا بمجلة الأزهر، وكان ردًا ولم يكن كلامًا مبتدأً، ومع ذلك كله فقد ثارت الكنيسة على نشره وطلبت سحبه من التداول وفعل الأزهر ذلك، محافظة على مشاعر الأقباط، وحرصًا على وحدة أبناء الوطن. فهل يأمر البابا شنودة الأنبا بيشوي بأن يفعل مثل ما فعلت القيادة الدينية الرسمية للمسلمين؟ أرجو مخلصًا أن يفعل. • سأل الإعلامي المعروف الأستاذ عبد اللطيف المناوي ضيفه البابا شنودة الثالث عما سبب تغيير الأجواء، التي كانت سائدة بين المسلمين والأقباط، من الحوار والأخوة الوطنية ونحوهما إلى التوتر والاحتقان الحاليين؟ وكان جواب البابا: «المسألة الأولى بدأت من مشكلات كاميليا… هل سيدة معينة يمكن توجد خلافًا على مستوى البلد كله… لماذا هذا الضجيج كله من أجل موضوع يمكن يكون شخصي خاص بها وبزوجها… المسألة تطورت من فرد معين إلى هياج كبير جدًا جدًا، استخدمت فيه شتائم وكلام صعب إلى أبعد الحدود، ونحن لم نتكلم وسكتنا… حدثت مظاهرات تؤذي مشاعر كل مسيحي.. لم تحدث مظاهرات من جانبنا» وعندما حاول الأستاذ المناوي تلطيف الجو بقوله «كان هناك جرح متبادل» رد عليه البابا بحزم: «الجرح مش متبادل.. أرجوك». • والواقع أن الإجابة عن سؤال: ما الذي حدث فأدى إلى تغيير الأجواء؟ بأن المسألة «بدأت من مشكلات كاميليا» إجابة غير صحيحة جملة وتفصيلا. كاميليا وقصتها كانت آخر ما أثار مشاعر الجماهير المسلمة التي انفعلت لما أشيع من أنها أسلمت وأنها سُلِّمت إلى الكنيسة كسابقاتٍ لها في السنين السبع الأخيرة. وأول هؤلاء اللاتي سلِّمن إلى الكنيسة كانت السيدة/ وفاء قسطنطين زوجة كاهن كنيسة (أبو المطامير) آنئذٍ. وواقعة السيدة وفاء قسطنطين حدثت في سنة 2004 وهي سلِّمت إلى الكنيسة التي أودعتها دير الأنبا مقار بوادي النطرون (حسبما أعلن في الشهر الحالي، سبتمبر 2010، الأسقف الأنبا باخوميوس أسقف البحيرة ومطروح والمدن السبع الغربية). وهي لا تزال تحيا فيه حبيسة ممنوعة من مغادرته حتى اليوم. وقد ثار شباب ورجال أقباط على بقاء السيدة/وفاء قسطنطين في حماية الدولة من أن تقع في قبضة من يقيد حريتها بغير سند من القانون، وتظاهروا في مقر الكاتدرائية بالعباسية، وألقوا حجارة على رجال الأمن فأصيب منهم (55) من بينهم خمسة ضباط، واعتُديَ بالضرب على الصحفي مصطفى سليمان، من صحيفة الأسبوع وانتُزِعَتَْ منه بطاقته الصحفية وآلة تصوير، واعتديَ بالتهديد على الصحفية نشوى الديب، من صحيفة العربي، ولولا حماية رجل قبطي، ذي مروءة، لها لكان نالها مثل ما نال زميلها. وقد نشرتْ تفاصيل مسألة وفاء قسطنطين منذ إسلامها إلى تسليمها جميع وسائل الإعلام المصرية، وكثير من وسائل الإعلام العربية والعالمية [كتابنا: للدين والوطن ص 207-275]. • وقد تزامن مع تسليم وفاء قسطنطين تسليم السيدة/ ماري عبد الله التي كانت زوجة لكاهن كنيسة بالزاوية الحمراء إلى الكنيسة، بعد أن أسلمت. وفي أعقاب هاتين الحادثتين المخزيتين سلمت إلى الكنيسة (مارس 2005) طبيبتي الامتياز ماريا مكرم جرجس بسخريوس، وتيريزا عياد إبراهيم في محافظة الفيوم وأعلن الأنبا أبرام وكيل مطرانية سمالوط أن الفتاتين «هما الآن تحت سيطرتنا» [المصدر السابق ص 277]. • وتبع هاتين الحادثتين تسليم بنات السيدة ثناء مسعد، التي كانت مسيحية وأسلمت ثم قتلت خطأ في حادث مرور، إلى زوجها المسيحي، بقرار من النيابة العامة ليس له سندٌ من صحيح القانون [التفاصيل في كتابنا سالف الذكر ص 258]. • كان تسليم المسْلِمات إلى الكنيسة، وإصرارها على ذلك، والمظاهرات العنيفة التي قامت في القاهرة والبحيرة والفيوم (وليتأمل القارئ كلام البابا شنودة لعبد اللطيف المناوي الذي يصطنع فيه تفرقة بين المظاهرات، التي يقوم بها المسلمون، والتجمعات الاحتجاجية التي يقوم بها الأقباط. ولمن شاء أن يسأل هل كان الاعتداء على رجال الشرطة، وجرح 55 منهم بينهم 5 ضباط، مجرد تجمع احتجاجي!!). كان ذلك التسليم هو بداية الاحتقان المستمر، حتى اليوم، بين الكنيسة من جانب وأهل الإسلام في مصر من جانب آخر. • وهذا الاحتقان له سببه المشروع عند المسلمين. فذلك التسليم تم للمرة الأولى في تاريخ الإسلام (1444سنة)، لم يُسْبَقْ إليه شعب ولا دولة ولا حكومة. والقرآن الكريم ينهى عنه نهيًا قاطعًا {يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن…} [الممتحنة:10]. • وقد طالب المسلمون، بألسنة مفكريهم وعلمائهم وأقلام كتابهم، بتصحيح هذه الأخطاء فلم يستمع إليهم أحد!! وأحدث هذا الإهمال لما يوجبه الدين تأثيره في جماهير المسلمين، وهو تأثير مستمر حتى اليوم، يزداد الشعور به كلما وقعت حادثة جديدة، أو أشيعت شائعة عن وقوعها، أو اتخذ موقف أو قيل كلام من جانب رجال الكنيسة يحرك حفيظة المسلمين. فما يقوله البابا شنودة عن أن أصل المسألة هو موضوع كاميليا شحاتة كلام غير صحيح. إن أصل المسألة هو انتهاز الكنيسة فرصة ضعف الدولة بإزائها، وتغولها على النطاق المحفوظ بغير جدال لسلطاتها الرسمية، واتخاذها محابس لمن لا ترضى عنهم من الناس بغير سند من القانون، وبالمخالفة للدستور، مع سكوت الجهات المختصة في الدولة كافة على هذا السلوك العجيب. ويزداد الأمر شدة وصعوبة كلما ادعت الكنيسة على لسان قياداتها أن ما حدث، ويحدث، هو ممارسة لحقوقها وحماية لمن أسلمن ـ بزعم عودتهن عن هذا الإسلام ـ ممن قد يصيبهن بأذى!! • لقد كان بيان هذا الأمر لازمًا لوضع الأمور في نصابها، ولتذكير الحَبر الجليل البابا شنودة الثالث بدور الكنيسة، تحت قيادته، في إحداث الاحتقانات المتتالية بين المسلمين وغير المسلمين. وقد كان آخر فصول هذا الدور هو تصريحات الأنبا بيشوي، ومن تبعه من الكهنة ذوي الرتب الكهنوتية الكبيرة والمتوسطة والصغيرة عن مسألة (ضيافة) الأقباط للمسلمين، وعن مسألة (الجزية) ثم تصريحات الأنبا بيشوي ـ التي نفى البابا شنودة علمه بها ـ عن تفسير آيات القرآن الكريم بما يوافق العقيدة المسيحية كما يعتنقها الأنبا بيشوي، وحديثه عما إذا كانت بعض آيات القرآن قد أضيفت في زمن متأخر في عهد الخليفة عثمان بن عفان t. * * * * * • إن حياة المسلمين والمسيحيين على أرض مصر قدر لا فكاك منه لأحد الفريقين. والعمل من أجل تأكيد معاني العيش الواحد الذي يجمع بينهم في وطنهم الواحد، والتوعية بها، هو المخرج الوحيد من الفتن المتتالية التي نعاني منها منذ نحو أربعة عقود. إن معنى العيش الواحد في الوطن الواحد أن يكون بين المختلفين، دينًا أو ملة أو طائفة أو أصلا عرقيًا أو هوية ثقافية، نوع احتمال لما لابد منه من الاختلاف بين الناس، ومعيار هذا الاحتمال الواجب أن ينزل كل طرف عن بعض حقه، الواجب له، رعاية لمرضاة أخيه في الوطن. وفرق ما بين ذلك وما بين العيش المشترك الذي يضم المختلفين دينًا أو ملة أو طائفة أو أصلا عرقيًا أو هوية ثقافية ويعيشون في مناطق مختلفة من العالم، أن معيار التعامل في العيش المشترك هو الحقوق وحدها، تُطلب وتُؤدى على ما توجبه العقود أو الاتفاقات أو القوانين. في العيش الواحد ليس بين الناس كرامات، وإنما بينهم أخوة وتعاون، ينزل هذا عن بعض ما يريد ويترك ذاك بعض ما يستحق، لأن الناس في العيش الواحد عائلة واحدة يحمل بعضها بعضًا، ويعين بعضها بعضًا، وينصر بعضها بعضًا. لكن في العيش المشترك يتقاسم الناس خيرات الأرض، وما خلق الله لهم فيها مما يسعهم جميعًا، فإذا زاحم أحدهم الآخر في حقه أو ملكه أو سيادته لم يقبل ذلك منه. في العيش الواحد علاقات مودة وأخوة مصدرها قول الله تعالى: {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلونكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين} [الممتحنة:8]. وفي العيش المشترك واجبات تؤدى وحقوق تُستأدى معيارها قول الله تبارك وتعالى: {هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعًا} [البقرة:29]، وقوله تعالى: {الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون. وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعًا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون} [الجاثية: 12-13]. * * * * * • والذي ندعو إليه إخواننا المسلمين والأقباط جميعًا هو إدراك هذه الحقيقة الأزلية: أننا للعيش على أرض هذا الوطن الواحد خلقنا. • وأن أحدًا منا لن يستطيع أن ينفي الآخر مهما كان له من القوة، أو ظن بنفسه من البأس، أو استشعر من مناصريه التصميم على ما يحرضونه عليه، أو يدفعونه إليه، أو يستحسنونه من قوله وفعله. • والدين الحق حائل بين صاحبه وبين العدوان على غيره. • والإمساك عن العدوان باللسان واجب كالإمساك عن العدوان بالسنان. • والعود إلى داعي العقل أحمد. • والعمل بموجب الرشد أسَدُّ. • ومن نكث فإنما ينكث على نفسه، ومن أوفى بعهده فله الحسنيان، في الأولى والآخرة. والله من وراء القصد. (المصدر: صحيفة « المصريون » (يومية – مصر) الصادرة يوم 3 أكتوبر 2010)
الفتنة الطائفية تدخل طورا خطيرا
بقلم: مكرم محمد أحمد يشتعل الوطن بحرائق الفتنة عندما تعمي بصائر هؤلاء الذين يفترض أن يقودوا عوام الناس الي الهداية والرشد لكنهم يفعلون عكس ذلك, يختلقون أسباب الخصام والنزاع, ويوقدون نار البغضاء.
والكراهية في الصدور!, وبدلا من أن يكونوا رسل هداية ورحمة, يصبحون دعاة شقاق وفتنة.., وهذا مع الأسف هو أخطر ماطرأ علي حالة الفتنة الطائفية في مصر خلال الأيام الأخيرة بدخول بعض من رجال الدين علي الجانبين المسلم والمسيحي معترك الفتنة, يطلقون أحكاما جائرة تنطوي علي اتهامات خطيرة دون أن يملكوا أسانيد صحيحة تثبت صدق دعاواهم, ولا يفرقون في جدلهم البيزنطي بين ما يجوز قوله في منتدي علمي ضيق يحتمل اجتهاد الرأي وبين ما يمكن اشاعته علي الملأ فتكون النتيجة المحتمة لجهود هذا وذاك, إشاعة البلبلة والشك وتمزيق نسيج الوطن الواحد وتخريب أواصر الوحدة بين مسلمي مصر وأقباطها, والأشد أسفا أن تأخذ هؤلاء العزة بالإثم, ويصرون علي خطتهم يتحصنون خلف مواقفهم المتعصبة أو يعلقون الخطأ علي شماعة الصحف التي تتطاول وتلفق! برغم ثبوت ما يقولونه مكتوبا في نصوص محاضرات ولقاءات وكتب, متناسين أن هذا الوطن سوف يبقي أبدا وطنا لأقباط مصر ومسلميها لا بديل لأي منهما عن التعايش مع الآخر في ود ووئام, ينهض بجهدهما المشترك أو يلقي لا قدر الله, سوء المصير لاخفاقهما المشترك, ولا مفر من أن يعيشوا معا فوق هذه الأرض الطيبة كما عاشوا منذ آلاف السنين يقتسمون معا حلو الحياة ومرها, وينظمون مصالحهم المشتركة في إطار المساواة الكاملة في الحقوق والواجبات, يحترم كل منهما حقوق الآخر وعقيدته لأن المشترك بين الجماعتين المسلمة والقبطية في مصر ضخم وكبير, فالأغلبية المسلمة مأمورة بنص القرآن بأن تحب النصاري لأن بينهم قسيسين ورهبانا ولأنهم اتباع اليسوع عيسي ابن مريم السيدة البتول التي فضلها الإسلام علي كل نساء العالمين ولأن الأقلية القبطية مأمورة بنص الإنجيل بأن تحب جيرتها المسلمة لأن الله محبة ولأن المحبة تكسر الحجر وتربي النفوس.
والمؤسف المخيف, أننا نشهد تصاعدا مستمرا في وقائع الفتنة بين أقباط مصر ومسلميها تتسع كل يوم مساحتها علي نحو مطرد وتزداد وتيرتها علي نحو متصاعد!, حتي إننا لا نكاد نخرج من فتنة إلا لندخل فتنة أخري, عادة ما تكون أحداثها أشد سوءا من سابقتها, وكأننا مربوطون في ساقية شريرة, مغيبون في دورتها المجنونة لا أحد يقدر علي وقفها أو قطعها تأخذنا دوامة الفتن الي فتنة كبري يمكن ألا تبقي ولا تذر, أو كأننا كالهابطين علي منحدر صعب تأخذهم أقدارهم الي هاوية سحيقة لا يملكون قدرة التوقف ليسألوا أنفسهم عن سبل الخروج من هذه الدورة المجنونة!, فكيف يكون حالنا إن استمرأ بعض رجال الدين علي الجانبين هذه اللعبة الخطيرة وأصبحوا وقود هذه الفتنة يصبون الزيت علي النار لتزداد اشتعالا؟!, لهذا ينبغي أن نفزع من خطورة ما حدث أخيرا ونصر علي وقفه.
والمضحك المبكي في الوقت نفسه أن العلل والأسباب الظاهرة تكاد تكون هي نفسها في كل أزمة وكأننا غير قابلين للتعلم, نكرر الأخطاء ذاتها, ونسئ فهم وتفسير ما يحدث وما يتكرر حدوثه دائما, برغم تشابه الوقائع والأحداث وإن تغيرت الأمكنة ومسمياتها, نعجز عن تدارك الأزمة قبل وقوعها برغم أن عناصر الأزمة عادة ما تكون مدركة ومعروفة, وبرغم وجود حكم محلي يتابع ما يجري في المدن والمراكز والقري, لكن يبدو أن قرون استشعار هذه الأجهزة قد ماتت, ولم تعد تدرك ما يجري حولها ولم يعد في وسعها أن تمنع المصيبة قبل وقوعها!.
ولأنه لا جديد تحت الشمس تكاد تخلص أسباب التشاحن بين أقباط مصر ومسلميها في أربع قضايا معروفة لا جديد في عناصرها وإن تكررت أحداثها.
* أولها: قضية توسيع وبناء وترميم الكنائس التي تكاد تكون القاسم المشترك في معظم حوادث الفتنة الطائفية.., ولست أعرف, لماذا لم ننجح في حل هذه المشكلة العويصة التي لا تزال تعكر صفو العلاقات بين أقباط مصر ومسلميها منذ صدور الخط الهمايوني عن الباب العالي أيام كانت مصر ولاية عثمانية يأتيها الوالي بحرا من الاستانة ليطلع القلعة راكبا فرسه في موكب فخيم يخترق حي الصليبة كي يعتلي سدة مصر الي أن كتب المرحوم جمال العطيفي تقريره الشهير في منتصف سبعينات القرن الماضي عن الفتنة الطائفية يقترح تخفيف الإجراءات بما يمكن أقباط مصر من بناء كنائسهم لأن عوائق بيروقراطية ضخمة تجعل من القضية مشكلة أمنية!, وقبل أن تتفتق أذهان المصريين المحدثين في مطلع القرن الحادي والعشرين عن أهمية وجود قانون موحد لدور العبادة ينظم إجراءات بناء المساجد والكنائس في إطار سلطة المحافظين والحكم المحلي, برغم أن المشكلة أبسط بكثير ولا تستحق ثلاثمائة عام من متاهة الإجراءات الإدارية, يمكن اختصارها في بند إجرائي واحد, يعطي لكل خمسين عائلة قبطية تسكن قرية مصرية الحق في بناء كنيسة مع ملحقاتها تتوافق مساحة وحجما مع أعداد الأقباط في كل قرية ومدينة مصرية ويكون للسلطات الهندسية المحلية حق الموافقة علي تصاريح الصيانة والترميم والتوسيع.
صحيح أن إجراءات بناء وترميم الكنائس تعرضت لتغيير وتطوير جذري خلال الأعوام الخمسة الأخيرة ضاعف أعدادها بصورة ملموسة, ومع ذلك لا تزال بعض الجماعات القبطية تلجأ الي فرض الأمر الواقع بسبب تعقيد الإجراءات, لكن السؤال المهم الذي ينبغي طرحه هنا, ما الذي يجعل من بناء كنيسة صغيرة في قرية مصرية مشكلة كبيرة, إن كان هناك قانون نافذ يلزم الجميع باحترام عقائد الآخرين وصون معابدهم ورموزهم الدينية, وإذا كانت هناك مدرسة مصرية تعلم النشء منذ الصغر أن الدين لله والوطن للجميع, وإذ اتفق الأزهر والكنيسة علي اقصاء كل داعية يسئ الي دين الآخر لأن أقباط مصر لا يدخلون في ملة الكفر فهم مؤمنون موحدون يعترف الإسلام بدينهم ويقدس نبيهم ويعتبرهم الأقرب الي قلوب المسلمين.
* المشكلة الثانية: تتعلق بالمضاعفات التي يمكن أن تنشأ وتنشأ بالفعل عن علاقات اجتماعية تحكمها صدفة طارئة تؤدي الي فتنة صغيرة, سرعان ما تصبح فتنة كبيرة, تحول بعض القري الي ساحات حرب أهلية بسبب الحرص علي توصيف غير حقيقي لمشكلة إنسانية صنعتها الصدفة, ربطت بين شاب مصري مسلم وفتاة قبطية في علاقة زواج أو خطبة يصر البعض علي أنها تنطوي علي جريمة اختطاف لإناث بهدف إكراههن علي الإسلام برغم توافر الإرادات الحرة في جميع هذه القضايا, ورغم التزام الأزهر والإدارة عدم قبول تغيير ديانة قاصر لم تبلغ سن الرشد وبرغم استعداد الإدارات المحلية للمعاونة في حل هذه المشكلات من خلال النصح والإرشاد لأن مثل هذا الزواج لا ينجح في ظل رفض أهالي الأسرتين, مع الأسف تعرف الكنيسة علي كافة مستوياتها أن الأمر في جوهره لا يشكل عملية اختطاف, لكنها تصمت عن قول الحقيقة, وتسمح بتظاهر الشباب في باحاتها برغم أن الأسباب غير صحيحة!.
* المشكلة الثالثة: تتعلق بضرورة التزام الدولة بوضع برنامج تنفيذي يستهدف تطبيق كل حقوق المواطنة علي أقباط مصر بما يكفل المساواة الكاملة في كل الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين, وينهي كل صور التمييز غير المكتوبة التي تمنع أو تقلل حجم توظيفهم في بعض المجالات أو المناصب مثل المحافظين ومديري الجامعات وعمداء الكليات, وأظن أن من العدل والتحضر أن يكون هناك قانون يعاقب من يخالف هذه القواعد ويفرض التعويض للمضارين, لأن هذه القواعد ينبغي أن تلقي احترام النص الدستوري, لأن المساواة وتكافؤ الحقوق والواجبات هما الركنان الأساسيان لأي دستور إنساني صحيح.
* المشكلة الأخيرة: تتعلق بحقوق تغيير المعتقد والملة والديانة باعتبارها حقوقا طبيعية شخصية, لا يجوز للدولة المدنية أو أي من مؤسسات المجتمع المدني التدخل فيها في عصر جعل حرية الاعتقاد ركنا أساسيا في حقوق الإنسان, وأعطي للمجتمع الدولي حق التدخل في الشأن الداخلي لأية دولة حفاظا علي هذه الحقوق نظرا لعالميتها وأهميتها في تحقيق أمن العالم وسلامه.. وإذا كانت الحكومة المصرية لا تسعي إلي تطبيق حد الردة في الاسلام تأسيسا علي حرية الاعتقاد التي تضمنتها الآية الكريمة من سورة الكهف من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر يصبح من واجب الدولة ألا تكون طرفا في أية قضية من هذا النوع تتعلق بمسلم أو مسلمة أو تتعلق بقبطي أو قبطية باعتبارها حقوقا طبيعية يمارسها الإنسان فالعاقل الرشيد الذي يتحمل مسئولية التكليف وأعباءه طبقا لأحكام الشريعة والقانون.
وغاية القول إن اجتثاث أسباب الفتنة الطائفية ليس أمرا مستحيلا, لأن معظمها طاريء يستقوي بتدخلات الخارج, ولأن تحرك الداخل علي مسيرة الدولة المدنية لايزال يواجه عقبات ومشاكل, بعضها يعود إلي تباطؤ خطي الحكومة علي طريق الاصلاح السياسي بما يضمن تكافؤ الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين بصرف النظر عن الجنس أو اللون أو الدين واحترام الكفاءة معيارا وحيدا لتولي المناصب العامة, وتنظيم علاقات الدولة بالكنيسة والمسجد بما يضمن احترام العقائد وأماكن العبادة والرموز الدينية ويكفل حرمتها في بلد مسلم تسكنه أغلبية مسلمة يؤمن بحرية الاعتقاد ويعترف بكل الأديان والرسل, ويحرص علي سواسية الحقوق والواجبات ويرفع شعار الدين لله والوطن للجميع ويصر علي أن يخضع الجميع لسلطة القانون.
واعتقد أن مسئولية الكنيسة ودورها في هذا الاطار الواضح أن تعود إلي ينابيعها الأولي, عندما كانت جزءا من محيطها الوطني والاجتماعي, تحفها قلوب المصريين جميعا, تحيطها بالمحبة والرعاية وتحميها من كل سوء, لا تغلق أبوابها علي نفسها أو شعبها, ولا تنفصل أو تنقطع عن جيرتها المسلمة, يدخل ضمن وظائف قسسها ورهبانها تكسير أسوار العزلة وتوثيق العلاقات مع الجار المسلم وكسب وده واحترامه, باعتباره أخا شقيقا صاحب حق أصيل في هذا الوطن شأنه شأن شقيقه القبطي وليس ضيفا كما يقول الأب بيشوي, بما يعيد إلينا عهدا زاهرا من التآخي الوطني, جاوزت فيه شعبية بعض القسس والرهبان شعبية الشيوخ وأفاضل القوم, كانوا ملاذا للجميع لا يحس المسلم غضاضة في اللجوء إليهم, وهذا هو عهدنا بالكنيسة المصرية كنيسة وطنية تدعو إلي المحبة والتسامح كما عرفناها شبابا قبل سلسلة الفتن الأخيرة, لأن الكنيسة تكسب الكثير إن كان بين رجالها قسيسون ورهبان يترفعون عن الحماقة, ويجسدون الحكمة والتسامح ويخالطون الشارع المسلم, لكن الكنيسة تفقد الكثير من تقاليدها إن قام علي شئونها رعاة يتصورون أنهم يخوضون معركة ضد النص الديني المسلم وضد الأغلبية المسلمة لا يحسنون الفصل بين ما يمكن أن يقال لعوام الناس وما يقال لخاصتهم, ولا يتحلون بالصبر والتسامح, ولا يبحثون عن مساحات اللقاء المشترك مع الآخر بدلا من التنقيب عن بواعث الخلاف وأسباب الفتنة, يعتقدن من صميم قلوبهم أن الله محبة وأن المحبة تنشر الود وتكسر الحجر.
(المصدر: صحيفة « المصريون » (يومية – مصر) الصادرة يوم 3 أكتوبر 2010)
شريكا الحكم السودانيان يبحثان اليوم في إثيوبيا سبل حل قضية آبييآخر تحديث
الخرطوم – عماد حسن: تستضيف إثيوبيا اليوم الأحد، “شريكي نيفاشا” لبحث قضية آبيي السودانية، فيما أعلنت الجامعة العربية مشاركتها في مراقبة عملية الاستفتاء، ونددت هيئة الأحزاب والتنظيمات السياسية بتعامل المجتمع الدولي مع الاستفتاء بالدعم المباشر للانفصال . ويلتقي وفدان من المؤتمر الوطني والحركة الشعبية في إثيوبيا اليوم الأحد، للتوصل لاتفاق بشأن منطقة آبيي الغنية بالنفط المتنازع عليها من الجانبين . وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية بي جي كراولي إن الوزيرة هيلاري كلينتون حثت الحكومة السودانية على القدوم إلى أديس أبابا “وهي مستعدة للتفاوض وأن تتأكد من أن الوفد المفاوض ستكون له سلطة محددة للتوصل إلى اتفاق بشأن أبيي” . ومن المقرر أن يشارك في محادثات أديس أبابا المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان سكوت غريشون . وكانت هيلاري أجرت اتصالاً هاتفياً مع علي عثمان محمد طه نائب الرئيس السوداني، ورئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي، حثت فيه الخرطوم على الحضور إلى أديس أبابا جاهزة بوفد التفاوض، وان تكون لديه سلطة محددة للوصول لاتفاق حول منطقة آبيي . وقال زيناوي لوزيرة الخارجية الأمريكية إنهم قلقون جداً فقد تبقى حوالي مئة يوم قبل الاستفتاء، وان آبيي إحدى المسائل المهمة التي يجب حلها قبل الاستفتاء . وأعلنت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أنها ستشارك في مراقبة عملية الاستفتاء على حق تقرير مصير جنوب السودان المقرر في 9 كانون الثاني/يناير المقبل، عبر بعثة ينتشر مراقبوها في مختلف ولايات السودان التي يتم فيها عملية الاقتراع . وقال السفير صلاح حليمة إن هذه المشاركة تأتي في إطار اهتمامها بتطورات الأوضاع في السودان، وتنفيذ استحقاقات اتفاقية السلام الشامل، وأكد حرص الجامعة على تحقيق الوحدة في السودان، ودعا إلى إجراء الاستفتاء بشفافية ونزاهة في وقته المحدد ووفقاً للمعايير الدولية المتبعة . إلى ذلك، نددت هيئة الأحزاب والتنظيمات السياسية بتعامل المجتمع الدولي مع وضعية الاستفتاء بالدعم المباشر للانفصال، من دون أمعان النظر للعواقب المترتبة عليه محلياً وإقليمياً ودولياً . وأعلن رئيس الهيئة عبود جابر رفض مشاركة قوات الأمم المتحدة “اليونيميد” في مراقبة الاستفتاء، مشددا على ضرورة ألا تتجاوز التفويض الممنوح لها . (المصدر: صحيفة « الخليج » (يومية – الكويت) الصادرة يوم 3 أكتوبر 2010)
عندما يمعن نتنياهو في إذلال أوباما * ياسر الزعاترة
لم يتعرض رئيس أمريكي إلى هذا المستوى من الإذلال الذي تعرض ويتعرض له أوباما أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو منذ شهور ، تحديدا منذ اشتراطه وقف الاستيطان من أجل استئناف مفاوضات السلام ، ثم تنازله عنه وتوجيه ضغوطه نحو قيادة السلطة من أجل إعادتها إلى طاولة المفاوضات المباشرة دون تلبية الشهر المذكور. لم يشترط أوباما وقف الاستيطان إلا عندما اعتقد أن بوسعه فرض رأيه ، فيما لم يكن بوسع نتنياهو القبول بذلك لأن أسلافه جميعا فاوضوا وسعروا الاستيطان في ذات الوقت ، وآخرهم أولمرت الذي كانت حكومته الأكثر نشاطا على هذا الصعيد. ما إن تورط أوباما في هذه اللعبة حتى انهالت عليه الضغوط من أعضاء الكونغرس ، بمن في ذلك الديمقراطيون منهم ، فيما بدأت الحملة تأخذ أشكالا شتى مثل الحديث عن أصوله المسلمة ، وهو ما أقنعه بعجزه عن مواجهة اللوبي الصهيوني ، ثم ازداد الموقف سوءا حين أخذ موعد انتخابات التجديد النصفي للكونغرس يقترب شيئا فشيئا (تشرين الثاني المقبل) مبشرا بهزيمة كبيرة لحزبه في حال أصر على الصدام مع نتنياهو. والحق أن أوباما لم يتورط في مواجهة نتنياهو إلا بعد حصوله على دعم من طرف جنرالات البنتاغون الذين يرون أن أي تصعيد في الملف الفلسطيني سيؤثر على جنودهم في العراق وأفغانستان ومصالح بلادهم في المنطقة ، لكنهم ما لبثوا أن تراجعوا هم أيضا ، بخاصة عندما بدأت فضائح جيشهم تتوالى من خلال وثائق يبدو أن دوائر صهيونية هي التي سربتها (وثائق ويكيليكس). نتنياهو بدوره ، ولكي يحافظ على ائتلاف الحكومي من جهة ، مع عدم إعطاء انطباع بأنه لا يتراجع أمام الضغوط الخارجية من جهة أخرى ، لم يوافق على تمديد تجميد الاستيطان. أما أوباما الذي أدرك عدم قدرته على الضغط على نتنياهو في ذات الوقت الذي يريد المفاوضات لاعتبارات تهدئة المنطقة ، لم يجد غير الإغراءات يقدمها لنتنياهو على أمل أن تمنحه النتيجة التي يريد. الإغراءات الأمريكية بحسب صحيفة « إسرائيل اليوم » كانت كالتالي: « الامتناع عن المطالبة بتجميد آخر للبناء في المستوطنات ، وجود فترة انتقالية بين الاتفاق المرحلي والاتفاق الدائم ، مرابطة قوات إسرائيلية في غور الأردن في الفترة الانتقالية ، تعهد بالتعاون الأمني في السياق الإيراني ، تحسين القدرة الدفاعية لإسرائيل في إطار التسوية الدائمة ، دفعة كبيرة من الصواريخ والطائرات المتطورة ، فيتو تلقائي في صالح إسرائيل في مجلس الأمن ضد أي محاولة عربية لإعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد ، إعلان بشأن شرعية الرد الإسرائيلي في غزة ولبنان ». صحيفة « يديعوت أحرونوت » الإسرائيلية نقلت عن أحد أعضاء الكونغرس قوله: « من كتب هذه الوثيقة ليس سوي العقل. إذا كان هذا ما يبدي الرئيس الأمريكي استعدادا لإعطائه لإسرائيل مقابل تجميد البناء في المناطق لستين يوما ، فما الذي سيتعهد بإعطائه مقابل اتفاق سلام شامل؟ ». أيا يكن الأمر ، فإن المفاوضات ستستأنف ، أكان اليوم أم غدا أم بعد أسابيع ، والأرجح أن نتنياهو سيحصل على ما ذكر أعلاه أيا يكن موقفه ، وسيكون على أوباما الضغط على محمود عباس من أجل أن استمرار المفاوضات ، وذلك بعد تأمين ضغط مماثل على مصر كمرجعية عربية ، والنتيجة أن نتنياهو سيأخذ الجزرة من دون دفع الثمن. لذلك كله دلالات سياسية بالغة الأهمية أولها أن أي تعويل على موقف أمريكي متوازن من الملف الفلسطيني هو ضرب من الهذيان ، أما ثانيها فيتمثل في بؤس الموقف العربي ، والمصري على وجه التحديد ، ثم وهو الأهم بؤس الموقف الفلسطيني الذي لا يمكنه الاستغناء عن المفاوضات لأنها حاجة ماسة بالنسبة إليه لكي يبرر مضيه في برنامج التنسيق الأمني والسلام الاقتصادي وسلطة (الأمن مقابل المعونات) ، وهو البرنامج الذي يذهب في اتجاه تأبيد النزاع دون التوصل إلى حل لقضايا ما يسمى الحل النهائي وفي مقدمتها القدس واللاجئين. المصيبة هي كيفية الرد على هذا البؤس المزمن على مختلف الصعد ، وقد كان مفاجئا أن تقوم حماس ببث إيحاءات بتقدم في مسار المصالحة ، وهو ما يمكن القول إنه جاء نتاج ضغوط كبيرة ، أكان من القاهرة التي تمسك بخناق القطاع ، أم من سوريا التي ربما أوحت للحركة وقوى المقاومة المقيمة في دمشق بعدم قدرتها على استيعاب نشاطات معارضة قوية للمفاوضات في ظل حاجة واشنطن الماسة إليها ، وضغوطها على دمشق تبعا لذلك. مشهد بالغ السوء من دون شك ، وهو استمرار لما يجري منذ العام 2003 ، لكن الذنب الأكبر يقع على من اختطفوا حركة فتح ومنظمة التحرير وقيادة الفلسطينيين بدعم الخارج ، من دون تبرئة الوضع الرسمي العربي ، ومن دون تبرئة حماس التي تورطت في انتخابات في ظل أوسلو ، الأمر الذي جعل مواجهتها لما يجري ضعيفة إلى حد كبير ، بخاصة بعد الحسم العسكري الذي أطلق يد السلطة في الضفة دون رقيب ولا حسيب ، مع استغلال بشع لمشاعر الثأر لدى عناصر حركة فتح. (المصدر: صحيفة « السبيل » (يومية – الأردن) الصادرة يوم 3 أكتوبر2010)
مؤشرات ودلالات الامتعاض الأوروبي من انفراد أميركا بعملية التسوية
منير شفيق
ثمة بوادر لا تخلو من دلالة تشير إلى امتعاض أوروبي من الانفراد الأميركي في معالجة موضوع التسوية بين حكومة الكيان الصهيوني وسلطة رام الله.
وقد تبدّت هذه البوادر من خلال غياب وزيرة خارجية الإتحاد الأوروبي كاترين أشتون عن حضور قمة إطلاق المفاوضات المباشرة في واشنطن. وهي مناسبة يفترض بأوروبا أن تكون في مقدّمها لا أن تتغيّب عنها. وذلك للأهمية التي يضعها الاتحاد الأوروبي لمشاركته في عملية التسوية المذكورة.
عندما سئلت أشتون عن سبب غيابها جاء جوابها خشناً يتضمن انزعاجاً من الترتيبات الأميركية لقمّة إطلاق المفاوضات الثنائية، قالت أشتون « اخترت ألاّ أكون في الصف الثاني في حديقة البيت الأبيض وأن أكون في صلب محادثاتنا مع الصين في بكين، والتي تشكل فرصاً مهمة وذات دلالة ».
يبدو من هذا التصريح أن إدارة أوباما تتعامل مع أوروبا في الموضوع الفلسطيني كما سبق وتعاملت معها إدارتا كلينتون وبوش الابن وقبلهما إدارة بوش الأب، فلا بدّ من أن يُذكر، بهذه المناسبة، أن الإدارات الأميركية تركت لأوروبا دور المساهم في دفع الأموال بعد إتمام صفقة التسوية أو في أثناء ذلك، وليس دور الشريك الذي يواكب العملية مواكبة تليق بالدور الأوروبي أو بما تراه أوروبا من دور لها في تلك العملية. لأن الدور هنا سيعكس مستقبل دورها على مستوى ما يسمّى (زوراً) بمنطقة الشرق الأوسط.
كانت موازين القوى وشعور أميركا بالتفوّق الكاسح داخلها يسمحان بتعامل الإدارات الأميركية سابقاً على تلك الطريقة (العنجهية) مع الدور الأوروبي. وقد وصل الأمر بأحد أعضاء الوفد الأميركي في مؤتمر ميونيخ للأمن العالمي في شباط/فبراير عام 2002 أن ردّ في إحدى اللقاءات الجانبية على الاحتجاج الأوروبي المتعلق بالدور الأوروبي قائلاً: « نحن نعدّ الطبخة ونرتب المائدة وسنترك للأوروبيين جلي الصحون ».
ولكن موازين القوى الراهنة في عهد إدارة أوباما تستدعي تغيير تلك المعادلة أو في الأقل التخفيف من العنجهية الأميركية السابقة، والتي أثبتت فشلها في التطبيق العملي ولا سيما في مرحلة إدارة جورج دبليو بوش في عهدها الأول 2001-2005.
إن ما أصاب إدارة أوباما ومن قبلها إدارة بوش الابن في عهدها الثاني من تراجع في موازين القوى العالمية والإقليمية عندنا، وما تعانيه من أزمة مالية وانقسامات داخلية ومن تتالي حالات الفشل والإخفاق في مشاريع التسوية التي حملها ميتشل حتى الآن، تفترض إعادة النظر في تقاليد الإدارات الأميركية السابقة بخاصة، بل مع مختلف القضايا بعامة. ولكن يبدو أن الأقوياء المتسلطين قد يفقدون من قوتهم وقدراتهم عملياً إلاّ أنهم لا يتنازلون عن غرورهم وعنجهيتهم. الأمر الذي يسهم في ارتكابهم المزيد من الأخطاء. ذلك لأن الغرور والعنجهية لا يساعدان على إجراء تقدير موقف صحيح لموازين القوى ولكيفية إدارة الصراع. وبهذا يتفاقم ارتكاب الأخطاء فالفشل.
صدرت تصريحات أوروبية حملت دلالة خاصة في معالجة هذا الإشكال الذي عبر منه غياب أشتون عن قمة واشنطن المذكورة. لقد صدر الأول عن وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير انتقد فيه غياب أشتون وأكد على ضرورة حضور أوروبا لإشعار الأميركيين أنهم ليسوا الوحيدين الذين سيجدون حلولاً ملائمة.
وصدر التصريح الأوروبي الثاني عن وزير خارجية لوكسمبورغ الذي رفض اعتبار طوني بلير ممثلاً لأوروبا في الرباعية وأكد على ضرورة التمثيل الأوروبي وأن تكون أوروبا « لاعباً قوياً جداً » وعدم إشعار الأميركيين « أنهم اللاعبون الوحيدون ».
أما وزير خارجية فنلندا ألكسندر ستاب فقد دافع عن موقف أشتون مؤكداً أنها اتخذت القرار الصائب.
إذا كان تصريحا كل من وزير خارجية فرنسا ولوكسمبورغ قد انتقدا غياب أشتون إلاّ أنهما دعما موقفها، بصورة غير مباشرة، بالتأكيد على الدور القوي الذي يجب أن يكون لأوروبا، وعلى إشعار الأميركيين أنهم ليسوا الوحيدين في عملية التسوية.
باختصار يدلّ هذا الجدال الأوروبي-الأوربي على أمرين: الأول تجاهل إدارة أوباما إعطاء دور بارز لأوروبا كشريكة في عملية التسوية. الأمر الذي يدّل على سوء تقدير لوضعية أميركا الضعيفة في ميزان القوى بل حتى لضعفها أمام نتنياهو واللوبي الصهيوني الأميركي. مما يفترض استعانة أكبر بأوروبا.
والثاني يشير إلى ما أصاب السياسات الأوروبية لا سيما الفرنسية والألمانية من افتقار لدرجة من الاستقلالية التقليدية عن السياسات الأميركية حتى بالتفاصيل الثانوية. الأمر الذي سمح لإدارة أوباما الضعيفة أن تتعامل معهما بعنجهية ولا تحسب لتجاهل أوروبا حساباً. فأوروبا في عهدَيْ ميركل وساركوزي وبيرلسكوني فقدت دورها الذي عارض حرب العدوان على العراق، ناهيك عن دور فرنسا الديغولي وأميركا في عز قوتها وسطوتها.
هذه التبعية الأوروبية للسياسات الأميركية من شأنها أن تزيد أميركا ضعفاً وتزيد أوروبا ضعفاً في وضع دولي أخذ الغرب بمجمله يفقد سيادته العالمية الذي تمتع بها لعدّة قرون. ولهذا لا مفرّ من أن تدخل أوروبا في جدال مع نفسها تحت عنوان: أين الدور الأوروبي؟ أين أوروبا؟ بل أين الغرب؟ _______________ باحث في الشؤون الاستراتيجية (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 3 أكتوبر 2010)
الاحمد : اتفاق مع حماس قريبا وفرج والعلمي لحل الملف الامني
بيت لحم- أكد رئيس كتلة فتح البرلمانية عزام الأحمد، أنه تم التوصل إلى اتفاق واضح بين حركتي فتح وحماس ضمن اللقاء الأخير والذي جمعهما في دمشق، بحيث تم اخذ ملاحظات حركة حماس بجدية. واضاف الاحمد : لم يكن هناك ملحق او مرفق إلى جانب الورقة المصرية بل هذه تفاهمات وملاحظات فلسطينية داخلية، تعني التفسير لما ورد في الورقة المصرية، وافاد بانه تم التفاهم بشكل مشترك عليها « وحسمنا مسألة منظمة التحرير وهذه أهم قضية جرى حسمها في الحوار الشامل وهي تتعلق بمنظمة التحرير الفلسطينية حيث صلاحيات اللجنة التنفيذية هي الأساس ولا يجوز المساس بها ». واضاف « تبقى قضية الأمن إذا بقيت الأجواء التي كانت سائدة في اجتماع دمشق وبعيدا عن التصريحات غير المسؤولية في غزة ستسير الأمور كما نريد وحاسبنا حماس عن بعض التصريحات التي صدرت عن بعض المسؤولين في غزة خلال اللقاء » . وشدد الاحمد في حديثه على : »انه لا قيمة لما تم الاتفاق عليه في الملاحظات لأنه لم يكن هناك أي مبرر له والذي لا يريد التوقيع يخترع أي حجة حتى لا يوقع « وبتقديرنا كان بالإمكان التوقيع على الورقة كما هي الآن والرئيس ابو مازن قال في المجلس الثوري والوطني الفلسطيني والاجتماعات المشتركة مع حماس بانه سيتم اخذ ملاحظات الجميع بالاعتبار وليس ملاحظات حركة فتح وحماس فقط، ولكن الأساس كان التوقيع على الورقة منذ العام الماضي وتم اضاعة الوقت على حساب المصالح الوطنية الفلسطينية. آما بخصوص العراقيل التي توقف توقيع الورقة المصرية أفاد الاحمد بأنها تتمثل اولا واخيرا بقضية الأمن وهي قضية تفصيلية لا يستوعبها احد .وعزا الاحمد ذلك « الى عدم وجود أشخاص مختصين من الذين كانوا يشاركون في الحوار من بينهم الأخ ماجد فرج من فتح والأخ عماد العلمي من حماس ولذلك اقترحنا تأجيل البحث في هذا الموضوع لإحضارهما والبحث في نقاط الخلاف المتعلقة بالأمن ». وتوقع الاحمد بأنه بعد ذلك سيتم التوقيع على الورقة من دون أية مشاكل وخلال وقت قريب جدا. (المصدر: صحيفة « السبيل » (يومية – الأردن) الصادرة يوم 3 أكتوبر 2010)
وصفه برجل الولايات المتحدة تقرير أمريكي: « حكومة » فياض من أفسد حكومات العالم
واشنطن- المركز الفلسطيني للإعلام نشرت مجلة « نيويورك ريفيو أوف بوكس » في عددها الصادر هذا الأسبوع تقريراً بعنوان « رجلنا في فلسطين » وصفت فيه « رئيس حكومة » رام الله –غير الشرعية- سلام فياض بـ »رجل الولايات المتحدة في فلسطين ».
وأضاف التقرير الذي أعده الباحث الأمريكي ناثان ثرال: أن فياض يترأس حكومة غير منتخبة في رام الله تعتبر من أكثر الحكومات فساداً في العالم، حيث تحتل المرتبة السادسة إلى جانب الحكومة العراقية في قائمة الحكومات الأكثر فساداً في العالم.
« غير مسبوقة »
وأوضح التقرير بأن « التعاون » بين سلطة رام الله والكيان الصهيوني في عهد فياض وصل إلى درجة غير مسبوقة، مشيراً إلى أنه وعلى الرغم من أن قوات أمن السلطة تحت إمرة عباس، إلا أنها عملياً تتبع سلام فياض، الذي عهد إليه عباس برئاسة الحكومة والحيلولة دون سيطرة حماس على الضفة عقب سيطرتها على غزة ».
وكشف التقرير عن أن قوات أمن سلطة رام الله قامت بمشاركة الجيش الصهيوني في العام الماضي بـ »1297″ عملية مشتركة ضد مجموعات المقاومة الفلسطينية المسلحة، بزيادة 72 في المائة عن عمليات العام السابق.
وتضمنت تلك العمليات المشتركة تصفية كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح، والقضاء على مؤسسات حركة « حماس » التي تقدم الخدمات الاجتماعية، وشبكات تبرعاتها، ونشاطها العسكري، وكذلك مهاجمة خلايا الجهاد الإسلامي.
واستشهد التقرير بمعلوماته بما تضمنه « التقرير السنوي للاستخبارات الصهيونية » التي أكدت على أن « العمليات الأمنية المشتركة بين قوات أجهزة سلطة رام الله وجيش الاحتلال الصهيوني خفضت الهجمات-المقاومة الفلسطينية- ضد الاحتلال في الضفة والقدس إلى أقل مستوى منذ عام 2000 ».
« اقتصاد مزيف »
وتابع التقرير الأمريكي: « يدّعي فياض استنادًا إلى تقارير من صندوق النقد والبنك الدوليين أن حكومته قد حققت نمواً اقتصادياً في الضفة الغربية بنسبة 8.5 %، وهو ما دفع الخبير الاقتصادي، ووزير الاقتصاد الفلسطيني السابق، باسم خوري، إلى التشكيك في صحة هذه الإحصائيات ».
وقال في تقرير نشرته في مجلة « فورين بوليسي » الأميركية في شهر يوليو الماضي: إن « ماكينة العلاقات العامة في الكيان الصهيوني ومسانديها الدوليين في الخارج هم من يروجون لهذه الأرقام المبالغ فيها جداً ».
ويرى التقرير أن « استراتيجية فياض لتعزيز مكانته وتسويق مشروعه تقوم على تنفيذ نحو 1000 مشروع، مثل تعبيد الطرق، زراعة الأشجار، حفر الآبار، إقامة مبان سكنية جديدة وخاصة في مدينتي رام الله والبيرة ».
وتشير المجلة أيضاً إلى حديث فياض عن « بناء دولة » وليس « إقامة دولة أو إعلان دولة » الأمر الذي تدعمه الدول المانحة، ويحظى بتأييد اللجنة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة، الأمم المتحدة، الاتحاد الأوروبي وروسيا.
« خيوط المؤامرة »
وكشف التقرير تفاصيل ما أسماه « خيوط المؤامرة » التي حاكتها إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، وتبنّتها في ما بعد إدارة خلفه الرئيس باراك أوباما للإطاحة بحكومة حركة المقاومة الإسلامية « حماس »، المنتخبة شعبياً، وبعدها بحكومة الوحدة الوطنية التي جاءت بناء على اتفاق مكة.
مبيناً أن من نفذ « المؤامرة » هو منسق التعاون الأمني بين قوات أمن السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني الجنرال الأميركي كيث دايتون، بمشاركة رئيس السلطة –المنتهية ولايته- محمود عباس.
وأوضح أن الولايات المتحدة أنفقت خلال السنوات الثلاث الماضية على مهمة دايتون 392 مليون دولار، فيما رصدت 150 مليون دولار للعام المالي 2011 الذي يبدأ مطلع شهر أكتوبر المقبل.
وأضاف « بعد سيطرة حماس على غزة وتعيين عباس حكومة طوارئ برئاسة فياض في رام الله، أنهت حكومة بوش حظراً دام 14 شهرًا على السلطة الفلسطينية، كما قام الكيان الصهيوني بتحويل 500 مليون دولار من عوائد الضرائب لفياض وحكومته.
« اسقاط حق العودة »
وتحدث التقرير عن أن فياض يواجه انتقادات داخل الأراضي الفلسطينية للأسباب ذاتها التي يكيل له بسببها الصهاينة والأمريكان والغرب المديح، فهو يدين عمليات المقاومة المسلحة، ويصفها بأنها مضادة للطموحات الفلسطينية.
واستشهد التقرير بإعلان فياض بأن « اللاجئين الفلسطينيين يجب أن يعاد توطينهم في أراضي الدولة الفلسطينية، لا في الأراضي المحتلة عام 1948″، في إشارة واضحة إلى إسقاط حق العودة. وأوضح التقرير أن فياض يحظى بمديح عدد من الكتاب الموالين لـ(للاحتلال الصهيوني) في الصحف الأميركية الرئيسية من الـ »واشنطن بوست » و »نيويورك تايمز » و »وول ستريت جورنال »، من أمثال توماس فريدمان، وروجر كوهين.
كما أشارت المجلة إلى أن فياض يتمتع بعلاقات جيدة مع زعماء أجانب وصهاينة ليس لهم شعبية بين الفلسطينيين، كاشفاً عن « أنه –أي فياض- كان يجلس إلى جانب أرئيل شارون -رئيس الوزراء الصهيوني السابق- قبل سنوات في حفل زواج ابنة رئيس هيئة موظفي شارون، وقد دار بينهما حديث طويل في ذلك الوقت ».
(المصدر:المركز الفلسطيني للإعلام (غزة-فلسطين)بتاريخ 2 أكتوبر 2010)
انتقادات حقوقية أميركية لمصر
رفضت مصر الانتقادات الأميركية لإلغائها مؤتمرا للجماعات المدافعة عن حقوق الإنسان كان مقررا عقده في الأسبوع الأخير من سبتمبر/أيلول الماضي، ودعا إلى المؤتمر ناشطون حقوقيون عدّوا إلغاءه « مثالا على موقف القاهرة العدائي » تجاه جماعات حقوق الإنسان. وقالت منظمة « بيت الحرية » الأميركية -ومقرها واشنطن- إن المؤتمر الذي ألغي كان مقررا له مناقشة القيود المفروضة على حرية تكوين الجمعيات في مصر والعالم العربي عامة. وأضافت المنظمة التي كان مقررا لها أن تشارك في المؤتمر في بيان لها « لم يتضح بعد سبب إلغاء المؤتمر قبل يومين فقط من انعقاده من قبل مسؤولين أمنيين مصريين »، وعدّت ذلك « مثالا واضحا على السلوك العدائي تجاه جماعات حقوق الإنسان ». وأعربت الولايات المتحدة عن قلقها من إلغاء المؤتمر، وحث المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي مصر الأربعاء الماضي على إعادة النظر في ذلك، والسماح للمنظمات غير الحكومية بالعمل بحرية. وأعرب كراولي أيضا عن قلقه إزاء التقارير الأخيرة من الاعتقالات وضرب ناشط من المتظاهرين. على الجانب المصري رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية حسام زكي الانتقادات الأميركية، قائلا إنها « تعكس عدم معرفة الحقائق، وتتجاهل حقيقة الموقف المصري، الذي يشجع المجتمع المدني ». لكنه تجنب التعليق على إلغاء المؤتمر. وقال جمال عيد، وهو ناشط في مجال حقوق الإنسان، إن إلغاء المؤتمر يأتي في إطار القيود الحكومية المتزايدة على المجتمع المدني قبل الانتخابات البرلمانية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. وأشار إلى اعتقال عدد من النشطاء في الآونة الأخيرة ومنع مسؤول في منطمة بيت الحرية الأميركية الشهر الماضي من دخول مصر. المصدر:أسوشيتد برس (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 03 أكتوبر 2010)
كما تورطت أميركا في مستنقع فيتنام كاتب أميركي: أوباما متورط بأفغانستان
قال الكاتب الأميركي نيل شيهان إن الأميركيين يعانون ورطة في الحرب على أفغانستان، وإن الحرب تنذر بتدمير المستقبل السياسي للرئيس الأميركي باراك أوباما، كما دمرت حروب سابقة مستقبل أسلافه كل من جورج بوش بالعراق وليندون جونسون وريتشارد نيكسون بحرب فيتنام. وأشار شيهان إلى بعض ما جاء في الكتاب الجديد للصحفي الأميركي المشهور بوب وودورد « حروب أوباما »، بشأن تورط الأميركيين في الحرب على أفغانستان ومدى شبه حالهم في أفغانستان بتورطهم في مستنقع الحرب الفيتنامية. وأوضح الكاتب أن الجبال الوعرة والصحارى الأفغانية طالما شكلت مقبرة للجيوش الأجنبية الغازية، مشيرا إلى أنه سبق لحكام المستعمرات الهندية من البريطانيين إرسال جيش بريطاني هندي إلى أفغانستان عام 1839 بهدف تقوية البلاد كي تشكل سدا منيعا في وجه الزحف الروسي الإمبريالي في آسيا الوسطى. وأضاف أن الجيش البريطاني الهندي المقدر بحوالي 4500 عسكري يرافقه 12 ألفا من الأهالي والأتباع قرروا في يناير/كانون الثاني 1842 الانسحاب من أفغانستان والعودة إلى الهند تحت ضغط المقاومة الأفغانية. ممراث ثلجية كما أشار الكاتب إلى أن رجال القبائل الأفغان هاجموا الجيش أثناء انسحابه في الممرات الجبلية الثلجية وأعملوا فيه ذبحا دونما شفقة، فما وصل منهم سوى طبيب يدعى وليام بريدون، وبعض الأسرى الذين أنقذوا في نهاية المطاف. وبعد 137 سنة من تلك الأحداث، جاء دور الاتحاد السوفياتي السابق، حيث أرسل رئيسه الأسبق ليونيد بريجينيف في ديسمبر/كانون الأول 1979 جيشا قوامه 110 آلاف من النخبة في محاولة لإنقاذ النظام الشيوعي الأفغاني ومنع انهياره، لكن الجيش الأحمر سرعان ما انسحب بعد عشر سنوات من القتال عديم الجدوى على الأراضي الأفغانية، فركب الجنود عرباتهم واتجهوا شمالا عائدين إلى روسيا يجرون أذيال الهزيمة. وأما الحرب الأميركية على أفغانستان فبدأت عام 2001 إثر هجمات 11 سبتمبر/أيلول ضد الولايات المتحدة، وبعد رفض حركة طالبان تسليم زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن للسلطات الأميركية، بدعوى أنه كان من خطط للهجمات، لكن الرئيس الأميركي السابق جورج بوش تجاهل الحرب على أفغانستان لصالح الحرب الأميركية على العراق. وبينما يرى الكاتب أن أوباما لم يخطط جيدا للحرب على أفغانستان التي تكلف الولايات المتحدة ما يقرب من 113 مليار دولار في العام الواحد، يضيف أن الرئيس الأميركي ظل يلبي مطالب الجنرالات الأميركيين في أفغانستان المتمثلة في إرسال المزيد من التعزيزات العسكرية إلى الأراضي الأفغانية حتى وصل عدد القوات الأميركية هناك إلى ما يزيد على 101 ألف. ويخلص شيهان إلى القول إن ما يجري للأميركيين في حربهم التي لا تنتهي على أفغانستان يشبه إلى حد كبير ورطتهم في الحرب على فيتنام، التي أساءت إلى سمعة أميركا ودمرت المستقبل السياسي لرؤساء أميركيين سابقين. المصدر:واشنطن بوست (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 03 أكتوبر 2010)
الخارجية المصرية ترفض بياناً أميركياً بشأن الحريات في مصر
2010-10-03 القاهرة – DPA رفض المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير حسام زكي، ما تضمنه بيان صادر عن نظيره الأميركي، فيليب جي كراولي، في وقت سابق بشأن المجتمع المدني وحرية التجمع في مصر. وقال زكي للصحافيين أمس السبت إن مثل هذه التصريحات، « بالإضافة إلي كونها مرفوضة من حيث المبدأ لتدخلها في الشأن الداخلي المصري، تعكس عدم إلمام بالحقائق كما تغفل حقيقة الموقف الرسمي المصري المشجع للعمل الأهلي بكافة أنواعه ». وأوضح أنه يعمل في مصر حالياً ما يقرب من 26 ألف مؤسسة مجتمع مدني من ضمنها عدد كبير يعمل في مجالات حقوق الإنسان والمساعدة القانونية، يلتزم معظمها بالضوابط الموضوعة لضمان حسن تنظيم العمل الأهلي، وتحقيق المنفعة العامة. كما أكد أن الدستور والقانون المصريين يكفلان حرية التجمع والتنظيم، ويوفران المرجع الوحيد الذي تلتزم به السلطات المصرية في هذا الشأن. وكان المتحدث باسم الخارجية الأميركية أعرب في بيان أصدره في 29 سبتمبر الماضي عن قلق بلاده من تقارير تقول إن أفراد الأمن في مصر يعتدون بالضرب على المواطنين الذين يشاركون في تظاهرات جماعية ويعتقلونهم، وأن الإدارة الأميركية قلقة بسبب قيام السلطات الأمنية باعتقال الأفراد المشاركين في الأنشطة السياسية السلمية. وقال في بيانه: « إننا مستمرون في مطالبة الحكومة المصرية بالسماح للمجتمع المدني بالعمل بحرية في مصر، وباحترام حرية تكوين الجمعيات، وحرية التعبير طبقا للالتزامات الدولية ». (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 03 أكتوبر 2010)
تقرير: إيران تخزن الأسلحة وتعد المقاتلين في دول الخليج لمواجهة أمريكا
موسكو – فالح الحمراني: نقلت وكالة أنباء «اي سي ان» السويسرية عن مصادر وصفتها بالموثوقة ان إيران تستعد لاحتمال إنزال إسرائيل او امريكا ضربة بواحدة أو عدة منشآت من منشاتها النووية وذلك بدعم من الدول الصديقة لأمريكا. وقالت في تقرير ظهر نصه بالروسية أيضا إن هذه التطورات تجري على خلفية اعتقال البحرين اخيرا 23 معارضا متهمين بالإرهاب، وان المنامة تلمح الى وقوف إيران وراء إعداد هذه المجموعة للقيام بانقلاب حكومي. وقالت إنه ينبغي النظر بجد لإعلان البحرين عن محاولة وقوع انقلاب على الحكم نظرا لأن إيران تعرف ان الوسيلة العملية لديها لمواجهة امريكا او إسرائيل هي استخدام القوى التابعة لها في المنطقة. منوهة بأن توجيه ضربة للبحرين يمكن ان يغير موازين الأمن في منطقة الخليج والشرق الأوسط بأسره. ووفقا لتقديرات الوكالة فإن الاحداث التي شهدتها البحرين اخيرا تشكل خطرا فعليا على امن المنطقة. وأعربت عن القناعة بأن حكومة البحرين ورغم عدم الاشارة بالاسم الى القوى الحقيقية التي وقفت وراء الإعداد لانقلاب حكومي خشية من اطلاق ألاعيب خطرة، إلا ان شكوك المنامة تحوم حول طهران. وحسب الوكالة فإن إيران تدرك مسألتين هامتين تتعلقان باحتمال قصف المنشآت النووية الاولى انها عاجزة عن الرد المباشرة على امريكا او إسرائيل بسبب سيطرة القوة الجوية الامريكية على اجواء المنطقة ووجود نظام دفاعي مضاد للصواريخ متطور لدى إسرائيل وثانياً ان إيران تعرف ان عليها الرد باي ثمن كان وبخلافه فإن سمعتها ستنهار، ولذلك لم يبق امامها سوى استخدام القوى التابعة لها في المنطقة لإلحاق الأضرار بأمريكا وإسرائيل. وبالاضافة الى حزب الله وحماس فإن الوكالة اشارت الى دعم إيران وتدريب قوى في دول الخليج العربية. (المصدر: صحيفة « الوطن » (يومية – الكويت) الصادرة يوم 2 أكتوبر 2010)
تحذير أميركي من هجمات بأوروبا
حذرت الولايات المتحدة رعاياها مما سمتها هجمات إرهابية محتملة في أوروبا، ودعتهم لاتخاذ الحيطة في الأماكن العامة، فيما حذرت بريطانيا رعاياها مما سمته تهديدا إرهابيا عاليا في فرنسا وألمانيا. وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان نشر اليوم إن المعلومات المتوفرة تشير إلى أن تنظيم القاعدة وجماعات مرتبطة به يواصل التخطيط لتنفيذ هجمات في أوروبا، مشيرة إلى أن أنظمة النقل العام مثل سكك الحديد والأنفاق وغيرها من المنشآت المرتبطة بقطاع السياحة قد تكون مستهدفة. وأضاف البيان أن المهاجمين قد يستخدمون مختلف الوسائل والأسلحة ويستهدفون المصالح الرسمية والخاصة. وأشار البيان إلى أن الحكومات الأوروبية اتخذت إجراءات احتياطية تحسبا لما سمته أي هجوم إرهابي وبعضها تحدث عن ظروف تهديد عال، لافتا إلى أن النصائح الجديدة حول قواعد السفر للخارج لا تعد تحذيرا رسميا من السفر. ويأتي التحذير الأميركي عقب تقارير استخباراتية تحدثت عن هجوم وشيك للقاعدة. وفي تحذير مماثل طالبت بريطانيا رعاياها في فرنسا وألمانيا باتخاذ أقصى درجات الحيطة، وحذرتهم مما سمته تهديدا إرهابيا عاليا في هذين البلدين. وكانت وسائل إعلامية أفادت الأسبوع الماضي بأن أجهزة استخبارات غربية كشفت النقاب عن مخطط للقاعدة لشن هجمات في بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة. وقالت إن وحدات من « الجهاديين » جيدة التسليح تخطط لاحتجاز وقتل رهائن غربيين بطريقة مماثلة للهجمات التي وقعت على فندقين ومحطة لسكك الحديد في مدينة مومباي الهندية قبل عامين، وتمكن خلالها عشرة مسلحين من قتل 166 شخصا وجرح أكثر من 300 آخرين. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 03 أكتوبر 2010)
تحقيق: كاميرات التجسس على المسلمين في بيرمنغهام ببريطانيا وضعت بدون استشارة قانونية وادارتها وحدة مكافحة الارهاب
2010-10-01 لندن ـ ‘القدس العربي’: اظهر تقرير نشر في بريطانيا حول عملية سرية للتجسس على المسلمين في مدينة بيرمنغهام التي تعيش فيها اقلية مسلمة كبيرة، وكلفت الشرطة 3 ملايين جنيه استرليني قد تم التخطيط له وتنفيذه بدون اي استشارة من اية جهة ولم يأخذ من اتخذ القرار بتنفيذه اية عبرة بالقانون والتداعيات القانونية المترتبة عليه. وكانت الشرطة قد تخلت عن تنفيذ مشروع اسمته ‘تشامبيونط في حزيران (يونيو) الماضي وكشفت تفاصيله صحيفة ‘الغارديان’ وجاء فيه ان الشرطة وضعت عددا كبيرا من كاميرات المراقبة في احياء المسلمين بهدف مكافحة الارهاب مع انها بررت وجودها انها لمراقبة تجاوزات السير وسرقة السيارات والجرائم المتعلقة بها اضافة لرصد السلوكيات الاجتماعية العامة. وتم تركيب الكاميرات في احياء مثل ‘سباكبروك’ و’ووشوود هيث’. وبحسب الصحيفة فقد كان المشروع يدار من قبل وحدة مكافحة الارهاب التابعة لشرطة ويست ميدلاند وبموافقة من وزارة الداخلية والمخابرات الداخلية ‘ام اي فايف’. وبحسب تحقيق نشرت نتائجه امس، فقد اظهر ان الكاميرات وهي كاميرات ذات دائرة مغلقة ‘سي سي تي في’ واخرى لقراءة ارقام العربات المخالفة لقواعد السير ‘اي ان بي ار’ كان الهدف الحقيقي من ورائها مراقبة الداخلين والخارجين لاحياء المسلمين. ويقول التقرير ان الشرطة قامت باختراع ‘قصة’ لتخفي وراءها هدف نصب الكاميرات، وتم والحالة هذه شطب اي عبارة تشير الى هدف مكافحة الارهاب في الاوراق الرسمية المتعلقة بالمشروع ومن اجل ‘تسويقه’ على انه عملية من اجل تحسين وضع الامن والنظام في الاحياء الشعبية. كما وجد التحقيق ان كبار قادة الشرطة وافقوا على المشروع بدون طرح اية اسئلة حول قانونيته وصلاحيته واهميته وان كان ضروريا ام لا، ولم يطرحوا اية اسئلة حول اخلاقيته. ويظهر التقرير الذي جاء في 11 صفحة ان عدم مراقبة المشروع ادى لتجاهل التدقيق في محتوياته. ومع ان الغرض العام لرصد السلوكيات العامة وحركة السيارات الا ان المعلومات التي تسجلها الكاميرات لم يكن الهدف اشراك وحدات الشرطة المحلية والاقليمية والوطنية بها لانها كانت خاضعة لرقابة وحدات مكافحة الارهاب اضافة لعدم وجود فريق يراقب عمل الكاميرات واخذ الارقام التي تسجلها. ولاحظ التقرير ان محاولة الشرطة لاخفاء دوافع المشروع ادت الى الاضرار بالعلاقات المجتمعية قي منطقة ويست ميدلاند. ونقل التقرير عن احد قادة المجتمع هناك قوله ان المشروع اعاد مستوى العلاقات للوراء. واضافة لهذا فقد فشل المسؤولون في الحصول على رخصة تسمح لهم بنصب كاميرات من هذا النوع وخرقوا تعاليم عملها لانهم اي المسؤولون عن المشروع اتخذوا القرار بدون استشارة. وكان احد المسؤولين قد اعترف ان الشرطة كانت تخطط لنصب 218 كاميرا منها 72 لاغراض سرية ـ امنية. ومع اعتراف الشرطة بالامر الا ان مسؤول المشروع، انيل باتاني لم يصدر اي بيان حول المهزلة هذه، خاصة بعد ازالة الكاميرات في تموز (يوليو) الماضي. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 01 أكتوبر 2010)
Home – Accueil – الرئيسية