فيكليوم،نساهم بجهدنا فيتقديمإعلام أفضل وأرقى عنبلدنا،تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia
|
TUNISNEWS 10ème année, N°3897 du 23.01.2011
archives : www.tunisnews.net
أيها النمنفيون العائدون لأرض الوطن زيارة قبر محمد البوعزيزي أولوية في برنامج العودة
المرصد:مدينة الفحص …الجيش يحاول منع متظاهرين من القصرين من مواصلة سيرهم باتجاه العاصمة
اللّجنة الشّعبيّة قليبية: اعــــــلام
كلمة:تواصل سيطرة العائلة الطرابلسية على الديوانة
كلمة:توقع بحل التجمع و الإعلان عن حزب جديد
كلمة:اتحاد الشغل يرفض مقترحا رئاسيا جديدا
السبيل اولاين:أفراد من عائلة رئيس تونس المخلوع يصلون لكندا
المرصد:ضرورة محاسبة أزلام النظام من مديري المدارس الابتدائية
المرصد:نداء استغاثة من عمال شركة قانز تونس للمعدات الحديدية بقابس
الأوبزرفر:سجين يروي محنته بسجون تونس
الجزيرة نت:مطالب شعبية باستقالة الغنوشي دعم دولي للتحول بتونس
القدس العربي: »قافلة التحرير » تحاصر رئاسة الحكومة التونسية
الجزيرة نت:الاحتجاجات تتواصل توقيف مساعديْن لبن علي
القدس العربي:السعودية: استقبلنا بن علي في جدة « حقنا للدماء »
عبدالسلام الككلي:جوقة المنافقين في موائد الكلام الرخيص
نورالدين الخميري:الفضائيّة التونسيّة : من قناة 7 إلى قناة تونس 7
أبوجعفر العويني:واعتصموا بحبل الله جميعا
الامجد الباجي:ثورة وسقوف سياسية
رويترز:كانوا الأكثر تعرضاً للقهر من بين حركات المعارضة:الإسلاميون يأملون بدور في تونس الجديدة
الجزيرة نت:هل الثورة التونسية أولى ثورات تويتر؟
عامر العظم:هل يلتحق بشار الأسد بحسينية زين العابدين بن علي!
الجزيرة نت:مظاهرات غضب بمصر الثلاثاء
القدس العربي:تقارير إسرائيلية:الذعر ينتاب قصور الرئاسة العربية..
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس نوفمبر 2010
أيهاالنمنفيون العائدون لأرض الوطن زيارة قبر محمد البوعزيزي أولوية فيبرنامج العودة
والذين، اكتووا بنار الدكتاتورية النوفمبرية وبعد أن صنع البوعزيزي المفاجأة وأهدى روحه الزكية لشعبه لكي ينعم بالحرية ويكنس الدكتاتورية وأذنابها ليعيش الوطن لحظة تاريخية خالدة … فلولا غضبة البوعزيزي التي باركها رب العالمين ماكان للمستضعفين أن يعيشوا هذه اللحظات الخالدة وامتنانا لهذا الشهيد البطل ومن سبقه وتبعه من الشهداء الذين عبّدوا طريق الثورة أدعوا جميع مناضلي المهجر والذين ينوون الرجوع إلى الوطن بعد أن حرموا منه أن يجعلوا وجهتهم بعد أن تطأ أقدامهم أرض أتوجه لكل أصدقائي المنفيين الوطن الغالية إلى ضريح بطل الثورة محمد البوعزيزي عائلته المباركة كما لا يفوتني أن أذكر المناضلين بزيارة كل الشهداء وعائلاتهم حتى نقبل جباه أمهاتهم ونآزرهم في محنة الفراق…عاشت ثورة الكرامة والمجد والخلود للشهداء.
مراسلة خاصة
مدينة الفحص …الجيش يحاول منع متظاهرين من القصرين من مواصلة سيرهم باتجاه العاصمة
قامت قوات من الجيش الوطني مساء اليوم الاحد 23 /01 / 2011 بمنع قافلة لمتظاهرين انطلقت من القصرين باتجاه تونس العاصمة للالتحاق بالاعتصام الجماهيري امام مقر الحكومة وقد وقعت عملية المنع عند الحاجز الموجود في مفترق طرق مدينة الفحص باتجاه العاصمة وقد قامت قوات الجيش الوطني بملاحقة المشاركين في المسيرة واطلاق الرصاص في الهواء لتفريقهم.
وبعد تدخل عدد من الاهالي و ونقابيين من الاتحاد المحلي للشغل سمح لقافلة المسيرة بالمرور والتوجه نحو العاصمة — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux
اعــــــلام
لا تزال قليبية منتفضة تطالب بإسقاط حكومة الوحدة الموهومة بين أزلام وبقايا النّظام السّابق البائد وبين من إرتمى في أحظانه منذ إعلانهم مباركتهم لخطاب الطّاغية بن عليّ الأخير ويضرب شباب المدينة وديمقراطيّيها المثال على الإنضباط والنّضاليّة في المواصلة وتنويع الأشكال النّضاليّة وتوسيع قاعدة المحتجّين من بيانات وعرائض وهتافات ومسيرات وإجتماعات عامّة شعبيّة وتحويل إحدى بؤر التّجمّع البائد لمقرّ لفرع قليبية/قربة للرّابطة التّونسيّة للدّفاع عن حقوق الإنسان وتسميته بإسم فقيدها في المدينة الرّاحل عبد القادر الدّردوري الذي لم تتوقّف المسيرات الشّعبيّة عن تحيّة منزله كلّما مرّت به وتستعدّ اللّجنة الشّعبيّة بالمدينة لإنجاح إضراب التّعليم الأساسي وإسناد النّقابة الأساسيّة وتأطير إحتجاجات التّلاميذ المرتقبة. اللّجنة الشّعبيّة قليبية
— المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux
تواصل سيطرة العائلة الطرابلسية على الديوانة
حرر من قبل التحرير في السبت, 22. جانفي 2011
صرح عدد من إطارات جهاز الديوانة لراديو كلمة أن المدير العام محمد سعيد الجوادي المعروف بعلاقاته المشبوهة مع عائلة الطرابلسي و المتورط في أعمال تعذيب خلال مسيرته الأمنية اصدر مذكرة بتاريخ 20 جانفي تحت رقم 500508 تمنع الإطارات الديوانية و أعوانها الحديث إلى وسائل الإعلام أو الإدلاء بأي تصريح إلا بعد موافقة خطية من وزير المالية ، ويهدف هذا القرار حسب مصادرنا إلى محاولة إسكات الأعوان و الإطارات الديوانية خوفا من فضح و كشف ملفات الفساد و الرشوة التي تنخر المؤسسة .
و في نفس السياق تمت إعادة توزيع المسؤوليات داخل الهيكل الديواني بما يسمح بإدامة سيطرة العائلة الطرابلسية على الديوانة حيث تم تعيين عناصر موالية لعائلة الرئيس المخلوع في المسؤوليات الحساسة ، مثل العميد عبد النور عبد الله و العميد خالد بوشناق و العميد العجمي المحبوب والعميد الناصر الساحلي.
ويعتبر عدد من الإطارات الديوانية أن هذه الخطوة تستهدف حصر المهمات الحساسة في العناصر الموالية لعائلة الرئيس بما يؤشر إلى تواصل الفساد داخل الجهاز الإداري حسب قولهم . (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 22 جانفي 2011)
توقع بحل التجمع و الإعلان عن حزب جديد
حرر من قبل التحرير في السبت, 22. جانفي 2011 علمت كلمة أن محمد الغرياني الذي كلفه التجمع بمهمة التنسيق بين ما تبقى من هياكله يقوم هذه الأيام بمحاولة جمع عدد من كبار الشخصيات الدستورية التي غادرت التجمع بعد التغيير و المعروفون بالبورقيبيبن قصد التفكير في ايجاد صيغة للإعلان عن حزب سياسي يقوم على أنقاض التجمع الدستوري الديمقراطي و الذي يُجمع الشعب التونسي على ضرورة حله. وقد علمنا أن من بين الشخصيات التي اتصل بها الغرياني الباجي قائد السيبسي و محمد الصياح و عدد من الشخصيات البورقيبية الأخرى. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 22 جانفي 2011)
اتحاد الشغل يرفض مقترحا رئاسيا جديدا
حرر من قبل التحرير في السبت, 22. جانفي 2011 علمنا أن عبد السلام جراد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل تقابل صبيحة اليوم مع الرئيس المؤقت فؤاد المبزع بناء على طلبه وذلك لإعلام الرئيس بمقررات الهيئة الإدارية المنعقدة يوم الخميس 20 جانفي . وقد علمت كلمة أن فؤاد المبزع اقترح على الأمين العام بقاء ثلاث أعضاء من الوجوه القديمة في الحكومة المؤقتة وهم النوري الجويني و عفيف شلبي و رضا شلغوم مقابل التخلي عن بقية الوزراء، و قد نقل الأمين العام مقترح الرئيس المؤقت للمكتب التنفيذي الذي اجتمع مساء السبت 22 جانفي و تم رفض المقترح الرئاسي الجديد نظرا لعدم انسجامه مع مطالب الهيئة الإدارية. وجدد المكتب التنفيذي مطالبته بحل الحكومة المؤقتة و تشكيل حكومة جديدة تقطع مع كل وجوه العهد القديم. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 22 جانفي 2011)
أفراد من عائلة رئيس تونس المخلوع يصلون لكندا
السبيل أونلاين – وكالات قال مصدر حكومى فى أوتاوا (كندا) السبت أن أفرادا فى عائلة الرئيس التونسى المخلوع زين العابدين بن على وصلوا الجمعة إلى مونتريال، فى حين أكدت الحكومة الكندية أن أقرباء الرئيس المخلوع « غير مرحب بهم » على أراضيها. وأكد المصدر الحكومى لوكالة فرانس برس ما نشرته صحيفة « لوجورنال دو كيبيك » الكندية على موقعها الإلكترونى من دون إعطاء مزيد من التفاصيل. ويتعلق الأمر بأحد أشقاء زوجة بن على وصل برفقة زوجته وولديهما ومدبرة منزلهما صباح الجمعة على متن طائرة خاصة إلى مطار مونتريال-ترودو الدولى. وردا على سؤال لوكالة فرانس برس أكدت وزارة المواطنة والهجرة أن الرئيس التونسى المخلوع زين العابدين « بن على، وأفراد النظام التونسى السابق المطرودين من السلطة وأقاربهم، غير مرحب بهم فى كندا »، وأضاف المتحدث باسم الوزارة دوغلاس كيلام أنه « بسبب قانون حماية الحياة الخاصة، لا يمكننى التعليق على حالة بعينها ». وذكر أن التونسيين الراغبين بدخول كندا عليهم أن يستحصلوا أولا على تأشيرة دخول، وان الموظف الكندى الذى يمنح هذه التأشيرة لا يفعل ذلك إلا إذا كان متأكدا أن طالبها سيغادر كندا قبل انتهاء صلاحية التأشيرة. وأضاف « نظرا إلى أن أفراد النظام التونسى السابق لا يمكنهم العودة إلى تونس فان هذا سيكون صعبا جدا »، اى حصولهم على تأشيرة دخول، ولم تستطع الصحيفة تحديد هوية أفراد العائلة، وذلك لان لليلى طرابلسى، زوجة بن على، أشقاء عدة، ويعتقد بان هؤلاء الأفراد من عائلة الرئيس التونسى المخلوع نزلوا فى فندق غرب مونتريال، ويملك صهر الرئيس المخلوع رجل الأعمال محمد صخر الماطرى فيلا فخمة فى شارع راق فى ويستماونت اشتراها قبل عامين بمبلغ 2,5 مليون دولار كندى، وبحسب تحقيق لفرانس برس من المكان، فان هذا المسكن الفخم غير مأهول حاليا ويشهد ورشة أعمال جزئية. ونددت رابطة التضامن التونسية فى مونتريال التى سبق لها وأن نظمت تظاهرات عدة مناهضة لحكم بن على، السبت بدخول أفراد من عائلة الرئيس المخلوع كندا، ولكن من دون أن يكون فى مقدور الرابطة أن تتأكد من مصادرها الخاصة من صحة هذه المعلومة. وقالت سونيا جليدى المتحدثة باسم الرابطة فى ختام اجتماع شارك فيه حوالى مئة شخص أن « هؤلاء الناس عليهم أن يدفعوا ثمن ما قاموا أمام التونسيين، فى تونس »، وفر بن على إلى السعودية. وقامت دول أوروبية عدة بتجميد أمواله وأموال عائلته التى ازدادت ثروتها بشكل كبير إبان حكمه.
(المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس)، بتاريخ 23 جانفي 2011)
ضرورة محاسبة أزلام النظام من مديري المدارس الابتدائية
من أجل كشف الذين اساؤوا لشرف مهنة المربي بجهة بنزرت، ترددت كثيرا لسرد بعض الحكايات التي لا تنسى و هي جملة من ممارسات مخجلة و تجاوزات عديدة لا تحصى و لا تعد صادرة من أحد مديري المدارس الابتدائية ببنزرت المدينة مع العلم انه يرتدي جبة النقابة التي اساء لها كثيرا بما يفعله يوما بعد يوم و لا يزال و لانه لا يخشى لومة لائم تراه كل مرة يخترع التجاوز تلو الأخر ضاربا القانون و اخلاقيات المهنة عرض الحائط حتى ضننت ان علاقته بالادارة المشبوهة و سكوت النقابيين في الجهة عن سلوكاته المشينة لن يزيده الا تماديا في سياسته المشبوهة و الغير قانونية…و لكن يعاودني الامل احيانا اخرى ان هناك اناس اخرون و من طينة غير طينته يمنكنهم التجند معا لمحاسبته و الحد من تلاعبه المرضي و نهمه و استغلاله الفاحش و اعتداءه على حقوق الأخرين باعتباره المدير الفاتق الناطق الذي لا يقف أمامه أحد و لكي لا اطيل عليكم أكتف بذكر بعض التجاوزات التي تمس من شرف المهنة و صمعة المربين عموما
– كلامه البذيء و سب الجلالة امام زميلاته. – – مطالبة الاطفال بجمع الاموال بغير وجه حق لتنظيم القافلات الخيرية مع الفرض. – فرضه على التلاميذ جلب باكو أوراق رام كامل و التصرف فيها بعد ذلك – تنظيم جلسات و اجتماعات حزبية و تسييس المؤسسة التربوية بدون تراخيص ادارية – جبر المعلمين بدفع مقدار مالي معين في 26/26 و ارجاع كل مبلغ مالي يقل عن 10د – الترفيع في معلوم حصص التدارك من 15د الى 25د متجاوزا ما ينص عليه القانون – هتكه اعراض زميلاته خارج المدرسة و رواياته اللااخلاقية بخصوصهم – و كما قلت أردت انارة الادارة الجهوية و المعلمين و مديرين المدارس و النقابيون في الجهة و اقول لهم جميعا عيب عليكم ساكتين على واحد بهده السلوكات و نحن كاولياء لن نتركه يتواصل في تجاوزاته و سوف نتكفل بفضح ممارساته في الجهة و للسلط الجهوية و الوزارة و لن ندعك تمر بفضائحك يا نقابي أخز زمانك حسبنا الله و نعم الوكيل فيك و في أمثالك ولي تلميذ بنزرت — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux
نداء استغاثة من عمال شركة قانز تونس للمعدات الحديدية بقابس
نحن عمال شركة قانز تونس للمعدات الحديدية بقابس MFGT المتصرفة في اصول شركة مركب الصناعات المعدنية والتعهد بقابس ACMG التي وقع التفويت فيها في عملية شابتها الكثير من التجاوزات منها :
– العرض المقدم من طرف المستثمر لا يستجيب لكراس الشروط من الاختصاص والكفاءة والخبرة في الميدان – قدر ثمن المؤسسة من طرف مركز الدراسات التقنية للصناعات الميكانيكية والكهربائية بما قيمته 26 مليار وتم التفويت فيها بمبلغ يقارب 5.3 مليار.
– لم يدرج بكراس الشروط ملف الاداءات القمرقية على المعدات الثقيلة والآليات التي مازالت في حالة استعمال والذي يفوق 2 مليار وتم التفريط في هذه المعدات ب90 الف دينار.
– لم يدرج بكراس الشروط الصندوق الجماعي والذي بعث لتغطية الخدمات الاجتماعية للعمال وتتركب مداخيله بنسبة 3 بالمائة من أجور العمال و8 بالمائة عن المؤسسة وقد ناهزت مدخرات هذا الصندوق 2 مليار.
– التفويت في العمارات التابعة للمؤسسة للغير بمبلغ قدره 260 الف دينار وحرمان الاطارات العليا والمتوسطة من الاولوية في الملكية كما انه لم يتم إعلامهم بالتفويت.
لقد لجانا الى القضاء لكن الى حين هذا التاريخ مازلنا ندور في حلقة مفرغة ولم نجد اذانا صاغية لكل الإشكالات التي حالت دون تسوية وضعيتنا وإنصافنا . مجموعة من عمال شركة قانز تونس للمعدات الحديدية بقابس — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux
سجين يروي محنته بسجون تونس
روى أحد ضحايا نظام الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن على لصحيفة بريطانية ما تعرض له هو وغيره من أبناء جلدته من صنوف التعذيب في سجون بلدهم. الضحية -كما تقول صحيفة ذي أوبزرفر بعددها اليوم- هو التونسي آدم بوكديدا، خريج جامعة الأزهر البالغ من العمر 30 عاما. فعندما جاء الحراس لإطلاق بوكديدا و20 سجينا آخر من السجن ذي الأسوار البيضاء بالقرب من العاصمة، اكتفوا بالقول « اذهب واجمع حاجياتك ». وتضيف الصحيفة أن قصص رجال مثل بوكديدا، الذي أطلق سراحه أخيرا الخميس الماضي، هي بمثابة الوقود الذي يؤجج مشاعر الغضب ضد من هم في الحكومة الانتقالية ممن ارتبطوا بعلاقة وثيقة بنظام بن علي. إنها –كما تصفها أوبزرفر- قصص للوحشية والفساد والقسوة التي مورست بشكل يومي بحق السجناء على أيدي زبانية الدولة البوليسية، والتي وجدت أخيرا طريقها إلى النشر من دون رقابة بأجهزة التلفاز والراديو والصحافة المقروءة. كان بوكديدا –الشاب قصير القامة الممتلئ الجسم ذو اللحية الكاملة- يهم بالهروب في نوفمبر/ تشرين الثاني عندما دفعته الشرطة من نافذة الطابق الثاني في منزله بمدينة سوسة. يقول بوكديدا للصحيفة البريطانية « كان شرطيان اثنان قد أرديا قتيلين بالرصاص في حارتي، فطوقت الشرطة كل شباب الحي ». وأشار إلى أنه جرَّب السجن قبل 11 شهرا عام 2007، وأنه كان طالبا بمصر وعاد إلى تونس حيث اتهم بتحريض الناس للذهاب إلى العراق والالتحاق بالمقاومة هناك. وهي التهمة التي ينفيها بوكديدا، لكنها وضعته في دائرة اهتمام النظام. وفي يوم 16 نوفمبر/ تشرين الثاني، توقفت أربع سيارات محملة برجال شرطة أمام منزل والده بينما كانت العائلة تحتفل بعيد الأضحى. وشرع رجال الشرطة في مطاردة بوكديدا، الذي حاول الهرب من النافذة إلى إحدى الشرفات المجاورة. وهناك قام أحد أفراد الشرطة بدفعه من الخلف فهوى إلى الأرض من علو عشرة أمتار. اتهام كاذب يقول بوكديدا إنه يعرف الشرطي الذي دفعه من النافذة واسمه خالد، واسم الضابط الذي دأب على ضربه وهو رضا الجمال. وترى أوبزرفر أنه بقراءة ملفه، يبدو من المستحيل أن يكون بوكديدا –وهو بائع ملابس جاهزة- قد قام بالأعمال التي اتُّهم بارتكابها حيث قيل إنه أشرف على تنظيم خلية إرهابية مع آخرين في سوسة تمهيدا لشن هجمات بالقنابل. وقد كان في ذلك الوقت يرقد طريح المستشفى في سحلول للعلاج من آثار سقوطه من النافذة. ووصفت الصحيفة البريطانية التهم الموجهة إليه من قبل الشهود بأنها محض اختلاق. ولكن بعد الضرب المبرح والرضوض التي أصابته جراء ذلك، مهر بوكديدا ببصمته اعترافا بالتهم لأنه لم يكن قادرا على الكتابة. ثم تفجرت ثورة الياسمين، لكن أحدا داخل السجن لم يخبر النزلاء بما كان يدور خارجه. يحكي بوكديدا قائلا « كنا نسمع صوت الطلقات لكننا لم نكن نعرف بفرار بن علي ». ويتابع « أحيانا كنا نستنشق رائحة الغاز المسيل للدموع. وأخيرا أبلغنا أحد الحراس ما جرى في الخارج بذهاب الرئيس ». ويروي بوكديدا أن بعض نزلاء السجن ذرف الدمع والبعض ظل يصفق، وثلة طفقت تردد الأناشيد وأخرى ظلت ترقص (فرحا). المصدر:الأوبزرفر (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 23 جانفي 2011)
مطالب شعبية باستقالة الغنوشي دعم دولي للتحول بتونس
أكدت كل من الولايات المتحدة وفرنسا لرئيس الوزراء التونسي المؤقت محمد الغنوشي وقوفهما إلى جانب تونس ومساندتها في مسارها الجديد، يأتي ذلك بينما يواجه الغنوشي ضغوطا داخلية متزايدة تطالبه بالاستقالة من منصبه. ووفقا لوكالة الأنباء الفرنسية فقد تلقى الغنوشي اتصالين هاتفيين من وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ونظيرها الفرنسي فرانسوا فيون، أكدا فيهما وقوف بلديهما إلى جانب تونس، وأعربا عن تضامنهما مع الشعب التونسي. كما تلقى وزير الخارجية التونسي بحكومة الوحدة الوطنية المؤقتة كمال مرجان اتصالا هاتفيا من نظيره الألماني غيدو فيسترفيله، أكد له فيه مساندة بلاده لتونس والحرص على توطيد العلاقات بين البلدين. ضغوط داخلية تأتي هذه المساندة الخارجية للتحول في تونس في وقت تتصاعد فيه الضغوط السياسية والشعبية على الغنوشي للاستقالة بعدما انضمت عدة أحزاب سياسية إلى الحراك الشعبي المطالب باستقالة الحكومة المؤقتة التي يهيمن عليها -وفق تعبيرهم- أركان النظام السابق. وفي هذا السياق وصلت إلى العاصمة تونس صباح اليوم « مسيرة الحرية » التي انطلقت أمس من مدينة سيدي بوزيد باتجاه العاصمة بمشاركة مئات التونسيين، بدعوة من الاتحاد العام للشغل للمطالبة برحيل رموز عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. واقتحم أمس السبت مئات المحتجين -الذين لم يرضهم تعهد الغنوشي في خطاب متلفز مساء الجمعة التنحي بمجرد إجراء الانتخابات- سياجا غير محكم أقامته الشرطة حول مكتبه في تونس العاصمة رافعين لافتات تطالب بإخراج « رجال الطغيان » من حكومة الوحدة. وفي الوقت الذي كان فيه الغنوشي يعقد أمس اجتماعات مع زملائه بالحكومة، خرج آلاف إلى شوارع العاصمة وبلدات أخرى لإظهار رفضهم لما يصفه كثيرون بأنه محاولة شكلية من جانبه لضم عدد قليل من المعارضين الأقل شهرة للحكومة. وتجمع مئات المتظاهرين أمام مقر وزارة الداخلية بالعاصمة رافعين شعارات منها « الشعب يريد إسقاط الحكومة » و »السفاح في السعودية والحكومة هيّ هيّ » و »الرحيل الرحيل يا عصابة إسرائيل ». وفي سابقة نظم عدد كبير من أفراد قوات الأمن التونسي صباح أمس تجمعا احتجاجيا أمام مقر الحكومة المؤقتة بالقصبة في العاصمة ومسيرة جابت شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي بالعاصمة. وفي حدث لافت وغير مسبوق اعترضت عناصر غاضبة من الشرطة سيارة الرئيس المؤقت فؤاد المبزع، ومنعوها لدقائق من الوصول إلى قصر الحكومة بالقصبة وسط العاصمة قبل أن تتدخل عناصر أخرى وتفسح لها الطريق. بدوره طالب رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية منصف المرزوقي الغنوشي بالاستقالة، وترك العمل السياسي. وقال المرزوقي -الذي عاد من منفاه وينوي ترشيح نفسه للرئاسة- إن وجود الغنوشي يعرقل الجهود من أجل استعادة الاستقرار ولا يساعدها، مؤكدا أنه لا يمكن لمن خدم الدكتاتور -وفق وصفه- أن يعمل من أجل بناء الديمقراطية بتونس. من جانبه قال مؤسس حركة الديمقراطيين الاشتراكيين المعارضة، أحمد المستيري –الوزير الأسبق بعهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة- إنه بصدد التشاور لتشكيل مجلس وطني يضم كافة التيارات السياسية في البلاد، وتشكيل حكومة تصريف أعمال يرضى عنها الجميع. وقد ترددت أنباء غير مؤكدة أمس تفيد بأن الوزير منصر الرويسي الذي أسندت له حقيبة الشؤون الاجتماعية بالحكومة المؤقتة قد استقال من منصبه نزولا عند ضغط الشارع. تأطير الثورة وفي تطور آخر، نفى الرئيس المؤقت نفيا قاطعا الأنباء التي ترددت في وقت سابق حول موافقته على اقتراح تقدم به عدد من السياسيين التونسيين يتعلق بإنشاء مجلس وطني لتأطير الثورة. ووصف المبزع في بيان بثته الإذاعة التونسية هذه الأنباء بأنها ادعاءات، وجدد التأكيد على التزامه بمقتضيات الدستور وتمسكه بالشرعية. وكانت أنباء قد أفادت بأن المستيري اقترح مع الوزيرين السابقين أحمد بن صالح ومصطفى الفيلالي -في اجتماع مع المبزع في ساعة متأخرة مساء الجمعة- إنشاء مجلس وطني لتأطير الثورة الشعبية التي أطاحت ببن علي. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 23 جانفي 2011)
« قافلة التحرير » تحاصر رئاسة الحكومة التونسية
2011-01-23 تونس – على وقع شعار « شهر شهران ثلاثة! حتى يسقط النظام! » فرض الاف التونسيين بينهم العديد من الشبان القادمين من وسط البلاد الفقير المتمرد الاحد حصارا على قصر القصبة مقر رئاسة الحكومة في العاصمة التونسية مؤكدين عزمهم على مواصلة تحركهم. وعلقت على سياج المبنى لافتة كتب عليها « الشعب جاء لاسقاط الحكومة »، تعبيرا عن سخط الشارع على السلطات الانتقالية التي يهيمن عليها اركان النظام السابق. وقد انطلق الف متظاهر من منزل بوزيان وسيدي بوزيد والرقاب، انشط مراكز الانتفاضة الشعبية التي ادت في 14 كانون الثاني/يناير بعد شهر من اندلاعها الى سقوط نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي. وقال محمد العياني وهو رجل مسن التف بالعلم التونسي للمشاركة في « قافلة التحرير » وفق تسمية المشاركين فيها « جئنا لاسقاط بقايا الديكتاتورية ». وانطلقت « قافلة التحرير » السبت من وسط البلاد فدخلت صباح الاحد العاصمة رغم حظر التجول بعدما قطعت قسما من طريقها سيرا والقسم الاخر في موكب من الشاحنات والسيارات والدراجات النارية. وهتف المتظاهرون تحت نوافذ رئيس الوزراء محمد الغنوشي « لقد سرقوا ثرواتنا، لن يسرقوا ثورتنا »، فيما انضمت اليهم بشكل متواصل مجموعات من المتظاهرين من العاصمة حتى وصل عددهم الى بضعة الاف، ثلاثة الاف بحسب تقدير احد الشرطيين في الموقع. ووقف عدد من عناصر قوات الامن عند البوابة الخشبية لرئاسة الحكومة التي بدل احد كاتبي الشعارات اسمها لتصبح « وزارة الشعب »، على مسافة امتار قليلة من المتظاهرين الذين راحوا يهتفون مطالبين باستقالة الحكومة ويرددون النشيد الوطني. والحشد على صورة الشعب التونسي، يضم نقابيين ومعارضين يساريين واسلاميين ومواطنين عاديين ونساء واطفالا، والهتافات تراوح بين المطالب السياسية والاعتبارات الاجتماعية. وقال سمير وهو شاب قدم من احدى قرى وسط البلاد البعيدة عن المنتجعات الساحلية التي يروج لها في الملصقات السياحية والبطاقات البريدية « اننا مهمشون داخل البلاد، كل الثروات تنحصر في الشريط الساحلي. مطلبنا الرئيسي هو الحرية قبل الخبز. نريد اسقاط هذا النظام الفاشي والفاسد ». وجاءت رقية مع شقيقاتها الثلاث « للتنديد بالظلم » وقالت « جميعنا نحمل شهادات من التعليم العالي ولم ننجح في ايجاد عمل لاننا لم نكن من اعضاء التجمع الدستوري الديموقراطي » حزب بن علي. وبعدما خلت حركة التمرد الشعبي من الاسلاميين الذين اودع مئات من ناشطيهم السجن في ظل النظام السابق، باتوا اليوم يظهرون في شكل واضح وعلني. وقال محمد الهادي العياري الناشط في حزب النهضة الاسلامي المحظور والمضطهد في عهد بن علي « الثورة صنعها الشعب، لكن نحن الاسلاميين من دفع الثمن من خلال كل الظلم الذي لحق بنا طوال هذه السنوات ». وبعدما انضم الشرطيون بشكل كثيف السبت الى التظاهرات فساروا جنبا الى جنب مع المتظاهرين بعدما كانوا قبل ايام قليلة ينهالون عليهم بالهراوات، خيمت اجواء اكثر تشنجا الاحد بين قوات الامن ومتظاهري « قافلة التحرير » الذين رفعوا صور ضحايا القمع الذي تعرضت له الانتفاضة واوقع ما لا يقل عن مئة قتيل بحسب الامم المتحدة. وقال شاب متجهما « هذه ليست ثورة الياسمين بل ثورة الدم، ولم تنته. جئنا نثأر لدماء شهدائنا الذي سقطوا خلال الانتفاضة ».
(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 23 جانفي 2011)
الاحتجاجات تتواصل توقيف مساعديْن لبن علي
أعلن في تونس أن اثنين من أبرز مساعدي الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي وضعا رهن الإقامة الجبرية ويجري البحث عن ثالث، بينما تتواصل الاحتجاجات المناهضة لرئيس الحكومة المؤقتة محمد الغنوشي. وقالت وكالة الأنباء التونسية إن عبد العزيز بن ضيا المستشار الخاص لبن علي والمتحدث باسمه وعبد الله القلال وزير الداخلية السابق ورئيس الغرفة السفلى بالبرلمان وضعا رهن الإقامة الجبرية. وأشارت الوكالة إلى أن البحث يجري عن عبد الوهاب عبد الله المستشار السياسي لبن علي الذي توارى عن الأنظار، مع العلم أن المسؤولين الثلاثة هم أعضاء في التجمع الدستوري الديمقراطي وهو الحزب الحاكم سابقا. من جهة ثانية تنتهي اليوم في تونس أيام الحداد العام الثلاثة على ضحايا الاحتجاجات التي أطاحت ببن علي، في حين تتواصل المظاهرات في تونس العاصمة، كما وصلت إليها مسيرات من عدة ولايات تطالب بإقالة الحكومة المؤقتة، وإبعاد الوزير الأول محمد الغنوشي وغيره من رموز الحقبة السابقة. المظاهرات تتواصل وذكرت الإذاعة الفرنسية أن نحو ألف شخص من محيط مدينة سيدي بو زيد -حيث اندلعت حركة الاحتجاجات- نظموا مسيرة في العاصمة تونس. وأفادت تقارير أيضا بأن مئات الأشخاص من أنحاء تونس يتوجهون صوب العاصمة على أقدامهم في « قافلة تحرير » ويتوقع أن يصلوا إليها في غضون أيام قليلة. وكان مئات المحتجين -الذين لم يرضهم تعهد الغنوشي في خطاب متلفز مساء الجمعة بالتنحي لمجرد إجراء الانتخابات- قد اقتحموا السبت سياجا غير محكم أقامته الشرطة حول مكتبه في العاصمة رافعين لافتات تطالب بإخراج « رجال الطغيان » من حكومة الوحدة. من ناحية أخرى دعت نقابات عمالية المعلمين إلى الدخول في إضراب عن العمل، وهي الدعوة التي تأتي قبل يوم من موعد مقرر لإعادة فتح المدارس والجامعات. وفي تطور ذي صلة ذكرت صحيفة « نويه زيورخر تسايتونج » (إن زد زد) السويسرية الصادرة في زيوريخ الأحد أنه ثبت العثور على أول دليل لأصول مملوكة لبن علي وعائلته في حسابات ببعض المصارف الكبرى. ولم توضح الصحيفة -التي أشارت إلى الخطوة التي اتخذتها الحكومة السويسرية الأسبوع الماضي بتجميد حسابات مملوكة لبن علي ورئيس ساحل العاج لوران غباغبو- حجم أو نوع الأصول التي عثر عليها. في هذه الأثناء نقلت مجلة « دير شبيغل » الألمانية عن زعيم حزب النهضة التونسي راشد الغنوشي قوله إنه سيعمل على العودة إلى البلاد وتسجيل حركته كحزب سياسي تمهيدا لخوض الانتخابات المقررة خلال ستة أشهر، وقال الغنوشي -الذي يعيش منفيا في بريطانيا- للمجلة الألمانية السبت إنه سيعود إلى بلاده في وقت قريب. في هذه الأثناء أكدت كل من الولايات المتحدة وفرنسا لرئيس الوزراء التونسي المؤقت محمد الغنوشي وقوفهما إلى جانب تونس ومساندتها في مسارها الجديد، يأتي ذلك بينما يواجه الغنوشي ضغوطا داخلية متزايدة تطالبه بالاستقالة من منصبه. ووفقا لوكالة الأنباء الفرنسية فقد تلقى الغنوشي اتصالين هاتفيين من وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ونظيره الفرنسي فرانسوا فيون، أكدا فيهما وقوف بلديهما إلى جانب تونس، وأعربا عن تضامنهما مع الشعب التونسي. كما تلقى وزير الخارجية التونسي بحكومة الوحدة الوطنية المؤقتة كمال مرجان اتصالا هاتفيا من نظيره الألماني غيدو فيسترفيله، أكد له فيه مساندة بلاده لتونس والحرص على توطيد العلاقات بين البلدين. تعليق سعودي وفي تعليق على استضافة الرياض للرئيس التونسي المخلوع ومنحه اللجوء السياسي، قال المتحدث باسم الخارجية السعودية أسامة نقلي إن بلاده أرادت أن تضع بذلك حدا لحمام الدم بهذه الدولة العربية. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن نقلي قوله إن المملكة ليست جزءا من الصراع في تونس بل تريد أن تكون جزءا من الحل، وإن منحها اللجوء لبن علي هدفه محاولة إنهاء الأزمة والحيلولة دون وقوع حمام دم بأوساط شعب تونس. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 23 جانفي 2011)
السعودية: استقبلنا بن علي في جدة « حقنا للدماء »
2011-01-23 الرياض – قال متحدث باسم وزارة الخارجية السعودية الاحد ان المملكة استضافت الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي حقنا لدماء الشعب التونسي ولنزع فتيل الازمة.
واكد اسامة النقلي لوكالة فرانس برس ان « السعودية ليست طرفا في ازمة تونس لكنها كانت جزءا من الحل »، عبر استقبال بن علي في 14 كانون الثاني/يناير بعد مغادرته تونس تحت وطأة الانتفاضة الشعبية.
واضاف المتحدث ان « السعودية تشعر بالارتياح لانها ساهمت في نزع فتيل الازمة وحقن دماء الشعب التونسي الشقيق ».
وشدد النقلي على ان استضافة بن علي في السعودية ياتي « وفقا للاعراف والقوانين، وانظمة المملكة لا تسمح لضيوفها بممارسة اي نشاط سياسي او انتهاك مبادئها السياسية بعدم التدخل بالشؤون السياسية للدول الاخرى ».
وكان وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل اكد في تصريحات نشرت الاربعاء ان المملكة تستضيف بن علي احتراما للاعراف العربية، لكن شرط عدم ممارسته اي نشاط في تونس انطلاقا من المملكة.
وطلب المعارض التونسي منصف المرزوقي السبت من الحكومة السعودية تسليم الرئيس المخلوع « لمحاسبته على الجرائم والسرقات » التي تنسب اليه ودعا السعوديين الى الانتباه الى ان بن علي « يمكن ان يسرق الكعبة ». (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 23 جانفي 2011)
جوقة المنافقين في موائد الكلام الرخيص
كان سارتر يؤكد أن التعبير الحقيقي عن الحرية إنما يكمن في قول لا في وجه الاستبداد والطغيان و أن فرنسا لم تكن يوما حرة مثل ما كانت وهي تحت الاحتلال الألماني. لأن الثوار الحقيقين كانوا يقاومون ذاك الاحتلال مقاومة غاضبة رافضة..تذكرت قولة سارتر هذه وأنا أتابع اليوم القنوات التونسية وارصد ما يقال فيها من الصباح إلى المساء في إسهال منقطع النظير .فأتردد بين الحزن والغضب والرغبة في الضحك الذي يشبه البكاء . أجد مثالا صارخا للزيف..أرى الوجوه ذاتها التي كنت أراها قبل سقوط الطاغية ، تلك التي كانت تتمرغ على أعتابه وتجيد لغة التزلف او في أحسن الحالات تصمت على جرائمه وقد لبست ثوبا آخر. أرى أناسا كانوا » يخلصون » أيما إخلاص في تمجيد السلطان الجائر و تقديس »صانع التغيير » وتقديم التهاني له ولعصابته في المناسبات وفي غير المناسبات والتّستّر على جرائم وزارة الاتّصال التي كانت تحجب كل حقيقة يمكن أن تزعزع صورة القديس و حاشيته الفاضلة..أرى هذه الوجوه اليوم تزعم ما لم يكن فيها وما لن يكون..تتكلم باسم الثورة..ويصبح الواحد منها ضحية لما كان يقبله برضى تام وجبن فاحش..هذا فتى حنبعل المدلل عبدالرزاق الشابي .يتكلم عن الطغيان و دموع كاذبة في عينيه لا ادري من أين أتى بها. ها هو يكشف المستور وهو يضع قناع الإنسان الفاضل والحقوقي العادل ، يتحدث عن الحصص التي منع من بثها..وعن المعتمد الذي طالبه بتكذيب بعض الأشخاص..وهو بطبيعة الحال لم يكن من الرافضين..فقد كذّب من كان يعلم في قرارة نفسه انه صادق. ولو لم يسقط النظام لما كان اعترف بما فعل ولبقيت هذه الجريمة متخفية مثل جرائم أخرى كثيرة..وهذه عفاف الغربي..كانت ليلة رأس السنة الماضية في فستانها ذي اللون البنفسجي الأنيق الذي أصبح رمزا من رموز التحول المبارك تمسك ورقة صغيرة تتلو منها تهنئة حارّة مطوّلة لرئيس الجمهورية وزوجته بالعام الجديد الذي رجت أن يكون مباركا..لكن هذا العام كان يحمل شؤما للعائلة الحاكمة التي خرجت علينا من سقط المتاع. إنه بمجرّد فرار الرّئيس أطلت علينا عفاف الغربي و مثيلاتها بابتسامة الانتصار والارتياح وهي تهنّئ الشعب بسقوط الطّاغية..كأنها صارت من شباب مدينة سيدي بوزيد الذي احترق واحد منها ومات آخرون وهم يصرخون بشعار الثورة وهي تتلمس طريقها إلى قصر قرطاج » التشغيل استحقاق يا عصابة السرّاق » ..كلاّ لم يكن ذلك سوى تجسيد للزّيف و تعبير عن قدرة فائقة على التلوّن مع جميع الأحوال مهما كانت. هل ننسى في هذا الصدد أيضا مثقفين دخلوا جحورهم سنوات الجمر وفضلوا الصمت على الكلام الذي لا يتقنه غير عشاق الحرية الحقيقيون. ما كان لهم رأي حول فساد المفسدين. ما استمعنا يوما إلى أصواتهم.. ما قرأنا لهم حرفا حين كان الكلام بثمن غال أما اليوم فقد رخص الكلام حتى صار كالبضاعة الفاسدة يسومها المفلسون في الزمن الرخيص. هل ننسى أولئك الذين كانوا يسبون الشارع ويدعون المثقف في تعال لا تعالي فيه إلى الاحتماء ببرجه العاجي ويعتبرون محنة القضاة الشرعيين مثلا قضية شخصية على شاكلة « المفكرة الحرة « سلوى الشرفي التي تحولت بقدرة قادر إلى مدافع شرس عن استقلال القضاء والى صحفية جاءتنا في لقاء صحفي على شاشة تلفزة هجرت سبعتها يوم بدأ السفاح يبحث لنفسه عن بلد يموت فيه ذليلا لتتحول إلى قناة وطنية. جاءتنا الأستاذة لتجمل صورة الوزير الأول الذي يطالب الشعب اليوم بإسقاطه والذي لم يجد من طريقة للدفاع عن نفسه غير بضعة دموع وبعض كلمات مضمونها انه كان خائفا وانه كان لا يعلم …وهي كلمات ما أشبهها بما قاله لنا المستبد الهارب وهو في النزع الأخير حين ادعى وهو يتهاوى انه هو أيضا كان لا يعلم ما يجري حوله وانه قد غرر به . لماذا لم تسأل الصحافية المحترفة جدا الوزير الأول عن رأي المجلس الدستوري الذي اعتبر أن تقلده يوم 14 جانفي2011 منصب الرئيس المؤقت للبلاد كان انتحالا منه لصفة ليست له لأنه لا يملك أي تفويض في ذلك من الرئيس الفار. لماذا لم تسأله عن السر في الانتقال بين يوم وليلة من الفصل 56 من الدستور إلى الفصل 57. لماذا لم تسأله أيضا عن المكالمة التليفونية التي أجراها مع الطاغية وهو في منفاه وعن سبب هذه المكالمة التي أساءت إلى كل تونسي. هنيئا مريئا لمن لا يتقنون الكلام إلا مع الجوقة الصاخبة وان ادعوا العكس. …ربما إذا عاد العسف غدا وهو أمر محتمل عندي فسيعودون مرة أخرى إلى جحورهم في انتظار ثورة أخرى يصنعها من لم يكن لهم يوما يد في جرائم الكبار ولا نصيب في موائد المقتسمين للحم البقرة التي أكلها السكين ..أما الذين كانوا يعارضون الفساد معارضة صادقة دون خوف ولا تزلف..والذين كانوا يعانون من الشقاء الفكري والنفسي ما لم يعرفه غيرهم فقد غابت وجوههم وأسماؤهم إلا قليلا. عجبا للحياة كيف تختار دائما أن تنتصر الجماعة الأنيقة الكاذبة التي تبرز بروزا لتركب على حدث لم يكن لها فيه أي دور.. عجبا ما كانت هذه الجماعة تجد ولو ذرة من الجرأة لتعبر عن آرائها لو استمر الطغيان..لأنها جماعات بلا رأي.ولا ذاكرة..ولو كانت لها ذاكرة لاستحت من التنكّر لأقوالها بمجرّد تغيّر الظّروف..ولو كان لها رأي لكان صامدا لا ينثني حين كان الصمود يرسل بفرسانه إلى المنافي أو السجون أو يعرضهم إلى بطش السلطان وقد طغى وتجبر . كنا نود أن ننسى كل ما قالوه وما فعلوه لو ساعدونا على ذلك . كنا سنغفر لهم قليلا أو كثيرا تواطؤهم إذ كلنا أو جلّنا تورطنا على الأقل و بشكل أو بآخر في الصمت الآثم ..إن ما يجب أن نعي به اليوم هو أن هذه الوجوه التي تطلّ علينا اليوم لم تكن يوما صادقة..لقد كانت متواطئة مع الفساد يوم كان الفساد سائدا منتصرا..ولن تنطلي حيلها علينا..لم يكن هؤلاء الأشخاص يوما جديرين بمهنة الإعلام..لأنهم فرطوا في ضمائرهم و ما تفرضه من مصداقية و أصالة..ولأنهم باتوا يذكروننا اليوم بأمرين..أولهما النظام الاستبدادي الذي كانوا يدافعون عنه أو يغمضون عيونهم ضعيفة البصر عن ويلاته..وثانيهما النفاق الذي يلمع جليّا في وجوهم المزيفة ، إذ ما إن انتصرت ثورة الشعب حتى ركبوا الموجة وسارعوا لأخذ نصيبهم من الغنيمة وحصتهم من الجثة الهامدة كالعقبان الجارحة تناديها رائحة الدم ويتحرك فيها الجوع المتأصل فيها ..إن المشهد الإعلامي التونسي يستحي من هؤلاء وأمثالهم. فكفى الإعلام ما عاناه من عسف طوال سنوات الجمر الذي احترق به من ساهموا ولو قليلا في إشعال نار الثورة .
عبدالسلام الككلي
الفضائيّة التونسيّة : من قناة 7 إلى قناة تونس 7
في إطار تغطيتها للأحداث الجاريّة بالبلاد بعد هروب الطاغية الجنرال بن علي وضمن برنامج فضاء حرّ استضافت التلفزة التونسيّة اختصاصي تونسي في علم النفس لتحليل حالة الغضب التي تسود الشارع التونسي رغم حدوث ما يسمّى بالتغيير ، وبعد أن أكّد الضيف في أكثر من مرّة على ملازمة الهدوء كشرط لعودة الحياة إلى طبيعتها ، مشيدا في الوقت نفسه بتمتّع الطاقم الحكومي الجديد بقدرات وكفاءات عاليّة دون التطرّق إلى مسؤولياتهم الحكوميّة في العهد البائد ، أشار إلى أنّ ما يحصل اليوم في الشارع التّونسي هوّ نتيجة طبيعيّة لانعدام فضاءات الحوار في العهد السّابق ، وأنّ القناة الوطنيّة بفتحها المجال لمداخلات المواطنين سوف تمتصّ تلك الشحنات التي يرى أنّها ستزول بعد وقت قصير ، وشبّه تلك الحالة بامرأة متخاصمة مع زوجها . وقد نسي الضيف التونسي أو ربّما تناسى أوأرغم على النسيان بأنّ الشّعب التّونسي قد بلغ درجة من الوعي والنضج لا يمكن الرّجوع به إلى العهد البائد .
وعلى صعيد آخر فإنّ التلفزة الوطنيّة كما أطلق عليها أصحابها هذه التسميّة قد تجاهلت الحديث عن حركة النّهضة التّونسيّة كقوّة وطنيّة وما تعرّض له أبنائها من تشريد وتعذيب وتنكيل ، واقتصر الحديث في الغالب على بعض الإيحاءات الخجولة المقرونة بالتخويف.ونحن إذ نتطرّق لهذا الجانب من الموضوع فليس من باب الإستعطاف لأنّنا نعلم جيّدا أنّ هؤلاء الصّحافيين مع بعض الإستثناءات بالطبع قد امتهنوا التملّق والتزلّف ومارسوا النّفاق السيّاسي على مدى عقدين من الزّمن .
وفي جانب آخر يتعلّق بدور القناة والذي كان من المفترض توجيه الرأي العام وإعلامه بحقيقة تطوّرات الأوضاع فقد كان مجمل الحديث لهذا اليوم الأحد 23 جانفي 2011 زرع الأحقاد وإثارة الفتنة والنعرات ، عبر تسريبات مغلوطة تتعلّق بمجلة الأحوال الشّخصيّة الغاية منها تشويه التيار الإسلامي والمقصود به حركة النهضة التونسيّة ، بيد أنّ مجمل التدخّلات كانت في معظمها تلامس الواقع عبر التطوّرات المتسارعة في المشهد السياسي التونسي وهو ما يشير إلى القطيعة التّامة بين المناوئين والمغالطين من أهل المهنة والوطنيين المخلصين الأحرار .
بقي أن نشير في الأخير إلى أنّ ثورة الياسمين والتي لم يدرك بعض صحافي » قناة تونس7الجديدة » مدلولات هذه التسميّة ، فإن المقصود بذلك أنّ الثورة لم تستعمل الذخائر الحيّة ولا القنابل المسيلة للدموع لمواجهة قوات القمع ومليشيات الحزب الحاكم ، ولم تتسبّب في قتل أحد ، بل جعلت من ثوابتها ركائز لتنطلق منها إلى غاياتها وآفاق أهدافها ، متلائمة مع معطيات الواقع وسنن التغيير.
ولعلّ انطلاقاتها الثوريّة هيّ التي جعلتها ترفض أن تدور أو أن تكون أسيرة لسياسات أو تحالفات مشبوهة ، لذلك صوّبت رماحها لتسقط النظام وأزلامه ، ولتفتح لنفسها أبوابا متسعة تستوعب بالتجربة منهجا تشقّ به طريقها نحو الحريّة والكرامة . لذلك ظلّت إرادة جماهير الثورة منتصرة وانهزمت معها قوى الطّغيان ، لا بل أصبحت ناقوسا يأذن بميلاد فجر جديد تتغيّر فيه موازين القوى وملامح التحكّم الكوني لصالح الجماهير ، وكأنّها بداية ميلاد تغيّر التّاريخ . نورالدين الخميري ـ صحفي تونسي
واعتصموا بحبل الله جميعا
كتبه /أبوجعفر العويني/23/01/2011 ما أحلى نسائم الحرّية دون تلوث تجمّعي, ولا انتهازي من كلّ المشارب والأحزاب التمعشيّة والمسنّدة على القوى الخارجية ,يرضعون من ثديها وينفّذون مآربها, تونس الخضراء بلاد الزيتونة والقيروان,محطّ الأنظار في العالم العربي والإسلامي, لا بدّ أن تكون على مستوى الحدث,كما أنّها محطّ أنظار الغرب الصليبي الاحتلالي المتوجّس ,الذي يعرف ثقل بلدنا الصغير حجمه الكبير تأثيره,عمل على تحجيمها منذ القديم, لأنّها كانت دائما هي رأس الحربة, لرفض الاستعمار والخنوع,فمن لا يصدّق هذا الحديث عليه أن يراجع التاريخ الفنيقي والبربري والروماني ,كما أقول لمؤرخي دويلات قطري أولا , إنّ تاريخ الشمال الإفريقي , المغرب الإسلامي,والمغرب العربي,إنّ تاريخنا واحد فينيقي بربري (كنعاني) عربي إسلامي لا مجال للتفرقة أو التعالي ,نحن يجمعنا الإسلام, وهو الرباط المقدّس الذي يؤاخي بين الجميع ,لا فضل لعربي على أعجمي إلاّ بالتقوى.
أمّا اليوم ,والثورة على أشدّها ,نرفض كلّ التفاف عليها من طرف الانتهازيين الذين أبدلوا جلودهم ووضعوا أقنعة ليخادعوا الشعب وكأنهم هم النخبة,وقد كانوا مشتركين في امتصاص دماء الشعب التونسي,أو مساندون للنظام فكرا وحكما.
أمّا قولي للإسلاميين من حركة النهضة,ومسانديها والمتعاطفين معها,حيّوا ثورة الأحرار ثورة الشباب ,عليكم أن تكونوا على مستوى تضحياتكم وجراحاتكم و منافيكم,إنّ البناء هو اصعب بكثير من الهدم,عليكم بالصبر والعمل والمثابرة , بصدق وإيمان . إنّ الشعب التونسي في حاجة ماسة لرجالات النهضة, لإصلاح ما فسد طوال غيابهم في المنافي والسجون,وإنّ أوّل الأولويات ,هو ملء الفراغ في المساجد والنوادي والمعاهد والمعامل ,وأينما تواجد أبناء الشعب, نحن لسنا طلاّب كراسي أو حكم في بلد مسخت معالمه على مدى قرن من الزمن ,ولكنّ تربية شعبنا على القيم الإسلامية وتعليمه التسامح والتآخي والالتزام بالأخلاق النبيلة الإسلامية , هي التي ستكون الكفيلة بالإصلاح الحقيقي والعدالة والنظام والحب والتكافل الاجتماعي , (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرّقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا)صدق الله العظيم
اسكني يا جراح
| اسكني يا جراح واسكتي يا هموم) رحم الله الشابي لكأنّ روح أبي القاسم الشابي ترفرف اليوم حول الشعب التونسي بأكمله و تحذّره من التفريط في الثورة الجماهيرية, ثورة الشباب والمعطّلين و المستضعفين ,ضدّ المافيا وعصابة بن علي بابا, والأربعين حرامي, ويقول (أُسْكُني يا جرَاحْ )النصر للثورة النصر للشعب التونسي والأمة العربية والإسلامية ,وأحرار العالم في كلّ مكان.
أُسْكُني يا جرَاحْ وأسكتي يا شجونْ ماتَ عهد النُّواحْ وَ زَمانُ الجُنُونْ وَ أَطَلَّ الصَّبَاحْ مِنْ وراءِ القُرُونْ في فِجاجِ الرّدى قد دفنتُ الألَمْ
ثورة وسقوف سياسية
حدثت الثورة.لم يكن احد من السياسيين خطط لثورة بهذا الحجم.ولكن كانت تختفي في ثنايا الاحتجاج.في كل مكان كان هناك التذمر.والاحتجاج.
وكانت هذه الثورة تتجمر هنا في تونس نيوز قبل ان تخرج الى الشارع.
كانت تتجمع هنا على صفحات هذه الجريدة المباركة. لم تكن هنا ثورة كانت شارعا تجتمع فيه الاصوات المقموعة.من يريد ان يفهم من اين جاءت هذه الثورة عليه ان يعود لتصفح جريدة تونس نيوز. كانت هذه مخبر تجميع الشتات. وتجميع الغضب وتجميع الاحتجاج.وتجميع المفرق.كان تقريبا ولسنوات المكان الوحيد الذي تقابل فيه اليسار واليمين وكتبوا تقريبا نفس الشئ.وقالوا نفس الشئ.
وعبروا على ما يختلج في نفوسهم.كان هنا الاجماع.
ولم يرفع احد شعار اسقاط النظام.
لم استمع الى هذا الشعار ابدا. ولكنه كان شعارا يتقدم.
ما ساعد على حدوث هذه الثورة هو تقدم اقدام الاسلاميين على انجاز اصلاحاتهم الفكرية وتقدمهم نحو فهم مقتضيات المرحلة السياسية الراهنة وفهمهم لضرورة الاصطفاف حول مطلب الديمقراطية ومشروع المشاركة.
لقد وضعوا بذلك سلاحا جبارا بيد بقية مكونات المجتمع السياسي ونزعوا من بين ايادي الغدر السياسي فزاعة الاسلاميين. ثانيا عودة اتحاد الشغل تدريجيا الى موقعه الصحيح وضع الاسس لاستعادة القيادات اليسارية موقعها في الجهات وتاهبها لتاطير الثورة .
ثالثا كانت احداث الحوض المنجمي بمثابة البروفة.مكنت جميع الاطراف من فهم طريقة قيادة حركة الاحتجاج. رابعا لعبت جمعية المعطلين على العمل من اصحابا الشهائد دورا رئيسيا في اضرام نار الثورة وكانت الطلائع التي اجبرت الشارع على التحرك بانتظام
مستعملين الفايس بوك وتويتر كسلاح شارة متقدم يعرفون مواقعهم على الانترنات.
اخيرا كان نظام بن على الغبي الذي لا يفهم في السياسة شيئا يتصرف تقريبا كما كان يدفع بنفسه في جحيم الهبوط بتشدده ورفضه التعامل مع من بقي له من قوى وسطية مثل حركة المساوات والعدالة التي كانت تمد له يدها الى اخر لحضة. وبذلك عزل نفسه عن كل مكونات المجتمع الاجتماعي والسياسي وهيا الارضية لقيام هذه الثورة.
رفعت الثورة منذ يوم 14 جانفي سقف المطالب.طالبت برحيل بن على وباقامة حكومة وحدة وطنية.ولكن هذا الصوت لم يكن ليصل الى الجميع.
بعضهم وعلى راسهم الشابي سموها حركة قصووية. فاتهم فهم ما يحدث انها ثورة عارمة جاءت لتقوض النظام من عروقه. تقويض النظام لا يعني الغاء الدولة. النظام هو هذه المنظومة السياسية التي تاسست على دستور مشوه وعلى تفشي الفساد وعلى تحالفات سياسية تاكلت وتهرات وباتت في تعداد الاموات.
ولان المعارضة بكل اطيافها لم تكن ترفع شعار اسقاط النظام .حتى المرزوقي كان يتحدث عن نظام لا يصلح ولا يصلح ولكنه لم يكن يفعل شئ في اتجاه تجميع جبهة تقوم على اساس هذا الشعار.كان يبدو تقريبا يتصرف من واجهة حزبه بطريقة يصعب توصيفها ولكنها لم تكن على مدى كل السنوات الماضية تسعى لحشد المعارضة الراديكالية تحت برنامج واضح وخطة مدروسة للاطاحة بالنظام.
ربما لان الاسلاميين خلطوا الاوراق عندما ابقوا على تحالفهم مع الحزب التقدمي الاشتراكي الذي رغم كل ما يقال عنه بقي حزبا متوسطيا يطالب باصلاحات من داخل النظام .ربما خوفا من ان يتهموا بانهم عادوا الى مشرعهم القائل باقامة الجمهورية الاسلامية.
قبل سقوط بن على كانت كل المعطيات تشير الى ا ن افق الحل السياسي كانت تتجه الى الانفجار.
بعد استيلاء بن على على السلطة من جديد في 2009 بات واضحا للشابي ولاحمد ابراهيم وحتى لمصطفى بن جعفر ان هذا النظام الاقصائي لم يعد معه طريق للوفاق.
ولاحظنا اشتداد النبرة في الندوات التي اقاموها وقمعت بشدة من النظام.
وكانت هناك على تونس نيوز افادات ان اتحاد الشغل يتجه الى صدام تاريخي بين القيادات الوسطى وقيادة الاتحاد حول مسالة البند العاشر.وكانت ملامح مازق قانوني تخفي مازق سياسي على غاية من الاهمية والخطورة خصوصا وان بن علي يريد التجديد لهذا المكتب التنفيذي الذي يعول على مساندته في 2014.
وعندما انتفضت سيدي بوزيد والقصرين وتالة كانت النقابات العامة التي يتاسس عليها عقد اتحاد فرحات حشاد العظيم تقريبا في طريقها للاصطفاف خلف قيادتها الوسطى المنتشرة في كامل ربوع البلاد.وانتهى الامر بذلك النداء الشهير للنقابات العامة التي بدات تكسر شوكة المكتب التنفيذي.
ثم جاء اعلان الاضرابات العامة الجهوية وبهذا سقط نظام بن علي في ذلك اليوم المشهود من تاريخ بلادنا يوم 14جانفي 2011.
هذا هو خط ثورتنا. سلكته داخل اسلوب حكم لم تعرفه بلادنا على مدى كامل تاريخها. نظام حكم كمم كل شئ وتصرف كجيش غزاة احرقوا قرطاج وصبوا عليها الملح.
اليوم كل اطياف الشعب تتحرر.بما فيها البوليس الذي عاش طوال كل هذه العقود
داخل مؤسسة قوامها اللاقانون.لقد حولهم بورقيبة ومن بعده بن على الى مستاجرين يعملون تحت طائلة اللاقانون لكبت الشعب وتدمير نخبه.وفات الكثيرين منهم انهم هم ايضا عليهم ان يعيشوا تحت بطش اللاقانون.وكانت تاتينا من داخل مؤسسة الداخلية اخبارا عن واقع الذل والاهانة التي يتعرض لها اعوان الامن. كان عزاءهم الوحيد ان يتحولوا فقط هم ايضا الى غزاة وان يستولوا على مؤسسة الدولة ويقتسمون الغنائم مع اعرافهم.هذا الذي كان يحركهم في الدفاع عن المجرمين.اما كرامتهم وانسانيتهم فالشعب التونسي كله يعرف انها مهدورة
وانهم هم ايضا ابناء هذا الشعب يتعرضون الى الاهانة والاذلال.
اليوم وبعد ان حررهم الشعب عليهم ان يحذروا. هم اكثر الناس معرفة بملفات الفساد وبمكان المفسدين.عليهم ان يحاصروا كل المجرمين القابعين هناك وان يفتكوا منهم سطوتهم وسلطانهم وان يتنظموا لمرحلة قادمة نريد ان يسيطر فيها القانون على الجميع.وان يعيد لهم حقوقهم في قول كلمة لا اذا كان هذا لا يطابق القانون.نريد ايضا ان يكونوا تحت حماية شعبهم العظيم لا تحت مجموعات من المجرمين المتربصين بالحق والعدالة.
هذه الثورة حررت ايضا رجال الاعمال.وكثر منهم بدؤوا يفهمون ان سقوط بن علي سيحر ر البلاد من كابوس العصابات ومن بيروقراطية فاسدة قادها محمد الغنوشي على مدى ربع قرن.
وهم ايضا مطالبون بالانخراط اكثر في هذه الثورة بعد ان فاتهم تمويلها في السابق. عليهم اليوم ان يقتحموا ميدان السياسة وان يساندوا تحركات اتحاد الشغل
في اخراج هذه البيرقراطية الفاسدة التي اعدت كل اسرة الفجر لعائلة بن على كي يزنى بالبلاد.
ليكفوا عن تخويف الناس بتوقف الاقتصاد. وان يكفوا عن خلط اوراق السياسة بالاقتصاد. هذه الثورة التي ستنقذهم اذا ما احسنوا اليها لن تقبل بمساومة بقاء بيروقراطية بن على كانها وحدها قادرة على ابقاء عجلة التصدير مستمرة.
يجب ان يكفوا عن الكذب. وان يكفوا عن القول بان سقوط تونس في ترتيب الائتمان جاء بسبب الثورة.قبل ذلك بكثير استشعر البنك العالمي بان دولة بن علي كانت تنوي اعادة جدولة الديون.وهذا هو السبب الذي اخذت فيه احتياطات مؤسسات الترقيم الائتمانية قرار التحفظ على موقع تونس.
ثم عليهم ان يعملوا معنا على تحييد الدولة في المستقبل في خصوص مصير الاستثمار.وان لا تقع اجهزة الدولة بين ايادي رجال اعمال فاسدين مثل قائدهم الى دار معلمة يتقاسمون فيها الغنائم قبل ان يدخل الطرابلسية على الخط.
هذه الضمانات لا يمكن ان تحدث الابعد ان نراهم بالعدد الكافي يقفون خلف هذه الثورة. وان يستعدوا لمساندتها ومساندة مطالبها.
نحن في تونس نريد الديمقراطية لا شئ غير الديمقراطية وهؤلاء الذين تركهم بن على خلفه هم قبارة الديمقراطية في السابق وسيضلون كذلك الى ابد الابدين.
الى كل من قلب قميصه عليه ان يعلم هذه ليست 7نوفمبر جديدة.لا يوجد بن على اخر ليحضنكم مرة اخرى. عودوا الى دياركم واستلموا حياتكم العادية واخرجوا من الطريق العام.هذا ما هو مطلوب منكم.لا يوجد قطار مناورة يصلح لامثالكم. ومن سيثبت في عهره سيفهم انه اليوم سيكون في مواجهة الشعب التونسي برمته.
والشعب التونسي لا يعلق النياشين لكل من ساند وساعد المغتصبين لشرفه وكبرياءه.
الامجد الباجي
كانوا الأكثر تعرضاً للقهر من بين حركات المعارضة
الإسلاميون يأملون بدور في تونس الجديدة
السبيل أونلاين – وكالات ظل الإسلاميون في تونس لسنوات، إما في السجون أو المنفى، إذ كانوا مستبعدين من الانتخابات، وممنوعين من الانخراط في العمل السياسي، ولم يلعبوا دورا ملحوظا في «ثورة الياسمين». لكن الإسلاميين في تونس قد يجتذبون أتباعا في عالم التعددية الحزبية السياسي الجديد، أكثر مما يحب منافسوهم العلمانيون الاعتراف به. ويقول صلاح الدين الجورشي، وهو خبير تونسي في الحركات الإسلامية، إن الحركة الإسلامية في تونس كانت الحركة الأكثر تعرضا للقهر من بين حركات المعارضة في ظل حكم بن علي. ويضيف أن اتباعها أكثر عددا، بكثير، من أتباع حركات المعارضة العلمانية. ويؤكد أن تأثير الحركة الإسلامية قد يكون كبيرا. وفرضت العلمانية بصرامة على تونس، منذ ما قبل استقلالها عن فرنسا في عام ،1956 فالحبيب بورقيبة الذي قاد حركة الاستقلال، وكان رئيس تونس لفترة طويلة كان ذا توجه قومي اعتبر الإسلام تهديدا للدولة. وفي عام ،1987 عندما نحى بن علي بورقيبة عن السلطة أفرج عن الإسلاميين من السجون لفترة قصيرة، وسمح لهم بالمشاركة في انتخابات ،1989 ولكن النتائج فاجأت بن علي وأثارت قلقه. وأشارت النتائج الرسمية لتلك الانتخابات إلى حصول حركة «النهضة»، وهي أكبر حركة سياسية في تونس على 17٪ من أصوات الناخبين، وجاءت في الترتيب التالي للحزب الحاكم. ويرى الجورشي ان تلك الانتخابات شهدت تزويرا على نطاق كبير، وربما كانت الأرقام الحقيقية أقرب الى نسبة تراوح بين 30 و35٪ من الأصوات. وفي المقابل حصلت جميع الأحزاب العلمانية التي خاضت الانتخابات ذاتها على 3٪ فقط. وتراجع بن علي عن سياسته وحظر حركة «النهضة»، وأودع أتباعها السجون، وقمع بشدة أي شخص يُبدي ميلا ناحية التوجه الإسلامي، وخرج الشيخ راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة إلى المنفى في لندن في العام نفسه. وأعلن الغنوشي رغبته في العودة الى تونس بمجرد الإطاحة بابن علي، لكنه لم يحدد موعدا لعودته الى الآن. ولكن في مقدور الغنوشي أن يعود في أي يوم، بعدما أقرت الحكومة المؤقتة قانونا للعفو يسمح للأحزاب المحظورة بالعمل، ويطلق سراح السجناء السياسيين. ويقول المتحدث باسم حركة «النهضة»، المقيم بالمنفى في باريس حسين الجزيري، إن الحركة ستشارك في الانتخابات البرلمانية، المقرر أن تجرى في الأشهر الستة المقبلة، لكنها لن تتقدم بمرشح للرئاسة، مبررا ذلك بأن الحركة لا تريد أن تحكم البلاد. ويضيف أن الحركة حزب لا يريد أن يحكم، ولكنه يريد أن يشارك الى جانب جماعات أخرى، وأن يفعل ذلك بوازع من المسؤولية. ويرى أن أي استبعاد لـ«النهضة» يمثل ردة الى النظام القديم، وسيكون هذا مستحيلا في الوضع الراهن، بغض النظر عن الضغوط الداخلية والخارجية. وتعد حركة «النهضة» معتدلة، ومن الممكن أن تحصل على تأييد واسع، على الرغم من الإجراءات الصارمة التي تفرضها الدولة. ويرى الغنوشي، وهو مفكر إسلامي يتمتع باحترام، أن الإسلام لا يتعارض مع الديمقراطية، ونظرا إلى أنه عاش في لندن أكثر من 20 عاما، فإنه يدعو أيضا إلى حوار مع الغرب. وكرر مصلون في مسجد القدس في تونس ذلك الرأي. ويعرف كثير من المصلين أنفسهم بأنهم إسلاميون، على الرغم من أنهم يرتدون ملابس غربية، ويتحدثون الفرنسية وغير ملتحين. ويقول الحارثي «تونس بلد صغير، ولكن فيه متسع للجميع ولأفكار الجميع، ظنوا أنه ستكون هناك فوضى في تونس ولكننا متكاتفون، لا يوجد لدينا شيعة أو مسيحيون أو يهود، جمعينا مسلمون سنة وهذا يوحدنا». ويضيف «وبالطبع ستلعب حركة (النهضة) دورا كبيرا في الانتخابات، إنها من الشعب، ولم تأتِ من الخارج من كوكب آخر، إنها جزء منا وهؤلاء الناس قدموا تضحيات كبيرة، وهكذا فعل أعضاء شرفاء من الشيوعيين والنقابات». وقد يشهد إنهاء حكم بن علي نموا ملحوظا في التعبير الصريح عن العقيدة، واشتهر بورقيبة الذي رأى نفسه زعيما تحديثيا شبيها بالزعيم التركي كمال أتاتورك، بوصفه للحجاب بأنه «خرقة بغيضة». وصادر ممتلكات الجمعيات الإسلامية، وأغلق محاكمهم، وسن قانونا علمانيا للأسرة. وفي عهد بن علي، جرى حرمان النساء، اللاتي يرتدين الحجاب، الحصول على التعليم والوظائف. ويقول كثيرون إن الشرطة اعتادت منعهن في الشوارع، ونزع حجابهن وإجبارهن على توقيع أوراق تندد بالحجاب، ولقي الملتحون معاملة مماثلة. تقول لطفية، وهي عاملة في فندق رفضت الكشف عن اسمها بالكامل، إذ إنه ليس مسموحا لها بأن تتحدث «إذا غيروا القانون فسأرتدي الحجاب، أعرف امرأة كانت تعمل هنا وكانت ترتدي الحجاب وخفضوا أجرها». وتضيف أن «ارتداء الحجاب لا يعني إثارة الفوضى والإرهاب، إذا ارتديت الحجاب فسأظل أحافظ على بلدي». لكنّ كثيرين يخشون أن إنهاء الحكم البوليسي سيجعل السياسة منفتحة لدخول الافكار المتطرفة، التي سيتم تداولها بدرجة من الانفتاح والانتشار، مثل انتشار الأفكار الديمقراطية والعلمانية. ويقول الجورشي إنه يتوقع أن يضيع الصوت السلفي في غمرة صخب حرية التعبير في الاشهر المقبلة، وأن يجتذب خطاب النهضة المعتدل مزيدا من الأتباع.لكنه يضيف أن القاعدة وأمثالها لا تعتمد على الأعداد الكبيرة أو الشعبوية، وإنما على جماعات صغيرة تنفذ أعمالا عنيفة. ويقول شوقي، وهو طبيب عمره 34 عاما «نحن شعب منفتح على الثقافات منذ فجر التاريخ».
المصدر : رويترز
(المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس)، بتاريخ 23 جانفي 2011
هل الثورة التونسية أولى ثورات تويتر؟
يرى الكاتب الأميركي إيتان زوكرمول أن الإنترنت كان له نصيب في إسقاط الحكومة التونسية، وأشار بمقال في مجلة فورين بوليسي أن ما حدث في تونس قد تكون له تداعيات على بقية دول المنطقة التي تعاني نفس مشاكل تونس.
ويقول الكاتب، وهو أحد كبار الباحثين بمركز بيركمان للإنترنت والمجتمع والمؤلف المشارك لموقع غلوبال فويسيس « الأصوات العالمية » الذي كان يراقب الأحداث منذ اندلاعها بتونس، إن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي ركب طائرته وتوجه إلى مالطا تاركا رئيس وزرائه لمواجهة الاحتجاجات والمتظاهرين الذين اكتظت بهم الشوارع مطالبين بتغيير الحكم في هذا البلد الواقع في شمال أفريقيا.
وكانت الاحتجاجات اشتعلت قبل أسابيع من ذلك بمدينة سيدي بوزيد عندما أقدم محمد البوعزيزي، وهو شاب خريج جامعي وعاطل عن العمل، على الانتحار بسبب مصادرة وتدمير الشرطة للعربة التي كان يبيع عليها الخضار.
وتسبب يأس الشاب -يواصل الكاتب- في تفاقم الإحباط الذي يشعر به العديد من التونسيين الذين كانوا يشعرون بتراجع وضعف اقتصاد بلادهم, وارتفاع مستويات البطالة وعدم المساواة أو تكافؤ الفرص فضلا عن الرقابة المفروضة على الإنترنت ووسائل الإعلام، ناهيك عن الفساد الذي يضرب أطنابه.
ومع انتشار الاحتجاجات بالمدن التونسية واشتداد زخمها، عرض بن علي الذي حكم البلاد ثلاثة وعشرين عاما, تنازلات لشعبه، منها التنحي في 2014, وإجراء انتخابات جديدة خلال ستة أشهر. ولكن كل هذا فشل في تهدئة وإرضاء الجماهير التي حصلت في النهاية على ما كانت تبتغيه في وقت لاحق من ذلك اليوم وهو تخلص تونس من بن علي.
ومن جهة أخرى، يؤكد أن الثورة التي أطاحت بدكتاتور عربي وشاهدها العالم العربي عبر قناة الجزيرة التي كانت تغطي المظاهرات عن كثب، قد تكون له تداعيات في العديد من الدول بالمنطقة التي تعاني من نفس المشاكل التي دفعت التونسيين إلى الخروج للشوارع، مثل البطالة وبطء التنمية وفساد الحكومات والدكتاتوريين الطاعنين في السن.
وأشار الكاتب في مقاله إلى المظاهرات التي وقعت في الجزائر والأردن مطالبة بالحصول على الوظائف وخفض أسعار المواد الغذائية.
اهتمام إعلامي
ولم تحظ أحداث تونس -يواصل زوكرمول في مقاله-باهتمام كبير بوسائل الإعلام خارج منطقة الشرق الأوسط ومنطقة الفرنكوفونية, بمثل ما حظيت به انتخابات الرئاسة في إيران عام 2009. فعندما اندلعت مظاهرات سيدي بوزيد, كان تركيز المناطق الناطقة بالإنجليزية ينصب على عطلة عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة, وعندما اشتدت المظاهرات سخونة كانت أنظار الأميركيين منصبة على إطلاق النار الذي حصل في توكسون–إريزونا.
وحتى لو حصلت أحداث تونس خلال شهر يعاني من شح الأنباء فإنه من غير المرجح أن تكون تغطيتها حظيت باهتمام كما حصل مع أحداث إيران التي أثارت اهتماما دوليا أكبر, وكان للجالية الإيرانية المهاجرة نفوذ إعلامي بالخارج ساعد في نقل احتجاجات ومظاهرات عام 2009 إلى المشاهدين على الساحة الدولية.
ويقول الكاتب إن المهاجرين الإيرانيين كانوا ناشطين وفعالين في الترويج للحركة الخضراء عبر الإنترنت من خلال نشر أخبارها عبر مواقع تويتر وفيسبوك وأشرطة الفيديو، علاوة على المئات من المواقع ومحركات البحث التي تم إعدادها من أجل مساعدة الإيرانيين على التخلص من الرقابة المفروضة على الإنترنت بالنسبة لمستخدمي وسائل الإعلام الاجتماعية. وكانت المظاهرات في إيران حادثا عالميا لا يمكن تجاهله, على النقيض مما حصل في تونس التي لم تحظ بدعم أو اهتمام مشابه من مجتمع الإنترنت.
ولكن الكاتب الأميركي يقول إن وسائل الإعلام الاجتماعية لعبت دورا مهما في أحداث تونس الشهر الماضي, مشيرا إلى أن حكومة بن علي كانت تحكم قبضتها على كافة أشكال وسائل الإعلام وعلى الاتصالات الإلكترونية وغيرها, ومنعت المراسلين من السفر إلى سيدي بوزيد لتغطية الأحداث بينما وصفت وسائل الإعلام الرسمية الأحداث إما بالإرهاب أو بأعمال تخريب. وحصل التونسيون على صور من مصدر بديل هو فيسبوك الذي لم يخضع للرقابة أثناء المظاهرات، وتمكنوا من إرسال ونشر الأحداث إلى بقية أنحاء العالم عبر إرسال أشرطة الفيديو إلى يوتيوب وديليموشن, ومع انتشار القلاقل انطلاقا من سيدي بوزيد إلى صفاقس ومن الحمامات إلى العاصمة أقدم التونسيون على توثيق الأحداث على فيسبوك.
ويرى أن نشر أخبار الاحتجاجات في مناطق أخرى من البلاد على الإنترنت, قد ساعد في إقناع بقية التونسيين بأن الوقت قد حان للخروج إلى الشوارع, كما أن أشرطة الفيديو والنشر عبر مواقع وسائل الإعلام الاجتماعية وفرت صورة جديدة ومستمرة عما يجري في تونس إلى مختلف أنحاء العالم.
وتكمن أهمية وسائل الإعلام الاجتماعية في تونس -وفق الكاتب- في محاولات الحكومة للسيطرة عليها وإسكاتها, وكان هذا البلد يفرض رقابة مشددة على الإنترنت منذ 2005, ولم يغلق المواقع السياسية فقط وإنما وسائل التواصل الاجتماعي أيضا مثل خدمة ديلي موشن وأشرطة الفيديو التلفزيونية.
وأشار الكاتب إلى أن الناشطين التونسيين كانوا على درجة عالية من الخبرة بالتقنية، وقاموا بنشر أشرطة فيديو استفزازية على الإنترنت من ضمنها شريط يوثق رحلات السيدة الأولى العديدة للتسوق بأوروبا مستخدمة الطائرة الرئاسية.
ولم تكتف السلطات التونسية بمراقبة المضمون والمحتويات فقط, بل إنها بدأت الصيف الماضي بشن هجمات على حسابات فيسبوك وغيميل عن طريق إدخال رمز حاسوب خبيث على صفحة الدخول لتلك الخدمات من خلال مزود خدمة الإنترنت الذي تسيطر عليه الحكومة، وحاولت عيون بن علي الحصول على الرقم السري لتلك الحسابات الإلكترونية وتمكنت من مراقبة الناشطين والحصول على قوائم البريد الإلكتروني للناشطين المفترضين. دروس
ويرى الكاتب أنه حينما تزايدت حدة أعمال الشغب الأسبوع الماضي, بدأت الحكومة في اعتقال نشطاء الإنترنت البارزين ومن بينهم زميلي في غلوبال فويسيس « الأصوات العالمية » سليم عمامو الذي تمكن من كشف كلمة السر الحكومية « أطلق سراح عمامو ليل الخميس دون أن يصاب بأذى ».
ويتساءل الكاتب الأميركي قائلا: إذا كان الإنترنت خطرا على الحكومة فلماذا لم يغلق النظام التونسي موقع فيسبوك أو حجب خدمة الإنترنت بالكامل؟ فمن الأهمية بمكان إدراك أن بن علي كان أولا وأخيرا رجلا براغماتيا, وكان يبحث في وقت متأخر من يوم فراره عن حل يبقيه بالسلطة, وعرض تقديم تنازلات على أمل أن تهدئ المحتجين ويرضيهم.
ويقول « من المرجح أن يبدأ المفكرون بالاحتفال بثورة تويتر في تونس حتى لو أخفقوا في مشاهدة انطلاقها, فقد أعاد أندرو سيلفان من أتلانتك إطلاق العبارة الرهيبة يوم الخميس, في الوقت الذي كان الآخرون يبحثون عن صلة بين ما حصل من أحداث في تونس وبين برقية ويكيليكس التي عبر فيها دبلوماسي أميركي عن إحباطه ويأسه من بن علي، وكذلك إنكار القيام بهجمات على مجموعة من ناشطي الإنترنت من قبل مجموعة مجهولة الهوية كانت تهاجم الجهات التي تحاول وقف نشر برقيات ويكيليكس مثل الحكومة التونسية.
وخلص الكاتب إلى أنه لا يمكن حصر التغيير السياسي في عامل أو عنصر وحيد, سواء كان تقنيا أو اقتصاديا أو غيره, فالتونسيون خرجوا إلى الشوارع بعد عقود من الإحباط واليأس, وليس كردة فعل على برقيات ويكيليكس أو إنكار الهجمات لحرمانهم من الخدمات أو ما ينشر في فيسبوك.
ويواصل الكاتب في مقاله « لكننا تعلمنا كثيرا من أحداث الأسابيع القليلة الماضية, وسنكتشف أن وسائل الإعلام الإلكترونية لعبت دورا في مساعدة التونسيين في التعرف على ما كان يقوم به زملاؤهم من المواطنين، وفي صنع القرار لتحريكهم، وأما مدى قوة وأهمية ذلك التأثير فهو أمر سيمضي الأكاديميون سنوات قادمة في دراسته ومناقشته.
ويضيف « ليس الباحثون وحدهم هم من يريدون أن يعلموا أن كانت وسائل التواصل أو الإعلام الاجتماعي لعبت دورا في التعجيل بنهاية نظام بن علي, وربما ستكون تلك نقطة ساخنة رئيسية للنقاش في عمان والجزائر والقاهرة، في الوقت الذي يتساءل فيه الزعماء الاستبداديون الآخرون إن كان لهيب أتون البطالة المتزايدة ومظاهرات الشوارع ووسائل الإعلام الإلكترونية يمكن أن يجعل منهم وقودها القادم ».
المصدر:الصحافة الأميركية
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 23 جانفي 2011)
هل يلتحق بشار الأسد بحسينية زين العابدين بن علي!
تعرفت على مئات العلماء والأعلام والأكاديميين والمبدعين والمثقفين والأدباء والشعراء والأطباء والكتاب والصحفيين والمحامين والمترجمين واللغويين والقاصين والمهنيين السوريين أرضيا ورقميا، وتواصلت مع عشرات منهم وجها لوجه وهاتفيا، ومئات عبر الماسنجر والبريد. إنهم شعب مُبدع وخلاّق، يقتنع ويسعد بأبسط الأشياء! تعرفت عليهم منذ بداية العصر الرقمي عندما كان الواحد منهم يرد كآلة تصوير عند مراسلتهم لنشر مقالاتهم أو استضافتهم ونشر حواراتهم على موقع الجمعية، كان يرد عليك الواحد منهم حرفيا وأحيانا يرسل لك المقال أو الحوار بلا كلمة أو شكرا، ويركز في السياق العملي والعلمي فقط، لا يمينا ولا يسارا. وظلت تصلني أيضا رسائل ونشرات جمعيات حقوق الإنسان التي تجعلني متابعا لما يجري في سوريا من ظلم واستبداد، كنت تشعر أن ألمهم عميق وكلماتهم مخنوقة دون بوح. صنمية دون روح! ورغم ذلك، استطاعت الجمعية الدولية للمترجمين العرب في تلك الفترة أن تعقد مؤتمرين كبيرين في مقر اتحاد الكتاب والأدباء في سوريا ولم استطع حضورهما بسبب اغترابي وطبيعة عملي مع كل ما تحمله كلمة « الكفيل » من معاني والتزامات وإعاقة كاملة لحركة القدمين على الأقل، والرأس على الأغلب! صدمت عندما علمت بأن المخابرات السورية استدعت بعض الأعضاء عندما عقدوا لقاء اجتماعيا عاديا، صدمت لأكتشف مدى استبدادية هذا النظام المخابراتي. وصدمت ليرسل لي قبل أسبوعين سوري في سوريا يقول لي ردا على مقال « آل العظم ونظرة في العظم! » بأن السيدة العظمية (من آل العظم) التي اتصلت بها (أنا) قبل عامين بشأن العمل المشترك في مجال الترجمة والتدريب على ما أذكر (علما بأنني لا أتذكر اسمها)، لاحقتها الأجهزة الأمنية في حماة لتعرف نوع القرابة بيننا – وأنا معروف حتى للتنابل أنني فلسطيني!! وظللت لسنوات أمسك العصا من الوسط برغم صعوبة المهمة في وسط أعضاء من مختلف التوجهات والأهداف والنوايا والبلدان. وكنا قد أطلقنا في سبتمبر 2009 حملة للدفاع عن الشعب السوري على منتديات الجمعية الدولية للمترجمين العرب، وكنت رئيسها آنذاك، عندما وجدت بعض الأعضاء مشردين لعقود ويكتبون المقالات والمناشدات لمن لا يسمع، والخواطر الحزينة على فراق الأهل والوطن على ذات المنتديات، تألمت كثيرا وانطلقت أقوى حملة للدفاع عن الحريات والشعب السوري استمرت شهورا وعملت عليها ليلا ونهارا، وسرا وجهارا، كانت حربا بين السوريين في الداخل والخارج وحربا علي في الوقت ذاته، كلفتني هذه الحملة/ الحرب فقدان عشرة كيلو غرامات من وزني، وآلاف الدولارات على الاتصالات والمتابعات، ومن ثم الذهاب في إجازة طارئة بسبب الضغط النفسي والعصبي والإرهاق الجسدي. أقول ذلك لأؤكد أننا كنا نناضل فكريا ونفسيا وجسديا ولم يكن ترفا فكريا أو ماديا، أو رغبة في التخلص من مخزون استراتيجي من الشحوم واللحوم، أو سعيا لتفريغ الجيوب العامرة على شركات الاتصالات! كان يراسلني ويتواصل معي هاتفيا وقتها بعض الأكاديميين والمثقفين والمهنيين والكتاب والشعراء والأعضاء السوريين من داخل وخارج سوريا ويبلغوني بأدق تفاصيل الظلم والاضطهاد..ليس سهلا أن أصف شدة الخوف التي كانت تتسرب من كلماتهم المرتعدة وأرواحهم المخنوقة! ليس سهلا أن ترى أصناما متحركة بعينك! صدمت لأكتشف أن الطائفية لا تزال سيدة الموقف في سوريا التي ترفع شعار العروبة المزيف و »أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة »، وصدمت قبلها عندما وجدت الفلسطينيين يمكثون في المخيمات لسنوات على الحدود السورية العراقية ثم يرحلون إلى تشيلي والبرازيل والسويد والهند، وصدمت لأكتشف أن الشعب السوري لا يعرف كلمة « لا »، وأنه بحاجة لقنبلة نووية حتى ينتقد ويتكلم! وكانت النتيجة أن تلقيت اتصالات وعروض من سوريا لوقف الحملة وطرد المشردين السوريين من الجمعية لأن سوريا وأعضاء الجمعية وعقولها ينتظرون الاحتفاء والترحيب بي، لكنني رفضت الإقصاء لأجل الإقصاء احتراما لمبادئي وقناعاتي كمثقف يحترم حرية الرأي والتعبير والاختلاف. كما انشق علينا وقتها العديد من الأعضاء السوريين وذهبوا وأسسوا منتديات وشبكات في صحاري القارة السابعة، وانتهت المعركة بحجب موقع الجمعية في سوريا. طبعا لا أريد أن أتحدث عن حجم التشهير والشتائم، فأي فقرة أو موضوع أو مقال كفيل بأن يجعل كل مخرجات المزابل البشرية تنهمر على بريدي وهاتفي! ولهذا تشكلت لدي مناعة وإستراتيجية استثنائية للحفاظ على روحي الجميلة! عرفت لاحقا بأن بعض السوريين اعتذروا لأصدقاء لي على خذلانهم لي خلال حملة الدفاع عن سوريا، وقالوا أنهم لو لم يهاجموني أو ينشقوا علي لاقتادتهم المخابرات إلى غير رجعة، وبعضهم اتصل بي هاتفيا لاحقا ليقسم « أنك كنت الرجل فينا ونحن الجبناء! » لقد حول هذا النظام الاستبدادي تاريخيا شعبا بأكمله إلى أشباح وأصنام متحركة وخائفين وفاسدين ومرتشين ومشردين..قتل الثقة والبراءة والتلقائية بين الناس وبين الأخ وأخيه، لا تجد أحدا يثق بأخيه أو زميله! كل ينظر للآخر بتوجس! اذهب إلى الحدود السورية وأنت ترى القادمين أو الزائرين يرشون الضباط والجنود حتى تنتهي معاملة الدخول « للسياحة »! هذه اللغة وهذه الحقيقة يعرفها كل السوريين وكل من دخل سوريا من العرب! اسأل نفسي كثيرا هل هذا هو الجيش النحرير الذي سيحرر الجولان! هل يدافع المرتشي عن شرفه أو وطنه! هل يدافع الخائف عن نفسه! هل يبني الضعيف بيتا أو وطنا! عندما أرى أعضاء مجلس الشعب يصفقون على مدار عقود بشكل مثير للتقزز، اسأل أي عبيد وأصنام وتنابل هؤلاء! كنت أشعر بألم خاصة عندما أتابع الاتجاه المعاكس وأرى فيصل القاسم لا يتجرأ على الاقتراب من سوريا في أسئلته وحواراته، كان عندما يتطرق للأوضاع في البلدان العربية، تراه يمر على معظم الدول العربية وتورا بورا وجزر فيجي وساحل العاج ويقفز بشكل آلي عن سوريا! قرأت له مقالا قبل أيام في صحيفة قطرية داعيا الشعوب العربية إلى الثورة مختتما مقاله بعبارة أعجبتني « نحن أمة عربية فاسدة ذات رسالة كاسدة! » تابعت برنامجه مساء أمس على قناة الجزيرة وسعدت لأراه مختلفا قليلا ويسأل عن سوريا، حتى لو كان بشكل متحفظ أو حذر، أمام الكاميرا على الأقل، لكنني بت أشعر أنني بدأت أفهم أو أتفهم هذا الرجل مؤخرا. لا أريد أن استرسل أكثر، فقد عرفنا وقرأنا وتطرقنا لوضع سوريا بالتفصيل، أردت من كل هذا الشرح الممل أن أبين كيف يحول نظام غبي بجهاز مخابرات ومسؤولين أغبياء شخصا وسطيا معتدلا إلى عدو، وشعبا مبدعا إلى شريط كاسيت جاهز للتشغيل لا يتعب ولا ينقطع ولا يهتريء ولا يتغير بتغير الزمن ولا بفعل عوامله… إلى هنا أود أن أنهي لأقول أن على بشار الأسد إما الرحيل طوعا في أقرب الآجال، أو إرساء الديموقراطية والحريات بشكل شامل دون ترشيح نفسه مرة أخرى للانتخابات، أو اللطم والعويل قريبا في حسينية زين العابدين بن علي! عامر العظم 19 يناير، 2011
مظاهرات غضب بمصر الثلاثاء
القاهرة-الجزيرة نت قالت حركة شباب 6 أبريل إن المشاركين في « تظاهرة الغضب » المقررة الثلاثاء أمام وزارة الداخلية المصرية بالتزامن مع عيد الشرطة « مستعدون للاستشهاد برصاص الأمن »، وحملت الحكومة مسؤولية « انفجار غضب اجتماعي عارم » على غرار الثورة الشعبية في تونس. ودعت أحزاب وحركات سياسية قبل أسبوع إلى تظاهرة حاشدة للتنديد بالتعذيب في أقسام الشرطة، لكن تفاعل الدعوة عبر الإعلام ومواقع الإنترنت رفع سقف مطالبها إلى المطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية، في مقدمتها إلغاء حالة الطوارئ وإقالة وزير الداخلية وإقرار حد أدنى للرواتب. وقال أحمد ماهر المنسق العام لـ6 أبريل « نتوقع الغباء الأمني في التعامل مع التظاهرة، والشباب المشاركون مستعدون للاستشهاد يوم الثلاثاء لكننا لن نتراجع عن المطالبة بحقوق الشعب في العيش بكرامة وحرية وأمان، وألا تتغول الدولة على المواطنين باستخدام العصا الأمنية ». وطالب ماهر الأجهزة الأمنية بالالتزام بواجبها المحدد « في تأمين المنشآت والممتلكات وحماية المواطنين، وعدم الإقدام على حماقة لا يحتمل الشارع المصري الآن السكوت عليها ». تحذيرات وأشار ماهر إلى تحذيرات أمنية عدة صدرت خلال الأيام الماضية بالتعامل « الحاسم » مع « أي خروج عن القانون »، وأضاف « إن كانت الشرطة تريد مصلحة البلد فعليها حماية المتظاهرين طالما أنهم يحتجون بشكل سلمي ولا يتعدون على حق أحد ». وقال ماهر إن التجمع سيبدأ ظهر الثلاثاء في عدة ميادين رئيسية بالقاهرة وعدد من المحافظات، تعقبه مسيرات إلى مقر وزارة الداخلية بوسط القاهرة، حيث من المقرر أن يتجمع المتظاهرون من سكان القاهرة ونحو خمس محافظات قريبة من العاصمة أمام الوزارة مساء بالتزامن مع بدء الاحتفالات الرسمية بعيد الشرطة. وأعلنت أحزاب الجبهة الديمقراطية، والغد، والجمعية الوطنية للتغيير، والحملة الشعبية لتأييد محمد البرادعي، والحملة الشعبية لترشيح حمدين صباحي للرئاسة، ومجموعات شبابية احتجاجية أخرى عزمها المشاركة في تظاهرة « عيد الشرطة »، بينما رفض حزب التجمع وحزب الجيل المشاركة بها، ولم يحسم حزبا الوفد والناصري وجماعة الإخوان المسلمين موقفهم بعد. وأعلن الدكتور محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الذرية الدولية ومؤسس الجمعية الوطنية للتغيير تأييده للتظاهرة، وقال في مشاركة كتبها بموقع « تويتر » حيث يقوم بجولة أوروبية « أؤيد بقوة دعوة الشعب للتظاهر السلمي الحاشد ضد القمع والفساد »، مضيفا « عندما لا نجد أذنا صاغية لمطالبنا ما هي البدائل أمامنا؟ ». احتقان شعبي وفي السياق ذاته، أصدر الإخوان المسلمون بيانا حذروا فيه القوى الأمنية من الرد بعنف على المطالب السياسية والاقتصادية التي تصاعدت في الفترة الأخيرة. وقال البيان « الواجب على المسؤولين الآن التعامل مع الاحتقان الشعبي النابع من الفساد والاستبداد بالحكمة المطلوبة، بدلا من إحالة كل الملفات المهمة في المجتمع إلى الجهات الأمنية التي لا تتعامل إلا بمنهج التهديد والوعيد والاعتقال والتعذيب والسجن بل والقتل ». وأكد البيان الذي حمل توقيع المرشد العام للإخوان محمد بديع أن سبب الاحتقان الأمني في مصر مرتبط بمتطلبات الإصلاح الحقيقي السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وكيفية تحقيق احترام حقوق الشعب ومحاربة الفساد والمفسدين معتبرا أن تلك المطالب تكفل تحقيق الحريات والاستقرار والأمن لمنع الفوضى التي يحذر منها الجميع. وأشار البيان إلى أنه بعد إعلان الإخوان ضرورة تحقيق الإصلاحات السياسية في مصر غداة انطلاق الثورة التونسية « فوجئوا برد فعل متعجلٍ يخلو من الحكمة والكياسة، وينبئ عن الإصرار على بقاء النظام في ذات الموقع الذي يدعم الاستبداد والفساد وإرهاب الدولة، وذلك باستدعاء مسؤولي الإخوان بالمحافظات وتهديدهم بالبطش والاعتقال والمواجهة العنيفة، وربما الدامية في حالة النزول إلى الشارع لإعلان هذه المطالب الشعبية ». (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 23 جانفي 2011)
تقارير إسرائيلية:الذعر ينتاب قصور الرئاسة العربية..
أعربت تقارير صحفية إسرائيلية عن توقعاتها بأنه في حال أقدم الرئيس حسني مبارك على توريث السلطة لنجله جمال الذي يشغل منصب أمين « السياسات » بالحزب « الوطني » الحاكم فسيقوم عشرات الآلاف في مصر بالخروج إلى الشوارع للتظاهر احتجاجا على « توريث السلطة ». وقالت صحيفة « معاريف » في تقرير عن الدول المرشحة لتكرار سيناريو الانتفاضة الشعبية بتونس التي أدت إلى الإطاحة بنظام حكم الرئيس زين العابدين بن علي، إن هناك حالة من الذعر في قصور الرئاسة بمصر وليبيا والسودان والأردن والجزائر من تكرار « ثورة الياسمين » التونسية. وأوضحت أن الانتفاضة وحركات الاحتجاج والغضب الشعبي أصبحت تشكل التهديد الحقيقي والمجسّم لأنظم الحكم بتلك البلاد، مضيفا ان حركات المعارضة العربية والشباب والقوى الليبرالية بالإضافة الى الإسلاميين أخذوا حقنة طاقة مما حدث بتونس. وأشارت الصحيفة إلى إقدام مواطنين مصريين على إضرام النيران في أنفسهم خلال الأيام الماضية، تعبيرا عن يأسهم واحتجاجهم، على غرار الشاب التونسي محمد البوعزيزي، الذي فجر احتجاجات شعبية أدت إلى الإطاحة بالرئيس بن علي في 14 يناير الجاري. وذكرت أنه على الرغم من أن المظاهرات بالقاهرة لم تكن عنيفة مثل تونس والجزائر لكن المتظاهرين كانت لهم مطالب واضحة تتمثل في شعارهم الذي خاطبوا به الرئيس مبارك: « الطائرة في انتظارك بعد بن علي »، في إشارة إلى أن الوقت حان لمغادرة الرئيس المصري السلطة كما فعل زين العابدين بن علي. وأوضحت الصحيفة، أن مبارك مستمر في حكم مصر منذ ثلاثة عقود بعد أن وصل إلى السلطة في اكتوبر 1981 في أعقاب اغتيال الرئيس أنور السادات، ومنذ ذلك الحين قام بتعزيز وتحصين مركزه كحاكم أوحد لمصر بلا منازع. ووصفت الاقتصاد المصري بأنه « ضعيف »، وقالت إن « المصريين محبطون من الوضع السياسي في بلادهم »، لافتة إلى أن الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت في نوفمبر الماضي شهدت خروج « الإخوان المسلمين » منها، فيما اعتبرته « أكبر حملة تزييف وتزوير مدبرة ومنظمة ». وقالت إن المعارضة المصرية تخشى من توريث مبارك الحكم لابنه جمال في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وتنبأت في حال قيام الرئيس مبارك بتوريث الحكم لنجله جمال بأن يخرج عشرات الآلاف من المصريين للشوارع احتجاجا على تلك الخطوة، في الوقت الذي تتسم فيه اجهزة الأمن المصرية بقوتها وقدرتها مما يجعلها تتحرك وتعمل لضمان عدم سقوط نظام مبارك قبل الآوان. استمرت الأوساط الإعلامية والأكاديمية الإسرائيلية اليوم في اطلاق تساؤلاتها عن تكرار سيناريو تونس في دول عربية اخرى وعلى رأسها مصر ، إلى ذلك، قال موردخاي قيدار الباحث بمركز بيجن السادات للأبحاث الاستراتيجية بجامعة « بار ايلان » الإسرائيلية، إن غالبية الدول العربية لا تزال وستظل ديكتاتورية ولا تملك أي دولة منها وسيلة قانونية لتبادل السلطة، بل أن الواقع هو جلوس الحاكم على كرسيه لفترة طويلة دون أي قيود زمنية وحتى يخرج النفس الأخير من جسده، وحتى إذا حدث هذا يقوم بنقل السلطة إلى نجله أو أحد أصدقائه. وأضاف في تقرير جاء تحت عنوان « انتفاضة الجياع » نشره موقع « نيوز وان » الإخباري العبري ومجلة « مرئيه » الاجتماعية الإسرائيلية، إن النظام العربي يحاول تخليد نفسه، ويخلق طبقة كبيرة وسميكة من الأقارب والمقربين الذين يعيشون على ابتلاع أملاك الشعوب واستغلال اقتصاد الدولة لمصلحتهم الشخصية هم وعائلاتهم ويقومون بتهميش الجماهير اقتصاديا وسياسيا. وذكر أن تلك الطبقة تقوم بتخبئة دخلها المادي الفاسد في بنوك سويسرا بدلا من أن يتم استثمارها في الدولة لإقامة مصانع وتوفير فرص عمل للشباب وجموع المواطنين الجائعين والباحثين عن الخبز. وتطرق إلى تفشي البطالة بين الخريجين في العالم العربي، لافتا إلى أن الطلاب في الدول العربية الذين أنهوا دراستهم الجامعية لا يجدون وظائف مناسبة وملائمة لتخصصاتهم مما يضطرهم الى الخروج للعمل كبائعين وعمال يدويين، وهو ما يجعلهم غاضبين من الوضع فبعد إنفاقهم الأموال والوقت والمجهود على دراساتهم لسنوات يجدون انفسهم يعملون مثل أقرانهم غير المتعلمين بدلا من العمل في وظيفة محترمة. وقال إن الشعوب العربية تعرف وتفهم جيدا من هو المسئول وراء مشاكلها الاقتصادية، وحالة الإهمال التي يعاني منها الملايين في الوطن العربي، لافتا إلى تونس حيث كان الوضع سيئا مع وجود زين العابدين بن علي رئيسا للبلاد منذ عام 1987، لكن غضب الشباب الذين وجدوا المستقبل مظلما أمامهم دفعهم لطرد الرئيس التونسي خارج البلاد متجها في طائرة إلى السعودية. ورأى أن مستقبل تونس مرتبط بحجم ومركز الإسلام فيها، لافتا إلى وجود حركة « النهضة » الإسلامية والتي وصفها بأنه أحد الفروع المحلية لجماعة « الإخوان المسلمين » العالمية، والتي ترغب في فرض الشريعة الإسلامية في تونس، وبسبب ذلك تم حظرها ونفي قائدها راشد الغنوشي إلى لندن منذ 20 عاما. وقال إنه إذا عاد الغنوشي إلى تونس سيقوم بإحياء الحركة من جديد وربما يتمكن من السيطرة على البلاد والوصول للحكم مثلما حدث مع ايران حيث وصل الخوميني للسلطة بعد عودته من منفاه في فرنسا. وكان الشيح راشد الغنوشي أعلن أنه سيعود خلال الأيام القليلة المقبلة من منفاه بلندن، نافيا وجود أي طموح له في السلطة لكن رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي قال إنه لن يتمكن من العودة إلى البلاد « ما لم يصدر قانون عفو » يبطل حكم السجن مدى الحياة الصادر بحقه عام 1991. وحظرت السلطات التونسية حركة « النهضة الإسلامية » في أوائل تسعينات القرن الماضي بعد اتهامها بالتآمر للاطاحة بالنظام العلماني باستخدام العنف، لكن الحركة قالت إنها لا تنتهج العنف وإنها ضحية قمع حكومي. وأضاف انه اذا نجحت المنظومة السياسية التونسية في اخراج الموالين للرئيس المخلوع بن علي من دائرة السلطة فستحظى وقتها تلك المنظومة بالشرعية الشعبية وتنجح في تهدئة غضب الجماهير أما اذا استمر الفساد رغم رحيل زين العابدين فلن يجد الشعب الذي تسود العلمانية على مواطنيه الا قوى المعارضة الدينية لا بسبب محبة المواطنين لهم وإنما لأن تلك المعارضة هي الوحيدة المؤهلة لتولي الحكم عوضا عن الفاسدين الأخرين. واعتبر أن السؤال الاكثر خطورة الآن: هو ماذا سيحدث في الدول العربية الأخرى، وعلى رأسها مصر والتي تشرف على تبادل قريب للسلطة، بسبب رغبة الرئيس مبارك لتوريت الحكم لنجله جمال « كما لو كانت البلاد ضمن ممتلكاته الشخصية »، وهو ما يثير غضب الجماهير المصرية المتعاطفة مع أفكار « الإخوان ». وأوضح الأكاديمي الإسرائيلي أنه منذ عدة أيام قام أحد المواطنين المصريين بإحراق نفسه أسوة بما فعله الشاب التونسي محمد البوعزيزي والذي أشعل الثورة في تونس لكن قوات الأمن المصرية انتشرت بالمدن لخنق أي عمل شعبي ضد ما تسميه بـ « القانون والنظام » لكن الحقيقة أن ذلك العمل سيكون ضد مبارك نفسه وليس القانون، حيث أنه يدخل عامه الثلاثين في حكم البلاد. كذلك الحال في الأردن- يتحدث قيدار- مشيرا إلى أن القوات الأردنية وضعت على أهبة الاستعداد، فيما هناك أصوات عراقية تطالب بتغيير وخلع الحكومة الحالية ببغداد بسبب فساد كل وزرائها. وأضاف إنه يمكن الافتراض أن قادة وحكام الدول العربية يمرون بأيام ليست بالسهلة، ولديهم أسبابهم للخوف من تكرار سيناريو تونس ببلادهم، ما دفعهم إلى عقد قمة عربية مؤخرا بمنتجع شرم الشيخ المصري لمناقشة طرق مواجهة المطالب الشعبية ضدهم وضد أنظمة الحكم الفاسدة التابعة لهم. وقال إن إسرائيل تنظر بعيني الخطر والأمل لتطورات الأحداث بالدول العربية، وحيث ينبع الخطر من وصول « العناصر الاسلامية » للحكم، أما الأمل فيتمثل في أن تتوجه القيادة الجديدة في الدول العربية إلى معالجة شئونها ومشاكلها الداخلية وتترك تل أبيب تحيا في سلام، بحسب قوله. ودعا الأكاديمي الإسرائيلي المسئولين في تل أبيب إلى الامتناع عن إبداء أي رأي تجاه ما يحدث بالدول العربية حاليا، لأن أي كلمة ستخرج من فم سياسي إسرائيلي عما يحدث بتونس أو دولة عربية أخرى ستسبب في حدوث الضرر، فقد يتهم أحد ما إسرائيل بالوقوف وراء الانتفاضات الشعبية، معتبرا أنه الأفضل هذه الأيام أن تقتدي بالمثل القائل: « في الظلام ينمو الفطر اكثر فأكثر ».
(المصدر: صحيفة « المصريون » (يومية – مصر) الصادرة يوم 23 جانفي 2011)