الجزيرة نت: اتهموه بالتواطؤ في مجزرة غزة نواب إسلاميون يطالبون بمنع عباس من دخول الكويت
عزمي بشارة يكتب بيان غزة
محمد بن المختار الشنقيطي:محرقة غزة.. فرصة للمواجهة الكبرى
محمد جمال عرفة : محرقة غزة الثانية.. بمباركة عربية!
المركز الفلسطيني للإعلام:البرفسور قاسم: مجازر غزة فضحت انظمة عربية مشاركة فيها.. والأمل معقود على المقاومة
المركز الفلسطيني للإعلام:القاهرة ورام الله تخوضان « المعركة السياسية » ضد غزة بجبهة موحّدة (تقرير(
الحوار نت: كلمة حرة:محرقة غزة : خيرها في شرها
حــرية و إنـصاف: يوميات المقاومة تضامنا مع غزة أرض العزة
حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي: بلاغ صحفي
الاتحاد الديمقراطي الوحدوي و حركة الديمقراطيين الاشتراكيين : بـــــــــيـــــــــــان
الحزب الديمقراطي التقدمي : بيان حول العدوان على غزة
التكتل الديموقراطي من أجل العمل و الحريات : بيان
حركة التجديد :بلاغ:حول العدوان الإسرائيلي على قطاع
الطلبة المستقلون صفاقس- تونس: بيان
الحزب الديمقراطي التقدمي جامعـــةبنــــزرت: بــــــــــــــــــلاغ
السبيل أونلاين: تحركات تعبّر عن غضب الشارع التونسي تجاه العدوان على غزة
معز الجماعي : قابس : تضامن نقابي مع الشعب الفلسطيني في غزة
حــرية و إنـصاف:وتتواصل معاناة متديني بئر بورقبة…..
السبيل أونلاين : البوليس ببئر بورقبة يطارد النساء المحجبات والرجال الملتحين
pdpinfo:الديمقراطي التقدمي يقرر الترشح في جميع الدوائر
الجزيرة نت : النهضة التونسية تستعد للتحالف مع المؤتمر من أجل الجمهورية
وطن: تحاور نائب رئيس حركة النهضة التونسية السيد وليد البناني
المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية: من اجل إيقاف مهزلة التجريد ضد النقابيين
حــرية و إنـصاف: إعتداء غير مسبوق على القضاة
مراسلة حاصة :من اجل إعادة تأسيس السلطة القضائية
جلال الحبيب رئيس تحرير » مواطنون « : توضيح
أبو ذر: تصحيح و توضيح
عبدالباقي خليفة: »يجعل أيامك زين » وكلمات أخرى
عبد الجبار الرقيقي: بقرة ميتة … تخفي مصائب الأحياء
الصباح:بعد أن حوكم غيابيا:طارق ذياب لم يحضرأمس أمام الدائرة الجناحية السادسة والمحكمة حجزت القضية للتصريح بالحكم
الصباح:في منتدى الذاكرة الوطنية(1 من 2): حديث عن المناضل علي الزليطني معارضته لاتفاقيات الاستقلال الداخلي جعلته يدفع الثمن
توفيق المديني:سورية هل تنتقل فعلاً إلى المفاوضات المباشرة مع إسرائيل؟
محمد العروسي الهاني: اليوم نستعد للاحتفالات بالسنة الهجرية الجديدة 1430 وهي علامة الصحوة الاسلامية والتمسك بالدين الاسلامي
الحياة :رحيل صمويل هانتنغتون صاحب «صدام الحضارات»
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:
عزمي بشارة يكتب بيان غزة
عزمي بشارة
•العدوان على قطاع غزة استمرار للحصار بوسائل أخرى، فالحصار عدوان والقصف عدوان. وعندما فشل الحصار التجويعي على القطاع في كسر إرادة أهلها، لم يعد ممكنا الاستمرار في إحكامه فترة طويلة، وأصبح محتما لمن يريد الاستمرار في نفس النهج لتحقيق نفس الهدف أن يقوم بعملية عسكرية.
•كان واضحا أن هذا « الاستحقاق » سيحل مع نهاية مرحلة ما سميت زورا وبهتانا بالتهدئة. كانت التهدئة عدوانا مسكوتا عنه، كانت عدوانا يرد عليه بتهدئة، كانت حصارا تجويعيا دون رد. وكان واضحا أن العدوان سيحل مع المزاودة بين القوى السياسية الإسرائيلية في التنافس الدموي على كسب قلب الشارع الإسرائيلي المجروح الكرامة من لبنان.
كان واضحا أن من لم يأت إلى حوار القاهرة للاعتراف بانتصار الحصار وبنتائجه السياسية المستحقة سيدفع الثمن. كانت هذه هي الفرصة الأخيرة التي يلام عليها من لم يستغلها.
•تماما كما أعذر من أنذر ياسر عرفات عندما لم يقبل بكامب ديفد، وكما أعذر من أنذر سوريا بعد الحرب على العراق، ومن أنذر حزب الله على طاولة الحوار التي سبقت يوليو/تموز 2006.
•جرى التحضير للعدوان بعد تنسيق أمني سياسي مع قوى عربية وفلسطينية، أو إعلامها على الأقل، حسب نوع ومستوى العلاقة.
•يتراوح موقف بعض القوى العربية من إسرائيل بين اعتبارها حليفا موضوعيا ضمنيا حاليا أو حليفا مستقبليا سافرا، وبين اعتبار النقاش معها مجرد سوء تفاهم، في حين تعتبر نفس هذه القوى الصراع مع قوى الممانعة والمقاومة صراعَ وجود.
•لا تناقض بين تنسيق العدوان مع بعض العرب وبين إدانة العدوان الصادرة عنهم، بل قد تكون الإدانة نفسها منسقة. ويجري هذا فعلا بالصيغة التالية « نحن نتفهم العدوان ونحمل حركة حماس المسؤولية، وعليكم أيضا أن تتفهموا اضطرارنا للإدانة.. قد نطالبكم بوقف إطلاق النار، ولكن لا تأخذوا مطلبنا بجدية، ولكن حاولوا ان تنهوا الموضوع بسرعة وإلا فسنضطر إلى مطالبتكم بجدية« .
•من يعرقل عقد القمة يريد أن يأتيها بعدما تنهي إسرائيل المهمة، ومن يذهب إليها في ظل القصف الإسرائيلي الآن يعرف بعقل وغريزة السلطان أنه رغم التردي العربي فإنه ما زال الذي يقف مع إسرائيل يخسر عربيا.
عندما قرر جزء من النظام العربي الرسمي أن إسرائيل ليست عدوا، بل ربما هي حليف ممكن أيضا، صارت دوله تتحين الفرص للسلام المنفرد، وتدعم أية شهادة زور فلسطينية على نمط « عملية السلام »، وعلى نمط « لا نريد أن نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين ».. أصبحت مقاومة إسرائيل شعبية الطابع، وهي تحظى بدعم من جزء من النظام العربي الرسمي لأسباب بعضها تكتيكي وبعضها إستراتيجي.
•من اتجه للتسوية منع المقاومة الشعبية من بلاده، ولكنه لم يستطع شن الحرب عليها في البلدان التي بقيت فيها مقاومة. وقد دامت المقاومة فقط في البلدان التي تضعف فيها الدولة المركزية ولا يمكنها منع المقاومة: السلطة الفلسطينية، لبنان، العراق.
•ومن هنا يستعين هذا المحور العربي بإسرائيل مباشرة لضرب المقاومة. ففي العام 1982 صمت هذا المحور على العدوان على المقاومة وحاول أن يحصد نتائجه فيما بعد، وهذا ما جرى عند حصار المقاطعة. أما في يوليو/تموز 2006 وما يجري في ديسمبر/كانون الأول 2008، فقد كان التنسيق سافرا.. هذا هو الجديد.. فقط اللغة المستخدمة في وصف هؤلاء لم تعد واضحة وحاسمة، ولم تعد تسمي الأشياء بأسمائها.
•العالم -بمعنى الرأي العام العالمي- مصطلح وهمي، والشرعية الدولية مصطلح عربي.. لو فشلت المقاومة اللبنانية في الدفاع عن ذاتها، لما نفعها مجلس أمن ولا برلمان أوروبي، ولانتقلت شماتة « المعتدلين » إلى التبجح وحصد نتائج انتصار إسرائيل الذي لم يأت.
•انتهى موضوع الديمقراطية عربيا كأجندة غربية، لفظت مصداقيتها أنفاسها الأخيرة، فهي إما أن تكون عربية أو لا تكون: أميركا تتعامل مع كل عدو لإسرائيل بمن فيهم أعداء الاحتلال الإسرائيلي كأعدائها، حتى لو كانوا منتخبين ديمقراطيا. أما حلفاء إسرائيل فهم حلفاؤها حتىلو كانوا دكتاتوريات.
•حصار السلطة الفلسطينية المنتخبة وعدم منحها فرصة، وتفضيل شروط وإملاءات إسرائيل على انتخابات ديمقراطية وعلى إرادة الشعوب، فضحت قذارة الحديث الأوروبي عن الأخلاق في السياسة، فأوروبا هي الأقل أخلاقا خارج أراضيها.
« العالم » لا يتضامن مع ضحية لأنها ضحية، هذا ما يقوم به بعض النشطاء الأخلاقيين الصادقين.. ولا « شرعية دولية » تُعِينُ مهزوما، أو تهرع لتأخذ بيده على إحقاق حقوقه، أو على تنفيذ القانون الدولي. « العالم » يتضامن مع ضحية تقاوم لأنها على حق وتريد أن تنتصر.. والشرعيةلمن لديه القوة أن يفرضها.
•الأساس هو الصمود على الأرض، الأساس هو قلب حسابات العدوان بحيث يدفع المعتدي ثمنا. هذا ما سيفرض نفسه على القمة العربية، وهذا ما سيفرض نفسه على الهيئات الدولية.
•التضامن المسمى إنسانيا مع الضحية لا يدعو للحقوق بل للإغاثة، ولا معنى للتضامن السياسي المطلوب عربيا، إذا لم يدعم صمود المقاومة. والإغاثة عمل مهم ولكنها ليست هي التضامن.
•خطأ الحديث عن تضامن فلسطيني، أو تضامن الضفة أو الشتات مع غزة.. هذه نفس القضية، ونفس المعركة ويجب أن تخاض. ولا أحد يسدي لأحد معروفا هنا.
•حتى الأعداء يعالجون الجرحى في الحروب، وحتى الأعداء يسمحون بدخول قوافل الأدوية والغذاء.. هذا ليس عملا تضامنيا، ولا هو أضعف الإيمان.
•يجب ألا يتحول التضامن العربي الانفعالي إلى تنفيس عربي، فبعده تستفرد إسرائيل بنفَسها الطويل بالشعب على الأرض. ومن أجل ذلك يجب وضعُ أهدافٍ سياسية له، أهمها أن تخسر إسرائيل المعركة سياسيا، وذلك بإضعاف ومحاصرة التيار الذي يؤيد أي تسوية معها.. وهذا نضال تصعيدي حتى تحقيق الهدف، حتى يحصل تراجع بعد آخر لإسرائيل والقوى المتعاونة معها على الساحة العربية.
•يمكن إفشال العدوان.
ــــــــــــــــ
مفكر عربي
)المصدر:الجزيرة نت ، بتاريخ 28 ديسمبر 2008(
محرقة غزة.. فرصة للمواجهة الكبرى
محمد بن المختار الشنقيطي
تستحق غزة كل الدموع العربية، لكن سيل الدموع لا يجرف البغي ولا يمحو الظلم المكتوب بالخط العريض تحت سمع وبصر العالم، وإنما يمحو الظلمَ ويغير الموازين قليل من الدم القاني الذي يبذله أهله مقبلين غير مدبرين، وشيء من الإقدام والاقتحام الذي لا يخاف أهله السجون والموت.
فالحرية ليست مجانية، وهي لا تتحقق بجمل منمقة في هجاء الباغي ومدح المظلوم، ولا بتجمعات خطابية للتنفيس عن الأحزان وتبرئة الضمير. ولكي تكون لضريبة الدم قيمتها، لا يجوز هدرها في مواجهات عبثية، أو معارك جانبية، أو حروب وضع العدو خريطتها وحدد مسارها.
وهذا المقال دعوة عملية إلى الإمساك بلحظة البغي الحالية لتغيير قواعد اللعبة المؤلمة المستنزِفة التي دخلت فيها القضية الفلسطينية منذ عام 1988، والرفع من مستوى المواجهة مع الصهيونية إلى مستوى التحدي، وذلك من خلال ثلاث خطوات متوازية: توسيع ساحة المواجهة العسكرية مع الصهيونية إلى النطاق العالمي، وانتفاضة شعبية جديدة في الضفة لزلزلة بنية التواطؤ هناك والتخلص منها، واعتصامات شعبية مستمرة في الدول العربية دون توقف إلى حين فك الحصار وقطع العلاقات مع دولة البغي الصهيوني.
إن الخطوة الأولى المهمة والملحة في هذا الظرف العصيب هي توسيع ساحة المواجهة العسكرية مع الصهيونية إلى النطاق العالمي، فمواجهتنا مع الصهيونية مواجهة عالمية مهما تجاهلنا ذلك، وهي حرب مفتوحة مهما تمنينا غير ذلك.. إنها حرب مسرحها الكون كله، ووسائلها السلاح والكلمة والمال والعلم.
فالصهاينة موزعون في العالم كله، مرتبطون بعصبية قبلية متينة الوشائج، يتناصرون عن بعد، ولا يتناهون عن منكر فعلوه.
فالفتى اليافع منهم في معبد يهودي بأستراليا، والوزير منهم في حكومة جورجيا، ورجل المال منهم في بورصة نيويورك، والأمي منهم القادم من صحراء إثيوبيا.. كلهم عصبة واحدة وأمة واحدة من دون الناس.
ولم تقم إسرائيل إلا على أكتاف مال ذوي المال منهم، وأقلام ذوي الأقلام منهم، وجاه ذوي الجاه منهم، وهم درعها الحصين في كل بقاع الأرض، استعبدوا لها الشعب الأميركي الغبي، واستغلوا لصالحها عقدة المسيحية واضطهادها التاريخي لليهود، واشتروا لها ضمائر السياسيين الغربيين الذين لا ضمائر لهم، وضللوا لصالحها الشعوب الأوروبية العمياء، وتحكموا لصالحها في رقاب الحكام العرب الخونة.
فحصر المواجهة مع الصهونية في الداخل الفلسطيني قبول بقواعد اللعبة التي كتبوها بدمائنا، وإقرار لخارطة المعركة كما رسموها.
وقد اغتر القادة الفلسطينيون بذلك فحصروا معركتهم مع الصهيونية داخل فلسطين خوفا من إعلام غربي الاسم، يهودي المِلكية والهوى، يصِمهم بوصمة الإرهاب وهم حملة حق وعدل، وكان الأولى بهم أن يترنموا مع الشاعر العربي القائل:
وعيَّرها الواشون أني أحبها وتلك شَكاة ظاهر عنك عارُها
لقد آن الأوان للفلسطينيين النبلاء ومن آزرهم ونصرهم من العرب والمسلمين عبر العالم، أن يتخلوا عن قواعد اللعبة التي رسمها العدو، وأن ينقلوا معركتهم مع الصهيونية إلى ساحتها الحقيقية، ساحة العالم الفسيح، حيث يمكن الالتفاف والكر والفر، وضرب العدو في مناطقه الرخوة، ونقل الألم إلى الذين يذبحوننا وهم مرتخون في مقاعدهم الوثيرة بعواصم العالم.
فليس من الحكمة التركيز على ضرب إسرائيل التي هي مركز الثقل في الشبكة الصهيونية، وهي قاعدة عسكرية مدججة بالسلاح الأميركي.
بل الأوْلى ضرب المنظمات الصهوينية العالمية في عقر دارها أينما كانت، لتتبين الشعوب التي تستضيف أولئك المعتدين أن لاستضافتهم ثمنا، وليدرك يهود العالم أن اشتراكهم في ذبحنا لن يمر بصمت، فإما أن يكفوا تغذيتهم للسرطان الذي زرعوه في قلب أمتنا، وإما أن يدفعوا ثمنذلك من دمائهم وأموالهم.
على أن نقل المعركة من داخل فلسطين إلى ساحة العالم الفسيح، لا تعني بحال استهداف الشعوب الغربية أو اليهود غير الصهاينة، فصراع الجبهات العريضة أمر يحتاج إلى حسابات دقيقة. وفتح جبهة مفتوحة مع الشعوب الغربية يمنح الصهاينة درعا واقيا يحتمون به، فيخوضون حربهم ضدنا بأذرع الآخرين ودمائهم ومالهم.
وإنما المطلوب خوض المعركة مع الصهاينة حصرا، فمنظماتهم معروفة، ومصالحهم معلومة، وقادتهم مجاهرون بالبغي والعدوان. وليس من الحكمة جر الآخرين إلى المعركة مهما تواطؤوا معهم أو ساندوهم.
وما أحرى الذين رفعوا راية الجهاد وفتحوا جبهات في كل أرجاء الدنيا من غير ضابط أو خطة، أن يهبوا اليوم للانضمام إلى معركة القدس والأقصى، فيضربوا الصهاينة أينما ثقفوهم في أي بقعة من بقاع الأرض، ويتجنبوا الصراعات مع غير الصهاينة أو تأجيلها على الأقل.
أما الخطوة الثانية فهي انتفاضة جديدة في الضفة الغربية تزلزل كيان التواطؤ والخيانة الذي يقوده محمود عباس وزمرته هناك، فليس من الممكن أن يحقق الشعب الفلسطيني الحد الأدنى من كرامته، وزمام أمره في أيدي حفنة من المرتزقة الذين يتاجرون بآلامه وجراحه.
ولا بد أن يسهم أهل الضفة في تحرير وطنهم بوثبة قوية شبيهة بوثبة أهل غزة منذ سنتين من أجل التحرر ممن يكبلهم لصالح العدو، فأولى خطى التحرير هي التحرر من النخر الداخلي عبر التخلص من المتواطئين، ووضع أمانة التحرير في الأيدي المؤتمنَة.
أما الخطوة الثالثة فهي واجب الشعوب العربية، وبدونها لا معنى للندب والدموع. هذه الخطوة هي الخروج في اعتصامات دائمة من غير توقف، وإغلاق المدارس والمؤسسات والمنشآت الحكومية في كافة الدول العربية –خصوصا في مصر التي بيدها فك الحصار- حتى يتم رفع الحصار عن غزة، وقطع العلاقات مع دولة البغي.
إن المسيرات العابرة مجرد فورة تنفس عن الغيظ المكتوم لكنها لا تحقق شيئا، والمطلوب اليوم أن يعتصم المتظاهرون في أماكن عامة ليلا ونهارا حتى يرتفع الحصار الظالم، ويتم قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة البغي الصهيوني.
فإن فرقت قوى القمع المتظاهرين عادوا في اليوم الموالي. وأقل الممكن إضراب صامت عن العمل بحيث يبقى موظفو القطاع العام في بيوتهم، فليس في وسع القوى القمعية أن تسير دوريات في كل بيت بالقاهرة أو عمان أو غيرها.
لقد اعتصم اللبنانيون شهورا في الشوارع من أجل تغيير سياسي، أفلا يستحق الشهداء والأيتام والأرامل في غزة من الشعوب العربية اعتصاما في الشوارع لبضعة أيام؟
إن تبني هذه الخطوات العملية بالتوازي سيغير قواعد اللعبة، وينقل المعركة إلى حيث ينبغي أن تكون. أما القبول بإدارة الصراع من داخل الطوق الذي ضربه العدو فهو عبث واستنزاف للذات.
وإذا كان العدو مطمئنا إلى أنه سيستمر في مذبحته دون رادع، فإن الشعوب العربية الأبية حَرية أن تقلب السحر على الساحر بضربات وتحركات ومناورات لم تكن في حسبان العدو والمتواطئين معه.
إن ذرف الدموع على شهداء غزة وإصدار بيانات الإدانة والشجب والتنديد شأن الحكام العجزة الذين يريدون التغطية على سَوآتهم. أما أبناء الأمة النبلاء فشأنهم غير ذلك، وما هم بحاجة إلى الانتظار ولا البكاء. فلا تضيعوا الفرصة أيها النبلاء، فهذا وقت صياغة المصير وصناعةالتاريخ والمواجهة الكبرى الحاسمة.
كاتب موريتاني
)المصدر:الجزيرة نت ، بتاريخ 28 ديسمبر 2008(
محرقة غزة الثانية.. بمباركة عربية!
محمد جمال عرفة (*) ليس لأحد أن ينكر، حتى لو صدرت عشرات بيانات النفي من عواصم عربية مختلفة، أن المحرقة الثانية التي تقوم بها قوات الاحتلال الصهيوني وتشعل بها سماء غزة، والتي جاءت بعد المحرقة الأولى في 28 فبراير الماضي 2008 والتي قتل فيها 132 فلسطينيا من بينهم 26 طفلا ووصفها نائب وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك حاييم رامون آنذاك بـ »المحرقة »، تأتي هذه المرة بمباركة عربية مباشرة أو غير مباشرة لأن الجميع بات يتحدث عن أوان انتهاء حكم حماس لغزة ، بعدما كانت المحرقة الأولي بصمت عربي مخزي ومهين. ولا يمكن أن يكون استهداف المقرات الأمنية للشرطة الفلسطينية في غزة وغالبتها من حماس، ومقار الحكومة وميناء غزة أمرا اعتباطيا في ظل الحديث الإسرائيلي والعربي عن ضرورة إنهاء سيطرة حماس علي غزة، وما يتردد عن إيكال الحكومات العربية المعادية لحماس هذه المهمة، بضوء أخضر، للصهاينة، ولا يمكن أن يكون بدء المحرقة (التي فاق ضحاياها في ساعاتها الأولي ضعف ضحايا المحرقة الثانية) بعد 24 ساعة من تبشير وزيرة الخارجية الصهيونية ليفني بها من قلب القاهرة مجرد مصادفة. ليست صدفة أيضا أن يصف الرئيس الفلسطيني عباس المقاومة ومحاولات الأجانب كسر الحصار عبر انتفاضة سفن بأنها « محاولات عبثية »، وتبشير وزراء رام الله بقرب نهاية سيطرة حماس علي غزة، ثم تقصف طائرات أف-16 ميناء غزة وتدمره لتمنع انتفاضة السفن لكسر حصار غزة. ولا يمكن أن تنشر تصريحات في صحيفة « القدس العربي منسوبة لمسئولين مصريين كبار نقلا عن « مصادر فلسطينية »، وكذلك عن مصادر إسرائيلية، تتحدث عن « تأديب » قادة حماس في غزة ودمشق لأنهم رفضوا الوساطة المصرية وحضور مؤتمر الحوار الوطني الأخير، دون أن يثير هذا تساؤلات حول مدي صحة هذه التصريحات حتى لو كانت ملفقة، خصوصا أنه لم يصدر نفي مصري رسمي أو فلسطيني أو إسرائيلي أو عربي لها. محرقة برعاية عربية قبل أيام من هذه المجزرة، قالت صحيفتي « معاريف »، و »يديعوت أحرونوت » الإسرائيليتين، أن إسرائيل بدأت حملة دبلوماسية وإعلامية شرسة للحصول على ضوء أخضر عربي لاستئناف سياسة الاغتيالات ضد قادة وكوادر حركة المقاومة الإسلامية « حماس »، خاصة بعد استبعاد الحركة مد التهدئة بعد يوم 19 ديسمبر الجاري. وقال « أليكيس فيشمان »، المعلق العسكري لصحيفة « يديعوت أحرونوت »: إن « إسرائيل تسعى جاهدة لإقناع العالم العربي، خاصة مصر، بضرورة تفهم مخططاتها العسكرية تجاه حماس »، وأن « إسرائيل أرسلت « عاموس جلعاد »، مدير الدائرة السياسية والأمنية بوزارة الدفاع، إلى مصر للحصول على موافقتها على المخططات العسكرية تجاه قادة وكوادر حماس، والتي انتهى الجيش من إعدادها ». ونقل كل من « فيشمان و »بن كاسبيت »، المعلق السياسي لـ »معاريف »، عن مصادر بوزارة الدفاع الإسرائيلية، قولها: إن « مدير الاستخبارات المصرية العامة، الوزير عمر سليمان، أبلغ جلعاد أن إسرائيل محقة في أي خطوة تتخذها ضد حماس، وأنه كان غاضبا أكثر من أي وقت مضى »، ومع هذا لم يصدر نفي مصري رسمي لهذه المزاعم التي لا يمكن مع ذلك إنكار أن جانبا كبيرا منها ملفق ويهدف إلى الوقيعة بين لقاهرة وحماس وهو ما سبق أن حدث في مرات سابقة، ولكن السؤال هو لماذا لم تنكرها مصر رغم أن الخارجية المصرية أنكرت معلومات أقل أهمية من ذلك؟ « فيشمان » و »كاسبيت » توقعا، نقلا عن مصادر عسكرية إسرائيلية، أن تبدأ إسرائيل حملة عسكرية كبيرة ضد حماس، وقالا إنه « حسب مخطط الجيش من الممكن أن تستأنف إسرائيل في غضون أيام قليلة عمليات التصفية ضد قادة حماس وكوادرها، وقصف المؤسسات المدنية والعسكرية، بجانب السيطرة على مساحات من الأرض في مناطق مختلفة بغزة ». بعدها حضرت ليفني التي تطمح لخلافة رئيس الوزراء الحالي ايهود أولمرت للقاهرة بناء علي دعوة مصرية، وأبلغها الرئيس مبارك ضرورة تخفيف الحصار عن غزة بعدما وصل الأمر لحد منع قوافل إغاثة مصرية تشرف عليها حرم الرئيس مبارك، ولكنها خرجت من اللقاء مع مبارك تهدد وتتوعد من قلب القاهرة، وهي إشارة ذات معني خطير تعني قرب العمل العسكري ضد غزة، حيث أقتصر تعليق وزير الخارجية المصري معها في المؤتمر الصحفي علي مطالبة حماس وإسرائيل بوقف التصعيد معا أولا كي يتسنى لمصر التدخل للتهدئة!. أيضا تعهد أولمرت، في حوار مع قناة العربية، بضرب غزة وحماس بقوة، ووصل الأمر لحد تحريض الفلسطينيين في قطاع غزة على رفض حكامهم من حركة حماس وإسقاط منشورات علي غزة تدعو أهل غزة للخروج علي سيطرة حماس، وتحذر بأن الضربة العسكرية قادمة، ثم اجتمع المجلس الوزاري الصهيوني المصغر وتحدث عن « ضربة محدودة » قادمة بعد 24 ساعة. وكل هذا ولم يصدر ولو بيان رفض أو تنديد عربي رسمي واحد رغم أن الخطة تأكدت رسميا في تل أبيب، بينما الصحف الحكومية في العديد من العواصم العربية تمهد أرضية المعركة بالحديث عن ضرورة إنهاء حكم حماس، وتحمل حماس كل مصائب الحصار وكأن المطلوب من حماس وأهل غزة الصمت علي الحصار الخانق عليهم وتجويعهم. وتثير المحرقة الجديدة إذن تساؤلات : 1- هل آن أوان إسقاط حكومة حماس في غزة بهذه الضربات العسكرية التمهيدية المكثفة التي استهدفت عصب قوة حماس؟ 2- هل قررت الحكومات العربية أن تحسم أمر الوحدة الفلسطينية والمصالحة بين فتح وحماس بقوة الجيش الصهيوني بحيث يتم ضرب حماس في غزة، في نفس الوقت الذي يتم فيه تهيئة الأجواء لعودة سيطرة فتح علي غزة لتبدأ بعدها الوساطة العربية؟. 3- وهل قررت إسرائيل القيام بهذه الضربة الجديدة بعدما حصلت علي الضوء الأخضر عربيا، أم أنها سعت لتوريط العرب ضمنا والإيحاء بهذا عبر إرسال مبعوثيها للعواصم العربية والأجنبية خصوصا القاهرة وإعلان قرب العدوان علي غزة من قلب القاهرة؟ 4- هل استهداف مقرات شرطة حماس والحكومة وميناء غزة وضرب كل هدف أربع مرات متتالية بأربعة صواريخ حربية، استهدف بالفعل إنهاء سيطرة حماس الأمنية علي غزة وتصفية قواتها تهميدا لهذه الخطة الخاصة بإنهاء سيطرة حماس علي غزة والتي لا تعارضها الحكومات العربية علي ما يبدو باعتبار أنها الحل لمشكلة سيطرة حكومة إسلامية علي غزة، وهل أن تدمير ميناء غزة استهدف أيضا منع سفن كسر الحصار من دخوله بعدما أصبحت هناك مخاوف من انتفاضة سفن أجنبية وعربية بل وإيرانية؟ 5- لو فرضنا أن هناك تواطؤ عربي ولو بالصمت، فهل هناك ثمة تفاهم عربي– صهيوني علي الخطوة التالية؟ أم أن إسرائيل ستفرض أمرا واقعا بمفردها في غزة وتصدره لمصر مثلا أو للرئيس عباس؟ وماذا لو عرضت أمر عودة عباس للسيطرة علي غزة؟ هل سيرفض ويترك هذه الفرصة أم سيقبل خصوصا أنه جعل كل اهتمامه، في المرحلة الأخيرة، تحرير غزة من حماس بأكثر من هدف تحرير فلسطين من الصهاينة. هل الاجتياح قادم؟ قبل أن تبدأ محرقة غزة كانت كل التعليقات العسكرية الصهيونية تتحدث عن دراسة مسألة عودة إسرائيل لاحتلال قطاع غزة، وتدرس احتمالاتها المختلفة وتكاد تجمع علي الاقتصار، في هذه المرحلة علي الأقل لحين إجراء الانتخابات الإسرائيلية، علي الضربات الجوية والاجتياحات القصيرة الأمد بغرض تأديب حكومة حماس وتقليل حجم الصواريخ التي تطلق علي الدولة العبرية. وتركزت المناقشات الإسرائيلية أكثر علي قضية من يتولي إدارة غزة في حالة دخلتها إسرائيل لضرب حماس؟، خصوصا وأن تل أبيب تدرك أن بقاءها في غزة مرة أخري مكلف جدا لها ولن يؤدي للتهدئة المنتظرة. وفي هذا الصدد قال « بن دافيد »، المعلق العسكري في القناة الإسرائيلية العاشرة، إن « خشية إسرائيل من عدم وجود طرف تستطيع تسليمه إدارة غزة يجعلها تتراجع عن شن عملية عسكرية كبيرة ربما تؤدي إلى احتلال القطاع »، وأشار إلى أن هناك ثلاث جهات تعتقد إسرائيل أن بوسعها تسلم إدارة قطاع غزة بعد إعادة احتلاله، وهي: مصر، والرئيس الفلسطيني محمود عباس « أبو مازن »، وحلف شمال الأطلنطي « الناتو ». ومن الطبيعي أن إسرائيل تفضل أن تتولى مصر السيطرة على غزة، غير أنها تعلم جيدا أن القاهرة غير معنية بهذا الأمر وترفضه تماما، وكذلك يرفض « أبو مازن » الأمر خشية أن يقال أنه دخل غزة علي ظهر الدبابات الصهيونية، أما الناتو فيضع شروطا تجعل من المستحيل تسليمه غزة، ولذلك فقد اختار المجلس الوزاري الصهيوني المصغر فكرة الضربات الجوية المكثفة القاتلة والقيام بمحرقة أكبر من الأولي كنوع من الردع والتمهيد للاجتياح المقبل ودراسة أعمق لخيارات ما بعد الاجتياح ودراسة عواقبه. وليس سرا أن الإسرائيليين يدركون أن حماس والمقاومة الجهادية باتت أكثر قوة عن ذي قبل، وأنها تمكنت من الحصول علي صواريخ أكثر تقدما تصل إلي عسقلان علي بعد 40 كم من غزة، وعلي سلاح أفضل عقب السيطرة علي مخازن سلاح السلطة الفلسطينية في غزة، ولهذا فإن إسرائيل في حاجة لاختبار قدرات حماس بهذه المحرقة المصغرة لمعرفة حجم قوة حماس، وتحديد مصير الاحتياج علي أساسها، فهي تخشى أن تكون قدرات حماس أكبر وتشكل تهديدا غير متوقع، كما حدث مع حزب الله في حرب صيف 2006. (*) المحلل السياسي بشبكة إسلام أون لاين.نت (المصدر: موقع إسلام أونلاين.نت (القاهرة – الدوحة) بتاريخ 27 ديسمبر 2008)
البرفسور قاسم: مجازر غزة فضحت انظمة عربية مشاركة فيها.. والأمل معقود على المقاومة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام
قال البروفسور عبد الستار قاسم استاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية، إن على القوى والفصائل الفلسطينية التحرك قدر استطاعتها -مع ادراك مدى صعوبة ذلك- بسبب ما جرى في الفترة السابقة في الضفة الغربية من ملاحقة للمقاومة الفلسطينية، ولكن الأمل معقود علىالقوى والفصائل في غزة برد العدوان الاجرامي.
وأضاف في تصريحات خاصة « للمركز الفلسطيني للإعلام » اليوم الأحد (28/12)، أن على الشعوب العربية ان لا تكتفي بالمسيرات والمظاهرات الشعبية، وان كانت مطلوبة للتأييد ورفع معنويات غزة، ولكن المطلوب هو تحرك عملي لوقف مجازر الاحتلال بحق اهل غزة والضغط الفعال على انظمة الحكم لكي تجبر الاحتلال على وقف مجازره.
واضاف ان على منظمي المظاهرات ان يحتكوا مع الاجهزة القمعية للانظمة، وليس مجرد مسيرات ومظاهرات كي تحرجها أكثر فأكثر ولا تكتفي بالمسيرات، وأوضح أن على جميع القوى والفصائل الفلسطينية سواء في الضفة الغربية او غزة او الدول العربية ومختلف دول العالم، ان تتوحد ضد العدوان الذي يستهدف الجميع، وأنه آن الآوان للمقاومة أن تاخذ دورها في لجم مجازر الاحتلال التي لا تتوقف في غزه.
وبين ان قدرة « حماس » على الصمود هي أكبر من الاحتلال وجيشه في حالة دخول جيش الاحتلال للقطاع، لان حرب العصابات ترهق الجيوش، وأن منظر مئات المدنيين يسقطون في غزة يسيء للاحتلال والأنظمة العربية، ويثير العالم ضد الاحتلال وقد يعمل على إسقاط أنظمة عربية مشاركة في الحصار والحرب على غزة.
وقارن بين ما يجري في غزة وما جرى لحزب الله ان الهدف واحد، وهو انهاء المقاومة بكافة اشكالها، وبين ان نتيجة الحرب لن تكون الا الخسران للاحتلال ومن تعاون معه كما حدث مع حزب الله.
وأشار إلى أن التفاؤل هو الموجود بهزيمة الاحتلال، لان صمود « حماس » وإصرارها على حقوقها ومعها شعبها في غزة وكافة القوى الفلسطينية، وهذا يعتمد على قدرة وصمود ومفاجئات « حماس » لقوات الاحتلال في حالة اجتاحت القطاع الصابر والصامد.
وعقب المفكر الفلسطيني على أقوال وزير الحرب الصهيوني على قناة الجزيرة، بأن اهل غزة فرحين بالقصف والمجازر، وأن « حماس » ليست شرعية وان الشرعية لعباس، ٌقال: « إن هذا الكلام هو دفاع عن مواقف السلطة وهو يشير الى شراكة الانظمة مع الاحتلال في حصار وقتال غزة »، وبينأن منظر قتل المدنيين في غزة هو ما يحرج الاحتلال والانظمة والسلطة، وان استمرارها يعني سقوط القناع عن الانظمة.
)المصدر:المركز الفلسطيني للإعلام ، بتاريخ 28 ديسمبر 2008(
القاهرة ورام الله تخوضان « المعركة السياسية » ضد غزة بجبهة موحّدة (تقرير(
القاهرة – المركز الفلسطيني للإعلام
هو أكثر من حضور ثنائي على منصّة واحدة. فاستثنائية التوقيت، وخصوصية الملابسات، وطبيعة الظرف، ترسم في مجملها مشهداً يحمل تأويلات سياسية لا تخطئها العين.
فما كان لافتاً للانتباه في المؤتمر الصحفي الذي جمع رئيس السلطة محمود عباس، ووزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، جملة من العناصر ذات الدلالة العميقة على صعيد الشكل وعلى مستوى المضمون.
فمن الناحية الشكلية؛ بدت « لغة الجسد » التي صاحبت الإدلاء بالمواقف وكيفية الردّ على أسئلة الصحفيين فائقة الدلالة. كان الوزير أبو الغيط يسارع إلى « خطف الميكروفون » من الرئيس عباس، ليجيب على الأسئلة، حتى أنه استأثر ببعض ما تم توجيهه لعباس ذاته. أما رئيس السلطة،الذي يقود جناح السلطة في رام الله، فكان يسارع إلى هزّ رأسه توافقاً مع كافة تصريحات الوزير المصري.
لم يكن المؤتمر الصحفي سوى للتعبير عن رسالة ضمنية موحّدة من جانب القاهرة ورام الله، وممارسة ضغوط على الجانب الفلسطيني في غزة في الأساس، في ما يمثل « معركة سياسية » مشتركة على التوازي مع المعركة الميدانية القائمة على أرض القطاع؛ بقصفها ودمارها ودمائها الساخنة.
الرسالة الجوهرية التي خرجت بها القاهرة ورام الله، اليوم الأحد، تتمثل في جملة من العناصر. العنصر الأول؛ أنّ « حماس » مسؤولة عن الحرب الجارية، لأنها لم تقم بتجديد التهدئة. والعنصر الثاني؛ أنّ القاهرة ورام الله، وربما أطراف عربية أخرى، كانت مطلعة بشكل جيد على المخططات الصهيونية و »خطورتها »، بمعنى إدراك أنّ الحرب الصهيونية سيتم شنّها على غزة.
أما العنصر الثالث؛ فيتمثل في السعي الواضح لإبطاء التحرّك العربي آليةً ومضموناً. فمن الناحية الآلية؛ لم تطالب القاهرة ورام الله بعقد مؤتمر قمة عربي عاجلة، بل اكتفت بالتعويل على الاجتماع الوزاري، المقرّر أن يلتئم يوم الأربعاء، أي في اليوم الخامس للعدوان، ماقد يوافق على سبيل الاحتمال الخواتيم المتوقعة للحملة الحربية الصهيونية. ثم إنّ المضمون المطلوب للتحرك العربي، كما تراه القاهرة ورام الله، يتمثل في « التحرك من أجل وقف التصعيد ». أي أنّ اجتماع الوزراء العرب عليه بحث كيفية التحرّك، بينما يكون العدوان قد رسم مشهداً جديداً لقطاع غزة، قوامه الأنقاض والأشلاء. وفي هذا الصدد؛ بدا واضحاً أنّ عباس وأبو الغيط، لم يدليا بأي صيغة تعبِّر عن المطالبة بوقف الغارات الصهيونية فوراً وبدون شرط، حتى بدون تلويح بخطوات عقابية إزاء الجانب الصهيوني، كوقف المفاوضات أو سحب السفير المصريأو تجميد المبادرة العربية للسلام. بل تم الاكتفاء بالحديث عن العزم على القيام بالتحرك المُشار إليه من أجل وقف التصعيد، دون تحديد عناوين واضحة للعدوان تكافئ ضراوته.
ثم جاء العنصر الرابع في « المعركة السياسية » المشتركة، بتحديد مخرجات الحملة الحربية الجارية بمطلب محدّد، وهو: التوصل لوقف إطلاق النار وتجديد التهدئة، وهو الثمرة السياسية للموقف الميداني الجاري، فبعد الحروب تأتي الإملاءات. ويعني ذلك، أنّ افتراض تحقيق إجراء كهذا (وقف إطلاق النار)، في غضون أسبوع من اندلاع العدوان؛ سيكون من الناحية العملية خطوة تلجم المقاومة الفلسطينية وأذرعها العسكرية عن الردّ، وإلى الأبد حسب المرغوب، طالما أنّ المقاومة تحتاج إلى مدى زمني أوسع لردّ الصاع بمثله أو حتى بأقل منه بمراحل، بالمقارنة مع الجانب الإسرائيلي الذي اعتمد خيار المباغتة بـ »الصدمة والترويع ». لذا؛ فإنّ المضمون العملياتي للمطالبة بوقف إطلاق النار، بعد استنفاذ الحرب الصهيونية جولاتها المركزية؛ إنما يعني في المدلول العملي إلقاء للكرة في الملعب الفلسطيني بالقطاع، وهي كرة النار الملتهبة التي على غزة أن تبتلعها وتسكن بلا ردّ.
مشهد عباس وأبو الغيط كان مسبوقاً بما يشبهه قبل ثلاثة أيام تحديداً. فالمؤتمر الصحفي الذي التأم في القاهرة ذاتها، جاء استباقياً لحرب جرى التخطيط لها منذ ستة شهور وإعلام أطراف عربية بها على ما يبدو، وهو ما أكده عباس وأبو الغيط اليوم الأحد. فقد وقفت وزيرة الخارجية الصهيونية تسيبي ليفني، إلى جانب نظيرها المصري أبو الغيط، الخميس الأخير، مهددة بسحق قطاع غزة، لتتحقق في ساعات معدودة « النبوءة » وعلى نحو منسّق تماماً، حسب ما تشي به ردود الفعل والمعركة السياسية الجارية بالتوازي مع القصف المتواصل بلا هوادة.
)المصدر:المركز الفلسطيني للإعلام ، بتاريخ 28 ديسمبر 2008(
كلمة حرة
محرقة غزة : خيرها في شرّها
أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين
حــرية و إنـصاف
33نهج المختار عطية 1001 تونس
الهاتف / الفاكس : 71.340.860
البريد الإلكترونيliberte.equite@gmail.com :
تونس في 01 محرم 1430 الموافق ل 28 ديسمبر 2008
يوميات المقاومة
تضامنا مع غزة أرض العزة
تونس:
انتظم صباح اليوم الأحد 28/12/2008 بساحة محمد علي بتونس العاصمة اجتماع تضامني مع أبناء الشعب الفلسطيني في غزة بسبب ما يتعرضون له من تقتيل و إبادة على يد جيش الاحتلال الصهيوني ، و قد شارك في هذا الاجتماع مئات المواطنين أغلبهم من النقابيين و عدد من المناضلين السياسيين و الناشطين الحقوقيين، و في المقابل حاصرت أعداد غفيرة من قوات البوليس باللباس المدني و الرسمي المداخل و الأنهج المؤدية إلى ساحة محمد علي بالعاصمة كما تم منع منظمي الاجتماع حينما أرادوا المسير إلى شارع الحبيب بورقيبة و ذلك بدفعهم و إرجاعهم إلى مكان الاجتماع أمام مقر الاتحاد العام التونسي للشغل.
و قد افتتح الاجتماع بتلاوة سورة الفاتحة على أرواح الشهداء الأبرار و تداول على الخطابة ثلة من المناضلين كما تلي بيان المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل إثر اجتماع استثنائي له مساء السبت طالب فيه المجتمع الدولي للضغط من أجل وقف العدوان و أعلن فيه عن انطلاق فعاليات التضامن مع الشعب الشعب الفلسطيني الأعزل لجمع الأدوية و التبرعات و التحضير لإرسال سفينة إلى غزة للمساهمة في كسر الحصار و اتخاذ قرار بتنظيم مسيرة وطنية احتجاجية بداية الأسبوع، و قد رفعت عديد الشعارات من أهمها:
–غزة غزة أرض العزة
–مقاومة مقاومة لا صلح لا مساومة
–بالروح بالدم نفديك يا فلسطين
–شعب عربي واحد
–عملاء الامبريالية هزوا ايديكم على القضية
–لا إله إلا الله و الشهيد حبيب الله
و تجدر الإشارة إلى أن الحزب الديمقراطي التقدمي عقد اجتماعا بمقره المركزي بتونس العاصمة على الساعة الثالثة من مساء يوم السبت 27/12/2008 تضامنا مع إخواننا في غزة دعا فيه إلى تنظيم مسيرة يوم الثلاثاء 30/12/2008.
بنزرت:
و في بنزرت تجمع اليوم الأحد 28/12/2008 عدد من المناضلين السياسيين و الناشطين الحوقيين و عدد من النقابيين في المقر الجهوي للحزب الديمقراطي التقدمي ثم توجهوا في مسيرة إلى مقر الاتحاد الجهوي للشغل ببنزرت للتنديد بالعدوان الغاشم على الشعب الفلسطيني في غزة و قد قامت قوات البوليس التي حضرت بكثافة بمنع المشاركين في هذا التجمع من التوجه إلى شارع الحبيب بورقيبة و دفعهم بالقوة و محاصرتهم أمام مقر الاتحاد الجهوي للشغل ببنزرت و رفعوا عديد الشعارات منها:
–غزة غزة رمز العزة
–يا شهيد لا تهتم الحرية تفدى بالدم
–مقاومة مقاومة لا صلح لا مساومة
صفاقس:
أما في صفاقس فقد احتشدت الجماهير منذ صباح اليوم الأحد 28/12/2008 أمام مقر الاتحاد الجهوي و شاركت في مسيرة حاشدة رافعة شعارات تدعم صمود غزة و تطالب بكسر الحصار و فتح المعابر و خاصة معبر رفح و تؤكد على وحدة القضية منددة بالمجزرة و مهللة بنصر للمقاومة قريب ومن الشعارات :
–جهاد جهاد نصر و استشهاد
–يا صهيوني صبرك صبرك في غزة نحفر قبرك
–من تونس ألفين تحية لجنود غزة الأبية
–غزة غزة رمز العزة
و ألقى المناضل مصطفى بكري كلمة مبشرا فيها بقرب النصر و مذكرا خاصة بانتصار المقاومة في حرب تموز 2006 و بالانتصار القريب للمقاومة العراقية و مؤكدا أن حذاء منتظر هو الذي ستدوس به الأمة على أعدائها.
و قد تصدت قوات البوليس السياسي للمسيرة الشعبية مما اضطر المشاركين فيها إلى عقد الاجتماع العام أمام المقر الجهوي للاتحاد العام التونسي للشغل بصفاقس.
قابس:
انتظم اجتماع عام بمقر الاتحاد الجهوي للشغل بقابس مساء يوم السبت 27/12/2008 للتنديد بالقصف الهمجي الذي يستهدف مدينة غزة و ألقى بالمناسبة المناضل مصطفى بكري محاضرة تخللها رفع شعارات تعبر عن التضامن مع الشعب الفلسطيني،و تمت محاصرة المقر بأعداد كبيرة من البوليس السياسي الشيء الذي منع المشاركين في الاجتماع من النزول إلى الشارع في مسيرة احتجاجية.
و حرية و إنصاف
تدعو كل الأحزاب و المنظمات الحقوقية و النقابات و النخب التونسية و كل أبناء الشعب التونسي أن تتحمل مسؤولياتها التاريخية و تعبر عن تضامنها بكل الأشكال السلمية و الدعم المادي و المعنوي و التبرع بالدم و المال و التظاهر السلمي و الضغط من أجل إيقاف هذا العدوان الوحشي ضد الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة الذي يتعرض لإبادة جماعية وحشية و سياسة تجويع ممنهجة من قبل عصابات الكيان الصهيوني.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة
الرئيس
الأستاذ محمد النوري
حزبالإتحاد الديمقراطي الوحدوي 80 شارع الهادي شاكر، تونس الهاتف: 71841840-71842045 الفاكس: 71842559بسم الله الرحمن الرحيم Parti De l’Union Démocratique Unioniste 80 Avenue Hédi Chaker –Tunis Tel : 71841840-71842045 Fax :71842559 التاريخ:28/12/2008 E-mail: udu_udu1@yahoo.fr بلاغ صحفي
يحتضن المقر المركزي للاتحاد الديمقراطي الوحدوي (80 شارع الهادي شاكر – تونس) يوم الثلاثاء 30/12/2008 على الساعة الثالثة بعد الزوال تجمعا عاما لنصرة شعبنا العربي في غزة على إثر الجريمة الصهيونية التي ترتكب ضده. ويندرج هذا التجمع في إطار أسبوع « الانتصار لقضايا الحق العربي » الذي ينظمه الاتحاد الديمقراطي الوحدوي من 01/01/2009 إلى 08/01/2009. ويتضمن هذا الأسبوع إقامة ندوات وتظاهرات في كافة المقرات الجهوية للحزب. أحمد الاينوبلي الأمين العام
الاتحاد الديمقراطي الوحدوي حركة الديمقراطيين الاشتراكيين تونس في: 28/12/2008
بـــــــــيـــــــــــان
أمام العدوان الصهيوني المتواصل وجرائم الإبادة المرتكبة في حق شعبنا الفلسطيني في غزة وسقوط المئات من الشهداء والجرحى. انعقد في المقر المركزي لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين اليوم الأحد 28 ديسمبر 2008 اجتماع عام مشترك بين قيادات ومناضلي حركة الديمقراطيين الاشتراكيين والاتحاد الديمقراطي الوحدوي للتنديد بالجرائم الوحشية والإبادة الجماعية في حق الشعب العربي الفلسطيني في غزة وأعلنوا ما يلي: 1 – إدانتهم لجرائم الحرب المرتكبة في غزة والتي يمارسها العدو الصهيوني بمباركة دولية وعلى رأسها الإدارة الأمريكية. 2 – يعلنون تعبئة مناضلي الحزبين في كل مواقعهم للتعبير عن مناصرة أهلنا في غزة والتنديد بالعدوان. 3 – يعلنون الشروع في عمل مشترك مع المكونات السياسية والمدنية في البلاد للقيام بمبادرات تعبر عن الموقف المبدئي لشعبنا في تونس ووقوفه مع أهله في فلسطين ضد العدوان. 4 – يدعون كل القوى الوطنية إلى مناصرة الشعب الفلسطيني وتعزيز صموده ومقاومته الباسلة في مواجهة الحصار والعدوان الصهيوني المتواصل. 5 – يوجهون إلى الرأي العام الأوروبي والعالمي المناصر لقضايا الحق والعدل إلى العمل على وقف العدوان الصهيوني الإجرامي على غزة. 6 – يدينون الصمت العربي الرسمي الذي وصل إلى حد المشاركة في العدوان كما هو الحال في المشاركة في الحصار. 7 – يدعون السلطات المصرية إلى كسر الحصار وفتح معبر رفح أمام أهالي غزة المقاومة. – المجد والخلود لشهداء فلسطين والأمة العربية – النصر للمقاومة والهزيمة للعدوان. حركة الديمقراطيين الاشتراكيين الاتحاد الديمقراطي الوحدوي الأمين العام الأمين العام إسماعيل بولحية أحمد الاينوبلي
الحزب الديمقراطي التقدمي المكتب السياسي 10 نهج إيف نوهال تونس
بيان حول العدوان على غزة
على إثر العدوان الوحشي الصهيوني على قطاع غزة صباح اليوم الذي جاء تنفيذا للتهديدات التي أطلقها قادة الكيان الصهيوني في الأيام الأخيرة بمباركة من الحكومات العربية وآخرها تهديدات وزيرة الخارجية تسيبي ليفني من القاهرة. ينحني أعضاء الحزب الديمقراطي التقدمي إجلالا لأرواح الشهداء الأبرار الذين سقطوا نتيجة الغارات الهمجية ويعبر عن مؤازرته المعنوية الكاملة للجرحى ، ودعمه لحق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال بكافة الوسائل يؤكد أن هذه المجزرة الجديدة استمرار لتاريخ أسود من الحروب والمذابح التي استهدفت الشعب الفلسطيني وبلدان المواجهة والتي لم تنجح في كسر إرادة الشعب الفلسطيني في استعادة أرضه وتحرير وطنه يطالب الحزب الحكومات العربية وفي مقدمتها الحكومة التونسية باتخاذ كل الإجراءات اللازمة لمؤازرة الشعب الفلسطيني في هذه المحنة الجديدة سياسيا وماديا وديبلوماسيا ووقف كافة أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني يدعو السلطة الفلسطينية للوقوف إلى جانب شعبها والكف عن الاتصالات والمفاوضات مع الحكومة الاسرائيلية والدفاع عن حق الفلسطينيين الشرعي في مقاومة الاحتلال يهيب الحزب بالقوى الوطنية في تونس اتخاذ المبادرات المختلفة للتعبير عن الاستنكار للمجازر الصهيونية ودعم الشعب الفلسطيني الأعزل بكل الوسائل في مواجهة هذا العدوان الغاشم ، ويطالب الحكومة بإفساح المجال أمام أشكال التعبير الشعبي عن مؤازرة الأشقاء الفلسطينيين في هذا الظرف العصيب ويدعو إلى تنظيم مسيرة شعبية يوم الثلاثاء 30 ديسمبر 2008 على الساعة الواحدة بعد الزوال بالعاصمة تونس في 27 ديسمبر 2008
الأمينة العامة مية الجريبي
التكتل الديموقراطي من أجل العمل و الحريات
بيــــــــــان
شنت القوات الإسرائيلية يوم السبت 27 ديسمبر 2008 غارات جوية آثمة على قطاع غزة أودت بحياة أكثر من مائتي شهيد من المواطنين الفلسطينيين الأبرياء. و قد جاء هذا الاعتداء في إطار مخطط عسكري و سياسي يسعى من ناحية إلى القضاء على الخصم الفلسطيني العنيد الذي لم يرضخ للحصار و التجويع، و يهدف من ناحية أخرى إلى تلميع صورة الفريق الحاكم في إسرائيل و إعطائه دفعا حاسما ضد خصومه في الانتخابات المصيرية المقبلة. إن التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات إذ يقف بخشوع أمام الضحايا الأبرياء، يندد بهذا الإجرام الشنيع الذي يؤكد الطبيعة العدوانية للنظام الإسرائيلي و يقضي في الأمد القريب و المتوسط على ما تبقى من آمال لتحقيق سلم عادلة في المنطقة. إن التكتل يعتبر أن انقسام الفلسطينيين و تشتت الصف العربي ساهما إلى حدّ بعيد في تشجيع إسرائيل على الدخول في هذه المغامرة النكراء.وهو يدعو الحكومات العربية إلى وقفة مشرّفة لحقن الدماء الفلسطينية و اتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل وقف العدوان فورا. كما يطالب المنتظم الدولي بتحمل مسؤولياته و ردع المعتدي و التخلي عن الموقف السائد الذي سوّى بين المقاومة من أجل استرجاع الحق المسلوب و الاعتداء من أجل فرض الهيمنة و الاستعمار. و أمام التهديدات العلنية بمواصلة المجزرة من طرف المعتدين فإن التكتل يدعو القوى الديمقراطية أحزابا و جمعيات و نقابات إلى أن تنسق بينها في أقرب وقت ممكن من أجل تجسيم التضامن مع الإخوة في غزة و سائر فلسطين.
الأمين العام مصطفى بن جعفر
بلاغ من حركة التجديد حول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة
شنت الطغمة العسكرية الإسرائيلية مرة أخرى عدوانا همجيا على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وهو عدوان خلف في يومه الأول فقط عددا مهولا من القتلى والجرحى في صفوف الأهالي العزل، علاوة على مزيد الدمار الذي ألحقه بالبنى التحتية المدنية والمساكن والمزارع في مختلف المدن والقرى. إن هذه الغارات تمثل تصعيدا يضيف جريمة حرب نكراء إلى الحصار الجائر الذي تضربه إسرائيل على القطاع منذ أكثر من سنة وإلى العقاب الجماعي البشع الذي تفرضه على شعب بأكمله في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ضاربة عرض الحائط بالقانون الدولي وأبسط المبادئ الإنسانية في ظل عدم اكتراث شامل باستثناء بعض المبادرات المحدودة، وهو تصعيد ما كانت إسرائيل لتقدم عليه بهذا الشكل لولا الصمت الرسمي العربي، والتواطؤ الأمريكي وحتى الأوروبي مع المحتل، وانقسام الصف الفلسطيني. إن حركة التجديد، إذ تشجب بشدة هذه الحرب العدوانية وتجدد وقوفها الحازم إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق في محنته، فإنها تطالب الحكومات العربية والمجتمع الدولي بالإقلاع عن موقف المتفرج والتحرك عبر الدعوة إلى قمة عربية عاجلة وجلسة طارئة لمجلس الأمن بهدف وضع حد للمجزرة وكسر الحصار الظالم وإنهاء الاحتلال ومحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين، كما تدعو القوى الوطنية وكافة الشعب التونسي إلى وقفة جدية في وجه المعتدي وحلفائه وإلى تكثيف وتنويع وسائل التضامن الفعلي مع ضحايا العدوان والاحتلال. ومن جهة أخرى تؤكد حركة التجديد على ضرورة القيام بمساعي ملحة لرأب الصدع في الصف الفلسطيني كخطوة نحو تحقيق الوحدة الوطنية في الكفاح من أجل تحرير الأرض الفلسطينية المحتلة وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. تونس في 27 ديسمبر2008 الأمين الأول لحركة التجديد أحمد إبراهيم
بســم الله الرّحمــان الرّحيــم
والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين
الطلبة المستقلون صفاقس- تونس
بيان
قال تعالى « ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين* إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين امنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين » (آل عمران 139-140(
على إثر الهجمة البربرية التي قام بها الجيش الصهيوني على أهلنا في غزة تحت صمت وتخاذل عربي وإسلامي لم يسبق له مثيل عبر تاريخ الصراع مع هذا الكيان الغاصب وأمام بشاعة هذه المحرقة التي طالت الشعب الأعزل أطفالا وشيوخا نساءا ورجالا والتي زاد من حدتها الحصار الذيلا يزال يرزح تحته القطاع منذ أمد بعيد ساهمت في إحكامه عدة قوى دولية وإقليمية بغية القضاء على الحومة الشرعية التي اختارها الشعب الفلسطيني في انتخابات يشهد الجميع بنزاهتها.
فأننا نتقدم بأحر التعازي و التهاني إلى عوائل الشهداء الأبطال في غزة الصمود و الإباء و إلى قيادة و جمهور حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين و إلى كل الفصائل الفلسطينية المجاهدة ، راجين من الله عز و جل أن ينصرهم و يثبت أقدامهم و يعينهم على من ظلمهم من الصهاينة و من خذلهم من العملاء والموالين العاملين بأجندة صهيوأمريكية.
(1ندين بشدة هذه المجزرة الجديدة البشعة التي يقترفها الكيان الصهيوني في حق شعبنا الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة.
2 (نعبر عن تضامننا مع إخواننا في غزة الذين يتعرضون لحرب إبادة و نحيي صبرهم وصمودهم و نؤكد لهم أن الشعوب العربية و الإسلامية واقفة معهم تسندهم ولن تتخلى عن فلسطين رغم المكائد و المظالم.
3) نطالب بوقف العدوان فورا و العمل على محاكمة مرتكبيه كمجرمي حرب و مجرمين ضد الإنسانية.
(4تتوجه بنداء حار و عاجل إلىكل الطلبة في الجامعة التونسية والجامعات العربية والإسلامية و إلى كل الشعوب العربية و الإسلامية و إلى كل أحرار و شرفاء العالم للتحرك العملي من أجل إيقاف العدوان على الشعب الفلسطيني و رفع الحصار عن غزة.
» نحن قوم لا نستسلم ننتصر أو نموت«
)شيخ المجاهدين عمر المختار (
الحزب الديمقراطي التقدمي
جامعـــة بنــــزرت
بنزرت 28/12/2008
40 نهــــج بلجـــــــــيكا
بــــــــــــــــــلاغ
نظمت جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي اليوم الأحد 28 ديسمبر 2008 يوما مفتوحا للتضامن مع أهالي غزة بمقرها.
و قد توجه النشطاء السياسيون والحقوقيون الذين شاركوا في الاجتماع التضامني من مقر الجامعة إلى مقر الاتحاد الجهوي للشغل رغم محاولة منعهم من قوات الأمن التي طوقت مقر الجامعة بأعداد كبيرة، لكنهم نجحوا في الوصول إلى مقر الاتحاد ونظموا صحبة عدد من النقابيين تجمعاتضامنيا رددوا خلاله شعارات مساندة لأهالي غزة ومنددة بالصمت العربي الرسمي وداعية إلى مواقف وقرارات عربية جريئة لإيقاف العدوان على الفلسطينيين في غزة وفي كافة الأراضي الفلسطينية.
وحاول المشاركون في التجمع التضامني التوجه إلى وسط المدينة في مسيرة سلمية غير أن قوات الأمن باللباس المدني منعتهم بالدفع من مغادرة المكان.
وجاء هذا اليوم التضامني استجابة لنداء الحزب الديمقراطي التقدمي الذي دعا إلى التضامن مع الشعب الفلسطيني بكافة الأشكال السلمية المتاحة للمناضلين السياسيين والحقوقيين والنقابيين.
عن هيأة الجامعة
الكاتبة العامة
سعاد القوسامي
تحركات تعبّر عن غضب الشارع التونسي تجاه العدوان على غزة
السبيل أونلاين – من زهير مخلوف – تونس دعى الإتحاد العام التونسي للشغل بتونس إلى أسبوع تضامنى مع « قطاع غزة » الذى يتعرض إلى عدوان بربري من قبل الإحتلال ، ولمساندة رحلة سفينة كسر الحصار عن غزة التى ستنطلق خلال أيّام ، وقد حظر التظاهرة عدد كبير من النشطاء والمواطنين بمقر الإتحاد بتونس العاصمة ، وحاولوا النزول للشارع للتعبير عن الغضب العارم الذى يجتاح الشارع التونسي ومختلف الساحات العربية والإسلامية حيال العدوان الهمجي الذى يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة ، ولكن قوات من البوليس حاصرتهم وهددتهم بإستخدام القوة ما إستدعى تدخل بعض أعضاء المكتب التنفيذي للإتحاد من أجل الحؤول دون الإحتكاك بين الجموع والبوليس . أمّا في مدينة صفاقس فقد تحوّلت ندوة حول « إحياء ذكرى إعدام صدام حسين » ، دعى لها الإتحاد الجهوي للشغل بالمدينة ، ودُعي لها مصطفى البكري عضو مجلس الشعب المصري ورئيس تحرير صحيفة الاسبوع ، إلى تظاهرة مساندة لغزة التى تتعرض للعدوان . فقد كان مقررا أن يحاضر في الندوة مصطفى بكري داخل المقر الجهوي للإتحاد ، ولكن الحشود التى ناهزت الـ 1000 رفعت شعارات مستنكرة للعدوان على غزة ، مما دعى بكرى إلى إعتلاء شرفة المقر وإلقاء خطبة حماسية في الحشد ، هذا وقد أغلقت قوات من البوليس كل المداخل المؤدية لمقر إتحاد الشغل بصفاقس . وفي مدينة بنرزت تجمعت مختلف أطياف المجتمع المدني في المقر الجهوي « للحزب الديمقراطي التقدمي » ، وحاولت النزول للشارع غير أن البوليس عمد إلى محاصرتهم ومنعهم من الخروج من المقر وحال دونهم والوصول إلى وسط المدينة . )المصدر:السبيل أونلاين ، بتاريخ 28 ديسمبر 2008 (
معز الجماعي قابس : تضامن نقابي مع الشعب الفلسطيني في غزة
إحياءا للذكرى الثانية لإغتيال الرئيس الشهيد صدام حسين و تضامنا مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ، نظم الإتحاد الجهوي للشغل بقابس عشية يوم السبت تظاهرة حضرها عدد غفير من العمال و المواطنون. و إنطلقت التظاهرة بعرض موسيقي لفرقة الكرامة أدت خلاله عدد من الأغاني الوطنية و القومية . و توجت بندوة نشطها رئيس تحرير جريدة الأسبوع المصرية و صاحب قناة الساعة الفضائية الإعلامي القومي « مصطفى بكري » . و قال « بكري » خلال كلمته » أن التضامن القومي ليس بغريب عن الشعب التونسي » و عبر عن أسفه لتزامن الندوة مع المجزرة التي تعرض لها قطاع غزة و أسفرت عن سقوط عشرات الشهداء و الجرحى ، و قال « إن هذه المجزرة لم تكن الأولى و لن تكون الأخيرة خاصة في ظل الصمت الرهيب للحكومات العربية على ما يحدث في القطاع ووصف ذلك بالمشاركة في الجريمة « . و دان « البكري » توطأ الرئيس الفلسطيني أبو مازن و تقديمه لعدة تنازلات للكيان الصهيوني على حساب حقوق شعبه . و أشار إلى أن مجزرة اليوم لم تكن أن تقع لولا المواقف المخجلة و الإنبطاحية للحكام العرب المهتمون فقط بالتشبث بالكراسي و البقاء في الحكم مدى الحياة . و ذكر أن الجهات الرسمية العربية ترفض التعامل مع حكومة حماس لا لشيء سوى أن الأخيرة وصلت للحكم بطريقة ديمقراطية و هو ما لا يروق لزعماء الدول العربية . و ختم بدعوة الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج للإنتفاظة في وجه حكامهم ، و إعتبر ذلك الطريقة السليمة الوحيدة لمساندة الشعب الفلسطيني و بقية الشعوب العربية المحتلة. و ختمت الندوة برفع شعارات مناهضة للإحتلال الصهيوني و الأمريكي و المساندة للمقاومة في فلسطين و العراق و لبنان . و تجدر الإشارة أن عدد مهول من رجال الأمن بالزي المدني إنتشرت أمام مقر الإتحاد تحسبا لأي شكل من أشكال التظاهر في الشارع. معز الجماعي المصدر : موقع الحزب الديمقراطي التقدمي
أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين
حــرية و إنـصاف
33 نهج المختار عطية 1001 تونس
الهاتف / الفاكس : 71.340.860
البريد الإلكترونيliberte.equite@gmail.com :
تونس في 01 محرم 1430 الموافق ل 28 ديسمبر 2008
وتتواصل معاناة متديني بئر بورقبة…..
تتواصل معاناة متديني بئر بورقبة للأسبوع الخامس على التوالي و ذلك إثر حملة البوليس السياسي على الملتحين والمحجبات ببلدة بئر بورقبة فمنذ الصباح الباكر لهذا اليوم الأحد 28/12/2008 وفي السوق الأسبوعية للبلدة عمد عون البوليس السياسي المدعو ياسر صحبة عون آخر بلباس رسمي باعتراض الملتحين والمحجبات وإجبار الجميع على الإمضاء على التزامات بعدم إعفاء اللحي بالنسبة للذكور وبنزع الحجاب بالنسبة للإناث وقد أحصى ممثل حرية وإنصاف تسعة عشرة حالة وقع اعتراضها في مدة لا تزيد عن نصف الساعة مما يدل على شراسة الحملة بل بلغ الحد بالبوليس إلى حجز هويات بعض الباعة الملتحين.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة
الرئيس
الأستاذ محمد النوري
البوليس ببئر بورقبة يطارد النساء المحجبات والرجال الملتحين
السبيل أونلاين – خاص – تونس قام أفراد من البوليس في منطقة بئر بورقبة التابعة لولاية نابل اليوم الأحد 28 – 12 – 2008 بحملة واسعة إستهدفت النساء والفتيات المحجبات وأيضا الشباب والرجال الملتحين . وقد تم إلزام أكثر من 19 إمرأة محجبة ورجل ملتحي بإلتوقيع على إلتزام خطي يلزم النساء بالتخلي عن إرتداء الحجاب ، ويلزم الرجال بحلق اللحي، كما تم مصادرة هويات أكثر من 10 تجار ينتصبون بالسوق الأسبوعية للبلدة بسبب إعفاء لحاهم . من زهير مخلوف – تونس )المصدر:السبيل أونلاين ، بتاريخ 28 ديسمبر 2008(
خاص : pdpinfo الإنتخابات التشريعية الديمقراطي التقدمي يقرر الترشح في جميع الدوائر
عقدت جامعة قابس للحزب الديمقراطي التقدمي إجتماعا داخليا ، إفتتحه كاتب عام الجامعة السيد « عبد الوهاب العمري » و أشرف عليه عضوي المكتب السياسي « منجي اللوز » و « المولدي الفاهم » ، كما حضره عضو مكتب الإعلام الدكتور « رياض البرهومي » إضافة لعدد من منخرطي الجامعة. و جاء الإجتماع ضمن جولة قام بها أعضاء الهيئة التنفيذية شملت جامعات التقدمي في تطاوين و قابس و صفاقس… و ناقش الحاضرون عدد من القضايا الإجتماعية نذكر منها قضية الحوض المنجمي و آخر تطوراتها خاصة بعد الأحكام القاسية التي صدرت قبل أسابيع ضد قادة الحركة . و في نفس الإطار حث « اللوز » مناضلي الجامعة على مواصلة مساندتهم لأهالي الحوض معنويا و ماديا . كما تطرق « اللوز » إلى إستئناف هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات لنشاطها بعد تشكيل هيئة تنسقيه صلبها أسندت لها مهمة الإشراف على تنفيذ قرارات الهيئة و عدد آخر من المهام ، و هو ما سجله المشاركين في الإجتماع بإرتياح . و كان موضوع الإنتخابات الرئاسية و التشريعية من أهم نقاط الإجتماع ، و في نفس السياق أعلن « اللوز » أن الديمقراطي التقدمي قرر الترشح في جميع الدوائر الإنتخابية (26 دائرة) ، و أشار إلى ضرورة إستعداد جامعات الحزب من الآن للإستحقاق الإنتخابي لسنة2009 . و تفاعلا مع ما أعلن عنه « اللوز » تدخل عدد من أعضاء الجامعة و أكدوا على ضرورة تكثيف مثل هذا النوع من الإجتماعات لمواصلة مناقشة الموضوع و الخروج بمواقف مشرفة تليق بقيمة الديمقراطي التقدمي و مكانته في المعارضة التونسية ، كما ذكر كاتب عام فرع المطوية-وذرف الأستاذ « الظاهر المسعدي » أن منخرطي الجامعة سيخضون معركة التشريعية بمعنويات مرتفعة و روح إنتصارية لمنافسة الحزب الحاكم رغم إحتكاره لجميع وسائل الإعلام الرسمية و الفضاءات العمومية في البلاد. و ختم السيد كاتب عام الجامعة الإجتماع بتعهد السهر و الإشراف على تطبيق خطة الحزب و توصيات الهيئة التنفذية.
معز الجماعي مراسلة خاصة
النهضة التونسية تستعد للتحالف مع المؤتمر من أجل الجمهورية
تامر أبو العينين–جنيف
رحبت حركة النهضة التونسية المحظورة بالتعاون والتنسيق مع حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، الذي يترأسه الحقوقي التونسي المعروف المنصف المرزوقي، بعد عرض قدمه المسؤول في الحزب عبد الوهاب معطر أثناء مؤتمر لقوى المعارضة التونسية في سويسرا، يهدف إلى وضع لبنة لتعاون وتنسيق مثمر بين جبهات المعارضة التونسية في الداخل والخارج. وقال رئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي للجزيرة نت إن الحركة مستعدة للعمل والتعاون مع كل « القوى الحية الساعية لتحقيق وفرض الحرية في تونس »، مضيفا أن حركته « لا تمانع في التنسيق مع مختلف القوى الوطنية التي تنبذ العنف، على أن يبقى المعتقد والتوجه السياسي من خيارات كل طرف« . وأكد الغنوشي أن « لكل طرف في تحالف المعارضة أن يتبنى المرجعية التي يشاء »، وأن الهدف المشترك هو « التغيير السياسي في تونس عبر صناديق الاقتراع »، مشيرا إلى أن « وسائل الحركة النضالية وأولوياتها تتغير وتتبدّل حسب ما تقتضيه الضرورة والحاجة الراهنة، ولكن في إطار ثوابت الدين ومصلحة الوطن ومناهج التغيير السلمي وقرار مؤسسات الحركة« . وقد شهد مؤتمر المعارضة التونسية، الذي اختتم أعماله هذا الأسبوع بجنيف تحت شعار « معا من أجل تونس حرة »، توافقا في الآراء حول صعوبة المرحلة المقبلة، وتدارس المشاركون فيه خطوات عمل المعارضة السياسية في الداخل والخارج.
تقييم المعارضة وقد دعا ممثل الجمعية الدولية للدفاع عن المساجين السياسيين في تونس المحامي سمير ديلو الأطراف الحقوقية التونسية في الداخل والخارج إلى « فهم الواقع« متسائلا عن « السبب الحقيقي في كون السلطة في تونس تفعل ما تريد من دون رقيب« . وانتقد ديلو أداء المعارضة التونسية في الداخل، واصفا إياها بأنها ذات طابع احتجاجي « يقوم بتجميع معلومات قد تكون غير دقيقة، في حين أن هناك خللا كبيرا في المؤسسات لا بد من معالجته، وفسادا ماليا داخل المنظمات الحقوقية لا بد من كشفه ومتابعة المتورطين فيه« . أما نقائص المعارضة في الخارج فتتمثل -حسب رأيه- في « عدم استفادتها من اتساع هامش الحرية أو من إنجازات وخبرات المعارضين في المهاجر« ، ملمحا إلى « التقصير الذي تبدّى في عملنا من خلال النقص الكبير في مراكمة إبداع أدبي وفني لمحنة طال أمدها« .
الاستقلال الثاني ومن جهته طالب المنصف المرزوقي في مداخلة تلاها نيابة عنه عماد الدايمي بضرورة « تحقيق الاستقلال الثاني لتونس لتتحرر من الاستبداد، وهو ما يستوجب تكوين جبهة موحدة متصلة بالجماهير« . أما رئيس جمعية الزيتونة السويسرية -المعنية بالشأن التونسي- العربي القاسمي فقد قال إن إعادة محاكمة الرئيس الأسبق لحركة النهضة الدكتور الصادق شورو والأحكام الصادرة مؤخرا ضد قيادات نقابية جنوب غرب البلاد، واستمرار الاعتقالات في صفوف الشباب المتدين في كامل التراب التونسي، « كلها تحركات توحي بأن الحكومة لا تسعى بالفعل إلى المصالحة الوطنية بل إلى التصعيد بطرق مختلفة« . ويتفق عبد الوهاب معطر مع هذا الرأي قائلا « إن إقدام النظام على الإفراج عن المجموعة الأخيرة من سجناء حركة النهضة هو مجرد تحويل من معاناة السجن إلى معاناة أشد، من خلال التضييق عليهم في حياتهم المدنية« ، واصفا إياهم بـ »رهائن النظام« . وبدوره شدد محمد النوري، عن جمعية حرية وإنصاف، على ضرورة الاهتمام بالحراك النضالي في الخارج « بغية إقناع المجتمع الدولي بضرورة مساندة مطلب الحرية في تونس بدل دعمه لنظام دكتاتوري« .
)المصدر:الجزيرة نت( قطر ) بتاريخ 27 ديسمبر 2008(
وطن: تحاور نائب رئيس حركة النهضة التونسية السيد وليد البناني
حاوره من باريس / الطاهر العبيدي غزّة – منتظر الزيدي – إعادة الدكتور صادق شورو إلى السجن- محاكمات قادة الاحتجاج الاجتماعي لما يعرف بالحوض المنجمي – القلق السياسي عند بعض القواعد – واقع المنفيين – ملف العودة – المصالحة – العلاقة مع النظام – ماذا بقي لحركة النهضة التونسية…؟؟؟ هذه بعض عناوين أسئلة طرحناها على الأستاذ وليد البناني- نائب رئيس حركة النهضة التونسية – الذي أجابنا مشكورا برحابة صدر، وتحمّل أسئلتنا المستقاة من المحيط، ومن الخط الدائري للحركة، ومن خلال ما يطرح في الأحاديث الصامتة والناطقة، داخل وخارج الفضاء السياسي التونسي. فكان هذا الحوار.
ما هو تعليقكم على حادثة ضرب بوش بالحذاء من طرف الصحفي العراقي منتظر الزيدي؟ بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين هذا موقف بطولي سيسجله التاريخ، أثلج هذا الحدث صدور مئات الملايين من المسلمين المقهورين تحت نير الاحتلال وظلم الأنظمة العربية المتواطئة، وأكد أن منتظر الزيدي العربي الأعزل، حر في إرادته رغم احتلال بلده، شجاع لا يهاب رئيس أقوى دولة بجيوشه وحرسه، ولا يقرأ حسابا لما سيلحقه من تنكيل وعقاب. هذه الحادثة تعبير واضح جليّ على أن الشرفاء في الأمة العربية لن يقبلوا أبدا احتلال بلدانهم، سواء كان ذلك في العراق أو فلسطين أو أفغانستان، وأن صمت هذه الشعوب العربية هو صمت العاصفة التي ستثور لتقتلع جذور الاحتلال وعملائه، ولن يكون ذلك بعيدا بإذن الله » يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو القوي العزيز« . 2 / غزة تقاسي من بشاعة الحصار الإسرائيلي، وتعاني من الصمت العربي الرسمي الآثم، فماذا قدمت لها الحركات الإسلامية وتحديدا مساهمة حركة النهضة التونسية، للتخفيف من هذا الحصار الظالم؟ تتابع الحركة العدوان الصهيوني على شعبنا الفلسطيني بغزة، وحصاره المتواصل للقطاع والذي شمل إغلاق كل المعابر، وأوقف إمدادات الوقود والغاز والدواء بشكل تام، فأحكم بذلك الحصار الشامل على القطاع، ممّا يعني توقف الحياة و القتل المتعمد لمليون ونصف المليون من شعبنا الفلسطيني المجاهد على مرأى ومسمع من العالم، وبمباركة من الإدارة الأمريكية وعجز عربي رسمي متخاذل، وصمت دولي متواطئ، وقد أدانت الحركة بشدة الجرائم البشعة التي يقترفها الكيان الصهيوني في حق شعبنا الفلسطيني الأعزل من تقتيل وحصار وتجويع. وعبّرت عن تضامنها مع إخواننا في غزة، الذين يتعرّضون لحرب إبادة، وحيّت صبرهم وصمودهم . الشعوب العربية و الإسلامية واقفة مع إخواننا في فلسطين تسندهم ولن تتخلى عن فلسطين رغم المكائد و المظالم، ولكنها لا تستطيع أن تفعل شيئا ملموسا مادام النظام الرسمي العربي يغلق كل المنافذ مع فلسطين، والحركة تدعو كل الفصائل الفلسطينية لتوحيد الصف و تنسيق المواقف و تجاوز الانقسام داخل الساحة الفلسطينية لمواجهة العدوان الصهيوني، وإحباط كل مخططاته الإجرامية. 3 / صدرت أخيرا في تونس يوم 12 كانون الأول 2008 أحكاما بالسجن وصلت إلى عشر سنوات، ضدّ العديد من الموقوفين من الحركة الاحتجاجية ذات الطابع الاجتماعي، لما يعرف بالحوض المنجمي ( التي تضم مدن الرديف، قفصة، وأم العرايس)، تلتها أحكاما أخرى انضافت لعدد من الشباب الذين تظاهروا في الشارع، احتجاجا على هذه الأحكام، فما هو رأي حركة النهضة في هذه القضية؟ من خلال هذه الأحكام القاسية، التي أدانتها الحركة بشدة، تريد السلطة إرهاب كل من يفكر في الاحتجاج على منوال أهالي الحوض المنجمي، فهي لا تحتمل أن تتسع مثل هذه الاحتجاجات الشعبية المشروعة. السلطة تخاف نزول المواطنين إلى الشارع، ولذلك فهي تستنفر كل قواتها القمعية للتصّدي لأي تحرّك مهما كان شعاره أو لافتته. إن التجربة أثبتت أن السلطة تتراجع إذا تكثفت عليها الضغوط حتى وإن اقتضى ذلك مزيدا من التضحيات. ولابدّ أن يشارك في هذه الضغوط القطاع الواسع من فعاليات المجتمع المدني، والأحزاب السياسية، والقطاعات المهنية والطلابية، حينها لا تتفرّد السلطة بطرف واحد فيسهل تصفيته. وقد دعت الحركة منذ سنوات إلى تكثيف وتنسيق الجهود ضمن جبهة وطنية ،لحمل السلطة على تحقيق المطالب الوطنية المشروعة. إذا لابد من مزيد الضغط على السلطة، فإذا أبدت هذه الأخيرة استعدادا لفتح ملفات الإصلاح يكون التفاعل بحسب جدية السلطة، أما انتظار منّة السلطة وتكرّمها تلقائيا فهذا وهم أو أماني لا تزيد إلا في معاناة شعبنا. 4 / ما هي قراءتكم حول الإفراج عن آخر مجموعة من مساجين حركتكم وماذا بقي لحركة النهضة بعد خروج كل المساجين؟ جاء هذا الإفراج خاليا من أي دلالة سياسية أو مبادرة في اتجاه معالجة قضية حركة النهضة، فالظاهر أن السلطة اعتبرت هذا الإفراج مندرجا ضمن ما تسميه بالتسوية الإنسانية الفردية بعد تكاثر ضغوط المنظمات الحقوقية، وبعدما أصبح بقاء قيادات وكوادر النهضة في السجن عبئا ثقيلا على السلطة، خاصّة وهي مقبلة على سنة انتخابية، تريد أن تستغلها لتلميع صورتها التي شوهها قمعها للحريات. رغم ذلك فنحن مبتهجون بخروج ما تبقى من قيادات وكوادر الحركة، ونعتبر هذا الإفراج خطوة ايجابية وإن جاءت متأخرة جدا ومنقوصة، خاصّة إذا ما نظرنا لمعاناة الإخوة المسّرحين المحرومين من أبسط حقوق المواطنة ( تنقل ـ تداوي ـ شغل… ( ولم يدم خلو سجن السلطة من مساجين النهضة سوى 3 أسابيع، فكما تتابعون فقد وقع اعتقال الشيخ صادق شورو الرئيس السابق للحركة يوم 03 ديسمبر 2008، ولم يمض على خروجه 3 أسابيع، لم ينعم فيها بالحرية والأمن، ثم ها هي السلطة تحاكمه من جديد ظلما وعدوانا بسنة سجن نافذة، وهي لعمري رسالة واضحة الدلالة لمن توهّم أن هذه السلطة لا تناصب العداء لهذه الحركة، أو هي مستعدة للسماح لها بالتواجد القانوني الذي يكفله لها الدستور، أو أنها قد تغض الطرف عن رموزها ليعبروا عن آرائهم وأفكارهم خارج الدائرة والمساحة التي حددتها السلطة سلفا لكل معارضيها. إن سجن الدكتور صادق شورو يجب أن يزيل وهم من ظن أن هذه السلطة تقدّر حسن نوايا معارضيها أو أنها تستجيب من تلقاء نفسها للمطالب الشعبية المشروعة. ليس لحركة النهضة مطالب حزبية بحتة، فعندما تطالب الحركة بإطلاق المساجين فهي تطالب بذلك لمساجينها ولبقية المساجين الآخرين، سواء كانوا الشباب الذين سجنوا بموجب » قانون الإرهاب » أو النقابين أو مساجين الحوض المنجمي، وعندما تطالب الحركة بحرية التنظّم أو حرية التعبير أو حرية التنقل وعودة المغتربين فهي تطالب بذلك للجميع، معتبرة هذه المطالب مطالب وطنية، ذلك أن حركة النهضة لا تنظر لقضايا البلاد من زاوية حزبية ضيقة، سواء في علاقتها مع السلطة أو مع بقية الأطراف السياسية الأخرى، فغاية وجودها هو خدمة أبناء شعبها وبلدها، من منطلق فهمها لدينها ولعقيدتها، وهي حركة إسلامية إصلاحية ذات أبعاد تربوية واجتماعية وثقافية وسياسية، لا يتنهي دورها بخروج آخر سجين من سجنائها. فواجب الحركة تجاه شعبها وبلدها لن ينتهـ فهو ممتد مع الزمن أجيال بعد أجيال. إذا ما بقي للحركة بعد خروج كل المساجين ـ إذا تم فعلا ـ هو الجهد الدءوب مع بقية الأطراف الوطنية للمساهمة في تعديل موازين القوى المختلة بين السلطة والشعب، هو العمل المتواصل من أجل مزيد من الحرية في كل الميادين، فمعركة البلاد ـ والحركة جزء منهاـ هي معركة الحرية، ذلك الشعار الذي رفعناه في مطلع التسعينات من القرن الماضي ودفعنا من أجله الشهداء والسجناء والمنفيين، ذلك الشعار لم يتحقق حتى الآن، فإذا توفرت الحرية للجميع ستتمكن الحركة من الإسهام في كل المجالات التربوية والثقافية والاجتماعية والسياسية، وسيكون المستفيد الأول هو شعبنا وبلادنا. 5 / الملاحظ أن إطلاق سراح آخر دفعة من القيادات المسجونة باغتكم، فهل من توضيح في هذا الشأن، وما هو برأيكم الحصاد السياسي للحركة طيلة سنوات المنفى؟ لا يستطيع أحد أن يقرأ مسبقا تصرّف السلطة. فعلا لم نتوقع أن يقع إطلاق سراح كل المساجين، كنا نتوقع أن تنهج السلطة نفس النهج فتبقي مجموعة من المساجين رهائن، فلا أحد يعرف المعايير التي اعتمدتها السلطة في إطلاق كل الدفعات السابقة، خاصّة وأن الجميع حوكموا في نفس القضية وأمام نفس المحكمة. كما أن جميع الملاحظين لم يتوقعوا إعادة رموز الحركة إلى السجن بتهمة سخيفة مثل الاحتفاظ بجمعية غير مرخص فيها. إذا مع هذه السلطة يمكن أن تتوقع الشيء ونقيضه وللأسف، أما الحصاد السياسي للحركة طيلة سنوات المنفى؟ » : فقد امتد قرابة عقدين كاملين، ولم يبدأ بالفعل السياسي بما هو علاقة مع السلطة والأطراف الأخرى، أو بما هو حضور سياسي متعارف عليه على الساحة الوطنية أو الدولية، بل كان قبل كل شيء معركة وجود وبقاء. فكما يعلم الجميع فقد استهدفت الحركة استهدافا استئصاليا ضمن ما سمي « بخطة تجفيف الينابيع »، فضربت مؤسسات وقيادات وأعضاء الحركة، فشملت الإيقافات أكثر من 30 ألف عضو في سنوات التسعينات من القرن الماضي، فتعطلت المؤسسات واعتقلت القيادات والكوادر ومن أفلت من مخالب البوليس السياسي توزع على قرابة 50 دولة شملت القارات الخمس، فتابعتهم السلطة بآلتها الإعلامية الضخمة، وبطاقمها الدبلوماسي الممتد في العالم، يشوّهون صورة الحركة المعتدلة، ويزيفون الملفات الأمنية، ليلصقوا بالحركة تهمة الإرهاب، فأصبحت من مهام السفارات ملاحقة طالبي اللجوء السياسي من أبناء الحركة. فكانت أول مهمة لقيادة الحركة وكل أبنائها هو دحض تهمة الإرهاب عن هذه الحركة، وهي مهمة لم تكن سهلة خاصة في الغرب المتوجس من الحركات الإسلامية. فعوض أن تلصق تهمة الإرهاب بالحركة فقد تكشف الوجه الحقيقي للسلطة المستبدة، التي حاولت جاهدة أن تتاجر بمحاربة الأصولية والإرهاب. وقد ساعد على ذلك التقارير السنوية التي كانت تصدرها المنظمات الحقوقية الدولية والتي تعري فاضحة ممارسات السلطة مع معارضيها الإسلاميين وغيرهم، فكان أول كسب بفضل الله إذا هو تسوية وضعيات أكثر من ألفين من أبناء الحركة الذين طلبوا اللجوء السياسي، ثم بعد ذلك جمع شملهم وربط العلاقة بينهم، ثم بعد ذلك النضال من أجل استجلاب عائلاتهم، والتحرك للتعريف بمظلمة الحركة من أجل إطلاق سراح المساجين، وأثناء ذلك أعيد بناء مؤسسات الحركة الدستورية، فتم عقد ثلاث مؤتمرات في المهجر حفظت وحدة الحركة أعني : – وحدتها التنظيمية والفكرية وهو أكبر كسب نحمد الله عليه بكرة وعشيا » واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون » فالحمد لله على كل ذلك. أما الكسب الأخر فهو – كسب التحصيل العلمي والمعرفي – فقد مّن الله على المئات من إخواننا الطلبة بإتمام دراستهم وتخرجهم إطارات وكفاءات غير متنكرين لحركتهم قلوبهم معلقة ببلادهم، سيخدمون إن شاء الله المشروع الإسلامي وسيفيدون بلدنا تونس الحبيبة. والعديد منهم انتدب في مراكز دراسات وحتى للتدريس في الجامعات الأوربية. وهناك كسب آخر وهو – نجاح عدد من المشاريع التربوية التي يقوم عليها أبناء النهضة والتي تخدم أبناء الجالية في المهجر، علاوة على نجاح معظم أبناء النهضة في حياتهم الاجتماعية. حصائل هذا الكسب هو الاستقرار والأمن والتفرغ لاستئناف مسيرة الحركة، فاتسمت سنوات 92ــ 95 بحملة واسعة دءوبة للتعريف بالحركة لدى المنتظم الدولي، تكللت هذه الحملة بنجاحات باهرة، عززت صورة الحركة كحركة إسلامية معتدلة، وهذا كسب سياسي لا يستهان به. ولابد من التنويه في هذا المقام بتضحية إخواننا في السجون وثباتهم على مبادئ الحركة رغم تنكيل السلطة بهم، مما أدّى إلى استشهاد العديد منهم في السجن، ورغم المكابدة والمعاناة والقهر فلم يسجل عنهم ضعف ولا استسلام ولا مساومة في حق الحركة السياسي، وهذا كسب أعاننا كثيرا في المهجر في تعبئة أبناء الحركة للنضال من أجل إطلاق سراح المساجين. وقد شكل مؤتمر 1995 نقلة نوعية في وعي ومسؤولية الحركة، فقد قامت الحركة بإصدار كتيب عنونته بـ: دروس الماضي وإشكالات الحاضر وتطلعات المستقبل، تضمن استخلاصات تقويمية: – في الثقافة والسياسة - وفي المنهج التغييري - وفي العلاقة مع السلطة – وفي العلاقة بالمعارضة - وفي التفاعل مع الأحداث الإقليمية والدولية.ولكل من يريد الاطلاع على هذا الكتيب أن يتصفح موقع النهضة انفو الالكتروني. إن حصيلة حصاد العشرتين السابقتين لا يقتصر فقط عما حققته الحركة في تسوية العلاقة بالسلطة، فهذه علاقة بين طرفين لا تسوى إلا بالتجاوب الايجابي بين الطرفين، فالطرف الآخر هو الذي رفض التسوية والمصالحة مع كل مكونات المجتمع وليس الحركة فقط . 6/ بعد خروج كل القيادات التاريخية من السجن في تونس، فكيف سيكون الدور المستقبلي للعمل الحركي بالمهجر، الذي استهلكه كثيرا ولعدة سنوات ملف المساجين؟ سيواصل أبناء الحركة في المهجر مساهمتهم في مشروع الحركة الإسلامي الإصلاحي، وبناء أرصدته العلمية والتربوية والدعوية والإعلامية، والاهتمام بالجالية المسلمة الكبيرة، والمساهمة في توطين الإسلام في المجتمعات الغربية. 7 / المواجهات بينكم وبين السلطة هل كانت اختيارا أم اضطرارا، وكيف تقيمون شكل العلاقة مستقبليا بينكم وبينها، وما هي أهم الاستخلاصات ؟ السمة العامة التي اتسمت بها علاقة السلطة بمعارضيها هي المواجهة، حدث ذلك مع اليوسفين واليساريين والنقابيين والطلبة ومع الحركة الإسلامية. لم تختر الحركة منذ الإعلان عن نفسها سنة 1981 مواجهة السلطة ولا سعت إلى ذلك، بل لقد طالبت الحركة تأشيرة العمل القانوني منذ 1981 ثم بعد ذلك سنة 1988 مرتين ومازلت تطالب بتسوية وضعيتها القانونية. ورغم التنازلات الأساسية التي أقدمت عليها الحركة، من امتناع عن أي إحراج أو ضغط تجاه السلطة، وقبول الدخول في الميثاق الوطني بغير صفتها الرسمية ورغم ما تضمنه من بنود إقصائية، وتغيير اسمها استجابة للشروط الغير ديمقراطية التي فرضها النظام في قانون الأحزاب، رغم كل ذلك، لم ترفع المظالم القديمة عن الحركة إلاّ جزئيا، وامتنعت السلطة بوضوح وإصرار عن الاعتراف بحق الحركة الإسلامية في العمل الثقافي والسياسي والاجتماعي القانوني. ولقد ساهم في تبلور القطيعة المعلنة بين الحركة الإسلامية والحكم، مشاركة الحركة في جلّ دوائر الانتخابات التشريعية لسنة 1989 عبر قوائم مستقلة، بسبب حرمانها من حقوقها المدنية والسياسية، وحصولها على نتائج مبهرة فاجأت الحركة نفسها وسائر القوى الأخرى، حيث كشفت عن التعاطف الشعبي الكبير الذي تتمتع به الحركة الإسلامية، ورغبة الشعب الجامحة في التغيير. وما كان للسلطة أن تقبل بهذا المعطى الجديد الذي اعتبرته تهديدا حقيقيا لها، فقرّرت استهداف الحركة فكانت الحملة الأمنية الشرسة سنوات 1990ـ 1992 حيث توجت بالمحاكمة العسكرية لقيادات وكوادر الحركة . أقدر أن العلاقة بين الحركة والسلطة لن تتغير في المدى المنظور، فالسلطة مازالت مصمّمة على حرمان الحركة من حقها في التواجد السياسي. قد تغض السلطة الطرف على رموز الحركة في الداخل ولكن حسب ضوابط تضعها لهم. ومع ذلك ستتعامل الحركة بجدية مع كل مبادرة جادة من السلطة ولو كانت بتدرج. 8 / انخرطتم بقوة في حركة 18 أكتوبر ونلاحظ نوعا من الخيبة، حيث لم تحقق هذه الحركة أيّا من الأهداف المرسومة؟ نذكر بأنّ حركتنا الإسلامية لها ثلاثة أبعاد كبرى : « بعد ثقافي »، هو دفاعها عن الهوية العربية الإسلامية واحتفاؤها بها، وبعد سياسي هو دفاعها عن الحرّيات وحقوق الإنسان والدّيمقراطية، وبعد اجتماعي هو دفاعها عن العدالة الاجتماعية وعن العمّال والفقراء وعن الإنصاف بين الجهات وبين الفئات وبين الأجيال وعن تنمية عادلة. هذه الأركان الثلاثة التي تتبنّاها الحركة وتدافع عنها تجعل حركتنا في لقاء مع الأطراف السياسية أو الاجتماعية التّي تتبناها أو تتبنّى بعضها، وبالتالي توفّر للحركة فرصة وترشّحها للتعاون والتّنسيق مع هذه الدّوائر الثلاث.إنّنا حريصون على التّعاون مع كلّ دائرة من هذه الدوائر. وإذا كان الالتقاء ضدّ القمع قد سبق غيره فقرّب ـ وما زال- بين عدّة أطراف، فإنّ نموّنا ـ وإن كان بطيئا- فتح، وسيفتح، مزيدا من الفرص للالتقاء والتّعاون مع أطراف على أساس الهوية أو على أساس النّضال الاجتماعي، وسنجتهد في التّوفيق عند حالات التّعارض رغم أسبقية وإلحاحية الاعتبار السياسي واتّصاف المرحلة به إلى حدّ ما. ومن أهداف تعاوننا مع أطراف المعارضة، زيادة على إرساء تجارب عمل مشترك وتأسيس تقليد الحوار والاحترام والقدرة على التعايش بين الأطراف ـ وتلك كلّها مكاسب وطنية- من أهداف ذلك التعاون أيضا مزيد إفشال سياسة العزلة التّي حاول النظام وما زال يحاول إتباعها ضدّ الحركة للإيهام بأنّها مرفوضة من الجميع وغير قادرة على التّعايش مع أيّ طرف ومحاولة تبرير ما يتّهمها به من خطورة على تقسيم المجتمع وزرع تصدّعات فيه. وفي تعاوننا مع المعارضة تدريب وخبرة واكتساب لبعض النّصرة السياسية والإعلامية في الدّاخل وحتّى في الخارج. في هذا الإطار يندرج انخراطنا في تجمع 18 أكتوبر للحقوق والحريّات وسعينا إلى التّعاون والتّنسيق مع أطراف أخرى على أساس الهويّة أو العدالة الاجتماعية. إنّنا حريصون على الحفاظ على هيئة 18 أكتوبر والعمل على تطويرها رغم كلّ العراقيل التّي تجعل نجاح الهيئة في البقاء خلال هذه السّنة الانتخابية يكاد يكون إنجازا في حدّ ذاته. كما نحرص على أن تقوم الهيئة هذا العام بتحرّكات في إطار النّضال من أجل شروط انتخابات حرّة ونزيهة ومن أجل القضايا الاجتماعية العادلة، فضلا عن أرضيتها التّحررية (حرية المساجين، حرية الإعلام وحرية التّنظم.( 9 / في الآونة الأخيرة تقدّمت مجموعة من كوادر حركتكم في المهجر بورقة، توزّعت بين النقد والتقييم والإصلاح للأسلوب والمنهج والأداء، فكيف تقبلت قيادة الحركة هذا المقترح؟ إن التناصح قيمة عظيمة من قيم الدين، والنصيحة المخلصة حق وواجب كل غيور على هذه الدعوة في أي موقع كان، والقيادة تضع نفسها في موضع الإنصات والاستفادة من آراء كل أبناء الحركة، ولن يكون منا استعلاء على الحق بأي وجه كان بإذن الله تعالى. وقد كان ذلك سمتا ثابتا في سلوك القيادات المتعاقبة منذ تأسيس الحركة. كما أن حرية الرأي وحق التعبير عنه قيمة أساسية في حركتنا حافظت عليها طيلة مسيرتها بما في ذلك في فترات المحن الكثيرة التي تعرضت لها، وهذه القيمة تنطلق من موقع الحرية الذي تعتبره الحركة أساس التكليف من جهة، ولأنه من خلال التعبير عن تعدد الآراء ووجهات النظر تنموا الحركة ويتطور أداءها وتصوّب مسيرتها من جهة أخرى.كما أن حركتنا تقوم على المؤسسات المنبثقة عن أبنائها في دورات انتخابية منتظمة، وتدير الشورى والحوار على دورات وكلما تطلب الأمر ذلك، فتقيم كسبها. ولحسن إدارة الحوار والشورى اتخذت الحركة لها نظاما داخليا بما يضمن تساوي الجميع أمام قوانينها، وحتى لا يكون الحوار على حساب ما تحدده لنفسها من مهام وواجبات، والقيادة لا تنازع أحدا حقه في التعبير والاختلاف وتقدر حرص الجميع على تحقيق المصلحة العامة والاهتمام بواقع ومستقبل مشروعنا الإسلامي . 10/ بلغنا أن الشيخ راشد الغنوشي صحبة أحد معاونيه تقابل أخيرا مع – الدكتور الهاشمي الحامدي – وقد سلمه رسالة سيوصلها إلى مدير الحزب الحاكم السيد – الغرياني – والذي بدوره سينقلها إلى رئيس الدولة، مفادها أن الشيخ راشد الغنوشي يطلب الاعتذار من الرئيس بن علي عن كل ما فات، ويلحّ عليه في فتح قنوات للمصالحة، وحسب مصادر هذا الخبر، فإن هذه المقابلة وموضوع الرسالة بقي طي الكتمان والسرّية المطلقة، وضمن دائرة ضيقة جدّا؟ رفع مؤتمر 1995 « خيار المصالحة الوطنية الشاملة »وتعهدت القيادة ببحث سبل إنفاذ هذا الخيار، غير أنها اصطدمت دائما بتعنت السلطة وإعراضها، بل والسعي لمزيد تعميق القطيعة بينها وبين بقية مكونات المجتمع، فلم يسلم من قمعها إلا المتواطئ أو المتخاذل، فأحصت على الناس أنفاسهم وكمّمت أفواههم، واستباح البوليس السياسي الأعراض والأموال دون ردع ولا عقاب، ووظفت السلطة كل إمكانات الدولة لمزيد قهر الشعب، فكانت حقا عشرية التسعينات عشرية سنوات الجمر، لم يسلم فيها الإسلامي ولا التقدمي ولا النقابي ولا الطلابي. ورغم تمادي السلطة في استبدادها وإعراضها عن كل دعوة للرشد والتعقل، فقد سعت الحركة خلال السنوات التي تلت مؤتمر 1995 للبحث عن كل فرصة تبلغ من خلالها استعدادها للتعامل ايجابيا مع كل مبادرة جادة من السلطة ولو كان ذلك بتدرج وعلى مراحل، وقد عرض بعض الأشقاء مفاتحة رأس السلطة في ملف الحركة فوجدوا منه رفضا قاطعا للحديث عن الحركة، واستمر هذا الموقف مع كل من حاول الحديث عن موضوع الحركة، وأبلغت السلطة كل من فاتحها في موضوع النهضة بقولها أن » النهضة انتهت ومن يريد من أعضائها الرجوع إلى البلاد فليفعل ذلك فرديا، ويسوّي وضعه القانوني مع المحكمة« . قامت القيادة بجملة مبادرات تجاه السلطة بحثا عن حل سياسي جاد يخرج البلاد من أزمتها، ويحقق إصلاحات سياسية جوهرية تدفع العملية الديمقراطية على أسس ثابتة دون إقصاء ولا تهميش، غير أن السلطة لم تستجب لهذه المبادرات. لم يطلب أي رمز أو أي قيادي فضلا عن الشيخ راشد الغنوشي، منذ سجنا سنة 1981 لا في عهد بورقيبة ولا في عهد بن علي ـ لم يطلب العفو أو الاعتذار لا شخصيا ولا جماعيا. وقد حاولت السلطة في العهدين ابتزاز الحركة، لكن صمود وصبر أعضائها وقيادتها حالا دون ذلك. أما ما ينقله المغرضون أو ضعاف النفوس من أراجيف وأباطيل فلا يستحق الالتفات إليه. 11/ بدت قسمات القلق السياسي تخيّم على بعض قواعدكم، التي تؤاخذكم على غياب المبادرة وضبابية الأفاق، والفشل في الخيارات وتأبيد الصراع؟ هيمنة السلطة على مقاليد كل الأمور وقمعها لكل صوت حر مستقل يريد أن يطرح مبادرة أو مشروع أو برنامج إصلاح تجهض كل مبادرة مهما كان مصدرها، السلطة مازالت معادية للحركة الإسلامية متبرّمة من كلّ طرح يخالف طرحها. فالسلطة تقدّم استقرارها وتتمسك به وبإنفاذ مشاريعها ورؤاها، وتحاصر وتقمع كل ما من شأنه أن يربكها أو يفسد عنها مشروعها. ففي ظل هذه الهيمنة تموت السياسة وتؤد المبادرات ولا يبقى مجال للحديث عن الفشل، ذلك أن الفرصة لم توفر أصلا حتى نحكم لها أو عليها، ومع ذلك على الحركة أن تمارس قدرا أكبر من الضغط لصالح الإصلاح السياسي والاجتماعي. 12/ الولاءات قبل الكفاءات، ذاك هو العنوان الذي يطلقه بعض أنصاركم المعترضون على الأسلوب من وجهة نظرهم، حيث يرون أن حركة النهضة توظف المنتمين على أساس الولاء وليس الكفاءة، بل وتفتح لهم آفاقا في مواقع مهمة في الخليج وفي بعض البلدان العربية بحكم علاقاتها مع بعض المؤسسات، وهي منفتحة على المعارضة أكثر من انفتاحها على قواعدها، ومنهم من يقول أن الحركة أصبحت نادي للمستثمرين، بدل أن تكون حركة تعبير عن طموحات الجماهير؟ هذا الادعاء لا يقوله أبناء الحركة ولا العارفون بما يدور داخلها، بل هو قول أعدائها والمغرضين، وتاريخ الحركة يفند ذلك بل المنصفون من الباحثين يعدون الحركة من أكبر الحركات الإسلامية التي تدار فيها الشورى ويحترم فيها قرار المؤسسات، فالحركة تتسع للآراء كل أبنائها، وآليات إفراز القيادة والمؤسسات مقننة ويلتزم بها الجميع منذ أول مؤتمر تأسيسي سنة 1979 إلى آخر مؤتمر سنة 2007، وللتذكير المجمل والسريع فإن أعلى مؤسسة دستورية في الحركة هي المؤتمر المنتخب أعضاؤه انتخابا مباشرا من كل أبناء الحركة، ثم مؤسسة الشورى أعلى مؤسسة بين مؤتمرين المنتخبة من المؤتمرين بالاقتراع السري المباشر، وكذلك رئيس الحركة منتخب من المؤتمر انتخابا سريا مباشرا على دورات ثلاث. وقد تداول على هذه المؤسسات المئات من كوادر الحركة الذين أفرزوا شوريا وبالانتخاب. حركة النهضة تسعى لإقامة علاقات طيبة مع كل مكونات المجتمع التونسي أحزابا أو جمعيات أو هيئات أو نقابات أو جامعين وغيرهم، اقتناعا منها بحاجة تونس لكل أبنائها وسعيا للعمل المشترك، الذي يقوي المجتمع المدني في وجه تغوّل السلطة، وليس هذا على حساب العناية بأعضائها، كما أن الحركة تسعى لتطوير علاقاتها مع محيطها المغاربي والعربي والإسلامي والدولي، وعلاقاتها مبنية على الاحترام والاستقلالية والتعاون. ولله الحمد فإن صورة الحركة لدى نظيراتها من الحركات الإسلامية وعلى الساحة العربية هي صورة مشرقة، وهي مضرب الأمثال في تنور فكرها وتجدد رؤاها في العديد من القضايا التي تشغل العمل الإسلامي. 13/ بعض رفقاءكم في النضال سواء من هم استقالوا من الحركة وبقوا على علاقة بالمشروع في أوسع تجلياته، أو المجمّدين، أو الذين عادوا بعد سنوات المنفى بطريقة فردية، مستاءون من موقعكم الالكتروني الرسمي ومن بعض المواقع القريبة منكم التي تتيح للبعض التهجم كتابيا على أعراض المخالفين لأدائكم ويعتبرون ذلك بإيعاز من القيادة والموافقة ضمنيا على هذا » النهح » بل ويذهبون للقول أن من يعارض توجهات النهضة من الداخل تكون له بالمرصاد مجموعة من الموالين الذين يرموه بالخيانة والعمالة والضعف وشتى النعوت التي من شأنها أن تزرع العداوة والفتنة والأحقاد؟ كلام ملقى على عواهنه من جهات دأبت على مهاجمة الحركة، ولا أرى الانسياق وراء ترهاتهم. 14/ العودة إلى البلاد بعد سنوات المنفى، ملف مطروح بقوة في المدة الأخيرة، فلماذا تأخر كل هذه السنوات وغاب من اهتماماتكم وما هو موقفكم الرسمي بخصوص هذا الإشكال، وما هو الخيار البديل عن العودة المنفردة والتسويات الشخصية؟ لا بد لنا أن نسجل أولا أن العودة إلى الوطن حق وليس منة تمن بها السلطة. وأن لا نختلف أبدا على أنّ التهجير بسبب حرية الرأي وما يصاحبه من عدوان على أموال الناس وأعراضهم وأنفسهم جريمة تتطلب طي آثارها في أول فرصة سانحة، غير أن الموازنة في حالة حركتنا هي بين عودة لمهجّر محاكم بسبب انتمائه لها بقرار فردي وبين عودة ذاك المهجّر بوفاق جماعي لتحقيق مصلحة جزئية أو عامة. تعتبر الحركة أن موضوع عودة هي مسالة سياسيّة لا يمكن أن تتم إلا في ظل حلّ شامل وموقف جماعي تتخذه مؤسسات الحركة. وستعمل الحركة في المرحلة المقبلة على جعل ملف العودة مطلبا وطنيا نحشّد الطاقات لتسويته تسوية سياسة مشرفة.
( المصدر: موقع وطن الالكتروني بتاريخ 27 ديسمبر 2008
http://www.watan.com/200812277157/2008-12-27-20-16-15.html
المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية
البريد الالكترونيmarced.nakabi@gmail.com :
تونس في 28 / 12 / 2008
من اجل إيقاف مهزلة التجريد ضد النقابيين
يتابع المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية بانشغال كبير وضعية الاتحاد الجهوي للشغل بتونس بعد إحالة كاتبه العام النقابي توفيق التواتي على لجنة النظام بهدف إيقافه وتجريده عن النشاط النقابي وما قد تسببه هذه الإحالة من إضعاف وتشتيت للجهد النقابي بجهة تونس .
إن المرصد يعتبر أن سبب هذه الإحالة وهو التجاوزات المالية داخل الاتحاد الجهوي للشغل بتونس سبب واهي إذا لم تشمل المحاسبة المالية كل المسؤولين النقابيين ولهذا فان المرصد يساند النقابي توفيق التواتي في مطالبته محاسبة كل المسؤولين النقابيين أمام لجنة مالية محايدة ومستقلة عن المركزية النقابية.
إن المرصد ينبه غالى خطورة هذه الإحالة على مستقبل العمل النقابي بجهة تونس ولذلك فهو يعول على العقلاء والنزهاء داخل هذه المنظمة العتيدة لإيقاف هذه المهزلة نهائيا وتوجيه جهود النقابيين نحو مشاكل العمال ومشاغلهم .وينتهز المرصد هذه الفرصة لإعلام نقابيي الاتحادوكل أصحاب التوجهات الديمقراطية والمناضلة داخله انه يفتح كل فضاءاته أمامهم للتعبير بكل حرية وشفافية عن مواقفهم والتصدي بحزم لظاهرة التجريد النقابي .
المرصد فضاء نقابي مستقل ديمقراطي وهو مفتوح لجميع النقابيين بدون استثناء وهو ليس نقابة ولا مشروع نقابة ويمكن التواصل مع المرصد على العناوين الالكترونية التالية :
عن المرصد
المنسق
محمد العيادي
أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني : liberte.equite@gmail.com
تونس في 01 محرم 1430 الموافق لــ 28 ديسمبر 2008
إعتداء غير مسبوق على القضاة
في تصعيد خطير و غير مسبوق ضد أعضاء الهيئة الشرعية لجمعية القضاة التونسيين عمدت قوات البوليس السياسي صباح يوم الأحد 21/12/2008 إلى محاصرة منازلهم لمنعهم من حضور اجتماع للقضاة تعتبره الهيئة الحالية للجمعية « المؤتمر الثاني عشر« الذي انعقد بأحد نزل قمرت بالضاحية الشمالية للعاصمة و تم منع السيد أحمد الرحموني رئيس الهيئة الشرعية للجمعية من الوصول إلى مكان الاجتماع باعتراض طريقه و إجباره على العودة، كما تمت محاصرة مقر الاجتماع بأعداد كبيرة من أعوان البوليس السياسي. و تجدر الإشارة إلى أن السلطة التنفيذية قد تدخلت للضغط على القضاة بواسطة رؤساء المحاكم و وكلاء الجمهورية الذين وزعوا عليهم شارات الدخول لحضور الاجتماع. و بدعوة من الهيئة الشرعية المنتخبة حضر وفد عن الاتحاد العالمي للقضاة يتركب من السادة خوزيه ماريا بنتو كومباني رئيس الاتحاد و مرافقيه رئيسة المجموعة الافريقية داخل الاتحاد السيدة فاطوماتا دياكيتي و الكاتب العام للاتحاد السيد أنطونيو مورا و الذي عقد جلسة عمل مع أعضائها يوم السبت 20/12/2008 بأحد نزل الحمامات للوقوف على حقيقة الوضع في جمعية القضاة التونسيين. كما حضر وفد الاتحاد العالمي للقضاة في أعمال الاجتماع الذي انعقد بأحد نزل قمرت يوم الأحد 21/12/2008 و الذي حضره حوالي 800 قاض من أصل 1800 حسب تقديرات بعض الحاضرين داخل القاعة و للتذكير فإنه منذ عام 2004 وقع تنصيب هيئة مؤقتة مكان الهيئة الشرعية المنتخبة، وقد عقدت الهيئة المؤقتة مؤتمرا استثنائيا يوم 04/12/2005 تم على إثره إفراز هيئة جديدة أشرفت على تنظيم الاجتماع الأخير للقضاة تحت عنوان المؤتمر الثاني عشر ، و لا يزال القضاء العدلي و الإداري يرجئ البت في القضايا العديدة المنشورة بخصوص بطلان الخطوات التي تلت إقصاء الهيئة الشرعية المنتخبة. و حرية و إنصاف 1- تدين بشدة محاصرة البوليس السياسي لأعضاء الهيئة الشرعية المنتخبة لجمعية القضاة التونسيين قصد منعهم من حضور اجتماع القضاة و تعتبره اعتداء خطيرا و غير مسبوق في التعامل مع القضاة و حقهم في حرية التنقل و التعبير و التنظم. 2- تستنكر بشدة تدخل السلطة التنفيذية في شؤون جمعية القضاة التونسيين و المس من استقلاليتها و تعتبر ذلك خطوة جديدة لإحكام السيطرة على القضاء. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
من اجل إعادة تأسيس السلطة القضائية
فتحي الوحيشي مواطن مفقود منذ 1996 في الأيام التي تلت صدور تقريرنا الأوّل حول واقع الحريات بلغت إلى المجلس حالة فقدان المواطن فتحي بن عمّار بن علي بن عبد المؤمن الوحيشي منذ سنة 1996. و كان فتحي الوحيشي – صاحب بطاقة الهوية رقم 3348886 المسلّمة بقابس في 13 مارس 1978 – يقطن بمنزل والده الكائن في حي القصر بقرية الحامة التي تبعد حوالي 30 كم عن مدينة قابس, و هو متزوّج و له أبنان سفيان عمره 12 عاما و محمد ضياء الدين 9 سنوات. و كان يشتغل منذ 1981 بشركة المصانع الكيميائية المغاربية « ICM », الكائنة ورشاتها بميناء غنوش في ضاحية مدينة قابس. و بعد تحقيق استغرق أشهر عديدة استوجب التحول إلى المنطقة و الاستماع إلى عدد من أفراد العائلة ثم زيارة أفراد آخرين لنا, توصلنا إلى تحديد الوقائع التالية : .1يوم 25 نوفمبر 1996 على الساعة السابعة مساءا توجّهت سيارة من شرطة الحامة إلى منزل فتحي الوحيشي للبحث عنه. و أعلم الأعوان زوجته التي وجدوها على حيرة من تأخره الغير معتاد بأنّ زملائه استغربوا تغيبه من شغله منذ حوالي التاسعة و النصف صباحا الساعة التي تناسب انقطاع العمل لتناول اللمجة. .2يوم 26 نوفمبر الموالي للاختفاء انتظمت بالمصنع عملية تمشيط واسعة – تواصلت إلى ساعة متأخرة من الليل و استوجبت تعطيلا كاملا للنشاط الصناعي – بحضور أفراد من أسرة المفقود و الوالي و فرق من مصالح أمنية مختلفة بجهة قابس. و كان لهذا التمشيط الذي طال جميع أماكن المصنع أن أقام الدليل على غياب أي أثر للمفقود داخله. (تم العثور على ملابسه المدنية مما يدلّ على كونه كان مرتديا لملابس الشغل الواقية من الحوادث و من الحامض بالتحديد مثلما شاهده زملائه في آخر مرة.( .3لم تنطلق الأبحاث حال علم الشرطة بالموضوع لكنها فتحت إثر الشكوى التي رفعتها زوجة المفقود إلى وكالة الجمهورية بقابس تحت عدد 54749 بتاريخ 27 ماي 1997, أي أكثر من 6 أشهر بعد الواقعة.و بناء على تلك الشكاية وجهت الشرطة استدعاء للزوجة لسماعها حيث تم ذلك يوم 13 جوان وسجل بالمحضرعدد 354. .4أرجع المحضر إلى النيابة بعد ما يزيد عن ثلاثة أشهر و بالتحديد يوم 19 سبتمبر 1997 حيث أصدرت قرارا بالحفظ في 8 أكتوبر 1997 دون أن يقع سماع أي فرد من أفراد العائلة من طرف القضاء في شأن واقعة بالغة الأهمية و هي اختفاء ذات آدمية. .5قرابة الشهرين قبل اختفاؤه تلقى فتحي استدعاء من المصالح الأمنية للحضور بمنطقة الأمن بقابس حيث تم استنطاقه رفقة مجموعة من شباب الحي تضم حوالي 12 نفرا اعتادوا الصلاة مع البعض و السهر المشترك بنفس الدكان بقرية الحامة.و أخلي سبيله في مساء اليوم ذاته. عبّر لنا أفراد عائلة فتحي – الذين وجهوا رسائل عديدة للسلط الرسمية و شبه الرسمية و كثفوا من اتصالاتهم عبر السنوات الماضية لتحديد مصير إبنهم – عن قناعتهم بموته لدى المصالح الأمنية و انبنت هذه القناعة حسب رأيهم على اعتبارات عديدة من بينها : كان المفقود قد فاتح زوجته مدة قريبة • قبل اختفائه حول إمكانية تعرضه للقمع السياسي. في الأيام السابقة للاختفاء • شملت حملة اعتقالات عديد المواطنين بقرية الحامة. لم توجه للمصالح الحدودية • برقيات تفتيش في حقه رغم انطلاق شكوى العائلة حول فقدانه. تعمدت مصالح • البوليس ترويج إشاعات ملحة حول تواجد المختفي بالخارج و قيامه باتصال مستمر بعائلته. استحالة مغادرة فتحي طوعية للمصنع دون تفطن طاقم الحراسة لذلك حيث • لايوجد إلاّ مدخل وحيد مراقب باستمرار من فرقة مختصة لم تستطع العائلة تكليف • محام بالجهة بالقضية نظرا لامتناع كل الذين اتصلت بهم بناءا على ما تقدم و تجمع من قرائن و اعتبارا إلى أنّ أبحاث المجلس لدى أوساط اللاجئين التونسيين بالخارج لم تسفر عن وجود المفقود من بينها, فإنّ المجلس يشاطر قناعة العائلة. أقامت العائلة في الأيام القليلة التي تلت الاختفاء موكب لتلقي التعازي. الأب يعيش منذ ذلك الحين صدمة نفسية واضحة. الزوجة لا تستطيع التمتع بحقوق مثل الجراية و منحة الوفاة لأنّ الشركة مؤجرة المختفي قطعت أرسال الجراية من البداية و رفضت أي حلّ للإيفاء بالتزاماتها رغم مساهمة فتحي الوحيشي في الاشتراكات الاجتماعية طيلة 15 سنة. و قامت الزوجة بمساعي متعددة للتمتع بحقوقها و حقوق أبنائها بما في ذلك إيداع ملف لدى الموفق الإداري دون أدنى جدوى. و حتى والي الجهة الذي مدها بمبلغ 100د في المدة الأولى سرعان ما امتنع عن استقبالها. متى ستبذل السلطة مجهودا جديا قصد تمكين الحقيقة من الاصداع ؟
مراسلة خاصة
توضيح
دعت أطراف مجهولة إلى إمضاء عريضة على الأنترنات تطالب صحيفة مواطنون بسحب مقال « استفزازي » و تقديم اعتذار للشعب التونسي!!! و يتعلق هذا الموقف الغاضب بمقال نشر بالعدد 85 الصادر يوم 17 ديسمبر بالصفحة العاشرة و الحامل لعنوان » تساؤلات بشرية: عندما تأكل الجنة عصافيرها » وإذ نستغرب سرعة تفاعل صاحب العريضة مع مقال صدر في عدد لم يقع توزيعه بشكل عادي تزامن مع إعلان الدكتور مصطفى بن جعفر نيّة ترشحه للانتخابات الرئاسية فإننا نتمنّى أن تكون نيّة صاحب العريضة صادقة في الدفاع عن الهويّة العربية الإسلامية حيث أن عديد المقالات في نفس الاتجاه نشرت في مواقع جرائد مختلفة في الفترة الأخيرة لكنها لم تلق مثل ردة الفعل هذه … و مع ذلك وجب توضيح بعض النقاط لرفع اللبس من أذهان البعض : 1ـ إن سقوط اسم صاحب المقال لم يكن مقصودا بل كان نتيجة صدور مقال لنفس الكاتب في نفس العدد من الجريدة (في إطار مقالات الرأي ) و هو ما يعني أن المقال لا يعبّر عن وجهة نظر أسرة التحرير و لا حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات . . 2-إن تشبثنا بالهوية العربية الإسلامية و دفاعنا عنها مبدأ ثابت في أدبيات التكتل و جريدة مواطنون و لكن ذلك لا ينبغي أن يحول دون الانفتاح على كونية الفكر الإنساني، و من هذا المنطلق عملنا على أن تكون جريدتنا منفتحة على الرأي و الرأي المخالف مع حرصنا على عدم المساس من مشاعر الآخر و خاصة المشاعر العقائدية و نأينا بها على أن تكون جريدة حزبية منغلقة . 3 – ومع كل ما سبق ذكره فإنه لا يحرجنا أن نعتذر لكل من رأى في المقال مسّا من المقدسات والمعتقدات الإسلامية إن ثقتنا في قرائنا و ثقة قرّائنا فينا من الدوافع الرئيسية لمواصلة مهمتنا الإعلامية في الظروف الصعبة التي لا تخفى تفاصيلها على القاصي و الداني و خاصة في ظل حرماننا من حقنا في التمويل العموميلصحافة الأحزاب و حقنا في الإشهار العمومي.
جلال الحبيب رئيس تحرير » مواطنون «
تصحيح و توضيح
بداية التّصحيح حول وجهة النّظر المنشورة أوّل أمس على هذه الصّفحة و المعنونة « الدّيك الرّومي و السّيّارة رباعيّة الدّفع » و التّي نسي السّادة أو السّيّدات أو الآنسات القائمين أو القائمات على هذه النّشرة أن يرفقوها بالهوامش التي كانت مرفقة بها. في كثير من اﻷحيان تكون هوامش النّصوص في نفس مستوى أهمّيّة النّصوص ذاتها أو متونها إن أردتم. في نص الحال أنا أزعم أنّ الهامش كان أهمّ من المتن لهذا رأيت من المهم أن أعيد إرساله على أمل أن ينشر كتصحيح بنفس رموز الهوامش التي وردت في متن النّص المعني:
(*) Thanksgiving
(**) Déclaré « legal holiday » en 1941
(***) Nassim Nicholas Taleb, The Black Swan: The impact of the highly improbable
(****) Modelisation
(*****) The big three : General motors, Chrysler & Ford motors.
المعلومة المهمّة و التي تشكّل بيت القصيد للمداخلة برمّتها هي اسم الكتاب لنسيم طالب « البجعة السّوداء » إذ أنّه يحتوي أفكارا جدّ مهمّة خاصّة بالنّظر للأزمة الماليّة الحاليّة وتداعياتها الإستراتيجيّة المنتظرة. حسب علمي توجد ترجمة فرنسيّة لهذا الكتاب و لكن للأسف يبدو أنّه لم يترجم بعد للعربيّة هذا إن ترجم في يوم من اﻷيّام رغم أنّ كاتبه عربي ويجيد العربيّة إلى جانب الستّ أو السّبع لغات التي يمتلك ناصيتها بكفاءة عالية.
ثانيا التّوضيح : من أساسيّات مذهب أهل البيت عليهم الصّلاة و السّلام نبذ الطّغيان و عدم الرّكون للطّاغوت و نصرة المستضعفين و الإنحياز لهم والدّفاع عنهم. إنّه من البديهيّات لدى أتباع أهل بيت النّبوّة و شيعتهم أنّ قتل النّفس أيّ نفس فضلا أن تكون نفسا مسلمة تنطق و تقرّ بشهادة الإسلام أو تعذيبها ﻷيّ سبب كان أو سجنها ظلما و عدوانا و كذا السّطو على ممتلكات النّاس بقوّة النّفوذ و منها الممتلكات العامّة واستعباد النّاس و قهرهم بإطلاق يد أعوان الشّرطة و باقي الموظّفين العموميّين لفرض الإتاوات والرّشاوي، كلّ هذا هو منعمل الطّاغوت و المستكبرين و هو فعل زين العابدين بن علي الذّي لا يخفى إلاّ على من لا يريد أن يرى و هو عند اللّه ليس بعذر.
هذا ليس كلام في الهواء هذا تاريخ أهل البيت عليهم السّلام و شيعتهم حتّى سمّاهم الكارهون لهم بالرّوافض. قبور أأمّتنا و رموزنا و قادتنا و ثوّارنا و علماءنا و مراجعنا، مآثرهم و مواقفهم و كتاباتهم الخالدة شهود على ذلك. من أبي ذر رضي اللّه عنه و أرضاه المنفي فيالرّبذة إلى زينب الحوراء عليها سلام اللّه المنفيّة في الشّام إلى الشّهيدات و الشّهداء من آل الصّدر مرورا بملهم الثّوّار اﻷبدي أبا عبد اللّه الحسين سلام اللّه عليه.
من يقول أو يكتب غير هذا خاصّة على صفحات اﻷنترنت التي يمكن فيها، للأسف، ﻷيّ أحد أن ينتحل صفة أيّ شيئ فهو كاذب و هو لا يمكن أن يكون من أتباع أهل البيت حتّى و إن كان السيّد السّيستاني أو الخامنئ نفسه و حاشاهما أن تكون لهما مثل هذه المواقف.
إنّ استغلال المجزرة الجديدة لآل صهيون لتمرير مواقف تحاول تبييض وجه طاغية بشع أو تحاول تسفيه مذهب يتبعه مئات الملايين أو الإثنين معا حسب من يقف وراء هذا لهو أمر مخز حقّا. في أدنى اﻷحوال كان يجب احترام هذه اﻷرواح الزكيّة التي تزهق و هذه الدّماء التي تسيل. إنّ زين العابدين بن علي رجل ما زالت تحوم حوله شكوك جدّيّة بأنّه ساهم بشكل فعّال في اغتيال الشّهيدين خليل الوزير و صلاح خلف على أرض تونس فلا يجوز بأيّ شكل من اﻷشكال التّظاهر معه جنب إلى جنب هو و حزبه.
أبوذر
الثّامن و العشرون كانون اﻷوّل
وفريق تونس نيوز يعتذر للسيد أبو ذر عن هذا السهو ويعيد نشر المقال لينسجم مع الهوامش المدرجة والمكملة لفكرة النص
الدّيك الرّومي و السّيّارة رباعيّة الدّفع
في سنة ألف وستّمائة و أربعون هاجرت مجموعة من الإنقليز البروتستانت فرارا من الإضطهاد المذهبي إلى القارّة اﻷمريكيّة. إنّها ما يعرف بمجموعة « الآباء الحجيج » التي أرست سفينتهم « زهرة مايو » على شواطئ أقصى شمال الولايات المتّحدة حاليا (ولاية مسّاشوسات). كان هؤلاء المهاجرين سيّئي الحظ إذ صادف وصولهم بداية الشّتاء. الشّتاء في هذه البقعة من اﻷرض شديد القسوة خاصّة لقادمين جدد نفذ أغلب زادهم في رحلة بحريّة شديدة الخطورة استهلكت منهم الكثير من الجهد. مات الكثير منهم جوعا و بردا و نجا النّاجون بفضل معونة السّكّان اﻷصليّين الذّين أرشدوهم إلى سبل الحياة في ذلك المناخ القاسي. وﻷنّ الطّبيعة كانت معطاءا في تلك الرّبوع الشّاسعة و لم تلوّثها « حضارة » الرّجل اﻷبيض بعد، كان هؤلاء الوافدين يجنون محصولا زراعيّا وافرا في العام الموالي دون كثير عناء. فكّروا في ردّ الجميل لمضيّفيهم و لمساعدتهم الحاسمة لهم فاهتدوا لفكرة استدعاءهم لوليمة كبرى في يوم أسموه « تقديم الشّكر »(*). اليوم و رغم ما يعرفه الجميع من أشكال ردّ الجميل الذّي تلقّاها السّكّان الأصليّون إلاّ أنّ الإحتفال بهذا اليوم تضخّم حتّى أصبح عيدا وطنيّا رسميّا(**). وكما غالبيّة الإحتفالات و المواسم والمهرجانات والمؤتمرات في الغرب يدور هذا الإحتفال حول الإستهلاك، و في مناسبة الحال استهلاك الدّيك الرّومي أساسا. « نحن نطعم الدّيك الرّومي لمدّة ألف يوم. كلّ وجبة طعام نقدّمها لهذا الطّائر تجعله يتأكّد أنّ القاعدة العامّة في الحياة هي أن نطعمه كلّ يوم نحن الآدميّين ربّما ﻷنّنا طيّبين أو ﻷنّنا حريصين على مصلحته كما يقول السّياسيّون. لكن في مساء الإربعاء اﻷخير من شهر تشرين الثّاني شئ ما غير متوقّع سيحصل لهذا الطّائر تجعله يغيّر معتقداته »(نسيم نيقولا نجيب طالب، البجعة السّوداء، ص واحد وسبعين)(***). و يتساءل الكاتب : ماذا يمكن أن يستشرف الدّيك الرّومي،طوال اﻷلف يوم، حول ما يخبّئ له الغد من اﻷحداث ؟ ربّما الكثير من اﻷشياء و لكن أقلّ بقليل ممّا يعتقد أنّه علم و ببساطة هذا القليل هو الذّي يشكّل الفارق الحاسم. نسيم طالب هو فيلسوف أمريكي لبناني. إلى هذا الحد يمكن أن تصنّف أفكاره هذه في خانة تفلسف الفلاسفة في أفضل اﻷحوال أو في خانة السّذاجة و الهراء في أسوإها. لكن نسيم طالب مختص كذلك في الرّياضيّات الماليّة و يدرّسها في جامعة نيويورك كما يدرّس علوم اللاّحتميّة في جامعة مسّاشوسات و اﻷهم من ذلك أنّه عمل في اﻷسواق الماليّة لمدّة طويلة و يكنّى حاليّا بمنشق « وول ستريت » بعد أن وجّه لعمل هذه اﻷسواق أقسى الإنتقادات. يقول في أحد مداخلاته : اﻷحداث النّادرة لا يمكن إدماجها في إطار نموذج (****) ﻷنّها نادرة. لا يمكن جمع عيّنة يمكن اعتمادها إحصائيّا لمثل هذه اﻷحداث، ألن قرينسبن الرّئيس اﻷسبق للإحطياطي الفدرالي قال أنّه لم يرى مثل هذا اﻷمر من قبل في معرض حديثه عن اﻷزمة الحاليّة. طبعا هو لم يرى مثل هذا اﻷمر من قبل ﻷنّه ببساطة لم يسبق لهذا اﻷمر أن حدث من قبل. في ليلة الخميس اﻷخير من شهر تشرين الثاني في هذه السّنة لم يكن الدّيك الرّومي وحده هو من يعيش أزمة التّغيّر الفجئي للمفاهيم. فمن يتجمّعون حوله للالتهامه كعربون شكر للشّعوب التي أبادوها عن بكرة أبيها ينتابهم هم كذلك الكثير من القلق الوجداني حول مفاهيم كثيرة تمتدّ من الرّبح و الخسارة و الجدوى و قد تصل إلى معنى الوجود و جدوى الحياة بدون سيّارة رباعيّة الدّفع. فالمنزل الذّي يتجمّعون فيه لالتهام الوليمة قد خسر أكثر من خمس قيمته منذ سنة فقط و دفع أقساط الدّيون المتراكمة قد يصبح مستحيلا إذا فقد أحد الزّوجين وظيفته بعد أن قبلا مرغمين تخفيض أجريهما. هما لا يفهمان لماذا لم يعد موظّف البنك يستقبلهما بنفس البشاشة. هذه الحال التي آل إليها أكبر اقتصادات الغرب هي التي دفعت القس « شارلز إلّيس » إلى تنظيم، في السّابع من هذا الشّهر، قدّاس ضخم أقيم حول سيّارات ثلاث رباعيّة الدّفع كلّ واحدة أنتجها أحد « الثّلاث الكبار »(*****) في ما يشبه صلوات السّكّان اﻷصليّين التي كانوا يؤدّونها كلّما استشعروا بعض اﻷخطار. الثّلاث الكبار لم يعودوا كذلك منذ أن أصبح رؤساءهم الثّلاثة يتسوّلون بعض المليارات من الحكومة و يتلقّون الإهانات صاغرين من طرف سياسيّين لم يكونو يعرفون حتّى أسماءهم في ما مضى من اﻷيّام. يوم تقديم الشّكر هذا ما كان ليكون لولا أنّ الآباء الحجيج اضطرّوا إلى إعادته لعدّة سنوات في كلّ مرّة كانت قساوة المناخ تتلف محصولهم و تضطرّهم إلى التّعاون من جديد مع قبائل السّكّان اﻷصليّين فيشعرون بضرورة تجديد الشّكر حتّى بات يشبه الطّقوس الدّينيّة. و لعلّه من سخريّة الظّروف أنّ مدينة « دتروا » حيث الثّلاثة الكبار و حيث أقيم هذا القدّاس هي كذلك في أقصى شمال الولايات المتّحدة و تعرف نفس قساوة المناخ الشّتوي و هي لا تبعد كثيرا عن ولاية « مسّاشوسات » و اﻷكثر سخرية أنّ الثلاثة الكبار هم مهدّدون فعلا بالإبادة في أيّ لحظة دون سبق إنذار كما الدّيك الرّومي و كما قبائل السّكّان اﻷصليّين. أبوذر
« يجعل أيامك زين » وكلمات أخرى
عبدالباقي خليفة (*)
في الاسبوع الماضي ، عرض التلفزيون التونسي ، مسرحية عبدالقادر مقداد » البرني والعترة » والمليئة بالايحاءات السياسية والاجتماعية ، المعبرة عن واقع التهميش ، وعن الاختلال الحاصل بين الجهات في تونس . ورغم أن المسرحية تعود لعقود خلت ، إلا موضوعها لا يزال يعبر ( بما يشبه الحرفية ) عن واقع تونس اليوم في الكثير من تفاصيله التراجيدية ، وإن أخذت بعدا كوميديا . وهي الاعمال التي ميزت عبدالقادر مقداد ، في أعماله السابقة ، ومنها » البرني والعترة » . فالكثير من أبناء الشعب التونسي ولا سيما الذين نختلف معهم في الموقف من النظام الحاكم ، تشبه مواقفهم » البرني » و » البهلي » وحتى » العترة » تجاه » حميدة » ( النظام ) . وهي مواقف تثير السخرية ، وتثير الضحك ، وشر البلية ما يضحك . فالبرني والذي خطف » حميدة » زوجته ( البلاد ) تختمر في أعماقه ، وتبدو على بعض تصرفاته تفاعلات رفض الواقع الذي يعيشه ، ولكنه يجبن عندما يجد الجد . ولما قرر المواجهة ، ورغم أنه تراجع ، سقط الغريم من شدة الخوف ، بمجرد أن رفع » البرني » عصاه في وجه الطاغية . وكان البهلي بمثابة الوسيط الذي يرفض ذلك الواقع الظالم ، ويشعر بالتعاطف الخفي تجاه المظلومين ، لكنه لا يستطيع أن يقف في وجه الظلم والاستبداد ، فمصالحه مع الطاغية » حميدة » تجعله يجبن هو الآخر ويبحث عن طرق ملتوية لاقناع الطاغية باعادة » العترة » إلى » البرني » . أما » العترة » فهي بين الحق والقوة ، تقر » للبرني » بأنها معه ، ولكنها تخضع في نفس الوقت للمستبد بسبب نفوذه المؤقت . الرسالة الثانية لمسرحية » البرني والعترة » تكشف الفوارق الطبقية ، من جهة ، وتعري موقف (النظام) من الطبقات المسحوقة ، فهو المتعالي دائما على ضحاياه . والساخر دائما منهم ، ومن واقعهم الذي ساهم بظلمه في صنعه . ويبدو ذلك من خلال تصحيح » حميدة » لنطق بعض الكلمات ، وتعييره للضحايا بعدم استيعابهم لمصطلحات طبقته ( البلدية ..أو الحداثة ) . ما لفت انتباهي في المسرحية التي أشاهدها لأول مرة ، حيث كنت صغيرا عندما تم عرضها أول مرة ، عبارة » يلعن أبو هاك الزين » وهي عبارة دارجة في تونس . أصبحت تلك العبارة اليوم ، شيفرة ، بين الشباب ، تعبر عن موقف سياسي بطريقة غليظة ، كعادة شباب تونس عندما يغضبون وهم يتظاهرون بالمزاح . وقد أصبحت تلك العبارة ليس تعبيرا عن الاعجاب ،( كما هي في سياقها اللفظي والسيسيولوجي ) بل الغضب والرفض ، وتخطي كل الخطوط الحمراء . حتى أن البعض في تونس جعلها تحية بين فيئة الشباب فيقول أحدهم لصديقه » يجعل أيامك زين » ، فيرد عليه الآخر بتحية أحسن منها » يلعن أبو هاك الزين » . وكما أن عبارة » يلعن أبو هاك الزين » كانت مدحا في صيغة الهجاء ، فإنها اليوم لم تذهب بعيدا في ما تجمله معاني الألفاظ ، أي لم تتحول سبا مقذعا ، أو على الأقل ما نقصده ، حيث لا يمكن أن ننزل إلى مستوى قاتل الطالب عثمان بن محمود رحمه الله ، وتصرفاته في المرواحية تجاه الطلبة الثائرين ، عندما كان مديرا » للأمن الوطني » . ولا لمستوى جلاديه الذين لا ينفكون عن سب الله وضحاياهم . ولكننا في نفس الوقت لا نقولها بمعناها العفوي متيمين بجمال ، بن علي ، وإنما بمنزلة سياسية تليق بنظام والغ في أعراض وكرامة المناضلين وحقوق الشعب التونسي ، وتطلعاته للحرية والانعتاق من ربقة نظام فرض عليه العبودية السياسية والاقتصادية والثقافية . كلمة أخرى ترددت كثيرا على لسان » البرني » و » البهلي » وهي كلمة » عمايا » بدل معي أو » معايا » كما تنطق بالعامية التونسية ،وهي تدليل على عمى الكثيرين عن مواجهة واقعهم ، بل جبنهم في مواجهة ذلك الواقع . وهو اعتراف غير مقصود ولكنه يكشف عن حقيقة غير مدركة ( بضم الميم ونصب الكاف ) . وليس بعيدا عن ايحاءات المسرحية بدأ المجتمع التونسي يراجع الكثير من المصطلحات ، وفي هذا السياق يتردد في تونس الكثير من التعليقات على قول » يجعل أيامك زين » ومن تلك التعليقات » الناس جابوها لروحهم » أي لأنفسهم ، يقولون يجعل أيامك زين ، يجعل أيامك زين ، حتى جاهم الزين وجعل حياتهم ، طين » . وقيل أن إحدى الأمهات قالت لابنها العاطل عن العمل » يجعل أيامك زين » فرد عليها » أكثر من هذا يا أمي » وهو يعني الجنرال بن علي ، وليس المثل القديم المتوارث . لقد ظهرت الكثير من التعليقات الساخرة عن الزين ، وعن حكم الزين ، وعن المقربين من الزين . تم نشر بعضها ، وننتظر سماع المزيد عنها . قد يقول قائل ما هو الحل ؟ هل نقول يجعل أيامك » مش زين » ونقول الأعمال بالنيات ، ولكل امرئ من ما نوى . في وقت أصبح الناس يكرهون الكثير من المصطلحات والأسماء الجميلة بعد تدنيسها من قبل من لا أهل لها . (*) كاتب وصحافي تونسي (المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 26 ديسمبر 2008)
بقرة ميتة … تخفي مصائب الأحياء
عبد الجبار الرقيقي
نظرت المحكمة الإبتدائية بقابس في القضية المعروضة عليها و التي تتلخّص في أنّ أحد تجار المواشي كان ينقل بقرة داخل شاحنة في إتجاه مدينة قابس و حين أوقفته دورية عادية لقوات الحرس الوطني تبين أن البقرة المنقولة ميتة و مذبوحة حسب ما يظهر و إزاء إضطراب التاجر و السائق تم التحقيق في الأمر بعرض البقرة على الطبيب البيطري الذي أكد أن البقرة مذبوحة بعد موتها . و بإستنطاق التاجر زعم أنه كان ينوي بيع البقرة إلى أحد تجار اللحوم المعروفين في مدينة قابس و قال أنه اتصل به قبل ذلك فوافق على إتمام الصفقة أما سائق الشاحنة فإنه أنكر كل علاقة له بالأمر و تمسك بأن دوره لم يتجاوز حدود عملية النقل نافيا مطلقا علمه بموضوع الصفقة ، كما أن تاجر اللحوم أنكر إنكارا تاما حتى بمعرفته بتاجر المواشي و نفى نفيا قاطعا ادعاءه الإتصال به أو التفاوض معه حول شراء بقرة ميتة . و قد مثل المعنيون بهذه القضية المثيرة أمام المحكمة في حالة إيقاف خلال الجلستين الأولى و الثانية و ظلوا رهن الإيقاف في إنتظار جلسة المحاكمة المقررة ليوم الجمعة 26 ديسمبر 2008 . و قد أثارت هذه القضية إنتباه الرأي العام في الجهة و إزاء حالة التعتيم الإعلامي تناسلت الأخبار و الأقاويل و الإشاعات و لعل أهم ما راج من هذه الأقاويل أن لحوم أبقار قد بيعت خلال أشهر الصيف و الخريف في أماكن محددة بأسعار منخفضة جدا مقارنة مع أسعار السوق بلغت حدود الخمس دينارات للكيلوغرام من لحم البقر و هو ما أثار ارتيابا و في وقت ذاته دفع بعض الشرائح الإجتماعية المحرومة إلى الإقبال على هذا النوع من اللحوم . خاصة و أن ما اصطلح على تسميته في التجارة بعملية « تكسير السوق » لإحتكاره هي عملية لا تدوم طويلا في العادة . و في هذه الأقاويل و إن لم تكن يقينا رغم تواترها فإنها إن صحت تجعل مصالح الرقابة الأمنية و الصحية موضع تساؤل شديد. كما أن عرض المعنيين بهذه القضية في حالة إيقاف خلال الجلسات الثلاث للمحاكمة لا يتناسب منطقيا مع التهمة الموجهة إليهم (جنحة) و فصول الإحالة و هي 310_312 من المجلة الجنائية فكأن مختلف الجهات التي تعاملت مع القضية تعلم مدى خطورتها و في الآن نفسه تريد حصرها في جنحة بسيطة حتى لا تثير الرأي العام في الجهة و لا تطعن في مصداقية المصالح المكلفة بالرقابة و لا تثير الشبهة حول قطاع تجارة اللحوم في قابس. و في انتظار صدور حكم القضاء في هذه القضية و سواء أدانت المحكمة المتهمين أو برأت ذمتهم فإننا نؤكد على أن هذه البقرة الميتة إنما هي الشجرة التي تخفي غابة المشاكل و الإخلالات المتصلة بصحة المواطن في الجهة و هو ما لنا أن نبهنا إليه في مقالات سابقة منشورة في جريدة « الموقف » و نضيف إلى ذلك المشاكل التالية : * الأسماك و بعض أنواع اللحوم المعروضة للبيع في الأسواق الشعبية و الأسواق الأسبوعية يحوم حول مصادرها الكثير من الشك و تحتاج إلى التثبت من صلاحيتها للإستهلاك البشري . و تدني المقدرة الشرائية و تفشي الفقر و الحرمان في الأوساط الشعبية ليس مبررا لبيع بضائع فاسدة أو ملوثة أو مجهولة المصدر فليس محتوما على الفقراء و المحرومين أن يضيفوا إلى همومهم هم المرض و التسمم . كما أن الدولة غير معفاة من المسؤولية الأخلاقية و القانونية بإعتبارها مؤتمنة على صحة المواطنين فليس من حقها أن تكتفي بضمان حرية التبادل و تعفي نفسها من بقية المسؤوليات . * كثيرا ما انتقد أهالي قابس موقع سوق الجملة و المسلخ البلدي فهما يقعان في منطقة محاذية للمنطقة الصناعية حيث المركب الكيميائي و عشرات المداخن التي تنفث غازاتها و سمومها . إضافة إلى القرب من محطة التطهير . في حين أن هذين المرفقين العموميين كان بالإمكان إنشاؤهما في منطقة أنسب إلى السلامة و الصحة. * تم التفويت في السنوات الأخيرة في الأرض المحاذية للمنطقة الصناعية لفلاحين من بلدة« غنوش » المعروفة بحب أهلها للعمل الفلاحي و قدرتهم على إحياء الأراضي . و لكن هذه الأرض التي كانت مسيجة على ذمة التوسع الصناعي معرضة منذ ثلاثين سنة إلى النفايات الكيمائية و معرضة حاليا إلى الأبخرة و الغازات الكيميائية و هذه الأرض تنتج الخضر و الغلال التي يتم تسويقها في الجهة في حين أنها قد تكون مضرة بصحة المواطنين . بينما كان الأجدر تخصص هذه الأراضي لزراعة أعلاف الحيوانات فقط . إن صحة المواطن لا تعلق على شعارات « وعي المواطن » و « ترشيد السلوك الإستهلاكي » لأن تحلي المواطن بالوعي لا يعفي الدولة من مسؤولياتها بإعتبارها مؤتمنة على صحة المواطنين و بإعتبارها مالكة لآليات المراقبة و الردع . )المصدر: جريدة الموقف لسان الحزب الديمقراطي التقدمي(
بعد أن حوكم غيابيا في الاستئناف بشهر سجنا مع تأجيل
التنفيذ وخطية بـ300 دينـار:طارق ذياب لم يحضر
أمس أمام الدائرة الجناحية السادسة … والمحكمة حجزت القضية للتصريح بالحكم
أحيل أمس على أنظار الدائرة الجناحية السادسة بالمحكمة الابتدائية بتونس ملف قضية اللاعب الدولي السابق والمحلل الرياضي الحالي طارق ذياب لتقول فيه كلمتها. وكانت محكمة الناحية بتونس قضت في حقه بالسجن مدة شهر مع اسعافه بتأجيل العقاب البدني وخطية مالية قدرها 300 دينار ولكن بعد إحالة ملف القضية على أنظار محكمة الاستئناف بتونس لم يحضر طارق ذياب ولذلك أقرت المحكمة المذكورة في حقه الحكم السابق وذلك بصفة غيابية، ثم أحيل ملف القضية أمس على الدائرة الجناحية السادسة ولم يحضر المتهم. وللتذكير بالوقائع فإن الأبحاث انطلقت في هذه القضية بتاريخ 14 جويلية 2008، وحسبما ورد بأوراقها فإن عون أمن أوقف طارق ذياب على مقربة من حديقة الترجي الرياضي وذلك في حدود الساعة الواحدة والنصف ظهرا ولكنه لم يمتثل لإشارة العون وحاول الفرار، وحين توقف تبين أنه لا يحمل شهادة تأمين لسيارته وجاء أيضا في ملف القضية أنه عندما أصر العون على طلب شهادة التأمين شتمه وتفوّه نحوه بعبارات منافية للحياء ولذلك طلب العون تعزيزات أمنية فحضر ما يزيد عن 10 أعوان، وعندها سلمه طارق ذياب دفتر صكوكه بعدما دس فيه 10 دنانير وذلك في محاولة منه لإرشاء العون وزملائه ولكن العون رفض أخذ المبلغ وأصر على تحويل ما جرى الى القضاء وبذلك تورط طارق ذياب في هذه القضية. وكان طارق ذياب حضر عند محاكمته من طرف محكمة الناحية بتونس ثم تخلف عن الحضور أمام محكمة الاستئناف ناحيته فحوكم غيابيا بإقرار الحكم الاول وهو شهر سرسي وخطية بـ300 دينار. وفي مرحلة ثالثة أحيل أمس ملف القضية على أنظار الدائرة الجناحية السادسة بابتدائية تونس ولم يحضر المتهم ووقع حجز القضية للتصريح بالحكم. مفيدة القيزاني (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 28 ديسمبر 2008)
في منتدى الذاكرة الوطنية (1 من 2): حديث عن المناضل علي الزليطني معارضته لاتفاقيات الاستقلال الداخلي جعلته يدفع الثمن غاليا
تونس – الصباح: نظمت مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات صباح أمس منتدى الذاكرة الوطنية للحديث عن المناضل علي الزليطني ويعد هذا المناضل على حد قول المؤرخ عبد الجليل التميمي من أبرز الشخصيات الوطنية في تونس.. وقد ولد سنة 1913 بحومة السوق بجربة وهو سليل عائلة وطنية وكان والده قد اعتقلته السلطات الإيطالية في ليبيا سنة 1911 ونفته إلى إيطاليا للدور الذي أداه في محاربة الإيطاليين بليبيا. وانخرط علي الزليطني في الحزب الدستوري الجديد منذ تأسيسه سنة 1934 مسخرا حياته له وبث الدعاية الذكية وجلب الأنصار وكون هيئة وقتية لأول شعبة بجربة حتى أن المراقب المدني بجربة يؤكد أن كل شيء كان دستورا بفعل نشاط هذا الشاب الدؤوب الحركة. وقام الزليطني بمجهودات جبارة لبعث شعب دستورية بمختلف القرى والمدن. ونشر مقالات في جريدة « العمل » حتى أوقف بعد أحداث 9 أفريل 1938 وحكم عليه بثلاث سنوات سجنا وبغرامة مالية بتهمة التآمر على أمن الدولة ونقل إلى عدد من السجون والمحتشدات. وانطلاقا من سنة 1946 جاب العديد من المناطق بتونس داعيا للحزب الدستوري الجديد ومبشرا به وهو النشاط الذي جعل لجنة المقاومة التونسية تقرر إيفاده إلى طرابلس للاشراف المباشر على تمرير الأسلحة وتهيئة استقبال المناضلين التونسيين وتم ذلك بدعم مالي من المناضل الليبي الكبير الهادي المشيرقي الذي استثاقه كثيرا بل نجد أن علي الزليطني قد كلف الهادي المشيرقي بمهمات سياسية دقيقة في باجة وعلى الحدود الجزائرية والعمل على معرفة عناصر اليد الحمراء التي بدأت تغتال القيادات الوطنية. وقد تحول سنة 1953 إلى مصر ودعم لاحقا كل أطروحات صالح بن يوسف وصرح بمعارضته لاتفاقيات الاستقلال الداخلي وقام بدور ميداني كبير لنشر خلايا الأمانة العامة وقبض عليه يوم 28 جانفي 1956 وحكم عليه بعشرين سنة أشغالا شاقة ثم عفا عنه الرئيس الحبيب بورقيبة وأطلق سراحه في 30 ماي 1960 لكنه عاد إلى السجن في 22 جويلية 1968 بتهمة تدبير مؤامرة للإطاحة بالرئيس بورقيبة وقد حيكت التهمة ضده ظلما ولكن المحكمة أطلقت سراحه لعدم ثبوت الإدانة.. وعفا بورقيبة على الزليطني وأكرمه ودعاه إلى القصر.. وتوفي الزليطني يوم 15 أكتوبر 1976. ولمزيد تسليط الأضواء على هذه الشخصية تحدث على منبر الذاكرة الوطنية عدد من المناضلين وهم على التوالي الحبيب اللمسي وصالح البراطلي وحمادي غرس. مناضل صادق قال المناضل الحبيب اللمسي متحدثا عن علي الزليطني إن هذا المناضل هو الرجل الذي أمضى نصف عمره في السجون وهو من كبار المناضلين التونسيين كما أنه ينتمي إلى عائلة مناضلة وترعرع في جربة في وسط منشغل بالمسألة الوطنية وكون هناك شعبة دستورية سنة 1936 وانتخب فيها وساهم في تكوين الشعب الدستورية في كافة أنحاء الجزيرة.. وانتخب في المجلس الملي وكان عضوا في الجامعة الدستورية بالجنوب ثم هاجر إلى طرابلس مبعوثا من الحزب وكان رئيس مكتب الحزب هناك وكان قد لقي دعما كبيرا من المناضل الليبي الهادي المشيرقي.. كما أنه انحاز إلى صالح بن يوسف وترتب عن ذلك مروره بفترة صعبة من الاضطهاد وكان من المعرضين لإلقاء القبض عليه عندما تسرب خبر القبض على صالح بن يوسف لكنه قال يومها وعندما طلب منه مغادرة البلاد: » لقد جربت المنفى وجربت السجن.. وأرى أن السجن أرحم من المنفى » وقد قرر البقاء في تونس ولم يهرب رغم علمه بأنه سيعتقل وسيهان وسيعذب وبالفعل اعتقل وحكم عليه بالسجن فترة طويلة. وبين اللمسي أن طرابلس في ذلك الوقت لم تكن طرابلس اليوم أي أنه لم يكن بإمكان اللاجئين الحصول على شغل أو تحصيل قوتهم بسهوله فالمناضل الطاهر عميرة مثلا كان يضع حينما يشعر بالجوع صخرة على بطنه وهو ما يدل على الفقر المدقع الذي كان يعيشه اللاجئون التونسيون في ليبيا. ولاحظ اللمسي أن صالح بن يوسف كان معترضا على المفاوضات قبل الشروع فيها وقيل وقتها للمناضلين إن هذه المعارضة تندرج في إطار التكتيك السياسي رغبة في افتكاك أكثر ما يمكن من الحقوق من المستعمر لكن اتضح فيما بعد أن هناك خلافا كبيرا بين الشقين أي بين صالح بن يوسف والحبيب بورقيبة. سعيدة بوهلال (يتبع) (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 28 ديسمبر 2008)
سورية هل تنتقل فعلاً إلى المفاوضات المباشرة مع إسرائيل؟
توفيق المديني يشهد المثلث الإقليمي السوري–الإسرائيلي- التركي حركة نشطة على الصعيد الدبلوماسي، يستشف منها أن سورية وإسرائيل مقبلتان على الانتقال من المفاوضات غير المباشرة إلى المفاوضات المباشرة. وما يرجح هذا الاحتمال، الخبر الذي نقلته الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) عن الرئيس بشار الأسد في المؤتمر الصحافي المشترك مع الرئيس الكرواتي ستيبان ميسيتش الذي زار سورية يوم الإثنين 22 ديسمبر الجاري، وجاء فيه: «من الطبيعي أن تنتقل سورية وإسرائيل في مرحلة لاحقة إلى مرحلة المفاوضات المباشرة»، لأنه «لا يمكن أن نحقق السلام من خلال المفاوضات غير المباشرة». ما أعلنه الرئيس الأسد من احتمال انتقال المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، إلى مفاوضات مباشرة، اعتبره المحللون الغربيون المتابعون لشؤون المنطقة، بأنه تعبير عن التقدم الذي حصل في المفاوضات بين سورية وإسرائيل، والذي بات يحتاج إلى قرارات سياسية شجاعة من الجانب الإسرائيلي.وكانت أوساط دبلوماسية دولية غربية أكدت في شهر يونيو الماضي أن المفاوضات السورية–الإسرائيلية برعاية تركيا، حققت تقدما حقيقيا في نقاط عدة، ومن دون الدخول في التفاصيل، أبرزها: 1 – موافقة إسرائيل على إعادة مرتفعات الجولان وفقا لحدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967. بيد أن السوريين دأبوا على التحدث لزوارهم من الأوروبيين في الفترة الأخيرة، بأنهم لايزالون ينتظرون إجابة واضحة من الإسرائيليين حول العودة إلى حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967، واستعادة الأمتار القليلة في محيط طبريا، وهي النقطة الخلافية التي حالت دون توقيع اتفاق سلام بين سورية وإسرائيل برعاية أميركية، في القمة التاريخية التي جمعت بين الرئيس الأميركي السابق بيل كيلنتون والرئيس الراحل حافظ الأسد في جنيف في مايو 2000. وكان المنسق الأميركي الخاص لعملية السلام دنيس روس ذكر في مذكراته وقتها أنها 10 أمتار التي تعتبرها سورية حيوية جدا وغير مستعدة للتنازل عنها. 2 – في الترتيبات الأمنية، أو الموضوع الأمني، أفادت المعلومات أن الكفة تميل لمصلحة الإسرائيليين بالاستناد إلى واقع أن عمق الحدود السورية أكبر بكثير من عمق الحدود الإسرائيلية. وعليه فإن هذه الترتيبات ليست موازية بين جهتي الحدود بالنسبة إلى موقع محطات الإنذار، كما بالنسبة إلى السلاح ومداه. وتعطي هذه المصادر الدبلوماسية مثالا على ذلك أنه إذا كانت أجهزة الإنذار المبكر ستكون على مسافة ثلاثة كيلومترات في الأراضي الإسرائيلية، فهي ستكون على مدى عشرة كيلومترات تقريبا في الأراضي السورية، وهو الأمر الذي ينسحب على مدفعية الصواريخ، وكل الأسلحة التي يسمح باستخدامها (من تحليل إخباري ورد في صحيفة النهار اللبنانية، تاريخ 2 يونيو 2008.( 3 – اتفاق على تقاسم المياه بين الجانبين السوري والإسرائيلي، وحل كل الإشكالات التي كانت موضع خلاف في المفاوضات السابقة. 4 – اتفاق على التطبيع التدريجي الذي سيمتد على الأرجح إلى 15 سنة. ولما كان الرئيس بشار الأسد يعترف أن المفاوضات السورية –الإسرائيلية غير المباشرة عبر الوسيط التركي لا يمكن أن تحرز تقدما ملموسا كبيرا من دون تدخل الولايات المتحدة الأميركية المباشر، ورعايتها للمفاوضات المباشرة، فإن موقف الأسد من المفاوضات المباشرة هو بمنزلة رسالة موجهة إلى الإدارة الأميركية الجديدة التي ستتسلم مقاليد السلطة في واشنطن يوم 20 يناير المقبل، لجهة حثها وتشجيعها على فتح حوار مع دمشق، ولاسيما أن الأسد ذكر «أن إدارة الرئيس بوش رفضت التجاوب مع اقتراحات عدة في هذا الشأن قدمها إليها السوريون في اتصالات مباشرة وغير مباشرة». وكان الاعتقاد السائد خلال ولايتي جورج بوش الابن، أن العلاقة الجيدة بين سورية وأميركا، هي المفتاح لعلاقة جيدة مع إسرائيل، أو لتسوية سلمية معها. لكن في رأي المحللين الغربيين أن العلاقة الجيدة بين دمشق وواشنطن هي علاقة سورية الجيدة مع لبنان، وقد حققت هذه العلاقة خطوات ناجحة وملموسة، لعل أبرزها تبادل التمثيل الدبلوماسي بين البلدين. ومن الواضح أن للرئيس المنتخب باراك أوباما نية لفتح حوار مع سورية، ولكن الخطوة الرئيسة في أي مبادرة جديدة للرئيس الأميركي هي أن يعلن صراحة ما هي معايير السلام العادل والشامل في نظر الولايات المتحدة الأميركية. وفي نظر العارفين بتعقيدات قضايا الشرق الأوسط، فإن هذه المعايير يجب أن تشمل: أولا الانسحاب الإسرائيلي إلى حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967. كما أن المعيار الثاني الذي يعتبر الأساس المقبول لحل الصراع العربي الصهيوني، هو ما قاله سكاوكروفت وبريجنسكي مستشارا الأمن القومي الأميركي في عهدي (الجمهوري جورج بوش الأب، والديمقراطي جيمي كارتر) اللذان كشفا في كتابهما المشترك عن «إستراتيجية الولايات المتحدة في عهد أوباما». فالقضية التي وصفها كل من سكاوكروفت وبريجنسكي بأنها الأكثر إلحاحا على الساحة الدولية في الوقت الحاضر باتفاقهما معا هي القضية الفلسطينية. وقال الاثنان إنه لابد أن تمنح الإدارة الأميركية المقبلة أولوية مطلقة للقضية الفلسطينية «لأنه لا وجود لشرق أوسط مستقر من دون حل لهذه القضية». إذا كانت سورية جادة في السلام مع إسرائيل، وفي التفاهم مع الولايات المتحدة الأميركية، فإن الأمر ليس كذلك من الجانب الإسرائيلي. ففيما يشترط الرئيس الأسد الحصول أولا وقبل كل شيء على «الوديعة» التي تحدد سلفا قبول إسرائيل بالانسحاب التام من هضبة الجولان، فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت في زيارته الأخيرة إلى أنقرة، اكتفى بالقول الانسحاب الشامل من الجولان في مقابل السلام مع سورية، ورفض تقديم هذه الوديعة. وقد شنت تعليقات الصحف الإسرائيلية الصادرة يوم الإثنين 22 ديسمبر حملة انتقادات واسعة على تعهدات أولمرت بشأن الانسحاب من الجولان. فنشرت صحيفة «إسرائيل اليوم» مقالا كتبه أوري هاينتر بتاريخ 23 ديسمبر الجاري، عكس فيه الوجهة الإسرائيلية المعارضة للتخلي عن الجولان. وقد جاء في المقال ما يلي: «في مقابلات رأس السنة، دعا رئيس الحكومة إيهود أولمرت إلى الانسحاب من كل الجولان، قائلاً إن 200 متر لن تؤثر في أمن إسرائيل. وهو أراد بذلك أن يغمز من قناة إيهود باراك عندما كان رئيسا للحكومة واقترح انسحابا من الجولان، لكنه أصر على الاحتفاظ ببضعة عشرات من الأمتار قرب شاطئ طبريا. هل هناك من فوجئ بمطالب الأسد، بما فيها الانسحاب الإسرائيلي من الشاطئ الشمالي لبحيرة طبريا؟.. بالتأكيد لا، لأن من يتابع المفاوضات السورية –الإسرائيلية منذ بداية التسعينيات، وعلى مر الأعوام، يلحظ أن السوريين لم يتراجعوا قيد أنملة عن مطلبهم: انسحاب إسرائيل إلى خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967». السلام في القاموس الإسرائيلي، ولاسيما مع ترجيح فوز اليمين المتطرف بزعامة بنيامين نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، يعني وضع حد لسلاح حزب الله اللبناني، والقضاء على حركة المقاومة في فلسطين المحتلة ممثلة بحماس، والجهاد الإسلامي. أما نتنياهو، فقد أعلن أن «المطالب المختلفة التي تعرض على الأسد عديمة القيمة من دون الأمر المركزي، ألا وهو وجوب بقاء إسرائيل على هضبة الجولان. » كاتب من تونس
(المصدر: صحيفة أوان(يومية كويتية) الصادرة يوم 28 ديسمبر 2008)
بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين الرسالة رقم 525 على موقع تونس نيوزتونس في : 27/12/2008 بقلم محمد العروسي الهاني مناضل – كاتب في الشأن الوطني و العربي و الاسلامي محمد العروسي الهاني: اليوم نستعد للاحتفالات بالسنة الهجرية الجديدة 1430 وهي علامة الصحوة الاسلامية والتمسك بالدين الاسلامي ورسالة خاتم المرسلين سيد الأنام ورسول السلام والاسلام بعد 505826 يوما على هجرته من مكة إلى المدينة المنورة بفضل الله
يوم الإثنين القادم 29 ديسمبر 2008 هو بحول الله أول أيام شهر محرم السنة الهجرية 1430 جعلها الله طالع خبير على الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها وأعادها الله باليمن والخير والبركة على أمة الإسلام والنصر المبين والتمكين لأمة سيدنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ابن هاشم صلى الله عليه وسلم الذي بعثه الله بشيرا ونذيرا ورحمة للعالمين الانس والجن قال الله تعالى : وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين صدق الله العظيم وفي يوم فاتح محرم منذ 1429 سنة مضت بالأشهر القمرية تعد بالأشهر 17148 شهرا على الهجرة المحمدية وباليوم والليلة حوالي 505826 يوم يوما بيوم على هجرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي أمره الله بالهجرة من مكة إلى المدينة المنورة لإظهار دين الله ونشره في العالم بإذن الله وعونه ونصره لعبده صاحب الرسالة خاتم الأنبياء والمرسلين والسراج المنير وسيد العالمين الذي بعثه الله رحمة للعالمين وشفيع للمذنبين وقدوة للمسلمين وأسرة حسنة للمؤمنين وأمام الأنبياء والرسول من أبونا سيدنا آدم إلى عيسى عليه السلام ، محرر العقول من عصور الظلمات والجهل وعبادة الأصنام والأوثان إلى عبادة الله الواحد القهار وبدأ يوم فاتح محرم هجرته المباركة بإذن من ربه الذي تكفل بحفظه صحبة رفيقه وصديقه وصاحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه وقال الله في محكم تنزيله إلا تنصروه فقد نصر الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ بقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنوده لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم صدق الله العظيم سورة التوبة وحفظه الله في الغار وفي كامل الرحلة الطويلة الشاقة والوعرة حوالي 480 كلم بين شعاب مكة والمدينة المنورة مشاها رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأقدام في الجبال والصحراء والشعاب دون طريقة آمنة ولا معبدة ولا مراقف ومطاعم ونور كهربائي ووسائل نقل عصرية مثل ما نشاهد اليوم بين مكة والمدينة حافلات مكيفة ومراقف وأمن ومطاعم ومساجد كل المراقف متوفرة أما في هجرة الرسول الأكرم عليه أفضل الصلاة والسلام لا شيء موجود بل قل كانت أهالي قريش بمكة وأبطالها وقادتها وأغنيائها يلاحقون خطى الرسول الأعظم لقتله أو ألقى القبض عليه وقد خرج من مكة المكرمة بأمر من ربه بطريقة خفية صحبة صاحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه إذا كانت هجرة الرسول الأكرم بتلك الصورة والحالة هي هجرة ورحلة شاقة ولا تتوفر فيها عناصر الأمن بالمفهوم العصري ولكن الأمن الحقيقي كان من الله الذي أمر عبده ونبيه وكان الأمر إلاهي محفوفا بعناية ربانية ومن كان الله معه فال يخاف ولا يحزن ولا يهزم ولا يفشل أبدا ومن كان الله معه فهو الفائز والرابح والمنتصر والناجح والباقي ذكره إلى يوم القيامة ومن يتوكل على الله فهو حسبه ان الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا صدق الله العظيم وقد حقق الله سبحانه وتعالى وعده لرسوله ونصر عبده ونشر دينه وأظهر معجزاته ورفع شأن رسوله وأيده بالنصر المبين والفوز والتمكين وحقق صاحب الهجرة المحمدية الخالدة ورسول البشرية المعجزة الأهية وانتشر دين الله في مشارق ومغاربها بالعزيمة المحمدية وأصحابه الميامين من المهاجرين والأنصار وعزز الله دينه بهدي من رب العالمين برجلين أقويا استجابة لدعوة رسوله الكريم الذي كان يدعوا الله لتعزيز مكانة الإسلام ومزيد تمكينه وكان يدعوا اللهم عزز الإسلام بإحدى العمرين واستجاب الله دعوة رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام وقذف نور الإسلام في قلب سيد قريش عمر بن الخطاب وجاء مهرولا للمدينة وطلب أن يحضر بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ليعلن إسلامه وفرح الرسول بقدومه وأسلم عمر بن الخطاب يومها على يد الرسول وكان يوم إسلامه عيدا عند المسلمين وعزز الله دينه بعمر وأسلم عمر بن العاص وخالد بن الوليد وانتصر دين الإسلام وانتشر في مشارق الأرض ومغاربها بفضل الله والهجرة المباركة الذي بدأ المسلمون يؤرخون بهذا التاريخ العظيم تاريخ بروز الإسلام ونشره وبناء دولة الإسلام وجيش الإسلام وقوة الإسلام بفضل الرحمان الذي وعد عبده بالنصر ونقول الحمد لله الذي نصر عبده وهزم الأحزاب وحده واليوم بعد مرور 1429 سنة ونحبسها بالأشهر 17148 شهرا وباليوم 505826 يوما بيوم وكأن يوم الهجرة المحمدية اليوم مادنا مستحضرين مفكرين ومعتزين وحاملين راية الإسلام الخالدة. بقوة الإسلام ونور الإيمان والعقيدة الربانية ومحبة الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم والمسلم المؤمن هو الذي يجعل حب الرسول في قلبه قبل أي حب فهو الحبيب المصطفى حبه قبل أي حب قبل الوالد والمال والنفس والأهل وهذا هو المؤمن وصفاة المسلم أن يحب الرسول أكثر من نفسه هذا الرسول الذي أدى الرسالة وبلغ الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاد صلى لله عليه وسلم علينا اليوم ونحن نحتفل بمرور 1430 سنة على هجرته نتذكرها بالسنة والشهر
واليوم تمسكا ووفاء وحبا وقدوة بهذا الرسول الكريم ونحمد الله تعالى الذي أنعم علينا أن هدنا للإسلام وجعلنا من أمة خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ابن هاشم الذي قال إنما بعثت لأتمم الأخلاق ما أبلغ هذه الجملة البليغة الرائعة الشاملة والهادفة وما أحوجنا لمزيد فهمها اليوم بأكثر عمق والعمل بهذا لأنها شاملة لكل مظاهر حياتنا نحتاج إلى مكارم الأخلاق في كل يوم وساعة وفي كل دقيقة وثانية وفي كل قضية نحتاج ونتذكر هذا القول الجامع الشامل الصالح لا فقط بمرور 505826 مضت بل اليوم أكثر من أي وقت مضى نحن نحتاج إلى حكمة رسول وحديثه والذي لا ينطق عن الهوى فالعدل من مكارم الأخلاق ومقاومة الفساد من مكارم الأخلاق واستغلال النفوذ مرفوض وهو ليس من مكارم الأخلاق والظلم منافيا لمكارم الأخلاق والمحظوظية لا تتماشى مع مكارم الأخلاق والاستبداد والانفراد بالرأي منافيا لمكارم الأخلاق والشورى من مكارم الأخلاق والتواضع من مكارم الأخلاق والكبرياء ليس من شيم مكارم الأخلاق والنظافة من مكارم الأخلاق والاستقامة من مكارم الأخلاق وخدمة الغير من مكارم الأخلاق والمصداقية من مكارم الأخلاق وعدم التبذير في أموال المجموعة من مكارم الأخلاق والثراء بطرق غير شرعية غير واردة في مكارم الأخلاق وهضم حقوق الناس ليس من مكارم الأخلاق وأكل عرق الناس ليس من مكارم الأخلاق وعدم المساواة ليس من مكارم الأخلاق والاستعلاء على الضعفاء ليس من مكارم الأخلاق وعدم الرد على رسائل الناس ليس من مكارم الأخلاق واستعمال النفوذ لحماية المصالح ليس من مكارم الأخلاق والإصغاء إلى خلجات الناس من مكارم الأخلاق والقيام بالواجب الوطني من مكارم الأخلاق والعفو والصفح من مكارم الأخلاق والتسامح والمحبة من مكارم الأخلاق والحلم والعطف من مكارم الأخلاق وصدق رسول صلى الله عليه وسلم الذي لخص رسالته في مكارم الأخلاق ومن كان يحمل هذه الخصال المحمدية فهو من أمة محمد صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى : وإنك لعل خلق عظيم صدق الله العظيم وأن المسلم العاقل هو الذي يقتدي بسنة رسول الله وسلوكه وحياته وأخلاقه العظيمة وسيرته الطيبة العطرة وعفوه ولطفه وحلمه حتى على الأعداء وأن تقدم الأمة الإسلامية تكمن في التمسك بحبل الله المتين وبكتاب الله وسنة رسوله الكريم تصديقا لقوله صلى الله عليه وسلم تركت فيكم أمرين ما ان تمسكتم بهما بعدي لن تضلوا أبدا كتاب الله وسنتي فهل نحن على عهد رسول الله أم ماذا ؟؟؟ وهل القوانين الوضعية التي تضعها الأمم المتحدة هي خلاص وتقدم أمتنا أم ماذا ؟؟؟ وهل نتمسك بشعارات زائلة فاشلة وضعية أجنبية كاذبة لا تصلح لجدتنا وحضارتنا (كلمة حق) أريد بها باطل ونترك دستور الأمة وسراجها المنير وشرع الله الخالد ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا صدق الله العظيم نسال الله التوفيق والهداية والعفو وصلاح الحال وكل عام وأمة الإسلام بخير وعافية وصحوة إسلامية وعودة إلى الحق والصواب والرشد والتعقل والقدوة الحسنة برسول الله صلى الله عليه وسلم. ملاحظة هامة : نرجوا فهم هذه الرسالة فهما عميقا ونتمنى من الله العمل بما جاء فيها خاصة التسامح والعفو والصفح عند المقدرة. وقال المثل أو الشاعر لا أرى في عيوب الناس شيء كنقص القادرين على التمامي قال الله تعالى : إن أريد الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب صدق الله العظيم محمد العروسي الهاني)مناضل( 22022354 نهج الوفاء عدد3 حمام الشط تونس
رحيل صمويل هانتنغتون صاحب «صدام الحضارات»
نيويورك – الحياة علم امس ان الباحث السياسي الاميركي صمويل هانتنغتون، مؤلف كتاب «صدام الحضارات» الذي احدث دويا كبيرا، توفي يوم 24 كانون الاول (ديسمبر) الجاري عن عمر يناهز 81 عاما في مارثاس فينيارد (مساتشوستس، في شمال غربي البلاد). واوضحت جامعة هارفرد في موقعها على الانترنت ان هانتنغتون، وهو استاذ سابق في هذه الجامعة العريقة، «لم يتوقف عن القاء محاضراته الا في العام 2007 بعد 58 عاما من الخدمات المشكورة والمخلصة». وذكرت ان هانتنغتون الّف وشارك في تأليف 17 كتابا و90 مقالا علميا حول السياسة الاميركية ونشر الديمقراطية والسياسة العسكرية والاستراتيجية وسياسة التنمية. ولد صمويل هانتنغتون في 18 نيسان (ابريل) العام 1927 في نيويورك، وحصل على شهادة من جامعة ييل العريقة وله 18 عاما من العمر، وبدا في التدريس في هارفرد في الثالثة والعشرين. وعرف في الخارج برؤيته عن صدام الحضارات حيث اصدر كتابا لشرح رؤيته هذه العام 1996 ترجم الى 39 لغة. وعرض هانتنغتون في هذا الكتاب فكرته التي تتلخص في ان الصراعات العنيفة في العالم بعد الحرب الباردة لن تكون بين الدول القومية ولكنها ستنجم عن الخلافات الثقافية والدينية بين الحضارات الكبرى. (المصدر: ملحق « تيارات » بصحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 28 ديسمبر 2008)