الأحد، 20 يناير 2008

Home – Accueil

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2797 du 20.01.2008
 archives : www.tunisnews.net
 

 


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:حملة إيقافات ..و محاكمات ..تستهدف النشطاء الطلابيين  ..! الحزب الديمقراطي التقدمي: جامعـــــــة جندوبـــــــة: بيــان إعلامي الحزب الديمقراطي التقدمي :جامعة قفصة:حول المناخ الإجتماعي للمناطق المنجمية بجهة قفصة النقابة الأساسية لأساتذة المدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس:بيــــان:مجزرة غزة على نخب رقصات الحكام و سبات المحكومين النقابة الأساسية لأساتذة كلية العلوم بصفاقس:برقية مساندة لإضراب أساتذة التعليم الثانوي قدس برس: اللجنة العربية لحقوق الإنسان تعتبر سجن بوخذير عام بأنه « إرهاب للصحافيين » صحيفة « الشرق الأوسط » :300 طالب فرنسي يغلقون مدرستين للاحتجاج على تسفير زميل تونسي صحيفة « الحياة » :خطة وطنية لتطوير مصادر الطاقة … صحيفة « الحياة » :«أحنا هكّا» … صراع عائلتين للفوز على «تونس 7» صحيفة « الحقائق الدولية »:عبد المجيد الميلي: ضاق صدري بما قرأته من تصريحات عديدة للأستاذ راشد الغنوشي… جريدة « الصباح » :السفير السابق المختار الزنّاد يتحدث عن تاريخ اتحاد الطلبة جريدة الشعــب :شخصيات في الذاكرة:القائد الكشفي أحمد الشاطر في البال جريدة الشعــب :يا شبيهي.. يا عـدوّي! جريدة الشعــب :ملاحظة حول العرض النقدي لتوفيق المديني: « جرائم وكالة المخابرات المركزية الأمريكية » عبدالحميد العدّاسي،:للحياة من بعد غزّة موت لا يرضاه الأعزّاء النفطي حولة:ما الذي يجري في غزة ؟ رشيد خشانة: ليبيا تستعد لزيارة رايس بتنويع الشركاء الدوليين زهير الخويلدي:متى ينصت الحكام  الى الفلاسفة؟ عبد اللطيف الفراتي « :القتل بالجملة صالح بشير: الاستعصاء الديموقراطي لدينا ما جعلنا نتأثّر بالإسلاميّة الإيرانية لا بتلك التركية عمر كوش »:الفكر السياسي والإصلاح: التجربتان العثمانية والإيرانية رويترز:أمريكا تطلب من سفارتها بالجزائر تشديد الإجراءات الأمنية صحيفة « الشرق الأوسط » :فيلم ضد القرآن موقع إسلام أونلاين.نت :أول فندق إسلامي يفتح أبوابه بدبي صحيفة « الحياة » :قيادة أميركية لمكافحة الإرهاب في إفريقيا الجزيرة.نت » :ساركوزي يفقد شعبيته بفرنسا ومفكرو أفريقيا يتحدونه


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)

 


أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين لا تزال معاناتهم وماساة عائلاتهم متواصلة بدون انقطاع منذ ما يقارب العقدين. نسأل الله لهم وللمئات من الشبان الذين اعتقلوا في العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين    

21- رضا عيسى

22- الصادق العكاري

23- هشام بنور

24- منير غيث

25- بشير رمضان

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- لطفي الداسي

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1- الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش

 


صحيفة « مواطنون » (لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات)،

العدد 44 بتاريخ 9 جانفي ‏2008  http://www.fdtl.org/IMG/pdf/mouwatinoun_44.pdf 

مقتطفات فيديو من الحوار الساخن والنادر الذي جمع قبل بضعة أسابيع الأمين النهدي مع  رؤوف بن يغلان في برنامج « الصراحة راحة » على قناة حنبعل التونسية

   http://www.dailymotion.com/BRIKA_BE_THON/video/x3tgi2_lamine-ennehdi-vs-raouf-ben-yarlene_politics  http://www.dailymotion.com/BRIKA_BE_THON/video/x3tfmm_lamine-ennehdi-vs-raouf-ben-yarlene_politics  http://www.dailymotion.com/BRIKA_BE_THON/video/x3tgfr_lamine-ennehdi-vs-raouf-ben-yarlene_politics

 


“ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 20 جانفي 2008 

حملة إيقافات ..و محاكمات ..تستهدف النشطاء الطلابيين  ..!

 
لا تزال الحملة ضد النشطاء الطلابيين و مناضلي الإتحاد العام لطلبة تونس تشهد تصاعدا متواصلا عبر حملات الإيقاف بأغلب الأجزاء الجامعية ، و المحاكمات التي تغيب فيها أبسط الضمانات القانونية و تلفق تهم الحق العام لتشويه الموقوفين و ترهيبهم ، وقد أحالت النيابة العمومية بالمحكمة الإبتدائية بسوسة بتاريخ 19 نوفمبر2007 على أنظار قاضي التحقيق الثالث السيد أبو بكر سقير بالمحكمة المذكور الطلبة الآتي ذكرهم –   وائل بن هشام نوار –  رشيد بن محمد العثماني – عبد الله بن أحمد الحاج علي – فوزي بن علي حميدات -مجدي بن محسن حواس -كريم بن محمد حمادي -كريمة بنت محمد بوستة -جواهر بنت كمال شنة -زياد بن محي الدين عباس -عبد النايب بن حسين المسعودي -محمد أمين بن علي – عبد الواحد بن العربي  جابلي -علي بن الحسين غابري – أحمد شاكر بن ضية – فريد  بن محمد سليماني: من أجل تعطيل حرية العمل وإنتزاع ملك عقاري من يد الغير بالقوة والنهب الواقع من طرف جماعة بقوة علنية لمواد الأكل طبق أحكام المجلة الجنائية وتم إلى حد الآن إيقاف كل من أحمد شاكر بن ضية ومحمد أمين بن علي وفوزي حميدات ووائل نوار وكريمة بوستة فيما تم الإفراج مؤقتا عن فريد السليماني وزياد عباس وشاكر السياري .ومازال بقية المتهمين بحالة فرار ،وكانت هيئة الدفاع تتكون من الأساتذة:العميد البشير الصيد ،الهاشمي جغام،خالد الكريشي ،يوسف لحمر،جمال مارس،لطفي عزالدين،أنيس العيسي ، بوبكر بالثابت،بلقاسم النصري ،حسين الحجلاوي،هشام القرفي ،أكرم الفجاري نجيب بنينة،هدى بن  دلــّـو ،البشير الطرودي وعبد الحكيم بوستة وتمت الإيقافات والإحالات على إثر الشكاية التي تقدم السيد سالم بن عمر المدير العام للخدمات الجامعية بالوسط لوكالة الجمهورية بسوسة بتاريخ 16 نوفمبر2007  والتي  طلب فيها تتبع الطلبة المذكورين بتهمة العصيان وتعطيل حرية الخدمة وإحداث الشغب والتشويش و هضم جانب الموظفين العموميين وتكوين عصابة مفسدين بقصد التحضير لإرتكاب إعتداء على الأشخاص والأملاك ونهب ممتلكات..! ، وكانت الإحتجاجات والتحركات الطلابية  قد بدأت بالحي الجامعي الرياض بسوسة في  منتصف شهر نوفمبر 2007 بعد أن رفضت الإدارة الإستجابة للطلبات النقابية التي تقدم بها   الطلبة ومن ضمنها تحسين وضعية المطعم الجامعي والسكن الجامعي والترسيم الرابع ،فاتخذوا قرارا قاعديا بالمقاطعة الإيجابية للمطعم الجامعي . و الجمعية تجدد الدعوة للإقلاع عن اللجوء للقضاء للإنتقام من النشطاء السياسيين و النقابيين ، و المطالبة بحل الخلافات مع الطلبة  عبر الحوار الجاد و البناء لا عبر الهراوات و الأحكام بالسجن  ، و في كل الأحوال ضمان المحاكمة العادلة و احترام الحرمة الجسدية و المعنوية لكل من يتم إيقافه .كما تعلن الجمعية ، أمام تكاثر المحاكمات التي تستهدف النشطاء الطلابيين ، أنه  تم تكليف عضو الجمعية الأستاذ خالد الكريشي بمتابعة هذا الملف .  
عن لجنة متابعة المحاكمات        الكاتب العام للجمعية الأستاذ سمير ديلو

الحزب الديمقراطي التقدمي جامعـــــــة جندوبـــــــة جندوبة في 19 جانفي 2008 بيــان إعلامي
 
اعتدت مجموعة من الأشخاص بعد ظهر اليوم السبت 19 جانفي 2008  بقرية الزرايبية التي تبعد نحو 6 كلم من مدينة غار الدماء ولاية جندوبــة على سيارة الأخ رابح الخرايفي المحامي عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي التي كانت على ذمة والده والذي توجه إلى القرية لقضاء شؤونه الخاصة. وقد الحق هذا  الاعتداء السافر والجبان والمتعمد أضرارا جسيمة بسيارة الأخ رابح الخرايفي حيث تهشم البلور الأمامي  بواسطة حجارة كبيرة الحجم وسرق منها شعار المحاماة الذي كان لاصقا بالجانب الأيسر من البلور الأمامي كما تضرر هيكلها على نفس المستوى، وتفيد الوقائع ان والد الاخ رابح وبعد ان اوقف سيارته في مدخل القرية بجانب محل لبيع المواد الغذائية اذ باربعة اشخاص غرباء عن القرية ومجهولي الهوية بالزي المدني يأمرونه بعدم إيقاف السيارة امام ذلك المحل فاستجاب السيد محمد الخرايفي دون الدخول في مهاترات معهم، ونقل السيارة الى حافة المسلك الموصل للقرية في حين توجه المذكورون الى معاتبة السيد منير الهويشري احد سكان القرية الذي كان مرافقا لوالد الأستاذ  قائلين له « انت جبت لينا البلا » ومن ثم تم الاعتداء عليه بالعنف الشديد. وقد أتى هذا الاعتداء كرد فعل على خلفية الزيارة التي قام بها وفد من جامعة الحزب الديمقراطي التقدمي بجندوبة الى منطقة الزرايبية مساء الثلاثاء 15 جانفي الجاري تراسه الاخ رابح الخرايفي رفقة السيد منير الهويشري احد اصدقاء الحزب أصيل القرية، حيث عاين الوفد الظروف الاجتماعية المتردية والمعاناة القاسية لسكان القرية  بعد ان تحدث مع عشرات المواطنين الذين حضروا مرحبين بالوفد السياسي للجامعة من جهة  ،وكرد فعل على هذا الاتصال المباشر بالمواطنين والذي يتنزل في إطار النشاط السياسي الميداني والعلني لهيئة جامعة جندوبة من جهة ثانية. وفي اتصال مباشرا بالسيد محمد الخرايفي أفادنا بأنه وبمجرد توجهه الى قرية الزرايبية لقضاء شؤونه الخاصة حيث سبق وان ارتبط بموعد سابق لاحظ وجود سيارة تابعة للحرس الوطني ترافقه بشكل مستمر،إلى غاية دخوله القرية، وعند خروجه من المستودع الذي قضى فيه شانه الخاص لاحظ وجود شخصين من المجموعة التي امرته بعدم ايقاف السيارة امام الدكان يهمان بركوب سيارة تابعة لوزارة الفلاحة وولا هاربين بعد ان هشما السيارة،وفي الحين حضر أعوان من الحرس الوطني بالزي الرسمي وأصروا على مرافقة السيد محمد الخرايفي الى حين الخروج من معتمدية غار الدماء وطلبوا منه تقديم شكاية في الغرض. وعليه فان هيئة جامعة جندوبة للحزب الديمقراطي التقدمي : 1- تعلن تضامنها المطلق مع الاخ رابح الخرايفي ووالده السيد محمد الخرايفي والسيد منير الهويشري وتدين العنف بجميع أشكاله كما تدين استخدامه لتصفية نشاط المعارضة الديمقراطية. 2- تدين وتستنكر مثل هذا الاعتداء الجبان والهمجي على حرية النشاط السياسي لحزب يمارس نشاطه ضمن الأطر القانونية والديمقراطية المستقلة. 3- تعتبر ان الاعتداء على شعار المحاماة اعتداء على مهنة المحاماة واستقلاليتها في نضالها ضد كل اشكال الظلم. 4- تندد بالمضايقات الأمنية والمراقبة المستمرة التي يتعرض لها أعضاء هيئة جامعة جندوبة للحزب الديمقراطي التقدمي وتعتبر ان مثل هذه الممارسات تعدّ على حرية التنقل والتعبير والنشاط السياسي العلني والقانوني. 5-تطالب السلط المعنية باتخاذ الإجراءات الفورية اللازمة  وتطبيق القانون ضد الجناة الذين اعتدوا على سيارة الاخ رابح الخرايفي والسيد منير الهويشري ،وعرضهم على القضاء . 6- تقرر القيام بوقفة  تضامنية مع المتضررين واحتجاجية على هذا الاعتداء يوم  الأحد  الموافق لـ27  جانفي 2008 على الساعة العاشرة صباحا بمقر الجامعة وتدارس الاعتداءات والمضايقات  التي يتعرض لها مناضلي الحزب بالجهة. عن الجامعة المولدي الزوابي

الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة قفصة  قفصة في: 19/01/2008

حول المناخ الإجتماعي للمناطق المنجمية بجهة قفصة

 
أمام الوضعية الصعبة التي يعيشها المعتصمون في كل من مدينتي أم العرائس والمظيلة للأسبوع الثاني على التوالي وفي شبه خيام تحت الأمطار وفي برد ليالي الشتاء، وأمام انسداد الأفق للتوصل إلى حلول وغياب المبادرة الممكنة لوضع حد لهذه المأساة من جهة والحد من تفاقم خسائر شركة فسفاط قفصة المعطلة بعض أجزائها عن العمل وصعوبة تنقلات العمال من جهة أخرى فإنّ جامعة قفصة للحزب الديمقراطي التقدمي زيادة على تعبيرها عن المساندة المطلقة لمطالب المحتجين واستيائها للتجاوزات التي وقعت في المناظرة الأخيرة ورغم اقتناعها بأن الحلول الجذرية لظاهرة البطالة في هذه المناطق لا يمكن أن تحل بين عشية وضحاها وبأن شركة فسفاط قفصة عاجزة على حلها لوحدها فإنّ الجامعة تتقدم بهذه المقترحات لمجابهة هذا الوضع تلبية لحاجيات جميع الأطراف وحفاظا على مناخ اجتماعي سليم واستقطابا لاستثمارات الخاصة في جهة قفصة وذلك بتدخل شركة فسفاط قفصة والدولة كلّ في حدود مشمولياته وذلك بأن تتكفل:   1) الدّولة وبالسرعة الضرورية ثم تفوت لفائدة الخواص بـ:   –  الشروع في إنجاز معمل الاسمنت الكلسي بأم العرائس (الدراسات جاهزة حسب آلية الإفراق ) –  الشروع في إنجاز معمل لرحي مادة الشارت المستعملة كمصفاة للصناعات الكيميائية والفسفاطية والتي نستورد منها كميات هائلة بالعملة الصعبة وهي موجودة بكميات كبيرة في مدينة أم العرائس (الدراسة جاهزة حسب آلية الأفراق). –  الاسراع في انطلاق إنتاج الرمل السيليسي الموجود في جبل عرباطة والمستعمل في صناعة البلور والذي انطلقت أشغاله منذ ما يزيد عن عشرة سنوات ولكن الإنتاج متوقف دون أسباب تذكر. –  مشروع تشجير غابي بكامل جهة قفصة (على قياس البرنامج الوطني للتشجير في الستينات لمقاومة التصحر وتوفير أعلاف للماشية توافقا مع توصيات الأمم المتحدة حول حماية البيئة). –  بعث معمل للصناعات الغذائية خاصة وأنّ المنتوجات الفلاحية متوفرة في مدينة أم العرائس دون إيجاد نقاط للتسويق. –  الشروع في إنجاز معمل للآجر في مدينة المظيلة والدراسات جاهزة حسب آلية الأفراق   2) أما شركة فسفاط قفصة فإنها تتكفل بـ:   –  الإبقاء على نتائج المناظرة فيما يخص المناب الإداري. –  إلغاء الجزء المعد للمحاصصة النقابية. توسيع المناب الاجتماعي وجعله في حدود 200 مركز عمل يراعى فيه الجانب الاجتماعي في اختيار المترشحين عبر لجنة انتداب محلية تتدخل الشركة لتحديد حاجياتها في الاختصاصات المطلوبة. –  الشروع في عملية أخرى للتقاعد المبكر بخمس سنوات قبل السن القانونية للإحالة على التقاعد بداية من 01/01/2009 وذلك وفق القواعد السابقة في الإحالة على التقاعد المبكر. –  ويقع سد الشغارات الناتجة عن التقاعد المبكر والقانوني بانتدابات مضاهية بنفس عدد المحالين على التقاعد المبكر والقانوني ويتقاضى الأعوان الجدد الأجر الأدنى الصناعي لمدة ثلاث سنوات.   الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة قفصة  

الاتـحــاد العـام التونــسي للشغــل الاتـحــاد الـجهـــوي للشغــل بصفــاقـــس         النقابة الأساسية لأساتذة المدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس

بيــــان مجزرة غزة على نخب رقصات الحكام و سبات المحكومين

 
لا تزال  ماكينة الإرهاب و التدمير للعدو الصهيوني تمارس أبشع حملات الإبادة و التنكيل في حق الشعب  الفلسطيني الصامد ففي آخر حملات الإبادة ارتكب العدو مجزرة رهيبة ذهب ضحيتها ثلة من خيرة الشباب المقاوم في قطاع غزة مستعملا افتك الأسلحة التي زودها به حليفة الأمريكي لاجتثاث روح المقاومة  من الشعب الفلسطيني البطل. تأتي هذه المجزرة و هذا السيل الجارف من الشهداء في ظل زيارة المجرم بوش و استقباله على السجاد الأحمر الملطخ بدماء الشهداء من قبل حكام المنطقة و مشاركته نخوة الرقصات الشعبية بالسيوف العربية على أشلاء الشهداء الذين سقطوا بالقنابل الذكية الأمريكية و الصهيونية. كما تأتي هذه المجازر المتتالية في ظل و غياب أي فعل أو موقف عربي شريف رسمي وفي ظل استمرار هذه الأنظمة في الامتثال لأوامر  الدوائر الامبريالية والصهيونية بفرض الحصار على الشغب الفلسطيني الأعزل بغزة وتجويع الأطفال والتقتيل البطيء للمرضى بعد أن فقدت أي حس من الكرامة أو السيادة على قرارها الوطني. كما تستمر هذه المجازر في وقت تستمر فيه أغلب الشعوب العربية في سباتها العميق غارقة في وحل همومها الذاتية وقهر أنظمتها الاستبدادية التي كبلتها وأضعفت فيها وازع االتواصل مع الواقفين في خندق المقاومة وفي خط المواجهة المباشر مع العدو. أن الشعب الفلسطيني يستصرخ الشعوب العربية والإسلامية لتهب لنصرته بشتى الوسائل المتاحة ولرفع الحصار الظالم عليه حتى لا يظل لقمة سائغة لنهم العدو الصهيوني ولمخططات الامبريالية الأمريكية الطامحة لاستئصال روح المقاومة لهيمنتها على المنطقة ولمحاصرة وضرب الحركات الإسلامية والقومية المعادية للمشروع الصهيوأمريكي.   حرر في صفاقس في 16 جانفي 2008    عارف المعالح الكاتب العام للنقابة الأساسية بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس

النقابة الأساسية لأساتذة كلية العلوم بصفاقس

برقية مساندة لإضراب أساتذة التعليم الثانوي

 
في ظل تجاهل سلطة الإشراف لمطالبكم المشروعة باحترام الحق النقابي و بعدم استهداف النقابيين بالطرد و الإقصاء و بالنقل التعسفي و في ظل مواصلتها اعتماد سياسة تشغيلية تتمثل في الانتدابات المؤقتة التي تعتمدها كسيف مسلط على رقابهم  لتكبيل الأساتذة و  سلبهم حريتهم في ممارسة حقهم النقابي في الإضراب و الدفاع عن كرامتهم و حقوقهم المادية و في ظل سياسة التهميش التي تعتمدها لدور الطرف النقابي في صياغة الخيارات الأساسية للتعليم  اضطررتم إلى تنفيذ إضرابكم الشرعي يومي 16 و 17 جانفي 2008 وذلك بعد أن نفذت كل المساعي إلى إقناع وزارة التربية و التكوين للتراجع عن موقفها المتصلب في خضم هذا التحرك النضالي فإن أساتذة و باحثي التعليم العالي بكلية العلوم بصفاقس يعبرون لكم عن مساندتهم المطلقة ويدعمون مطالبكم المشروعة .   عاش الاتحاد العام التونسي للشغل حرا ومناضلا ومستقلا 16 جانفي 2008    عـن المكتب النقابي،  محمد البحري الكاتب العام للنقابة الأساسية بكلية العلوم  بصفاقس

اللجنة العربية لحقوق الإنسان تعتبر سجن بوخذير عام بأنه « إرهاب للصحافيين »

 
 باريس ـ خدمة قدس برس انتقدت منظمة حقوقية عربية حكم الاستئناف بالسجن لمدة عام مع التنفيذ الذي أصدرته محكمة تونسية بحق إعلامي، واعتبرت ذلك انتهاكا لحرمة القضاء ومحاولة لإرهاب الصحافيين. وأعربت اللجنة العربية لحقوق الإنسان في بيان أرسلت نسخة منه لـ « قدس برس » عن بالغ قلقها لتردي أوضاع الصحافة ولوضع القضاء في تونس الذي وصفته بأنه « أصبح في تونس واكثر من أي وقت مضى مجرد غطاء شكلي لحكم اللا قانون وتنفيذ المعلومات الأمنية »، وقال البيان: « أقرت محكمة الاستئناف بصفاقس الحكم الابتدائي بسنة سجن مع التنفيذ الذي صدر في حق الصحافي التونسي سليم بوخذير. وكالعادة في كل محاكمات الرأي ومتابعة الصحافيين، لم تشكل هذه المحاكمة أية مفاجأة. فالقاعدة هي دوما تثبيت أحكام ظالمة في إطار مسرحية « عدلية » تراعى فيها شكليات المحاكمة الصورية ويغيب عنها كل مضمون جدي  لعدالة حقيقية. كان واضحا منذ البداية أن هذه المحاكمة تهدف لعقاب هذا الصحافي الحر وإرهاب الصحافيين التونسيين، لكي يبتعدوا عن القضايا التي أودى الحديث فيها لدخول السيد سليم بوخذير السجن، أي قضايا الفساد والاستبداد ».   ودعت اللجنة العربية لحقوق الإنسان التي تتخذ من العاصمة الفرنسية باريس مقرا لها، إلى التضامن مع الإعلامي التونسي سليم بوخذين، وقال البيان: « وإذ تجدد اللجنة العربية تضامنها مع الصحافي سليم بوخذير وعائلته، وتدين اعتقاله لمجرد القيام بوظيفته الطبيعية، فهي تطالب كل الصحافيين العرب وفي العالم بالتضامن النشط معه.  فالاستاذ بوخذير رمز آخر من رموز ضحايا القمع الممنهج لنظام سياسي لم يعد خافيا على أحد عداؤه الشديد لحرية الصحافة وللصحافيين الأحرار »، كما قال البيان.   وكانت محكمة الناحية بساقية الزيت من أحواز مدينة صفاقس (جنوب تونس) برئاسة القاضي « حاتم واردة » قد أصدر حكما يوم 4 كانون الأول (ديسمبر) 2007 بإدانة الصحفي سليم بوخذير من أجل « هضم جناب موظف والاعتداء على الأخلاق الحميدة وحتى عدم الاستظهار ببطاقة الهوية » وسجنه مدة عام واحد و تخطئته بـ 5 دنانير (5 دولارات).   وقد تم إيقاف سليم بوخذير لمّا كان في طريقه إلى العاصمة عائدا إليها فجر يوم الاثنين 26 (تشرين الثاني (نوفمبر) 2007 من صفاقس بناء على طلب مركز الشرطة بخزندار، حيث يقيم عادة للحضور في ذلك اليوم قصد استكمال إجراءات الحصول على جواز السفر الذي كان مبرّر الإضراب عن الطّعام الذي استمرّ عليه لمدّة خمس عشر يوما بداية من غرّة تشرين الثاني (نوفمبر) 2007 بمعيّة المحامي والناشط الحقوقي محمّد النوري وقد قرّرا اثنتاهما تعليقه بعد حصولهما على وعد من وسطاء موفدين من السلطة بالاستجابة لمطلبيهما خلال أيام.   وبينما تقول محاضر القضية أن أمر الإيقاف تم وفق القانون بسبب رفض سليم بوخذير الانصياع لرجال الأمن والاستظهار بهويته الوطنية، تقول منظمات حقوقية إن الطريقة التي أوقف بها سليم بوخذير تعكس إرادة مسبقة لدى السلطة لاعتقاله، وأنها افتعلت قضيّة عدليّة أخرجتها كمسوّغ « قانوني » لتنفيذ مخطّط كيدي في التشفّي منه عبر الاعتداء على حريّته وإيداعه السجن. وتعيد هذه الجهات الحقوقية السبب الأساسي لإقدام الجهات الأمنية على اعتقال سليم بوخذير وإحالته على القضاء ليصدر حكما بسجنه لمدة عام، إلى المقالات التي كان قد نشرها بوخذير بشأن ملفات الفساد وتغطية أحداث ما يعرف بجماعة سليمان التي أصدر القضاء التونسي بحقهم مؤخرا أحكاما قاسية وصلت حد الإعدام.   (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 20 جانفي 2008)

 


قذفوا رجال الشرطة بالحجارة والبيض المسلوق

300 طالب فرنسي يغلقون مدرستين للاحتجاج على تسفير زميل تونسي

 
باريس: «الشرق الأوسط»   قابل مندوبون من جماعة «تعليم بلا حدود» أمس، وهي حركة فرنسية للدفاع عن الطلاب الأجانب المهددين بالتسفير، عمدة بلدة كولومييه القريبة من باريس، في محاولة لمنع طرد طالب تونسي يدرس في ثانوية صناعية في البلدة، ولا يحمل رخصة إقامة قانونية.   وكان 300 طالب من البلدة قد أغلقوا في ساعة مبكرة من صباح السبت الماضي، بوابتي مدرستين ثانويتين في ضاحية باريس الجنوبية، احتجاجاً على عملية الطرد المدبرة لزميلهم التونسي. وقذف الطلاب رجال الشرطة، الذين حضروا إلى المكان، بالأحجار والبيض المسلوق وثمار اليوسف أفندي، وكل ما تيسر في حقائبهم من حاجيات يمكن الاستغناء عنها. ولم تقع إصابات بين الجانبين.   وتحرك الطلاب بشكل عفوي ليقفوا سداً أمام ثانويتي «جورج كورمييه» الصناعية و«جول فيري» مطالبين بإطلاق سراح زميلهم وليد جديد (19 عاماً) الذي كانت السلطات قد أودعته مركزاً للاحتجاز، تمهيداً لتسفيره خارج البلاد.   ويدرس وليد في السنة الأولى للحصول على دبلوم صناعي، وكان قد جاء إلى فرنسا قبل سنتين. وحسب رفاقه في حركة الدفاع عن الطلاب الأجانب «تعليم بلا حدود»، فإن رجال الشرطة قاموا باصطياده في التاسع من هذا الشهر من أمام المبنى الذي يقيم فيه. وقال أحد أشقاء وليد للصحافة إنهم ستة أشقاء وشقيقات تتراوح أعمارهم بين 12 و33 سنة، يقيمون بشكل طبيعي في فرنسا. وكان أبوهم قد جاء إليها عام 1968 ولديه بطاقة إقامة تتجدد كل عشر سنوات، أما الأم فقد بقيت في تونس.   ويبدو أن الطالب وليد جديد لم يقدم طلباً لتسوية وضعه، خشية أن يجابه بالرفض. ودعت جماعة «تعليم بلا حدود» إلى مظاهرة في البلدة، الأربعاء المقبل، للتضامن معه.   (المصدر: صحيفة « الشرق الأوسط » (يومية – لندن) الصادرة يوم 20 جانفي 2008)
 

تركيبة النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين

 
تم الاتفاق على المهام التالية في النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين: ـ ناجي البغوري: رئيسا ـ سكينة عبد الصمد: كاتبا عاما ـ نجيبة الحمروني: كاتبا عاما مساعدا مكلفا بالحريات ـ سميرة الغنوشي: أمين مال ـ منجي الخضراوي: النظام الداخلي ـ عادل السمعلي: مكلفا بالشؤون المهنية ـ الحبيب الشابي: مكلفا بالشؤون الاجتماعية ـ سفيان رجب: العلاقات الخارجية ـ زياد الهاني: عضو   (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 20 جانفي 2008)

خطة وطنية لتطوير مصادر الطاقة …

تونس توسع الاعتماد على الغاز الطبيعي وتستثمر الطاقة الشمسية في الادارات العامة

 
تونس – سميرة الصدفي       وسّعت تونس شبكة الغاز الطبيعي في إطار خطة للضغط على تزايد الإنفاق على المحروقات. وارتفع عدد المشتركين في شبكة توزيع الغاز الطبيعي إلى 360 ألفاً العام الماضي، وفق إحصاءات رسمية. وباشر التونسيون في تنفيذ خطة لتوسيع الشبكة، لتلبي استهلاك 500 ألف مشترك السنة المقبلة.   وتُركز تونس على الغاز الطبيعي كونه مصدراً بديلاً من الطاقة، وطوّرت مشاريع عدة في هذا المجال. ويسعى التونسيون بحسب «الخطة الوطنية لتطوير مصادر الطاقة» التي يستمر تنفيذها حتى 2030، الى رفع حصة الغاز الطبيعي إلى 50 في المئة من الطلب الداخلي للطاقة في السنوات الخمس المقبلة. ووضعت «الشركة الوطنية للكهرباء والغاز» (قطاع عام) خطة لتوسيع شبكة الغاز الطبيعي في المدن، تهدف الى ربط 14 منطقة جديدة و290 ألف مشترك قبل نهاية 2009، إضافة الى إيصال الغاز الطبيعي إلى مراكز صناعية ومناطق سياحية كثيرة. واتخذ مجلس الوزراء في اجتماعه أول من أمس إجراءات جديدة لخفض حصص البنزين المخصصة للموظفين في القطاع العام، وفرض رقابة صارمة على استهلاك السيارات الإدارية للوقود.   ولجأ مالكو سيارات التاكسي في المدن التونسية إلى استبدال خزانات البنزين والديزل بخزانات الغاز الطبيعي، التي كانت محظورة. لكن لوحظ إقبال شديد عليها بعد إجازتها مع اشتراط اتخاذ الاحتياطات الأمنية اللازمة لدى تركيبها. وتنتج حقول تونسية 50 في المئة من حجم استهلاك البلد من الغاز الطبيعي. كما يتقاضى التونسيون رسوماً على عبور أنبوبي الغاز الجزائريين – الإيطاليين في أراضيهم تُعادل 5 في المئة من الكميات المنقولة.   39 بئراً نفطية   وتسعى تونس الواقعة بين بلدين من كبار منتجي النفط، هما ليبيا والجزائر، إلى زيادة إنتاجها منه، وحفرت في العام الماضي 39 بئراً نفطية في مقابل 27 بئراً فقط في 2006. وفي هذا الإطار منحت إجازات بحث الى مجموعات أميركية وأوروبية وكندية، بينها «رويال دويتش شل» الهولندية و«إيني» الإيطالية و «إكسون موبيل» الأميركية.   وأعلن رئيس مجموعة «إيني»، الذي زار تونس أخيراً، أن مجموعته التي استثمرت 117 مليون دولار في تونس العام الماضي «سترفع حجم استثماراتها إلى 374 مليوناً هذه السنة».   وتعمل الآن أكثر من 50 شركة أجنبية ومحلية على استكشاف النفط وإنتاجه في البلد، قُدر حجم استثماراتها بأكثر من 200 مليون دولار. وأفادت مصادر في وزارة الطاقة أن الشركات حصلت على 41 إجازة للتنقيب عن النفط، تغطي 140 ألف كيلومتر مربع أي 70 في المئة من أراضي البلد.   وباشرت مجموعتا «باسكال بتروليوم كومباني» الأميركية و «جيو ستات تكنولوجي» النمسوية أعمال التنقيب في منطقة مساحتها 2096 كيلومتراً مربعاً في محافظة تطاوين المتاخمة للحدود مع ليبيا. وبموجب اتفاق وقعه رئيسا المجموعتين ووزير الصناعة والطاقة التونسي عفيف شلبي العام الماضي، تعهدت المجموعتان حفر بئرين استكشافيتين، بتكلفة استثمارية قُدرت بـ 10 ملايين دولار. وباشرت مجموعتا «أطلس بتروليوم إيكسبلوريشن وورلد وايد» البريطانية و «يوروغاز انترناشيونال آي أند سي» الكندية أعمال التنقيب عن النفط والغاز في عرض سواحل مدينة صفاقس (وسط)، بموجب إجازة حصلتا عليها من الحكومة التونسية وتشمل 4041 كيلومتراً مربعاً وباستثمار 3.5 ملايين دولار.   تراجع الإنتاج المحلي   وتستثمر مجموعة «بريتيش غاز» أكبر حقل للغاز في عرض سواحل صفاقس، أكبر مدن الجنوب منذ عشرة أعوام. ويؤمن حقل «ميسكار» 50 في المئة من حاجات البلد من الغاز الطبيعي، في وقت ازداد الإقبال عليه بعد الزيادات أسعار النفط ومشتقاته المتلاحقة. وتُعتبر مجموعة «بريتش غاز» أكبر مستثمر أجنبي في قطاع الطاقة، إذ ارتفعت استثماراتها إلى بليون دولار. وكان رئيس المجموعة روبرت ويلسون أعلن في زيارة سابقة الى تونس أن مجموعته «تعتزم توسيع استثماراتها لمساعدة البلد على زيادة الاعتماد على الغاز الطبيعي والتقليل من استيراد النفط».   وساعد انطلاق الإنتاج في حقل «آدم» النفطي العام الماضي على الحد من تراجع الإنتاج المحلي من المحروقات، إذ قدر متوسطه في الحقل بعشرين ألف برميل في اليوم، أي ما يعادل 8 في المئة من الإجمالي، المقدر بـ 820 ألف طن العام الماضي.   في المقابل، تراجع إنتاج الحقول القديمة خصوصاً حقل البُرمة، الذي افتُتح في الستينات من القرن الماضي بنسبة 10 في المئة، وحقل «عشتار» بنسبة 16 في المئة. ولم يتجاوز إنتاج تونس من النفط الخام 3 ملايين و361 ألف طن العام الماضي. وتستورد «الشركة التونسية لصناعات التكرير» التي تملك مصفاة النفط الوحيدة في البلد 1.7 مليون طن من النفط الخام من الخارج بينها 1.1 مليون طن من ليبيا.   وركزت «الخطة الوطنية لترشيد استهلاك الطاقة»، التي بدأ تنفيذها منذ سنة 2005 ويستمر إلى أواخر هذه السنة، على قطاع النقل الذي يستهلك 44 في المئة من المواد النفطية المروجة في السوق.   وأشارت إحصاءات وزارة الصناعة والطاقة الى ان الخطة أمّنت 428 ألف طن مكافئ نفط منذ انطلاقها حتى نهاية العام الماضي. كذلك أخضعت الدوائر الحكومية الى مسح شامل طاول أجهزة التدفئة وأتاح تجديد قسم منها، بتركيز 62 ألف متر مربع من اللواقط الشمسية العام الماضي، في مقابل 35 ألفاً في 2006.   وأظهرت إحصاءات وزارة الطاقة أن ترشيد الاستهلاك في القطاع الصناعي أتاح توفير 10 في المئة من حجم الاستهلاك السابق أي ما يعادل 200 ألف طن مكافئ نفط.   لكن صندوق النقد الدولي نصح تونس بالتحكم في أسعار المحروقات عبر التوقف عن دعمها. واعتبر في تقرير أصدره الخريف الماضي، أن انتهاج سياسة انفتاح اقتصادي متدرجة والسيطرة على الزيادات المتلاحقة في أسعار مشتقات النفط والمواد الأولية الأخرى، التي يستوردها البلد خلال العامين الماضيين، ساهما في ضمان الاستقرار الاقتصادي ومتابعة النمو. وشدد الصندوق على التخلي عن الدعم المقدم الى أسعار المحروقات، والذي اعتبره مُكلفاً جداً ومُرهقاً للموازنة، ورأى ضرورة وضع حد نهائي له تدريجاً.   (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 20 جانفي 2008)

«أحنا هكّا» … صراع عائلتين للفوز على «تونس 7»

 
تونس – صالح سويسي       ينطلق قريباً على الفضائية التونسية «تونس7» برنامج ألعاب جديد بعنوان «أحنا هكّا»، من تقديم نزار الشعري وإنتاج شركة «كاكتوس» التي اشترت حقوقه من الشركة العالمية «فريمانتل ميديا»، وكان سبق لها أن أنتجت أضخم برامج الألعاب على التلفزيون التونسي من «آخر قرار» إلى «دليلك ملك».   البرنامج الجديد يعتمد على التسابق بين عائلتين تتألف كلّ منهما من أربعة أفراد وقائدهم ليجيبوا على أسئلة مقدم البرنامج بهدف الوصول إلى النهاية والفوز بمبلغ ماليّ قد يصل إلى 50 ألف دينار تونسي ( 37 ألف دولار تقريباً).   والطريف أنّ الأسئلة ستعتمد على إجابات الجمهور، أي أنّ الإجابة الصحيحة هي التي تكون الأقرب إلى إجابات الحضور في الاستوديو.   يعود تاريخ اللعبة إلى عام 1976 حين بثّت للمرة الأولى في الولايات المتحدة على شاشة «أي بي سي» بعنوان «خلاف عائلي»، ثمّ عرضت عام 1979 في بريطانيا بعنوان «ثروات عائلية» على قناة «إي تي في»، وفي عام 1990 قدمت القناة الفرنسية «تي أف 1» هذا البرنامج بعنوان «عائلة ذهبية».   أمّا مقدم البرنامج نزار الشعري، فهو مذيع تونسي من الجيل الجديد انطلق من الإذاعة المحلية في صفاقس ليواصل المشوار مع قناة «تونس 21»، ثمّ قناة «تونس7» في فريق البرنامج الصباحي «نسمة صباح» قبل أن يصبح معد البرنامج ومقدمه. ومعروف أن نزار كان أصغر تونسي يشغل منصب مدير البرمجة في إذاعة، وهي إذاعة «موزاييك» الخاصة.   (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 20 جانفي 2008)  


« الحقائق » تحاور تونسي حكم بالإعدام وفر إلى فرنسا منذ 21 عاماً عبد المجيد الميلي: ضاق صدري بما قرأته من تصريحات عديدة للأستاذ راشد الغنوشي…

 
* لأول مرة أصرّح بهذا الكلام على منبركم دون غيركم.   * السلطة أول من يدرك أنني بريء من كل ما نسب إليّ.   * تونس اليوم من الدول القليلة في العالم التي تحتفظ بمساجين سياسيين منذ أكثر من 17 عاما…   * الإسلام السياسي العربي المعاصر، هو إسلام مواجهة وصراع…   * الحركات الإيديولوجية لا تتوفر على حرية داخلية…   * تنظيم حركة النهضة صار أبعد ما يكون عن الروح النضالية الهادفة لخدمة البلاد والإسلام…   * شجعت أعدادا كبيرة من اللاجئين لتسوية أوضاعهم الإدارية والعودة لزيارة البلد…   * القيادة رفضت أن تعترف بنا كشركاء فرفضنا أن نقبل بها كزعامة.   باريس – الحقائق – حوار/ الطاهر العبيدي     عبد المجيد الميلي، أحد الإسلاميين التونسيين، حوكم بالإعدام سنة 1987 في العهد البورقيبي،  وهو يبلغ من العمر 24 سنة آن ذاك،  وقد طبق الحكم في زميلين له، وتمكن هو من الفرار واللجوء إلى فرنسا، وهو يعيش في المنفى منذ 21 سنة، وطيلة كل هذه السنوات لم يدل بأي تصريح أو حوار صحفي، ولأول مرة يخرج عن صمته السياسي، ليخص الحقائق الدولية دون غيرها بهذا الحوار الشامل.   ** حوكمت بالإعدام سنة 87 ، وقد نفذ الحكم في زميلين لك هما محرز بودقة، وبولبابة دخيل، وتمكنت أنت من الفرار واللجوء إلى فرنسا، فما هي بعجالة حيثيات تلك القضية؟   – دعني أولا أعترف لك، ولأول مرة أصرّح بهذا الكلام على منبركم دون غيركم، وهذا قد يفاجئ المتابعين للشأن التونسي، أنه لا علاقة لي بهذه القضية لا من بعيد ولا من قريب، لم أكن  فيها لا فاعلا ولا مشاركا ولا حتى على علم، وأنني أقحمت فيها إقحاما من طرف جهات اقتضت مصالحها آن ذاك هذا الأمر، والسلطة أول من يدرك أنني بريء من كل ما نسب إليّ، ولم يكن لي من خيار حينها سوى تحمل وزر هذه القضية، التي ارتبط اسمي بها باطلا والنجاة بجلدي هربا من البلاد، لأن التقدم إلى الجهات الأمنية والقضائية لإثبات براءتي، كانت مغامرة قد يكون ثمنها رأسي.   ** يوم السبت 29 ـ 12 ـ 2007، أصدرت الدائرة الجنائية الرابعة بتونس برئاسة القاضي محرز الهمامي، أحكاما في حق 30 متهما فيما يعرف بقضية سليمان، بينها حكمين بالإعدام ضد صابر الرقوبي، وعماد بن عامر، فما تعليقك على حكم الإعدام، وكيف تنظر إلى هذه العقوبة، خصوصا وأنك من المكتوين بمثل هذا الحكم سابقا؟   – ليس أبشع من أن تسوق أمّة شبابها إلى المشانق على خلفية صراع سياسي، فالمشاريع السياسية سواء كان أصحابها في الحكم أو في المعارضة، من المفروض أن تكون مشاريع إحياء لا قتل أو إعدام، وإن حدث هذا فهو عنوان فشل للدولة أولا ثم للمجتمع ثانيا، وبقطع النظر عن الخطأ الذي وقع فيه المتهمون، فهم ضحايا وليسوا مجرمين، ومسؤولية وصولهم لهذا المآل تعود على السلطة التي صادرت مساحات الحرية، مما دفع البعض في اتجاه اليأس والمغامرة، كما لا يمكننا نفي مسؤولية المجتمع وقواه الحية، التي لم تتمكن من خلق توازن سياسي، بالإضافة أن الإعدام في رأيي الجازم يمثل تعد على حق الحياة، إلى جانب ما يخلفه من آثار تتراوح بين الحقد والثأر، فهو لا يحل مشكلة ولا يستفيد منه أحدا، وأملي أن كل الإطراف في البلاد تعمل على تجنب تنفيذ هذه الأحكام ومنع صدورها.   ** في المهجر تقلصت لبعض الوقت إحدى المهمات الأمامية في حركة النهضة، فما هي الخلاصات التي خرجت بها، ضمن ممارسة العمل التنظيمي؟   – لم أتبوأ مهام أمامية في الحركة، ولكن قمت بواجبي كعضو، ووقفت عند الثغور التي كان عليّ سدها، وأساسا في مساعدة ضحايا مواجهة التسعينات، وكنت شاهدا على ما سمّي بتسوية الوضع التنظيمي للحركة، وفوجئت بأن الصراع الذي حصل آن ذاك لم يكن حول تصورات وأفكار ومشاريع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه إثر تلك المواجهة، وفتح آفاق جديدة للعمل الإسلامي في تونس، بل كان الصراع حول أشخاص، يسعى كل واحد للتمكين لنفسه، وإمساك قبضته على التنظيم، وذلك في انقطاع تام عما تتطلبه المرحلة من مراجعة وإعادة تقدير للمصلحة، وهذا ما أفرز واقعا تنظيميا منبتا عن آلام وآمال الساحة الإسلامية، وقد أثبتت الأيام عدم جدواه وعجزه على أن يقدم شيئا للبلاد والعباد، عدا تأبيد الأزمة، وقد وجدت المفارقة كبيرة بين ما تربّى عليه شباب الحركة الإسلامية من نضالية ورغبة في العطاء وتجرّد، وبين ما يمارسه بعض ممتهني التنظيم والسياسة داخل الصف القيادي.   ** سنة 1994 علمنا انك أرسلت رسالة داخلية للشيخ  راشد الغنوشي، فهل يمكن أن تطلعنا على بعض ما جاء فيها وكذلك محتوى الرد؟   – في الحقيقة ضاق صدري بما قرأته من تصريحات عديدة للأستاذ راشد الغنوشي تقلل من شأن إخوة لنا عبّروا عن مواقف معارضة لخيارات الحركة، فوصف بعضهم  » بضعاف النفوس  »  والبعض الآخر  » قصرت همتهم عن مواصلة المشوار »  وآخرون  » بأنهم تكلموا تحت التخويف  » وغيرهم متساقطون على الطريق انقلبت عندهم المفاهيم فخلطوا بين الجلاد والضحية « …فأرسلت له رسالة بعنوان  » لا يا أستاذ راشد » مما ذكرته فيها أن جوهر الاستبداد أن تنزع عن رأي مخالفك خلفيته الفكرية والسياسية، وأن تقدمه على أنه سفاهة لا معنى لها، وأن ما حصل للحركة أدّى بطبيعة الأشياء إلى خلاف في الموقف والتقدير، وأن القيادة يجب أن تأخذ بعين الاعتبار الرؤى المختلفة، فالقيادة التي ساقت إلى المواجهة والمأزق، لا يمكن أن تكون مؤهلة لتسوقنا إلى فك الاشتباك ومعالجة آثار المواجهة، أما رد الأستاذ راشد فأذكر منه أساسا عبارة  » أما إن كان ذلك بحثا عن خلاص فردي فغفر الله لنا ولكم « .   ** نراك في السنين الأخيرة أخذت مسافة من التنظيم، هل هو اعتراض عن النهج العام، أم نوعا من الانسحاب أم استراحة المناضل، أم احتياج للمراجعة والتقييم أم اعتناء بالوضع العائلي؟   – أخذت مسافة من التنظيم وقدمت استقالتي من الحركة قناعة مني، حيث أني لم أكن قادرا أن أعيش داخل جدران التنظيم، أو أن التنظيم غير قادرا على أن يستوعبني، إذ أن هذا التنظيم يقتضي النمطية في التفكير والبحث عن التبرير والقدرة على أن تقدم عجزك على أنه انتصارات باهرة  لاستدامة الأزمة، أما إذا كنت حرا في رأيك مصادر تلقيك متنوعة، فإنك ستجد صعوبة في العيش داخل مثل هذه الأطر، وهذا ما حصل فقد قرّر التنظيم تجميد عضويتي، وكان رد فعلي الاستقالة، ولم أكن وحيدا ضمن هذا التوجه، فالعديد من شباب الحركة استقال أو علق عضويته، أو انسحب، وهذا ما غيّر من طبيعة تنظيم حركة النهضة الذي صار أبعد ما يكون عن الروح النضالية الهادفة لخدمة البلاد والإسلام، ضمن التجرد والتواضع والمصداقية، وهو اليوم أقرب إلى دائرة تبادل مصالح بين أفراد، ليس لهم وجود إلا ضمن هذا الإطار.   أما عن مضمون الخلاف مع التنظيم فهو أساسا إدارة ما بعد المواجهة مع السلطة، ففي الوقت الذي كنا نرى لأنفسنا الحق باعتبارنا شركاء في هذه الحركة في أن نقيم وننقد ونقترح ونحاسب، كانت قيادة الحركة تتعاطى بطريقة بدوية، حيث يكون شيخ القبيلة جامعا لكل الصلوحيات، يتعاطى مع الشأن العام بنفس تعاطيه مع شأنه الخاص، ولا يرى فيمن حوله شركاء، بل مجرد مساعدين، يقرب منهم بقدر ما يجد عندهم من استعداد لخدمته، ويستبعد كل من كان يجد الحاجة للتوقف أو التفكير أو التساؤل، فهو وحده القادر على تقمّص كل الأدوار، يحارب ويصالح، ويهادن ويمدح ويهجو، فهذه القيادة رفضت أن تعترف بنا كشركاء، فرفضنا أن نقبل بها كزعامة.   ** نلاحظ أن بعض أعضاء حركة النهضة ومنهم قيادات لهم وجهات نظر مختلفة، يسرون بها في المجالس الخاصة ويتحاشون الاصداع بها في العلن، فحسب رأيك هل يعود ذلك إلى غياب الجرأة السياسية، أم غياب مساحة من النقد أم خشية من القمقم الحزبي؟   – كل هذا معا، فغياب أدنى قدر من الحرية في البلاد لا يسمح بتطوّر الأفكار ووجهات النظر، فالأفكار لا تنبت ولا تنمو في الهواء، وإنما على أرضية التواصل والحوار، وتبادل وجهات النظر مع المخالف والصديق والأكاديمي، ومع الذين يصنعون الحياة الثقافية والاقتصادية والاجتماعية، ولو توفرت أقدار من الحريات، لوجدت هذه الأفكار طريقها إلى النضج، ولعبرت على نفسها بأكثر إيجابية، أما حول نقد تجربة الحركة الإسلامية هناك خشية الوقوع في تهمة التواطىء الموضوعي مع السلطة، خصوصا وأن هذه الأخيرة لم ترفع يديها على المساجين والمهجرين والمحاصرين، بل لا تعبأ بما صدر هنا وهناك من محاولات لتصويب العلاقة بين السلطة والإسلاميين، وفي مثل هذا المناخ، كنا نشعر أن المراجعة الذاتية أو النقد الذي نحن حريصين عليه، هو أقرب للجلد الذاتي منه للعمل البناء، والآن وبعد أن قاربت مشكلة المساجين على الحل النهائي، والسماح لبعض المهجّرين بالعودة، فالمناخ يعتبر انسب للالتفات لماضينا القريب بعيون أكثر عقلانية وأقل توترا، وفي اعتقادي أن الخلافات المجمّدة داخل الحركة طيلة هذه المرحلة، ستشهد طريقها للمناظرة العلنية، وعندها سيكتشف القمقم التنظيمي أنه اضعف ممّا كان يتصور.   ** بحكم تاريخك الحركي، هل تتوفر حركة النهضة على مقدار من حرية الآراء المخالفة داخل الجسم التنظيمي؟   – الحركات الإيديولوجية لا تتوفر على حرية داخلية، فهي تحكمها الحقيقة الإيديولوجية، أو ما يقدم على أنه كذلك، ثم ما تقدمه القيادة من فهم وتأويل لهذه الحقيقة.   ** المدة الأخيرة عاد بعض اللاجئين الإسلاميين إلى تونس بعد سنين طويلة من النفي، ومنهم الأستاذ مصطفى الونيسي، الذي أدلى بآرائه على صحيفتنا الحقائق، وقد اطلعت على الحوار، وأثنيت على بعض ما جاء فيه، فكيف تنظر لهذه العودة، وهل تعتبرها مؤشرا على انفتاح سياسي، أم نوعا من شق الصفوف ؟   – تونس اليوم من الدول القليلة في العالم التي تحتفظ بمساجين سياسيين منذ أكثر من 17 عاما، إلى جانب العديد من المنفيين منذ ما يقارب 30 سنة، وهذا  » الرصيد  » لا أضن السلطة التونسية تفتخر به، بل هو حملا ثقيلا تجرّه ورائها ولا تجني منه أي مصلحة، ونراها بطيئة في تصفية هذه التركة، فخروج بعض المساجين أو عودة بعض المنفيين هي استعادة لحق طال ضياعه، واستعادة هذه الحقوق مقدمة أساسية لأي انفتاح سياسي، ولكنها ليست في حد ذاتها انفتاحا.   ** النظام التونسي بقي استثناء في معالجة الملف الإسلامي، حتى أن بعض المعارضين يقولون أن السلطة التونسية يحكمها العقل الأمني، وأن المنطق السياسي غائبا تماما، ممّا جعلها تضرب في كل الاتجاهات، والبعض يراها غير ذلك فماذا تراها أنت؟   – الملف الإسلامي في تونس ملف سياسي، يقتضي معالجة سياسية، وقد فضلت السلطة التونسية المعالجة الأمنية، وهي اليوم ترى محدودية هذا النهج، حيث الملف ما يزال مطروحا وسيظل يؤرق، فإلى متى ستبقى تونس تمانع، في أن يشارك جزء من أبنائها في الشأن العام، لمجرد انتماءاتهم الفكرية، والمطلوب من وجهة رأينا أن تراجع السلطة التونسية تعاطيها مع هذا الملف، كما فعلت دول أخرى جربت الحل الأمني، كما مطلوبا أيضا من الإسلاميين إبلاغ  رسائل واضحة للسلطة، وللطبقة الفاعلة، مع الأخذ بالحسبان الإرث الثقيل الذي خلفته سنوات المواجهة   ** أحد المحاكم التونسية حكمت لفائدة محجبة بعدم قانونية منشور 102، الذي يمنع ارتداء الحجاب، ألا يعتبر هذا مؤشرا وتحولا جديدا ؟   – هذا دليل على التنوع داخل المجتمع التونسي، وأن التيار المحافظ جزء من هذا التنوع، وهو جزء أصيل ينتجه المجتمع ويعيد إنتاجه، وهو ليس دخيلا ولا طائفيا؟   ** هناك حديث خافت تسرّب من داخل أروقة السلطة  التونسية حول إمكانية  السماح لتواجد  حزب إسلامي في تونس، أو إطارا اجتماعيا يكون بديلا عن النهضة، وفي نفس الوقت يمتص حالة الاحتقان المنتشرة بين صفوف الشباب، ويجنب البلاد الانزلاق نحو المواجهات، كما حدث في مدينة سليمان، فكيف تنظر لمثل هذه الأقاويل؟   – إذا كان هذا صحيحا فهذا يمثل تحولا عند بعض الأطراف داخل السلطة على الأقل في طريقة التعاطي مع الملف الإسلامي، وإذا كان القصد من ورائه خلق حزب تستعمله السلطة لامتصاص حالة الاحتقان فهذا ليس هو الحل، لأنه سيكون حزبا فاقدا للمصداقية في الساحة الإسلامية، وسيقع تجاوزه بل قد يعقد الوضع، من خلال مما سيخلفه من مزيد اليأس والإحباط وخيبة الأمل تجاه الأطر الرسمية والقانونية،   ونحن نتصور أن الحل لا يكون إلا ضمن رفع اليد، وتوفير إطار من الحرية، وعندها سيرى التونسيين أن التيار الإسلامي تيارا مسئولا، ملتزما بالمصلحة الوطنية، يستثمر جهوده وطاقاته في البناء والتنمية، وستسفيد تونس سلطة ومعارضة من هذا التكامل.   ** العلاقة بين الأنظمة العربية والإسلاميين عادة ما تتسم بالصدام، في رأيك ما هو الممكن للتعايش بين الأضداد؟   – الإسلام السياسي العربي المعاصر، هو إسلام مواجهة وصراع غير قابل بالمعادلات التي قامت بعد سقوط الخلافة واحتلال فلسطين وواقع التجزئة، وهذا ما جعله وحيدا ضد الكل، استعدى الأنظمة والقوى الدولية وحتى الشعوب !ومن بقي وفياّ لمنطق الصراع هذا سينتهي به الأمر إلى حيث انتهى بن لادن، ولا أضن هذا الاجتهاد مصيبا، وقد وقفت في وجهه الأنظمة العربية دفاعا عن نفسها ونيابة عن أمريكا وعن المستفيدين من هذا المنهاج، وبالمقابل ومنذ أواسط التسعينات بدت تبرز في البلاد العربية قوى سياسية إسلامية جديدة، لا تعترض على معادلة تفوّق الغرب، ولكن تعمل على أن لا يتحوّل هذا التفوّق إلى استعباد، وأن تستفيد أمتنا من التطور، والسعي إلى ردم الهوة الفاصلة في عدة مجالات، والاستفادة من نموذج الحريات السياسية والعدالة الاجتماعية، ومستفيدة من تجارب إسلامية أخرى خارج البلاد العربية، ولعل ما حصل في تركيا يعطي دفعا قويا لهذا التيار.   ** من خلال هذه التجربة الطويلة أي رصيد أضيف لك في الحقل الإسلامي، ولو رجع بك الزمن للوراء هل كنت ستكون كما كنت أحد الشباب النهضوي، أم أنك ستكون إسلاميا دون الانتماء لأحزاب؟   – لا جدال أن هذه التجربة كانت ثرية رغم أن ثمنها البشري كان باهظا، بالمقارنة مع الحصاد الهزيل ومع الآمال الكبيرة المعلقة، حيث أن مشروع الحركة الإسلامية هو الإحياء لا الإعدام والقتل، والتجذير لا التهميش، والتوطين لا التهجير، والحرية لا السجون… والمتأمل لهذه الدمار الذي حصل، لا يجد عناء في الانتباه إلى أن أخطاء قد حصلت في التقدير والتسيير والتدبير والتنزيل، وهذا ما عبر عنه الحديث الشريف  » المنبت لا أرض قطع ولا ظهر أبقى »، وما يؤلم أكثر أن الحركات الإسلامية ومنذ الخمسينات تعيش نفس التجارب، وتحصد نفس النتائج المأساوية، دون الوقوف عند أسباب الإخفاقات، ومحاولة الاستفادة من أخطاء التجارب، وما يحدث الآن في صفوف بعض الشباب الإسلامي، هو نفس الخطاب المكرر منذ عشرات السنين، حيث يعتبرون أنفسهم أكثر عزما وأقوى إيمانا وأكثر صدقية ممن سبقهم، وإن كان الزمن لا يعود للوراء لإصلاح ما كان مختلا في تجاربنا، فإن فضاء الواقع فسيحا لتجنيب شبابنا الوقوع في نفس الأخطاء، وسواء كنت داخل التنظيم أو خارجه، فسأظل وفيا لمبادئ الانتماء للإسلام الذي يحترم الذات البشرية في العدل والحرية والكرامة والقيم النبيلة، التي تسعى للنهوض بالإنسان والترفع عن الأنانية والمصلحية استنادا على قوله عليه السلام  » لا يؤمن أحدكم حتى يحبّ لأخيه ما يحب لنفسه ».   ** أخيرا تحصلت على بطاقة تعريف تونسية، وتسعى للحصول على جواز سفر فلو  تم ذلك، هل تعود لزيارة بلدك الذي غادرته منذ 21 سنة،  وما هي الضمانات التي تعتقد أنها ستنجيك من السجن أو الإيقاف أو قطع الرأس؟   – حرمت من بلدي وأعيش في المنفى منذ 21 عاما ظلما وعدوانا، وقد كاتبت رئيس الدولة مرات عديدة مطالبا برفع هذه المظلمة واستعادة حقوقي، وبقيت رسائلي دون رد، وقد تقدمت بطلب جواز سفر في شهر سبتمبر 2006، وكان والدي مريضا إلى أن توفي دون أن أودعه أو أحضر جنازته، وقد بقي رحيله جرحا نازفا في داخلي، ومازلت أنتظر إلى الآن، وقد شجعت أعدادا كبيرة من اللاجئين لتسوية أوضاعهم الإدارية والعودة لزيارة البلد، حتى في ظل غياب ضمانات واضحة،  فحقنا في وطننا معركة نخوضها ونتحمل من أجلها المخاطر، ولا أعتبرها هبة  تقدم على طبق من الضمانات.   أجرى الحوار: الطاهر العبيدي، صحفي وكاتب تونسي مقيم في باريس    (المصدر: صحيفة « الحقائق الدولية » (لندن – بريطانيا) بتاريخ 19 جانفي 2008) الرابط: http://www.alhaqaeq.net/?rqid=200&secid=3&art=83236


السفير السابق المختار الزنّاد يتحدث عن تاريخ اتحاد الطلبة

بورقيبة عارض دعوة الاتحاد إلى الاصلاح الزراعي والاعتراف بالصين جميع الطلبة كانوا حريصين على استقلالية الاتحاد

 
تونس ـ الصباح: بعد تسجيل شهادات تاريخية لعدد من السفراء السابقين وهم على التوالي المرحوم محمود المستيري وصلاح الدين عبد الله ونجيب البوزيري ومحمود المعموري والحبيب نويرة نظمت مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات أمس لقاء الذاكرة الوطنية واستمع المشاركون خلاله إلى شهادة السفير السابق مختار الزناد الذي تحدث عن اتحاد طلبة تونس..  وبالمناسبة بين الدكتور عبد الجليل التميمي أن الاستاذ المختار الزناد هو وال سابق وممثل دائم سابق لدى منظمة الامم المتحدة والمركز الاعلامي التابع للامم المتحدة بفيينا. وأنه تحصل على الدبلوم من المدرسة الصادقية وعلى الاجازة في العلوم ثم دبلوم الدراسات العليا ودبلوم اللغة الانقليزية.. وتحول قبل ذلك إلى فرنسا سنة 1954 ليتابع دراسته في السربون ومعهد سان كلود العالي بباريس كما تحصل على إجازة في الفيزياء الحيوانية ودرس البيولوجيا كمساعد في كلية العلوم من 1964 إلى 1970 وكان أمينا عاما لاتحاد الطلبة وانتخب عضوا في اللجنة المركزية للحزب سنة 1963 والامين العام لاتحاد الشباب التونسي سنة 1965 ثم ترأس ديوان وزير التربية والشباب والرياضة وساهم خلال الفترة الممتدة من سنة 1974 إلى سنة 1976 في إدارة التعليم العالي والبحث العلمي بعد أن قام بجولة بعدد من الجامعات الافريقية الفرنكفونية لاعداد دراسة عنها وتمت ترقيته إلى وزير مفوض (1976 و1981) وعين سفيرا ببوخارست سنة 1981 وبفيينا سنة 1988 وساهم خلال مسيرته الدبلوماسية في عديد المؤتمرات الوطنية والدولية.  بدايات الاتحاد بين الاستاذ المختار الزناد في شهادته التاريخية التي خصصها للحديث عن اتحاد طلبة تونس أنه حرص على تكوين جمعية أحباء اتحاد الطلبة لكن هذه الرغبة لم تتحقق.. وقال إنه لما كان تلميذا في الثانوي أقام سبع سنوات في مبيت المعهد الثانوي للذكور بسوسة ورغم الظروف الصعبة للدراسة فقد نجح الكثير من التلاميذ وأصبحوا إطارات في البلاد.. وبين أن هناك الكثير من الوزراء الذين انقطعوا عن الدراسة في سن مبكر ولكنهم اضطلعوا بمسؤوليات كبيرة وساهموا في بناء الدولة التونسية وإقرار الامن في مناخ صعب تميز بحرب بنزرت وحرب الجزائر. وذكر أنه في هذا المعهد أقام « بالقسم التونسي » حيث كان التلاميذ يشاركون في مناظرة مشتركة مع التلاميذ الذين يرغبون في الترشح للمدرسة الصادقية وكانت المناظرة ترمي إلى الاحراز على شهادة الدبلوم الصادقي.. وبين أنه لما كان يقيم في معهد سوسة اتصل عدد من الطلبة بالتلاميذ لدعوتهم للانخراط في الشبيبة المدرسية ومكنهم ذلك من استقاء الاخبار في وقت تحرص فيه السلطات الفرنسية على التعتيم عليها.. وهو ما ساهم في تكوينهم سياسيا وإذكاء روح الوطنية في نفوسهم. وبين أن نشاط الشبيبة المدرسية هو تمهيد للمشاركة في اتحاد الطلبة..لان المنظمة الدولية للطلبة اشترطت على اتحاد الطلبة أن يظم فقط الطلبة ولاحظ أن هناك من كان يرغب في تسميته بالاتحاد العام للطلبة التونسيين لكن الاتحاد الدولي للطلبة رفض هذه التسمية بغية تمكين الطلبة الدارسين بتونس ومن غير التونسيين من الانخراط فيه. وأضاف أنه بعد مرحلة الدراسة بمعهد سوسة التحق بفرنسا ودرس في جامعة السربون بباريس في قسم الفيزياء ولكنه لم يجد فيها أي طالب تونسي أو إفريقي وبعد فترة تعرف خارجها على عدد من التونسيين وتعرف على طلبة من جمعية الطلبة المسلمين بشمال إفريقيا وترشح لاتحاد الطلبة وانتخب ممثلا عن فرع باريس. وفي عام 1957 أصبح عضوا في جامعة فرنسا وبعدها انتخب كاتبا عاما لجامعة أوروبا. وقال إنه شارك في المهرجان الدولي للطلبة في موسكو في شهر جويلية 1957 وكانت مناسبة تعرف فيها عن كثب عن المعسكر الشرقي. وبين أنه زار الصين عام 1958 واكتشف الشيوعية عن قرب وزار المجموعات الشعبية ولاحظ أنه يعتقد أن سبب تقهقر الصين هو تعميم المجموعات الشعبية والقضاء على المثقفين. وفي تلك الفترة سحب الاتحاد السوفياتي إعاناته التي كان يمنحها للصين وهو ما جعل الوضع صعبا لكن هذا لم يمنع من نشر التعليم في كل أرجاء الصين الشعبية. بورقيبة واتحاد الطلبة.. تطرق المختار الزناد إلى مكانة اتحاد الطلبة وتحدث عن استقبالات الرئيس بورقيبة للهيئة الادارية لاتحاد الطلبة في عديد المناسبات وكان هذا الموقف على حد تعبيره يبعث في نفوس الشباب شعلة من الحماس. وكان بورقيبة حسب قوله يحرص على الاطلاع على اللوائح السياسية لمؤتمرات الاتحاد وبين أن اللائحة السياسية لمؤتمر اتحاد الطلبة كان يصادق عليها دائما بالاجماع لانه يتم إعدادها بدقة.. ففي الاتحاد كان هناك الدستوري والقومي الناصري والشيوعي والماوي.. وكان بورقيبة يقرأ اللائحة وكان يلوم الطلبة على بعض ما تحتويه.. فقد كان يرفض الاصلاح الزراعي على الطريقة السوفياتية فهذه الطريقة جعلت على حد رأي الرئيس البلدان الفلاحية تستورد القموح.. كما كان يلومهم على دعوتهم « للاعتراف بالصين الشعبية ». وإلى جانب اللائحة السياسية هناك اللائحة النقابية التي تدعو إلى إصلاح التعليم وتعميمه وغيرها من المطالب. وذكر أنه لما عاد من مهرجان موسكو إلى تونس واكب مؤتمر اتحاد الطلبة عام 1957 وترأسه. ولاحظ أن هناك فروع عدة للاتحاد في مختلف الدول الاوروبية لكن المشرق العربي لم تكن له في البداية فروع وكان الطلبة ينخرطون في رابطات الطلبة إلى أن تكونت فروعه في المشرق. وذكر الزناد أن اتحاد الطلبة كان منظمة عتيدة وكانت عديد الاطراف تغازله.. وأنه كان يستمد قيمته من قيمة العناصر التي توجد فيه وكان بورقيبة يعيره أهمية قصوى كما كان سفراء الدول الاجنبية بتونس والمنظمات الدولية يتصلون به وكانت أمريكا تطلب من الاتحاد تعيين 5 طلبة لتمكينهم من زيارة أمريكا. ولكن رغم هذه العلاقات ورغم انخراطه في بعض المنظمات فقد كان اتحاد الطلبة يحرص على استقلاليته.. وأضاف أن علاقة اتحاد الطلبة كانت جيدة مع الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا فقد كان هذا الاخير يحتوى على عناصر جيدة وكان منهم من عارض الاستعمار الفرنسي للجزائر.. ومن الانجازات الطيبة لاتحاد طلبة تونس إحداث كنفدرالية الطلبة المغاربيين عام 1958 وتبرز أهميتها في تقريب وجهات النظر بين طلبة بلدان المغرب العربي.. وذكر أن طلبة الاتحاد كانوا محظوظين رغم موارده المحدودة المتمثلة في معاليم الانخراطات والمنح التي يحصل عليها من الوزارات ومن بورقيبة. وتحدث الزناد عن زيارته لكوبا وحضور ندوة حول مقاومة الامية وجلب انتباهه أن التلاميذ أنفسهم هم الذين يرفعون الامية.. وبين أنه حضر خطابا لفيدال كاسترو دام 8 ساعات وقيل له إن كاسترو يمكن أن يخطب مدة 18 ساعة بصفة مسترسلة. كما تعرف على تشي غيفارا الذي شارك في الملتقى ولاحظ أن فيدال كاسترو يتمتع بشعبية كبيرة وأن الشعب الكوبي كان يشتعل حماسة.. تطور الاتحاد بين مختار الزناد أن اتحاد طلبة تونس يتكون من عدة تيارات سياسية وقال : »كان الطلبة في بداية الاستقلال يتمتعون بنضج فكري كبير لكن بمرور الاعوام لوحظ أن مستوى الطلبة ضعف كما برزت مشاكل تشغيل خريجي التعليم العالي.. وتم تطويق الحركات اليسارية وهيمن التيار الاسلامي على الحركة الطلابية في الثمانينات ومنذ ذلك الوقت بقي الاتحاد في أزمة إلى يومنا هذا.. فعدد الطلبة يزيد من سنة إلى أخرى لكن تواجدهم على الساحة السياسة تراجع ». وبين أن الاتحاد كان قطبا من أقطاب الحركات النقابية والسياسية في تونس لكنه اليوم ليس له نشاط يذكر. وفي مؤتمر قربة وغيره كان الزناد يسمع الطلبة يقولون « أنت من قفة آش كون » فالولاءات كانت المسيطرة وهو ما كان له أثر سلبي على الاتحاد وما يدل على تضاؤل النضج السياسي وتراجع حرية التعبير وعدم القدرة على التحليل والاقناع. وفي هذا الصدد بين أن الاتحاد في بداياته كان ينصح الطالب الذي يحضر الاجتماعات بأن « يستمع » وحينما يكتمل نضجه يناقش.. وذكر أن اجتماعات اتحاد الطلبة دربت الطلبة على احترام الرأي المخالف واللجوء إلى الانتخاب والتصويت.. فرغم وجود تيارات عديدة داخل الاتحاد فلم تحدث انقسامات وكان هناك وفاق بين الجميع لحماية الاتحاد. ونظرا لان أعضاء الاتحاد لم يكونوا كلهم من الدساترة فقد تم تكوين الفدرالية الدستورية للطلبة التونسيين وكان لها دور ايجابي في تعزيز تواجد الحزب في اتحاد الطلبة. وخلال النقاش بين المؤرخ علية علاني أن مرحلة الستينات كانت حبلى بالاحداث حيث تعرض الكثير من الطلبة إلى محاكمات. وقال إن انتشار التيار الاسلامي في صفوف الطلبة ليس مرده فقط ضرب الزيتونة بل هناك عديد العوامل الاخرى. ولاحظ أن اتحاد الطلبة كان المنظمة الوحيدة إلى جانب اتحاد الشغل المتنفس للطلبة.. وقال المؤرخ محمد ضيف الله إن اتحاد الطلبة اليوم يختلف جذريا عن اتحاد طلبة الخمسينات والستينات ولا يشتركان إلا في التسمية. وبين السيد الطاهر بالخوجة أن اتحاد الطلبة مر بعديد المحطات يجب التعمق فيها جميعا.. وذكر أن الطلبة كانوا يقضون أياما وليال يتحدثون عن استقلالية الاتحاد وقد حرصوا كثيرا على حماية هذه الاستقلالية.. وبين أن الاتحاد لم يحصل على أية منحة من رئيس الدولة إلا بداية من سنة 1959 وكانت قيمتها عشرة آلاف دينار. ونفى حصول الاتحاد على منحة من وزارة التربية.. وذكر أن تركيبة اتحاد الطلبة كانت تركيبة خاصة تجمع كل الطلبة على اختلاف اتجاهاتهم.. ولعل ما كان يميزه هو أن هذا الاختلاف ينتهي إلى الوفاق وإصدار لوائح تقدمية.. وبين أن الاتحاد لما تحدث عن الاصلاح الزراعي عام 1957 أغضب بورقيبة فدعا الرئيس الهيئة الادارية للاتحاد ولامهم على اللائحة ونتيجة لذلك تم إقصاء الاتحاد من مكتب بورقيبة بباب سويقة.. فانتقل إلى اتحاد الفلاحة ولكن لم يدم ذلك طويلا فقد تعرض اتحاد الفلاحة إلى ضغوطات وأشيع أن اتحاد الطلبة أصبح يوسفيا.. وذكر أن بورقيبة لم يكن يسمح لأحد بالخروج عن طوعه لكن لم يفعل ذلك بالحديد والنار بل كان يحتوي الطلبة.. حتى أنه بعد طرد الاتحاد حرص على تدشين المقر الجديد وكأن شيئا لم يحدث وعند لقائه بالطلبة قال لهم « انتم أولادي » وذهب معهم وشاركهم اجتماعا في البلمريوم. وخلال اجاباته على استفسارات الحاضرين بين الزناد أن اتحاد الطلبة كان صورة مصغرة لما يجري في البلاد وفي المنظمات الوطنية وعن سؤال حول فترات تأزم الاتحاد بين أن الامر يستدعي الكثير من التدقيق. وإجابة عن سؤال حول الوضع الحالي للطلبة ذكر أن عدد الطلبة في الاتحاد كان 360 طالبا لكن الان نجد 360 ألف طالب.. فلا يمكن مقارنة الاتحاد في ذلك الوقت بالاتحاد في الوقت الحاضر. ولاحظ أن الاغلبية الساحقة للطلبة ليس لهم تكوين سياسي وقال « آسف لعدم وجود إطار يمكن قدماء اتحاد الطلبة من التقاء الطلبة الجدد لمساعدتهم على بعث حركة طلابية.. فالنشاط الطلابي الجامعي ضروري لتكوين إطارات سياسية في البلاد». وعن سؤال ألقاه السيد أحمد العجيمي أجاب أن اتحاد الطلبة هو منظمة وطنية تساهم في الحياة العامة للبلاد قبل أن يكون منظمة نقابية فقد كان يتم تشريك الاتحاد في إعداد المخططات التنموية في اللجنة العليا للتخطيط. وذكر أنه تم اتخاذ عدة إجراءات لتدعيم تواجد الطلبة الدستوريين في الحزب ومنها إحداث جامعة الطلبة الدستوريين.. وذكر أن الحضور النسائي في الاتحاد كان ضئيلا وعدد الطالبات التونسيات أيضا وهو ما جعل الكثير من خريجي الجامعات وقتها يتزوجون بأجنبيات. سعيدة بوهلال (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 20 جانفي 2008)

 

شخصيات في الذاكرة:

القائد الكشفي أحمد الشاطر في البال

 
خلال كامل شهر أكتوبر الفارط احتفلت الكشافة التونسية بالذكرى الأولى لوفاة قائدها العام الأسبق أحمد الشاطر. وكان البرنامج الحافل منوّعا وشاملا اختتم باصدار كُتيب تضمّن فذلكة تاريخية عن حياة الفقيد ودوره الوطني في الحركة الكشفية التونسية والمغاربية والعربية والعالمية. وأيضا صفحات من تاريخ نضاله من أجل بناء تونس الحديثة بداية في عهد الاستقلال. سواء عن طريق حركات الشباب الكشفي والدستوري والمصائفي والطلابي أو عن طريق الادارة التونسية وبناء الأمن الوطني.   نشأته  ودراسته:   ولد الفقيد أحمد الشاطر بمدينة المنستير يوم 3 ديسمبر 1936 وبحكم عمل والده بشركة النقل (السكك الحديدية) منذ آخر عهد الاستعمار فقد نشأ الفقيد وترعرع بالضاحية الشمالية بالعاصمة (الكرم) أين انهى تعلمه الابتدائي ثمّ الثانوي والعالي (حقوق) بتونس. وخلال دراسته العليا انتمى سنة 1957 إلى وزارة الداخلية كموظف بادارة الأمن الوطني. وذلك باقتراح من الكشافة التونسية ودعم خاص من المرحوم الطيب المهيري كاتب الدولة للداخلية آنذاك. وبعد حصوله على الاجازة في الحقوق أقترح اداريا بإنهاء دراسته في مجال الأمن الوطني وتمكن من إنهاء عديد الاختصاصات في مجال رعاية الأحداث ومقاومة الاجرام والتعريف العدلي بكل من فرنسا (ليون DESS) والمدرسة العليا للأمن بفرنسا. وبداية من سنة 1972 حظي الفقيد بالمشاركة في عديد الدورات التدريبية ذات الاختصاص بكل من فرنسا وألمانيا وكندا وانلترا وأنهى الفقيد مجال الدراسة وهو في حالة عمل حيث تحصّل سنة 1986 على دبلوم معهد الدفاع الاجتماعي.   حياته الكشفية انتمى الفقيد القائد شاطر إلى الحركة الكشفية وهو في التاسعة من عمره ككشاف بمنطقة الكرم صحبة المربي القائد شريف لنزة وعبد الله حواص وتواصل عمله الكشفي دون انقطاع حتى تحصّل  على شهادة الشارة الخشبية سنة 1957 صحبة القادة الشاذلي باشا والهادي كعباشي وفتح الدين البودالي وغيرهم… وعلى المستوى الوطني بدأ الفقيد يتحمّل المسؤوليات الكشفية العليا والفنية خاصة. وإذا كان الفقيد قد تحمّل عديد المسؤوليات كالعلاقات الخارجية والتدريب فإنّه برز وتميّز في قيادة قسم الكشافة (جمعية الفتيان) فكان قائدا لدورية الشمال التي جمع فيها حوله عددا مهما من كوادر القسم أمثال: الشاذلي باشا ـ علي الطالبي ـ المنصف الشريف ـ عامر العويتي ـ محمد حبيش ـ عبد الرحمان اللومي ـ محمد الكريمي ـ الطيب المعروفي ـ أحمد السنوسي ـ البشير الغزالي ـ عزوزي كريم ـ أحمد بوغنيم ـ أحمد بنمنصور ـ فتح الدين البود الي ـ حمادي بن تركية ـ عبد السلام الجديدي ـ حسن الفرشيشي ـ حسّان الصائجي ـ حمّادي الدويري ـ محسن عنون ـ التيجاني محيسن ـ  عبد الوهاب بالساكر ـ الشريف الخماسي ـ المختار بن سعيد ـ المنصف بن غربية ـ  الشريف العلوش ـ لمين بوعلاق ـ المنصف الابسي ـ الهادي العيّاشي. وهو وان كان مشرفا بارزا في هذه المسؤولية فقد أوكلت إليه مسؤولية اضافية كملازم لقائد القسم الحبيب الفراتي. وفي سنة 1962 أوكلت إليه مسؤولية قيادة قسم الكشافة الذي شهد في فترته تطوّرا ملحوظا ونشاطا مميّزا خاصة في مجال الانتشار بالأحياء والمدارس وكذلك أنشطة التدريب والتكوين والنشر والتجارب العلمية والمذكرات الفنية وقد ساعده في ذلك كملازم: الشاذلي باشا وعضوية أحمد السنوسي وعلي الطالبي. وبالرغم من انتقال الفقيد لمواصلة الدراسة بفرنسا فإنّه بقي على العهد وسعى إلى بعث وحدات كشفية تونسية لأبناء عمّالنا بالخارج بفرنسا وأيضا محتفظا بمسؤولية عضوية المجلس الأعلى للمنظمة ويشارك بواسطتها في مختلف اللقاءات والندوات وحلقات التخطيط والإشراف على دورات التدريب عند الحاجة، حتى جاءت لوائح وقرارات مؤتمر المصير للحزب الحر الدستوري التونسي التي تنادي بالاشتراكية وبعث اتحاد الشباب الذي يضمّ الشباب الدستوري والكشافة التونسية والمصائف والجولات ـ ومصائف الشباب والشبيبة النسائية واتحاد الطلبة ـ والشباب السينمائي ـ ونوادي السينما. وإذا كان هذا الهيكل المفروض قد فشل فشلا ذريعا وأضاع للجمعيات المذكورة قيمتها وهيبتها وأهدافها ومبادئها فإنّ الفقيد أحمد شاطر لم يضعف ولم يفقد حماسه وتحمسه وآمن بالمستقبل الزاهر.. فشارك هو وعدد من كوادر الجمعية الكشفية ومنهم على المستوى الوطني عبد الله الزواغي.. زكرياء بن مصطفى ـ أحمد الشاوش ـ الشاذلي باشا ـ محمود بلحاج صالح وابراهيم منصور ومحمد رشاد الباجي والحبيب الفوراتي ورشيد رحومة. وعلى المستوى الجهوي وُجد محمد لمين بوعلاق ـ محمود الطريفي ـ الحبيب بن غربية ـ المنصف الشريف وعلي المؤدب ومحمد بلكاهية ـ محمد الصفاقسي ـ الطيب نويرة ـ نذير طريطر ـ عامر العويني ـ المازري دلدول ـ علي المدلل ـ محمد نجاح ـ محمد بنحميدة ـ عبد الحميد الأزرق ـ عبد السلام بنعيسى ـ البشير كمّون ـ عبد العزيز عياد ـ سالم العبيدي ـ عبد الباقي الأديب ـ منصور الحذيري ـ البشير الأحول ـ  الطيب المعروفي ـ أحمد بالساكر ـ رشيد اللومي للمحافظة على أهداف الجمعية وبقائها وكوّنوا لجنة تعمل في الخفاء بصفة مستمرّة ـ ومتواصلة وكان لهذه اللجنة دور كبير في المحافظة على أرشيف الجمعية ودفاترها وقوائمها. وجاء الوقت للجهر والوقوف بكل تصدّ لمحاولة طمس الحركة الكشفية وكان للفقيد دور كبير في اعداد ندوة كبرى حضرها أكثر من 400 اطار كشفي  بمدرسة ترشيح المعلمين بالمرسى وتفرّعت إلى عدّة لجان واختتمت بجلسة عامة أشرف عليها القائد عبد الله الزواغي بحضور السيد عبد العزيز لطيف كاتب الدولة للشباب والرياضة (آنذاك) ومحمد بن أحمد الكاتب العام لاتحاد الشباب وفي حماس وشجاعة وصراحة نادى الجميع بارجاع الذاتية للحركة الكشفية. وبالرغم من شدّة وحدّة المسؤولين الاثنين (الحكومي والحزبي) فقد وصلت اللوائح والنداءات والاقتراحات بطم طميمها إلى رئيس الحزب المرحوم الحبيب بوريبة (وكان للمرحوم دور كبير في ذلك) الشيء الذي جعل مؤتمر الحزب بالمنستير سنة 1970 يستجيب لتلك المطالب وارجاع الذاتية الى كل المنظمات والجمعيات… والتي مازالت لحدّ الآن تعاني من رواسب تلك الفترة «المؤلمة» وماشابهها من تسلّط وتسليط. وبعودة  الروح والانفاس إلى الجمعية الكشفية تحزم فقيدنا من جديد وسهر كعضو عامل في صلب القيادة العامة كمسؤول عن قسم التدريب ثم العلاقات الخارجية… وأصبح مختصا في اعداد وتنفيذ المؤتمرات الوطنية والجهوية كنجم ساطع يضيء بحماسه ووفائه وخبرته مسيرة الأنشطة الكشفية. وبعد تحمله لعضوية القيادة العامة مع القادة:  عبد الله الزواغي ـ ثم زكريا بن مصطفى ثم محمود رشاد الباجي وفي ظرف حاسم بين الحركة الكشفية والسلط العليا حول وجود تطرّف ديني داخل صفوف الوحدات الكشفية أخذ على عاتقه المسؤولية الأولى في القيادة العامة (قائدا عاما) وسهر على بعث أنفاس جديدة من التآلف والتآزر وابعاد الحركة عمّا يمسّ مبادئها وأهدافها. وهكذا ومن بداية 1988 إلى سنة 1993 توصّل المرحوم إلى وضع الحركة في مسارها الصحيح واشع بتجربته مغاربيا وعربيا وعالميا… حتى ترأس أكثر من دورة الاتحاد الكشفي المغاربي ثم اللجنة الكشفية العربية. واثر تعيينه من طرف السيد الرئيس قنصلا عاما بباريس واصل الفقيد نشر الحركة الكشفية بالخارج وبعث أفواجا كشفية لأبناء عمّالنا بالخارج تشارك سنويا في مخيّمات وطنية بتونس. وفي يوم 17 سبتمبر 2006 توفي الفقيد بمنزله اثر مرض عضال. دفن المرحوم بمثواه الأخير بمقبرة سيدي عبد العزيز بالمرسى بعد أن حمل جثمانه على أكتاف رفاق دربه الكشفي بحضور العديد من الكوادر الكشفية والإطارات العليا الكشفية والأمنية والحزبية. وإذا كان للفقيد عدد مهم من أوسمة الشغل والافتخار والشرف فإنّنا في هذا المجال نشير إلى الأوسمة الشبابية المتحصل عليها وهي: وسام الاستحقاق الكشفي ـ القلادة الكشفية العربية ـ وسام الاستحقاق الشبابي ـ وسام الجمهورية. رحم الله أحمد الشاطر وأسكنه فراديس جنانه و»إنّا لله وإنّا إليه راجعون».   المنصف الشريف   (المصدر: جريدة الشعــب (أسبوعية نقابية – تونس) الصادرة يوم 12 جانفي 2008)


يا شبيهي.. يا عـدوّي!

 
بقلم أولاد أحمد   ليستْ الكتابة حوالة بريدية يتسلّمها القارئ ثم يصرفها في اقرب مركز للبريد كما انها ليست صكا بنكيا يرسله الكاتب الى نفس القارئ على سبيل الرشوة، او الاستمالة، أو التشجيع على البخل بالشهادة انها انبل من ذلك.. بكثير:   إنّها رسالة. وكأي رسالة فإن كتابتها يجب ان تتم في تاريخ محدد وفي موضوع محدد والى قارئ محدد.. على ان يقرأها مستحسنا او مشمئزا على ان يحتفظ بها او يرميها في سلّة المهملات: وتلك كل حقوقه امام رسالة تصله دون ان يطالب بأن ترسل اليه لا أتكلّم، هنا عن الرسائل التي يتمّ ارسالها من داخل السجون والمعتقلات، حيث يكون الحراس بالمرصاد لكلّ معلومة تحاول ان تصنع لنفسها اجنحة وتحلق خارج جدران السجن. كما انني لا اتكلّم عن الرسائل المكتوبة على عجل «أخذا بالخاطر» و»ردّا على شكر بشكر» و»على عزاء بعزاء»ولا على تلك التي لا يمكن كتابتها الاّ بما تفترضه المطبوعات الادارية من دقة ووضوح محددين سلفا. أتكلم عن الكتابة باعتبارها رسالة. أتكلّم عن الرسالة باعتبارها كتابة أتكلّم عن المرسل الذي صار مرسلا اليه أتكلم عن المرسل اليه الذي صار مرسلا بالضبط : أتكلم  عن انقراض وموت تلك العلاقة  المأساوية التي ظلت قرونا طويلة، تفترض وجود سيد هو الكاتب ووجود عبد هو القارئ. لقد أمكن لي الاطلاع عبر الصحف والانترنات وعبر الرسائل ايضا على قراء عديدين موفوري الصحة والعافية يشتكون من كتابهم المفضلين لكونهم لم يعودوا قادرين على تلبية حاجياتهم الاجتماعية او الثقافية او السياسية، كما انهم لم يعودوا قادرين على اعلائهم ولو بمعدل درجة واحدة في سلّم الخيال الطموح. والغريب ان تظلم هؤلاء القراء من كتّابهم المفضلين يتمّ بلغة راقية، أي بكتابة راقية، الامر الذي يجعلهم كتابا فيما هم لا يزالون يتصوّرون انّهم مجرد قراء! ـ «أيها القارئ: يا شبيهي! يا عدوّي!» هكذا كان الشاعر الفرنسي شارل بودلير يخاطب قراءه في اواخر القرن التاسع عشر… وهو يعاني من هجمات الرقابة الشرسة على نبوغه الشعري والنثري والنقدي… في آن. ما يجدر التنبيه له، في هذا الخطاب، هو اهتداءُ بودلير الى معادلة حسابية تسوّي بين الكتابة والقراءة تماما. فلم لا يكفّ القارئ عن اعتبار الكاتب نبيا قادرا على تخليصه من ازماته الوجودية.. والاجتماعية؟! بمعنى آخر: لم لا يكفّ القارئ عن هذا التفكير السبحاني.. وينصر الكاتب بقوله : ـ أنا قارئ: أنا كاتب أيضا.   (المصدر: جريدة الشعــب (أسبوعية نقابية – تونس) الصادرة يوم 12 جانفي 2008)


بين باجة وماطر   سيتم خلال شهر فيفري القادم اعادة فتح الخط الحديدي الرابط بين باجة ومدينة ماطر من ولاية بنزرت بعد استكمال اشغال تهيئته التي تتم حاليا انجازها باستثمارات تقدر بـ 3 ملايين و563 الف دينار. وستمكن اعادة فتح الخط الذي يرجع تاريخ انجازه الى سنة 1912 ويمتد على طول 54 كلم من دعم الحركية الاقتصادية للجهة باعتباره سيربطها بميناء بنزرت.   وقد كان مدى تقدم اشغال تهيئة هذا الخط ومختلف المشاريع الكبرى التي تقوم بها الشركة الوطنية للسكك الحديدية في ولاية باجة منذ ذلك إنطلاق مشروع بناء المقر الجديد للادارة الجهوية للنقل باستثمارات تقدر بـ 627 الف دينار.   (المصدر: جريدة الشعــب (أسبوعية نقابية – تونس) الصادرة يوم 12 جانفي 2008)


في برنامج هذا أنا: لطفي العبدلي وعُقدة الأب

 
تابعت بمحض الصدفة الحلقة التي استضاف فيها علاء الشابي الممثل التونسي لطفي العبدلي ضمن برنامجه «هذا أنا» الذي يبث على الفضائية حنبعل، حيث حاول المنشط سبر أغوار شخصية ضيفه وابراز أهم ملامحه للجمهور المتابع لبرنامجه، وأعتقد ان علاء الشابي قد نجح بنسبة كبيرة في مهمته تلك رغم بساطة أسئلته ورغم محاولات استفزاز لطفي العبدلي إما باللغة او بالمواقف او من خلال مواجهته بالمخرج علي العبيدي عبر الهاتف…   ضمن برنامج «هذا أنا» اكتشفت ان ذهنية التصنيف الايديولوجي  مستفحلة لدينا بشكل مُريب وسخيف في آن واحد، فكيف نفسر قول علاء الشابي إن الممثل لطفي العبدلي اختار جماعته ليعمل معهم؟ وكأن الابداع مقسم تقسيما ايديولوجيا فجا، وما على المثقف أو المبدع الذي يستضيفه علاء الشابي الا أن يكون منتصرا لشق على حساب شق ثان!!! بالمقابل، بدا لي لطفي العبدلي محاورا ذكيا  معتدا بذاته وبتجربته وله قدرة على الاقناع رغم بعض المبالغات التي وقع فيها…  شخصيا انتصرت للطفي العبدلي كممثل وكشاب من ابناء هذا الجيل… انتصرت له لانه عرف كيف يتعامل مع ما يسمى «بعقدة الأب» إذا لم  ينبطح للمخرج النوري بوزيد ولمدرسته وبالمقابل لم ينكر فضله عليه، كما انه كان على وعي  شديد بأهمية كل عنصر في العمل السينمائي سواء  الممثل او المخرج او التقني او المشاهد… لطفي العبدلي انتصر لأبناء جيله ولذاته لا بمنطق صراع الاجيال وانما بمنطق العمل والمردودية وبجدلية الفعل واللافعل… بمنطق الاضافة او عدمها… لم يكن مغرورا مثلما حاول علاء الشابي ان يظهره  لنا … حاول ان يقزّم مشاركات العبدلي في الخارج فلم ينجح… وحاول ان يضخّم وجوده في المشهد التونسي فلم يجد الا مبدعا تدرب على موضعة نفسه في المكان الذي  يستحقه لا من خلال اسمه او اسم من عمل معهم فقط بل من خلال عمله وأدائه… لطفي العبدلي ضمن برنامج «هذا أنا» أكد ان المبدع الحقيقي هو الذي يقنع من خلال عمله ومن خلال تقييم عمله في نفس الوقت… وهو الذي يفرض احترامه بما يحمل داخله لا بما يسعى لتركيبه عنوة وغصبا مثلما نجد ذلك لدى اغلب ممثلين وفنانين حيث الأداء في واد والمواقف في واد ثان…   ناجي الخشناوي   (المصدر: جريدة الشعــب (أسبوعية نقابية – تونس) الصادرة يوم 12 جانفي 2008)

ليبيا تستعد لزيارة رايس بتنويع الشركاء الدوليين

 
تونس – رشيد خشانة   « ستُبصِـر السنة الحالية انعطافا غير مسبوق في العلاقات الأمريكية – الليبية، يجعل منا شريكا كاملا للولايات المتحدة في إفريقيا ». هكذا توقّـع مسؤول ليبي، رفض الكشف عن هويته، مستقبل العلاقات الثنائية في الأمد المتوسط.   واستدل المسؤول بمحطّـتين مهمّـتين، هما زيارة وزير الخارجية الليبي عبد الرحمان شلقم الأخيرة لواشنطن (وكان أول وزير خارجية عربي يدخل مكتب كوندوليزا رايس بعد حلول العام الجديد، وأول وزير خارجية ليبي تطَـأ أقدامه مبنى الخارجية الأمريكية منذ سنة 1972)، والزيارة المرتقبة التي ستؤديها رايس لطرابلس في غضون الأشهر المقبلة.    وكان العقيد القذافي جعل من عام 2007 سنة أوروبا، بجولته المثيرة للجدل، إلى كل من البرتغال وفرنسا وإسبانيا، وإلغائه زيارة كانت مُبَـرمجة لإيطاليا في سِـياق الجولة نفسها، وبدا أنه يُـراهن على دور أوروبي مُـتنامٍ في مواجهة سيطرة السياسة القطبية الأحادية على العالم، غير أن حواراته، وخاصة لقاءه مع سياسيين ومثقفين فرنسيين في باريس، أظهرت أنه يستهين بقوة أوروبا ويُدرك مكامِـن الضعف فيها.    وأكد المسؤول الليبي، الذي تحدث لسويس إنفو، أن القذافي يتطلّـع إلى « شراكة فاعلة » مع أمريكا في القارة الإفريقية، تستند على توزيع أدوار تُـقِـر بدور واشنطن التي تسعى لتطويق الانتشار الصيني في القارة، مقابل إقرار أمريكا بدور ليبيا الإقليمي.    وكان هذا التقاسم مِـحور المحادثات التي أجراها مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية جون نيغروبونتي في ليبيا في الربيع الماضي، ورافقه خلالها وفد ضمّ غينادي فريزر، مساعدة الوزيرة للشؤون الإفريقية ونائب مساعد الوزيرة لشؤون الشرق الأدنى.   شراكة إستراتيجية كاملة   وكشفت آنذاك صحيفة «الشرق الأوسط»، استنادا إلى ما وصفته بـ « مصادر ليبية وعربية مسؤولة »، أن ليبيا تسعى إلى شراكة إستراتيجية كاملة مع إدارة الرئيس بوش، بما في ذلك توقيع عقود تسليح لتزويد الجيش الليبي بمعدّات وأجهزة عسكرية تقنية متطورة، مشيرة إلى أن ليبيا تريد الحصول على تعهد رسمي ضمن اتفاقية عسكرية مشتركة، تضمن فيها الولايات المتحدة أمن الأراضي الليبية وسلامتها في حال تعرّضها لأي هجوم خارجي.    غير أن مصدرا ليبيا أوضح أن العلاقات تجاوزت ذلك المستوى بعد موافقة الحكومة الليبية على إقامة « قاعدة لوجستية أمريكية في جنوب البلاد، في إطار الحملة المشتركة لمكافحة الإرهاب ».   وبرهنت الرسائل، التي وجهها بوش إلى القذافي في مناسبات عدّة خلال العام الماضي، رغبة واشنطن في إقامة هذا النوع من الشراكة، إذ عبّـر الرئيس الأمريكي في رسالته بمناسبة عيد الأضحى، على سبيل المثال، عن رغبته « في العمل معا لتحقيق الحرية والسلام في كافة أقطار العالم ».   وستشكل زيارة رايس لليبيا، التي تم الإعداد لها نقلة في العلاقات الثنائية بوصفها أرفع مسؤول أمريكي يزور البلد بعد التطبيع الكامل للعلاقات الثنائية في سنة 2006 ورفع التمثيل الأمريكي في طرابلس إلى مستوى السفارة.   وكانت العلاقات الدبلوماسية، التي قُطعت بصورة كاملة عام 1981، استُؤنفت عام 2004، ولذلك، تذكِّـر واشنطن ليبيا باستمرار بوصفها مثالا يحتذى به على صعيد نزع السلاح، وفُـتح قسم للمصالح الأمريكية في طرابلس في الثامن من فبراير 2004، قبل أن يتحول إلى « مكتب اتصال » في 28 يونيو من السنة نفسها.   وفى سبتمبر 2004، رفعت الولايات المتحدة العقوبات الاقتصادية على ليبيا، وسمى بوش في 11 مايو الماضي جين كريتز، (الذي كان يشغل منصب نائب رئيس البعثة في السفارة الأمريكية في تل أبيب)، سفيرا في ليبيا للمرة الأولى منذ 35 عاما، على رغم الصعوبات التي واجهها للحصول على موافقة الكونغرس على هذا التعيين.   مكاسب اقتصادية   وحصدت الولايات المتحدة مكاسِـب اقتصادية هامة من فتح هذه الصفحة الجديدة، إذ وقعت عدّة شركات أمريكية عقودا للتنقيب عن النفط واستخراجه في ليبيا.   كما سمح رفع العقوبات الأمريكية بعودة المجموعات النفطية الأمريكية، وخاصة أوكسيدنتال وشيفرون وأميرادا هيس، بقوة إلى ليبيا. ويتهافت الأمريكيون على سوق النفط الليبية، محاولين التعويض عن الوقت الضائع الذي استثمرته الشركات الأوروبية والآسيوية المنافسة.   وتم طبخ هذا الانعطاف خلال زيارات موفدين أمريكيين كُثر إلى ليبيا، بمن فيهم السيناتور الجمهوري ريتشارد لوغر، الذي يرأس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب، وكذلك لقاء شلقم – رايس على هامش مشاركتهما في مداولات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، والذي قيل أنهما ناقشا خلاله « تعزيز العلاقات الدبلوماسية »، واجتماعهما الأخير مطلع السنة الجارية.   هل يعني هذا الاندفاع للتطبيع مع ليبيا، تناسي أمريكا تعهداتها في شأن الدفاع عن حقوق الإنسان والتزام بوش الإبن في خطاب شهير بمكافحة الأنظمة المستبدّة في العالم الثالث، لأنها من أهم البواعث على انتشار التشدد والإرهاب؟   في رأي مصادر أمريكية، أن واشنطن « ثابتة على تعهّـداتها » فهي تدعم بقوة خطة الإصلاحات الاقتصادية، التي قالت السلطات الليبية، إنها باشرت تنفيذها لإخراج الاقتصاد من حالة الترهّـل، وهي تشجِّـع عَـلنا الإصلاحات السياسية، التي قال نجل الرئيس الليبي سيف الإسلام القذافي، إنه يسعى لإدخالها على نظام الحكم « الجماهيري »، الذي أرساه والده في سنة 1977 بموجب وثيقة « قيام سلطة الشعب »، وخاصة الدعوة إلى سَـن دستور والفصل بين السلطات وإقامة محكمة عليا مستقلة.   لكن أمريكا لا تعارض، مثلما هو واضح، مسار التوريث (الذي لا يمكن تصوّره في بلد مثل أمريكا نفسها أو أوروبا)، وهي لا تعترض على نظام الحزب الواحد الذي تُجسِّـده « اللجان الثورية » ولا تنتقد اضطهاد المعارضين السياسيين والنشطاء في الداخل، ومن ضمنهم الصحفي ضيف الغزال، الذي اغتالته الميليشيات بسبب جسارة المقالات التي كان يكتبها ويبثها على شبكة الإنترنت.   براغماتية   وتكشف عناوين المحادثات بين شلقم ورايس، أن المنطق البراغماتي هو الذي بات طاغيا على العلاقات الثنائية. فطرابلس تطلب من واشنطن مساعدتها في الحصول على التكنولوجيا النووية السِـلمية وعلى السلاح الحديث لجيشها، بالإضافة للقبول بدورها في إفريقيا، فيما يأمل الأمريكيون في الحصول على حصّـة هامة من العقود النفطية والصّـفقات التجارية الليبية.   وبدا إمساك واشنطن عن الاعتراض على تولي ليبيا رئاسة مجلس الأمن خلال الشهر الجاري، تجسيدا واضحا لهذا النمط الجديد من العلاقات.   أما الثمن الآخر الذي يسعى الجانب الليبي لتحصيله، فهو تبرئَـته الكاملة من دماء ضحايا « لوكربي »، بمناسبة معاودة محاكمة المتّـهم الليبي الرئيسي في القضية عبد الباسط المقرحي، الذي يقضي عقوبة المؤبد في أحد سجون غلاسكو الاسكتلندية.   وستنظر محكمة اسكوتلندية يوم 26 فبراير المقبل في الملف مجدّدا، ويُرجّـح بعدها تسليمه لسلطات بلده في ضوء اتفاقية قضائية تم توقيعها مؤخرا بين ليبيا وبريطانيا، تقضي بتبادل تسليم المحكومين كي يتمكّـنوا من تمضية باقي العقوبة في بلادهم.   والأرجُـح، أن معاودة المحاكمة هي ثمرة مقايضة ليبية – أمريكية – بريطانية لطي الملف، بالاعتماد على وثائق، قال المقرحي في تصريحات أدلى بها أخيرا إلى صحيفة « القدس العربي » (تصدر في لندن)، إن المحكمة لم تنظر فيها أبدا.   وقال المحامي الجزائري سعد جبار للصحيفة نفسها، إن « الحكومة الليبية مارست ضغوطا كبيرة على بريطانيا لإعادة محاكمته أو تسفيره إلى بلاده، بما في ذلك تجميد كثير من الاتفاقات التجارية (بين لندن وطرابلس) ».   أوراق أوروبية وروسية   لكن الثابت، أن القذافي لا يريد وضع كل بيضه في السلة الأمريكية، إذ أنه حريص على تطوير العلاقات مع أوروبا، على رغم انتقاداته لضعفها، وكذلك مع روسيا.   وأظهرت المحادثات الجارية مع الروس، بعيدا عن الأضواء، والقمة المتوقعة بين القذافي وبوتين، أن خط موسكو – طرابلس لم تنته صلاحيته، وكان لافتا أن وزير الخارجية الروسي سيرغاي لافروف زار طرابلس بعد أسبوع واحد من عودة القذافي من جولته الأوروبية وأجرى محادثات مع مسؤولين ليبيين، دارت حول ثلاثة محاور، هي الحصول على الطاقة النووية السِّـلمية وصفقات التسليح وشطب الديون الليبية لدى روسيا، إضافة لإشراك مجموعات روسية في صفقات مشاريع البنية الأساسية الليبية، ومعلوم أن مجموعة « غازبروم » الروسية، من أهم المتنافسين على مشاريع الطاقة في ليبيا.   وتوقَّـف مراقبون عند تصريحات الوزير شلقم في ختام زيارة القذافي لباريس، والتي قال فيها « تحملنا الانتقادات والحملات الفرنسية، لكن عليهم أن يفهموا أننا لسنا مُـضطرين لقبولها. ليبيا لا تحتاج إلى محطتهم النووية ولا لقاذفاتهم (من طراز رافال)، يمكننا الحصول على ما هو أفضل من مكان آخر ». ودلّ ذلك التصريح على أن ليبيا تُـلوح بورقة الصفقات في وجه كل من يفتح ملف الإصلاحات السياسية أو موضوع الحريات وحقوق الإنسان في الداخل، وهو التكتيك الذي أعطى أكله في مدريد، بعدما « اتعظ » الإسبان من الدرس الفرنسي.   بهذا المعنى، يسعى القذافي لتنويع الشركاء لتحسين قدرته على المناورة، خاصة أن ارتفاع مداخيل النفط، رفع الاحتياطي الليبي إلى 70 مليار دولار، فيما زادت إيرادات البلد من المحروقات في سنة 2007 إلى 45 مليار دولار، مما نشط شهية الدول الكبرى.   غير أن العقبة التي تعطل تسريع الشراكة الروسية – الليبية، هي استكمال تسوية ملف الديون السوفييتية المستحقّـة على ليبيا.   وفي هذا المضمار، جرت جولة محادثات مهمّـة بين الجانبين في ديسمبر الماضي، وتابع لافروف المباحثات في زيارته الأخيرة لطرابلس، لكن الطرفين لا زالا متكتّـمين على حجم الديون.   وكشفت الميزانية الفدرالية الروسية لسنة 2007، أن حجم ديون روسيا المستحقة على ليبيا يبلغ 5.3 مليار دولار.   والأرجح، أن تحديد موعد القمة الروسية – الليبية مرتبط بالوصول إلى تسوية لهذا الملف، ومن غير المستبعد أن تتم القمة في وقت متقارب مع زيارة رايس لليبيا، كي يؤكد القذافي لمحاوريه الأمريكيين أن الأوراق التي بين يديه كثيرة.   (المصدر: موقع سويس إنفو (سويسرا) بتاريخ 20 جانفي 2008)

متى ينصت الحكام  الى الفلاسفة؟

 
زهير الخويلدي « ينبغي أن تظهر عبقرية الفيلسوف في ميزة أخرى غير التي تجعله غامضا ومبهما في نظر معظم الناس »  جورج غسدورف مللنا من  انتظار قدوم الفيلسوف ومن طرح سؤال هل يوجد لدينا فلاسفة الآن أحياء في حضارة اقرأ ؟ وثرنا على من لا يعترف بقيمة هؤلاء المشتغلين بالفلسفة والقضايا الفكرية والمتناثرين في كل الدول العربية واللاجئين في العواصم الغربية والذين يمارسون التنظير المعرفي والتحليل العلمي للواقع ويمتلكون رؤى مستقبلية فذة )مثل حسنين هيكل وعزمي بشارة وسمير أمين وعابد الجابري وحسن حنفي وأركون وبرهان غليون والمسيري (. ولكن ما أحوجنا الى إعادة طرح السؤال وتدقيق الصياغة حتى تكون أكثر دلالة ويكون الطرح وجيها ومقبولا فنقول: كم يمتلك هؤلاء الفلاسفة من قراء وجمهور ومنتظرين متلهفين لكتاباتهم ومقالاتهم ومقابلاتهم التلفزية؟ الجواب الذي يعترضنا أن عدد قليل من القاعدة الاجتماعية العريضة هو فقط الذي يكترث بهم ويركز اهتمامه عليهم ويتابع ما ينتجون من معارف وما ينشرون من أفكار جديدة. ولذلك فان هؤلاء الفلاسفة العرب ليست لديهم شعبية تذكر وشهرتهم هي شهرة نخبوية لا غير والإجماع حولهم لم ينعقد وأحيانا يؤلفون الموسوعات ويكتبون المجلدات ويؤثثون المراكز ويملؤون الكراسي في الجامعات ويحالون على التقاعد ويتوفون دون أن يسمع بهم أحد ودون أن يكون ما كتبوه قد قرأ ونوقش على الملأ وبالتالي دون أن يستفيد مجتمعهم من حضورهم وحراكهم الفكري ودون أن تؤثر أفكارهم في عصرهم سلبا أو إيجابا وتهديما أو تأسيسا. وتوجد عدة أسباب وراء هذا التباعد والإهمال أولها النظرة الخاطئة التي يتعامل بها الرأي العام مع الفلسفة والمشتغلين بها وعدم مجازفة هؤلاء بصنع الرأي العام وتوجيهه نحو تقبل الأفكار الفلسفية ولفت انتباههم إليهم، السبب الثاني هو غياب روابط عضوية بين الفلاسفة وقضايا مجتمعاتهم وعدم تواجدهم في مؤسسات المجتمع المدني وغيابهم عن مراكز صنع القرار وخاصة الأحزاب والنقابات والجمعيات الحقوقية من أجل الإقناع والتأثير على المترددين  وتحقيق الإضافة النوعية في تلك المجالات،السبب الثالث هو انغماس هؤلاء العلماء في القضايا الفلسفية المجردة واعتناءهم ببحوثهم الأكاديمية وإيمانهم بأن الفلسفة حرفة وتخصص ينأى بنفسه عن الشأن العام مما يخلق جو من التصادم مع عدة أطراف ونفور عدة جهات ثقافية ودينية واقتصادية منهم. السبب الرابع وهو حاسم في رأيي وهو تعامل السلطات السياسية مع الفلسفة والفلاسفة بنوع من الإقصاء والتهميش والمنع والاحتقار وفي بعض الأحيان بنوع من التوظيف والاستغلال والاحتواء والاستقطاب وذلك لإرضاء السواد الأعظم الذي يعيش وفق ما يقوله الرأي بينما الفلسفة تأسست أصلا لمداهمة هذا الرأي والدعوة الى الارتفاع عنه نحو   التعقل والتبصر ثم لإرضاء فئة الفقهاء التي تركز عليها السلطة السياسية لإضفاء المشروعية على ممارساتها وللمحافظة على الإجماع والتأييد ونحن نعلم أن الفقهاء قد ناصبوا الفلسفة والفلاسفة العداء لأسباب نفسية مصلحية ترتبط بصراع القوى أكثر منها أسباب مبدئية وقيمية ترتبط بالحقيقة والثقافة. لكن الفلاسفة لن يصبحوا أبدا طائفة دينية كما يرى فولتير ولن تثير أفكارهم الحمية والحماس في عامة الناس لأنهم ببساطة ضد التهريج والتجييش ومع السيطرة على الانفعالات والأهواء بواسطة العقل والإرادة. ما ينبغي الإشارة إليه هنا هو التأكيد على القيمة النوعية لماهو موجود من مفكرين وعلماء وفلاسفة وكتاب ومثقفين وفنانين في الساحة العربية والإقرار بمستوى وعيهم التاريخي وحسهم النقدي العالي ورغبتهم الصادقة في التعامل مع قضايا أوطانهم والمساهمة في محاولات الإصلاح والتغيير ولعل ما ينشر في الصحف والمجلات والمواقع من كتابات ملتزمة هو خير دليل على نواياهم الحسنة وإقبالهم على الوجود دون تحفظ. بيد أن النوايا الحسنة لا تصنع مشاريع ولا تخرج شعوبا من حالة التردي لتنطلق بها الى حالة التحفز والحركية ولا تدافع عن الأوطان إذا لم تترجم الى تجارب عملية ملموسة،كما أن إفلاس المشاريع السياسية العربية بعد ذهاب الاستعمار وبروز دولة الاستقلال ودخول الشعوب في حالة من القنوط والعبث أدت الى تنامي الأصوليات بمختلف تمظهراتها الدينية والقومية والعلمانية والماركسية يعزز مدى حاجتنا اليوم الى الفلسفة والفلاسفة من أجل النقد والتفكيك والتظنن والارتياب والشك للتحرر من هذه الوثوقيات وإعادة الأمل للإنسان وتشجيع روح الاستثبات واردة الحياة لدى الناس.ألم يقل أفلاطون: » إن الانسانية ستصبح سعيدة إذا ما تفلسف الحكام وحكم الفلاسفة »؟                                               ما يعزز رأينا أن الفلسفة العربية منذ نشأتها كانت محترمة ومبجلة من طرف الحكام والساسة وأن الفلاسفة المسلمين كانوا من المقربين والذين يعد برأيهم في الأمور المصيرية لأوطانهم بل إن بعض الفلاسفة كانوا أصلا من عائلات حاكمة على غرار الكندي وابن رشد ومارسوا القضاء والتشريع الفقهي والإفتاء وحددوا نمط المعاملات بين الناس. ثم إن استشارة الفلاسفة ودخولهم لقصور الساسة أفضل بكثير من استشارة فئة التكنوقراطيين الذين لا يمتلكون بعد النظر وحصافة وقوة شكيمة ورباطة جأش الفلاسفة. علاوة على ذلك يمكن التأكيد على غياب التناقض بين الحكمة العملية والفقه السياسي كما بين أبو نصر الفارابي في كتابه إحصاء العلوم وأن التفلسف واجب شرعا،وبما أن الدين نصيحة وبما أنه وجد في التراث تقليد نصيحة الملوك فانه يجوز للفيلسوف أن يتدخل لتوجيه سياسات بلاده ولو من باب النصح والتذكرة،فمتى يفهم حكامنا ويوقرون الفلاسفة ويشركوهم في وضع سياسات مستقبلية لدولهم؟ ماهو مطلوب ليس تفلسف الحكام بأن يصبح الساسة فلاسفة وليس تحكم الفيلسوف بأن يسعى الفلاسفة للوصول الى الحكم فذلك جموح نحو السلطة وحب للهيمنة بل العودة الى الجذر المشترك الذي يجمع بين الاثنين أي الحكمة والحكم.فإذا كانت السياسة غير الحكيمة قد سببت الأمراض للحضارة والسقم للشعوب فان الحكمة السياسية هي القادرة على تسكين الأوجاع واستشراف الآتي،فلماذا لا نستدعي الفيلسوف بماهو طبيب الحضارة كما يقول نيتشه ونجعل الفلسفة هي التي تداوي ذلك السقم كما يقول ماركس؟ ما العيب في أن تكون الفلسفة هي منهج التغيير إذا ما أردنا التطوير ومواكبة العصر؟ فمتى ينصت الحكام للفلاسفة لنر أرسطو  يرافق الأسكندر المقدوني مجددا في ديارنا؟ * كاتب فلسفي


 

للحياة من بعد غزّة موت لا يرضاه الأعزّاء

 

قد لا يختلف إثنان في أنّ الغرب « المتفوّق » قد نجح نجاحا منقطع النّظير في جعل همومنا قطريّة وأولوياتنا معيشية وتطلّعاتنا كماليّة دنياويّة أرضيّة رخيصة. فنحن في بلادنا العربيّة وعالمنا الثالث نفتقر كثيرا إلى الرؤية الشاملة والنظرة البعيدة الفاحصة والفكرة الصائبة والخطّة المدروسة الحكيمة والتطبيق أو التنفيذ المحكم. ونحن في بلادنا أنانيون لا تستوقفنا إلاّ مشاكلنا القطريّة أو الجهويّة: فالتونسي، مثلي، لا يكتب إلاّ عن السجن وعن الفساد لأنّ حاكم تونس قد ولع أيّما ولع بهذين العنصرين حتّى لقد كدنا لا نرى في البلاد إلاّ صالحا سجينا أو فاسدا مرسلا. والآخر في الخرطوم لا يكتب – ربّما – إلاّ عن دارفور وجوبا وملكال وكادغلي، وعن السلم والحرب السودانين والوحدة والانفصال السودانيين وعمّا يقترفه « التماسيح » (وأهل السودان يعرفون ذلك) في الأسواق وفي مصارف العملة. وثالث في بيروت أو في البقاع قد لا يكتب إلاّ عن السّاسة والسياسة وعن التفجيرات والمتفجّرات والمفجّرين. وكثير منّا انتصبوا هنا وهناك يردّدون، بلا وعي، كلّ ما يُقال عن الإرهاب والإرهابيين دون أن يشيروا بإصبع مستقيم ناحيّة الإرهابي الحقّ، أو عن الإنسان وحقوقه دون أن يعرفوا مِن الآخر الذي حرّضهم على الموضوع مواصفات هذا الإنسان وماهية حقوقه « المشروعة » أو المتعارف عليها…

 

ولقد دعتني بقيّة إحساس بالآخر، نشّطها ما يجري لأمّهاتنا وأخواتنا وبناتنا وإخواننا وأطفالنا في فلسطين المحتلّة وخاصّة منها في قطاع غزّة الذي غزاه الأهل والأصدقاء بجهلهم وتخاذلهم وعدم رجاحة عقولهم، قبل أن يغزوهم الصهيوني بحقده وبغضه وصواريخه وطائراته ودبّاباته، إلى الحديث قليلا خارج الشأن التونسي راجيا من الله الثبات على الحقّ والحفظ من كيد الكائدين…

 

1 ) – إنّ ما يجري في فلسطين الآن وخاصّة في القطاع هي جريمة حرب تشترك فيها الإنسانيّة قاطبة ويتحمّل الوزر الأكبر من الجريمة الحكومة الفلسطينيّة المنقلبة على الشرعية حاميّة المفاوضات الفتحاويّة/الصهيومية، والشعوب العربيّة والشعوب الإسلاميّة قاطبة، وكلّ مسؤول غربي أقنع بقوّته الماديّة أو بقوّة السلاح بوجود أولويات في العالم قبل فلسطين والعراق وبلاد المسلمين المحتلّة. كما يتحمّل الوزر هيأة الأمم المتّحدة التي رضت لنفسها أن تكون مجرّد جهاز تنفيذي بسيط عامل لدى إدارة رعاة البقر من الأجلاف المحاربين لمعاني الأخوّة الإنسانيّة…  

 

2 ) – إنّه لمن الهوان وموت الماشي أن يتجللبب حكّام العرب بعار لم يبلغه صدربعل من قبل ولا غيره من المستسلمين، ونحن نراهم مجرّد نُدُلٍ أتقنوا بروتوكول الاستقبال لكلّ نطيحة ومترديّة ممّن جاؤوا يشهدونهم على « فسق » أهليهم… وسبحان الله كيف يقبل وماذا يقول غدا لربّه مَن رضي سماع تهمة لابن عشيرته تتردّد على مائدة أعدّها هو نفسه بمال قومه وجهده (ولقد رأيت بعينيّ حاكما « مرموقا » يعدّ الطعام بنفسه وبمعيّة زوجته لأذلاّء مجرمين ساقطين ولعوا بتقتيل أبنائنا واللعب بأشلائهم)، دون أن ينتفض أو يردّ الفعل… كيف رضي أن يأكل المجرمون مشوياته اللذيذة التي أعدّها ويأكل هو لحم أخيه المشوي دون تردّد يذكر…

 

3 ) – ليس من غير المسلمين مَن يُخلص الحبّ للمسلمين أو يرضى لهم التقدّم أو السلم الإجتماعية، وقد بدأت رحلتهم مع كراهيتنا من يوم خطّط اللعين بلفور لإيجاد هذا العضو وهذا الورم الخبيث في الجسم الإسلامي في فلسطين. وقد كبّلنا « المتقدّمون » بكبّالات لا نقوى على قطعها، ساعدهم على وضعها بأيدينا حكّامنا « النسوة »: فمن نطق كلمة الحقّ وُصف بالإرهابي وعوقب بغير حقّ وربّما نكّل به شرّ تنكيل، حتّى أخذ منّا الجبن مأخذه وظلّت حياتنا يُهدر جانب كبير منها في تخيّر الألفاظ « غير المستفزّة » لكاره الإرهابيين. ولكنّي وأنا أرى ما يجري في فلسطين من تقتيل على ضوء الكاشفات دون أن يتحرّك لهذا العالم ساكن، فلا يسعني إلاّ أن أصف كلّ مَن يرى هذه المشاهد وخاصّة من المسؤولين الغربيين الفاعلين وخاصّة منهم من غرس الصهاينة ودعم تواجدهم (وهم يرونها، وربّما ضحكوا حتّى استلقوا لموت رضيع أو صراخ أمّ ثكلى) باللاّإنساني وبالمنافق وبأنّه مجرم ضدّ العنصر البشري…

 

4 ) – لمّا تولّى السيد عمرو موسى وزير الخاجيّة المصرية الأسبق مهمّة الأمانة العامّة للجامعة العربيّة، استبشر الكثير من النّاس ورأوا فيه إمكانيّة إنعاش هذا الجهاز الخشبي. وقد كان نشطا في البداية، ولكنّه اليوم قد تمرّس فصار أمينا عامّا حقيقيا للجامعة العرب، تماما كرؤساء العرب، لا تحرّكه الأمور العاطفيّة الصغيرة المتمثّلة في حصار مليون ونصف من المسلمين العرب أو قتلهم أم خنق أطفالهم بقطع الكهرباء الميسّرة للتنفّس الاصطناعي، فتراه في هذه الظروف يحاول حلّ المشكلة اللبنانية التي خطّط لها « المتقدّمون » أن تكون مستديمة…

رجائي من السيد عمرو موسى أن يحفر في ذاكرته عساه يجد بقية نخوة وغيرة كانتا لديه قبل المهمّة العربّية، فيصرخ صرخة توقظ بعض – ربّما – من أذهلته الإنتاجات العربيّة المعروضة على النت (معذرة: توجد عشرات القنوات العربية التي تعرض بنات العرب للبيع جهارا نهارا)… عليه أن يتفرّغ الآن لغزّة ولا لشيء غير غزّة…

ولقد أنعشنا قليلا موقف السعودية وقيادتها من دعوة بوش إلى الحرب على أيران، فهل نراها تنتفض كذلك (وهي قلب الإسلام) للتعبير عن عدم رضاها عمّا يقترفه بنو صهيون في غزّة خصوصا وفي فلسطين عموما؟!… أرجو ذلك وأتمنّى أن يهبّ كلّ بما يقدر لنجدة إخواننا، فقد كان في قريش ما قبل الإسلام خمسة قرّروا كسر المقاطعة المفروضة على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فلمّا كان منهم ذلك العزم فعلت الأرضة فعلها بإذن ربّها « يا أيّها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبّت أقدامكم والذين كفروا فتعسا لهم وأضلّ أعمالهم« …

 

عبدالحميد العدّاسي، الدّانمارك.               

 

 


ما الذي يجري في غزة ؟

 
ليس من قبيل الصدفة إن تتزامن زيارة بوش للمنطقة والهجوم الممنهج على قطاع غزة .فكل متتبع لتصريحات بوش في تلك الزيارة وهو جنب إلى جنب مع رئيس وزراء الكيان الصهيوني والتي أكد فيها بكل وضوح على تصفية ما يسميه بالإرهاب في غزة يلاحظ مدى الانسجام والتوافق التاريخيين بين العدو الصهيوني وحليفه الاستراتيجي الامبريالية الأمريكية.فالعدو يعرف ما يقول في مرحلة بات الفلسطينيون فيها يتعرضون للتصفية من الداخل وبتحريض من الرجعية العربية و بتواطىء من العدو الصهيوني بالذات . فكيف يذبح أبناء شعبنا ويقتلون ويشردون ولا من مجيب؟ألهذا الحد استحكم فينا الأعداء فبتنا لا نغار ولا تأخذنا الحمية من اجل نصرة قضية فلسطين التي طالما سميناها القضية المركزية للأمة العربية ؟ هل استفرد بنا الأعداء قطرا قطرا  ليتمكنوا من إعادة السيطرة المطلقة التي أصبحت تنالوا من عقولنا ومن تقاليدنا في التضامن والتآزر فاغتصبوا عقولنا وبتنا بلا عاطفة حتى نسمع صوتنا للعالم بان يرفعوا المظلمة ؟ فحتى القطط تغاروا على بعضها في وقت الشدة والأزمات الطبيعية  فما بالك ونحن بشر ونشهد على الجريمة البشعة في وضح النهار ونحن نائمون  غارقون في أوحالنا اليومية وأحوالنا الذاتية ؟ فهلا فكرنا في إخوتنا قليلا وما يعانون من بطش الإرهاب الصهيوني الأمريكي في زمن إرهاب الدولة الأمريكية الصهيونية الرسمي ؟  والأخطر من ذلك والأدهى والأمر  نزعوا عنا حتى التضامن باسم الدين وباسم العروبة لكي لا نصبح حسب وجهة نظر الأعداء نساند في ما يسمونه زورا وبهتانا الإرهاب ؟ هل الذي يدافع عن قضية الاستقلال الوطني والتحرر من الاستيطان العنصري الصهيوني ومن الاستعمار الأمريكي هو الإرهابي  أم من يغتصب الأرض والحق ويعبث هلاكا  في الأرض ليفسد الحرث والنسل هو الأحق بان يوصف بشتى نعوت الإرهاب والجريمة  وهو الأجدر بان يحاكم لتتخلص البشرية من شره وعدوانه المتأصل فيه أصلا .؟ هل يفرق العدو الصهيوني بين رام الله وغزة ؟ هل يفرق العدو الصهيوني بين مقاتلي حماس ومقاتلي شهداء الأقصى ومقاتلي الجهاد الإسلامي ومقاتلي الجبهة الشعبية أو الديمقراطية؟ إن صواريخ العدو معدلة على ألا تفرق بين أي من الفلسطينيين الذين يقاومون الاحتلال ولا يقبلون بشروط التسوية المذلة والتي لا أفق لها غير ترك الباب للصهاينة يقتلون ويعربدون في غزة ورام الله . فماذا ستضيف المفاوضات التي يدعون إنها مفاوضات الحل النهائي إلى ما قدمته اتفاقيات مدريد وأوسلو و  واي رايفر وخارطة الطريق ليست علينا ببعيدة ؟ الإضافة الوحيدة الذي يبحث عليها العدو هو دفع الشعب للاقتتال الداخلي وهو ما يسميه الحل النهائي بالنسبة إليه للانقضاض على ما تبقى من الأرض ليقيم عليها مستوطناته التي بدأت ولم تنتهي .  فقد أصبح العدو أكثر من أي وقت مضى في مأمن  من حرب عربية باعتبار إن الأنظمة العربية هي التي باتت تنظر للسلام الاستراتيجي بدلا عنه بل وتقيم معه العلاقات الاقتصادية والتجارية  بحيث أصبح التطبيع هو السائد مقابل اللاشيء الوهمي الذي تبيعه الرجعية العربية في وسائل إعلامها من تضامن ودفاع عن الثوابت الفلسطينية . إن عجز النظام الرسمي العربي  وإفلاسه لم يعد خافيا على احد بل انه أصبح في ملعب العدو الذي يعد  حتى لعبته المفضلة ودوره في هذه اللعبة . ومن هذا المنطلق فان المقاومة لا بديل عنها غير المقاومة وهي مقاومة مشروعة ما بقي الاحتلال جاثما على الأرض العربية .ونقول للشرفاء الذين يتصدون بكل صمود للاحتلال إنكم تسقون الأرض بدمائكم الطاهرة الزكية وتستشهدون من اجلنا ومن اجل عزة الأمة وكرامتها فألف تحية إليكم أيها البررة أيها الكرام .
النفطي حولة : 20 جانفي 2008


القتل بالجملة
 
عبد اللطيف الفراتي (*)   33 قتيلا في ثلاثة أيام منهم عشرون بالتمام والكمال في يوم واحد.   تلك حصيلة اعتداءات إسرائيلية سابقة الإضمار تعتمد آلة قتل أعمى، وتستهدف غالبا مدنيين عزلا من شعب فلسطيني، كم عانى لا فقط من عسف إسرائيلي موصوف، بل من عسف عالمي، ومن مجتمع دولي أقل ما يقال فيه إنه ظالم. غير عادل ولا منصف ومن تجاهل عربي فاضح.   ولو تعرض أي شعب اليوم في هذه السنوات الأولى من القرن الواحد والعشرين التي تكاثر فيها الحديث عن القانون الدولي وما يفرضه المجتمع الدولي من معايير للمعاملة، وما يجري الحديث فيها عن حقوق الإنسان، وفي مقدمتها الحق في الحياة، لما قعدت الدنيا بعد قيامها.   ولكن للمرء أن يتساءل إن كان الشعب الفلسطيني خاصة، والفرد العربي عامة يستحق أن تذرف عليه دمعة، عندما يموت بمثل هذه الأعداد من الناس،؟ وإن كانت في العالم حقا معايير معتمدة لتقييم الأشياء بقيمتها الحقيقية عندما يهم الأمر الشعب الفلسطيني، المتعرض يوميا لعملية تقتيل جماعي، لا يحتمل مثيلا لها أي شعب، وتتم كل يوم دون أن تتحرك سواكن، عادة ما تذرف دموعا حرى لسقوط فرد واحد، في أماكن عديدة من العالم.   وإذ ليست هناك مبررات ولا ذرائع كافية أو حتى غير كافية لارتكاب مثل هذه الجرائم في حق شعب فلسطيني مسلوب الحقوق منذ ستين عاما بفعل مظلمة تاريخية لم يسبق لها مثيل تآمرت فيها القوى العالمية لسلب شعب كامل من حقوقه الأبسط في العيش على أرضه وتقرير مصيره، فإنه لا انقلاب يونيو الذي قامت به حماس ضد السلطة الشرعية الفلسطينية، ولا صواريخ الكاتيوشا العديمة الفاعلية، والمجانية الاستعمال، وذات الناتج العكسي، يمكن أن تكون سببا لا فقط في عملية التقتيل المنظمة، ولا حتى لعزل قطاع غزة وحصاره وتجويعه، وسد منافذ الدخول إليه والخروج منه.   على أن المؤلم من وراء كل هذا، أن هذه الأحداث تمر، وتتكرر، والعالم بما فيه « المتقدم » الذي يكاد يفزع لقتل ذبابة، لا يحرك ساكنا ولا يبدي مجرد رد فعل استنكاري، ولو حتى مبدئيا، فيما تبدو إدارة أمريكية غارقة للأذقان، في تأييد إسرائيل، إلى درجة تبدو معها وكأنها تابعة لها، متخلية عن مسؤولياتها الدولية كأعظم قوة سياسية عسكرية اقتصادية علمية في العالم، بل يبدو الأمر وكأن تل أبيب لا تتحرك إلا بضوء أخضر أمريكي، متناقض تمام التناقض، مع ما تدعو إليه واشنطن من إقامة الدولتين، وما تسعى إليه عبر تنظيم مؤتمر دولي في أنابوليس من إيجاد وطن للفلسطينيين، فيما كل ما تقوم به يبدو، وكأنه عرقلة لما تدعو إليه، أو ما تعلنه إدارة ليست في باب تناقضاتها الأولى، بل تبدو كل سياساتها مرتجلة لا تقوم لا على استراتيجية واضحة ذات أهداف محددة ولا حتى تكتيكات تسعى من ورائها لتحقيق مقاصد معينة إن مرحلية، أو طويلة المدى.   وإذ يموت كل يوم العشرات من الفلسطينيين، سواء بمبررات أو بدون مبررات، في ظل لامبالاة مفضوحة من العالم، فإن ذلك لم يعد أيضا يثير ردود فعل عربية، لا رسمية ولا شعبية، ويمر وكأنه لم يحصل شيء يستحق الاهتمام.   ويبدو ما يحصل هذه الأيام، وكأنه لا يعنينا كعرب، وكأنه يحصل في المريخ، أو لعله نبتون، فالمريخ قريب منا، نسبيا، فلا الجهات الرسمية العربية تحركت بنجاعة، والرئيس الأمريكي بوش في زيارة لبعضها هذه الأيام، ولا الشعوب عناها الأمر، وهي ترى التقتيل المنظم للأشقاء الفلسطينيين دون رادع لا عربي ولا دولي.   ولقد مرت فترات كانت الجماهير العربية تخرج فيها من المدارس والكليات والمصانع للتعبير عن احتجاجها واستنكارها، بمناسبة وبدون مناسبة، وهي تبدو اليوم وكأنها ملقحة مطعمة ضد الغضب والاحتجاج، وكأن ثورة غضب لا تسري في دمها كما كان الأمر قبلا، وليس في ذلك سر، فلقد كان هامش الحرية عند العرب أكبر، وكانت الحكومات أكثر التصاقا بأحاسيس شعوبها، وكانت لدى الشعوب العربية بالذات ثورة عارمة تعتمل في جنباتها، وتدفعها للتعبير عن مواقفها، أما اليوم وفي ظل مادية الحياة اليومية، والترف الذي تقوم عليه، فلم يعد شيء يحرك الأحاسيس، وهو ما لقي هوى في نفوس الحكام الذين لا يريدون أن يستعملوا شعوبهم كأدوات ضغط على العالم الذي لا يأبه لألمهم ما دام لا يتحول إلى علامات غضب شديد مدمر، ضد إسرائيل والولايات المتحدة والغرب.   ومن هنا فإن العالم العربي برسمييه وشعوبه يبدو اليوم وكأنه مشكل من أسود أو نمور بدون مخالب أو أنياب، لا يشعر أحد لا بغضبه المكبوت، ولا بمطامحه المشروعة، يموج دون زبد يرتفع على سطح أمواجه، فلا يثير أي شكل من أشكال التضامن ولا حتى الشفقة.   وفي الأثناء تواصل إسرائيل جرائمها بمباركة أمريكية « بوشية »، وبصمت مفضوح من القوى العالمية « المؤثرة »، وفي عدم مبالاة عربية رسمية وشعبية غير لائقة.   ولكن هل كل هذا مدعاة لليأس؟   أبدا، لنذكر أن القضية الجزائرية، قد وجدت في الجنرال ديغول، رجلا رجلا، استطاع أن يتحدى قوى الرجعة ويتقدم الصفوف ليحقق للجزائر استقلالها بعد كفاحها الطويل والمكلف.   لنذكر أن رابين مثل عرفات كانا من صنف الرجال الرجال، وهكذا جاءت أوسلو، تتويجا لكفاح فلسطيني مرير.   ولذلك فليس مستبعدا إيجاد رجل أو امرأة في إسرائيل أو الولايات المتحدة، وكلاهما مرشحان لقيادة نسائية جريئة، لإعادة المسار إلى طريقه.   وقبل هذا وبعده، لا بد من إعادة اللحمة الفلسطينية أولا، بتصفية مخلفات انقلاب يونيو، وآثاره المدمرة، وإعادة اللحمة العربية التي أنهكتها، وحولتها عن وجهتها مشكلة لبنان المصطنعة عربيا، ومشكلة العراق، المتناحرة، ومشاكل دارفور والصحراء الغربية وغيرها. وكل تلك مسؤوليات عربية قبل أن تكون دولية.   (*) كاتب من تونس   (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 20 جانفي 2008)


 

الاستعصاء الديموقراطي لدينا ما جعلنا نتأثّر بالإسلاميّة الإيرانية لا بتلك التركية

 
صالح بشير (*)   لماذا أخفقت التجربة التركية في أن تستوي مثالا في العالم الإسلامي، أو ربما كان من الأصح والأدق القول: لماذا أخفق العالم الإسلامي، وذلك العربي الذي يخصنا هنا في المقام الأول، في استدخال مقاربة حزب «العدالة والتنمية»، علما بأن ما نالته تلك المقاربة من نجاح، كان حريا به أن يلعب لصالحها، طريقَ تطور محتمل نحو حداثة لا تقطع مع الأصول، أو ما يُحسب أصولا، في منطقة ما انفكت تكابد ذلك الهاجس، سؤالا ملحا ومسعى مضنيا ومستعصيا، منذ فجر النهضة والإصلاح؟   إذ يبدو أن «العقل العربي» (إن أخذنا بهذا المصطلح الرديء، على ذيوعه، وقد يكون ذيوعه ناجما عن رداءته) قد أفلح في «استيعاب» «النتوء» التركي، ومعنى الاستيعاب هنا ومدلوله هو التبهيت والتحييد، أي نزع وإنكار كل دلالة مستجدة قد تنبئ عنها الانتخابات التركية الأخيرة، وفوز حزب العدالة والتنمية فيها وفي أعقابها بالرئاستين (الحكومة والجمهورية)، ورد كل ذلك إلى مألوف معهود لا يسائِل ولا يربك ما استقر وما استتب من اطمئنان إيديولوجي.   وهكذا، انبرى إسلاميون كثر يجزمون بأن الحزب التركي توأم لهم صنو، ينتمي إلى مجالهم انتماء لا فكاك منه، حتى أن زعيم أحد التنظيمات الإسلامية العربية، اكتسب سمعة اعتدال وصيت مرونة، وعدّ بين أقرانه الأقرب إلى الأخذ بالحداثة وبمبادئها، قد كتب، غِبّ الفوز التركي المذكور، جاحدا عن هذا الأخير كل جدّة وكل خصوصية، فكاد يجعل من حزب «العدالة والتنمية» فرعا لحركة «الإخوان المسلمين»، فإذا ما يبديه الحزب ذاك من تعلق بالعلمانية، مع أنه ورد صريحا على ألسنة قادته، وبالديموقراطية، ومن توق إلى الانتماء إلى الاتحاد الأوروبي وما إلى ذلك من مواقف معلومة لدى الإسلاميين الأتراك، لا تعدو أن تكون مما يقتضيه الصراع المرير، ضد مؤسسة عسكرية بديهي مدى جبروتها ومدى «علمانيتها» تطرّفا، من مناورات، أقوالا وأفعالا لا تنال من حقيقة «قناعاتهم». يكاد الكلام هذا ينسب إلى الإسلاميين الأتراك تهمة امتلاك «أجندة خفية»، تلك التي يبذلون قصارى الجهد في إعلان البراء منها…   هذا في حين رأى علمانيون عرب أن فوز حزب أردوغان، لا يقاس ولا يُدرك إلا بمعيار سعيه إلى علمانية كتلك التي يدينون بها (وهي لديهم غائمة في الغالب أو مبتسرة مفقّرة)، وأن الظاهرة التي يمثلها لا سبيل إلى تعليلها إلا بنجاعة العلمانية تلك ولا يمكنها، بحال من الأحوال، أن تُحسب للإسلام السياسي، ما يعني أن إنجاز حزب «العدالة والتنمية» التركي، لا يمكنه أن يُعزى، تأكدا أو احتمال انتكاس، إلا إلى نجاحه أو عدمه في الابتعاد عن منطلقاته الفكرية (الإسلامية) الأصلية أو المؤسسة.   وهكذا، صير، على الصعيد العربي، إلى استيعاب المستجدّ التركي، ضمن واقع الحرب الأهلية «الفكرية» الإيديولوجية الدائرة رحاها في منطقتنا على قدم وساق، وهي ككل حرب، فرز حاد لا يتسع إلى المواقع الوسطى، التي هي حيّز الحياة، سياسية كانت تلك الحياة أم سواها، تقوم على قدر من لبس لا على الحسم، على الترجيح لا على اليقين، على البحث عمّا يجمع (أصل معنى الاجتماع) لا على الإصرار على ما يميز ويقطع ويصرم. وبذلك حُيّد مفعول ذلك المستجد التركي وأُبطل، ولم يخلف نقاشا وسجالا كذينك اللذين بدا، لوهلة أولى، واعدا بهما، سعيا إلى سبر ممكناته واستكناه احتمالاته أفقا تاريخيا يعنينا، ومر علينا مرور الكرام. فأضعنا بذلك أبرز ما يميزه ويمثل فرادته، وما يُفترض أنه الإكسير الذي نسعى في طلبه منذ عصر النهضة: أنهى غربة الحداثة والديموقراطية الليبرالية بأن أسبغ عليهما شرعية إسلامية، أو أنه حاول ذلك ونال فيه نصيبا من النجاح لا يُنكر، متجاوزا بذلك ذلك التقابل، بل التناقض، الكؤود والمزمن في عالمنا: إما هذا وإما ذاك، إما الإسلام وإما الحداثة، ضدان لا يلتقيان إلا على سبيل التلفيق الفج في أفضل حالاته، أو غير النزيه في الغالب.   لماذا يجد ذلك المستجدّ التركي عسرا في النفاذ إلى وعي «نخبنا»، يسائله ويحرك ركوده؟ ربما وُجد لذلك تفسير أولي، هو المتمثل في أن «نخبنا» محافظة في العمق، يصح ذلك حتى على ما كان من أوساطها «ثوريا» أو زعم ذلك. هي محافظة بمعنى أنها لا تحب طرح الأسئلة، ولا تحب من المستجدات ما يؤدي إلى طرح أسئلة وإلى «استفزاز» ما هو مستتب مستقر من «قناعات» أو من إجابات قاطعة، تبقى هي الأصل، يُردّ إليه كل شيء، بما في ذلك، بل خصوصا، ما استجدّ، يُلفظ على نحو سافر، أو تجري مداورته ليعاد إدراجه في ما هو دارج مألوف، سواء كان ذلك الدارج المألوف إسلامويا أم علمانويا.   بطبيعة الحال لا نعني بالمحافظة مدلولها المعتاد في الحياة السياسية الغربية على سبيل المثال، القائم على الأخذ بهواجس قيمية دون نبذ الديموقراطية ولا فكرة التقدم، فمن هذه الزاوية، يُعدّ «العدالة والتنمية» حزبا محافظا وهو كثيرا ما يعرّف نفسه بأنه «محافظ»، إلا أنه، من وجه آخر، يخالف تلك الصفة لأنه تجاوز، من حيث الأداء، ما يُفترض أن هويته الإيديولوجية الأصلية تبرمجه لفعله وللقيام به.   ولعل ذلك ما يفسر أن حظوته لدينا ظلت متدنية قياسا إلى تلك التي حازت عليها تجربة سياسية إسلامية أخرى بارزة، هي التي تمثلت في «الثورة الإيرانية»، تلك التي كان لها صداها المعلوم، واستوت أنموذجا مؤسسا للإسلام السياسي في صيغته المعاصرة حتى لدى من يناصبون «الروافض» عداء قاتلا. وجه المحافظة في تلك الثورة، والذي جعلها أنموذجا أخاذا يستهوي، لا يتمثل في تزمتها الأخلاقي والاجتماعي ومنافاتها للديموقراطية تستعيض عنها بنظام حكم «أصيل»، بل في أنها تستعيد في خطابها إرثا احتجاجيا درجت عليه أجيال من «المناضلين» والحركات السياسية، على اختلاف مشاربها، في المنطقة، فكانت بذلك استئنافا لخطاب مألوف، كان لها، فوق ذلك، فضل الانتقال به من طور القول والتمني إلى طور الإنجاز: حشد الجماهير في ثورة شعبية، مجابهة الإمبريالية والصهيونية، قلب نظام حكم «عميل»… الخ. فلم تفعل بذلك غير تديين أو أسلمة ثقافة احتجاجية، كانت قبل ذلك راسخة مستشرية بين «النخب»، ولعل ذلك ما يفسر أن يساريين وقوميين كثراً، لم يجدوا كبيرا عناء في الانتقال من ماركسية أو من قومية أخذوا بها عقودا إلى موالاة الثورة الإيرانية، حيث لم يكلفهم الأمر، سوى استبدال مفردات بأخرى، تعبر عن نفس العاطفة الجياشة: فحل الكادحون محل «المستضعفون» محل «الكادحين» و«الاستكبار» محل «الإمبريالية» و«الشيطان الأكبر» محل «أميركا عدوة الشعوب» و«الجهاد» محل «النضال» وهلمّ جرا.   وذلك ليس حال التحول التركي، لأنه أنموذج يتطلب الأخذ به جهدا ويستلزم مساءلة المألوف لا تأكيده. حتى إسلاميته، أو انتسابه إلى الإسلام لا يشفعان له في ذلك الصدد. إذ لا يمكن استيعابه وإعادته، إعادة كسولة، إلى ذلك الجذع الراسخ من احتجاجٍ ومن قطيعةٍ ومن ضغينة حيال الذات أو بعضها المتمثل في الآخر الحميم، ناهيك عن العالم الخارجي. إنه أنموذج يفترض مراجعة الذات ومساءلتها، وإخضاعها إلى تحول فكري عميق، سعيا إلى تمثل الديموقراطية «ثقافة» لا شعارا وإلى سبل الإندراج في الواقع لا الاكتفاء برفضه، رفضا عنيفا مبرما، وعقيما بسبب ذلك.   إذ يبدو أن العامل الفاعل الحاسم في إقبالنا أو في إدبارنا على هذا النموذج أو ذاك، إنما هو الاستعصاء الديموقراطي المتمكّن عميقا في منطقتنا ولدى «نخبنا»، وهو الذي يتوسل الإيديولوجيات ويصطنعها وقد لا تكون هي مجترحته، حتى ما كان منها إسلامويا.   (*) كاتب تونسي مقيم بإيطاليا   (المصدر: ملحق « تيارات » بصحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 20 جانفي 2008)

الفكر السياسي والإصلاح: التجربتان العثمانية والإيرانية

 
عمر كوش (*)       ينطلق مهند مبيضين، في كتابه «الفكر السياسي الإسلامي والإصلاح» (الدار العربية للعام، بيروت، 2008)، من فرضية تفيد أن العرب لم يأنسوا الطاعة طيلة العصر العثماني، فحاولوا الحدّ من الاستبداد ومقاومته منذ بدايته، واستمروا في ذلك طيلة القرنين السابع عشر والثامن عشر مع تنامي الوعي بالهوية العربية، وبالتالي فإن انفتاح العرب على الغرب بعد حملة نابليون لم يكن بداية الإفاقة أو ما عُرف بـ «اليقظة العربية»، كما تذهب بعض الدراسات، بل مثّل استجابة لتحدي المواجهة. وفي الفترة نفسها التي عاشها العرب في ظل الاستبداد إبان العشرية الأخيرة من العهد العثماني كان في إيران رفض للاستبداد القاجاري، لذلك فإن البحث يدور حول التجربتين: العربية في ظل الحكم العثماني والإيرانية في العهد القاجاري.   ويتجه المؤلف إلى السؤال عن الكيفية التي جرى وفقها التفكير في تقييد الاستبداد، والانفراد في الحكم، وعن المآل الذي آلت إليه أحوال العرب، إذ باتوا اليوم مجرد كتلة هامدة خارجة عن التاريخ. فيما يجري البحث عن لحظات مفارقة، جسّدها لامعون في معركة مغالبة الاستبداد وتصحيح النظر عند السلطة من أجل رؤية عادلة لمصائر الشعوب، وهؤلاء اللامعون لم يفقدهم المجال الفكري والسياسي، العربي والإسلامي، بل ظلوا يمثلون حلقات مستمرة من عصر إلى عصر، ولكن المؤلف يشكو من غيبتهم عن دارسي عصر النهضة في حقبة رمادية امتدت من العام 1516 وحتى وصول الغازي الفرنسي نابليون بونابرت إلى مصر مبشراً بالحرية ومجالس الحكم عام 1798.   ويبدأ المؤلف من لحظة تعود إلى القرن السادس عشر، هي اللحظة التي وجه فيها ابن علوان نصيحة مكتوبة إلى السلطان سليم الأول، دعاه فيها إلى رفع الظلم، ومذكراً إياه بمسؤوليته تجاه رعيته. ويرى أن النقد الذي وجهه ابن علوان لأحوال عصره لم يكن مستتراً وبعيداً عن مرأى السلطة العثمانية، بل استمر في العديد من المؤلفات التي تحوي أشعاراً ناقدة للحياة. وبقي النقد لسياسات العثمانيين مستمراً في القرن السابع عشر الميلادي حتى في الأناضول والبلقان، متخذاً شكل النصح المماثل لنموذج ابن علوان الحموي، حيث تؤيد مصادر التراث العربي – الإسلامي أن دفع الظلم كان سؤالاً ماثلاً، وأن المعارضة والمقارعة وجدتا صياغاتهما في مواقف مختلفة، ويؤكد ذلك رفض علماء دمشق البقاء على الحياد عندما كثرت الشكاوى ضد العسكر وتمردهم وبطشهم، فواجهوا الوالي العثماني أسعد باشا بالنقد الشديد، فما كان من الأخير سوى أن طلب منهم استلام إدارة المدينة، لكنهم عجزوا عن إدارة شؤون الحكم. وعليه يعتقد المؤلف أن أهم سبب لفشل أفكار الإصلاحيين العرب في القرن التاسع عشر أنهم لم يشاركوا في السلطة، واكتفوا بممارسة النقد والتنديد بالظلم، الأمر الذي يقود إلى النظر في علاقة السلطة الثقافية بالسلطة السياسية.   ويأخذ المؤلف على معظم دارسي حركة النهضة والوعي العربي تمسكهم بمسلمة خاطئة، مفادها ان الشعور بالوعي القومي العربي ظهر في القرن التاسع عشر بفعل المؤثرات الغربية، ولا سيما الثورة الفرنسية، فوضعوا تأريخاً لهذا الوعي حين ربطوا بين فكرة الوحدة العربية والرابطة الدينية، وهي مسلمة لا تصمد أمام الفحص الدقيق للتراث العربي خلال الحقبة العثمانية، حيث ارتسمت ملامح الرفض والثورة على استبداد الدولة في إطار المدينة والحواضر الكبيرة، وامتدت إلى فلاحي بلاد الشام، حيث تحولوا إلى قطاع طرق على رجال الدولة وعسكرها، أو تركوا الأرض وهاجروا إلى المدينة، وأبقوا على جاهزية الرفض وتأييد أية محاولة للخروج عن الطاعة.   وبعد تقديمه لنماذج في رفض الاستبداد والظلم سواء في القاهرة أم في دمشق، يؤكد المؤلف أن جهة العلماء وفرت ملاذاً للمجتمع العربي في العصور الحديثة في مواجهة الظلم والفساد، حيث استثمر العلماء في شكل جيد قوتهم الفاعلة في أوساط العامة، ومنحهم ذلك قوة تفاوضية مع السلطة، الأمر الذي قادهم إلى تحقيق نجاح في الدفاع عن حقوق الناس وضبط حركة المجتمع.   وفي عصر النهضة العربية والتجديد الإسلامي، حاول المفكرون معالجة مشكلة الاستبداد في الحكم، فجاءت معالجاتهم من بيئات ثقافية متنوعة، عربية وإسلامية، انعكست في تعدد الصيغ التي حاولت أن تقيد الاستبداد والانفراد بالسلطة، إذ تقدموا بالنقد السياسي للاستبداد وظلاله، وحاولوا كف يد المستبد عن الانفراد بمصائر العباد وفي الحكم، وإشادة مملكة العقل، وطالبوا بحلول مختلفة لأزمة الحكم في ضوء النظرية الإسلامية ومستجدات العصر. ويدور البحث في هذا المجال في أعمال وكتابات كل من عبدالرحمن الكواكبي في الشام، وابن أحمد بن أبي الضياف في تونس، ومحمد حسين التائيني في إيران، وولي الدين يكن في مصر، ومحمد بيرم التونسي في تونس. وينصب جهد المؤلف في البحث عن مصادر أفكارهم، والآليات التي اقترحوها للإصلاح السياسي، وعما إذا نجحوا في صياغة نظرية متكاملة للإصلاح، وما هي مواقفهم من السلطة الحاكمة، والكيفية التي انتهت إليها مصائر الإصلاح.   ويخلص إلى القول بأن المضمون الأساسي الذي ركز عليه دعاة الإصلاح هو رفض الاستبداد بمختلف أشكاله، والتأكيد على وجود القانون، أياً كانت صوره، سواء بصيغة دستور أم هيئة عليا لأعيان الأمة، أم في شكل مجالس انتخابية أم مؤسسات ديموقراطية بمختلف أنواعها أم بتحقيق نموذج الدولة الإسلامية. وفي كل هذه الصور ثمة إذكاء لمعنى الشورى في الإسلام وتأكيد على سلامته في توجيه الحاكم. لكن هذا التمثل للإصلاح لم يأت من التجربة الإسلامية فقط، لأن المنظومة الفكرية عند دعاة الإصلاح كانت متأثرة في شكل كبير بالمراحل التي بلغتها الدول الأوروبية. ويعزو المؤلف عدم إحراز أي تقدم في أي مظهر من مظاهر الإصلاح إلى محاكاة التمدن الغربي عند أبي الضياف والكواكبي وسواهما، من منطلق أن المحاكاة التي كان يسعى إليها المفكرون العرب كان ينظر إليها بريبة وخوف يصل إلى حدّ الاتهام بالتخوين والعمالة للأجنبي. إضافة إلى أن القول بالتقدم على نمط النموذج الغربي والقول باستعادة النموذج الإسلامي الأول، كانا متداخلين في تفكير الكواكبي وابن الضياف، الأمر الذي جعل المضمون الإصلاحي، إتباعي للنموذج الإسلامي الذي ثبت عدم إمكانية استعادته، وإلحاقي لعلاقته وتصوره بإمكانية إحلال النموذج الغربي بدلاً من واقع التخلف.   ويستند المؤلف إلى ما جاء في رحلة زين العابدين المراغي لإيران إبان الثورة الدستورية حيث قدم وصفاً للأوضاع السياسية والاجتماعية والفوارق بين فئات المجتمع وانتشار الظلم وتمادي النفوذ الأجنبي. يتضح منه أن إيران عاشت في الدولة الصفوية السلطانية القاجارية حالة مشابهة للحالة التي كانت سائدة في الدولة العثمانية، وأنها شهدت مطالبة مماثلة بالإصلاح وما رافقه من تدخل للقوى الأجنبية، مع إحكام الاستبداد عبر مركزية صارمة ميزت حكم الشاه ناصر الدين القاجاري ثم مظفر الدين شاه ومن بعدهما محمد علي شاه، والتي تحولت مع بداية القرن العشرين إلى مركزية عسكرية ذات طابع عنصري. وقد قاد هذا الوضع في إيران إلى «ثورة المشروطة» أو الدستور، وتزامن ذلك مع إعادة العمل بالدستور في الدولة العثمانية عام 1908، لكن خنقت التجربة الدستورية الإيرانية مع إسقاط ثورة مصدق، ثم مع انتهاء إيران إلى نظام شمولي في حين أن وضع العرب آل إلى مزيد من التدهور والانهيارات.   يسجل للكتاب خوضه في مسلمات عدة ومحاولة تفنيدها، وتناوله لظاهرة الاستبداد الخطيرة والمقيمة في ربوع سلطاتنا السياسية العربية، لكن الكتاب اتسم بدراسته الموجزة، والتي كان من الممكن جعلها واسعة، بعيدة عن الاستعجال في القول والنظر.   (المصدر: ملحق « تراث » بصحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 19 جانفي 2008)

قيادة أميركية لمكافحة الإرهاب في إفريقيا

 
محمد الأشهب       لا تفرش الورود أمام الأميركيين حيثما ذهبوا، فثمة صعوبات تواجهها خطتهم في إقامة قيادة عسكرية في افريقيا (افريكوم). غير أن أبعد من رفض هذا الوجود، في منطقة شمال افريقيا تحديداً، أن هناك التزاماً مبدئياً وعملياً بالتصدي لتنامي الظاهرة الإرهابية والانخراط في الحرب الدولية عليها.   ولا يتوازى الجدل حول دور القيادة العسكرية الأميركية والمجالات التي تعمل في نطاقها مع الرفض القاطع لنقل قواعد التنظيمات المتطرفة للاستقرار في ملاذات الساحل والصحراء. فالأميركيون يتحاورون مع العواصم المغاربية بمنطق رعاية المصالح المشتركة، فيما نشطاء «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» ومثيلاتها بين التنظيمات الارهابية يستخدمون قوة العنف وحصد أرواح الأبرياء.   في زمن مضى ساد انطباع بأن التحرر من الوجود الأجنبي عسكرياً أو اقتصادياً أو سياسياً يبدأ من تحقيق جلاء القوات عن أراضي الدول المستقلة حديثاً، وتشكل الموقف من القواعد الأجنبية في كل من المغرب والجزائر وليبيا عنواناً بارزاً لفترة التحرر، كانت وقتها مصطلحات الامبريالية والاستعمار الجديد تعلو على كل التصنيفات.   ومن المفارقات أن القواعد التي كانت تجلو عن الضفة الجنوبية للبحر المتوسط اتجهت للاستقرار في الفضاء الأوروبي شمالاً بأقل قدر من الحساسيات، فقد استوعب الأوروبيون التمدد الأميركي خلال فترة ما بعد الحرب الكونية، وبدا أن دولاً مثل اسبانيا والبرتغال اللتين كانتا على مقاس رتب دونية في التنمية إلى جانب بلدان شمال افريقيا قفزتا بعيداً بحوافز الديموقراطية وعقود التقدم، فقد كان القرار أوروبياً بامتياز ولم يُعر قضية القواعد الأميركية أكثر مما تستحقه في سياق استراتيجيات حلف الاطلسي وتداعيات الحرب الباردة قبل أفولها.   منطق المفاضلة بين الوجود الأميركي وانتشار التنظيمات المتطرفة ليس سليماً، أقله أن تنامي الظاهرة الإرهابية جزء من تداعيات ذلك الوجود، وأن تفسير الأشياء بأضدادها في هذه المسألة تحديداً فرضية خاطئة، أقربه أن من لم يفلح في الحرب على الإرهاب لا يمكن الاطمئنان إلى أن مساعدته الآخرين في هذه الحرب ستكون أجدى، وما يتولد عن الحروب الخاسرة سيكون أحياناً أكثر دماراً، وقد كان أحد الجنرالات يردد في مجالسه بعد كل نصر: «حرب أخرى مثل هذه ونهلك»، كون النصر الحقيقي في الحروب نهاية وليس بداية.   بيد أن الأميركيين في سعيهم لإقامة قيادة عسكرية في افريقيا منسجمون مع طموحاتهم الاستراتيجية، وأضفت أحداث التفجيرات الأخيرة في شمال موريتانيا وإلغاء رالي باريس – داكار زخماً على عودة الأوروبيين اصحاب النفوذ التقليدي في منطقة شمال افريقيا إلى حضنهم الواسع. وزاد في ما يمكن وصفه بانسجام اللحظة أن زعيماً أوروبياً في حجم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي هو أكثر تقبلاً لتفاهمات أوروبية – أميركية جديدة.   وسواء أكان محقاً في هذا التحول المهم أم مخطئاً في حساباته، فإن الغائب الأكبر عن معادلات هذه التفاهمات هم أبناء شمال افريقيا الذين ينقادون إلى سياسة رد الفعل بدل صنع سياساتهم، فقد تجاهلوا عمداً أن أصل الأزمة ليس الإرهاب الذي أطل برأسه ليخطف الأضواء، ولكنه أزمات أخرى مثل فقدان الثقة واستمرار الشكوك حيال المشروع المغاربي الذي كان في وسعه أن يقيم جداراً واقياً من اسمنت التكامل الاقتصادي والشراكة السياسية في أطراف المنظومة المغاربية.   فقد تصورت الجزائر في وقت معين أن معركتها ضد الإرهاب ذات امتداد داخلي لا يحتاج إلى مساعدة الآخرين، فيما رأى المغرب بالخطأ نفسه أنه بمنأى عن هذه الظاهرة، وكذلك انتشت تونس وليبيا وموريتانيا إلى حين، ويوم رست بوارج الاطلسي على الساحل الأفريقي لتنظيم مناورات اعتبر الأمر مجرد إمعان في استقطاب حلفاء جدد.   والحال أن الأميركيين تحديداً لا يستيقظون صباحاً لطرح السؤال عن برنامج يومهم الحالي والذي يليه، ومن الضروري أن تفكر بلدان شمال افريقيا جماعياً، وأن تبرمج عقارب ساعاتها على توقيت المرحلة، فذاك أنفع من انتظار توقيت أي انفجار غادر.   (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 18 جانفي 2008)


 
 

أمريكا تطلب من سفارتها بالجزائر تشديد الإجراءات الأمنية

 
الجزائر (رويترز) – أفادت رسالة موجهة الى المغتربين الامريكيين بأن السفارة الامريكية في الجزائر طلبت من العاملين فيها تشديد الاجراءات الامنية من جراء مخاوف من وقوع هجمات ارهابية في العاصمة.   وأضافت الرسالة التي تحمل تاريخ 18 يناير كانون الثاني وهي الثانية من نوعها منذ التفجيرين اللذين وقعا في الجزائر العاصمة الشهر الماضي وأعلنت القاعدة مسؤوليتها عنهما أنه من الافضل لكل الامريكيين في الجزائر الحد من تحركاتهم في البلاد.   وتابعت الرسالة التي نشرت على موقع السفارة على الانترنت « نتيجة للمؤشرات المتواصلة عن احتمال وقوع هجمات ارهابية في الجزائر العاصمة أصدرت السفارة توجيهات للعاملين بها بتجنب الحركة غير الضرورية في المدينة حتى اشعار اخر وربما الحد من تحركاتهم تماما في بعض الاوقات. »   وأعلن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي مسؤوليته عن تفجير انتحاري لمبان تابعة للامم المتحدة في الجزائر العاصمة يوم 11 ديسمبر كانون الاول وهجوم اخر في نفس اليوم اللذين قال مسؤولون انهما أسفرا عن سقوط 41 قتيلا بينهم 17 من العاملين في الامم المتحدة.   وأصدرت السفارة الامريكية رسالة مشابهة يوم 23 ديسمبر تعلن فيها تقييد الحركة لكل العاملين في العاصمة الجزائرية. ويعيش ما يصل الى ألف أمريكي في الجزائر ويعمل الكثير منهم في حقول النفط والغاز في جنوب البلاد. ونصحت بريطانيا دون ذكر تفاصيل مواطنيها يوم الاربعاء الماضي بعدم السفر دون ضرورة الى العاصمة الجزائرية. ولم تخص التحذيرات البريطانية السابقة الجزائر العاصمة بالذكر ولكنها ركزت على مناطق مضطربة الى الشرق من العاصمة حيث تقع اشتباكات من حين لاخر بين قوات الامن وجماعات اسلامية مسلحة. وتحالف متشددون اسلاميون جزائريون مع تنظيم القاعدة العام الماضي وبدأوا محاكاة أساليب تنظيم القاعدة من خلال تنفيذ سلسلة من التفجيرات الانتحارية الكبيرة في المدن. وكان تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي يطلق عليه من قبل اسم الجماعة السلفية للدعوة والقتال وكان يفضل نصب الكمائن لقوات الامن الحكومية من قاعدته الرئيسية في منطقة القبائل الى الشرق من الجزائر العاصمة. وكثفت الشرطة وكذلك قوات الامن التابعة لوزارة الدفاع الاجراءات الامنية داخل العاصمة وحولها منذ بداية العام.   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 20 جانفي 2008)
 

 

فيلم ضد القرآن

 
عبد الرحمان الراشد   اكتشف المتطرفون المعادون للعرب والمسلمين كيف يمكن حك جلدهم من اجل استفزازهم. استدلوا على حساسية المسلمين من خلال سلسلة اعمال ادبية وسينمائية ورسوم كاريكاتورية استثارت غضبهم الى درجة القتل والحرق والفوضى العارمة. وخلال السنوات القليلة الماضية وقع صدام ثقافي شعبي، مثل التعريض بالرموز الاسلامية من جانب، وردود دموية عليه من الجانب الآخر. خلالها نجح المتطرفون في خلق واقع جديد يدفع الى كراهية المسلمين في انحاء العالم، لا في اوروبا فقط. وقد يبدو غريبا أن يتم التعريض بالمسلمين، وفي نفس الوقت يصبحون هدفا للكراهية، كيف يمكن ذلك؟   في المناسبات التصادمية الماضية ظهر المسلمون على أنهم لا يحترمون حرية التعبير المقدسة عند الغربيين، فقبل ثلاث سنوات اتهموا بقتل مخرج هولندي لأنه انتج فيلما ناقدا للرؤية الاسلامية حيال المرأة. وقبل عامين سارت مظاهرات حرقت فيها ودمرت ممتلكات بسبب رسوم كاريكاتورية نشرتها صحيفة مغمورة في الدنمارك. غيرت تلك الاحداث آراء كثيرين بمن فيهم مدافعون عن الاسلام، خاصة في معسكر اليسار الاوروبي والجماعات الحقوقية، وانقلبوا ضد القضايا العربية والإسلامية بسبب تلك الحوادث. كتبت الصحف كثيرا نقدا قاسيا للاسلام، ونتيجة لهذا الطرح لم يعد صعبا إفساد العلاقة بين الجاليات المسلمة والدول التي يعيشون على أرضها، وتخريب مجمل العلاقة حتى خارج الحدود.   نحن الآن بصدد أزمة جديدة لأن احد السياسيين المتطرفين الهولنديين يزمع انتاج فيلم ضد القرآن. من المؤكد انه سيستفز مشاعر المسلمين، وهذا هو ما يريده. يريد دفع المسلمين للظهور بمظهر المتطرفين الخطرين أمام كاميرات التلفزيون، ويتمنى أن يرتكبوا أكبر قدر ممكن من الفوضى لدفع الرأي العام نحو استصدار تشريعات تضيق عليهم. فقد اكتشف ان المتطرفين المسلمين هم خير حلفائه، يعملون مثل كتيبة لصالحه. لسنوات طويلة عجز المتطرفون اليمينيون المعادون للأجانب بشكل عام، والمسلمين بشكل خاص، عن استصدار قوانين تضيق عليهم. الآن اكتشفوا ان نقد قضايا دينية يكفي لإثارة التوتر، وخلق رأي عام ضد المسلمين. وهناك على الجانب الاسلامي أيضا تجد من يبحث عن مناسبة للظهور بمظهر المدافع البطل ردا على فيلم او صورة او مقال، فتمنحه الأهمية والشعبية، كما رأينا في قضية الرسوم الدنماركية.   الحقيقة المنسية ان الهجوم على الاسلام، مهما كان ظالما، يعطي فرصة للحديث عنه بشكل إيجابي أيضا. فهناك جمهور كبير من الناس يصبحون اكثر استعدادا للتعرف عن قرب على الموضوعات ذات الجدل. والحرية في الغرب تتيح فرصة ثمينة لمن أراد أن يعرض وجهة نظره، ان يروج لفكرة او يبيع بضاعة، حيث لا توجد حكومات تمنع، أو كنائس تحرق، بل ساحة مفتوحة للجدل طالما انه نقاش بلا سكاكين.   ويكون الرد على فيلم النائب الهولندي اليميني المتطرف فايلدرس بنفس الطريقة، الدخول في المناظرات التي سيتيحها الفيلم رغما عنه. فوسائل الإعلام ستهتم بنقاش الموضوع، وستعطي الفرصة للمثقفين المختصين في الشأن الاسلامي بتقديم وجهات نظرهم حول القرآن. هكذا ترد على الاساءة بالاستفادة من مناخ الحرية لا مقاتلتها. فالغرب لا يمكن، ولا يستطيع، منع المتطرفين من إصدار أفلام ورسوم ضد الاسلام، لأنه يسمح بها ضد المسيحية واليهودية. قوة الإسلام في قدرته على الانتشار بالحوار والإقناع لا بالحرق والاغتيال.   (المصدر: صحيفة « الشرق الأوسط » (يومية – لندن) الصادرة يوم 20 جانفي 2008)

أول فندق إسلامي يفتح أبوابه بدبي

 
محمد حامد لا مشروبات كحولية.. أوقات ارتياد النساء لحمامات السباحة مخالفة للرجال.. موسيقى هادئة مستوحاة من أصوات الطبيعة… تلك أبرز سمات سلسلة جديدة من الفنادق هي الأولى التي تسير كافة شئونها وفقا للشريعة الإسلامية، وتفتح أول فروعها اليوم الأحد. ففي إمارة دبي أعلنت إدارة مجموعة « الألفية » للفنادق عن افتتاح فندق « كوبثورن » بسعة 163 غرفة ضمن سلسلة تعتزم إنشاءها في القريب العاجل، وبدأ الفندق الجديد اليوم في استقبال النزلاء، بحسب موقع « برس تي في » الإيراني على الإنترنت. الفندق الذي مول إنشاءه « بنك أبو ظبي الإسلامي » يهدف إلى تقديم خدمة على أعلى مستوى للراغبين في « معاملة أكثر احتشاما »، وفق تصريحات المدير العام للفندق، رضا مختار. وبمزيد من الإيضاح، يقول مختار: « لا خمور.. الموسيقى المستخدمة في الفندق مستوحاة من الطبيعة ومن أصوات الطيور ومساقط المياه وهدير الأمواج.. لكل من النساء والرجال أوقاتهم الخاصة بهم في حمامات السباحة ». ويفتح الفندق أبوابه أمام الأفراد والعائلات، وسيكتفي بالإطلاع على أوراق الهوية التي تثبت الصلة بين أفراد الأسر التي ستنزل فيه، بحسب مدير الفندق. ولا يخلو فريق العمل في الفندق الجديد من النساء، إذ يعملن في خدمات الاستقبال وكجرسونات ومدبرات، ويؤكد مختار أنهن « لسن منتقبات، لكن يرتدين ملابس محتشمة للغاية ».   رغبة شديدة   فكرة هذا الفندق انطلقت من الرغبة الشديدة لدى كثير من العائلات المسلمة في وجود فنادق تتفق الحياة فيها مع تعاليم الشريعة الإسلامية، بحسب موقع « زوايا » الإخباري الإماراتي على الإنترنت، والذي يؤكد أن مثل هذه الفنادق توفر مزيدا من الأمان للعائلات المسلمة على أولادهم. ونظرا للتوقعات التي تشير إلى أن مثل هذه الفنادق ستحظى بإقبال كبير من جانب السائحين العرب والمسلمين، فإن مستثمري الخليج يظهرون اهتماما كبيرا بها، بحسب مختار. وفي نهاية العام الماضي أعلن عدد من المجموعات الفندقية عن مشاريع لإنشاء سلاسل فنادق تلتزم بتعاليم الشريعة الإسلامية، مشيرة إلى أنه مع نهاية عام 2008 سيكون هناك العديد منها.   (المصدر: موقع إسلام أونلاين.نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 20 جانفي 2008)


ساركوزي يفقد شعبيته بفرنسا ومفكرو أفريقيا يتحدونه

  

 
أظهر استطلاع للرأي داخل فرنسا تراجع شعبية الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بشكل غير مسبوق. وعلى الصعيد العالمي اهتزت صورة سيد الإليزيه بسبب خطاب ألقاه في السنغال في يوليو/ تموز الماضي صدم مفكرين أفارقة وفهموا محتواه بوصفه إعادة للنزعة الاستعمارية القديمة.   واظهر استطلاع للرأي نشر السبت أن شعبية ساركوزي هبطت بشدة خلال الشهر المنصرم ولاسيما بين الناخبين المحافظين بعد انتقادات لسجله الاقتصادي وحياته الخاصة التي طفت على السطح بظهوره العلني مع صديقته عارضة الأزياء السابقة كارلا بروني.   وقال الاستطلاع الذي اجري لحساب صحيفة (جورنال دو ديمانش) الأسبوعية إن 47 % من الناس كان لديهم رأي ايجابي بشأن ساركوزي مقابل 52 % في ديسمبر/ كانون الأول مما يجعله اقل شعبية من رئيس وزرائه فرانسوا فيون لأول مرة منذ انتخابه في مايو/ أيار الماضي.   وهذه أول مرة يتراجع فيها ساركوزي تحت مستوى 50%  في استطلاع مؤكدا نتائج استطلاع آخر جرى الأسبوع الماضي. وتأتي هذه النتائج قبل شهرين من الانتخابات المحلية.   ويقول محللون سياسيون إن شعبية ساركوزي هبطت منذ أن أثار شكوكا في أحد وعوده خلال حملته الانتخابية وهي تعزيز القوة الإنفاقية للمواطن الفرنسي خلال مؤتمر صحفي في بداية العام الجديد قائلا إن خزانة الدولة خاوية.   وقال مدير معهد بي في إيه لاستطلاعات الرأي إن الناخبين يعتقدون أن ساركوزي لم يلتزم بالوعد الذي أعلنه قبل الانتخابات بأن يكون »رئيس القوة الشرائية ».   الرئيس العاشق   من جهة أخرى أثار ساركوزي أيضا دهشة بين الناخبين الأكبر سنا في فرنسا التي تقطنها أغلبية كاثوليكية بقصة حبه العلنية مع عارضة الأزياء كارلا بروني التي تحولت إلى مغنية.   وأظهر الاستطلاع أن أكبر تراجع في شعبية ساركوزي منذ ديسمبر/ كانون الأول كانت بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و64 عاما حيث هبطت ثماني نقاط مئوية الى 43 %. كما هبطت شعبيته عشر نقاط مئوية لتصبح 59 % بين أصحاب المتاجر والأعمال الخاصة ورؤساء الشركات الذين يمثلون حجر الأساس في تأييد الحزب الحاكم بزعامة ساركوزي.   ولعل الهجوم الأبرز الذي قد يؤثر على صورة الرئيس الفرنسي داخليا هو اتهام المعارضة له بالتخلي عن نموذج العلمنة الفرنسية لما لها من صلة بمبادئ الثورة الفرنسية التي يفاخر الفرنسيون بأنها إرث حضاري وإنساني.   وجه استعماري   ولم تقف مشاكل الرئيس الفرنسي الغارق في تجربته العاطفية الجديدة عند حدود الشعب الفرنسي، فقد أثارت مواقفه احتجاجا على الصعيد العالمي وخصوصا في قارة أفريقيا ذات التاريخ الطويل في المعاناة من كتائب الاستيطان الفرنسي في القرون الماضية.   فقد اجتمع عدد كبير من المثقفين الأفارقة والأوروبيين السبت في مدينة باماكو عاصمة مالي لإنشاء (لجنة علمية للذاكرة الأفريقية)، ردا على الخطاب الذي  ألقاه ساركوزي في العاصمة السنغالية دكار في تموز/ يوليو الماضي حيث صدم الأفارقة بوصفه يحمل إرثا استعلائيا يعود إلى العهد الاستعماري.   وسينهي هذا اللقاء -الذي دعت إليه المؤرخة المالية أدامي با كوناري- أعماله الأحد بالإعلان عن « توجيهات عامة » للتقيد بها أثناء تأليف كتاب يعده مفكرون أفارقة ينصفون به تاريخ القارة السوداء.   وكان ساركوزي أثار موجة احتجاج حادة خلال زيارته الأولى الى أفريقيا جنوب  الصحراء بقوله إن « مأساة أفريقيا هي أن الإنسان الأفريقي لم يتوغل توغلا كافيا في  التاريخ ». وأضاف أن « الفلاح الأفريقي الذي يعيش مع الفصول منذ آلاف السنين، ويقوم  مثال حياته الأعلى على التناغم مع الطبيعة، لا يعرف إلا التكرار الأبدي للوقت على وقع الاستخدام الذي لا ينتهي للحركات نفسها والكلمات نفسها ».   (المصدر: موقع الجزيرة.نت » (الدوحة – قطر) بتاريخ 20 جانفي 2008 نقلا عن وكالات الأنباء)

 


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

26 juillet 2005

Acceuil TUNISNEWS 6 ème année, N° 1892 du 26.07.2005  archives : www.tunisnews.net الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: أنقذوا حياة  عبداللطيف

+ لمعرفة المزيد

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.