على العريض للموقف مجلة الأحوال الشخصية اجتهاد في إطار الفقه الإسلامي عبد اللطيف التليلي: لايغوينكم الشيطان عبدالحميد العدّاسي: كلمة إلى الأخ الهاشمي الحامدي جمال دلالي : لا صمت بعد اليوم (استجابة لدعوة د. الهاشمي) أبو أنيس: للمرة الثالثة: إلى أخي وحبيبي الهاشمي:الرجوع إلى الحق خير من الإستمرار في الباطل عبدالباقي خليفة: هل ستباع مطاراتنا وموانئنا وطرقنا للأجانب قريبا ؟لماذا نعارض .. أبو أيمن : كيف السبيل للنهوض بالمدرسة التونسية بالدوحة ؟ الموقف: مزالي ينشر مذكراته-عندما تصاب الدولة بمرض باركنسون الموقف: خميس الخياطي في أول دراسة عن القنوات التونسية والعربية الصباح: قيادات في الـ«ح.د.ش» تمهّد لمرحلة «ما بعد بولحية» رويترز: تركيا..أردوغان والغرب يحذران الجيش سحر بعاصيري: أي رئيس إسلامي ؟ بشير عبدالفتاح : الاسلاميون في الانتخابات الرئاسية التركية وخطر وصول الصراع السياسي الى انقلاب عسكري
(Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows (
العدد 403 من صحيفة « الموقف » (أسبوعية معارضة) بتاريخ 27 أفريل 2007 http://pdpinfo.org/PDF/403.pdf
على العريض للموقف مجلة الأحوال الشخصية اجتهاد في إطار الفقه الإسلامي
(المصدر: موقع الحزب الديمقراطي التقدمي نقلا عن صحيفة « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 403 بتاريخ 27 أفريل 2007)
قال تعالى <<ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا ان الله مع الصابرين >> وقال تعالى <<واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم اياته لعلكم تعقلون >> وقال تعالى <<كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله >> وقال تعالى << ولاتكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم >> وقال تعالى <<ولاتكونوا من المشركين الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون >> وقال تعالى <<انما المؤمنون اخوة فأصلحوا بين أخويكم >> وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم << ان العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لايلق لها بالا يرفعه الله بها درجات , وان العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لايلق لها بالا تهوي به في جهنم >> وقال صلى الله عليه وسلم <<من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت >> .
برزت هذه الأيام ظاهرة عمّت وطمت , نرى فيها العجب العجاب من غث وسمين , فهذا يشتم هذا وذاك يخون هذا والآخر يستبيح عرضه ويرمه بالخيانة ……في أمر تختلف فيه الأفهام وتختلف زوايا النظر اليه وتتفاوت فيه الآراء , اذ أنه مما لا يمكن أن يحدث حوله اجماع , فهو ليس من المعلوم من الد ين بالضرورة ولامما تواطئت عليه الأمة ولا ذهب اليه جمهـور العلماء علاوة على أن يجمعوا عليه وهو يخضع للنظر ويختلف باختلاف الزمان والمكان والقوة والضعف والآجتماع والتفرق , وفي تقديري أن الخوض فيه بهذا الشكل زلة يجب أن يجتنبها المسلم فالمسلم أخ المسلم لا يخذله ولا يظلمه ولا يسلمه ولا أظن أن في تناول الموضوع بهذا الشكل المعيب مصلحة للمسلمين حيث سلت الأقلام لتحبر الصفحات كأنها سواد لف أخوتنا الناصعة ,وكان يجدر بنا ان لم يكن من الرد بد أن نعمد الى الحكمة في الرد بالتي هي أحسن ,اذ قال الله سبحانه وتعالى فيمن كفر به وأشرك <<ولاتسبوا الذين كفروا فيسبوا الله عدوا بغير علم >> وقال عن أهل الكتاب << ولاتجادلوا أهل الكتاب الا بالتي هي أحسن >> وقال سبحانه وتعالى في عموم الخلق <<وادفع بالتي أحسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم >> , فمفهوم الآيات السالفات أن المجادلة بالتي هي أحسن وتجنب السب , يفتح أبوابا للحوار ويمد جسور التواصل مما يفتح القلوب لتقبل الحق ,كما أن السب والشتم والنبز واللمز يقطع الطريق عن قبول الحق ويدفع للعناد والمكابرة .
هذا في مبدا الحوار عامة مع المشرك والكافر والآية الأخيرة في فهمي تتناول المسلم أيضا , وقال تعالى في سورة الحجرات << يا أيها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله ان الله تواب رحيم >> وقال أيضا <<ياأيها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم …>> وقال أيضا << انما المؤمنون اخوة فأصلحوا بين أخويكم >> … فمهما بلغ الاختلاف وتضاربت الآراء وتفاوتت الأفهام فليس ذلك مبررا للشحناء والتقاطع والتدابر .
فالوحدة والأخوة كلية من كليات هذا الدين , وفريضة بها يعز المسلمون وبضدها يذلوا ويتفرقوا لقوله تعالى <<ولا تفرقوا فتفشلوا وتذهب ريحكم وكونوا عباد الله اخوانا >> ولقوله تعالى <<هو الذي أيد ك بنصره وبالمؤمنين وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم >> ,فجعل سبحانه وحدة المؤمنين وتآلفهم من نعمه سبحانه وتعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم وجعلها سنوا للتأييد بالنصر , فان كان الأمر بهذه الخطورة اذ أن الجماعة ووحدة الصف من أسس الدين و دعائمه الكبرى ووفيه عـزه و نصره فكيف نعمد الى نسف هذا الأساس من أجل أمر هو محل اجتهاد ونظر , واني لأرى تمكينا لمخططات أولآمال الظالمين في النيل من المسلمين وتفريق شملهم ذلك أن غاية سعيهم أن نتفرق ولا نتحد ونتقاطع ونتدابرفهذا يمكن منا ويجعلنا قطعانا يسهل الفتك بها , واني لأدعو جميع الاخوة الى حفظ حق الأخوة فيما بيننا فان رابط الاسلام والايمان أولى بالرعاية والحفظ وان مااختلفنا فيه أو حوله يجب أن يتسع خلقنا وصدورنا له , فلنختلف ولكن نحفظ وحدة الصف واني لأذكر نفسي واخواني بآداب الحوار التي أهمها
1 – التجرد للحق وقصد الآلتزام به متى تبين وأن ننطلق من قوله تعالى << انا واياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين >> وفي هذا غاية التخلي عن التعصب لأمر أو رأي سابق وكمال اعلان الرغبة في نشدان الحقيقة حيث كانت , فهذه الآية في صدد توحيد الخالق أو الاشراك به وهما أمران متضادان على طرفي نقيض لا لقاء بينهــما وهما يدوران حول أصل عظيم من أصول العقيدة كان من البديهي أن الهداية في أحدهما اذ هو الحق , وأن الضلال المبين هو الآخراذ هو الباطـل ,من أجل ذلك كانت عبارة اعلان التخلي عن التعصب لرأي سابق تتضمن الآعتراف بهذه الحقيقة .
2 –تقيد كل من المختلفين بالقول الحسن البعيد عن كل طعن أو همز أو احتقار أو سخرية للآية السابقة << يا أيها الذين آمنوا لايسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم >> , فالمسلم مطالب في مجادلته لاثبات الحق الذي يؤمن به ويدعو الناس اليه ويعمل على اقناعهم به اعتماد التي هي أحسن وليس فقط القول الحسن فالمبالغة في الحسن واختيار الأفضل هي سبيله , فاذا كان من واجب المسلم وآدابه في مخالفته لخصوم دينه ومخالفي عقيد ته التمسك بالتي أحسن فهو مطالب بأكثر من ذلك مع اخوانه المسلمين وانه يحرم عليه مسلك السب و الشتم واللعن والسخرية والفحش والبذاء وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم << ليس المسلم بالطعان ولا باللعان >> والقرآن الكريم يزخر بالأمثلة الداعية لذلك والآمرة به حتى مع أشد الناس لجاجة وأشدهم عذابا يوم القيامة << فقولا له قولا لينا …>> .
3 – اظهار الود والشفقة << مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد ….>> أو هكذا قال صلى الله عليه وسلم وقال تعالى <<وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن ان الشيطان ينزغ بينهم …>> .
4 ـ حفظ كرامة المحاور وعدم التعرض للزلات والهفوات الشخصية فيما لايخص موضوع الحوار .
5 – تحوير موضوع الحوار أو النزاع ولايتعدى الى غيره ولا يتجاوزه فنضيع ويضيع القصد .
6 – النزوع الى التجـرد في الطرح وعدم الشخصنة
7 – الانصاف في تقويم حجج المحاور وأدلته وآراءه .
8 – تحديد المرجعية التي يجب التحاكم اليها في حسم الخلاف ( كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والشرع في عمومه ) .
وأخيرا معرفة هل الأمر المختلف فيه مما يجوز الآختلاف فيه أو لايجوز, فان كان الآختلاف فيه معتبرا و للمخالف نصيبه من النظر ,فآعتماد قاعدة ( عدم الانكار على المخالف فيما يصوغ فيه الاختلاف ) .
أما ما يطرح اليوم حول دعوة المصالحة فاني أتساءل ان كانت هذه الدعوة حقيقة واقعية أم هي أمر افتراضي ليس له في الحقيقة من وجود
أما المصالحة كمبدا في الخصومات فلا يختلف حوله اثنان ولا يتناطح فيه عنزان ذلك أن ( والصلح خير ) و( وان جنحوا للسلم فاجنح لها ) وهي أمنية الطيبين من أبناء أرضنا رأفة بالمعذبين والمحرومين والمشردين وتوقا الى الوئام الاجتماعي والانفتاح السياسي والازدهار الاقتصادي والصلاح الخلقي والانعتاق الاعلامي وباختصار توقا الى العدالة والحرية والمساواة والكرامة والعزة لأرض الزيتونة الطيبة وشعبها المتجذر المسالم
ولا تكون المصالحة الا بين طرفين أو فئتين ينشدان الصلح بعد أن تيقنا المصلحة في ذلك وآل الأمر الى أهل العقل والتروي , على الا يكون ذلك على حساب المبادىء أو التفريط فيما لايجوز التفريط فيه أو اهدار حقوق أساسية خاصة فيما يتعدى حقوق ومصالح المتصالحين وانما مجالها الحقوق الشخصية والمصالح الغير متعد ية .
ومن خلال معرفة الجميع برأس السلطة المستبد والذي زوى على كرسي الحكم في لحظة ظلام كانت تلف البلاد والذي كان هو أخبث صانعيها فانهم أجمعوا على أنه امرىء سوء لا يقول الا عهرا ولا ينطق الا كفرا . فمن معرفة طبيعة هذه الشخصية يجزم الانسان بأنه ينطبق عليه قول الله سبحانه وتعالى << ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام واذا تولى سعى في الأرض ليقسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لايحب الفساد واذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالاثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد >> وانا وان لم نكن في معرض اصدار الأحكام الا أن تاريخ هذا الطاغية يؤكد انه ما سعى في الأرض الا فسادا وانظر ان شئت الى واقع أهلنا وماآل اليه من انحلال وفساد وضيق وضنك وقد حدثني شيخي الفاضل محمد صالح النيفرأنزله الله الفردوس أنه كان جلب الىمقر الظلم والعدوان ( وزارة الداخلية) أيام المحنة الأولى للحركة وكان الطاغية حينها كاتب دولة ( للأمن ) وكان مما قاله للشيخ الفاضل رحمه الله الذي أحبه كل من عرفه ووقره كل من رآه وهابه العامة والخاصة ( حتى أن أبو رقيبة لم يتعرض له رغم جبروته ) , قال له , أتريد أن أنكل بك رغم شيبتك (تحب نمرمدك على شيبتك ) ( هذا والشيخ رحمه الله في الثمانين من عمره ) وهوالذي نكل بالشيخ الفاضل عبد القادر سلامة رحمه الله اذ أمر بحلق لحيته الكريمة ونزع عنه ثيابه مرغمااياه على الجري في قبو وزارة الداخلية , قاتله الله انى يؤفك , وهو الذي أطلق أيدي زبانيته ( حمادي حلاس المعروف بمحمد الناصر و باقي الزبانية ) وأباح لهم أعراض العفيفات ودماء الأحرار الشرفاء . فهل لهذا الطاغية من عهد وميثاق وفي تاريخه آيات للمبصرين وفي قسمات وجهه المتجهم آيات للمتوسمين .
ثم علام سنتصالح ان زعم ذلك ( وهو لم يفعل ) هل سيتصالح مع هوية البلد الذي مسخه أم مع الشعب الذي أهدر مصالحه وجعله نهبا لعائلته وأصهاره , هل سيتصالح مع دين هؤلاء الذين سطى عليهم ففرق شملهم ويتم أبناءهم ورمل نسائهم وقتل رجالهم وأهان شرفائهم وجوع علماءهم , هل أعاد للحجاب شرعيته رغم مناشدات البعيد والقريب بما فيهم الأخ المتزعم للمصالحة وذلك في العديد من المرات من خلال المنابر الاعلامية أكثر من مرة والذي وصل حد التوسل , هل أطلق سراح المساجين الذ ين يقضون اهمالا ويتعرضون للقتل عمدا , هل رفع الحيف عن المسرحـين الذين أعجزهم ضربا في الأرض هل ساءل مجرميه عن دماء الأبرياء الذين قتلوا وألقوا على قارعة الطريق !
ان المرء قد يتنازل في سبيل المصالحة عن حقوقه الشخصية , وقد يبذل في ذلك ماله وجهده , ولكن أن يتنازل عن واجبات شرعية فليس له ذلك اذ أن الأمر لله , فنسأل الاخوة الداعين الى ما أسموه مصالحة ( ان كنتم تضمنون عودة الحجاب وحرية المساجد وجريان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واطلاق حرية هذا الشعب المسكين واعادة حق التولية والعزل اليه اذ الأمة مصدر السلطات , ان فعل ذلك فسأتنازل عن حقوقي الشخصية ولا أظن الا أن أغلب المظلومين سيفعلون ذلك أما غير ذلك وأن ينقلب الطاغية الى ضحية والضحية الى طاغية والمجرم الى برىء والبرىء الى مجرم , فعلام العذاب الذي تكبدناه والشهداء الذين ضحوا والعائلات التي تشتتت والأطفال الذ ين شردوا ويتموا ….)
ولا أخال الداعين للمصالحة ( وهذا من احسان الظن بهم ) يقبلون المساس بهذه المبادىء الأساسية .
وقبل هذا وبعد ه لم نسمع من مصدر مستقل أن الطاغية دعى الى المصالحة أو نادى بها وماالذي يمنعه من ذلك !
ولما لاتصدر منه بشكل مباشر , بشكل قانون يسن ويطرح على رأس الملأ ,ثم ان كان كما يزعم البعض أن الخلاف بين فئتين سياسيتين لما لا يعمد الى المعني بالأمر وقد علم أشخاصهم ومواطن تواجدهم فان كان الخلاف سياسي كما يرى البعض فما شأن الحجاب والمساجد والكتاب والدعاة ! وأخيرا نقول لاخواننا حبا واشفاقا ان النظام الطاغية لا يسعى لخير وانما لفساد ذات البين وبث الفرقة والخلاف وهو كما قال الله سبحانه وتعالى << ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر >> وقوله تعالى << …. مازادوكم الا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم >> ولقد علمتم مافعله ربيب الحقد المجرم محمد الناصر من الايقاع بأفاضل الاخوة ( كمثل الشيطان ) لايسعى الا الى الفتنة وبث الفرقة وهذا دأبهم وانه ليعجبني ما فعله أحد الاخوة الذي لما اتصل به هذا المجرم داسا السم في العسل يزعم المصالحة معه ,فماكان من الأخ الاأن عمد الى استشارة الشيخ راشد حفظه الله ووفقه والذي أشار عليه بأنه عليه الرفض وألا يجعل سبيل الحوار أجهزة القمع والاستخبارات وكان بفضل الله في هذا الرأي توفيق الله , اذ عصمه من الفتنة . وهذا الأخ لم تربطه بالحركة رابطة تنظيمية ولكن وفقه الله لما تجرد عن التعصب والهوى والاستفراد بالرأي , وفي هذا دلالة على أن الشيخ راشد ليس من هواة التصعيد ولا من دعاة مواصلة الهروب الى الأمام ولكن الحكمة والمنطق يقتضيان أن لكل بيت باب ولكل مهمة مسلك مؤسس والذي يريد الصلح لا يرسل الطغاة والمجرمين , كما أرسلت قريش سهيل لعقد الصلح مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي التاريخ عبرة
وهذه أفكار رئيسية ولايقتضي الحال التفصيل اذ أني على يقين أن لا دعوة جاد ة للمصالحة وانما هي مكر وكيد ,نسأل الله العصمة من ذلك .
هذه عجالة أكتبها , وأنا الذي رغم الحاح بعض الاخوة علي بالكتابة واشارتهم الى أنه واجب وكلمة حق يجب أن تقال مستدلين بأحاديث كثيرة , كنت لأسباب عدة أتجنب التعرض لذلك خاصة في مثل هذه الأمور التي أرى أنه لا ينحصر فيها خلاف ولا أثرب على أحد فيها زيادة على أني خبرت أن ما أراه اليوم نتيجة ما توفر لي من معطيات وآراء وأدلة قد يتضح لي لاحقا أنه كان ينقصه الدقة وأن ما خفي علي من الأدلة المعارضة ما أراه أولى وأقوى , وقد يجتمع لي من الأدلة المتعارضة خاصة اذا كانت تتمحور حول تصرف أشخاص أو عملهم ما يجعلني متوقفا في ابداء رأي قاطع لقوة الأدلة المتعارضة … ولعل هذا ما يجعلني أوجه دعوة خاصة لبعض اخوتنا أن لا ينساقوا وراء هذه الحملة وهذا الاختلاف فيعمدوا الى تناول ما ليس من صلب الموضوع أصلا وان كنت قد اشاطرهم الراي فيه في غير هذا المحل , ولكن يجب ألا تقودنا مرارة الواقع أو الفشل كما سماه البعض منهم الى الخوض فيما يجدر بنا الصمت عنه حتى لانكون عامل تثبيط ولا ننساق في هذا المنزلق الخطير فالرابح الوحيد فيه هو الظالم المستبد الذي هو ألد الخصام , المفسد في الأرض .
والله من وراء القصد وهوالهادي الى سواء السبيل
عبد اللطيف التليلي
أبو عبد النور
ميونيخ 29 -4 -2007
كلمة إلى الأخ الهاشمي الحامدي
كتبها عبدالحميد العدّاسي
بعد البسملة والدّعاء، استهلّ الأخ الدكتور الهاشمي الحامدي مقالته المنشورة يوم 13 أبريل 2007، وهي بعنوان (رسالة جوابية إلى العزيز سيف بن سالم)، بهذه المقدّمة: أيها الأعزاء سيف بن سالم وسيدي بو وأنور وعبد الحميد العداسي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قرأت تعليقاتكم على ما كتبته عن ربيع تونس وعن ضرورة تحقيق مصالحة تاريخية بين السلطة والحزب الحاكم في تونس من جهة، والمنتسبين إلى التيارات الإسلامية المعتدلة من جهة أخرى. لمست في رسالة كل واحد منكم نبرة صدق، ولهجة الباحث عن الحق والمنتصر إليه. وأقر ابتداء أن لكل منكم حقّه في تبنّي وجهة النظر التي يرى صوابها وفي الدفاع عنها. إن ما يشجعني أكثر على التفاعل مع ما كتبتم أنّني وجدتّ مقالاتكم خالية من نزعة مرضية تلبست بقلة من المهتمين بهذا الموضوع، فجعلتهم يتحدثون وكأنهم يمتلكون ختم الوطنية ومفاتيح الفردوس الأعلى. بينما أكثر ما يرفع الإنسان تواضعه، واعتماده المنطق الجميل والكلمة الطيبة مع مخالفيه في الرأي، وإحسانه الظن بالناس. وأبدأ بسيف بن سالم هذه المرة آملا أن أرد على بقية الإخوة في رسائل لاحقة بإذن الله.
قلت يومها مَنْ بدأ فسوف يُكمل!… وقد قدّرتُ ما ذهب إليه الدكتور في ترتيبه لمّا بدأ بالردّ على سيف بن سالم، فهو شابّ مسلم مثقّف غيور بارّ بأمّه وأبيه وأهله أجمعين، كما هو بارّ بزوجه، أتّم الله عليهما رضاه ورزقهما الولد الصالح (لا أدري إن كان يقصد الدكتور حضور زواج سيف من الثانية أو الثالثة أو الرّابعة لأنّ زواجه من الأولى قد مضى في غفلة من الدكتور، ولست أدري إن كان سيفُ سيُقدم على التعدّد لتمكين الدكتور من فرصة الحضور احتراما على الأقلّ للفتته الكريمة التي شمله بها!)، ثمّ عقّب بأخويه لحقيقة يراها وأحترمها، لعلّ من مكوّناتها أنّ تقويم ما بالفكر الليّن الذي لم تشبه الشوائب يظلّ أسهل من تصويب فكر وغل في دماغ كهل على أعتاب الشيخوخة قد تصلّبت شرايين مخّه.
مرّت الأيّام إذن دون أن أسمع أو أقرأ ردّا من الدكتور، كنت أرى فيه (الردّ) فرصة لمواصلة الحديث عن مصالحة انطلقت من أكمام مقالة إشهارية امتدحت الرّبيع والزيتون في بلدي الحبيب تونس. وقد ساهم – ربّما – في إنساء الدكتور وعده، بروزُ أفكار سايرت فكره ومدحت منهجه وعظّمت طرحه وحسّنت قوله وذهبت مذهبه، دون أن تجتهد هذه الأفكار كثيرا في معرفة ما قد يكون اقتُرِفَ من طرف الإسلاميين (النهضة) من مساعي حثيثة في سبيل الإصلاح والصلح المبني على التضحية الكاملة من جانب واحد أعني من جانبنا نحن المرؤوسين من التونسيين إسلاميين وغير إسلاميين، ودون أن يشيروا بكلمة واحدة إلى التعنّت الكبير وغير المبرّر من طرف النّظام الحاكم الذي قد يكون ضمن استمراره اللاّديمقراطي في الحكم بعدم الرّجوع إلى الحقّ واطمأنّ إلى ذلك، وهو يرى هذا الجوّ التنافري بين التونسيين من الأقوياء والضعاف من المتنوّرين والظلاميين من أصحاب القول الليّن المؤلّف بين القلوب وأصحاب القول « الفاحش المنفّر » من أصحاب الأسماء الصحيحة وأصحاب الأسماء المستعارة من عشّاق الجمال ومحاربيه من متلذّذي الزيتون والزيت والدقلة وعائفيه، والمبني أساسا على عدم تشخيص الدّاء الحقيقي الذي نخر عظامنا بسبب إجرام حكّامنا.
أتكلّم اليوم وأنا أقرأ مقالة الأخ الهاشمي الحامدي « حالة طوارئ غير مبرّرة« ، وقد عبّر فيها عن خيبة أمله الكبرى، وهو يرى المعترضين على فكره يسعون لإفساد مسعى الصلح وتيئيس النّاس منه، ليجعل القارئ أو السامع – سيّما من غير المطّلعين على الملفّ التونسي من التونسيين أوغيرهم من إخوانهم بني البشر – متأكّدا من أنّ الصلح وطاولة الحوار والطرف الأوّل فيه قد توفّروا جميعا، وإنّما حُرمت تونس من الأمن والرّخاء والاستظلال بالزيتونة المباركة بفعل هؤلاء الأشرار من التونسيين (أهل المساجين السياسيين والمهجّرين والمطاردين) ممّن عارض فكر الدكتور الحامدي (الذي أقرّ هو نفسه بعدم استجابة أيّ قلم أو صوت من النّظام أو من أتباعه إليه)، وهو لعمري قول عظيم تكاد الأرض تتفطّر منه ولا تتحمّل وجود قائله على ظهرها. فهو – إلى جانب مشاركته في ظلم الظالم بالكلمة الكاملة (وليس بشطرها) – تدليس للحقائق لا لبس فيه. ولو اكتفيت أخي بقراءة وفهم ما كتب إليك الأخ أبو أنيس – في حلقتين – لوجدتّ فيه بغيتك إلى الخير ولعاد التونسيون كما تحبّ أو خيرا ممّا تحبّ. ولكنّك بدل ذلك ذهبت تنتصر لنفسك ولفكرك المُذهِبِ للهمّة والمشيع كما أسلفت لفكرة « العصا تجيب »، وهو المنطق الذي نُحْكَم به منذ الاستقلال وحتّى اليوم. وإلاّ، فكيف تقبل لنفسك ولشعبك – وأنت ابن الرّيف الذي كان النّاس ولا يزالون في بعض البلدان يرسلون أبناءهم إليه لينهلوا من هوائه ومبادئ المجاهدة فيه – بأن تقنع بمهمّة تطهير منجَّس لا يطهر إلاّ بإزالة كلّ الجانب الذي وقعت فيه النّجاسة (حاشاكم).
أنا أشفق عليك حقيقة أخي الهاشمي، وأنا أراك تعتمد هذه اللغة المبنية على المجاملة القاتلة للدّين والمروءة معا، من أجل إظهار نفسك التي اعتدت على نفسك وتطاولت عليها، بمظهر لا تستحقّه أولا تستطيعه، فتترك الفكرة لتستعطف الأفراد وتترك الأفراد لتستبعد الفكرة وتسيء إلى القريب لتتقرّب من البعيد، وتقسّم – كما فعل أعداء الإسلام من قبلك – المسلمين إلى معتدل وغير معتدل، وتجعل شرطَ الحصول على هذا اللقب المؤمِّن للعيش في كلّ بلاد العالم اليوم (معتدل) رهين الخنوع التامّ للظالم السالب للحريّة الفردية والجماعية، من أمثال هذا الذي أظهرته بمظهر المتهوّر المفرط في الحساسية (خطة محكمة، مقصود منها استفزاز الرئيس التونسي ومساعديه لأقصى حد ممكن على أمل أن يحلفوا بأغلظ الايمان، في لحظة غضب، أنهم لن ينظروا في إمكانية قبول فكرة الصلح هذه قطّ) الذي لا يمكن له بأيّ حال من الأحوال (حسب وصفك هذا) أن يكون في قيادة رهط من المسافرين ناهيك عن أن يكون في قيادة بلد هو مِن أكثر البلدان تحضّرا (كان) في المحيط الإفريقي والأروبي. كما أنّي لا أرضى لك هذا التهريج من قبيل نداءاتك الموجّهة إلى الصّامتين من الإسلاميين من أجل تأليبهم على قياداتهم. وسبحان الله! إذا كنت أنت قد أخلصت لظالم بهذا القدر الذي نراه من خلال كتاباتك، أفلا يجوز لهؤلاء الصامتين أن يخلصوا لقياداتهم!… فلماذا تؤلّبهم عليهم؟! أكلّ هذا من أجل الصلح والمصالحة؟! … وهل كان الصلح والإصلاح والمصلحة والمصالحة يُبنى على الإفساد والتفرقة والتشويش على الأفكار!… هداك الله وثبّتنا جميعا على الحقّ…
وفي الختام أدعوك إلى قراءة ما كتب أبو أنيس (إذا كنت نسيت ما كتب الأستاذ النجّار والأستاذ عبداللطيف المكّي) وفهم ما جاء فيه، فإنّي – وأظنّ الكثير من الصامتين – نشاطره الرّأي فيما كتب…
لا صمت بعد اليوم (استجابة لدعوة د. الهاشمي)
للمرة الثالثة: إلى أخي وحبيبي الهاشمي:
الرجوع إلى الحق خير من الإستمرار في الباطل:
؟ لماذا نعارض ..
كيف السبيل للنهوض بالمدرسة التونسية بالدوحة ؟
مزالي ينشر مذكراته:
عندما تصاب الدولة بمرض باركنسون
خميس الخياطي في أول دراسة عن القنوات التونسية والعربية
رشيد خشانة
يُقدم الزميل خميس الخياطي في كتابه الجديد « تسريب الرمل » قراءة شاملة للمشهد الإعلامي التونسي مُركزا على الإعلام السمعي والمرئي. وقد اخترع في تشريحه لخصائص هذا المشهد تعبيرا بديعا هو « إعلام السيلوفان » في إشارة إلى القطيعة المترسخة بين مضامين القناتين التلفزيتين تونس 7 وقناة 21 من جهة ومشاغل النُخب وانتظارات المشاهدين من جهة ثانية. ورأى الخياطي أن المعضلة الكبرى للفضاء السمعي البصري التونسي أنه لا يعكس بحكم احتكار الدولة له، ثراء المجتمع التونسي ولا الإختلافات السياسية والفكرية . ويقول في هذا الصدد « لو صدقنا ما تقدمه الشاشة الصغيرة التونسية لكنا أمام مجتمع هلامي يخلو من أي نتوء اختلاف. هي النشرة التي تقدمها النشرة الرئيسية للأخبار بأسلوب الروائي أوروال في نقل الوقائع المحلية والعالمية مع تغييب لأنشطة أحزاب المعارضة البرلمانية وحتى للكوارث الطبيعية التي تصيب البلاد والعباد. برامج حوارية يُزايد فيها أعضاء بعض أحزاب المعارضة على أعضاء الحزب الحاكم في تقويمهم للإصلاحات. مجلات إخبارية لا تكف عن جرد هذه الإنجازات بإسهال لغوي و »نقد بناء » مُدعم بالإسمنت المسلح. برامج أخرى ترفيهية إما تلوك علكة الكليبات أو تصطنع الألعاب السمجة أو تصنع « نجوما » ممن يعملون في المطاعم بسورية ولبنان ومصر مقابل أرباح أو هدايا بالملايين من الدينارات أو استنساخ ما يُنجز على « أل بي سي » اللبنانية أو « أم 6 » أو « تي أف 1 » الفرنسيتين مثل « نجوم على الطريق » التي قد تتكلف الحلقة الواحدة منها ما يقارب الخمسين ألف دينار… »
لكن هذا الجانب المُعتم من المشهد التليفزيوني لم يحجب عن الخياطي كنوز الكفاءات الصحفية والتقنية التي تتمتع بها بلادنا ، والتي « لا تقوى أمام التصحر الزاحف جراء تقلص الضمير المهني وتدجين النقابة وتكبيل الكفاءات الفردية ورقابة صرفة يومية لا أول لها ولا آخر في كل صغيرة لا تهم تونس فقط، بل كذلك الدول « الصديقة والشقيقة » من دون اعتبار للمنافسة الشرسة التي يواجهها الإعلام السمعي البصري التونسي من الفضائيات العربية والفرنسية على حد سواء، مما جعل الشارع التونسي يبتدع النكات عن تلفزتيه ».
وفي هذا السياق يستعرض المؤلف ملابسات الإنتقال إلى ظهور أول إذاعة خاصة مع إعلان رئيس الدولة يوم 7 نوفمبر 2003 عن فتح المجال السمعي البصري إذ بدأت محطة « موزاييك أف أم » البث مع الساعة الثالثة بعد الزوال. ويُعلق الخياطي بأسلوبه الحجاجي اللذيذ على ذلك قائلا « لا يخفى على أحد أن محطة إذاعية مهما كان حجمها، لا يمكنها أن تنشأ في أربع ساعات وأن تمضي اتفاقية الإرسال يوم عطلة. لقد أحيط مشروعها بسرية تامة إلى حد إعلان رئيس الدولة عن فتح مجال الإعلام الفضائي للخواص، فهل تمت دراسته من طرف المجلس الأعلى للإتصال، وماذا كان رأيه؟ من تكفل بتركيب هوائيات الإرسال وعلى أي أساس قانوني؟ من هم أصحاب الأسهم في رأس مالها ؟ ما هو كراس شروطها إلى غير ذلك من الأسئلة التي قد يضعها، على الأقل، كل من قدم منذ سنين طلبا لترخيص في إنشاء محطات إذاعية ».
ولكي تكتمل الصورة استعرض الخياطي ظروف بروز قناة « حنبعل » بعد أن أغلقت قناة « الأفق »، مشيرا إلى أن صاحبها السيد العربي نصرة « الذي لا علاقة له بالإعلام سوى من باب الطباعة » كما لاحظ، أعلن أنه سيخصص مبلغ عشرين مليون دينار للقناة وأنه قام باقتناء أهم وأحدث المعدات التقنية الرقمية وسيعمل على استقطاب الكفاءات الصحفية والتنشيطية التونسية التي هجرت البلاد لتعمل في قنوات عربية مشهورة. لكن القناة انطلقت بفيلم مصري قديم عوض مادة إعلامية تونسية. ويمضي المؤلف راسما علامات الإستفهام التي مازالت من دون أجوبة إلى اليوم من نوع « ما هو كراس شروطها؟ هل هي قناة جامعة أم متخصصة؟ ما هي نسب الإنتاج الخاص للقناة مقابل نسب الإستيراد من البرامج؟ ما هي المصداقية المالية والإعلامية لصاحب المشروع؟ هل هو الوحيد صاحب رأس المال؟ وإن تقاسمه مع آخرين فمن هم؟ ».
وعندما يقدم المؤلف جردا للمضامين يتوقف عند ظاهرة وجود قطاع عام من دون ثقافة مقابل إعطاء الصدارة دائما لكرة القدم والمنوعات. وهو يتحدث بلغة أوضح عن توجساته من الخطر المُحدق بالقطاع العام حين يتطرق للإمتيازات التي أغدقت على قناة « حنبعل » إذ حصلت على دعم مقداره 20 في المئة من رأس مالها وسُمح لها بأن تنهل من خزينة القطاع العام السمعية البصرية من دون مقابل إلا سعر الكاسيت البكر، وتم لها استنساخ مسلسلات، مؤكدا أنه « من غير المعقول أن تقدم مؤسسة عامة إلى قناة خاصة نسخا مجانية من برامج صرفت عليها الدولة مالا كثيرا من الخزينة العامة، فماذا يعني أن تكون هذه القناة تلفزة خاصة إن نهلت من البرامج ما تريده من دون مقابل أو أن نعرف شروط هذه المنة ».
من هذا التفكيك الصارم والموثق في آن معا (اعتمد المؤلف على هوامش خصبة تضيء القارئ بمعلومات دقيقة) انتهى الخياطي إلى استنتاج جوهري مفاده أن القطاع السمعي البصري في تونس بحاجة إلى إعادة هيكلة شاملة.
أما في الأقسام الأخرى من الكتاب فتعرض لواقع التليفزيونات العربية مع تعريج من آن إلى آخر على السينما تصديقا لقول الشاعر « ما الحب إلا للحبيب الأول »، فالسينما هي غرام الخياطي الأول و… الأخير. وهنا يتعرض لقضية الخطاب السلفي في الفضائيات العربية الذي هو العنوان الفرعي للكتاب مُهاجما محاكم التفتيش الجديدة ودعاة حرق الكتب، ومحذرا من خطر تفشي الإنغلاق والتزمت اللذين زحفا على عقول الشباب المفتون بتناول « أفيون الفضائيات » مثلما سماه فاضل الجعايبي في المقدمة التي وضعها للكتاب. وفي هذا السياق يقدم الخياطي قراءة شاملة فيها الكثير من الصبر والتقصي والتدقيق للمضامين المنافية لحقوق الإنسان ولقيم الحرية في بعض الفضائيات. كل هذا صحيح من دون شك. لكن كان ينبغي تنسيب الموقف من الفضائيات، وبخاصة الإخبارية، لأنها شكلت نقلة نوعية في حياتنا العربية وأحالت على المعاش الفوري التلفزات الرسمية التي مازالت تعمل على الطريقة السوفياتية. ولا ريب في أن هذا البعد المتصل بكسر القيود عن حرية الخبر وإطلاق العنان للحوار بين الرأي والرأي المعاكس (رغم السلبيات الكثيرة التي يمكن أن تسجل عليه) هو الذي يفسر إقبال الناس على هذا الأفيون الجديد … والجميل.
(المصدر: موقع الحزب الديمقراطي التقدمي نقلا عن صحيفة « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 403 بتاريخ 27 أفريل 2007)
أيّ آفاق للعمل النقابي بتونس؟
الشاذلي الفارح
ونحن نستعدّ للإحتفال بعيد الشغل بعد أيّام قليلة، يستحضر المهتمّون بالشأن النقابي في تونس تاريخ الحركة العمّالية ابتداءً من المحاولة الأولى لمحمّد علي الحامي ورفاقه، الى تأسيس الإتّحاد العام التونسي للشغل على يد فرحات حشّاد، وصولاً الى المؤتمر الواحد والعشرين المنعقد مؤخّرًا بالمنستير، فالغيورون على الإتّحاد والعارفين بالدور الوطني الذي اضطلع به منذ نشأته خصوصًا بعد الإستقلال وما تلاه من أزمات في سنتي 1978 و1985 وما تخلّلتها من مصادمات مع السلطة، يتسائلون اليوم عن آفاق العمل النقابي ببلادنا والتحدّيات المطروحة عليه مستقبلاً؟
إنّ حساسية المرحلة المقبلة تقتضي منّا استحضار دروس التاريخ الذي أثبت في المحطّات السابقة أنّه كلّما تمسّكت قيادة الإتّحاد بإستقلاليّتها نزلت عليه السلطة بكلّ ثقلها السياسي والأمني.
فما شهدته منظّمة الشغّالين بعد مؤتمر سوسة في 1989 وصعود السحباني الى الأمانة العامّة وما تلاه من إرتماء قيادته في أحضان السلطة والأعراف، وما نتج عن ذلك من تنقيحات لمجلّة الشغل، أفقد المنظّمة كثيرًا من حيويّتها واشعاعها. لكن منذ مؤتمر جربة في 2002 عادت الروح للنقابيين وعاد لهم بعض الأمل في ان تلعب منظّمتهم دورها الوطني الحقيقي كاملاً، ورغم الضغوط التي تتعرّض لها القيادة النقابية فإنّها أصرّت على التمسّك بمواقف أثلجت صدور النقابيين خاصّة فيما يخصّ مجلس المستشارين ودعوة شارون، ووقوفها الى جانب الأساتذة الجامعيين في نضالاتهم، ومساندتها الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان… فهذه المواقف المشرّفة بقدر ما أعادت الإعتبار للإتّحاد فإنّ الملفّات الكبرى القادمة تثير التساؤل حول المواقف المرتقبة لقيادة الإتّحاد منها؟
فكيف ستتعامل هذه القيادة مع قرار الإضراب المتعلّق بملفّ التأمين على المرض الذي تمّ التهديد به في مؤتمر المنستير في حال عدم التزام السلطة بالإتّفاق المُوقّع مع الإتّحاد في ماي 2004؟
ماذا هو موقف قيادة الإتّحاد من الطريقة المُعتمَدة حاليًا في تسيير الصناديق الإجتماعية التي يعلم الجميع من المسؤول عن العجز الذي تعانيه؟
ماذا سيكون موقف الإتّحاد من رفض السلطة التفاوض الثلاثي في بعض الملفّات واصرارها على آحادية القرار؟
ما هو موقف الإتّحاد من الغلاء الفاحش للأسعار والطريقة التي تتّبعها السلطة في احتساب التضخّم؟
وما موقفه من الخصخصة التي اكتسحت كلّ القطاعات دون حسيب أو رقيب، لا سيما المربحة منها ( البنوك، الإتّصالات، النفط، وكلاء شركات السيّارات…)؟
ما هو موقف الإتّحاد من الجباية؟ ومن التجارة الموازية التي أضرّت بالبلاد وبالعباد؟
ما هو موقف الإتّحاد من البطالة ومن ملفّ أصحاب الشهائد المُعطّلين عن العمل؟
ما موقف الإتّحاد من الهجمة التي يتعرّض لها المجتمع المدني (جمعيّة القضاة، عمادة المحامين، الرابطة، النساء الديمقراطيّات..الخ) انّ استعراضنا لكلّ هاته التساؤلات المطروحة بقوّة في الساحة النقابيّة ينبع من حرصنا على ان تبقى المنظّمة الشغيلة كما عهدناها مدافعة عن حقوق العمال والشغّالين وعن مكتسبات شعبنا ككّل، لا سيما في مجال الحرّيات، فهل ستتمكّن قيادة الإتّحاد مواصلة النجاح في المرحلة المقبلة؟ وكيف سيكون تعامل السلطة التي عوّدتنا بردودها المتشنّجة كلّما طُرحت الملفّات الحسّاسة؟ أسئلة تتنتظر جوابًا.
الشاذلي الفارح
الكاتب العام المساعد للجامعة العامة للبنوك
(المصدر: موقع الحزب الديمقراطي التقدمي نقلا عن صحيفة « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 403 بتاريخ 27 أفريل 2007)
شخصيات تونسية
محمّد علي الحامي
وُلد بمدينة الحامّة سنة 1896. تحصّل على شهادة في العلوم السياسية والإقتصادية من الجامعة الألمانية قبل ان يعود الى تونس في 1923 وحاول انشاء شركات تعاونية زراعية وصناعية ، اذ قام ببعث شركة التعاون الإقتصادي وذلك لخدمة الطبقة الفقيرة الأمر الذي تمّ في 29 جوان 1924 في جلسة عامّة تأسيسية بقاعة الخلدونية. وسعيًا لتوسيعها بدأ إتّصالاته بالعمّال، وعقد اجتماعات مع عملة الرصيف لحثّهم على الدخول في المشروع. أسّس محمّد علي مع بعض رفاقه كالطاهر الحداد « جامعة عموم العملة التونسيين » سنة 1925 ، ومنها تمّ إحداث عدّة نقابات لعمّال السكك الحديديّة وعمّال سوق الحبوب وعملة النسيج والمطاحن والسرّاجين وعملة الجير والإسمنت. كما تأسّست نقابات بسوسة وصفاقس والمتلوّي وقفصة. ونتيجة لهذه الحركة إنطلقت سلسلة من الإضرابات في مختلف القطاعات العمّالية ممّا اضطرّ السلطة الإستعمارية إلى ايقاف محمّد علي ومجموعة من رفاقه بتهمة الإنتماء للشيوعيّة وتعكير صفو المناخ العام. مات محمّد علي الحامي بالسعودية على إثر حادث مرور غامض في 10 ماي 1928.
فرحات حشّاد
وُلد يوم 2 فيفري 1914 بالعبّاسية في جزيرة قرقنة. التحق سنة 1930 بشركة النقل بالساحل للعمل كمرافق. أسّس فس نفس السنة نقابة مرتبطة بالكنفدرالية الفرنسية للشغل C.G.T . ابتداءً من نوفمبر 1944 شرع حشّاد في تأسيس إتّحاد للشغل بتونس مستقلاً عن C.G.T فتمّ إحداث النقابات الحرّة بالجنوب، تمّ بتونس سنة 1945 مع تأسيس الجامعة العامّة للموظّفين. ومع انتخابه أمينًا عامًا في مؤتمرها التأسيسي بدأ بروز حشّاد على الساحة الوطنيّة والعالمية كرمز للتحرّكات الشعبيّة ضدّ الإستعمار في تونس، كما دفع العمل النقابي عربيًا (مصر، المغرب، الجزائر، ليبيا) وعرّف بقضايا الشعوب العربية والإفريقية والغبن الذي تعيشه تحت الإستعمار.
ونتيجة لنضاله المتواصل وإشعاعه المتزايد على المستوى القطري والإقليمي والعالمي تمّ إغتياله في 5 ديسمبر 1952 . وان لم تُكشف بعد كلّ الحقائق عن واقعة اغتياله فإنّ أغلب الشكوك تشير الى تورّط المنظمّة الإستعماريّة الإرهابيّة « اليد الحمراء ». وان لم تستجب السلطات الفرنسيّة بعد للطلب الذي تقدّمت به أرملة حشّاد سنة 2002 الى الرئيس شيراك لفتح ملفّات الأرشيف الفرنسي حول الموضوع ، الاّ أنّه من الثابت انّ الإغتيال كان بمباركة المقيم العام آنذاك.
(المصدر: موقع الحزب الديمقراطي التقدمي نقلا عن صحيفة « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 403 بتاريخ 27 أفريل 2007)
رفضت تسيير الحركة «من بيت الأمين العام»:
قيادات في الـ«ح.د.ش» تمهّد لمرحلة «ما بعد بولحية»
اتجاه نحو عقـــــد مجلــــس وطنـــي خـــــلال الأســــــابيع القادمــة
تركيا..أردوغان والغرب يحذران الجيش
أنقرة- رويترز – وجهت الحكومة التركية، اليوم السبت انتقادات حادة للجيش بعد أن هدد ضمنا بإمكانية تدخله لوقف انتخابات الرئاسة التي ينتظر أن تسفر عن فوز عبد الله جول مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم، وذلك وسط دعم أمريكي وأوروبي للموقف الحكومي.
ورأى مراقبون أن التحفظ الغربي على موقف الجيش سيحد من إمكانية تدخله لمنع وصول جول ذي التوجهات الإسلامية لرئاسة البلاد، معتبرين أن الجيش لم يعد أمامه سوى دعم المعارضة في اللجوء للقضاء لعرقلة تلك الانتخابات.
وقال المتحدث باسم الحكومة التركية اليوم السبت جميل جيجيك إن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان تحدث تليفونيا مع ياشار بويوكانيت رئيس هيئة الأركان العامة للجيش التركي بعد تهديد للجيش بالتدخل لحماية العلمانية في البلاد. وأبلغه أنه يتعين أن يبقى الجيش تحت سيطرة مدنية صارمة.
فقد أصدر الجيش الذي أطاح بـ4 حكومات خلال الـ50 عاما الماضية بيانا شديد اللهجة أمس الجمعة أعرب فيه عن القلق إزاء الانتخابات وقال انه مستعد للتحرك دفاعا عن النظام العلماني الذي يفصل بين الدين والدولة.
ويعتقد العلمانيون أن وزير الخارجية عبد الله جول مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم للانتخابات الرئاسية سيقضي بشكل تدريجي على النظام العلماني في حالة انتخابه. وسيكون جول في حالة انتخابه أيضا قائدا للقوات المسلحة. وفشل جول في حسم الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة أمس الجمعة بسبب عدم حصوله علي عدد كاف من الأصوات (الثلثان) داخل البرلمان، غير أنه من المنتظر أن يتم اختياره رئيسا من قبل البرلمان في جولة التصويت الثالثة التي ينخفض فيها النصاب المطلوب إلى 50% + صوت واحد.
وكان الجيش قد أعلن أيضا أنه سيعلن موقفه بوضوح عند الضرورة، وهو ما اعتبره مراقبون محاولة من الجيش للضغط على المحكمة الدستورية لإلغاء التصويت، وحل البرلمان التركي، بما يحول دون فوز جول بكرسي الرئاسة.
وفي وقت لاحق اليوم اعتبر كنعان ايفرن الجنرال الذي قاد تركيا بعد انقلاب عسكري عام 1980 اليوم السبت إن الجيش محق في التدخل في الخلاف الخاص بالانتخابات الرئاسية في تركيا لأن دوره هو حماية الدولة العلمانية.
غير أن المتحدث باسم الحكومة حذر في مؤتمر صحفي أن « مشاكل تركيا ستحل في إطار القانون ولا يوجد أي سبيل أخر… رئيس هيئة الأركان العامة (للجيش) مسئول أمام رئيس الوزراء. »
وأضاف إن بيان الجيش موجه ضد الحكومة واستهدف التأثير على المحكمة
الدستورية التي ستنظر في طعن قانوني في صحة الجولة الأولى غير الحاسمة من الانتخابات الرئاسية التي أجريت أمس الجمعة.
وقال جيجيك الذي يشغل أيضا منصب وزير العدل في لفتة تصالحية إن الحكومة لن تسمح لخصومها بإثارة التوترات بينها وبين الجيش. كما شدد على التزام الحكومة بالقيم العلمانية.
دعم غربي
وجاء انتقاد الحكومة للجيش في أعقاب انضمام الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لقائمة المحذرين الجيش من التدخل في الشئون السياسية وهو ما يعطي دعما دوليا لموقف الحكومة.
وقال دان فرايد مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية اليوم السبت لرويترز : « نأمل ونتوقع أن يعمل الأتراك على حل هذه المسائل السياسية بطريقتهم بشكل يتناسب مع ديمقراطيتهم العلمانية وبنود الدستور. »
وعند سؤاله حول ما إذا كان سينتقد بيان القوات المسلحة التركية الذي أفاد بأن الجيش يراقب الانتخابات الرئاسية بقلق قال فرايد : »نحن لا نتحيز لأي جانب. »
وأجاب عند الضغط عليه للتعليق على ما إذا كان بيان الجيش ملائما « لا يمكنني التفكير في أي طريقة أجيب بها على هذا السؤال بصراحة وتكون ذات فائدة. »
على الصعيد نفسه وبلهجة تحمل انتقادات أكثر صراحة، قال مفوض توسيع الاتحاد الأوروبي أولي رين للصحفيين اليوم السبت: « من المهم أن يترك الجيش مسألة الديمقراطية للحكومة المنتخبة ديمقراطيا، وهذا اختبار (سيظهر) إن كانت القوات المسلحة التركية تحترم العلمانية الديمقراطية وأسس العلاقات المدنية العسكرية » في إطار هذه العلمانية.
معركة قضائية
وبعد انضمام الغرب إلي جانب الحكومة التركية في تحذير الجيش، رأى مراقبون معنيون بالشأن التركي أنه ذلك أضفى مزيدا من القيود علي تدخل الجيش في تلك الأزمة.
وأوضح المراقبون أن سلسلة القوانين التي وضعها حزب العدالة كي تنطبق مع المعايير الأوروبية على تركيا للانضمام للاتحاد الأوروبي، أفقدت الجيش الكثير من نفوذه السياسي، خصوصا داخل « مجلس الأمن القومي » الذي كان تقليديًّا يتشكل من الجيش للضغط على الأحزاب، حيث أصبح الآن له رئيس مدني وأغلبية مدنية أيضًا.
ويزيد من تكبيل دور الجيش في الضغط أو التدخل العسكري بحسب المراقبين أن تدخله ينهي الحديث عن انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، كما أنه غير مستحب أمريكيًّا بسبب مساندة إدارة الرئيس جورج بوش للحزب كنموذج إسلامي معتدل يصلح للتطبيق عربيًّا.
وكان الجيش التركي قاد انقلابات عسكرية مباشرة عامي 1960 و1980 وضغط على الحكومات لتقديم استقالتها في 1971 و1997 في الحالات التي استشعر فيها خطر تقويض مبادئ العلمانية.
حل البرلمان
ويرى المحللون أنه لم يعد أمام الجيش سوى مساندة القوى العلمانية في المعارضة في المعركة القضائية التي تخوضها لعرقلة التصويت علي اقتراع جول.
وطلب الحزب الشعبي الجمهوري من المحكمة الدستورية التركية اعتبار تصويت البرلمان يوم الجمعة 27-4-2007 باطلا بسبب حضور أقل من ثلثي الأعضاء وقت التصويت بعد تغيب أحزاب المعارضة، في حين قال حزب العدالة إنه من غير المطلوب وجود أكثر من 184 نائبا كي يكون التصويت صحيحا.
من جهتها قالت المحكمة الدستورية إنها ستنظر الاثنين 30-4-2007 طلب الحزب الشعبي بشأن إلغاء التصويت في الانتخابات.
وإذا أيدت المحكمة طلب الحزب الشعبي، يتعين الدعوة إلى حل البرلمان وإجراء انتخابات عامة خلال 90 يوما، بحسب الدستور التركي.
على صعيد متصل، ينتظر أن تشهد تركيا غدا الأحد مظاهرات ضخمة في استانبول لأنصار العلمانية احتجاجا على ترشيح العدالة والتنمية « جول » لرئاسة الجمهورية.
وفي تركيا ينتخب رئيس البلاد من خلال سلسة اقتراعات يجريها البرلمان الذي يتمتع فيه حزب العدالة والتنمية بالأغلبية.
ويجب أن يحصل مرشح الرئاسة على ثلثي أصوات أعضاء البرلمان، أي على 367 صوتًا على الأقل من أصل 550 في التصويت الأول ليصبح رئيسا، وهو ما لم يحدث في تصويت يوم الجمعة.
وترتب على ذلك إجراء عملية تصويت أخرى يوم الأربعاء، ويشترط خلالها أيضا أن يحصل المرشح على 367 صوتا.
وفي حالة فشله في الحصول على هذا العدد، فإن 276 صوتا -أي أكثر من 50% بصوت واحد- ستكون كافية لفوزه بالرئاسة في تصويت ثالث أو رابع في حال فشل الثالث، أما إذا فشل البرلمان في انتخاب الرئيس في الجولات الأربع فهناك مادة دستورية تنص على حله.
ويمتلك العدالة والتنمية 353 مقعدا في مجلس النواب، أي أكثر من 51% من الأصوات؛ الأمر الذي يضمن فوز مرشحه في سباق الرئاسة في الدور الثالث.
ومنصب رئيس الجمهورية مراسمي في الأساس وهو أقل أهمية من رئاسة الوزراء، غير أن أول من تولى رئاسة الجمهورية هو مؤسس الدولة مصطفى كمال أتاتورك بما يجعله ذا أهمية رمزية كبيرة بالنسبة للأتراك. كما أن رئيس الجمهورية يملك بعض الصلاحيات الهامة ومنها عدم سريان القوانين التي تسعى الحكومة لإقرارها من البرلمان إلا بعد تصديقه عليها.
يذكر أن الجمهورية أعلنت في تركيا عام 1923 وقامت على أساس صارم من فصل الدين عن الدولة.
(المصدر: موقع « إسلام أونلاين.نت » (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 28 أفريل 2007)