الأحد، 27 يونيو 2010

Home – Accueil

 

عشرة أعوام من الإخبار اليومي عن وطن يعيش فينا ونعيش به وله…  

TUNISNEWS

 10ème année, N°3687 du 27. 06 .2010  

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادق شورو

ولضحايا قانون الإرهاب


الجزيرة.نت :العالم يحتفل بيوم مناهضة التعذيب

مالك شرهيلي:الى متى سيستمر البوليس السياسي في ازعاج عائلتي بوراوي صادق الشريف :تذكير والتماس للبت في العرائض والرّسائل الموجّهة إلى جنابكم وإلى سيادة رئيس الجمهورية  

جريدة « الصباح »:اليوم انتخاب رئيس فرع تونس للمحامين: تنافس كبير بين المترشحين.. وقائمة بلون واحد مغلقة

المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية:تضامنا مع القضاة والقاضيات اعضاء الهيئة الشرعية لجمعية القضاة

المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية:من يحدد تواريخ عقد المؤتمرات القطاعية النظام الداخلي للاتحاد العام ام النظام الداخلي لعلي رمضان سويس انفو: »الوقاية من التعذيب في سويسرا تتطلب إنشاء هيئة تحقيق مستقلة »

جريدة « الصباح »:المراقبة تحجز 733 منتوجا تقليديا مستوحى من التراث الوطني

جريدة « الصباح »:من الذاكرة الوطنية..مزالي: تقبلت إقالتي بروح رياضية.. لكن

فتحي العابد: عرجون الغواية

علي شرطاني :عمرو موسى في غزة  3/3  الجزيرة.نت :نجل القذافي: عصر الملوك ولّى

القدس العربي:البرادعي يقود مظاهرة في الاسكندرية ويتوعد بفضح المتآمرين مهما كان موقعهم

العرب:حماس: مصر تتحمل المسؤولية في فشل المصالحة الفلسطينية

الجزيرة.نت :باريس منزعجة لدور تركيا بفلسطين

إذاعة صوت الأقصى:أنقرة تمنع طائرة صهيونية من عبور الأجواء التركية 

العرب:أوروبا والنقاب: مشاهد صادمة ثقافياً

الجزيرة.نت :لماذا يفشل جنرالات أميركا؟

إسلام أونلاين :أفغانستان: قتلى بريطانيا يبلغون 300 جندي

الجزيرة.نت :شافيز: إسرائيل دولة إبادة جماعية


العالم يحتفل بيوم مناهضة التعذيب


يوافق السادس والعشرون من يونيو/حزيران من كل عام اليوم العالمي لمناهضة التعذيب، حيث يأتي اليوم بينما تستنكر كثير من الجهات القانونية والحقوقية الممارسات الإسرائيلية تجاه المعتقلين الفلسطينيين في سجون إسرائيل. فقد أصدرت اللجنة العامة لمنظمة مناهضة التعذيب في إسرائيل ومركز « عدالة » الحقوقي، تقريرا أدانتا فيه انتهاكات جيش الاحتلال بحق المعتقلين من سكان قطاع غزة أثناء الحرب على القطاع. وأشار التقرير إلى أن آلاف الفلسطينيين في القطاع تعرضوا لأنواع متعددة من الانتهاكات الأساسية للقوانين الدولية والإسرائيلية على يد جنود الاحتلال. وأكدت المحامية من مركز عدالة الحقوقي عبير بكر أن هناك « نهجا ومسلكيات واضحة للجيش الإسرائيلي تشبه كثيرا مسلكيات الجيش الأميركي في العراق »، مشيرة إلى أن « هذه المسلكيات تتميز عادة بأن الجنود يرون أنفسهم فوق القانون ». وتأتي هذه المناسبة بينما ما تزال آثار الحرب الإٍسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة قائمة بشقيها المادي والمعنوي، وما يزال ضحايا هذه الحرب يطالبون بمعاقبة المسؤولين عما أصابهم قبل أن تغيب قضيتهم. وقد التقت مراسلة الجزيرة بغزة هبة عكيلة عددا من المعتقلين السابقين لدى الجيش الإسرائيلي حيث استذكروا أساليب التعذيب البشعة التي اتبعها معهم الجيش وجعلت بعضهم يفضل الانعزال والوحدة بعد أن كان منطلقا على الحياة. وكان قد عقد في غزة الخميس الماضي مؤتمر الأمم المتحدة العالمي لمساندة ضحايا التعذيب، الذي نظمه مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان وبرنامج غزة للصحة النفسية بمشاركة لفيف من الشخصيات الحقوقية ومندوبي مؤسسات حقوق الإنسان المحلية. وقد سيطرت قضية تعذيب الأسرى والأسيرات الفلسطينيين والفلسطينيات في سجون الاحتلال الإسرائيلي على جدول أعمال المؤتمر، الذي أشار المشاركون فيه إلى أن إسرائيل تمارس تعذيبا ممنهجا بحق الأسرى. ويذكر أن الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال في فلسطين أكدت في تقرير لها أصدرته بداية الشهر الجاري انتهاك إسرائيل السافر لحقوق الطفل وممارستها مختلف أشكال التعذيب اللفظي والجسدي بحقهم، وعززت تقريرها بنحو 100 شهادة لأطفال اعتقلتهم إسرائيل. وأشار التقرير إلى تصاعد وتيرة اعتقال الأطفال التي وصلت إلى 700 طفل سنويا، وقال إن أوضاع الأطفال الأسرى سيئة للغاية من اللحظة التي يتم فيها الاعتقال مرورا بالتحقيق إلى الإفراج. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 27 جوان  2010)


الى متى سيستمر البوليس السياسي في ازعاج عائلتي


بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين نبينا محمد و على اله و صحبه اجمعين اما بعد:

رغم اني غادرت بلدي تونس منذ اكثر من سبعة سنوات و رغم انه لا نية لي في العودة مرة اخرى في الظروف الحالية و انا محاكم تحت ما يسمى قانون الارهاب (الحافظ لعرش بن على) في احكام يصل مجملها في ما اعلم الى 16 سنة سجن و 10 سنوات سجن مدني اقصد مراقبة ادارية , رغم عدم تواجدي في تونس و السلطات التونسية تعلم هذا علم اليقين و يعرفون مكان تواجدي و لربما حتى عنوان البيت المقيم فيه رغم هذا كلهم الا انهم لا يزالون مصيرين على زيارتهم الغير مرحب بها الى اهلي و ازعاج والدتي التي تبلغ من العمر 60 سنة و ارهاقها باسالة تافهة كطارحيها و مطالبتها بالاصرار و الالحاح علي في العودة كي اكون فريسة لهم, الغريب في الامر هذه المضايقات الغير مبررة و التي لا تنوء الا بفضاضة و وحشية النظام التونسي الذي تجرد من كل الاخلاقيات الانسانية عندما كنا نسمع عما كان يعانيه المعتقلين من الحركة الاسلامية و عائلاتهم كان يبدو لنا و كانه ضرب من ضروب الخيال و لم يكن يخطر ببالنا في تلك اللحظة الا فرعون و قوم موسى او اصحاب الاخدود او المسلمون في عهد قريش حيث لم تكن هناك قيم و لا اخلاقيات و لا دين, ولكن ان نسمع و نعايش ما يحدث اليوم معنا سواء من كانوا داخل تونس او خارجها نحس بالفعل اننا مازلنا نعيش في قرون فرعون و هامان و قارون و بن علي …. فمتى يا ترى يفهم جلادوا بن علي ان ما يقومون به من اضطهاد و ظلم لن يكزن نهايته الا مصير فرعون و امثاله و ان الظلم و الاستبداد لا يزيدنا سوى عزيمة و تمسكا بقضايانا .. 21_06_2010 كتبه مالك شرهيلي


تونس في 25/06/2010  السيد المدير العام للأمن الرئاسي والشخصيّات الرسمية

تذكير والتماس للبت في العرائض والرّسائل الموجّهة إلى جنابكم وإلى سيادة رئيس الجمهورية  


العارض: بوراوي صادق الشريف مقاول بناء من مواليد 15/05/1943 بمدينة المكنين الموضوع: تذكير والتماس للبت في العرائض والرّسائل الموجّهة إلى جنابكم وإلى سيادة رئيس الجمهورية أمّا بعد، سيدي لا أعرف أسباب هذا الصمت وعدم الإجابة عن رسائلي الموجّهة إلى القصر الرئاسي خصوصا عريضة 25 ماي 2010 وعريضة 15 جوان 2010 عن طريق سيادتكم إلى سيادة الرئيس وقد فاقت عرائضي ألف عريضة لم تبلغ إلى سيادة الرئيس وإني أحملكم تبعة هذا الإهمال وعدم الإكتراث  ولا أعرف إلى حدّ الآن أسباب منعي من مواصلة بحثي بمصالح أمن الدولة الصادرة فيها تعليمات رئاسيّة سنة 2002 والذين أقبروها المنصف بن رمضان المدير العام للمصالح المختصّة آنذاك ومدير الإدارة الفرعيّة آنذاك توفيق الديماسي ونبيل عبيد مدير مصالح أمن الدولة آنذاك، والزّج بي في السجن باطلا لقلب الحقيقة خوفا من كشفهم لسيادة الرئيس. ومنذ شهر أفريل 2005 بعد خروجي من السجن منعوني من استخراج بطاقة التعريف الوطنية إلى اليوم التي هي حقّ لكلّ مواطن ومنزلي بالعنوان المذكور تحت الحظر الأمني لا اقدر على الدخول إلى منزلي منذ شهر مارس 2007 إلى اليوم وذلك من قبل كبار السلطات الأمنية أعضاء وزير الداخلية ربع قرن رخصة سياقة ألمانية مغتصبة مني من طرف عون أمن محمد العياري 14 نهج جبل برقو تونس.  سيدي المدير العام هل أظلّ أقدّم عرائضي ورسائلي دون استرجاع حقّي الضّائع. فكلّ أموالي وهي ملياران و500 ألف دينار تحت حوزة السيد بشير التكاري وزير العدل وحقوق الإنسان السّابق ووزير التعليم العالي حاليا. سيدي المدير العام أسأل وأتساءل هل تقبل هذا الإعتداء عليك أو على أيّ فرد من عائلتك بالظلم ظلمات يوم القيامة. سيدي المدير العام، أحيط جنابكم علما أنّه لا يمكن لي السّكوت حتى الموت عن حقوقي الشرعيّة بصفة قانونيّة مع جميع الأطراف مهما كان المستوى ومهما كانت المسؤوليّة. هذا وأنا أعاني من المضايقات الأمنية والعدليّة والسجن بالباطل وهمّتي لم تضعف والحمد لله.  سيدي المدير العام، إذا لم يتمّ انصافي بالعدل والقانون إليّ فإنّني سأكون مضطرّا إلى نشر قضيّتي على القنوات الأجنبيّة والمنظّمات الدّوليّة والأحزاب السياسيّة في تونس لإيصال صوتي إلى سيادة رئيس الجمهوريّة ليكون على علم بما أعانيه من ظلم واعتداء حيث أبلغ من العمر 67 سنة وأنا متشرد لا هوية ولا بطاقة علاج ولا جراية ورزقي ومالي تحت أيادي المسؤولين سالمين في الدولة. إنّ الذين يصرخون في وسائل الإعلام لم ينلهم ما نلته من مضرّة وظلم مادّي ومعنوي جسيمين. وكلّ معالم قضيّتي واضحة لديكم وأنا على علم بما يجري في الكواليس من ألفه إلى يائه وكلّ عرائضي وشكاواي موجودة في وزارة الدّاخليّة ووزارة العدل وحقوق الإنسان والقصر الرئاسي، وإني أقول كلامي هذا ليس من باب التهديد بل من باب الوصول إلى حقوقي وإيصال صوتي إلى سيادة الرئيس بصفة خاصّة. تصلكم هذه العريضة بالفاكس والبريد المسجل. وأنا في انتظار ردّكم والسلام./.   


اليوم انتخاب رئيس فرع تونس للمحامين تنافس كبير بين المترشحين.. وقائمة بلون واحد مغلقة


تدخل انتخابات فرع تونس للمحامين اليوم وسط توقعات بمنافسة حادة بين مختلف المترشحين فقد بدأت بعض الأطراف السياسية الناشطة في القطاع في تعبئة عناصرها ودعوتهم للحضور بكثافة والتصويت لمرشحيها لا سيما المترشحين لرئاسة الفرع. ويتوقع العديد من اهل القطاع أن تنحصر المنافسة على رئاسة الفرع في الدور الاول بين الاستاذ محمد هادي الذي يجد دعما متواصلا من قبل المحامين التجمعيين وبين الاستاذ محمد نجيب بن يوسف الذي يلاقى دفعا من بعض المحامين القريبين من التيار الاسلامي الناشط بالقطاع. كما لم يخف الملاحظون امكانية حصول ما اسموه «بالمفاجأة» التي من المتوفع أن يصنعها الاستاذ محمد الهادفي الذي استطاع أن يجمع حوله كل من المحاميين اليساريين والقوميين وهو ما سيمكنه من افتكاك عدد كبير من الاصوات التي ستعمل على مساعدته للمرور إلى الدور الثاني من انتخابات رئاسة الفرع. اما بخصوص المترشح المستقل الاستاذ بدر الدين المهيري فقد اعتبر  الملاحظون أن ترشحه لرئاسة الفرع ياتي»كمشاركة رمزية لا غير.»مضيفين»نحن لا نقلل من شأن اي مترشح , ذلك أن رئاسة فرع تونس لا تخضع الا للحسابات السياسية وللاطراف الممسكة بخيوط اللعبة الانتخابية تماما كما حصل في انتخابات العمادة والهيئة الوطنية للمحامين.» واضاف الملاحظون بقولهم «ان رئاسة الفرع لن تحيد عن هذا المنحى فكل تيار يحاول العمل على التاكيد انه الاقوى  والجماهيري قطاعيا وهو ما يعني أن المنافسة ستخضع للكتل السياسية التي ستتواجد بكل ثقلها.» هل يحصل تحالف؟ وعن التحالفات الممكنة بين المترشحين لرئاسة الفرع والساعين للمرور إلى الدور الثاني استبعدت بعض الاطراف القريبة من القطاع تشكل اي تحالف في بداية التصويت ذلك أن كل المترشحين متساوين في الحظوظ خلال الدور الاول على الاقل. ولم تستبعد مجموعة اخرى من المحامين امكانيات التحالف بين كل من محمد هادي ومحمد الهادفي وهو ما يعني اقصاء بقية المترشحين في الدور الاول للحيلولة دون وصول محمد نجيب بن يوسف للدور الثاني واكدت ذات المصادر أن هذا الامر لن يحصل الا اذا تم التاكيد على الانضباط في التصويت لتجنب ما حصل في انتخابات العمادة من تشتت للاصوات وغياب التنسيق بين المحامين التجمعيين. سباق القائمات على عكس انتخابات الهيئة الوطنية تقدمت احدى القائمات المترشحة بقائمة مغلقة ضمت عشرة عناصر ينتمون إلى نفس الخط السياسي وهو ما اثار حفيظة عدد كبير من المحامين الذين تساءلوا عن اسباب غياب بعض العناصر اليسارية من هذه القائمة خاصة ان التحالف في انتخابات الهيئة جمع عناصر من اليسار وعددا من القريبين من الاسلاميين. كما اتهم البعض الاخر عناصر هذه القائمة بالاقصاء متسائلين «لماذا عاتب بعض المنتمين إلى هذه القائمة «قائمة المحاماة اولا» واتهموها بالانغلاق في حين أن تلك المجموعة تدخل انتخابات الفرع وهي ذات لون سياسي واحد؟.» خليل الحناشي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 27 جوان 2010)


تونس في 27 /06 / 2010 تضامنا مع القضاة والقاضيات اعضاء الهيئة الشرعية لجمعية القضاة ورفضا لكل التضييقات عليهم .


على اثر ما نشرته الصحافة الورقية والالكترونية من إقدام وزارة العدل وحقوق الإنسان مجددا على اقتطاع مبالغ مجحفة من أجور القاضيات عضوات الهيئة الشرعية لجمعية القضاة التونسيين السيدات كلثوم كنو وليلى بحرية وروضة القرافي مع العلم أن المبالغ المقتطعة فاقت بكثير القدر القانوني المسموح به في الحجز على المرتبات نظرا لصبغتها المعاشية ( سبعون بالمائة من الأجر الصافي في بعض الحالات ) فان المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية: 1) يستنكر المس من لقمة عيش هؤلاء النساء اللواتي يتعرضن منذ الانقلاب على جمعية القضاة التونسيين في 2005 إلى شتى أنواع الحيف و الملاحقة والتضييق على عملهن بواسطة الدعوات المتكررة إلى التفقدية العامة بوزارة العدل وحقوق الإنسان كما التضييق على نشاطهن الجمعياتي. 2) ينبه إلى أن منع القاضية التونسية من ممارسة حقوقها الجمعياتية وتعطيل نشاطها في الوسط القضائي يتنافيان مع حق المرأة في العمل الفاعل داخل المجتمع ودعم حضورها وتعزيز دورها في الحياة العامة . 3) يذكّر بمناسبة قرب حلول الحركة الدورية للقضاة أن النقل الجماعية للقاضيات من أعضاء الهيئة الشرعية إلى مواطن بعيدة عن مقراتهن الأصلية واستثنائهن من حقهن في النقلة داخل دوائر محاكم تونس الكبرى قد أدّيا زيادة على التباعد بين الأزواج إلى تأثيرات غير محسوبة على أوضاعهن الشخصية والعائلية وتربية أطفالهن وعلى مكانة المرأة ودورها في الأسرة التونسية . 4)يعبر عن شديد قلقه من تواصل الحملة ضد نشطاء جمعية القضاة التونسيين. 5) يدعو إلى رفع اليد عن شؤون الجمعية حتى يتمكن القضاة من مواجهة قضاياهم وحماية استقلالهم بعيدا عن أي تدخل من آية جهة كانت. 6) يحي صمود القاضيات المبعدات والمهددات على الدوام في أرزاقهن من اجل ثباتهن على الدفاع على استقلال الجمعية ومشروعها في إقرار الضمانات الجوهرية لاستقلال السلطة القضائية ورفض الانقلاب على هياكلها الذي توضّحت الغاية منه من خلال تعطيل ذلك المشروع وتغييبه. المنسق العام محمد العيادي المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et deslibertés syndicaux


من يحدد تواريخ عقد المؤتمرات القطاعية النظام الداخلي للاتحاد العام ام النظام الداخلي لعلي رمضان


كتبت بتاريخ 29 ماي 2010 مقالا عن رفض الامين المساعد الاخ علي رمضان الامضاء على قرار مقاطعة الامتحانات الوطنية الذي اتخذته الهيئة الادارية للجامعة العامة للتاطير و الارشاد التربوي بتاريخ 28ماي 2010 و يؤكد مرة اخرى من خلال رفضه تعيين تاريخ لعقد مؤتمر الجامعة انه يتصرف وفق اهواء او ربما مصالح ضيقة رغم مطالبة اعضاء الجامعة و رغبة الهياكل و القواعد بذلك ولسائل ان يسأل * هل الاخ الامين العام المسؤول عن النظام الداخلي وصي على قطاعنا يعقد المؤتمرات متى يشاء و يؤجلها متى يشاء ( يرغب في عقد المؤتمر بعد شهر رمضان اي بعد حوالي ثمانية اشهر من التاريخ القانوني لانعقاد المؤتمر * لماذا يتم تأجيل مؤتمر الجامعة العامة للتأطير و الارشاد التربوي بالذات في حين تنعقد مؤتمرات القطاعات الاخرى في اجالها القانونية و خاصة قطاعات التعليم * الا يعتبر ذلك تعديا صارخا على القانون الاساسي و النظام الداخلي للمنظمة العريقة التي ننتمي اليها و نظرا الى هذه الممارسات اللاديموقراطية و التجاوزات الخطيرة للامين العام المساعد المسؤول عن النظام الداخلي الاخ علي رمضان فاني ادعو اعضاء الجامعة و على راسهم الكاتب العام بدر الهرماسي لتحمل مسؤولياتهم و الوقوف بكل حزم لتحديد تاريخ لعقد المؤتمر كما اسحب هذا النداء على كل الجهات لعقد ندوات اطارات في اقرب وقت ممكن تتوج بلوائح الى الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل قصد تمكيننا من عقد مؤتمر جامعتنا في آجاله القانونية صلاح مسعودي

المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux


« الوقاية من التعذيب في سويسرا تتطلب إنشاء هيئة تحقيق مستقلة »


تنفيذا منها لبنود البروتوكول التكميلي لاتفاقية الأمم المتحدة الخاصة بمناهضة التعذيب، أنشأت الحكومة السويسرية بداية عام 2010 اللجنة الوطنية للوقاية من التعذيب. وينص القانون الفدرالي المنظم لعمل هذه الهيئة على تجديد عضويتها مرة كل أربع سنوات. وبمناسبة مرور ستة أشهر على بداية عمل هذه اللجنة، أجرت سويس انفوحوارا مطوّلا مع رئيسها الخبير القانوني والطبيب جون بيار روستليني، وهو أيضا عضو في اللجنة الأوروبية للوقاية من التعذيب. وفي ما يلي نص الحوار. سويس انفو: ما وجه احتياج سويسرا لتشكيل لجنة وطنية للوقاية من التعذيب؟

جون ب. روستليني: تنبع ضرورة وجود هذه اللجنة من مصادقة سويسرا أخيرا على برتوكول إضافي للاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب. هذه الإتفاقية تلزم سويسرا بإنشاء هذه الآلية على المستوى الوطني. سويس انفو:لكن هل ترى أن هناك فعلا حاجة ماسة لهذه الآلية في سويسرا المعروفة بدفاعها عن حقوق الإنسان؟

 

جون ب. روستليني: أجيب وبدون تردد نعم، سويسرا كغيرها من البلدان الأوروبية والغربية في حاجة ماسة لهذه الآلية. أوّلا لأن سويسرا ليست بمنأى عن الأخطار والتجاوزات في المجال المتعلق بمنظومة العقوبات السالبة للحرية. وتأكد لي من خلال اشتغالي في السجون منذ أزيد من 30 سنة، ومن خلال شبكة علاقاتي الواسعة بالعاملين في هذا المجال، وكذلك من خلال مشاركتي في تكوين أعوان الشرطة وحرس السجون في سويسرا وفي البلدان المجاورة، أن احتمال حصول تجاوزات، كسوء استخدام النفوذ والسلطة داخل الإدارة العمومية عندما يكون بين يديها شخص ارتكب مخالفات يعاقب عليها القانون، هو احتمال قوي جدا. سويس انفو:بالنسبة لأي مواطن من بلدان الجنوب يبدو الحديث عن لجنة للوقاية من التعذيب في سويسرا أمرا مثيرا للإستغراب، هل تتفهم ذلك؟

جون ب. روستليني: قد يكون استخدام لفظ « التعذيب » هنا ليس في محله. ولكن، رغم ذلك فإن الممارسات المأساوية والمحزنة التي شهدها سجن أبو غريب (في العراق)، ومعتقل غوانتانامو (في خليج كوبا)، ناهيك عن السجون السرية تبرهن بما لا شك فيه أن دولا غنية، ومترفّهة ومتحضرة جدا، وأن دولا تدعي أنها ديمقراطية حتى النخاع لا تتورّع عن إساءة معاملة المعتقلين في سجونها، بل أن أجهزتها الأمنية الرسمية تمارس أنكى أنواع التعذيب. تلك الأحداث السيئة لابد أن تشكل لنا درسا لأنها تدلل على أنه لا يوجد بلد بمنأى عن هذه الممارسات اللاإنسانية بما في ذلك البلدان التي تدعي أنها رائدة في مجال حقوق الإنسان. سويس انفو:هل توجد لجان شبيهة بهيئتكم على المستوى الأوروبي أيضا؟

 

جون ب. روستليني: اللجنة الوطنية التي أرأسها قامت في الأصل بناءً على الفكرة التي أطلقها في بداية الثمانينات السويسري جون جاك غوتيي (1913- 1986)، والذي ابتكر آلية المراقبة الدولية للسجون، لكن الأوضاع لم تكن مهيأة بما فيه الكفاية آنذاك، فتوجه للعمل على المستوى الأوروبي، وكُلّلت جهوده في عام 1989، بعد وفاته، بالمصادقة على اتفاقية مناهضة التعذيب من طرف مجلس أوروبا. اللجنة الوطنية السويسرية تأسست بناءً على نموذج اللجنة الأوروبية للوقاية من التعذيب، والتي أنا عضو فيها، وخبير لديها منذ أزيد من 20 سنة، وممثل سويسرا لديها أيضا منذ 8 سنوات. من دون شك، فإن الهيئات المحلية التي ترى النور اليوم بناءً على الإتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب إنما يعود الفضل فيها إلى ريادة السويسري جون جاك غوتيي الذي بدأت فكرته أوروبية، وانتهت أممية دولية. سويس انفو:ما هي حصيلة الوضع بشأن التعذيب في سويسرا في ضوء تقارير الهيئات المعنية التابعة للأمم المتحدة؟

جون ب. روستليني: أجبرت سويسرا أخيرا على الرد على الإتهامات التي وجهتها إليها لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب، خاصة في ما يتعلق بأسلوب معاملة الأجانب في البلاد. لابد من التذكير أنها ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها سويسرا لانتقادات المنظمات الدولية خاصة بشأن ملف الترحيل القسري لطالبي اللجوء، أو المقيمين غير الشرعيين. سويس انفو:هل أفهم من كلامكم أن مراقبة أسلوب معاملة الدولة للأجانب الذين رفضت طلبات لجوئهم أو الذين ارتكبوا مخالفات قانونية، أو النساء المهددات بالترحيل القسري بعد طلاقهن من أزواجهن السويسريين الذين يسيؤون معاملتهن، تدخل ضمن اختصاص هيئتكم؟

جون ب. روستليني: بالتأكيد فالشخص الذي سلبت حريته وقيّدت يداه لترحليه خارج البلاد، وهي العملية التي يصطلح عليها بمسألة « الترحيل من الدرجة الرابعة »، مثل هذه الحالات لا جدال أنها تدخل ضمن دائرة اختصاصنا، وبذلك فهي خاضعة للتفقد والمراقبة الفجئية التي تعتمدها لجنة الوقاية من التعذيب. لكن لو نظرنا بعمق أكبر، لوجدنا ان القضية معقّدة جدا. ومن ذلك التساؤل عن الثمن الإنساني لعمليات الترحيل القسري التي يُعاد فيها الأجانب إلى بلدان هم مهددون فيها بالتعذيب الجسدي والنفسي، وهل يجوز من الأصل تقييد حرية شخص من أجل ترحليه خارج سويسرا أو أي بلد أوروبي آخر جاء إليها هربا من جحيم البؤس والفقر. هذا الأمر من دون شك مخالف لكل الأعراف والقيم الإنسانية. وأكرر هنا ما قاله لي شرطي يعمل بجناح الترحيل القسري بمطار زيورخ: « يجب أن تعلم أن عملية « الترحيل من الدرجة الرابعة » كانت دائما مُخلة بكرامة الإنسان ومهينة لها ». ثم لتعلم أن هذه الظاهرة لا تهم سويسرا فقط، لأن كل الدول الغنية تواجه اليوم هذه الموجة من المهاجرين الفارين إما من البؤس والجوع والفقر، أو من الحكم الفردي والإستبداد وسوء المعاملة، وعلى الدول الغنية والمتحضرة، الحريّة بهذا الوصف أن تكون في مستوى هذا التحدي. وهل يجوز لهذه الدول اليوم ان تقول ما قيل لليهود قبل الحرب العالمية الثانية: « امتلأ القارب، ولا مكان لكم لدينا ». أم أنه عليها ان تتحمّل مسؤوليتها التضامنية، وتؤكد لشعوبها قدرتها على استقبال المزيد من المهاجرين، وتعزيز مساعداتها للبلدان الفقيرة التي تمر بظروف صعبة. ولو سلمنا فرضا بحق الدول في حماية حدودها والحد من نسبة المهاجرين إليها، ألا يمكنها أن تقوم بذلك في احترام تام للحقوق الأساسية لهؤلاء؟. سويس انفو:يفهم من كلامكم أن البلدان الغنية « مسؤولة » عن الأوضاع المأساوية التي تعيشها شعوب البلدان الفقيرة؟

جون ب. روستليني: علينا أن نعترف بأنه إذا كان الغرب اليوم يتمتع برفاهية كبيرة، رغم ما يقال عن الأزمة الإقتصادية، فإن ذلك يعود في جزء كبير منه إلى أنه تاريخيا، ولمدة قرون وعقود طويلة، استغل الغرب ثروات وكنوز البلدان المصدرة اليوم للمهاجرين. ألا يثبت هذا بوضوح وجود ظلم تاريخي، وأن على الذين يضعون اليوم سياسات الهجرة أن يأخذوا هذا في الإعتبار؟ سويس انفو:يعد المكتب الفدرالي للهجرة حاليا بروتوكولا لتنظيم رحلات الطرد القسري للأجانب، هل دعيتم للمشاركة في صياغة هذا البروتوكول؟

جون ب. روستليني: نعم. لدينا في الأيام القليلة القادمة لقاء مع رئيس المكتب الفدرالي للهجرة، السيد ألار- دوبوا ريمون تحديدا للحديث عن مهمّتنا تجاه الطريقة التي تتم بها عمليات ترحيل الأجانب، لكن الإعداد لهذا اللقاء تزامن مع إعلان سويسرا إلتزامها بالقواعد والنظم التي وضعها الإتحاد الأوروبي بهذا الشأن، وسويسرا ملزمة بتنفيذ ذلك بمقتضى الاتفاقيات الثنائية مع الإتحاد الأوروبي. هذه النظم الأوروبية تفترض حضور مراقبين مستقلين خلال عمليات الترحيل، وفي حالة وجود هؤلاء المراقبين المستقلين، فلن تكون هناك حاجة لوجود مراقبين آخرين من اللجنة السويسرية للوقاية من التعذيب. سويس انفو:بعد زيارتين متتالين من طرف لجنتكم إلى مؤسسات عقابية، ما هي الأجواء التي أحاطت بهما؟

جون ب. روستليني: فعلا قمنا في إطار عملنا بزيارة سجنيْن في سويسرا، وهناك زيارات أخرى مخطط لها قريبا. بدأنا عملنا ونحن متفائلون وطموحاتنا كبيرة. وكان من أهم نتائج العمل حتى الآن إدراك جميع الجهات لأهمية وحيوية العمل الذي نضطلع به. وعلى عكس ما كنا نتوقع من أن كل الأمور تسير على أحسن ما يرام، كما هو متعارف عليه في المؤسسات السويسرية، وجدنا أثناء الزيارات الميدانية أن هناك أشياء كثيرة، أقل ما يقال، أنها تحتاج إلى تعهّد وتحسين. ونظرا لأن عمر هيئتنا لا يناهز الستة اشهر، ومن دون أن يكون لأعضائها تجربة كافية في الميدان، وبالتالي سوف يتطلب العمل الداخلي منا بعض الوقت. سويس انفو:غياب تشريع في القانون السويسري يجرّم ممارسة التعذيب، هل يعيق مهمّتكم أم أنه يفتح الباب لتجاوزات؟

جون ب. روستليني: أفضل وسائل مناهضة التعذيب والحد منه التفقد والمراقبة والزيارات الفجائية للمؤسسات العقابية ولمراكز الأمن، وأجد من المهم كذلك برامج تكوين أعوان الأمن وحراس السجون، ليس فقط التكوين الأساسي، بل أيضا التكوين المستمر. ومن دون شك كذلك إضافة مادة او بند قانوني ينص صراحة على حظر ممارسة التعذيب. لقد لاحظنا أن نصا من هذا القبيل أجبر أعوان الأمن في بلدان أخرى على التخلي عن ممارسة التعذيب لأنهم أصبحوا يخشون فقدان عملهم الوظيفي. وهذا النص القانوني، حتى يكون فاعلا أكثر، لابد أن يفرض التخلي عن خدمات العون الذي يمارس التعذيب. هؤلاء الأشخاص لا يُقلعون عن عاداتهم السيئة لأنهم اقتنعوا بمخالفتها للقيم النبيلة، بل لأنهم يخشون على أرزاقهم ووظائفهم. سويس انفو:هل يعنى هذا أن إدخال تعديلات على قانون العقوبات في سويسرا ليس مسألة ذات أولوية لديكم؟

جون ب. روستليني: قد تجدون مفارقة في ما أقول، لكن ما يبدو لي هو أن الوقاية من التعذيب في سويسرا تتطلب ضرورة إنشاء هيئة تحقيق مستقلة تكون قادرة على الوصول إلى معرفة حقيقة ما يجري داخل مراكز الشرطة وفي السجون. فما يحدث اليوم في سويسرا، هو أن عون الشرطة هو نفسه من يحقق في التجاوزات التي يُتهم رفاقه بارتكابها، وهو الذي يقرر إن كان السلوك سليما أم لا. وهذه نقطة ضعف أساسية في النظام السويسري. المنطق السليم يرفض أن تكون نفس الجهة متهمة وقاضية في نفس الوقت. إن الأولوية اليوم تتمثل في إنشاء هيئة تحقيق مستقلة وذات مصداقية. سويس انفو:هل من الممكن مثلا بالنسبة لمواطن سويسري أو أجنبي مقيم في سويسرا التقدم بشكوى لديكم بسبب سوء معاملة من طرف مؤسسة عامة؟

جون ب. روستليني: نحن لسنا هيئة قضائية، وليس لدينا صلاحية القيام باستنطاق المتهمين أو إجراء تحقيقات بالمعنى القضائي للكلمة، وبالتالي لا يمكننا أن نفرض على عون أمن مثلا أن يمثل أمامنا لاستنطاقه. الأمر الوحيد الذي بإمكاننا القيام به في هذه الحالة هو اعتبار الدعوى مؤشرا على وجود خلل في مكان ما، ولابد من أخذ ذلك في الإعتبار خلال الزيارات الميدانية. وأما إذا تعلقت الشكوى بحالات خطيرة، لا تحتمل الإنتظار، عندئذ قد تضطر اللجنة إلى القيام بزيارة مستعجلة للمكان الذي يُظن أنه مسرح لارتكاب تلك الإنتهاكات. سويس انفو:أشرتم مؤخرا إلى أن معالجة بعض الوضعيات الإنسانية « يتطلب عملية تفكير عميقة من المجتمع ككل »، ماذا تعنون بالضبط؟ جون ب. روستليني: هذه قناعتي وخلاصة تجربتي التي تمتد لثلاثة عقود. تقتضي عملية الوقاية من سوء المعاملة والتعذيب تغيير المجتمع لنظرته بشكل جذري، وليس فقط مراقبة السلطات التنفيذية او زيارة أماكن الإعتقال. وأفضل مثالا على ما أقول مسألة ترحيل الأجانب، والتي هي مسألة سياسية بإمتياز، قبل أن تكون إنسانية او حقوقية. كذلك لهذه الموضوعات علاقة بالمفاهيم الإجتماعية المتداولة حول الإجرام. أعتقد أنه إذا اردنا العمل بجدية للوقاية من التعذيب وسوء المعاملة لابد أن نفكّر بعمق في الأسس التي على أساس منها يُسلب الأشخاص حرياتهم، وتُحدد حركتهم. كالسؤال مثلا إن كان يجوز حشر الأشخاص الذين يعانون من خلل ذهني أو اضطرابات نفسية حادة بين أربعة جدران وفي أجنحة العزلة الفردية والرقابة الأمنية المشددة، من دون الحصول على العلاج الضروري والمناسب لأمراضهم. يتطلب هذا الوضع فعلا مراجعات عميقة، وعلى نطاق واسع. ولا يكفي أن تقول السلطات المحلية في الكانتونات مثلا إنها تطبق القوانين، وليست هي الجهة التي وضعتها. عبد الحفيظ العبدلي – جنيف – سويس انفو-

 

(المصدر: موقع « سويس انفو » (سويسرا) بتاريخ 27 جوان 2010)

 


صنع في آسيا وكتب عليه TUNISIA المراقبة تحجز 733 منتوجا تقليديا مستوحى من التراث الوطني


لم يقف التقليد عند حدود الماركات العالمية من الملابس ومواد التجميل والتحف والهدايا والتجهيزات الالكترونية والهواتف النقالة بل تجاوزها ليصل إلى حدود الهوية العربية الإسلامية وخصوصية كل بلد وهو ما تم ضبطه مؤخرا في أسواقنا التونسية حيث حجزت مؤخرا مصالح المراقبة الاقتصادية منتجات حرفية مقلدة كالجمل الصحراوي والشيشة والأواني الخزفية والشاشية والجبة والجمل وقفص سيدي بوسعيد وحتى «الخمسة» التقليدية او ما اصطلح على تسميتها بالريحانة لم تسلم، فقد شملها التقليد واصبحت تباع في الاسواق من معدن لا ندري ماذا تحمل تركيبته بالأساس وأي مخلفات قد يتركها على الصحة وعلى الاقتصاد الوطني. زحفت المنتجات المقلدة على أسواق العالم وأغرقتها و لم يسلم من التقليد منتوجا لا من بعيد ولا من قريب فيكفي أن ينزل منتوجا جديدا في الأسواق العالمية حتى تقبل المصانع الصينية والمحترفة في التقليد على إنتاجه بكل تفاصيله وجزئياته وتتفنن في الترويج له. حماية الصناعات التقليدية أفادنا السيد فتحي الفضلي مدير عام المراقبة الاقتصادية بوزارة التجارة انه في إطار حماية الصناعات التقليدية من بعض الممارسات المتعلقة خاصة بترويج منتوجات موردة من البلدان الآسيوية مستوحاة من التراث التقليدي التونسي أو منتوجات مقلدة لعلامات تجارية ذات شهرة عالمية يتم عرضها بالمسالك السياحية وخاصة بمحلات بيع الصناعات التقليدية تم حجز 2807 منتوجا منه 733 منتوجا تقليديا مستوحى من التراث الوطني منها 171 تحفة مزخرفة في شكل مجسمات لبعض الحيوانات خاصة منها الجمال و528 شيشة مختلفة الأحجام كتب عليها عبارة  TUNISIA و34 قلادة تعرف في تونس بالريحانة وتم حجز1185 منتوجا مختلفا منها 914 خنجرا وسيفا مزخرفا ذو احجام مختلفة و212 وحدة من الحلي المزيف و59 صندوقا من الصدف وقال انها ممارسات تسيئ الى السمعة السياحية لتونس وتضر بالاقتصاد الوطني واضاف ان  مصالح المراقبة الاقتصادية تولت خلال الفترة المتراوحة بين شهري فيفري وجوان الجاري في إطار تعهداتها الذاتية أو بالتنسيق مع مختلف الهياكل الرقابية الأخرى مثل الأمن السياحي ومصالح التفقد بوزارة السياحة والديوانة القيام بحملات متتالية حرصا منها على ملاحقة جميع المتلاعبين بالبضائع المقلدة خاصة التي تحمل الهوية التونسية، وتلتزم بالمواد القانونية التي تعاقب المخالفين وتقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة فور ورود شكوى أو إذا لوحظ قيام أي من المحلات التجارية ببيع بضائع مقلدة وذلك لحماية الهوية التونسية والحرفيين الذين تضرهم مثل هذه الممارسات. وقال ان مصالح المراقبة الاقتصادية تعكف هذه الأيام على تكثيف حملات المراقبة  لمحاربة المنتجات الحرفية المقلدة والتي تحمل الهوية والتراث التونسي الأصيل وقال انه تم في هذا الإطار إجراء 1792 عملية مراقبة شملت مختلف الفضاءات التجارية المنتصبة خاصة بالمناطق السياحية على غرار تونس المدينة وسيدي بوسعيد والحمامات ونابل وجربة وجرجيس والمهدية وسوسة والمنستير بهدف التثبت من شفافية ونزاهة المعاملات التجارية بالقطاع خاصة من حيث إشهار الاسعار ومسك وترويج منتوجات مجهولة المصدر او مقلدة أو مستوحاة من التراث الوطني. كما تم رفع 118 مخالفة منها 19 مخالفة ديوانية و99 مخالفة اقتصادية تعلقت خاصة بمسك وترويج بضاعة مجهولة المصدر او عدم مسك فواتير شراء وغيرها من المخالفات الأخرى. وقال مدير عام المراقبة الاقتصادية ان المراقبة تتولى الحجز الفعلي للبضاعة وتحرير محاضر في شانها وعند الضرورة تتجه الى غلق المحلات وفي حالة العود فان العقوبة المالية تتراوح ما بين 5 الى 20 الف  دينار وقال ان التنسيق مع الهياكل المعنية يتواصل لتشديد المراقبة على السواق الوطنية ومنافذ عبور السلع نحو المسالك السياحية. زمردة دلهومي محمدي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 27 جوان 2010)


من الذاكرة الوطنية ..مزالي: تقبلت إقالتي بروح رياضية.. لكن


بعد اقالة الوزراء المقربين اليه الواحد تلو الآخر، تمت اقالة محمد مزالي بشكل فجئي مدو، من خلال سطر واحد لوكالة تونس افريقيا للأنباء، تمت تلاوته في نشرة الاخبار التلفزية مساء 8 جويلية 1986، وهو ما حز في نفس الرجل، وعبر عنه بمرارة في رسالته المفتوحة الى بورقيبة مؤكدا انه تقبل الأمر، رغم كل شيء، بكل روح رياضية ولم يفكر وقتها في مغادرة البلاد لو لم يتم منعه من السفر، بصورة اعتباطية، قبل ابعاده من الديوان السياسي يوم 26 جويلية وملاحقة بعض افراد عائلته واستهدافه الى حملات تشويهية. ونتابع في هذه الحلقة بعض ما جاء في الفصل الرابع المعنون «مؤامرة الاقالة»: السيد الرئيس لنأت الان إلى حلقة اقالتي المندرجة ضمن مسلسل الاقالات، لنتحدث عن حقيقة خفاياتها وملابساتها فقد علمت عن طريق نشرة الانباء التلفزية على الساعة الثامنة مساء يوم 8 جويلية1986 بقرارك القاضي باقالتي من منصبي كوزير اول وكامين عام للحزب. ورغم اني كنت اعلم علم اليقين ما ينسجه محيطوك حولي من مؤامرات وما يسلطونه عليك من ضغوط، فاني ظللت معتقدا انك من موقعك كرجل دولة لن تتأثر بالأقاويل والبهتان ولن تقوم بعمل يتناقض مع ما أعلنته منذ اسبوعين فقط في مؤتمر الحزب الثاني عشر امام 1500 من كوادر الحزب والصحفيين وممثلي الاحزاب الشقيقة والصديقة من أنك تثق في اليوم وغدا. روح رياضية وحيال تلك الإقالة المفاجئة استأت كثيرا للاسلوب غير المتحضر التي تمت به ولكني امتثلت بانضباط لأنك تملك بوصفك رئيسا للجمهورية صلاحيات ينص عليها الدستور لسن الاختيارات وتعيين من تراه صالحا لتنفيذها، علمت اذن بالخبر، ورغم انه بدا لكثير من الملاحظين كانه تكذيب لنفسك بنفسك، فاني قبلته بروح رياضية وانسحبت من الحياة السياسية العملية عازما على ان اواصل اداء رسالتي كمناضل وكمثقف يريد ان يواصل مساهمته بقسط متواضع في نهضة بلاده وأمته. وذلك كان موقفي عام 1970 عندما قررت ابعادي من الحكومة، ولم احتفظ لا وقتئذ ولا هذه المرّة بشعور المرارة او الغيظ، ولا أحسبك الا احسست بذلك عندما جئت لتوديعك يوم الجمعة 11 جويلية 1986. التوديع ففي هذا اللقاء الأخير وعند ختامه، رجوتني ان ابلغ تحياتك الى زوجتي وهو لقاء دار في جوطيب وبعكس ما قاله ميشال دوري في جريدة لوموند حين تأثر بالتركيب المغشوش للصورة التلفزية بنشرة الأخبار، وكذلك بعكس ما قاله برنار كوهين في كتابه «بورقيبة وحكم الفرد» الصادر عن دار «فلاماريون» 1986، فان بورقيبة عندما اقتربت منه باسطا يدي للمصافحة وقف ببطء ومشقة كعادته لكن التلفزة التونسية لم تبث الا صورة بورقيبة جالسا في حين كان يمسك بيدي ويستعين بها لينهض من كرسيه. التعريب لم توجه لي اثناء ذلك اللقاء اي لوم الا قولك لي «لقد عرّبت كثيرا يا سي محمد»، وطبعا فاني امتنعت عن ايجاد الاعذار اذ اني ما ازال ومنذ تحملي أعباء وزارة التربية القومية معتزّا فخورا بما حققت من اجل اللغة العربية، لغة الشعب وعنوان أصالته واداة حضارته. قسوة (..) وعلمت يوم 26 جويلية انك اصدرت بلاغا يقضي بابعادي من الديوان السياسي وابعاد زوجتي من اللجنة المركزية للحزب وفهمت ان الدسائس المنسوجة حولي لم تتوقف بعزلي من الحكومة وان خصومي المعروفين يريدون مسح اسمي سياسيا والقضاء عليّ اخلاقيا في حقد وعنجهية وقسوة ما كنت احسب يوما يأتي سأكافأ بها، ولم افهم الى اليوم ماذا فعلت ضد وطني (..) ولا يزال هؤلاء كذلك يسعون بالترهيب والترغيب الى محو آثاري الثقافية واعمالي الادبية، من ذلك التعليمات الشفهية الصادرة للاستاذة والمتفقدين في وزارة التربية لتجاهل النصوص المختارة من مؤلفاتي في الكتب المدرسية الرسمية. الاشاعات وانبرت ألسنة السوء وتسابقت بعض الصحف حسب اوامر وايحاءات صادرة عن وزارة الاعلام، وكان المسؤولون فيها يتلقون يوميا التعليمات من منصور السخيري ومحمود بلحسين، تنشر بتواتر مدروس بعض الاشاعات الكاذبة والاصداء الوهمية حولي وحول اقربائي. ويوم 8 جويلية اوقفت الشرطة ابني الاكبر المختار (…) وفي 24 اوت تم ايقاف صهري الدكتور رفعت الدالي (..) وفيما يخصني قررت تلبية عدد من الدعوات التي تلقيتها من شخصيات دولية معروفة والسفر الى جنيف يوم 19 اوت. وبعد اتمام كل اجراءات الشرطة والقمارق وتسجيل حقائبي، اتصل بي محافظ الشرطة وانا على وشك صعود الطائرة ليمنعني من السفر بدون تقديم اي سبب، فلم اكن محلّ اي تتبّع ولم ترفع ضدي اية قضية ولم اوضع تحت الاقامة الجبرية، بل كنت متمتعا بالحصانة البرلمانية كنائب منتخب (…) المآخذ ولنستعرض معا المآخذ التي يؤاخذونني بها الواحد بعد الآخر اقصد طبعا «المآخذ» التي يمكن الاجابة عنها، لا ذلك الصنف من هذيان «سقيفة الحمّام» والزقاقيات مثل ما ذكره خيال سعيدة ساسي في مجلة «لوفيغارو ماغازين» بتاريخ 6 ديسمبر 1986 من انني كنت اتجسس عليك من ثقبة بمكتبك الى غير ذلك من السخافات (..) درّة اخرى من درر هذا الاستجواب لمجلة «فوفيغارو ماغازين» تقول سعيدة عن خالها بورقيبة حرفيا: «لا أملّ الحياة معه ثانية واحدة، فبيني وبين خالي يوجد مغناطيس روحاني، وفي الماضي كنّا نلعب بعضنا مع بعض فيحملني على ظهره واحمله على ظهري (..)». وما دمنا في عالم المضحكات المبكيات الذي وضعتنا فيه هذه المرأة، فان العنوان الذي نقترحه للاستجواب مأخوذ من رسالة الغفران لابي العلاء المعري وهو: ستّ ان اعْياك أمري فاحمليني زقفونه يتبــع محمد علي الحباشي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 27 جوان 2010)


عرجون الغواية


رآها تلقفتها أمواج البرد لدى خروجها من السيارة فاصطكت أسنانها وارتعشت أطرافها، أحس هو بأنه يكاد يتجمد وهي واقفة تنظر إليه على مشارف « مرقص النار ».. وأرنبة أنفها احتقنت حتى صارت في لون الطماطم.. لاحظ أنها لم تحييه، بل لم تنتظره كالعادة ليدخل معها المرقص.. سأل مستغربا « ماتيلد » إحدى زميلتها الراقصات، والتي تهم هي الأخرى بالدخول عن سبب تنكرها له..؟ فأجابته ضاحكة بجنون: عملتها.. عملتها..وخلّيتها وحدها تعاني.. يزيد استغرابه ويلح عليها في السؤال: ماهو الشيء الذي عملته حتى لا تكلمني « تيريزا »؟ تجيبه: لقد حملت منك.. لقد مضى عليها أربعة أشهر. من يوم أن أدخلوك السجن وهي حامل.. يقهقه قهقة عالية ويرد عليها: وهل هذه المرة الأولى.. هي بارعة، تستطيع إجهاضه بسرعة.. فترد عليه صديقتها: لا.. ليس هذه المرة.. هي قررت أن تحتفظ بابنها.. يتفرس « بوعلام » في صديقة صديقته، بعينيه الذابلتين اللتين لم تعرفا شيئا إسمه النوم طيلة ليلة الأمس.. من شدة حبه مجالسة أخوات تيريزا وشرب معشوقته « البيرة ».. لا عجب إذن، في تفرسه لماتيلد وهي تدخل « النار »، ما دام في سن الإكتشاف وزمن الإكتشاف.. المكان عامر بالكائنات الآدمية في هذا المساء الغائم والبارد.. غريب أمر تيريزا التي قبلت بأن تصبح أمّا.. وإن سألوك عن الكيف، فقل إنـما علمها عند ربي..  وهو يحدث نفسه ويرقب الماء المتجمد، والمتدلي كخيوط بلورية من سقف المرقص أمامه.. كان الناس يمشون من حوله وكأنهم أطياف أشباح أو أطلال أوهام تخلفت من حلم غامض.. مدخل مرقص النار يلفه ضباب سائل وكثيف.. كان يرى السيارات المتكدسة على الرصيف كتل من الحجر الأبيض، شبيهة بتلك الأحجار التي تركها مكدسة أمام بيتهم قبل مجيئه للغرب، أو أشجار الصنوبر والعرعار والصفصاف المتناثرة على الجبال وشاحا لا واقعيا من الخضار.. القرميد الأحمر ومصابيح الطرقات بدت له مخلوقات دهرية غريبة يثير منظرها الرهبة والخوف.. ورغم قساوة البرد أحس بغبطة عميقة لم يكدر صفوها سوى نقمته على حاله وأسفه الشديد على نفسه.. وبدأ يجتر نظريته القديمة: إنني من أولائك الذين لا يقيمون وزنا لإثنين: الزمن والإنسان. وأنا مثل كل العرب أعيش في الأزلية بدلا من الزمنية.. ذهب لأقرب حانة وعاد إلى مقارعة معشوقته القديمة الجديدة وحيدا هذه المرة.. مرت الساعة والساعتين.. ثم خرج، وترك قدميه تقودانه حيثما تعرجت الطرقات والسبل. لم تكن مسالك روما القيصرية معتدلة ولا ميادينها فسيحة.. كان بين الحين والآخر يصطدم بحافة الرصيف، أو حواجز حافة الطرقات.. لم يلتفت لشتائم سائقي السيارات، أو سباب أصحاب الدراجات النارية وهو يقطع عليهم الطريق، فيظطر بعضهم لكبح جماح دراجته، أو الإنحناء والتعرج يمنة ويسرة كي لا يعفسه أحد.. يشاغله طيف الجنين الذي هو في رحم تيريزا.. وأي مستقبل ينتظره..؟ أمـــــــــــــــــه راقصة وأبـــــــــــــــــــــــــاه عربيد..!! الصداع ينغل في رأسه،  والوجع يلاحق مفاصل عضامه.. الإرهاق والتعب ينتظر عند بوابات الصمامات في الأوعية الدموية.. يحتال على إرادة ضربات القلب المجهد مع تعاقب الشهيق والزفير، يخفظ من السرعة  عند انقباض عضلة القلب, ويندفع عند انبساطها مع ذبول سريان الدم وهزيمة تدفقه.. أبلغه الطبيب بالأمس، أن صداع الرأس نتاج كثرة التدخين والإدمان على السكر، وقلة النوم.. حيث صرف له مسكنات الصداع, ومنظمات الضغط، وحذره من السيجارة، وفي إشارة واضحة وصريحة أرعبه من غوايات زجاجاته في الليل, فانتصبت أمامه تلك المكورة البطينة ذات العنق النحيل، المعصورة من عرجون الشعير.. تسيل بعض دمعاتها، تنساب على حواشي القارورة.. تلونها بحواف صفراء تجف كطمى الفيض.. وود لو يرشق بعضا من دمه على رداء الطبيب، وقد تيقن أنه يتآمر عليه.. وهذا ما كانت تعاتبه فيه، بل تتخاصم معه تيريزا..! أدخل يده في جيبه فوجد ورقة الطبيب، كورها، وطرحها بعيدا بكل وصفاته ووصاياه.. واستسلم للشوارع.. لم يلتفت هذه المرة إلى وجوه الناس كعادته, ولم يحدق في عيونهم، ينـتزع حكاياتهم، ويردها إلى تجعدات الوجوه.. لم يتتبع النسوة والفتيات.. وأطاع قدميه إلى حيث لا يدري.. ومضى يتجاهل ضغط الدم المرتفع أو المنخفض, ولم يأبه بالصداع.. وما يرافقه من زفير.. قهقة ماجنة، وصوت حديث مارة تتآمر عليه وعلى ترنحه يمنة ويسرة.. ومحرك سيارة رياضية مارة وهي تقشر جلد الطريق وتمرق عنه.. بقايا سيجارة يربط أطرافها ملون أحمر الشفاه.. داسها وانحدر مع الطريق.. قادته المسارب إلى قاع المدينة العتيقة حيث تسكن تيريزا.. وقف في الساحة المطلة على شقتها.. وراح يدور حول نفسه دون أن يرفع رأسه المطأطأ.. حتى سقط على الأرض مغميا عليه.. تحمله تيريزا إلى شقتها مستعينة بمن تعرف.. نام كل الليلة وكامل اليوم التالي.. تفكر في أن توقظه، إلا أنـها تتراجع عن فعل ذلك.. تفضل ألا تزعجه حتى يرتاح من عناءه وهمه في ذلك اليوم، الذي لا يختلف في الحقيقة كثيرا عن سائر أيامه منذ أن عرفته، أو ربما من يوم أن انزلق سهوا من بطن أمه.. لكنها لا تتردد الآن في إيقاظه، وقد مرت عليه ثمانية عشر ساعة من وقت أن غطته فوق الفراش.. نادته باسمه مرة أولى فلم يجبها، عاودت ندائه ثانية فلم يجبها، حركته فقفز مذعورا.. رآها أمامه فبدأ في البكاء.. حاولت إسكاته دون فائدة.. فبدأت هي بدورها تبكي.. قال لها: أريد منك مساعدتي..! ردّت: أأمر؟       ـ أريد منك أن تتركي هذا العمل! ـ هل حقا تريد ذلك؟ ـ نعم! ـ وماذا عنك؟ عاهدها على أن يقلع هو كذلك.. لم تتردد ولم ترفض كما كانت تفعل في المرات السابقة.. شرط أن يعودا إلى بلده الأصل، الذي كان يرفض رفضا باتا الرجوع إليه ومعه الراقصة.. سألها: ولماذا العود بالتحديد إلى بلدي؟ قالت له: إن اتخاذك هذا القرار وأنت في الغربة, أعتبره قرار غير صائب, لأن نفسيتك, ووضعنا المادي والإجتماعي لن يساعدنا في المضي في هذين القرارين, ولأن اتخاذ مثل هذا القرار يحتاج إلى نفس مطمئنة مستقرة، غير مضطربة متزلزلة تعصف بها أي ريح بسيطة. حبيبي إن مثل هذا القرار يحتاج إلى بيئة مناسبة, ومناخ ملائم, ووقت للتطبيق موافق, وهنا لا البيئة والمناخ يعيننا على ذلك.. إن المرء عندما يتخذ قرار وهو في ظرف عصبي, أو تحت مؤثر عاطفي, أو انفعال معين, لن يكون هو القرار الموفق بالتأكيد.. وأي هزة سوف تجعلنا نعود مرة أخرى إلى ما كنا عليه.. بل سوف نقطع حبل الرجاء نهائيا بالإقلاع عن ما كنا نفعله.. في بلدك هناك أمك وأبوك سوف يساعدانني على التأقلم، ويخففا عني من البعد وقلة الحاجة.. أقلع بوعلام عن غواياته السابقة، لكنه مازال في قرارة نفسه مصرا بأن لا يرجع بتلك المرأة إلى أهله، وبدأ يماطلها: مرة لا بد أن يلد المولود في روما ثم بعد ذلك يسافرا به، ومرة يبقيا سنة أخرى يعمل فيها هو بجد ويجمعا أكبر قدر من المال ليحملانه معهما عند عودتهما.. لكن نية بوعلام كانت أخرى..! وضعت تيريزا مولودا أسموه علي، وفرحا به. بدأ علي يكبر، مرت السنة والنصف الأولى، وبدأ المولود يحاول المشي والتعبير عن رغباته.. وكان أبوه يخرجه للفسحة لبعض الوقت كل يوم تقريبا، وفي يوم من الأيام كانت تيريزا في العمل، أخذ بوعلام ابنهما وهرب به إلى بلده.. جنّت تيريزا حين عرفت الحقيقة وبدأت تتحرك عن طريق وزارة خارجية بلدها لإستعادة ابنها.. وكلما مر يوم يزداد يأسها وعذابها، لأن ولدها يكبر وهو ليس بحضنها، وكانت تردد دائما أنها هي السبب.. هي التي تركته يعيش بعيدا عنها.. بعد سنة من اختطاف زوجها ابنها، صدر قرار دولي في شأنهما، ألا وهو إرجاع الطفل إلى حضن أمه، بعد أن تبقى مع زوجها وابنها في بلده، وتحت سقف واحد ستة أشهر، ليتعود الصبي عليها من جديد.. جاءها والد بوعلام وأمه في اليوم الأول، وقال لها أبوه بعدما رأى منها تلك الدموع الغزيرة وذلك الإلتصاق والعناق لولدها، وعدم حقدها على زوجها رغم ما فعله بها: بنيتي ما هذه الدموع التي تنهمر من عينيك إلا دموع دهشة، لقد يئستي من رجوع ابنك إليك ولكن الله في الوجود، لقد كنت رافضا من يوم أن أتى بحفيدي دون أمه.. ويخطأ من يقول أن ‏هناك دموع فرح وأخرى دموع حزن، فليس هناك دموع إلا دموع الحزن، أما ما عرف بدموع ‏الفرح فما هي إلا دموع دهشة بعد يأس، واليأس سبب الحزن، وما دموعك هذه إلا دموع ‏الدهشة، وليست دموع الفرح، لأنها أتت مع دهشة ملاقات صغيرك بعد يأسك المطلق. الناس فيهم من  يحب الخير لنفسه ولغيره فيفعله، ومنهم من ‏لا يحب الشر لنفسه، ولكنه يحبه لغيره فيفعله، وهذا ما فعله ابني معك.. إن رضيتي بالبقاء معنا سوف أرعى حقّك وأعاملك كما أعامل إبنتي التي هي من صلبي.. استطاع بوعلام في تلك الفترة أن يقنع تيريزا بأن تتزوجه وتبقى تعيش معه، بعد أن اعتذر لها عمّا صدر منه، بما أنها هي طلبت ذلك سابقا.. ترددت في الأول لكن حبها لإبنها وزوجها، وكرها لوضعها الإجتماعي الذي كانت عليه، وكلام أبوه الذي أثر فيها، تركها تقبل الأمر والواقع.. رجع هو إلى الله، وأسلمت هي فحسن إسلامها.. وبديا في العمل في قطعة الأرض التي استصلحها من والده.. وعاشا حياة بسيطة لكنها هنية ودون كدر، لم تشعر فيها هي بالغربة التي كان يشعر بها زوجها في بلدها.

فتحي العابد  


عمرو موسى في غزة  3/3   » فذبحوها وما كادوا يفعلون  »


بقلم علي شرطاني – تونس   – البعد الأخلاقي في زيارة عمرو موسى لقطاع غزة : فحين يكون الفعل الذي يقوم به أي كان عن غير اقتناع منه، وحين يكون لا يراد به وجه الله، وليس صاحبه متجردا للحقيقة، فلابد أن تعتريه الكثير من السلبيات، وتتخلله الكثير من السقطات. فكذلك كانت زيارة عمرو موسى لقطاع غزة. وهو الذي أداها، ليس بناء على رغبة منه ولا على اقتناع منه بذلك ليرى المعانات التي فرضها العام الظالم، عالم الديمقراطيات الغربية الإرهابية وديمقراطية عصابات الإحتلال الصهيونية وأنظمة صناعة الموت في الوطن العربي والعالم الإسلامي على الشعب الفلسطيني، بدون أي جريرة، بل من أجل تمسكه بحقه في اختيار قيادته السياسية وفي حقه في الدفاع عن نفسه وتحرير أرضه عبر خيار نهج المقاومة، ولكن بناء على رغبة بل وقبول من كل هذه الجهات، في ظرف أصبح من المناسب أن تكون وأن يكون عمرو موسى، وليس غيره،هو الذي يقوم بها، لما في ذلك من مصلحة لها، في ظرف سقطت فيه عن ما يسمى المجتع الدولي ورقة التوت. ولذلك كان لا بد من النظر إلى الزيارة من جانبها الأخلاقي. فما كان لعمرو موسى حين يكون يتمتع بالحد الأدنى من الأخلاق أنه، إذا كان لا بد أن يقوم بالزيارة التي تستطيع الحكومة الشرعية في القطاع أن لا تقبلها منه ولا تسمح له بأدائها، ويكون ممتنا لها بذلك لتتحول حجته عليها بدل أن تظل حجتها عليه، أن لا يشترط الكيفية التي تكون عليها، وبمن يلتقي وبمن لا يلتقي فيها، وأين وكيف؟ وأن يكون هو المحدد لكل شيء وكأنه هو صاحب الشأن والأمر والنهي هناك. فإذا كان ليس معنيا بزيارة رئيس الحكومة الأستاذ المجاهد إسماعيل هنية في مقر رئاسة الحكومة لعدم اعتراف له بذلك الموقع وبتلك الصفة له، فليس من حقه أخلاقيا أن يدعوه لزيارته والإلتقاء به في مقر إقامته هو هناك في قطاع غزة، حتى يكون الموضوع مجال نقاش. فكان ينبغي للزائر أن يلتقي المزور حيث يدعوه للإلتقاء به. وكان ينبغي على عمرو موسى حين يكون له الحد الأدنى من التواضع ومن التأدب مع الغير أن يطلب الرجل في منزله، إذا كان لا يريد لحسابات ضيقة في الثقافة العلمانية لتقليدية المغشوشة، أن لا يزوره في مقر الحكومة، لا أن يشترط عليه أن لا يكون اللقاء به إلا في مقر إقامته في غزة وهي الإقامة التي لا يمكن إلا أن يكون هو الذي حددها له طبعا. ولئن كانت الدولة المضيفة والحاضنة للجامعة العربية هي التي تتولى توفير الحماية للأمين العام للجامعة العربية ولمساعديه فيها، فذلك لا يعني أن يكون دخوله إلى قطاع غزة دخول غاز لها، لما كان معه من عشرات المرافقين المسلحين بسيارات مصرية في عمليات استعراض البعض لسلاحه الشخصي عبر رفع السترة عنه أحيانا، وهم في الحقيقة من لا يعلم ما معنى السلاح وكيف يتم استعراضه مقارنة بما للفلسطينيين هناك من سلاح وكيف يتم استعراضه واستعماله. ومن الأخلاق ومما يكون متفقا عليه بين الطرف الوافد والطرف المستقبل، أن تكون هذه العملية منظمة بين الجهتين. والمعروف دوليا أن الجهة المضيفة هي المسؤولة في النهاية عن أمن ضيوفها وزائريها. والحكومة الشرعية في قطاع غزة قادرة وعن جدارة عن توفير الأمن في أخطر مكان في العالم ربما، حيث إمكان حدوث المفاجآت الداخلية غير السارة ممكن في أي وقت، وحيث تدخل الكيان الصهيوني عسكريا ومخابراتيا ممكن كذلك في أي زمان وفي أي مكان من فلسطين المحتلة كلها وليس في قطاع غزة وحده. فكان ينبغي أن توكل مهمة الحماية وتنظيمها للغزيين وحدهم. وأي معنى لدخول الحراسة الأمنية لعمرو موسى قطاع غزة بسيارات مصرية؟ أم لأن الحكومة الفلسطينية الشرعية في قطاع غزة، انطلاقا من الوضع الذي هي عليه هناك، وانطلاقا من رغبتها في فسح المجال للكثير من الزائرين لها ولو بشروطهم خدمة للقضية وأملا في رفع المعاناة عن الشعب، كانت مستعدة للكثير من التنازلات التي، وإن كانت تحسب لها، فإن الكثير من قصار النظر وشذاذ الآفاق يحسبونها عليها. وكان يجب لدى البعض المنحطين أخلاقيا أن يستفيدوا من ذلك أكثر ما يمكن. وهي الحكومة التي يعلم الجميع أنها قادرة على توفير الحماية للشخصيات الزائرة لها أفضل مما يمكن أن توفرها لهم الجيوش المسلحة التي يصطحبونها معهم. وقد كانت مستعدة لذلك ووفرت لتحقيق ذلك الغرض من الإعداد والإستعداد ما يجب توفيره. تقول مصادر الجزيرة نت في بعض ما نقلته عما حدث في كواليس الزيارة أنه:  » عقب لقائه هنية خرج الأخير برفقة موسى فوقف هنية أمام عدسات الصحفيين ومكرفونات القنوات الفضائية لكن موسى استمر بالسير باتجاه موكبه فاضطر هنية للذهاب إليه والحديث معه ثم إعادته. فلم يكتف عمرو موسى بلقاء الأستاذ المجاهد الحافظ لكتاب الله إسماعيل هنية في منزله في محاولة لرفع الشرعية الرسمية التي هي له عنه وقبول الرجل بذلك، ولكنه تمادى في سوء أدب، وبما يخالف كل الأخلاق وآداب ضيافة الرجل في ثقافتنا كعرب ومسلمين خاصة للرجل في منزله، ليتصرف وكأن الأمر ليس كذلك، تطارده عقلية ما يمكن أن يحسب له وما يمكن أن يحسب عليه من المراقبين والمتابعين لمشاهد الزيارة وفصولها ومحطاتها وخطواتها ودقائقها. وهو الذي كان مهتما بشخصه وبما يمكن أن يحسب له أو عليه في الزيارة، ولم يكن مهتما بما هو موجود وبما وجد عليه الأوضاع هناك، وبما يكون من رأي وموقف المسؤولين عن الوضع هناك. أليس من سوء الأدب حين تكون في ضيافة من استضافك أو من نزلت عنده ضيفا خاصة في بيته، أن تتجاهله أو تتصرف دونه أو لا تكون تبعا له، وتحاول أن يكون تبعا لك. أنا أعلم أن هؤلاء اللقطاء الثقافيون والسياسيون قد فقدوا هذه الآداب وهذه الأخلاق التي حل محلها عندهم الكبر وفساد الأخلاق وسوء الأدب، ولكن لا بد من الحد الأدنى على الأقل مما هو متعارف عليه في كل الدنيا تقريبا. فعمرو موسى وهو العربي والذي يمكن أن يكون مسلما كذلك، لم يكن له حتى مثل هذا الحد تقريبا من أدب الضيافة والزيارة. فإذا كان المعلوم في كل التقاليد السياسية وفي كل اللقاءات التي تحصل عادة بين كبار رجال السياسة في العالم، أن ينتقل الجميع إلى حيث الإعلام وإلى حيث الإعلاميون ينتظرون للإدلاء بما يمكن أن يكون مطلوبا منهم الإدلاء به من تصريحات وانطباعات ومواقف أو ما يرونه مناسبا حين لم يكونوا متفقين على خلاف ذلك، ألا يكون من سوء الأدب ومن الإنحطاط الأخلاقي أن يقوم أي طرف من الأطراف المعنية بخلاف ذلك جهلا أو تجاهلا أو إهمالا أو قصدا؟ أليس من سوء الأدب أن يستمر تجاهل السيد عمرو موسى لمنابر الأعلام المنتظرة وصوله إليها، والتي انتهى إليها مضيفه والأستمرار في السير باتجاه موكبه حتى يضطر القائد المجاهد إسماعيل هنية للإلتحاق به كالطفل الذي يمكن أن يظل طريقه في كل مرة في ساحات جديدة عليه ليعيده إلى هناك. أنظر هذه المعاناة التي يتسبب فيها مريض بداء الكبر وسوء الأدب مثل الدكتور عمرو موسى إلى رجل كله أناة وصبر وحلم وتواضع مثل القائد المجاهد إسماعيل هنية. ويشاء الله إلا أن تستمر المعاناة ويستمر الحرج والإحراج بين حسن السلوك وسوئه، وحسن الأدب والأخلاق وسوءهما، وبين التواضع والكبر، وبين القرآني والعلماني، وبين الحرية والعبودية، وبين المرض والصحة… « تحدث موسى كلمات معدودة أمام منزل هنية وسلم المايكروفون للأخير الذي تحدث بإسهاب عما تم الحديث به مع موسى ولوحظ أن موسى تجاهل لبعض الوقت حديث هنية وكان يتحدث مع مساعده هشام يوسف » والكل يعلم أن المسؤول العربي بما في ذلك عمرو موسى صاحب المسؤوليات الكبيرة في المشهد السياسي العربي والدولي، يبدو فاقدا لشخصيته ولكيانه أصلا حين يكونوا مع ساداتهم الغربيين والصهاينة. ولمن أراد أن يرى مشهدا مشرفا تشعر فيه هذه الشخصيات العالمية بحجمها وحتى بأقل منه أحيانا، أن يجعلهم في مقابلة مع الكثير من صحافيي الأمة الأحرار من أمثال الصحفي محمد كريشان وأحمد منصور وإلياس كرام وغيرهم في الحقيقة كثير ممن يقولون كلمتهم ولا يفسحون المجال للكثير من المضللين والدجالين ومحترفي الغش والتزوير وقلب الحقائق من كبار رموز السياسة والإعلام والفكر وغيرهم … ممن كانت لهم معهم مقابلات ومساجلات ليقولوا ما شاءوا وكما يشاءون. فالمؤكد أن هذا السلوك لعمرو موسى ما كان ليكون مع من هم في أدنى مستوى من السلم الترتيبي للساسة أو الإعلاميين أو كل من له مسؤولية ما ودور ما من الصهاينة ومن الرموز والشخصيات والمسؤولين الغربيين في مختلف المواقع. وهو إنما يفعل ذلك مع القائد المجاهد إسماعيل هنية ليحسب له لدى أعداء الأمة وأعداء القضية الفلسطينية وأعداء مختلف قضايا أمة العرب والمسلمين. فإذا كان الإنصات للمتكلم من الأدب الذي يحسب للمستمع، فإن الدكتور عمرو موسى لم يكن من الذين يحسب لهم ذلك، لما كان له من فقدان لهذا الأدب مع القائد المجاهد إسماعيل هنية. ومما يزداد به الأمر خطورة،  أنه قبل أن ينزل عند الرجل في بيته، ولم يكن ما قام به يتناسب، لا مع الرجل ومكانته، ولا مع بيته ولا مع أدب الضيافة. لهذا الحد كان إخلال الرجل بالحد الأدنى من الأدب المناسب من أجل إرضاء من يهمه رضاهم عنه. ولهذا الحد تبدو عدم جدية الدكتور في زيارته لقطاع غزة وشكليتها وذلك التأثر المصطنع الكاذب الذي أظهره عند زيارته لعزبة عبد ربه التي فاجأه المعتصمون بها من أهالي المعتقلين بالسجون المصرية رافعين صور أبنائهم ومطالبين بالعمل للإفراج السريع والفوري عنهم. كان ينبغي أن يعلم أن ذلك السلوك يشينه ولا يزينه، ويحسب عليه ولا يحسب له. وكان ينبغي أن يعلم أن الله لا يرفع إلا من تواضع لخلقه. وأنه لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر. وكان ينبغي أن يعلم الدكتور عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية أن ذلك ما يزداد به إلا حقارة وازدراء من طرف كل يعلم ذلك عنه ويشاهده من كل الأطراف، حتى تلك التي لا حساب لغيرها في ما كان منه من سلوك غير لائق. وكان ينبغي أن يعلم أن ذلك لا ينقص من قيمة رجال قطاع غزة ونساءها وأطفالها، ومن رموزها وقياداتها المجاهدة. وكان ينبغي أن يعلم الجميع أنه لا قيمة لأي زيارة إلى قطاع غزة ولا فائدة منها لأي كان، خاصة حين يكون طرفا أو أطرافا عربية وإسلامية، إذا كان لم يكن ليتعلم من أطفال فلسطين هناك ونساءها ورجالها وعلمائها وقياداتها المختلفة، ومن حجره ومدره ومن كل ما ببره وبحره وجوه. وقد بات واضحا أن الدكتور عمرو موسى العربي المسلم قد كان يريد من وزيارته أن يعلم الناس هناك ما لا يريد أحد أن يتعلمه منه، لأنه انتقل إليهم ببضاعة مزجاة ليس فيها من الإحترام والتقدير شيئا. وقد كان حريصا على أن يكون فيها الكثير من الحط من القيمة ومن الإهانات ومن قلة الإحترام، بل وحتى من سوء الأدب مع رجال قل أن يوجد في الأمة اليوم من هم أحق بالإحترام والتقدير والإجلال منهم. ولذلك فقد كان طبيعيا أن يصح فيه قول القائل: إذا كانت الطباع طباع سوء  *   * *  فلا أدب يفيد ولا أديب


نجل القذافي: عصر الملوك ولّى


انتقد سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي النظام السياسي في البلاد، وقال إن عصر القبضة الحديدية وأنظمة العسكر والملوك والأمراء قد ولّى. وقال سيف الإسلام (38 عاما) في مقابلة مع صحيفة صنداي تايمز إن « المستقبل للمديرين، فالشعب سينتخب مديرين وليس ملوكا أو قادة عظاما »، مضيفا أن « على الشعب أن يكون حرا في انتخاب قادته، لأن المستقبل للديمقراطية ولا يوجد سبيل آخر في ليبيا ». وحذر سيف الإسلام -الذي وصفته الصحيفة بكونه قائد الإصلاح الذي يُنظر إليه على أنه الخليفة المحتمل لوالده- من أن بلاده قد تواجه « مشكلة خطيرة جدا » إذا ما فشلت في تبني نهج أكثر ليبرالية في علاقاتها مع الغرب. وقدم رؤيته بشأن مستقبل ليبيا كبلد ينتمي إلى القرن الواحد والعشرين ويصبح قبلة للسياحة، معربا عن أمله بأن يحول بلده إلى فيينا ثانية في شمال أفريقيا. وأكد أن بلاده ستصنع البيئة المناسبة لانتعاش السياحة بتوفير المشروبات الكحولية وتخفيف القيود على تأشيرات الدخول في أسرع وقت ممكن بدءا بالبريطانيين. وتمتد طموحات سيف الإسلام الخاصة بتحديث البلاد لتشمل الضغط على حكومة والده لإجراء إصلاحات دستورية شاملة. دور سيف الإسلام وتشير الصحيفة إلى أن سيف الإسلام -الذي يحضر رسالة الدكتوراه في الاقتصاد بلندن ويتقن الإنجليزية والألمانية والفرنسية- لعب دورا حيويا في تغيير صورة ليبيا على الساحة الدولية، وفي تحويل بلده من دولة منبوذة إلى حليف محتمل للغرب. وسيف الإسلام هو الذي أقنع والده بالتخلي عن برنامج بلده النووي والكيماوي والبيولوجي عام 2003، منهيا عزلة دبلوماسية وممهدا الطريق في العام الذي تلاه لزيارة رئيس الحكومة البريطانية السابق توني بلير. كما أن سيف الإسلام هو الذي فاوض من أجل إطلاق سراح عبد الباسط المقرحي الذي أدين في تفجير طائرة لوكربي عام 1988. ولكن رغم طموحاته الإصلاحية –والكلام للصحيفة- فإن تقرير منظمة العفو الدولية (أمنيستي) انتقد الأسبوع الفائت مدى التقدم في مجال حقوق الإنسان بليبيا، وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية الداخلية تتمتع بحرية مطلقة في إساءة استخدام السلطة. وعلق سيف الإسلام على ذلك بالقول « أنا أحترم المنظمة الدولية كثيرا، ولكنني أشعر بالفخر لأن الحقائق الآن على الأرض تختلف كثيرا عما كانت عليه قبل عشرين عاما »، متحديا المنظمة بتسمية أي سجين سياسي في ليبيا. ويتابع أن الكثير من الناس ينتقدون والده معمر القذافي وبلاده وحكومته ولكنهم ما زالوا يعيشون بحرية تامة، « وهذا يحدث لأول مرة في التاريخ ». وأعرب سيف الإسلام القذافي عن إعجابه بنظام الحكم المحلي في بريطانيا، وقال إنه يسعى لتأسيس نظام بلدية شبيه بذلك في ليبيا. وأضاف أن بلاده تعول كثيرا على المؤسسات البريطانية في تدريب الليبيين لإدارة المجالس المحلية والبلديات. ولفتت صنداي تايمز إلى أن استعداد القذافي الابن لدمج الأفكار الغربية في تفكيره لهو تناقض صارخ مع أسلوب حكم والده المائل إلى الانعزالية. صنداي تايمز (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 27 جوان  2010)


رددوا هتافات تندد بوزير الداخلية: بعد الظلم ده فاضل ايه البرادعي يقود مظاهرة في الاسكندرية ويتوعد بفضح المتآمرين مهما كان موقعهم


6/27/2010 القاهرة ـ ‘القدس العربي’ من حسام أبوطالب: نظَّم أكثر من خمسة آلاف ناشط سياسي وقفةً احتجاجيةً، عقب صلاة الجمعة بمسجد سيدي جابر، وسط حصار أمني مشدد؛ للتنديد بالبلطجة الأمنية بحق المواطنين الشرفاء، والتي كان آخرها مقتل الشاب خالد سعيد ‘شهيد الطوارئ’ قبل أسبوعين. وقال البرادعي في تصريحات لـ’القدس العربي’، ‘أنا هنا اليوم لكي أقول للنظام انه لن افارق الشعب المصري وسأقاسمه السراء والضراء ولن أقبل أي انتهاك يقع لأي مواطن، كما سأسعى لفضح كل الذين يتآمرون على المصريين مهما كان موقعهم’.’ وردَّد المتظاهرون هتافات تندِّد بسلوك ‘وزارة الداخلية’، وتطالب بإقالة الوزير حبيب العادلي بسبب صمته على التعذيب الذي يتم داخل أقسام الشرطة، ومنها: ‘ساكت، ساكت، ساكت ليه.. بعد الظلم ده فاضل إيه؟’، و’لو كان خالد ابن وزير.. كانت فيها رقاب هتطير’، و’آه يا مصر وآه يا مصر.. لسه فيكي ظلم وقهر’، و’قالوا الشرطة في خدمة شعب.. دول قتلوا خالد من الضرب’، ‘الطوارئ باطل، الوطني باطل، الداخلية باطل، أمن الدولة باطل’. وقد نجح آلاف المواطنين في الوصول لموقع الوقفة بينما فشل كثيرون في اللحاق بهم بسبب احتلال قوات الشرطة العديد من الميادين والشوارع لمنع تدفق الجماهير الغاضبة وتجمع نشطاء القوى السياسية في صف واحد يتوسطهم حمدين صباحي وأيمن نور رافعين أيديهم في وضع ‘متشابكتين’ وبمجرد ظهور المدير السابق لوكالة الطاقة الذرية تعالى صراخ الجماهير’بنحبك يا برادعي’ بينما هتفت نسوة في الشرفات ومن فوق أسطح المنازل في الشوارع والأحياء القريبة بالزغاريد للبرادعي وطالبنه ببدء حملة لإسقاط النظام الحاكم، فيما منع الأمن النشطاء من مغادرة المظاهرة واحتجزوهم داخل كردون أمني مشدد امتد في الشارع الذي يتواجد به المسجد، ووجه النائب حمدين صباحي كلمة للنشطاء قال فيها ‘نعم نواجه نظاما قمعياً ودموياً وفاسداً غير ان التغيير الذي تنشده كافة القوى السياسية الحاضرة حاضر وبدأ يتشكل وهو جزء من مشروع للمصريين للقضاء على منهجية التعذيب داخل أقسام الشرطة، وتقسيم عادل للسلطة والثروة’، وطالب صباحي وهو مرفوع على الأعناق بقصاص عادل لقاتلي خالد والوقوف ضد تعذيب المصريين. ورفعوا لافتات تطالب بمحاكمة اللواء حبيب العادلي، واللواء محمد إبراهيم ‘مدير أمن الإسكندرية’. وشارك في الوقفة عدد من رموز الإخوان والقوى الوطنية، ومنهم: الإعلامي حمدي قنديل الناطق بلسان الجبهة الوطنية للتغيير و د. حمدي حسن ‘الأمين العام المساعد للكتلة البرلمانية للإخوان’، والنائب صابر أبو الفتوح ‘المتحدث باسم حملة ملاحقة مدير أمن الإسكندرية’، وعلي عبد الفتاح ‘القيادي بالجماعة’، فضلاً عن كل من د. محمد البرادعي ‘رئيس الجمعية الوطنية للتغيير’، وحمدين صباحي ‘وكيل مؤسسي حزب الكرامة السابق’، ود. أيمن نور ‘زعيم حزب الغد’، ود. حسن نافعة، وجورج إسحاق ‘القياديان بالجمعية الوطنية للتغيير’، ود. أسامة الغزالي حرب ‘رئيس حزب الجبهة الديمقراطية’. وشهدت الإسكندرية حصارًا أمنيًّا مشددًا بأكثر من 100 عربة أمن مركزي قوامها عشرة آلاف جندي أشرف على تواجدهم بالشوارع قيادات الأمن العام وجهاز أمن الدولة بقيادة مدير أمن الإسكندرية. وفور وصوله الى الاسكندرية قبيل ظهر الجمعة قدم البرادعي العزاء الى اسرة الشاب خالد سعيد (29 عاما) الذي تؤكد المعارضة المصرية ان رجال امن ضربوه حتى الموت مطلع الشهر الجاري فيما تؤكد وزارة الداخلية انه توفي من جراء ابتلاع لفافة بانجو وهو نوع من الماريجوانا واسع الانتشار في مصر. وزار البرادعي وزوجته عايدة الكاشف وشقيقه علي وزوجته الذي وضع على سترته ميدالية ذهبية تحمل هلالا وصليبا كتب عليها ‘شعب واحد’، منزل اسرة الشاب حيث مكث دقائق قليلة، وقدم تعازيه الى والدة الفقيد وعمه واخيه. وقال البرادعي للأسرة ‘أنا معكم وجميع المصريين يستشعرون حجم الظلم الذي وقع لكم، وأرجو أن تكون قد اقتربت ساعة الخلاص من المعتدين الذين قتلوا خالد والذين أطلقوا الأوامر بتصفيته’. وتوجه البرادعى سيراً على الأقدام عابرا شارع بورسعيد إلى مسجد سيدي جابر، عقب تقديمه العزاء لأسرة خالد لأداء صلاة الجمعة وسط حشد جماهيري كبير. ومن جانبه زار الدكتور أيمن نور قبر خالد سعيد في وقت مبكر من صباح الجمعة، حيث يرقد جثمانه في مقابر المنارة. واشار نور لـ’القدس العربي’ الى أن قضية الشاب خالد ينبغي ألا تدفن وعلى المصريين أن يتذكروا دائماً أن الدور قادم عليهم إذا ما صمتوا ولم ينددوا بالقتلة ويلاحقوهم. كما زار وفد من ‘مصريات مع التغيير’ أسرة خالد في وقت سابق من صباح الجمعة، مطالبين والدته بالتمسك بحق نجلها، مؤكدين لها أن دم خالد لن يذهب هدراً وأن كل قوى المعارضة والجماهير الحية تعلم الحقيقة وان ما تم الترويج له هو محض أكاذيب. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 27 جوان  2010)


حماس: مصر تتحمل المسؤولية في فشل المصالحة الفلسطينية


2010-06-27 غزة – DPA  اعتبرت حركة حماس أمس تصريحات الناطق باسم الخارجية المصرية حسام زكي ضدها «غير مسؤولة وتوضح الفشل المصري في رعاية ملف المصالحة الفلسطينية». وقال فوزي برهوم المتحدث باسم الحركة، في تصريح صحافي: «إن مثل هذه التصريحات تؤكد أن دور مصر لم يكن حياديا, إنما هو دور تصعيدي ضد قيادة حماس, ويشير إلى أن هناك تراجعا في الدور المصري في رعاية هذا الملف». وكان المتحدث باسم الخارجية المصرية انتقد بشدة القيادي في حماس محمود الزهار، على خلفية تصريحاته التي وجه فيه انتقادات لوزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط. وقال: «إن الزهار لا يملك من أمر قيادة حماس شيئا، هو مثله مثل آخرين داخل القطاع ليس لهم تأثير على قيادة الخارج التي تتحكم في كل شيء، وللأسف فإن الأجندة لها ارتباطاتها غير الفلسطينية, وهو ما يعيق تحقيق المصالحة، وبالتالي يعيق استرجاع الفلسطينيين الحد الأدنى من وحدة الصف في هذه الأوقات العصيبة». وقال برهوم: «إن حماس تعتبر أن تصريحات زكي تسيء للسلطات المصرية, ولا تسيء إلى حركة حماس». واعتبر أنه من الواضح أن هناك تعثرا في جهود المصالحة الفلسطينية. «نتيجة رفض مصر التعامل مع مساعي أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى, فيما توصلنا إليه معه من مقترحات لتجاوز عقبة التوقيع على الورقة المصرية». واتهم برهوم القاهرة بالتنسيق مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يتزعم حركة فتح «لرفض أي تعاط إيجابي مع أي جهد عربي أو فلسطيني لإنجاح جهود المصالحة». من جهته قال زكي في تصريحات خاصة لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية الصادرة أمس «إن الكلام المكرر عن جهة إدارة ملف المصالحة, ثم أسلوب انتقاد وزير الخارجية المصري أمر غير مقبول، وإذا كان الزهار يتصور أنه بهذا الأسلوب يستطيع أن يسترضي أي جهة مصرية تسمح له باستخدام المعبر فإنه لن ينجح في ذلك، وهو يعلم مقدار العلاقة الوثيقة التي تربط ما بين القائمين بالإشراف على العلاقة مع فلسطين». وأوضح زكي «أن الموضوع الأساسي هو أن وزير الخارجية يضع في تصريحاته الأمور في نصابها، ومؤخرا جاءت تصريحاته في موضوع التوقيع على وثيقة المصالحة الفلسطينية التي أعدتها مصر، واليوم نقول لحماس إن التلاعب بالأفكار والتحايل على الدور المصري وعلى تلك الوثيقة أمر لن تسمح به القاهرة». وقال زكي إن تصريحات الزهار الأخيرة «تعكس إحباطه من عدم تجاوب القاهرة مع صيغ التحايل المقترحة». وعما إذا كان هناك احتمال لطرح وثيقة جديدة بجانب الوثيقة المصرية، قال: «ما وصلنا (من حماس) هو اقتراح إقامة مسار حواري جديد بين فتح وحماس ينتج عنه وثيقة جديدة مع إمكانية التوقيع على الوثيقة الحالية، وهذا الأمر يعني عمليا أن الحوار يمكن أن يستمر لفترة مفتوحة من الزمن على نقاط لا يمكن حسمها بشكل سريع أو في أفق قريب، وهو ما يوفر لحماس مخرجا ممتازا يسمح بأن تتخلص من أعباء اللوم الفلسطيني والعربي لها باعتبارها الجانب المعطل للمصالحة». وأشار إلى أن مقترح حماس هو استبدال الدور المصري بدور عربي، من منطلق الزعم بتراجع الدور المصري. وتابع: «مع الأسف، مثل هذه الأفكار يقصد بها إلهاء الرأي العام عن حقيقة الموقف التي تتمثل في استمرار رفض حماس الانخراط الجدي في عملية المصالحة والتوقيع على الوثيقة والبدء في السماح للسلطة الوطنية الشرعية بالعودة إلى قطاع غزة، وهذه المساعي تهدف إلى تحميل مصر مسؤولية تعطيل جهد المصالحة وهي محاولات مكشوفة ومرفوضة». (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 27 جوان 2010)


باريس منزعجة لدور تركيا بفلسطين


الجزيرة نت-خاص علمت الجزيرة نت من مصادر فلسطينية مطلعة أن باريس أعربت للسلطة الوطنية الفلسطينية عن انزعاجها وغضبها من ما وصفتها بالسياسات الجديدة لتركيا تجاه القضية الفلسطينية. وأوضحت المصادر -التي رفضت الكشف عن هويتها- أن ذلك تم أثناء لقاء الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مع نظيره الفلسطيني محمود عباس بباريس في 14 يونيو/حزيران الجاري. وقالت المصادر إن ساركوزي أبلغ عباس أن تركيا تذهب بعيدا في القضية الفلسطينية وأن إجراءاتها عبر أسطول الحرية ونشاطها الداعم لقطاع غزة سيسبب للسلطة مزيدا من الحرج. وأوضحت المصادر أن ساركوزي بدا منزعجا من خطاب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عقب حادثة أسطول الحرية، وقال إنه (أردوغان) ذهب بعيدا في تصريحاته ولا بد من إيقافه. وشن الجيش الإسرائيلي هجوما فجر الاثنين 31 مايو/أيار 2010 على أسطول الحرية الساعي لكسر الحصار عن قطاع غزة مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والمصابين خاصة في صفوف الناشطين الأتراك. انتقادات لاذعة ووجه أردوغان عقب ذلك انتقادات لاذعة إلى الحكومة الإسرائيلية معتبرا أن « الجريمة » التي ارتكبتها ضد سفن الإغاثة في المياه الدولية « عمل دنيء وغير مقبول »، وأن عليها دفع ثمن ذلك. وبدوره لم يستبعد الرئيس التركي عبد الله غل في وقت سابق من الشهر الجاري قطع علاقات بلاده مع إسرائيل قائلا إن تركيا « لن تغفر » لإسرائيل هجومها على أسطول الحرية الذي كان ينقل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة. وأشارت المصادر إلى أن ساركوزي أبلغ عباس أيضا أن العديد من الأوروبيين غير راضين عن دفاع أردوغان عن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ووصفها بأنها حركة وسطية وجهادية تسعى لتحرير أرضها. وذكرت المصادر أن ساركوزي يرى في تطور العلاقة بين حماس وتركيا خطورة حيث أن أنقرة يمكن أن تلعب أدوارا في إيصال حماس للعالم بحكم علاقاتها مع واشنطن ويمكن أن تطمس الدور المصري في صفقة تبادل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. وكان أردوغان قال في مطلع الشهر الجاري إنه أبلغ الولايات المتحدة بأنه لا يقبل وصف حماس على أنها منظمة إرهابية. وأضاف أن حماس حركة مقاومة تقاتل للدفاع عن أرضها، وأن الكثير من أعضائها معتقلون في السجون الإسرائيلية مع أنهم فازوا في انتخابات ديمقراطية وحرموا من حقهم في الحكم. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 27 جوان  2010)


أنقرة تمنع طائرة صهيونية من عبور الأجواء التركية 


وكالات – صوت الأقصى منعت السلطات التركية طائرة عسكرية تابعة لقوات الاحتلال الصهيوني، كانت تنقل أكثر من 100 ضابط، من العبور في أجوائها. وكشفت صحيفة « يديعوت أحرونوت » الصهيونية، النقاب عن اضطرار سلاح الجو الصهيوني إلى تغيير مسار الرحلة. وقالت الصحيفة في عددها الصادر الأحد 27/6/2010م: »إنّ الطائرة كانت تقل ضباطًا صهاينة، في طريقها إلى بولندا لزيارة ما يسمى « معسكرات الإبادة النازية ». وأشارت الصحيفة إلى أنّ قوات الاحتلال امتنعت عن الرد بصورة رسمية على الخطوة التركية، على حد قولها. يأتي الإجراء التركي ردًا على خلفية مهاجمة قوات صهيونية سفن « أسطول الحرية » في مايو الماضي، وقتل تسعة متضامنين أتراك كانوا على متنها.

(المصدر:إذاعة صوت الأقصى بتاريخ 27 جوان 2010)

 


أوروبا والنقاب: مشاهد صادمة ثقافياً


منبر الحرية 2010-06-27 محمد الدعمي  في مقابلة متلفزة ومشحونة بدلالات وأبعاد البون الثقافي بيننا وبين أوروبا، قال الضيف، وهو إريك راؤول، مقرر اللجنة البرلمانية لمنع النقاب في فرنسا، ما نصه «إن مجرد رؤية امرأة منقبة بالسواد من رأسها حتى أخمص قدميها في مكان عام بفرنسا يشكل (صدمة) بالنسبة للناظر الفرنسي». الرجل لم يبالغ بهذا القول، خاصة أن العين الفرنسية أو الألمانية أو الأوروبية عامة لم تتعود مشهداً للمرأة مثل هذا، باستثناء حالات مثل أفلام الخيال العلمي أو أفلام الرعب. والحق، فإن البون الثقافي والاجتماعي بين العالمين الغربي والشرقي يجعل من «المشاهد الصادمة» أهم وأبدع مزايا السفر والسياحة والارتحال؛ فمن الطبيعي أن يكون مشهد شابة جميلة ترتدي سروال الجينز مسرعة في الشارع وبيدها سيجارة، نقول إنه من الطبيعي أن يكون هذا المشهد صادماً لرجل عربي كان قد غادر قبل سويعات مطار عاصمة بلاده (حيث ينظر إلى تدخين المرأة كحال سلبية أو حتى لا أخلاقية، للأسف) لينزل إلى شوارع مدينة أوروبية فيشاهد عجائب الأشياء، من نوع شاب وشابة يتبادلان القبل الساخنة بكابينة الهاتف العام في الشارع.. هذه مشاهد صادمة بالنسبة للعين العربية، فما بالك بهذه العين إذا ما شاهدت عجائب وغرائب المتنزهات والنوادي العارية أو سواحل السباحة في إيطاليا وإسبانيا حيث يكون لحم البحر المتوسط مكشوفاً، ربي كما خلقتني؟ بالنسبة للعين العربية هذه مشاهد صادمة، ذلك أن مشاهد بسيطة لا تتجاوز تقليصاً محدوداً لطول ثوب المرأة، أو فتح زائد لأزرار القميص بالنسبة للرجل، نقول تبدو لدينا مشاهد «لا أخلاقية» يمكن أن نحتج عليها بدعوى خدش «الذوق العام». لم تحاول المحاورة العربية الحسناء في هذه المقابلة المتلفزة أن تتفهم حجم الصدمة التي كان البرلماني الفرنسي أعلاه يحاول أن يعبّر عنها بمناسبة مشاهدة امرأة منقبة في شارع باريسي أو في مقهى على «الشانزليزيه» أو وهي ترفع الستارة المتدلية من غطاء الرأس التي تغطي الفم كي ترتشف شيئاً من العصير المقدم لها في ذلك المقهى. مثل هذا المشهد يُعد حالة كاريكاتيرية في العالم الغربي. أنا شخصياً شعرت بصدمة ثقافية قوية لحظة هبوطي بمطار مدينة «سوفا» عاصمة جزر فيجي عام 1981، حيث إن جميع الرجال يرتدون التنورات بدلاً من السراويل لباساً رسمياً (مع ربطات العنق والجاكيتات!) كان المشهد بالنسبة لي صادماً بكل معنى الكلمة. ثمة «أبوان» – جمع بون- ثقافية واجتماعية تمتد بين عالمين مختلفين: العالم الشرقي، العربي/المسلم من ناحية، والعالم الغربي الآري/العلماني من الناحية الثانية. هنا، بكل دقة يمكن أن ندرك لماذا كان البرلماني الفرنسي لا يبالغ عندما يقول إن مشاهدة المنقبة الصامتة بالنسبة للناظر الفرنسي الذي اعتاد النساء الفرنسيات الفارعات الطول وهن يتحدثن معه في الفكر والسياسة والفلسفة، هو مشهد صادم له، هو لا يبالغ قط، ولن يبالغ قط كذلك إذا ما شعر بذات الصدمة عندما يرى عربياً بكامل زيه الصحراوي وهو يقود ناقته في حي «مونامارتر». هذا المشهد غير ممكن وغير متوقع في عاصمة الثقافة الغربية، باريس. هو ممكن في مهرجان ثقافي أو كرنفال عجائبي، وليس كحالة اعتيادية نريد أن نفرضها عليهم: فهل يعقل أن نطالب فرنسا بامتطاء الجمال في شوارعها باعتبارها الحالة الشائعة في صحارينا، متوقعين من المشرّع الفرنسي التخلي عن سيارات البيجو والرينو؟ لقد كان البرلماني الفرنسي يبذل قصارى جهده كي يوصل فكرة الصدمة أو المشهد الصادم للمذيعة العربية الحسناء التي حاولت جهدها (حسب أوامر الفضائية التي تريد أن تبدو وكأنها غيورة على الإسلام والمسلمين أكثر منهم في العالم العربي) أن تظهر البرلماني الفرنسي ظالماً أو مخطئاً، رغم أن شكلها لم يكن يوحي بأنها مسلمة أو من مجتمع مسلم: لا حجاب ولا نقاب ولا خمار، ولا هم يحزنون. هنا يكمن شيء من «نفاق» الإعلام العربي هذه الأيام، خاصة عندما حاولت بعض قنوات هذا الإعلام الانحياز إلى النقاب بتعامٍ لا مبرر له، بينما لم تحاول هذه القنوات ذاتها أن تدعو إلى النقاب داخل مجتمعاتنا العربية خشية الاحتكاك بمن لا تحمد عقبى الاحتكاك به! أليست هذه مفارقة نفاق من الدرجة الأولى: أن يعين الإعلام العربي نفسه محامياً مدافعاً عن النقاب في أوروبا بينما هو يقدم أجمل المذيعات المسلمات بلا نقاب ولا حجاب، بل هو لا يتجاسر على الدعوة إلى النقاب في المجتمع العربي الذي يعمل فيه. الطريف في الحوار المتلفز أعلاه وحسب تعليمات إدارة القناة بطبيعة الحال، كان سؤال المذيعة الجميلة السافرة حول إمكانية أن يمدد الفرنسيون «الموجة المضادة للنقاب» لتشمل الحجاب الإسلامي البسيط في وقت لاحق. لقد حاول البرلماني الفرنسي الإجابة على هذا السؤال عبر جهده لإفهام المذيعة أن النقاب يختلف عن الحجاب البسيط، لدرجة أنه راح يوظف يديه للإيضاح باعتبار أن النقاب هو «قناع» يوضع على كامل وجه المرأة، وهو لذلك يختلف بالتمام عن الحجاب الاعتيادي الذي يمكن للعين الفرنسية تجاوز مشاهدته! * كاتب عراقي يُنشر بالتعاون مع مشروع منبر الحرية www.minbaralhurriyya.org    (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 27 جوان 2010)


لماذا يفشل جنرالات أميركا؟


منذ عام 2001، والعديد من القادة العسكريين الأميركيين تعاقبوا على المناصب العليا في العراق وأفغانستان والقيادة الوسطى، التي تتولى زمام الحرب في البلدين. وأُقيل ثلاثة من أولئك القادة –آخرهم كان الجنرال ستانلي ماكريستال- أو استقالوا من مناصبهم تحت وطأة الضغوط. وقد جاء حكم التاريخ على العديد منهم قاسياً, ولم يُحظ منهم بثناء عاطر سوى اثنين هما الجنرال ديفد بتراوس والجنرال ريموند أوديرنو اللذان برعا في استغلال نسيج المهارات المعقد لإدارة متطلبات الحروب الأميركية, على حد تعبير صحيفة واشنطن بوست. على أن هذا السجل المتدني من الأداء يثير لدى المؤسسة العسكرية الأميركية تساؤلاً مزعجاً مفاده: ما الخطأ في النظام الذي يفرز قادة كباراً من ذلك القبيل؟ ويقول مسؤولون عسكريون إن كثيراً من المهام التي يضطلع بها كبار القادة العسكريين في مناطق مثل أفغانستان والعراق لا صلة وثيقة لها بالمهارات العسكرية التي ساعدتهم على التدرج في الرتب العليا بالجيش. فالحروب المعاصرة تتطلب من القادة العسكريين الكبار أن يتصرفوا كأنهم ممثلون لأحد ملوك العصر الحديث، إذ عليهم الإشراف على العمليات العسكرية وجهود التنمية الاقتصادية الهامة. كما أنهم يضطلعون بأدوار رئيسية في السياسة الداخلية للدول التي تقاتل فيها قواتهم. وعندما يضمحل الدعم الشعبي داخل الولايات المتحدة للحروب كما هو محتوم، يلجأ البيت الأبيض في الغالب لجنرالاته لإقناع أعضاء الكونغرس والرأي العام الأميركي المرتاب بسياسة الدولة في التعامل مع تلك الحروب. لكن ما يقض مضاجع القوات المسلحة هو أن جنرالاتها كثيراً ما يضطلعون بدور وزراء الظل، طبقاً لواشنطن بوست. ولطالما سقط قادة عسكريون كبار خلال سنوات الحرب التسع ضحايا جهلهم بخبايا سياسة واشنطن والصحافة، حتى أن الأميرال ويليام فالون –الذي سبق أن تولى قيادة القوات الأميركية في الشرق الأوسط- استقال من منصبه بعد تصريحات لا مبالية هاجم فيها سياسة إدارة الرئيس السابق جورج بوش بشأن إيران. واشنطن بوست (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 27 جوان  2010)


أفغانستان: قتلى بريطانيا يبلغون 300 جندي


إسلام أون لاين- وكالات

أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أمس الاثنين أن حصيلة الخسائر البريطانية في أفغانستان بلغت 300 قتيل منذ بدء العمليات في هذا البلد عام 2001. ويأتي هذا الإعلان فيما فقدت قوات التحالف الدولي عشرة من جنودها أمس في حوادث متفرقة بينهم 3 جنود أستراليون قتلوا إثر سقوط مروحيتهم جنوب البلاد. الحديث عن انسحاب وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون « إنها أنباء محزنة، لقد أصيبت عائلة أخرى بالألم والحزن. وبالتأكيد فان القتيل الـ300 ليس أكثر أو أقل مأساوية من 299 قتيلا سابقا ». وتابع كاميرون قائلا إن القوات البريطانية ستنسحب من أفغانستان « في أسرع وقت ممكن مع تمكن الأفغان من تولي مسؤولية أمن بلادهم ». وتنشر بريطانيا حوالى 9500 عنصر في أفغانستان ما يجعلها ثاني أكبر قوة مساهمة في القوة الدولية للمساعدة على إرساء الأمن في أفغانستان (إيساف) التابعة لحلف الناتو. وتنتشر القوات البريطانية في ولاية هلمند التي تشهد اضطرابات في جنوب البلاد حيث تحارب تمرد طالبان وتتولى تدريب القوات الأمنية المحلية. وتابع كاميرون « ندفع ثمنا غاليا جدا لإبقاء بلادنا آمنة ولجعل عالمنا مكانا أكثر أمانا ويجب أن نسأل دائما لماذا نحن هناك وإلى متى يجب أن نبقى هناك؟ ». وقال « لكن فور تمكنهم من تولي أمن بلادهم، حينها يكون بامكاننا الانسحاب ». وإثر إعلان نبأ وصول حصيلة القتلى إلى 300 جندي، شدد وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس على أنه يأمل « بسحب القوات » البريطانية من أفغانستان فور تمكن الأفغان من ضمان الأمن وإدارة الحكم بأنفسهم بشكل مرض. وقال « القوات البريطانية كانت في الخطوط الأمامية للحملة في السنوات التسع الماضية، وعملت بشكل شاق في السنوات الخمس الماضية في إحدى المناطق الأصعب في البلاد على تطوير قدرات الأفغان لضمان أمن بلادهم وحكمها في عملية ستتيح لنا في نهاية المطاف إعادة قواتنا إلى البلاد ». وارتفعت حصيلة القتلى البريطانيون في أفغانستان بشكل كبير منذ العام 2006 وسجلت خسائر كبرى في العام 2009 حين سقط 180 جنديا. وبلغت حصيلة القتلى 200 في 15 اب/اغسطس السنة الماضية. وقد جعل الائتلاف الحكومي برئاسة كاميرون الذي تولى السلطة في مايو الماضي من أفغانستان أبرز اولويات سياسته الخارجية. وزار كاميرون أفغانستان في 10 و11 يونيو الجاري وأجرى محادثات في كابول مع الرئيس الأفغاني حميد كرزاي وتفقد القوات البريطانية في قاعدتهم الرئيسية كامب باستيون في هلمند. واستبعد زيادة عدد القوات البريطانية ودعا إلى إحراز تقدم أكبر من أجل إعادة الجنود إلى البلاد. وحذر كاميرون الأسبوع الماضي من أن بريطانيا يجب أن تكون « مستعدة لضحايا أكثر في أشهر الصيف » ووصف العام 2010 بأنه « حيوي » بالنسبة للانتصار على طالبان. الناتو يفقد 10 جنود ومن جهة أخرى أعلن الحلف الأطلسي في حصيلة جديدة اليوم الثلاثاء أن عشرة من جنود الحلف أغلبهم من الأميركيين قتلوا أمس الاثنين في حوادث متفرقة في أفغانستان. وقتل ثلاثة من قوات النخبة الاسترالية وجندي أميركي في حادث تحطم مروحية في ولاية قندهار الجنوبية، في أكبر خسارة في حادث واحد تتعرض له القوات الاسترالية خلال نحو تسع سنوات، بحسب بيان لإيساف. كما قتل جنديان من الحلف الأطلسي، أحدهما أميركي، في انفجارات منفصلة في مناطق أخرى من الجنوب الذي يعد معقلا لحركة طالبان التي تشن تمردا يتزايد حدة ضد القوات الغربية. وقتل سرجنت كندي بعيد خروجه من آلية مدرعة في قرية جنوب البلاد، عندما أصيب بجروح قاتلة نتيجة انفجار عبوة يدوية الصنع. وبمقتله يرتفع عدد العسكريين الكنديين القتلى في أفغانستان إلى 148 منذ انتشار الكتيبة التي تضم حاليا 2800 شخص ومن المقرر إعادتها إلى كندا العام القادم. وتشهد المقاومة المسلحة التي تبديها حركة طالبان الأفغانية توسعا منذ عام 2005، فيما ينتهي كل عام برقم قياسي جديد من الخسائر في أرواح المدنيين والقوات الاجنبية. ووصل عدد الجنود الأجانب القتلى منذ مطلع 2010 في أفغانستان  إلى 284 بحسب حصيلة وضعتها وكالة فرانس برس. ومن المتوقع أن يشهد الصيف الحالي ارتفاعا ملحوظا في خسائر القوات الدولية نظرا للتصعيد العسكري الذي أعلن عنه كل من الناتو طالبان لكسب الموقف وأخذ زمام المبادرة في الميدان، خصوصا في ظل استعدادات واسعة للحلف الأطلسي للهجوم على معاقل طالبان في ولاية قندهار جنوب البلاد. أموال واشنطن في يد طالبان وفي تطور مثير كشف محققو الكونجرس الأمريكي في تقرير أن الولايات المتحدة تدفع ملايين الدولارات لقادة الميليشيات الأفغانية وربما لطالبان أيضا لتأمين مرور قوافل الإمدادات للقوات الأمريكية في أفغانستان.   وتتبع وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) نظاما بتكليف شركات خاصة بمهمة نقل الإمدادات لأفغانستان وتترك لهذه الشركات مهمة تأمين نفسها وقوافلها حتى تركز القوات الأمريكية على محاربة المتمردين. لكن يقول تقرير تناقشه لجنة في الكونجرس اليوم الثلاثاء إن العواقب غير المتعمدة لهذا النظام تقوض الجهود الأمريكية لمحاربة الفساد وتشكيل حكومة أفغانية فعالة. وقال النائب جون تايرني رئيس لجنة أمنية فرعية في مجلس النواب الأمريكي في بيان « هذا الترتيب أفسح الطريق أمام تشكل شبكة حماية واسعة النطاق يديرها قادة ميليشيات سرية ورجال أقوياء وقادة ومسؤولون أفغان فاسدون وربما آخرون. » وصرح تايرني وهو ديمقراطي بأن هذا النظام « يخالف » اللوائح التي وضعتها بنفسها وزارة الدفاع وقد يقوض الجهود الإستراتيجية الأمريكية في أفغانستان. ووصف التقرير الأموال التي تدفع لتوفير الحماية « مصدرا محتملا مهما لتمويل طالبان » مشيرا إلى عدة وثائق وتقارير عن حوادث بعينها ورسائل إلكترونية تشير إلى محاولات طالبان الاستيلاء على هذه الأموال في مرحلة ما من العملية. وبدأ محققو الكونجرس مراجعة عقد قيمته 2.16 مليار دولار في نوفمبر الماضي. ويغطي العقد 70% من الطعام والوقود والذخيرة والإمدادات الأخرى للقوات الأمريكية في أفغانستان. وجاء في التقرير أن المتعاقدين في هذا العقد والمتعاقدين من الباطن « يدفعون ملايين الدولارات سنويا لقادة الميليشيات في شتى أنحاء أفغانستان مقابل حماية قوافل » إمداد القوات الأمريكية. وذكر التقرير أن كثيرا ما يشير المتعاقدون إلى تلك الأموال على أنها « رشى. » وجاء في التقرير أن عددا من المتعاقدين أبلغ مسؤولي الجيش الأمريكي أن قادة الميليشيات يطلبون الحصول على أموال مقابل تأمين مرور القوافل وأن هذه الأموال تمول التمرد وأن بواعث قلق المتعاقدين لم يتم التعامل معها بشكل ملائم. كما خطأ التقرير وزارة الدفاع الأمريكية لعدم إخضاعها سلسلة الإمدادات لمراقبة كافية. (المصدر: موقع إسلام أونلاين نت  بتاريخ 27 جوان 2010)

 


شافيز: إسرائيل دولة إبادة جماعية


وصف رئيس فنزويلا هوغو شافيز إسرائيل بأنها « دولة الإبادة الجماعية » التي تتولى القتل بالنيابة عن الولايات المتحدة الأميركية، « وتهددنا جميعا »، متنبئا بأنها ستوضع يوما ما « في مكانها الصحيح » بالشرق الأوسط. وقال شافيز -وهو يتحدث لدى استقباله الرئيس السوري الزائر بشار الأسد في كراكاس أمس- « إننا مدعوون لأداء دور أساسي في تحرير العالم من الإمبريالية، ومن الهيمنة الرأسمالية التي تهدد اليوم بقاء الجنس البشري ». واتهم إسرائيل بأنها أصبحت ذراع القتل للولايات المتحدة « ولا يمكن لأحد أن يشكك في هذا، إنها تهديد لنا جميعا »، على حد تعبيره. وأكد الرئيس الفنزويلي -الذي زار سوريا في عامي 2006 و2009- أن فنزويلا « تتشرف » بأن تكون الدولة الأولى التي تستقبل الأسد في جولته بأميركا الجنوبية، التي ستقوده أيضا إلى كل من كوبا والبرازيل والأرجنتين. سرور كبير وردا على ذلك، عبر الأسد عن « سروره الكبير » باستهلال جولته بفنزويلا, ممتدحا ما أسماه « انحياز شافيز للقضايا المحقة في أميركا اللاتينية والشرق الأوسط وأماكن أخرى عبر العالم ». ويتطلع الأسد -الذي يواجه انخفاضا في إنتاج النفط محليا وجفافا أضر بالزراعة في بلده- إلى تعزيز الروابط مع المغتربين السوريين الأغنياء في المنطقة، ومع البرازيل التي تعتبر قوة اقتصادية صاعدة. ويقدر عدد الفنزويليين المنحدرين من سوريا بحوالي 700 ألف شخص, ومن المتوقع أن يركز الأسد خلال جولته على القضايا الثنائية، وعلى سعي سوريا لجذب استثمارات خاصة بـ44 مليار دولار على مدى خمس سنوات لإصلاح البنية التحتية في بلاده. وبدأت سوريا في تعزيز وضعها الدولي في السنوات الأخيرة متجاهلة محاولات غربية لإضعافها، وقامت بتطوير علاقاتها مع تركيا وروسيا ومع دول أميركا اللاتينية.

(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 27 جوان  2010)

 

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.